د_ زناتي محمد السعيد ماسرت ختصص قانون خاص السنة الثانية نقلا عن محاضرات في القانون الجنائي للأعمال جامعة جيجل
أوال :جرمية النصب واالحتيال :
عاجل املشرع اجلزائري جرمية النصب من خالل املادتني 372و 373من قانون العقوابت حدد من خالل النص األول الذي يعد مبثابة الركن الشرعي للجرمية أركان اجلرمية والعقوابت املقررة للفعل ،وخص النص الثاين لبعض اإلعفاءات والقيود الواردة على الدعوى العمومية . فنصت املادة 372على أنه :كل من توصل إىل استالم أو تلقي أموال أو منقوالت ،أو سندات ،أو تصرفات أو أوراق مالية ،أو وعود ،أو خمالصات أو إبراء من التزامات ،أو إىل احلصول على أي منها ،أو شرع يف ذلك ن وكان ذلك ابالحتيال لسلب كل ثروة الغري أو بعضها ،أو الشروع فيه ،أو ابستعمال أمساء أو صفات كاذبة أو سلطة خيالية ،أو اعتماد مايل خيايل ،أو إبحداث األمل يف الفوز أبي شيء أو يف وقوع حادث أو أية واقعة أخرى ومهية ن أو اخلشية من وقوع شيء منها يعاقب ابحلبس من سنة على األقل إىل 05سنوات وبغرامة من 20.000إىل 100.000دج وإذا وقعت اجلنحة من شخص جلأ إىل اجلمهور بقصد إصدار أسهم أو سندات أو أذوانت أو حصص ،أو أي سندات مالية سواء لشركات أو مشروعات جتارية أو صناعية فيجوز أن تصل مدة احلبس إىل 10 سنوات والغرامة إىل 4.00.000دج : كما نصت املادة 373من ذات القانون على أنه :تطبق القيود واإلعفاءات اخلاصة مبباشرة الدعوى العمومية املنصوص عليها يف املادتني 368و 369على جرمية املنصوص عليها يف الفقرة األوىل من املادة " 372 من خالل النص األول حتديد الركن املادي جلرمية النصب و االحتيال يف عنصرين ومها استعمال الوسائل االحتيالية من جهة و التوصل إىل سلب أموال الغري أو الشروع فيه أوال :الوسائل االحتيالية :سنتناول املفهوم مث الوسائل عّب املشروع اجلزائري على الوسائل االحتيالية يف جرمية النصب مفهوم الوسائل االحتيال :ر -1 بنصه على أنه " :وكان ذلك ابالحتيال لسلب كل ثروة الغري أو بعضها ، "...غري أنه مل يعرف الوسيلة اال حتيالية وعدد صورها ،ومن مث وجب الرجوع إىل التعريف الفقهي ملصطلح ملعرفة السلوك اإلجرامي احملدد للركن املادي يف جرمية النصب . يعرف الفقه الوسيلة االحتيالية يف جرمية النصب أبهنا " :اكذب املدعوم مبظهر خارجية" هبدف إيهام اجملين عليه ومحله على تسليم األموال إىل اجلاين طواعية وبذلك لتتحقق جرمية النصب ال بد من توفر شرطني يف الوسيلة االحتيالية ومها كذب الوسيلة املستعملة ،من جهة ،ودعمها مبظهر خارجي حيمل اجملين عليه تصديق صحة إدعاءات اجلاين من جهة أخرى ،وبذلك تنتفي اجلرمية إذا كانت الوسيلة صحيحة كأن تؤسس شركة حقيقية ويستظهر اجلاين عقد ها التأسيسي للضحية قصد محله على املسامهة فيها ،أما يف حالة تقدمي عقد مزور ملشروع جتاري أو صناعي ن أو بغرض شراء عقار معني فتتحقق اجلرمية ومن جهة أخرى فال يكفي كذب الوسيلة فقط لتحقق الفعل ألنه الكذب سلوك غري جمرم يف حد ذاته ،وإمنا جيب تدعيم هذا الكذب مبظهر خارجي يوحي بصدق اجلاين يف إدعاءاته كالظهور مبظهر الثراء الفاحش ،أو انتحال صفة الغري والظهور هبا ،أو االستعانة بشخص اثلث حيمل اجملين عليه على تصديق اجلاين وسائل االحتيال: يذهب الفقه إىل القول أبن الوسائل احملددة يف املادة 372من قانون العقوابت حمددة على سبيل احلصر ال املثال ومن مث تتحدد وسائل االحتيال يف: أ /انتحال اسم أو صفة كاذبة :تقوم جرمية النصب واالحتيال حال استعمال الشخص السم كاذب كانتحال اسم الغري أو إسم شخصية معروفة ،أو إطار يف مناصب العليا للدولة ،أو عن طريق احتيال صفة كاذبة كانتحال صفة موثق ،أو حمضر قضائي أو وسيط قضائي حىت يتوصل بذلك اجلاين إىل سلب أموال الضحية واليت تسلم له طواعية ،ويكفي يف هذه احلالة جمرد استعمال االسم الكاذب أو الصفة الكاذبة ألن كالمها ينطوي على الكذب املصحوب مبظهر خارجي خيدع الضحية ب /استعمال سلطة خيالية: ج /اعتماد مايل خيايل : د /إحداث األمل يف الفوز: ه /إحداث اخلشية من وقوع حادث معني أو واقعة ومهية: و /إحداث اخلشية من عدم حدوث شيء متوقع : اثنيا :سلب أموال الغري: لكي يتحقق الركن املادي يف جرمية النصب ال بد من أن يتوصل اجلاين إىل سلب أموال الغري يف كلها أو يف جزء منها ،ويشرتط يف هذا العنصر ما يلي : -يكون الوصول إىل أموال الضحية يف جرمية النصب برضاء اجملين عليه ،خالفا جلرمية السرقة اليت يتحقق فيها الوصول إىل أموال الضحية خلسة ومن مث من توصل إىل االستيالء على األموال بطريق اخللسة يعد سارقا ،أما من حتصل عليها طواعية فيعد نصااب -ال يشرتط أن يكون تسليم األموال مباشرة من اجملين عليها إىل اجلاين ،فيجوز أن يكون عن طريق شخص اثلث كنائب على اجملين يف تسليم األموال -جيب أن يكون املال حمل النصب ذو طبيعة مادية ،أما ابلنسبة للحقوق املعنوية ،فال تقوم هبا جرمية النصب فمن يتوصل إىل االستيالء على فكرة ا ال يعد نصااب. -جيب أن يكون االستيالء على األموال املنقولة فقط دون األموال العقارية ،فمن يتوصل بطريق الغش إىل االستيالء على عقار فال يعد مرتكبا جلرمية النصب ،يف حني من يتوصل إىل االستيالء على مثن بيع العقار فتتحقق جرمية النصب يف مواجهته. الشروع يف اجلرمية :قد ال يتحقق الركن املادي يف جرمية النصب بصفة كلية وهي الصورة اليت تتحقق ابستعمال الوسائل االحتيالية ،وسلب أموال الغري يف كلها أو بعضها ،أبن يشرع اجلاين يف استعمال وسائل االحتيال ،غري أن نشاطه اإلجرامي يوقف أو خيب أثره نتيجة لظروف مستقلة عن إرادته فتوم جرمية احملاولة يف النصب واليت عاقب عليها املشرع كالفعل التام مبوجب املادتني 30و 31من قانون العقوابت الركن املعنوي يف جرمية النصب واالحتيال : جرمية النصب واالحتيال من اجلرائم العمدية اليت تتطلب القصد اجلاين ،وغىن عن البيان أن الوسيلة االحتيالية تتطلب العمد كوهنا تنطوي على اخلداع وإيهام الضحية ومحله على تسليم أمواله إىل اجلاين العقوابت املقررة جلرمية النصب واالحتيال: يعد النصب واالحتيال جنحة معاقبا عليها ابحلبس من سنة إىل 05سنوات و الغرامة املالية من 20.000دج إىل 100.000دج تشدد العقوبة :يف حالة ما إذا جلأ الشخص للجمهور من أجل استيالء على أموال مبشاريع ومهية ولكي تتحقق هذه الصورة ال بد من توفر القصد غري احملدد ،أي عدم معرفة الضحية بصفة مسبقة وتكون العقوبة احلبس من سنة إىل 10سنوات والغرامة من 20.000دج إىل 400.000دج كما تشدد العقوبة إذا كانت مرتكبة ضد الدولة أو أحد املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري املغرفة ابملادة 02من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته لتصل العقوبة يف هذه احلالة إىل احلبس ملدة 10سنوات القيود واإلعفاءات الواردة على الدعوى العمومية : جرمية النصب من اجلرائم املالية واليت قيد فيها حرية النيابة العامة يف حتريك الدعوى العمومية بشأهنا حال كون اجلرمية مرتكبة إضرار أبحد الزوجني من الزوج األخر أو األقارب واألصهار إىل غاية الدرجة الرابعة حىت تقدم شكوى من الضحية ،ففي حالة تقدميها تسرتد النيابة العامة حريتها يف حتريك الدعوى العمومية ، أو تقرير حفظها طبقا للقواعد العامة أما إذا كانت اجلرمية مرتكبة من أحد األصول إضرارا بفروعهم أو من الفرع إضرار أبصله فيتحقق اإلعفاء من العقاب وتقتصر الدعوى على دعوى التعويض املندي فقط طبقا للمادة 368من ق.ع محاضرات في القانون الجنائي لألعمال السنة الثانية ماستر تخصص قانون خاص
ثانيا جريمة خيانة األمانة والصور الملحقة بها :
سنتناول الجريمة األصلية أو الصورة األصلية نتطرق إلى الجرائم الملحقة بخيانة األمانة 1-جريمة خيانة األمانة في صورتها األصلية : سأتناول الركن الشرعي ،ثم إلى الركن المادي ،والركن المعنوي بها أتطرق إلى العقوبات المقررة للفعل وظروف التشديد ،قم إلى القيود واإلعفاءات المقررة على الفعل : -1الركن الشرعي لجريمة خيانة األمانة نصت المادة 376من قانون العقوبات على أنه " :كل من اختلس أو بدد بسوء نية أوراقا تجارية ،أو نقودا أو بضائع أو أوراقا مالية ،أو مخالصات أو أية محررات أخرى تتضمن أو تثبت التزاما أو إبراء لم تكن قد سلمت إليه إال على سبيل اإلجازة ،أو الوديعة ،أو الوكالة ،أو الرهن ،أو عارية االستعمال أو ألداء عمل بأجر أو بغير أجر بشرط ردها أو تقديمها أو الستعمالها أو الستخدامها في عمل معين وذلك إضرارا بمالكيها أو واضعي اليد عليها أو حائزيها يعد مرتكبا لجريمة خيانة األمانة ويعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات وبغرامة من 20.000دج إلى 100.000دج ويجوز عالوة على ذلك بأن يحكم على الجاني بالحرمان من حق من الحقوق الواردة في المادة 14وبالمنع من اإلقامة وذلك لمدة سنة على األقل إلى 5سنوات على األكثر وكل ذلك دون اإلخالل بما نصت عليه المادتان 158و 159المتعلقتان بسرقة النقود واألوراق التجارية والمستندات واإلستيالء عليها من المستودعات العمومية". -2الركن المادي لجريمة خيانة ألمانة : من خالل هذا النص المحدد للركن الشرعي لجريمة خيانة األمانة نجد أن السلوك المادي لجريمة خيانة األمانة يتحدد بتوافر وهي 1 :وجود مال منقول مملوك للضحية 2 تسليم المال بناء على عقد من العقود الواردة على سبيل الحصر في المادة 376ق .ع 3 اختالس المال أو تبديده : -1وجود مال منقول مملوك للضحية :كسابقتها ال تقوم جريمة خيانة األمانة إال على األموال المادية و األموال المنقولة بطبيعتها سواء كانت أموال بذاتها أو سندات تمثل حقا ماليا بأن تثبت التزاما أو إبراء وبذلك من يستولي على عقار سواء بطريق اإليجار أو العارية أو الرهن ال يعد مرتكبا لجريمة خيانة األمانة وإن كان من الممكن متابعته بجريمة التعدي على الملكية العقارية طبقا للمادة 386من ق.ع. كما يشترط في هذا المال أن يكون ملكا للضحية وليس للمتهم مع أن الملكية هنا ال يقصد بها الملكية القانونية بل تكفي الحيازة المادية للشيء من أجل قيام جريمة خيانة األمانة ضد من اختلس المال المنقول المسلم إليه من الحائز ن ومن ثم يشترط أال يكون المال موضوع خيانة األمانة ملكا للمتهم الذي استرجعه حتى ولو كان تحصل عليه بعد من عقود األمانة ثانيا :يجب أن يكون تسليم المال قد تم بناء على عقد من العقود الواردة في المادة 376 ومن اإليجار ،الوكالة ،الوديعة ،الرهن ،عارية االستعمال ،عقد العمل بأجر أو بغير اجر -1اإليجار :ويشترط في عقد اإليجار في مفهوم جريمة خيانة األمانة اإليجار الوارد على المنقول ألن خيانة األمانة ترد-كما سبقت اإلشارة -على األموال المنقولة دون العقارات وهو عقد يخول للمستأجر االنتفاع بالعين المؤجرة لمدة معينة مع إلتزامه برد الشيء بعد انقضائها لقاء أجر معلوم يدفعه للمؤجر والذي يلتزم بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة -2الوكالة :وهو عقد بين طرفين يفوض بمقتضاه األول ويسمى الموكل شخصا آخر ويسمى الوكيل للقيام مقامه بعمل بإسمه ولحسابه -3الوديعة :يرتب عقد الوديعة إلتزاما في ذمة المودع لديه بالمحافظة على الشيء محل الوديعة ورده عينا بعد انتهاء العقد وقد تكون بأجر فيلتزم المودع بأن يؤذي مبلغا معين المقدار للمودع لديه لقاء حفظه الشيء للمدة المتفق عليها -4الرهن :يقوم الرهن الذي يعد من الحقوق العينية التبعية التي تنشأ ضمانا اللتزام شخصي بأن يلتزم الذائن المرتهن بالمحافظة على الشيء محل الرهن ورده عينا بعد إستيفاء ثمن الدين أو القرن من المدين الراهن أو إتباع إجراءات التنفيذ الجبري حال عدم الوفاء -5عارية اإليتعمال :وهو عقد يلتزم المعير بأن يمكن المستعير من استعمال شيء غير قابل لالستهالك مقابل التزام المستعير بالمحافظة على الشيء ورده عينا بعد انتهاء مدة اإلعارة -6عقد العمل بأجر أو بغير اجر :ويدخل في مفهوم العمل أداء الخدمات أو المقاوالتية بصفة عامة سواء كال العمل لمالك الشيء قد تم بأجر أو بغير أجر على أن يلتزم مؤدي العمل برد الشيء الذي تسلمه بغرض أداء الخدمة أو العمل -3االختالس أو التبديد يعرف الفقه االختالس بأنه فعل تغيير الحيازة من حيازة عرضية مشروعة ومؤقتة إلى حيازة دائمة وغير مشروعة ،ومن ثم من يحتفظ بالشيء المنقول بعد انتهاء عقد اإليجار تقوم في حقه جريمة خيانة األمانة إذا أمكن اإلسيتدالل على نية المتهم في عدم رد الشيء ،في حين أن مجرد التأخر في الرد ال تقوم بشأنه الجريمة ، وإنما تقتصر الدعوى على دعوى التعويض المدني ال غير .أما التبديد فهو كل تغيير في طبيعة الشيء سواء من الناحية المادية كإتالفه أو من الناحية القانونية بالتصرف فيه ويعد فعل التبديد أشد خطورة من فعل االختالس بل يدل مباشرة على سوء نية الشخص في عدم رد الشيء محل عقد األمانة . من جهة أخرى فإن عدم الرد نتيجة استعمال حق الشخص في الحبس ال يعد موجبا لقيام جريمة خيانة األمانة حال عدم رد الشيء بعد انتهاء المدة المتفق عليها ،فمن يمتنع عن رد الشيء بعد إصالحه أو أداء الخدمة ،أو من يمتنع عن رد الشيء المودع لديه بعد إنهاء عقد الوديعة ال تقوم في حقه جريمة خيانة األمانة إذا برر عدم الرد بحقه في حبس الشيء إلى غاية استيفاء ثمن اإلصالح في الحالة األولى أو أجر الوديعة في الحالة الثانية لتقابل التزامات الودع والمودع لديه في الوديعة بأجر -3الركن المعنوي في جريمة خيانة األمانة: جريمة خيانة األمانة من الجرائم العمدية التي تتطلب القصد الجنائي العام و المتصل في العلم واإلرادة واتجاه هذه األخيرة إلى فعل االختالس أو التبديد ،وتحقيق نتيجة مفادها االستيالء على أموال الغير الموضوعة تحت حيازة الجاني ،كما تتطلب قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نية االستيالء على األموال وحرمان مالكها من االنتفاع بها. - 4العقوبات المقررة لجريمة خيانة األمانة: -الحبس من 03أشهر إلى 03سنوات والغرامة من 20.000دج إلى 100.000دج . باإلضافة إلى العقوبات التكميلية و المنع من اإلقامة لمدة ال تتجاوز الخمس سنوات ظروف التشديد في جريمة خيانة األمانة :تتمثل ظروف تشديد العقوبة في جريمة خيانة األمانة في الحاالت التالية: -تناولت المادة 378من قانون العقوبات ظروف تشديد العقوبة في جريمة خيانة األمانة و التي ارتكاب الفعل من شخص لجأ إلى الجمهور قصد الحصول لحسابه الخاص أو بوصفه مسيرا أو مديرا أو مندوبا عن شركة أو مشروع تجاري أو صناعي على أموال أو أوراق مالية على سبيل الوديعة أو الوكالة أو الرهن -من سمسار أو وسيط مهني أو مستشار أو محرر العقود وتعلق األمر بثمن بيع العقار أو أموال تجارية أو بقيمة االكتتاب في أسهم أو حصص لشركات عقارية أو بثمن شرائها أو بيعها أو بثمن حوالة إيجار إذا كانت هذه الحوالة مصرحا بها قانونا فتكون العقوبة في هذه الحالة الحبس من 03أشهر إلى 10سنوات والغرامة من 20.000إلى 400.000دج مع تطبيق العقوبات التكميلية أيضا كالحرمان من بعض الحقوق الواردة في المادة 14و المنع من اإلقامة -تناولت المادة 382مكرر من قانون العقوبات تشديد العقوبة في جريمة خيانة األمانة أيضا حال ارتكابها ضد الدولة أو أحد المؤسسات العمومية المحددة في المادة 29من القانون رقم 01/06لتكون العقوبة الحبس من سنتين إلى 10 سنوات. -تناولت أيضا المادة 379من قانون العقوبات ظرف تشديد في جريمة خيانة األمانة مع تغير الوصف من جنحة إلى جناية حال ارتكاب الفعل من قائم بوظيفة عمومية أو قضائية حال مباشرة أعمال وظيفته أو بسببها وتكون العقوبة المقررة للفعل في هذه الحالة هي السجن المؤقت من 05إلى 10سنوات. -5القيود واإلعفاءات الواردة على الدعوى العمومية : جريمة خيانة األمانة من الجرائم المالية والتي قيد فيها حرية النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية بشأنها حال كون الجريمة مرتكبة إضرار بأحد الزوجين من الزوج األخر أو األقارب واألصهار إلى غاية الدرجة الرابعة حتى تقدم شكوى من الضحية ، ففي حالة تقديمها تسترد النيابة العامة حريتها في تحريك الدعوى العمومية ،أو تقرير حفظها طبقا للقواعد العامة. أما إذا كانت الجريمة مرتكبة من أحد األصول إضرارا بفروعهم أو من الفرع إضرار بأصله فيتحقق اإلعفاء من العقاب وتقتصر الدعوى على دعوى التعويض المندي فقط طبقا للمادة 368من ق.ع. ثانيا الجرائم الملحقة بجريمة خيانة األمانة : كما نصت الفقرة األخيرة من المادة 376من قانون العقوبات على حاالت تعتير من قبيل خيانة األمانة غير أنها استثنتها من النص األصلي في العقوبة والتكييف ويتعلق بجناية سرقة األوراق من المستودعات العمومية حيث نصت المادة 158من أنه " :يعاقب بالسجن من 05إلى 10سنوات كل من يتلف أو يشوه أو يبدد أو ينتزع ،عمدا أوراقا ،أو سجالت أو عقود أو سندات محفوظة في المحفوظات أو أقالم الكتاب أو المستودعات العمومية أو مسلمة إلى أمين عمومي بهذه الصفة " وإذا وقع الفعل بطريق العنف فتكون العقوبة السجن من 10سنوات إلى 20سنة أما إذا وقع اإلتالف عن إهمال فيصبح الفعل جنحة معاقبا عليها بموجب المادة 159 بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين ما يالحظ على هذا النص أنه خص السجالت و األوراق المحفوظة في سجالت العمومية ومسلمة لألمين العمومية بصفته هذه وإن كانت تقترب من جريمة خيانة األمانة المرتكبة من قبل الموظف العمومي طبقا للمادة 379أشمل منها وأوسع نطاقا ،كما أن المشرع قرر للفعل عقوبة الجنحة في حالة حصول اإلتالف عن طريق اإلهمال ،ومن ثم تقترب هذه الجريمة مع جريمة اإلهمال الواضح المنصوص عليها في المادة 119مكرر من قانون الع قوبات.وإن تعلقت األولى بمختلف السندات والعقود و إنصراف الثانية إلى األموال المنقولة. ومن ثم تختلط جريمة خيانة األمانة بعدة جرائم أخرى كجريمة تبديد أشياء محجوزة أو أشياء مرهونة طبقا لما نصت عليه المادة 364من قانون العقوبات حيث نصت هذه المادة على أنه " :يعاقب بالحبس لمدة 06إلى 03وبغرامة من 20.000دج إلى 100.000دج المحجوز عليه الذي يتلف أو يبدد األشياء المحجوزة أو الموضوعة تحت حراسته أو يشرع في ذلك وإذا كانت األشياء المحجوزة مسلمة للغير لحراستها فتكون العقوبة الحبس من سنتين إلى 05سنوات والغرامة من 20.000دج إلى 100.000دج كما تطبق العقوبة ذاتها بالنسبة لتبديد األشياء المرهونة إذا تم الفعل من طرف المدين أو المقترض الراهن الذي يتلف أو يختلس األشياء التي سلمها على سبيل الرهن أو شرع في ذلك . وبذلك يمكن التمييز بين الجريمتين كون التبديد في جريمة تبديد أشياء مرهونة أو محجوزة يتم من المدين المحجوز عليه أو الذي أبرم عقد الرهن إضرارا بالدائن المرتهن أو الحاجز سواء كانت األشياء موضوع الرهن تحت حراسته هو أو معهود بحراستها للغير أين ترتفع العقوبة إلى الحبس من سنتين إلى 05سنوات في حين يكون التبديد أو االختالس في جريمة خيانة األمانة من كل شخص عهد إليه تلك األموال لحفظها وردها عينا ومن ثم يمكن أن تقوم خيانة األمانة في حق الدائن المرتهن إذا عهد إليه حراسة األموال أو الدائن الحاجز إذا عين حارسا قضائيا عليها بينها تقوم جريمة تبديد أشياء مرهونة أو محجوزة في المدين الراهن أو المحجوز عليه سواء كانت األموال تحت حراسته هو أو حراسة الغير. خيانة األمانة المنصب على ورقة موقعة على بياض: عالج المشرع هذه الصورة ضمن صور الملحقة بجريمة خيانة األمانة بنصه في المادة 381من قانون العقوبات :على أنه " :كل من أؤتمن على ورقة موقعة على بياض وخان أمانتها بأن حرر عليها زورا إلتزاما أو إبراء منه أو أي تصرف آخر يمكن أن يعرض شخص الموقع أو ذمته المالية للضرر يعاقب بالحبس من سنة على األقل إلى 05 سنوات على األكثر وبغرامة من 20.000دج إلى 100.000دج ويجوز عالوة على ذلك أن يحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة 14والمنع من اإلقامة من سنة على األقل إلى 05سنوات على األكثر وفي الحالة التي ال تكون الورقة الموقعة على بياض قد عهد بها إليه فتتخذ ضده اإلجراءات الجزائية بوصفه مزورا ويعاقب بهذا الوصف من خالل هذا الطرح يتضح لقيام جريمة خيانة األمانة المنصب على ورقة موقعة على بياض أن تتوفر العناصر التالية : -وجود ورقة معدة للكتابة ومن ثم في حالة كون الورقة غير صالحة للكتابة بحكم طبيعتها كقصاصات األوراق مثال ال تصلح أن تكون محال لإلدعاء بوجود الجريمة -ال يشترط أن تكون الورقة غير مكتوبة أصال أو بيضاء ،بل تقوم الجريمة حال كون الورقة مكتوبة أو معدة لكتابة بعض البيانات دون البعض اآلخر -أن تحمل الورقة توقيع المدين ال توقيع الدائن -أن تسلم الورقة طواعية من المدين الموقع إلى الدائن الذي يقوم بمأل الورقة خالفا لالتفاق مع المدين ،أما إذا تحصل الدائن على الوراقة بطريق الخلسة كالسرقة مثال فيعاقب الشخص بجريمة التزوير ال جريمة خيانة األمانة المنصب على ورقة موقعة على بياض والجدير بالمالحظة هنا أن جريمة التزوير تختلف حسب طبيعة المحرر فيما إذا كان محررات رسمية فتأخذ الجريمة وصف الجناية معاقبا عليها بالسجن من 10سنوات إلى 20سنة طبقا للمادة 216من ق.ع ،أما إذا تعلقت األمر بمحررات العرفية أو التجارية أو المصرفية تكون الفعل جنحة معاقبا عليها بالمادة 219من قانون العقوبات بالحبس من سنة إلى خمس سنوات ن باستثناء جريمة تزوير الشيك أو استعمال هذا األخير فقد خصه المشرع بنص خاص وتكون العقوبة الحبس من سنة إلى 10سنوات والغرامة التي ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص الوارد في الرصيد طبقا لما هو مقرر بالمادة 375من قانون العقوبات ومن ثم نتطرق إلى الجريمة الثالثة وهي جريمة إصدار شيك دون رصيد حماضرات يف القانون اجلنائي لألعمال السنة الثانية ماسرت ختصص قانون خاص
اثلثا جرمية إصدار شيك دون رصيد :
عاجل املشرع اجلزائري جرمية إصدار شيك دون رصيد من خالل املادة 374و 375و 375مكرر من قانون العقوابت اين حددت املادة 374اجلرمية األصلية وصورها ،مث تطرق املشرع إىل جرمية تزوير الشيك من خالل املادة ، 375مث إىل إجراءات املتابعة املقررة لقواعد االختصاص القضائي يف هذه اجلرمية مبوجب املادة 375مكرر من ذات القانون.كما خصها إبجراءات خاصة من حيث حتريك الدعوى العمومية مبوجب املواد 526مكرر 02و 526مكرر 4من القانون التجاري واليت نتطرق إليها على النحو التايل: الصورة األصلية للتجرمي: نصت املادة 374من القانون التجاري على أنه " :يعاقب ابحلبس من سنة إىل 05سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص يف الرصيد : -كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد قائم وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل من قيمة الشيك أو قام بسحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك ،أو منع املسحوب عليه من صرفه -كل من قبل أو ظهر شيكا صادرا يف نفس الظروف املشار إليها يف الفقرة السابقة مع علمه بذلك -كل من أصدر أو قبل أو ظهر شيكا واشرتط عدم صرفه فورا بل جعله كضمان " قبل التطرق إىل الركن املادي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد وجب إبداء بعض املالحظات على الركن الشرعي واملتمثل يف نص املادة 374من قانون العقوابت على النحو التايل : -اصطلح الفقه على تسمية هذه اجلرمية جبرمية إصدار شيك دون رصيد ،غري أهنا يف احلقيقة أتخذ عدة أوصاف ال تقل قيمة عن الصورة األصلية :بل أن هذه اجلرمية ال تتعلق فقط بعدم وجود الرصيد أو النقص الوارد فيه ،بل تشمل صورا أخرى تتمثل يف منع املستفيد من صرف قيمة الشيك رغم وجود الرصيد ،وعدم قابلية الرصيد للصرف رغم وجوده كاحلجز التحفظي املفروض على حساب الساحب أو مصدر الشيك أو مظهره وكذا قيام الساحب بسحب الرصيد رعد إصدار الشيك ،بل أن اجلرمية ال تلحق فقط الساحب بل متتد أيضا إىل مظهر الشيك بشرط حتقق علمه مبوجود حالة من احلاالت السابقة وهي عدم وجود الرصيد أو عدم كفايته ،أو معارضة الساحب لصرف قيمته يف غري احلاالت احملددة يف القانون وهي حاليت الضياع و إفالس احلامل طبقا ملا هو مقرر مبوجب املادة 503من القانون التجاري. -أاثر الركن الشرعي يف حتديد الغرامة املقررة كجزاء جلرمية إصدار شيك دون رصيد عدة خالفات فقهية وتطبيقات قضائية خاصة من حيث صياغة النص القاضي بتوقيع غرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص الوارد يف الرصيد كون العقوابت املالية تكون عادة حمددة حبد أدىن وآخر أقصى ومن مث ختضع العقوبة لنطاق السلطة التقديرية لقاضي املوضوع بني احلدين املقررين هلا ألن صياغة النص ابلقول أبن الغرامة " ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص الوارد يف الرصيد ،يعد حتديدا للحد األدىن للغرامة دون حدها األقصى وهذا يعد خروجا عن مبدأ شرعية التجرمي والعقاب وهذا ما دفع برأي إىل القول بوجوب احلفاظ على مبدأ شرعية العقوبة املقررة مبوجب املادة 01من قانون العقوابت وانتهى إىل القول أبن قيمة النقص الوارد يف الرصيد تكون احلق األدىن بينها تكون قيمة الشيك احلد األقصى للغرامة ،يف حني ذهب اجتاه أخر إىل القول أبن الغرامة املقررة بنص املادة 374هي عقوبة حمددة حبديها األدىن واألقصى معا أي عقوبة حبد واحد يكون مساواي لقيمة الشيك يف حالة عدم وجود الرصيد و مساواي لقيمة النقص الوارد يف الرصيد يف حالة عدم كفاية الرصيد ،غري أن الرأي الراجح استقر على اعتبار قيمة الغرامة يف حالة عدم وجود الرصيد تكون مساواي للحدين معا ،أما يف حالة عدم كفاية الرصيد فيكون النقص الوارد يف الرصيد حمددا للحد األدىن ،وتكون قيمة الشيك حمددة للحد األقصى ،وإن كان وجب حتديد النص بصياغة أدق حىت ترفع كل لبس أو مساس مببدأ شرعية العقوبة -كما وجد اخلالف أيضا حول طبيعة العقوبة املالية احملددة مبوجب املادة 374هل هي عقوبة تكميلية واعتربت كذلك عن طريق العديد من قرارات احملكمة العليا لترتاجع عن هذا االجتهاد وتقرر أبن عقوبة الغرامة هي عقوبة أصلية يف مفهوم املادة 05من قانون العقوابت احملددة لعقوبة الغرامة يف مادة اجلنح ،ومن مث ختضع لوقف التنفيذ كعقوبة احلبس طبقا ملا هو مقرر يف املادة 592 من قانتون اإلجراءات اجلزائية. السلوك املادي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد : ال تقوم جرمية إصدار شيك دون رصيد إال بفعل اإلصدار والذي يتمثل يف هذه الصورة يف نشاطني ومها توقيع الشيك و طرحه للتداول ابلطرق التجارية ،ولذلك من يسلم للمستفيد شيكا غري موقع ال تقوم يف حقه جرمية إصدار شيك دون رصيد بل تقوم يف حق كل من الساحب واملستفيد جرمية إصدار وقبول شيك كضمان وهي الصورة املنصوص عليها يف الفقرة 03من املادة ، 374ومن جهة اثنية فإن من حيرر شيكا أو يوقعه ،دون إن يطرحه للتداول وحيتفظ به لنفيه ال تقوم يف حقه جرمية إصدار شيك دون رصيد ، ويربر الفقه ذلك بوقت انتقال ملكية الرصيد من الساحب إىل املستفيد واليت ال تتحقق إال بفعل اإلصدار وطرح الشيك للتداول أين تنتقل ملكية الرصيد من الساحب إىل املستفيد ويشرتط من جهة اثنية لتحقق جرمية إصدار شيك دون رصيد حتقق إحدى الصور التالية: -عدم وجود الرصيد أو عدم كفايته :كون الشيك هو أداة وفاء وليس أداة ائتمان فإن من أصدر شيكا جيب أن يكون له مقابل هلذا الشيك ومقابل أو رصيد كاف للوفاء بكل قيمة الشيك ،ومن مث فإن أي نق صان يف الرصيد يؤدي إىل قيام اجلرمية يف حق الساحب و املظهر إذا كان يعلم بعدم وجود الرصيد أو عدم كفاية هذا األخري لتغطية قيمة الشيك -عدم قابلية الرصيد للصرف :تقوم جرمية إصدار شيك دون رصيد حىت مع وجود الرصيد وكفايته لتغطية كل قيمة الشيك يف حالة عدم قابلية الرصيد للسحب كأن يعمد الساحب إىل تغيري يف توقيعه فيمتنع البنك عن الوفاء بسبب عدم مطابقة اإلمضاء أو يف حالة إصدار شيك على رصيد كاف حال كون احلساب مغلق ،أو حمجوز عليه -منع املسحوب عليه من صرف قيمة الشيك :تناولت هذه احلالة املادة 503من القانون التجاري بنصها :على أنه " :يف حالة وجود الرصيد جيب على املسحوب عليه أن يستويف قيمة الصك حىت بعد انقضاء األجل احملدد لتقدميه وال تقبل معارضة الساحب على وفاء الشيك إال يف حالة ضياعه أو تفليس حامله ،وبذلك مينع للساحب معارضة صرف قيمة الشيك وإال تقوم يف حقه جرمية إصدار شيك د ون رصيد ما مل يثبت ضياع الشيك أو إفالس حامله مع مالحظة أن الضياع مفهوم عام ينصرف إىل السرقة أيضا ،ومن مث يف حالة السرقة وجب تقدمي الدليل القاطع على قيامها حىت تنتفي جرمية إصدار شيك دون رصيد و يقدم من الناحية العلمية يف مثل هذه احلاالت طلب إرجاء الفصل يف ج رمية إصدار شيك دون رصيد إىل غاية الفصل يف اإلدعاء ابلسرقة فإن قامت هذه األخرية أنتفت اجلرمية وإال فتقوم جرمية إصدار شيك دون رصيد ،بل وذهبت احملكمة العليا إىل القول أبن جمرد اإلدعاء املدين ابلسرقة ال يعد مربرا للحكم ابلرباءة ما مل يقدم الدليل القطعي على السرقة. -سحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك :طاملا مت طرح الشيك للتداول فإن ملكية الرصيد تنتقل من الساحب إىل املستفيد ،ومن مث مينع على الساحب سحب الرصيد أو جزء منه ملدة 03 سنوات املقررة لتقادم الفعل من اتريخ إصدار الشيك ويبقى ملزما وضامنا لوجود الرصيد طيلة هذه املدة ،وحىت ولو قدم الشيك للوفاء خارج اآلجال املشرتطة لتقدميه للوفاء املقررة مبوجب املادة 501من القانون التجاري. الركن املعنوي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد : يتمثل الركن املعنوي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد يف القصد اجلنائي ما يفيد أهنا جرمية عمدية ، وهو ما عرب عليه املشرع اجلزائري مبصطلح " كل من أصدر وبسوء نية" غري أن احملكمة العليا شددت يف القصد اجلنائي واعتربت أن اجلرمية عمدية وأن الركن املعنوي مفرتض مبجرد إصدار شيك ال يقابله رصيد قائم وقابل للصرف ألن الساحب ملزم ابإلطالع على حسابه قبل فعل اإلصدار ومن مث ال جيوز اإلدعاء حبسن النية من أجل الدفع ابنتفاء القصد اجلنائي. إجراءات املتابعة يف جرمية إصدار شيك دون رصيد : 01قواعد االختصاص القضائي :ابإلضافة إىل القواعد العامة يف االختصاص القضائي اإلقليمي واليت تتحدد وفقا للقواعد العامة مبكان وقوع اجلرمية ،أو مكان إقامة املتهم ،أو مكان القبض عليه ولو وقع القبض ليسبب آخر فقد مدد املشرع اجلزائري االختصاص بنظر الدعوى العمومية وحتريكها والتحقيق فيها حملكمة مكان الوفاء بقيمة الشيك ،وحمكمة مكان إقامة املستفيد من . 02إجراءات املتابعة :قبل حتريك الدعوى العمومية فقد أضاف املشرع اجلزائري مبوجب املادتني 526 مكرر 02و 526مكرر 04من القانون التجاري استيفاء إجراءات تسوية عارض الدفع مبناسبة أو عارض وتتمثل هذه اإلجراءات يف -جيب على املسحوب عليه توجيه أمر ابلدفع للساحب مبناسبة أول عارض للدفع لعدم وجود الرصيد أو عدم كفايته خيطره فيه بضرورة الوفاء بقيمة الشيك خالل 10أايم من اتريخ توجيه األمر وأنه يف حالة عدم التسديد فسوف تكون حمال لعقوبة املنع من إصدار الشيكات ملدة 5سنوات ، أو يف حالة تكرار املخالفة ملدة 12شهرا التالية لتاريخ األمر ابلدفع وأنه يتوجب عليك التأكد يف املستقبل من الرصيد قبل إصدار الشيكات -يف حالة عدم التسوية أو قيام الساحب بتكوين رصيد كاف خالل األجل 10أايم يرسل املسحوب عليه للساحب أمرا اثين يذكره فيه أبنه حمال لعقوبة املنع من إصدار الشيكات ملدة 05سنوات وأن عليه رد مناذج الشيكات املتحصل عليها وأنه ال جيوز له اسرتجاع حقه يف إصدار الشيكات إال بعد دفع غرامة التربئة ابإلضافة إىل قيمة الشيك وذلك يف أجل 20يوما من اتريخ األمر ابلتسوية الثاين -يف حالة عدم تسوية الشيك يسلم املسحوب عليه للمستفيد األمر ابلتسوية األول والثاين وعندها فقط يكون من حق املستفيد تقدمي شكوى من أجل حتريك الدعوى العمومية سواء بطريق اإلدعاء املدين طبقا للمادة 72من ق إ ج ،أو التكليف املباشر ابحلضور طبقا للمادة 337ق إ ج.أو بطريق اإلجراءات العادية كأن يتقدم املستفيد بشكوى عادية أمام وكيل اجلمهورية حملكمة االختصاص أو للضبطية القضائية وإن كان يفضل حتريك الدعوى العمومية عن طريق اإلدعاء املدين أو التكليف املباشر ابحلضور فإن الشكوى يف حد ذاهتا ال تعترب شرطا الزما للمتابعة. العقوبة املقررة للفعل -العقوبة كما سبقت اإلشارة إليها من خالل املادة 374من قانون العقوابت هي احلبس من سنة إىل 05سنوات مع الغرامة اليت ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص يف الرصيد -تكون العقوبة هي احلبس من 02سنتني إىل 10سنوات إذا كانت الضحية الدولة أو أحد املؤسسات العمومية احملددة يف املادة 29من القانون رقم 01/06املتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته. -أما ابلنسبة جلرمية إصدار شيك مزيف أو إستعماله فقد نصت عليها املادة 375من قانون العقوابت وتتمثل العقوبة يف احلبس من سنة إىل 10سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص الوارد يف الرصيد كل من زور أو زيف شيكا وكل من قبل شيكا مزورا أو مزيفا مع علمه بذلك