You are on page 1of 14

‫السرقة‬

‫ـ‬ ‫عنصر االختالس في جريم ـة‬

‫أ‪ .‬سارة سلطاني‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫‪ -‬جامعة وىران ‪-‬‬

‫منذ القدم أبدت الشرائع اإلنسانية اىتمامها بإنزال أشد العقوبات باجلرائم الواقعة على األموال (‪ ، )1‬ىاتو اجلرائم تشكل‬
‫اعتداء على احلقوق ادلالية لألفراد السيما حق ادللكية الذي يعترب من أىم احلقوق ادلالية‪.‬‬
‫وغٍت عن البيان‪ ،‬أن ىذه اجلرائم اليت تقع على ادللكية تنقسم إىل جرائم تكون الغاية منها إتالف مال الغَت والرغبة ُب‬
‫االنتقام كجرائم التخريب واحلريق واإلتالف (‪ ، )2‬وجرائم تكون الغاية منها االستيالء على مال الغَت‪ ،‬وترتكب عادة بدافع الطمع‬
‫والثراء غَت ادلشروع كجرائم السرقة وخيانة األمانة والنصب‪.‬‬
‫واجلرائم األخَتة تتشابو من عدة نواحي إىل درجة أنو إىل عهد قريب كانت تسمى بالسرقة‪ ،‬إذ جتمعها وحدة احملل الذي‬
‫تقع عليو ووحدة الغاية ادلستهدفة من ارتكاهبا‪ ،‬عالوة على أهنا صورة من صور سلب مال الغَت(‪.)3‬‬
‫فمن ناحية احملل فهو االعتداء على مال منقول شللوك للغَت (‪ ، )4‬ومن حيث الركن ادلعنوي صلد أن ىذه اجلرائم جتمعها‬
‫صورة واحدة ىي القصد‪ ،‬فهي جرائم عمدية ويشًتط لتوافر القصد اجلنائي فيها إضافة للقصد العام قصد خاص وىو نية دتلك‬
‫الشيء وحرمان مالكو منو بصفة هنائية(‪.)5‬‬
‫ىذا التقارب الذي جيمع بُت جرائم السرقة وخيانة األمانة‪ ،‬كان السبب الرئيسي ُب اختالطها ُب التشريعات القددية‬
‫واندماجها ُب جردية واحدة تشمل رتيع حاالت االستيالء على مال الغَت خفية‪ ،‬وىذا ما حدا بالقانون الروماين أن يعتربىا صورا‬
‫جلردية واحدة وىي السرقة(‪ ، )6‬حبيث أصبحت السرقة تشمل األفعال اليت تدخل ُب نطاق خيانة األمانة إذ يعترب سارقا ال فقط من‬
‫حلسابو‪.)7‬‬
‫(‬
‫يسلب شيئا من مالكو‪ ،‬بل وأيضا من يتسلم شيئا من غَته على سبيل األمانة فيتصرف فيو‬
‫وعلى ىذا األسـ ــاس‪ ،‬فقد استعملت عبارة السرقة )) ‪ )) vol‬بنفس ادلعٌت الواسع الذي كـ ا ن لكلمة )) ‪)) furtum‬‬
‫الرومانية‪ ،‬وكان للفظ االختالس نفس مفهوم كلمة )) ‪ )) contrectatio‬فقد كان لفقهاء الرومان نظرة واسعة ُب حتديدىم‬
‫دلفهوم السرقة جبميع أركاهنا‪ ،‬والسيما الركن ادلادي منها الذي مل يعد منحصرا ُب فعل األخذ بل أصبح يشمل رتيع االستيالء على‬
‫أشياء الغَت‪.‬‬
‫وبالرجوع للقانون الفرنسي القدمي‪ ،‬صلده قد بدا متأثرا بادلفهوم الذي أرساه القانون الروماين للسرقة‪ ،‬إال أنو بقيام الثورة‬
‫الفرنسية وترسيخا دلبدأ شرعية اجلرائم والعقوبات‪ ،‬أصبحت سياستو العقابية تقوم على مبدأ حتديد اجلرائم حتديدا دقيقا وأفرد ذلا‬
‫نصوصا خاصة‪ ،‬وبناء على ذلك انفصلت جرائم السرقة عن جرائم خيانة األمانة‪ ،‬بعد أن وضع لكل جردية نصوصا زلددة ألركاهنا‬
‫وطرق ارتكاهبا والعقوبات ادلقررة ذلا (‪ ، )8‬فأقر بذلك قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪ 1810‬ليضع احلدود الفاصلة بُت ىذه‬
‫اجلرائم‪ ،‬وخص جردية السرقة بالفصل ‪ 379‬من قانون العقوبات الفرنسي بالنص على أن ‪ " :‬السرقة يقًتفها كل من اختلس‬
‫بقصد الغش شيئا ليس لو"(‪ ،)9‬وحدد جردية خيانة األمانة مبقتضى ادلادة ‪ 408‬منو‪.‬‬
‫إن عدم وضوح العبارات‪ ،‬اقتضى تدخل الفقو الفرنسي الذي لعب دورا رئيسيا ُب حتديد مفهوم جرائم السرقة وخيانة‬
‫األمانة حىت ديكن ضبط نطاقها ودتييزىا عن اجلرائم األخرى‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫فعلى الرغم من الوحدة بُت ىذه اجلرائم من حيث زلل االعتداء والغرض منو‪ ،‬فإن ذتة فروقا أساسية تفصل بينها‪ ،‬وىي‬
‫فروق تربز استقالل كل منها إزاء األخرى‪ ،‬وموضع ىذه الفروق ىو الركن ادلادي وعلى وجو التحديد الفعل اإلجرامي الذي تقوم‬
‫بو كل جردية‪.‬‬
‫فجردية خيانة األمانة يكون ادلال ُب حيازة اجلاين قبل وقوع اجلردية بناء على عقد من عقود األمانة‪ ،‬ولكنو خيون ىذه‬
‫الثقة ويغَت صفتو على ادلال من وديع إىل مالك أي يغَت نيتو للشيء من حيازة ناقصة إىل حيازة كاملة (‪ ،)10‬والتسليم ال يتناَب مع‬
‫ىذا الفعل وليس نتيجة جرمية بل إنو عمل سابق على العمل اجلرمي وىو تسليم صادر عن إرادة صحيحة‪ .‬فالركن ادلادي للجردية‬
‫يتمثل ُب االختالس وما يعرب عنو أيضا بالتبديد‪.‬‬
‫أما بالنسبة جلردية السرقة فإن االعتداء يتحقق باختالس ادلنقول ادلملوك للغَت دون رضاه (‪ ،)11‬واالختالس ال يعد فقط‬
‫أىم عنصر فيها بل وأيضا الركن ادلميز فيها(‪.)12‬‬
‫وبالرجوع إىل أحكام التشريع اجلزائري يظهر جليا من استقراء نصوصو‪ ،‬أن أول إشكالية تصادفنا ىي عدم ضبط‬
‫مصطلح االختالس وختصيصو جلردية معينة (‪ ،)13‬حيث استعمل مشرعنا مصطلح االختالس – دون تعريفو من الناحية القانونية –‬
‫للداللة على عدة جرائم تقع على األموال‪ ،‬بل عمد إىل استعمالو أحيانا ليعرف بو جرائم متنوعة ومتب ــاينة‪ ،‬كما ىو احلال ُب ادلادة‬
‫‪ 350‬من قانون العقوبات حيث تقضي بأن ‪ " :‬كل من اختلس شيئا غَت شللوك لو يعد سارقا " فيكون االختالس حسب ىذه‬
‫ادلادة مكونا جلردية السرقة‪.‬‬
‫أما ادلادة ‪ 376‬من القانون السالف الذكر فتقضي بأن‪ " :‬كل من اختلس أو بدد‪ " ...‬ومن ٍب فمصطلح االختالس‬
‫حسب ىذه ادلادة يأٌب كمرادف خليانة األمانة‪.‬‬
‫وقد يطرح سؤال ىنا‪ ،‬وىو ما الذي دييز بُت جردية السرقة وجردية خيانة األمانة وإن زتل تعريفهما معا مصطلح‬
‫االختالس؟ فإذا كان الفقو والقضاء قد كيفا اجلرديتُت تكييفا قانونيا حسب العناصر ادلكونة لكل جردية‪ ،‬جيعل كل واحدة منهما‬
‫متميزة عن األخرى‪ ،‬فإنو ُب نظرنا يبقى استعمال مصطلح االختالس ُب عدة جرائم متباينة يثَت شيئا من االلتباس ُب التكييف‬
‫القانوين لكل جردية‪.‬‬
‫والشك أنو بالتسليم يتحدد نوع احليازة ما إذا كانت على سبيل احليازة الكاملة‪ ،‬أم الناقصة‪ ،‬أم على سبيل اليد‬
‫العارضة‪ ،‬فإذا ما حتدد ذلك تبُت لنا أي من اجلرديتُت انطوت عليها أفعال االختالس‪ ،‬تبعا لتحديد احلقوق ادلعتدى عليها ىل‬
‫وقعت على ادللكية أم على احليازة أم عليهما معا؟‪.‬‬
‫ويالحظ من استقراء أحكام ادلادة ‪ 350‬من قانون العقوبات اجلزائري أن مشرعنا اىتم بإبراز الركن ادلادي للجردية دون‬
‫ركنها ادلعنوي(‪ ،)14‬وىذا على خالف ادلشرع الفرنسي الذي أشار إىل الركن ادلعنوي ُب ادلادة ‪ 379‬من قانون العقوبات الفرنسي‬
‫الصادر بادلرسوم التشريعي ادلنشور ُب ‪ 19‬فرباير ‪ 1810‬وادلعدل بالقانون الصادر ُب ‪ 2‬فرباير ‪ 1981‬إذ يعرف السرقة بأهنا‪" :‬‬
‫كل من اختلس بسوء قصد شيئا ال ديلكو يكون مسئوال عن سرقتو" (‪ ،)15‬ولكن اإلرتاع يسود فقها وقضاء على أن جردية السرقة‬
‫جردية عمدية‪ ،‬تستلزم توافر القصد اجلنائي‪ ،‬وادلالحظ أن أغلب الفقو متفق على منح مفهوم للسرقة إذ يعرفها جانب من الفقو‬
‫بأهنا اختالس بسوء قصد لشيء شللوك للغَت (‪ ،)16‬كما يقصد هبا اختالس منقول شللوك للغَت بنية دتلكو (‪ ،)17‬كما تعرف بأهنا‬
‫االستيالء بنية التملك على مال منقول شللوك للغَت دون رضاه(‪.)18‬‬
‫إن حتديد مدلول االختالس ادلكون للركن ادلادي ُب السرقة من األمهية مبا كان ُب القانون اجلزائري لسببُت‪ ،‬أوذلما ‪ :‬ألن‬
‫ادلشرع اجلنائي مل يعرف ادلصطلح تشريعيا(‪ ، )19‬وثانيهما ألن ورود مصطلح االختالس ُب نصوص جنائية أخرى غَت السرقة كجردية‬

‫‪186‬‬
‫االختالس اليت يرتكبها ادلوظفون (‪ ،)20‬أو جردية خيانة األمانة (‪ ،)21‬طبع مدلول ىذا ادلصطلح بالغموض الذي من شأنو أن يؤدي‬
‫حتما إىل اخللط‪ ،‬لذا يقتضي احلال حتديد مدلول االختالس‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االختالس استيالء مادي على الشيء‬
‫إن فعل االختالس ىو الركن ادلادي ُب جردية السرقة كما يتبُت من صدر ادلادة ‪ 350‬من قانون العقوبات اجلزائري‪ ،‬ومل‬
‫حيدد القانون معٌت االختالس فقد نقل ادلشرع اجلزائري ىذا النص من ادلادة ‪ 379‬من قانون العقوبات الفرنسي نقال يكاد يكون‬
‫حرفيا‪ .‬واجلدير بالذكر أن كلمة اختالس كانت تستخدم ُب الفقو الفرنسي القدمي كمرادف لالصطالح الذي كان يستعملو القانون‬
‫الروماين "‪ " Coutrectatio‬تعبَتا عن كل صور االستيالء على مال الغَت بل وسرقة ادلنفعة(‪.)22‬‬
‫غَت أنو من نتائج التطور التشريعي منح فعل االختالس كركن ُب جردية السرقة مدلول خاص أكثر حتديدا‪ ،‬حبيث مل يعد‬
‫يشمل كل صورة يكون فيها اغتيال مال الغَت أيا كانت وسيلة اجلاين ُب ذلك‪ ،‬وإمنا اقتصر فقط على وسيلة معينة ىي نزع مال‬
‫الغَت دون رضاء منو(‪.)23‬‬
‫ومن ذتة يقصد بفعل االختالس‪ ،‬كل نشاط مادي يهدف إىل نقل شيء بدون وجو حق من الذمة ادلالية للمجٍت عليو‬
‫إىل ذمة اجلاين‪ ،‬فاذلدف الذي يسعى إليو ىذا األخَت ىو إنشاء عالقة ملكية بينو وبُت الشيء ادلسروق (‪ ،)24‬فاالختالس ىو‬
‫ادلصدر الغَت مشروع لسيطرة اجلاين على الشيء ادلسروق والظهور عليو مبظهر ادلالك (‪ ،)25‬وقد حدد ادلشرع الركن ادلادي للسرقة‬
‫بأنو االختالس‪ ،‬وىذا التحديد ىو بيان للفعل الذي تقوم بو اجلردية‪ ،‬وتدخل ُب كيان ىذا الركن كذلك النتيجة اإلجرامية ذلذا‬
‫الفعل وعالقة السببية بينهما(‪.)26‬‬
‫ومن ادلستقر عليو فقها وقضاء وقانونا أن السرقة اعتداء على ادللكية واحليازة معا‪ ،‬غَت أنو ثار لدى الفقو اجلنائي تساؤل‬
‫حول كيفية حتقق االختالس‪ ،‬وُب ىذا اإلطار ظهرت لديهم نظريتان األوىل تقليدية تضيق من نطاق فعل االختالس‪ ،‬أما الثانية‬
‫وىي احلديثة فإهنا توسع من نطاقو‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية التقليدية ‪ -‬االستيالء على المال بحركة مادية‪-‬‬
‫أصدرت زلكمة النقض الفرنسية حكما ىاما ُب قضية شهَتة تعرف بقضية " ايفونات " "‪ " Yvonnet‬سنة ‪1817‬‬
‫قررت فيو أن "االختالس ُب السرقة ىو أخذ مال الغَت بدون رضاه" (‪ )27‬وىو نفس موقف الفقو الفرنسي الذي سلكو ُب بادئ‬
‫األمر إذ عرف االختالس بأنو‪ " :‬اعتداء اجلاين على الشيء عن طريق نقلو أو نزعو أو أخذه من اجملٍت عليو وإدخالو إىل حيازة‬
‫اجلاين دون علم اجملٍت عليو وبدون رضاه " (‪ ، )28‬بقطع النظر عن الوسيلة اليت يتم هبا ىذا النقل أو االنتزاع‪ ،‬فيستوي أن يتم بفعل‬
‫اجلاين مباشرة مستخدما بعض أعضاء جسمو‪ ،‬أو استخدم إلحداثو وسائل مادية كمغناطيس أو آلة‪ ،‬أو شخصا معدوم األىلية‬
‫فالشرط ىو أن يرتكب اجلاين الفعل ادلؤدي لالختالس بأية طريقة كانت‪ ،‬ويًتتب على منطق ىذه النظرية نتيجتان‪:‬‬
‫األوىل ‪ :‬استبعاد وقوع االختالس وحتققو إذا مل يقم اجلاين بنشاط مادي ينقل بو الشيء من حوزة مالكو أو حائزه‪،‬‬
‫وإدخالو ُب حوزتو منذ البداية‪ ،‬بل أعدمو ُب مكانو‪ ،‬فالفعل ُب ىذه احلالة يكون إتالفا وليس اختالسا (‪ ،)29‬كما ينتفي االختالس‬
‫إذا كان ادلال من األصل موجودا ُب حيازة اجلاين ورفض رده إىل مالكو أو صاحب احلق فيو‪ ،‬أو تصرف فيو تصرفا ضارا ألنو ال‬
‫ينقل ادلال برفضو أو تصرفو وإمنا يستبقيو وبالنقل ال االستبقاء يتحقق االختالس‪ ،‬وينبغي أن يالحظ أنو إذا كان الشخص الذي‬
‫حيوز الشيء قد ختلى عن حيازتو ولو حلظة ٍب اسًتده خلسة بعد ذلك يعترب سارقا ألنو يكون قد نقل الشيء إىل حياز (تو‪.)30‬‬
‫الثانية ‪ :‬عدم حتقق االختالس وبالتايل عدم وقوع السرقة إذا كان اجملٍت عليو قد سلم الشيء برضائو‪ ،‬مبعٌت أن يكون‬
‫التسليم من ذي صفة على الشيء‪ ،‬حائزه أو مالكو بإدراكو واختياره‪ ،‬أما إذا كان الذي سلم الشيء ليس لو صفة عليو‪ ،‬فإن‬

‫‪187‬‬
‫تسليمو إياه ال ينفي االختالس‪ ،‬كما ال ينتفي االختالس أيضا حىت ولو كان التسليم من ذي صفة‪ ،‬ولكن من شخص غَت شليز‬
‫وفاقد اإلدراك واالختيار‪ .‬كما لو كان التسليم من صيب غَت شليز‪ ،‬أو رلنون أو سكران‪ ،‬أو كان وليد اإلكراه والتهديد‪.‬‬
‫فمىت كان التسليم حاصال من ذي صفة ودتيز واختيار‪ ،‬فإنو ينتفي بو االختالس – ُب منطق النظرية التقليدية ‪ -‬حىت‬
‫ولو كان التسليم مشوبا بغلط ‪ ،‬ويستوي ُب ىذا أن يكون الغلط مشًتكا وقع بُت الطرفُت وقت التسليم‪ٍ ،‬ب تنبو إليو ادلستلم بعد‬
‫ذلك‪ ،‬ولكنو احتفظ بالشيء الذي ُسلم إليو ومل يرده‪ ،‬وقد يكون الغلط قد وقع من ادلسلم فقط‪ ،‬وكان ادلستلم عادلا بو وقت‬
‫االستالم واستفاد منو‪ ،‬ومل ينبو الطرف اآلخر إىل حقيقة الواقع(‪ ،)31‬والغلط قد يكون واقعا ُب الشيء ادلسلم أو ُب بعضو‪ ،‬كما قد‬
‫يكون الغلط واقعا ُب شخصية ادلستلم‪ ،‬ففي رتيع ىذه األحوال ال ينفي الغلط وقوع التسليم‪ ،‬وبالتايل ال ديكن اعتبار ادلستلم‬
‫سارقا(‪.)32‬‬
‫ومن ناحية أخرى دينع التسليم من حتقق مدلول االختالس حىت ولو كان حاصال حتت تأثَت الغش ومن قبيل االستالم‬
‫بطريق الغش حالة شخص كان يقبض نقودا من آخر‪ ،‬فأخفى بعضا شلا استلمو‪ ،‬وأفهم الدافع أن ادلبلغ الزال ناقصا فأعطاه بعضا‬
‫آخر‪ ،‬أو كمن يدعي كذبا ملكية شيء ويستلمو بناءا على ىذا اإلدعاء الكاذب(‪.)33‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقد النظرية التقليدية‬
‫عرفت النظرية التقليدية انتقادات شديدة من قبل الفقو على اعتبار أن منطق ىذه النظرية خيلص إىل استبعاد وقوع‬
‫االختالس إذا مل يأت الشخص بنشاط إجيايب يتخذ صورة أخذ أو نزع أو نقل الشيء‪ ،‬أي مل تصدر عنو حركة مادية يدخل هبا‬
‫الشيء أو ادلال ُب حيازتو‪ .‬وبذلك كان الفقو الفرنسي قدديا يعترب التسليم نافيا لالختالس ُب رتيع احلاالت طادلا أنو حصل بإرادة‬
‫صاحب الشيء واختياره شلا أدى ُب العمل إىل نتائج خطَتة‪ ،‬السيما إذا مل تكن نية اجملٍت عليو تتجو إىل التنازل عن الشيء (‪،)34‬‬
‫األمر الذي من أجلو اجتو القضاء الفرنسي وأيده الفقو ُب فرنسا إىل استحداث نظرية التسليم االضطراري أو الضروري " ‪La‬‬
‫‪ ، " remise nécessaire ou forcée‬تقييدا لفكرة التسليم الناُب لالختالس من جهة وقصورىا من جهة أخرى ومؤدى‬
‫ىذه النظرية أن التسليم ال ينفي االختالس إذا كانت تتطلبو ضرورة التعامل ومقتضيات األخذ والعطاء‪ ،‬وعلى ذلك فإذا كان‬
‫الغرض من التسليم ىو رلرد دتكُت ادلستلم من االطالع على الشيء‪ ،‬أو تقليبو للتحقق من جوىره وأمهيتو ٍب رده بعد ذلك إىل‬
‫مالكو فهو تسليم وقيت بطبيعتو فإن احتجز ادلستلم الشيء بنية االستيالء عليو ودتلكو وأىب رده إىل صاحبو عد سلتلسا(‪ ،)35‬باعتبار‬
‫أن ىذا التسليم وقع اضطراريا(‪.)36‬‬
‫تلك ىي فكرة التسليم االضطراري الذي ال ينتفي بو االختالس‪ ،‬والواقع من األمر أن ىذه الفكرة منتقدة وال تطابق‬
‫حقيقة الواقع ُب بعض الصور‪ ،‬وإن كانت ىذه الفكرة قد قدمت حلوال لبعض ادلسائل احلرجة اليت عرضت على القضاء‪ ،‬إال أنو‬
‫ورغم ذلك ينقصها األساس القانوين السليم‪ ،‬إذ ال يوجد ُب الواقع ظروف قهرية أو ضرورية بادلعٌت القانوين الدقيق تكره اإلنسان أو‬
‫تضطره إىل تسليم مالو رغم إرادتو‪ ،‬وإمنا يكون مالك الشيء قد سلمو إىل اجلاين لثقتو بو‪ ،‬كما وأن فكرة " ضرورة التعامل " فكرة‬
‫ىائمة تتسع تارة لتشمل وقائع يتفق الفقو على عدم اعتبارىا سرقة لذلك تدخل ادلشرع فجعل منها جردية ملحقة بالسرقة لتجرمي‬
‫ما ثار من خالف ُب شأهنا (‪ ،)37‬وتقتصر تارة أخرى على استيعاب وقائع الشك ُب كوهنا سرقة‪ ،‬ومن قبيل الوقائع األوىل ما‬
‫تقتضيو ضرورة التعامل مثال بأن يقدم أصحاب ادلطاعم ادلأكوالت وادلشروبات لزبائنهم أوال قبل قبض الثمن‪ ،‬فإذا تسلل أحد‬
‫الزبائن دون أن يدفع حسابو‪ ،‬فقد كان السائد أن ىذا الفقع ال يعترب سرقة‪ ،‬ومن قبيل الوقائع الثانية واليت الشك ُب اعتبارىا سرقة‬
‫من يناول صديقا لو شيئا ليطلع عليو‪ ،‬ومع ذلك فلو حجز الصديق الشيء وأىب أن يرده إليو فإنو يعترب سارقا‪.‬‬
‫وقد انتقدت نظرية التسليم االضطراري بأهنا تضيق ُب بعض تطبيقاهتا من استيعاب ما يعد اختالسا‪ ،‬كما أهنا تتسع ُب‬
‫أحيان أخرى حىت تشمل ماال يعد اختالسا‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النظرية الحديثة – نظرية جارسون في االختالس أو األخذ‬
‫مل يكن تعريف االختالس بأنو نقل الشيء أو أخذه أو نزعو من مالكو أو حائزه بغَت رضاه حتديدا وافيا‪ ،‬ومل تكن فكرة‬
‫التسليم االضطراري تكفي وتغٍت حلل ادلشاكل اليت يثَتىا العمل‪ ،‬لذلك اجتهد الفقو ُب وضع تعريف أكثر دقة ومشوال لفكرة‬
‫ضالتو‪.)38‬‬
‫(‬
‫االختالس‪ ،‬فظهرت ُب الفقو اجلنائي نظرية األستاذ الفرنسي "جارسون" اليت وجد فيها القضاء‬
‫ويرى ىذا الفقيو أن االختالس ليس مرادفا لألخذ أو النقل أو االنتزاع من الناحية اللغوية‪ ،‬وأنو يتعُت الربط بينو – أي‬
‫بُت االختالس – وبُت فكرة احليازة ُب القانون ادلدين (‪ ، )39‬إذ يرى أن االختالس ىو االستيالء على حيازة الشيء بعنصريها ادلادي‬
‫وادلعنوي‪ ،‬دون علم وعلى غَت رضاء مالكو أو حائزه(‪.)40‬‬
‫فمدلول احليازة عند جارسون سيطرة واقعية وإرادية للحائز على ادلنقول ختولو االنتفاع بو أو تعديل كيانو أو حتطيمو أو‬
‫نقلو‪ ،‬فهي إذن سيطرة إرادية للشخص على الشيء‪ ،‬فهي حالة واقعية وليست مركزا قانونيا (‪ ،)41‬فاحليازة ىي وضع مادي يسيطر‬
‫بو الشخص سيطرة فعلية على الشيء(‪.)42‬‬
‫إن ربط االختالس بنظرية احليازة مكن من جتاوز عدة إشكاالت تثار بصدد االختالس من ناحية أثر التسليم فيو وبيان‬
‫مىت يكون نافيا ومىت ال يكون‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ربط االختالس بنظرية الحيازة‬
‫إن ربط احليازة بنظرية االختالس مكن من جتاوز الصعوبات اليت كانت تعًتض القضاء ُب ظل النظرية ادلادية‪ ،‬إذ كان‬
‫ىذا األخَت يبحث ُب طبيعة التسليم ىل ىو تسليم اختياري أو اضطراري حىت يتسٌت لو اإلقرار بتوفر االختالس من عدمو‪ ،‬إال أنو‬
‫بالنظرية اليت قدمها " إميل جارسون " أصبحت احليازة ادلعيار الوحيد الذي يعتمده القضاء‪ ،‬حبيث يتوفر االختالس كلما وقع‬
‫استيالء على احليازة بعنصريها ادلادي وادلعنوي‪.‬‬
‫ويقصد باالستيالء على احليازة إخراج الشيء من حيازة ادلالك أو احلائز السابق وإدخالو ُب حيازة أخرى سواء كانت‬
‫حيازة اجلاين أو غَته (‪ ، )43‬شلا يًتتب عليو ضرورة إخراج الشيء من حيازة اجملٍت عليو وإدخالو ُب حيازة أخرى‪ ،‬فإذا مل يدخلو ُب‬
‫حيازة جديدة فإن فعلو ال يعد اختالسا‪.‬‬
‫كما جيب أن يكون الشيء ُب حيازة أخرى‪ ،‬غَت حيازة اجلاين لكي يتحقق االختالس‪ ،‬فإذا ما استوىل على شيء ىو‬
‫ُب حيازتو فإنو ال يعد سلتلسا‪.‬‬
‫ولقد أفضى ربط االختالس باحليازة القانونية إىل عدة تطبيقات‪ ،‬أمهها أن التسليم الناقل للحيازة الكاملة أو الناقصة ولو‬
‫عن غلط ينفي االختالس(‪ُ ،)44‬ب حُت إ ّن التسليم جملرد ادلسك ادلادي ال ينفي االختالس‪.‬‬
‫ولقد أعطى " إميل جارسون " سندا قانونيا بفضلو ديكن اجلزم بكون الفعل يشكل اختالسا أم ال‪ ،‬فاحليازة ىي أساس‬
‫االختالس‪ ،‬وعليو فلإلدلام بنظرية ىذا الفقيو وتطبيقها على موضوع احلال يتعُت البحث ُب احلاالت اليت يكون فيها االستيالء على‬
‫احليازة نافيا لالختالس‪ ،‬وأيضا احلاالت اليت يكون فيها ىذا االستيالء على احليازة مكونا لالختالس‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحاالت التي يكون فيها االستيالء على الحيازة نافيا لالختالس‬
‫لقد وقع تعريف االختالس وفق النظرية القانونية بكونو استيالء على حيازة الشيء دون علم ورضا ادلالك أو احلائز‬
‫السابق‪ ،‬فهو استيالء على احليازة بعنصريها ادلادي وادلعنوي‪.‬‬
‫تبعا لذلك إذا ًب تسليم احليازة من مالكها أو حائزىا الشرعي عن إدراك أو اختيار فإن االختالس ال يتحقق‪ .‬إال أن‬
‫األمر خيتلف ُب حالة ما إذا وقع تسليم احليازة الناقصة من مالكها أو حائزىا بإرادة معتربة قانونا‪ ،‬فإن االختالس ال يتوفر بل ديكن‬

‫‪189‬‬
‫توفر جردية أخرى ىي جردية خيانة األمانة‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن االختالس ال يتوفر ُب حالة التمسك باحليازة ادلتخلى عنها‬
‫قبل التسليم‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الحيازة الكاملة أو الناقصة‬
‫طبقا لنظرية الفقيو " جارسون " فإن تسليم احليازة لألجَت سواء كانت كاملة أو ناقصة ينفي االختالس مبعٌت جردية‬
‫السرقة‪ ،‬تبعا لذلك فإنو يتعُت توضيح مفهوم كل من احليازة الكاملة والناقصة‪ٍ ،‬ب الشروط اليت جيب توفرىا لكي يكون تسليم‬
‫احليازة نافيا لالختالس‪.‬‬
‫إن تسليم احليازة الكاملة أو الناقصة يقتضي نفي االختالس وعليو فإنو جيب حتديد مفهوم كل من احليازة الكاملة‬
‫والناقصة‬
‫ا‪ -‬الحيازة التامة أو الكاملة‬
‫وادلقصود هبا السيطرة الفعلية على الشيء ومباشرة سلطات ادلالك عليو‪ ،‬مع نية االستئثار بو والظهور عليو مبظهر ادلالك‪،‬‬
‫وتفًتض ىذه احليازة أن يكون الشيء ُب حيازة ىذا الشخص حيث يتوافر فيها العنصر ادلادي والعنصر ادلعنوي‪ .‬فأما العنصر‬
‫ادلادي فهو رلموع األفعال ادلادية اليت يباشرىا مالك الشيء عليو كحبس الشيء أو االنتفاع بو أو استعمالو أو نقلو أو حتويلو أو‬
‫التصرف فيو أو إعدامو‪ ،‬وفيما خيص العنصر ادلعنوي ويتمثل ُب نية احلائز ُب االحتفاظ بالشيء واالستئثار بو‪ ،‬باستعمالو أو‬
‫التصرف فيو وكأنو مالكو‪ ،‬فهو يباشر السلطات على الشيء حلسابو باعتباره أصيال عن نفسو ال نائبا عن غَته‪ ،‬وباشًتاط نية‬
‫التملك تتميز احليازة الكاملة عن الناقصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحيازة الناقصة أو المؤقتة‬
‫وتتحصل ىذه احليازة ُب وجود الشيء حتت سيطرة الشخص ُب وضع ديكنو من مزاولة بعض حقوق ادلالك عليو دون‬
‫(‪)45‬‬
‫‪،‬‬ ‫البعض األخر‪ ،‬فهو يزاول االستعمال واالستغالل دون أن ديتلك التصرف ُب الشيء ويبقى معًتفا مبلكية ىذا الشيء للغَت‬
‫كالعامل الذي يعهد إليو بشيء إلصالحو‪ ،‬فاحلائز ُب ىذه احلالة وإن كانت لديو بعض مظاىر العنصر ادلادي للحيازة دون أن‬
‫يكون لديو قصد امتالكو‪ ،‬فهو حيوز الشيء حلساب مالكو بناء على عقد يستبعد معو أي ادعاء من جانب احلائز مبلكية ىذا‬
‫ادللكية‪.)46‬‬
‫(‬
‫الشيء‪ ،‬وبعبارة أخرى يكون لو سيطرة فعلية على الشيء مبقتضى العقد ولكن دون االعًتاف لو حبق‬
‫إن احليازة الناقصة تتشابو مع احليازة الكاملة ُب كون احلائز ُب احلالتُت لو سلطة فعلية على الشيء‪ ،‬لكن ما دييز بينهما‬
‫أن الركن ادلعنوي ُب احليازة الناقصة يكون منتفيا‪ .‬وعلى ىذا األساس فإنو إذا وقع تسليم احليازة الكاملة فإن االختالس ال يقوم‪،‬‬
‫أما إذا وقع تسليم احليازة الناقصة مبقتضى عقد من عقود األمانة وقام اجلاين باالستيالء على العنصر ادلعنوي للحيازة‪ ،‬فإنو ال يعد‬
‫مرتكبا جلردية السرقة‪.‬‬
‫‪ -2‬الشروط الواجب توافرىا‬
‫حىت يكون اجلاين مرتكبا جلردية السرقة حسب نظرية " إميل جارسون " اليت تقضي بأن االختالس ىو " االستيالء على‬
‫حيازة الشيء بعنصريها ادلادي وادلعنوي ُب نفس الوقت‪ ،‬بدون علم وعلى غَت رضا مالكو أو حائزه السابق"‪ ،‬شلا يستخلص معو‬
‫أن السرقة ال تتحقق إال باالستيالء على احليازة‪ ،‬فإذا وقع تسليم احليازة فإن االختالس يكون غَت متوفرا‪ ،‬وبالتايل ال تقوم جردية‬
‫السرقة‪ .‬إن ادلتفق عليو فقها وقضاءً أن التسليم مانع من االختالس‪ ،‬ىذا ادلبدأ ظل قائما ُب فقو النظرية احلديثة‪ ،‬من ذلك أن "‬
‫جارسون " اعترب أن تسليم احليازة سواء كانت كاملة أو ناقصة ينفي االختالس‪ .‬فاالختالس ال يتحقق إذا كانت حيازة الشيء قد‬
‫صاحبها‪.)47‬‬
‫(‬
‫ًب نقلها شلن لو صفة عليو إىل شخص آخر مل يقم باالستيالء على ىذه احليازة بنفسو ضد إرادة‬
‫ففيما خيص تسليم احليازة الكاملة‪ ،‬فإن حتققها يستوجب توفر عنصرين أحدمها مادي واآلخر معنوي‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫إن العنصر ادلادي يتمثل ُب خروج الشيء من السيطرة الفعلية للمسلّم إىل السيطرة الفعلية للمتسلم ليمارس عليو رتيع‬
‫حقوق ادلالك‪ ،‬لكن إىل جانب ذلك جيب أن يتوفر معو عنصر معنوي يتمثل ُب إرادة نقل احليازة إىل الغَت‪ ،‬أي إرادة التخلي عن‬
‫احليازة لو(‪.)48‬‬
‫يًتتب شلا سبق أن جردية السرقة ال تقوم إذا كان ادلسلّم قد رضي بنقل احليازة بعنصريها إىل اجلاين‪ ،‬وكان قد قبلها ىذا‬
‫األخَت‪ ،‬من ذلك أنو إذا اجتهت إرادة ادلسلّم إىل نقل احليازة إىل ادلتسلّم فإن االختالس ال يتحقق‪ ،‬وذلك بقطع النظر عن حسن‬
‫نية اجلاين أو سواىا‪.‬‬
‫فإذا كان اجلاين حسن النية فإنو ال يرتكب جردية السرقة‪ ،‬بصرف النظر عمــا إذا ك ــان نَقل إليو حيـ ازة الشيء ىو ادلـالك‬
‫نفسو أو احلـائز ادلؤقت أو رلرد مـاسك الشيء‪ ،‬تبعـا لذلك فلقد اشًتط "جارسون " حىت ينتج التسليم أثره الناقل للحيازة وبالتايل‬
‫الناُب لالختالس‪ ،‬أن تكون إرادة ادلسلّم مدركة وشليزة وحرة‪ ،‬ذلك ألن التسليم الصادر عن إكراه ال ينفي االختالس‪.‬‬
‫كما أن تسليم احليازة الكاملة الصادر عن إرادة حرة وشليزة ينفي االختالس حىت ولو كان نتيجة غلط وقع فيو ادلتسلّم‪.‬‬
‫من ذلك أن " جارسون " اعترب أن الغلط ىو ناُب لالختالس‪ ،‬حبيث أن ادلسلم بالرغم من وقوعو ُب الغلط فإن إرادتو قد اجتهت‬
‫إىل تسليم احليازة‪ .‬إن أي غلط ُب الباعث على نقل احليازة ال أمهية لو‪ ،‬إذ السبب الصحيح يتمثل ُب الرضا ادلتبادل من اجلانبُت‬
‫على نقل احليازة‪ ،‬فمادام التسليم قد ًب بناء على إرادة معتربة قانونا مستهدفا بو نقل احليازة فإنو يرتب أثره سواء وقع الغلط ُب‬
‫ذات الشيء أو ُب قيمتو أو ُب شخص ادلتسلم (‪ ،)49‬فبالرغم من وقوع اإلرادة ُب الغلط فإنو ال ينفي انصرافها إىل التسليم وىذا‬
‫يكفي لنفي االختالس(‪ ،)50‬وعدم قيام جردية السرقة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحاالت التي يكون فيها االستيالء على الحيازة مكونا لالختالس‬
‫لقد أفرز تطبيق ربط االختالس بنظرية احليازة القانونية إىل أن االختالس ينحصر ُب االستيالء على حيازة الغَت‪ ،‬واستنادا‬
‫على ذلك ميز " إميل جارسون " بُت احلالة اليت حيصل فيها اجلاين على حيازة الشيء الذي للغَت بنفسو‪ ،‬فيستويل على حيازتو‬
‫بعنصريها ادلادي وادلعنوي واليت يتحقق فيها االختالس‪ ،‬ما عدا ُب بعض احلاالت كأن يكون الشيء ادلختلس مباحا أو مهمال‪،‬‬
‫وبُت احلالة اليت حيصل فيها اجلاين على الشيء عن طريق التسليم‪ ،‬والتسليم ال ينفي االختالس إذا كان اذلدف من وراء التسليم‬
‫ىو رلرد ادلسك ادلادي للشيء‪.‬‬
‫غَت أن تسليم رلرد ادلسك ادلادي ال ينفي االختالس‪ ،‬إذا كان ىذا التسليم باألخص واقعا مبناسبة عالقة تعاقدية‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم المسك المادي للشيء‬
‫إن ادلسك ادلادي للشيء ىو تعبَت دال على طبيعتو (‪ ،)51‬إذ ىناك حالة يتصادف فيها وقوع الشيء ماديا بيد شخص‬
‫دون أن تكون لو سيطرة‪ ،‬وال يباشر عليو أي حق من حقوق ادلالك‪ ،‬فاحليازة باقية للمالك احلائز حيازة كاملة أو ناقصة‪ ،‬ويسمى‬
‫ىذا النوع من احليازة بـ "اليد العارضة" أو "رلرد وضع اليد ادلادي" (‪ ،)52‬وىذه احليازة ادلادية تتوافر بوجود الشيء بُت يدي‬
‫الشخص دون أن يكون لو احلق ُب مباشرة أي حق من احلقوق ال حلسابو وال حلساب غَته‪ ،‬فال يتوافر للحيازة أي من عنصريها‬
‫ادلادي أو ادلعنوي (‪ ، )53‬وال يوصف الشخص الذي وجد ادلال بُت يديو عرضا حائزا لو حيازة تامة أو حيازة ناقصة‪ ،‬وىو بذلك‬
‫ليس لو أي سلطة على ىذا ادلال‪ ،‬إذ يده على الشيء عارضة ال ختلق حقا وال ترتب التزاما‪ ،‬وبناءا على ذلك وطادلا أن ىذا النوع‬
‫من احليازة ال خيول للحائز على الشيء أي حق من احلقوق‪ ،‬فإنو ال حيول دون وقوع االختالس‪ ،‬فإذا استوىل الشخص صاحب‬
‫احليازة ادلادية على ادلال الذي ىو حتت يده وتصرف بو فإنو يعد سارقا(‪.)54‬‬
‫إن اختاذ احليازة أساسا لالختالس‪ ،‬فرض على فقو القضاء اعتماد نية اجملٍت عليو معيارا لتحديد توفر االختالس من‬
‫عدمو‪ ،‬إذ أصبح يتعُت على القضاء البحث ُب مقصد ادلسلم‪ ،‬فإذا كان غرضو تسليم رلرد ادلسك ادلادي‪ ،‬فإن االختالس يتحقق‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ -2‬تطبيق فكرة التسليم المادي في إطار تعاقدي‬
‫من صور التسليم جملرد ادلسك ادلادي مبناسبة عالقة تعاقدية‪ ،‬صورة اخلادم وادلخدوم‪ ،‬فالعالقة اليت تربط بينهما مبوجب‬
‫العقد تقتضي أن يقوم ادلخدوم بتسليم اخلادم األشياء حىت يتمكن بواسطتها من أداء اخلدمة ادلنوطة بو‪ .‬فاخلادم ليس سوى‬
‫ماسك لألشياء اليت ترجع دلخدومو دون أن يكون لو أي حق عليها‪ ،‬فتكون يده على األشياء يد عارضة ألن صاحب ادلال عند‬
‫تسليمو لألشياء مل تنصرف إرادتو إىل نقل حيازهتا إىل اخلادم‪ ،‬فإذا استوىل عليها ىذا األخَت عد سلتلسا‪ ،‬ألن عملو ال يعدو أن‬
‫يكون عمال ماديا وال يصح القول أن اخلادم ُب ىذه األحوال ىو وكيل عن سلدومو ُب حيازة ىذه األشياء ألن استالمها على ىذه‬
‫الصورة يتناَب مع ادلعٌت القانوين للوكالة‪ ،‬وتطبيقا لذلك قضي بأن ادلستخدم الذي يعمل ُب شركة لبيع ادلشغوالت الذىبية تكون‬
‫يده على تلك ادلشغوالت يدا عارضة ألهنا مل تسلم لو لتصبح ُب حيازتو‪ ،‬وإمنا كان سلوال فقط عرضها على الزبائن حتت إشراف‬
‫أصحاب الشركة ومراقبتهم ادلستمرة(‪.)55‬‬
‫أما إذا ثبت أن ادلخدوم قد انصرفت إرادتو إىل نقل األشياء خلادمو على سبيل احليازة الناقصة كما لو أعطاه ماال‬
‫ليشًتي شيئا‪ ،‬فإن اخلادم يعترب وكيال عن سيده وتكون يده على ىذا ادلال يد أمانة‪ ،‬فإذا استوىل على ادلال كلو أو بعضو يكون‬
‫مرتكبا جلردية خيانة أمانة(‪ ،)56‬طادلا ثبت أن الغرض من التسليم ىو القيام مبباشرة عمل قانوين حلساب ادلخدوم صاحب ادلال‪.‬‬
‫ويتضح بذلك أن األمر يتطلب ُب كل حالة حتديدا لنوع التسليم‪ ،‬وىذا التحديد مرهتن مبا إذا كانت قد توافرت إرادة‬
‫تغيَت احليازة أم مل تتوافر وىو ما يتعُت فحصو ُب ضوء العالقة بُت ادلسلم وادلتسلم(‪.)57‬‬
‫والقول نفسو ينطبق على العمال وعلى ادلستخدمُت ُب ادلصانع وادلتاجر‪ ،‬فاألصل أن ادلعدات واألشياء وضعت حتت‬
‫أيديهم لغرض العمل هبا حتت إشراف مؤجرىم الذي مل تكن لو النية من دتكينهم احليازة على ىذه األشياء فإذا ما استوىل العامل‬
‫أو الصانع أعترب سلتلسا(‪.)58‬‬
‫وىكذا يتضح شلا سبق‪ ،‬أن االختالس ادلرتكب من قبل اجلاين يعد مكونا جلردية السرقة إذا وقع استيالؤه على حيازة‬
‫الشيء بعنصريها ادلادي وادلعنوي ُب وقت واحد‪ ،‬دون رضاء ادلالك أو احلائز السابق‪ ،‬على أن التسليم فيها يلعب دورا مهما ُب‬
‫قيام االختالس من عدمو‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر االختالس‬
‫من خالل تعريف جارسون السابق والسائد لالختالس يتبُت جليا أن فكرة االختالس ُب جردية السرقة تقوم على عناصر‬
‫ثالث أوذلا سلب احليازة بعنصريها ادلادي وادلعنوي‪ ،‬وثانيها إهناء ىذه احليازة‪ ،‬وأخَتا عدم رضاء ادلالك أو احلائز عن ذلك‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سلب الحيازة‬
‫ال يتوافر االختالس إال إذا ًب سلب حيازة الشيء بعنصريها مبوجب نشاط إجيايب يصدر من اجلاين‪ ،‬وىذا يعٍت أنو جيب‬
‫أن يكون فعل اجلاين ىو الذي أهنى احليازة السابقة وأقام احليازة اجلديدة‪ ،‬فإذا كانت احليازة السابقة قد انتهت دون تدخل من قبل‬
‫اجلاين فال يتحقق االختالس حىت ولو استوىل اجلاين على الشيء وإن جاز أن تقوم ُب حقو جردية التقاط األشياء الضائعة بنية‬
‫دتلكها(‪ ، )59‬إذ يتحقق سلب احليازة إذا أخرج السارق الشيء من حيازة اجملٍت عليو وأدخلو ُب حيازة شخص آخر كمن خيتلس‬
‫ماال من جيب أحد الركاب ٍب يضعو ُب جيب راكب أخر‪ ،‬أما إذا اقتصر فعل ادلتهم على إخراج الشيء من حيازة صاحبو دون‬
‫أن يدخلو ُب حيازة أخرى فإنو ال يعد سارقا‪.‬‬
‫(‪)60‬‬
‫مثال ذلك من يطلق طائرا من قفص ليعيد لو حريتو ‪ ،‬كما ال يعد سارقا من يعدم الشيء ُب مكانو وإن يعترب فعلو‬
‫إتالفا‪ .‬إذا جيب أن يكون اجلاين قد أهنى احليازة السابقة وأنشأ حيازة جديدة وبذلك ال تتحقق جردية االختالس ُب ادلثال التايل‪:‬‬

‫‪192‬‬
‫فالراعي الذي يرعى قطيع من الغنم وتنظم إليو نعجة تتبع ىذا القطيع وتنقطع صلتها حبائزىا‪ ،‬فإن استبقاىا لنفسو بعد اكتشافها‬
‫حُت وصولو‪ ،‬ال يعد فعلو اختالسا تقوم بو السرقة ألن راعي الغنم مل يقم بنشاط إجيايب أهنى بو احليازة السابقة‪.‬‬
‫ويلزم لتحقق سلب احليازة أن يقوم اجلاين بفعل مادي ينقل بو الشيء إىل حيازتو‪ ،‬أيا كانت الوسيلة ادلستخدمة ُب‬
‫ذلك‪ .‬فكل وسيلة توصل اجلاين إىل إخراج الشيء من حيازة غَته وإدخالو ُب حيازتو يتوافر هبا االختالس‪ ،‬ويستوي ُب ذلك أن‬
‫يقوم اجلاين باستخدام أعضاء جسمو مباشرو كاألخذ باليد‪ ،‬أو مبجرد الصوت كمن خيتلس حيوانا باستعمال صفَت أو صوت‬
‫معُت‪ ،‬وقد يستعُت بأداة لتحقيق ىذا الغرض كاستعمال خطاف أو فخ أو أي أداة أخرى‪ ،‬وحىت باستخدام إنسان أخر إذا كان‬
‫ىذا اإلنسان حسن النية أو غَت مسئول جنائيا‪ ،‬كمن حيرض رلنونا على اختالس الشيء أو يطلب من خادم ُب مطعم مناولتو‬
‫معطفا معلقا مومها إياه بأنو لو(‪.)61‬‬
‫ب‪ -‬إنهاء الحيازة‬
‫ال يقع االختالس قانونا إال إذا قام اجلاين بفعل إجيايب بإهناء احليازة السابقة وإنشاء حيازة جديدة‪ ،‬ويقصد باحليازة ىنا‬
‫احليازة الكاملة أو الناقصة اليت تكون لغَت اجلاين‪ ،‬إذا يشًتط ُب احليازة السابقة ادلعتدى عليها أن تكون لغَت اجلاين‪ ،‬مهما كانت‬
‫صفة الغَت سواء كان شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا‪ .‬فإذا كانت احليازة بيد اجلاين فال يقوم االختالس(‪ ،)62‬وال يشًتط أن يكون‬
‫ىذا الغَت حائزا للشيء بصورة مشروعة‪ ،‬حيث تتحقق احليازة السابقة حىت ولو كانت حيازة الغَت للشيء ىي نتيجة سرقة‪ ،‬فإذا‬
‫اختلس الغَت الشيء ادلسروق وقعت جردية جديدة يكون فيها السارق السابق رلنيا عليو ُب سرقة جديدة(‪.)63‬‬
‫كما يلزم أن تكون حيازة غَت اجلاين ادلعتدى عليها إما كاملة وإما ناقصة – على النحو السالف ذكره‪ -‬أما تسليم اليد‬
‫العارضة فال دينع من قيام االختالس إذا استوىل صاحب اليد العارضة على الشيء‪ ،‬ويقصد بتسليم اليد العارضة ذلك التسليم‬
‫الذي يؤدي إىل وجود الشيء ماديا بُت يدي ادلستلم دون أن يكون لو عليو سيطرة أو حق‪ ،‬أي دون نقل احليازة الكاملة أو‬
‫الناقصة إليو‪ ،‬بل تبقى احليازة دلن سلم الشيء (‪ ،)64‬فادلسافر ال يفقد حيازتو حلقيبتو جملرد أن يكلف زتاال بنقلها لو من رصيف‬
‫القطار إىل خارجو‪ ،‬إذ تظل لو السيطرة الفعلية على احلقيبة‪ ،‬بينما ال يكون للحمال على احلقيبة إال اليد العارضة فإذا اختلسها‬
‫كان سارقا‪ ،‬وإذا اختلسها من احلمال آخر كان سارقا وكان ادلسافر ىو اجملٍت عليو ُب اجلردية ال احلمال‪.‬‬
‫ىذا ويعترب الشيء ُب حيازة الغَت حىت ولو كان الغَت أودعو جهازا ميكانيكيا من األـجهزة ادلخصصة لبيع ادلشروبات أو‬
‫علب السجائر‪ ،‬اليت تبيع للجمهور إذ تظل احليازة ىنا لصاحبها حىت ولو كان قد تركها‪ ،‬حيث إن االعتداء عليها يعد اعتداءا‬
‫على حيازة الغَت(‪.)65‬‬
‫ذلك ىو معٌت احليازة اليت يلزم أن ينهيها اجلاين بفعل إجيايب يصدر عنو وإال انتفى االختالس‪ ،‬فمن يستويل على شيء‬
‫فقد حيازتو األوىل دون أن يدخل ُب حيازة حائز جديد ال يكون سلتلسا ومن ٍب ال يكون سارقا ألنو مل ينو حيازة اجملٍت عليو بفعل‬
‫إجيايب‪ ،‬كمن يستويل على األشياء الضائعة ويقصد هبا األموال ادلملوكة اليت ضاعت من صاحبها دون أن يقصد التخلي عنها إذ‬
‫تنقطع حيازتو ذلا بالضياع‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لألموال ادلًتوكة أو اليت ختلى عنها أصحاهبا‪ ،‬أما األشياء التائهة وىي األشياء‬
‫الضائعة ُب مكان يكون فيو لصاحبها سيطرة فعلية عليو بأكملو كضياع خاًب سيدة ُب منزذلا وكذلك األشياء ادلدفونة مع ادلوتى ُب‬
‫مقابرىم فتعترب ُب حيازة الغَت وبالتايل يعد االستيالء عليها اختالسا(‪.)66‬‬
‫جـ‪ -‬عدم رضاء الحائز‬
‫ال يكفي لقيام االختالس رلرد قيام اجلاين بفعل إجيايب ينهي بو حيازة اجملٍت عليو للشيء‪ ،‬وإمنا يستوجب أن يقع إهناء‬
‫تلك احليازة دون رضاء احلائز‪ ،‬فإن كان ىذا اإلهناء برضاه انتفى االختالس وانتفت السرقة تبعا لذلك‪ ،‬وبالرغم من عدم النص‬
‫عليو صراحة ُب القانون (‪ )67‬فإن السائد لدى الفقو والقضاء أن عدم رضاء اجملٍت عليو – ادلالك أو احلائز السابق‪ -‬يعترب عنصرا‬

‫‪193‬‬
‫جوىريا لتحقق فعل االختالس الذي تقوم عليو جردية السرقة‪ ،‬تطبيقا ذلذا يقضي القضاء أن تسليم مفتاح ادلستودع للعامل وأخذه‬
‫للبضاعة بدون علم صاحبها يشكل جرم سرقة(‪.)68‬‬
‫وإذا كان الغالب أن يتم سلب احليازة خلسة أو خفية أي بدون علم اجملٍت عليو‪ ،‬إال أنو ال تالزم بُت عدم الرضاء وعدم‬
‫العلم‪ .‬فقد يتحقق عدم الرضاء رغم أخذ اجلاين للشيء بعلم اجملٍت عليو كما ىو احلال ُب السرقة باإلكراه‪ ،‬أو ُب حالة عدم‬
‫اعًتاض اجملٍت عليو واستدراجو اجلاين بقصد ضبطو متلبسا باجلردية‪ ،‬ومع ذلك تقوم جردية السرقة ألن الشرط ىو عدم الرضاء ال‬
‫عدم العلم‪ ،‬وىو شرط كاف بذاتو‪ ،‬وعلى العكس قد يكون أخذ الشيء بدون علم صاحبو ولكن يثبت من ظروف احلال أنو كان‬
‫راض عنو فال يعد الفعل سرقة(‪.)69‬‬
‫إذا وقع فعل االستيالء برضاء اجملٍت عليو ال تقع جردية السرقة وذلك لتخلف ركن االختالس‪ ،‬ولكن يشًتط ُب الرضاء أن‬
‫يكون سابقا أو معاصرا لسلب احليازة أما إذا كان الحقا عليو فإنو ال ينتج أثره ُب نفي تكييف االختالس عن الفعل وإن جاز أن‬
‫يعتد بو القاضي ُب ختفيف عقوبة اجلاين (‪ ، )70‬ويشًتط ُب الرضاء اليت تنتفي بو السرقة أن يكون رضاء حقيقيا‪ ،‬يستوي فيو أن‬
‫يكون ىذا الرضاء صرحيا أو ضمنيا‪.‬‬
‫والشك أن قيام صاحب ادلال بتسليمو إىل شخص آخر ينفي قيام السرقة إن كان ىذا التسليم ناقال للحيازة وصادرا عن‬
‫إرادة حرة شليزة ألن مثل ىذا التسليم يدل على رضاء صاحب ادلال عن نقل حيازتو إىل الغَت‪ .‬لذلك يقتضي األمر ُب ىذا الصدد‬
‫بيان التسليم الذي ينتفي بو االختالس الذي تنتفي بو تبعا لذلك السرقة‪ ،‬وكذلك بيان التسليم الذي ال ينتفي بو االختالس ومن‬
‫ٍب تقوم معو جردية السرقة وذلك تباعا‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك ‪ ،‬صلد أن االختالس ُب جردية السرقة‪ ،‬يعٍت مدلوال قانونيا آخر غَت ادلدلول الذي يعنيو االختالس ُب جردية‬
‫خيانة األمانة‪ ،‬كما وأن ادلشرع اجلزائري ما كان حباجة إىل إعادة استعمال ىذا ادلصطلح بعدما استعملو ُب جردية السرقة‪ ،‬رغم ما‬
‫يوجد من فارق كبَت ُب ادلدلول القانوين لكل منهما‪.‬‬
‫وبالتايل‪ ،‬إذا ما ربطنا ادلدلول القانوين بادلدلول اللغوي ‪ ،‬لوجدنا أن كلمة االختالس أبرز للداللة على الركن ادلادي جلردية‬
‫السرقة‪ ،‬ذلك أن االختالس يعٍت لغة أخذ الشيء خلسة ‪ ،‬واخللسة تفيد اخلفية وال تكون اخلفية إال ُب جردية السرقة‪ ،‬كما تدل أن‬
‫ادلال كان ُب حيازة اجملٍت عليو فأخذه اجلاين منو خفية‪ ،‬أما ُب جردية خيانة األمانة ففيها يسلم ادلال إىل اجلاين الذي خيون الثقة‬
‫ادلوضوعة فيو بتغيَت حيازتو الناقصة إىل حيازة كاملة بدون رضا اجملٍت عليو‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫الهــوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬طو زكي صافي‪" ،‬قانون العقوبات الخاص في ضوء التشريعين اللبناني لعام ‪ 1943‬مع تعديالتو والفرنسي الجديد المعمول بو منذ‬
‫‪ ،"1994/3/1‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬لم يذكر تاريخ النشر‪ ،‬ص‪244..‬‬
‫‪ -2‬محمد صبحي محمد نجم‪" ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص"‪ ،1996 ،‬ص‪97..‬‬
‫‪ -3‬عبد العظيم مرسي وزير‪" ،‬الجرائم الواقعة على األموال‪ ،‬السرقة والنصب وخيانة األمانة"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1983 ،‬ص‪17..‬‬
‫‪ -4‬محمود نجيب حسني‪" ،‬جرائم االعتداء على األموال في قانون العقوبات اللبناني"‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ ،1998 ،‬ص‪17..‬‬
‫‪ -5‬عادل عبد إبراىيم العاني‪" ،‬جرائم االعتداء على األموال في قانون العقوبات‪ ،‬السرقة ‪ ،‬االحتيال‪ ،‬إساءة االئتمان"‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪11..‬‬
‫‪ -6‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪11..‬‬
‫‪ -7‬عمر ممدوح مصطفى‪" ،‬القانون الروماني"‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1959 ،‬ص‪433..‬‬
‫‪،2002‬‬ ‫‪ -8‬محمد سعيد نمور‪" ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الجرائم الواقعة على األموال"‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ص‪.14.‬‬
‫‪Voir l’article 379 de Code pénal français : << Qui conque a soustrait 9 -‬‬
‫‪frauduleusement une chose qui ne lui appartient pas est coupable de vol >>.‬‬
‫‪ -10‬محمود محمود مصطفى‪" ،‬شرح قانون العقوبات ‪ -‬القسم الخاص ‪ ،"-‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،1984 ،‬ص‪،4.‬‬
‫محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪ 26 .‬وما بعدىا ‪ ،‬فوزية عبد الستار‪" ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص"‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاىرة ‪ ،1982‬ص‪.657.‬‬
‫‪ -11‬معوض عبد التواب‪" ،‬السرقة واغتصاب السندات والتهديد"‪ ،‬دار المشرق العربي‪ ،‬القاىرة ‪ ،1988‬ص‪7..‬‬
‫‪ -12‬اسماعيل بن صالح العياري‪" ،‬عنصر االختالس في السرقة‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع"‪ ،‬ديسمبر ‪ ،1986‬ص‪8..‬‬
‫‪ -13‬تجدر اإلشارة إلى أن ىذه اإلشكالية مطروحة في جل التشريعات العربية‪ .‬أنظر في ىذا الرأي عبد الرحمن شكر الجوراني‪" ،‬نظرية‬
‫االختالس في التشريع العراقي"‪ ،‬مجلة العدالة العراقية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،1976 ،‬ص‪.654.‬‬
‫‪ 311‬من قانون‬ ‫‪ -14‬على مثال نظيره المصري الذي ركز ىو اآلخر على الجانب الموضوعي للسرقة دون الجانب المعنوي في المادة‬
‫العقوبات الذي يعرف السارق بأنو‪ " :‬كل من اختلس منقوال مملوكا للغير"‪ ،‬كما يعرفها المشرع اللبناني في المادة ‪ 653‬من قانون العقوبات‬
‫بأنها‪" :‬أخذ مال الغير المنقول خفية أو عنوة بقصد التملك"‪.‬‬
‫‪Droit pénal " - F. Goyet : par Marcel Rousselet & Pierre Arpillang & Jacques Patin :15‬‬
‫‪, 8e édition, Paris, Sirey 1972, P.645."spécial‬‬
‫‪.6 , Dalloz, Paris, 1988, p.1"Droit pénal spécial" Vouin. Robert : - 16‬‬
‫‪ -17‬عوض محمد‪" ،‬جرائم األشخاص واألموال"‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬لم يذكر تاريخ النشر‪ ،‬ص‪.214.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ -18‬ممدوح خليل البحر‪" ،‬الجرائم الواقعة على األموال في قانون العقوبات اإلماراتي"‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص‪.51.‬‬
‫‪ -19‬على خالف تشريع العقوبات الكويتي الذي يعرف االختالس في المادة ‪ 217‬منو بأنو‪ " :‬كل فعل يخرج بو الفاعل الشيء من حيازة‬
‫غيره دون رضائو ولو عن طريق غلط وقع فيو ىذا الغير ليدخلو بعد ذلك في حيازة أخرى"‪.‬‬
‫‪ -20‬راجع القانون رقم ‪ 01/06‬المؤرخ في ‪ 2006/02/20‬المتعلق بالفساد ومكافحتو والسيما المادة ‪ 27‬منو‪.‬‬
‫‪ -21‬راجع المادة ‪ 376‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫‪ -22‬العلمي عبد الواحد‪" ،‬القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم الخاص"‪ ،1996 ،‬ص‪ 272.‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -23‬محمد عبد الغريب‪ " ،‬جرائم االعتداء على األموال "‪ ،‬طبعة ‪ ،2000-1999‬ص‪.8.‬‬
‫‪ -24‬سمير عبد الغني‪ " ،‬جرائم االعتداء على المال‪ ،‬السرقة – النصب – خيانة األمانة "‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬طبعة ‪ ،2007‬ص‪.12.‬‬
‫‪ -25‬حسني مصطفى‪ " ،‬جرائم السرقة في ضوء الفقو والقضاء "‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪ ،‬غير مذكور سنة الطبع‪ ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪ -26‬محمود نجيب حسني‪ " ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص "‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،1994‬ص‪.838.‬‬
‫‪ -27‬علي عبد القادر القهوجي‪ " ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬جرائم االعتداء على المصلحة العامة وعلى اإلنسان وعلى المال"‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪ ،2002‬ص‪.627.‬‬
‫‪, 6e éd. libraire du Recueit, "traité théorique de droit pénal français"- Garraud René : 28‬‬
‫‪Sirey,1916, T.6, No.2373‬‬
‫الشك أن ىذا التعريف قد أسهم في وضع معيار واضح للتمييز بين جريمة السرقة‪ ،‬وجريمة النصب وخيانة األمانة‪.‬‬
‫‪ -29‬محمد عبد الغريب‪ ،‬جرائم االعتداء على األموال‪ ،2000-1999 ،‬ص‪.9.‬‬
‫‪ -30‬محمد زكي أبو عامر وسليمان عبد المنعم‪ " ،‬قانون العقوبات الخاص‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ ،1999‬ص‪ .34.‬وأنظر كذلك محمد عبد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9.‬‬
‫‪- Garraud René : option citée , No.2094 P 390 et S.31‬‬
‫‪- Garraud René : option citée, No.2091,P.393.32‬‬
‫‪ -33‬محمد عبد غريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11.‬‬
‫‪ --34‬سمير عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14.‬‬
‫‪ -35‬عوض محمد‪" ،‬جرائم األشخاص واألموال‪ ،‬اإلسكندرية "‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬لم يذكر تاريخ النشر‪ ،‬ص‪.218.‬‬
‫‪ -36‬مثال ذلك ما قضى بو القضاء الفرنسي انو يعتبر سارقا الصائغ الذي يتسلم من شخص قطعة من الجواىر ليكشف عليها ويخبره عن‬
‫ثمنها فيختلس فصوصها أنظر‪:‬‬
‫‪Cassation de 2 Juin 1986. Bulletin criminelle No.131.‬‬
‫وكذلك الشخص الذي تطلعو امرأة جاىلة على ورقة مالية ليخبرىا عن قيمتها‪ ،‬إال أنو استولى عليها ويقول لها أن ال قيمة لهذه الورقة عد ىنا‬
‫سارقا أنظر‪:‬‬
‫‪Cass. 28 mars 1846, S.1846, 1,328.‬‬
‫‪ -37‬إذ تدخل المشرع الفرنسي سنة ‪ 1873‬بنص خاص لتجريم ىذا الفعل في المادة ‪ 401‬من قانون العقوبات الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -38‬ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪57..‬‬
‫‪ -39‬يعرف الفقو المدني الحيازة بوجو عام بأنها وضع مادي يسيطر بو الشخص سيطرة فعلية على شيء يجوز التعامل فيو‪ ،‬أو ىي الحالة‬
‫الواقعية التي تخول للشخص قدرة أو سلطة مادية على الشيء‪ .‬أنظر في ىذا الرأي‪ ،‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪631..‬‬
‫‪ -40‬في الواقع يالحظ أن تعريف الفقيو إميل جارسون لالختالس‪ ،‬وجد مقدماتو في أحكام القضاء الفرنسي‪ ،‬وعنى بصياغة نظريتو في الحيازة‬
‫من خالل تأصيلو لتلك األحكام‪ ،‬فأحكم صياغتها‪ ،‬وأرسى قواعدىا وجعل منها معيارا صالحا لتكييف األخذ أو االختالس‪ .‬أنظر في ىذا‬
‫الرأي‪ ،‬محمد زكي أبو عامر وسليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38.‬‬
‫‪ -41‬محمد زكي أبو عامر وسليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40،41،42.‬‬
‫‪ -42‬عمرو إبراىيم الوقاد‪ " ،‬النظرية العامة لالختالس في جرائم المال الخاص "‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،1985 ،‬ص‪.338.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪،1970‬‬ ‫‪ -43‬عبد المهيمن بكر‪" ،‬القسم الخاص في قانون العقوبات‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال"‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫ص‪671..‬‬
‫‪ -44‬رؤوف عبيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪320..‬‬
‫‪ -45‬ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -46‬ويالحظ ىنا أن الفقو المدني يقصر معنى الحيازة الناقصة التي يكون مصدرىا أحد الحقوق العينية األخرى دون الحقوق الشخصية‪،‬‬
‫بينما ىذه الحيازة في القانون الجنائي تشمل إلى جانب ىذه الحقوق‪ ،‬الحقوق الشخصية كحق المستأجر وحق المستعير وحق المودع لديو‪.‬‬
‫أنظر علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.632.‬‬
‫‪, Revue de science "Observation à propos de cass crim 26 avril 1955" - Pierre Bouzat, 47‬‬
‫‪criminelle et de droit pénal comparé, 1955, p.527.‬‬
‫‪-2002‬‬ ‫‪ -48‬زينات عبيد‪" ،‬تطور مفهوم جريمة السرقة" ‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية والسياسية بتونس‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪126..‬‬
‫‪,"Observation à propos de cass crim 5 mars 1941 " - Henri Donnedieu de Vabres,49‬‬
‫‪Revue de science criminelle et de droit pénal comparé, 1941, p.201.‬‬
‫‪ - 50‬عوض محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.230.‬‬
‫‪ -51‬إسماعيل بن صالح العياري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪19..‬‬
‫‪ -52‬في قضية بين المدعية وىي شركة (‪ ،)...‬تملك محال للصياغة في (‪ ،)...‬وقد استخدمت المتهم (‪ )...‬للعمل لديها ابتداء من سنة‬
‫‪ ، 1993‬وقد تفانى ىذا األخير في خدمتها حتى حاز على ثقة أصحابها وأصبح مؤتمنا على موجوداتها‪ ،‬إال أن المتهم (‪ )...‬استغل الثقة‬
‫‪ ،1993‬وبصورة متواصلة‪ ،‬وبشكل يومي‪،‬‬ ‫الموضوعة في شخصو وأخذ يسرق أموال الشركة والمجوىرات الموجودة فيها ابتداء من سنة‬
‫وعلى دفعات صغيرة‪ ،‬حتى ال ينكشف أمره ويثير الشبهة حولو‪ ،‬إذ كان يستغل فرصة انشغال أصحاب الشركة والعمال فيها ليقترب من‬
‫صندوق المال‪ ،‬ويستولي على مبالغ منو‪ ...‬وجاء في حيثيات القضية أن األموال والقطع الذىبية التي استولى عليها المتهم لم تكن قد سلمت‬
‫إليو لتصبح في حيازتو‪ ،‬وإنما كان يتصرف بها لعرضها على الزبائن أو لنقلها من مكان إلى آخر‪ ،‬وذلك تحت إشراف أصحاب الشركة‬
‫ومراقبتهم المستمرة‪ ،‬وبالتالي فإن يده كانت موضوعة على ىذه األشياء بمثابة اليد العارضة ولم تنتقل حيازتها إليو‪ ،‬وعليو فإن استيالءه عليها‬
‫‪ ،99/264‬تاريخ ‪ ،1999/04/16‬مذكور في مرجع فؤاد ظاىر‪،‬‬ ‫يشكل جرم السرقة‪ .‬أنظر حكم محكمة جنايات جبل لبنان‪ ،‬قرار رقم‬
‫"جرائم السرقة‪ -‬اغتصاب العقار‪ -‬إساءة االئتمان‪ -‬االختالس‪ -‬تقليد العالمات الفارقة في ضوء االجتهاد"‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،2000‬ص‪56،57،58،59..‬‬
‫‪ -53‬سمير عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،19.‬ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.59.‬‬
‫‪ -54‬ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60.‬‬
‫‪ -55‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 648.‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪22 décembre 1962, B.317.. - Cass Crim56‬‬
‫‪, Revue de science "Observation à propos de cass crim 6 mars 1968 "* Pierre Bouzat,‬‬
‫‪criminelle et de droit pénal comparé, 1968, p.637.‬‬
‫‪ -57‬محمود نجيب حسني‪" ،‬جرائم االعتداء على األموال في قانون العقوبات اللبناني"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.117.‬‬
‫‪ -58‬عادل عبد إبراىيم العاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 32.‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -59‬محمد زكي أبو عامر وسليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .42،43 .‬وأنظر ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 63 .‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫‪ -60‬محمود نجيب حسني‪ " ،‬دروس في قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص "‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،1970‬ص‪ 512.‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -61‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪ .642.‬وأنظر محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪43..‬‬
‫‪ -62‬محمد زكي أبو عامر وسليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -63‬محمود محمود مصطفى‪" ،‬شرح قانون العقوبات‪ -‬القسم الخاص‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،1964 ،‬دار النهضة‪ ،‬ص‪453..‬‬
‫‪ -64‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪ .‬و‪ 643‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -65‬ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪.65.‬‬
‫‪ -66‬محمد زكي أبو عامر وسليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 44‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -67‬وىذا على خالف المشرع اللبناني الذي نص على ىذا الشرط في نص المادة ‪ 635‬عقوبات بعد تعديلو بالمرسوم اإلشتراعي رقم ‪112‬‬
‫لسنة ‪ 1983‬والتي عرفت السرقة بأنها "أخذ المال خفية أو عنوة"‪ ،‬إذ أن لفظ "خفية" يفيد عدم العلم الذي يتضمن عدم الرضا في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬أما لفظ "عنوة" فيستفاد عدم الرضاء رغم العلم بالسرقة‪.‬‬
‫‪ 1996‬صفحة ‪ .205‬مذكور في مرجع فؤاد ظاىر‪،‬‬ ‫‪ -68‬أنظر قرار محكمة استئناف بيروت الجزائية‪ ،‬الغرفة العاشرة‪ ،‬نشرة قضائية سنة‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪125..‬‬
‫‪ -69‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.654.‬‬
‫‪ - 70‬ممدوح خليل البحر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 66.‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪198‬‬

You might also like