You are on page 1of 103

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة أحمد دراية أدرار‬

‫محاضرات في منهجية إعداد مذكرة‬

‫من إعداد األستاذ ختير مسعود‬

‫محاضرات معدة لطلبة السنة األولي ماستر قانون األعمال يتبع بمحاضرات أخري خاصة بالجانب‬
‫التطبيقي والدي تمت معالجتها في الحصص السابقة‬

‫الموسم الجامعي ‪2019/2020‬‬


‫محاور المنهجية‬
‫‪1‬‬
‫مفهوم البحث العلمي‬ ‫‪.1‬‬
‫عالقة القانون بالعلوم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كيفية إعداد بحث علمي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مفهوم البحث العلمي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف البحث العلمي‬ ‫‪-1‬‬
‫خصائص البحث العلمي‬ ‫‪-2‬‬
‫أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواع البحث العلمي‬ ‫‪-3‬‬
‫أدوات البحث العلمي‬ ‫‪-4‬‬
‫أغراض وأهداف البحث العلمي‬ ‫‪-5‬‬
‫مقومات البحث العلمي‬ ‫‪-6‬‬
‫تطور البحث العلمي عبر التاريخ‬ ‫‪-7‬‬
‫عالقة علم القانون بالعلوم االجتماعية‪ ،‬وبالسياسة واالقتصاد‪ ،‬وباإلعالم اآللي‬ ‫‪-8‬‬

‫تعريف البحث العلمي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫يتك ون م دلول البحث العلمي لُغ ةً من كلم تني ‪ :‬البحث والعلم‪ .‬أم ا البحث فه و مص در الفع ل‬
‫ث؛ ومعناه طلب‪ ،‬فتش‪ ،‬تقصى‪ ،‬حترى‪ ،‬سأل‪ ،‬اكتشف‪.‬‬
‫املاضي حَبَ َ‬
‫أم ا العلم؛ فيع ين املعرف ة والدراي ة واإلدراك للحق ائق‪ .‬والعلم أوس ع وأمشل من املعرف ة ‪ .‬ف العلم‬
‫يع ين اإلحاط ة باحلق ائق الكلي ة‪ ،‬واملركب ة‪ ،‬يف حني تع ين املعرف ة اإلملام باحلق ائق اجلزئي ة والبس يطة‪.‬‬
‫وعليه يطلق العلم عادة على جمموع احلقائق الكلية اليت جتمعها جهة واحدة‪ .‬مثل علم الكالم‪ ،‬علم‬
‫‪1‬‬
‫احلساب‪ ،‬علم الفيزياء‪ ،‬علم األحياء‪ ،‬علم القانون‪...‬‬
‫وتتع دد تع اريف البحث العلمي بني الفق ه‪ .‬فمنهم من يعرف ه على أن ه‪ ":‬وس يلة لإلس تعالم‬
‫واالستقصاء املنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بفرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة‪،‬‬
‫باإلض افة إىل تط وير أو تص حيح أو حتقي ق املعلوم ات املوج ودة فعال‪ .‬على أن يُتب ع يف ه ذا الفحص‬
‫واالس تعالم ال دقيق‪ ،‬خط وات املنهج العلمي‪ ،‬واختي ار الطريق ة و األدوات الالزم ة للبحث ومجع‬
‫البيانات"‪ .2‬ويعرفه آخر بأنه‪ '':‬اإلدراك والدراية باحلقيقة و اإلملام هبا فهو يقوم أساس اً على طلب‬
‫املعرفة وتقصيها والوصول إليها‪ .‬ويستند على أساليب ومناهج معينة حبسب طبيعة اجملاالت العلمية‬
‫‪3‬‬
‫املختلفة''‪.‬‬
‫خصائص البحث العلمي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أ‪-‬البحث العلمي بحث ُمنظم‪ :‬ف البحث العلمي نش اط عقلي منظم ودقي ق وحُم كم‪ .‬فاملش كالت‬
‫والفروض واملالحظات والتجارب والنظريات والقوانني قد جتسدت واكتُش َفت بواسطة جهود‬
‫عقلي ة منظم ة ومهي أة ل ذلك‪ .‬وليس ت ولي دة مص ادفات‪ ،‬وحتق ق ه ذه اخلاص ية للبحث العلمي‬
‫‪4‬‬
‫عامل الثقة الكاملة يف نتائج البحث العلمي‪.‬‬

‫رقية سكول‪ ،‬منهجية إنجاز البحوث العلمية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬ط‪، 1‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫عم" ""ار عواب" ""دي‪ ،‬من" ""اهج البحث العلمي وتطبيقاته" ""ا في مي" ""دان العل" ""وم القانوني" ""ة و اإلداري" ""ة‪ ،‬ط‪ ،3‬دي" ""وان المطبوع" ""ات‬ ‫‪2‬‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999،‬ص‪.18‬‬


‫علي مراح‪ ،‬منهجية التفكير القانوني نظرياً وعملياً‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪3‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬المرجع سبق‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫ب‪-‬البحث العلمي بحث نظ ري‪ :‬ذل ك أن ه يس تخدم النظري ة إلقام ة وص ياغة الفرض ية ال يت هي بي ان‬
‫‪5‬‬
‫صريح خيضع للتجارب واإلختبار‪.‬‬
‫ت‪-‬البحث العلمي بحث تجريبي‪ :‬فهو يقوم على أساس إجراء اإلختبار والتجربة‪.‬‬
‫ث‪-‬البحث العلمي بحث ح ركي وتجدي دي(التراكمي ة)‪ :‬فه و ينط وي دائم ا على جتدي د وإض افة يف‬
‫املعرفة وذلك باستبدال معارف قدمية مبعارف حديثة ومتطورة‪.‬‬
‫ويطلق على هذه اخلاصية بالرتاكمية؛ ومعناها إضافة اجلديد اىل القدمي‪ .‬فالبحث العلمي أشبه بالبناء‬
‫ال ذي يش يد طابق ه ف وق ط ابق ال يلبث الط ابق الس فلي أن يص بح جمرد أس اس يرتك ز علي ه البن اء‪.‬‬
‫وبذلك تبني لنا الرتاكمية أن احلقيقة العلمية هي حقيقة نسبية؛ أي ان احلقيقة العلمية ال تكف عن‬
‫التطور‪ .‬ففي مرحلة سابقة كانت نظرية العقد تغطي مواضيع القانون اخلاص فقط‪ .‬بينما اتسعت‬
‫النظري ة ح ديثاً لتش مل مواض يع الق انون الع ام وب ذلك أص بح ل دينا اىل ج انب عق د ال بيع العق د‬
‫اإلداري‪.6‬‬
‫ج‪-‬بحث تفسيري‪ :‬فهو يستخدم املعرفة العلمية لتفسري الظواهر بواسطة جمموعة من املفاهيم املرتابطة‪.‬‬
‫ح‪-‬البحث العلمي بحث عام معمم‪ :‬فاملعلومات واملعارف ال تكتسب الطبيعة العلمية إال إذا كانت‬
‫‪7‬‬
‫حبوث معممة ويف متناول أي شخص مثل االكتشافات الطبية ونظريات املنطق والفيزياء‪.‬‬
‫‪.3‬أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواع البحث العلمي‪:‬‬
‫ختتلف البحوث العلمية تبع اً للمعيار املعتمد أو الزاوية اليت يُنظر منها إليها‪ .‬فتصنف حسب‬
‫الغرض إىل نظرية وتطبيقية‪ ،‬وحسب النطاق إىل حملية أو إقليمية أو عاملية‪ ،‬وحسب التخصص إىل‬
‫حبوث قصرية (األعمال التطبيقية ) ومتوسطة(الليسانس‪،‬املاسرت) وطويلة ( املاجستري والدكتوراه)‪.‬‬
‫من حيث الغرض‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عب " ""د الناص " ""ر جن " ""دلي‪ ،‬تقني " ""ات ومن " ""اهج البحث العلمي في العل " ""وم السياس" ""ية واالجتماعي " ""ة‪ ،‬ط ‪ ،3‬دي" ""وان المطبوع " ""ات‬ ‫‪5‬‬

‫الجامعية‪ ،2010 ،‬ص‪ .29‬عمار عوايدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫فاضلي إدريس‪ ،‬الوجيز في المنهجية والبحث العلمي‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2010 ،‬ص‪.138‬‬ ‫‪6‬‬

‫عمار عوايدي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ ( * .22‬كالسرقة والتزوير وغيرها من هاته المشاكل وضياع الوقت‪)...‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪4‬‬
‫البحث العلمي النظ ري‪ :‬وال ذي يه دف إىل الوص ول إىل املعرف ة وتط وير العل وم مما يزي د يف‬ ‫أ‪-‬‬
‫تراكم الرتاث املعريف عرب األجيال‪ .‬وعليه فالبحث النظري يهدف أساساً إىل اإلحاطة باحلقيقة‬
‫العلمية وحتصيلها وفهم أمشل وأعمق هلا‪.‬‬
‫ويتن اول البحث العلمي النظ ري ع ادة املواد واملوض وعات واألفك ار العلمي ة االدبي ة و اإلجتماعي ة‬
‫اليت يطلق عليها العلوم اإلنسانية كعلوم اللغة والنحو واألدب والتاريخ واجلغرافيا والدين‪....‬اخل‪.‬‬
‫وغريه ا من العل وم ال يت حيق ق إع داد البح وث يف موض وعاهتا فوائ د نظري ة واض حة‪ ،‬وليس فوائ د‬
‫تطبيقي ة‪ .‬ف إجراء دراس ة ح ول العوام ل ال يت ت ؤثر يف حي اة ش اعر‪ ،‬أو رئيس دول ة تق دم لن ا فائ دة‬
‫ألدبية أو تارخيية نظرية فقط‪ ،‬وال تقدم أية فائدة تطبيقية‪.8‬‬
‫ب‪ -‬البحث العلمي التط بيقي‪ :‬ويس تهدف املعرف ة من أج ل حتقي ق وابتك ار ح ل معني ومقب ول‬
‫للقضايا واملشكالت اليت هتم اجملتمع على مستوى امليدان والواقع يف شىت اجملاالت(الرتبية والتعليم‪،‬‬
‫الص ناعة والزراع ة‪ ،‬التج ارة واالقتص اد‪ ،‬النق ل‪،‬الربي د واملواص الت‪ ،‬الق انون ‪ .)...‬وعلي ه ف البحث‬
‫التطبيقي يهدف إىل التجسيد العملي لنتائج تقدم العلم ميدانياً حلل املشاكل‪ .9‬مثال بطاقات الدفع‬
‫االلكرتوين يف التشريع اجلزائري جندها يف الكتب وال جندها يف الواقع املعاش‪ ،‬فيبقى باب املشكل‬
‫ُ‬
‫مفتوح‪.10‬‬
‫وباجلمل ة يب دو التكام ل جلي اً بني البح وث العلمي ة التطبيقي ة والنظري ة‪ ،‬ف البحث التط بيقي ال‬
‫حيقق فوائده املرجوة أال إذا استند على البحث النظري‪ ،‬فالتقدم التكنولوجي الذي هو تطبيق عملي‬
‫لنت ائج التق دم العلمي ه و مثرة حبوث نظري ة ُمس بقة‪ ،‬كم ا أن البحث النظ ري األساس ي يعتم د على‬
‫‪11‬‬
‫معدات وأجهزة تكنولوجية للوصول إىل نتائج علمية جديدة‪.‬‬
‫من حيث النطاق‪ :‬تبعا هلذا املعيار ينقسم البحث العلمي إىل نوعني‪ ،‬حبث علمي أساسي‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وحبث علمي عملي‪.‬‬
‫غازي عناية‪ ،‬إعداد البحث العلمي ليسانس‪-‬ماجستير‪-‬دكتوراه‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشهاب‪ ،‬باتنة‪ ،1985 ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪8‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫فبطاقات الدفع االلكتروني تقضي على عديد الجرائم كالسرقة والضياع والتزوير والتهرب الضريبي وكذا تس""اهم في‬ ‫‪10‬‬

‫تطور عجلة االقتصاد‪.‬‬


‫علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪5‬‬
‫أ‪-‬البحث العلمي األساس ي‪ :‬ويس تهدف الوص ول إىل املعرف ة العام ة‪ .‬أي إىل احلل ول العام ة لقضية‬
‫عامة معينة ضمن حميط معني‪ .‬وذلك بدراستها ضمن امليدان العلمي الذي تنتمي إليه تلك القضية‬
‫كقضية تلوث املن اخ مثال أو اإلرهاب الدويل‪ .‬وعادة تنافش كذا دراسات يف ملتقيات دولية أو‬
‫إقليمية‪.‬‬
‫ب‪-‬البحث العلمي العملي‪ :‬ويس تهدف الوص ول إىل املعرف ة اخلاص ة احمللي ة‪ ،‬وض من نط اق خ اص‬
‫يتعلق بإشكالية خاصة يف زمان ومكان حمددين‪ .‬كاملستهلك االلكرتوين يف التشريع اجلزائري مثالً‪.‬‬
‫وعادة تنافش كذا دراسات يف ملتقيات وطنية حملية‪ ،‬أو أيام دراسية‪.12‬‬
‫من حيث التخصص‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تبعا هلذا املعيار يقسم البحث العلمي إىل ثالث أنواع البحث الصفي‪ ،‬وحبث املاجستري‪ ،‬وحبث‬
‫الدكتوراه‪.‬‬
‫أ‪-‬البحث الص في‪ :‬ويُع د أثن اء الدراس ة يف أط وار الت درج يف الليس انس أو املاس رت‪ .‬وه و حبث‬
‫ت درييب يقص د من ه ت دريب الط الب اجلامعي على كيفي ة إع داد البح وث‪ ،‬متهي داً إلع داد حبوث‬
‫املاجس تري وال دكتوراه‪ .‬ول ذا تنص أنظم ة اجلامع ات على ت دريس م ادة املنهجي ة يف ك ل أط وار‬
‫الدراسة من الليسانس إىل الدكتوراه‪ .‬ويستهدف البحث الصفي تدريب الطالب اجلامعي على‬
‫إعداد البح وث‪ ،‬ومن مث تنمية مواهبه وتوسيع مداركه وتنظيم أفكاره‪ ،‬والتعبري عما جيول يف‬
‫فك ره من خ واطر و أفك ار‪ ،‬ويف أس لوب لغ وي جي د‪ ،‬س واء من حيث املف ردات املنتق اة‪ ،‬أو‬
‫ُ‬
‫اجلُمل أو التعبريات‪ ،‬أو املصطلحات‪.‬‬
‫وعلى اعتبار البحث الصفي تدرييب فال تشرتط فيه املثالية‪ ،‬إمنا تكمن القيمة العلمية هلذا البحث‬
‫يف إتب اع الط الب لقواع د وإج راءات‪ ،‬وخط وات إع داد البحث‪ .‬ومن مث يف تط بيق التعليم ات‬
‫واإلرشادات واملالحظات املعطاة له‪ .‬ومن املتعارف عليه أن تكون عدد صفحاته ال تتجاوز‬
‫الثالثني صفحة‪.13‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪12‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪6‬‬
‫ب‪-‬بحث الماجس تير‪ :‬وه و حبث ختصص ي أعلى درج ة من البحث الص في‪ ،‬هدف ه إض افة‬
‫اجلديد من العلوم واملعارف‪ .‬وكذلك متكني الباحث احلصول على جتارب أوسع نطاقا‪ ،‬وأكثر‬
‫دقة يف اإلعداد‪ .‬فبحث املاجستري امتحان لقدرات الباحث واستعداداته على مواصلة البحث‪،‬‬
‫والتأليف ومن مثة إضافة اجلديد توطئة إلعداد حبث ال دكتوراه‪ .‬ولذا تش رتط معظم اجلامعات‬
‫لتسجيل املاجستري حصول الطالب يف شهادة الليسانس على تقدير عال‪.‬‬
‫ولق د ع رفت املادة ‪ 43‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 1498/254‬املذكرة بأهنا‪":‬تتمث ل املذكرة‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 36‬أعاله يف إعداد عمل حبث علمي له جانب نظري أو تطبيقي أو‬
‫اجلانبان يف آن واحد يتعلق مبوضوع حمدد‪.‬‬
‫‪-‬ينتظ ر من املرتش ح قص د إع داد املذكرة تنفي ذ املن اهج املطابق ة ملقتض يات املوض وعية والدق ة‬
‫وعلي ه تبي ان قدرات ه يف املالحظ ة والتحلي ل والتلخيص بعم ل ينج زه وحيرره بالص رامة العلمي ة‬
‫الالزم ة وال يك ون االبتك ار فيه ا مطلوب اً أساس اً"‪ .‬فمن خالل ه ذا النص يت بني لن ا جلي ا أن‬
‫املاجس تري هي مرحل ة ت دريب الط الب على اجلانب الش كلي واملنهجي األك ادميي وليس تق دمي‬
‫اجلديد كما سوف نراه يف حبث الدكتوراه‪.‬‬
‫وعدد صفحات املاجستري ال يقل عادة عن ‪ 120‬صفحة‪.‬‬
‫ولإلش ارة فق ط فلق د ع رفت اجلزائ ر نظ ام كالس يكي ب ه ثالث أط وار ليس انس ماجستري‬
‫دكتوراه‪ ،15‬حيث مت التخلي عنه هنائيا وحل حمله نظام ل‪.‬م‪.‬د ليسانس ماسرت دكتوراه‪ .‬وعليه‬
‫كل ما أشرنا له خبصوص حبث املاجستري ينطبق على حبث املاسرت‪.16‬‬

‫المرس""وم التنفي""ذي ‪ 98/254‬الم""ؤرخ في ‪ 17‬اوت‪ 1988‬يتعل""ق ب""التكوين في ال""دكتوراه وم""ا بع""د الت""درج المتخص""ص‬ ‫‪14‬‬

‫والتأهيل الجامعي‪.‬‬
‫راجع عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في كتابة البحوث القانونية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‬ ‫‪15‬‬

‫‪.166‬‬
‫المرس ""وم التنفي ""ذي ‪ 08/265‬الم ""ؤرخ في ‪ 19‬اوت ‪ 2008‬يتعل ""ق بنظ ""ام الدراس ""ات للحص ""ول على ش ""هادة الليس ""انس‬ ‫‪16‬‬

‫وش"هادة الماس"تر وش"هادة ال"دكتوراه‪ .‬انظ"ر الم"ادة ‪9‬من""ه‪ ":‬تت""وج الدراس"ات من اج"ل الحص"ول على ش"هادة الماس""تر بتحري"ر‬
‫مذكرة ومناقشتها امام لجنة‪ .‬تحدد كيفية اعداد ومناقشة مذكرة الماستر بقرار من الوزير المكلف بالتعليم العالي"‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ولقد عرفت املادة ‪ 2‬من القرار رقم ‪ 362‬مذكرة املاسرت بأهنا‪":‬هتدف مذكرة املاسرت إىل تنمية‬
‫ق درات املرتش ح على الربهن ة والتفك ري العلم يني واالس تنتاج وش رح نت ائج األح داث والوق ائع‬
‫وتدوينها يف شكل قابل لالستغالل"‪.17‬‬
‫ج‪-‬بحث الدكتوراه‪:‬‬
‫وه و أعلى حبث ختصص ي‪ ،‬وه و قم ة البح وث العلمي ة‪ .‬غرض ه إض افة اجلدي د واألك ثر عمق اً‬
‫وأصالة يف ميدان العلوم‪ ،‬والذي من شأنه أن يثري املكتبة بأفكار جديدة‪ ،‬ونظريات مبتكرة‬
‫وجزئي ات علمي ة كث رية‪ .‬ويكمن هدف ه األمسى يف تك وين الشخص ية العلمي ة اجلادة لب احث‬
‫الدكتوراه‪ .‬وبالتايل الرجوع إليه كمرجع علمي‪ ،‬يتحمل مسؤولية املسامهة يف النهضة العلمية‬
‫جملتمعه ضمن ختصصه‪.18‬‬
‫ولقد عرفت املادة ‪ 55‬من املرسوم ‪ 98/254‬األطروحة بأهنا‪ ":‬تتمثل أطروحة الدكتوراه يف‬
‫إعداد عمل مبتكر نشر على األقل مرة واحدة يف جملة علمية ذات اهتمام معرتف به وذات جلنة‬
‫ق راءة‪ ،‬ومت وج بتحري ر أطروح ة ومناقش تها"‪ .‬أي حيت وي على عنص ر اجلدة واإلض افة للبحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ويف نفس اإلطار تنص املادة ‪ 52‬من املرسوم ‪":98/254‬هتدف األطروحة لنيل الدكتوراه اىل‬
‫تكريس قدرات املرتشح لتحقيق عمل حبث مبتكر ذي مستوى قيم واملسامهة بصفة معتربة يف‬
‫حل املشاكل العلمية والتكنولوجية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬جيب أن تق دم األطروح ة بالض رورة مس امهة يف تط وير املع ارف أو ت ؤدي اىل تطبيق ات‬
‫جديدة"‪.‬‬
‫وعلي ه ختتل ف ال دكتوراه عن املاس رت واملاجس تري يف تق دمي اجلدي د يف مواض يع مبتك رة‪ ،‬وليس‬
‫رسكلة معلومات قدمية‪.‬‬
‫‪ -4‬أدوات البحث العلمي‪:‬‬

‫قرار الوزير المكلف بالتعليم العالي رقم ‪ 362‬المؤرخ في ‪9‬جوان‪ 2014‬يحدد كيفية إعداد ومناقشة مذكرة الماستر‬ ‫‪17‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪8‬‬
‫هي جمموع ة الوس ائل والط رق واألس اليب و اإلج راءات املختلف ة ال يت يعتم د عليه ا يف‬
‫احلص ول على البيان ات الالزم ة واملعلوم ات إلمتام وإجناز البحث ح ول موض وع معـني‪.‬‬
‫‪-1‬العينات‪ -2،‬املالحظات‪ -3،‬املقابالت‪ -4،‬أساليب القياس لالجتاهات والعالقات االجتماعية‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -5‬االستبيانات‪ -6،‬املصادر واملراجع‪ -7،‬اإلحصائيات‪.‬‬
‫‪ -5‬أغراض وأهداف البحث العلمي‪:‬‬
‫إن تطور البحث العلمي واالهتمام به يعد الفيصل بني التقدم والتخلف خاصة يف الوقت الراهن‬
‫يف ظ ل التط ورات العلمي ة والتكنولوجي ة احلديث ة‪ .‬ول ذلك تتع دد أه داف البحث العلمي وختتل ف‬
‫فنذكر من أمهها ‪:‬‬
‫البحث العلمي أداة هام ة يف زي ادة املعرف ة واس تمرار التق دم العلمي وتط وره ومس اعدة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪20‬‬
‫اإلنسان على التكيف مع بيئته وحل مشكالته والوصول إىل أهدافه‪.‬‬
‫اكتش اف أفك ار حقيقي ة و ملم ة عن ج وهر املوض وع عن طري ق كش ف احلق ائق‪ ،‬وإث راء‬ ‫‪-2‬‬
‫املعلوم ات أو بي ان ص حة أو خط أ النظري ات املوج ودة‪ ،‬وتط وير الواق ع بن اءاً على احلق ائق‬
‫املحصل عليها‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -3‬يعم ل البحث العلمي على تفعي ل ورف ع كف اءة املوارد البش رية واس تغالل املوارد املادي ة يف‬
‫إطار التكنولوجيات احلديثة (األبواب االلكرتونية باجلامعات)‪ ،‬وكذا تعزيز عالقات التعاون‬
‫بني ال دول يف إط ار تنمي ة العالق ات االقتص ادية (ج واز الس فر البيوم رتي)‪ ،‬وح ل املش اكل‬
‫اإلقليمية والدولية لإلنسانية كالطاقة واألمن والبيئة والعوملة‪....‬‬
‫ي ؤدي البحث العلمي بالب احث إىل ق درة االس تنتاج العقلي ل دى الب احث وترتف ع روح‬ ‫‪-4‬‬
‫االبتكار واإلبداع لديه‪ ،‬وهبذا تتكون فيه الشخصية العلمية القادرة على النقد املوضوعي‬
‫والتحلي ل‪ ،‬كم ا يكتس ب املنط ق الس ليم ويرف ع كفاءت ه يف التعب ري عن رأي ه وآراء الغ ري‬
‫بأسلوب صحيح‪.‬‬

‫عوابدي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫‪19‬‬

‫علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪9‬‬
‫يُع ّود الط الب أو الب احث على ارتي اد املكتب ات و التعام ل معه ا‪ ،‬ويرف ع من قدرات ه على‬ ‫‪-5‬‬
‫‪21‬‬
‫التفكري واستكمال املواضيع اليت مل يتناوهلا األستاذ يف املادة املدرسة بتوسع‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪-6‬مقومات البحث العلمي‬
‫ترتبط أمهية البحث العلمي إىل حد كبري بتحديد مقوماته األساسية‪.‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬حتديد مشكلة البحث‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اجلدة واإلبتكار‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إضافة معارف جديدة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أمهية البحث‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬أصالة البحث‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬إمكانية البحث‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬استقاللية البحث‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬توافر مصادر البحث‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تحديد مشكلة البحث‪.‬‬
‫تعين مشكلة البحث‪ :‬موضوعات‪ ،‬ومشكالت‪ ،‬وجماالت‪ ،‬وأفكار البحث العلمية‪ .‬وهي إحدى‬
‫مقوم ات البحث األساس ية‪ ،‬يس اهم حتدي دها يف بل ورة‪ ،‬وتوض يح أمهي ة البحث‪ ،‬واالفرتاض ات‬
‫ال يت يس تند إليه ا‪ ،‬ونوعي ة املعلوم ات‪ ،‬والبيان ات‪ ،‬والوس ائل‪ ،‬والعين ات‪ ،‬واألمثل ة‪ ،‬والتج ارب‪،‬‬
‫واألساليب وأنواع املناهج العلمية اليت يُستعان هبا يف إعداد البحث‪.‬‬
‫ويتوقف حتديد مشكلة البحث على عوامل منها‪:‬‬
‫‪ -1‬نوعية العلم‪ :‬أي نوعية املعرفة‪ ،‬واجملال العلمي موضوع البحث‪ .‬حيث تثري جماالت العلم‪،‬‬
‫واملعرف ة العدي دة العدي د من املش كالت ال يت جيب أن تك ون حمل البحث‪ ،‬واالستقص اء‪،‬‬
‫والدراس ة‪ .‬وك ذلك تث ري اإلجنازات العدي دة يف جماالت املعرف ة‪ ،‬والعل وم اإلنس انية العدي د من‬

‫رقية سكول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6،7‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪10‬‬
‫املع ارف‪ ،‬واحلق ائق العلمي ة‪ ،‬وبالت ايل العدي د من املشكالت يف خمتل ف املي ادين العلمي ة‪ .‬ومن مث‬
‫فإن نوعية العلم أو املعرفة تساعد إىل حد كبري يف حتديد نوعية املشكلة املدروسة‪.‬‬
‫‪ -2‬التخص ص العلمي‪ :‬حيث يعكس اإلملام الكب ري‪ ،‬والدراي ة باملش كالت حمل البحث‪،‬‬
‫والدراس ة‪ .‬فالب احث املتخص ص يس تطيع أن يُلم ويالح ظ العدي د من املش كالت غ ري احمللول ة‪،‬‬
‫وجماالت العلم غري املطروقة‪ ،‬ويضع يده على الكثري من املوضوعات‪ ،‬واألفكار اجلديدة‪ ،‬ومنها‬
‫اليت تثريها املقاالت‪ ،‬والدوريات‪ ،‬وامللخصات والتقارير‪ ،‬وامللتقيات والندوات العلمية‪.‬‬
‫‪ -3‬المي ل العلمي‪ :‬وه و حب االس تطالع العلمي‪ ،‬وه و أح د املقوم ات ال يت تث ري املي ل‬
‫لالس تطالع‪ ،‬لدراس ة مش كلة علمي ة م ا‪ ،‬ومن مث إجياد احلل ول هلا وه و حج ر الزاوي ة يف نوعي ة‬
‫البحث حيث حيفز الباحث على جدة البحث والتقصي‪ ،‬وإىل اجلدة يف إجياد احللول ملشكلة ما‬
‫تص ادفه‪ ،‬وهلا عالق ة بتخصص ه أو ملق ال ق د حيت وي على أفك ار خاطئ ة غ ري مقبول ة‪ ،‬مما ي ؤدي‬
‫بالتايل إىل تولد أفكار جديدة‪ ،‬أو مشكالت جديدة‪.22‬‬
‫وقد تكون املشكلة حمل البحث عبارة عن مالحظات الباحث امليدانية‪ ،‬وجتاربه اليومية‪ ،‬فيدفعه‬
‫ميل ه أو اهتمام ه احلر إىل اجلِ ّدة يف إجياد احلل ول للمش كالت املتول دة عنه ا‪ .‬ومنه ا على س بيل‬
‫املثال‪ :‬نظام االمتحانات‪ ،‬وهل هو معيار سليم لتقومي الطالب؟ أو األسلوب‪ ،‬واملنهج الدراسي‬
‫املتبع‪ ،‬وهل هو مالئم ومناسب لتوصيل املعلومات إىل أذهان الطالب ؟‬
‫‪ -4‬الهدف العلمي‪ :‬كان يتمثل يف رغبة الباحث الوصول إىل نظرية علمية جديدة‪ ،‬أو قانون‬
‫جدي د‪ ،‬أو اخ رتاع جدي د ميكن االس تفادة منه ا بالنس بة للب احث نفس ه‪ ،‬أو بالنس بة لإلنس ان‪.‬‬
‫وذلك‪ :‬كاخرتاع آلة يستفاد منها يف إطار التدريس‪ .‬أو التوصل إىل نظرية أو قانون يستفاد منه‬
‫يف توفري الطاقة بأقل التكاليف‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪ -5‬الموضوع العلمي‪ :‬يساهم حجمه ونوعيته يف حتديد مشكلة البحث‪ ،‬فكلما كان حجم‬
‫املوضوع العلمي أقل‪ ،‬وكلما كانت األفكار‪ ،‬واملشكالت اليت تثريها أقل‪ ،‬كلما كانت الفرصة‬
‫أكرب يف إجياد احللول هلا‪ .‬أي كلما كانت الفرصة أكرب يف حتديد املشكلة حمل البحث‪.‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪11‬‬
‫وكذلك كلما كانت نوعية املوضوع العلمي حمددة‪ ،‬ومشكالته وأغراضه املقصودة معروفة‪،‬‬
‫كلما كانت الفرصة ساحنة أكثر‪ ،‬لوضع احللول للمشكلة‪.‬‬
‫وي رى بعض املفك رين ص ياغة غ رض الدراس ة لن وع معني من املوض وعات العلمي ة يف ش كل‬
‫استفس ارات تس اهم اإلجاب ة عليه ا يف إجياد احلل ول‪ .‬ومنه ا على س بيل املث ال‪ :‬االستفس ار عن‬
‫أسباب انتشار جرمية خطف وقتل األطفال يف اجملتمع اجلزائري‪ ،‬؟ وهل هي مسؤولية الدولة؟‬
‫أو اآلباء؟ او اجملتمع‪ ....،‬اخل‪ ،‬ولعل وضوح الرؤيا بالنسبة لنوعية املوضوع الدراسي يساهم إىل‬
‫حد كبري يف حتديد املشكلة املعينة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الجدة واالبتكار‬
‫من مقوم ات البحث األساس ية‪ ،‬أي يك ون جدي داً‪ ،‬ومبتك راً‪ ،‬ويض يف مع ارف جدي دة‪.‬‬
‫فال يكون منقوالً‪ ،‬أو تقليداً‪ ،‬أو ترمجة‪ ،‬أو تكراراً‪.‬‬
‫وال تعين جدة البحث بالضرورة أن يكون غري مطروق من قبل‪ .‬ولكن جيب أن تتناول الدراسة‬
‫جزئي ة علمي ة‪ ،‬أو فك رة‪ ،‬أو مش كلة متعلق ة ب البحث‪ ،‬ومل تط رق من قب ل‪ ،‬حيث أن معظم‬
‫البح وث ح ىت املطروق ة جيد فيه ا الب احث كث رياً من املش كالت‪ ،‬واجلزئي ات ال يت مل تبحث‪.‬‬
‫وتتن اول ج دة البحث أيض اً زيادة إىل اإلضافة اجلديدة أموراً أخ رى‪ :‬ك رتتيب املادة املطروقة‪،‬‬
‫وترتيب جزئياهتا‪ ،‬وموضوعاهتا ترتيباً جديداً‪ ،‬وتنظيمها‪ ،‬وكاالهتداء إىل أسباب جديدة حلقائق‬
‫قدمية‪ ،‬وجماالت جديدة لنظريات قائمة‪ ،‬وقوانني متبعة‪ ،‬وكأدوات جديدة ملعمل قائم‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إضافة معارف جديدة‬
‫وهذا يتوقف على نوعية املشكلة موضوع البحث‪ .‬فمن البحوث ما يثري العديد من املشكالت‪،‬‬
‫وتقص يها إض افات جدي دة‪ ،‬وكث رية إىل مي ادين العل وم‬
‫واملوض وعات العدي دة ال يت ي وفر حله ا‪ّ ،‬‬
‫واملعرف ة‪ .‬ومن هن ا فليس ك ل حبث ج دير باالستقص اء‪ ،‬ح ىت ول و ت وفرت في ه عناص ر اجلدة‪،‬‬
‫واالبتكار‪ .‬وعلى الباحث أن يتقصى حقيقة عناصر حبثه‪ ،‬وهل لديها إضافات جديدة‪ ،‬مليادين‬
‫املعارف اإلنسانية‪ .‬يتساوى يف ذلك اجملاالن العلميان النظري‪ ،‬والتطبيقي‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أهمية البحث‬
‫‪12‬‬
‫ينطبق هذا على البحث وعلى الباحث على حد سواء‪.‬‬
‫فأص الة البحث تنب ع من أمهيت ه‪ ،‬وأمهي ة املش كالت ال يت يثريه ا‪ .‬واملوض وعات ال يت يتناوهلا‪،‬‬
‫واجملاالت اليت ميتد إليها‪ .‬وكذلك قيمة هذه املشكالت بالنسبة للمجتمع‪ ،‬وبالنسبة لغريها‪ .‬من‬
‫مشكالت العلوم األخرى‪ ،‬وبالنسبة الهتمامات اآلخرين هبا‪.‬‬
‫وترتبط أصالة البحث أيضاً مبدى اهتمامات الباحث نفسه بالبحث‪ ،‬ومبدى محاسه له‪ .‬ومن هنا‬
‫حيظ ر على الب احثني وعلى األخص يف الدراس ات العلي ا البحث يف موض وعات ال أمهي ة هلا من‬
‫الناحية العلمية‪ ،‬أو ال تثري اهتمامات‪ ،‬ومحاسة الباحثني هلا‬
‫خامساً‪ :‬أصالة البحث‬
‫وهي من ُم ّقومات البحث األساسية‪ ،‬وتتبلور يف جدية‪ ،‬وأصالة اإلسهامات العديدة ويف ميادين‬
‫املعارف اإلنسانية‪ ،‬ويف أصالة‪ ،‬واستقاللية األفكار اليت ينبين عليها البحث‪ ،‬فالبحث أألصيل‬
‫يستند إىل أفكار جديدة‪ ،‬وآراء مستحدثة‪ ،‬وليس إىل جمرد سرد آراء وأفكار لبــاحثني آخرين‪،‬‬
‫ويف قوالب جديدة‪ ،‬أو تلخيصها‪ .‬ولكن جيوز للباحث أن يستند إىل آراء وأفكار وملخصات‬
‫اآلخرين‪ ،‬وكذلك الدراسات‪ ،‬والتعليقات املتصلة مبوضوع معني‪ ،‬واالستنتاجات املنبثقة عنها‬
‫يف تك وين األفك ار اخلاص ة ب ه‪ ،‬وص ياغة االفرتاض ات العلمي ة‪ ،‬واإلتي ان ب الرباهني‪ ،‬واألدل ة‪،‬‬
‫والبيانات اليت تدعم أفكاره‪ ،‬وحلوله‪ ،‬ووجهات نظره حول املسألة املطروحة للبحث‪.‬‬
‫وتتوقف أصالة البحث أيضاً على موضوع البحث نفسه؛ فكلما كان جديداً مبتكراً‪ ،‬وذا قيمة‬
‫علمي ة أك ثر وارتباط اً باهتمام ات اجملتم ع ويف علوم ه‪ ،‬ونظريات ه ومش اكله وحلول ه‪ ،‬ومس تحقا‬
‫للجهد الذهين‪ ،‬واجلسماين‪ ،‬املادي املبذول فيه‪ ،‬كلما كان البحث أصيالً‪.‬‬
‫وتتبل ور أص الة البحث أيض اً يف تناول ه ملب ادئ املوض وعية بعي داً عن أه واء التح يز واالحنراف‬
‫الذايت‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬إمكانية البحث‬
‫وتع ين ع دم اخلوض يف موض وعات معق دة‪ ،‬وغامض ة‪ ،‬ومتش عبة تتف وق على ق درة الب احث يف‬
‫يقوم قدراته‪ ،‬وإمكانياته العلمية‪ ،‬وكذلك قدراته على‬
‫البحث‪ ،‬ومن هنا جيب على الباحث أن ّ‬
‫‪13‬‬
‫البحث‪ ،‬والتقص ي‪ ،‬والتن اول عن د اختي ار موض وع الدراس ة‪ .‬وعلي ه أن يس أل نفس ه إذا ك ان‬
‫باس تطاعته إع داد البحث ؟؟ فاالن دفاع غ ري املنض بط‪ ،‬والرغب ة االرجتالي ة‪ ،‬والتش وق األعمى‬
‫للبحث يف مسألة‪ ،‬أو موضوع ما قد ال يتفق يف حجمها مع حجم الصعوبات املتعلقة بإجراء‬
‫الدراس ة‪ .‬فكث ري من املوض وعات‪ ،‬والبح وث تك ون مث رية‪ ،‬وش يقة‪ ،‬ولكن يص عب حبثه ا‪ ،‬ب ل‬
‫ويص عب حتقي ق املعلوم ات واحلق ائق املتص لة هبا‪ ،‬إم ا لقص ور وس ائل البحث مادي ة ك انت أو‬
‫معنوية‪ ،‬أو لغموضها‪ ،‬وتشعبها أو لضخامة مشكالهتا‪.‬‬
‫وتتوقف إمكانية البحث أيض اً على قدرة الباحث يف حتديد املعاين‪ ،‬واملصطلحات املستعملة يف‬
‫صياغة البحث‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬استقاللية البحث‬
‫وتعين أحقية‪ ،‬وأسبقية الباحث يف استقالليته بإع داد البحث‪ .‬وهذا عنصر أخالقي يربز مدى‬
‫تقيد الباحث بقواعد املوضوعية العلمية‪ ،‬وقاعد السلوك األديب يف اإلعداد‪ .‬فقواعد األخالقية‬
‫العلمية تقتضي استقاللية كل باحث يف موضوع‪ .‬أو حبث له أحقية السبق يف إعداده‪ ،‬ودون‬
‫تعد على حقوق الغري‪.‬‬
‫ومن هن ا ف إن أنظم ة اجلامع ات حترص على ت دعيم ه ذا املب دأ‪ ،‬وحتظ ر على الب احثني‬
‫التع دي"الس رقة العلمي ة"‪ ،‬والبحث يف موض وعات س بق حبثه ا؛ وب ذلك فهي حترص على نش ر‬
‫أمساء الباحثني‪ ،‬وحبوثهم املسجلة‪ ،‬أو املناقشة يف سجالت‪ ،‬ودوريات خاصة بذلك‪.‬‬
‫ال ش ك أن االش رتاك يف حبث واح د‪ ،‬أو االعتم اد على حبث واح د يف إع داد البح وث الكث رية‬
‫من ش أنه أن يفتت اجله د‪ ،‬وأن يض يع الفائ دة املرج وة‪ .‬وال ش ك أيض اً أن قواع د األخالق‬
‫العلمية‪ ،‬وقواعد االلتزام األديب يف ميادين البحوث حتظر على أي باحث‪ ،‬ومهما كانت درجته‬
‫العلمية أن جيزي دراسة يف موضوع ما‪ .‬أو يبحث مشكلة سبقه إليها زميل آخر‪ .‬وتنص كثري‬
‫من الق وانني على عقوب ة االعت داء على حق وق الغ ري يف الت أليف‪ ،‬والبحث وفيم ا يع رف ب احلق‬
‫األديب للبحث العلمي‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬توافر مصادر البحث‬
‫‪14‬‬
‫أن ه ألم ر ض روري أن تت وافر مص ادر‪ ،‬ومراج ع البحث موض وع الدراس ة‪ ،‬وإال تنتفي مق درة‬
‫الباحث على اإلعداد‪ .‬وعلى الباحث أن يتجنب البحوث ذات املصادر واملراجع القليلة‪ ،‬واليت‬
‫ال تس عفه يف البحث‪ .‬وك ذلك املوض وعات الغامض ة ال يت يص عب معه ا حتدي د املراج ع ذات‬
‫العالق ة‪ .‬وتع ين كلم ة مص ادر الكتب القدمية واحلديث ة‪ ،‬واملخطوط ات‪ ،‬والرواي ات‪ :‬ك اجملالت‬
‫واجلرائد‪ ،‬وكذلك كتب الرتاجم‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪/7‬تطور البحث العلمي عبر التاريخ‪ :‬ميكن تقسيمها إىل ثالث مراحل أساسية‪:‬‬
‫مرحلة التفكري البدائي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مرحلة التفكري الديين أو امليثافيزيقي‬ ‫‪-2‬‬
‫مرحلة التفكري الوضعي‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ /1‬مرحلة التفكير البدائي‪ :‬وتعد هاته املرحلة أول عهد يدخل فيه اإلنسان يف جتمعات بشرية‬
‫وميارس حياته االجتماعية بدافع الفطرة‪ .‬فاإلنسان البدائي اضطر بدافع غرائزه إىل التجمع بأمثاله‬
‫لصد عدوان الطبيعة ومقاومة حتدياهتا وخماطرها‪ ،‬ويف ظل هذا مل يكن هلذا اإلنسان من فكر وعلم‬
‫يصارع بواسطته ويستلهم منه خطة حتميه وتضمن حاجياته‪ .‬وهبذا واجه اإلنسان البدائي قساوة‬
‫الطبيعة بفكر وعلم ال يعرف للعيش سراً غري فطرته وحبه للبقاء‪.‬‬
‫‪/2‬مرحلة التفكـير الديني أو الميثافيزيقي‪:‬‬
‫بعد عجز غرائز اإلنسان على هديه لطريق احلقيقة‪ ،‬تطلع إىل السماء يستنجد بالذي حيكم‬
‫الك ون وه و مل يدرك ه بع د فتلقى بش ائر الرمحة ون زلت علي ه الرس ل بال ديانات ف بينت ل ه طري ق‬
‫احلقيق ة فأق ام املراك ز العمراني ة‪ ،‬وش يد املدن والقص ور وأق ام اإلمرباطوري ات واحلض ارات‪ .‬فبفض ل‬
‫ه ذه ال ديانات اس تطاع اإلنس ان أن خيرج من ظلم ات اجله ل إىل ن ور العلم واملعرف ة‪ .‬فق رأ وتعلم‬
‫‪23‬‬
‫وأدرك بعقله قوانني الطبيعة فسخرها إلغراض حياته‪.‬‬
‫‪ /3‬مرحلة التفكير الوضعي‪ :‬وهي املرحلة العلمية املعاصرة اليت كرست الثورة العلمية بأوروبا‪.‬‬
‫والوض عية ''‪ ''Le positisime‬نظري ة تس تند إىل املنهج التجري يب ال ذي أرس ى فواع د الع امل‬

‫أحمد خروع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪15‬‬
‫الربيط اين ب اكون (‪ )1626-1561‬يف كتاب ه'' الق انون اجلدي د''‪ .‬وتن اول الفيلس وف الفرنس ي‬
‫كونت أيضاً النظرية يف مؤلفه '' درس يف الفلسفة الوضعية'' حيث يقول‪ '':‬تتجه الوضعية إىل إقرار‬
‫قواعد التجربة العلمية‪ ،‬وتستبعد من جمال دراستها العلل واألسباب اليت تكمن وراء الظواهر‪ ،‬فهي‬
‫تدرس األشياء املوجودة وتستقي منها القواعد والقوانني اليت حتكم الطبيعة‪ .‬واالفرتاضات العلمية‬
‫‪24‬‬
‫الصحيحة هي تلك اليت تتميز بقابليتها للتحقيق واخلضوع للتجربة العلمية''‪.‬‬
‫ولقد جاءت النظرية الوضعية كرد فعل مباشر الستبداد الكنيسة‪ ،‬ولتحرير العقل من مجيع‬
‫القيود امليثافيزيقية‪ .‬وذهب التيار العلماين فيها إىل إقصاء العامل الديين هنائي اً من جمال الفكر والعلم‪.‬‬
‫العالـم (املفكر) الوضعي عندما خياطب امليثافيزيقي ال يقول له إن‬
‫حيث رأى أنصار هذا االجتاه أن َ‬
‫هده املسائل هي خارجة عن نطاق العلم وبالتايل فهي ال تعين أنصار العلمانية‪.‬‬
‫ولقد طغت هاته النظرية على مجيع أوجه احلياة االجتماعية وتفرعت منها اجتاهات تنظم حقول‬
‫‪25‬‬
‫املعرفة يف نطاق العلوم اإلنسانية‪ ،‬ومنها النظرية الوضعية القانونية‪.‬‬
‫‪/8‬عالقة علم القانون بالعلوم االجتماعية‪ ،‬وبالسياسة واالقتصاد‪ ،‬وباإلعالم اآللي‪:‬‬
‫أ‪ /‬بالعلوم االجتماعية‪ :‬ترتبط العلوم القانونية بالعلوم االجتماعية ارتباط اً وثيق اً يتجلى يف كافة‬
‫جماالت احلي اة االجتماعي ة‪ .‬ولق د ح اول رج ال الق انون أن يفص لوا بني الق انون وب اقي العل وم‬
‫االجتماعية فتم هلم ذلك‪ .‬وكانت النتيجة هي النظرية الصافية للقانون‪.‬‬
‫لكن املغ االة يف نظري ة ع زل الق انون عن بقي ة العل وم االجتماعي ة أدت بالق انون إىل حتويل ه إىل‬
‫إجراء شكلي عقيم غري فعال ال عالقة له بالواقع االجتماعي للفرد‪ .‬وهبذا يتجه الفكر القانوين‬
‫‪26‬‬
‫املعاصر إىل إعادة الروابط االجتماعية ودراسة الظاهرة القانونية بأبعادها املختلفة‪.‬‬
‫أ‪/1-‬علم االجتم اع الق انوني‪ :‬وه و ف رع من علم االجتم اع موض وعه ن وع من الظ واهر‬
‫االجتماعي ة هي من الظ واهر القانونية‪ .‬و يعرتف رج ال الق انون أكثر ف أكثر بأمهي ة علم االجتم اع‬
‫القانوين كمكمل لدراسة القانون‪ .‬ومن الوظائف األساسية لعلم االجتماع القانوين من زاوية علمية‬

‫نقالً عن ‪ :‬أحمد خروع ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬ ‫‪24‬‬

‫أحمد خروع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪25‬‬

‫أحمد الخروع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪16‬‬
‫قياس مدى فعالية القانون يف الواقع‪ ،‬وتبيان املؤثرات احلقيقية يف تكوين قاعدة القانون اليت ليست‬
‫دائم اً تعب ري عن إرادة الش عب (ص احب الس لطة)‪ ،‬كم ا يس ود االعتق اد وك ذا الق وى املؤثرة يف‬
‫األحكام والقرارات القضائية‪.‬‬
‫كما يساهم علم االجتماع القانوين يف مساعدة املشرع يف اختياراته حيث تسبق صدور‬
‫بعض التش ريعات حتقيق ات ميداني ة‪ .‬وك ذلك حتدي د ردة الفع ل االجتم اعي إزاء قواع د الق انون‬
‫الوضعي (وذلك حلبس نبض الشعب حول مسألة معينة‪ .‬مثال‪ :‬الطريق السيار شرق غرب يعود‬
‫‪27‬‬
‫استغالله بالرسوم)‪.‬‬
‫أم ا وس ائل علم االجتم اع الق انوين فهي خمتلف ة‪ .‬منه ا اإلحص ائيات‪ ،‬والتحقيق ات‬
‫والدراسات‪ ،‬والندوات وامللتقيات‪ ،‬والتحاليل واملخابر‪...‬اخل‪ .‬لدراسة ظاهرة انتشار جرمية خطف‬
‫األطفال خالل سنيت ‪ 2014‬و‪ 2015‬يف اجلزائر (األسباب يف اجلدول)‪.‬‬
‫أ‪/2-‬علم النفس القانوني‪psychologie juridique:‬‬
‫يستعني القانون بعلم النفس يف العديد من اجملالت‪ .‬من بينها خاصة القانون اجلنائي وقانون‬
‫محاية الطفل‪ ،‬وقانون األسرة‪ ،‬وقانون العمل‪ .....‬ففي القانون اجلنائي مثالً له عالقة كبرية مع علم‬
‫‪28‬‬
‫النفس يف حتديد املسؤولية اجلنائية للمرضى عقلياً ونتائج ضعف أو انعدام مسؤوليتهم‪.‬‬
‫كم ا يس تفيد الق انون من علم النفس بوج ه ع ام يف جمال تطبيق ه من ط رف القاض ي ال ذي‬
‫حني يواجه األمور النفسية يستنجد باخلرباء يف علم النفس‪ .‬مثال ذلك أن جيري القاضي صلحاً بني‬
‫اجلارين أو الزوجني‪.‬‬
‫أن التط ور التكنول وجي والتعق د املس تمر للحي اة االجتماعي ة جيع ل من دور النفس ركن اً‬
‫أساسياً للمجتمع املتحضر الذي حيرتم القانون‪ .‬مما يرتتب عنه القضاء على عديد اآلثار السلبية اليت‬
‫تعود على الدولة بالضرر‪.‬‬
‫ب‪ -‬عالقة القانون بالسياسة واالقتصاد واإلعالم اآللي‪:‬‬

‫عبد المجيد زعالني‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر ‪ ،2004‬ص‪.48‬‬ ‫‪27‬‬

‫عبد المجيد زعالني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪17‬‬
‫ب‪/1-‬علم االقتص اد‪ :‬يش كل ه ذا العلم أس اس احلي اة االجتماعي ة املعاص رة‪ ،‬واجملتم ع غ ري الق ادر‬
‫على ضمان اإلنتاج وتوفري حاجيات الضرورية ألفراده من مسكن‪ ،‬تعليم‪ ،‬صحة‪ ،‬شغل‪ ،‬سيصطدم‬
‫مبخالف ة كب رية وجتاوزت عميق ة للق انون فتنش ر الس رقة والس طو والرش وة واالختالس‪ .‬والعكس‬
‫متام اً‪ ،‬ف إذا ك انت الدول ة ذات اقتص اد كمي ون وعي فس يؤثر على الف رد واجلماع ة مما يس اعد على‬
‫احرتام القانون ولتطبيق احلسن له‪.‬‬
‫ب‪ /2-‬السياس ة والق انون‪ :‬يش ري اإلم ام أب و حام د الغ زايل إىل أن الش رع والس لطان توأم ان‬
‫متالزمان فاحلق (القانون) بدون سلطان (السياسة) ضائع‪ ،‬والسلطان (السياسة) إذا مل يرتكز على‬
‫احلق (القانون) فهو صرح معدوم ال حمالة‪.‬‬
‫وعلي ه ف إن الفك ر الق انوين املعاص ر ينص ب على إجياد عالق ة متوازن ة بني الق انون والسياسة‬
‫تسمح حبل التناقض وهتذيب السلطة بالقانون لتجسيد دولة القانون‪ .‬انطالق اً من مبدأ مشروعية‬
‫القانون وذلك خبضوع الدولة (السلطة السياسية) واألفراد للقانون‪.‬‬
‫ب‪ /3-‬اإلعالم اآللي والق انون‪ :L informatique juridique :‬ميارس اإلعالم‬
‫اآليل ت أثرياً واض حاً على عم ل رج ل الق انون ليس فحس ب من حيث التوثي ق‪ ،‬ب ل مبا يش كله من‬
‫‪29‬‬
‫عنصر هام يف تطور القانون‪.‬‬
‫فيس تعمل اإلعالم اآليل لغ رض التوثي ق وس ائل وتقني ات منه ا إدخ ال الوث ائق‪ .‬خاص ة‬
‫باالعتماد على طريقة الكلمات املفتاحية باستعمال احلاسوب‪ .‬لكن قد يعرتض هذه الطريقة بعض‬
‫الص عوبات من بينه ا تل ك املتعلق ة باملص طلحات املس تعملة جلع ل احلاس وب أك ثر اس تجابة وأك ثر‬
‫فعالية‪ .‬مثال إفالس الشركة يقابله عند الفقه املغريب إفالس املقاولة‪.‬‬
‫ويف ظ ل التط ور اهلائ ل يف جمال االن رتنت يلعب اإلعالم اآليل دوراً حامساً يف تق دمي خدم ة‬
‫توثيقية مضمونة وسريعة وشاملة‪.‬‬
‫ونورد هنا بعض األمثلة يف جمال القانون أو البيليوغرافيا‬
‫‪ www.jorad.dz‬موقع الجريدة الرسمية الجزائرية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عبد المجيد زعالني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪18‬‬
‫البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات ‪. P N S T‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪Portail National de Signalement de Thèses‬‬
‫حيث تعم ل البواب ة الوطني ة لإلش عار عن األطروح ات كوس يلة ل دعم اإلنت اج العلمي الوط ين فيم ا‬
‫خيص األطروح ات‪ ،‬وفق اً ألحك ام الق رار رقم ‪153‬ل‪14‬م اي ‪ 2012‬واملتعل ق بإنش اء املل ف‬
‫املركزي لتخزين األطروحات وتوضيح كيفية إثراءه واالستفادة منه‪.‬‬
‫مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني ‪Cerist‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Centre de Recherche sur l informatique Scientifique et‬‬
‫‪Technique‬‬
‫النظام الوطني للتوثيق االلكتروني ‪SNDL‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪))Système National de Documentation En Ligne‬‬
‫وض عت وزارة التعليم الع ايل والبحث العلمي نظام اً وطني اً للتوثي ق عن بع د لألس رة اجلامعي ة‬
‫وج د‬
‫يسمح باحلصول عرب االشرتاك يف قواعد البيانات على وثائق إلكرتونية وطنية ودولية ثرية ّ‬
‫متنوعة هلا صلة جبميع ميادين التعليم العايل والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪III‬المنهجية‬
‫ونتن اول يف ه ذا الص دد ك ل من تعري ف املنهجي ة‪ ،‬مث ن بني خطواهتا‪ ،‬وأخ ريا نع اجل أهم أن واع‬
‫املنهجية‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف المنهجية‪ :‬ويقصد مبصطلح املنهجية الطريقة أو الكيفية املتبعة يف ممارسة نشاط ما‬
‫س واء ك ان ذل ك النش اط مادي ا (عمال ي ديويا)‪ ،‬أو نش اطا معنوي ا(عمال فكري ا)‪ .‬ومنه ا قول ه‬
‫تعاىل‪":‬ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"‪ .‬سورة املائدة‪.‬‬
‫أم ا يف مي دان البحث العلمي فيقص د باملنهجي ة الطريق ة العلمي ة أو الكيفي ة العقالني ة املتبع ة لتقص ي‬
‫احلقائق وإدراك املعارف فهي إذن الصيغة أو األسلوب املتبع يف ترتيب األفكار وعقلنة الفرضيات‬
‫وإخضاعها لالمتحان والتحليل مبا يتضمن التوصل إىل نتائج معرفية جديدة‪.30‬‬

‫‪ -‬أحمد خروع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪19‬‬
‫وتعرفها دائرة املعارف الربيطانية بأهنا مصطلح عام ملختلف العمليات اليت يؤسس عليها أي علم‬
‫من العل وم ويس تعني هبا يف دراس ة الظ اهرة الواقع ة يف جمال اختصاص ه‪ ،‬وه ذا يؤك د وح دة املنهج‬
‫العلمي باعتب اره طريق ة للتفك ري والبحث يعتم د عليه ا يف حتص يل املعرف ة العلمي ة الص ادقة والثابت ة‬
‫والشاملة حول الظاهرة‪ .‬ومن مث يكون املنهج العلمي ضرورة للبحث ال غىن عنها‪.31‬‬
‫‪-2‬خطوات املنهجية‪ :‬أي منهج للبحث حيقق املعرفة العلمية جيب أن يتوفر على جزأين أساسيني‬
‫مها‪:‬‬
‫‪-‬العنصر اإلجرائي‪ :‬واملتمثل يف املالحظة‪ ،‬والفرضية‪ ،‬والتحقق‪.‬‬
‫‪-‬العنص ر الشخصي‪ :‬وه و الب احث ال ذي يق وم بتل ك العملي ات‪ ،‬حيث جيم ع البيان ات ويص نف‬
‫احلقائق ويستخرج العالقات املتبادلة بينها‪.‬‬
‫‪-‬العنصر اإلجرائي‪:‬‬
‫‪-1‬المالحظ ة‪ :‬وجترى املالحظ ة ح ول البيان ات ذات القيم ة للب احث املختص قب ل الش روع يف‬
‫حيثيات البحث‪ ،‬ال مكان تقدمي صياغة أولية للفرضيات‪ .‬وكلما كانت املالحظة دقيقة ومفصلة‬
‫وأكثر مشوالً للبيانات كانت الفرضيات ذات معىن وداللة أكثر‪.‬‬
‫فاملالحظة جيب أن تكون شاملة جلميع جوانب املوضوع وأن تتصف باملوضوعية والدقة‪.‬‬
‫‪-2‬ص ياغة الفرض ية‪ :‬فيب دأ الب احث حبث ه بص ياغة الفرض يات‪ ،‬وال يت هي تفس ريات أولي ة ملش كلة‬
‫البحث‪ .‬وتستخلص الفرضية من البيانات واملعلومات احملصلة عرب املالحظة‪.‬‬
‫وتكمن أمهية وضع الفرضيات يف حتديد الغرض من البحث‪ ،‬وتوضح أيضا مسالك البحث وإطاره‬
‫ونطاقه(جمال الدراسة) ‪.32‬‬
‫‪-3‬التحقق‪ :‬وهي املرحلة اليت ختتم الدورة العلمية وتقر نتائجها بعد أن يتم التأكد من عموميتها‬
‫وموض وعيتها‪ .‬وذل ك يت أتى بع د مرحل ة الدراس ة واملناقش ة‪ .‬وهي ج وهر البحث العلمي أين يت وىل‬
‫الباحث خالهلا فحص افرتاضاته وامتحاهنا وتلخيص نتائجه وحتليلها‪.33‬‬

‫‪ -‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬أحمد خروع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪20‬‬
‫وهبذا فخطوات املنهجية متكننا من اإلجياز والدقة واملوضوعية‪ ،‬والبعد عن احلشو واإلطناب لتفادي‬
‫الغموض‪ .‬فبقدر ما يبسط الباحث فرضياته واستنتاجاته بقدر ما يسهل على طلبة العلم والدارسني‬
‫فهم موضوع دراسته والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪-‬العنص ر الشخصي‪ :‬ويرج ع ذل ك إىل قدرة الب احث على التحلي ل وتصنيف املعلوم ات وتوضيح‬
‫املفاهيم واختيار األدوات‪ .‬فكل ذلك له تأثري على سري عملية البحث والتحليل والتفسري للوصول‬
‫إىل نتائج علمية حقيقية‪.34‬‬
‫ويتوجب أن يتصف ببعض السمات نذكر من أمهها‪:‬‬
‫‪-1‬الوفاء لكل من قدم له يد العون واملساعدة يف مشوار حبثه‪.‬‬
‫‪-2‬االلتزام باألمانة العلمية وجتنب السرقة العلمية‪.‬‬
‫‪-3‬التواض ع‪ ،‬ومن ذل ك ع دم التع ايل واعتب ار أحكام ه املتوص ل إليه ا قطعي ة‪ .‬واإلش ارة إىل أراء‬
‫وأفكار الغري بكل موضوعية‪ .‬وتقبل نقد اآلخرين واالستعداد لتعديل الفكرة إذا ثبت خطأها أو‬
‫قصورها‪.‬‬
‫‪-4‬القدرة على فهم اللغات األجنبية حيث تساعده يف االطالع واالستفادة من اخلربات األجنبية‪.‬‬
‫‪-5‬أن يكون واسع االطالع‪.‬‬
‫‪-6‬أن تكون له القدرة على الشرح والنقد والتفسري والتحليل بكل موضوعية‪.‬‬
‫‪-7‬أن يكون خمتصا يف جمال البحث حمل الدراسة‪.‬‬
‫‪ -8‬األخالق احلميدة‪ .‬ذلك أن العلم ميكن أن توجهه حنو اخلري أو الشر‪.35‬‬
‫‪-3‬أنواع المناهج‪ :‬ختتلف املناهج باختالف وتعدد املواضيع حمل الدراسة‬
‫‪-1‬المنهج التجري بي‪ :‬وه و من أهم املن اهج حلل املش اكل بالطريق ة العلمي ة‪ .‬ويع رف ب املنهج‬
‫املي داين‪ ،‬فه و يق وم أساس ا على التجرب ة العلمي ة ال يت تكش ف عن العالق ات الس ببية بني املتغ ريات‬
‫املختلفة‪ .‬وهو املنهج الذي تتضح فيه معامل الطريقة العلمية يف التفكري بصورة جلية ألنه يتضمن‬

‫‪ -‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ -‬كمال آيت منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪21‬‬
‫تنظيما جيمع األدلة بطريقة تسمح باختيار الفروض والتحكم يف خمتلف العوامل املؤثرة يف الظاهرة‬
‫موضع الدراسة والوصول إىل العالقات بني األسباب والنتائج‪.‬‬
‫وعند وضع الباحث لتصميم جترييب حيتوي على النتائج وعالقتها وشروطها يتوجب عليه القيام مبا‬
‫يلي‪-:‬‬
‫اختيار عينة متثل جمتمعا معينا‬ ‫‪-‬‬
‫تصنيف املفحوصني يف جمموعات متجانسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد الوسائل واملتطلبات اخلاصة بقياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها وصدقها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم البيانات وحتديدها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيق اختيار داللة مناسبة لتحديد مدى الثقة يف نتائج التجربة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويف األخري ميكن القول بأن املنهج التجرييب كفيل بالوصول إىل معرفة يوثق هبا عندما يستخدم يف‬
‫حل املشكالت‪.36‬‬
‫والعلوم القانوني ة واإلدارية هي ميدان أصيل وخصب الس تعمال املنهج التجري يب يف دراسة وحبث‬
‫الظ واهر االجتماعي ة القانوني ة دراس ة علمي ة وموض وعية ص حيحة الس تخراج الفرض يات واملب ادئ‬
‫والنظري ات والق وانني العلمي ة يف جمال العل وم القانوني ة لكش ف وتفس ري املش اكل القانوني ة وحله ا‬
‫واستخدامها لتحقيق املصلحة العامة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأكثر فروع القانون قابلية وتطبيقا للمنهج التجرييب القانون اجلنائي والقانون اإلداري نظرا‬
‫لطبيعتهما اخلاصة‪ .‬فهما أكثر واقعية واجتماعية‪ ،‬فهي قوانني كثرية احلركة والتغيري والتصاقا بالواقع‬
‫احملسوس السريع التطور‪.37‬‬
‫‪-2‬المهجين الوصفي والتحليلي‪:‬‬
‫المنهج الوصفي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪ -‬كمال آيت منصور‪ ،‬رابح طاهير‪ ،‬منهجية اعداد بحث علمي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪ -‬حسين فريجة‪ ،‬تطور مناهج العلوم القانونية عبر العصور‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.69‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪22‬‬
‫طريق ة من ط رق التحلي ل والتفس ري بش كل علمي منظم من أج ل الوص ول اىل أه داف حمددة إزاء‬
‫مشكلة اجتماعية معينة‪ .‬ويعترب املنهج الوصفي طريقة لوصف الظاهرة املدروسة وتصويرها كمي اً‬
‫عن طريق مجع معلومات مدققة عن املشكلة وتصنيفها وإخضاعها للدراسة‪.38‬‬
‫ب‪-‬المنهج التحليلي‪:‬‬
‫يس تخدم يف حتلي ل األوض اع االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية والثقافي ة القائم ة يف أي جمتم ع يف‬
‫فرتة زمنية حمددة‪ .‬فبالتحليل تضفي الصفة العلمية على عمل الباحث ويربز شخصيته يف املوضوع‪.‬‬
‫ولكن ه ذا التحلي ل لن يأخذ م داه املتكامل وجدواه الفع ال إال بعد أن يتض من املقارنة يف خمتلف‬
‫األنظمة كاألنظمة القانونية مثال نظرية العقد يف القانون املدين اجلزائري والقانون املدين الفرنسي‪.39‬‬
‫ج‪-‬المنهج التاريخي‪:‬‬
‫وه و منهج يق وم ب البحث والكش ف عن احلق ائق التارخيي ة‪ ،‬من خالل حتلي ل وت ركيب األح داث‬
‫والوقائع املاضية املوثقة‪ .‬وبذلك فهو يعتمد على الوثائق والسجالت ويستخرج منها أدلة يعتمدها‬
‫كأساس للخروج باستنتاجات تكشف عن حقائق جديدة ميكن تعميمها على األحداث املاضية أو‬
‫احلاضرة‪.‬‬
‫إن األحداث والظواهر القانونية تتطور وتتغري باستمرار‪ ،‬وان القواعد والنظم تتأثر بالتطورات اليت‬
‫تطرأ على مستوى األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫فعندما يعاجل الباحث موضوع التحكيم التجاري مثال فانه يقلب يف صفحات ماضي التحكيم لدى‬
‫األمم القدمية ك اإلغريق والروم ان والق انون الكنس ي من اج ل فهم حقيق ة التحكيم يف ال وقت‬
‫الراهن‪.‬‬
‫وقد يلجأ الباحث إىل املنهج التارخيي للوقوف على اجلذور التارخيية لنص قانوين أو اجتهاد قضائي‬
‫معني من اج ل فهم حقيقت ه‪ .‬كاملذكرات اإليض احية للنص وص القانوني ة‪ .‬ويف ه ذا يق ول أح د‬
‫الفقهاء(رايت ميلز) يف كتابه (اخليال السوسيولوجي)‪":‬أنه من العسري على الباحث دراسة الظواهر‬

‫‪ -‬بوعبيد" عباسي‪ ،‬منهجية العلوم القانونية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،2015 ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪ -‬بوعبيد" عباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪23‬‬
‫االجتماعي ة مبع زل عن س ياقها الت ارخيي‪ ،‬وأن االس تعانة ب املنهج الت ارخيي ض رورة الخ ذ الع ربة‬
‫واستخالص القوانني وربط املاضي باحلاضر لزيادة القدرة على استشراف آفاق املستقبل"‪.40‬‬
‫د‪-‬المنهج المقارن‪:‬‬
‫ويع د من أهم املن اهج يف الدراس ات القانوني ة املعاص رة‪ ،‬وه و املنهج ال ذي يس تعمل املقارن ة ك أداة‬
‫معرفي ة حيث يق ارن الب احثون م ابني أمناط احلي اة االجتماعي ة‪ .‬فاملقارن ة يف ظ ل اختالف حي اة‬
‫الش عوب وتع دد الثقاف ات إمنا تؤك د تط ور األمم واجملتمع ات‪ .‬فهن اك أمناط قانوني ة بدائي ة يقابله ا‬
‫أمناط قانونية متقدمة(مثال ذلك الدفع اليدوي والتعامل باألوراق النقدية يقابله التعامل بالبطاقات‬
‫االلكرتونية)‪ .‬والدراسة املقارنة هي اليت تسمح باستخالص القوانني اليت من شأهنا أن حتدد وترية‬
‫التطور ومعدله يف اجملتمعات‪ .‬ونظرا ألمهية هذا املنهج سنستفيض فيه بنوع من الشرح والتحليل‪.‬‬
‫‪ -‬شيوع الدراسات المقارنة في العصر الحديث‬
‫يف الق رن الس ابع عش ر ظه رت يف البالد الربوتس تانية ( أملاني ا وفرنس ا) ال دعوى إلحي اء الق انون‬
‫الطبيعي ليكون أساسا لقانون عاملي يسود العالقات بني الدول ويكون احلكم فيه العدل ال القوة‪.‬‬
‫وكان أول املنادين هبذه الدعوة الفقيه اهلولندي " غروسيوس" املتوىف سنة ‪1645‬م‪ ،‬والذي حاول‬
‫مقارنة القانون الروماين بالقانون الكنسي والقانون الطبيعي‪ .‬وتبعة مجاعة أخرى من املفكرين‬
‫وقد انتشرت بعد ذلك فكرة القانون العاملي فنادى هبا " اليبنتز" ودعى إىل استمداد هذا القانون‬
‫من املبادئ املشرتكة يف مجيع الشرائع القدمية واحلديثة‪ ،‬حيث دعا" اليبنتز" إىل وضع جدول زمين‬
‫كب ري يس مح للق ارئ معرف ة الت اريخ الق انوين الع املي بس هولة‪ .‬غ ري أن فكرت ه مل تنجح نظ راً لع دم‬
‫منطقيتها‪.‬‬
‫و يف القرن الثامن عشر يف اجنلرتا اقتصرت الدراسة املقارنة على مقارنة القانون االجنليزي بغرية من‬
‫القوانني إما للبحث عن األصول التارخيية للنظام االجنليزي وتطوره كما فعل "سلدن" الذي قام‬
‫مبقارنة القانون االجنليزي بالقانون الروماين كما قام اللورد " مانسفيلد" أكرب فقهاء االجنليز (يف‬

‫‪ -‬بوعبيد" عباسي‪ ،‬لمرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪24‬‬
‫القرن الثامن عشر) حني قارن القانون االجنليزى بالقوانني األوروبية واستمد من هذه املقارنة قواعد‬
‫القانون التجاري االجنليزي اليت أمدت " الكومون لو" حبلول زادت ىف مرونته وحيويته‪.‬‬
‫وىف الق رن الث امن عش ر أيض اً نش طت الدراس ة املقارن ة ىف فرنس ا بع د ركوده ا وق ام ب ذلك "‬
‫مونتس كيو"(‪1689‬م‪1755-‬م) ىف كتاب ة "روح الق وانني" حيث ق ام مبقارن ة الش رائع والق وانني‬
‫الس تخالص مب ادئ دس تورية حلكوم ة ص احلة‪ ،‬بع د قيام ه ب رحالت متع ددة لدراس ة الدس اتري‬
‫األجنبي ة(اجملر‪ ،‬أملاني ا‪ ،‬إيطالي ا‪ ،‬اجنل رتا‪ .).....‬وتتلخص أفك ار مونتس كيو ىف أن النظم القانوني ة‬
‫والدساتري ال تتقرر باختيار املشرع وإرادته وأمتا بطبيعة البيئة اليت تعمل فيها وهى تتأثر مبجموعة‬
‫عوام ل خمتلف ة من تارخيي ة وسياس ية واقتص ادية و ديني ة‪ ،‬حيث أن ه الب د لفهم أي نظ ام ق انوين أو‬
‫سياسي لشعب من الشعوب النفاد إىل روح هذا النظام وحترى العوامل اليت أدت إىل إقراره‪ .‬حيث‬
‫يقول يف كتابه‪":‬أنه البد من مقارنة نظرية احلكومة والتشريعات مع ما هو موجود لدى الدول‬
‫األجنبية"‪ .‬أي مبعىن أن تُدرس القوانني يف بلداهنا دون عزهلا عن حميطها الذي نشأت فيه‪.‬‬
‫ويُعد "مونتيسكيو" أول من استخدم مصطلح "التشريع املقارن"‪ ،‬أين اقرتح تعديل القانون الضرييب‬
‫الفرنس ي بالنس بة للض ريبة على املش روبات‪ ،‬وذل ك ب أن تُف رض ه ذه الض ريبة على املنتج ال على‬
‫ُ‬
‫املستهلك ُمقارنة بالقانون االجنليزي‪.‬‬
‫غ ري أن دع وات مونتس كيو إلج راء دراس ات مقارن ة واالس تفادة من التش ريعات األجنبي ة ب اءت‬
‫بالفشل‪ ،‬وذلك لعدة أسباب أمهها‪:‬‬
‫لك ون رج ال الق انون يف ذل ك ال وقت ك ان ج ل اهتم امهم منص باً على تأس يس الق انون ال داخلي‬
‫للدولة‪.‬‬
‫لوجود اختالفات عميقة بني املؤسسات واهليئات احلاكمة بني الدول‪.‬‬
‫إق رار مونتس كيو ذات ه بص عوبة الدراس ات املقارن ة‪ ،‬خاص ة إذا تعل ق األم ر ب القوانني املدني ة(الق انون‬
‫اخلاص) والسياس ية(الق انون الدس توري)‪ ،‬حيث كتب يف ُمؤلف ه‪":‬س يكون من حمض الص دفة إذا‬
‫تالءمت قوانني ُأمة مع ُأمة ُأخرى"‪.‬‬
‫يف القرن التاسع عشر‪ :‬وقد مر هذا القرن مبرحلتني ىف تطور القانون املقارن‬
‫‪25‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬النصف األول من القرن العشرين‪:‬‬
‫حيث ظهرت الفكرة القومية يف أملانيا اليت نادت هبا أنصار املدرسة التارخيية اليت أسسها الفقيه‬
‫األملاين "س افيىن" ومض موهنا ه و دراس ة ك ل أم ة داخ ل إطاره ا الت ارخيي‪ .‬حيث ذهب س افيين إىل‬
‫القول بأن القوانني تستمد طابعها من ماضي األمة ومن تارخيها‪ ،‬وبالتايل ليس ُهناك حاجة للدراسة‬
‫املقارن ة‪ .‬ذل ك أهنا ق د تص ل إىل االس تمداد من الق وانني األجنبي ة مما ق د ينتج عن ه إفس اد لض مري‬
‫اُألمة(أي مبعىن اختالط أعراف وعادات الدول واألمم‪ ،‬وهبذا تضمحل خصوصية الدولة)‪.‬‬
‫غري أن سافيين ُأنتُِق َد فيما ذهب إليه عندما َركن إىل الدراسة املقارنة‪ ،‬عندما قارن القانون األملاين‬
‫بالقانون الروماين‪ .‬غري أنه رد بأن القانون الروماين صار جزءاً من تاريخ القانون األملاين‪.‬‬
‫و تأثر الفرنسيون هبذه املدرسة اليت رأوا يف ثورهتم(‪1789‬م) صدى لتارخيهم وقوميتهم كما رأوا‬
‫يف التقنني الذي وضعوه يف أعقاهبا تعبريا ألفكارهم ومبادئهم اليت قامت عليها ثورهتم وساد لدى‬
‫فقهاء تلك الفرتة أن هذا القانون احتوى احلقوق بكاملها وعرب عن مبادئ القانون الطبيعي‪ ،‬وأنه‬
‫املثال الذي جيب أن حتتذيه الشعوب وتقتدي به األمم‪.‬‬
‫ولذلك أعرضو عن الدراسات املقارنة القوانني األجنبية ألهنم وجدوا يف قوانينهم غىن عنها وقد‬
‫قص ر الفقه اء الفرنس يون اهتم امهم على تفس ري نص وص التق نني اجلدي د(ق انون ن ابليون بون ابرت‬
‫‪ )1804‬وااللتزام حبرفي ة ه ذة النصوص وع رفت ه ذه الطريق ة بطريق ة "إل تزام النص"‪ ،‬أو مدرسة‬
‫"الشرح على املتون"‪.‬‬
‫ومن بني الفقه اء الفرنس يني ال ذين ش رحوا ه ذا الق انون جند "أوب ري"‪" ،‬رو"‪" ،‬دميول وب"‪ .‬حيث‬
‫عكفوا على حتليله وشرحه نص اً بنص‪ ،‬نتيجة إمياهنم املطلق بقداسة قانون نابليون واعتباره املصدر‬
‫الوحيد للقانون‪.41‬‬
‫غري أن الفقيه األملاين الكبري"إهرنج" انتقد املدرسة التارخيية ضد القوانني األجنبية‪ ،‬وأسس مدرسة‬
‫"هيدلربج" للدراسات القانونية املقارنة يف أملانيا‪ .‬حيث نادى بضرورة االستمداد واالستفادة من‬
‫الق وانني االجنبي ة‪ ،‬ذل ك أن االس تمداد من ه ذه الق وانني أم ر ط بيعي حتتم ه ض رورة التع اون بني‬

‫‪ - 41‬عجة الجياللي‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪،‬ج‪ ،1‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.502‬‬
‫‪26‬‬
‫الشعوب واألمم ألنه ال ميكنها أن تعيش مبعزل عن بعضها البعض‪ .‬كما رأى "إهرنج" أن االنعزال‬
‫عن باقي اجملتمعات"جناية كربى " ألن القانون األمسى للتاريخ هو اجملموعة‪ ،‬والشعب الذي يستبعد‬
‫فك رة االتص ال حبض ارة أجنبي ة فق د احلق يف الوج ود‪ .‬مث إن رفاهي ة ش عب م ا يف أغلب احلاالت‬
‫تتشكل من تتابع بدون انقطاع لعناصر وعوامل أجنبية‪.‬‬
‫ولقد أدى انتقاد الفيلسوف القانوين "إهرنج" للمدرسة التارخيية إىل إحياء و تنشيط الدراسات‬
‫املقارنة يف أرويا مبطلع النصف الثاين من القرن ‪.19‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر‬
‫حيث نشطت الدراسات املقارنة نشاطا كبريا وكان من عوامل نشاطها‪:‬‬
‫‪ -1‬دخول املقارنة ساحة العلم بظهور علم التشريع املقارن واألدب بعلم األدب املقارن‬
‫‪ -2‬قي ام الث ور الص ناعية وم ا رافقه ا من منو اقتص ادي وظه ور املذهب االش رتاكي وأدى ذل ك إىل‬
‫تطل ع ال دول إىل م ا رواء ح دودها واقتناعه ا أن قانوهنا الوط ين ال ميكن أن يبقى منع زال أو يتخ ذ‬
‫شكال هنائيا بل ال بد أن يتأثر بالقوانني األجنبية وأن يقتبس منها‪.‬‬
‫وبذلك مت تدريس القانون املقارن يف فرنسا سنة ‪ 1831‬يف املعهد الفرنسي لتدريس التاريخ العام‬
‫وفلسفة القوانني‪ .‬ويف اجنلرتا ُأسس للقانون املقارن يف جامعة ُأكسفورد سنة ‪. ...1869‬‬
‫ففي فرنسا قام الفقية " جالسوا" بدراسة مقارنة لنظام الزواج والطالق ىف القوانني القدمية واحلديثة‬
‫‪.‬‬
‫ففي أملاني ا ق ام الفقي ه " ف ون ش تاين " بدراس ات يف الق انون ال دمناركى والق انون الفرنس ي واهتم‬
‫مبقارنة القوانني اإلدارية يف أوروبا‬
‫وىف اجنل رتا‪ :‬نش ر " الل ورد م اك كي نزى " كتاب ا يف الق انون املق ارن يتض من دراس ات يف الق انون‬
‫الروم اين م ع مقارن ات أجراه ا بين ه وبني الق انون الفرنس ي واالجنل يزي ووض ع أم ام ك ل حكم من‬
‫أحكام القانون الروماين ما يقابله من القوانني املذكورة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ولعل أهم ما متيزت به الدراسة املقارنة بعد نشاطها يف النصف الثاين من القرن التاسع عشر أهنا‬
‫أص بحت وس يلة لالس تفادة من جتارب األمم األخ رى واالس تمداد من قوانينه ا يف حتس ني الق انون‬
‫الوطين وسد ثغراته‪.‬‬
‫‪-‬القانون المقارن في القرن العشرين(التأسيس للقانون المقارن)‬
‫وسنعاجل يف هذا املقام مرحلة تأسيس القانون املقارن (مؤمتر باريس الدوىل للقانون املقارن) ‪ ،‬مث‬
‫ندرس القانون املقارن بني احلربني العامليتني (تداعيات احلرب على الدراسات املقارنة)‪ .‬ويف املرحلة‬
‫الثالثة نبني مصري الدراسات املقارنة يف ما بعد احلرب العاملية الثانية (احلرب الباردة) ‪.‬‬
‫أوالً‪ -‬مرحلة تأسيس القانون المقارن‪:‬‬
‫تب دأ ه ذه ملرحل ة من ‪ 1900‬ح ىت هناي ة احلرب العاملي ة األوىل حيث انعق د م ؤمتر ب اريس(‪01‬أوت‬
‫‪1900‬م) الذي قام باستهداف أساسي وهو الدعوة إىل قانون مشرتك لإلنسانية املتحضرة‪.‬‬
‫ولقد كان هذا املؤمتر فرصة كبرية لفقهاء القانون لتبادل اآلراء حول التشريعات األجنبية وفوائد‬
‫الدراس ات املقارن ة‪ .‬وبالفع ل نتج عن ه ذا املؤمتر إي داع مثانني تقري راً تتض من يف أغلبه ا حتليالت‬
‫عميقة ألفكار متعلقة بالقانون املقارن‪ ،‬حيث شكلت هذه التقارير أعماالً حتضريية ذات قيمة كبرية‬
‫لعلم جديد يف طريق التأسيس‪.‬‬
‫ولق د ت رأس املؤمتر الفقي ه "س ايل" ال ذي ن ادى بوج ود ق انون مش رتك ع املي‪ ،‬أو ق انون مش رتك‬
‫لإلنسانية املتحضرة‪ .‬وبذلك فإن سايل يرى أن الغاية من الدراسة املقارنة هي الوصول بالبشرية إىل‬
‫تأسيس قانون مشرتك عاملي‪.‬‬
‫غ ري أن الفقي ه "المب ري" خ الف "س ايل" من حيث الفك رة‪ ،‬حيث أش ار اىل أن م ا ي دعوا إلي ه‬
‫"سايل"( القانون مشرتك عاملي) سيكون مستخرج بشكل مباشر دون إعمال للدراسات املقارنة‪.‬‬
‫كم ا أن "س ايل" ال يكش ف عن اخلي ط الرقي ق املوج ود بني الق انون املش رتك لإلنس انية‪ ،‬والق انون‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫وباملقابل يدعوا "المبري" إىل وجود قانون مشرتك تشريعي‪ ،‬وذلك باستخدام التشريع املقارن‪ ،‬الذي‬
‫حميطه وجمال حبثه ليس لإلنسانية مجعاء(أي مبعىن أنه ال ميكن املقارنة بني قوانني كل شعوب العامل)‪،‬‬
‫‪28‬‬
‫وإمنا حميط أكثر ضيقاً يتعلق بالشعوب األكثر ترابط اً من ناحية الرتبية واحلضارة والتاريخ والنظم‬
‫السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫وهبذا تع د ِوجه ة نظ ر"المب ري" أك ثر منطقي ة وموض وعية من فك رة "س ايل" حيث يس تحيل إعم ال‬
‫دراس ة مقارن ة لك ل ق وانني ش عوب الع امل بأس ره‪ ،‬قص د الوص ول إىل ق انون موح د حيكم البش رية‬
‫مجع اء‪ .‬ف التنوع واالختالف ه و ج وهر الك ون من الن واحي السياس ية واالقتص ادية واالجتماعي ة‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫وهبذا‪ ،‬انتشرت الدراسات املقارنة من جديد ولقد ساعد على ذلك صدور القانون املدين األملاين‬
‫فق د اعقب ص دوره مناقش ات ودراس ات أس همت يف تنمي ة املقارن ة وازدهاره ا وق د دار أكثره ا‬
‫حول مقارنة هذا القانون بالقانون املدين الفرنسي وبيان الفروق ىف الصياغة القانونية‪ .‬وقد اتسعت‬
‫بعد ذلك ساحات املقارنة بصدور القانون املدين السويسرى عام ‪ 1907‬وأخذت جترى الدراسة‬
‫املقارنة يف إطار روماين جرماين‪.‬‬
‫و بذلك حتققت الغاية من مؤمتر باريس وهو أن جترى املقارنة بني قوانني جتمعها حضارة مشرتكة‬
‫وقابلة للمقارنة حىت ميكن استخالص قانون مشرتك تشريعي منها‪.‬‬
‫ولق د ظه رت يف الق رن احلايل(‪ )21‬إىل الوج ود نظري ة"س ايل"‪ ،‬وذل ك بال دعوة إىل إجياد ق انون‬
‫مشرتك عاملي‪ .‬ويتجلى ذلك يف املعاهدات واملواثيق الدولية كالشرعة الدولية مثال‪ .‬فهاته املعاهدات‬
‫ت دعو دول اجملتم ع ال دويل إىل االنض مام والتص ديق إىل هات ه املواثي ق من غ ري حتف ظ‪ .‬األم ر ال ذي‬
‫يرتتب عليه انسجام قوانني وتشريعات الدول الداخلية مع املعاهدة آلياً‪ .‬وهبذا تصبح كل تشريعات‬
‫الدول وكأهنا قانون مشرتك عاملي يشمل البشرية مجعاء‪.‬‬
‫األم ر ال ذي يس تحيل جتس يده عملي اً الختالف دول اجملتم ع ال دويل أي ديولوجيا وثقافي اً‪ .‬وبالت ايل‬
‫نظرية"المبري" هي األقرب إىل الصواب‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬القانون المقارن بين الحربين العالميتين( ‪:) 1939 – 1918‬‬
‫وفيها اتسع نطاق الدراسات املقارنة بسبب عاملني مها‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -1‬أدت احلرب إىل تبديل اخلارطة السياسية يف أوروبا وىف العامل أمجع بشكل كبري وترتب على‬
‫ذل ك تع ديل التش ريع ال داخلي هلذه ال دول ووض ع تش ريع موح د هلا ت زول مع ه الف روق القانوني ة‬
‫السابقة حبيث يتفق مع وحدهتا السياسية يف إطارها اجلديد‪.‬‬
‫مث ال لل دول املتوس عة ( روماني ا ) حيث انض مت إليه ا أراض ى من دول أخ رى‪ ،‬مما دف ع ب اجمللس‬
‫التشريعي فيها لتأمني وحدة التشريع داخل الدولة لضمان الوحدة السياسة‪ .‬ومت االستعانة يف ذلك‬
‫باألحباث والدراسات املقارنة ‪.‬‬
‫مث ال للدول ة ال يت فق دت ج زأ كب ري من ممتلكته ا يف أوروب ا وهى تركي ا‪ ،‬حيث ق امت باس تبدال‬
‫تشريعها بتشريع جديد اقتبسته من أوروبا واعتمدت يف ذلك على الدراسة املقارنة يف اختيار ما‬
‫يناسبها‪.‬‬
‫‪ -2‬مش اركة اجنل رتا والوالي ات املتح دة يف احلرب واالنتص ار فيه ا أدى إىل اجتاه الق انون املق ارن‬
‫وجه ه جدي دة خ رجت هبا عن الفك رة ال يت س ادت م ؤمتر ب اريس وهى الق وانني الالتيني ة اجلرماني ة‬
‫ذات األصول والتقاليد املشرتكة إىل قانون " الكومون لو" الذي خيتلف بشكل كبري يف املنهجية‬
‫واملف اهيم واملص طلحات‪ .‬ولكنهم حبث وا عن زاوي ة اتف اق وج دوها يف وح دة القاع دة االقتص ادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫وق د وج د ه ذا االجتاه ت رحيب يف بالد " الكوم ون ل و" وخاص ة ال و‪.‬م‪.‬أ ال يت عن دما أتى رئيس ها‬
‫"ولس ن" إىل م ؤمتر الص لح ىف ب اريس‪ 42‬اص طحب مع ه القاض ي " ب اركر" ال ذي أس س بع د ذل ك‬
‫مؤسسة " باركر ملقارنة القوانني األجنبية " وتأسست بعد ذلك( مجعية القانون األجنيب األمريكي)‪.‬‬
‫أدى االجتاه احلديث إىل نتائج ثالثة هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حتول املقارنة من ساحة القوانني املتقاربة واملرتبطة تقاليدها بأصول مشرتكة"القوانني الالتينو‪-‬‬
‫جرماني ة" إىل املقارن ة بني ه ذه الق وانني وق انون"الكوم ون ل و" الغ ريب عنه ا يف تكوين ه وأص وله‬
‫وخصائصه‪.‬‬

‫‪ - 42‬مؤتمر فرساي ‪ 1919‬بفرنسا‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ب‪ -‬االهتمام بالقانون املقارن يف جمال التعاون الدويل يف حل املنازعات بني الدول وتلخص هذا‬
‫االهتم ام يف تأس يس حمكم ة الع دل الدولي ة الدائم ة يف اله اي لتح ل حمل احملكم ة الدائم ة للتحكيم‬
‫الدويل‪.‬‬
‫ج‪ -‬العمل على توحيد القوانني ولتحقيق هذه الفكرة أنشأت عصبة األمم يف روما عام ‪1928‬‬
‫معه د دويل لتوحي د الق انون اخلاص ومن قبله ا األكادميي ة الدولي ة للق انون املق ارن والعدي د من‬
‫اجلمعيات البحثية حيث اتصلت مساعي الدول لتوحيد القوانني وأمثرت بتوحيد القوانني توحيدا‬
‫عامليا كقانون العمل وقانون النقل والقانون التجاري‪.‬‬
‫غ ري أن ه ذا التوحي د ق د أعاقت ه بعض الع ثرات نتيج ة ظه ور االجتاه الن ازي والفاشس ي ىف أوروب ا‬
‫الذي دعا إىل متجيد أصوهلما العرقية والبعد عن كل أجنيب‪ .‬وظهر هذا يف قطع احلكومة الفاشية‬
‫التعاون مع احلكومة الفرنسية بشأن وضع قانون موحد لاللتزامات‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬القانون المقارن بعد الحرب العالمية الثانية‪:‬‬
‫مل تكن الظروف الدولية كسابقتها بعد احلرب العاملية الثانية حيث انقسم العامل بعد احلرب العاملية‬
‫الثانية إىل قطبني‪ ،‬الغريب بقيادة الواليات املتحدة األمريكية والشرقي بقيادة االحتاد السوفييت‪ .‬وهذا‬
‫االنقسام كان له انعكاس على األجواء العاملية حيث احلرب الباردة هي أساس التعامل واحلذر هو‬
‫األسلوب الذي كان من الصعب أن ينشأ فيه فكرة الدراسة املقارنة‪.‬‬
‫فنجد املذهب املاركسى ينظر إىل القانون أنه البنية العليا يف اجملتمع الرأمسايل أو هو التعبري لصراع‬
‫الطبقات‪ .‬وهو يف املفهوم املاركسى إىل الزوال يف اجملتمع الشيوعي والنتيجة طبقا ملفهومهم أن أي‬
‫مقارن ة بني ق انون برج وازى وق انون اش رتاكي عدمية اجلدوى‪ .‬كم ا رأوا يف الق انون املق ارن تعب ري‬
‫لالمربيالية الرأمسالية ووسيلة من وسائل الدعاية هلا‪.‬‬
‫ىف املقابل جتاهل رجال القانون الغربيون بدورهم القانون السوفيىت يف أول األمر ألنه ال يشكل من‬
‫وجهة نظرهم منهجا قانونياً حقيقياً‪.‬‬
‫فاملقارن ة ال يت ك انت يف ‪1900‬م تق وم بني الق وانني الالتيني ة اجلرماني ة‪ ،‬مث انتقلت يف ‪ 1925‬إىل‬
‫مقارن ة بني ق وانني البالد األوروبي ة وق وانني البالد االجنل و أمريكي ة وانتهت يف الس تينات بعق د‬
‫‪31‬‬
‫م ؤمترات للمقارن ة بني الق وانني الغربي ة الرأمسالية والق وانني الس وفياتية االش رتاكية يف مواض ع مث ل‬
‫العقود وامللكية‪.‬‬

‫أنواع القانون المقارن‪:‬‬


‫‪-1‬القانون املقارن الوصفي‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون املقارن التطبيقي‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون المقارن النظري‪.‬‬
‫‪-1‬القانون المقارن الوصفي‪ :‬ويهدف هذا النوع من القانون املقارن إىل عرض قانونني أو أكثر‬
‫إلظهار ما بينهما من أوجه شبه واختالف‪ ،‬قصد مجع معلومات حول موضوع معني(كاحلكومة‬
‫االلكرتونية بني اجلزائر وفرنسا)‪ ،‬وليس حلل مشكلة أو البحث عن أسباهبا‪ .‬ومثل هاته الدراسات‬
‫تق وم هبا املنظم ات املتخصص ة يف مي ادين حمددة مث ل ‪ UNICEF‬أو ‪ UNESCO‬من‬
‫أج ل تق دمي معلوم ات(تق ارير دوري ة) بع د الدراس ة املقارن ة لوض ع معني(الطف ل‪ ،‬املرأة‪ )...‬يف ع دة‬
‫دول‪ ،‬قصد إبراز التباين احلاصل بينها‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون املقارن التطبيقي‪ :‬ويهدف إىل الوصول إىل تقدمي نظرية علمية‪ ،‬مع تطبيقها على النظم‬
‫املقارنة عملي اً‪ .‬فهذا النوع يتجاوز مجع املعلومات عن القوانني األجنبية‪ ،‬إىل حتقيق غاية معينة هي‬
‫إمكانية تطبيقها عملياً‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون املقارن النظري(اجملرد)‪ :‬حيث يستند هذا النوع من الدراسات النظرية لتوسيع املدارك‬
‫واملعارف وفتح آفاق املعرفة النظرية والزيادة يف استيعاب القوانني الوضعية املقارنة‪ .‬وغالب الفقه ال‬
‫يُعريون هذا النوع اهتماماً كبرياً‪.‬‬

‫طرق المقارنة‪:‬‬

‫‪-1‬املقابلة(اجملانبة)‪ -2 .‬املقاربة‪ -3 .‬املعارضة(املواجهة أو املضاهاة)‪-4.‬املوازاة أو املقارنة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -1‬المقابلة (المجانبة)‪ :‬وهي أن يضع الباحث األحكام أو النصوص اليت تُعاجل موضوعاً واحداً‬
‫يف ق وانني خمتلف ة جنب اً إىل جنب حيث يُقاب ل بعض ها بعض اً‪ ،‬فيتع رف ب ذلك على مواض ع التش ابه‬
‫واالختالف بينها‪ .‬ويُقارهنا مع قانونه الوطين‪ .‬مثل(العقد‪ ،‬القرار‪)....‬‬
‫‪ -2‬المقاربة‪ :‬وهي أن يدرس الباحث وجوه التقارب بني القوانني اليت تعتمد على مصادر قانونية‬
‫مش رتكة وبالت ايل خض وعها ملنهج ق انوين واح د‪ ،‬ك القوانني الالتينوجرماني ة‪ ،‬أو الق وانني‬
‫األجنلوساكس ونية‪ .‬وهي طريق ة تتب ع يف الس عي إىل توحي د الق وانني الداخلي ة يف ال دول‬
‫الفدرالية(الو‪.‬م‪.‬أ‪ /‬اإلمارات العربية املتحدة‪)....‬‬
‫‪ -3‬املعارضة (املضاهاة)‪ :‬وتقوم على بيان أوجه التب اين واالختالف بني منهجني ق انونيني خمتلفني‬
‫من حيث املص در االي دولوجي‪ ،‬واالجتم اعي‪ ،‬واالقتص ادي‪ .‬ك املنهج الالتينوجرماني ة‪ ،‬أو‬
‫األجنلوساكسوين (الكومنالو)‪ ،‬أو اإلشرتاكي‪.‬‬
‫‪4‬ـ املوازنة أو املقارنة‪ :‬وهي طريقة يتم فيها مقارنة قانون بآخر إنطالق اً من مرحلة حتليل النصوص‬
‫إىل مرحلة الرتكيب الستكمال النقص املوجود يف القانون الوطين‪.‬‬
‫نتعرف هبا إىل القانون األفضل‬
‫و تقوم هاته املقارنة على منهج معني يساعد على استخالص نتائج ّ‬
‫بعد دراسة أسباب التقارب واالختالف يف ضوء الظروف احمليطة بكل قانون‪.‬‬
‫ويُضيف بعض الفقه تصنيفاً هلذه املقارنة إىل مقارنة ُأفقية وأخرى عمودية‪.‬‬
‫أ‪-‬املقارنة اُألفقية‪ :‬وهي املقارنة اليت تكون بني القوانني املتباعدة يف املكان‪ .‬كاملقارنة بني القوانني‬
‫الوضعية يف فرنسا وبريطانيا واجلزائر‪.‬‬
‫ب‪ -‬املقارن ة العمودي ة‪ :‬وهي املقارن ة ال يت تك ون بني الق وانني املتباع دة يف الزم ان‪ .‬كاملقارن ة بني‬
‫القوانني الوضعية والقوانني القدمية اليت تكون مصدراً هلا‪ .‬كاملقارنة بني القانون الفرنسي والقانون‬
‫الكنسي‪ ،‬أو املقارنة بني القانونني الفرنسي واجلزائري‪.‬‬
‫مراحل المقارنة‪:‬‬
‫متر املقارنة أساسا مبرحلتني‪:‬‬
‫المرحلة التحليلية‪ :‬وتتمثل يف‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪33‬‬
‫معرفة النص‪ :‬وذلك بالبحث عن مصادره األصلية يف التشريع أو الفقه والقضاء‪ ،‬مع دراسة‬ ‫أ‪-‬‬
‫النص حمل املقارن ة دراس ة معمق ة م ع النظ ر إلي ه يف النظ ام املنتمي إلي ه انطالق ا من مص ادره‬
‫القانوني ة والنظ ام اخلاص احملدد لتفس ريه‪ ،‬م ع اح رتام ت درج املص ادر القانوني ة ل ذلك النظ ام‬
‫واإلحاطة ببنيانه العام يف القانون األجنيب ‪.‬‬
‫ويُنص ح بدراس ة الق وانني األجنبي ة انطالق ا من املوس وعات أو املق دمات‪ ،‬مث االجتاه فيم ا بع د إىل‬
‫اجملموعات القانونية‪ ،‬مث األحكام القضائية‪.‬‬
‫فلو أراد الباحث اجلزائري أن يقارن بني القانون اجلزائري والقانون الفرنسي يف موضوع احلضانة‬
‫مثال فإن ه يق وم بداي ة بدراس ة القواع د القانوني ة وم ا يتف رع عنه ا من ح االت مث ينتق ل إىل النظ ام‬
‫بأكمله ليتمكن من فهم القاعدة ومدى تقارهبا بالقواعد األخرى حمل املقارنة فيتعرف على أحكام‬
‫الولد غري الشرعي والولد املتبىن وغريها من املراكز القانونية هلذه الوضعية يف القوانني حمل املقارنة‬
‫فينتهي األم ر بالب احث إىل دراس ة نظ ام األس رة بأكمل ه وال يكت ِ‬
‫ف هبذه الدراس ة فق د يتس ع نط اق‬
‫املقارن ة ليش مل آث ار العالق ة بني الرجل واملرأة قب ل ال زواج وبع ده مث العالق ة بني الوال دين واألوالد‬
‫ومدى سلطة األبوين عليهم كما تشمل نظام اإلرث وإىل غري ذلك من احلقوق واحلماية اليت يتمتع‬
‫هبا الطفل يف خمتلف األنظمة حمل املقارنة ومدى مطابقتها للقوانني الدولية يف هذا املوضوع فاملقارنة‬
‫تش مل يف هناي ة املط اف النظم األجنبي ة حمل املقارنة بأكمله ا ومواجهتها فيما بينها والوق وف على‬
‫أوج ه الش به واالختالف يف القاع دة القانوني ة والنظ ام الق انوين واملنهج بأكمل ه وب ذلك يص بح‬
‫استخالص النتيجة ميسورا وسهال‪.‬‬
‫ب‪-‬فهم النص‪ :‬حيث يتطلب الفهم العمي ق لتحدي د نظام ه الق انوين‪ ،‬وذل ك بتحدي د مص ادره‬
‫املختلفة السياسية االقتصادية االجتماعية التارخيية‪ ،‬وهي العوامل اليت ساهت يف تكوين النص‪ .‬فتبين‬
‫املؤسس الدستوري للنهج الرأمسايل يف دستور‪ 1996‬فرضه تغري الظروف االقتصادية العاملية‪.‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة التحليل والنتائج‪ :‬وهي مرحلة يُهدف من ورائها إىل استخالص واستخراج العالقات‬
‫بني النصوص حمل املقارنة وإبراز أوجه الشبه واالختالف وأسباهبا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وغالب اً ما تنتهي الدراسة بتقري ر هنائي يتضمن ما توصل إليه الباحث من نتائج ‪ ،‬وذلك بتوضيح‬
‫أس باب التش ابه واالختالف‪ ،‬م ع تبي ان موقف ه من الدراس ة املقارن ة بك ل موض وعية ب إبراز الق انون‬
‫األفضل‪ .‬وأن يعرض برأيه يف املوضوع وقد يكون رأيه متفقا مع أحد األنظمة أو خمالفا هلا أو رأي‬
‫توفيقي ومن األفضل أال ِ‬
‫يكتف الباحث املقارن هبذا بل عليه أن يقدم تعليال قانونيا موضوعيا سواء‬
‫تعلق األمر بالقانون الوطين أو األجنيب‪.‬‬
‫‪-2‬المرحلة التركيبية‪:‬‬
‫فبع د املقارن ة يف املرحل ة التحليلي ة الكاش فة عن العالق ة بني النص وص اجلزئي ة بني الق وانني‪ ،‬ت أيت‬
‫املقارنة الكلية‪ .‬فبواسطة هاته املرحلة يتوصل الباحث إىل النتائج املرجوة‪ ،‬وذلك بأخذ النظام املراد‬
‫ُ‬
‫حبثه ودراسته ومقابلته بالنظام اآلخر كلية‪ ،‬واستخالص أوجه الشبه واالختالف بينهما للوصول‬
‫اىل النت ائج ال يت تس اهم يف س د الثغ رات والنقص التش ريعي يف الق انون الوط ين‪ .‬م ع األخ ذ بعني‬
‫االعتبار الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية احمللية‪ .‬فنظرية احلكومة االلكرتونية اليت أخذ‬
‫هبا املش رع اجلزائ ري على النظم القانوني ة املتقدم ة(فرنس ا) ال ميكن جتس يدها مبا ه و علي ه احلال يف‬
‫فرنسا نظراً الختالف التطور التقين والتكنولوجي بني الدولتني‪.‬‬
‫أسس ومقومات الدراسة المقارنة‪.‬‬
‫و هذا املنهج يفرض على الباحث إتباع اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫بالتعرف على تقسيماته ومصادره‪ ،‬مع‬
‫‪ - 1‬معرفة القانون األجنيب معرفة موضوعية جيدة كاملة‪ّ ،‬‬
‫اإلحاطة بتطبيقاته‪.‬‬
‫‪ - 2‬معرفة لغة القانون األجنيب ومصطلحاته‪ ،‬ومن مث حتديد مفهوم هذه املصطلحات إذا مل يكن‬
‫هلا مقابل يف القانون الوطين‪.‬‬
‫‪– 3‬معرفة العوامل املؤثرة يف تكوين القانون األجنيب‪:‬‬
‫هن اك عوام ل كث رية ت ؤثر يف ص ناعة وتك وين القاع دة القانوني ة األجنبي ة‪ ،‬أمهه ا العوام ل السياس ية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والتارخيية ‪ ،‬فعلى الباحث أن يتحراها ويدرس تأثريها يف حتديد املفاهيم‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫فبالنس بة للعوام ل السياس ية تتمث ل يف النظ ام السياس ي ال ذي يس ود يف الدول ة‪ .‬ف إذا ك ان ذو توج ه‬
‫دميقراطي كانت القاعدة القانونية اليت تسنها السلطة التشريعية متناسقة وهذا التوجه‪ .‬حيث متنح‬
‫الدول ة الدميقراطي ة جمال أوس ع للحق وق واحلري ات األف راد‪ ،‬وتعم ل على تعزيزه ا ومحايته ا‪ ،‬كم ا‬
‫تض من التعددي ة احلزبي ة‪ ،‬ومب دأ الت داول على الس لطة‪ ،‬وحري ة الص حافة واإلعالم‪ ،‬وجتس يد مب دأ‬
‫مساواة األفراد أمام القانون‪ ،‬وتضمن استقالل وحياد القضاء‪.‬‬
‫أم ا إذا ك انت الس لطة أو النظ ام احلاكم يف الدولة ذات توج ه ديكتاتوري ك انت الق وانني متوافقة‬
‫وهذا التوجه‪،‬أي تقييد للحقوق واحلريات‪ ،‬عدم استقالل مرفق القضاء‪ ،‬إعالم موجه‪ ،‬غلق باب‬
‫التعددية احلزبية‪ ،‬انتهاك حقوق اإلنسان‪....‬‬
‫أما العوامل االقتصادية فقد تدفع الدولة للتدخل يف شؤون االقتصاد لتنظيمه‪ ،‬مما قد ينتج عن ذلك‬
‫احلد من احلري ة الفردي ة‪ .‬فق د ح دث يف فرنس ا يف أعق اب احلرب العاملي ة األوىل وأن ص در ق انون‬
‫"ف ايو" بت اريخ ‪21/01/1918‬إذ أدى إىل إره اق أح د املتعاق دين‪ .‬وك ذلك فع ل القض اء األملاين‬
‫بعد احلرب العاملية األوىل ملا قضى مببدأ االستحالة االقتصادية واعتربها قوة قاهرة تسقط التزامات‬
‫املدين‪.‬‬
‫فالتوج ه االقتص ادي للدول ة واألزم ات االقتص ادية ال يت متر هبا الدول ة ت ؤثر يف تك وين القاع دة‬
‫القانوني ة‪ ،‬ل ذلك يت وجب على الب احث املق ارن أن يأخ ذ بعني االعتب ار ه ذا العام ل‪.‬كتب ين اجلزائ ر‬
‫للنظ ام االش رتاكي قب ل ‪ ،1989‬وبع دها مت التوج ه إىل اقتص اد الس وق ومت التخلي عن االقتص اد‬
‫املوجه وبالتايل مت إلغاء بعض النصوص كالنصوص املتعلقة بالثورة الزراعية‪.‬‬
‫ونفس األم ر بالنس بة للعوام ل االجتماعي ة والديني ة فيجب على الب احث املق ارن أن يع رف العام ل‬
‫االجتماعي أو الديين الذي أثر يف صناعة قاعدة قانونية ما‪ .‬كالنظام القانوين الفرنسي الذي يفصل‬
‫الدين عن الدولة‪ .‬فبالتايل ال ميكن املقارنة معه يف األمور ذات الصلة الوثيقة بالدين كقانون األسرة‬
‫اجلزائ ري‪ .‬كما يُتوجب على الباحث املق ارن أن يعلم مكانة القانون يف اجملتمع الذي صدر عنه‪.‬‬
‫فالعرف مثال له دور كبري يف التشريع الربيطاين‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ويضاف إىل ما سبق‪،‬عامل الت اريخ‪ ،‬فيتوجب على الباحث املقارن اإلملام الكامل بت اريخ القانون‬
‫ال ذي ي ود املقارن ة ب ه‪ ،‬ل ذلك عملت كلي ات احلق وق يف اجلامع ات األوربي ة على ت دريس ت اريخ‬
‫القانون النظم املقارنة‬
‫روح‬
‫ح ‪ -‬حني يباش ر الب احث عمل ه بع د حتص يل م ا تق دم‪ ،‬ي رتتب علي ه أن يق وم بدراس ته ب ٍ‬
‫ٍ‬
‫موضوعية‪.‬‬
‫‪-‬الهدف األساسي للقانون المقارن ‪:‬‬
‫يسعى القانون املقارن كغاية كربى لتوحيد القوانني وهو أكرب حلم تطلع إليه الفقهاء‬
‫والفالسفة واملفكرين وهو أمر مستحيل عملياً‪ ،‬ولكن علم القانون املقارن يهدف من الوجهة‬
‫العلمية النظرية إىل حتقيق غاية أقل تواضعاً هي توحيد القانون بني النظم املتقاربة املتشاهبة واليت‬
‫جتمع بينها العناصر الدافعة إىل حتقيق هذا التوحيد والكفيلة بتحقيقه كوحدة الظروف الطبيعية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والتاريخ املشرتك والتقاليد الواحدة وغري ذلك من العناصر ‪ .‬وتوحيد‬
‫القانون يأخذ صورتني ‪:‬‬
‫أ‪ -‬توحيد القانون يف الدولة الواحدة اليت يوجد هبا عدة قوانني متنافرة كما حدث يف فرنسا‬
‫قبل قانون نابليون الذي وحد القانون الفرنسي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬توحيد القانون بني دولتني فأكثر وقد يتم عن طريق الغزو بالقوة (االستعمار) أو يف‬
‫حالة العادية‪ ،‬وذلك باألخذ من قانون دولة أجنبية رضائيةً‪ ،‬لإلقتداء به وتطبيقه أو حتويره أو بعد‬
‫إدخال تعديالت عليه ليتفق مع ظروف الدولة وخصوصياهتا‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة المقارنة‬
‫أبرز الصعوبات اليت يواجهها الباحث يف الدراسات املقارنة‪:‬‬
‫‪-1‬اللغة‪ :‬يقتض ي من الب احث عن د دراس ة ق انون أجن يب املعرف ة بلغ ة ه ذا الق انون‪ .‬معرف ة الف اهم الف احص‬
‫وليست املعرفة السطحية‪ .‬ويف حالة عدم إمكان ذلك فعليه االعتماد على الرتمجة بلغته الوطنية‪.‬‬
‫‪-2‬املدخل لدراسة التشريع األجنيب‪ :‬من أين يبدأ الباحث دراسته للقانون األجنيب‪ .‬وهبذا اخلصوص يشري‬
‫الفقه بالرجوع إىل املوسوعات واملقدمات واملطوالت‪ ،‬وبعدها الكتب واملؤلفات وأعمال القضاء‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪- 3‬مش كلة املراجع‪ :‬البحث عن املراج ع يف مص ادرها‪ .‬فق د تك ون يف جمالت عام ة أو جمالت للق انون‬
‫املقارن‪ .‬كدليل اليونيسكو للقانون املقارن‪.‬‬

‫‪-3‬كيفية إعداد بحث علمي‬


‫مراحل إعداد البحث العلمي‪:‬‬
‫يتضمن هذا الفصل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مرحلة اختيار املوضوع‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ مرحلة البحث عن الوثائق‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ مرحلة القراءة والتفكري‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ مرحلة تقسيم املوضوع‪:‬‬
‫‪ 5‬ـ مرحلة مجع املعلومات‪:‬‬
‫‪ 6‬ـ مرحلة الكتابة‪:‬‬
‫مراحل إعداد البحث العلمي‪:‬‬
‫ختضع عملية إجناز وإعداد البحث العلمي يف ميدان العلوم القانونية‪ ،‬مثل بقية الفروع األخرى‪ ،‬إىل‬
‫طرق وإجراءات وأساليب علمية وعملية منطقية ودقيقة‪ ،‬جيب احرتامها والتقيد هبا وإتباعها بدقة‬

‫‪38‬‬
‫وعناي ة‪ ،‬ح ىت يتمكن الب احث من إع داد حبث ه وإجنازه بص ورة س ليمة وناجح ة وفعال ة‪.‬‬
‫وتعترب هذه الطرق واإلج راءات من ص ميم تطبيقات علم املنهجية يف مفهومه الواسع‪ ،‬كما جتب‬
‫اإلشارة هنا إىل أن اصطالح البحث العلمي يشمل كل التقارير العلمية املنهجية واملوضوعية مثل‪:‬‬
‫م ذكرات التخ رج يف مس توى الليس انس‪ ،‬واملاس رت وأحباث م ذكرات املاجس تري ورس ائل‬
‫الدكتوراه‪.43‬‬
‫ومتر عملية إعداد البحث العلمي بعدة مراحل متسلسلة ومتناسقة‪ ،‬يف تكوين وبناء البحث وإجنازه‪،‬‬
‫وهذه املراحل هي‪:‬‬
‫مرحلة اختيار املوضوع و حتديد اإلشكالية‪ ،‬مرحلة حصر ومجع الوثائق العلمية املتعلقة باملوضوع‪،‬‬
‫مرحلة الق راءة والتفك ري‪ ،‬مرحلة تقسيم وتبويب املوضوع‪،‬مرحل ة مجع وختزين املعلومات‪ ،‬مرحلة‬
‫الصياغة والكتابة‪.‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة اختيار الموضوع‪:‬‬
‫وهي عملية حتديد املشكلة العلمية اليت تتطلب حال علميا وعمليا هلا‪ ،‬من عدة فرضيات إشكاليات‬
‫تس اؤالت) علمي ة‪ ،‬بواس طة الدراس ة والبحث والتحلي ل الكتش اف احلقيق ة أو احلق ائق العلمي ة‬
‫املختلف ة املتعلق ة باإلش كالية حمل البحث‪ ،‬وتفس ريها واس تغالهلا يف ح ل ومعاجلة القض ية املطروح ة‬
‫للبحث العلمي‪.‬‬
‫وتعت رب ه ذه املرحل ة من أوىل مراح ل إع داد البحث العلمي واألك ثر ص عوبة ودق ة‪ ،‬نظ را لتع دد‬
‫واختالف عوام ل ومق اييس االختي ار‪ ،‬حيث توج د عوام ل ومع ايري مق اييس ذاتي ة نفس ية وعقلي ة‬
‫واجتماعية واقتصادية‪ ،‬ومهنية تتحكم يف عملية اختيار املوضوع‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ العوامل الذاتية‪:‬‬
‫‪-‬االستعداد والرغبة النفسية الذاتية‪ :‬حيقق عملية االرتباط النفسي بني الباحث وموضوعه‪ .‬وينتج‬
‫عن ذلك املثابرة والصرب واملعاناة والتحمس املعقول والتضحية الكاملة للبحث‬
‫‪-‬القدرات العقلية‪ :‬سعة االطالع‪ ،‬التفكري والتأمل‪ ،‬الصفات األخالقية مثل هدوء األعصاب وقوة‬

‫عوابدي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪39‬‬
‫املالحظة وشدة الصرب واملوضوعية والنزاهة واالبتكار إىل غري ذلك من الصفات والقدرات‪..‬‬
‫‪-‬نوعية التخصص العلمي‪ :‬خيتار الباحث موضوع حبثه يف نطاق ختصصه العلمي بوجه عام أو يف‬
‫أحد فروع ختصصه‪ ،‬فهو عامل أساسي يف اختيار املوضوع‪.44‬‬
‫‪-‬طبيعة موقف الباحث‪ :‬فيختار الباحث موضوع حبثه مبا يتناسب مع مركزه العلمي واالجتماعي‬
‫والسياسي(االنتماء السياسي)‪،‬وما إليها من االعتبارات تسهيال على الباحث يف عملية البحث يف‬
‫نطاق الوظيفة املمارسة‪.‬‬
‫‪-‬الظروف االجتماعية واالقتصادية والثقافية احمليطة بالباحث‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ العوامل الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة العلمية للموضوع‪ :‬جيب أن يكون املوضوع ذو قيمة علمية نظرية وعملية حية ومفيدة يف‬
‫كافة جماالت احلياة العامة واخلاصة‪ ،‬مبفهوم املخالفة ال يكون موضوع مستهلك‪ .‬وهذا االمر ينطبق‬
‫على رس ائل ال دكتوراه فق ط‪ .‬وجيب أن يس اهم يف ح ل املش كالت االجتماعي ة واالقتص ادية‬
‫والقانونية القائمة‪ .‬بطاقات الدفع االلكرتونية مثاال‪.‬‬
‫‪ -‬أه داف سياس ة البحث العلمي املعتم دة‪ :‬وذل ك نظ را الرتب اط البحث العلمي باحلي اة العام ة‬
‫الوطنية والدولية‪ ،‬ونظرا الرتباط وتفاعل التكوين والبحث العلمي باحلياة االجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية يف الدولة‪ .‬وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر واحلياة العلمية‪ ،‬وبدون التضحية بقيم‬
‫التفتح على عامل اخللق واإلبداع اإلنسانيني‪.‬‬
‫‪-‬مكانة البحث بني أنواع البحوث العلمية األخرى‪ :‬فقد يكون البحث مذكرة الليسانس أو املاسرت‬
‫او رس الة دكت وراه‪ .‬وق د يك ون يف ص ورة مق ال ينش ر يف جمل ة حمكم ة‪ .‬فنوعي ة البحث تتحكم يف‬
‫حتديد املوضوع الصاحل للدراسة‪.‬‬
‫‪-‬وفرة البيبليوغرافيا‪ :‬حيث توجد املوضوعات النادرة املصادر والوثائق العلمية‪ ،‬وهناك املوضوعات‬
‫ال يت تق ل فيه ا الوث ائق العلمي ة املتعلق ة حبقائقه ا‪ ،‬كم ا توج د املوض وعات الغني ة بالوث ائق واملص ادر‬

‫عوابدي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .37‬غازي عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪40‬‬
‫العلمية األصلية‪ .‬وهو عامل أساسي جوهري يف حتديد واختيار املوضوع‪ .‬فينصح بعدم املغامرة يف‬
‫دراسة املواضيع القليلة املراجع‪.‬‬
‫والبيبليوغرافيا هي مجيع املصادر واملراجع األولية والثانوية اليت حتتوي على مجيع املواد واملعلومات‬
‫واملع ارف املكون ة للموض وع‪ ،‬وال يت تش كل يف جمموعه ا طاق ة لإلنت اج الفك ري والعقلي يف مي دان‬
‫البحث العلمي‪ .‬وهذه الوثائق قد تكون خمطوطة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية‪.‬‬
‫القواعد األساسية في تحديد المشكلة‬
‫‪ -1‬وضوح موضوع البحث‪:‬‬
‫أن يكون موضوع البحث حمددا‪ ،‬وغري غامض أو عام‪ ،‬حىت ال يصعب على الباحث التعرف على‬
‫جوانب ه املختلف ة فيم ا بع د‪ .‬فق د يب دو ل ه املوض وع س هال للوهل ة األوىل مث إذا دق ق في ه ظه رت ل ه‬
‫صعوبات مجة قد ال يستطيع جتاوزها‪ ،‬أو قد يكتشف أن هناك من سبقه إىل دراسة املشكلة ذاهتا‪.‬‬
‫أو أن املعلومات اليت مجعها مشتتة وضعيفة الصلة باملشكلة‪ .‬وهذا كله نتيجة عدم وضوح املوضوع‬
‫يف ذهن الباحث وتصوره‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد اإلشكالية‪:‬‬
‫وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة‪ ،‬حبيث تعرب عما يدور يف ذهن الباحث وتبني األمر‬
‫الذي يرغب يف إجياد حل له‪ ،‬وال يتم صياغة املشكلة بوضوح إال إذا استطاعت حتديد العالقة بني‬
‫ع املني متغ ريين أو أك ثر‪ ،‬ومن مث تص اغ بش كل س ؤال يتطلب إجاب ة حمددة‪.45‬‬
‫‪-3‬وضوح المصطلحات‪:‬‬
‫حيذر املتخصص ون من إمكاني ة وق وع الب احث يف مت اعب وص عوبات نتيج ة إمهال ه وع دم دقت ه يف‬
‫حتدي د املص طلحات املس تخدمة‪ .‬واالص طالح ه و ذل ك املفه وم العلمي أو الوس يلة الرمزي ة ال يت‬
‫يستخدمها الباحث يف التعبري عن أفكاره ومعانيه من أجل توصيلها لآلخرين‪.‬‬
‫فهي إذن التعريف ات احملددة والواض حة للمف اهيم اإلنس انية ذات الص فات اجملردة ال يت تش رتك فيه ا‬
‫الظواهر واحلوادث والوقائع دون تعيني حادثة أو ظاهرة معني‪.‬‬

‫‪ -‬كمال آيت منصور‪ ،‬رابح طاهير‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪41‬‬
‫وحتديد املشكلة أو اإلشكالية ليس أمرا سهال كما يتص ور البعض‪ ،‬حيث أن ه يتطلب من الباحث‬
‫دراس ة مجي ع ن واحي املش كلة‪ ،‬مث تعريفه ا تعريف ا واض حا‪ ،‬والتثبت من أمهيته ا العلمي ة ح ىت تك ون‬
‫جديرة بالدراسة‪ ،‬فيقوم الباحث بقراءة مبدئية عنها ويستنري بآراء املختصني يف ذلك اجملال‪.‬‬
‫ويذهب بعض الباحثني إىل القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشكالية هي وضعها يف شكل سؤال‬
‫يبني العالقة بني متغريين‪ .‬وميكن للباحث أن حيدد اإلشكالية دون وضعها على شكل سؤال(رسائل‬
‫الدكتوراه ومذكرات املاسرت)‪.‬‬
‫صياغة الفرضيات‪:‬‬
‫بعد أن حيدد الباحث املشكلة‪ ،‬ينتقل إىل مرحلة الفرضيات املتعلقة مبوضوع البحث‪ ،‬وال يعين هذا‬
‫أن الفرض يات ت أيت يف مرحل ة فكري ة مت أخرة عن مرحل ة اإلش كالية‪ ،‬وم ا الفرض يات إال إجاب ات‬
‫مبدئية للسؤال األساسي‪ ،‬الذي يدور حوله موضوع البحث‪.‬‬
‫ويعت رب االف رتاض مب دئيا‪ ،‬ألن موض وع البحث ال يك ون يف ص ورته األخ رية الواض حة‪ .‬وتأخ ذ‬
‫االفرتاضات بالتبلور والوضوح‪ ،‬كلما اتضحت صورة البحث‪.‬‬
‫فاالفرتاضات ما هي إال ختمينات أو توقعات أو استنتاجات‪ ،‬يتبناها الباحث مؤقتا كحلول ملشكلة‬
‫البحث‪ ،‬فهي تعمل كدليل ومرشد له‪ ،‬ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو إال عبارة جمردة‪ ،‬ال‬
‫حتمل صفة الصدق أو الكذب‪ ،‬بل هي نقطة انطالق للوصول إىل نتيجة يستطيع عندها الباحث‬
‫من قبول الفرض أو رفضه‪.‬‬
‫وقد وجد الباحثون واملختصون أن االفرتاضات اجليدة تتميز بالصفات التالية‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه‪.‬‬
‫‪-‬أن يك ون الف رض مبني ا على احلق ائق احلس ية والنظري ة والذهني ة لتفس ري مجي ع ج وانب املش كلة‪.‬‬
‫أن يكون الفرض قابال لالختبار والتحقيق‪.‬‬
‫‪-‬أن ال يكون متناقضا مع الفروض األخرى للمشكلة الواحدة‪ ،‬أو متناقضا مع النظريات واملفاهيم‬
‫العلمية الثابتة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪-‬تغطية الفرض جلميع احتماالت املشكلة وتوقعاهتا‪ ،‬وذلك باعتماد مبدأ الفروض املتعددة ملشكلة‬
‫البحث‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة البحث عن الوثائق‪:‬‬
‫وت تزامن هات ه املرحل ة م ع مرحل ة إع داد خط ة البحث إال أهنا تتس م ب البحث األعم ق واإلطالع‬
‫األوسع والتفتيش املستمر عن املصادر واملراجع املتعلقة باملوضوع حمل الدراسة‪.‬‬
‫و يتعني على الب احث احلص ول على بيان ات حبث ه من خالل املص ادر واملراج ع املوج ودة باملكتب ات‪.‬‬
‫وتس مى ه ذه العملي ة عملي ة التوثي ق أو البيبليوغرافي ا وتعت رب من أهم العملي ات الالزم ة للقي ام ب أي‬
‫حبث‪ .‬وذلك بنقل املعلومات أو االستشهاد ببعض الفقرات أو تعزيز وجهة النظر اخلاصة بالباحث‪.‬‬
‫وتنقسم الوثائق إىل قسمني‪:‬‬
‫‪-1‬المصادر‪:‬‬
‫وهي تل ك الوث ائق ال يت تتض من احلق ائق واملعلوم ات األص لية املتعلق ة باملوض وع‪ ،‬وب دون اس تعمال‬
‫وثائق ومصادر وسيطة يف نقل هذه املعلومات‪ .‬وهي اليت جيوز أن نطلق عليها اصطالح( املصادر)‪.‬‬

‫وأنواع الوثائق األولية واألصلية العلمية يف ميدان العلوم القانونية واإلدارية هي‪:‬‬
‫‪-1‬اجمللدات واملطوالت‪ ،‬واملوسوعات ودوائر املعارف ‪.‬‬
‫‪-2‬أعمال هيئات املؤسسات العامة األساسية مثل السلطة السياسية‪ ،‬التشريعية والتنفيذية‪ ،‬يف‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪-3‬التشريعات والقوانني والنصوص التنظيمية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬املعاهدات واالتفاقيات الدولية املربمة واملصادق عليها رمسيا طبقا للدستور‪.‬‬
‫األحكام والقرارات واالجتهادات القضائية‪ ،‬والسابقة القضائية يف النظم االجنلوساكسونية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اإلحصائيات الرمسية‪.46‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪ -‬كمال آيت منصور‪ ،‬رابح طاهير‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪43‬‬
‫‪-2‬المراجع‪:‬‬
‫وهي املراجع العلمية اليت تستمد قوهتا من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة‪ ،‬أي أهنا الوثائق‬
‫واملراجع اليت نقلت احلقائق واملعلومات عن املوضوع حمل البحث‪ ،‬أو عن بعض جوانبه من‬
‫مصادر ووثائق أخرى‪ .‬وهي اليت جيـوز أن نطلق عليها لفظ (املراجع)‬
‫ومن أمهها‪:‬‬
‫‪-1‬الكتب واملؤلفات القانونية األكادميية العامة واملتخصصة يف موضوع من املوضوعات‪ .‬مثل‬
‫كتب الق انون اجلن ائي‪ ،‬والق انون اإلداري‪ ،‬الدس توري‪،‬الق انون املدين‪ ،‬التج اري‪ ،‬العم ل‪،‬‬
‫األسرة‪...‬‬
‫ال دوريات واملق االت العلمي ة املتخصص ة‪ .‬مث ل جمل ة احلقيق ة ال يت تص در عن جامع ة أدرار‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وجملة القانون واجملتمع اليت تصدر عن خمرب القانون واجملتمع‪.‬‬
‫الرسائل العلمية األكادميية املتخصصة‪ ,‬وجمموع البحوث والدراسات العلمية واجلامعية اليت‬ ‫‪-3‬‬
‫تق دم من أج ل احلص ول على درج ات علمي ة أكادميي ة‪ .‬كرس ائل ال دكتوراه‪ ،‬و أعم ال‬
‫وحدات وفرق البحث‪.‬‬
‫املداخالت العلمية يف امللتقيات والندوات‬ ‫‪-4‬‬
‫دراسات خمابر البحث‪.47‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ولإلشارة أنه إذا كان يف السابق توجد صعوبات احلصول على املراجع‪ ،‬فإنه يف اآلونة االخرية ويف‬
‫ظ ل وج ود االن رتنت واس تخدامها بش كل كب ري يف احلق ل العلمي‪ ،‬زالت ص عوبة احلص ول على‬
‫املراجع‪ .‬إذ ميكن احلصول على ما كتب يف العامل عن موضوع ما فقط بواسطة االنرتنت‪ .‬وعليه ال‬
‫جمال للتحجج بنقص املراجع العلمية كأصل عام‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة القراءة والتفكير‬
‫تعد هذه املرحلة حامسة بالنسبة للباحث‪ ،‬فهي مرحلة االطالع والفهم لكافة األفكار واحلقائق‪ ،‬اليت‬
‫تتصل باملوضوع وتأمل هذه املعلومات واألفكار تأمال عقليا فكريا‪ ،‬حىت يتولد يف ذهن الباحث‬

‫‪ -‬بوعبيد" عباسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪44‬‬
‫النظام التحليلي للموضوع‪ .‬وجتعل الباحث مسيطرا على املوضوع‪ ،‬مستوعبا لكل أبعاده وحقائقه‪،‬‬
‫متعمق ا يف فهم ه ق ادرا على اس تنتاج الفرض يات واألفك ار‪ .‬مما يؤهل ه إىل إب راز وجه ة نظ ره بك ل‬
‫موضوعية‪.‬‬
‫والق راءة فن هلا أس لوهبا‪ ،‬وال ميكن حتقي ق أه دافها إال إذا متت وف ق ش روطها وقواع دها املنهجي ة‪،‬‬
‫كما أن القراءة على أنواع‪ .‬وسنتناول كل هذا وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬أه داف مرحل ة الق راءة‪ :‬إن الق راءة الش املة واملعمق ة للوث ائق العلمي ة املتص لة باملوض وع املراد‬
‫دراسته هتدف إىل‪:‬‬
‫التعم ق يف التخص ص وفهم املوض وع من كاف ة جوانب ه العلمي ة والفكري ة‪ ،‬والوق وف على‬ ‫أ‪-‬‬
‫احلقائق املتعلقة باملوضوع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تكس ب الب احث الق درة العلمي ة واملنهجي ة يف إع داد خط ة البحث‪ ،‬ف االطالع على م ا كتب ه‬
‫الس ابقون يف املوض وع واالس تفادة من جتارهبم جتع ل الب احث ق ادرا على إقام ة خط ة تتس م‬
‫باملوضوعية والتقسيم املتوازن‪.‬‬
‫تكس ب الب احث الق درة على التحلي ل الن وعي والف ين‪ ،‬أي اكتس اب ذخ رية كب رية من‬ ‫ت‪-‬‬
‫املعلومات واحلقائق تؤدي يف األخري إىل التأمل والتحليل األكادميي‪.‬‬
‫اكتساب الثروة اللغوية و األسلوب العلمي القوي الفين واملتخصص‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫‪-2‬شروط وقواعد القراءة‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون واسعة شاملة جلميع الوثائق من املصادر واملراجع املتعلقة باملوضوع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق واملصادر‬
‫ج‪-‬االنتباه والرتكيز أثناء عملية القراءة‬
‫د‪-‬جيب أن تكون مرتبة ومنظمة ال ارجتالية وعشوائية‬

‫‪45‬‬
‫ه‪-‬جيب احرتام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة‪ ،‬وبذلك االبتعاد عن عملية القراءة‬
‫خالل ف رتات األزم ات النفس ية واالجتماعي ة والص حية‪ .‬فمثال ملا يك ون الب احث م ريض ال ميكن ه‬
‫الرتكيز أثناء عملية القراءة‪.48‬‬
‫‪-3‬أنـواع القـراءة‪:‬‬
‫أ‪-‬القراءة السريعة الفهرسية‪ :‬وهي القراءة السريعة الكاشفة اليت تتحقق عن طريق االطالع عن‬
‫فه ارس املص ادر واملراج ع‪ ،‬كم ا تش مل االطالع على مق دمات وبعض فص ول وعن وانني املص ادر‬
‫واملراجع‪.‬‬
‫كم ا تس تهدف ت دعيم قائم ة املص ادر واملراج ع اجملمع ة بوث ائق جدي دة‪ .‬وذل ك من خالل فه رس‬
‫البيبليوغرافي ا‪ ،‬وك ذا معرف ة س عة وآف اق املوض وع وجوانب ه املختلف ة‪ ،‬وتكش ف القيم واجلدي د‬
‫واملتخصص واخلاص من البيبليوغرافيا‪.‬‬
‫ب‪-‬القراءة العادية‪ :‬وهي القراءة اليت ترتكز حول املوضوعات اليت مت اكتشافها بواسطة القراءة‬
‫السريعة‪ ،‬يقوم هبا الباحث هبدوء وتروي‪ ،‬وفقا لشروط القراءة السابقة الذكر‪ ،‬واستخالص النتائج‬
‫وتدوينها يف البطاقات وامللفات املعدة لذلك سلفاً‪.‬‬
‫ج‪-‬الق راءة المعمقة‪ :‬وهي ال يت ت رتكز ح ول بعض الوث ائق دون البعض اآلخ ر‪ ،‬ملا هلا من أمهي ة يف‬
‫املوضع وصلة مباشرة به‪ .‬األمر الذي يتطلب الرتكيز يف القراءة والتكرار والتمعن والدقة والتأمل‪.‬‬
‫وتتطلب صرامة والتزاما أكثر من غريها من أنواع القراءات‪.‬‬
‫وختتلف أهداف القراءة املركزة عنها يف القراءة العادية‪ ،‬حيث يعىن الباحث يف التعرف على إطار‬
‫املشكلة ذاهتا‪ ،‬واآلراء الفكرية اليت تناولتها‪ ،‬والفروض اليت تبناها الباحثون‪ ،‬واملناهج العلمية اليت‬
‫استخدموها‪ ،‬وذلك هبدف االسرتشاد والتوضيح يف تقرير مسرية دراسته‪ ،‬من حيث املعلومات اليت‬
‫حيتاجها‪.49‬‬

‫‪ -‬كمال آيت منصور‪ ،‬رابح طاهير‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪ -‬عوابدي عمار‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪46‬‬
‫ومهما يكن‪ ،‬فكلما طالع الباحث على قدر أكرب من الكتب واملؤلفات كلما ازداد أكثر حتكما يف‬
‫املوضوع‪ .‬األمر الذي يؤهله إىل إعداد خطة متوازنة عموديا وأفقياً‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع‪:‬‬
‫بعد القراءة املتأنية من قبل الباحث تأيت مرحلة وضع اخلطة‪ ،‬وهي عملية جوهرية وحيوية للباحث‬
‫يف إع داد حبث ه‪ ،‬وتتض من تقس يمات املوض وع األساس ية والكلي ة والفرعي ة واجلزئي ة واخلاص ة‪ ،‬على‬
‫أسس ومعايري علمية ومنهجية واضحة ودقيقة‪.‬‬
‫وخط ة ك ل موض وع هي عب ارة عن تص ميم هليك ل املوض وع حمل الدراس ة‪ .‬فال جيوز للب احث‬
‫األكادميي كغريه من الباحثني سرد املعلومات وعرضها هكذا بصفة جممعة دون تقسيم أو تنظيم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأن تغري خطة البحث بني مرحلة وأخرى وارد‪ .‬فالبحث العلمي اجلاد واملعمق يقتضي تعديل‬
‫اخلطة كلما استدعى األمر ذلك‪.‬‬
‫فحصول الباحث على مراجع جديدة‪ ،‬خاصة ومتخصصة منها‪ ،‬سيلفت انتباهه ملسائل غفل عنها‬
‫يف مرحلة سابقة‪ ،‬أو مل يعرها االهتمام الالزم‪ .‬لذا فال مانع من تغيري التصميم اهليكلي‪ .‬فقد يلجأ‬
‫الب احث إىل ال دمج أو التفص يل وظه ور عناص ر جدي دة يف اخلط ة يف ش كل فص ول أو مب احث أو‬
‫مطالب أو فروع‪ .‬ويتم ذلك كله حتت إشراف األستاذ املشرف وموافقته‪.‬‬
‫ويتوجب على الباحث أثناء وضعه للخطة مراعاة بعض النقاط األساسية هي‪:‬‬
‫أ‪-‬ضرورة ربط الخطة بعنوان الموضوع محل الدراسة‪ :‬عند تصميم اخلطة يتعني على الباحث‬
‫قراءة عنوان حبثه بتعمق‪ .‬حىت ال يقحم جزء يف اخلطة ال عالقة له مبوضوع حبثه‪ .‬وكثري ما يقع‬
‫الطلب ة يف فخ اخلروج عن املوض وع‪ .‬ك أن يس جل الب احث موض وعا يتعل ق بالرتاض ي يف العق د‬
‫االلك رتوين‪ ،‬ويف رد أج زاء يف اخلط ة يف ش كل مب احث ويش ري يف اح د املب احث إىل ال دافع إىل‬
‫التعاقد(السبب)‪ .‬وهذا طبعا خارج دراسة حبثه‪ ،‬ويندرج ضمن احلشو واإلطناب الذي يقع فيه‬
‫الباحث‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ب‪ -‬ض رورة رب ط الخط ة باإلش كالية المطروح ة‪ :‬ك ل حبث إال ويع اجل إش كالية معين ة حياول‬
‫الباحث معاجلتها وحتليلها‪ ،‬وإبراز عناصرها الرئيسية واجلزئية من اجل اإلجابة عنها‪ .‬فاخلطة إذن‬
‫تشتمل كعنوان على إجابات جمزأة وفرعية على اإلشكالية املطروحة‪.50‬‬
‫ج‪-‬ضرورة المحافظة على توازن الخطة‪ :‬وتقسيم املوضوع يعين حتديد الفكرة األساسية والكلية‬
‫للموض وع‪ ،‬حتدي دا جامع ا مانع ا وواض حا‪ ،‬وإعطائه ا عنوان ا رئيس ا‪ ،‬مث حتدي د م دخل املوض وع يف‬
‫صورة مقدمة البحث‪ ،‬والقيام بتفتيت و تقسيم الفكرة األساسية إىل أفكار فرعية وجزئية خاصة‪.‬‬
‫حبيث يشكل التقسيم هيكلة وبناء البحث‪ ،‬مث القيام بإعطاء العنوانني الفرعية واجلزئية‪ .‬ويتوجب‬
‫على الباحث مراعاة التوازن بني كل أجزاء وفروع البحث‪ .‬وإال عد حبثه خمتال من حيث اهليكل‬
‫اخلارجي‪.51‬‬
‫د‪-‬شروط التقسيم والتبويب‪:‬‬
‫على الب احث أن يتب ع جمموع ة من الش روط والقواع د أثن اء تقس يمه للبحث ليخ رج يف ص ورة‬
‫سليمة وناجحة‪ ,‬ومن أهم هذه الشروط والقواعد‪:‬‬
‫‪-1‬التعمق والشمول يف تأمل كافة جوانب وأجزاء وفروع ونقاط املوضوع بصورة جيدة‪.‬‬
‫‪-2‬االعتماد الكلي على املنطق واملوضوعية واملنهجية يف التقسيم والتبويب‪.‬‬
‫‪ -3‬حتاشي التكرار واحلشو والتداخل واالختالط بني حمتويات العناصر واملوضوعات والعناوين‬
‫األساسية والفرعية والعامة واخلاصة‪.‬‬
‫‪-4‬ضرورة حتقيق التقابل والتوازن بني التقسيمات األساسية والفرعية أفقيا وعموديا‪ ،‬كأن يتساوى‬
‫ويت وازن ع دد أبواب األقس ام واألج زاء‪ ،‬وك ذا ع دد فص ول األبواب وع دد ف روع الفص ول وهلم‬
‫جرا‪.‬‬
‫ه‪-‬أنواع التقسيم‪:‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪48‬‬
‫‪-1‬أس لوب األج زاء وعناوين ه الفرعية‪ :‬اجلزء تقس يم كب ري ج دا وع ادة يس تعمل قي رس ائل‬
‫الدكتوراه‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫الجزء األول ‪ :‬ويقسم إىل أقسام‪ ،‬القسم األول‪ .‬القسم الثاين‪.....‬‬
‫القسم ‪ :‬ويقسم إىل أبواب‪ ،‬الباب األول‪ .‬الباب الثاين‪........‬‬
‫الباب ‪ :‬ويقسم إىل فصول‪ ،‬الفصل األول‪ .‬الفصل الثاين‪........‬‬
‫الفصل ‪ :‬ويقسم إىل مباحث‪ ،‬املبحث األول‪ .‬املبحث الثاين‪........‬‬
‫المبحث‪ :‬ويقسم إىل مطالب‪ ،‬املطلب األول‪ .‬املطلب الثاين‪........‬‬
‫المطلب‪ :‬ويقسم إىل فروع‪ ،‬الفرع األول‪ .‬الفرع الثاين‪........‬‬
‫الفرع‪ :‬ويقسم إىل أوال‪ ،‬ثانيا‪ ،‬ثالثا‪........‬‬
‫‪-2‬أسلوب األقسام وعناوينه الفرعية‪ :‬القسم تقسيم اقل من اجلزء ويتضمن‪:‬‬
‫القسم ‪ :‬ويقسم إىل أبواب‪ ،‬الباب األول‪ .‬الباب الثاين‪........‬‬
‫الباب ‪ :‬ويقسم إىل فصول‪ ،‬الفصل األول‪ .‬الفصل الثاين‪........‬‬
‫الفصل ‪ :‬ويقسم إىل مباحث‪ ،‬املبحث األول‪ .‬املبحث الثاين‪........‬‬
‫المبحث‪ :‬ويقسم إىل مطالب‪ ،‬املطلب األول‪ .‬املطلب الثاين‪........‬‬
‫المطلب‪ :‬ويقسم إىل فروع‪ ،‬الفرع األول‪ .‬الفرع الثاين‪........‬‬
‫الفرع‪ :‬ويقسم إىل أوال‪ ،‬ثانيا‪ ،‬ثالثا‪........‬‬
‫‪--3‬أس لوب األب واب وعناوين ه الفرعي ة‪ :‬الب اب تقس يم اق ل من القس م وغالب ا ينتهج يف رس ائل‬
‫الدكتوراه‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫الباب ‪ :‬ويقسم إىل فصول‪ ،‬الفصل األول‪ .‬الفصل الثاين‪........‬‬
‫الفصل ‪ :‬ويقسم إىل مباحث‪ ،‬املبحث األول‪ .‬املبحث الثاين‪........‬‬
‫المبحث‪ :‬ويقسم إىل مطالب‪ ،‬املطلب األول‪ .‬املطلب الثاين‪........‬‬
‫المطلب‪ :‬ويقسم إىل فروع‪ ،‬الفرع األول‪ .‬الفرع الثاين‪........‬‬

‫‪49‬‬
‫الفرع‪ :‬ويقسم إىل أوال‪ ،‬ثانيا‪ ،‬ثالثا‪........‬‬
‫‪---4‬أس لوب الفص ول وعناوين ه الفرعي ة‪ :‬الفص ل تقس يم اق ل من الب اب وغالب ا ينتهج يف‬
‫مذكرات املاسرت‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬
‫الفصل ‪ :‬ويقسم إىل مباحث‪ ،‬املبحث األول‪ .‬املبحث الثاين‪........‬‬
‫المبحث‪ :‬ويقسم إىل مطالب‪ ،‬املطلب األول‪ .‬املطلب الثاين‪........‬‬
‫المطلب‪ :‬ويقسم إىل فروع‪ ،‬الفرع األول‪ .‬الفرع الثاين‪........‬‬
‫الفرع‪ :‬ويقسم إىل أوال‪ ،‬ثانيا‪ ،‬ثالثا‪........‬‬
‫مالحظ ة‪ :‬ويفض ل يف التقس يم أس لوب الثنائي ة يف الدراس ات القانوني ة‪ .‬م ا مل تف رض متطلب ات‬
‫املوضوع تقسيما آخر‪ .‬فمثال الفصل األول اجلانب النظري‪ .‬والفصل الثاين اجلانب التطبيقي‪.52‬‬
‫‪-‬استعمال الفصل التمهيدي‪ :‬كثريا ما يستعمل الباحث يف ميدان العلوم القانونية نظام الفصول‬
‫التمهيدية‪ .‬فيخصص فصال متهيديا لعرض جمموعة أفكار يراها مهمة وذات عالقة مبوضوع البحث‬
‫وهذا قبل الدخول يف صلب املوضوع‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬مرحلة جمع وتخزين المعلومات‬
‫يسرت التطورات التقنية املتسارعة واملتالحقة‪ ,‬عملية مجع املعلومات البحثية‪ ,‬خاصة بعد الفرتة اليت‬
‫أطلق عليها " الثورة املعلوماتية " يف العقدين األخريين‪ ,‬واليت تبلورت معاملها يف سهولة نقل‬
‫املعلومات وتدفقها عرب وسائل االتصاالت‪.‬‬
‫وتعترب املعلومات اجملمعة ركيزة الباحث األساسية‪ ,‬كمقومات حمورية للبحث‪ ,‬وكلما مجع الباحث‬
‫أكرب عدد من املعلومات وبنوعية حديثة وممتازة‪ ,‬كلما أدى ذلك إىل متكنه من تغطية متطلبات حبثه‬
‫بكل فروعه ونقاطه‪ .‬خاصة إذا اعتمدت املعلومات اجملمعة على قواعد بيانات تتصف بالشفافية‬
‫واملصداقية والتسلسل واملنطقية‪.‬‬
‫وتعكس املعلومات اجملمعة مدى إملام الباحث مبا كتب ونشر حول موضوعه‪ ,‬والوقوف على‬
‫خمتلف اآلراء واألفكار‪ ,‬خاصة إذا متكن الباحث من مجع معلومات بلغات أجنبية حية‪ ,‬ومتكن من‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪50‬‬
‫ترمجتها بدقة وموضوعية‪.‬‬
‫أهم مصادر املعلومات‪:‬‬
‫وأهم مصادر املعلومات يف عصرنا هذا‪:‬‬
‫ـ شبكة املعلومات االلكرتونية ( االنرتنت )‪.‬‬
‫ـ الدوريات املتخصصة‪.‬‬
‫ـ املؤمترات العلمية والندوات‪.‬‬
‫ـ الرسائل العلمية ( املاجستري والدكتوراه )‪.‬‬
‫ـ الكتب العلمية املتخصصة‪.‬‬
‫ـ املوسوعات والقواميس ودوائر املعارف وأمهات الكتب‪.‬‬
‫ـ كتب الرتاث واملخطوطات‪.‬‬
‫تصفية املعلومات‪:‬‬
‫وسرعان ما جيد الباحث نفسه يغوص يف حبر من املعلومات والبحوث واملؤمترات والرسائل‬
‫اجلامعية‪ ,‬فماذا يفعل؟‬
‫اخلطوة األوىل واألساسية تتمثل يف تنقية وغربلة املعلومات اليت حصل عليها‪ ,‬وذلك بواسطة الطرق‬
‫التالية‪:‬‬
‫ـ إعطاء األولوية للمصادر األصلية املباشرة وتقدميها على غريها من املراجع الثانوية وغري املباشرة‪,‬‬
‫واليت تعتمد أساسا على املصادر‪.‬‬
‫ـ الرتكيز على املصادر واملراجع األكثر حداثة‪ :‬سواء يف إحصاءاهتا وأرقامها‪ ,‬أو توثيقها أو صياغة‬
‫نظرياهتا‪.‬‬
‫ـ حذف واستبعاد املراجع أو املعلومات املكررة الركيكة‪ :‬والضعيفة واملنقولة عن مصادر متوفرة‪,‬‬
‫حرصا على دقة وقوة ومصداقية املعلومات‪ ,‬واحتياطا لتوثيقها باعتمادها على أمهات الكتب‬
‫واملصادر‪.‬‬
‫ـ البعد عن املعلومات غري العلمية‪ :‬واملستندة إىل تعصب أو حتيز لفكر معني أو مذهب معني‪ ,‬أو‬
‫‪51‬‬
‫قائمة على العاطفة واحلماس بعيدا عن املوضوعية اجملردة‪.‬‬
‫ـ استبعاد املعلومات اليت تتعارض مع احلقائق العلمية‪ :‬ختلصا وبعدا عن بلبلة األفكار والتكهنات‪,‬‬
‫وكل األمور اليت تغاير الدراسات العلمية‪.‬‬
‫ـ احلرص على استبعاد املعلومات اليت ال تتعلق وبصفة مباشرة مبوضوع البحث‪ :‬تالفيا للتشعب‬
‫والتوسع‪ ,‬وجتنب االستطراد‪ ,‬وتوفري الوقت واجلهد‪.‬‬
‫ـ تركيز الباحث على مصادر املعلومات الدولية األكثر واألدق توثيقا ومصداقية ما أمكن ذلك‪,‬‬
‫مثل مصادر ونشرات األمم املتحدة‪ ,‬مع األخذ بعني االعتبار أن املص در الدولية حيشد هلا أفضل‬
‫العلماء وأكثرهم ختصصا‪.‬‬
‫أساليب ختزين املعلومات‪:‬‬
‫أما بالنسبة جلمع وختزين املعلومات‪ ,‬فهناك أسلوبان أساسيان مها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أسلوب البطاقات‪:‬‬
‫ويعتمد على إعداد بطاقات صغرية احلجم أو متوسطة‪ ,‬مث ترتب على حسب أجزاء وأقسام‬
‫وعناوين البحث‪ ,‬ويشرتط أن تكون متساوية احلجم‪ ,‬جمهزة للكتابة فيها على وجه واحد فقط‪,‬‬
‫وتوضع البطاقات املتجانسة من حيث عنواهنا الرئيس يف ظرف واحد خاص‪.‬‬
‫وجيب أن تكتب يف البطاقة كافة املعلومات املتعلقة بالوثيقة أو املصدر أو املرجع الذي نقلت منه‬
‫املعلومات‪ ,‬مثل اسم املؤلف‪ ,‬العنوان‪ ,‬بلد ودار اإلصدار والنشر‪ ,‬رقم الطبعة‪ ,‬تارخيها‪ ,‬ورقم‬
‫الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أسلوب الملفات‪:‬‬
‫يتكون امللف من عالف مسيك ومعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة‪ ,‬يقوم الباحث بتقسيم امللف‬
‫أو امللفات على حسب خطة تقسيم البحث املعتمدة‪ ,‬مع ترك فراغات الحتماالت اإلضافة‬
‫وتسجيل معلومات مستجدة‪ ,‬أو احتماالت التغيري والتعديل‪.‬‬
‫ويتميز أسلوب امللفات مبجموعة من امليزات منها‪:‬‬
‫ـ السيطرة الكاملة على معلومات املوضوع من حيث احليز‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫ـ ضمان حفظ املعلومات املدونة وعدم تعرضها للضياع‪.‬‬
‫ـ املرونة‪ ,‬حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغري أو يضيف يف املعلومات‪.‬‬
‫ـ سهولة املراجعة واملتابعة من طرف الباحث‪ ,‬ملا مت مجعه من املعلومات‪.‬‬
‫هذان مها األسلوبان األساسيان يف اجلمع والتخزين‪ ,‬ويوجد أسلوب التصوير كأسلوب استثنائي‬
‫جدا‪ ,‬حيث ينحصر استعماله يف الوثائق اليت تتضمن معلومات قيمة وهامة جدا‪.‬‬
‫قواعد تسجيل املعلومات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حتمية الدقة والتعمق يف فهم حمتويات الوثائق‪ ,‬واحلرص واليقظة يف التقاط وتسجيل األفكار‬
‫واملعلومات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط مبوضوع البحث‪ ,‬ويرتك ما كان حشوا ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ جيب احرتام منطق تصنيف وترتيب البطاقات أو امللفات املستخدمة يف مجع وختزين املعلومات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ احرتام التسلسل املنطقي بني املعلومات واحلقائق واألفكار‪.‬‬
‫هذه مرحلة اجلمع والتخزين وتليها مرحلة التحرير والصياغة‪.‬‬
‫املرحلة السادسة مرحلة الكتابة‪:‬‬
‫بعد مراحل اختيار املوضوع‪ ,‬مجع الوثائق واملصادر واملراجع‪ ,‬القراءة والتفكري والتأمل يف تقسيم‬
‫البحث ومرحلة مجع وختزين املعلومات‪ ,‬تأيت املرحلة األخرية والنهائية وهي مرحلة صياغة وكتابة‬
‫البحث يف صورته النهائية‪.‬‬
‫وتتجسد عملية كتابة البحث العلمي يف صياغة وحترير نتائج الدراسة‪ ,‬وذلك وفقا لقواعد‬
‫وأساليب منهجية علمية ومنطقية دقيقة‪ ,‬وإخراجه وإعالمه بصورة واضحة وجيدة للقارئ‪ ,‬هبدف‬
‫إقناعه مبضمون البحث العلمي املعد‪.‬‬
‫فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا معينة وحمددة‪ ,‬وتتكون من جمموعة من املقدمات والدعائم جيب على‬
‫الباحث احرتامها وااللتزام هبا أثناء مرحلة الكتابة‪ ,‬ولبيان ذلك جيب التطرق إىل نقطتني أساسيتني‬
‫مها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أهداف كتابة البحث العلمي‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫أ ـ إعالن وإعالم نتائج البحث‪ :‬إن اهلدف األساس واجلوهري من عملية الكتابة هو إعالم القارئ‬
‫بطريقة علمية منهجية ودقيقة عن جمهودات وكيفيات إعداد البحث وإجنازه‪ ,‬وإعالن النتائج‬
‫العلمية اليت توصل إليها الباحث‪.‬‬
‫فكتابة البحث العلمي ال تستهدف التشويق أو املتعة األدبية أو اجلمالية واألخالقية كما تفعل‬
‫الروايات والقصص واملسرحيات مثال‪ ,‬بل تستهدف حتقيق عملية إعالم القارئ مبجهدات البحث‬
‫وإعالن النتائج‪.‬‬
‫ب ـ عرض وإعالن أفكار الباحث وآرائه‪ :‬مدعمة باألسانيد واحلجج املنطقية‪ ,‬وذلك بصورة‬
‫منهجية ودقيقة وواضحة‪ ,‬إلبراز شخصية الباحث وإبداعه العلمي اجلديد يف املوضوع حمل‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ج ـ اكتشاف النظريات والقوانني العلمية‪ :‬وذلك عن طريق املالحظة العلمية ووضع الفرضيات‬
‫العلمية املختلفة‪ ,‬ودراستها وحتليلها وتقييمها‪ ,‬هبدف استخراج نظريات جديدة‪ ,‬أو قوانني علمية‬
‫حول موضوع الدراسة وإعالهنا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مقومات كتابة البحث العلمي‪:‬‬
‫من أهم مقومات كتابة البحث العلمي‪:‬‬
‫أ ـ تحديد واعتماد منهج البحث ( أو مناهج البحث ) وتطبيقه في الدراسة‪ :‬مقوم جوهري‬
‫وحيوي يف كتابة البحث‪ ,‬حيث يسري الباحث ويتنقل بطريقة علمية منهجية‪ ,‬يف ترتيب وحتليل‬
‫وتركيب وتفسري األفكار واحلقائق‪ ,‬حىت يصل إىل النتائج العلمية لبحثه بطريقة مضمونة‪.‬‬
‫يؤدي تطبيق املنهج بدقة وصرامة إىل إضفاء الدقة والوضوح والعلمية واملوضوعية على عملية‬
‫الصياغة والتحرير‪ ,‬ويوفر ضمانات السري املتناسق واملنظم هلا‪.‬‬
‫ب ـ األسلوب العلمي والمنهجي الجيد‪:‬‬
‫األسلوب يف البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر واخلصائص حىت يكون أسلوبا علميا مفيدا‬
‫وداال‪ ,‬مثل‪:‬‬
‫ـ سالمة اللغة‪ ,‬وفنيتها وسالمتها ووضوحها‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ـ اإلجياز والرتكيز الدال واملفيد‪.‬‬
‫ـ عدم التكرار‪.‬‬
‫ـ القدرة على تنظيم املعلومات واألفكار‪ ,‬وعرضها بطريقة منطقية‪.‬‬
‫ـ الدقة والوضوح والتحديد والبعد عن الغموض واإلطناب والعمومية‪.‬‬
‫ـ تدعيم األفكار بأكرب وأقوى األدلة املناسبة‪.‬‬
‫ـ التماسك والتسلسل بني أجزاء وفروع وعناصر املوضوع‪.‬‬
‫ـ قوة وجودة الربط يف عملية االنتقال من كلمة إىل أخرى ومن فقرة إىل أخرى‪.‬‬
‫هذه بعض عناصر وخصائص األسلوب العلمي اجليد الالزم لصياغة البحوث العلمية وكتابتها‪.‬‬
‫ج ـ احترام قانون االقتباس وقانون اإلسناد والتوثيق‪ :‬توجد جمموعة من الضوابط والقواعد‬
‫املنهجية‪ ,‬جيب على الباحث العلمي احرتامها والتقيد هبا عند القيام بعملية االقتباس‪:‬‬
‫ـ الدقة والفطنة يف فهم القواعد واألحكام والفرضيات العلمية وآراء الغري املراد اقتباسها‪.‬‬
‫ـ عدم التسليم واالعتقاد بأن األحكام واآلراء اليت يراد اقتباسها هي حجج ومسلمات مطلقة‬
‫وهنائية‪ ,‬بل جيب اعتبارها دائما أهنا جمرد فرضيات قابلة للتحليل واملناقشة والنقد‪.‬‬
‫ـ الدقة واجلدية واملوضوعية يف اختيار ما يقتبس منه‪ ,‬وما يقتبس‪ ,‬جيب اختيار العينات اجلديرة‬
‫باالقتباس يف البحوث العلمية‪.‬‬
‫ـ جتنب األخطاء واهلفوات يف عملية النقل واالقتباس‪.‬‬
‫ـ حسن االنسجام والتوافق بني املقتبس وبني ما يتصل به‪ ,‬وحتاشي التنافر والتعارض وعدم‬
‫االنسجام بني العينات املقتبسة وسياق املوضوع‪,‬‬
‫ـ عدم املبالغة والتطويل يف االقتباس‪ ,‬واحلد األقصى املتفق هو أال يتجاوز االقتباس احلريف املباشر‬
‫على ستة أسطر‪.‬‬
‫ـ عدم ذوبان شخصية الباحث العلمية بني ثنايا االقتباسات‪ ,‬بل البد من تأكيد وجود شخصية‬
‫الباحث أثناء عملية االقتباس‪ ,‬عن طريق دقة وحسن االقتباس‪ ,‬والتقدمي والتعليق والنقد والتقييم‬
‫للعينات املقتبسة‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫د ـ األمانة العلمية‪:‬‬
‫تتجلى األمانة العلمية لدى الباحث يف عدم نسبة أفكار الغري وآرائهم إىل نفسه‪ ,‬ويف االقتباس اجليد‬
‫واإلسناد لكل رأي أو فكرة أو معلومة إىل صاحبها األصلي‪ ,‬وبيان مكان وجودها بدقة وعناية يف‬
‫املصادر واملراجع املعتمدة‪.‬‬
‫وعلى الباحث التقيد بأخالقيات وقواعد األمانة العلمية‪:‬‬
‫ـ الدقة الكاملة والعناية يف فهم أفكار اآلخرين ونقلها‪.‬‬
‫ـ الرجوع واالعتماد الدائم على الوثائق األصلية‪.‬‬
‫ـ االحرتام الكامل وااللتزام التام بقواعد اإلسناد واالقتباس وتوثيق اهلوامش السالفة الذكر‪.‬‬
‫ـ االعتداد بالشخصية واحرتام الذات واملكانة العلمية من طرف الباحث‪.‬‬
‫وكلما تقيد بقواعد األمانة العلمية‪ ,‬كلما ازدادت شخصيته العلمية قوة وأصالة‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫قرار رقم‪ 933 :‬مؤرخ يف ‪:‬‬
‫حيدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‬
‫ان وزير التعليم والبحث العلمي‬
‫مبقتضى األمر رقم‪ 05-03‬مؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل عام ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يوليو عام‬
‫‪ ،2003‬املتعلق حبقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة‪.‬‬
‫ومبقتضى األمر رقم ‪ 03-06‬مؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل عام ‪ 1427‬املوافق ‪ 15‬يوليو سنة‬
‫‪ 2006‬واملتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم رقم ‪ 215-17‬املؤرخ يف ‪ 04‬رجب عام ‪ 1391‬املوافق ‪ 25‬غشت سنة‬
‫‪ 1971‬واملتضمن تنظيم الدروس الطبية‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ومبقتضى املرسوم الرئاسي رقم ‪ 125-15‬املؤرخ يف ‪ 25‬رجب عام ‪ 1436‬املوافق ‪ 14‬مايو‬
‫سنة ‪ 2015‬واملتضمن رقم ‪ 125-15‬املؤرخ يف ‪ 25‬رجب عام ‪ 1436‬املوافق ‪ 14‬مايو سنة‬
‫‪ 2015‬واملتضمن تعيني أعضاء احلكومة‪ ،‬املعدل‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 254-98‬املؤرخ يف ‪ 24‬ربيع الثاين عام ‪ 1419‬املوافق ‪17‬‬
‫غشت سنة ‪ 1998‬املتعلق بالتكوين يف الدكتوراه وما بعد التدرج املتخصص والتأهيل اجلامعي‪،‬‬
‫املعدل واملتمم‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 279-03‬املؤرخ يف ‪ 24‬مجادى الثانية عام ‪ 1424‬املوافق ‪23‬‬
‫غشت سنة ‪ 2003‬الذي حيدد مهام اجلامعة والقواعد اخلاصة بتنظيمها وسريها‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 299-05‬املؤرخ يف ‪ 11‬رجب عام ‪ 1426‬املوافق ‪ 16‬غشت‬
‫سنة ‪ 2005‬حيد مهام املركز اجلامعي والقواعد اخلاصة بتنظيمه وسريه‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 129-08‬املؤرخ يف ‪ 27‬ربيع الثاين عام ‪ 1429‬املوافق ‪ 3‬مايو‬
‫سنة ‪ 2008‬واملتضمن القانون األساسي اخلاص باألستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 130-08‬املؤرخ يف ‪ 27‬ربيع الثاين عام ‪ 1429‬املوافق ‪ 3‬مايو‬
‫سنة ‪ 2008‬واملتضمن القانون األساسي اخلاص باألستاذ الباحث‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 131-08‬املؤرخ يف ‪ 17‬شعبان عام ‪1429‬املوافق ‪198‬‬
‫غشت سنة ‪ 2008‬واملتضمن نظام الدراسات للحصول على شهادة الليسانس وشهادة املاسرت‬
‫وشهادة الدكتوراه‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذ رقم ‪ 77-1-13‬املؤرخ يف ‪ 18‬ربيع األول عام ‪ 1434‬املوافق ‪30‬‬
‫يناير سنة ‪ 2013‬الذي حيدد صالحيات وزير التعليم العايل والبحث العلمي‪.‬‬
‫ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 176-16‬املؤرخ يف ‪ 9‬رمضان عام ‪ 1437‬املوافق ‪ 14‬يونيو‬
‫سنة ‪ 2016‬الذي حيدد القانون األساسي النموذجي للمدرسة العليا‪.‬‬
‫ومبقتضى القرار رقم ‪ 326‬املؤرخ يف ‪ 9‬جوان سنة ‪ 2014‬الذي حيدد كيفيات إعداد ومناقشة‬
‫مذكرة املاسرت ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫ومبقتضى القرار رقم ‪ 371‬املؤرخ يف ‪ 11‬جوان سنة ‪ 2014‬واملتضمن إحداث اجملالس التأديبية‬
‫يف مؤسسات التعليم العايل وحيدد تشكيلها وسريها‪.‬‬
‫ومبقتضى القرار رقم ‪547‬املؤرخ يف ‪ 02‬جوان ‪ 2016‬الذي حيدد كيفيات تنظيم التكوين يف‬
‫الطور الثالث وشروط إعداد أطروحة الدكتوراه ومناقشتها‪.‬‬
‫يقرر ما يأيت ‪:‬‬
‫الفصل األول‬
‫أحكام عامة‬
‫املادة األوىل‪ :‬هبدف هذا القرار إىل حتديد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬
‫املادة ‪ :02‬يقصد مبفهوم هذا القرار‪ ،‬ما يأيت‪:‬‬
‫املؤسسة‪ :‬اجلامعة وملحقاهتا ‪ ،‬املركز اجلامعي ‪ ،‬املدرسة العليا‪ ،‬مركز البحث وملحقاته‪.‬‬
‫مسؤول املؤسسة‪ :‬مدير اجلامعة‪ ،‬مدير املركز البحث‪.‬‬
‫وحدة التعليم والبحث‪ :‬الكلية املعهد باجلامعة‪ ،‬مدير املعهد باملركز اجلامعي ‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬وحدة التعليم والبحث‪.‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫تعريف السرقة العلمية‬
‫املادة ‪ :3‬تعترب سرقة علمية مبفهوم هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو‬
‫األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم لو كل من يشارك يف عمل ثابت لالنتحال‬
‫وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية املطالب هبا أو يف أي منشورات علمية أو بيداغوجية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وهلذا الغرض‪ ،‬تعترب سرقة علمية ما يأيت‪:‬‬
‫اقتباس كلي جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو‬
‫جمالت أو دراسات أو تقارير أو من الكرتونية أو إعادة صياغتها دون ذكر مصدرها وأصحاهبا‬
‫األصليني‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بني شولني ودون ذكر مصدرها وأصحاهبا األصليني ‪.‬‬
‫اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بني شولتني ودون ذكر مصدرها وأصحاهبا األصليني‪.‬‬
‫استعمال معطيات خاصة دون حتديد مصدرها وأصحاهبا األصليني‪.‬‬
‫استعمال برهان أو استدالل معني دون ذكر مصدره وأصحابه األصليني‬
‫نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أجنز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمال شخصيا‪.‬‬
‫استعمال إنتاج فين معني أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو‬
‫خمططات يف نص أو مقال دون اإلشارة إىل مصدرها وأصحاهبا األصليني‪.‬‬
‫الرتمجة من إحدى اللغات إىل اللغة اليت يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث‬
‫االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر املرتجم واملصدر‪.‬‬
‫قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر‬
‫بإدراج امسه يف حبث أو أي عمل دون املشاركة يف إعداده‪.‬‬
‫قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث أخر مل يشارك يف اجناز العمل بإذنه أو دون إذنه بغرض‬
‫املساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪.‬‬
‫قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي او الباحث الدائم أو أي شخص آخر‬
‫بتكليف الطلبة أو أطراف أخرى باجناز أعمال عملية من اجل تننيها يف مشروع حبث أو اجناز‬
‫كتاب علمي او مطبوعة بيداغوجية او تقرير علمي‪.‬‬
‫استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص‬
‫آخر أعمال الطلبة ومذكراهتم كمداخالت يف امللقيات الوطنية والدولية أو لنشر مقاالت علمية‬
‫باجملالت والدوريات‪.‬‬
‫إدراج أمساء خرباء وحمكمني كأعضاء يف اللجان العلمية للمتقيات الوطنية أو الدولية يف اجملالت‬
‫والدوريات منا جل كسب املصداقية دون علم وموافقة وتعهد كتايب من قبل أصحاهبا أو دون‬
‫مشاركتهم الفعلية يف أعماهلا‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪59‬‬
‫تدابري الوقاية من السرقة العلمية‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫تدابير التحسس والتوعية‪:‬‬
‫املادة‪ :4‬تلزم مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي باختاذ تدابري حتسيس وتوعية ختص السيما‪:‬‬
‫تنظيم دورات تدريبية لفائدة الطلبة واألساتذة والباحثني الدائمني حول قواعد التوثيق العلمي‬
‫وكيفية جتنب السرقات العلمية‪.‬‬
‫تنظيم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثني والباحثني الدائمني الذين حيضرون‬
‫أطروحات الدكتوراه‪.‬‬
‫إدراج مقياس أخالقيات البحث العلمي والتوثيق يف كل أطوار التكوين العايل‪.‬‬
‫إعداد أدلة إعالمية تدعيمية حول مناهج التوثيق وجتنب السرقات العلمية يف البحث العلمي‪.‬‬
‫إدراج عبارة التعهد بااللتزام بالنزاهة والتذكري باإلجراءات القانونية يف حالة ثبوت السرقة العلمية‬
‫يف بطاقة الطالب وطيلة مساره اجلامعي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تنظيم تأطري التكوين يف الدكتوراه ونشاطات البحث العلمي‬
‫املادة‪ :5‬مع مرعاة األحكام التنظيمية املتعلقة بالتكوين يف الدكتوراه وتنظيم نشاطات البحث تتوىل‬
‫اجملالس العلمية يف مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي‪ ،‬ما يأيت‪:‬‬
‫مع مراعاة قدرات التأطري يف املؤسسة ‪ ،‬حتديد عدد مذكرات املاسرت وأطروحات الدكتوراه اليت‬
‫ميكن اإلشراف عليها من قبل أستاذ باحث أو باحث مؤهل‪ ،‬كما يأيت‪:‬‬
‫ستة (‪ )6‬أطروحات ومذكرات يف ميدان العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫تسعة(‪ )9‬أطروحات ومذكرات يف ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬
‫احرتام ختصص كل أستاذ باحث أو باحث دائم عند تكليفهم باإلشراف على نشاطات وأعمال‬
‫البحث‪.‬‬
‫تشكيل جلان املناقشة واخلربة العلمية من بني الكفاءات املختصة يف ميداهنا العلمي السيما بالنسبة‬
‫لألطروحات‪ ،‬املذكرات‪ ،‬مشاريع البحث‪ ،‬املقاالت‪ ،‬املطبوعات البيداغوجية‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫اختبار موضوعات مذكرات التخرج ومذكرات املاسرت وأطروحات الدكتوراه استنادا إىل قاعدة‬
‫بيانات بعناوين املذكرات واألطروحات وموضوعاهتا اليت مت تناوهلا من قبل من اجل جتنب عمليات‬
‫النقل من االنرتنيت والسرقة العلمية‪.‬‬
‫إلزام طلب الدكتوراه باإلمضاء على ميثاق األطروحة‪.‬‬
‫إلزام الطالب واألستاذ الباحث الدائم بتقدمي تقرير سنوي عن حالة تقدمي أعمال البحث أمام‬
‫اهليئات العلمية من اجل املتابعة والتقييم حسب الكيفيات املنصوص عليها يف التنظيم الساري‬
‫املفعول‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تدابري الرقابة‬
‫املادة‪ :6‬تلزم مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث باختاذ تدابري الرقابة التالية‪:‬‬
‫تأسيس على مستوى موقع كل مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي‪ ،‬قاعدة بيانات لكل‬
‫األعمال املنجزة من قبل الطلبة واألساتذة الباحثني االستشفائيني اجلامعيني والباحثني الدائمني‪،‬‬
‫يشمل السيما‪ ،‬مذكرات التخرج ومذكرات املاسرت واملاجيستري وأطروحات الدكتوراه‪ ،‬تقارير‬
‫الرتبصات امليدانية‪ ،‬مشاريع البحث واملطبوعات البيداغوجية‪.‬‬
‫تأسيس لدى كل مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث‪ ،‬قاعدة بيانات رقمية ألمساء‬
‫األساتذة الباحثني واألساتذة االستشفائيني اجلامعيني والباحثني الدائمني حسب شعبهم وختصصاهتم‬
‫وسريهتم الذاتية وجماالت اهتماماهتم العلمية والبحثية لالستعانة خبربهتم من اجل تقييم أعمال‬
‫وأنشطة البحث العلمي‪.‬‬
‫شراء حقوق استعمال مربجمات معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية بالعربية واللغات األجنبية أو‬
‫استعمال الربجميات اجملانية املتوفرة يف شبكة االنرتنيت وغريها من الربجميات املتوفرة أو إنشاء مربمج‬
‫معلومايت جزائري كاشف للسرقة العلمية‪.‬‬
‫املادة ‪ :8‬حيدث لدى كل مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث جملس لآلداب وأخالقيات‬
‫املهنة اجلامعة‪ ،‬ويسمى " جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة"‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫املادة ‪ :9‬يتشكل جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة من عشرة (‪ )10‬أعضاء من‬
‫خمتلف التخصصات‪ ،‬وفق املعايري اآلتية‪:‬‬
‫النزاهة العلمية‪.‬‬
‫عدم التعرض ألية عقوبة تأديبية تتعلق بأخالقيات املهنة وآداهبا‪.‬‬
‫السرية األكادميية والعلمية‬
‫االنتماء لذوي الرتب العليا يف املؤسسة ‪.‬‬
‫التعهد الكتايب بااللتزام بقواعد النزاهة والسرية واملوضوعية واإلنصاف يف العمل‪.‬‬
‫املادة ‪ :10‬يتم احتيار أعضاء جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة من قبل جملس‬
‫آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية احملدث مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 180-04‬املؤرخ يف ‪5‬‬
‫مجادى األوىل عام ‪ 1425‬املوافق ‪ 23‬يونيو سنة ‪ ،2004‬واملذكور أعاله‪ ،‬من بني األساتذة‬
‫الباحثني واألساتذة الباحثني االستشفائيني والباحثني الدائمني يف حالة نشاط بوحدة التعليم‬
‫والبحث أو مؤسسة البحث‪.‬‬
‫املادة‪ :11‬يرأس جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة شخصية علمية ذي مسعة مؤكدة‬
‫يعينه الوزير املكلف بالتعليم العايل من بني األساتذة الباحثني أو األساتذة الباحثني االستشفائيني‬
‫اجلامعيني والباحثني الدائمني‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬من خمتلف التخصصات من ذوي أعلى رتبة الذين هم‬
‫يف حالة نشاط باملؤسسة بناء على اقرتاح جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية احملدث مبوجب‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 180-04‬املؤرخ يف ‪ 5‬مجادى األوىل عام ‪ 1425‬املوافق ‪ 23‬يونيو سنة‬
‫‪ ،2004‬واملذكور أعاله‪.‬‬
‫املادة ‪ :12‬عهدة أعضاء جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة أربع(‪ )04‬سنوات قابلة‬
‫للتجديد مرة واحة فقط‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬املهام‬

‫‪62‬‬
‫املادة ‪ :13‬عالوة على املهام املذكورة يف املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 180-04‬املؤرخ يف‬
‫‪ 5‬مجادى األوىل عام ‪ 1425‬املوافق ‪ 23‬يونيو سنة ‪ ،2004‬واملذكور أعاله‪ ،‬يكلف جملس آداب‬
‫وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة مبا يأيت‪:‬‬
‫دراسة كل إخطار بالسرقة العلمية واجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشاهنا ‪.‬‬
‫تقدير درجة عدم االلتزام بقواعد األخالقيات املهنية والنزاهة العلمية لكل حالة تعرض عليه ‪.‬‬
‫تقدير درجة الضرر الالحق بسمعة املؤسسة وهيئاهتا العلمية‪.‬‬
‫إحالة كل حالة تتعلق بالسرقة العلمية على اجلهات اإلدارية املختصة يف املؤسسة ‪ ،‬مشفوعة بتقرير‬
‫يبني حاالت االنتحال والسرقة العلمية يف العمل موضوع اإلحالة‪.‬‬
‫املادة‪ :14‬ميكن آداب وأخالقيات املهنية اجلامعي للمؤسسة االستعانة بأي شخص أو جلنة‬
‫متخصصة ميكنها أن تساعد يف أعماله‪.‬‬
‫املادة‪ :15‬يعد جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة حصيلة سنوية عن نشاطاته‬
‫ويرسلها مرفقة بتوصياته إىل مسؤول املؤسسة‪.‬‬
‫الفصل اخلامس‬
‫إجراءات النظر يف اإلخطار بالسرقة العلمية ومعاقبتها‬
‫الفرع األول‬
‫اإلجراءات اخلاصة بالطلب‬
‫املادة ‪ :16‬يبلغ كل أخطار من أي شخص كان بوقوع سرقة علمية كما هي حمددة يف املاد‪ 3‬من‬
‫هذا القرار ترتكب من طرف الطالب‪ ،‬بتقرير كتايب مفصل مرفق بالوثائق واألدلة املادية املثبة يسلم‬
‫إىل مسؤول وحدة التعليم والبحث‪.‬‬
‫حييل مسؤول وحدة التعليم والبحث التقرير املذكور أعاله فورا جمللس آداب وأخالقيات املهنة‬
‫اجلامعية للمؤسسة من اجل إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشأهنا‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫املادة ‪ :17‬يقدم جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية ملؤسسة تقريره النهائي ملسؤول وحدة‬
‫التعليم والبحث بعد إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة‪ ،‬يف اجل ال يتعدى مخسة عشر (‪)15‬‬
‫يوما ابتداء من تاريخ أخطاره بالواقعة‪.‬‬
‫املادة ‪ :18‬عندما يتضمن تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنية اجلامعية للمؤسسة تبوث السرقة‬
‫العلمية‪ ،‬حييل مسؤول وحدة التعليم والبحث امللف على جملس تأديب الوحدة‪.‬‬
‫املادة‪ : 19‬يعلم مسؤول وحدة التعليم والبحث الطالب املتهم بالسرقة العلمية كتابيا بالوقائع‬
‫املنسوبة إليه واألدلة املادية الثبوتية مرفقا مبقرر اإلحالة على جملس التأديب وتاريخ ومكان انعقاد‬
‫خالل اآلجال املنصوص عليها يف التنظيم الساري املفعول‪.‬‬
‫املادة‪ :20‬جيتمع جملس تأديب وحدة التعليم والبحث يف اآلجال املنصوص عليها يف التنظيم‬
‫املعمول به للفصل يف الوقائع املعروضة عليه‪.‬‬
‫املادة‪ :21‬يستمع أعضاء جملس تأديب وحدة التعليم‪ ،‬للتقرير الذي يقدمه احد أعضاء جملس آداب‬
‫وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة الذي جيب أن يتضمن الوقائع املنسوبة للطالب واألدلة اليت‬
‫مسحت بالتأكيد من صحة وقوع السرقة العلمية مث يستمع للطالب املتهم من اجل تقدمي دفوعه‪.‬‬
‫املادة ‪:22‬جيب على الطالب املتهم الذي حيال على جملس التأديب املثول شخصيا ‪.‬‬
‫ميكن الطالب املتهم إحضار أي شخص ملرافقته يف الدفاع عن نفسه‪ ،‬وهلذا الغرض يتعني عليه‬
‫إخطار مسؤول وحدة التعليم والبحث كتابة باألشخاص الذين يرفقونه يف الدفاع عن نفسه قبل‬
‫انعقاد جملس التأديب بثالثة أيام على األقل‪.‬‬
‫إذا تغري حضور الطالب املتهم ألسباب مربرة ميكن أن يلتمس كتابة من مسؤول وحدة التعليم‬
‫والبحث متثيله من قبل كدافعه وان يقدم مالحظاته ودفوعه كتابة‪ ،‬قبل انعقاد جملس التأديب بثالثة‬
‫(‪ )3‬أيام‪.‬‬
‫املادة‪ :23‬يتعني على جملس التأديب أن يسجل يف حمضر االستماع الوقائع املنسوبة للطالب املتهم‬
‫كما هي حمددة يف تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة إضافة ملالحظات‬
‫ودفوع الطالب املتهم‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫املادة ‪ :24‬يفصل جملس التأديب وحدة التعليم والبحث‪ ،‬يف الوقائع املنسوبة للطالب املتهم خالل‬
‫اآلجال احملددة يف التنظيم املعمول به‪.‬‬
‫املادة ‪ : 25‬ميكن الطالب الطعن يف القرار الذي يتخذه جملس تأديب وحدة التعليم والبحث أمام‬
‫جملس تأديب املؤسسة طبقا ألحكام القرار رقم ‪ 371‬املؤرخ يف ‪ 11‬جوان ‪ ،2014‬واملذكور‬
‫أعاله‪.‬‬
‫الفرع الثاين‬
‫اإلجراءات اخلاصة باألستاذ الباحث‬
‫األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي والباحث الدائم‬
‫املادة ‪ :26‬يبلغ كل أخطار من أي شخص كان بوقوع سرقة علمية كما هي حمددة يف املادة ‪3‬‬
‫من هذا القرار ترتكب من طرف األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو‬
‫الباحث الدائم بتقرير كتايب مفصل مرفق بالوثائق واألدلة املادية املثبتة يسلم إىل مسؤول وحدة‬
‫التعليم والبحث‪.‬‬
‫حييل مسؤول وحدة التعليم والبحث التقرير املذكور أعاله فورا جمللس آداب وأخالقيات املهنة‬
‫اجلامعية للمؤسسة من اجل إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشأهنا‪.‬‬
‫املادة ‪ :27‬يقدم جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة تقريره النهائي ملسؤول املؤسسة‬
‫بعد اجراء التحقيقات والتحريات الالزمة يف اجل ال يتعدى مخسة عشر(‪ )15‬يوما ابتداء من‬
‫تاريخ اخطاره بواقعة العلمية‪.‬‬
‫املادة ‪ :28‬عندما يتضمن تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة تأكيد وقوع‬
‫السرقة العلمية‪ ،‬يتوىل مدير املؤسسة إخطار اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء يف اآلجال احملددة يف‬
‫املادة ‪166‬من األمر رقم ‪ 03-06‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل عام ‪1427‬املوافق ‪ 15‬يوليو‬
‫سنة ‪ ،2006‬واملذكور أعاله‪.‬‬
‫املادة ‪ :29‬حيق لألستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أن يبلغ‬
‫كتابيا باألخطاء املنسوبة إليه وان يطلع على كامل ملفه التأدييب وان يبلغ بتاريخ مثوله أمام اللجة‬
‫‪65‬‬
‫اإلدارية املتساوية األعضاء بالربيد املوصى عليه مع وصل استالم‪ ،‬يف اجل مخسة عشر (‪ )15‬يوما‬
‫ابتداء من تاريخ حتريك الدعوى التأديبية‪.‬‬
‫املادة‪ : 30‬تستمع اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء للتقرير الذي يقدمه احد أعضاء جملس آداب‬
‫وأخالقيات اجلامعية للمؤسسة الذي جيب أن يتضمن الوقائع املنسوبة واألدلة اليت مسحت بالتأكيد‬
‫من صحة وقوع السرقة العلمية مث تستمع للطرف املتهم ليقدم الدفوع الالزمة حول الوقائع‬
‫املنسوبة إليه‪.‬‬
‫املادة ‪ :31‬جيب على األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم‬
‫الذي حيال على اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء املثول شخصيان ما عدى حالة القوة القاهرة‪.‬‬
‫ميكن األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم تقدمي مالحظات‬
‫كتابة أو شفوي‪ ،‬وحيق له ان يستعني مبدافع أو بأي موظف خيتاره بنفسه‪.‬‬
‫ميكن األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم يف حالة تقدميه‬
‫ملربر مقبول لغيابه أن نلتمس من اللجة اإلدارية املتساوية األعضاء املختصة‪ ،‬متثيله من قبل مدافعه‪.‬‬
‫ويف كلتا احلالتني‪ ،‬جيب أن حيضر اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء كتابة بأمساء األشخاص الذين‬
‫خيتارهم للدفاع عنه أو متثيله قبل انعقادها بثالثة (‪ )3‬أيام‪.‬‬
‫املادة ‪ :32‬يتعني على اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء أن تسجل يف حمضر االستماع الوقائع‬
‫املنسوبة للطرف املتهم كما هي حمددة يف تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة‬
‫إضافة ملالحظات ودفوع الطرف املتهم أو دفاعه‪.‬‬
‫املادة‪ :33‬يبلغ الطرف املعين بالقرار املتضمن العقوبة التأديبية يف اجل ال يتعدى مثانية (‪ )8‬أيام‬
‫ابتداء من تاريخ اختاذ القرار‪ ،‬وحيفظ يف ملفه اإلداري‪.‬‬
‫املادة‪ :34‬ميكن األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم الطعن‬
‫يف القرار الذي تتخذه اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء أمام جلنة الطعن املختصة وفق الشروط‬
‫واآلجال املنصوص عليها يف التشريع الساري املفعول‪.‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫‪66‬‬
‫العقوبات‬
‫املادة‪ : 35‬دون املساس بالعقوبات املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم املعمول هبما‪ ،‬السيما تلك‬
‫احملددة يف القرار رقم ‪371‬املؤرخ يف ‪11‬جوان ‪ ،2014‬واملذكور أعاله‪ ،‬كل تصرف يشكل‬
‫سرقة علمية مبفهوم املادة‪ 3‬من هذا القرار وله صله باألعمال العلمية والبيداغوجية املطالب هبا من‬
‫طرف الطالب يف مذكرات التخرج يف الليسانس واملاسرت واملاجستري والدكتوراه قبل أو بعد‬
‫مناقشتها يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز عليه‪.‬‬
‫املادة‪ :36‬دون املساس بالعقوبات املنصوص عليها يف األمر رقم‪ 03-06‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى‬
‫األوىل عام ‪ 1427‬املوافق ‪ 15‬يوليو سنة‪ 2006‬واملذكور أعاله‪ ،‬كل تصرف يشكل سرقة علمية‬
‫مبفهوم املادة ‪ 3‬من هذا القرار وله صلة باألعمال العلمية والبيداغوجية املطالب هبا من طرف‬
‫األستاذ الباحث‪ ،‬األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي والباحث الدائم يف النشاطات البيداغوجية‬
‫والعلمية ويف مذكرات املاجستري واطروحات الدكتوراه ومشاريع البحث األخرى أو أعمال‬
‫التأهيل اجلامعي أو أية منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى واملثبتة قانونا‪ ،‬أثناء أو بعد مناقشتها‬
‫أو نشرها أو عرضها للتقييم يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز عليه أو وقف‬
‫نشر األعمال أو سحبها من النشر‪.‬‬
‫املادة ‪ :37‬تتوقف مجيع املتابعات التأديبية ضد كل شخص لعدم كفاية األدلة أو بسبب وقائع غري‬
‫واردة يف نص املادة ‪3‬من هذا القرار‪.‬‬
‫املادة‪ :38‬طبقا ألحكام األمر رقم ‪ 05-03‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل عام ‪ 1424‬املوافق‪19‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،2003‬واملذكور أعاله‪ ،‬ميكن كل جهة متضررة من فعل ثابت للسرقة العلمية‬
‫الفصل السادس‬
‫أحكام ختامية‬
‫املاد‪ : 39‬يكلف املدير العام للتعليم والتكوين العاليني واملدير العام للبحث العلمي والتطوير‬
‫التكنولوجي ومسؤويل التعليم العايل ومؤسسات البحث كل فيما خيصه بتطبيق هذا القرار الذي‬
‫سينشر يف النشرة الرمسية للتعليم العايل والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫حرر باجلزائر‪:‬‬
‫ملحق القرار رقم‪ 933 :‬املؤرخ يف ‪:‬‬
‫الذي حيدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫مؤسسة التعليم العايل‪:‬‬
‫منودج التصريح الشريف‬
‫خاص بااللتزام بقواعد النزاهة العلمية الجناز حبث‬
‫أنا املضي أدناه‪:‬‬
‫السيد‪.................:‬الصفة‪ :‬طالب‪ ،‬أستاذ باحث‪ ،‬باحث دائم‪................:‬‬
‫احلامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم‪.................:‬والصادرة بتاريخ‪........:‬‬
‫املسجل بكلية ‪....................‬قسم‪........................................:‬‬
‫واملكلف بإجناز أعمال حبث ( مذكره التخرج‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬مذكرة ماجيستري‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه) عنواهنا‪....................................................:‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫أصرح بشريف أين التزم مبراعاة املعايري العلمية واملنهجية ومعايري األخالقيات املهنية والنزاهة‬
‫األكادميية املطلوبة يف اجناز البحث املذكور اعاله‪.‬‬

‫التاريخ‪:‬‬
‫إمضاء املعين‬

‫هـ ـ ظهور شخصية الباحث‪:‬‬


‫ويتجلى ذلك من خالل إبراز آرائه اخلاصة وأحكامه الشخصية على الوقائع واألحداث‪ ,‬وعدم‬
‫االعتماد الكلي على آراء غريه من الباحثني‪ ,‬ونقلها دون متحيص أو دراسة‪ ,‬كما تتضح لنا من‬
‫‪68‬‬
‫خالل تعليقاته‪ ,‬وحتليالته األصيلة‪ ,‬مما يضفي على عمله نوعا من التميز واخلصوصية واألصالة‪.‬‬
‫و ـ التجديد واالبتكار في موضوع البحث‪:‬‬
‫إن املطلوب دائما من البحوث العلمية أن تنتج وتقدم اجلديد‪ ,‬يف النتائج واحلقائق العلمية‪ ,‬املبينة‬
‫على أدلة وأسس علمية حقيقية‪ ,‬وذلك يف صورة فرضيات ونظريات وقوانني علمية‪.‬‬
‫وتتحقق عملية التجديد واالبتكار يف البحث العلمي عن طريق العوامل التالية‪:‬‬
‫ـ اكتشاف معلومات وحقائق جديدة‪ ,‬متعلقة مبوضوع البحث‪ ,‬مل تكن موجودة من قبل‪ ,‬وحتليلها‬
‫وتركيبها وتفسريها‪ ,‬وإعالمها يف صورة فرضية علمية‪ ,‬أو يف صورة نظرية علمية أو قانون علمي‪.‬‬
‫ـ اكتشاف معلومات وأسباب وحقائق جديدة إضافية عن املوضوع حمل الدراسة والبحث‪ ,‬تضاف‬
‫إىل املعلومات واحلقائق القدمية املتعلقة بذات املوضوع‪.‬‬
‫ـ اكتشاف أدلة وفرضيات علمية جديدة‪ ,‬باإلضافة على الفرضيات القدمية‪.‬‬
‫ـ إعادة وترتيب وتنظيم وصياغة املوضوع حمل الدراسة والبحث‪ ,‬ترتيبا وصياغة جديدة وحديثة‪,‬‬
‫بصورة تعطي للموضوع قوة وتوضيحا وعصرنة أكثر مما كان عليه من قبل‪.‬‬
‫ثبت وتوثيق املصادر واهلوامش‪:‬‬
‫تقاس مدى مصداقية وجدية البحث أساسا مبقدار عدد وتنوع املصادر واملراجع اليت استند إليها‬
‫الباحث‪ ,‬واستفاد منها بالفعل كما ونوعا‪ ,‬واألهم حداثة وتطور هذه املصادر‪.‬‬
‫وما دامت البحوث العلمية هي جمموعة من معلومات مستقاة من خمتلف الوثائق واملصادر واملراجع‬
‫بالدرجة األوىل‪ ,‬وليست مثل املقاالت العلمية واألدبية اليت تعرب عن اآلراء الشخصية لكاتبيها‪ ,‬فإنه‬
‫البد من استخدام قواعد اإلسناد وتوثيق الوثائق يف اهلوامش‪ ,‬طبقا لقواعد وأساليب املنهجية‬
‫احلديثة‪.‬‬
‫فيجب على الباحث عندما يقتبس معلومات من وثائق خمتلفة أن يضع يف هناية االقتباس رقما يف‬
‫هناية الصفحة‪ ,‬مث يعطي يف اهلامش كافة املعلومات املتعلقة هبذه الوثائق‪ ,‬مثل‪ :‬اسم املؤلف‪ ,‬عنوان‬
‫الوثيقة‪ ,‬بلد ومدينة الطبع والنشر‪ ,‬رقم الطبعة‪ ,‬تارخيها‪ ,‬رقم الصفحة اليت توجد فيها املعلومات‬
‫املقتبسة‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫ونظرا ألمهية املوضوع وصعوبته سنعاجله ببعض من التفصيل‪ ,‬ونتناوله يف ثالثة نقاط رئيسة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الهـامش‪:‬‬
‫اهلامش هو ما خيرج عن النص من إحاالت وتعاليق وشروح‪ ,‬ويعترب اهلامش مبتضمناته من أهم‬
‫أجزاء البحث‪ ,‬بل جوهره خاصة وأنه يكتب فيه ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ثبت املصادر واملراجع‪ :‬وفق ترقيمها وتعددها وتنوعها‪ ,‬كما هو متعارف عليه عند الباحثني‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إيضاح تفسري كما يرى الباحث‪ :‬سواء ملعلومة غامضة‪ ,‬أو لكوهنا غري مألوفة‪ ,‬أو مصطلح‬
‫علمي‪ ,‬وهنا ال يشرتط وضع رقم فوق أو جبانب أي إيضاح أو تفسري‪ ,‬فيكتفى بعالمة (*) يف‬
‫املنت‪ ,‬يقابلها الثبت يف اهلامش لنفس اإلشارة‪ .‬واهلدف دعم ما كتب يف املنت حول هذه اجلزئية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرتاجم‪ :‬واليت يركز عليها كثري من الباحثني‪ ,‬اعرتافا بفضل أو التذكري بسرية علم أو رائد أو‬
‫قدوة‪ ,‬أو إليضاح تطور فكر وكيف تبلور ومن أسهم فيه‪ ,‬وذكر الرتاجم تدلل على اتساع أفق‬
‫الباحث وزيادة اطالعه ودعم توثيق حبثه‪ ,‬وجتسيد أمانته العلمية ورد الفضل ألهله‪ ,‬وإبراز الرواد‬
‫من الفكر اإلنساين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية اإلسناد وتوثيق الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلسناد وتوثيق الهوامش في حالة االقتباس من المؤلفات والكتب العامة‪:‬‬
‫ـ ينقل الباحث عبارات بالنص من املصادر‪ ,‬وهذه يضعها بني قوسني‪ ,‬ويضع بعد االنتهاء منها رقم‬
‫مرجع ليوثق املصدر يف اهلامش‪ ,‬ويتم ترقيم املصادر يف منت البحث لتوثق يف اهلامش أمام نفس‬
‫الرقم‪ .‬ويتخذ الرتقيم عدة أشكال‪ ,‬الشائع والعام منها هو وضع ترقيم للمصادر لكل صفحة على‬
‫حدة وباستقاللية‪ ,‬ويلجأ بعض الباحثني لرتقيم مصادر كل فصل باستقاللية‪ ,‬حبيث يبدأ الباحث‬
‫مصادر فصله من رقم (‪ )1‬ويستمر لنهاية الفصل وفق عدد املصادر‪ ,‬فقد يصل الرقم إىل ‪ 35‬أو‬
‫‪ 45‬وهكذا‪ ,‬على أن يثبت أو يوثق مصادره أسفل الصفحة لألرقام اليت وردت يف نفس الصفحة‪,‬‬
‫ويرى بعض الباحثني ذكر التوثيق وثبت املراجع مسلسلة وفق أرقامها يف هناية الفصل‪ ,‬تالفيا‬
‫للتداخل بني املصادر‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثني ترقيم مصادر البحث وفق تسلسل مستمر من أول البحث إىل آخره‪ ,‬على أن‬
‫‪70‬‬
‫تثبت املصادر لكل رقم ما يقابله يف نفس الصفحة‪ ,‬وإن كان البعض يرى أن األدق واألفضل ثبت‬
‫املصادر كلها مسلسلة يف هناية البحث‪.‬‬
‫والتباين السابق يف كيفية الرتقيم تصح يف كل األحوال وفق رؤى الباحث وطبيعة البحث وال يعترب‬
‫من األخطاء املنهجية‪.‬‬
‫فالبد من ذكر املعلومات املتعلقة بالكتاب أو املؤلف العام‪ ,‬الذي نقلت منه أو اقتبست منه‬
‫املعلومات‪:‬‬
‫ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة‬
‫أو الصفحات‪ ,‬مثال ذلك‪:‬‬
‫يوسف جنم جربان‪ ,‬دراسات يف القانون‪ ،‬لبنان‪ ,‬بريوت‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الطبعة األوىل‪ ,1962 ,‬ص‬
‫‪ 7‬وما بعدها‪.‬‬
‫ويف حالة استخدام ذات املرجع ولنفس املؤلف‪ ,‬فإنه يكتفى بذكر املرجع على النحو التايل‪:‬‬
‫يوسف جنم جربان‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلسناد والتوثيق في حالة االقتباس من مقال منشور في مجلة دورية‪:‬‬
‫يذكر اسم الكاتب‪ ,‬عنوان املقال بني قوسني‪ ,‬اجمللة وحتتها خط‪ ,‬اسم اهليئة اليت تصدرها‪ ,‬بلد‬
‫ومدينة الطبع والنشر‪ ,‬السنة ورقم العدد‪ ,‬تاريخ ورقم الصفحة أو الصفحات‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫ـ الدكتور عمار عوابدي‪ (( ,‬عملية اختاذ القرارات اإلدارية بني علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‬
‫))‪ ,‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واإلدارية‪ ,‬العدد ‪ ,2‬جوان ‪ ,1985‬ص ‪ 454‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اإلسناد والتوثيق من أبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة‪ :‬وتكون‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫اسم الباحث‪ ،‬عنوان البحث أو الرسالة ويوضع حتته خط‪ ,‬بيان صورة البحث من حيث هو‪ ,‬هل‬
‫هو رسالة ماجستري أو دكتوراه‪ ,‬مث ذكر اسم اجلامعة أو الكلية أو املعهد اليت مت فيها إعداد ومناقشة‬
‫البحث‪ ,‬تاريخ املناقشة‪ ,‬رقم الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ في حالة االقتباس من الوثائق الرسمية‪:‬‬
‫‪71‬‬
‫ذكر اسم وجنس وفصل ونوعية الوثيقة القانونية الرمسية‪ ,‬من حيث هي‪ ,‬هل هي نص من امليثاق‬
‫الوطين‪ ,‬أو الدستور‪ ,‬أو القانون‪ ,‬أم هي حكم قضائي أو عقد أو قرار إداري‪.‬‬
‫ذكر رقم املادة أو الفقرة‪.‬‬
‫مث بيان الوثيقة العامة اليت احتوت النصوص مثل اجملموعة أو اجلريدة الرمسية‪ ,‬ويف حالة اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ,‬ال بد من ذكر السنة‪ ,‬ورقم العدد‪ ,‬تاريخ الصدور‪ ,‬رقم الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫أما يف حالة احلكم القضائي‪ ,‬فإنه جيب ذكر املعلومات التالية‪ :‬لفظ احلكم‪ ,‬اسم ودرجة احملكمة أو‬
‫اجلهة اليت أصدرته‪ ,‬تاريخ الصدور‪ ,‬رقم امللف أو القضية اليت صدر بشأهنا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يف حالة االقتباس من مطبوعات‪:‬‬
‫اسم الكتاب ـ عنوان املطبوعة ـ اجلهة اليت صدرت فيها ـ السنة اجلامعية أو تاريخ الطبع ـ رقم‬
‫الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫هذه بعض املعلومات واحلقائق املتعلقة بقواعد اإلسناد وتوثيق املعلومات‪ ,‬كمقوم من مقومات‬
‫كتابة وصياغة البحث العلمي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ثبت المصادر والمراجع‪:‬‬
‫هل هناك منط موحد وعاملي لثبت املصادر واملراجع؟ هل جيب توثيق أي مصدر أو مرجع استند‬
‫إليه الباحث؟ كيف يكون التوثيق يف حالة تعدد املؤلفني وتعدد املصادر؟ وهل يتم ثبت وتوثيق‬
‫مصدر أو مرجع بدون مؤلف أو باحث؟ وهل خيتلف ثبت املراجع وفق تنوعها من كتب‬
‫ودوريات ومؤمترات وانرتنت؟‬
‫هذا‪ ،‬وقد حدد القرار الوزاري رقم ‪ 933‬املؤرخ يف ‪28‬جويلية‪ 2016‬الصادر عن وزارة التعليم‬
‫الع ايل والبحث العلمي ح االت الس رقة العلمي ة يف املادة الثالث ة من ه‪ .‬وختتل ف كيفي ات التهميش‬
‫حسب الوثيقة املعتمد بالشكل التايل‪:‬‬
‫‪-1‬الكتب واملؤلفات‪ :‬املؤلِف‪ ،‬املؤلَف‪ ،‬اجلزء‪ ،‬الطبعة‪ ،‬دار النشر‪ ،‬بلد النشر‪ ،‬السنة‪ ،‬الصفحة‬
‫‪- 2‬املقاالت والدوريات‪ :‬املؤلف‪ ،‬عنوان املقال‪ ،‬اجمللة‪ ،‬اجلهة املصدرة هلا‪ ،‬العدد‪ ،‬السنة‪ ،‬الصفحة‪.‬‬
‫‪-3‬امللتقيات‪ :‬املؤلف‪ ،‬عنوان املداخلة‪ ،‬موضوع امللتقى‪ ،‬اجلهة املنظمة له‪ ،‬التاريخ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪-4‬الرس ائل واملذكرات‪ :‬املؤل ف‪ ،‬عن وان الرس الة او املذكرة‪ ،‬الكلي ة‪ ،‬اجلامع ة‪ ،‬املوس م اجلامعي‪،‬‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪-5‬األحك ام والق رارات القض ائية‪ :‬رقم ه‪ ،‬رقم مل ف القض ية‪ ،‬احملكم ة املص درة ل ه‪ ،‬منش ور او غ ري‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪-7‬النصوص القانونية‪ :‬نوع القانون(أمر‪/‬قانون‪/‬مرسوم)‪ ،‬رقمه يف السنة‪ ،‬تاريخ صدوره‪ ،‬حمتواه‪،‬‬
‫رقم اجلريدة الرمسية‪.‬‬
‫مواقع االنرتنت‪:‬املؤلف‪ ،‬املؤلَف‪ ،‬املوقع‪ ،‬تاريخ وساعة االطالع‪.‬‬
‫ـ ثبت مص در ملؤل ف واح د يف اهلامش أم ام ال رقم اخلاص ب ه‪ ,‬وال ذي ذك ر يف املنت كتوثي ق‬
‫للمعلومات‪ ,‬ويكون بكتابة اسم املؤلف كما هو مكتوب على غالف املصدر‪ ,‬مث يكتب شرطة ( ـ‬
‫) وبعدها يكتب عنوان البحث أو الرسالة أو الكتاب كما هو مكتوب يف املصدر‪ ,‬مث فاصلة (‪),‬‬
‫وبع دها يكتب اس م الناش ر مث فاص لة (‪ ),‬مث بل د النش ر مث فاص لة (‪),‬ويكتب بع دها س نة أو ت اريخ‬
‫النشر مث فاصلة (‪ ),‬مث يذكر رقم الصفحة أو الصفحات اليت أخذ منها مث يكتب نقطة‪ .‬مثل‪:‬‬
‫(‪ )1‬عبد الكرمي صادق بركات ـ اقتصاديات الدول العربية‪ ,‬دار اجلامعات املصرية‪ ,‬اإلسكندرية‪,‬‬
‫‪ ,1986‬ص ‪.15‬‬
‫ـ عند د عمار عوابدي‪ :‬ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ‬
‫تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة أو الصفحات‪ ,‬مثال ذلك‪:‬‬
‫يوسف جنم جربان‪ ,‬دراسات يف القانون‪ ،‬لبنان‪ ,‬بريوت‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الطبعة األوىل‪ ,1962 ,‬ص‬
‫‪ 7‬وما بعدها‪.‬‬
‫ـ وعند د حممد كامل املغريب‪ :‬الرقم ـ اللقب ـ اسم املؤلف ـ اسم العائلة ـ فاصلة ـ عنوان الكتاب ـ‬
‫فاصلة ـ رقم الطبعة ـ مكان النشر ـ اسم الناشر ـ تاريخ النشر ـ اختصار لكلمة صفحة ـ رقم الصفحة‬
‫أو الصفحات‪ ,‬مثاله‪:‬‬
‫(‪ )1‬الدكتور كامل املغريب‪ ,‬املدخل إلدارة األعمال‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬الرياض‪ ,‬مطبعة النصر‪,‬‬
‫‪ ,1978‬ص ‪.25‬‬
‫‪73‬‬
‫هذا النموذج هو شرح بسيط مع عرض بعض االمثلة اليت قد تساعد الطالب يف إخراج حبثه يف‬
‫أحسن صورة‪.‬‬
‫‪   1.‬الكتب‪:‬‬
‫‪-‬اسم املؤلف‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬دار النشر ‪ ،‬البلد ‪،‬السنة‪ ،‬الطبعة ‪ ،‬الصفحة ‪.‬‬
‫‪    2.‬الرسائل‪:‬‬
‫‪-‬إسم الباحث ‪-‬عنوان البحث ‪،‬حتديد إذا كانت رسالة ماجستري أو دكتوراه ‪،‬الكلية واجلامعة ‪،‬‬
‫البلد ‪ ،‬سنة املناقشة الصفحة‬
‫‪ .3‬المقاالت‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬من الشبكة العنكبوتية‪:‬‬
‫‪-‬اس م الب احث‪-‬عن وان املق ال أو املرج ع‪ -‬م ع ك ل املعلوم ات املت وفرة ح ول املرج ع من دار نش ر‬
‫ومدين ة نش ر وأخ ريا راب ط املنش ور على الش بكة العنكبوتي ة‪  ‬آخ ر زي ارة للموق ع يف‪ ‬‬
‫‪ 03/06/2013‬بتوقيت ‪.20:05‬‬
‫‪‌-‬ب‪ .‬من المجالت‪:‬‬
‫‪        ‬اسم صاحب املقال‪-‬عنوان املقال ‪،‬اسم اجمللة ‪،‬العدد ‪ ،‬بلد النشر التاريخ ‪،‬الصفحة‬
‫‪.4     ‬الندوات‪:‬‬
‫‪-‬د‪/‬اسم الباحث‪ -‬عنوان املداخلة ‪،‬عنوان الندوة ‪،‬البلد‪ ،‬التاريخ ‪،‬الصفحة‪.‬‬
‫‪    5.‬اإلتفاقيات‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬إذا كانت مأخوذة من كتاب‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاقي ة حق وق الطف ل‪-‬اعتم دت وعرض ت للتوقي ع والتص ديق واالنض مام مبوجب ق رار اجلمعي ة‬
‫العامة لألمم املتحدة ‪،44/25‬املؤرخ يف ‪ 20‬تشرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪،1989‬تاريخ بدء النفاذ ‪2 :‬‬
‫أيلول‪/‬سبتمرب ‪ ،1990‬وفقا للمادة ‪ .49‬متحصل عليه من‪:‬د‪/‬هيثم املناع‪-‬حقوق الطفل‪:‬الوثائق‬
‫اإلقليمي ة والدولي ة األساس ية‪،‬الطبع ة األوىل‪،‬املؤسس ة العربي ة األوروبي ة للنش ر‪،‬ب اريس‪ ،2005،‬ص‬
‫‪.26‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -‬الربوتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واستغالل األطفال يف البغاء‬
‫ويف املواد اإلباحية‪-‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام مبوجب قرار اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة ‪،263‬الدورة الرابعة واخلمسون‪،‬املؤرخ يف ‪ 25‬أيار‪/‬مايو‪، 2000‬دخل حيز النفاذ يف ‪18‬‬
‫يناير ‪. 2002‬متحصل عليه من‪:‬د‪/‬هيثم املناع‪-‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.53‬‬
‫‌ب‪   .‬إذا كانت مأخوذة من اإلنرتنت‪:‬‬
‫‪-‬االتفاقية رقم ‪  182‬بشأن حظر أسوأ أشكال العمل واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪-‬الدورة‬
‫‪ 87‬ملؤمتر العمل الدويل‪،‬جنيف ‪.01/06/1999،‬منشورة على موقع مكتبة جامعة مينيسوتا‪:‬‬
‫‪.http://www1.umn.edu/humanrts/arabic/ilo.html‬أخر زيارة للموقع‬
‫‪ 02/07/2013‬بتوقيت ‪.15:14‬‬
‫‪ -‬ال ربوتوكول اإلض ايف األول لع ام ‪ 1977‬امللح ق التفاقي ات ج نيف املربم ة يف ‪12/08/1949‬‬
‫واملتعل ق حبماي ة ض حايا النزاع ات الدولي ة املس لحة‪.‬متحص ل علي ه من موق ع منظم ة الص ليب األمحر‬
‫دويل‪:‬‬ ‫ال‬
‫‪http://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/5ntccf.htm‬‬
‫بتاريخ ‪ 04/09/2013‬بتوقيت ‪11:15‬‬
‫‪    .6‬التقارير والقرارات‪:‬‬
‫‪-‬جناة مع ا هلل جمي د‪-‬تقري ر املق ررة اخلاص ة املعني ة مبس ألة بي ع األطف ال وإس تغالل األطف ال يف املواد‬
‫اإلباحي ة‪،‬تقري ر مق دم جمللس حق وق اإلنس ان‪،‬ال دورة ‪،24/12/2012 ،22‬امللح ق رقم‬
‫‪،a/hrc/22/54‬ص…‪..‬‬
‫‪ -‬تقرير األمني العام حول جتميع املبادئ التوجيهية املتعلقة بشكل وحمتوى التقارير املطلوب تقدميها‬
‫من ال دول األط راف يف االتفاقي ات الدولي ة حلق وق اإلنس ان‪ ،‬ق راري اجلمعي ة العام ة ‪52/118‬و‬
‫‪،53/138‬يف ‪،29/05/2008‬امللحق رقم ‪، HRI/GEN/2/Rev.5‬ص ‪...‬‬

‫‪75‬‬
‫‪-‬غولن ار ش اهينيان‪-‬تقري ر املق ررة اخلاص ة املعني ة بأش كال ال رق املعاص ر مبا يف ذل ك أس بابه‬
‫وعواقب ه‪،‬ال دورة ‪،15‬جملس حق وق اإلنس ان‪ ،28/06/2010،‬امللح ق رقم‪/20/15‬‬
‫‪، hrc/a‬ص……‪..‬‬
‫‪-‬تقري ر املمثل ة اخلاص ة لألمني الع ام ملنظم ة األمم املتح دة املعنية باألطف ال وال نزاع املس لح ‪،‬ال دورة‬
‫‪ 64‬للجمعية العامة‪ ،06/08/2009 ،‬امللحق رقم‪ ، A/54/64‬ص……‪.‬‬
‫‪ -‬قرار جملس األمن رقم ‪-1261‬اجللسة رقم ‪-25/08/1999 ،4037‬امللحق رقم ‪/1261‬‬
‫‪، res/s‬ص‪.04‬منشور يف موقع مركز وثائق األمم املتحدة‪:‬‬
‫‪www.un.org/ar/documents‬آخر زيارة للموقع يف ‪ 18/09/2013‬بتوقيت‬
‫‪.13:25‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪-1612‬جلسة جملس األمن رقم ‪26/07/2005 ،5235‬امللحق رقم ‪/1612‬‬
‫‪ ،res/s‬ص‪ .03‬منشور يف موقع مركز وثائق األمم املتحدة‪:‬‬
‫‪www.un.org/ar/documents‬آخر زيارة للموقع ‪ 18/09/2013‬بتوقيت ‪.13:45‬‬
‫‪ ‬أج ــزاء البحث العلمي‪:‬‬
‫ي رتكب البحث العلمي من ع دة أج زاء وأقس ام تتكام ل يف جمموعه ا يف هيك ل بن اء البحث العلمي‬
‫املعد‪ ,‬وأجزاؤه هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العنوان‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ املقدمة‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ جذع البحث‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ اخلامتة‪:‬‬
‫‪ 5‬ـ مالحق البحث‪:‬‬
‫‪ 6‬ـ الفهرس‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العنوان‪:‬‬
‫عنوان البحث العلمي‪ ,‬هو عنوان ودليل املوضوع أو املشكلة أو الفكرة حمل الدراسة والبحث‪,‬‬
‫‪76‬‬
‫ويشتمل ويدل على كافة عناصر وأجزاء ومقدمات وتفاصيل البحث‪ ,‬بصورة واضحة دقيقة شاملة‬
‫ودالة‪.‬‬
‫خيضع اختيار العنوان لعدة ضوابط وأحكام موضوعية وشكلية ومنهجية‪ ,‬لعل أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫ـ الدقة والوضوح‪ :‬مع سهولة الفهم يف إطار حمدد‪ ,‬بعيدا عن العموميات واإلهبام وقبو التأويل‬
‫وأكثر من تفسري‪.‬‬
‫ـ اإلجياز بدون إخالل بعيدا عن اإلطالة اململة‪ :‬فال يكون خمتصرا جدا ال يوضح أبعاد املوضوع‪,‬‬
‫وال طويال فضفاضا ممال‪ ,‬حيتمل كل التفسريات والتفصيالت‪.‬‬
‫ـ أن يدل على احملتوى‪ :‬فاالسم البد أن يدل على املسمى‪ ,‬واختيار موضوع حمدد يف مسماه‪ ,‬البد‬
‫أن يعكس حمتواه يف إطار من التخصص الدقيق‪.‬‬
‫ـ احلداثة والتفرد وإثارة االهتمام‪ :‬لتميز الباحث عن غريه من الباحثني‪ ,‬ومن مث يبتعد عن األمناط‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المقــدمـة‪:‬‬
‫وهي االفتتاح العام واملدخل الرئيس والشامل والدال على آفاق موضوع البحث وجوانبه املختلفة‪,‬‬
‫وتتضمن احملاور األساسية للبحث بصورة مركزة وموجزة ومفيدة ودالة يف ذات الوقت‪ ,‬حيث‬
‫يقدم الباحث ملخصا ألفكاره واجتاه موضوع البحث من الناحية النظرية‪ ,‬وحيدد مشكلة البحث‪,‬‬
‫وأمهيتها‪ ,‬واألهداف اليت يرمي إىل حتقيقها‪ ,‬كما يشري أيضا إىل جماالت البحث والفروض اليت‬
‫وضعها لالختبار‪ ,‬واملنهج العلمي الذي اتبعه يف دراسته‪ ,‬واألدوات اليت استخدمها وكيفية‬
‫اختيارها‪ ,‬والصعوبات اليت اعرتضت طريق البحث‪ ,‬واخلطوات امليدانية اليت اختذت يف مجع البيانات‬
‫أو حتقيقها‪ .‬وتتمثل وظيفتها األساسية يف حتضري وإعداد ذهنية القارئ لفهم موضوع البحث‬
‫وقراءته‪ ,‬فهو يشكل فكرته ورأيه عن البحث بداية من حتليل املقدمة ومدى منهجيتها العلمية‪,‬‬
‫وبالتايل توضح مدى اقتناع القارئ باالستمرار أو التوقف يف قراءة البحث‪.‬‬
‫وهلذا ينصح كثري من املشرفني بأن تكتب املقدمة بعد االنتهاء من كل أجزاء البحث‪ ,‬مبا يف ذلك‬
‫اخلامتة‪ ,‬ألن هذا يتيح كافة الرؤى واآلراء أمام الباحث‪ ,‬ليضفي عناية وأمهية على املقدمة‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫ويشرتط يف املقدمة‪:‬‬
‫ـ اإلجياز ـ الدقـة ـ الوضوح ـ الداللة على املوضوع‪.‬‬
‫تتكون املقدمة من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ ماهية الموضوع وتحديد إطار الدراسة‪.‬‬
‫أمهية ودواعي البحث‪ :‬إبراز أمهية ودواعي البحث ميثل املدخل الرئيس ألي حبث‪ ,‬سواء ألسباب‬
‫اختيار البحث ( الذاتية واملوضوعية)‪ ,‬أو حتديد مسار البحث‪ ,‬أو بلورة مشروع البحث‪ ,‬فال بد‬
‫من إبراز ذلك يف املقدمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلشكالية والفرضيات‪ :‬فأساس قيام البحث واهلدف منه هو حل مشكلة حمددة‪ ,‬يذكرها‬
‫الباحث يف املقدمة‪ ,‬ويضع منذ البداية الفرضيات اليت اقرتحها حلل هذه اإلشكالية‪ ,‬حبيث يصل يف‬
‫هناية حبثه إىل اإلجابة عن استفسار أساسي‪ :‬هل حلت مشكلة البحث؟ وهل حتقق إثبات فرضية‬
‫البحث والربهنة عليها؟‬
‫ـ خلفية عن املوضوع‪:‬‬
‫ـ هيكل املوضوع‪:‬‬
‫ـ املنهج أو املناهج املتبعة‪:‬‬
‫ـ الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ـ أهداف البحث‪ :‬يكون بذكر األهداف اليت يسعى إليها الباحث‪ ,‬وكذا أمهية النتائج اليت قد‬
‫يتوصل إليها البحث‪ ,‬وأمهية األسئلة اليت جييب عنها البحث‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ المتن أو الجذع الرئيس للبحث‪:‬‬
‫وهو اجلزء األكرب واألهم واحليوي يف البحث العلمي‪ ,‬ألنه يتضمن كافة األقسام واألفكار‬
‫والعناوين واحلقائق األساسية والفرعية اليت يتكون منها موضوع البحث العلمي‪.‬‬
‫كما يشتمل على كافة مقومات صياغة وحترير البحث من مناهج وطرق البحث‪ ،‬وأسلوب الكتابة‬
‫والتحرير والصياغة‪ ,‬وقوانني االقتباس‪ ,‬وقواعد اإلسناد وقواعد توثيق اهلوامش‪ ,‬واألمانة العلمية‪,‬‬

‫‪78‬‬
‫واإلبداع واالبتكار‪ ,‬وشخصية الباحث‪.‬‬
‫كما يشتمل على كافة عمليات املناقشة والتحليل والرتكيب جلوانب املوضوع‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الخــاتمـة‪:‬‬
‫خامتة البحث هي عرض موجز مركز وشامل لكافة املراحل واجلهود واألعمال اليت قام هبا الباحث‬
‫خالل مراحل عملية إعداد البحث‪ ,‬وهي حوصلة خمتصرة للنتائج واحلقائق اليت توصل إليها من‬
‫خالل حبثه‪.‬‬
‫كما تتضمن عرض لكافة العراقيل اليت قامت أمام عملية إعداد البحث وكيفيات التغلب عليها‪.‬‬
‫اخلامتة إجابة خمتصرة ومركزة ومفيدة على السؤال الذي يقول‪ :‬كيف قام الباحث بإعداد حبثه‬
‫وإجنازه؟ وما هي النتائج اليت مت التوصل إليها؟‬
‫وذلك عكس املقدمة اليت تشكل إجابة خمتصرة ومركزة ومفيدة على السؤال الذي يقرر‪ :‬ملاذا‬
‫وكيف يقوم الباحث بإعداد حبثه حول هذا املوضوع؟‪.‬‬
‫ويشرتط يف اخلامتة اجليدة أال تتضمن جديدا ملا مت القيام به واحلصول عليه من نتائج علمية هنائية‪،‬‬
‫وآراء واجتهادات يف البحث‪.‬‬
‫و تتضمن اخلامتة االقرتاحات اليت يراها الباحث مناسبة لتشريع معني او نظرية معينة‪ .‬كما قد‬
‫تتضمن اخلامتة تساؤالت اخرى يتوىل غريه من الباحثني االجابة عنها لتتمة عجلة البحث العلمي‬
‫‪ 5‬ـ المــالحق‪:‬‬
‫غالبا ما حتتوي البحوث العلمية على مالحق أو ملحق يتضمن الوثائق الرمسية أو القانونية اليت‬
‫اعتمد عليها الباحث‪ ,‬واستغل مادهتا يف حبثه‪ ,‬أو تتضمن وثائق تارخيية‪ ,‬أو صور حية أو أدلة‬
‫وعينات‪ ,‬فإذا تضمن البحث ملحقا فإنه يعترب جزء من البحث‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الفهــارس‪:‬‬
‫املقصود بفهرسة موضوعات وعناوين البحث العلمي‪ ,‬هو إقامة دليل ومرشد يف هناية البحث يبني‬
‫أهم العناوين األساسية والفرعية وفقا لتقسيمات خطة البحث‪ ,‬وأرقام الصفحات اليت حتتويها‪,‬‬
‫ليمكن االسرتشاد به بطريقة عملية سهلة ومنظمة‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫وحيتوي فهرس العناوين والتقسيمات األساسية والفرعية للبحث وأرقام صفحاهتا‪ ,‬كما يوضح‬
‫املثال األيت‪:‬‬
‫عنوان الموضوع الصفحة‪.‬‬
‫املقدمة‪.........................................‬‬
‫الباب األول‪ :‬العنوان‪............................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬العنوان‪..........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العنوان‪...........................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬العنوان‪..........................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬العنوان‪..........................‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬العنوان‪............................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬العنوان‪...........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العنوان‪............................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬العنوان‪...........................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬العنوان‪............................‬‬
‫وهكذا إىل هناية الفهرس‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫التعليق على حكم أو قرار قضائي ‪:‬‬
‫التحليل املوضوعي ‪:‬‬
‫من بني الدراسات التطبيقية يف القانون‪ ،‬ميثل التعليق على األحكام أو القرارات القضائية أمهّها على‬
‫اإلطالق‪.‬ذلك أن إتقان التعليق على حكم أو قرار قضائي يفرتض اإلملام اجليد باملعارف النظرية و‬
‫املتعلقة مبوضوع التعليق و استيعاب معطيات املنهجية القانونية اليت تسمح بتقييم احلكم أو القرار‪.‬‬
‫والتعلي ق خيتل ف عن جمرد املالحظ ات أو اهلوامش على األحك ام ال يت يب ديها الفقه اء أو أس اتذة‬
‫القانون يف كتبهم ومقاالهتم والتعليق يتطلب مهارة يف إجراء موازنة بني معطيات الواقع ومعطيات‬
‫القانون (التكييف القانوين) ومجيع هذه املعطيات موجودة يف القرار نفسه‪ ,‬مع اإلشارة إىل أمهية‬
‫املعلومات القانونية النظرية من أجل إثراء هذا التعليق وتبيان مربرات التقييم الذي يعطى للقرار‪.‬‬
‫*مكونات احلكم أو القرار‪:‬‬
‫ميكن حصر هذه املكونات ضمن ‪4‬عناصر أساسية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الديباجة‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫وتشمل اسم احملكمة وتاريخ ومكان إصدار احلكم أمساء اخلصوم وصفاهتم ومواطنهم(وختفى يف‬
‫حالة نشرها) وأمساء القضاة وعضو النيابة وكاتب اجللسة‪...‬إخل‪.‬‬
‫وهناك شكليات رمسية للحكم باإلضافة إىل البيانات املذكورة واليت تضمنتها املواد ‪144‬و‪264‬من‬
‫قانون اإلجراءات املدنية مثال‪:‬جيب أن يصدر باسم الشعب اجلزائري‪.‬‬
‫ائع‪:‬‬ ‫‪-‬ثانيا‪:‬الوق‬
‫وتلخيص للخص ومة أي وص ف ال نزاع قب ل وص وله إىل القض اء وك ذلك اإلج راءات إذا مل يكن‬
‫احلكم يف الدرج ة األوىل أي وص ف اإلج راءات ال يت اتبعت ب دءاً من إص دار احلكم األول املطع ون‬
‫فيه أو املستأنف إىل عرض النزاع على احملكمة احلالية‪.‬‬
‫‪-‬ثالثا‪ :‬احليثيات‪les motifs:‬‬

‫وهي األسباب املوضوعية والقانونية اليت دفعت القاضي إىل اختيار احلل الوارد باملنطوق دون غريه‬
‫وملاذا أي د أو رفض طلب ات اخلص وم وتك ون فق رات األس باب هي اجلزء األهم يف احلكم بالنس بة‬
‫للقانون كما تستغرق عادة أكرب جزء من احلكم أو القرار ‪.‬‬
‫ويف ه ذا الص دد ينبغي التفرق ة بني األحك ام وق رارات حماكم املوض وع من جه ة وق رارات احملكم ة‬
‫العليا من جهة ثانية حيث هتتم أحكام وقرارات حماكم املوضوع بالسرد التفصيلي للوقائع أكثر من‬
‫قرارات احملكمة العليا‪.‬‬
‫وكذلك من حيث االهتمام بالتسيب وكذلك فإن القراءة والفهم السريع ملعىن قرارات حماكم‬
‫املوضوع مها أكثر صعوبة من قراءة وفهم قرارات احملكمة العليا‪.‬‬
‫أما قرارات احملكمة العليا فتتميز بإجياز التعليل وجتريده‪.‬‬
‫‪-‬رابعا‪ :‬منطوق احلكم‪le dispositif‬‬
‫هو نتيجة احلكم أي احلكم أي اجلزء الذي يهم اخلصوم وفيه يعلن القاضي قراره برفض الدعوى أو‬
‫قبوله لطلبات املدعي أو غري ذلك ويبدأ عادة بعبارة "وهلذه األسباب‪, ".‬مكتوبة يف وسط السطر‪.‬‬
‫واملقصود بالتعليق على حكم أو قرار قضائي أيضا‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫كل حكم أو قرار يصدر من جهة‬
‫كل نزاع يعرض على اجلهات القضائية يتعلق مبسألة معينة‪،‬إذن ّ‬
‫ّ‬
‫يؤدي إىل حتليل مسألة قانونية ‪.‬إذن التعليق على حكم أو قرار قضائي هو‪ :‬مناقشة أو حتليل‬
‫قضائية ّ‬
‫تطبيقي ملسألة قانونية نظرية" تلقاها الطالب يف احملاضرة"‪.‬‬
‫و الت ايل فإن منهجي ة التعلي ق على ق رار أو حكم قض ائي هي دراس ة نظري ة و تطبيقي ة يف آن واح د‬
‫ملس ألة قانوني ة معين ة‪ ،‬إذ أن الق رار أو احلكم القض ائي ه و عب ارة عن بن اء منطقي‪ ،‬فج وهر عم ل‬
‫القاض ي يتمث ل يف إج راء قي اس منطقي بني مض مون القاع دة القانوني ة ال يت حتكم ال نزاع‪ ،‬وبني‬
‫العناص ر الواقعي ة هلذا ال نزاع‪ ،‬و ه و م ا يفض ي إىل نتيج ة معين ة‪ ،‬هي احلكم ال ذي يتم ّ ص ياغته يف‬
‫منطوق احلكم‪.‬‬
‫من مثّ ف إن املطل وب من الب احث أثن اء التعلي ق على الق رار‪ ،‬ليس العم ل على إجياد ح ّل للمش كل‬
‫القانوين باعتبار أن القضاء قد بث فيه‪ ،‬و لكنه مناسبة للتأمل و حماولة لفهم اإلجتاه الذي ذهب إليه‬
‫القضاء‪ ،‬هذا من ناحية أخرى ‪ ،‬و من ناحية أخرى فاملطلوب هو التعليق على قرار ال دراسة قرار‬
‫بشكل يتجاهل كليا موضوع الدعوى املعروضة‪ ،‬لذلك ال جيوز الغوص يف حبث نظري للموضوع‬
‫الذي تناوله ذلك القرار‪ .‬فليس املطلوب هو حبث قانوين يف موضوع معني‪ ،‬و إمنا التعليق على قرار‬
‫يتناول مسألة قانونية معينة‪.‬‬

‫ملم ا أساس ا بالنص وص‬ ‫ِ‬


‫و لكي يك ون التعلي ق على ق رار س ليما‪ ،‬جيب أن يك ون الب احث "املعلّ ق" ّ‬
‫تعرض للمسألة‪ ،‬و كذا باإلجتهاد‬
‫القانونية اليت حتكم النزاع‪ ،‬و أيضا بالفقه قدميه و حديثه الذي ّ‬
‫توص ال إىل املوق ف األخ ري يف‬
‫ال ذي تن اول ه ذه املس ألة و باملراح ل التارخيي ة ال يت م ّر هبا تط ّوره ّ‬
‫احلل من الوجهة القانونية‪.‬‬
‫املوضوع و من مثّ بيان انعكاسات ذلك ّ‬

‫أي ش يء‪ ،‬و جيب‬


‫إن أول م ا يتطلب ه التعلي ق ه و ق راءة الق رار أو احلكم ع دة م رات دون ت دوين ّ‬
‫دراس ة ك ّل كلم ة وردت يف الق رار ألن ه من الص عب التعلي ق على ق رار غ ري مفه وم ‪ ،‬ألن املهم ة‬
‫سوف تكون معاجلة العناصر و اجلهات املختلفة للقرار موضوع التعليق يف الشكل و األساس َو ِوفق‬

‫‪83‬‬
‫التعرض هلا‬
‫منهجية رسومة مسبقا حلاالت التعليق‪ ،‬فال يرتك من القرار ناحية عاجلها إالّ و يقتضي ّ‬
‫ككل‪،‬و يف كافة النقاط القانونية عاجلها‪.‬‬
‫يف التعليق بإعطاء حكم تقييمي للقرار ّ‬
‫املرحلة التحضريية و املرحلة التحريرية‪.‬‬
‫منهجية التعليق على قرار‪:‬‬
‫يتطلب التعليق مرحلتني‪ :‬املرحلة التحضريية و املرحلة التحريرية‪.‬‬
‫‪-1‬املرحلة التحضريية‪:‬‬
‫يف هذه املرحلة يستخرج الطالب من القرار قائمة‪ ،‬يقصد منها إبراز جوهر عمل القاضي وصوال‬
‫إىل احلكم أو القرار الذي توصل إليه‪ .‬و حتتوي هذه القائمة بالرتتيب على‪:‬‬
‫تحديد أطراف النزاع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الوق ائع‪ :‬أي ك ّل األح داث ال يت ّأدت إىل نش وء ال نزاع ‪:‬تص رف ق انوين "بي ع"‪ ،‬أق وال‬ ‫‪-2‬‬
‫"وعد"‪ ،‬أفعال مادية "ضرب"‪.‬و يشرتط‪:‬‬

‫حل النزاع ‪ ،‬فمثال إذا باع "أ" ل"ب" سيارة ‪،‬و قام‬
‫هتم يف ّ‬
‫*أالّ يستخرج الباحث إالّ الوقائع اليت ّ‬
‫"أ" بض رب "ب" دون إح داث ض رر‪ ،‬و نش ب ن زاع بينهم ا ح ول تنفي ذ العق د‪ ،‬ف القرار يع اجل‬
‫املس ؤولية العقدي ة نتيج ة ع دم تنفي ذ ال تزام إذن ال داعي ل ذكر الض رب ألن املس ؤولية التقص ريية مل‬
‫تطرح‪.‬‬
‫أي واقعة ألنه يف عمليّ ة فرز الوقائع‪ ،‬قد يقع‬
‫و إن كان جيب عدم جتاهل –عند القراءة املتأنّية‪ّ -‬‬
‫احلل الذي وضعه القاضي إجيابا أو‬
‫املعلّ ق على واقعة قد تكون جوهرية‪ ،‬و من شأهنا أن تؤثر يف ّ‬
‫سلبا‪.‬‬
‫*الب ّد من استخراج الوقائع متسلسلة تسلسال زمنيّا حسب وقوعها‪ ،‬و مرتبة يف شكل نقاط‪.‬‬
‫*االبتعاد عن افرتاض وقائع مل تذكر يف القرار‪.‬‬
‫مر هبا النزاع عرب درجات التقاضي إىل غاية‬
‫‪ -3‬اإلجراءات‪ :‬هي خمتلف املراحل القضائية اليت ّ‬
‫حمل التعليق‪ .‬فإذا كان التعليق يتناول قرارا صادرا عن جملس قضائي‪ ،‬جيب اإلشارة‬
‫صدور القرار ّ‬

‫‪84‬‬
‫إىل احلكم الص ادر عن احملكم ة اإلبتدائي ة ‪ ،‬و ال ذي ك ان موض وعا للطعن باإلس تئناف أم ام اجمللس‬
‫القضائي‪ ،‬و إذا كان القرار موضوع التعليق صادرا عن احملكمة العليا‪ ،‬يصبح جوهريا إبراز مراحل‬
‫عرض النزاع على احملكمة و اجمللس القضائي‪.‬‬
‫حمل التعليق هو حكم حمكمة ‪ ،‬فقد تكون لبعض املراحل اإلجرائية يف الدعوى‬
‫لكن و بفرض أن ّ‬
‫أمهيته ا يف حتدي د مع ىن احلك‪ ،‬مثال‪ :‬جيدر ب املعلِّق اإلش ارة إىل اخلربة‪ ،‬إذا ّ‬
‫متت إحال ة ال دعوى إىل‬
‫اخلربة‪.‬‬
‫‪-4 ‬اإل ّدعاءات ‪ :‬و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع اليت استندوا عليها للمطالبة حبقوقهم‪.‬‬
‫اإلدع اءات مرتّب ة‪ ،‬م ع ش رح األس انيد القانوني ة‪ ،‬أي ذك ر النص الق انوين ال ذي‬
‫جيب أن تك ون ّ‬
‫اعتمدوا عليه‪ ،‬وال جيوز اإلكتفاء بذكر "سوء تطبيق القانون"‪ ،‬أو "خمالفة القانون"‪.‬‬
‫اإلدع اءات‪ ،‬و ذل ك هبدف تكييفها و حتديد األحك ام القانونية اليت تطب ق‬
‫فالبن اء كلّ ه يعتم د على ّ‬
‫اإلدعاءات ميكن التعرف‬
‫عليها‪ ،‬أي أن األحكام و القرارات الب ّد أن تستند إىل ّادعاءات اخلصوم‪.‬و ّ‬
‫األول"‪ ،‬أو استنباطها من عبارات "حيث يؤخذ على القرار"‪،‬‬
‫عليها من خالل عبارات "عن الوجه ّ‬
‫"حيث يعاب على القرار"‪ "،‬حيث ينعى على القرار" ‪.‬‬

‫‪-5‬المشكل القانوني‪ :‬و هو السؤال الذي يتبادر إىل ذهن القاضي عند الفصل يف النزاع‪ ،‬أل ّن‬
‫اإلدعاءات يثري مشكال قانونيّا يقوم القاضي حبلّه يف أواخر حيثيات القرار‪ ،‬قبل وضعه‬
‫تضارب ّ‬
‫اإلدع اءات و من‬
‫يف منط وق احلكم‪.‬إذن املش كل الق انوين ال يظه ر يف الق رار و إمّن ا يس تنبط من ّ‬
‫توصل إليه القاضي‪.‬‬
‫احلل القانوين الذي ّ‬
‫ّ‬
‫ومن شروط طرح املشكل القانوين‪:‬‬
‫‪-‬الب ّد أن يطرح يف شكل سؤال أو ع ّدة أسئلة‪ ،‬أي سؤال رئيسي و أسئلة فرعية‪.‬‬
‫‪-‬أن يط رح بأس لوب ق انوين‪ ،‬فع وض ه ل حيق ل "أ" أن ي بيع عق اره عرفيّ ا؟ يط رح الس ؤال ‪ :‬ه ل‬
‫الرمسية ركن يف انعقاد البيع العقاري؟‬

‫‪85‬‬
‫‪-‬إع ادة ط رح اإلش كال طرح ا تطبيقيّ ا‪ :‬فمثال الط رح النظ ري ه و ه ل الت دليس عيب يف العق د‪ ،‬و‬
‫الطرح التطبيقي هل تعترب املعلومات اخلاطئة ال يت أدىل هبا "أ" ل "ب" خبصوص جودة املبيع حيلة‬
‫تؤدي إىل قابليّة العقد لإلبطال؟‬
‫تدليسية ّ‬
‫ّ‬
‫حل‬
‫‪-‬أالّ يٌستشكل ماال مشكلة فيه‪ :‬فعلى املعلّ ق أن يبحث عن املشكل القانوين الذي يوصله إىل ّ‬
‫ال نزاع ّأم ا املس ائل ال يت مل يتن ازع عليه ا األط راف‪ ،‬فال تط رح كمش كل ق انوينّ‪.‬فمثال إذا ت بني من‬
‫صحة العقد ‪ ،‬فال داعي للتساؤل‪ :‬هل‬
‫وقائع القرار أنّه متّ عقد بيع عقار عرفيّا ‪ ،‬مثّ وقع نزاع حول ّ‬
‫البيع الذي متّ بني "أ" و "ب" هو عقد عريف أل ّن هذا ثابت من الوقائع و ال إشكال فيه‪.‬‬
‫‪-‬بقدر ما طرح اإلشكال بطريقة صحيحة بقدر ما يٌوفَّق املعلّ ق يف حتليل املسألة القانونيّ ة املعروضة‬
‫من خالل احلكم أو القرار القضائي‪.‬‬
‫التحليل الشكلي (مقدمة)‬
‫أطراف النزاع ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تبيان شخصية اإلطراف من رفع الدعوى من استأنف من طعن بالنقض‬
‫ذكر األمساء و الصفات تاجر ‪ ,‬أم ‪ ,‬معلم‬

‫الوقائع ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ذكر كل الوقائع املادية ( و ليست القانونية ) بنوع من التفصيل ‪:‬‬
‫ميالد ‪ ,‬وفاة ‪ ,‬حادث ‪ ,‬هتدم بناء ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجراءات ‪:‬‬
‫‪ -‬رفع الدعوى أمام احملكمة ‪ .....‬يوم ‪........‬‬
‫صدور حكم ‪ ......‬يوم ‪ ........ :‬قضى ب ‪. ........... :‬‬
‫‪ -‬طعن باإلستئناف أمام جملس قضاء ‪ .....‬يوم ‪........‬‬
‫صدور قرار ‪ ......‬يوم ‪ ........ :‬قضى ب ‪. ........... :‬‬
‫‪ -‬طعن بالنقض أمام احملكمة العليا يوم ‪........‬‬
‫صدور قرار ‪ ......‬يوم ‪ ........ :‬قضى ب ‪. ........... :‬‬
‫‪86‬‬
‫‪-4‬االدعاءات ‪:‬‬
‫عن الوجه الذي أثاره الطاعن ‪  ...‬تنقل حرفيا من القرار‬
‫األول ‪ :‬املأخوذ من طرف الشكليات اجلوهرية لإلجراءات كون ‪......‬‬
‫الثاين ‪ :‬مأخوذ من خرق القانون وقصور االسباب ‪...‬‬
‫‪-5‬املشكل القانوين ‪:‬‬
‫هل ‪ .........‬؟‬
‫(و هي أهم م ا يف التحلي ل كل ه بعض األس اتذة يف اإلمتحان ات يط العون فق ط اإلش كالية ه ل أن‬
‫الط الب ين اقش املوض وع باحرتافي ة أم أن ه خ ارج املوض وع ل ذا أرج و من الطلب ة معرف ة جي دا م ا‬
‫موضوع القرار ماذا يناقش بالضبط ويبلور اشكاليته على هذا األساس)‬
‫‪-6‬احلل القانوين‪:‬‬
‫‪ -‬حيث ‪ ( ......‬نقل حريف آلخر حيثية موجودة يف القرار )‬
‫منطوق القرار ‪:‬‬
‫و عليه ‪ ........‬بأداء املصاريف‬

‫نقل حريف ملا هو موجودة يف القرار‬


‫يتوخى يف شأنه ال ّدقة‬
‫إذن املرحلة التحضريية هي عبارة عن عمل وصفي من قبل املعلّ ق و عليه أن ّ‬
‫على اعتبار أ ّن حتليالته الالّحقة‪ ،‬سوف تنبين على ما استخلصه يف هذه املرحلة‪.‬‬
‫‪ -2‬املرحلة التحريرية‪:‬‬
‫تقتضي هذه املرحلة وضع خطّ ة لدراسة املسألة القانونية و اإلجابة على اإلشكال القانوين الذي‬
‫يطرحه القرار مثّ مناقشتها ‪.‬و يشرتط يف هذه اخلطّة‪:‬‬
‫‪ -‬أن تك ون خطّ ة مص ّممة يف ش كل مق ّدم ة‪ ،‬ص لب موض وع حيت وي على مب احث و مط الب و‬
‫خامتة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪-‬أن تك ون خط ة تطبيقيّ ة‪ ،‬أي تتعلّ ق بالقض يّة و أط راف النّ زاع من خالل العن اوين‪ .‬فعلى املعلّ ق‬
‫جتنّب اخلطة النظرية‪ ،‬كما عليه جتنب اخلطة املكونة من مبحث نظري و مبحث تطبيقي ألن هذه‬
‫ستؤدي حتما إىل تكرار املعلومات‪.‬‬
‫اخلطة‪ّ ،‬‬
‫‪-‬أن تكون خطة دقيقة‪ ،‬فمن األحسن جتنّب العناوين العامة‪.‬‬
‫‪-‬أن تك ون خط ة متوازن ة و متسلس لة تسلس ال منطقي ا حبيث تك ون العن اوين من حيث مض موهنا‬
‫متتابعة وفقا لتتابع وقائع القضية‪ ،‬فتظهر بذلك بداية القضية يف بداية اخلطّ ة‪ ،‬كما تنتهي القضية‬
‫بنهاية اخلطة‪.‬‬
‫يتم اس تخراج اش كاليتني‬
‫‪-‬أن توض ع خط ة جتيب على املش كل الق انوين املط روح‪ ،‬ف إذا ك ان ممكن ا ّ‬
‫ق انونيتني‪ ،‬و تع اجل ك ل واح دة منهم ا يف مبحث‪ ،‬و هي اخلط ة املثالي ة يف معاجلة أغلب املس ائل‬
‫القانونية املطروحة من خالل األحكام و القرارات القضائيّة‪.‬‬
‫بعدما يضع املعلّ ق اخلطّ ة ب ّك ل عناوينها‪ ،‬يبدأ من خالهلا يف مناقشة املسألة القانونية اليت يتعلّ ق هبا‬
‫حمل التعلي ق ابت داء باملقدم ة م رورا بص لب املوض وع‪ ،‬إىل أن يص ل إىل‬
‫احلكم أو الق رار القض ائي ّ‬
‫اخلامتة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫حمل التعليق يف مجلة وجيزة‪ ،‬بعدها يلخص‬


‫يف املقدمة‪ ،‬يبدأ املعلّ ق بعرض موضوع املسألة القانونية ّ‬
‫اإلدعاءات‬
‫كل من الوقائع و اإلجراءات و ّ‬
‫قضية احلكم أو القرار فقرة متماسكة‪ ،‬يسرد فيها بإجياز ّ‬
‫منتهيا بطرح املشكل القانوين بصفة خمتصرة تعترب كمدخل إىل صلب املوضوع ‪ .‬فاإلنطالق من‬
‫احملكمة مصدرة القرار مثال له أمهيّ ة قصوى‪ ،‬حيث مي ّكن الباحث من املقارنة يف التحليل بني قضاة‬
‫‪88‬‬
‫ع ّدة حماكم ملعرفة اإلجتاه الغالب بالنسبة لإلجتهاد القضائي‪ّ .‬أم ا إذا كان القرار صادرا من احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬فيمكن مقارنته مع غريه من القرارات الصادرة من احملكمة العليا‪ .‬كما أن ذكر تاريخ صدور‬
‫حتول لإلجتهادات السابقة‪ ،‬أم وقع تفسري جديد‬
‫القرار له أمهية ملعرفة ما إذا كان قد وقع هناك ّ‬
‫لقاعدة قانونية معينة‪ ،‬أم متّ اللجوء إىل قاعدة قانونية أخرى ‪....‬إخل‬
‫الموضوع‪:‬‬
‫يف ص لب املوض وع يق وم املعل ق يف ك ّل نقط ة من نق اط اخلطّ ة "عن وان" مبناقش ة ج زء من املس ألة‬
‫احلل الق انوين ال نزاع‪.‬‬
‫القانوني ة املطل وب دراس تها ‪ ،‬مناقش ة نظري ة و تطبيقي ة م ع إعط اء رأي ه يف ّ‬
‫فالدراسة تكون موضوعية و شخصية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدراسة الموضوعية‪ :‬نشير في هذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫نص قانوين؟ هل هذا النص واضح أم‬
‫‪ -‬موقف هذا احلل بالنسبة للنصوص القانونية‪ ،‬هل استند إىل ّ‬
‫أي اجتاه؟‬
‫غامض؟ كيف متّ تفسريه؟ ووفق ّ‬
‫احلل بالنسبة للفقه‪ ،‬ماهي اآلراء الفقهية بالنسبة هلذه املسألة‪ ،‬ما هو الرأي الذي اعتمده‬
‫‪-‬موقف ّ‬
‫الق رار –موق ف ه ذا احلّ ل بالنس بة لإلجته اد‪ ،‬ه ل يتواف ق م ع اإلجته اد الس ابق ‪،‬أم يط ّوره أم أن ه‬
‫حتول بالنسبة له؟‬
‫يش ّكل نقطة ّ‬
‫حمل التعلي ق‪ ،‬مثّ‬
‫و بالت ايل جيب على املعلّ ق اإلس تعانة باملعلوم ات النظري ة املتعلّق ة باملس ألة القانوني ة ّ‬
‫حمل التعليق لتطبيق تلك املعلومات على القضية‬ ‫مرة إىل حيثيات احلكم أو القرار ّ‬ ‫كل ّ‬
‫الرجوع يف ّ‬
‫املطروحة ‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬دراس ة شخص ية‪ :‬من خالل إعط اء حكم تق ييمي للح ّل ال ذي ج اء ب ه الق رار ‪ .‬و ه ل ي رى‬
‫احلل املعطى‪ ،‬دون أن تكون له سيئاته‪.‬‬
‫املعلق بأن هناك حكم أفضل له نفس حماسن ّ‬
‫الخاتم ة‪ :‬و يف اخلامتة خيرج الب احث بنتيج ة مفاده ا أ ّن املش كل الق انوين ال ذي يطرح ه احلكم أو‬
‫حمل التعلي ق يتعلّ ق مبس ألة قانوني ة معين ة هلا ح ّل ق انوين معنّي ي ذكره املعلّ ق معاجلا‬
‫الق رار القض ائي ّ‬
‫احلل الذي توصل إليه ال‬
‫بذلك ّ‬

‫‪89‬‬
‫قضاة ّإما باإلجياب أي مبوافقته مع عرض البديل‪ ،‬و هبذا خيتم املعلّق تعليقه على القرار‪.‬‬
‫‪ ‬مثال‪ :‬التعليق على حكم أو قرار قضائي‬
‫نص القـرار‬
‫يف اجللسة العلنية املنعقدة بقصر العدالة وبعد املداولة القانونية أصدرت القرار اآليت نصه ‪:‬‬
‫بناءا على املواد ‪ 231،233،239،244،257‬وما يليها من قانون اإلجراءات املدنية ‪ ،‬وبعد‬
‫اإلطالع على ملف الدعوى وعلى عريضة الطعن بالنقض املودعة يوم ‪.19/05/86 :‬‬
‫بعد االستماع للمستشار املقرر يف تقريره املكتوب و إىل احملامي العام يف طلباته املكتوبة ‪ :‬حيث أن‬
‫الطاعن (ب‪،‬س) طعن بالنقض يف ‪ 19/05/86 :‬ضد القرار أصدره جملس قضاء سطيف يف ‪:‬‬
‫‪ 15/01/86‬القاضي بتأييد حكم حمكمة املنصورة املؤرخ يف‪ 13/03/85:‬الذي ألزمه باخلروج‬
‫من احملل التجاري املتنازع حوله فور استالمه تعويض االستحقاق ‪.‬‬
‫حيث أن الطاعن استند يف تدعيم طعنه بالنقض إىل الوجه املأخوذ من اخلطأ يف تطبيق القانون ذلك‬
‫أن القرار املطعون فيه رفض الدفع املتعلق بعدم اإلختصاص وإعترب أن القسم املدين هو األصل‪ ،‬وأن‬
‫القسم التجاري ما هو إال فرع منه وان مسألة املساعدين اختيارية‪ ،‬إال أن هذا التعليق خاطئ فهو‬
‫يتجاهل إختصاص فرع من فروع احملكمة وفضال عن ذلك فإن القضية جتارية واحلكم التمهيدي‬
‫الذي صادق على التنبيه باإلخالء صدر عن القسم التجاري فوجب أن يفصل هذا القسم يف‬
‫القضية واخلربة إذ أن اإلختصاص النوعي من النظام العام ‪.‬‬
‫لكن حيث أن املادة األوىل من ق‪.‬إ‪.‬م تنص على (احملاكم هي اجلهات القضائية اخلاصة بالقانون‬
‫العام وهي تفصل يف القضايا املدنية والتجارية … ) وأن الفرع التجاري املوجود يف بعض احملاكم‬
‫ذات العمل املكثف ما هو إال تنظيم إداري ال عالقة له باإلختصاص النوعي املنصوص عليه يف‬
‫املادة ‪ 93‬من ق‪.‬إ‪.‬م علما بأن صوت املستشارين يف هذا الفرع من احملكمة صوت إستشاري ال‬
‫مينع إنعقاد جلساته صحيحة بقاض فرد طبقا للمرسوم ‪ 72/60‬املؤرخ يف ‪ 21/03/72:‬مما جيعل‬
‫الوجه املثار من قبل الطعن غري حمله وجب رفضه ‪.‬‬
‫هلـذه األسبـاب‬
‫‪90‬‬
‫قرر اجمللس األعلى رفض الطعن وإبقاء املصاريف القضائية على عاتق الطاعن ‪.‬‬
‫اجلانب الشكلي‬
‫‪-1‬أطراف النزاع ‪ :‬الطاعن (ب‪.‬س) املطعون ضده (ع‪.‬م)‬
‫‪ -2‬الوقائع ‪ :‬واقعة قانونية‪ :‬تأجري حمل جتاري من قبل (ع‪.‬م) إىل (ب‪.‬س)‬
‫واقعة مادية ‪ :‬حدوث نزاع حول رفض جتديد اإلجيار‬
‫واقعة قانونية‪ :‬إرسال تنبيه باإلخالء إىل السيد (ب‪.‬س)‬
‫‪-3‬اإلجراءات ‪ :‬أ‪ /‬رفع دعوى أمام حمكمة املنصورة من قبل (ع‪.‬م) وصدور حكم متهيدي من‬
‫القسم التجاري مث حكم هنائي من قسم املدين بتاريخ‪ 13/03/85:‬قضى بإلزام (ب‪.‬س) باخلروج‬
‫من احملل التجاري فور استالمه تعويض استحقاق‬
‫ب‪ /‬الطعن باإلستئناف أمام جملس قضاء سطيف من طرف (ب‪.‬س) وصدور قرار بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 15/01/86‬قضى بتأييد حكم احملكمة‬
‫ج‪ /‬الطعن بالنقض يف‪ 19/05/86:‬أمام اجمللس األعلى من طرف (ب‪.‬س)وصدور قرار بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 2/11/88‬قضى برفض الطعن وإبقاء املصاريف القضائية على عاتق الطاعن‬
‫‪-4‬اإلدعاءات‪ :‬إدعاء (ب‪.‬س) أن القرار املطعون فيه اخطأ يف تطبيق القانون ألنه مل يدفع بعدم‬
‫اإلختصاص وأعترب أن القسم املدين هو األصل وأن القسم التجاري ما هو إال فرع‪ ،‬كما أنه مل‬
‫يويل األمهية ملسألة املساعدين وأعتربها مسألة اختيارية‪.‬‬
‫‪-‬كما أدعى أن القضية جتارية واحلكم التمهيدي الذي صادق على التنبيه باإلخالء صدر عن قسم‬
‫جتاري وبالتايل كان ينبغي على القسم التجاري أن يفصل يف النزاع ألن اإلختصاص النوعي من‬
‫النظام العام ‪.‬‬
‫‪ -5‬املشكل القانوين‪ :‬هل يعترب الفرع التجاري يف حمكمة املنصورة له إختصاص نوعي أم هو‬
‫تنظيم إداري ؟‬
‫‪ -‬هل يعترب تذرع (ب س) بعدم اإلختصاص النوعي للقسم املدين صائب وما املكانة القانونية‬
‫لقاعدة اإلختصاص النوعي ؟‬
‫‪91‬‬
‫‪ -6‬احلل القانوين ‪ :‬حيث أن املادة األوىل من ق‪.‬إ‪.‬م تنص على احملاكم هي اجلهات القضائية‬
‫اخلاصة بالقانون العام و هي تفصل يف القضايا املدنية‪ )..‬وأن الفرع التجاري املوجود يف بعض‬
‫احملاكم ذات العمل املكثف ما هو إال تنظيم إداري ال عالقة له باإلختصاص النوعي املنصوص عليه‬
‫يف املادة ‪ 93‬ق‪.‬إ‪.‬م علما بأن صوت املستشارين يف هذا الفرع من احملكمة صوت استشاري ال‬
‫مينع إنعقاد جلساته صحيحة بقاضي فرد طبقا للمرسوم ‪ 72/60‬املؤرخ يف ‪ 21/03/72‬مما جيعل‬
‫الوجه املثار من قبل الطاعن غري حمله وجب رفضه ‪.‬‬
‫‪ -7‬منطوق القرار ‪ :‬قرار اجمللس األعلى إبقاء املصاريف القضائية على عاتـق الطاعن‬
‫خطة البحث‬
‫املبحث األول‪ :‬التكييف القانوين لوجهة نظر الطاعن (ب س )‬
‫املطلب األول‪ :‬متسك الطاعن(ب س) باإلختصاص النوعي للفرع التجاري‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التحليل القانوين لدفع الطاعن (ب س) بالنظر للطلبات اليت قدمها (ع م)‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬اعتماد حمكمة املنصورة على أن الفرع التجاري تنظيم إداري ومناقشة قضاة‬
‫املوضوع وقضاة القانون ‪.‬‬
‫املطلب األول‪:‬اعتبار الفرع التجاري تنظيم إداري بالنسبة حملكمةاملنصورة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مناقشة قضاة املوضوع و قضاة القانون‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫األمر ( ‪ )15 - 66‬املعدل و املتمم باملرسوم التشريعي ‪ 93/09‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية‬
‫الغويت بن ملحة ‪ :‬القانون القضائي اجلزائري ‪.‬‬
‫الديوان الوطين لألشغال الرتبوية طبعة ‪2000‬‬
‫ابراهيم حممد ‪ :‬الوجيز يف اإلجراءات املدنية ‪.‬‬
‫الديوان الوطين للمطبوعات اجلامعية اجلزء ‪ 1‬طبعة ‪2002‬‬
‫التعليق على نص قانوني‬
‫‪92‬‬
‫يقصد بانص القانوين باملفهوم الواسع النصوص القانونية الوضعية امللزمة كالتشريع وما يتفرع عنه‬
‫أو مذاهب وآراء الفقه القانوين حول مسائل معينة‪.‬‬
‫‪-1‬مفهوم التعليق وأهميته‪:‬‬
‫النص بصفة عامة قد يكون فقرة أو أكثر وميكن أن يتكون من مجلة أو أكثر تتضمن فكرة أو أفكار‬
‫مقصودة أو هو عبارة عن مقولة معينة ويف مجيع احلاالت يكون للنص موقع وظروف وقصد‪.‬‬
‫والتعليق هو عمل مركب ألنه يقوم على جمموعة متناسقة من األفكار حيث تقوم على التوفيق بني‬
‫عملييت التحليل والرتكيب‪.‬فهو جمموع الش روح والتفاصيل االيضاحية اليت يستخرجه القارئ من‬
‫النص املقروء بقصد توضيح معانيه وشرح أبعاده ومراميه وتقومي نتائجه‬
‫والهدف من التعليق مايلي‪:‬‬
‫أ‪-‬حتديدإطار املناقشة باألفكار الواردة يف النص‪.‬‬
‫ب‪-‬السماح للطالب بإبداء رؤية جتاه أفكار النص سواء بالتأييد أو املخالفة مع تربير موقفه‬
‫الشخصي واإلبتعاد عن جمرد شرح ما جاء يف النص دون انتقاء‪.‬‬
‫والتعليق احلقيقي على النص يتم وفق منهجية دقيقة تلعب دوراً يف تنظيم عمل الطالب وتتطلب‬
‫مرحلتني أيضا‪:‬‬
‫كيفية التعليق‬
‫‪-1‬المرحلة تحديد موقع النص‪:‬‬
‫‪-‬حتديد تاريخ صدور النص (موقع النص القانوين ‪:‬‬
‫يقع هذا النص ( املادة ‪ ....‬يف قانون ‪ .....‬املعدل و املتمم يف ‪. ................. :‬‬
‫و قد جاء يف الكتاب ‪ .....‬منه عنوانه ‪ ، ......‬من الباب ‪ ....‬وعنوانه ‪ ،.....‬يف الفصل ‪.....‬‬
‫وعنوانه ‪ .....‬من القسم األول حتت عنوان ‪).......‬‬
‫‪ -‬ظروف صدور النص(دوافع سياسية اقتصادية اجتاعية‪)....‬‬
‫‪-‬املعلومات املتعلقة بكاتب النص لتحديد اجتاهاته العلمية وااليديولوجية‬
‫هذه املراحل الفرعية ميكن استنباطها بسهولة من النص الذي أعطي لك مثال " نص القانون"‬
‫‪93‬‬
‫مثال ‪ :‬املادة ‪1‬من القانون البلدي‬
‫‪-‬طبيعة املادة أهنا ذات طبيعة قانونية ‪ ،‬توجد يف اجلريدة الرمسية ‪ ،................‬ظروف‬
‫صدورها السعي إىل اإلصالحات السياسية ‪ ..........‬اخل ‪.‬‬
‫‪--2‬المرحلة التحضيرية‪ :‬وفيها يقوم املعلق بتحليل النص حتليال شكليا وموضوعيا‪.‬‬
‫‪-3‬المرحلة التحريرية‪ :‬وفيها تناقش املسألة القانونية اليت آثارها النص وذلك وفقا ملقدمة وصلب‬
‫موضوع وخامتة‪.‬‬
‫‪-2‬المرحلة التحضيرية‪ :‬حتتوي على‪:‬‬
‫‪- 1‬التحليل الشكلي‪ :‬بعد القراءة األولية للنص يستخرج املعلق من النص العناصر التالية‪:‬‬
‫*طبيعة النص‪ :‬فيذكر هل هو نص تشريعي أم نص فقهي‪.‬‬
‫*المصدر الشكلي ‪ :‬أي موقعه من املرجع الذي أخذ منه فإذا كان النص تشريعي يذكر الطالب‬
‫موقعه من التقنني الذي أخذ منه مرتبا العناوين اليت جاء حتتها النص‪ .‬وإذا كان النص فقهيا يذكر‬
‫الطالب موقعه من املرجع الفقهي الذي أخذ منه وذلك لبيان العناصر التالية بالرتتيب‪:‬‬
‫اسم املؤلف‪,‬عنوان املرجع‪,‬دار الطبع والنشر‪,‬بلد ومدينة الطبع‪,‬سنة الطبع‪,‬رقم الطبعة‪,‬الصفحة‪.‬‬
‫البناء المطبعي ‪:‬‬
‫لنص عبارة على ‪ .....‬فقرة ‪ ,‬و قد فصل بني كل منها بفاصلة ‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬تبدأ من " ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪" ...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تبدأ من " ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪" ...‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ : .....‬تبدأ من " ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪" ...‬‬
‫البناء اللغوي‪:‬‬
‫استعمل املشرع اجلزائري مصطلحات قانونية حبتة تظهر أمهية وفحوى املادة كـ‬
‫التعويض‪......‬‬
‫مع مالحظة أن هناك خطأ ارتكبه الناشر أو املشرع يف الرتمجة حيث الكلمة ‪ ....‬ال‬
‫تقابل ‪ .....‬و ‪..‬‬
‫‪94‬‬
‫البناء المنطقي‪:‬‬
‫نالحظ ان املادة بدأت بكلمة "‪ " .....‬وهنا‪ . .....‬نسنتج أن املادة اعتمدت أسلوبا‬
‫شرطيا‪.....‬مراعاة تسلسل االفكار ترتيبها‪...‬‬
‫*المصدر المادي ‪:‬أي أصل وضعه إن كان نصا تشريعيا أو أصل املبادئ اليت تعتمد عليها إن كان‬
‫نصاً فقهيا حبيث أن املعلق يبحث مبن تأثر املشرع أو الكاتب‪:‬‬
‫‪-‬فإذا كان النص تشريعيا فمعلوم أن املشرع اجلزائري متأثراًبكل من املشرع املصري والفرنسي‬
‫فيذكر املعلق نص املادة حمل التعليق والنص املقابل له يف كل من التقنني املصري والفرنسي‪.‬‬
‫‪-‬أما إذا كان النص فقهي اً فإن شخصية الكاتب تبني املذهب الذي تنتمي إليه أو القوانني اليت تأثر‬
‫هبا الكاتب‪.‬‬
‫‪ -3‬التحليل الموضوعي‪:‬يقتضي دراسة النص من حيث املضمون بالوقوف على األفكار األساسية‬
‫يف النص وحتليله ا ملناقش تها فيم ا بع د وجيب أن ي راعى يف ه ذا التحلي ل م ايلي‪:‬‬
‫‪-‬شرح املصطلحات القانونية املهمة يف النص‪.‬‬
‫‪-‬استخراج الفكرة العامة ويقصد هبا املعىن اإلمجايل‪.‬‬
‫بغرض حتديد إطار املسألة املراد مناقشتها حىت ال خيرج املعلق عن املوضوع‪.‬‬
‫‪-‬استخراج األفكار األساسية للنص وألجل ذلك يستحسن تقسيم النص تقسيماً منطقياً‪.‬‬
‫‪*2‬المرحلة التحريرية ‪ :‬يف هذه املرحلة يضع املعلق خطة مناسبة ملناقشة املسألة القانونية املعروضة‬
‫من خالل النص مث خيرج يف اخلامتة بنتائج التعليق كما هو مفصل فيمايلي‪:‬‬
‫‪-1‬اخلطة‪ :‬اهلدف منها مناقشة النص مناقشة حتليلية ويعتمد يف هيكلة اخلطة على األفكار اليت‬
‫استخرجها من النص‪.‬‬
‫‪-2‬املناقشة‪:‬تتم مناقشة املسألة القانونية بتحديد ما جاء يف عناوين اخلطة بدءاً من املقدمة مروراً‬
‫بصلب املوضوع منتهياً خبامتة‪.‬‬
‫أ‪-‬املقدمة‪ :‬يعرض فيها املعلق املسألة القانونية املراد مناقشتها باختصار مع بيان أمهيتها‪.‬‬
‫ب‪-‬صلب املوضوع‪ :‬هنا يتعرض ملناقشة النص عرب مباحث ومطالب بناءا على املعلومات املستقاة‬
‫‪95‬‬
‫من احملاضرة(الدرس) أو املراجع أو الثقافة القانونية العامة وعليه أثناء ذلك أن يشرح أفكار النص‬
‫ويقوم بانتقادها وإبداء رأيه فيها مع التربير‪.‬‬
‫ج‪-‬اخلامتة‪:‬يلخص فيها املعلق موضوع املسألة القانونية املعروضة يف النص يف فقرة يليها عرض‬
‫للنتائج اليت توصل إليها وموقفه من رأي الكاتب أو املشرع مع عرض البديل‪.‬‬
‫التحليل الشكلي‬
‫نص القانوني المادة ‪:‬‬
‫‪ ‬كل ‪ ....‬تنص المادة ‪ ...‬على ‪:‬‬
‫موقع النص القانوني ‪:‬‬
‫يقع هذا النص ( املادة ‪ ) ....‬يف قانون ‪ .....‬املعدل و املتمم يف ‪. ................. :‬‬
‫و قد جاء يف الكتاب ‪ .....‬منه عنوانه ‪ ، ......‬من الباب ‪ ....‬وعنوانه ‪ ،.....‬يف الفصل ‪.....‬‬
‫وعنوانه ‪ .....‬من القسم األول حتت عنوان ‪.......‬‬
‫البناء المطبعي ‪:‬‬
‫لنص عبارة على ‪ .....‬فقرة ‪ ,‬و قد فصل بني كل منها بفاصلة ‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬تبدأ من " ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪" ...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تبدأ من " ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪" ...‬‬
‫الفقرة ال‪ : .....‬تبدأ من " ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪" ...‬‬
‫البناء اللغوي والنحوي‪:‬‬
‫استعمل املشرع اجلزائري مصطلحات قانونية حبتة تظهر أمهية وفحوى املادة كـ التعويض‪......‬‬
‫مع مالحظة أن هناك خطأ ارتكبه الناشر أو املشرع يف الرتمجة حيث الكلمة ‪ ....‬ال تقابل ‪ .....‬و‬
‫البناء المنطقي‪:‬‬
‫نالحظ ان املادة بدأت بكلمة "‪ " .....‬وهنا‪ . .....‬نسنتج أن املادة اعتمدت أسلوبا‬
‫شرطيا‪.....‬مراعاة تسلسل االفكار‪...‬‬

‫‪96‬‬
‫التحليل الموضوعي‬
‫حتليل مضمون النص‪ :‬يتضح من هذه املادة أن‬
‫حتديد اإلشكالية ‪ :‬ومن هذه املادة ميكن طرح اإلشكال التايل ‪ :‬ما هي ‪ .. . . . .. .‬؟‬
‫‪ :‬التصريح بخطة البحث‬
‫و هي إجابة معمقة ملا طرح يف اإلشكالية و أحسن خطة هي اليت حتوي مبحثيني لكل منهما‬
‫مطلبان‬
‫‪:‬المقدمة‬
‫نصت املواد من املادة ‪ 124‬اىل املادة ‪ 133‬من القانون املدين اجلزائري على املسؤولية عن‬
‫األعمال الشخصية وهو نوع من أنواع املسؤولية التقصريية واليت تشمل احلطأ‪ ،‬الضرر والعالقة‬
‫‪.‬سببية‬
‫‪-‬تحديد موقع النص ‪1‬‬
‫النص هو عبارة عن املادة ‪ 124‬من الكتاب الثاين عنوانه االلتزامات والعقود‪ ،‬من الباب األول‬
‫وعنوانه مصادر االلتزام‪ ،‬يف الفصل الثالث وعنوانه العمل املستحق للتعويض من القسم األول حتت‬
‫‪.‬عنوان املسؤولية عن األعمال الشخصية‬
‫التحليل الشكلي‪2-‬‬
‫البناء المطبعي‪ :‬النص عبارة على فقرة واحدة تبدأ من " كل عمل ‪ "....‬وتنتهي عند " ‪- ...‬‬
‫‪ " .‬حدوثه بالتعويض‬
‫البناء اللغوي والنحوي‪ :‬استعمل املشرع اجلزائري مصطلحات قانونية حبىت تظهر أمهية ‪-‬‬
‫‪.‬وفحوى املادة كالضرر‪ ،‬التعويض‬
‫البناء المنطقي‪ :‬نالحظ أن املادة بدأت بكلمة "كل عمل "وهنا أي مجيع األعمال وربطها ‪-‬‬
‫‪ .‬حبرف واو يف "ويسبب"‪ ،‬أي األعمال اليت تسبب ضررا‪ .‬نستنج أن املادة اعتمدت أسلوبا شرطيا‬

‫‪97‬‬
‫تحليل مضمون النص‪3-‬‬
‫يتضح من هذه املادة أن املسؤولية التقصريية عن األعمال الشخصية ال تقوم إال على توافر أركاهنا‬
‫واليت تتمثل يف اخلطأ‪ ،‬والضرر‪ ،‬والعالقة سببية‪ .‬وإذا توافرت أركاهنا كان مرتكب اخلطأ مسؤوال‬
‫‪.‬بالتعويض عن األضرار اليت ترتبت على خطئه‬
‫مع مالحظة أن النص العريب هلذه املادة مل يرد فيه ذكر عبارة اخلطأ بشكل صريح وإمنا أشار إليه يف‬
‫" كل عمل أيا كان يرتكبه املرء ويسبب ضررا" غري أن الفرنسي ألزم من حصل الضرر خبطئه على‬
‫تعويض هذا الضرر‪ .‬مما يؤكد أن املشرع اجلزائري قد اعتنق نظرية املسؤولية القائمة على أساس‬
‫‪.‬اخلطأ‬
‫تحديد اإلشكالية ‪4-‬‬
‫ومن هذه املادة ميكن طرح اإلشكال التايل‪ :‬ما هي أركان وآثار املسؤولية التقصريية ؟‬
‫ـ ـ ـ التصريح بالخطة ـ ـ ـ‬
‫المبحث األول ‪ :‬أركان المسؤولية التقصيرية عن األعمال الشخصية‬
‫املطلب األول ‪ :‬ركـن اخلطـ ــأ‬
‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬حتديد اخلطأ الذي يوجب املسؤولية‬
‫‪.‬الفرع الثاين ‪ :‬أركان اخلط ــأ‬
‫‪.‬الفرع الثالث ‪ :‬حاالت انتفاء اخلطأ‬
‫‪.‬الفرع الرابع ‪ :‬تطبيقات خمتلفة لفكرة اخلطأ‬
‫‪.‬املطلب الثاين ‪ :‬ركـن الضـ ــرر‬
‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬مفهوم الضرر وأنواعه‬
‫‪.‬الفرع الثاين ‪ :‬شروط الضرر املوجب التعويض‬
‫‪.‬الفرع الثالث ‪ :‬عبء إثبات الضرر‬
‫‪.‬املطلب الثالث ‪ :‬ركـن العالقة السببيـة‬
‫‪.‬املبحث الثاين ‪ :‬آثار املسؤولية التقصريية عن األعمال الشخصية‬
‫‪98‬‬
‫التعلي ق على نص ق انوين ‪ -‬منت ديات احلق وق و العل وم القانونية ‪Read more:‬‬
‫?‪http://www.droit-dz.com/forum/showthread.php‬‬
‫‪t=5544#ixzz2QirmSY7a‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬دعوى المسؤولي ـ ــة‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬جزاء المسؤولية "التعويض"‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أركان المسؤولية التقصيرية عن األعمال الشخصية )(‪)1‬‬
‫أورد املشرع اجلزائري القاعدة العامة يف املسؤولية التقصريية‪ ،‬وهي املسؤولية عن العمل الشخصي‬
‫يف املادة ‪ 124‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬واليت تنص بأنه " كل عمل أيا كان‪ ،‬يرتكبه املرء‬
‫ويسبب ضررا للغري يلزم من كان سببا يف حدوثه بالتعويض))‬
‫ويتبني من هذا النص أن املسؤولية عن العمل الشخصي هي تلك اليت ترتتب على عمل يصدر من‬
‫املسؤول نفسه وأن املسؤولية التقصريية كاملسؤولية العقدية أركاهنا ثالثة وهي اخلطأ‪ ،‬والضرر‪،‬‬
‫وعالقة السببية بينهما‪ ،‬كما يتضح بأن أساس هذه املسؤولية هو اخلطأ‪ ،‬الواجب االثبات‪ ،‬وعلى‬
‫املضرور إثباته‪ ،‬فإذا ثبت اخلطأ وترتب عليه ضرر للغري فإن مرتكبه يلتزم بتعويض الغري عن هذا‬
‫الضرر‪ ،‬وللقاضي األساس حق تقدير قيام اخلطأ‪ ،‬كما له حق تقدير إنتفائه‪ ،‬غري أنه خيضع لرقابة‬
‫احملكمة العليا يف عملية تكييفه القانوين‪.‬‬
‫وسنتناول فيما يلي األركان الثالثة للمسؤولية التقصريية يف ثالث مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ركـن الخط ـ ــأ‬
‫الفرع األول ‪ :‬تحديد الخطأ الذي يوجب المسؤولية‪:‬‬
‫لقد اختلفت وتعددت اآلراء يف حتديد اخلطأ الذي يوجب املسؤولية‪ ،‬واملستقر عليه فقها وقضاءا‬
‫آلن أن اخلطأ يف املسؤولية التقصريية هو إخالل الشخص بالتزام قانون مع إدراكه هلذا اإلخالل‬
‫فهو إخالل بالتزام قانوين أي مبعىن االحنراف يف السلوك املألوف للشخص العادي‪ ،‬ويتمثل هذا‬
‫االلتزام يف وجوب أن يصطنع الشخص يف سلوكه اليقظة والتبصر حىت ال يضر بالغري فإذا احنرف‬

‫‪99‬‬
‫عن هذا السلوك الواجب وكان مدركا هلذا االحنراف كان هذا منه خطأ يستوجب مسؤوليته‬
‫التقصريية‪ ،‬واستقر أغلب الفقهاء على ان اخلطأ هو اإلخالل بالتزام قانوين مع اإلدراك بأنه يضر‬
‫بالغري‪)3(.‬‬
‫وبالرجوع إىل املشرع اجلزائري يتضح لنا بأنه جيعل اخلطأ األساس الذي تقوم عليه املسؤولية املدنية‬
‫بصفة عامة وهذا دون أن يعرف ماهية اخلطأ‪ ،‬ملا فيه من الدقة والصعوبة‬
‫واقتصر على نص املادة ‪ 124‬ق م ج‪ ،‬وهذا يف عبار " كل عمل أيا كان يرتكبه املرء ويسبب‬
‫ضررا" وكذا نص املادة ‪ 125‬فقرة األوىل من ق م ج‪ " ،‬يكون فاقد األهلية مسؤوال عن أعماله‬
‫الضارة مىت صدرت منه وهو مميز" ‪.‬‬
‫ومن هنا يتضح أن اخلطأ يف املسؤولية التقصريية يقوم على ركنني أوهلما مادي وهو التعدي أو‬
‫االحنراف والثاين معنوي نفسي وهو اإلدراك والتمييز‪ .‬إذ ال خطأ بغري إدراك‪.‬‬
‫هوامش ‪:‬‬
‫(‪ )1‬د‪ /‬بلحاج العريب‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬ج ‪ ،2‬د م ج‪ ،‬ط‬
‫‪ ، 1999‬ص‪. 61 ،60 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪. 63 :‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬خليل أمحد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز يف شرح القانون املدين اجلزائري‪ ،‬مصادر اإللتزام ‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫د م ج ‪ ،1994‬ص‪. 242 :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أركان الخط ــأ‬
‫أوال ‪ :‬الركن المادي (التعدي(‬
‫التعدي هو اإلخالل بااللتزام القانوين العام بعدم اإلضرار بالغري‪ .‬أي هو كل احنراف عن السلوك‬
‫املألوف للرجل العادي فهو جتاوز للحدود اليت جيب على الشخص التزامها يف سلوكه ومثال ذلك‬
‫أن القانون يوجب إضاءة السيارات ليال وعدم جتاوز حد معلوم من السرعة‪ ،‬ففي مثل هذه‬
‫األحوال يعترب اإلخالل بااللتزام القانون تعديا‪ ،‬ويقع التعدي إذا تعمد الشخص اإلضرار بغريه أي‬
‫عن قصد‪ ،‬كسائق سيارة يقوم بدهس غرميه عمدا وهو ما يسمى باجلرمية املدنية كما يقع التعدي‬
‫‪100‬‬
‫دون قصد نتيجة لإلمهال أو التقصري كسائق سيارة يتجاوز السرعة املقررة فيدهس أحد األشخاص‬
‫وهو ما يسمى بشبه اجلرمية املدنية‪)2(.‬‬
‫والسؤال املطروح يف التعدي‪ ،‬هو مىت يعترب اخلطأ الذي صدر عن اإلنسان تعديا على التزام قانوين؟‬
‫أو ما هو املعيار الذي من خالله نقيس أعمال الشخص الذي يقوم هبا‪ ،‬إذا كانت متثل إخالال‬
‫بالتزام قانون أم ال ؟(‪)3‬‬
‫وهذا املعيار إما أن يكون ذاتيا أو موضوعيا ‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا أخذنا باملعيار الشخصي الذايت‪ ،‬فإننا ننظر اىل الشخص الذي وقع منه السلوك فيجب‬
‫العتبار هذا السلوك أو العمل تعديل أن نضع يف نظرنا عدة اعتبارات منها السن واجلنس واحلالة‬
‫االجتماعية وظروف الزمان واملكان احمليطة بارتكابه التعدي أي عند حماسة الشخص عن اعماله‬
‫ننظر اىل تقديره للعمل الذي ارتكبه أي أن الشخص ال يكون مرتكبا خلطأ قانون إال إذا أحس هو‬
‫أنه ارتكب خطأ فضمريه هو دليله ووازعه‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا أخدنا باملعيار املوضوعي يفرتض استبعاد االعتبارات السابقة وننظر إىل سلوك هذا‬
‫الشخص بسلوك األشخاص الذين يتعامل معهم ويعايشهم‪ ،‬ونقيس هذا السلوك بأوسط الناس أي‬
‫بالشخص العادي الذي ال يتمتع بذكاء خارق ويف نفس الوقت ليس حمدود الفطنة خامل اهلمة‪،‬‬
‫يعترب العمل تعديا "خطأ" إذا كان الشخص العادي ال يقوم به يف نفس الظروف اليت كان فيها‬
‫الشخص املسؤول وال يعترب العمل تعديا "اخلطأ" إذا كان الشخص العادي يقوم به‬
‫هوامش‬
‫(‪ )1‬د‪ /‬بلحاج العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪64،65 :‬‬
‫(‪ )3‬د‪/‬خليل امحد حسن قدادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242:‬‬
‫(‪ )4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.242 :‬‬
‫يف نفس الظروف اليت كان فيها الشخص املسؤول‪)1(.‬‬
‫ويالحظ أن املعيار املوضوعي أو معيار الرجل العادي هو املعيار األقرب للمنطق ألن اعتباراته‬
‫‪101‬‬
‫واضحة ومعلومة ال تتبدل وال تتغري بتغري الشخص مما يساعد على ثبات قاعدة التعامل بني الناس‬
‫يف فكرة التعويض‪ ،‬أما األخذ باملعيار الشخصي الذي يبني على اعتبارات ذاتية خفية يستعصي على‬
‫الباحث كشفها‪ ،‬إضافة إىل أهنا ختتلف من شخص آلخر‪.‬‬
‫وبالتايل فاملعيار املوضوعي هو األساس لقياس التعدي وهو املعيار الذي أخذ به املشرع اجلزائري يف‬
‫الكثري من أحكامه فيقاس به اخلطأ العقدي يف االلتزام ببذل عناية (م ‪ 172/2‬ق م ) ‪ ،‬ويفرضه‬
‫املشرع على املستأجر ( م‪ 495‬ق م ) واملستعري ( م‪ 544‬ق م)‪)2(.‬‬
‫ويقع عبء إثبات التعدي على الشخص املضرور (الدائن) وأن يقيم الدليل على توافر أركان‬
‫مسؤولية املدعى عليه ومن بينها ركن اخلطأ‪ .‬وذلك بإثبات أن املعتدي احنرف عن سلوك الرجل‬
‫العادي بكافة طرق اإلثبات مبا فيها البينة والقرائن‪ .‬إال إذا أقام املدين أن عمل التعدي الذي صدر‬
‫منه يعترب عمال مشروعا وذلك من خالل أنه كان وقت ارتكابه للعمل يف إحدى احلاالت إما حالة‬
‫الدفاع الشرعي أو حالة ضرورة‪ ،‬أو حالة تنفيذ أمر صادر عن الرئيس‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الركن املعنوي (اإلدراك)‬
‫وهو الركن الثاين ألركان اخلطأ وهو اإلدراك وجيب أن يكون هذا الشخص مدركا ألعمال‬
‫التعدي اليت قام هبا سواء بقصد أو وقعت منه بغري قصد‪)3(.‬‬
‫واإلدراك مرتبط بقدرة اإلنسان على التمييز‪ ،‬وسن التمييز يف القانون اجلزائري هو ‪ 16‬سنة‪ ،‬فمن‬
‫بلغ سن السادسة عشرة من عمره يكون مسؤوال مسؤولية كاملة على كل أفعاله الضارة‪ ،‬وهذا ما‬
‫قررته املادة ‪ 125‬من القانون املدين اجلزائري الفقرة األوىل‪ ،‬حيث تنص على أن " يكون فاقد‬
‫األهلية مسؤوال عن أعماله الضارة مىت صدرت منه وهو مميز"‪ ،‬أما بالنسبة للذي مل يبلغ سن ‪16‬‬
‫فالقاعدة العامة ال مسؤولية عليه ويتساوى مع الصيب غري املميز واجملنون واملعتوه ومن فقد رشده‬
‫لسبب عارض‪.‬‬
‫ويستثىن بنص املادة ‪ 125/2‬ق م حالتان يكون فيها الصيب غري املميز أو عدمي التمييز مسؤوال عن‬
‫أعماله الضارة بالتعويض وهو حالة عدم وجود مسؤول عن الصيب غري املميز وحالة تعذر احلصول‬
‫على تعويض من املسؤول ويف هذه احلالة يكون للقاضي أن حيكم على من وقع منه الضرر بتعويض‬
‫‪102‬‬
‫عادل مراعيا يف ذلك مركز اخلصوم‪ ،‬ونصت املادة ‪ 125/2‬ق م على " غري أنه إذا وقع الضرر‬
‫من شخص غري مميز ومل يكن هناك من هو مسؤول عنه أو تعذر احلصول على تعويض من‬
‫املسؤول ‪ ،‬جاز للقاضي أن حيكم على من وقع منه الضرر بتعويض عادل مراعيا يف ذلك مركز‬
‫اخلصوم"‪.‬‬
‫هوامش‪:‬‬
‫(‪ )1‬د‪/‬خليل امحد حسن قدادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242:‬‬
‫(‪ )2‬د‪ /‬بلحاج العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.67 :‬‬
‫(‪ )3‬د‪/‬خليل امحد حسن قدادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242:‬‬
‫فهذه املسؤولية ال تقوم على أساس اخلطأ ألن عدم التمييز يكون فاقد اإلدراك وامنا تقوم على‬
‫أساس حتمل التبعة أو التضامن االجتماعي أو مقتضيات العدالة‪ ،‬وهلذا كانت مسؤولية استثنائية‪(.‬‬
‫‪)1‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حاالت انتفاء اخلطأ ‪:‬‬
‫إذا كان األصل يف التعدي أن يعترب عمال غري مشروع ( املادة ‪ 124‬من ق م ) فإن هناك حاالت‬
‫ترتفع فيها عنه هذه الصفة ومن مث ال تقوم املسؤولية رغم ما فيها من أضرار بالغري‪ ،‬وعليه فقد‬
‫تضمن القانون اجلزائري نصوصا تناول فيها حالة الدفاع الشرعي‪ ،‬وحالة الضرورة‪ ،‬وحالة تنفيذ‬
‫أمر الرئيس‪ ،‬إال أن هذه احلاالت ليست واردة على سبيل احلصر‪ .‬ويكون من املمكن انتفاء اخلطأ‬
‫يف حاالت أخرى كما إذا َر ِض َّي املصاب حبدوث الضرر‪ ،‬ونتناول هذه احلاالت كاآليت‪:‬‬

‫‪103‬‬

You might also like