Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
المبحث األول :ماهية البحث العلمي
المطلب األول :تعريف البحث العلمي :
المطلب الثاني :أهمية البحث العلمي
المطلب الثالث :الهدف من البحث العلمي
المبحث الثاني :معوقات وأخالقيات البحث العلمي
المطلب األول :معوقات ومشاكل البحث العلمي:
المطلب الثاني :أخالقيات البحث العلمي
الخاتمة
قائمة المراجع
المقدمة
إن اتب اع أخالقي ات ومب ادئ البحث العلمي من االساس يات ال تي يجب على أي ط الب او
ب احث علمي االل تزام به ا ،ألن ع دم االل تزام به ا س يؤدي الى ع واقب وخيم ة على الب احث
العلمي بشكل خاص ،وعلى المجتمع العلمي عموماً.
فال يمكن العمل على تطوير األبحاث العلمية ومناهج البحث العلمي ،في نفس الوقت الذي
يتم فيه تجاهل الجانب األخالقي لهذه األبحاث والمناهج.
المبحث األول :ماهية البحث العلمي
المطلب األول :تعريف البحث العلمي :
هن اك التعري ف الكالس يكي للبحث العلمي على أن ه ع رض مفص ل أو دراس ة متعمق ة تمث ل
كشفا لحقيقة جديدة أو التأكيد على حقيقة قديمة وإ ضافة شيء جديد لها ،أو حل لمشكلة كان
قد تعهد شخص بتقصيها وكشفها وحلها.
يعرفه علماء النفس على أنه مفتاح التقدم اإلنساني ،ألنه محاولة دقيقة نافذة للتوصل إلى
حل للمشكالت البشرية ،فالبحث العلمي يولد نتيجة حب االستطالع ،يغذيه الشوق العميق
إلى معرفة الحقيقة مع تطوير الوسائل التي تعالج بها ،ويطلق اسم الباحث على الشخص
الذي يحاول البحث عن الحقيقة ،وفي هذا الصدد يقول األستاذ عبد العزيز بن ضياء وزير
التعليم الع الي وللبحث العلمي بت ونس ":إن الب احث ل ه ت أثير كب ير وكب ير على اس تقاللنا
االقتصادي والسياسي والثقافي وعلى شخصيتنا العربية ".
واألمر واضح بالنسبة لنا ،إما أن نهتم بالبحث العلمي ،ونوليه األهمية التي يستحقها ،وإ ما
نوليه األهمية الكافية وفي هذه الحالة فإننا نخشى على شخصيتنا من الذوبان.
وم ا ادع اء بعض هم ب ان لن ا مش اكل أهم من البحث العلمي ،كالبطال ة مثال ...فه ذا خط أ
ف ادح ،وفي ه قص ر نظ را وإ نن ا نج زم ب ان البحث العلمي يجب أن ي نزل عن دنا منزل ة أولى
األولي ات لم ا ل ه من انعك اس على مختل ف ج وانب الحي اة وال تي تع د في نظ رهم هي أولى
1
األولويات.
المطلب الثاني :أهمية البحث العلمي
إن الحاجة إلى الدراسات والبحوث العلمية هي اليوم أشد منها في أي وقت مضى ،فالعلم
ّ
والعالم في سباق للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة ،والتي تضمن الراحة
والرفاهية لإلنسان ،كما تضمن له التفوق على غيره .و إن كانت الدول المتقدمة أدركت
1حمدان محمد زياد ،البحث العلمي كنظام ،سلسلة التربية الحديثة ،دار التربية الحديثة ،عمان -األردن ،ص15
أن عظم ة وأهمي ة البحث العلمي ،تمكن في ق درات أبناءه ا العلمي ة والفكري ة والس لوكية ،و
لهذا أصبحت منهجية البحث العلمي وأساليب القيام بها من األمور المسلم بها عندها.
وعلي ه ف البحث العلمي س الح ذو ح دين :البحث عن المجه ول و اكتش افه من أج ل تس خير
نتائجه إما لخدمة البشرية أو لتدميرها.
فكيف يكون اسهام الطالب في مجال البحث العلمي؟ ،إما عن طريق:
استنباط طريقة جديدة في معالجة بحث ما. .1
إحياء بعض المواضيع القديمة ،والتحقيق فيها تحقيقا علميا دقيقا. .2
اكتشاف حقائق لم يسبقه إليها أي باحث من قبل. .3
فهم جيد للماضي وبحث جديد للحاضر. .4
و لكن ال يمكن أن يس اهم في البحث ول و ب أي طريق ه من الط رق الم ذكورة أعاله ،إال إذا
2
تولد لدى الطالب إحساس بغبطة البحث واالكتشاف التي ال توازيها غبطة وال لذة أخرى.
المطلب الثالث :الهدف من البحث العلمي
الدارسين ولعل ابرز األهداف
إن مشاريع البحوث العلمية تهدف إلى تحقيق عدة أمور لدى ّ
التي ترمي إلى تحقيقها تتمثل فيما يلي:
اتس) ))اع األف) ))ق العقلي وتفتح العقلي) ))ة :أي بمع نى تح رر العق ل والتفك ير من التح يز
والجم ود والخراف ات والقي ود ال تي تف رض على الش خص أفك ار خاطئ ة واإلص غاء إلى
آراء اآلخرين واحترامها ،حتى ولو تعارضت مع آرائه الشخصية .
حب االس ))تطالع والرغب ))ة المس ))تمرة في التعلم :هي رغب ة الب احث في الوص ول إلى
إجابات مقنعة لتساؤالته و المثابرة و الرغبة حول زيادة رصيده المعلوماتي و بالتالي
اكتساب الخبرة
البحث وراء المسببات الحقيقية للظواهر ومعرفة سر العالقة التي تربط بينه)ا :و ذل ك
أن لك ل ظ اهرة أو حادث ة بس بب ،ووج وب دراس ة الظ واهر و البحث عن
باالعتق اد ّ
نفس المرجع السابق ،ص 38 2
مسبباتها الحقيقية ،و عدم المبالغة في دور الصدفة ،و عدم االعتقاد في ضرورة وجود
عالقة سببه بين حدثين معينين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت أو حدوث أحدهما بعد
اآلخر .
مساعدة اإلنسان على التكييف مع بيئته وحل مشكالته والوصول إلى أهدافه.
رحاب))ة ص))در الب))احث :وتقب ل النق د الموج ه من ط رف اآلخ رين ،و االس تعداد لتغي ير
الفكرة أو تعديلها على ضوء ما يستجد من الحقائق و األدلة المقنعة و الصحيحة.
توخي الدق))ة و كفاي))ة األدل))ة للوص)ول إلى الق))رارات واألحك)ام :الدق ة في جم ع األدل ة و
المالحظ ات من مص ادر متع ددة ،ولكن موث وق به ا وع دم التس رع في الوص ول إلى
القرارات ،والقفز إلى النتائج ما لم تدعمها األدلة و المالحظات الكافية.
االعتقاد بأهمي))ة ال))دور االجتم))اعي للعلم و البحث العلمي :اإليم ان ب دور البحث العلمي
في إيج اد حل ول علمي ة لم ا تواج ه المجتمع ات من مش كالت و تح ديات في مختل ف
المج االت ،و اإليم ان ب أن العلم ال يتع ارض م ع األخالق و القيم ،و توجي ه العلم و
3
البحث العلمي إلى ما يحقق سعادة و رفاهية البشرية في كل مكان .
المبحث الثاني :معوقات وأخالقيات البحث العلمي
المطلب األول :معوقات ومشاكل البحث العلمي:
هناك بعض المشاكل التي تواجه و تصاحب برامج باحثي الدراسات العليا ابتداء
4
من تسجيل الرسالة و مرورا باعتمادها رسميا و كتابتها و مناقشتها و منها :
آلية اختيار الموضوع .
آلية اختيار المشرف .
مشكالت التمويل.
البهادلي علي أحمد ،أصول البحث العلمي ،مؤسسة الفكر اإلسالمي ،مكتبة النيل والفرات ،سوريا 3
دويدري رجاء وحيد ،البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العلمية ،دار الفكر المعاصر ،سوريا 4
أوال :آلية اختيار الموضوع:
تتوق ف عملي ة اختي ار الموض وع على الط الب ال ذي من المف روض أن يق وم بتحريات ه
للمواض يع ال تي ي رغب الكتاب ة فيه ا ويعرض ها على أعض اء هيئ ة الت دريس ،وعن دما يج د
قب وال من أح د المدرس ين ،يبل ور م ع المش رف الخط وط العريض ة الموض وعة ثم يج از من
قبل القسم و الكلية قبل أن يباشر الطالب عمله في المشروع ،و مع التسليم الكامل بحرية
الطالب في اختيار الموضوع ،إال أن كثيرا من الطلبة يبحثون عن مواضيع سهلة ميسرة
ال تستلزم الجهد و المثابرة و النتيجة المتوقعة لمثل هذه الرسائل هي :
ضآلة المعرفة و الفائدة العملية للبحث
محدودية إسهام البحث في تقديم المعرفة المتخصصة
عدم إسهام البحث في تنمية بحوث أخرى
صعوبة تعميم نتائج الدراسة
و المحصلة الكلية جهد ضائع محفوظ في األرفف ،أو في أدرج أعضاء هيئة التدريس.
ثانيا :آلية اختيار المشرق األكاديمي:
األس تاذ الج امعي ه و العنص ر األساس ي في مكون ات الجامع ة ،و تق ع على عاتق ه المهم ة
الرئيسية في مجال البحث العلمي ،حيث تنقسم أنشطته إلى ثالث مجموعات هي:
تدريس الطلبة.
اإلشراف على الرسائل الجامعية.
إج راء البح وث األساس ية والتطبيقي ة من خالل األوراق البحثي ة المقدم ة في الملتقي ات
العلمية.
وك ل أس تاذ مس تواه فهن اك من يتقن األنش طة الثالث ة ،وهن اك من يتف وق في أح د المج االت
على األخ رى ،ولكن الطلب ة ولألس ف (البعض منهم ) يفض لون األس اتذة المش رفين ال ذين
يتساهلون في عملية اإلشراف ،والذي يساعده في اختيار لجنة المناقشة التي تساعده على
تمري ر رس الته و بنج اح ،و من هن ا ي أتي الخل ل في بعض الرس ائل ال تي غالب ا م ا تك ون
مك ررة وال قيم ة علمي ة كب يرة لها ،ب ل هي أداة لتأهيل ص احبها لني ل الدرجة بغض النظر
عن الكفاءة أو المقدرة العلمية.
ثالثا :المشكالت األكاديمية:
-/1المرتبطة) بالبحث العلمي:
الرس ائل العلمي ة هي منهج و محت وى ،أم ا المحت وى فه و المعرف ة التخصص ية و ال تي
اكتس بها الط الب خالل الس نة األولى (ه ذه المعرف ة هي ال تي تح دد تخص ص الط الب ) ،و
بالتالي عليه اكتساب مهارة وتدريب في أحد فروع القانون العام أو الخاص.
أم ا المنهج فه و األس لوب أو الطريق ة ال تي يتبعه ا الب احث لمعالج ة موض وعه المتخص ص
لكي يصل إلى نتائج علمية.
إال أن هناك مشاكل تعترض طالب الدراسات العليا:
أ-/من ناحية المادة العلمية :تحتاج المعرفة المعمقة إلى اإلطالع إلى مراجع متخصصة،
و مختلفة ،و لذلك البد إلمام الطالب بإحدى اللغات األخرى غير لغته األم لمعرفة الجديد
حول موضوعه على المستوى العالمي ،و لكي يبدأ من حيث انتهى اآلخرون ،و ال يكرر
النتائج سبق نشرها و الكتابة فيها.
و في حالة العكس نجد رسائل علمية ال تحوي الجديد و بالتالي ال يمكن مواكبة التطورات
الحديثة السريعة و التي تطرأ على العلوم.
ب-/من ناحي ))ة المنهج العلمي:نج د أن من اهج البحث العلمي الحالي ة قائم ة على األس س
الكمي ة في القي اس و التحلي ل ،و اس تخدام األرق ام للوص ول الى نت ائج موض وعية دقيق ة و
محددة.
إن األساليب الكمية تتطلب االستعانة باإلحصاء و الرياضيات ،لذلك ال زال طالب البحث
يج دون ص عوبة كب يرة في عم ل التحليالت الالزم ة ألطروح اتهم ،غالب ا م ا يلجئ ون إلى
مكاتب خاصة لعمل هذه التحليالت و يدونون نتائج هذه التحليالت بالحد األدنى من الفهم،
مما يقلل الفائدة المرجوة و النتائج المستخلصة من هذه األبحاث.
-/2المرتبطة) بوسائل البحث العلمي:
اتصفت هذه الفترة بتفجير المعرفة و تيسير الحصول عليها ،خاصة مع ظهور االنترنت،
و بالتالي الصعوبة اليوم ليست في الحصول على المعلومة بل بكثرة المعلومات ،و كيفية
االستفادة منها و الوصول إلى نقاط يحتاج إليها الباحث دون خروجه عن الموضوع.
و بالت الي البحث من خالل االن ترنت يقتضي مه ارة جدي دة ال في الحص ول على أك بر ق در
ممكن من المعلومات فحسب ،بل حصول على المعلومات المفيدة و المرتبطة مباشرة مع
البحث ،و من مصادر موثوق بها أي رسمية.
-/3مرتبطة) بالتمويل):
إن الن اظر لخارط ة البحث العلمي على مس توى ال دولي ،يج د أن اإلنف اق على البح وث
ّ
العلمي ة في ال وطن الع ربي دون المس توى المطل وب ،في ال وقت ال ذي يتزاي د في ه حجم
اإلنفاق في الدول المتقدمة.
ففي الواليات المتحدة األمريكية حجم اإلنفاق على البحث العلمي يتزايد عام بعد عام ففي
السبعينات كان الرقم 24مليون دوالر ليقفز في الثمانينات إلى 35مليون دوالر.
لق د ذك رت منظم ة التنمي ة و التع اون أن الوالي ات المتح دة األمريكي ة تحت ل المرتب ة األولى
لسنة 2012بقيمة إنفاق 480ملي ار دوالر ،تليها الصين ب 136مليار دوالر ،و بعدها
الياب ان ب 130ملي ار دوالر ،في حين ال تتج اوز نس بة اإلنف اق في ال دول النامي ة %4من
اإلنفاق العالمي.
ومقارن ة بين الع رب وإ س رائيل نج د أن هات ه األخ يرة وال تي تتح دى ك ل ال دول العربي ة
مجتمعة تركز على قوتها في المجال البحث العلمي ،حيث يصل إنفاقها على الفرد الواحد
ح والي 2500دوالر ،يع ادل تقريب ا %2.5على تط وير البحث العلمي من قيم ة نفق ة
البحث العلمي ،و هذا من ناتجها السنوي المقدر 120مليار دوالر ،و بالتالي يقارب نسبة
نفق ة البل دان المص نعة و المق درة بـ ـــ %3كالوالي ات المتح دة األمريكي ة و ألماني ا ،في حين
يصل إنفاق العالم العربي على الفرد 8دوالرات من قيمة نفقة البحث العلمي.
أخالقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحثmobta3ath.com ، 5
خاتمة
ش هدت ظ اهرة الس رقة العلمي ة انتش ارا واس عا في اآلون ة االخ يرة ،فهي تعت بر من بين أهم
المشاكل االخالقية المعقدة والمتعددة الوجوه في البيئة الجامعية .و يمكن تعريفها باستخدام
نصوص أو كلمات أو السرقة العلمية على أنها تحدث عندما يقوم الكاتب متعمدا أفكار أو
معلوم ات ليس ت عامة أو خاص ة بشخص آخ ر دون التعريف به أو ذك ر هذا الش خص أو
االش ارة إلى المراج ع و مص ادر ه ذه الكلم ات أو المعلوم ات ،ناس بها إلى نفس ه .ويتقاس م
جمي ع أف راد الجامع ة مس ؤولية الحف اظ على المع ايير االكاديمي ة للمؤسس ة وس معتها إلى
وازرة التعليم وهذا ما أدى البحث العلمي إلى تبني قوانين للحد من هذه السرقات و معاقبة
كل من ارتكب جريمة في حق الباحث و البحث العلمي ككل.
قائمة المراجع
حم دان محم د زي اد ،البحث العلمي كنظ ام ،سلس لة التربي ة الحديث ة ،دار التربي ة .1
الحديثة ،عمان -األردن ،ص15
البه ادلي علي أحم د ،أص ول البحث العلمي ،مؤسس ة الفك ر اإلس المي ،مكتب ة الني ل .2
والفرات ،سوريا
دويدري رجاء وحيد ،البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العلمية ،دار الفكر .3
المعاصر ،سوريا
احث، ا الب تي يجب أن يتحلى به فات ال ات البحث العلمي والص أخالقي .4
mobta3ath.com