Professional Documents
Culture Documents
إن الباحث املهتم باملادة االجتماعية مطالب بالنزول إىل امليدان والبقاء فيه
مدة من الزمن من أجل اكتشاف موضوعه ومتابعته ومعاينته عن قرب ،وقد جيد
الب احث نفس ه مض طرا لإلقام ة واالس تقرار والس كن يف منطق ة حبث ه وبني أه ايل
موض وع دراس ته إىل درج ة االن دماج فيهم وكأن ه عض و ينتمي إليهم ،فيتعلم
لغتهم وأسلوب حياهتم ويتبىن تصوراهتم للحياة ولألشياء » .ويشعر بالقيم اليت
يعتنقوهنا ويعم ل معهم ويش اركهم يف طع امهم واحتف االهتم ويرت دي مالبس هم،
1
-د.وسام العثمان :المخل إلى األنتروبولوجيا .ص .108
ويف بعض األحي ان ي دخل كعض و يف مجعي اهتم إذا مسحت النظم االجتماعي ة
2
بذلك«.
لق د تفطّن الب احثون االجتم اعيون بص فة عام ة لقيم ة البحث املي داين وم ا
يقدم ه للب احث وللبحث من طاق ات موض وعاتية ومن معلوم ات حي ة ومباش رة
ومفيدة للبحث ،ومن مثة كان حرصهم وتشجيعهم وتدعيمهم شديدا على املادة
احلقلية اليت جيمعها الباحث ويدوهنا كمادة خام.
كما أ ّكد األنثروبولوجيون وعلماء االجتماع منذ وقت مبكر على ضرورة
البحث املي داين من أج ل مجع وت دوين أش كال الثقاف ة االجتماعي ة واالنس انية
العدي دة واملتنوع ة من مص ادرها األص لية من رواة ومب دعني وفن انني وحرف يني
وحفظة وممارسني للعادات والتقاليد والطقوس واملعتقدات الشعبية اليت أصبحت
مهددة باالنقراض والزوال إن مل يسرع الباحثون إىل مجعها وتدوينها وصيانتها
ودراستها.
لق د مت تص نيف الب احثني االجتم اعيني واالنثروبولوج يني املي دانيني إىل ن وعني
أساسيني:
الن وع األول :وه و الن وع ال ذي حتدثنا عن ه س ابقا حيث " ق د يك ون -1
الب احث رجال اس تعماريا أو قانوني ا أو رج ل أعم ال ،أو مبش را ديني ا...
وعموم ا فه ؤالء مل يكون وا م دربني يف الس لوك احلس ي أو املرئي ،وأيض ا
غالب ا م ا ك انوا غ ري م زودين بش كل ك اف بامله ارات االجتماعي ة إلجناز
علمي حقيقي والقيام ببحث متكامل ،ومع ذلك ،فإن مذكراهتم وبياناهتم
حتف ل بن وع من احلق ائق ال يت يس تطيع ال دارس الفطن أن يس تخلص منه ا
3
معلومات كثرية ".
النوع الثاني :وميثله الباحثون االجتماعيون احملرتفون و أصحاب مهارات -2
معرفية ومنهجية كبرية.
ومهم ا يكن من األم ر ه ذه املادة وال يت س جلها ه ؤالء الن اس فان ه ال ميكن
االعتماد عليها اعتمادا مطلقا وكامال وهنائيا أثناء الدراسة .قد تشكل مادة أولية
3
ص .73 - د .عبد اهلل عبد الغني غانم 7:طرق البحث األنثروبولوجي .المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،ط،2004 ،1
أو معلما ابتدائيا و موض وعاتيا ،ولكن تبقى ناقصة وغري مؤسسة تأسيسا علميا
أثناء اجلمع والتدوين.
وق د متيز ه ذا الص نف من الب احثني يف م ادة الثقاف ة االجتماعي ة واإلنس انية
بثالث مميزات وهي:
4
-ايفسنر برتشارد :األناسة المجتمعية -ديانة البدائيين في نظريات األناسيين ،ترجمة حسن قبسي ،دار الحداثة للطباعة والنشر
والتوزيع ،بيروت ،ط ،1986 ،1ص .92
والثقافي ة واالجتماعي ة والعرفية واالقتص ادية والنفسية ال يت احتضنت هذه الثقافة
مبظاهرها املادية واملعنوية والسلوكية.
5
-د .محمد حسن غامري :طريقة الدراسة األنثروبولوجية الميدانية ،المكتب الجامعي 7الحديث ،اإلسكندرية ،ص.30 .
_4الدرس الرابع:
-صعوبات علمية:
قد جيد الباحث امليداين نفسه أحيانا عاجزا عن مواجهة موضوعه مواجهة
علمي ة وذل ك لص عوبته وص عوبة م ا يطرح ه من إش كاالت مل يكن يفك ر فيه ا
البحث قب ل نزول ه إىل املي دان ،األم ر ال ذي يف رض علي ه التوق ف وإع ادة ت دعيم
رص يده العلمي من جدي د ح ىت يس تطيع التكف ل مبوض وعه تكفال علمي ا ناجح ا
وش امال .ومن ه ذا املنطل ق نعتق د أن ه ال ب د وأن يس بق البحث املي داين تك وين
الرصيد النظري واملعريف الذي يعتمد عليه الباحث ويتبع خطواته ،وقد يشكل
الرصيد النظري القوة املدعمة للباحث يف حتديد موضوعه وحتديد ميدانه وحتضري
األرضية املعرفية اليت ينطلق منها ،وال يستطيع الباحث حتقيق أي تقدم يف جماله
البح ثي املي داين "إال عن طري ق حتقي ق رص يد من النظري ات والف روض ال يت تع اجل
كافة ج وانب الثقاف ة أو احلي اة االجتماعية وال يت يتم التحقق منها واختبارها من
خالل البحوث احلقلية املركزة ".6
يعت رب الرص يد املع ريف النظ ري عنص را أساس يا ورئيس يا يف جمال البحث
العلمي ،فالب احث احلق واحلقيقي مط الب ب أن ميتل ك ق درة علمي ة وأن يتمت ع
مبس توى علمي جيّ د يؤهل ه خلوض مغ امرة ال نزول إىل املي دان .ولع ل ال ذي ال
حيتم ل الش ك واملناقش ة أ ّن أي حبث ومهم ا ك انت طبيعت ه وجماالت ه ،فال ب د وأن
يسبقه تكوين هذا الرصيد املعريف النظري والذي يشكل القوة اليت يرتكز عليها
الباحث يف حتديد موضوعه وبناء تصميمه وتبىن خطته واختبار منهج مقاربته له.
وقد ال يكون النجاح حليف الباحث إالّ إذا كان البحث منذ بدايته مؤسسا على
تصور علمي صحيح ورؤية منهجية واضحة وسليمة.
إن التك وين العلمي النظ ري املختص يف جمال البحث املي داين أم ر ض روري
للباحث األنثروبولوجي واالجتماعي والثقايف ،حيث يستحال النزول إىل امليدان
دون معرف ة علمي ة مس بقة ح ول املوض وع ومنهجي ة معاجلت ه والتكف ل ب ه وك ذا
كيفية استثمار امليدان أو املنطقة واألهايل املبحوثني استثمارا علميا وموضوعيا...
6
-د .فتيحة محمد إبراهيم ومصطفى حمدي الشنواني :مدخل إلى مناهج البحث في علم اإلنسان "أنثروبولوجيا" ،مطبعة دار المريخ
للنشر ،الرياض ،السعودية ،1988 ،ص .226
فالباحث املولع بامليدان خيتلف عن اإلنسان العادي السائح الذي قد يزور نفس
امليدان -املنطقة -اليت يقيم فيها هذا الباحث ويقوم فيها بأحباثه ،قد يقف هذا
اإلنس ان عن د ح دود التس جيل أو االنبه ار أم ام ظ اهرة اجتماعي ة أو ثقافي ة أو
سلوكية ،يف حني أن سلوك الباحث مع نفس الظاهرة قد خيتلف اختالفا كبريا،
فه و مط الب حبكم ه دف نزول ه إىل املي دان ،وحبكم تكوين ه العلمي وختصص ه
املعريف وحبكم الوعي وااللتزام واملسؤولية العلمية أن يأخذ الظاهرة مأخذا علميا
يقوم أساسا على السؤال واملناقشة والتحليل وفق أطر علمية موضوعية تتعدى
ح دود اإلعج اب واالنبه ار الس ياحي أو االكتش اف الرومانس ي ،فالب احث
يالحظ ،يسجل ،يصور ،يصف ،يسائل ،حيلل ،يصنف ،فهو مطالب "بضرورة
اإلعداد اجليد لدراسته ووضع اعتبار مسبق لكل خطوة من خطواهتا أو احتمال
من احتماالهتا يف ضوء رؤية علمية س ليمة يقوم على فهم قواع د البحث العلمي
واإلملام بالتجارب املشاهبة اليت سبق إجراؤها يف نفس اجملال وتشبهها يف أمهية ما
ي رتتب على جناحه ا من نت ائج هام ة تس اعد على أن تق دم خط وات عدي دة يف
مس اره العلمي ،وتفس ح اجملال للتوص ل إىل قض ايا ونظري ات جدي دة ميكن أن
7
تكون منبعا لفروض أخرى جتري بشأهنا جتارب جديدة وهكذا.
إ ّن الب احث املي داين احلقيقي خيش ى وخياف من املي دان ،وال يفك ر في ه إالّ بع د أن
يكون قد أحس إحساسا عميقا وصادقا بأنه على أمت االستعداد لذلك ،وأنه قد
7
-مرجع سابق ،ص.158 .
حض ر نفس ه حتض ريا علمي ا متين ا يؤهل ه ملواجه ة القض ايا والتس اؤالت ال يت ق د
ّ
يطرحها عليه املوضوع أو قد يفاجئه هبا امليدان .فالنزول إىل امليدان يف اعتقادنا
مغ امرة وج رأة علمي تني ...وال ب د على الب احث من اإلحس اس ب أ ّن نزول ه إىل
امليدان عمل علمي قد يندرج ضمن رؤية علمية شاملة سبقه إليها علماء آخرون
وأ ّن دراس ته ه ذه متص لة ب الرتاث العلمي املي داين ال ذي أرس ى قواع ده ع دد من
العلم اء ال ذين وهب وا حي اهتم للبحث املي داين وللتكف ل بالقض ايا االجتماعي ة
والثقافي ة واالقتص ادية والعقائدي ة والعرفي ة والسياس ية احمللي ة واخلاص ة بع دد من
الشعوب واحلضارات
والثقاف ات واجملتمع ات املغم ورة املنس ية أو يف طري ق ال زوال واالن دثار "فالرتاب ط
وال رتاكم من طبيع ة أي علم ،وك ل ب احث يتوج ه إىل عمل ه احلقلي وه و م زود
خبلفية كافية من املعرفة ببعض جوانب هذا الرتاث ،يشعر بأنه ال يبدأ من فراغ
وإمنا جيد دائما ما يوجه خطواته يف البحث وعليه بدوره أن ينجز دراسته حبيث
يساعد التقرير األخري عنها على إمكانية االستفادة منها يف دراسات أخرى أو يف
8
إجراء مقارنات تشبهها مع غريها من الدراسات".
إن تسلح الباحث بالرصيد املعريف النظري قبل النزول إىل امليدان قد يصونه
ويصون له ذات ه العلمية ويصون موضوعه ودراس ته من االنزالقات واالحنرافات
اخلاطئ ة واخلط رية وال يت ق د تس يء إلي ه وإىل دراس ته وإىل موض وعه وإىل املنطق ة
8
-نفسه ،ص.103 .
وك ذا إىل األه ايل املبح وثني ،ومن مث ،ف إن الب احث املي داين مط الب بتحلي
باملوض وعية العلمي ة واالبتع اد عن ك ل م ا يتن اىف والبحث العلمي يف مقاربت ه
للقض ايا الثقافي ة واالجتماعي ة والعقائدي ة والعرفي ة واألخالقي ة ذات الص لة الوثيقة
باألهايل وهبوية انتماءاهتم املختلفة...
قد تواجه الباحث امليداين "صعوبات ترتبط باملعايري والعادات اليت تسود
جمتم ع الدراس ة عن د اس تخدامه م دخل الفهم ال ذايت لفهم ثقاف ة اجملتم ع ،وتظه ر
ه ذه الص عوبات عن دما يق وم أح د الب احثني مثال بدراسة دور املرأة يف اجملتمعات
التقليدي ة ...س وف جيد أن املرأة ال يس مح هلا ب االختالط أو التح دث م ع رج ل
غ ريب عنه ا 9".ويف مث ل ه ذه الوض عية جيد الب احث نفس ه يف حال ة ج د ص عبة
ومتناقضة يف نفس الوقت ،فهو بني وضعيتني متناقضتني :وضعية البحث العلمي
الذي ال يعرتف مبثل هذه املمنوعات أو العراقيل ذات البعد الثقايف واالجتماعي
والعريف احمللي ،ووضعية الثقافة احمللية بعاداهتا وتقاليدها ومنطقها اخلاص والثابت
ال ذي ال يع رتف ب العلم ال ذي ق د يس يء لألص ول الثقافي ة واألخالقي ة احمللي ة أو
الذي يتجه ويتحرك يف اجتاه معاكس للعادات والتقاليد واملعتقدات ...فالباحث
يف مث ل ه ذه الوض عية يس عى جاه دا إىل البحث عن وس يلة توفيقي ة تض من ل ه
سالمة البحث العلمي دون املساس بعادات وتقاليد األهايل إن استطاع إىل ذلك
سبيال.
9
-
_5الدرس الخامس:
-صعوبات مالية:
يق وم العنص ر املايل ب دور مهم يف عملي ة جناح أو فش ل البحث املي داين،
فالباحث مطالب بأن ميتلك ماال وافرا من أجل تغطية مصاريف البحث امليداين
الذي حيتاج إىل مصادر للتمويل خاصة عندما جيري البحث يف جمتمعات أجنبية
عن منطقة الباحث األصلية وعادة ما تقوم بعض املؤسسات اليت هتتم بالبحوث
امليداني ة بتمويله ا وختص ص املؤسس ات البحثي ة أشخاص ا هلم خ ربة ودراي ة بأمهي ة
10
البحوث وتقدير مدى االستفادة منها وتوظيف نتائجها يف اجملاالت التطبيقية.
-صعوبات أمنية:
10
-د .محمد حسن الغامري :مرجع سابق ،ص.ص.39 – 38 .
قد جيد الباحث نفسه يف وضعيات أمنية جد صعبة متنعه من مواصلة حبثه
أو البقاء يف امليدان واالستقرار فيه حيث يرفضه األهايل وال يستقبلونه ،وذلك قد
يع ود إىل ع دد من األس باب ك أن يك ون موض وع ش ك أو يعتق د في ه جاسوس ا
للس لطات أو أن ه يري د هبم ش را أو لوج ود جترب ة س ابقة هلم م ع أح د أو بعض
الب احثني يك ون ق د س ببت هلم املت اعب ،أو لوج ود أنش طة غ ري قانوني ة جترى يف
جمتمع الدراسات كعمليات التهريب مثال ،أو لصفات معينة ختص الباحث وقع
اع رتاض عليه ا من ناحي ة األه ايل س واء من حيث الن وع أو الل ون أو االنتم اء
ال ديين أو السياس ي أو االجتم اعي أو غ ري ذل ك 11.ف البحث ال ميكن أن تك ون
نتائج ه إجيابي ة ومفي دة إالّ إذا تأس س ومت إجنازه يف ظ روف أمني ة آمن ة ومرحية
وحسنة تضمن للباحث السالمة اجلسدية واملعنوية وكذا لألهايل املبحوثني بعيدا
عن كل مضايقة أو خطر أو ضغط مهما كان مصدره.
ومهما يكن من أمر هذه الصعوبات ،فإن الباحث مطالب بالتحضري املادي
واملعن وي اجلي د واجلاد قب ل ال نزول إىل املي دان وقب ل أن يص طدم حبق ائق األش ياء
الص عبة أو اخلط رية وال يت ق د تعرق ل الس ري احلس ن للبحث والدراس ة ،فالب احث
املي داين مط الب "بوض ع اعتب ار مس بق لك ل خط وة من خط وات أو احتم ال من
احتماالت ه يف ض وء رؤي ة علمي ة س ليمة تق وم على فهم قواع د البحث العلمي
واإلملام بالتجارب املشاهبة اليت سبق إجراؤها يف نفس اجملال وتشبهها يف أمهية ما
11
-د .فتيحة محمد إبراهيم ومصطفى حمدي الشنواني :مرجع سابق ،ص.172.
ي رتتب على جناحه ا من نت ائج هام ة ،تس اعد الب احث على أن يتق دم خط وات
عدي دة يف مس اره العلمي ،وتفس ح اجملال للتواص ل إىل قض ايا ونظري ات جدي دة
12
ميكن أن تكون منبعا لفروض أخرى جتري بشأهنا جتارب جديدة وهكذا".
يشكل النزول إىل امليدان قيمة علمية ال يستهان هبا يف العلوم االجتماعية
عام ة واألنثروبولوجي ة خاص ة حيث تق ّرب الب احث من موض وعه ومن األط ر
البشرية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية والدينية والسياسية احمللي.
ومن ه ذا املنطل ق ن ّوه بص ورة كب رية األن ثروبولوجيون وعلم اء االجتم اع
بقيمة البحث امليداين وأكدوا عليه بل اعتربوه حمطة أساسية يف دراسة الثقافات
احمللي ة ال يت مل ت دون بع د وال يت الزالت ش فوية االنتق ال بني األجي ال ،فهي يف
حاج ة ماس ة إىل مجع وت دوين وص يانة،او البحث ىف املؤسس ات احمللي ة املختلف ة
وق د ال يتحق ق ك ل ذل ك إالّ إذا س افر الب احثون حنو مواطنه ا وس جلوها من
مصادرها ودرسوها دراسة ميدانية قبل أن تضيع وتذهب بذهاب أصحاهبا.
12
-مرجع سابق ،ص.158.
_6الدرس السادس:
لقد أخضع الباحثون املولعون بالبحث امليداين منهجية وقواعد وتقنيات النزول
إىل املي دان واس تثماره إىل ع دد من القواع د واألس س ال يت حيتكم إليه ا الب احث
املرشح إىل متابعة موضوعه متابعة ميدانية ،وهي:
-1املالحظة.
-2املالحظة باملشاركة.
-3املقابلة.
-المالحظة:
يعت رب الب احثون األن ثروبولوجيون وعلم اء االجتم اع املالحظ ة من أهم
وسائل البحث ومجع املعلومات" ،فقد استخدمت يف مجع املعلومات لدى مجيع
الش عوب بدائي ة ك انت أم متحض رة ،يف املاض ي أو يف احلاض ر ،وذل ك من أج ل
احلصول على املعلومات عن األش ياء واملواقف احمليط ة هبم والتع رف على ظواهر
13
فينزل الباحث إىل امليدان ويالحظ الناس ويتابع أنشطتهم احلياة ومشكالهتم".
املختلف ة يف ك ل مك ان ويف ك ل زم ان ،يف القري ة ،يف الس وق ،يف احلق ل ،يف
ال دار ،يف العم ل ،ويف أوق ات خمتلف ة ،يف الص باح ،يف املس اء ،يف اللي ل ،عن د
الغروب ،ويف فصول السنة املختلفة ،يف اخلريف ،يف الشتاء ،يف الربيع يف الصيف
ويف مناس بات خمتلف ة يف االحتف االت ،يف األعي اد ،يف األع راس ،يف املآمت ،ويف
غريه ا من املناس بات االحتفالي ة احمللي ة والعائلي ة ...فيس جل ه ذا الب احث ك ل ما
يالحظه من سلوكات مادية ومعنوية ،ومن أشياء وأدوات خمتلفة.
ويف ه ذا الص دد ،ال ميكن أن ننك ر دور وقيم ة املالحظ ة عن د الب احث
األنثروبولوجي ،واالجتماعي فبالرغم مما تثريه من قضايا وصعوبات وما تفرضه
أيض ا على الب احث من طاق ات جس دية ونفس ية واجتماعي ة وثقافي ة ومعرفي ة
وأخالقي ة ،فإهنا تبقى مهم ة وأساس ية أثن اء ال نزول إىل املي دان ومجع م ادة البحث
13
-د .وسام العثمان :مرجع سابق ،ص.118 .
14
-المرجع السابق ،ص .119
وتس جيلها مباش رة من مص ادرها ومن أف واه أص حاهبا ومن يومي اهتم االجتماعي ة
والثقافي ة واالقتص ادية والعقائدي ة فالب احث ي نزل إىل املي دان أين يق ف موق ف
دون يف
املالح ظ واملع اين واملش اهد ،ي رى ويس مع وحيس مث ينق ل ويس جل وي ّ
كراسته كاملالحظ بصمت دون أن يأبه به أحد أثناء متابعته للمبحوثني وأثناء
معاينت ه نش اطهم الي ومي .غ ري أن املالحظ ة ق د تكش ف يف بعض احلاالت عن
قص ورها وحمدودي ة مردوده ا حيث ال تفي دوم ا وأب دا يف ك ل احلاالت ب الغرض
العلمي املطل وب ،وبالت ايل ال متكن الب احث من مجع مادت ه وت دوين معلومات ه
الكافية حول موضوع الدراسة ،ففي مثل هذه احلالة قد جيد الباحث نفسه عاجزا
وحمدود احلرك ة وبعي دا عن حتقي ق مبتغ اه .األم ر ال ذي يف رض علي ه البحث عن
وسيلة حبثية أخرى وعن إجراء تقين أكثر فاعلية حىت يقرتب أكثر فأكثر من مادة
موضوعه فيتعدى مستوى املالحظة ليمر إىل مستوى االندماج الكلي مع األهايل
حيث يشاركهم نشاطهم اليومي كعضو ينتمي إىل مجاعتهم .وقد تصل به درجة
االن دماج إىل حال ة يوش ك أن يك ون فيه ا باحث ا وموض وع البحث يف نفس
الوقت ،فتتحول يف هذه احلالة املالحظة البسيطة احملدودة إىل املالحظة املشاركة
أو كما حيلو للبعض تسميتها املالحظة باملشاركة.
-2المالحظة المشاركة:
يع رف الب احث األن ثروبولوجي د.ع اطف وص في املالحظ ة املش اركة بأهنا
"بك ل بس اطة مش اركة الب احث يف النش اط االجتم اعي والثق ايف ال ذي يق وم ب ه
أه ايل منطق ة البحث ه ذا من جه ة ،ومن جه ة ثاني ة احلض ور الشخص ي وال دائم
15
واملستمر بينهم طيلة مدة إجناز البحث ومجع مادته".
لق د ّأدت املالحظ ة املش اركة ك إجراء حبثي دورا مهم ا يف تط ور وتق دم
البحث األنثروبولوجي واالجتماعى امليداين ،حيث حررت الباحث من احلواجز
ال يت حتول بين ه وبني موض وعه وأهلت ه لالتص ال والتواص ل العض وي م ع األه ايل
حيث ان دمج معهم ويف مجاعتهم ويف منطقتهم ان دماجا قوي ا وش به كلي إن مل
يكن كليا.
15
-د .عاطف وصفي :األنثروبولوجيا الثقافية مع دراسة ميدانية للجالية اللبنانية اإلسالمية بمدينة ديربون األمريكية ،دار النهضة
العربية ،بيروت ،1971 ،ص.285.
16
-د .محمد حسن الغامري :مرجع سابق ،ص.44 .
وما قد مييز املالحظة البسيطة عن املالحظة املشاركة هي تلك اجلدلية اليت
تق وم أص ال على ثنائي ة الدراس ة من اخلارج والدراس ة من ال داخل ،لق د وص فت
املالحظ ة البس يطة بالدراس ة من اخلارج يف حني وص فت املالحظ ة املش اركة
بالدراسة من الداخل " .فالباحث الذي يقوم بإجراء املالحظة من اخلارج ميكنه
فق ط أن يس أل أس ئلة بس يطة وس اذجة ،ب ل ميكن ه أن يق ول أش ياء خاطئ ة تس يء
إليه ،بينما الباحث الذي يستخدم املشاركة الواعية ،فإنه يستطيع أن يتقابل مع
كل الناس الذين يشغلون مراكز خمتلفة داخل اجملتمع ويستطيع أن يالحظ كل
س لوك ويتع رف على مع اين الكلم ة خلف ه ،دون أن تس تغرق املالحظ ة املش اركة
وتبع ده عن دوره كب احث ،بينم ا ال ذين يس تخدمون املالحظ ة املش اركة
ويستغرقون كامال يف حياة اجملتمع ويتفاخرون أهنم قد تبنوا طريق حياة أعضاء
17
جمتمع البحث".
ال ميكن االعتق اد أن تب ين الب احث األن ثروبولوجي واالجتم اعى املي داين
املالحظة املشاركة عملية سهلة وبسيطة ميكن القيام هبا يف مدة زمنية قصرية...
إن املالحظ ة املش اركة كس لوك حبثي عملي ة ص عبة ومعق دة وش اقة ،تف رض على
الب احث ش روطا وإج راءات مادي ة ومعنوي ة وس لوكية ق د ال يق در أحيان ا على
حتمله ا والتكف ل هبا من حيث الط رح الثق ايف واملع ريف واالجتم اعي والنفس ي
واالقتصادي والعقائدي ،فإن الباحث "يذهب إىل اجملتمع الذي يدرسه ليعيش فيه
17
-مرجع سابق ،ص .45
ف رتة من ال زمن الكتس اب ثق ة األف راد ومجع املعلوم ات الالزم ة وال يب دأ الزي ارة
بالدراس ة وتوجي ه األس ئلة ،وإمنا يتعلم أس لوب احلي اة اجلدي دة ،فعلي ه أن يتكلم
لغتهم ويس تخدم يف تفك ريه نفس التص ورات أو املف اهيم الس ائدة ويش عر ب القيم
ال يت يعتنقوهنا ويعم ل معهم ويش اركهم طع امهم واحتف االهتم وارت داء
مالبس هم" 18.ومن ه ذا املنطل ق ،تف رض املالحظ ة املش اركة على الب احث من
حيث الط رح التق ين واإلج رائي خط وات ص ارمة ،حيث يب دأ ،أول م ا يب دأ ب ه
بطبيعة احلال ،بعد اختيار موضوعه ،حتديد امليدان والتعرف على األهايل وأصلهم
ونسبهم وتارخيهم وعاداهتم وتقاليدهم ومعتقداهتم مث االقرتاب منهم تدرجييا حىت
ينال رضاهم وثقتهم وقدرهتم على قبول اندماجه بينهم دون عنف أو استعمال
احليلة والكذب أو التسرع .ولقد أكد الباحثون األنثروبولوجيون واالجتماعيون
يف مادة امليدان على ضرورة احرتام هذا السلوك االندماجي اهلادئ والتدرجيي.
18
-د .عاطف وصفي :مرجع سابق ،ص .285
املالحظة باملشاركة كما أشرنا سابقا ليست عملية سهلة وبسيطة ،وليست أيضا
جول ة س ياحية ترفيهي ة رومانس ية وليس ت أيض ا جول ة اس تطالعية واستكش افية
لعناص ر عجائبي ة أو غرائبي ة .إ ّن املالحظ ة املش اركة هي يف حقيق ة األم ر س فرية
يق وم هبا الب احث من عائلت ه اخلاص ة واألص لية حنو عائل ة أخ رى خمتلف ة وخمالف ة
لعائلته ،حيث قد يندمج مع أفرادها ويف حميطها فهي سفرية مدروسة ومصممة
من حيث األهداف واملقاصد واخلطوات واألسس العلمية وكل ذلك وفق منطق
علمي واع ومسؤول وخاضع لقواعد ومناهج دقيقة ومضبوطة فالباحث امليداين
مرشح ضمنيا لالندماج والعيش بني األهايل املبحوثني ملدة من الزمن ،ليس حبا
هلم وإمنا للضرورة العلمية املرجاة" ،فإن املالحظة املشاركة تعترب أداة أساسية وال
غ ىن عنه ا للكش ف عن األفع ال ال يت تكمن وراء أمناط الس لوك الظ اهرة واملع اين
والرموز اليت تعرب عن اإلدراكات املعرفية عند أعضاء اجملتمع".
المقابلـ ــة:
تع د املقابل ة من اإلج راءات املهم ة ال يت ق د يعتم دها الب احث يف مجع م ادة
حبثه وبالتايل فإن شأهنا شأن املالحظة واملالحظة املشاركة حيث يتجه الباحث
حنو أناس يقابلهم ويتحدث معهم حول موضوع حبثه وكل ما يتعلق به بطريقة
19
-د .محمد حسن الغامري :مرجع سابق ،ص.120 .
مباش رة أو غ ري مباش رة وذل ك حس ب الظ روف واحلاالت النفس ية والثقافي ة
واالجتماعية للمبحوثني.
إ ّن املقابل ة " بوص فها وس يلة جلم ع البيان ات واملعلوم ات يعتم د فيه ا –
الباحث -على احملادثة املوجهة مع اآلخرين من أفراد جمتمع البحث الذي يقوم
بدراس ته ،وتعت رب املقابل ة مص درا مهم ا من مص ادر املعلوم ات باإلض افة إىل أمهي ة
اس تخدام املقابل ة م ع اإلخب اريني هبدف جتمي ع أك رب ق در من املعلوم ات وإلق اء
توص ل إليه ا الب احث من خالل عملي ة املالحظ ة
الض وء على بعض اجلوانب ال يت ّ
20
باملشاركة".
ومن املفكرين العرب الذين أولوا عناية كبرية يف أحباثهم للمقابلة نذكر األستاذ
مص طفى س ويف يف دراس اته النفس ية حيث يعرفه ا ق ائال " :املقابل ة هي جمموع ة
من األس ئلة أو من وح دات احلديث يوجه ا ط رف من ط رف آخ ر ،يف موق ف
20
-د .هالة منصور :محاضرات في علم األنثروبولوجيا ،الهيئة العامة لدار الكتب ،1998 ،ص112.
مواجهة ،حسب خطة معينة للحصول على معلومات عن سلوك الطرف اآلخر
21
أو مسات شخصية أو للتأثري يف هذا السلوك".
كما يعرفها الباحث االجتماعي األستاذ عبد الباسط حسن حيث يقول" :
املقابلة هي تبادل لفظي يف موقف مقابلة بني الباحث واملبحوث ،ويرتبط بذلك
اللفظي تغريات الوجه ،والعيون واهليئة واإلمياءات والسلوك العام ،وهي مواجهة
بني الباحث واملبحوث هتدف إىل غرض واضح وحمدد ،وبالتايل ،فهي ختتلف عن
احلوار الع ادي ،أو احلديث بني ط رفني أو أك ثر وال ذي ق د ال يه دف إىل حتقي ق
22
هدف معني".
متيّز هذه التعريفات املقابلة كإجراء حبثي عن احملادثة العادية وملنهجية يكون
قد حددها مسبقا الباحث من أجل إجناح حبثه وحتقيق أهدافه.
ومن هذا املنطل ق ،ال ميكن االعتق اد أن املقابلة أثن اء البحث امليداين عملية
عادية وسهلة وبسيطة قد يقوم هبا الباحث دون عناء أو جهد أو حىت صعوبات
وعراقي ل واخفاق ات ،ولع ّل أهم الص عوبات املقابل ة ق د تتمث ل يف ع دد من
اإلجراءات واملواقف اليت تفرض على الباحث أن يأخذها بعني االعتبار وحيسب
هلا حسابات معرفية ونفسية واجتماعية وثقافية ،ومنها:
21
-د .مصطفى سويف ،مقدمة لعلم النفس االجتماعي ،مكتبة األنجلو -القاهرة ،1970 ،ص .379
22
-عبد الباسط حسن :أصول البحث االجتماعي ،مطبعة لجنة البيان العربي ،القاهرة ،1966 ،ص.449 .
-ض رورة اختي ار األش خاص املمكن مق ابلتهم والتح اور معهم وحمادثتهم حمادث ة
علمية وألهداف علمية ،أي ال بد وأن يتم اختيار املبحوثني الذين تتوفر فيهم
الثقة والصدق واملعرفة الواسعة بشؤون املنطقة واألهايل.
-ض رورة اختي ار األس ئلة اهلادف ة واملفي دة واملثم رة والواض حة وال يت ال حترج
املبح وث ،ه ذا من جه ة ومن جه ة أخ رى ،ال ب د وأن تك ون األس ئلة ذات
الص لة الوطي دة مبوض وع البحث ،وهن ا تظه ر " ق درة الب احث على أن حيدث
املبحوث ويثري اهتمامه متدرجا باألسئلة ،من السؤال البسيط إىل املركب حىت
ي درك املبح وث بقف زات مفاجئ ة إىل موض وعات أخ رى ،وال ش ك أ ّن ط رح
بعض األسئلة احملرجة أو احلساسة تربك املقابلة متاما وتؤثر سلبا على سريها،
23
فال بد أن يكون لدى الباحث القدرة واللباقة يف طرح مثل هذه األسئلة".
-ضرورة اختيار وقت املقابلة ،أي الوقت الذي يناسب خاصة املبحوث ويكون
ح را ،ومتفرغ ا للمقابل ة وللمحادث ة بعي دا عن العم ل أو عن أي انش غال آخ ر
وال ذي يتحكم يف حض وره للمقابل ة أو أ ّن زمن املقابل ة ق د يزعج ه ومينع ه من
أداء بعض الواجبات أو بعض األعمال اخلاصة به...
-ض رورة اختي ار مك ان املقابل ة ،بعي دا عن أنظ ار الن اس ال ذين ق د يزعج ون
بضجتهم أو أ ّن املبحوث نفسه قد يتضايق من حضورهم ويكون يف املبحوث ّ
وض عية حرج ة وال يفص ح عن مكبوتات ه أو يري د أن يكتم بعض أفك اره خوف ا
من احلضور أو حياء منهم.
23
-د.وسام العثمان :مرجع سابق ،ص.123 .
-ضرورة احرتام احلالة النفسية للمبحوثني وعدم إجبارهم على املقابلة حيث "
ق د حيدث يف كث ري من األحي ان أن تقط ع املقابل ة ألس باب وظ روف طارئ ة...
كعدم رغبة املبحوث يف استكمال املقابلة بسبب نفوره من املوضوع أو ملله
24
من تعدد املقابالت أو غري ذلك من األسباب".
إضافة إىل سبق ذكره ،فقد " تقتضي املقابلة أن يكون الباحث على درجة
عالي ة من الرباع ة يف إج راء احلوار ،لكي يتمكن من أن يفتح مغ اليق ال راوي ،أو
جيعله يقول كل ما لديه عن طيب خاطر إن مل يكن باستمتاع ،فاملقابلة ليست
جمرد حمادث ة ،ولكنه ا عب ارة عن ح وار مليء ب احلرارة والتب ادل الشخص ي بني
25
الطرفني".
ولق د اهتم الب احثون املي دانيون باملقابل ة ك إجراء حبثي وح اولوا التقعي د هلا
وحتديد األطر املعرفية والتقنية اليت قد تضمن سالمة استخدامها واستثمار نتائجها
يف تطوير البحث امليداين ،وقد توصل الدارسون املهتمون باملقابلة إىل تصنيفها يف
ثالثة تصنيفات وهي املقابلة احلرة ،واملقابلة املقننة واملقابلة املتمركزة.
-1املقابلة احلرة :هي مقابل ة ال تقيّ د املبحوث باإلجابة عن أس ئلة حمددة ،كما
أهنا ال تقي د املبح وث باالختي ار بني إجاب ات حمددة ملا يط رح علي ه من أس ئلة أو
24
-المرجع السابق ،ص.124.
25
-نفسه ،ص.123 .
تس اؤالت ،ب ل ي رتك ل ه التعب ري عن ك ل م ا خياجله من أفك ار ودواف ع واجتاه ات
26
ومشاعر ومعتقدات".
-2املقابلة املقننة :إ ّن األسئلة اليت تلقى على املبحوث يف املقابلة املقننة تتحدد
بعينه ا ول ذات ال رتتيب ب ل وتلقى األس ئلة على املبح وث ب ذات الطريف ة ال يت
يت درب عليه ا الب احثون ،ورغم أن مث ل ه ذا الن وع من املقابل ة ميكن أن يتض من
ن وعي األس ئلة املفتوح ة واملقفول ة ،إال أن املس تخدم يف البح وث السوس يولوجية
على التحديد غالبا ما يكون من نوع األس ئلة املقفولة اليت خيتار فيها املبحوث
1
إجابته من بني إجابات حمددة مدرجة أمامه.
-3املقابلة املتمركزة :هي املقابلة املكثفة واليت تعترب املدخل األكثر شيوعا جلمع
البيان ات ،وأهنا املدخل ال ذي ميكنن ا بالفع ل من فهم الكيفي ة ال يت ينظ ر إليه ا
2
املبحوثون إىل واقعهم وحياهتم.
ومهما يكن من أمر ونوع املقابلة ،فعلى الباحث أال يقف عند حدود مقابلة
شخص واحد أو عيّنة صغرية وحمدودة من املبحوثني ،فال ب ّد وأن يوسع من جمال
ودائ رة مبحوثي ه وبن وع ويك ثر من املق ابالت " ...فتع دد واختالف املبح وثني
ومق ابالهتم ح ول املوض وع الواح د ق د يكش ف عن االختالف ات أو عن األفك ار
26
-د .عبد اهلل عبد الغني غانم :مرجع سابق ،ص.116 .
11
– مرجع سابق ،ص .116
22
– مرجع سابق ،ص ص .117 -116
اخلاطئ ة واملزيف ة ال يت ق د تك ون من وحي وإب داع مبح وث أثن اء احملادث ة ...فعن
طري ق املقابل ة يق وم الب احث مبراجع ة املادة املس توحاة من املالحظ ة فض ال عن
احلص ول على معلوم ات حمددة عن ج وانب معين ة من الس لوك ،كم ا ميكن
اس تخدامها يف حث اإلخب اريني وتش جيعهم على أن يتح دثوا أو أن يتغلب وا على
أحج امهم يف مناقش ة نق اط معين ة من خالل ط رح بعض األس ئلة املفتوح ة أو
1
املقننة".
ونش ري أن الب احث بإمكان ه االس تعانة بآل ة التس جيل الص ويت أثن اء إج راء
مقابالت ه ش ريطة أن ال ت زعج ه ذه اآلل ة املبح وثني ال ذين ق د يرفض ون تس جيل
ح ديثهم وذل ك لع دة اعتب ارات عرفي ة حملي ة أو نفس ية أو اجتماعي ة ،فالب احث
مط الب بع دم التحاي ل م ع مبحوثي ه وذل ك ح ىت ين ال رض اهم وثقتم ف إذا ك انوا
يرفضون آلة التسجيل الصويت ،فال ب ّد وأن حيرتم موقفهم وال يسجل خلسة...
أما إذا مل يرفضوا ووافقوا ورحبوا بالتسجيل فسوف يقدمون للباحث خدمات
جليلة حيث يستثمر املقابلة استثمارا شامال .يسمع ويعيد السماع وهو جالس
يف مكتبة هذه املادة الغزيرة اليت يصعب عليه تدوينها وكتابتها أثناء املقابلة كما
يص عب علي ه ت ذكرها بع د أن يع ود إىل مكتبت ه...فآل ة التس جيل الص ويت وح ىت
الفوت وغرايف ترتك ه يعيش املقابل ة وكأهنا حيّ ة جتري يف وقته ا ،وال تض يع من ه أي
شاردة أو واردة.
11
-وسام العثمان :مرجع سابق ،ص .123
_7الدرس السابع:
المعرفة اللغوية:
ال ميكن احلديث عن ال نزول املي داين وتب ين أس لوب املالحظ ة أو املالحظ ة
املش اركة أو املقابل ة دون اإلش ارة إىل املعرف ة اللغوي ة أي معرف ة لغ ة األه ايل
املبحوثني ،وقد أثار هذه النقطة عدد من الباحثني األنثروبولوجيني واالجتماعيني
والذين اعتربوا املعرفة اللغوية شرطا أساسيا لكل باحث ينوي النزول إىل امليدان.
لقد تسبب جهل لغة األهايل من قبل الباحث إىل عدد من املشاكل أساءت
إىل الب احث وإىل موض وعه حيث وج د نفس ه مض طرا لطلب خدم ة ومس اعدة
م رتمجني أو دلي ل ال ذي ه و يف أغلب احلاالت من س كان املنطق ة وعض و من
األهايل املبحوثني ،غري أن هذا اإلجراء قد ال يؤدي دائما دوره العلمي كم ا جيب
أن يكون فاملرتجم قد يعجز عن نقل كل احلقائق الثقافية واالجتماعية والنفسية
والعقائدية للمبحوثني نقال صادقا وأمينا ،فكثريا ما يلجأ إىل احلذف أو التغيري أو
اإلض افات من إبداع ه اخلاص والشخص ي ،فيب دع م ادة ليس ت هلا أي عالق ة
ب املبحوثني وينس بها إليهم ...فيتبناه ا الب احث وي دوهنا ويعتم دها يف دراس ته...
وهذا أمر مرفوض ،خاطئ وخطري.
ومن ه ذا املنطل ق أحلّ وأ ّك د األن ثروبولوجيون و االجتم اعيون املي دانيون
على ض رورة تعلم الب احث لغ ة األه ايل ألهنا هي الوحي دة ال يت تلهم ه تأش رية
االندماج الص ادق والط بيعي بني األهايل ومتكن ه من مجع مادت ه مباش رة من أف واه
ومصادر أصحاهبا دون وسيط.
-1مب دأ ان دماج بص ورة طبيعي ة وهادئ ة ض من اجلماع ة حيث يتم االتص ال
والتواصل واحملادثة دون وسيط.
-2مب دأ مجع املادة وتس جيلها بطريق ة آمن ة وس ليمة دون أن متر ع رب قن اة
املرتجم الذي قد يشوهها أو يسيء إليها باحلذف أو الزيادة.
وبناءا على ما سبق" ،وحىت يقوم الباحث مبهمته وفقا للشروط العلمية ،عليه
بالض رورة أن يتعلم اللغ ة احمللي ة ،فليس هن اك من أن اس ج دير هبذا االس م إال
ويدرس لغة القوم قبل أي شيء آخر ،وحىت يتمكن من االستغناء عن املرتمجني،
إن بعض األف راد ال يستس هلون تعلم اللغ ات األجنبي ة ال يت ق د تك ون واحلق يقال
على ج انب كب ري من الص عوبة ،لكن من اجلوهري التوص ل إىل ممارس ة اللغ ة م ا
أمكن وذل ك للتمكن أوال من التواص ل م ع األه ايل ،فض ال عن أس باب عدي دة
أخ رى ،ولفهم فك ر ش عب من الش عوب ،...إن تعلم اللغ ة ه و تعلم للثقاف ة
27
وللسستام اجملتمعي اللذين يفهمان من خالل فهامه اللغة".
27
-ايفنز برتشارد :مرجع سابق ،ص.94.
ومل خيتل ف األن ثروبولوجيون واالجتم اعيون ح ول مس ألة تعلم الب احث
امليداين للغة األهايل وذلك لقيمة هذه اللغة.اليت قد تقرب الباحث أكثر فأكثر من
موض وعه وق د ع دى ه ؤالء الب احثون املي دانيون مس ألة تعلم لغ ة األه ايل نقط ة
أساسية بل اعتربها البعض أهنا ال بد وأن تكون أوىل اهتمامات الباحث امليداين،
فال بد وأن يفكر فيها قبل ومع اختيار املوضوع واختيار امليدان ومن مثة فال بد
على الب احث االجتم اعي أن يك ون حرص ه ش ديدا يف املس ألة للغوي ة حيث "
حيرص...قب ل دخول ه مي دان البحث أن يتعلم لغ ة جمتم ع البحث أو اللهج ة ال يت
يتح دث هبا س كان اجملتم ع ...وغالب ا ال يس تطيع الب احث أن يتع رف على ه ذه
اللهج ات وه و خ ارج جمتم ع البحث لع دم تس جيل اللغ ات أو هلج ات ه ذه
اجملتمعات ،أو حىت توافر تسهيالت ميكن أن تساعد الباحث على تعلم لغة جمتمع
البحث ،ويف كل احلاالت يقوم الباحث على تعلم اللغة أو اللهجة شفاهية أثناء
معايش ته ألعض اء جمتم ع البحث وعموم ا يعت رب تعلم لغ ة جمتم ع البحث ض رورية
ألهنا تس اعد الب احث على فهم ج وانب كث رية من ثقاف ة اجملتم ع ،باإلض افة إىل
28
تكوين عالقات شخصية مع أعضاء اجملتمع".
28
-د .محمد حسن الغامري ،مرجع سابق ،ص.ص.40 -39 .
_8الدرس الثامن:
الدليل اإلخباري:
وق د ال حيس الب احث بقيم ة وب دور ال دليل اإلخب اري إال عن د ح دوث بعض
الصدمات أو ردود أفعال سلبية من قبل األهايل وبالتايل يبقى هذا الباحث عاجزا
ويتمىن أن يكون له ومعه وسيط يساعده على تعدي هذه العراقيل ،أو حيصل له
أن جيد نفس ه ع اجزا عن فهم بعض القض ايا الغامض ة ال يت حتت دلي ل أن ميت از
مبعرفة حملية قوية وصحيحة ،كما أ ّن أحيانا " قد ال يظهر أعضاء جمتمع البحث
تعاون ا مع ه (أي م ع الب احث) ب ل أحيان ا يرفض ون لالس تجابة ل ه ،وعندئ ذ يق وم
ويكون معهم عالقات صداقة ...وعن طريقهم
الباحث باختيار بعض األشخاص ّ
يستطيع أن يقنع الناس بالتعامل معه 29".وال ميكن اعتبار أن عملية اختيار الدليل
أو اإلخب اري أو املرش د عملي ة س هلة ق د حيص ل عليه ا الب احث من ذ أول خط وة
خيطوها يف منطقة البحث ،قد خيتار الباحث الدليل األول والثاين والثالث ،وقد
يفش ل يف االختي ار حيث يكش ف خالل عملي ة البحث أن دليل ه غ ري كفء أو
كاذب أو ال يتمتع مبكانة حمرتمة بني األهايل أو أنه انتهازي ال هم له إال احلصول
على األموال واملكافآت من الباحث مقابل ما يقدمه له من خدمات وما ميده من
معلومات.
إن ع دم حس ن اختي ار ال دليل الص احل واملفي د ق د يس يء إىل الب احث وإىل
البحث وح ىت إىل األه ايل املبح وثني ،ومن ه ذا املنطل ق ،إ ّن " عملي ة اختي ار
املرش دين تعت رب من املش كالت اهلام ة ال يت ق د يص ادفها الب احث يف األي ام األوىل
للدراس ة ،فعلى الب احث أن ي درك أن ليس كل فرد من أف راد اجملتمع يص لح بأن
29
-مرجع سابق ،ص.41
يك ون مرش دا أو إخباري ا للبحث ،كم ا أن ليس باس تطاعة ك ل ف رد من أف راد
30
اجملتمع أن حيمل يف ذهنه كل تراث القرية وعناصر ثقافتها كاملة".
_9الدرس التاسع:
لقد عرف يف السنوات األخرية البحث امليداين تطورا كبريا وذلك الستعانة
الباحث االجتماعى أثناء تواجده يف امليدان بالوسائل السمعية البصرية املتطورة
اليت مسحت له تسجيل كل شاردة وواردة وكل ما عجز أو غاب عن تسجيله
الكت ايب أو عج زت ذاكرت ه اس تيعابه وت ذكره .لق د ب دأ يس تعمل وس ائل متع ددة
وجد متطورة يف التسجيل الصويت إذا كان املوضوع أساسا صوتيا أو التسجيل
الفوتوغرايف إذا اقتضى األمر الستعمال الصور وتصوير بعض األحداث أو بعض
السلوكات سواء صورة جامدة أو تسجيل األحداث واملمارسات يف وقتها اآلين
يف صورة فيلم يعود إىل مشاهدته ورؤية األحداث من جديد وهي تتحرك وقتما
شاء وأينما شاء.
30
-د .وسام العثمان ،مرجع سابق ،ص.115 .
لقد قدمت هذه الوسائل السمعية البصرية خدمات جليلة للباحث امليداين
وأمدته بطاقات موضوعاتية غزيرة كما ساعدته يف تسيري وقت البحث واقتصاد
طاقاته اليت مل يعد يستثمرها يف العودة إىل امليدان يف مناسبات خمتلفة لرؤية نفس
احلدث أو املش هد ،فيكفي ه إع ادة مساع التس جيل الص ويت أو إع ادة مش اهدة
التسجيل الفوتوغرايف أو الفيلم ليعيش ميدانه دوما وأبدا قريبا منه وحيا يتحرك
أمامه.
" لقد مكنت وسائل التسجيل والتصوير الباحث من أن يسجل بدقة كل
الكلم ات ،ون ربات الص وت بنفس الطريق ة ال يت يتلفظه ا ويتكلم هبا الش خص
املبح وث ،كم ا أن ه ميكن االحتف اظ هبا أط ول م دة ممكن ة ،الس رتجاعها وحتليله ا
وقتما يشاء الباحث ،ومن املالحظ أن تسجيل يف املواقف االجتماعية اليت حتدث
وتنشأ بني أفراد اجلماعة أمر يف غاية األمهية ،وذلك لصعوبة التدوين واالحتفاظ
بكل ما ذكره كل فرد يف هذا املوقف 31".غري أن استعمال آلة التسجيل الصويت
أو الفوت وغرايف ليس ت عملي ة س هلة تقني ا وثقافي ا وعرفي ا اجتماعي ا ،فال ب د أوال
وقبل كل شيء أن يكون الباحث نفسه على دراية وعلى معرفة تقنية الستعمال
ه ذه اآلالت اس تعماال حس نا وق ادرا على التحكم فيه ا وإص الحها إذا أص اهبا
عطب أو خلل والذي قد يفوت عليه فرصة تسجيل أو تصوير حدث أو سلوك
مهم ،ه ذا من جه ة ،ومن جه ة أخ رى ،ال ب د وأن ميت از الب احث حبدس وحس
31
-مرجع سابق ،ص.126 .
مع رفني يؤهالن ه إىل اس تعمال ه ذه الوس ائل يف ال وقت املناس ب ويف املك ان
املناسب دون اإلساءة إىل املبحوثني ودون إحراجهم بتسجيل أصوات وصور يف
مواقف ال يرغبون يف تسجيلها أو تصويرها ...فال بد وأن يأخذ الباحث يف مثل
هذه احلاالت ويف مثل هذه املواقف ،بعني االعتبار اجلانب األخالقي والعرىف
ويف خامتة ح ديثنا عن قيم ة ودور الوس ائل الس معية والبص رية يف البحث
األن ثروبولوجي املي داين ،ن ذكر قص ة الب احث األن ثروبولوجي الش هري الس يد "
مالينوفسكي" الذي يروي لنا قصة آلة تصوير أهداها له أستاذه سجلمان ملا كان
حيض ر أمتعت ه وأدوات ه للقي ام برحلت ه العلمي ة الش هرية ملنطق ة الرتوبريان د ،أين أجنز
ّ
حبث ا قيم ا ع ّده األن ثروبولوجيون من أهم مص ادر البحث األن ثروبولوجي ،لق د
جاءت هذه الدراسة غنية باملعلومات النظرية والتطبيقية ومدعمة بعدد كبري من
الص ور الفوتوغرافي ة ح ول املنطق ة واأله ايل واألش ياء والس لوكات ال يت ص ادفها
أثناء تواجده مبيدان البحث.
ومن األشياء الطريفة اليت يذكرها يف مقدمة دراسته حول آلة التصوير اليت
تأس ف كث ريا لع دم قدرت ه على اس تخدامها اس تخداما حس نا وع دم متكن ه من
إصالح ما أصاهبا من خلل ،األمر الذي فوت عليه فرصا كثرية تستحق التصوير
والتخليد ومل يستطع إىل ذلك سبيال.
لق د ك انت آلل ة التص وير أمهي ة كب رية يف تط وير وحتديث وحتس ني البحث
امليداين حيث م ّكنت الباحث من تدعيم مالحظاته وأفكاره بالصور ،كما م ّكنت
الباحث أيضا من نقل جزء من ميدانه ومبحوثيه إىل املكتب ليتمتع ويتأمل وقد
يكتش ف أش ياء مل ينتب ه إليه ا أثن اء املقابل ة واحملادث ة يف املي دان م ع مبحوثي ه...
فالص ورة تلهم ه م ادة إض افية مهم ة أو خمتفي ة مل ي دركها وقت وج وده يف
امليدان...
الفع ال ال ذي تق وم ب ه آل ة
ونظ را لقيم ة الص ورة يف البحث املي داين ولل دور ّ
التص وير يف مجع املادة ،ح اول األن ثروبولوجيون التق نني والتقعي د الس تعمال آل ة
التص وير اس تعماال حس نا من حيث الط رح التق ين واملع ريف واألخالقي ،وج اء
تقعيدهم هذا عبارة عن نصائح وتوجيهات تفيد الباحثني األنثروبولوجيني الذين
اختاروا امليدان حقال الستثماراهتم البحثية ،ومما ذكره األنثروبولوجيون يف مادة
استعمال آلة التصوير ما يلي:
مرج ريت مي دوج باتس يون :الشخص ية الباليزي ة – حتلي ل فوت وجرايف- -1
.1942
مرج ريت مي دوماك جرجيور :النم و الثقاف ة – دراس ة فوتوغرافي ة للطفول ة -2
الباليزية.1951 -
ج ون كوليي ه :األنثروبولوجي ة البص رية – الفوتوغرافي ا كطريق ة حبث- -3
.1967
ب ول ب ايرز :التص ور الفوت وغرايف ودوره يف تس جيل وحتلي ل البيان ات -4
السلوكية.1964-
د أم دت التط ورات التكنولوجي ة احلديث ة الب احثني األنثروبولوج يني لق
واالجتماعيني امليدانيني بوسائل ساعدهتم على استكمال وتدعيم وإثراء دراستهم
بالعديد من الصور واألفالم واألشرطة املسجلة وغري ذلك من الوسائل السمعية
والبص رية مما يعطيهم الفرص ة إلظه ار م دى ث راء املادة احلقلي ة ،وال ش ك أن
الص ورة الفوتوغرافي ة تس اعد على توض يح احلرك ات واإلمياءات والتغي ريات
الوجيه ة كم ا ميكن مقارنته ا بص ور أخ رى يف أم اكن خمتلف ة أو يف نفس املك ان
32
بعد فرتة طويلة من الزمن.
_10الدرس العاشر:
ال جيب االعتق اد أن ال نزول إىل املي دان هي قض ية علمي ة فق ط ،وال جيب
االعتق اد أيض ا أن الرص يد النظ ري العلمي يكفي الب احث املرش ح لل نزول إىل
املي دان ويض من ل ه النج اح والع ودة باملادة وبالنتيج ة الس عيدة .إ ّن ال نزول إىل
امليدان مرهون بشروط أخرى باإلضافة إىل الشروط العلمية واإلجراءات التقنية،
وأوىل ه ذه الش روط وأمهه ا يبقى ب دون من ازح الش رط الث ابت وه و الش رط
األخالقي ...وق د أ ّك د األن ثروبولوجيون و االجتم اعيون احملرتفون ذوو التجرب ة
32
-د .فتيحة محمد إبراهيم ومصطفى حمدي الشنواني ،مرجع سابق ،ص.181 .
امليداني ة الطويل ة على ض رورة حتلي الب احث ب األخالق وبالس لوك احلمي دة أثن اء
تواج ده يف املي دان وبع د إهناء البحث واس تثمار النت ائج ،ال ب د وأن خيض ع ه ذا
االستشمار إىل مبادئ أخالقية أوال وقبل كل شيء.
وقد تسابق األنثروبولوجيون على نشر وإشاعة مواد هذا امليثاق األخالقي
ع رب ع دد من ص فحات اجملالت املختص ة ويف مق دمات كتب من اهج البحث
األن ثروبولوجي كم ا دع وا إىل تدريس ها لك ل طلب ة العل وم االجتماعي ة عام ة
واألنثروبولوجية على وجه اخلصوص.
-عدم إجراء حبث إذا أحس الباحث أو نبهه األهايل بأن هذا البحث سوف
يكون سببا يف اإلضرار هبم ،أو اإلساءة إىل كرامتهم.
-ال تزام الس رية املطلق ة إزاء بعض الس لوكات ال يت تب دو غ ري عادي ة عن د
األه ايل ،وع دم الب وح هبا وإش اعتها م ع ض رورة اح رتام رغب ات املبح وثني
وكذا احرتام حرياهتم.
-ع دم تزيي ف نت ائج البحث ،ونق ل املادة نقال أمين ا وص ادقا دون إب داع
سلوكات وأشياء ونسبتها إىل األهايل.
-ع دم املت اجرة مبظ اهر ثقاف ة األه ايل أو اس تثمار تس جيالهتم وص ورهم
استثمارا ال علميا.
-حتلي الباحث باحلكمة وبروح املسؤولية كباحث وكإنسان مع األهايل.
-عدم تردد الباحث يف مساعدة األهايل ،ويف جعل من حبثه يف حالته النهائية
كوسيلة لبعث تنمية حملية مفيدة للمنطقة ولألهايل.
33
-د .عبد اهلل عبد الغني غانم :مرجع سابق ،ص.20 .
" -على الب احث احلقلي األن ثروبولوجي أن حيمي مص احل اجملتم ع املض يف
وأعض اء ه ذا اجملتم ع ،وعلي ه أن خيربهم مبا يق وم ب ه ،وأن حيمي
خصوص ياهتم ،وأالّ يستغل م ا يتوص ل إليه من نت ائج وأال يس يء اس تخدام
34
نتائج حبثه".
مالحظة:
ش كلت ه ذه ال دروس م ادة خص بة لكت اب كن ا ق د نش رناه في س نة 2010ثم أض يفت إلي ه
معلومات وتصحيحات جديدة ،وتم طبعه و نشره في طبعة ثانية سنة 2012بعنوان:البحث
المي داني في العل وم االجتماعي ة ،مفهوم ه وأسس ه المعرفي ة والثقافي ة والتقني ة.مطبع ة
كنوز،تلمسان.2012،
المصادر والمراجع:
34
-مرجع سابق ،ص.91 .
أبو زيد أمحد :البناء االجتماعي ،الدار القومية للطباعة والنشر -اإلسكندرية1965 ، -2
أبو ذيب كمال :جدلية اخلفاء التجلي – دراسات بنيوية يف الشعر – دار العلم للماليني – بريوت. -3
.1978
أمحد بيومي حممد :األنثروبولوجيا الثقافية ،الدار اجلامعية – بريوت .1983 -4
أمني أمحد :قاموس العادات و التقاليد املصرية – جلنة التأليف والرتمجة والنشر – القاهرة .1954 -5
أي مستقبل لألنثروبولوجيا ،جمموعة من الباحثني مطبعة مركز البحث يف األنثروبولوجيا االجتماعية -6
والثقافية – وهران – اجلزائر .2002
األس ود حاف ظ :األنثروبولوجي ا الرمزي ة – دراس ة نقدي ة مقارن ة االجتاه ات احلديث ة يف فهم الثقاف ة -7
وتأويلها –منشأة املعارف – اإلسكندرية.2002 .
إمساعيل فاروق :املدخل إىل األنثروبولوجيا ،دار املعرفة اجلامعية – اإلسكندرية .1987 -8
إلي اد مرس يا :املق دس وال دنيوي -رمزي ة الطقس واألس طورة ،ترمجة هناد خياط ة -الع ريب للطباع ة -9
والنشر والتوزيع.
إسحاق أخلوري فؤاد :مذاهب األنثروبولوجيا وعبقرية ابن خلدون ،دار الساقي -بريوت .1992 -10
ابن النعم ان أمحد :اهلوي ة الوطني ة احلق ائق واملغالط ات ،ش ركة دار األم ة للطباع ة والرتمجة والنش ر -11
والتوزيع – اجلزائر .1996
ابن سامل العنسي سعود :العادات العمانية ،ط -الرتاث القومي والثقافة. -12
برتشاد ايفنر :األناسة اجملتمعية – ديانة البدائيني يف نظريات األناسييني – ترمجة حسن قبيسي – دار -13
احلداثة – بريوت – ط.1986 – 1
بوتفنوش ت مص طفى :العائل ة اجلزائري ة – التط ور واخلص ائص احلديث ة – ترمجة دم ري أمحد ،دي وان -14
املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر .1984
بودون.ر – ق.بوريكو :املعجم النقدي لعلم االجتم اع – ترمجة د .سليم حددا ،ديوان املطبوعات -15
اجلامعية – اجلزائر .1981
ب وبر ك ارل :عقم املذهب الت ارخيي – ترمجة د .عب د احلميد صربة منش أة املعارف – اإلسكندرية – -16
.1959
ب دران إب راهيم و د .س لوى اخلم اش :دراس ات يف العقلي ة العربي ة اخلراف ة ،دار احلقيق ة – ب ريوت -17
.1988
بركات حليم :علم االجتماع العريب – مركز دراسات الوحدة العربية – ط .1985 .2 -18
اجلوهري حممد :علم الفولكلور – دار املعارف –القاهرة .1978 -19
حسن غامري حممد :طريقة الدراسات األنثروبولوجيا امليدانية ،املكتب اجلامعي احلديث اإلسكندرية -20
– .1979
احلوت حممود سليم :يف طريق امليثولوجيا عند العرب ،دار النهار للنشر – ط 3بريوت .1983 -21
حسن الساعايت سامية :الثقافة والشخصية – حبث يف علم االجتماع الثقايف – دار النهضة العربية – -22
بريوت -ط.1983 - 2
حسن الساعايت سامية :السحر واجملتمع – دراسة نظرية وحبث ميداين ،دار النهضة العربية – بريوت -23
– ط .1983 – 2
حسن عبد البسط :أصول البحث االجتماعي ،مطبعة جلنة البيان العريب – القاهرة .1966 -24
اخلشاب أمحد :دراسات أنثروبولوجية ،دار املعارف القاهرة – .1970 -25
اخلطيب حممد :اإلثنولوجيا – دراسة عن اجملتمعات البدائية ،منشورات عالء الدين – دمشق. -26
دراسات يف علم االجتماع واألنثروبولوجيا – جمموعة من املؤلفني ،دار املعارف مبصر – .1975 -27
دكروب حممد حسني :األنثروبولوجيا – الذاكرة واملعاش ،دار احلقيقة – بريوت ط.1991 2 -28
دياب فوزية :القيم والعادات االجتماعية ،دار الفكر العريب – القاهرة.1988 ، -29
سعيدي حممد :األدب الشعيب بني النظرية والتطبيق ،ديوان املطبوعات اجلامعية – اجلزائر .1998 -30
س امل يف وت :مفه وم الواق ع يف التفك ري العلمي املعاص ر – مظ اهر النزع ة االختباري ة ل دى الوض عيني -31
اجلدد سرتاوس ،منشورات كلية األدب – الرابط – املغرب – ت.د.
سويف مصطفى :مقدمة لعلم النفس االجتماعي ،مكتبة األجنلو -القاهرة .1970 -32
سعد اهلل أبو القاسم :تاريخ اجلزائر الثقايف – اجلزء .08 -33
شحاتة سعفان حسن :علم اإلنسان ،دار النهضة العربية – القاهرة .1973 -34
شحاتة سعفان حسن :علم اإلنسان ( األنثروبولوجيا ) منشورات مكتبة العرفان – بريوت .1966 -35
شكري علياء :االجتاهات املعاصرة يف دراسة األسرة ،دار املعارف -القاهرة.1981 . -36
شرايب هشام :مقدمات لدراسة اجملتمع العريب ،األهلية للنشر والتوزيع – 198 -37
فكار رشدي :عن احلوار احلضاري يف بعد واحد ،منشورات دار اآلفاق اجلديدة – بريوت .1988 -38
فرحية أنيس :حضارة يف طريق الزوال – القرية اللبنانية ،مطبعة اجلامعة األمريكية – بريوت .1957 -39
قباين عبد العزيز :العصبية بنية اجملتمع العريب ،دار اآلفاق اجلديدة – بريوت ط.1997 1 -40
كمال صفوت :مدخل لدراسة الفولكلور الكوييت ،ط 1الكويت .1973 -41
ليله علي :البنائية الوظيفية ،دار املعارف – مصر .1982 -42
لويس عوض :ثقافتنا يف مفرتق الطريق ،دار األدب – بريوت – .1987 -43
لكلرك جريار :األنثروبولوجيا واالستعمار – ترمجة د .جورج كتورة ،معهد اإلمناء العريب – بريوت -44
– ط.1982 1
لومبار جاك :مدخل إىل اإلثنولوجيا – ترمجة حسن قبيسي املركز الثقايف العريب – ط .1997 - 1 -45
حممد إمساعيل زكي :األنثروبولوجيا والفكر اإلسالمي .عكاظ – جدة – .1982 -46
حمم د إب راهيم فتيح ة – مص طفى محدي الس نواين :األنثروبولوجي ا املعرفي ة ،دار املريخ – الري اض – -47
السعودية .1992
املزوغي عمر :قراءات وتأمالت يف الثقافة الشعبية ،منشورات الكتاب والتوزيع واإلعالن واملطابع – -48
ط– 3ليبيا – .1981
املقدس واإلنسان :جمموعة من الباحثني ،دار حممد علي احلامي – تونس. -49
املنصف وناس :اخلطاب العريب ،احلدود والتناقضات – الدار التونسية – للنشر – .1992 -50
امللقي هيام :ثقافتنا يف مواجهة االنفتاح احلضاري ،دار الشواف – الرياض – .1995 -51
حمجوب حممد عبده :مقدمة لدراسة اجملتمعات البدوية ( منهج وتطبيق ) الناشر وكالة املطبوعات – -52
الكويت .1974
حمجوب حممد عبده :مقدمة يف األنثروبولوجيا – دار املعرفة اجلامعية – اإلسكندرية .1987 -53
حمجوب حممد عبده:االنثروبولوجيا ومشكالت التحضر -دراسة حقلية يف منطقة اخلليج العريب ،اهليئة -54
املصرية العامة للكتاب – اإلسكندرية .1980
حمم د إب راهيم فتيح ة ومص طفى محدي الس نواين :م دخل إىل من اهج البحث يف علم اإلنس ان -55
( األنثروبولوجيا ) ،مطبعة دار املريخ للنشر – الرياض – السعودية .1988
منصور هالة :حماضرات يف علم األنثروبولوجيا ،اهليئة العامة لدار الكتاب199 . -56
العثمان وسام :املدخل إىل األنثروبولوجيا ،مطبعة األهايل للطباعة والنشر والتوزيع -ط – 1دمشق -57
.2002
عبد الغين غامن عبد اهلل وآخرون :مدخل إىل علم اإلنس ان ،املكتب اجلامعي احلديث – اإلسكندرية -58
.1998
عبد اجمليد عبد احلميد :األنثروبولوجيا – علم اإلنسان ،مكتبة الغريب – القاهرة .1979 -59
العنيل فوزي :بني الفولكلور والثقافة الشعبية ،اهليئة املصرية العامة للكتاب القاهرة .1978 -60
عبد اهلل غدامي :اخلطيئة والتكفري ،من البنيوية إىل التشرحيية النادي األديب الثقايف – جدة .1985 -61
عبد الرحيم عبد اجمليد :األنثروبولوجيا –علم اإلنسان،الناشر مكتبة غريب –د.ت -62
عب د احلمي د حس ني أمحد رش وان :األنثروبولوجي ا يف اجملال التط بيقي ،املكتب اجلامعي احلديث -63
اإلسكندرية – .1989
عبد الغين عبد اهلل :طرق البحث األنثروبولوجي ،املكتب اجلامعي احلديث – اإلسكندرية – ط– 1 -64
.2004
عيسوي عبد الرمحن :سيكولوجية اخلرافة والتفكري العلمي ،منشأة املعارف – اإلسكندرية .1982 -65
غليون برهان :جمتمع النخبة ،دار الرباق للنشر – تونس .1989 -66
غورفيتش جورج :األطر االجتماعية ملعرفة ،ترمجة د.خليل أمحد خليل ،ديوان املطبوعات اجلامعية – -67
اجلزائر .1983
طواليب نور الدين :يف إشكالية املقدس – ترمجة وجيه البعيين – عويدات بريوت –باريس – ديوان -68
املطبوعات اجلامعية – اجلزائر .1988
طاهر عبد اجلليل:اجملتمع اللييب -دراسات اجتماعية أنثروبولوجية ،منشورات املكتبة العصرية – صيدا -69
– بريوت .1969
وصفي عاطف :األنثروبولوجيا االجتماعية ،دار املعارف – القاهرة .1975 -70
وص في ع اطف :األنثروبولوجي ا الثقافي ة م ع دراس ة ميداني ة للجالي ة اللبناني ة اإلس المية مبدين ة ديرب ون -71
األمريكية ،دار النهضة العربية – بريوت .1971
يس ري إب راهيم دعليس حمم د :احلي اة االجتماعي ة للم دمن يف الثقاف ات املختلف ة – دراس ة يف -72
أنثروبولوجيا اجلرمية ،دار املعارف – مصر .1994
– 73- Abeles ، Marc : Anthropologie et marxisme . Ed. complexe
Bruxelles 1979.
74- Bouzar Wadi : La culture en question
E. N. A. L – Alger 1984.
75- Burnel René : Essai sur la confrérie religieuse des Aissaouas au
Maroc .Ed. Afrique – Orient 1988.
76- Colonna Fanny : Savants paysans. Eléments d’histoire sociale
sur l’Algérie O. P∙U∙ Alger.
77- Chebel Malek : L’imaginaire arabo – Musulman .P.U∙F paris
1993
78- Dumont Fernand : L’Anthropologie en l’absence de l’homme.
P.U.F paris 1981
82- Huxley Francis : aimable sauvage .Ed. plon. Coll. lerre humaine
1970.
87- Malinosvki Bronislaw : trois essais sur la vie sociale .Ed. Payot
1968.
: المجالت
Revues :
1- Ethnologie Française de la société d’ethnologie française Paris
2- L’homme : revue d’anthropologie française – Paris
3- Edme : Encyclopédie du monde actuel d’Anthropologie – Paris.