You are on page 1of 14

‫حماضرات يف القانون اجلنائي لألعمال‬

‫د_ زناتي محمد السعيد‬ ‫ماسرت ختصص قانون خاص‬ ‫السنة الثانية‬
‫نقلا عن محاضرات في القانون الجنائي للأعمال جامعة جيجل‬

‫أوال ‪:‬جرمية النصب واالحتيال ‪:‬‬


‫عاجل املشرع اجلزائري جرمية النصب من خالل املادتني ‪ 372‬و ‪ 373‬من قانون العقوابت حدد من‬
‫خالل النص األول الذي يعد مبثابة الركن الشرعي للجرمية أركان اجلرمية والعقوابت املقررة للفعل ‪ ،‬وخص‬
‫النص الثاين لبعض اإلعفاءات والقيود الواردة على الدعوى العمومية ‪.‬‬
‫فنصت املادة ‪ 372‬على أنه ‪ :‬كل من توصل إىل استالم أو تلقي أموال أو منقوالت ‪ ،‬أو سندات ‪ ،‬أو‬
‫تصرفات أو أوراق مالية ‪ ،‬أو وعود ‪ ،‬أو خمالصات أو إبراء من التزامات ‪ ،‬أو إىل احلصول على أي منها ‪ ،‬أو‬
‫شرع يف ذلك ن وكان ذلك ابالحتيال لسلب كل ثروة الغري أو بعضها ‪ ،‬أو الشروع فيه ‪ ،‬أو ابستعمال أمساء‬
‫أو صفات كاذبة أو سلطة خيالية ‪،‬أو اعتماد مايل خيايل ‪ ،‬أو إبحداث األمل يف الفوز أبي شيء أو يف وقوع‬
‫حادث أو أية واقعة أخرى ومهية ن أو اخلشية من وقوع شيء منها يعاقب ابحلبس من سنة على األقل إىل‬
‫‪ 05‬سنوات وبغرامة من ‪ 20.000‬إىل ‪100.000‬دج‬
‫وإذا وقعت اجلنحة من شخص جلأ إىل اجلمهور بقصد إصدار أسهم أو سندات أو أذوانت أو حصص ‪ ،‬أو‬
‫أي سندات مالية سواء لشركات أو مشروعات جتارية أو صناعية فيجوز أن تصل مدة احلبس إىل ‪10‬‬
‫سنوات والغرامة إىل ‪ 4.00.000‬دج ‪:‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 373‬من ذات القانون على أنه ‪ :‬تطبق القيود واإلعفاءات اخلاصة مبباشرة الدعوى‬
‫العمومية املنصوص عليها يف املادتني ‪ 368‬و ‪ 369‬على جرمية املنصوص عليها يف الفقرة األوىل من املادة‬
‫‪" 372‬‬
‫من خالل النص األول حتديد الركن املادي جلرمية النصب و االحتيال يف عنصرين ومها استعمال الوسائل‬
‫االحتيالية من جهة و التوصل إىل سلب أموال الغري أو الشروع فيه‬
‫أوال ‪ :‬الوسائل االحتيالية ‪ :‬سنتناول املفهوم مث الوسائل‬
‫عّب املشروع اجلزائري على الوسائل االحتيالية يف جرمية النصب‬
‫مفهوم الوسائل االحتيال ‪ :‬ر‬ ‫‪-1‬‬
‫بنصه على أنه ‪ " :‬وكان ذلك ابالحتيال لسلب كل ثروة الغري أو بعضها‪ ، "...‬غري أنه مل يعرف‬
‫الوسيلة اال حتيالية وعدد صورها ‪ ،‬ومن مث وجب الرجوع إىل التعريف الفقهي ملصطلح ملعرفة‬
‫السلوك اإلجرامي احملدد للركن املادي يف جرمية النصب ‪.‬‬
‫يعرف الفقه الوسيلة االحتيالية يف جرمية النصب أبهنا ‪ " :‬اكذب املدعوم مبظهر خارجية" هبدف إيهام‬
‫اجملين عليه ومحله على تسليم األموال إىل اجلاين طواعية وبذلك لتتحقق جرمية النصب ال بد من توفر‬
‫شرطني يف الوسيلة االحتيالية ومها كذب الوسيلة املستعملة ‪ ،‬من جهة ‪ ،‬ودعمها مبظهر خارجي حيمل‬
‫اجملين عليه تصديق صحة إدعاءات اجلاين من جهة أخرى ‪ ،‬وبذلك تنتفي اجلرمية إذا كانت الوسيلة‬
‫صحيحة كأن تؤسس شركة حقيقية ويستظهر اجلاين عقد ها التأسيسي للضحية قصد محله على املسامهة‬
‫فيها ‪ ،‬أما يف حالة تقدمي عقد مزور ملشروع جتاري أو صناعي ن أو بغرض شراء عقار معني فتتحقق‬
‫اجلرمية ومن جهة أخرى فال يكفي كذب الوسيلة فقط لتحقق الفعل ألنه الكذب سلوك غري جمرم يف‬
‫حد ذاته ‪ ،‬وإمنا جيب تدعيم هذا الكذب مبظهر خارجي يوحي بصدق اجلاين يف إدعاءاته كالظهور مبظهر‬
‫الثراء الفاحش ‪ ،‬أو انتحال صفة الغري والظهور هبا ‪ ،‬أو االستعانة بشخص اثلث حيمل اجملين عليه على‬
‫تصديق اجلاين‬
‫وسائل االحتيال‪:‬‬
‫يذهب الفقه إىل القول أبن الوسائل احملددة يف املادة ‪ 372‬من قانون العقوابت حمددة على سبيل‬
‫احلصر ال املثال ومن مث تتحدد وسائل االحتيال يف‪:‬‬
‫أ‪ /‬انتحال اسم أو صفة كاذبة ‪ :‬تقوم جرمية النصب واالحتيال حال استعمال الشخص السم كاذب‬
‫كانتحال اسم الغري أو إسم شخصية معروفة ‪ ،‬أو إطار يف مناصب العليا للدولة ‪ ،‬أو عن طريق احتيال‬
‫صفة كاذبة كانتحال صفة موثق ‪ ،‬أو حمضر قضائي أو وسيط قضائي حىت يتوصل بذلك اجلاين إىل سلب‬
‫أموال الضحية واليت تسلم له طواعية ‪ ،‬ويكفي يف هذه احلالة جمرد استعمال االسم الكاذب أو الصفة‬
‫الكاذبة ألن كالمها ينطوي على الكذب املصحوب مبظهر خارجي خيدع الضحية‬
‫ب ‪ /‬استعمال سلطة خيالية‪:‬‬
‫ج‪ /‬اعتماد مايل خيايل ‪:‬‬
‫د‪ /‬إحداث األمل يف الفوز‪:‬‬
‫ه‪ /‬إحداث اخلشية من وقوع حادث معني أو واقعة ومهية‪:‬‬
‫و‪ /‬إحداث اخلشية من عدم حدوث شيء متوقع ‪:‬‬
‫اثنيا ‪ :‬سلب أموال الغري‪:‬‬
‫لكي يتحقق الركن املادي يف جرمية النصب ال بد من أن يتوصل اجلاين إىل سلب أموال الغري يف كلها‬
‫أو يف جزء منها ‪ ،‬ويشرتط يف هذا العنصر ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يكون الوصول إىل أموال الضحية يف جرمية النصب برضاء اجملين عليه ‪ ،‬خالفا جلرمية السرقة اليت‬
‫يتحقق فيها الوصول إىل أموال الضحية خلسة ومن مث من توصل إىل االستيالء على األموال بطريق‬
‫اخللسة يعد سارقا ‪ ،‬أما من حتصل عليها طواعية فيعد نصااب‬
‫‪ -‬ال يشرتط أن يكون تسليم األموال مباشرة من اجملين عليها إىل اجلاين‪ ،‬فيجوز أن يكون عن طريق‬
‫شخص اثلث كنائب على اجملين يف تسليم األموال‬
‫‪ -‬جيب أن يكون املال حمل النصب ذو طبيعة مادية ‪ ،‬أما ابلنسبة للحقوق املعنوية ‪ ،‬فال تقوم هبا جرمية‬
‫النصب فمن يتوصل إىل االستيالء على فكرة ا ال يعد نصااب‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يكون االستيالء على األموال املنقولة فقط دون األموال العقارية‪ ،‬فمن يتوصل بطريق‬
‫الغش إىل االستيالء على عقار فال يعد مرتكبا جلرمية النصب‪ ،‬يف حني من يتوصل إىل االستيالء‬
‫على مثن بيع العقار فتتحقق جرمية النصب يف مواجهته‪.‬‬
‫الشروع يف اجلرمية ‪ :‬قد ال يتحقق الركن املادي يف جرمية النصب بصفة كلية وهي الصورة اليت تتحقق‬
‫ابستعمال الوسائل االحتيالية ‪ ،‬وسلب أموال الغري يف كلها أو بعضها ‪ ،‬أبن يشرع اجلاين يف استعمال وسائل‬
‫االحتيال ‪ ،‬غري أن نشاطه اإلجرامي يوقف أو خيب أثره نتيجة لظروف مستقلة عن إرادته فتوم جرمية احملاولة‬
‫يف النصب واليت عاقب عليها املشرع كالفعل التام مبوجب املادتني ‪ 30‬و ‪ 31‬من قانون العقوابت‬
‫الركن املعنوي يف جرمية النصب واالحتيال ‪:‬‬
‫جرمية النصب واالحتيال من اجلرائم العمدية اليت تتطلب القصد اجلاين ‪ ،‬وغىن عن البيان أن الوسيلة‬
‫االحتيالية تتطلب العمد كوهنا تنطوي على اخلداع وإيهام الضحية ومحله على تسليم أمواله إىل اجلاين‬
‫العقوابت املقررة جلرمية النصب واالحتيال‪:‬‬
‫يعد النصب واالحتيال جنحة معاقبا عليها ابحلبس من سنة إىل ‪ 05‬سنوات و الغرامة املالية من‬
‫‪ 20.000‬دج إىل ‪ 100.000‬دج‬
‫تشدد العقوبة ‪:‬يف حالة ما إذا جلأ الشخص للجمهور من أجل استيالء على أموال مبشاريع ومهية ولكي‬
‫تتحقق هذه الصورة ال بد من توفر القصد غري احملدد ‪ ،‬أي عدم معرفة الضحية بصفة مسبقة وتكون العقوبة‬
‫احلبس من سنة إىل ‪ 10‬سنوات والغرامة من ‪20.000‬دج إىل ‪ 400.000‬دج‬
‫كما تشدد العقوبة إذا كانت مرتكبة ضد الدولة أو أحد املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫املغرفة ابملادة ‪ 02‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫لتصل العقوبة يف هذه احلالة إىل احلبس ملدة ‪ 10‬سنوات‬
‫القيود واإلعفاءات الواردة على الدعوى العمومية ‪:‬‬
‫جرمية النصب من اجلرائم املالية واليت قيد فيها حرية النيابة العامة يف حتريك الدعوى العمومية بشأهنا‬
‫حال كون اجلرمية مرتكبة إضرار أبحد الزوجني من الزوج األخر أو األقارب واألصهار إىل غاية الدرجة الرابعة‬
‫حىت تقدم شكوى من الضحية ‪ ،‬ففي حالة تقدميها تسرتد النيابة العامة حريتها يف حتريك الدعوى العمومية ‪،‬‬
‫أو تقرير حفظها طبقا للقواعد العامة‬
‫أما إذا كانت اجلرمية مرتكبة من أحد األصول إضرارا بفروعهم أو من الفرع إضرار أبصله فيتحقق‬
‫اإلعفاء من العقاب وتقتصر الدعوى على دعوى التعويض املندي فقط طبقا للمادة ‪ 368‬من ق‪.‬ع‬
‫محاضرات في القانون الجنائي لألعمال‬
‫السنة الثانية ماستر تخصص قانون خاص‬

‫ثانيا جريمة خيانة األمانة والصور الملحقة بها ‪:‬‬


‫سنتناول الجريمة األصلية أو الصورة األصلية نتطرق إلى الجرائم الملحقة بخيانة األمانة‬
‫‪ 1-‬جريمة خيانة األمانة في صورتها األصلية ‪:‬‬
‫سأتناول الركن الشرعي ‪ ،‬ثم إلى الركن المادي‪ ،‬والركن المعنوي بها أتطرق إلى‬
‫العقوبات المقررة للفعل وظروف التشديد ‪ ،‬قم إلى القيود واإلعفاءات المقررة على الفعل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الركن الشرعي لجريمة خيانة األمانة‬
‫نصت المادة ‪ 376‬من قانون العقوبات على أنه ‪ " :‬كل من اختلس أو بدد بسوء‬
‫نية أوراقا تجارية ‪ ،‬أو نقودا أو بضائع أو أوراقا مالية ‪ ،‬أو مخالصات أو أية محررات‬
‫أخرى تتضمن أو تثبت التزاما أو إبراء لم تكن قد سلمت إليه إال على سبيل اإلجازة ‪ ،‬أو‬
‫الوديعة ‪ ،‬أو الوكالة ‪ ،‬أو الرهن ‪ ،‬أو عارية االستعمال أو ألداء عمل بأجر أو بغير أجر‬
‫بشرط ردها أو تقديمها أو الستعمالها أو الستخدامها في عمل معين وذلك إضرارا‬
‫بمالكيها أو واضعي اليد عليها أو حائزيها يعد مرتكبا لجريمة خيانة األمانة ويعاقب‬
‫بالحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات وبغرامة من ‪20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج‬
‫ويجوز عالوة على ذلك بأن يحكم على الجاني بالحرمان من حق من الحقوق الواردة في‬
‫المادة ‪ 14‬وبالمنع من اإلقامة وذلك لمدة سنة على األقل إلى ‪ 5‬سنوات على األكثر‬
‫وكل ذلك دون اإلخالل بما نصت عليه المادتان ‪ 158‬و ‪ 159‬المتعلقتان بسرقة النقود‬
‫واألوراق‬
‫التجارية والمستندات واإلستيالء عليها من المستودعات العمومية"‪.‬‬
‫‪ -2‬الركن المادي لجريمة خيانة ألمانة ‪:‬‬
‫من خالل هذا النص المحدد للركن الشرعي لجريمة خيانة األمانة نجد أن السلوك‬
‫المادي لجريمة خيانة األمانة يتحدد بتوافر وهي ‪ 1 :‬وجود مال منقول مملوك للضحية ‪2‬‬
‫تسليم المال بناء على عقد من العقود الواردة على سبيل الحصر في المادة ‪ 376‬ق‪ .‬ع ‪3‬‬
‫اختالس المال أو تبديده‬
‫‪ : -1‬وجود مال منقول مملوك للضحية ‪ :‬كسابقتها ال تقوم جريمة خيانة األمانة إال على‬
‫األموال المادية و األموال المنقولة بطبيعتها سواء كانت أموال بذاتها أو سندات تمثل حقا‬
‫ماليا بأن تثبت التزاما أو إبراء وبذلك من يستولي على عقار سواء بطريق اإليجار أو‬
‫العارية أو الرهن ال يعد مرتكبا لجريمة خيانة األمانة وإن كان من الممكن متابعته بجريمة‬
‫التعدي على الملكية العقارية طبقا للمادة ‪ 386‬من ق‪.‬ع‪.‬‬
‫كما يشترط في هذا المال أن يكون ملكا للضحية وليس للمتهم مع أن الملكية هنا ال‬
‫يقصد بها الملكية القانونية بل تكفي الحيازة المادية للشيء من أجل قيام جريمة خيانة‬
‫األمانة ضد من اختلس المال المنقول المسلم إليه من الحائز ن ومن ثم يشترط أال يكون‬
‫المال موضوع خيانة األمانة ملكا للمتهم الذي استرجعه حتى ولو كان تحصل عليه بعد من‬
‫عقود األمانة‬
‫ثانيا ‪ :‬يجب أن يكون تسليم المال قد تم بناء على عقد من العقود الواردة في المادة ‪376‬‬
‫ومن اإليجار ‪ ،‬الوكالة ‪ ،‬الوديعة ‪ ،‬الرهن ‪ ،‬عارية االستعمال ‪،‬عقد العمل بأجر أو بغير اجر‬
‫‪ -1‬اإليجار ‪:‬ويشترط في عقد اإليجار في مفهوم جريمة خيانة األمانة اإليجار الوارد‬
‫على المنقول ألن خيانة األمانة ترد‪-‬كما سبقت اإلشارة‪ -‬على األموال المنقولة‬
‫دون العقارات وهو عقد يخول للمستأجر االنتفاع بالعين المؤجرة لمدة معينة مع‬
‫إلتزامه برد الشيء بعد انقضائها لقاء أجر معلوم يدفعه للمؤجر والذي يلتزم‬
‫بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة‬
‫‪ -2‬الوكالة‪ :‬وهو عقد بين طرفين يفوض بمقتضاه األول ويسمى الموكل شخصا‬
‫آخر ويسمى الوكيل للقيام مقامه بعمل بإسمه ولحسابه‬
‫‪ -3‬الوديعة‪ :‬يرتب عقد الوديعة إلتزاما في ذمة المودع لديه بالمحافظة على الشيء‬
‫محل الوديعة ورده عينا بعد انتهاء العقد وقد تكون بأجر فيلتزم المودع بأن‬
‫يؤذي مبلغا معين المقدار للمودع لديه لقاء حفظه الشيء للمدة المتفق عليها‬
‫‪ -4‬الرهن‪ :‬يقوم الرهن الذي يعد من الحقوق العينية التبعية التي تنشأ ضمانا اللتزام‬
‫شخصي بأن يلتزم الذائن المرتهن بالمحافظة على الشيء محل الرهن ورده‬
‫عينا بعد إستيفاء ثمن الدين أو القرن من المدين الراهن أو إتباع إجراءات‬
‫التنفيذ الجبري حال عدم الوفاء‬
‫‪ -5‬عارية اإليتعمال ‪ :‬وهو عقد يلتزم المعير بأن يمكن المستعير من استعمال شيء‬
‫غير قابل لالستهالك مقابل التزام المستعير بالمحافظة على الشيء ورده عينا‬
‫بعد انتهاء مدة اإلعارة‬
‫‪ -6‬عقد العمل بأجر أو بغير اجر‪ :‬ويدخل في مفهوم العمل أداء الخدمات أو‬
‫المقاوالتية بصفة عامة سواء كال العمل لمالك الشيء قد تم بأجر أو بغير أجر‬
‫على أن يلتزم مؤدي العمل برد الشيء الذي تسلمه بغرض أداء الخدمة أو العمل‬
‫‪ -3‬االختالس أو التبديد يعرف الفقه االختالس بأنه فعل تغيير الحيازة من حيازة عرضية‬
‫مشروعة ومؤقتة إلى حيازة دائمة وغير مشروعة ‪ ،‬ومن ثم من يحتفظ بالشيء المنقول‬
‫بعد انتهاء عقد اإليجار تقوم في حقه جريمة خيانة األمانة إذا أمكن اإلسيتدالل على نية‬
‫المتهم في عدم رد الشيء ‪ ،‬في حين أن مجرد التأخر في الرد ال تقوم بشأنه الجريمة ‪،‬‬
‫وإنما تقتصر الدعوى على دعوى التعويض المدني ال غير ‪ .‬أما التبديد فهو كل تغيير في‬
‫طبيعة الشيء سواء من الناحية المادية كإتالفه أو من الناحية القانونية بالتصرف فيه ويعد‬
‫فعل التبديد أشد خطورة من فعل االختالس بل يدل مباشرة على سوء نية الشخص في عدم‬
‫رد الشيء محل عقد األمانة ‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن عدم الرد نتيجة استعمال حق الشخص في الحبس ال يعد موجبا‬
‫لقيام جريمة خيانة األمانة حال عدم رد الشيء بعد انتهاء المدة المتفق عليها ‪ ،‬فمن يمتنع‬
‫عن رد الشيء بعد إصالحه أو أداء الخدمة ‪ ،‬أو من يمتنع عن رد الشيء المودع لديه بعد‬
‫إنهاء عقد الوديعة ال تقوم في حقه جريمة خيانة األمانة إذا برر عدم الرد بحقه في حبس‬
‫الشيء إلى غاية استيفاء ثمن اإلصالح في الحالة األولى أو أجر الوديعة في الحالة الثانية‬
‫لتقابل التزامات الودع والمودع لديه في الوديعة بأجر‬
‫‪ -3‬الركن المعنوي في جريمة خيانة األمانة‪:‬‬
‫جريمة خيانة األمانة من الجرائم العمدية التي تتطلب القصد الجنائي العام و المتصل في‬
‫العلم واإلرادة واتجاه هذه األخيرة إلى فعل االختالس أو التبديد ‪ ،‬وتحقيق نتيجة مفادها‬
‫االستيالء على أموال الغير الموضوعة تحت حيازة الجاني ‪ ،‬كما تتطلب قصدا جنائيا خاصا‬
‫يتمثل في نية االستيالء على األموال وحرمان مالكها من االنتفاع بها‪.‬‬
‫‪ - 4‬العقوبات المقررة لجريمة خيانة األمانة‪:‬‬
‫‪ -‬الحبس من ‪ 03‬أشهر إلى ‪ 03‬سنوات والغرامة من ‪20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى العقوبات التكميلية و المنع من اإلقامة لمدة ال تتجاوز الخمس سنوات‬
‫ظروف التشديد في جريمة خيانة األمانة‪ :‬تتمثل ظروف تشديد العقوبة في جريمة خيانة‬
‫األمانة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تناولت المادة ‪ 378‬من قانون العقوبات ظروف تشديد العقوبة في جريمة خيانة‬
‫األمانة و التي ارتكاب الفعل من شخص لجأ إلى الجمهور قصد الحصول لحسابه‬
‫الخاص أو بوصفه مسيرا أو مديرا أو مندوبا عن شركة أو مشروع تجاري أو‬
‫صناعي على أموال أو أوراق مالية على سبيل الوديعة أو الوكالة أو الرهن‬
‫‪ -‬من سمسار أو وسيط مهني أو مستشار أو محرر العقود وتعلق األمر بثمن بيع‬
‫العقار أو أموال تجارية أو بقيمة االكتتاب في أسهم أو حصص لشركات عقارية أو‬
‫بثمن شرائها أو بيعها أو بثمن حوالة إيجار إذا كانت هذه الحوالة مصرحا بها قانونا‬
‫فتكون العقوبة في هذه الحالة الحبس من ‪ 03‬أشهر إلى ‪ 10‬سنوات والغرامة من‬
‫‪ 20.000‬إلى ‪ 400.000‬دج مع تطبيق العقوبات التكميلية أيضا كالحرمان من بعض‬
‫الحقوق الواردة في المادة ‪ 14‬و المنع من اإلقامة‬
‫‪ -‬تناولت المادة ‪ 382‬مكرر من قانون العقوبات تشديد العقوبة في جريمة خيانة‬
‫األمانة أيضا حال ارتكابها ضد الدولة أو أحد المؤسسات العمومية المحددة في‬
‫المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 01/06‬لتكون العقوبة الحبس من سنتين إلى ‪10‬‬
‫سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬تناولت أيضا المادة ‪ 379‬من قانون العقوبات ظرف تشديد في جريمة خيانة األمانة‬
‫مع تغير الوصف من جنحة إلى جناية حال ارتكاب الفعل من قائم بوظيفة عمومية أو‬
‫قضائية حال مباشرة أعمال وظيفته أو بسببها وتكون العقوبة المقررة للفعل في‬
‫هذه الحالة هي السجن المؤقت من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -5‬القيود واإلعفاءات الواردة على الدعوى العمومية ‪:‬‬
‫جريمة خيانة األمانة من الجرائم المالية والتي قيد فيها حرية النيابة العامة في‬
‫تحريك الدعوى العمومية بشأنها حال كون الجريمة مرتكبة إضرار بأحد الزوجين من‬
‫الزوج األخر أو األقارب واألصهار إلى غاية الدرجة الرابعة حتى تقدم شكوى من الضحية ‪،‬‬
‫ففي حالة تقديمها تسترد النيابة العامة حريتها في تحريك الدعوى العمومية ‪ ،‬أو تقرير‬
‫حفظها طبقا للقواعد العامة‪.‬‬
‫أما إذا كانت الجريمة مرتكبة من أحد األصول إضرارا بفروعهم أو من الفرع إضرار‬
‫بأصله فيتحقق اإلعفاء من العقاب وتقتصر الدعوى على دعوى التعويض المندي فقط طبقا‬
‫للمادة ‪ 368‬من ق‪.‬ع‪.‬‬
‫ثانيا الجرائم الملحقة بجريمة خيانة األمانة ‪:‬‬
‫كما نصت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 376‬من قانون العقوبات على حاالت تعتير من قبيل‬
‫خيانة األمانة غير أنها استثنتها من النص األصلي في العقوبة والتكييف ويتعلق بجناية‬
‫سرقة األوراق من المستودعات العمومية حيث نصت المادة ‪ 158‬من أنه ‪ " :‬يعاقب‬
‫بالسجن من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات كل من يتلف أو يشوه أو يبدد أو ينتزع ‪ ،‬عمدا أوراقا ‪ ،‬أو‬
‫سجالت أو عقود أو سندات محفوظة في المحفوظات أو أقالم الكتاب أو المستودعات‬
‫العمومية أو مسلمة إلى أمين عمومي بهذه الصفة " وإذا وقع الفعل بطريق العنف فتكون‬
‫العقوبة السجن من ‪ 10‬سنوات إلى ‪ 20‬سنة‬
‫أما إذا وقع اإلتالف عن إهمال فيصبح الفعل جنحة معاقبا عليها بموجب المادة ‪159‬‬
‫بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين‬
‫ما يالحظ على هذا النص أنه خص السجالت و األوراق المحفوظة في سجالت‬
‫العمومية ومسلمة لألمين العمومية بصفته هذه وإن كانت تقترب من جريمة خيانة األمانة‬
‫المرتكبة من قبل الموظف العمومي طبقا للمادة ‪ 379‬أشمل منها وأوسع نطاقا ‪ ،‬كما أن‬
‫المشرع قرر للفعل عقوبة الجنحة في حالة حصول اإلتالف عن طريق اإلهمال ‪ ،‬ومن ثم‬
‫تقترب هذه الجريمة مع جريمة اإلهمال الواضح المنصوص عليها في المادة ‪ 119‬مكرر‬
‫من قانون الع قوبات‪.‬وإن تعلقت األولى بمختلف السندات والعقود و إنصراف الثانية إلى‬
‫األموال المنقولة‪.‬‬
‫ومن ثم تختلط جريمة خيانة األمانة بعدة جرائم أخرى كجريمة تبديد أشياء محجوزة‬
‫أو أشياء مرهونة طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 364‬من قانون العقوبات حيث نصت هذه‬
‫المادة على أنه ‪ " :‬يعاقب بالحبس لمدة ‪ 06‬إلى ‪ 03‬وبغرامة من ‪ 20.000‬دج إلى‬
‫‪ 100.000‬دج المحجوز عليه الذي يتلف أو يبدد األشياء المحجوزة أو الموضوعة تحت‬
‫حراسته أو يشرع في ذلك وإذا كانت األشياء المحجوزة مسلمة للغير لحراستها فتكون‬
‫العقوبة الحبس من سنتين إلى ‪ 05‬سنوات والغرامة من ‪ 20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج‬
‫كما تطبق العقوبة ذاتها بالنسبة لتبديد األشياء المرهونة إذا تم الفعل من طرف المدين أو‬
‫المقترض الراهن الذي يتلف أو يختلس األشياء التي سلمها على سبيل الرهن أو شرع في‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وبذلك يمكن التمييز بين الجريمتين كون التبديد في جريمة تبديد أشياء مرهونة أو‬
‫محجوزة يتم من المدين المحجوز عليه أو الذي أبرم عقد الرهن إضرارا بالدائن المرتهن‬
‫أو الحاجز سواء كانت األشياء موضوع الرهن تحت حراسته هو أو معهود بحراستها للغير‬
‫أين ترتفع العقوبة إلى الحبس من سنتين إلى ‪ 05‬سنوات في حين يكون التبديد أو‬
‫االختالس في جريمة خيانة األمانة من كل شخص عهد إليه تلك األموال لحفظها وردها‬
‫عينا ومن ثم يمكن أن تقوم خيانة األمانة في حق الدائن المرتهن إذا عهد إليه حراسة‬
‫األموال أو الدائن الحاجز إذا عين حارسا قضائيا عليها بينها تقوم جريمة تبديد أشياء‬
‫مرهونة أو محجوزة في المدين الراهن أو المحجوز عليه سواء كانت األموال تحت‬
‫حراسته هو أو حراسة الغير‪.‬‬
‫خيانة األمانة المنصب على ورقة موقعة على بياض‪:‬‬
‫عالج المشرع هذه الصورة ضمن صور الملحقة بجريمة خيانة األمانة بنصه في‬
‫المادة ‪ 381‬من قانون العقوبات ‪ :‬على أنه ‪ " :‬كل من أؤتمن على ورقة موقعة على بياض‬
‫وخان أمانتها بأن حرر عليها زورا إلتزاما أو إبراء منه أو أي تصرف آخر يمكن أن‬
‫يعرض شخص الموقع أو ذمته المالية للضرر يعاقب بالحبس من سنة على األقل إلى ‪05‬‬
‫سنوات على األكثر وبغرامة من ‪ 20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج ويجوز عالوة على ذلك‬
‫أن يحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة ‪ 14‬والمنع‬
‫من اإلقامة من سنة على األقل إلى ‪ 05‬سنوات على األكثر‬
‫وفي الحالة التي ال تكون الورقة الموقعة على بياض قد عهد بها إليه فتتخذ ضده‬
‫اإلجراءات الجزائية بوصفه مزورا ويعاقب بهذا الوصف‬
‫من خالل هذا الطرح يتضح لقيام جريمة خيانة األمانة المنصب على ورقة موقعة‬
‫على بياض أن تتوفر العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود ورقة معدة للكتابة ومن ثم في حالة كون الورقة غير صالحة للكتابة بحكم‬
‫طبيعتها كقصاصات األوراق مثال ال تصلح أن تكون محال لإلدعاء بوجود الجريمة‬
‫‪ -‬ال يشترط أن تكون الورقة غير مكتوبة أصال أو بيضاء‪ ،‬بل تقوم الجريمة حال كون‬
‫الورقة مكتوبة أو معدة لكتابة بعض البيانات دون البعض اآلخر‬
‫‪ -‬أن تحمل الورقة توقيع المدين ال توقيع الدائن‬
‫‪ -‬أن تسلم الورقة طواعية من المدين الموقع إلى الدائن الذي يقوم بمأل الورقة خالفا‬
‫لالتفاق مع المدين ‪ ،‬أما إذا تحصل الدائن على الوراقة بطريق الخلسة كالسرقة مثال‬
‫فيعاقب الشخص بجريمة التزوير ال جريمة خيانة األمانة المنصب على ورقة موقعة‬
‫على بياض‬
‫والجدير بالمالحظة هنا أن جريمة التزوير تختلف حسب طبيعة المحرر فيما إذا كان‬
‫محررات رسمية فتأخذ الجريمة وصف الجناية معاقبا عليها بالسجن من ‪ 10‬سنوات إلى‬
‫‪ 20‬سنة طبقا للمادة ‪ 216‬من ق‪.‬ع ‪ ،‬أما إذا تعلقت األمر بمحررات العرفية أو التجارية أو‬
‫المصرفية تكون الفعل جنحة معاقبا عليها بالمادة ‪ 219‬من قانون العقوبات بالحبس من‬
‫سنة إلى خمس سنوات ن باستثناء جريمة تزوير الشيك أو استعمال هذا األخير فقد خصه‬
‫المشرع بنص خاص وتكون العقوبة الحبس من سنة إلى ‪ 10‬سنوات والغرامة التي ال تقل‬
‫عن قيمة الشيك أو قيمة النقص الوارد في الرصيد طبقا لما هو مقرر بالمادة ‪ 375‬من‬
‫قانون العقوبات ومن ثم نتطرق إلى الجريمة الثالثة وهي جريمة إصدار شيك دون رصيد‬
‫حماضرات يف القانون اجلنائي لألعمال‬
‫السنة الثانية ماسرت ختصص قانون خاص‬

‫اثلثا جرمية إصدار شيك دون رصيد ‪:‬‬


‫عاجل املشرع اجلزائري جرمية إصدار شيك دون رصيد من خالل املادة ‪ 374‬و ‪ 375‬و ‪ 375‬مكرر‬
‫من قانون العقوابت اين حددت املادة ‪ 374‬اجلرمية األصلية وصورها ‪ ،‬مث تطرق املشرع إىل جرمية تزوير‬
‫الشيك من خالل املادة ‪ ، 375‬مث إىل إجراءات املتابعة املقررة لقواعد االختصاص القضائي يف هذه اجلرمية‬
‫مبوجب املادة ‪ 375‬مكرر من ذات القانون‪.‬كما خصها إبجراءات خاصة من حيث حتريك الدعوى العمومية‬
‫مبوجب املواد ‪ 526‬مكرر ‪ 02‬و ‪ 526‬مكرر ‪ 4‬من القانون التجاري واليت نتطرق إليها على النحو التايل‪:‬‬
‫الصورة األصلية للتجرمي‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 374‬من القانون التجاري على أنه ‪ " :‬يعاقب ابحلبس من سنة إىل ‪ 05‬سنوات وبغرامة ال تقل‬
‫عن قيمة الشيك أو قيمة النقص يف الرصيد ‪:‬‬
‫‪ -‬كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد قائم وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل من قيمة‬
‫الشيك أو قام بسحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك‪ ،‬أو منع املسحوب عليه من صرفه‬
‫‪ -‬كل من قبل أو ظهر شيكا صادرا يف نفس الظروف املشار إليها يف الفقرة السابقة مع علمه بذلك‬
‫‪ -‬كل من أصدر أو قبل أو ظهر شيكا واشرتط عدم صرفه فورا بل جعله كضمان "‬
‫قبل التطرق إىل الركن املادي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد وجب إبداء بعض املالحظات على الركن‬
‫الشرعي واملتمثل يف نص املادة ‪ 374‬من قانون العقوابت على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬اصطلح الفقه على تسمية هذه اجلرمية جبرمية إصدار شيك دون رصيد ‪ ،‬غري أهنا يف احلقيقة أتخذ‬
‫عدة أوصاف ال تقل قيمة عن الصورة األصلية ‪ :‬بل أن هذه اجلرمية ال تتعلق فقط بعدم وجود‬
‫الرصيد أو النقص الوارد فيه ‪ ،‬بل تشمل صورا أخرى تتمثل يف منع املستفيد من صرف قيمة‬
‫الشيك رغم وجود الرصيد ‪ ،‬وعدم قابلية الرصيد للصرف رغم وجوده كاحلجز التحفظي املفروض‬
‫على حساب الساحب أو مصدر الشيك أو مظهره وكذا قيام الساحب بسحب الرصيد رعد‬
‫إصدار الشيك ‪ ،‬بل أن اجلرمية ال تلحق فقط الساحب بل متتد أيضا إىل مظهر الشيك بشرط حتقق‬
‫علمه مبوجود حالة من احلاالت السابقة وهي عدم وجود الرصيد أو عدم كفايته ‪ ،‬أو معارضة‬
‫الساحب لصرف قيمته يف غري احلاالت احملددة يف القانون وهي حاليت الضياع و إفالس احلامل طبقا‬
‫ملا هو مقرر مبوجب املادة ‪ 503‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬أاثر الركن الشرعي يف حتديد الغرامة املقررة كجزاء جلرمية إصدار شيك دون رصيد عدة خالفات‬
‫فقهية وتطبيقات قضائية خاصة من حيث صياغة النص القاضي بتوقيع غرامة ال تقل عن قيمة‬
‫الشيك أو قيمة النقص الوارد يف الرصيد كون العقوابت املالية تكون عادة حمددة حبد أدىن وآخر‬
‫أقصى ومن مث ختضع العقوبة لنطاق السلطة التقديرية لقاضي املوضوع بني احلدين املقررين هلا ألن‬
‫صياغة النص ابلقول أبن الغرامة " ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص الوارد يف الرصيد ‪ ،‬يعد‬
‫حتديدا للحد األدىن للغرامة دون حدها األقصى وهذا يعد خروجا عن مبدأ شرعية التجرمي والعقاب‬
‫وهذا ما دفع برأي إىل القول بوجوب احلفاظ على مبدأ شرعية العقوبة املقررة مبوجب املادة ‪ 01‬من‬
‫قانون العقوابت وانتهى إىل القول أبن قيمة النقص الوارد يف الرصيد تكون احلق األدىن بينها تكون‬
‫قيمة الشيك احلد األقصى للغرامة ‪ ،‬يف حني ذهب اجتاه أخر إىل القول أبن الغرامة املقررة بنص‬
‫املادة ‪ 374‬هي عقوبة حمددة حبديها األدىن واألقصى معا أي عقوبة حبد واحد يكون مساواي لقيمة‬
‫الشيك يف حالة عدم وجود الرصيد و مساواي لقيمة النقص الوارد يف الرصيد يف حالة عدم كفاية‬
‫الرصيد ‪ ،‬غري أن الرأي الراجح استقر على اعتبار قيمة الغرامة يف حالة عدم وجود الرصيد تكون‬
‫مساواي للحدين معا ‪ ،‬أما يف حالة عدم كفاية الرصيد فيكون النقص الوارد يف الرصيد حمددا للحد‬
‫األدىن ‪ ،‬وتكون قيمة الشيك حمددة للحد األقصى ‪ ،‬وإن كان وجب حتديد النص بصياغة أدق حىت‬
‫ترفع كل لبس أو مساس مببدأ شرعية العقوبة‬
‫‪ -‬كما وجد اخلالف أيضا حول طبيعة العقوبة املالية احملددة مبوجب املادة ‪ 374‬هل هي عقوبة‬
‫تكميلية واعتربت كذلك عن طريق العديد من قرارات احملكمة العليا لترتاجع عن هذا االجتهاد‬
‫وتقرر أبن عقوبة الغرامة هي عقوبة أصلية يف مفهوم املادة ‪ 05‬من قانون العقوابت احملددة لعقوبة‬
‫الغرامة يف مادة اجلنح ‪ ،‬ومن مث ختضع لوقف التنفيذ كعقوبة احلبس طبقا ملا هو مقرر يف املادة ‪592‬‬
‫من قانتون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫السلوك املادي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد ‪:‬‬
‫ال تقوم جرمية إصدار شيك دون رصيد إال بفعل اإلصدار والذي يتمثل يف هذه الصورة يف نشاطني‬
‫ومها توقيع الشيك و طرحه للتداول ابلطرق التجارية ‪ ،‬ولذلك من يسلم للمستفيد شيكا غري موقع ال تقوم‬
‫يف حقه جرمية إصدار شيك دون رصيد بل تقوم يف حق كل من الساحب واملستفيد جرمية إصدار وقبول‬
‫شيك كضمان وهي الصورة املنصوص عليها يف الفقرة ‪ 03‬من املادة ‪ ، 374‬ومن جهة اثنية فإن من حيرر‬
‫شيكا أو يوقعه ‪ ،‬دون إن يطرحه للتداول وحيتفظ به لنفيه ال تقوم يف حقه جرمية إصدار شيك دون رصيد ‪،‬‬
‫ويربر الفقه ذلك بوقت انتقال ملكية الرصيد من الساحب إىل املستفيد واليت ال تتحقق إال بفعل اإلصدار‬
‫وطرح الشيك للتداول أين تنتقل ملكية الرصيد من الساحب إىل املستفيد‬
‫ويشرتط من جهة اثنية لتحقق جرمية إصدار شيك دون رصيد حتقق إحدى الصور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود الرصيد أو عدم كفايته ‪ :‬كون الشيك هو أداة وفاء وليس أداة ائتمان فإن من أصدر‬
‫شيكا جيب أن يكون له مقابل هلذا الشيك ومقابل أو رصيد كاف للوفاء بكل قيمة الشيك ‪ ،‬ومن‬
‫مث فإن أي نق صان يف الرصيد يؤدي إىل قيام اجلرمية يف حق الساحب و املظهر إذا كان يعلم بعدم‬
‫وجود الرصيد أو عدم كفاية هذا األخري لتغطية قيمة الشيك‬
‫‪ -‬عدم قابلية الرصيد للصرف ‪ :‬تقوم جرمية إصدار شيك دون رصيد حىت مع وجود الرصيد وكفايته‬
‫لتغطية كل قيمة الشيك يف حالة عدم قابلية الرصيد للسحب كأن يعمد الساحب إىل تغيري يف‬
‫توقيعه فيمتنع البنك عن الوفاء بسبب عدم مطابقة اإلمضاء أو يف حالة إصدار شيك على رصيد‬
‫كاف حال كون احلساب مغلق ‪ ،‬أو حمجوز عليه‬
‫‪ -‬منع املسحوب عليه من صرف قيمة الشيك ‪ :‬تناولت هذه احلالة املادة ‪ 503‬من القانون التجاري‬
‫بنصها ‪ :‬على أنه ‪ " :‬يف حالة وجود الرصيد جيب على املسحوب عليه أن يستويف قيمة الصك حىت‬
‫بعد انقضاء األجل احملدد لتقدميه وال تقبل معارضة الساحب على وفاء الشيك إال يف حالة ضياعه‬
‫أو تفليس حامله ‪ ،‬وبذلك مينع للساحب معارضة صرف قيمة الشيك وإال تقوم يف حقه جرمية‬
‫إصدار شيك د ون رصيد ما مل يثبت ضياع الشيك أو إفالس حامله مع مالحظة أن الضياع مفهوم‬
‫عام ينصرف إىل السرقة أيضا ‪ ،‬ومن مث يف حالة السرقة وجب تقدمي الدليل القاطع على قيامها حىت‬
‫تنتفي جرمية إصدار شيك دون رصيد و يقدم من الناحية العلمية يف مثل هذه احلاالت طلب إرجاء‬
‫الفصل يف ج رمية إصدار شيك دون رصيد إىل غاية الفصل يف اإلدعاء ابلسرقة فإن قامت هذه‬
‫األخرية أنتفت اجلرمية وإال فتقوم جرمية إصدار شيك دون رصيد ‪ ،‬بل وذهبت احملكمة العليا إىل‬
‫القول أبن جمرد اإلدعاء املدين ابلسرقة ال يعد مربرا للحكم ابلرباءة ما مل يقدم الدليل القطعي على‬
‫السرقة‪.‬‬
‫‪ -‬سحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك ‪ :‬طاملا مت طرح الشيك للتداول فإن ملكية الرصيد‬
‫تنتقل من الساحب إىل املستفيد ‪ ،‬ومن مث مينع على الساحب سحب الرصيد أو جزء منه ملدة ‪03‬‬
‫سنوات املقررة لتقادم الفعل من اتريخ إصدار الشيك ويبقى ملزما وضامنا لوجود الرصيد طيلة هذه‬
‫املدة ‪ ،‬وحىت ولو قدم الشيك للوفاء خارج اآلجال املشرتطة لتقدميه للوفاء املقررة مبوجب املادة‬
‫‪ 501‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫الركن املعنوي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد ‪:‬‬
‫يتمثل الركن املعنوي يف جرمية إصدار شيك دون رصيد يف القصد اجلنائي ما يفيد أهنا جرمية عمدية ‪،‬‬
‫وهو ما عرب عليه املشرع اجلزائري مبصطلح " كل من أصدر وبسوء نية" غري أن احملكمة العليا شددت يف‬
‫القصد اجلنائي واعتربت أن اجلرمية عمدية وأن الركن املعنوي مفرتض مبجرد إصدار شيك ال يقابله رصيد‬
‫قائم وقابل للصرف ألن الساحب ملزم ابإلطالع على حسابه قبل فعل اإلصدار ومن مث ال جيوز اإلدعاء‬
‫حبسن النية من أجل الدفع ابنتفاء القصد اجلنائي‪.‬‬
‫إجراءات املتابعة يف جرمية إصدار شيك دون رصيد ‪:‬‬
‫‪ 01‬قواعد االختصاص القضائي‪ :‬ابإلضافة إىل القواعد العامة يف االختصاص القضائي اإلقليمي واليت‬
‫تتحدد وفقا للقواعد العامة مبكان وقوع اجلرمية ‪ ،‬أو مكان إقامة املتهم ‪ ،‬أو مكان القبض عليه ولو وقع‬
‫القبض ليسبب آخر فقد مدد املشرع اجلزائري االختصاص بنظر الدعوى العمومية وحتريكها والتحقيق فيها‬
‫حملكمة مكان الوفاء بقيمة الشيك ‪ ،‬وحمكمة مكان إقامة املستفيد من ‪.‬‬
‫‪ 02‬إجراءات املتابعة ‪ :‬قبل حتريك الدعوى العمومية فقد أضاف املشرع اجلزائري مبوجب املادتني ‪526‬‬
‫مكرر ‪ 02‬و ‪ 526‬مكرر ‪ 04‬من القانون التجاري استيفاء إجراءات تسوية عارض الدفع مبناسبة أو عارض‬
‫وتتمثل هذه اإلجراءات يف‬
‫‪ -‬جيب على املسحوب عليه توجيه أمر ابلدفع للساحب مبناسبة أول عارض للدفع لعدم وجود‬
‫الرصيد أو عدم كفايته خيطره فيه بضرورة الوفاء بقيمة الشيك خالل ‪ 10‬أايم من اتريخ توجيه األمر‬
‫وأنه يف حالة عدم التسديد فسوف تكون حمال لعقوبة املنع من إصدار الشيكات ملدة ‪ 5‬سنوات ‪،‬‬
‫أو يف حالة تكرار املخالفة ملدة ‪ 12‬شهرا التالية لتاريخ األمر ابلدفع وأنه يتوجب عليك التأكد يف‬
‫املستقبل من الرصيد قبل إصدار الشيكات‬
‫‪ -‬يف حالة عدم التسوية أو قيام الساحب بتكوين رصيد كاف خالل األجل ‪ 10‬أايم يرسل املسحوب‬
‫عليه للساحب أمرا اثين يذكره فيه أبنه حمال لعقوبة املنع من إصدار الشيكات ملدة ‪ 05‬سنوات وأن‬
‫عليه رد مناذج الشيكات املتحصل عليها وأنه ال جيوز له اسرتجاع حقه يف إصدار الشيكات إال بعد‬
‫دفع غرامة التربئة ابإلضافة إىل قيمة الشيك وذلك يف أجل ‪ 20‬يوما من اتريخ األمر ابلتسوية الثاين‬
‫‪ -‬يف حالة عدم تسوية الشيك يسلم املسحوب عليه للمستفيد األمر ابلتسوية األول والثاين وعندها‬
‫فقط يكون من حق املستفيد تقدمي شكوى من أجل حتريك الدعوى العمومية سواء بطريق اإلدعاء‬
‫املدين طبقا للمادة ‪ 72‬من ق إ ج ‪ ،‬أو التكليف املباشر ابحلضور طبقا للمادة ‪ 337‬ق إ ج‪.‬أو‬
‫بطريق اإلجراءات العادية كأن يتقدم املستفيد بشكوى عادية أمام وكيل اجلمهورية حملكمة‬
‫االختصاص أو للضبطية القضائية وإن كان يفضل حتريك الدعوى العمومية عن طريق اإلدعاء املدين‬
‫أو التكليف املباشر ابحلضور فإن الشكوى يف حد ذاهتا ال تعترب شرطا الزما للمتابعة‪.‬‬
‫العقوبة املقررة للفعل‬
‫‪ -‬العقوبة كما سبقت اإلشارة إليها من خالل املادة ‪ 374‬من قانون العقوابت هي احلبس من سنة إىل‬
‫‪ 05‬سنوات مع الغرامة اليت ال تقل عن قيمة الشيك أو قيمة النقص يف الرصيد‬
‫‪ -‬تكون العقوبة هي احلبس من ‪ 02‬سنتني إىل ‪ 10‬سنوات إذا كانت الضحية الدولة أو أحد‬
‫املؤسسات العمومية احملددة يف املادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 01/06‬املتعلق ابلوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪.‬‬
‫‪ -‬أما ابلنسبة جلرمية إصدار شيك مزيف أو إستعماله فقد نصت عليها املادة ‪ 375‬من قانون‬
‫العقوابت وتتمثل العقوبة يف احلبس من سنة إىل ‪ 10‬سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو‬
‫قيمة النقص الوارد يف الرصيد كل من زور أو زيف شيكا وكل من قبل شيكا مزورا أو مزيفا مع‬
‫علمه بذلك‬

You might also like