You are on page 1of 11

‫‪1‬‬

‫‪ ٨.‬ر‬

‫املقدمة‬

‫احلمد هلل والشكر هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات‪ ،‬والصالة والسالم على خري رسل‬
‫اهلل سيدنا حممد صلى اهلل عليه وسلم أما بعد اإلشراف العلمي من أهم املسؤوليات‬
‫العلمية واألخالقية وليس أداة للرتقية األكادميية‪ ،‬وهو مبثابة الوسيلة اآلمنة لتقصي‬
‫البحث واملعلومة العلمية يف جوهرها الدقيق بفضل تكامل األنساق يف عالقة‬
‫املشرف بالطالب أو الباحث وفق املعايري األخالقية والعلمية‪ ،‬واألدوار املتبادلة بني‬
‫طريف الدراسة وهذا ما ميهد الطريق أمام سهولة أداء الطالب وحتسنه والتمكن من‬
‫الوصول إىل املعلومة بسرعة‪ ،‬وأقل تكلفة‪ ،‬ويزيد من حتفيزه يف البحث أكثر وفق‬
‫طلب املشرف يف ضوء العالقة البسيطة والطيبة بينهما‪.‬‬

‫البحث العلمي‪ ،‬وظيفته‪ ،‬أخالقياته‬

‫‪ -1‬البحث العلمي‪" :‬هو نشاط علمي منظم وطريقة يف‬


‫التفكري وأسلوب للنظر للوقائع اليت يسعى إليها وكشف احلقائق اعتمادا على‬
‫‪2‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫مناهج موضوعية حمققة من أجل معرفة اإلرتباط بني هذه احلقائق مث استخالص‬
‫املبادي العامة أو القوانني التفسريية‪.‬‬
‫وقد عرف آرثر كول البحث العلمي بأنه تقرير واف يقدمه باحث عن عمل‬
‫تعهده وأمته على أن يشمل التقارير كل مراحل الدراسة منذ كانت فكرة حىت‬
‫‪1‬‬
‫صارت نتائج مدونة مرتبة‪ ،‬مؤيدة باحلجج واألسانيد ‪.‬‬
‫أو أنه‪" :‬جتميع منظم جلميع املعلومات املتوفرة لدى كاتب البحث وترتيبها بصورة‬
‫‪2‬‬
‫جديدة حبيث تتدعم املعلومات السابقة أو تصبح أكثر نقاء ووضحا"‪.‬‬
‫كما يعرف على أنه‪ " :‬حماولة منظمة وموضوعية تستهدف دراسة مشكلة حمددة‬
‫من أجل التوصل إىل مبادئ عامة ويسرتشد االستقصاء بيانات علمية مجعت من‬
‫قبل ويرمي إىل إضافة جديدة إىل هيكل املعرفة القائم حول املوضوع‪ ،‬كما أن‬
‫معرفة اإلنسان تنمو وترتاكم عن طريق دراسة ما هو معروف بالفعل‪ ،‬كما تعتمد‬
‫‪3‬‬
‫على مراجعة املعارف السابقة يف ضوء اإلكتشافات اجلديدة"‪.‬‬
‫مبعىن أن البحث العلمي عملية دراسية هادفة حول موضوع من املواضيع أو تفسري‬
‫ظاهرة من الظواهر املختلفة بغية الوصول إىل أهداف أو نتائج تربر تلك الظاهرة‬
‫وتأيت باحللول وتزيد من التنمية املعرفية والعلمية وتطورها‪.‬‬
‫البحث العلمي‪" :‬ويقوم البحث العلمي بوظيفة التربير الكايف‬ ‫‪ - 2‬وظيفة‬
‫والسند املوضوعي ألنواع من القرارات أو املشروعات أو اجلهود أو بعبارة أخرى‬
‫هو‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬حسني عبد احلميد أمحد رشوان‪ :‬العلم والبحث العلمي دراسة يف مناهج العلوم‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬ط‪ ،7‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬أمحد عارف العساف‪ ،‬حممود الوادي‪ :‬منهجية البحث يف العلوم االجتماعية واإلدارية (املفاهيم واألدوات)‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬طاء‬
‫عمان‪ ،2011 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪ .‬حسني حممد جواد اجلبوري‪ :‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2013 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫عملية تقصي وفحص علمي دقيق لطبيعة الظاهرة‪ ...‬ويهدف البحث العلمي على‬
‫البحث عن احلقيقة مبحاولة معرفة حقائق مل تكن معروفة من قبل أو استعمال‬
‫‪4‬‬
‫حقائق عرف بعضها"‪.‬‬
‫(‪ -3 )1‬أخالقيات البحث العلمي‪:‬‬
‫توجد عدة أخالقيات جيب أخذها جيدا خالل القيام‬
‫بالبحث العلمي وعلى الباحث أن يدركها جيدا ويكون على دراية هبا ومنها‪:‬‬
‫‪ :‬وهو كل سلوك يقوم به الطالب املسجل لنيل درجة علمية ما‬ ‫‪ " -1-3‬الغش‬
‫بسوء نية واخلروج عن القواعد املتعارف عليها كرتوير النتائج‪ ،‬تقدمي عمل مل يقم‬
‫به الطالب وانتحال آراء الغري‪ ،‬هلذا الغرض فالكاتب يتحمل كل املسؤولية فيما‬
‫سريد حول هاتني احلالتني من حاالت الغش‪.‬‬
‫هتدف البحوث اجلامعية إىل التعمق يف املواضيع‬ ‫‪ -2-3‬انتحال آراء الغري‪:‬‬
‫وتطوير طرق معاجلتها كما هتدف إىل تطوير قدرات الطالب والباحث على‬
‫تلخيص أفكار وأعمال اآلخرين واستخالص النتائج‪ ،‬هلذا يصبح أمرا ال مفر منه‬
‫وال عيب يف ذلك‪ ،‬إذا كان استخدام هذه املراجع يكشف عن قدراتك ويضع‬
‫على عاتقك مسؤولية علمية وأخالقية وتذكر أن كل قول مأخوذ عن فرد آخر‬
‫جيب أن يوضع بني حاضنتني ويكتب اسم صاحبه وسنة نشره والصفحة اليت‬
‫يوجد هبا‪.‬‬
‫ال تودع املذكرة‬ ‫‪ -3-3‬بعض النصائح يف تسليم البحوث اجلامعية‪:‬‬
‫مبصلحة املذكرات إال بعد مراجعتها مراجعة مستفيضة‪ ،‬وال تودع إال بعد احلصول‬
‫على إذن مكتوب من طرف املشرف‪ ،‬ويقدم العمل أو املذكرة للشخص املسؤول‬
‫عن‬

‫‪4‬‬
‫(‪ ) 1‬د‪ .‬حسني عبد احلميد أمحد رشوان‪ :‬العلم والبحث العلمي دراسة يف مناهج العلوم‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬وادي‪ :‬ط‪ ،7‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،.2004‬ص ‪)1 .23-22‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫تسلمها حىت الوقت احملدد وباملكتب‪ ،‬احتفظ بنسخة أو نسخ يف شكل ورق أو‬
‫قرص ليسن أو مضغوط"‪ 2.‬وهنا نقول أن األمانة هي أساس البحث العلمي وهي‬
‫املعيار الذي يقيس مصداقيته‪ ،‬فعلى الطالب الباحث أن يذكر املراجع اليت اعتمدها‬
‫يف البحث ويهمشها‪ ،‬سواء كانت اقتباسات حرفية أو فكرية ألن القانون يعاقب‬
‫على ذلك مع أنه مل يعطي نص صريح حول عقوبة السرقة العلمية ولكن من‬
‫أدبيات وأخالقيات البحث جيب التحلي بروح األمانة العلمية واألخذ بالنصائح‬
‫املقدمة من إدارة القسم واملشرفني حول تسليم البحوث وطبعها دون احلصول على‬
‫اإلذن املكتوب من املشرف أو اجلهات الوصية اليت تكون هلا املسؤولية والسلطة‬
‫على املذكرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعية اإلشراف العلمي‬
‫إن من قواعد وأساسيات البحث العلمي حتقيق وبلوغ مرتبة‬
‫التناسق والتكامل املنهجي وهذا ما حيتاج إىل مرشد وموجه‪ ،‬لذلك تعترب مرحلة‬
‫الطلب والتحصيل العلمي احرتاف معريف واليد لعملية اإلحرتاف العلمي من‬
‫مسدد يتوىل هذه العملية يف جوانبها العلمية واألخالقية‪ ،‬أي أن املتابعة املعرفية‬
‫واملنهجية للطالب من طرف أستاذه املشرف تستمد مشروعيتها من‪ -2-1 :‬عدم‬
‫إمكانية إستغناء الطالب الباحث عن املشرف لطبيعة املعرفة العلمية القائمة على‬
‫الرتاكم العلمي واملعريف‪ ،‬والتسديد املعريف أي أنه مهما بلغت قدرة الطالب العلمية‬
‫ومتكنه من املادة العلمية بني يديه لن يتمكن من الوصول إىل هدفه بطريقة سهلة أو‬
‫حمكمة ما مل يعتمد على مشرف موجه له‪ ،‬ويساعده يف جوانب عدة خالل حبثه‬
‫كتوجيهه إىل مراجع ومصادر علمية ختدم حبثه وتزيد من حتصيله العلمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد الكرمي بوحفص‪ :‬دليل الطالب اإلعداد وإخراج البحث العلمي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬طال‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬اجلزائر ‪،2009 ،‬ص ‪119‬۔‬
‫‪120‬۔‪121‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫‪ -2-‬حاجة البحث إىل خبري يتوىل اإلشراف على البناء املنهجي للبحث ألن‬
‫غياب املنهجية احملكمة يف التأليف والتصنيف يقضي إىل اهنيار خطة البحث وأهنا‬
‫حتما ستصبح معقدة وغري صحيحة كون الباحث ال ميلك خربة منهجية كافية‬
‫لبناء تلك اخلطة‪ ،‬خاصة وأن " املنهج ابتداءا وانتهاءا على اختالف أنواعه وجماالته‬
‫عملية تنظيمية‪ ،‬تسري وفق ترتيب منطقي عقالين يتالءم وطبيعة البحث"‪ 1‬مبعىن أنه‬
‫ال ميكن للباحث وضع إطار أو خطة منهجية لبحثه دون تدخل من املشرف سواءا‬
‫لتعديلها أو توجيهها وتعد خربة املشرف مسندة للبحث نظرا لصفة الدقة والتناسق‬
‫اليت تعترب من ركائز البحث باعتبار البحث العلمي " عملية هندسية لتفسري‬
‫‪2‬‬
‫مباحثه‪ ،‬والتالؤم بني أجزائه واظهار ما يستحق منها اإلبراز والرتكيز "‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة املشرف بالباحث‬
‫‪ -‬دور املشرف يف اجلامعات العاملية‪ ،‬دور توجيه وإشراف‬
‫وإرشاد‪ ،‬إىل حبوث علمية دقيقة ومكتملة‪ ،‬وتصحيح للقضايا اجلزئية املتفق عليها‪.‬‬
‫ولذلك من املفروض أن تكون الصلة بني املشرف والباحث صلة الوالد بولده فيها‬
‫الكثري من اللطف ومن االحرتام والتقدير‪ ،‬ومن املناقشة احلرة واالطمئنان‪.‬‬
‫واألستاذ يستطيع أن يكتسب ثقة الطالب‪ ،‬واحرتامه بسبب العالقة الطيبة واحلميمة‬
‫اليت تقوم بينها بعد االجتماعات املنظمة اليت تعقد بينهما للدراسة ومناقشة اآلراء‬
‫واألفكار اليت تتوافر عليها مادة البحث وتعاون الطالب الباحث مع مشرفه يسهل‬
‫عليه اإلطالع على ما جيب القيام به‪ ،‬فيلزمه باملواعيد وعلى الطالب الباحث‬
‫احلرص على تقدمي واجباته يف وقتها احملدد دون تأخر أو مماطلة‪ .‬وكما أن املشرف‬
‫حباجة ماسة إىل ثقة الطالب الباحث ليطمئن إليه فعلى الباحث بدوره أن يبدل‬
‫جهوده يف‬

‫‪1‬‬
‫عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ :‬منهج البحث يف الفقه اإلسالمي خصائصه ونقائصه‪ ،‬دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬بریوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،1996 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ :‬كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات القرآنية والسنة النبوية والعقيدة اإلسالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬طل‪ ،‬جدة‪،‬‬
‫‪ ،1995‬ص‪.40‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫معاجلة املوضوع الذي اختاره‪ ،‬إذ من الواجب أن تكون لديه فكرة واضحة‪،‬‬
‫وهدف واضح وخطة واضحة‪ ،‬قبل أن يباشر االتصال باملشرف‪ .‬فإن بعض‬
‫التجارب اليت متر باملشرف حتمله أحيانا على سوء الظن‪ ،‬وما على الطالب الباحث‬
‫‪1‬‬
‫إال أن يعمل على كسب حسن الثقة بالطرائق املشروعة‪.‬‬
‫حيدث يف املرحلة اجلامعية األوىل أن األستاذ هو الذي حيدد املوضوعات ويوزعها‬
‫على الطلبة‪ ،‬وهو بعمله هذا يسر كثريا من األمر على الطالب ويوفر هلم وقتا‬
‫وجهذا وهذا مقبول إىل حد ما يف السنوات األوىل‪ ،‬أما بعد هذه املرحلة فمن‬
‫الواجب أن خيتار الطلبة موضوعاهتم وهو األنفع‪ ،‬ألهنم يستعمقون يف ختصصات‬
‫تستوجب ضرورة اإلعتماد على النفس‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذا ففي حاالت معينة يضطر املشرف إىل تقدمي موضوع يهمه إذ‬
‫من املمكن أن يتم به حبثا قام به هو أو يف حالة أخرى يكون يف شك الالزمة له‬
‫وحيدث هذا يف حاالت نادرة جدا‪ ,‬ومن هنا ميكن اعتبار الباحث املسؤول األول‬
‫عن اختيار املوضوع على أن يكون عمله بإشراف أستاذه ومرشده الذي جيب أن‬
‫يأخذ بيده‪ ،‬وأن يوجهه الوجهة اليت تنفق وميوله‪ ،‬وتتالءم مع اختصاصه‬
‫واستعداده العلمي واللغوي وال جيوز للباحث بعدها يف أي حال من األحوال‬
‫وخباصة يف حالة الفشل أنيلقي باللوم على عاتق مشرفه قصد التخلص من‬
‫املسؤولية‪ .‬مع العلم أن اختيار املوضوع ال يأيت دفعة واحدة بل مير مبراحل‪ ،‬يتصور‬
‫فيها خطة املوضوع مبعونة املشرف وتوجيهه إذ حياول الباحث كتابة حبوث موجزة‬
‫يف جماله فيستعرضها حبثا حبثا‪ ،‬كأنه يستكشف يف كل مرة مدى استعداده وميوله‪،‬‬
‫يت ما عثر على ما يناسب رغبته واستعداده وختصصه كان ذلك املوضوع دون‬
‫غريه‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬أمحد طالب‪ :‬منهجية إعداد املذكرات والرسائل اجلامعية‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬طال‪ ،‬وهران‪ 2009 ،‬ص‪10،11،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫رابعا ‪ :‬دور وواجب املشرف‬


‫املشرف هو املستشار الدائم للطالب الباحث‪ ،‬وعلى الطالب أن‬
‫يطلع مرشده على كل ما يعرتض طريقه من املشاكل وما يتوصل عليه من‬
‫بوادر ‪...‬وأن مهمته تقتصر على النصح والتوجيه‪ ،‬فهو غري جمرب على التقيد براي‬
‫املرشد إذا مل ينسجم مع قناعته‪ ،‬إمنا عليه يف حال خمالفته أن يكون مستعدا للدفاع‬
‫عن وجهة نظره بعيدا عن املكابرة‪ ،‬ملتزما باإلخالص والنزاهة‪...‬والذي ال يتحمل‬
‫املرشد مسؤوليته هو أراء الطالب الشخصية وذلك احرتاما حلرية الرأي وقناعة‬
‫‪1‬‬
‫الفكر "‪.‬‬
‫دور واجب املشرف جنده حسب النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوجيه واإلشراف العام على البحث ‪ -‬إرشاد الطالب الباحث إىل املصادر‬
‫واملراجع العلمية املتخصصة تشجيع الطالب الباحث على بدل اجلهد واملثابرة على‬
‫العمل ‪ -‬العمل على اكتساب ثقة الطالب واحرتامه باملناقشة الواعية ‪ -‬التحلي‬
‫بالصرب وسعة الصدر والتجرد من الغايات واألهواء ‪ -‬العمل على حتسني العالقة‬
‫‪2‬‬
‫بينهما"‪.‬‬
‫أي أن للمشرف أمرين رئيسيني جتاه طالبة الباحث ومها النصح والتوجيه حيث أن‬
‫الطالب الباحث يف حاجة إىل املشرف لتوضيح معامل حبثه وحماولة تقبل نصائحه‬
‫قدر اإلمكان ألهنا يف سياق خدمته‪ ،‬وكذلك توجيهاته املختلفة الطرق فمثال عند‬
‫لقاء الطالب املباشر مع مشرفه قد يكون عرضة لنسيان بعض التساؤالت‬
‫واالستفسارات‪ ،‬وقد يتذكر شيئا ما يشغله لكن بعد اإلفرتاق ففي هذه احلالة‬
‫يكون الطالب مضطر إىل احلصول على رقم هاتفه مثال أو بريده اإللكرتوين قصد‬
‫التواصل عن بعد‪ ،‬فهناك بعض املشرفني ال يهتمون هلذا األمر‪ ،‬وال يأخذونه بعني‬
‫اإلعتبار ولكن له قيمة كبرية نظرا للدور الذي يلعبه يف تسهيل العالقة بينهما‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫) أ‪.‬د كمال اليازجي‪ :‬إعداد األطروحة اجلامعية‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬طال‪ ،‬دپ‪ ،1996 ،‬ص ‪21-20‬‬
‫‪2‬‬
‫حممد عوض العايدي‪ :‬إعداد وكتابة البحوث والرسائل اجلامعية‪ ،‬مركز الكتاب للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪50‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫حيث أننا جند يف واقعنا عينة من األساتذة يرفضون ذلك‪ ،‬وال يقتصر إشرافهم‬
‫سوى على اللقاءات املباشرة مع الطلبة‪ ،‬وهذا ال يشجع على تنمية الروح املعنوية‪،‬‬
‫بل يزيد الطالب نوعا من التعقيد من رفض مشرفه لطلبه وهو ما ينعكس سلبا على‬
‫إتباع الطالب لنصائحه وقد يدفع به إىل التهاون‪ ،‬أو التأخر يف إجناز البحث أو‬
‫حىت التخلي عنه هنائيا وقل ما حيدث‪.‬‬
‫وعليه فإن من واجب الباحث تلبية طلبات من يشرف عليهم قدر اإلمكان‪،‬‬
‫والصرب على ذلك وهو ما يدفع بالعالقة إىل التحسن واإلحساس بنوع من الراحة‬
‫النفسية اليت تكون الدافع األهم بالطالب إىل مضاعفة جمهوداته والسعي للوصول‬
‫إىل ما هو أكثر أمهية خلدمة البحث‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬دور وواجب الطالب الباحث‬
‫جيدر القول بأن وظيفة الطالب العلمية تتحدد حسب‬
‫الشهادة العلمية املراد احلصول عليها‪ ،‬وأنه مطالب بإثبات قدرته على دراسة أي‬
‫ظاهرة وقدرته على اختيار موضوع حبثه‪ ،‬ومنهجه املناسب وبراعته يف مجع‬
‫املعطيات وحتليلها وتفسريها يف إطارها املرجعي النظري والتطبيقي‪ ...‬أما مهمة‬
‫الطالب فتكمن‬
‫يف اإللتزام بقواعد هذا التكوين الذي يقوم على القراءة الدقيقة للرصيد املعريف‬
‫‪1‬‬
‫الثري ملا له عالقة مبوضوعه لفهم حيثيات املوضوع بدقة وخبطى ثابتة وصحيحة‪.‬‬
‫وللطالب أدوار وواجبات هي‪ " - :‬حتمل املسؤولية الكاملة يف اختيار موضوع‬
‫البحث‪ - .‬طلب املساعدة واملشورة من املشرف إذا اقتضت الضرورة‪ - .‬بذل‬
‫اجلهد وتوفري املال ملعاجلة موضوع البحث‪ - .‬توفري املصادر واملراجع الالزمة‬
‫والتحلي بالثقة يف النفس‪ .‬التسلح باألمانة العلمية‪ - - .‬تقبل انتقادات وتوجيهات‬
‫‪2‬‬
‫املشرف باهتمام وسعة صدر والتعاون معه‪ - .‬تبادل االحرتام وحتسني العالقة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(‪ ) 1‬نسيمة ربيعة جعفري‪ :‬الدليل املنهجي للطالب يف إعداد البحث العلمي‪ ،‬ليوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬د طلب بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‬
‫‪ ،‬ص ‪19-18-47‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ )2( .‬حممد عوض العائدي‪ :‬إعداد وكتابة البحوث والرسائل اجلامعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫ومما سبق ميكن القول أن للطالب دور هام يف البحث العلمي أي انه املسؤول عن‬
‫اختيار موضوعه‪ ،‬وطلب مساعدة املشرف يف حل املشاكل اليت يواجهها‪ ،‬فمثال‬
‫عند عجز الطالب يف احلصول على املادة العلمية اليت ختدم موضوعه فتفكريه قد‬
‫ينحصر فيما وجد أمامه فقط كما حيدث يف واقعنا‪ ،‬حيث جتد أنك أمام عدد‬
‫حمدود من الكتب اليت تراها مناسبة‪ ،‬وعند مشورة املشرف جتد أن العديد من‬
‫الكتب اليت ال حتمل نفس عنوان املوضوع قد ختدم البحث بنسبة كبرية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدخل ضمن العالقة اجليدة اليت تسود رابط الطالب الباحث باألستاذ املشرف‪.‬‬

‫خامتة البحث‬
‫ويف هناية هذا البحث الذي بذلنا فيه من اجلهد ما مل ندِّخر لغريه‪ ،‬والذي دفعنا فيه‬
‫من طاقتنا أقصاها لكي يكون هذا البحث شاماًل ومستوفيًا كل احملاور‬
‫تطرقنا إليها فيه‪ ،‬سائلني املوىل أن يكون هذا البحث دلياًل‬
‫واملوضوعات اليت َّ‬
‫ومرجعا لكل باحث مهتم بالبحث يف هذا املوضوع اإلشراف العلمي وقد حرصنا‬ ‫ً‬
‫على تقدمي كافة املعلومات من املراجع الرمسية واملوثوقة‪ ،‬كما وضَّحنا كافة النقاط‬
‫الغامضة يف البحث‪ ،‬راجني منكم الصفح عن النقص واخلطأ وسائلني اهلل تعاىل أن‬
‫القراء واملهتمني‪.‬‬
‫تكون املغامن من هذا البحث أكثر من املغارم جلميع َّ‬
‫‪10‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫املصادر واملراجع‬
‫‪-1‬د‪ .‬أمحد عارف العساف‪ ،‬حممود الوادي‪ :‬منهجية البحث يف العلوم اإلجتماعية‬
‫واإلدارية( املفاهيم واألدوات)‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪2018 ،‬‬
‫‪ -2‬أمحد طالب‪ :‬منهجية إعداد املذكرات والرسائل اجلامعية‪ ،‬دار الغرب للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،6‬وهران‪،‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬حسني عبد احلميد أمحد رشوان‪ :‬العلم والبحث العلمي دراسة يف مناهج‬
‫العلوم‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬ط‪ ،7‬اإلسكندرية‪2004 ،‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬حسني حممد جواد اجلبوري‪ :‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪،2013 ،‬‬

‫‪ -5‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ :‬كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات‬
‫القرآنية والسنة النبوية والعقيدة اإلسالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬طل‪ ،‬جدة‪،1995 ،‬‬
‫‪-6‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ :‬منهج البحث يف الفقه اإلسالمي خصائصه‬
‫ونقائصه‪ ،‬دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬بریوت‪ ،‬لبنان‪،1996 ،‬‬

‫‪-7‬عبد الكرمي بوحفص‪ :‬دليل الطالب اإلعداد وإخراج البحث العلمي‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬طال‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬اجلزائر ‪،2009 ،‬‬

‫‪ -8‬حممد عوض العايدي‪ :‬إعداد وكتابة البحوث والرسائل اجلامعية‪ ،‬مركز‬


‫الكتاب للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،2005 ،‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ ٨.‬ر‬

‫‪ - 9‬نسيمة ربيعة جعفري‪ :‬الدليل املنهجي للطالب يف إعداد البحث العلمي‪ ،‬ليوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬د طلب بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‬

You might also like