Professional Documents
Culture Documents
محاضرات معدة لطلبة السنة األولي ماستر قانون األعمال يتبع بمحاضرات أخري خاصة بالجانب
التطبيقي والدي تمت معالجتها في الحصص السابقة
2
يتك ون م دلول البحث العلمي لُغ ةً من كلم تني :البحث والعلم .أم ا البحث فه و مص در الفع ل
ث؛ ومعناه طلب ،فتش ،تقصى ،حترى ،سأل ،اكتشف.
املاضي حَبَ َ
أم ا العلم؛ فيع ين املعرف ة والدراي ة واإلدراك للحق ائق .والعلم أوس ع وأمشل من املعرف ة .ف العلم
يع ين اإلحاط ة باحلق ائق الكلي ة ،واملركب ة ،يف حني تع ين املعرف ة اإلملام باحلق ائق اجلزئي ة والبس يطة.
وعليه يطلق العلم عادة على جمموع احلقائق الكلية اليت جتمعها جهة واحدة .مثل علم الكالم ،علم
1
احلساب ،علم الفيزياء ،علم األحياء ،علم القانون...
وتتع دد تع اريف البحث العلمي بني الفق ه .فمنهم من يعرف ه على أن ه ":وس يلة لإلس تعالم
واالستقصاء املنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بفرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة،
باإلض افة إىل تط وير أو تص حيح أو حتقي ق املعلوم ات املوج ودة فعال .على أن يُتب ع يف ه ذا الفحص
واالس تعالم ال دقيق ،خط وات املنهج العلمي ،واختي ار الطريق ة و األدوات الالزم ة للبحث ومجع
البيانات" .2ويعرفه آخر بأنه '':اإلدراك والدراية باحلقيقة و اإلملام هبا فهو يقوم أساس اً على طلب
املعرفة وتقصيها والوصول إليها .ويستند على أساليب ومناهج معينة حبسب طبيعة اجملاالت العلمية
3
املختلفة''.
خصائص البحث العلمي: .2
أ-البحث العلمي بحث ُمنظم :ف البحث العلمي نش اط عقلي منظم ودقي ق وحُم كم .فاملش كالت
والفروض واملالحظات والتجارب والنظريات والقوانني قد جتسدت واكتُش َفت بواسطة جهود
عقلي ة منظم ة ومهي أة ل ذلك .وليس ت ولي دة مص ادفات ،وحتق ق ه ذه اخلاص ية للبحث العلمي
4
عامل الثقة الكاملة يف نتائج البحث العلمي.
رقية سكول ،منهجية إنجاز البحوث العلمية ،دار الخلدونية ،ط، 1الجزائر ،2010 ،ص5 1
عم" ""ار عواب" ""دي ،من" ""اهج البحث العلمي وتطبيقاته" ""ا في مي" ""دان العل" ""وم القانوني" ""ة و اإلداري" ""ة ،ط ،3دي" ""وان المطبوع" ""ات 2
3
ب-البحث العلمي بحث نظ ري :ذل ك أن ه يس تخدم النظري ة إلقام ة وص ياغة الفرض ية ال يت هي بي ان
5
صريح خيضع للتجارب واإلختبار.
ت-البحث العلمي بحث تجريبي :فهو يقوم على أساس إجراء اإلختبار والتجربة.
ث-البحث العلمي بحث ح ركي وتجدي دي(التراكمي ة) :فه و ينط وي دائم ا على جتدي د وإض افة يف
املعرفة وذلك باستبدال معارف قدمية مبعارف حديثة ومتطورة.
ويطلق على هذه اخلاصية بالرتاكمية؛ ومعناها إضافة اجلديد اىل القدمي .فالبحث العلمي أشبه بالبناء
ال ذي يش يد طابق ه ف وق ط ابق ال يلبث الط ابق الس فلي أن يص بح جمرد أس اس يرتك ز علي ه البن اء.
وبذلك تبني لنا الرتاكمية أن احلقيقة العلمية هي حقيقة نسبية؛ أي ان احلقيقة العلمية ال تكف عن
التطور .ففي مرحلة سابقة كانت نظرية العقد تغطي مواضيع القانون اخلاص فقط .بينما اتسعت
النظري ة ح ديثاً لتش مل مواض يع الق انون الع ام وب ذلك أص بح ل دينا اىل ج انب عق د ال بيع العق د
اإلداري.6
ج-بحث تفسيري :فهو يستخدم املعرفة العلمية لتفسري الظواهر بواسطة جمموعة من املفاهيم املرتابطة.
ح-البحث العلمي بحث عام معمم :فاملعلومات واملعارف ال تكتسب الطبيعة العلمية إال إذا كانت
7
حبوث معممة ويف متناول أي شخص مثل االكتشافات الطبية ونظريات املنطق والفيزياء.
.3أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواع البحث العلمي:
ختتلف البحوث العلمية تبع اً للمعيار املعتمد أو الزاوية اليت يُنظر منها إليها .فتصنف حسب
الغرض إىل نظرية وتطبيقية ،وحسب النطاق إىل حملية أو إقليمية أو عاملية ،وحسب التخصص إىل
حبوث قصرية (األعمال التطبيقية ) ومتوسطة(الليسانس،املاسرت) وطويلة ( املاجستري والدكتوراه).
من حيث الغرض: -1
عب " ""د الناص " ""ر جن " ""دلي ،تقني " ""ات ومن " ""اهج البحث العلمي في العل " ""وم السياس" ""ية واالجتماعي " ""ة ،ط ،3دي" ""وان المطبوع " ""ات 5
عمار عوايدي ،المرجع السابق،ص ( * .22كالسرقة والتزوير وغيرها من هاته المشاكل وضياع الوقت)... 7
4
البحث العلمي النظ ري :وال ذي يه دف إىل الوص ول إىل املعرف ة وتط وير العل وم مما يزي د يف أ-
تراكم الرتاث املعريف عرب األجيال .وعليه فالبحث النظري يهدف أساساً إىل اإلحاطة باحلقيقة
العلمية وحتصيلها وفهم أمشل وأعمق هلا.
ويتن اول البحث العلمي النظ ري ع ادة املواد واملوض وعات واألفك ار العلمي ة االدبي ة و اإلجتماعي ة
اليت يطلق عليها العلوم اإلنسانية كعلوم اللغة والنحو واألدب والتاريخ واجلغرافيا والدين....اخل.
وغريه ا من العل وم ال يت حيق ق إع داد البح وث يف موض وعاهتا فوائ د نظري ة واض حة ،وليس فوائ د
تطبيقي ة .ف إجراء دراس ة ح ول العوام ل ال يت ت ؤثر يف حي اة ش اعر ،أو رئيس دول ة تق دم لن ا فائ دة
ألدبية أو تارخيية نظرية فقط ،وال تقدم أية فائدة تطبيقية.8
ب -البحث العلمي التط بيقي :ويس تهدف املعرف ة من أج ل حتقي ق وابتك ار ح ل معني ومقب ول
للقضايا واملشكالت اليت هتم اجملتمع على مستوى امليدان والواقع يف شىت اجملاالت(الرتبية والتعليم،
الص ناعة والزراع ة ،التج ارة واالقتص اد ،النق ل،الربي د واملواص الت ،الق انون .)...وعلي ه ف البحث
التطبيقي يهدف إىل التجسيد العملي لنتائج تقدم العلم ميدانياً حلل املشاكل .9مثال بطاقات الدفع
االلكرتوين يف التشريع اجلزائري جندها يف الكتب وال جندها يف الواقع املعاش ،فيبقى باب املشكل
ُ
مفتوح.10
وباجلمل ة يب دو التكام ل جلي اً بني البح وث العلمي ة التطبيقي ة والنظري ة ،ف البحث التط بيقي ال
حيقق فوائده املرجوة أال إذا استند على البحث النظري ،فالتقدم التكنولوجي الذي هو تطبيق عملي
لنت ائج التق دم العلمي ه و مثرة حبوث نظري ة ُمس بقة ،كم ا أن البحث النظ ري األساس ي يعتم د على
11
معدات وأجهزة تكنولوجية للوصول إىل نتائج علمية جديدة.
من حيث النطاق :تبعا هلذا املعيار ينقسم البحث العلمي إىل نوعني ،حبث علمي أساسي، -2
وحبث علمي عملي.
غازي عناية ،إعداد البحث العلمي ليسانس-ماجستير-دكتوراه ،ط ،1دار الشهاب ،باتنة ،1985 ،ص.18 8
فبطاقات الدفع االلكتروني تقضي على عديد الجرائم كالسرقة والضياع والتزوير والتهرب الضريبي وكذا تس""اهم في 10
5
أ-البحث العلمي األساس ي :ويس تهدف الوص ول إىل املعرف ة العام ة .أي إىل احلل ول العام ة لقضية
عامة معينة ضمن حميط معني .وذلك بدراستها ضمن امليدان العلمي الذي تنتمي إليه تلك القضية
كقضية تلوث املن اخ مثال أو اإلرهاب الدويل .وعادة تنافش كذا دراسات يف ملتقيات دولية أو
إقليمية.
ب-البحث العلمي العملي :ويس تهدف الوص ول إىل املعرف ة اخلاص ة احمللي ة ،وض من نط اق خ اص
يتعلق بإشكالية خاصة يف زمان ومكان حمددين .كاملستهلك االلكرتوين يف التشريع اجلزائري مثالً.
وعادة تنافش كذا دراسات يف ملتقيات وطنية حملية ،أو أيام دراسية.12
من حيث التخصص: -3
تبعا هلذا املعيار يقسم البحث العلمي إىل ثالث أنواع البحث الصفي ،وحبث املاجستري ،وحبث
الدكتوراه.
أ-البحث الص في :ويُع د أثن اء الدراس ة يف أط وار الت درج يف الليس انس أو املاس رت .وه و حبث
ت درييب يقص د من ه ت دريب الط الب اجلامعي على كيفي ة إع داد البح وث ،متهي داً إلع داد حبوث
املاجس تري وال دكتوراه .ول ذا تنص أنظم ة اجلامع ات على ت دريس م ادة املنهجي ة يف ك ل أط وار
الدراسة من الليسانس إىل الدكتوراه .ويستهدف البحث الصفي تدريب الطالب اجلامعي على
إعداد البح وث ،ومن مث تنمية مواهبه وتوسيع مداركه وتنظيم أفكاره ،والتعبري عما جيول يف
فك ره من خ واطر و أفك ار ،ويف أس لوب لغ وي جي د ،س واء من حيث املف ردات املنتق اة ،أو
ُ
اجلُمل أو التعبريات ،أو املصطلحات.
وعلى اعتبار البحث الصفي تدرييب فال تشرتط فيه املثالية ،إمنا تكمن القيمة العلمية هلذا البحث
يف إتب اع الط الب لقواع د وإج راءات ،وخط وات إع داد البحث .ومن مث يف تط بيق التعليم ات
واإلرشادات واملالحظات املعطاة له .ومن املتعارف عليه أن تكون عدد صفحاته ال تتجاوز
الثالثني صفحة.13
6
ب-بحث الماجس تير :وه و حبث ختصص ي أعلى درج ة من البحث الص في ،هدف ه إض افة
اجلديد من العلوم واملعارف .وكذلك متكني الباحث احلصول على جتارب أوسع نطاقا ،وأكثر
دقة يف اإلعداد .فبحث املاجستري امتحان لقدرات الباحث واستعداداته على مواصلة البحث،
والتأليف ومن مثة إضافة اجلديد توطئة إلعداد حبث ال دكتوراه .ولذا تش رتط معظم اجلامعات
لتسجيل املاجستري حصول الطالب يف شهادة الليسانس على تقدير عال.
ولق د ع رفت املادة 43من املرس وم التنفي ذي 1498/254املذكرة بأهنا":تتمث ل املذكرة
املنصوص عليها يف املادة 36أعاله يف إعداد عمل حبث علمي له جانب نظري أو تطبيقي أو
اجلانبان يف آن واحد يتعلق مبوضوع حمدد.
-ينتظ ر من املرتش ح قص د إع داد املذكرة تنفي ذ املن اهج املطابق ة ملقتض يات املوض وعية والدق ة
وعلي ه تبي ان قدرات ه يف املالحظ ة والتحلي ل والتلخيص بعم ل ينج زه وحيرره بالص رامة العلمي ة
الالزم ة وال يك ون االبتك ار فيه ا مطلوب اً أساس اً" .فمن خالل ه ذا النص يت بني لن ا جلي ا أن
املاجس تري هي مرحل ة ت دريب الط الب على اجلانب الش كلي واملنهجي األك ادميي وليس تق دمي
اجلديد كما سوف نراه يف حبث الدكتوراه.
وعدد صفحات املاجستري ال يقل عادة عن 120صفحة.
ولإلش ارة فق ط فلق د ع رفت اجلزائ ر نظ ام كالس يكي ب ه ثالث أط وار ليس انس ماجستري
دكتوراه ،15حيث مت التخلي عنه هنائيا وحل حمله نظام ل.م.د ليسانس ماسرت دكتوراه .وعليه
كل ما أشرنا له خبصوص حبث املاجستري ينطبق على حبث املاسرت.16
المرس""وم التنفي""ذي 98/254الم""ؤرخ في 17اوت 1988يتعل""ق ب""التكوين في ال""دكتوراه وم""ا بع""د الت""درج المتخص""ص 14
والتأهيل الجامعي.
راجع عمار بوضياف ،المرجع في كتابة البحوث القانونية ،ط ،1دار جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2014 ،ص 15
.166
المرس ""وم التنفي ""ذي 08/265الم ""ؤرخ في 19اوت 2008يتعل ""ق بنظ ""ام الدراس ""ات للحص ""ول على ش ""هادة الليس ""انس 16
وش"هادة الماس"تر وش"هادة ال"دكتوراه .انظ"ر الم"ادة 9من""ه ":تت""وج الدراس"ات من اج"ل الحص"ول على ش"هادة الماس""تر بتحري"ر
مذكرة ومناقشتها امام لجنة .تحدد كيفية اعداد ومناقشة مذكرة الماستر بقرار من الوزير المكلف بالتعليم العالي".
7
ولقد عرفت املادة 2من القرار رقم 362مذكرة املاسرت بأهنا":هتدف مذكرة املاسرت إىل تنمية
ق درات املرتش ح على الربهن ة والتفك ري العلم يني واالس تنتاج وش رح نت ائج األح داث والوق ائع
وتدوينها يف شكل قابل لالستغالل".17
ج-بحث الدكتوراه:
وه و أعلى حبث ختصص ي ،وه و قم ة البح وث العلمي ة .غرض ه إض افة اجلدي د واألك ثر عمق اً
وأصالة يف ميدان العلوم ،والذي من شأنه أن يثري املكتبة بأفكار جديدة ،ونظريات مبتكرة
وجزئي ات علمي ة كث رية .ويكمن هدف ه األمسى يف تك وين الشخص ية العلمي ة اجلادة لب احث
الدكتوراه .وبالتايل الرجوع إليه كمرجع علمي ،يتحمل مسؤولية املسامهة يف النهضة العلمية
جملتمعه ضمن ختصصه.18
ولقد عرفت املادة 55من املرسوم 98/254األطروحة بأهنا ":تتمثل أطروحة الدكتوراه يف
إعداد عمل مبتكر نشر على األقل مرة واحدة يف جملة علمية ذات اهتمام معرتف به وذات جلنة
ق راءة ،ومت وج بتحري ر أطروح ة ومناقش تها" .أي حيت وي على عنص ر اجلدة واإلض افة للبحث
العلمي.
ويف نفس اإلطار تنص املادة 52من املرسوم ":98/254هتدف األطروحة لنيل الدكتوراه اىل
تكريس قدرات املرتشح لتحقيق عمل حبث مبتكر ذي مستوى قيم واملسامهة بصفة معتربة يف
حل املشاكل العلمية والتكنولوجية واالجتماعية واالقتصادية.
-جيب أن تق دم األطروح ة بالض رورة مس امهة يف تط وير املع ارف أو ت ؤدي اىل تطبيق ات
جديدة".
وعلي ه ختتل ف ال دكتوراه عن املاس رت واملاجس تري يف تق دمي اجلدي د يف مواض يع مبتك رة ،وليس
رسكلة معلومات قدمية.
-4أدوات البحث العلمي:
قرار الوزير المكلف بالتعليم العالي رقم 362المؤرخ في 9جوان 2014يحدد كيفية إعداد ومناقشة مذكرة الماستر 17
8
هي جمموع ة الوس ائل والط رق واألس اليب و اإلج راءات املختلف ة ال يت يعتم د عليه ا يف
احلص ول على البيان ات الالزم ة واملعلوم ات إلمتام وإجناز البحث ح ول موض وع معـني.
-1العينات -2،املالحظات -3،املقابالت -4،أساليب القياس لالجتاهات والعالقات االجتماعية،
19
-5االستبيانات -6،املصادر واملراجع -7،اإلحصائيات.
-5أغراض وأهداف البحث العلمي:
إن تطور البحث العلمي واالهتمام به يعد الفيصل بني التقدم والتخلف خاصة يف الوقت الراهن
يف ظ ل التط ورات العلمي ة والتكنولوجي ة احلديث ة .ول ذلك تتع دد أه داف البحث العلمي وختتل ف
فنذكر من أمهها :
البحث العلمي أداة هام ة يف زي ادة املعرف ة واس تمرار التق دم العلمي وتط وره ومس اعدة -1
20
اإلنسان على التكيف مع بيئته وحل مشكالته والوصول إىل أهدافه.
اكتش اف أفك ار حقيقي ة و ملم ة عن ج وهر املوض وع عن طري ق كش ف احلق ائق ،وإث راء -2
املعلوم ات أو بي ان ص حة أو خط أ النظري ات املوج ودة ،وتط وير الواق ع بن اءاً على احلق ائق
املحصل عليها.
ُ
-3يعم ل البحث العلمي على تفعي ل ورف ع كف اءة املوارد البش رية واس تغالل املوارد املادي ة يف
إطار التكنولوجيات احلديثة (األبواب االلكرتونية باجلامعات) ،وكذا تعزيز عالقات التعاون
بني ال دول يف إط ار تنمي ة العالق ات االقتص ادية (ج واز الس فر البيوم رتي) ،وح ل املش اكل
اإلقليمية والدولية لإلنسانية كالطاقة واألمن والبيئة والعوملة....
ي ؤدي البحث العلمي بالب احث إىل ق درة االس تنتاج العقلي ل دى الب احث وترتف ع روح -4
االبتكار واإلبداع لديه ،وهبذا تتكون فيه الشخصية العلمية القادرة على النقد املوضوعي
والتحلي ل ،كم ا يكتس ب املنط ق الس ليم ويرف ع كفاءت ه يف التعب ري عن رأي ه وآراء الغ ري
بأسلوب صحيح.
9
يُع ّود الط الب أو الب احث على ارتي اد املكتب ات و التعام ل معه ا ،ويرف ع من قدرات ه على -5
21
التفكري واستكمال املواضيع اليت مل يتناوهلا األستاذ يف املادة املدرسة بتوسع.
ُ
-6مقومات البحث العلمي
ترتبط أمهية البحث العلمي إىل حد كبري بتحديد مقوماته األساسية.
ومنها:
أوالً :حتديد مشكلة البحث.
ثانياً :اجلدة واإلبتكار.
ثالثاً :إضافة معارف جديدة.
رابعاً :أمهية البحث.
خامساً :أصالة البحث.
سادساً :إمكانية البحث.
سابعاً :استقاللية البحث.
ثامناً :توافر مصادر البحث.
أوالً :تحديد مشكلة البحث.
تعين مشكلة البحث :موضوعات ،ومشكالت ،وجماالت ،وأفكار البحث العلمية .وهي إحدى
مقوم ات البحث األساس ية ،يس اهم حتدي دها يف بل ورة ،وتوض يح أمهي ة البحث ،واالفرتاض ات
ال يت يس تند إليه ا ،ونوعي ة املعلوم ات ،والبيان ات ،والوس ائل ،والعين ات ،واألمثل ة ،والتج ارب،
واألساليب وأنواع املناهج العلمية اليت يُستعان هبا يف إعداد البحث.
ويتوقف حتديد مشكلة البحث على عوامل منها:
-1نوعية العلم :أي نوعية املعرفة ،واجملال العلمي موضوع البحث .حيث تثري جماالت العلم،
واملعرف ة العدي دة العدي د من املش كالت ال يت جيب أن تك ون حمل البحث ،واالستقص اء،
والدراس ة .وك ذلك تث ري اإلجنازات العدي دة يف جماالت املعرف ة ،والعل وم اإلنس انية العدي د من
10
املع ارف ،واحلق ائق العلمي ة ،وبالت ايل العدي د من املشكالت يف خمتل ف املي ادين العلمي ة .ومن مث
فإن نوعية العلم أو املعرفة تساعد إىل حد كبري يف حتديد نوعية املشكلة املدروسة.
-2التخص ص العلمي :حيث يعكس اإلملام الكب ري ،والدراي ة باملش كالت حمل البحث،
والدراس ة .فالب احث املتخص ص يس تطيع أن يُلم ويالح ظ العدي د من املش كالت غ ري احمللول ة،
وجماالت العلم غري املطروقة ،ويضع يده على الكثري من املوضوعات ،واألفكار اجلديدة ،ومنها
اليت تثريها املقاالت ،والدوريات ،وامللخصات والتقارير ،وامللتقيات والندوات العلمية.
-3المي ل العلمي :وه و حب االس تطالع العلمي ،وه و أح د املقوم ات ال يت تث ري املي ل
لالس تطالع ،لدراس ة مش كلة علمي ة م ا ،ومن مث إجياد احلل ول هلا وه و حج ر الزاوي ة يف نوعي ة
البحث حيث حيفز الباحث على جدة البحث والتقصي ،وإىل اجلدة يف إجياد احللول ملشكلة ما
تص ادفه ،وهلا عالق ة بتخصص ه أو ملق ال ق د حيت وي على أفك ار خاطئ ة غ ري مقبول ة ،مما ي ؤدي
بالتايل إىل تولد أفكار جديدة ،أو مشكالت جديدة.22
وقد تكون املشكلة حمل البحث عبارة عن مالحظات الباحث امليدانية ،وجتاربه اليومية ،فيدفعه
ميل ه أو اهتمام ه احلر إىل اجلِ ّدة يف إجياد احلل ول للمش كالت املتول دة عنه ا .ومنه ا على س بيل
املثال :نظام االمتحانات ،وهل هو معيار سليم لتقومي الطالب؟ أو األسلوب ،واملنهج الدراسي
املتبع ،وهل هو مالئم ومناسب لتوصيل املعلومات إىل أذهان الطالب ؟
-4الهدف العلمي :كان يتمثل يف رغبة الباحث الوصول إىل نظرية علمية جديدة ،أو قانون
جدي د ،أو اخ رتاع جدي د ميكن االس تفادة منه ا بالنس بة للب احث نفس ه ،أو بالنس بة لإلنس ان.
وذلك :كاخرتاع آلة يستفاد منها يف إطار التدريس .أو التوصل إىل نظرية أو قانون يستفاد منه
يف توفري الطاقة بأقل التكاليف ،وغريها.
-5الموضوع العلمي :يساهم حجمه ونوعيته يف حتديد مشكلة البحث ،فكلما كان حجم
املوضوع العلمي أقل ،وكلما كانت األفكار ،واملشكالت اليت تثريها أقل ،كلما كانت الفرصة
أكرب يف إجياد احللول هلا .أي كلما كانت الفرصة أكرب يف حتديد املشكلة حمل البحث.
11
وكذلك كلما كانت نوعية املوضوع العلمي حمددة ،ومشكالته وأغراضه املقصودة معروفة،
كلما كانت الفرصة ساحنة أكثر ،لوضع احللول للمشكلة.
وي رى بعض املفك رين ص ياغة غ رض الدراس ة لن وع معني من املوض وعات العلمي ة يف ش كل
استفس ارات تس اهم اإلجاب ة عليه ا يف إجياد احلل ول .ومنه ا على س بيل املث ال :االستفس ار عن
أسباب انتشار جرمية خطف وقتل األطفال يف اجملتمع اجلزائري ،؟ وهل هي مسؤولية الدولة؟
أو اآلباء؟ او اجملتمع ....،اخل ،ولعل وضوح الرؤيا بالنسبة لنوعية املوضوع الدراسي يساهم إىل
حد كبري يف حتديد املشكلة املعينة.
ثانياً :الجدة واالبتكار
من مقوم ات البحث األساس ية ،أي يك ون جدي داً ،ومبتك راً ،ويض يف مع ارف جدي دة.
فال يكون منقوالً ،أو تقليداً ،أو ترمجة ،أو تكراراً.
وال تعين جدة البحث بالضرورة أن يكون غري مطروق من قبل .ولكن جيب أن تتناول الدراسة
جزئي ة علمي ة ،أو فك رة ،أو مش كلة متعلق ة ب البحث ،ومل تط رق من قب ل ،حيث أن معظم
البح وث ح ىت املطروق ة جيد فيه ا الب احث كث رياً من املش كالت ،واجلزئي ات ال يت مل تبحث.
وتتن اول ج دة البحث أيض اً زيادة إىل اإلضافة اجلديدة أموراً أخ رى :ك رتتيب املادة املطروقة،
وترتيب جزئياهتا ،وموضوعاهتا ترتيباً جديداً ،وتنظيمها ،وكاالهتداء إىل أسباب جديدة حلقائق
قدمية ،وجماالت جديدة لنظريات قائمة ،وقوانني متبعة ،وكأدوات جديدة ملعمل قائم.
ثالثاً :إضافة معارف جديدة
وهذا يتوقف على نوعية املشكلة موضوع البحث .فمن البحوث ما يثري العديد من املشكالت،
وتقص يها إض افات جدي دة ،وكث رية إىل مي ادين العل وم
واملوض وعات العدي دة ال يت ي وفر حله اّ ،
واملعرف ة .ومن هن ا فليس ك ل حبث ج دير باالستقص اء ،ح ىت ول و ت وفرت في ه عناص ر اجلدة،
واالبتكار .وعلى الباحث أن يتقصى حقيقة عناصر حبثه ،وهل لديها إضافات جديدة ،مليادين
املعارف اإلنسانية .يتساوى يف ذلك اجملاالن العلميان النظري ،والتطبيقي.
رابعاً :أهمية البحث
12
ينطبق هذا على البحث وعلى الباحث على حد سواء.
فأص الة البحث تنب ع من أمهيت ه ،وأمهي ة املش كالت ال يت يثريه ا .واملوض وعات ال يت يتناوهلا،
واجملاالت اليت ميتد إليها .وكذلك قيمة هذه املشكالت بالنسبة للمجتمع ،وبالنسبة لغريها .من
مشكالت العلوم األخرى ،وبالنسبة الهتمامات اآلخرين هبا.
وترتبط أصالة البحث أيضاً مبدى اهتمامات الباحث نفسه بالبحث ،ومبدى محاسه له .ومن هنا
حيظ ر على الب احثني وعلى األخص يف الدراس ات العلي ا البحث يف موض وعات ال أمهي ة هلا من
الناحية العلمية ،أو ال تثري اهتمامات ،ومحاسة الباحثني هلا
خامساً :أصالة البحث
وهي من ُم ّقومات البحث األساسية ،وتتبلور يف جدية ،وأصالة اإلسهامات العديدة ويف ميادين
املعارف اإلنسانية ،ويف أصالة ،واستقاللية األفكار اليت ينبين عليها البحث ،فالبحث أألصيل
يستند إىل أفكار جديدة ،وآراء مستحدثة ،وليس إىل جمرد سرد آراء وأفكار لبــاحثني آخرين،
ويف قوالب جديدة ،أو تلخيصها .ولكن جيوز للباحث أن يستند إىل آراء وأفكار وملخصات
اآلخرين ،وكذلك الدراسات ،والتعليقات املتصلة مبوضوع معني ،واالستنتاجات املنبثقة عنها
يف تك وين األفك ار اخلاص ة ب ه ،وص ياغة االفرتاض ات العلمي ة ،واإلتي ان ب الرباهني ،واألدل ة،
والبيانات اليت تدعم أفكاره ،وحلوله ،ووجهات نظره حول املسألة املطروحة للبحث.
وتتوقف أصالة البحث أيضاً على موضوع البحث نفسه؛ فكلما كان جديداً مبتكراً ،وذا قيمة
علمي ة أك ثر وارتباط اً باهتمام ات اجملتم ع ويف علوم ه ،ونظريات ه ومش اكله وحلول ه ،ومس تحقا
للجهد الذهين ،واجلسماين ،املادي املبذول فيه ،كلما كان البحث أصيالً.
وتتبل ور أص الة البحث أيض اً يف تناول ه ملب ادئ املوض وعية بعي داً عن أه واء التح يز واالحنراف
الذايت.
سادساً :إمكانية البحث
وتع ين ع دم اخلوض يف موض وعات معق دة ،وغامض ة ،ومتش عبة تتف وق على ق درة الب احث يف
يقوم قدراته ،وإمكانياته العلمية ،وكذلك قدراته على
البحث ،ومن هنا جيب على الباحث أن ّ
13
البحث ،والتقص ي ،والتن اول عن د اختي ار موض وع الدراس ة .وعلي ه أن يس أل نفس ه إذا ك ان
باس تطاعته إع داد البحث ؟؟ فاالن دفاع غ ري املنض بط ،والرغب ة االرجتالي ة ،والتش وق األعمى
للبحث يف مسألة ،أو موضوع ما قد ال يتفق يف حجمها مع حجم الصعوبات املتعلقة بإجراء
الدراس ة .فكث ري من املوض وعات ،والبح وث تك ون مث رية ،وش يقة ،ولكن يص عب حبثه ا ،ب ل
ويص عب حتقي ق املعلوم ات واحلق ائق املتص لة هبا ،إم ا لقص ور وس ائل البحث مادي ة ك انت أو
معنوية ،أو لغموضها ،وتشعبها أو لضخامة مشكالهتا.
وتتوقف إمكانية البحث أيض اً على قدرة الباحث يف حتديد املعاين ،واملصطلحات املستعملة يف
صياغة البحث.
سابعاً :استقاللية البحث
وتعين أحقية ،وأسبقية الباحث يف استقالليته بإع داد البحث .وهذا عنصر أخالقي يربز مدى
تقيد الباحث بقواعد املوضوعية العلمية ،وقاعد السلوك األديب يف اإلعداد .فقواعد األخالقية
العلمية تقتضي استقاللية كل باحث يف موضوع .أو حبث له أحقية السبق يف إعداده ،ودون
تعد على حقوق الغري.
ومن هن ا ف إن أنظم ة اجلامع ات حترص على ت دعيم ه ذا املب دأ ،وحتظ ر على الب احثني
التع دي"الس رقة العلمي ة" ،والبحث يف موض وعات س بق حبثه ا؛ وب ذلك فهي حترص على نش ر
أمساء الباحثني ،وحبوثهم املسجلة ،أو املناقشة يف سجالت ،ودوريات خاصة بذلك.
ال ش ك أن االش رتاك يف حبث واح د ،أو االعتم اد على حبث واح د يف إع داد البح وث الكث رية
من ش أنه أن يفتت اجله د ،وأن يض يع الفائ دة املرج وة .وال ش ك أيض اً أن قواع د األخالق
العلمية ،وقواعد االلتزام األديب يف ميادين البحوث حتظر على أي باحث ،ومهما كانت درجته
العلمية أن جيزي دراسة يف موضوع ما .أو يبحث مشكلة سبقه إليها زميل آخر .وتنص كثري
من الق وانني على عقوب ة االعت داء على حق وق الغ ري يف الت أليف ،والبحث وفيم ا يع رف ب احلق
األديب للبحث العلمي.
ثامناً :توافر مصادر البحث
14
أن ه ألم ر ض روري أن تت وافر مص ادر ،ومراج ع البحث موض وع الدراس ة ،وإال تنتفي مق درة
الباحث على اإلعداد .وعلى الباحث أن يتجنب البحوث ذات املصادر واملراجع القليلة ،واليت
ال تس عفه يف البحث .وك ذلك املوض وعات الغامض ة ال يت يص عب معه ا حتدي د املراج ع ذات
العالق ة .وتع ين كلم ة مص ادر الكتب القدمية واحلديث ة ،واملخطوط ات ،والرواي ات :ك اجملالت
واجلرائد ،وكذلك كتب الرتاجم ،وغريها.
/7تطور البحث العلمي عبر التاريخ :ميكن تقسيمها إىل ثالث مراحل أساسية:
مرحلة التفكري البدائي. -1
مرحلة التفكري الديين أو امليثافيزيقي -2
مرحلة التفكري الوضعي -3
/1مرحلة التفكير البدائي :وتعد هاته املرحلة أول عهد يدخل فيه اإلنسان يف جتمعات بشرية
وميارس حياته االجتماعية بدافع الفطرة .فاإلنسان البدائي اضطر بدافع غرائزه إىل التجمع بأمثاله
لصد عدوان الطبيعة ومقاومة حتدياهتا وخماطرها ،ويف ظل هذا مل يكن هلذا اإلنسان من فكر وعلم
يصارع بواسطته ويستلهم منه خطة حتميه وتضمن حاجياته .وهبذا واجه اإلنسان البدائي قساوة
الطبيعة بفكر وعلم ال يعرف للعيش سراً غري فطرته وحبه للبقاء.
/2مرحلة التفكـير الديني أو الميثافيزيقي:
بعد عجز غرائز اإلنسان على هديه لطريق احلقيقة ،تطلع إىل السماء يستنجد بالذي حيكم
الك ون وه و مل يدرك ه بع د فتلقى بش ائر الرمحة ون زلت علي ه الرس ل بال ديانات ف بينت ل ه طري ق
احلقيق ة فأق ام املراك ز العمراني ة ،وش يد املدن والقص ور وأق ام اإلمرباطوري ات واحلض ارات .فبفض ل
ه ذه ال ديانات اس تطاع اإلنس ان أن خيرج من ظلم ات اجله ل إىل ن ور العلم واملعرف ة .فق رأ وتعلم
23
وأدرك بعقله قوانني الطبيعة فسخرها إلغراض حياته.
/3مرحلة التفكير الوضعي :وهي املرحلة العلمية املعاصرة اليت كرست الثورة العلمية بأوروبا.
والوض عية '' ''Le positisimeنظري ة تس تند إىل املنهج التجري يب ال ذي أرس ى فواع د الع امل
15
الربيط اين ب اكون ( )1626-1561يف كتاب ه'' الق انون اجلدي د'' .وتن اول الفيلس وف الفرنس ي
كونت أيضاً النظرية يف مؤلفه '' درس يف الفلسفة الوضعية'' حيث يقول '':تتجه الوضعية إىل إقرار
قواعد التجربة العلمية ،وتستبعد من جمال دراستها العلل واألسباب اليت تكمن وراء الظواهر ،فهي
تدرس األشياء املوجودة وتستقي منها القواعد والقوانني اليت حتكم الطبيعة .واالفرتاضات العلمية
24
الصحيحة هي تلك اليت تتميز بقابليتها للتحقيق واخلضوع للتجربة العلمية''.
ولقد جاءت النظرية الوضعية كرد فعل مباشر الستبداد الكنيسة ،ولتحرير العقل من مجيع
القيود امليثافيزيقية .وذهب التيار العلماين فيها إىل إقصاء العامل الديين هنائي اً من جمال الفكر والعلم.
العالـم (املفكر) الوضعي عندما خياطب امليثافيزيقي ال يقول له إن
حيث رأى أنصار هذا االجتاه أن َ
هده املسائل هي خارجة عن نطاق العلم وبالتايل فهي ال تعين أنصار العلمانية.
ولقد طغت هاته النظرية على مجيع أوجه احلياة االجتماعية وتفرعت منها اجتاهات تنظم حقول
25
املعرفة يف نطاق العلوم اإلنسانية ،ومنها النظرية الوضعية القانونية.
/8عالقة علم القانون بالعلوم االجتماعية ،وبالسياسة واالقتصاد ،وباإلعالم اآللي:
أ /بالعلوم االجتماعية :ترتبط العلوم القانونية بالعلوم االجتماعية ارتباط اً وثيق اً يتجلى يف كافة
جماالت احلي اة االجتماعي ة .ولق د ح اول رج ال الق انون أن يفص لوا بني الق انون وب اقي العل وم
االجتماعية فتم هلم ذلك .وكانت النتيجة هي النظرية الصافية للقانون.
لكن املغ االة يف نظري ة ع زل الق انون عن بقي ة العل وم االجتماعي ة أدت بالق انون إىل حتويل ه إىل
إجراء شكلي عقيم غري فعال ال عالقة له بالواقع االجتماعي للفرد .وهبذا يتجه الفكر القانوين
26
املعاصر إىل إعادة الروابط االجتماعية ودراسة الظاهرة القانونية بأبعادها املختلفة.
أ/1-علم االجتم اع الق انوني :وه و ف رع من علم االجتم اع موض وعه ن وع من الظ واهر
االجتماعي ة هي من الظ واهر القانونية .و يعرتف رج ال الق انون أكثر ف أكثر بأمهي ة علم االجتم اع
القانوين كمكمل لدراسة القانون .ومن الوظائف األساسية لعلم االجتماع القانوين من زاوية علمية
16
قياس مدى فعالية القانون يف الواقع ،وتبيان املؤثرات احلقيقية يف تكوين قاعدة القانون اليت ليست
دائم اً تعب ري عن إرادة الش عب (ص احب الس لطة) ،كم ا يس ود االعتق اد وك ذا الق وى املؤثرة يف
األحكام والقرارات القضائية.
كما يساهم علم االجتماع القانوين يف مساعدة املشرع يف اختياراته حيث تسبق صدور
بعض التش ريعات حتقيق ات ميداني ة .وك ذلك حتدي د ردة الفع ل االجتم اعي إزاء قواع د الق انون
الوضعي (وذلك حلبس نبض الشعب حول مسألة معينة .مثال :الطريق السيار شرق غرب يعود
27
استغالله بالرسوم).
أم ا وس ائل علم االجتم اع الق انوين فهي خمتلف ة .منه ا اإلحص ائيات ،والتحقيق ات
والدراسات ،والندوات وامللتقيات ،والتحاليل واملخابر...اخل .لدراسة ظاهرة انتشار جرمية خطف
األطفال خالل سنيت 2014و 2015يف اجلزائر (األسباب يف اجلدول).
أ/2-علم النفس القانونيpsychologie juridique:
يستعني القانون بعلم النفس يف العديد من اجملالت .من بينها خاصة القانون اجلنائي وقانون
محاية الطفل ،وقانون األسرة ،وقانون العمل .....ففي القانون اجلنائي مثالً له عالقة كبرية مع علم
28
النفس يف حتديد املسؤولية اجلنائية للمرضى عقلياً ونتائج ضعف أو انعدام مسؤوليتهم.
كم ا يس تفيد الق انون من علم النفس بوج ه ع ام يف جمال تطبيق ه من ط رف القاض ي ال ذي
حني يواجه األمور النفسية يستنجد باخلرباء يف علم النفس .مثال ذلك أن جيري القاضي صلحاً بني
اجلارين أو الزوجني.
أن التط ور التكنول وجي والتعق د املس تمر للحي اة االجتماعي ة جيع ل من دور النفس ركن اً
أساسياً للمجتمع املتحضر الذي حيرتم القانون .مما يرتتب عنه القضاء على عديد اآلثار السلبية اليت
تعود على الدولة بالضرر.
ب -عالقة القانون بالسياسة واالقتصاد واإلعالم اآللي:
عبد المجيد زعالني ،المدخل لدراسة القانون ،دار هومه ،الجزائر ،2004ص.48 27
17
ب/1-علم االقتص اد :يش كل ه ذا العلم أس اس احلي اة االجتماعي ة املعاص رة ،واجملتم ع غ ري الق ادر
على ضمان اإلنتاج وتوفري حاجيات الضرورية ألفراده من مسكن ،تعليم ،صحة ،شغل ،سيصطدم
مبخالف ة كب رية وجتاوزت عميق ة للق انون فتنش ر الس رقة والس طو والرش وة واالختالس .والعكس
متام اً ،ف إذا ك انت الدول ة ذات اقتص اد كمي ون وعي فس يؤثر على الف رد واجلماع ة مما يس اعد على
احرتام القانون ولتطبيق احلسن له.
ب /2-السياس ة والق انون :يش ري اإلم ام أب و حام د الغ زايل إىل أن الش رع والس لطان توأم ان
متالزمان فاحلق (القانون) بدون سلطان (السياسة) ضائع ،والسلطان (السياسة) إذا مل يرتكز على
احلق (القانون) فهو صرح معدوم ال حمالة.
وعلي ه ف إن الفك ر الق انوين املعاص ر ينص ب على إجياد عالق ة متوازن ة بني الق انون والسياسة
تسمح حبل التناقض وهتذيب السلطة بالقانون لتجسيد دولة القانون .انطالق اً من مبدأ مشروعية
القانون وذلك خبضوع الدولة (السلطة السياسية) واألفراد للقانون.
ب /3-اإلعالم اآللي والق انون :L informatique juridique :ميارس اإلعالم
اآليل ت أثرياً واض حاً على عم ل رج ل الق انون ليس فحس ب من حيث التوثي ق ،ب ل مبا يش كله من
29
عنصر هام يف تطور القانون.
فيس تعمل اإلعالم اآليل لغ رض التوثي ق وس ائل وتقني ات منه ا إدخ ال الوث ائق .خاص ة
باالعتماد على طريقة الكلمات املفتاحية باستعمال احلاسوب .لكن قد يعرتض هذه الطريقة بعض
الص عوبات من بينه ا تل ك املتعلق ة باملص طلحات املس تعملة جلع ل احلاس وب أك ثر اس تجابة وأك ثر
فعالية .مثال إفالس الشركة يقابله عند الفقه املغريب إفالس املقاولة.
ويف ظ ل التط ور اهلائ ل يف جمال االن رتنت يلعب اإلعالم اآليل دوراً حامساً يف تق دمي خدم ة
توثيقية مضمونة وسريعة وشاملة.
ونورد هنا بعض األمثلة يف جمال القانون أو البيليوغرافيا
www.jorad.dzموقع الجريدة الرسمية الجزائرية. -1
18
البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات . P N S T -2
Portail National de Signalement de Thèses
حيث تعم ل البواب ة الوطني ة لإلش عار عن األطروح ات كوس يلة ل دعم اإلنت اج العلمي الوط ين فيم ا
خيص األطروح ات ،وفق اً ألحك ام الق رار رقم 153ل14م اي 2012واملتعل ق بإنش اء املل ف
املركزي لتخزين األطروحات وتوضيح كيفية إثراءه واالستفادة منه.
مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني Cerist -3
Centre de Recherche sur l informatique Scientifique et
Technique
النظام الوطني للتوثيق االلكتروني SNDL -4
))Système National de Documentation En Ligne
وض عت وزارة التعليم الع ايل والبحث العلمي نظام اً وطني اً للتوثي ق عن بع د لألس رة اجلامعي ة
وج د
يسمح باحلصول عرب االشرتاك يف قواعد البيانات على وثائق إلكرتونية وطنية ودولية ثرية ّ
متنوعة هلا صلة جبميع ميادين التعليم العايل والبحث العلمي.
IIIالمنهجية
ونتن اول يف ه ذا الص دد ك ل من تعري ف املنهجي ة ،مث ن بني خطواهتا ،وأخ ريا نع اجل أهم أن واع
املنهجية.
-1تعريف المنهجية :ويقصد مبصطلح املنهجية الطريقة أو الكيفية املتبعة يف ممارسة نشاط ما
س واء ك ان ذل ك النش اط مادي ا (عمال ي ديويا) ،أو نش اطا معنوي ا(عمال فكري ا) .ومنه ا قول ه
تعاىل":ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" .سورة املائدة.
أم ا يف مي دان البحث العلمي فيقص د باملنهجي ة الطريق ة العلمي ة أو الكيفي ة العقالني ة املتبع ة لتقص ي
احلقائق وإدراك املعارف فهي إذن الصيغة أو األسلوب املتبع يف ترتيب األفكار وعقلنة الفرضيات
وإخضاعها لالمتحان والتحليل مبا يتضمن التوصل إىل نتائج معرفية جديدة.30
19
وتعرفها دائرة املعارف الربيطانية بأهنا مصطلح عام ملختلف العمليات اليت يؤسس عليها أي علم
من العل وم ويس تعني هبا يف دراس ة الظ اهرة الواقع ة يف جمال اختصاص ه ،وه ذا يؤك د وح دة املنهج
العلمي باعتب اره طريق ة للتفك ري والبحث يعتم د عليه ا يف حتص يل املعرف ة العلمي ة الص ادقة والثابت ة
والشاملة حول الظاهرة .ومن مث يكون املنهج العلمي ضرورة للبحث ال غىن عنها.31
-2خطوات املنهجية :أي منهج للبحث حيقق املعرفة العلمية جيب أن يتوفر على جزأين أساسيني
مها:
-العنصر اإلجرائي :واملتمثل يف املالحظة ،والفرضية ،والتحقق.
-العنص ر الشخصي :وه و الب احث ال ذي يق وم بتل ك العملي ات ،حيث جيم ع البيان ات ويص نف
احلقائق ويستخرج العالقات املتبادلة بينها.
-العنصر اإلجرائي:
-1المالحظ ة :وجترى املالحظ ة ح ول البيان ات ذات القيم ة للب احث املختص قب ل الش روع يف
حيثيات البحث ،ال مكان تقدمي صياغة أولية للفرضيات .وكلما كانت املالحظة دقيقة ومفصلة
وأكثر مشوالً للبيانات كانت الفرضيات ذات معىن وداللة أكثر.
فاملالحظة جيب أن تكون شاملة جلميع جوانب املوضوع وأن تتصف باملوضوعية والدقة.
-2ص ياغة الفرض ية :فيب دأ الب احث حبث ه بص ياغة الفرض يات ،وال يت هي تفس ريات أولي ة ملش كلة
البحث .وتستخلص الفرضية من البيانات واملعلومات احملصلة عرب املالحظة.
وتكمن أمهية وضع الفرضيات يف حتديد الغرض من البحث ،وتوضح أيضا مسالك البحث وإطاره
ونطاقه(جمال الدراسة) .32
-3التحقق :وهي املرحلة اليت ختتم الدورة العلمية وتقر نتائجها بعد أن يتم التأكد من عموميتها
وموض وعيتها .وذل ك يت أتى بع د مرحل ة الدراس ة واملناقش ة .وهي ج وهر البحث العلمي أين يت وىل
الباحث خالهلا فحص افرتاضاته وامتحاهنا وتلخيص نتائجه وحتليلها.33
20
وهبذا فخطوات املنهجية متكننا من اإلجياز والدقة واملوضوعية ،والبعد عن احلشو واإلطناب لتفادي
الغموض .فبقدر ما يبسط الباحث فرضياته واستنتاجاته بقدر ما يسهل على طلبة العلم والدارسني
فهم موضوع دراسته والعكس صحيح.
-العنص ر الشخصي :ويرج ع ذل ك إىل قدرة الب احث على التحلي ل وتصنيف املعلوم ات وتوضيح
املفاهيم واختيار األدوات .فكل ذلك له تأثري على سري عملية البحث والتحليل والتفسري للوصول
إىل نتائج علمية حقيقية.34
ويتوجب أن يتصف ببعض السمات نذكر من أمهها:
-1الوفاء لكل من قدم له يد العون واملساعدة يف مشوار حبثه.
-2االلتزام باألمانة العلمية وجتنب السرقة العلمية.
-3التواض ع ،ومن ذل ك ع دم التع ايل واعتب ار أحكام ه املتوص ل إليه ا قطعي ة .واإلش ارة إىل أراء
وأفكار الغري بكل موضوعية .وتقبل نقد اآلخرين واالستعداد لتعديل الفكرة إذا ثبت خطأها أو
قصورها.
-4القدرة على فهم اللغات األجنبية حيث تساعده يف االطالع واالستفادة من اخلربات األجنبية.
-5أن يكون واسع االطالع.
-6أن تكون له القدرة على الشرح والنقد والتفسري والتحليل بكل موضوعية.
-7أن يكون خمتصا يف جمال البحث حمل الدراسة.
-8األخالق احلميدة .ذلك أن العلم ميكن أن توجهه حنو اخلري أو الشر.35
-3أنواع المناهج :ختتلف املناهج باختالف وتعدد املواضيع حمل الدراسة
-1المنهج التجري بي :وه و من أهم املن اهج حلل املش اكل بالطريق ة العلمي ة .ويع رف ب املنهج
املي داين ،فه و يق وم أساس ا على التجرب ة العلمي ة ال يت تكش ف عن العالق ات الس ببية بني املتغ ريات
املختلفة .وهو املنهج الذي تتضح فيه معامل الطريقة العلمية يف التفكري بصورة جلية ألنه يتضمن
21
تنظيما جيمع األدلة بطريقة تسمح باختيار الفروض والتحكم يف خمتلف العوامل املؤثرة يف الظاهرة
موضع الدراسة والوصول إىل العالقات بني األسباب والنتائج.
وعند وضع الباحث لتصميم جترييب حيتوي على النتائج وعالقتها وشروطها يتوجب عليه القيام مبا
يلي-:
اختيار عينة متثل جمتمعا معينا -
تصنيف املفحوصني يف جمموعات متجانسة. -
حتديد الوسائل واملتطلبات اخلاصة بقياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها وصدقها. -
تنظيم البيانات وحتديدها. -
تطبيق اختيار داللة مناسبة لتحديد مدى الثقة يف نتائج التجربة. -
ويف األخري ميكن القول بأن املنهج التجرييب كفيل بالوصول إىل معرفة يوثق هبا عندما يستخدم يف
حل املشكالت.36
والعلوم القانوني ة واإلدارية هي ميدان أصيل وخصب الس تعمال املنهج التجري يب يف دراسة وحبث
الظ واهر االجتماعي ة القانوني ة دراس ة علمي ة وموض وعية ص حيحة الس تخراج الفرض يات واملب ادئ
والنظري ات والق وانني العلمي ة يف جمال العل وم القانوني ة لكش ف وتفس ري املش اكل القانوني ة وحله ا
واستخدامها لتحقيق املصلحة العامة.
هذا ،وأكثر فروع القانون قابلية وتطبيقا للمنهج التجرييب القانون اجلنائي والقانون اإلداري نظرا
لطبيعتهما اخلاصة .فهما أكثر واقعية واجتماعية ،فهي قوانني كثرية احلركة والتغيري والتصاقا بالواقع
احملسوس السريع التطور.37
-2المهجين الوصفي والتحليلي:
المنهج الوصفي: أ-
-كمال آيت منصور ،رابح طاهير ،منهجية اعداد بحث علمي ،دار الهدى ،الجزائر ،2003 ،ص.18 36
-حسين فريجة ،تطور مناهج العلوم القانونية عبر العصور ،د.م.ج ،الجزائر ،2009 ،ص.69 37
22
طريق ة من ط رق التحلي ل والتفس ري بش كل علمي منظم من أج ل الوص ول اىل أه داف حمددة إزاء
مشكلة اجتماعية معينة .ويعترب املنهج الوصفي طريقة لوصف الظاهرة املدروسة وتصويرها كمي اً
عن طريق مجع معلومات مدققة عن املشكلة وتصنيفها وإخضاعها للدراسة.38
ب-المنهج التحليلي:
يس تخدم يف حتلي ل األوض اع االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية والثقافي ة القائم ة يف أي جمتم ع يف
فرتة زمنية حمددة .فبالتحليل تضفي الصفة العلمية على عمل الباحث ويربز شخصيته يف املوضوع.
ولكن ه ذا التحلي ل لن يأخذ م داه املتكامل وجدواه الفع ال إال بعد أن يتض من املقارنة يف خمتلف
األنظمة كاألنظمة القانونية مثال نظرية العقد يف القانون املدين اجلزائري والقانون املدين الفرنسي.39
ج-المنهج التاريخي:
وه و منهج يق وم ب البحث والكش ف عن احلق ائق التارخيي ة ،من خالل حتلي ل وت ركيب األح داث
والوقائع املاضية املوثقة .وبذلك فهو يعتمد على الوثائق والسجالت ويستخرج منها أدلة يعتمدها
كأساس للخروج باستنتاجات تكشف عن حقائق جديدة ميكن تعميمها على األحداث املاضية أو
احلاضرة.
إن األحداث والظواهر القانونية تتطور وتتغري باستمرار ،وان القواعد والنظم تتأثر بالتطورات اليت
تطرأ على مستوى األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية.
فعندما يعاجل الباحث موضوع التحكيم التجاري مثال فانه يقلب يف صفحات ماضي التحكيم لدى
األمم القدمية ك اإلغريق والروم ان والق انون الكنس ي من اج ل فهم حقيق ة التحكيم يف ال وقت
الراهن.
وقد يلجأ الباحث إىل املنهج التارخيي للوقوف على اجلذور التارخيية لنص قانوين أو اجتهاد قضائي
معني من اج ل فهم حقيقت ه .كاملذكرات اإليض احية للنص وص القانوني ة .ويف ه ذا يق ول أح د
الفقهاء(رايت ميلز) يف كتابه (اخليال السوسيولوجي)":أنه من العسري على الباحث دراسة الظواهر
-بوعبيد" عباسي ،منهجية العلوم القانونية ،المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،2015 ،ص.27 38
23
االجتماعي ة مبع زل عن س ياقها الت ارخيي ،وأن االس تعانة ب املنهج الت ارخيي ض رورة الخ ذ الع ربة
واستخالص القوانني وربط املاضي باحلاضر لزيادة القدرة على استشراف آفاق املستقبل".40
د-المنهج المقارن:
ويع د من أهم املن اهج يف الدراس ات القانوني ة املعاص رة ،وه و املنهج ال ذي يس تعمل املقارن ة ك أداة
معرفي ة حيث يق ارن الب احثون م ابني أمناط احلي اة االجتماعي ة .فاملقارن ة يف ظ ل اختالف حي اة
الش عوب وتع دد الثقاف ات إمنا تؤك د تط ور األمم واجملتمع ات .فهن اك أمناط قانوني ة بدائي ة يقابله ا
أمناط قانونية متقدمة(مثال ذلك الدفع اليدوي والتعامل باألوراق النقدية يقابله التعامل بالبطاقات
االلكرتونية) .والدراسة املقارنة هي اليت تسمح باستخالص القوانني اليت من شأهنا أن حتدد وترية
التطور ومعدله يف اجملتمعات .ونظرا ألمهية هذا املنهج سنستفيض فيه بنوع من الشرح والتحليل.
-شيوع الدراسات المقارنة في العصر الحديث
يف الق رن الس ابع عش ر ظه رت يف البالد الربوتس تانية ( أملاني ا وفرنس ا) ال دعوى إلحي اء الق انون
الطبيعي ليكون أساسا لقانون عاملي يسود العالقات بني الدول ويكون احلكم فيه العدل ال القوة.
وكان أول املنادين هبذه الدعوة الفقيه اهلولندي " غروسيوس" املتوىف سنة 1645م ،والذي حاول
مقارنة القانون الروماين بالقانون الكنسي والقانون الطبيعي .وتبعة مجاعة أخرى من املفكرين
وقد انتشرت بعد ذلك فكرة القانون العاملي فنادى هبا " اليبنتز" ودعى إىل استمداد هذا القانون
من املبادئ املشرتكة يف مجيع الشرائع القدمية واحلديثة ،حيث دعا" اليبنتز" إىل وضع جدول زمين
كب ري يس مح للق ارئ معرف ة الت اريخ الق انوين الع املي بس هولة .غ ري أن فكرت ه مل تنجح نظ راً لع دم
منطقيتها.
و يف القرن الثامن عشر يف اجنلرتا اقتصرت الدراسة املقارنة على مقارنة القانون االجنليزي بغرية من
القوانني إما للبحث عن األصول التارخيية للنظام االجنليزي وتطوره كما فعل "سلدن" الذي قام
مبقارنة القانون االجنليزي بالقانون الروماين كما قام اللورد " مانسفيلد" أكرب فقهاء االجنليز (يف
24
القرن الثامن عشر) حني قارن القانون االجنليزى بالقوانني األوروبية واستمد من هذه املقارنة قواعد
القانون التجاري االجنليزي اليت أمدت " الكومون لو" حبلول زادت ىف مرونته وحيويته.
وىف الق رن الث امن عش ر أيض اً نش طت الدراس ة املقارن ة ىف فرنس ا بع د ركوده ا وق ام ب ذلك "
مونتس كيو"(1689م1755-م) ىف كتاب ة "روح الق وانني" حيث ق ام مبقارن ة الش رائع والق وانني
الس تخالص مب ادئ دس تورية حلكوم ة ص احلة ،بع د قيام ه ب رحالت متع ددة لدراس ة الدس اتري
األجنبي ة(اجملر ،أملاني ا ،إيطالي ا ،اجنل رتا .).....وتتلخص أفك ار مونتس كيو ىف أن النظم القانوني ة
والدساتري ال تتقرر باختيار املشرع وإرادته وأمتا بطبيعة البيئة اليت تعمل فيها وهى تتأثر مبجموعة
عوام ل خمتلف ة من تارخيي ة وسياس ية واقتص ادية و ديني ة ،حيث أن ه الب د لفهم أي نظ ام ق انوين أو
سياسي لشعب من الشعوب النفاد إىل روح هذا النظام وحترى العوامل اليت أدت إىل إقراره .حيث
يقول يف كتابه":أنه البد من مقارنة نظرية احلكومة والتشريعات مع ما هو موجود لدى الدول
األجنبية" .أي مبعىن أن تُدرس القوانني يف بلداهنا دون عزهلا عن حميطها الذي نشأت فيه.
ويُعد "مونتيسكيو" أول من استخدم مصطلح "التشريع املقارن" ،أين اقرتح تعديل القانون الضرييب
الفرنس ي بالنس بة للض ريبة على املش روبات ،وذل ك ب أن تُف رض ه ذه الض ريبة على املنتج ال على
ُ
املستهلك ُمقارنة بالقانون االجنليزي.
غ ري أن دع وات مونتس كيو إلج راء دراس ات مقارن ة واالس تفادة من التش ريعات األجنبي ة ب اءت
بالفشل ،وذلك لعدة أسباب أمهها:
لك ون رج ال الق انون يف ذل ك ال وقت ك ان ج ل اهتم امهم منص باً على تأس يس الق انون ال داخلي
للدولة.
لوجود اختالفات عميقة بني املؤسسات واهليئات احلاكمة بني الدول.
إق رار مونتس كيو ذات ه بص عوبة الدراس ات املقارن ة ،خاص ة إذا تعل ق األم ر ب القوانني املدني ة(الق انون
اخلاص) والسياس ية(الق انون الدس توري) ،حيث كتب يف ُمؤلف ه":س يكون من حمض الص دفة إذا
تالءمت قوانني ُأمة مع ُأمة ُأخرى".
يف القرن التاسع عشر :وقد مر هذا القرن مبرحلتني ىف تطور القانون املقارن
25
المرحلة األولى :النصف األول من القرن العشرين:
حيث ظهرت الفكرة القومية يف أملانيا اليت نادت هبا أنصار املدرسة التارخيية اليت أسسها الفقيه
األملاين "س افيىن" ومض موهنا ه و دراس ة ك ل أم ة داخ ل إطاره ا الت ارخيي .حيث ذهب س افيين إىل
القول بأن القوانني تستمد طابعها من ماضي األمة ومن تارخيها ،وبالتايل ليس ُهناك حاجة للدراسة
املقارن ة .ذل ك أهنا ق د تص ل إىل االس تمداد من الق وانني األجنبي ة مما ق د ينتج عن ه إفس اد لض مري
اُألمة(أي مبعىن اختالط أعراف وعادات الدول واألمم ،وهبذا تضمحل خصوصية الدولة).
غري أن سافيين ُأنتُِق َد فيما ذهب إليه عندما َركن إىل الدراسة املقارنة ،عندما قارن القانون األملاين
بالقانون الروماين .غري أنه رد بأن القانون الروماين صار جزءاً من تاريخ القانون األملاين.
و تأثر الفرنسيون هبذه املدرسة اليت رأوا يف ثورهتم(1789م) صدى لتارخيهم وقوميتهم كما رأوا
يف التقنني الذي وضعوه يف أعقاهبا تعبريا ألفكارهم ومبادئهم اليت قامت عليها ثورهتم وساد لدى
فقهاء تلك الفرتة أن هذا القانون احتوى احلقوق بكاملها وعرب عن مبادئ القانون الطبيعي ،وأنه
املثال الذي جيب أن حتتذيه الشعوب وتقتدي به األمم.
ولذلك أعرضو عن الدراسات املقارنة القوانني األجنبية ألهنم وجدوا يف قوانينهم غىن عنها وقد
قص ر الفقه اء الفرنس يون اهتم امهم على تفس ري نص وص التق نني اجلدي د(ق انون ن ابليون بون ابرت
)1804وااللتزام حبرفي ة ه ذة النصوص وع رفت ه ذه الطريق ة بطريق ة "إل تزام النص" ،أو مدرسة
"الشرح على املتون".
ومن بني الفقه اء الفرنس يني ال ذين ش رحوا ه ذا الق انون جند "أوب ري"" ،رو"" ،دميول وب" .حيث
عكفوا على حتليله وشرحه نص اً بنص ،نتيجة إمياهنم املطلق بقداسة قانون نابليون واعتباره املصدر
الوحيد للقانون.41
غري أن الفقيه األملاين الكبري"إهرنج" انتقد املدرسة التارخيية ضد القوانني األجنبية ،وأسس مدرسة
"هيدلربج" للدراسات القانونية املقارنة يف أملانيا .حيث نادى بضرورة االستمداد واالستفادة من
الق وانني االجنبي ة ،ذل ك أن االس تمداد من ه ذه الق وانني أم ر ط بيعي حتتم ه ض رورة التع اون بني
- 41عجة الجياللي ،مدخل للعلوم القانونية،ج ،1برتي للنشر ،الجزائر ،2009 ،ص.502
26
الشعوب واألمم ألنه ال ميكنها أن تعيش مبعزل عن بعضها البعض .كما رأى "إهرنج" أن االنعزال
عن باقي اجملتمعات"جناية كربى " ألن القانون األمسى للتاريخ هو اجملموعة ،والشعب الذي يستبعد
فك رة االتص ال حبض ارة أجنبي ة فق د احلق يف الوج ود .مث إن رفاهي ة ش عب م ا يف أغلب احلاالت
تتشكل من تتابع بدون انقطاع لعناصر وعوامل أجنبية.
ولقد أدى انتقاد الفيلسوف القانوين "إهرنج" للمدرسة التارخيية إىل إحياء و تنشيط الدراسات
املقارنة يف أرويا مبطلع النصف الثاين من القرن .19
المرحلة الثانية :فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر
حيث نشطت الدراسات املقارنة نشاطا كبريا وكان من عوامل نشاطها:
-1دخول املقارنة ساحة العلم بظهور علم التشريع املقارن واألدب بعلم األدب املقارن
-2قي ام الث ور الص ناعية وم ا رافقه ا من منو اقتص ادي وظه ور املذهب االش رتاكي وأدى ذل ك إىل
تطل ع ال دول إىل م ا رواء ح دودها واقتناعه ا أن قانوهنا الوط ين ال ميكن أن يبقى منع زال أو يتخ ذ
شكال هنائيا بل ال بد أن يتأثر بالقوانني األجنبية وأن يقتبس منها.
وبذلك مت تدريس القانون املقارن يف فرنسا سنة 1831يف املعهد الفرنسي لتدريس التاريخ العام
وفلسفة القوانني .ويف اجنلرتا ُأسس للقانون املقارن يف جامعة ُأكسفورد سنة . ...1869
ففي فرنسا قام الفقية " جالسوا" بدراسة مقارنة لنظام الزواج والطالق ىف القوانني القدمية واحلديثة
.
ففي أملاني ا ق ام الفقي ه " ف ون ش تاين " بدراس ات يف الق انون ال دمناركى والق انون الفرنس ي واهتم
مبقارنة القوانني اإلدارية يف أوروبا
وىف اجنل رتا :نش ر " الل ورد م اك كي نزى " كتاب ا يف الق انون املق ارن يتض من دراس ات يف الق انون
الروم اين م ع مقارن ات أجراه ا بين ه وبني الق انون الفرنس ي واالجنل يزي ووض ع أم ام ك ل حكم من
أحكام القانون الروماين ما يقابله من القوانني املذكورة .
27
ولعل أهم ما متيزت به الدراسة املقارنة بعد نشاطها يف النصف الثاين من القرن التاسع عشر أهنا
أص بحت وس يلة لالس تفادة من جتارب األمم األخ رى واالس تمداد من قوانينه ا يف حتس ني الق انون
الوطين وسد ثغراته.
-القانون المقارن في القرن العشرين(التأسيس للقانون المقارن)
وسنعاجل يف هذا املقام مرحلة تأسيس القانون املقارن (مؤمتر باريس الدوىل للقانون املقارن) ،مث
ندرس القانون املقارن بني احلربني العامليتني (تداعيات احلرب على الدراسات املقارنة) .ويف املرحلة
الثالثة نبني مصري الدراسات املقارنة يف ما بعد احلرب العاملية الثانية (احلرب الباردة) .
أوالً -مرحلة تأسيس القانون المقارن:
تب دأ ه ذه ملرحل ة من 1900ح ىت هناي ة احلرب العاملي ة األوىل حيث انعق د م ؤمتر ب اريس(01أوت
1900م) الذي قام باستهداف أساسي وهو الدعوة إىل قانون مشرتك لإلنسانية املتحضرة.
ولقد كان هذا املؤمتر فرصة كبرية لفقهاء القانون لتبادل اآلراء حول التشريعات األجنبية وفوائد
الدراس ات املقارن ة .وبالفع ل نتج عن ه ذا املؤمتر إي داع مثانني تقري راً تتض من يف أغلبه ا حتليالت
عميقة ألفكار متعلقة بالقانون املقارن ،حيث شكلت هذه التقارير أعماالً حتضريية ذات قيمة كبرية
لعلم جديد يف طريق التأسيس.
ولق د ت رأس املؤمتر الفقي ه "س ايل" ال ذي ن ادى بوج ود ق انون مش رتك ع املي ،أو ق انون مش رتك
لإلنسانية املتحضرة .وبذلك فإن سايل يرى أن الغاية من الدراسة املقارنة هي الوصول بالبشرية إىل
تأسيس قانون مشرتك عاملي.
غ ري أن الفقي ه "المب ري" خ الف "س ايل" من حيث الفك رة ،حيث أش ار اىل أن م ا ي دعوا إلي ه
"سايل"( القانون مشرتك عاملي) سيكون مستخرج بشكل مباشر دون إعمال للدراسات املقارنة.
كم ا أن "س ايل" ال يكش ف عن اخلي ط الرقي ق املوج ود بني الق انون املش رتك لإلنس انية ،والق انون
الطبيعي.
وباملقابل يدعوا "المبري" إىل وجود قانون مشرتك تشريعي ،وذلك باستخدام التشريع املقارن ،الذي
حميطه وجمال حبثه ليس لإلنسانية مجعاء(أي مبعىن أنه ال ميكن املقارنة بني قوانني كل شعوب العامل)،
28
وإمنا حميط أكثر ضيقاً يتعلق بالشعوب األكثر ترابط اً من ناحية الرتبية واحلضارة والتاريخ والنظم
السياسية واالقتصادية.
وهبذا تع د ِوجه ة نظ ر"المب ري" أك ثر منطقي ة وموض وعية من فك رة "س ايل" حيث يس تحيل إعم ال
دراس ة مقارن ة لك ل ق وانني ش عوب الع امل بأس ره ،قص د الوص ول إىل ق انون موح د حيكم البش رية
مجع اء .ف التنوع واالختالف ه و ج وهر الك ون من الن واحي السياس ية واالقتص ادية واالجتماعي ة
والثقافية.
وهبذا ،انتشرت الدراسات املقارنة من جديد ولقد ساعد على ذلك صدور القانون املدين األملاين
فق د اعقب ص دوره مناقش ات ودراس ات أس همت يف تنمي ة املقارن ة وازدهاره ا وق د دار أكثره ا
حول مقارنة هذا القانون بالقانون املدين الفرنسي وبيان الفروق ىف الصياغة القانونية .وقد اتسعت
بعد ذلك ساحات املقارنة بصدور القانون املدين السويسرى عام 1907وأخذت جترى الدراسة
املقارنة يف إطار روماين جرماين.
و بذلك حتققت الغاية من مؤمتر باريس وهو أن جترى املقارنة بني قوانني جتمعها حضارة مشرتكة
وقابلة للمقارنة حىت ميكن استخالص قانون مشرتك تشريعي منها.
ولق د ظه رت يف الق رن احلايل( )21إىل الوج ود نظري ة"س ايل" ،وذل ك بال دعوة إىل إجياد ق انون
مشرتك عاملي .ويتجلى ذلك يف املعاهدات واملواثيق الدولية كالشرعة الدولية مثال .فهاته املعاهدات
ت دعو دول اجملتم ع ال دويل إىل االنض مام والتص ديق إىل هات ه املواثي ق من غ ري حتف ظ .األم ر ال ذي
يرتتب عليه انسجام قوانني وتشريعات الدول الداخلية مع املعاهدة آلياً .وهبذا تصبح كل تشريعات
الدول وكأهنا قانون مشرتك عاملي يشمل البشرية مجعاء.
األم ر ال ذي يس تحيل جتس يده عملي اً الختالف دول اجملتم ع ال دويل أي ديولوجيا وثقافي اً .وبالت ايل
نظرية"المبري" هي األقرب إىل الصواب.
ثانياً -القانون المقارن بين الحربين العالميتين( :) 1939 – 1918
وفيها اتسع نطاق الدراسات املقارنة بسبب عاملني مها:
29
-1أدت احلرب إىل تبديل اخلارطة السياسية يف أوروبا وىف العامل أمجع بشكل كبري وترتب على
ذل ك تع ديل التش ريع ال داخلي هلذه ال دول ووض ع تش ريع موح د هلا ت زول مع ه الف روق القانوني ة
السابقة حبيث يتفق مع وحدهتا السياسية يف إطارها اجلديد.
مث ال لل دول املتوس عة ( روماني ا ) حيث انض مت إليه ا أراض ى من دول أخ رى ،مما دف ع ب اجمللس
التشريعي فيها لتأمني وحدة التشريع داخل الدولة لضمان الوحدة السياسة .ومت االستعانة يف ذلك
باألحباث والدراسات املقارنة .
مث ال للدول ة ال يت فق دت ج زأ كب ري من ممتلكته ا يف أوروب ا وهى تركي ا ،حيث ق امت باس تبدال
تشريعها بتشريع جديد اقتبسته من أوروبا واعتمدت يف ذلك على الدراسة املقارنة يف اختيار ما
يناسبها.
-2مش اركة اجنل رتا والوالي ات املتح دة يف احلرب واالنتص ار فيه ا أدى إىل اجتاه الق انون املق ارن
وجه ه جدي دة خ رجت هبا عن الفك رة ال يت س ادت م ؤمتر ب اريس وهى الق وانني الالتيني ة اجلرماني ة
ذات األصول والتقاليد املشرتكة إىل قانون " الكومون لو" الذي خيتلف بشكل كبري يف املنهجية
واملف اهيم واملص طلحات .ولكنهم حبث وا عن زاوي ة اتف اق وج دوها يف وح دة القاع دة االقتص ادية
واالجتماعية.
وق د وج د ه ذا االجتاه ت رحيب يف بالد " الكوم ون ل و" وخاص ة ال و.م.أ ال يت عن دما أتى رئيس ها
"ولس ن" إىل م ؤمتر الص لح ىف ب اريس 42اص طحب مع ه القاض ي " ب اركر" ال ذي أس س بع د ذل ك
مؤسسة " باركر ملقارنة القوانني األجنبية " وتأسست بعد ذلك( مجعية القانون األجنيب األمريكي).
أدى االجتاه احلديث إىل نتائج ثالثة هي :
أ -حتول املقارنة من ساحة القوانني املتقاربة واملرتبطة تقاليدها بأصول مشرتكة"القوانني الالتينو-
جرماني ة" إىل املقارن ة بني ه ذه الق وانني وق انون"الكوم ون ل و" الغ ريب عنه ا يف تكوين ه وأص وله
وخصائصه.
30
ب -االهتمام بالقانون املقارن يف جمال التعاون الدويل يف حل املنازعات بني الدول وتلخص هذا
االهتم ام يف تأس يس حمكم ة الع دل الدولي ة الدائم ة يف اله اي لتح ل حمل احملكم ة الدائم ة للتحكيم
الدويل.
ج -العمل على توحيد القوانني ولتحقيق هذه الفكرة أنشأت عصبة األمم يف روما عام 1928
معه د دويل لتوحي د الق انون اخلاص ومن قبله ا األكادميي ة الدولي ة للق انون املق ارن والعدي د من
اجلمعيات البحثية حيث اتصلت مساعي الدول لتوحيد القوانني وأمثرت بتوحيد القوانني توحيدا
عامليا كقانون العمل وقانون النقل والقانون التجاري.
غ ري أن ه ذا التوحي د ق د أعاقت ه بعض الع ثرات نتيج ة ظه ور االجتاه الن ازي والفاشس ي ىف أوروب ا
الذي دعا إىل متجيد أصوهلما العرقية والبعد عن كل أجنيب .وظهر هذا يف قطع احلكومة الفاشية
التعاون مع احلكومة الفرنسية بشأن وضع قانون موحد لاللتزامات.
ثالثاً -القانون المقارن بعد الحرب العالمية الثانية:
مل تكن الظروف الدولية كسابقتها بعد احلرب العاملية الثانية حيث انقسم العامل بعد احلرب العاملية
الثانية إىل قطبني ،الغريب بقيادة الواليات املتحدة األمريكية والشرقي بقيادة االحتاد السوفييت .وهذا
االنقسام كان له انعكاس على األجواء العاملية حيث احلرب الباردة هي أساس التعامل واحلذر هو
األسلوب الذي كان من الصعب أن ينشأ فيه فكرة الدراسة املقارنة.
فنجد املذهب املاركسى ينظر إىل القانون أنه البنية العليا يف اجملتمع الرأمسايل أو هو التعبري لصراع
الطبقات .وهو يف املفهوم املاركسى إىل الزوال يف اجملتمع الشيوعي والنتيجة طبقا ملفهومهم أن أي
مقارن ة بني ق انون برج وازى وق انون اش رتاكي عدمية اجلدوى .كم ا رأوا يف الق انون املق ارن تعب ري
لالمربيالية الرأمسالية ووسيلة من وسائل الدعاية هلا.
ىف املقابل جتاهل رجال القانون الغربيون بدورهم القانون السوفيىت يف أول األمر ألنه ال يشكل من
وجهة نظرهم منهجا قانونياً حقيقياً.
فاملقارن ة ال يت ك انت يف 1900م تق وم بني الق وانني الالتيني ة اجلرماني ة ،مث انتقلت يف 1925إىل
مقارن ة بني ق وانني البالد األوروبي ة وق وانني البالد االجنل و أمريكي ة وانتهت يف الس تينات بعق د
31
م ؤمترات للمقارن ة بني الق وانني الغربي ة الرأمسالية والق وانني الس وفياتية االش رتاكية يف مواض ع مث ل
العقود وامللكية.
طرق المقارنة:
32
-1المقابلة (المجانبة) :وهي أن يضع الباحث األحكام أو النصوص اليت تُعاجل موضوعاً واحداً
يف ق وانني خمتلف ة جنب اً إىل جنب حيث يُقاب ل بعض ها بعض اً ،فيتع رف ب ذلك على مواض ع التش ابه
واالختالف بينها .ويُقارهنا مع قانونه الوطين .مثل(العقد ،القرار)....
-2المقاربة :وهي أن يدرس الباحث وجوه التقارب بني القوانني اليت تعتمد على مصادر قانونية
مش رتكة وبالت ايل خض وعها ملنهج ق انوين واح د ،ك القوانني الالتينوجرماني ة ،أو الق وانني
األجنلوساكس ونية .وهي طريق ة تتب ع يف الس عي إىل توحي د الق وانني الداخلي ة يف ال دول
الفدرالية(الو.م.أ /اإلمارات العربية املتحدة)....
-3املعارضة (املضاهاة) :وتقوم على بيان أوجه التب اين واالختالف بني منهجني ق انونيني خمتلفني
من حيث املص در االي دولوجي ،واالجتم اعي ،واالقتص ادي .ك املنهج الالتينوجرماني ة ،أو
األجنلوساكسوين (الكومنالو) ،أو اإلشرتاكي.
4ـ املوازنة أو املقارنة :وهي طريقة يتم فيها مقارنة قانون بآخر إنطالق اً من مرحلة حتليل النصوص
إىل مرحلة الرتكيب الستكمال النقص املوجود يف القانون الوطين.
نتعرف هبا إىل القانون األفضل
و تقوم هاته املقارنة على منهج معني يساعد على استخالص نتائج ّ
بعد دراسة أسباب التقارب واالختالف يف ضوء الظروف احمليطة بكل قانون.
ويُضيف بعض الفقه تصنيفاً هلذه املقارنة إىل مقارنة ُأفقية وأخرى عمودية.
أ-املقارنة اُألفقية :وهي املقارنة اليت تكون بني القوانني املتباعدة يف املكان .كاملقارنة بني القوانني
الوضعية يف فرنسا وبريطانيا واجلزائر.
ب -املقارن ة العمودي ة :وهي املقارن ة ال يت تك ون بني الق وانني املتباع دة يف الزم ان .كاملقارن ة بني
القوانني الوضعية والقوانني القدمية اليت تكون مصدراً هلا .كاملقارنة بني القانون الفرنسي والقانون
الكنسي ،أو املقارنة بني القانونني الفرنسي واجلزائري.
مراحل المقارنة:
متر املقارنة أساسا مبرحلتني:
المرحلة التحليلية :وتتمثل يف: -1
33
معرفة النص :وذلك بالبحث عن مصادره األصلية يف التشريع أو الفقه والقضاء ،مع دراسة أ-
النص حمل املقارن ة دراس ة معمق ة م ع النظ ر إلي ه يف النظ ام املنتمي إلي ه انطالق ا من مص ادره
القانوني ة والنظ ام اخلاص احملدد لتفس ريه ،م ع اح رتام ت درج املص ادر القانوني ة ل ذلك النظ ام
واإلحاطة ببنيانه العام يف القانون األجنيب .
ويُنص ح بدراس ة الق وانني األجنبي ة انطالق ا من املوس وعات أو املق دمات ،مث االجتاه فيم ا بع د إىل
اجملموعات القانونية ،مث األحكام القضائية.
فلو أراد الباحث اجلزائري أن يقارن بني القانون اجلزائري والقانون الفرنسي يف موضوع احلضانة
مثال فإن ه يق وم بداي ة بدراس ة القواع د القانوني ة وم ا يتف رع عنه ا من ح االت مث ينتق ل إىل النظ ام
بأكمله ليتمكن من فهم القاعدة ومدى تقارهبا بالقواعد األخرى حمل املقارنة فيتعرف على أحكام
الولد غري الشرعي والولد املتبىن وغريها من املراكز القانونية هلذه الوضعية يف القوانني حمل املقارنة
فينتهي األم ر بالب احث إىل دراس ة نظ ام األس رة بأكمل ه وال يكت ِ
ف هبذه الدراس ة فق د يتس ع نط اق
املقارن ة ليش مل آث ار العالق ة بني الرجل واملرأة قب ل ال زواج وبع ده مث العالق ة بني الوال دين واألوالد
ومدى سلطة األبوين عليهم كما تشمل نظام اإلرث وإىل غري ذلك من احلقوق واحلماية اليت يتمتع
هبا الطفل يف خمتلف األنظمة حمل املقارنة ومدى مطابقتها للقوانني الدولية يف هذا املوضوع فاملقارنة
تش مل يف هناي ة املط اف النظم األجنبي ة حمل املقارنة بأكمله ا ومواجهتها فيما بينها والوق وف على
أوج ه الش به واالختالف يف القاع دة القانوني ة والنظ ام الق انوين واملنهج بأكمل ه وب ذلك يص بح
استخالص النتيجة ميسورا وسهال.
ب-فهم النص :حيث يتطلب الفهم العمي ق لتحدي د نظام ه الق انوين ،وذل ك بتحدي د مص ادره
املختلفة السياسية االقتصادية االجتماعية التارخيية ،وهي العوامل اليت ساهت يف تكوين النص .فتبين
املؤسس الدستوري للنهج الرأمسايل يف دستور 1996فرضه تغري الظروف االقتصادية العاملية.
ج -مرحلة التحليل والنتائج :وهي مرحلة يُهدف من ورائها إىل استخالص واستخراج العالقات
بني النصوص حمل املقارنة وإبراز أوجه الشبه واالختالف وأسباهبا.
34
وغالب اً ما تنتهي الدراسة بتقري ر هنائي يتضمن ما توصل إليه الباحث من نتائج ،وذلك بتوضيح
أس باب التش ابه واالختالف ،م ع تبي ان موقف ه من الدراس ة املقارن ة بك ل موض وعية ب إبراز الق انون
األفضل .وأن يعرض برأيه يف املوضوع وقد يكون رأيه متفقا مع أحد األنظمة أو خمالفا هلا أو رأي
توفيقي ومن األفضل أال ِ
يكتف الباحث املقارن هبذا بل عليه أن يقدم تعليال قانونيا موضوعيا سواء
تعلق األمر بالقانون الوطين أو األجنيب.
-2المرحلة التركيبية:
فبع د املقارن ة يف املرحل ة التحليلي ة الكاش فة عن العالق ة بني النص وص اجلزئي ة بني الق وانني ،ت أيت
املقارنة الكلية .فبواسطة هاته املرحلة يتوصل الباحث إىل النتائج املرجوة ،وذلك بأخذ النظام املراد
ُ
حبثه ودراسته ومقابلته بالنظام اآلخر كلية ،واستخالص أوجه الشبه واالختالف بينهما للوصول
اىل النت ائج ال يت تس اهم يف س د الثغ رات والنقص التش ريعي يف الق انون الوط ين .م ع األخ ذ بعني
االعتبار الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية احمللية .فنظرية احلكومة االلكرتونية اليت أخذ
هبا املش رع اجلزائ ري على النظم القانوني ة املتقدم ة(فرنس ا) ال ميكن جتس يدها مبا ه و علي ه احلال يف
فرنسا نظراً الختالف التطور التقين والتكنولوجي بني الدولتني.
أسس ومقومات الدراسة المقارنة.
و هذا املنهج يفرض على الباحث إتباع اخلطوات اآلتية:
بالتعرف على تقسيماته ومصادره ،مع
- 1معرفة القانون األجنيب معرفة موضوعية جيدة كاملةّ ،
اإلحاطة بتطبيقاته.
- 2معرفة لغة القانون األجنيب ومصطلحاته ،ومن مث حتديد مفهوم هذه املصطلحات إذا مل يكن
هلا مقابل يف القانون الوطين.
– 3معرفة العوامل املؤثرة يف تكوين القانون األجنيب:
هن اك عوام ل كث رية ت ؤثر يف ص ناعة وتك وين القاع دة القانوني ة األجنبي ة ،أمهه ا العوام ل السياس ية
واالقتصادية واالجتماعية والتارخيية ،فعلى الباحث أن يتحراها ويدرس تأثريها يف حتديد املفاهيم
القانونية.
35
فبالنس بة للعوام ل السياس ية تتمث ل يف النظ ام السياس ي ال ذي يس ود يف الدول ة .ف إذا ك ان ذو توج ه
دميقراطي كانت القاعدة القانونية اليت تسنها السلطة التشريعية متناسقة وهذا التوجه .حيث متنح
الدول ة الدميقراطي ة جمال أوس ع للحق وق واحلري ات األف راد ،وتعم ل على تعزيزه ا ومحايته ا ،كم ا
تض من التعددي ة احلزبي ة ،ومب دأ الت داول على الس لطة ،وحري ة الص حافة واإلعالم ،وجتس يد مب دأ
مساواة األفراد أمام القانون ،وتضمن استقالل وحياد القضاء.
أم ا إذا ك انت الس لطة أو النظ ام احلاكم يف الدولة ذات توج ه ديكتاتوري ك انت الق وانني متوافقة
وهذا التوجه،أي تقييد للحقوق واحلريات ،عدم استقالل مرفق القضاء ،إعالم موجه ،غلق باب
التعددية احلزبية ،انتهاك حقوق اإلنسان....
أما العوامل االقتصادية فقد تدفع الدولة للتدخل يف شؤون االقتصاد لتنظيمه ،مما قد ينتج عن ذلك
احلد من احلري ة الفردي ة .فق د ح دث يف فرنس ا يف أعق اب احلرب العاملي ة األوىل وأن ص در ق انون
"ف ايو" بت اريخ 21/01/1918إذ أدى إىل إره اق أح د املتعاق دين .وك ذلك فع ل القض اء األملاين
بعد احلرب العاملية األوىل ملا قضى مببدأ االستحالة االقتصادية واعتربها قوة قاهرة تسقط التزامات
املدين.
فالتوج ه االقتص ادي للدول ة واألزم ات االقتص ادية ال يت متر هبا الدول ة ت ؤثر يف تك وين القاع دة
القانوني ة ،ل ذلك يت وجب على الب احث املق ارن أن يأخ ذ بعني االعتب ار ه ذا العام ل.كتب ين اجلزائ ر
للنظ ام االش رتاكي قب ل ،1989وبع دها مت التوج ه إىل اقتص اد الس وق ومت التخلي عن االقتص اد
املوجه وبالتايل مت إلغاء بعض النصوص كالنصوص املتعلقة بالثورة الزراعية.
ونفس األم ر بالنس بة للعوام ل االجتماعي ة والديني ة فيجب على الب احث املق ارن أن يع رف العام ل
االجتماعي أو الديين الذي أثر يف صناعة قاعدة قانونية ما .كالنظام القانوين الفرنسي الذي يفصل
الدين عن الدولة .فبالتايل ال ميكن املقارنة معه يف األمور ذات الصلة الوثيقة بالدين كقانون األسرة
اجلزائ ري .كما يُتوجب على الباحث املق ارن أن يعلم مكانة القانون يف اجملتمع الذي صدر عنه.
فالعرف مثال له دور كبري يف التشريع الربيطاين.
36
ويضاف إىل ما سبق،عامل الت اريخ ،فيتوجب على الباحث املقارن اإلملام الكامل بت اريخ القانون
ال ذي ي ود املقارن ة ب ه ،ل ذلك عملت كلي ات احلق وق يف اجلامع ات األوربي ة على ت دريس ت اريخ
القانون النظم املقارنة
روح
ح -حني يباش ر الب احث عمل ه بع د حتص يل م ا تق دم ،ي رتتب علي ه أن يق وم بدراس ته ب ٍ
ٍ
موضوعية.
-الهدف األساسي للقانون المقارن :
يسعى القانون املقارن كغاية كربى لتوحيد القوانني وهو أكرب حلم تطلع إليه الفقهاء
والفالسفة واملفكرين وهو أمر مستحيل عملياً ،ولكن علم القانون املقارن يهدف من الوجهة
العلمية النظرية إىل حتقيق غاية أقل تواضعاً هي توحيد القانون بني النظم املتقاربة املتشاهبة واليت
جتمع بينها العناصر الدافعة إىل حتقيق هذا التوحيد والكفيلة بتحقيقه كوحدة الظروف الطبيعية
واالجتماعية واالقتصادية والتاريخ املشرتك والتقاليد الواحدة وغري ذلك من العناصر .وتوحيد
القانون يأخذ صورتني :
أ -توحيد القانون يف الدولة الواحدة اليت يوجد هبا عدة قوانني متنافرة كما حدث يف فرنسا
قبل قانون نابليون الذي وحد القانون الفرنسي .
ب -توحيد القانون بني دولتني فأكثر وقد يتم عن طريق الغزو بالقوة (االستعمار) أو يف
حالة العادية ،وذلك باألخذ من قانون دولة أجنبية رضائيةً ،لإلقتداء به وتطبيقه أو حتويره أو بعد
إدخال تعديالت عليه ليتفق مع ظروف الدولة وخصوصياهتا.
صعوبات الدراسة المقارنة
أبرز الصعوبات اليت يواجهها الباحث يف الدراسات املقارنة:
-1اللغة :يقتض ي من الب احث عن د دراس ة ق انون أجن يب املعرف ة بلغ ة ه ذا الق انون .معرف ة الف اهم الف احص
وليست املعرفة السطحية .ويف حالة عدم إمكان ذلك فعليه االعتماد على الرتمجة بلغته الوطنية.
-2املدخل لدراسة التشريع األجنيب :من أين يبدأ الباحث دراسته للقانون األجنيب .وهبذا اخلصوص يشري
الفقه بالرجوع إىل املوسوعات واملقدمات واملطوالت ،وبعدها الكتب واملؤلفات وأعمال القضاء.
37
- 3مش كلة املراجع :البحث عن املراج ع يف مص ادرها .فق د تك ون يف جمالت عام ة أو جمالت للق انون
املقارن .كدليل اليونيسكو للقانون املقارن.
38
وعناي ة ،ح ىت يتمكن الب احث من إع داد حبث ه وإجنازه بص ورة س ليمة وناجح ة وفعال ة.
وتعترب هذه الطرق واإلج راءات من ص ميم تطبيقات علم املنهجية يف مفهومه الواسع ،كما جتب
اإلشارة هنا إىل أن اصطالح البحث العلمي يشمل كل التقارير العلمية املنهجية واملوضوعية مثل:
م ذكرات التخ رج يف مس توى الليس انس ،واملاس رت وأحباث م ذكرات املاجس تري ورس ائل
الدكتوراه.43
ومتر عملية إعداد البحث العلمي بعدة مراحل متسلسلة ومتناسقة ،يف تكوين وبناء البحث وإجنازه،
وهذه املراحل هي:
مرحلة اختيار املوضوع و حتديد اإلشكالية ،مرحلة حصر ومجع الوثائق العلمية املتعلقة باملوضوع،
مرحلة الق راءة والتفك ري ،مرحلة تقسيم وتبويب املوضوع،مرحل ة مجع وختزين املعلومات ،مرحلة
الصياغة والكتابة.
المرحلة األولى :مرحلة اختيار الموضوع:
وهي عملية حتديد املشكلة العلمية اليت تتطلب حال علميا وعمليا هلا ،من عدة فرضيات إشكاليات
تس اؤالت) علمي ة ،بواس طة الدراس ة والبحث والتحلي ل الكتش اف احلقيق ة أو احلق ائق العلمي ة
املختلف ة املتعلق ة باإلش كالية حمل البحث ،وتفس ريها واس تغالهلا يف ح ل ومعاجلة القض ية املطروح ة
للبحث العلمي.
وتعت رب ه ذه املرحل ة من أوىل مراح ل إع داد البحث العلمي واألك ثر ص عوبة ودق ة ،نظ را لتع دد
واختالف عوام ل ومق اييس االختي ار ،حيث توج د عوام ل ومع ايري مق اييس ذاتي ة نفس ية وعقلي ة
واجتماعية واقتصادية ،ومهنية تتحكم يف عملية اختيار املوضوع.
1ـ العوامل الذاتية:
-االستعداد والرغبة النفسية الذاتية :حيقق عملية االرتباط النفسي بني الباحث وموضوعه .وينتج
عن ذلك املثابرة والصرب واملعاناة والتحمس املعقول والتضحية الكاملة للبحث
-القدرات العقلية :سعة االطالع ،التفكري والتأمل ،الصفات األخالقية مثل هدوء األعصاب وقوة
39
املالحظة وشدة الصرب واملوضوعية والنزاهة واالبتكار إىل غري ذلك من الصفات والقدرات..
-نوعية التخصص العلمي :خيتار الباحث موضوع حبثه يف نطاق ختصصه العلمي بوجه عام أو يف
أحد فروع ختصصه ،فهو عامل أساسي يف اختيار املوضوع.44
-طبيعة موقف الباحث :فيختار الباحث موضوع حبثه مبا يتناسب مع مركزه العلمي واالجتماعي
والسياسي(االنتماء السياسي)،وما إليها من االعتبارات تسهيال على الباحث يف عملية البحث يف
نطاق الوظيفة املمارسة.
-الظروف االجتماعية واالقتصادية والثقافية احمليطة بالباحث.
2ـ العوامل الموضوعية:
-القيمة العلمية للموضوع :جيب أن يكون املوضوع ذو قيمة علمية نظرية وعملية حية ومفيدة يف
كافة جماالت احلياة العامة واخلاصة ،مبفهوم املخالفة ال يكون موضوع مستهلك .وهذا االمر ينطبق
على رس ائل ال دكتوراه فق ط .وجيب أن يس اهم يف ح ل املش كالت االجتماعي ة واالقتص ادية
والقانونية القائمة .بطاقات الدفع االلكرتونية مثاال.
-أه داف سياس ة البحث العلمي املعتم دة :وذل ك نظ را الرتب اط البحث العلمي باحلي اة العام ة
الوطنية والدولية ،ونظرا الرتباط وتفاعل التكوين والبحث العلمي باحلياة االجتماعية واالقتصادية
والسياسية يف الدولة .وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر واحلياة العلمية ،وبدون التضحية بقيم
التفتح على عامل اخللق واإلبداع اإلنسانيني.
-مكانة البحث بني أنواع البحوث العلمية األخرى :فقد يكون البحث مذكرة الليسانس أو املاسرت
او رس الة دكت وراه .وق د يك ون يف ص ورة مق ال ينش ر يف جمل ة حمكم ة .فنوعي ة البحث تتحكم يف
حتديد املوضوع الصاحل للدراسة.
-وفرة البيبليوغرافيا :حيث توجد املوضوعات النادرة املصادر والوثائق العلمية ،وهناك املوضوعات
ال يت تق ل فيه ا الوث ائق العلمي ة املتعلق ة حبقائقه ا ،كم ا توج د املوض وعات الغني ة بالوث ائق واملص ادر
عوابدي عمار ،المرجع السابق ،ص .37غازي عناية ،المرجع السابق ،ص.39 44
40
العلمية األصلية .وهو عامل أساسي جوهري يف حتديد واختيار املوضوع .فينصح بعدم املغامرة يف
دراسة املواضيع القليلة املراجع.
والبيبليوغرافيا هي مجيع املصادر واملراجع األولية والثانوية اليت حتتوي على مجيع املواد واملعلومات
واملع ارف املكون ة للموض وع ،وال يت تش كل يف جمموعه ا طاق ة لإلنت اج الفك ري والعقلي يف مي دان
البحث العلمي .وهذه الوثائق قد تكون خمطوطة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية.
القواعد األساسية في تحديد المشكلة
-1وضوح موضوع البحث:
أن يكون موضوع البحث حمددا ،وغري غامض أو عام ،حىت ال يصعب على الباحث التعرف على
جوانب ه املختلف ة فيم ا بع د .فق د يب دو ل ه املوض وع س هال للوهل ة األوىل مث إذا دق ق في ه ظه رت ل ه
صعوبات مجة قد ال يستطيع جتاوزها ،أو قد يكتشف أن هناك من سبقه إىل دراسة املشكلة ذاهتا.
أو أن املعلومات اليت مجعها مشتتة وضعيفة الصلة باملشكلة .وهذا كله نتيجة عدم وضوح املوضوع
يف ذهن الباحث وتصوره.
-2تحديد اإلشكالية:
وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة ،حبيث تعرب عما يدور يف ذهن الباحث وتبني األمر
الذي يرغب يف إجياد حل له ،وال يتم صياغة املشكلة بوضوح إال إذا استطاعت حتديد العالقة بني
ع املني متغ ريين أو أك ثر ،ومن مث تص اغ بش كل س ؤال يتطلب إجاب ة حمددة.45
-3وضوح المصطلحات:
حيذر املتخصص ون من إمكاني ة وق وع الب احث يف مت اعب وص عوبات نتيج ة إمهال ه وع دم دقت ه يف
حتدي د املص طلحات املس تخدمة .واالص طالح ه و ذل ك املفه وم العلمي أو الوس يلة الرمزي ة ال يت
يستخدمها الباحث يف التعبري عن أفكاره ومعانيه من أجل توصيلها لآلخرين.
فهي إذن التعريف ات احملددة والواض حة للمف اهيم اإلنس انية ذات الص فات اجملردة ال يت تش رتك فيه ا
الظواهر واحلوادث والوقائع دون تعيني حادثة أو ظاهرة معني.
41
وحتديد املشكلة أو اإلشكالية ليس أمرا سهال كما يتص ور البعض ،حيث أن ه يتطلب من الباحث
دراس ة مجي ع ن واحي املش كلة ،مث تعريفه ا تعريف ا واض حا ،والتثبت من أمهيته ا العلمي ة ح ىت تك ون
جديرة بالدراسة ،فيقوم الباحث بقراءة مبدئية عنها ويستنري بآراء املختصني يف ذلك اجملال.
ويذهب بعض الباحثني إىل القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشكالية هي وضعها يف شكل سؤال
يبني العالقة بني متغريين .وميكن للباحث أن حيدد اإلشكالية دون وضعها على شكل سؤال(رسائل
الدكتوراه ومذكرات املاسرت).
صياغة الفرضيات:
بعد أن حيدد الباحث املشكلة ،ينتقل إىل مرحلة الفرضيات املتعلقة مبوضوع البحث ،وال يعين هذا
أن الفرض يات ت أيت يف مرحل ة فكري ة مت أخرة عن مرحل ة اإلش كالية ،وم ا الفرض يات إال إجاب ات
مبدئية للسؤال األساسي ،الذي يدور حوله موضوع البحث.
ويعت رب االف رتاض مب دئيا ،ألن موض وع البحث ال يك ون يف ص ورته األخ رية الواض حة .وتأخ ذ
االفرتاضات بالتبلور والوضوح ،كلما اتضحت صورة البحث.
فاالفرتاضات ما هي إال ختمينات أو توقعات أو استنتاجات ،يتبناها الباحث مؤقتا كحلول ملشكلة
البحث ،فهي تعمل كدليل ومرشد له ،ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو إال عبارة جمردة ،ال
حتمل صفة الصدق أو الكذب ،بل هي نقطة انطالق للوصول إىل نتيجة يستطيع عندها الباحث
من قبول الفرض أو رفضه.
وقد وجد الباحثون واملختصون أن االفرتاضات اجليدة تتميز بالصفات التالية:
-أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه.
-أن يك ون الف رض مبني ا على احلق ائق احلس ية والنظري ة والذهني ة لتفس ري مجي ع ج وانب املش كلة.
أن يكون الفرض قابال لالختبار والتحقيق.
-أن ال يكون متناقضا مع الفروض األخرى للمشكلة الواحدة ،أو متناقضا مع النظريات واملفاهيم
العلمية الثابتة.
42
-تغطية الفرض جلميع احتماالت املشكلة وتوقعاهتا ،وذلك باعتماد مبدأ الفروض املتعددة ملشكلة
البحث.
المرحلة الثانية :مرحلة البحث عن الوثائق:
وت تزامن هات ه املرحل ة م ع مرحل ة إع داد خط ة البحث إال أهنا تتس م ب البحث األعم ق واإلطالع
األوسع والتفتيش املستمر عن املصادر واملراجع املتعلقة باملوضوع حمل الدراسة.
و يتعني على الب احث احلص ول على بيان ات حبث ه من خالل املص ادر واملراج ع املوج ودة باملكتب ات.
وتس مى ه ذه العملي ة عملي ة التوثي ق أو البيبليوغرافي ا وتعت رب من أهم العملي ات الالزم ة للقي ام ب أي
حبث .وذلك بنقل املعلومات أو االستشهاد ببعض الفقرات أو تعزيز وجهة النظر اخلاصة بالباحث.
وتنقسم الوثائق إىل قسمني:
-1المصادر:
وهي تل ك الوث ائق ال يت تتض من احلق ائق واملعلوم ات األص لية املتعلق ة باملوض وع ،وب دون اس تعمال
وثائق ومصادر وسيطة يف نقل هذه املعلومات .وهي اليت جيوز أن نطلق عليها اصطالح( املصادر).
وأنواع الوثائق األولية واألصلية العلمية يف ميدان العلوم القانونية واإلدارية هي:
-1اجمللدات واملطوالت ،واملوسوعات ودوائر املعارف .
-2أعمال هيئات املؤسسات العامة األساسية مثل السلطة السياسية ،التشريعية والتنفيذية ،يف
الدولة.
-3التشريعات والقوانني والنصوص التنظيمية املختلفة.
-4املعاهدات واالتفاقيات الدولية املربمة واملصادق عليها رمسيا طبقا للدستور.
األحكام والقرارات واالجتهادات القضائية ،والسابقة القضائية يف النظم االجنلوساكسونية. -5
اإلحصائيات الرمسية.46 -6
43
-2المراجع:
وهي املراجع العلمية اليت تستمد قوهتا من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة ،أي أهنا الوثائق
واملراجع اليت نقلت احلقائق واملعلومات عن املوضوع حمل البحث ،أو عن بعض جوانبه من
مصادر ووثائق أخرى .وهي اليت جيـوز أن نطلق عليها لفظ (املراجع)
ومن أمهها:
-1الكتب واملؤلفات القانونية األكادميية العامة واملتخصصة يف موضوع من املوضوعات .مثل
كتب الق انون اجلن ائي ،والق انون اإلداري ،الدس توري،الق انون املدين ،التج اري ،العم ل،
األسرة...
ال دوريات واملق االت العلمي ة املتخصص ة .مث ل جمل ة احلقيق ة ال يت تص در عن جامع ة أدرار، -2
وجملة القانون واجملتمع اليت تصدر عن خمرب القانون واجملتمع.
الرسائل العلمية األكادميية املتخصصة ,وجمموع البحوث والدراسات العلمية واجلامعية اليت -3
تق دم من أج ل احلص ول على درج ات علمي ة أكادميي ة .كرس ائل ال دكتوراه ،و أعم ال
وحدات وفرق البحث.
املداخالت العلمية يف امللتقيات والندوات -4
دراسات خمابر البحث.47 -5
ولإلشارة أنه إذا كان يف السابق توجد صعوبات احلصول على املراجع ،فإنه يف اآلونة االخرية ويف
ظ ل وج ود االن رتنت واس تخدامها بش كل كب ري يف احلق ل العلمي ،زالت ص عوبة احلص ول على
املراجع .إذ ميكن احلصول على ما كتب يف العامل عن موضوع ما فقط بواسطة االنرتنت .وعليه ال
جمال للتحجج بنقص املراجع العلمية كأصل عام.
المرحلة الثالثة :مرحلة القراءة والتفكير
تعد هذه املرحلة حامسة بالنسبة للباحث ،فهي مرحلة االطالع والفهم لكافة األفكار واحلقائق ،اليت
تتصل باملوضوع وتأمل هذه املعلومات واألفكار تأمال عقليا فكريا ،حىت يتولد يف ذهن الباحث
44
النظام التحليلي للموضوع .وجتعل الباحث مسيطرا على املوضوع ،مستوعبا لكل أبعاده وحقائقه،
متعمق ا يف فهم ه ق ادرا على اس تنتاج الفرض يات واألفك ار .مما يؤهل ه إىل إب راز وجه ة نظ ره بك ل
موضوعية.
والق راءة فن هلا أس لوهبا ،وال ميكن حتقي ق أه دافها إال إذا متت وف ق ش روطها وقواع دها املنهجي ة،
كما أن القراءة على أنواع .وسنتناول كل هذا وفق ما يلي:
-1أه داف مرحل ة الق راءة :إن الق راءة الش املة واملعمق ة للوث ائق العلمي ة املتص لة باملوض وع املراد
دراسته هتدف إىل:
التعم ق يف التخص ص وفهم املوض وع من كاف ة جوانب ه العلمي ة والفكري ة ،والوق وف على أ-
احلقائق املتعلقة باملوضوع .
ب -تكس ب الب احث الق درة العلمي ة واملنهجي ة يف إع داد خط ة البحث ،ف االطالع على م ا كتب ه
الس ابقون يف املوض وع واالس تفادة من جتارهبم جتع ل الب احث ق ادرا على إقام ة خط ة تتس م
باملوضوعية والتقسيم املتوازن.
تكس ب الب احث الق درة على التحلي ل الن وعي والف ين ،أي اكتس اب ذخ رية كب رية من ت-
املعلومات واحلقائق تؤدي يف األخري إىل التأمل والتحليل األكادميي.
اكتساب الثروة اللغوية و األسلوب العلمي القوي الفين واملتخصص. ث-
-2شروط وقواعد القراءة:
أ -أن تكون واسعة شاملة جلميع الوثائق من املصادر واملراجع املتعلقة باملوضوع.
ب -الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق واملصادر
ج-االنتباه والرتكيز أثناء عملية القراءة
د-جيب أن تكون مرتبة ومنظمة ال ارجتالية وعشوائية
45
ه-جيب احرتام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة ،وبذلك االبتعاد عن عملية القراءة
خالل ف رتات األزم ات النفس ية واالجتماعي ة والص حية .فمثال ملا يك ون الب احث م ريض ال ميكن ه
الرتكيز أثناء عملية القراءة.48
-3أنـواع القـراءة:
أ-القراءة السريعة الفهرسية :وهي القراءة السريعة الكاشفة اليت تتحقق عن طريق االطالع عن
فه ارس املص ادر واملراج ع ،كم ا تش مل االطالع على مق دمات وبعض فص ول وعن وانني املص ادر
واملراجع.
كم ا تس تهدف ت دعيم قائم ة املص ادر واملراج ع اجملمع ة بوث ائق جدي دة .وذل ك من خالل فه رس
البيبليوغرافي ا ،وك ذا معرف ة س عة وآف اق املوض وع وجوانب ه املختلف ة ،وتكش ف القيم واجلدي د
واملتخصص واخلاص من البيبليوغرافيا.
ب-القراءة العادية :وهي القراءة اليت ترتكز حول املوضوعات اليت مت اكتشافها بواسطة القراءة
السريعة ،يقوم هبا الباحث هبدوء وتروي ،وفقا لشروط القراءة السابقة الذكر ،واستخالص النتائج
وتدوينها يف البطاقات وامللفات املعدة لذلك سلفاً.
ج-الق راءة المعمقة :وهي ال يت ت رتكز ح ول بعض الوث ائق دون البعض اآلخ ر ،ملا هلا من أمهي ة يف
املوضع وصلة مباشرة به .األمر الذي يتطلب الرتكيز يف القراءة والتكرار والتمعن والدقة والتأمل.
وتتطلب صرامة والتزاما أكثر من غريها من أنواع القراءات.
وختتلف أهداف القراءة املركزة عنها يف القراءة العادية ،حيث يعىن الباحث يف التعرف على إطار
املشكلة ذاهتا ،واآلراء الفكرية اليت تناولتها ،والفروض اليت تبناها الباحثون ،واملناهج العلمية اليت
استخدموها ،وذلك هبدف االسرتشاد والتوضيح يف تقرير مسرية دراسته ،من حيث املعلومات اليت
حيتاجها.49
46
ومهما يكن ،فكلما طالع الباحث على قدر أكرب من الكتب واملؤلفات كلما ازداد أكثر حتكما يف
املوضوع .األمر الذي يؤهله إىل إعداد خطة متوازنة عموديا وأفقياً.
المرحلة الرابعة :مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع:
بعد القراءة املتأنية من قبل الباحث تأيت مرحلة وضع اخلطة ،وهي عملية جوهرية وحيوية للباحث
يف إع داد حبث ه ،وتتض من تقس يمات املوض وع األساس ية والكلي ة والفرعي ة واجلزئي ة واخلاص ة ،على
أسس ومعايري علمية ومنهجية واضحة ودقيقة.
وخط ة ك ل موض وع هي عب ارة عن تص ميم هليك ل املوض وع حمل الدراس ة .فال جيوز للب احث
األكادميي كغريه من الباحثني سرد املعلومات وعرضها هكذا بصفة جممعة دون تقسيم أو تنظيم.
هذا ،وأن تغري خطة البحث بني مرحلة وأخرى وارد .فالبحث العلمي اجلاد واملعمق يقتضي تعديل
اخلطة كلما استدعى األمر ذلك.
فحصول الباحث على مراجع جديدة ،خاصة ومتخصصة منها ،سيلفت انتباهه ملسائل غفل عنها
يف مرحلة سابقة ،أو مل يعرها االهتمام الالزم .لذا فال مانع من تغيري التصميم اهليكلي .فقد يلجأ
الب احث إىل ال دمج أو التفص يل وظه ور عناص ر جدي دة يف اخلط ة يف ش كل فص ول أو مب احث أو
مطالب أو فروع .ويتم ذلك كله حتت إشراف األستاذ املشرف وموافقته.
ويتوجب على الباحث أثناء وضعه للخطة مراعاة بعض النقاط األساسية هي:
أ-ضرورة ربط الخطة بعنوان الموضوع محل الدراسة :عند تصميم اخلطة يتعني على الباحث
قراءة عنوان حبثه بتعمق .حىت ال يقحم جزء يف اخلطة ال عالقة له مبوضوع حبثه .وكثري ما يقع
الطلب ة يف فخ اخلروج عن املوض وع .ك أن يس جل الب احث موض وعا يتعل ق بالرتاض ي يف العق د
االلك رتوين ،ويف رد أج زاء يف اخلط ة يف ش كل مب احث ويش ري يف اح د املب احث إىل ال دافع إىل
التعاقد(السبب) .وهذا طبعا خارج دراسة حبثه ،ويندرج ضمن احلشو واإلطناب الذي يقع فيه
الباحث.
47
ب -ض رورة رب ط الخط ة باإلش كالية المطروح ة :ك ل حبث إال ويع اجل إش كالية معين ة حياول
الباحث معاجلتها وحتليلها ،وإبراز عناصرها الرئيسية واجلزئية من اجل اإلجابة عنها .فاخلطة إذن
تشتمل كعنوان على إجابات جمزأة وفرعية على اإلشكالية املطروحة.50
ج-ضرورة المحافظة على توازن الخطة :وتقسيم املوضوع يعين حتديد الفكرة األساسية والكلية
للموض وع ،حتدي دا جامع ا مانع ا وواض حا ،وإعطائه ا عنوان ا رئيس ا ،مث حتدي د م دخل املوض وع يف
صورة مقدمة البحث ،والقيام بتفتيت و تقسيم الفكرة األساسية إىل أفكار فرعية وجزئية خاصة.
حبيث يشكل التقسيم هيكلة وبناء البحث ،مث القيام بإعطاء العنوانني الفرعية واجلزئية .ويتوجب
على الباحث مراعاة التوازن بني كل أجزاء وفروع البحث .وإال عد حبثه خمتال من حيث اهليكل
اخلارجي.51
د-شروط التقسيم والتبويب:
على الب احث أن يتب ع جمموع ة من الش روط والقواع د أثن اء تقس يمه للبحث ليخ رج يف ص ورة
سليمة وناجحة ,ومن أهم هذه الشروط والقواعد:
-1التعمق والشمول يف تأمل كافة جوانب وأجزاء وفروع ونقاط املوضوع بصورة جيدة.
-2االعتماد الكلي على املنطق واملوضوعية واملنهجية يف التقسيم والتبويب.
-3حتاشي التكرار واحلشو والتداخل واالختالط بني حمتويات العناصر واملوضوعات والعناوين
األساسية والفرعية والعامة واخلاصة.
-4ضرورة حتقيق التقابل والتوازن بني التقسيمات األساسية والفرعية أفقيا وعموديا ،كأن يتساوى
ويت وازن ع دد أبواب األقس ام واألج زاء ،وك ذا ع دد فص ول األبواب وع دد ف روع الفص ول وهلم
جرا.
ه-أنواع التقسيم:
48
-1أس لوب األج زاء وعناوين ه الفرعية :اجلزء تقس يم كب ري ج دا وع ادة يس تعمل قي رس ائل
الدكتوراه ،ويتضمن:
الجزء األول :ويقسم إىل أقسام ،القسم األول .القسم الثاين.....
القسم :ويقسم إىل أبواب ،الباب األول .الباب الثاين........
الباب :ويقسم إىل فصول ،الفصل األول .الفصل الثاين........
الفصل :ويقسم إىل مباحث ،املبحث األول .املبحث الثاين........
المبحث :ويقسم إىل مطالب ،املطلب األول .املطلب الثاين........
المطلب :ويقسم إىل فروع ،الفرع األول .الفرع الثاين........
الفرع :ويقسم إىل أوال ،ثانيا ،ثالثا........
-2أسلوب األقسام وعناوينه الفرعية :القسم تقسيم اقل من اجلزء ويتضمن:
القسم :ويقسم إىل أبواب ،الباب األول .الباب الثاين........
الباب :ويقسم إىل فصول ،الفصل األول .الفصل الثاين........
الفصل :ويقسم إىل مباحث ،املبحث األول .املبحث الثاين........
المبحث :ويقسم إىل مطالب ،املطلب األول .املطلب الثاين........
المطلب :ويقسم إىل فروع ،الفرع األول .الفرع الثاين........
الفرع :ويقسم إىل أوال ،ثانيا ،ثالثا........
--3أس لوب األب واب وعناوين ه الفرعي ة :الب اب تقس يم اق ل من القس م وغالب ا ينتهج يف رس ائل
الدكتوراه ،ويتضمن:
الباب :ويقسم إىل فصول ،الفصل األول .الفصل الثاين........
الفصل :ويقسم إىل مباحث ،املبحث األول .املبحث الثاين........
المبحث :ويقسم إىل مطالب ،املطلب األول .املطلب الثاين........
المطلب :ويقسم إىل فروع ،الفرع األول .الفرع الثاين........
49
الفرع :ويقسم إىل أوال ،ثانيا ،ثالثا........
---4أس لوب الفص ول وعناوين ه الفرعي ة :الفص ل تقس يم اق ل من الب اب وغالب ا ينتهج يف
مذكرات املاسرت ،ويتضمن:
الفصل :ويقسم إىل مباحث ،املبحث األول .املبحث الثاين........
المبحث :ويقسم إىل مطالب ،املطلب األول .املطلب الثاين........
المطلب :ويقسم إىل فروع ،الفرع األول .الفرع الثاين........
الفرع :ويقسم إىل أوال ،ثانيا ،ثالثا........
مالحظ ة :ويفض ل يف التقس يم أس لوب الثنائي ة يف الدراس ات القانوني ة .م ا مل تف رض متطلب ات
املوضوع تقسيما آخر .فمثال الفصل األول اجلانب النظري .والفصل الثاين اجلانب التطبيقي.52
-استعمال الفصل التمهيدي :كثريا ما يستعمل الباحث يف ميدان العلوم القانونية نظام الفصول
التمهيدية .فيخصص فصال متهيديا لعرض جمموعة أفكار يراها مهمة وذات عالقة مبوضوع البحث
وهذا قبل الدخول يف صلب املوضوع.
المرحلة الخامسة :مرحلة جمع وتخزين المعلومات
يسرت التطورات التقنية املتسارعة واملتالحقة ,عملية مجع املعلومات البحثية ,خاصة بعد الفرتة اليت
أطلق عليها " الثورة املعلوماتية " يف العقدين األخريين ,واليت تبلورت معاملها يف سهولة نقل
املعلومات وتدفقها عرب وسائل االتصاالت.
وتعترب املعلومات اجملمعة ركيزة الباحث األساسية ,كمقومات حمورية للبحث ,وكلما مجع الباحث
أكرب عدد من املعلومات وبنوعية حديثة وممتازة ,كلما أدى ذلك إىل متكنه من تغطية متطلبات حبثه
بكل فروعه ونقاطه .خاصة إذا اعتمدت املعلومات اجملمعة على قواعد بيانات تتصف بالشفافية
واملصداقية والتسلسل واملنطقية.
وتعكس املعلومات اجملمعة مدى إملام الباحث مبا كتب ونشر حول موضوعه ,والوقوف على
خمتلف اآلراء واألفكار ,خاصة إذا متكن الباحث من مجع معلومات بلغات أجنبية حية ,ومتكن من
50
ترمجتها بدقة وموضوعية.
أهم مصادر املعلومات:
وأهم مصادر املعلومات يف عصرنا هذا:
ـ شبكة املعلومات االلكرتونية ( االنرتنت ).
ـ الدوريات املتخصصة.
ـ املؤمترات العلمية والندوات.
ـ الرسائل العلمية ( املاجستري والدكتوراه ).
ـ الكتب العلمية املتخصصة.
ـ املوسوعات والقواميس ودوائر املعارف وأمهات الكتب.
ـ كتب الرتاث واملخطوطات.
تصفية املعلومات:
وسرعان ما جيد الباحث نفسه يغوص يف حبر من املعلومات والبحوث واملؤمترات والرسائل
اجلامعية ,فماذا يفعل؟
اخلطوة األوىل واألساسية تتمثل يف تنقية وغربلة املعلومات اليت حصل عليها ,وذلك بواسطة الطرق
التالية:
ـ إعطاء األولوية للمصادر األصلية املباشرة وتقدميها على غريها من املراجع الثانوية وغري املباشرة,
واليت تعتمد أساسا على املصادر.
ـ الرتكيز على املصادر واملراجع األكثر حداثة :سواء يف إحصاءاهتا وأرقامها ,أو توثيقها أو صياغة
نظرياهتا.
ـ حذف واستبعاد املراجع أو املعلومات املكررة الركيكة :والضعيفة واملنقولة عن مصادر متوفرة,
حرصا على دقة وقوة ومصداقية املعلومات ,واحتياطا لتوثيقها باعتمادها على أمهات الكتب
واملصادر.
ـ البعد عن املعلومات غري العلمية :واملستندة إىل تعصب أو حتيز لفكر معني أو مذهب معني ,أو
51
قائمة على العاطفة واحلماس بعيدا عن املوضوعية اجملردة.
ـ استبعاد املعلومات اليت تتعارض مع احلقائق العلمية :ختلصا وبعدا عن بلبلة األفكار والتكهنات,
وكل األمور اليت تغاير الدراسات العلمية.
ـ احلرص على استبعاد املعلومات اليت ال تتعلق وبصفة مباشرة مبوضوع البحث :تالفيا للتشعب
والتوسع ,وجتنب االستطراد ,وتوفري الوقت واجلهد.
ـ تركيز الباحث على مصادر املعلومات الدولية األكثر واألدق توثيقا ومصداقية ما أمكن ذلك,
مثل مصادر ونشرات األمم املتحدة ,مع األخذ بعني االعتبار أن املص در الدولية حيشد هلا أفضل
العلماء وأكثرهم ختصصا.
أساليب ختزين املعلومات:
أما بالنسبة جلمع وختزين املعلومات ,فهناك أسلوبان أساسيان مها:
1ـ أسلوب البطاقات:
ويعتمد على إعداد بطاقات صغرية احلجم أو متوسطة ,مث ترتب على حسب أجزاء وأقسام
وعناوين البحث ,ويشرتط أن تكون متساوية احلجم ,جمهزة للكتابة فيها على وجه واحد فقط,
وتوضع البطاقات املتجانسة من حيث عنواهنا الرئيس يف ظرف واحد خاص.
وجيب أن تكتب يف البطاقة كافة املعلومات املتعلقة بالوثيقة أو املصدر أو املرجع الذي نقلت منه
املعلومات ,مثل اسم املؤلف ,العنوان ,بلد ودار اإلصدار والنشر ,رقم الطبعة ,تارخيها ,ورقم
الصفحة أو الصفحات.
2ـ أسلوب الملفات:
يتكون امللف من عالف مسيك ومعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة ,يقوم الباحث بتقسيم امللف
أو امللفات على حسب خطة تقسيم البحث املعتمدة ,مع ترك فراغات الحتماالت اإلضافة
وتسجيل معلومات مستجدة ,أو احتماالت التغيري والتعديل.
ويتميز أسلوب امللفات مبجموعة من امليزات منها:
ـ السيطرة الكاملة على معلومات املوضوع من حيث احليز.
52
ـ ضمان حفظ املعلومات املدونة وعدم تعرضها للضياع.
ـ املرونة ,حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغري أو يضيف يف املعلومات.
ـ سهولة املراجعة واملتابعة من طرف الباحث ,ملا مت مجعه من املعلومات.
هذان مها األسلوبان األساسيان يف اجلمع والتخزين ,ويوجد أسلوب التصوير كأسلوب استثنائي
جدا ,حيث ينحصر استعماله يف الوثائق اليت تتضمن معلومات قيمة وهامة جدا.
قواعد تسجيل املعلومات:
1ـ حتمية الدقة والتعمق يف فهم حمتويات الوثائق ,واحلرص واليقظة يف التقاط وتسجيل األفكار
واملعلومات.
2ـ انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط مبوضوع البحث ,ويرتك ما كان حشوا .
3ـ جيب احرتام منطق تصنيف وترتيب البطاقات أو امللفات املستخدمة يف مجع وختزين املعلومات.
4ـ احرتام التسلسل املنطقي بني املعلومات واحلقائق واألفكار.
هذه مرحلة اجلمع والتخزين وتليها مرحلة التحرير والصياغة.
املرحلة السادسة مرحلة الكتابة:
بعد مراحل اختيار املوضوع ,مجع الوثائق واملصادر واملراجع ,القراءة والتفكري والتأمل يف تقسيم
البحث ومرحلة مجع وختزين املعلومات ,تأيت املرحلة األخرية والنهائية وهي مرحلة صياغة وكتابة
البحث يف صورته النهائية.
وتتجسد عملية كتابة البحث العلمي يف صياغة وحترير نتائج الدراسة ,وذلك وفقا لقواعد
وأساليب منهجية علمية ومنطقية دقيقة ,وإخراجه وإعالمه بصورة واضحة وجيدة للقارئ ,هبدف
إقناعه مبضمون البحث العلمي املعد.
فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا معينة وحمددة ,وتتكون من جمموعة من املقدمات والدعائم جيب على
الباحث احرتامها وااللتزام هبا أثناء مرحلة الكتابة ,ولبيان ذلك جيب التطرق إىل نقطتني أساسيتني
مها:
1ـ أهداف كتابة البحث العلمي:
53
أ ـ إعالن وإعالم نتائج البحث :إن اهلدف األساس واجلوهري من عملية الكتابة هو إعالم القارئ
بطريقة علمية منهجية ودقيقة عن جمهودات وكيفيات إعداد البحث وإجنازه ,وإعالن النتائج
العلمية اليت توصل إليها الباحث.
فكتابة البحث العلمي ال تستهدف التشويق أو املتعة األدبية أو اجلمالية واألخالقية كما تفعل
الروايات والقصص واملسرحيات مثال ,بل تستهدف حتقيق عملية إعالم القارئ مبجهدات البحث
وإعالن النتائج.
ب ـ عرض وإعالن أفكار الباحث وآرائه :مدعمة باألسانيد واحلجج املنطقية ,وذلك بصورة
منهجية ودقيقة وواضحة ,إلبراز شخصية الباحث وإبداعه العلمي اجلديد يف املوضوع حمل
الدراسة.
ج ـ اكتشاف النظريات والقوانني العلمية :وذلك عن طريق املالحظة العلمية ووضع الفرضيات
العلمية املختلفة ,ودراستها وحتليلها وتقييمها ,هبدف استخراج نظريات جديدة ,أو قوانني علمية
حول موضوع الدراسة وإعالهنا.
2ـ مقومات كتابة البحث العلمي:
من أهم مقومات كتابة البحث العلمي:
أ ـ تحديد واعتماد منهج البحث ( أو مناهج البحث ) وتطبيقه في الدراسة :مقوم جوهري
وحيوي يف كتابة البحث ,حيث يسري الباحث ويتنقل بطريقة علمية منهجية ,يف ترتيب وحتليل
وتركيب وتفسري األفكار واحلقائق ,حىت يصل إىل النتائج العلمية لبحثه بطريقة مضمونة.
يؤدي تطبيق املنهج بدقة وصرامة إىل إضفاء الدقة والوضوح والعلمية واملوضوعية على عملية
الصياغة والتحرير ,ويوفر ضمانات السري املتناسق واملنظم هلا.
ب ـ األسلوب العلمي والمنهجي الجيد:
األسلوب يف البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر واخلصائص حىت يكون أسلوبا علميا مفيدا
وداال ,مثل:
ـ سالمة اللغة ,وفنيتها وسالمتها ووضوحها.
54
ـ اإلجياز والرتكيز الدال واملفيد.
ـ عدم التكرار.
ـ القدرة على تنظيم املعلومات واألفكار ,وعرضها بطريقة منطقية.
ـ الدقة والوضوح والتحديد والبعد عن الغموض واإلطناب والعمومية.
ـ تدعيم األفكار بأكرب وأقوى األدلة املناسبة.
ـ التماسك والتسلسل بني أجزاء وفروع وعناصر املوضوع.
ـ قوة وجودة الربط يف عملية االنتقال من كلمة إىل أخرى ومن فقرة إىل أخرى.
هذه بعض عناصر وخصائص األسلوب العلمي اجليد الالزم لصياغة البحوث العلمية وكتابتها.
ج ـ احترام قانون االقتباس وقانون اإلسناد والتوثيق :توجد جمموعة من الضوابط والقواعد
املنهجية ,جيب على الباحث العلمي احرتامها والتقيد هبا عند القيام بعملية االقتباس:
ـ الدقة والفطنة يف فهم القواعد واألحكام والفرضيات العلمية وآراء الغري املراد اقتباسها.
ـ عدم التسليم واالعتقاد بأن األحكام واآلراء اليت يراد اقتباسها هي حجج ومسلمات مطلقة
وهنائية ,بل جيب اعتبارها دائما أهنا جمرد فرضيات قابلة للتحليل واملناقشة والنقد.
ـ الدقة واجلدية واملوضوعية يف اختيار ما يقتبس منه ,وما يقتبس ,جيب اختيار العينات اجلديرة
باالقتباس يف البحوث العلمية.
ـ جتنب األخطاء واهلفوات يف عملية النقل واالقتباس.
ـ حسن االنسجام والتوافق بني املقتبس وبني ما يتصل به ,وحتاشي التنافر والتعارض وعدم
االنسجام بني العينات املقتبسة وسياق املوضوع,
ـ عدم املبالغة والتطويل يف االقتباس ,واحلد األقصى املتفق هو أال يتجاوز االقتباس احلريف املباشر
على ستة أسطر.
ـ عدم ذوبان شخصية الباحث العلمية بني ثنايا االقتباسات ,بل البد من تأكيد وجود شخصية
الباحث أثناء عملية االقتباس ,عن طريق دقة وحسن االقتباس ,والتقدمي والتعليق والنقد والتقييم
للعينات املقتبسة.
55
د ـ األمانة العلمية:
تتجلى األمانة العلمية لدى الباحث يف عدم نسبة أفكار الغري وآرائهم إىل نفسه ,ويف االقتباس اجليد
واإلسناد لكل رأي أو فكرة أو معلومة إىل صاحبها األصلي ,وبيان مكان وجودها بدقة وعناية يف
املصادر واملراجع املعتمدة.
وعلى الباحث التقيد بأخالقيات وقواعد األمانة العلمية:
ـ الدقة الكاملة والعناية يف فهم أفكار اآلخرين ونقلها.
ـ الرجوع واالعتماد الدائم على الوثائق األصلية.
ـ االحرتام الكامل وااللتزام التام بقواعد اإلسناد واالقتباس وتوثيق اهلوامش السالفة الذكر.
ـ االعتداد بالشخصية واحرتام الذات واملكانة العلمية من طرف الباحث.
وكلما تقيد بقواعد األمانة العلمية ,كلما ازدادت شخصيته العلمية قوة وأصالة.
اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية
وزارة التعليم العايل والبحث العلمي
قرار رقم 933 :مؤرخ يف :
حيدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها
ان وزير التعليم والبحث العلمي
مبقتضى األمر رقم 05-03مؤرخ يف 19مجادى األوىل عام 1424املوافق 19يوليو عام
،2003املتعلق حبقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة.
ومبقتضى األمر رقم 03-06مؤرخ يف 19مجادى األوىل عام 1427املوافق 15يوليو سنة
2006واملتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية.
ومبقتضى املرسوم رقم 215-17املؤرخ يف 04رجب عام 1391املوافق 25غشت سنة
1971واملتضمن تنظيم الدروس الطبية ،املعدل واملتمم.
56
ومبقتضى املرسوم الرئاسي رقم 125-15املؤرخ يف 25رجب عام 1436املوافق 14مايو
سنة 2015واملتضمن رقم 125-15املؤرخ يف 25رجب عام 1436املوافق 14مايو سنة
2015واملتضمن تعيني أعضاء احلكومة ،املعدل.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 254-98املؤرخ يف 24ربيع الثاين عام 1419املوافق 17
غشت سنة 1998املتعلق بالتكوين يف الدكتوراه وما بعد التدرج املتخصص والتأهيل اجلامعي،
املعدل واملتمم.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 279-03املؤرخ يف 24مجادى الثانية عام 1424املوافق 23
غشت سنة 2003الذي حيدد مهام اجلامعة والقواعد اخلاصة بتنظيمها وسريها ،املعدل واملتمم.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 299-05املؤرخ يف 11رجب عام 1426املوافق 16غشت
سنة 2005حيد مهام املركز اجلامعي والقواعد اخلاصة بتنظيمه وسريه.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 129-08املؤرخ يف 27ربيع الثاين عام 1429املوافق 3مايو
سنة 2008واملتضمن القانون األساسي اخلاص باألستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 130-08املؤرخ يف 27ربيع الثاين عام 1429املوافق 3مايو
سنة 2008واملتضمن القانون األساسي اخلاص باألستاذ الباحث.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 131-08املؤرخ يف 17شعبان عام 1429املوافق 198
غشت سنة 2008واملتضمن نظام الدراسات للحصول على شهادة الليسانس وشهادة املاسرت
وشهادة الدكتوراه.
ومبقتضى املرسوم التنفيذ رقم 77-1-13املؤرخ يف 18ربيع األول عام 1434املوافق 30
يناير سنة 2013الذي حيدد صالحيات وزير التعليم العايل والبحث العلمي.
ومبقتضى املرسوم التنفيذي رقم 176-16املؤرخ يف 9رمضان عام 1437املوافق 14يونيو
سنة 2016الذي حيدد القانون األساسي النموذجي للمدرسة العليا.
ومبقتضى القرار رقم 326املؤرخ يف 9جوان سنة 2014الذي حيدد كيفيات إعداد ومناقشة
مذكرة املاسرت .
57
ومبقتضى القرار رقم 371املؤرخ يف 11جوان سنة 2014واملتضمن إحداث اجملالس التأديبية
يف مؤسسات التعليم العايل وحيدد تشكيلها وسريها.
ومبقتضى القرار رقم 547املؤرخ يف 02جوان 2016الذي حيدد كيفيات تنظيم التكوين يف
الطور الثالث وشروط إعداد أطروحة الدكتوراه ومناقشتها.
يقرر ما يأيت :
الفصل األول
أحكام عامة
املادة األوىل :هبدف هذا القرار إىل حتديد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها.
املادة :02يقصد مبفهوم هذا القرار ،ما يأيت:
املؤسسة :اجلامعة وملحقاهتا ،املركز اجلامعي ،املدرسة العليا ،مركز البحث وملحقاته.
مسؤول املؤسسة :مدير اجلامعة ،مدير املركز البحث.
وحدة التعليم والبحث :الكلية املعهد باجلامعة ،مدير املعهد باملركز اجلامعي .
الوحدة :وحدة التعليم والبحث.
الفصل الثاين
تعريف السرقة العلمية
املادة :3تعترب سرقة علمية مبفهوم هذا القرار ،كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو
األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم لو كل من يشارك يف عمل ثابت لالنتحال
وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية املطالب هبا أو يف أي منشورات علمية أو بيداغوجية
أخرى.
وهلذا الغرض ،تعترب سرقة علمية ما يأيت:
اقتباس كلي جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو
جمالت أو دراسات أو تقارير أو من الكرتونية أو إعادة صياغتها دون ذكر مصدرها وأصحاهبا
األصليني.
58
اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بني شولني ودون ذكر مصدرها وأصحاهبا األصليني .
اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بني شولتني ودون ذكر مصدرها وأصحاهبا األصليني.
استعمال معطيات خاصة دون حتديد مصدرها وأصحاهبا األصليني.
استعمال برهان أو استدالل معني دون ذكر مصدره وأصحابه األصليني
نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أجنز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمال شخصيا.
استعمال إنتاج فين معني أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو
خمططات يف نص أو مقال دون اإلشارة إىل مصدرها وأصحاهبا األصليني.
الرتمجة من إحدى اللغات إىل اللغة اليت يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث
االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر املرتجم واملصدر.
قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر
بإدراج امسه يف حبث أو أي عمل دون املشاركة يف إعداده.
قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث أخر مل يشارك يف اجناز العمل بإذنه أو دون إذنه بغرض
املساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية.
قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي او الباحث الدائم أو أي شخص آخر
بتكليف الطلبة أو أطراف أخرى باجناز أعمال عملية من اجل تننيها يف مشروع حبث أو اجناز
كتاب علمي او مطبوعة بيداغوجية او تقرير علمي.
استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص
آخر أعمال الطلبة ومذكراهتم كمداخالت يف امللقيات الوطنية والدولية أو لنشر مقاالت علمية
باجملالت والدوريات.
إدراج أمساء خرباء وحمكمني كأعضاء يف اللجان العلمية للمتقيات الوطنية أو الدولية يف اجملالت
والدوريات منا جل كسب املصداقية دون علم وموافقة وتعهد كتايب من قبل أصحاهبا أو دون
مشاركتهم الفعلية يف أعماهلا.
الفصل الثالث:
59
تدابري الوقاية من السرقة العلمية
الفرع األول:
تدابير التحسس والتوعية:
املادة :4تلزم مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي باختاذ تدابري حتسيس وتوعية ختص السيما:
تنظيم دورات تدريبية لفائدة الطلبة واألساتذة والباحثني الدائمني حول قواعد التوثيق العلمي
وكيفية جتنب السرقات العلمية.
تنظيم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثني والباحثني الدائمني الذين حيضرون
أطروحات الدكتوراه.
إدراج مقياس أخالقيات البحث العلمي والتوثيق يف كل أطوار التكوين العايل.
إعداد أدلة إعالمية تدعيمية حول مناهج التوثيق وجتنب السرقات العلمية يف البحث العلمي.
إدراج عبارة التعهد بااللتزام بالنزاهة والتذكري باإلجراءات القانونية يف حالة ثبوت السرقة العلمية
يف بطاقة الطالب وطيلة مساره اجلامعي.
الفرع الثاني :تنظيم تأطري التكوين يف الدكتوراه ونشاطات البحث العلمي
املادة :5مع مرعاة األحكام التنظيمية املتعلقة بالتكوين يف الدكتوراه وتنظيم نشاطات البحث تتوىل
اجملالس العلمية يف مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي ،ما يأيت:
مع مراعاة قدرات التأطري يف املؤسسة ،حتديد عدد مذكرات املاسرت وأطروحات الدكتوراه اليت
ميكن اإلشراف عليها من قبل أستاذ باحث أو باحث مؤهل ،كما يأيت:
ستة ( )6أطروحات ومذكرات يف ميدان العلوم والتكنولوجيا.
تسعة( )9أطروحات ومذكرات يف ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية.
احرتام ختصص كل أستاذ باحث أو باحث دائم عند تكليفهم باإلشراف على نشاطات وأعمال
البحث.
تشكيل جلان املناقشة واخلربة العلمية من بني الكفاءات املختصة يف ميداهنا العلمي السيما بالنسبة
لألطروحات ،املذكرات ،مشاريع البحث ،املقاالت ،املطبوعات البيداغوجية.
60
اختبار موضوعات مذكرات التخرج ومذكرات املاسرت وأطروحات الدكتوراه استنادا إىل قاعدة
بيانات بعناوين املذكرات واألطروحات وموضوعاهتا اليت مت تناوهلا من قبل من اجل جتنب عمليات
النقل من االنرتنيت والسرقة العلمية.
إلزام طلب الدكتوراه باإلمضاء على ميثاق األطروحة.
إلزام الطالب واألستاذ الباحث الدائم بتقدمي تقرير سنوي عن حالة تقدمي أعمال البحث أمام
اهليئات العلمية من اجل املتابعة والتقييم حسب الكيفيات املنصوص عليها يف التنظيم الساري
املفعول.
الفرع الثالث :تدابري الرقابة
املادة :6تلزم مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث باختاذ تدابري الرقابة التالية:
تأسيس على مستوى موقع كل مؤسسات التعليم العايل والبحث العلمي ،قاعدة بيانات لكل
األعمال املنجزة من قبل الطلبة واألساتذة الباحثني االستشفائيني اجلامعيني والباحثني الدائمني،
يشمل السيما ،مذكرات التخرج ومذكرات املاسرت واملاجيستري وأطروحات الدكتوراه ،تقارير
الرتبصات امليدانية ،مشاريع البحث واملطبوعات البيداغوجية.
تأسيس لدى كل مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث ،قاعدة بيانات رقمية ألمساء
األساتذة الباحثني واألساتذة االستشفائيني اجلامعيني والباحثني الدائمني حسب شعبهم وختصصاهتم
وسريهتم الذاتية وجماالت اهتماماهتم العلمية والبحثية لالستعانة خبربهتم من اجل تقييم أعمال
وأنشطة البحث العلمي.
شراء حقوق استعمال مربجمات معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية بالعربية واللغات األجنبية أو
استعمال الربجميات اجملانية املتوفرة يف شبكة االنرتنيت وغريها من الربجميات املتوفرة أو إنشاء مربمج
معلومايت جزائري كاشف للسرقة العلمية.
املادة :8حيدث لدى كل مؤسسات التعليم العايل ومؤسسات البحث جملس لآلداب وأخالقيات
املهنة اجلامعة ،ويسمى " جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة".
61
املادة :9يتشكل جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة من عشرة ( )10أعضاء من
خمتلف التخصصات ،وفق املعايري اآلتية:
النزاهة العلمية.
عدم التعرض ألية عقوبة تأديبية تتعلق بأخالقيات املهنة وآداهبا.
السرية األكادميية والعلمية
االنتماء لذوي الرتب العليا يف املؤسسة .
التعهد الكتايب بااللتزام بقواعد النزاهة والسرية واملوضوعية واإلنصاف يف العمل.
املادة :10يتم احتيار أعضاء جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة من قبل جملس
آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية احملدث مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 180-04املؤرخ يف 5
مجادى األوىل عام 1425املوافق 23يونيو سنة ،2004واملذكور أعاله ،من بني األساتذة
الباحثني واألساتذة الباحثني االستشفائيني والباحثني الدائمني يف حالة نشاط بوحدة التعليم
والبحث أو مؤسسة البحث.
املادة :11يرأس جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة شخصية علمية ذي مسعة مؤكدة
يعينه الوزير املكلف بالتعليم العايل من بني األساتذة الباحثني أو األساتذة الباحثني االستشفائيني
اجلامعيني والباحثني الدائمني ،حسب احلالة ،من خمتلف التخصصات من ذوي أعلى رتبة الذين هم
يف حالة نشاط باملؤسسة بناء على اقرتاح جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية احملدث مبوجب
املرسوم التنفيذي رقم 180-04املؤرخ يف 5مجادى األوىل عام 1425املوافق 23يونيو سنة
،2004واملذكور أعاله.
املادة :12عهدة أعضاء جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة أربع( )04سنوات قابلة
للتجديد مرة واحة فقط.
الفرع الثاني :املهام
62
املادة :13عالوة على املهام املذكورة يف املادة 2من املرسوم التنفيذي رقم 180-04املؤرخ يف
5مجادى األوىل عام 1425املوافق 23يونيو سنة ،2004واملذكور أعاله ،يكلف جملس آداب
وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة مبا يأيت:
دراسة كل إخطار بالسرقة العلمية واجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشاهنا .
تقدير درجة عدم االلتزام بقواعد األخالقيات املهنية والنزاهة العلمية لكل حالة تعرض عليه .
تقدير درجة الضرر الالحق بسمعة املؤسسة وهيئاهتا العلمية.
إحالة كل حالة تتعلق بالسرقة العلمية على اجلهات اإلدارية املختصة يف املؤسسة ،مشفوعة بتقرير
يبني حاالت االنتحال والسرقة العلمية يف العمل موضوع اإلحالة.
املادة :14ميكن آداب وأخالقيات املهنية اجلامعي للمؤسسة االستعانة بأي شخص أو جلنة
متخصصة ميكنها أن تساعد يف أعماله.
املادة :15يعد جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة حصيلة سنوية عن نشاطاته
ويرسلها مرفقة بتوصياته إىل مسؤول املؤسسة.
الفصل اخلامس
إجراءات النظر يف اإلخطار بالسرقة العلمية ومعاقبتها
الفرع األول
اإلجراءات اخلاصة بالطلب
املادة :16يبلغ كل أخطار من أي شخص كان بوقوع سرقة علمية كما هي حمددة يف املاد 3من
هذا القرار ترتكب من طرف الطالب ،بتقرير كتايب مفصل مرفق بالوثائق واألدلة املادية املثبة يسلم
إىل مسؤول وحدة التعليم والبحث.
حييل مسؤول وحدة التعليم والبحث التقرير املذكور أعاله فورا جمللس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية للمؤسسة من اجل إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشأهنا.
63
املادة :17يقدم جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية ملؤسسة تقريره النهائي ملسؤول وحدة
التعليم والبحث بعد إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة ،يف اجل ال يتعدى مخسة عشر ()15
يوما ابتداء من تاريخ أخطاره بالواقعة.
املادة :18عندما يتضمن تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنية اجلامعية للمؤسسة تبوث السرقة
العلمية ،حييل مسؤول وحدة التعليم والبحث امللف على جملس تأديب الوحدة.
املادة : 19يعلم مسؤول وحدة التعليم والبحث الطالب املتهم بالسرقة العلمية كتابيا بالوقائع
املنسوبة إليه واألدلة املادية الثبوتية مرفقا مبقرر اإلحالة على جملس التأديب وتاريخ ومكان انعقاد
خالل اآلجال املنصوص عليها يف التنظيم الساري املفعول.
املادة :20جيتمع جملس تأديب وحدة التعليم والبحث يف اآلجال املنصوص عليها يف التنظيم
املعمول به للفصل يف الوقائع املعروضة عليه.
املادة :21يستمع أعضاء جملس تأديب وحدة التعليم ،للتقرير الذي يقدمه احد أعضاء جملس آداب
وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة الذي جيب أن يتضمن الوقائع املنسوبة للطالب واألدلة اليت
مسحت بالتأكيد من صحة وقوع السرقة العلمية مث يستمع للطالب املتهم من اجل تقدمي دفوعه.
املادة :22جيب على الطالب املتهم الذي حيال على جملس التأديب املثول شخصيا .
ميكن الطالب املتهم إحضار أي شخص ملرافقته يف الدفاع عن نفسه ،وهلذا الغرض يتعني عليه
إخطار مسؤول وحدة التعليم والبحث كتابة باألشخاص الذين يرفقونه يف الدفاع عن نفسه قبل
انعقاد جملس التأديب بثالثة أيام على األقل.
إذا تغري حضور الطالب املتهم ألسباب مربرة ميكن أن يلتمس كتابة من مسؤول وحدة التعليم
والبحث متثيله من قبل كدافعه وان يقدم مالحظاته ودفوعه كتابة ،قبل انعقاد جملس التأديب بثالثة
( )3أيام.
املادة :23يتعني على جملس التأديب أن يسجل يف حمضر االستماع الوقائع املنسوبة للطالب املتهم
كما هي حمددة يف تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة إضافة ملالحظات
ودفوع الطالب املتهم.
64
املادة :24يفصل جملس التأديب وحدة التعليم والبحث ،يف الوقائع املنسوبة للطالب املتهم خالل
اآلجال احملددة يف التنظيم املعمول به.
املادة : 25ميكن الطالب الطعن يف القرار الذي يتخذه جملس تأديب وحدة التعليم والبحث أمام
جملس تأديب املؤسسة طبقا ألحكام القرار رقم 371املؤرخ يف 11جوان ،2014واملذكور
أعاله.
الفرع الثاين
اإلجراءات اخلاصة باألستاذ الباحث
األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي والباحث الدائم
املادة :26يبلغ كل أخطار من أي شخص كان بوقوع سرقة علمية كما هي حمددة يف املادة 3
من هذا القرار ترتكب من طرف األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو
الباحث الدائم بتقرير كتايب مفصل مرفق بالوثائق واألدلة املادية املثبتة يسلم إىل مسؤول وحدة
التعليم والبحث.
حييل مسؤول وحدة التعليم والبحث التقرير املذكور أعاله فورا جمللس آداب وأخالقيات املهنة
اجلامعية للمؤسسة من اجل إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشأهنا.
املادة :27يقدم جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة تقريره النهائي ملسؤول املؤسسة
بعد اجراء التحقيقات والتحريات الالزمة يف اجل ال يتعدى مخسة عشر( )15يوما ابتداء من
تاريخ اخطاره بواقعة العلمية.
املادة :28عندما يتضمن تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة تأكيد وقوع
السرقة العلمية ،يتوىل مدير املؤسسة إخطار اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء يف اآلجال احملددة يف
املادة 166من األمر رقم 03-06املؤرخ يف 19مجادى األوىل عام 1427املوافق 15يوليو
سنة ،2006واملذكور أعاله.
املادة :29حيق لألستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أن يبلغ
كتابيا باألخطاء املنسوبة إليه وان يطلع على كامل ملفه التأدييب وان يبلغ بتاريخ مثوله أمام اللجة
65
اإلدارية املتساوية األعضاء بالربيد املوصى عليه مع وصل استالم ،يف اجل مخسة عشر ( )15يوما
ابتداء من تاريخ حتريك الدعوى التأديبية.
املادة : 30تستمع اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء للتقرير الذي يقدمه احد أعضاء جملس آداب
وأخالقيات اجلامعية للمؤسسة الذي جيب أن يتضمن الوقائع املنسوبة واألدلة اليت مسحت بالتأكيد
من صحة وقوع السرقة العلمية مث تستمع للطرف املتهم ليقدم الدفوع الالزمة حول الوقائع
املنسوبة إليه.
املادة :31جيب على األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم
الذي حيال على اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء املثول شخصيان ما عدى حالة القوة القاهرة.
ميكن األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم تقدمي مالحظات
كتابة أو شفوي ،وحيق له ان يستعني مبدافع أو بأي موظف خيتاره بنفسه.
ميكن األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم يف حالة تقدميه
ملربر مقبول لغيابه أن نلتمس من اللجة اإلدارية املتساوية األعضاء املختصة ،متثيله من قبل مدافعه.
ويف كلتا احلالتني ،جيب أن حيضر اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء كتابة بأمساء األشخاص الذين
خيتارهم للدفاع عنه أو متثيله قبل انعقادها بثالثة ( )3أيام.
املادة :32يتعني على اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء أن تسجل يف حمضر االستماع الوقائع
املنسوبة للطرف املتهم كما هي حمددة يف تقرير جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية للمؤسسة
إضافة ملالحظات ودفوع الطرف املتهم أو دفاعه.
املادة :33يبلغ الطرف املعين بالقرار املتضمن العقوبة التأديبية يف اجل ال يتعدى مثانية ( )8أيام
ابتداء من تاريخ اختاذ القرار ،وحيفظ يف ملفه اإلداري.
املادة :34ميكن األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم الطعن
يف القرار الذي تتخذه اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء أمام جلنة الطعن املختصة وفق الشروط
واآلجال املنصوص عليها يف التشريع الساري املفعول.
الفرع الرابع
66
العقوبات
املادة : 35دون املساس بالعقوبات املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم املعمول هبما ،السيما تلك
احملددة يف القرار رقم 371املؤرخ يف 11جوان ،2014واملذكور أعاله ،كل تصرف يشكل
سرقة علمية مبفهوم املادة 3من هذا القرار وله صله باألعمال العلمية والبيداغوجية املطالب هبا من
طرف الطالب يف مذكرات التخرج يف الليسانس واملاسرت واملاجستري والدكتوراه قبل أو بعد
مناقشتها يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز عليه.
املادة :36دون املساس بالعقوبات املنصوص عليها يف األمر رقم 03-06املؤرخ يف 19مجادى
األوىل عام 1427املوافق 15يوليو سنة 2006واملذكور أعاله ،كل تصرف يشكل سرقة علمية
مبفهوم املادة 3من هذا القرار وله صلة باألعمال العلمية والبيداغوجية املطالب هبا من طرف
األستاذ الباحث ،األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي والباحث الدائم يف النشاطات البيداغوجية
والعلمية ويف مذكرات املاجستري واطروحات الدكتوراه ومشاريع البحث األخرى أو أعمال
التأهيل اجلامعي أو أية منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى واملثبتة قانونا ،أثناء أو بعد مناقشتها
أو نشرها أو عرضها للتقييم يعرض صاحبها إىل إبطال املناقشة وسحب اللقب احلائز عليه أو وقف
نشر األعمال أو سحبها من النشر.
املادة :37تتوقف مجيع املتابعات التأديبية ضد كل شخص لعدم كفاية األدلة أو بسبب وقائع غري
واردة يف نص املادة 3من هذا القرار.
املادة :38طبقا ألحكام األمر رقم 05-03املؤرخ يف 19مجادى األوىل عام 1424املوافق19
يوليو سنة ،2003واملذكور أعاله ،ميكن كل جهة متضررة من فعل ثابت للسرقة العلمية
الفصل السادس
أحكام ختامية
املاد : 39يكلف املدير العام للتعليم والتكوين العاليني واملدير العام للبحث العلمي والتطوير
التكنولوجي ومسؤويل التعليم العايل ومؤسسات البحث كل فيما خيصه بتطبيق هذا القرار الذي
سينشر يف النشرة الرمسية للتعليم العايل والبحث العلمي.
67
حرر باجلزائر:
ملحق القرار رقم 933 :املؤرخ يف :
الذي حيدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها
اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية
مؤسسة التعليم العايل:
منودج التصريح الشريف
خاص بااللتزام بقواعد النزاهة العلمية الجناز حبث
أنا املضي أدناه:
السيد.................:الصفة :طالب ،أستاذ باحث ،باحث دائم................:
احلامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم.................:والصادرة بتاريخ........:
املسجل بكلية ....................قسم........................................:
واملكلف بإجناز أعمال حبث ( مذكره التخرج ،مذكرة ماسرت ،مذكرة ماجيستري ،أطروحة
دكتوراه) عنواهنا....................................................:
...............................................................................
أصرح بشريف أين التزم مبراعاة املعايري العلمية واملنهجية ومعايري األخالقيات املهنية والنزاهة
األكادميية املطلوبة يف اجناز البحث املذكور اعاله.
التاريخ:
إمضاء املعين
75
-غولن ار ش اهينيان-تقري ر املق ررة اخلاص ة املعني ة بأش كال ال رق املعاص ر مبا يف ذل ك أس بابه
وعواقب ه،ال دورة ،15جملس حق وق اإلنس ان ،28/06/2010،امللح ق رقم/20/15
، hrc/aص……..
-تقري ر املمثل ة اخلاص ة لألمني الع ام ملنظم ة األمم املتح دة املعنية باألطف ال وال نزاع املس لح ،ال دورة
64للجمعية العامة ،06/08/2009 ،امللحق رقم ، A/54/64ص…….
-قرار جملس األمن رقم -1261اجللسة رقم -25/08/1999 ،4037امللحق رقم /1261
، res/sص.04منشور يف موقع مركز وثائق األمم املتحدة:
www.un.org/ar/documentsآخر زيارة للموقع يف 18/09/2013بتوقيت
.13:25
-القرار رقم -1612جلسة جملس األمن رقم 26/07/2005 ،5235امللحق رقم /1612
،res/sص .03منشور يف موقع مركز وثائق األمم املتحدة:
www.un.org/ar/documentsآخر زيارة للموقع 18/09/2013بتوقيت .13:45
أج ــزاء البحث العلمي:
ي رتكب البحث العلمي من ع دة أج زاء وأقس ام تتكام ل يف جمموعه ا يف هيك ل بن اء البحث العلمي
املعد ,وأجزاؤه هي:
1ـ العنوان:
2ـ املقدمة:
3ـ جذع البحث:
4ـ اخلامتة:
5ـ مالحق البحث:
6ـ الفهرس:
1ـ العنوان:
عنوان البحث العلمي ,هو عنوان ودليل املوضوع أو املشكلة أو الفكرة حمل الدراسة والبحث,
76
ويشتمل ويدل على كافة عناصر وأجزاء ومقدمات وتفاصيل البحث ,بصورة واضحة دقيقة شاملة
ودالة.
خيضع اختيار العنوان لعدة ضوابط وأحكام موضوعية وشكلية ومنهجية ,لعل أبرزها ما يلي:
ـ الدقة والوضوح :مع سهولة الفهم يف إطار حمدد ,بعيدا عن العموميات واإلهبام وقبو التأويل
وأكثر من تفسري.
ـ اإلجياز بدون إخالل بعيدا عن اإلطالة اململة :فال يكون خمتصرا جدا ال يوضح أبعاد املوضوع,
وال طويال فضفاضا ممال ,حيتمل كل التفسريات والتفصيالت.
ـ أن يدل على احملتوى :فاالسم البد أن يدل على املسمى ,واختيار موضوع حمدد يف مسماه ,البد
أن يعكس حمتواه يف إطار من التخصص الدقيق.
ـ احلداثة والتفرد وإثارة االهتمام :لتميز الباحث عن غريه من الباحثني ,ومن مث يبتعد عن األمناط
التقليدية.
2ـ المقــدمـة:
وهي االفتتاح العام واملدخل الرئيس والشامل والدال على آفاق موضوع البحث وجوانبه املختلفة,
وتتضمن احملاور األساسية للبحث بصورة مركزة وموجزة ومفيدة ودالة يف ذات الوقت ,حيث
يقدم الباحث ملخصا ألفكاره واجتاه موضوع البحث من الناحية النظرية ,وحيدد مشكلة البحث,
وأمهيتها ,واألهداف اليت يرمي إىل حتقيقها ,كما يشري أيضا إىل جماالت البحث والفروض اليت
وضعها لالختبار ,واملنهج العلمي الذي اتبعه يف دراسته ,واألدوات اليت استخدمها وكيفية
اختيارها ,والصعوبات اليت اعرتضت طريق البحث ,واخلطوات امليدانية اليت اختذت يف مجع البيانات
أو حتقيقها .وتتمثل وظيفتها األساسية يف حتضري وإعداد ذهنية القارئ لفهم موضوع البحث
وقراءته ,فهو يشكل فكرته ورأيه عن البحث بداية من حتليل املقدمة ومدى منهجيتها العلمية,
وبالتايل توضح مدى اقتناع القارئ باالستمرار أو التوقف يف قراءة البحث.
وهلذا ينصح كثري من املشرفني بأن تكتب املقدمة بعد االنتهاء من كل أجزاء البحث ,مبا يف ذلك
اخلامتة ,ألن هذا يتيح كافة الرؤى واآلراء أمام الباحث ,ليضفي عناية وأمهية على املقدمة.
77
ويشرتط يف املقدمة:
ـ اإلجياز ـ الدقـة ـ الوضوح ـ الداللة على املوضوع.
تتكون املقدمة من العناصر التالية:
1ـ ـ ماهية الموضوع وتحديد إطار الدراسة.
أمهية ودواعي البحث :إبراز أمهية ودواعي البحث ميثل املدخل الرئيس ألي حبث ,سواء ألسباب
اختيار البحث ( الذاتية واملوضوعية) ,أو حتديد مسار البحث ,أو بلورة مشروع البحث ,فال بد
من إبراز ذلك يف املقدمة.
2ـ اإلشكالية والفرضيات :فأساس قيام البحث واهلدف منه هو حل مشكلة حمددة ,يذكرها
الباحث يف املقدمة ,ويضع منذ البداية الفرضيات اليت اقرتحها حلل هذه اإلشكالية ,حبيث يصل يف
هناية حبثه إىل اإلجابة عن استفسار أساسي :هل حلت مشكلة البحث؟ وهل حتقق إثبات فرضية
البحث والربهنة عليها؟
ـ خلفية عن املوضوع:
ـ هيكل املوضوع:
ـ املنهج أو املناهج املتبعة:
ـ الدراسات السابقة:
ـ أهداف البحث :يكون بذكر األهداف اليت يسعى إليها الباحث ,وكذا أمهية النتائج اليت قد
يتوصل إليها البحث ,وأمهية األسئلة اليت جييب عنها البحث.
3ـ المتن أو الجذع الرئيس للبحث:
وهو اجلزء األكرب واألهم واحليوي يف البحث العلمي ,ألنه يتضمن كافة األقسام واألفكار
والعناوين واحلقائق األساسية والفرعية اليت يتكون منها موضوع البحث العلمي.
كما يشتمل على كافة مقومات صياغة وحترير البحث من مناهج وطرق البحث ،وأسلوب الكتابة
والتحرير والصياغة ,وقوانني االقتباس ,وقواعد اإلسناد وقواعد توثيق اهلوامش ,واألمانة العلمية,
78
واإلبداع واالبتكار ,وشخصية الباحث.
كما يشتمل على كافة عمليات املناقشة والتحليل والرتكيب جلوانب املوضوع.
4ـ الخــاتمـة:
خامتة البحث هي عرض موجز مركز وشامل لكافة املراحل واجلهود واألعمال اليت قام هبا الباحث
خالل مراحل عملية إعداد البحث ,وهي حوصلة خمتصرة للنتائج واحلقائق اليت توصل إليها من
خالل حبثه.
كما تتضمن عرض لكافة العراقيل اليت قامت أمام عملية إعداد البحث وكيفيات التغلب عليها.
اخلامتة إجابة خمتصرة ومركزة ومفيدة على السؤال الذي يقول :كيف قام الباحث بإعداد حبثه
وإجنازه؟ وما هي النتائج اليت مت التوصل إليها؟
وذلك عكس املقدمة اليت تشكل إجابة خمتصرة ومركزة ومفيدة على السؤال الذي يقرر :ملاذا
وكيف يقوم الباحث بإعداد حبثه حول هذا املوضوع؟.
ويشرتط يف اخلامتة اجليدة أال تتضمن جديدا ملا مت القيام به واحلصول عليه من نتائج علمية هنائية،
وآراء واجتهادات يف البحث.
و تتضمن اخلامتة االقرتاحات اليت يراها الباحث مناسبة لتشريع معني او نظرية معينة .كما قد
تتضمن اخلامتة تساؤالت اخرى يتوىل غريه من الباحثني االجابة عنها لتتمة عجلة البحث العلمي
5ـ المــالحق:
غالبا ما حتتوي البحوث العلمية على مالحق أو ملحق يتضمن الوثائق الرمسية أو القانونية اليت
اعتمد عليها الباحث ,واستغل مادهتا يف حبثه ,أو تتضمن وثائق تارخيية ,أو صور حية أو أدلة
وعينات ,فإذا تضمن البحث ملحقا فإنه يعترب جزء من البحث.
6ـ الفهــارس:
املقصود بفهرسة موضوعات وعناوين البحث العلمي ,هو إقامة دليل ومرشد يف هناية البحث يبني
أهم العناوين األساسية والفرعية وفقا لتقسيمات خطة البحث ,وأرقام الصفحات اليت حتتويها,
ليمكن االسرتشاد به بطريقة عملية سهلة ومنظمة.
79
وحيتوي فهرس العناوين والتقسيمات األساسية والفرعية للبحث وأرقام صفحاهتا ,كما يوضح
املثال األيت:
عنوان الموضوع الصفحة.
املقدمة.........................................
الباب األول :العنوان............................
الفصل األول :العنوان..........................
الفرع األول :العنوان...........................
املبحث األول :العنوان..........................
املطلب األول :العنوان..........................
الباب الثاين :العنوان............................
الفصل األول :العنوان...........................
الفرع األول :العنوان............................
املبحث األول :العنوان...........................
املطلب األول :العنوان............................
وهكذا إىل هناية الفهرس.
80
التعليق على حكم أو قرار قضائي :
التحليل املوضوعي :
من بني الدراسات التطبيقية يف القانون ،ميثل التعليق على األحكام أو القرارات القضائية أمهّها على
اإلطالق.ذلك أن إتقان التعليق على حكم أو قرار قضائي يفرتض اإلملام اجليد باملعارف النظرية و
املتعلقة مبوضوع التعليق و استيعاب معطيات املنهجية القانونية اليت تسمح بتقييم احلكم أو القرار.
والتعلي ق خيتل ف عن جمرد املالحظ ات أو اهلوامش على األحك ام ال يت يب ديها الفقه اء أو أس اتذة
القانون يف كتبهم ومقاالهتم والتعليق يتطلب مهارة يف إجراء موازنة بني معطيات الواقع ومعطيات
القانون (التكييف القانوين) ومجيع هذه املعطيات موجودة يف القرار نفسه ,مع اإلشارة إىل أمهية
املعلومات القانونية النظرية من أجل إثراء هذا التعليق وتبيان مربرات التقييم الذي يعطى للقرار.
*مكونات احلكم أو القرار:
ميكن حصر هذه املكونات ضمن 4عناصر أساسية:
أوال :الديباجة:
81
وتشمل اسم احملكمة وتاريخ ومكان إصدار احلكم أمساء اخلصوم وصفاهتم ومواطنهم(وختفى يف
حالة نشرها) وأمساء القضاة وعضو النيابة وكاتب اجللسة...إخل.
وهناك شكليات رمسية للحكم باإلضافة إىل البيانات املذكورة واليت تضمنتها املواد 144و264من
قانون اإلجراءات املدنية مثال:جيب أن يصدر باسم الشعب اجلزائري.
ائع: -ثانيا:الوق
وتلخيص للخص ومة أي وص ف ال نزاع قب ل وص وله إىل القض اء وك ذلك اإلج راءات إذا مل يكن
احلكم يف الدرج ة األوىل أي وص ف اإلج راءات ال يت اتبعت ب دءاً من إص دار احلكم األول املطع ون
فيه أو املستأنف إىل عرض النزاع على احملكمة احلالية.
-ثالثا :احليثياتles motifs:
وهي األسباب املوضوعية والقانونية اليت دفعت القاضي إىل اختيار احلل الوارد باملنطوق دون غريه
وملاذا أي د أو رفض طلب ات اخلص وم وتك ون فق رات األس باب هي اجلزء األهم يف احلكم بالنس بة
للقانون كما تستغرق عادة أكرب جزء من احلكم أو القرار .
ويف ه ذا الص دد ينبغي التفرق ة بني األحك ام وق رارات حماكم املوض وع من جه ة وق رارات احملكم ة
العليا من جهة ثانية حيث هتتم أحكام وقرارات حماكم املوضوع بالسرد التفصيلي للوقائع أكثر من
قرارات احملكمة العليا.
وكذلك من حيث االهتمام بالتسيب وكذلك فإن القراءة والفهم السريع ملعىن قرارات حماكم
املوضوع مها أكثر صعوبة من قراءة وفهم قرارات احملكمة العليا.
أما قرارات احملكمة العليا فتتميز بإجياز التعليل وجتريده.
-رابعا :منطوق احلكمle dispositif
هو نتيجة احلكم أي احلكم أي اجلزء الذي يهم اخلصوم وفيه يعلن القاضي قراره برفض الدعوى أو
قبوله لطلبات املدعي أو غري ذلك ويبدأ عادة بعبارة "وهلذه األسباب, ".مكتوبة يف وسط السطر.
واملقصود بالتعليق على حكم أو قرار قضائي أيضا:
82
كل حكم أو قرار يصدر من جهة
كل نزاع يعرض على اجلهات القضائية يتعلق مبسألة معينة،إذن ّ
ّ
يؤدي إىل حتليل مسألة قانونية .إذن التعليق على حكم أو قرار قضائي هو :مناقشة أو حتليل
قضائية ّ
تطبيقي ملسألة قانونية نظرية" تلقاها الطالب يف احملاضرة".
و الت ايل فإن منهجي ة التعلي ق على ق رار أو حكم قض ائي هي دراس ة نظري ة و تطبيقي ة يف آن واح د
ملس ألة قانوني ة معين ة ،إذ أن الق رار أو احلكم القض ائي ه و عب ارة عن بن اء منطقي ،فج وهر عم ل
القاض ي يتمث ل يف إج راء قي اس منطقي بني مض مون القاع دة القانوني ة ال يت حتكم ال نزاع ،وبني
العناص ر الواقعي ة هلذا ال نزاع ،و ه و م ا يفض ي إىل نتيج ة معين ة ،هي احلكم ال ذي يتم ّ ص ياغته يف
منطوق احلكم.
من مثّ ف إن املطل وب من الب احث أثن اء التعلي ق على الق رار ،ليس العم ل على إجياد ح ّل للمش كل
القانوين باعتبار أن القضاء قد بث فيه ،و لكنه مناسبة للتأمل و حماولة لفهم اإلجتاه الذي ذهب إليه
القضاء ،هذا من ناحية أخرى ،و من ناحية أخرى فاملطلوب هو التعليق على قرار ال دراسة قرار
بشكل يتجاهل كليا موضوع الدعوى املعروضة ،لذلك ال جيوز الغوص يف حبث نظري للموضوع
الذي تناوله ذلك القرار .فليس املطلوب هو حبث قانوين يف موضوع معني ،و إمنا التعليق على قرار
يتناول مسألة قانونية معينة.
83
التعرض هلا
منهجية رسومة مسبقا حلاالت التعليق ،فال يرتك من القرار ناحية عاجلها إالّ و يقتضي ّ
ككل،و يف كافة النقاط القانونية عاجلها.
يف التعليق بإعطاء حكم تقييمي للقرار ّ
املرحلة التحضريية و املرحلة التحريرية.
منهجية التعليق على قرار:
يتطلب التعليق مرحلتني :املرحلة التحضريية و املرحلة التحريرية.
-1املرحلة التحضريية:
يف هذه املرحلة يستخرج الطالب من القرار قائمة ،يقصد منها إبراز جوهر عمل القاضي وصوال
إىل احلكم أو القرار الذي توصل إليه .و حتتوي هذه القائمة بالرتتيب على:
تحديد أطراف النزاع. -1
الوق ائع :أي ك ّل األح داث ال يت ّأدت إىل نش وء ال نزاع :تص رف ق انوين "بي ع" ،أق وال -2
"وعد" ،أفعال مادية "ضرب".و يشرتط:
حل النزاع ،فمثال إذا باع "أ" ل"ب" سيارة ،و قام
هتم يف ّ
*أالّ يستخرج الباحث إالّ الوقائع اليت ّ
"أ" بض رب "ب" دون إح داث ض رر ،و نش ب ن زاع بينهم ا ح ول تنفي ذ العق د ،ف القرار يع اجل
املس ؤولية العقدي ة نتيج ة ع دم تنفي ذ ال تزام إذن ال داعي ل ذكر الض رب ألن املس ؤولية التقص ريية مل
تطرح.
أي واقعة ألنه يف عمليّ ة فرز الوقائع ،قد يقع
و إن كان جيب عدم جتاهل –عند القراءة املتأنّيةّ -
احلل الذي وضعه القاضي إجيابا أو
املعلّ ق على واقعة قد تكون جوهرية ،و من شأهنا أن تؤثر يف ّ
سلبا.
*الب ّد من استخراج الوقائع متسلسلة تسلسال زمنيّا حسب وقوعها ،و مرتبة يف شكل نقاط.
*االبتعاد عن افرتاض وقائع مل تذكر يف القرار.
مر هبا النزاع عرب درجات التقاضي إىل غاية
-3اإلجراءات :هي خمتلف املراحل القضائية اليت ّ
حمل التعليق .فإذا كان التعليق يتناول قرارا صادرا عن جملس قضائي ،جيب اإلشارة
صدور القرار ّ
84
إىل احلكم الص ادر عن احملكم ة اإلبتدائي ة ،و ال ذي ك ان موض وعا للطعن باإلس تئناف أم ام اجمللس
القضائي ،و إذا كان القرار موضوع التعليق صادرا عن احملكمة العليا ،يصبح جوهريا إبراز مراحل
عرض النزاع على احملكمة و اجمللس القضائي.
حمل التعليق هو حكم حمكمة ،فقد تكون لبعض املراحل اإلجرائية يف الدعوى
لكن و بفرض أن ّ
أمهيته ا يف حتدي د مع ىن احلك ،مثال :جيدر ب املعلِّق اإلش ارة إىل اخلربة ،إذا ّ
متت إحال ة ال دعوى إىل
اخلربة.
-4 اإل ّدعاءات :و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع اليت استندوا عليها للمطالبة حبقوقهم.
اإلدع اءات مرتّب ة ،م ع ش رح األس انيد القانوني ة ،أي ذك ر النص الق انوين ال ذي
جيب أن تك ون ّ
اعتمدوا عليه ،وال جيوز اإلكتفاء بذكر "سوء تطبيق القانون" ،أو "خمالفة القانون".
اإلدع اءات ،و ذل ك هبدف تكييفها و حتديد األحك ام القانونية اليت تطب ق
فالبن اء كلّ ه يعتم د على ّ
اإلدعاءات ميكن التعرف
عليها ،أي أن األحكام و القرارات الب ّد أن تستند إىل ّادعاءات اخلصوم.و ّ
األول" ،أو استنباطها من عبارات "حيث يؤخذ على القرار"،
عليها من خالل عبارات "عن الوجه ّ
"حيث يعاب على القرار" "،حيث ينعى على القرار" .
-5المشكل القانوني :و هو السؤال الذي يتبادر إىل ذهن القاضي عند الفصل يف النزاع ،أل ّن
اإلدعاءات يثري مشكال قانونيّا يقوم القاضي حبلّه يف أواخر حيثيات القرار ،قبل وضعه
تضارب ّ
اإلدع اءات و من
يف منط وق احلكم.إذن املش كل الق انوين ال يظه ر يف الق رار و إمّن ا يس تنبط من ّ
توصل إليه القاضي.
احلل القانوين الذي ّ
ّ
ومن شروط طرح املشكل القانوين:
-الب ّد أن يطرح يف شكل سؤال أو ع ّدة أسئلة ،أي سؤال رئيسي و أسئلة فرعية.
-أن يط رح بأس لوب ق انوين ،فع وض ه ل حيق ل "أ" أن ي بيع عق اره عرفيّ ا؟ يط رح الس ؤال :ه ل
الرمسية ركن يف انعقاد البيع العقاري؟
85
-إع ادة ط رح اإلش كال طرح ا تطبيقيّ ا :فمثال الط رح النظ ري ه و ه ل الت دليس عيب يف العق د ،و
الطرح التطبيقي هل تعترب املعلومات اخلاطئة ال يت أدىل هبا "أ" ل "ب" خبصوص جودة املبيع حيلة
تؤدي إىل قابليّة العقد لإلبطال؟
تدليسية ّ
ّ
حل
-أالّ يٌستشكل ماال مشكلة فيه :فعلى املعلّ ق أن يبحث عن املشكل القانوين الذي يوصله إىل ّ
ال نزاع ّأم ا املس ائل ال يت مل يتن ازع عليه ا األط راف ،فال تط رح كمش كل ق انوينّ.فمثال إذا ت بني من
صحة العقد ،فال داعي للتساؤل :هل
وقائع القرار أنّه متّ عقد بيع عقار عرفيّا ،مثّ وقع نزاع حول ّ
البيع الذي متّ بني "أ" و "ب" هو عقد عريف أل ّن هذا ثابت من الوقائع و ال إشكال فيه.
-بقدر ما طرح اإلشكال بطريقة صحيحة بقدر ما يٌوفَّق املعلّ ق يف حتليل املسألة القانونيّ ة املعروضة
من خالل احلكم أو القرار القضائي.
التحليل الشكلي (مقدمة)
أطراف النزاع : -1
تبيان شخصية اإلطراف من رفع الدعوى من استأنف من طعن بالنقض
ذكر األمساء و الصفات تاجر ,أم ,معلم
87
-أن تك ون خط ة تطبيقيّ ة ،أي تتعلّ ق بالقض يّة و أط راف النّ زاع من خالل العن اوين .فعلى املعلّ ق
جتنّب اخلطة النظرية ،كما عليه جتنب اخلطة املكونة من مبحث نظري و مبحث تطبيقي ألن هذه
ستؤدي حتما إىل تكرار املعلومات.
اخلطةّ ،
-أن تكون خطة دقيقة ،فمن األحسن جتنّب العناوين العامة.
-أن تك ون خط ة متوازن ة و متسلس لة تسلس ال منطقي ا حبيث تك ون العن اوين من حيث مض موهنا
متتابعة وفقا لتتابع وقائع القضية ،فتظهر بذلك بداية القضية يف بداية اخلطّ ة ،كما تنتهي القضية
بنهاية اخلطة.
يتم اس تخراج اش كاليتني
-أن توض ع خط ة جتيب على املش كل الق انوين املط روح ،ف إذا ك ان ممكن ا ّ
ق انونيتني ،و تع اجل ك ل واح دة منهم ا يف مبحث ،و هي اخلط ة املثالي ة يف معاجلة أغلب املس ائل
القانونية املطروحة من خالل األحكام و القرارات القضائيّة.
بعدما يضع املعلّ ق اخلطّ ة ب ّك ل عناوينها ،يبدأ من خالهلا يف مناقشة املسألة القانونية اليت يتعلّ ق هبا
حمل التعلي ق ابت داء باملقدم ة م رورا بص لب املوض وع ،إىل أن يص ل إىل
احلكم أو الق رار القض ائي ّ
اخلامتة.
المقدمة :
ثاني ا :دراس ة شخص ية :من خالل إعط اء حكم تق ييمي للح ّل ال ذي ج اء ب ه الق رار .و ه ل ي رى
احلل املعطى ،دون أن تكون له سيئاته.
املعلق بأن هناك حكم أفضل له نفس حماسن ّ
الخاتم ة :و يف اخلامتة خيرج الب احث بنتيج ة مفاده ا أ ّن املش كل الق انوين ال ذي يطرح ه احلكم أو
حمل التعلي ق يتعلّ ق مبس ألة قانوني ة معين ة هلا ح ّل ق انوين معنّي ي ذكره املعلّ ق معاجلا
الق رار القض ائي ّ
احلل الذي توصل إليه ال
بذلك ّ
89
قضاة ّإما باإلجياب أي مبوافقته مع عرض البديل ،و هبذا خيتم املعلّق تعليقه على القرار.
مثال :التعليق على حكم أو قرار قضائي
نص القـرار
يف اجللسة العلنية املنعقدة بقصر العدالة وبعد املداولة القانونية أصدرت القرار اآليت نصه :
بناءا على املواد 231،233،239،244،257وما يليها من قانون اإلجراءات املدنية ،وبعد
اإلطالع على ملف الدعوى وعلى عريضة الطعن بالنقض املودعة يوم .19/05/86 :
بعد االستماع للمستشار املقرر يف تقريره املكتوب و إىل احملامي العام يف طلباته املكتوبة :حيث أن
الطاعن (ب،س) طعن بالنقض يف 19/05/86 :ضد القرار أصدره جملس قضاء سطيف يف :
15/01/86القاضي بتأييد حكم حمكمة املنصورة املؤرخ يف 13/03/85:الذي ألزمه باخلروج
من احملل التجاري املتنازع حوله فور استالمه تعويض االستحقاق .
حيث أن الطاعن استند يف تدعيم طعنه بالنقض إىل الوجه املأخوذ من اخلطأ يف تطبيق القانون ذلك
أن القرار املطعون فيه رفض الدفع املتعلق بعدم اإلختصاص وإعترب أن القسم املدين هو األصل ،وأن
القسم التجاري ما هو إال فرع منه وان مسألة املساعدين اختيارية ،إال أن هذا التعليق خاطئ فهو
يتجاهل إختصاص فرع من فروع احملكمة وفضال عن ذلك فإن القضية جتارية واحلكم التمهيدي
الذي صادق على التنبيه باإلخالء صدر عن القسم التجاري فوجب أن يفصل هذا القسم يف
القضية واخلربة إذ أن اإلختصاص النوعي من النظام العام .
لكن حيث أن املادة األوىل من ق.إ.م تنص على (احملاكم هي اجلهات القضائية اخلاصة بالقانون
العام وهي تفصل يف القضايا املدنية والتجارية … ) وأن الفرع التجاري املوجود يف بعض احملاكم
ذات العمل املكثف ما هو إال تنظيم إداري ال عالقة له باإلختصاص النوعي املنصوص عليه يف
املادة 93من ق.إ.م علما بأن صوت املستشارين يف هذا الفرع من احملكمة صوت إستشاري ال
مينع إنعقاد جلساته صحيحة بقاض فرد طبقا للمرسوم 72/60املؤرخ يف 21/03/72:مما جيعل
الوجه املثار من قبل الطعن غري حمله وجب رفضه .
هلـذه األسبـاب
90
قرر اجمللس األعلى رفض الطعن وإبقاء املصاريف القضائية على عاتق الطاعن .
اجلانب الشكلي
-1أطراف النزاع :الطاعن (ب.س) املطعون ضده (ع.م)
-2الوقائع :واقعة قانونية :تأجري حمل جتاري من قبل (ع.م) إىل (ب.س)
واقعة مادية :حدوث نزاع حول رفض جتديد اإلجيار
واقعة قانونية :إرسال تنبيه باإلخالء إىل السيد (ب.س)
-3اإلجراءات :أ /رفع دعوى أمام حمكمة املنصورة من قبل (ع.م) وصدور حكم متهيدي من
القسم التجاري مث حكم هنائي من قسم املدين بتاريخ 13/03/85:قضى بإلزام (ب.س) باخلروج
من احملل التجاري فور استالمه تعويض استحقاق
ب /الطعن باإلستئناف أمام جملس قضاء سطيف من طرف (ب.س) وصدور قرار بتاريخ:
15/01/86قضى بتأييد حكم احملكمة
ج /الطعن بالنقض يف 19/05/86:أمام اجمللس األعلى من طرف (ب.س)وصدور قرار بتاريخ:
2/11/88قضى برفض الطعن وإبقاء املصاريف القضائية على عاتق الطاعن
-4اإلدعاءات :إدعاء (ب.س) أن القرار املطعون فيه اخطأ يف تطبيق القانون ألنه مل يدفع بعدم
اإلختصاص وأعترب أن القسم املدين هو األصل وأن القسم التجاري ما هو إال فرع ،كما أنه مل
يويل األمهية ملسألة املساعدين وأعتربها مسألة اختيارية.
-كما أدعى أن القضية جتارية واحلكم التمهيدي الذي صادق على التنبيه باإلخالء صدر عن قسم
جتاري وبالتايل كان ينبغي على القسم التجاري أن يفصل يف النزاع ألن اإلختصاص النوعي من
النظام العام .
-5املشكل القانوين :هل يعترب الفرع التجاري يف حمكمة املنصورة له إختصاص نوعي أم هو
تنظيم إداري ؟
-هل يعترب تذرع (ب س) بعدم اإلختصاص النوعي للقسم املدين صائب وما املكانة القانونية
لقاعدة اإلختصاص النوعي ؟
91
-6احلل القانوين :حيث أن املادة األوىل من ق.إ.م تنص على احملاكم هي اجلهات القضائية
اخلاصة بالقانون العام و هي تفصل يف القضايا املدنية )..وأن الفرع التجاري املوجود يف بعض
احملاكم ذات العمل املكثف ما هو إال تنظيم إداري ال عالقة له باإلختصاص النوعي املنصوص عليه
يف املادة 93ق.إ.م علما بأن صوت املستشارين يف هذا الفرع من احملكمة صوت استشاري ال
مينع إنعقاد جلساته صحيحة بقاضي فرد طبقا للمرسوم 72/60املؤرخ يف 21/03/72مما جيعل
الوجه املثار من قبل الطاعن غري حمله وجب رفضه .
-7منطوق القرار :قرار اجمللس األعلى إبقاء املصاريف القضائية على عاتـق الطاعن
خطة البحث
املبحث األول :التكييف القانوين لوجهة نظر الطاعن (ب س )
املطلب األول :متسك الطاعن(ب س) باإلختصاص النوعي للفرع التجاري
املطلب الثاين :التحليل القانوين لدفع الطاعن (ب س) بالنظر للطلبات اليت قدمها (ع م)
املبحث الثاين :اعتماد حمكمة املنصورة على أن الفرع التجاري تنظيم إداري ومناقشة قضاة
املوضوع وقضاة القانون .
املطلب األول:اعتبار الفرع التجاري تنظيم إداري بالنسبة حملكمةاملنصورة
املطلب الثاين :مناقشة قضاة املوضوع و قضاة القانون
الخاتمة
قائمة المراجع :
األمر ( )15 - 66املعدل و املتمم باملرسوم التشريعي 93/09املتضمن قانون اإلجراءات املدنية
الغويت بن ملحة :القانون القضائي اجلزائري .
الديوان الوطين لألشغال الرتبوية طبعة 2000
ابراهيم حممد :الوجيز يف اإلجراءات املدنية .
الديوان الوطين للمطبوعات اجلامعية اجلزء 1طبعة 2002
التعليق على نص قانوني
92
يقصد بانص القانوين باملفهوم الواسع النصوص القانونية الوضعية امللزمة كالتشريع وما يتفرع عنه
أو مذاهب وآراء الفقه القانوين حول مسائل معينة.
-1مفهوم التعليق وأهميته:
النص بصفة عامة قد يكون فقرة أو أكثر وميكن أن يتكون من مجلة أو أكثر تتضمن فكرة أو أفكار
مقصودة أو هو عبارة عن مقولة معينة ويف مجيع احلاالت يكون للنص موقع وظروف وقصد.
والتعليق هو عمل مركب ألنه يقوم على جمموعة متناسقة من األفكار حيث تقوم على التوفيق بني
عملييت التحليل والرتكيب.فهو جمموع الش روح والتفاصيل االيضاحية اليت يستخرجه القارئ من
النص املقروء بقصد توضيح معانيه وشرح أبعاده ومراميه وتقومي نتائجه
والهدف من التعليق مايلي:
أ-حتديدإطار املناقشة باألفكار الواردة يف النص.
ب-السماح للطالب بإبداء رؤية جتاه أفكار النص سواء بالتأييد أو املخالفة مع تربير موقفه
الشخصي واإلبتعاد عن جمرد شرح ما جاء يف النص دون انتقاء.
والتعليق احلقيقي على النص يتم وفق منهجية دقيقة تلعب دوراً يف تنظيم عمل الطالب وتتطلب
مرحلتني أيضا:
كيفية التعليق
-1المرحلة تحديد موقع النص:
-حتديد تاريخ صدور النص (موقع النص القانوين :
يقع هذا النص ( املادة ....يف قانون .....املعدل و املتمم يف . ................. :
و قد جاء يف الكتاب .....منه عنوانه ، ......من الباب ....وعنوانه ،.....يف الفصل .....
وعنوانه .....من القسم األول حتت عنوان ).......
-ظروف صدور النص(دوافع سياسية اقتصادية اجتاعية)....
-املعلومات املتعلقة بكاتب النص لتحديد اجتاهاته العلمية وااليديولوجية
هذه املراحل الفرعية ميكن استنباطها بسهولة من النص الذي أعطي لك مثال " نص القانون"
93
مثال :املادة 1من القانون البلدي
-طبيعة املادة أهنا ذات طبيعة قانونية ،توجد يف اجلريدة الرمسية ،................ظروف
صدورها السعي إىل اإلصالحات السياسية ..........اخل .
--2المرحلة التحضيرية :وفيها يقوم املعلق بتحليل النص حتليال شكليا وموضوعيا.
-3المرحلة التحريرية :وفيها تناقش املسألة القانونية اليت آثارها النص وذلك وفقا ملقدمة وصلب
موضوع وخامتة.
-2المرحلة التحضيرية :حتتوي على:
- 1التحليل الشكلي :بعد القراءة األولية للنص يستخرج املعلق من النص العناصر التالية:
*طبيعة النص :فيذكر هل هو نص تشريعي أم نص فقهي.
*المصدر الشكلي :أي موقعه من املرجع الذي أخذ منه فإذا كان النص تشريعي يذكر الطالب
موقعه من التقنني الذي أخذ منه مرتبا العناوين اليت جاء حتتها النص .وإذا كان النص فقهيا يذكر
الطالب موقعه من املرجع الفقهي الذي أخذ منه وذلك لبيان العناصر التالية بالرتتيب:
اسم املؤلف,عنوان املرجع,دار الطبع والنشر,بلد ومدينة الطبع,سنة الطبع,رقم الطبعة,الصفحة.
البناء المطبعي :
لنص عبارة على .....فقرة ,و قد فصل بني كل منها بفاصلة .
الفقرة األوىل :تبدأ من " "....وتنتهي عند " " ...
الفقرة الثانية :تبدأ من " "....وتنتهي عند " " ...
الفقرة الثالثة : .....تبدأ من " "....وتنتهي عند " " ...
البناء اللغوي:
استعمل املشرع اجلزائري مصطلحات قانونية حبتة تظهر أمهية وفحوى املادة كـ
التعويض......
مع مالحظة أن هناك خطأ ارتكبه الناشر أو املشرع يف الرتمجة حيث الكلمة ....ال
تقابل .....و ..
94
البناء المنطقي:
نالحظ ان املادة بدأت بكلمة " " .....وهنا . .....نسنتج أن املادة اعتمدت أسلوبا
شرطيا.....مراعاة تسلسل االفكار ترتيبها...
*المصدر المادي :أي أصل وضعه إن كان نصا تشريعيا أو أصل املبادئ اليت تعتمد عليها إن كان
نصاً فقهيا حبيث أن املعلق يبحث مبن تأثر املشرع أو الكاتب:
-فإذا كان النص تشريعيا فمعلوم أن املشرع اجلزائري متأثراًبكل من املشرع املصري والفرنسي
فيذكر املعلق نص املادة حمل التعليق والنص املقابل له يف كل من التقنني املصري والفرنسي.
-أما إذا كان النص فقهي اً فإن شخصية الكاتب تبني املذهب الذي تنتمي إليه أو القوانني اليت تأثر
هبا الكاتب.
-3التحليل الموضوعي:يقتضي دراسة النص من حيث املضمون بالوقوف على األفكار األساسية
يف النص وحتليله ا ملناقش تها فيم ا بع د وجيب أن ي راعى يف ه ذا التحلي ل م ايلي:
-شرح املصطلحات القانونية املهمة يف النص.
-استخراج الفكرة العامة ويقصد هبا املعىن اإلمجايل.
بغرض حتديد إطار املسألة املراد مناقشتها حىت ال خيرج املعلق عن املوضوع.
-استخراج األفكار األساسية للنص وألجل ذلك يستحسن تقسيم النص تقسيماً منطقياً.
*2المرحلة التحريرية :يف هذه املرحلة يضع املعلق خطة مناسبة ملناقشة املسألة القانونية املعروضة
من خالل النص مث خيرج يف اخلامتة بنتائج التعليق كما هو مفصل فيمايلي:
-1اخلطة :اهلدف منها مناقشة النص مناقشة حتليلية ويعتمد يف هيكلة اخلطة على األفكار اليت
استخرجها من النص.
-2املناقشة:تتم مناقشة املسألة القانونية بتحديد ما جاء يف عناوين اخلطة بدءاً من املقدمة مروراً
بصلب املوضوع منتهياً خبامتة.
أ-املقدمة :يعرض فيها املعلق املسألة القانونية املراد مناقشتها باختصار مع بيان أمهيتها.
ب-صلب املوضوع :هنا يتعرض ملناقشة النص عرب مباحث ومطالب بناءا على املعلومات املستقاة
95
من احملاضرة(الدرس) أو املراجع أو الثقافة القانونية العامة وعليه أثناء ذلك أن يشرح أفكار النص
ويقوم بانتقادها وإبداء رأيه فيها مع التربير.
ج-اخلامتة:يلخص فيها املعلق موضوع املسألة القانونية املعروضة يف النص يف فقرة يليها عرض
للنتائج اليت توصل إليها وموقفه من رأي الكاتب أو املشرع مع عرض البديل.
التحليل الشكلي
نص القانوني المادة :
كل ....تنص المادة ...على :
موقع النص القانوني :
يقع هذا النص ( املادة ) ....يف قانون .....املعدل و املتمم يف . ................. :
و قد جاء يف الكتاب .....منه عنوانه ، ......من الباب ....وعنوانه ،.....يف الفصل .....
وعنوانه .....من القسم األول حتت عنوان .......
البناء المطبعي :
لنص عبارة على .....فقرة ,و قد فصل بني كل منها بفاصلة .
الفقرة األوىل :تبدأ من " "....وتنتهي عند " " ...
الفقرة الثانية :تبدأ من " "....وتنتهي عند " " ...
الفقرة ال : .....تبدأ من " "....وتنتهي عند " " ...
البناء اللغوي والنحوي:
استعمل املشرع اجلزائري مصطلحات قانونية حبتة تظهر أمهية وفحوى املادة كـ التعويض......
مع مالحظة أن هناك خطأ ارتكبه الناشر أو املشرع يف الرتمجة حيث الكلمة ....ال تقابل .....و
البناء المنطقي:
نالحظ ان املادة بدأت بكلمة " " .....وهنا . .....نسنتج أن املادة اعتمدت أسلوبا
شرطيا.....مراعاة تسلسل االفكار...
96
التحليل الموضوعي
حتليل مضمون النص :يتضح من هذه املادة أن
حتديد اإلشكالية :ومن هذه املادة ميكن طرح اإلشكال التايل :ما هي .. . . . .. .؟
:التصريح بخطة البحث
و هي إجابة معمقة ملا طرح يف اإلشكالية و أحسن خطة هي اليت حتوي مبحثيني لكل منهما
مطلبان
:المقدمة
نصت املواد من املادة 124اىل املادة 133من القانون املدين اجلزائري على املسؤولية عن
األعمال الشخصية وهو نوع من أنواع املسؤولية التقصريية واليت تشمل احلطأ ،الضرر والعالقة
.سببية
-تحديد موقع النص 1
النص هو عبارة عن املادة 124من الكتاب الثاين عنوانه االلتزامات والعقود ،من الباب األول
وعنوانه مصادر االلتزام ،يف الفصل الثالث وعنوانه العمل املستحق للتعويض من القسم األول حتت
.عنوان املسؤولية عن األعمال الشخصية
التحليل الشكلي2-
البناء المطبعي :النص عبارة على فقرة واحدة تبدأ من " كل عمل "....وتنتهي عند " - ...
" .حدوثه بالتعويض
البناء اللغوي والنحوي :استعمل املشرع اجلزائري مصطلحات قانونية حبىت تظهر أمهية -
.وفحوى املادة كالضرر ،التعويض
البناء المنطقي :نالحظ أن املادة بدأت بكلمة "كل عمل "وهنا أي مجيع األعمال وربطها -
.حبرف واو يف "ويسبب" ،أي األعمال اليت تسبب ضررا .نستنج أن املادة اعتمدت أسلوبا شرطيا
97
تحليل مضمون النص3-
يتضح من هذه املادة أن املسؤولية التقصريية عن األعمال الشخصية ال تقوم إال على توافر أركاهنا
واليت تتمثل يف اخلطأ ،والضرر ،والعالقة سببية .وإذا توافرت أركاهنا كان مرتكب اخلطأ مسؤوال
.بالتعويض عن األضرار اليت ترتبت على خطئه
مع مالحظة أن النص العريب هلذه املادة مل يرد فيه ذكر عبارة اخلطأ بشكل صريح وإمنا أشار إليه يف
" كل عمل أيا كان يرتكبه املرء ويسبب ضررا" غري أن الفرنسي ألزم من حصل الضرر خبطئه على
تعويض هذا الضرر .مما يؤكد أن املشرع اجلزائري قد اعتنق نظرية املسؤولية القائمة على أساس
.اخلطأ
تحديد اإلشكالية 4-
ومن هذه املادة ميكن طرح اإلشكال التايل :ما هي أركان وآثار املسؤولية التقصريية ؟
ـ ـ ـ التصريح بالخطة ـ ـ ـ
المبحث األول :أركان المسؤولية التقصيرية عن األعمال الشخصية
املطلب األول :ركـن اخلطـ ــأ
.الفرع األول :حتديد اخلطأ الذي يوجب املسؤولية
.الفرع الثاين :أركان اخلط ــأ
.الفرع الثالث :حاالت انتفاء اخلطأ
.الفرع الرابع :تطبيقات خمتلفة لفكرة اخلطأ
.املطلب الثاين :ركـن الضـ ــرر
.الفرع األول :مفهوم الضرر وأنواعه
.الفرع الثاين :شروط الضرر املوجب التعويض
.الفرع الثالث :عبء إثبات الضرر
.املطلب الثالث :ركـن العالقة السببيـة
.املبحث الثاين :آثار املسؤولية التقصريية عن األعمال الشخصية
98
التعلي ق على نص ق انوين -منت ديات احلق وق و العل وم القانونية Read more:
?http://www.droit-dz.com/forum/showthread.php
t=5544#ixzz2QirmSY7a
99
عن هذا السلوك الواجب وكان مدركا هلذا االحنراف كان هذا منه خطأ يستوجب مسؤوليته
التقصريية ،واستقر أغلب الفقهاء على ان اخلطأ هو اإلخالل بالتزام قانوين مع اإلدراك بأنه يضر
بالغري)3(.
وبالرجوع إىل املشرع اجلزائري يتضح لنا بأنه جيعل اخلطأ األساس الذي تقوم عليه املسؤولية املدنية
بصفة عامة وهذا دون أن يعرف ماهية اخلطأ ،ملا فيه من الدقة والصعوبة
واقتصر على نص املادة 124ق م ج ،وهذا يف عبار " كل عمل أيا كان يرتكبه املرء ويسبب
ضررا" وكذا نص املادة 125فقرة األوىل من ق م ج " ،يكون فاقد األهلية مسؤوال عن أعماله
الضارة مىت صدرت منه وهو مميز" .
ومن هنا يتضح أن اخلطأ يف املسؤولية التقصريية يقوم على ركنني أوهلما مادي وهو التعدي أو
االحنراف والثاين معنوي نفسي وهو اإلدراك والتمييز .إذ ال خطأ بغري إدراك.
هوامش :
( )1د /بلحاج العريب ،النظرية العامة لاللتزام يف القانون املدين اجلزائري ،ج ،2د م ج ،ط
، 1999ص. 61 ،60 :
( )2املرجع نفسه ،ص. 63 :
( )3د /خليل أمحد حسن قدادة ،الوجيز يف شرح القانون املدين اجلزائري ،مصادر اإللتزام ،ج ،1
د م ج ،1994ص. 242 :
الفرع الثاني :أركان الخط ــأ
أوال :الركن المادي (التعدي(
التعدي هو اإلخالل بااللتزام القانوين العام بعدم اإلضرار بالغري .أي هو كل احنراف عن السلوك
املألوف للرجل العادي فهو جتاوز للحدود اليت جيب على الشخص التزامها يف سلوكه ومثال ذلك
أن القانون يوجب إضاءة السيارات ليال وعدم جتاوز حد معلوم من السرعة ،ففي مثل هذه
األحوال يعترب اإلخالل بااللتزام القانون تعديا ،ويقع التعدي إذا تعمد الشخص اإلضرار بغريه أي
عن قصد ،كسائق سيارة يقوم بدهس غرميه عمدا وهو ما يسمى باجلرمية املدنية كما يقع التعدي
100
دون قصد نتيجة لإلمهال أو التقصري كسائق سيارة يتجاوز السرعة املقررة فيدهس أحد األشخاص
وهو ما يسمى بشبه اجلرمية املدنية)2(.
والسؤال املطروح يف التعدي ،هو مىت يعترب اخلطأ الذي صدر عن اإلنسان تعديا على التزام قانوين؟
أو ما هو املعيار الذي من خالله نقيس أعمال الشخص الذي يقوم هبا ،إذا كانت متثل إخالال
بالتزام قانون أم ال ؟()3
وهذا املعيار إما أن يكون ذاتيا أو موضوعيا .
-فإذا أخذنا باملعيار الشخصي الذايت ،فإننا ننظر اىل الشخص الذي وقع منه السلوك فيجب
العتبار هذا السلوك أو العمل تعديل أن نضع يف نظرنا عدة اعتبارات منها السن واجلنس واحلالة
االجتماعية وظروف الزمان واملكان احمليطة بارتكابه التعدي أي عند حماسة الشخص عن اعماله
ننظر اىل تقديره للعمل الذي ارتكبه أي أن الشخص ال يكون مرتكبا خلطأ قانون إال إذا أحس هو
أنه ارتكب خطأ فضمريه هو دليله ووازعه.
-أما إذا أخدنا باملعيار املوضوعي يفرتض استبعاد االعتبارات السابقة وننظر إىل سلوك هذا
الشخص بسلوك األشخاص الذين يتعامل معهم ويعايشهم ،ونقيس هذا السلوك بأوسط الناس أي
بالشخص العادي الذي ال يتمتع بذكاء خارق ويف نفس الوقت ليس حمدود الفطنة خامل اهلمة،
يعترب العمل تعديا "خطأ" إذا كان الشخص العادي ال يقوم به يف نفس الظروف اليت كان فيها
الشخص املسؤول وال يعترب العمل تعديا "اخلطأ" إذا كان الشخص العادي يقوم به
هوامش
( )1د /بلحاج العريب ،املرجع السابق ،ص.64 :
( )2املرجع نفسه ،ص64،65 :
( )3د/خليل امحد حسن قدادة ،املرجع السابق ،ص .242:
( )4املرجع نفسه ،ص.242 :
يف نفس الظروف اليت كان فيها الشخص املسؤول)1(.
ويالحظ أن املعيار املوضوعي أو معيار الرجل العادي هو املعيار األقرب للمنطق ألن اعتباراته
101
واضحة ومعلومة ال تتبدل وال تتغري بتغري الشخص مما يساعد على ثبات قاعدة التعامل بني الناس
يف فكرة التعويض ،أما األخذ باملعيار الشخصي الذي يبني على اعتبارات ذاتية خفية يستعصي على
الباحث كشفها ،إضافة إىل أهنا ختتلف من شخص آلخر.
وبالتايل فاملعيار املوضوعي هو األساس لقياس التعدي وهو املعيار الذي أخذ به املشرع اجلزائري يف
الكثري من أحكامه فيقاس به اخلطأ العقدي يف االلتزام ببذل عناية (م 172/2ق م ) ،ويفرضه
املشرع على املستأجر ( م 495ق م ) واملستعري ( م 544ق م))2(.
ويقع عبء إثبات التعدي على الشخص املضرور (الدائن) وأن يقيم الدليل على توافر أركان
مسؤولية املدعى عليه ومن بينها ركن اخلطأ .وذلك بإثبات أن املعتدي احنرف عن سلوك الرجل
العادي بكافة طرق اإلثبات مبا فيها البينة والقرائن .إال إذا أقام املدين أن عمل التعدي الذي صدر
منه يعترب عمال مشروعا وذلك من خالل أنه كان وقت ارتكابه للعمل يف إحدى احلاالت إما حالة
الدفاع الشرعي أو حالة ضرورة ،أو حالة تنفيذ أمر صادر عن الرئيس.
ثانيا :الركن املعنوي (اإلدراك)
وهو الركن الثاين ألركان اخلطأ وهو اإلدراك وجيب أن يكون هذا الشخص مدركا ألعمال
التعدي اليت قام هبا سواء بقصد أو وقعت منه بغري قصد)3(.
واإلدراك مرتبط بقدرة اإلنسان على التمييز ،وسن التمييز يف القانون اجلزائري هو 16سنة ،فمن
بلغ سن السادسة عشرة من عمره يكون مسؤوال مسؤولية كاملة على كل أفعاله الضارة ،وهذا ما
قررته املادة 125من القانون املدين اجلزائري الفقرة األوىل ،حيث تنص على أن " يكون فاقد
األهلية مسؤوال عن أعماله الضارة مىت صدرت منه وهو مميز" ،أما بالنسبة للذي مل يبلغ سن 16
فالقاعدة العامة ال مسؤولية عليه ويتساوى مع الصيب غري املميز واجملنون واملعتوه ومن فقد رشده
لسبب عارض.
ويستثىن بنص املادة 125/2ق م حالتان يكون فيها الصيب غري املميز أو عدمي التمييز مسؤوال عن
أعماله الضارة بالتعويض وهو حالة عدم وجود مسؤول عن الصيب غري املميز وحالة تعذر احلصول
على تعويض من املسؤول ويف هذه احلالة يكون للقاضي أن حيكم على من وقع منه الضرر بتعويض
102
عادل مراعيا يف ذلك مركز اخلصوم ،ونصت املادة 125/2ق م على " غري أنه إذا وقع الضرر
من شخص غري مميز ومل يكن هناك من هو مسؤول عنه أو تعذر احلصول على تعويض من
املسؤول ،جاز للقاضي أن حيكم على من وقع منه الضرر بتعويض عادل مراعيا يف ذلك مركز
اخلصوم".
هوامش:
( )1د/خليل امحد حسن قدادة ،املرجع السابق ،ص .242:
( )2د /بلحاج العريب ،املرجع السابق ،ص.67 :
( )3د/خليل امحد حسن قدادة ،املرجع السابق ،ص .242:
فهذه املسؤولية ال تقوم على أساس اخلطأ ألن عدم التمييز يكون فاقد اإلدراك وامنا تقوم على
أساس حتمل التبعة أو التضامن االجتماعي أو مقتضيات العدالة ،وهلذا كانت مسؤولية استثنائية(.
)1
الفرع الثالث :حاالت انتفاء اخلطأ :
إذا كان األصل يف التعدي أن يعترب عمال غري مشروع ( املادة 124من ق م ) فإن هناك حاالت
ترتفع فيها عنه هذه الصفة ومن مث ال تقوم املسؤولية رغم ما فيها من أضرار بالغري ،وعليه فقد
تضمن القانون اجلزائري نصوصا تناول فيها حالة الدفاع الشرعي ،وحالة الضرورة ،وحالة تنفيذ
أمر الرئيس ،إال أن هذه احلاالت ليست واردة على سبيل احلصر .ويكون من املمكن انتفاء اخلطأ
يف حاالت أخرى كما إذا َر ِض َّي املصاب حبدوث الضرر ،ونتناول هذه احلاالت كاآليت:
103