You are on page 1of 35

‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.

‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫مقالات قانونية‬ ‫في الواجهة‬

‫ظاهرة الاستيلاء على عقارات الغير بواسطة التزوير على‬


‫ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪.2016‬‬
‫• ‪ 9‬ديسمبر‪6٬653 2019 ,‬‬ ‫‪admin‬‬

‫خالد الغزالي ‪/‬باحث في القانون العقاري‬

‫ظاهرة الاستيلاء على عقارات الغير بواسطة التزوير‬

‫على ضوء الرسالة الملكية‬


‫المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪.2016‬‬

‫يحتل العقار مكانة مهمة داخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي ‪،‬إذ يشكل‬
‫البنية التحتية لقيام أي مشروع استثماري ‪ ،‬لذلك عمد المشرع إلى ضبط‬
‫هذا الوعاء لحماية المتعاملين به وضمان استقرار الملكية العقارية ‪.‬‬

‫نظرا لما تتعرض له الملكية العقارية في أواخر هذه الحقبة من‬


‫اعتداءات وسطو وغصب الذي اعتبرها القانون خرق لأهم مبدآ من‬
‫المبادئ الدستورية وهو حق الملكية طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 35‬من‬
‫دستور المملكة سنة ‪ 2011‬الذي ينص ” يضمن القانون حق الملكية …”‪،‬‬
‫على اعتبار أن العقار جزء من مظاهر سيادة الدولة‪.‬‬

‫ولذلك جاءت الرسالة الملكية السامية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬


‫لتدق ناقوس الخطر وتحذر من آن جرائم الاستيلاء على عقارات الغير‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪1/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫بلغت حد الظاهرة الخطيرة حيث جاء فيها ” فقد أصبح الاستيلاء على‬
‫عقارات الغير ممارسة متكررة يدل عليه عدد القضايا المعروضة على‬
‫المحاكم آو تعدد الشكاوى المقدمة حولها والأخبار المتواترة التي توردها‬
‫الصحافة بشأنها ‪،‬وأضحى يجسد وجود ظاهرة خطيرة تتفشى بشكل كبير‬
‫وتستدعي التدخل الفوري والحازم لها تفاديا ما قد ينجم عنها من‬
‫انعكاسات سلبية على حق الملكية‪.‬‬

‫وجهت هذه الرسالة إلى السيد وزير العدل والحريات الذي سار وزير‬
‫العدل فقط على اعتبار انه المسؤول عن قطاع العدل وان هذه الظاهرة‬
‫تفشت بعدما كانت حالات معزولة ‪.‬‬

‫بحيث يمكن تعريف الاستيلاء على عقارات الغير الذي أصبح ظاهرة‬
‫منتشرة بأنه “تلك العملية التي يقوم فيها المستولي بإعداد وثائق‬
‫تفيد التملك سواء كانت هذه الوثائق مزورة أو تم تأسيسها مستغلا‬
‫في ذلك ثغرات تشريعية بهدف تملك عقار مملوك للغير والإثراء على‬
‫حسابه بدون وجه حق‪.‬‬

‫الأمر الذي اتضح معه آن الاستيلاء على عقارات الغير لم يأخذ الصورة‬
‫النمطية التي تعتمد على القوة أو العنف بل هذه الواقعة استفحلت‬
‫ليصبح هذا النشاط الإجرامي الذي يستهدف الملكية العقارية وسائل‬
‫في التزوير وكالات بأسماء المالكين الحقيقيين وأحيانا بطائق‬
‫هوياتهم ‪،‬تزوير رسوم الاراثة أو عقود الوصايا بالمغرب أو الخارج‬
‫واستغلال مسالة التذييل بالصيغة التنفيذية ‪،‬بل وحتى الالتفاف على‬
‫بعض النصوص القانونية الأمر الذي وجب معه ايجاد تدابير قضائية‬
‫زجرية تنظيمية وتشريعية آنية ومستعجلة للحد من الظاهرة‬

‫أن موضوع الاستيلاء على عقارات الغير بواسطة التزوير هو بحد ذاته‬
‫إشكالية يجب إيجاد حل لها خاصة وان أفعال الاستيلاء على أملاك الغير‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪2/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫أضحى ظاهرة مشينة تسيء إلى النظام العقاري المغربي ‪،‬لكونها تمس‬
‫بأسمى الحقوق دستوريا وهو حق الملكية‬

‫سنعالج هذه الإشكالية من خلال تساؤلين التالين ‪:‬‬

‫‪-‬ماهي أسباب الاستيلاء على عقارات الغير؟‬

‫‪-‬وما الوسائل التي يلجا إليها المستولون للسطو على عقارات الغير ؟‬

‫تتنوع ملكية العقار بالمغرب بين العقار غير محفظ وعقار محفظ‪،‬فالأول‬
‫تحكمه مقتضيات القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية‬
‫وقانون الالتزامات والعقود فيما لم يرد به نص وإلا يلجأ الى الراجح‬
‫والمشهور وما جرى به العمل من الفقه المالكي (المادة ‪ 1‬من مدونة‬
‫الحقوق العينية )‪،‬بينما الثاني العقار المحفظ تحكمه مقتضيات ظهير‬
‫غشت ‪ 1913‬كما وقع تغييره وتتميه بالقانون ‪،14.07‬مما أفرزت هذه‬
‫الأنظمة القانونية المؤطرة للعقار ثغرات قانونية يستعملها ذوي النيات‬
‫السيئة للسطو على عقارات الغير ‪،‬كما يتعين البحث عن مظاهر قصور‬
‫القضاء في تعامله مع القضايا المعروضة عليه والمرتبطة بذلك‪.‬‬

‫الأسباب القانونية ‪:‬‬

‫فالقانون أحيانا يساعد على السطو والاستيلاء على عقارات الغير ‪،‬وذلك‬
‫من خلال النصوص القانونية المتفرقة المرتبطة أساسا بتعدد الأنظمة‬
‫العقارية والتوثيقية ‪،‬سواء تلك المنصوص عليها في مدونة الحقوق‬
‫العينية ‪،‬أو المتعلقة بتوثيق التصرفات العقارية ‪.‬وكذا الدعاوى التي يكون‬
‫موضوعها ما يقع على التقييدات من إبطال أو تغيير آو تشطيب ‪،‬دون‬
‫إغفال ما يتعلق بالزجر والعقاب للفئات المهنية و حق الاطلاع على‬
‫المعلومات أو المصادقة من قبل القنصليات‪.‬‬

‫ولعل هذا هو السبب الذي أكدت عليه الرسالة الملكية السامية حينما‬
‫دعت إلى ضرورة ابتكار إجراءات ” تتضمن معالجة أي قصور قانوني أو‬
‫مسطري من شأنه أن يشكل ثغرات تساعد على استمرارها‪.‬‬

‫وعليه فان القانون نفسه يحمل في طياته ثغرات تساهم بشكل أو بأخر‬
‫في استفحال هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪-‬الأسباب القضائية ‪:‬‬

‫تعد السلطة القضائية هي تلك السلطة المختصة بتفسير القانون‬


‫وتطبيقه على المنازعات التي تفرض عليها‪،‬ومن هنا تستمد وظيفتها‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪3/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫التي تمكن في العملية القضائية التي تقتضي الاستقلالية‬


‫والحياد‪.‬ويمكن مقاربة هذه السلطة بصورة عامة انطلاقا من مجموع‬
‫القرارات والأحكام المتخذة تنفيذا للنصوص القانونية ووفق إجراءات‬
‫مسطرية معلومة ‪.‬ومع أن الاختصاص المرجعي للسلطة القضائية هو‬
‫السهر على احترام وتنفيذ القانون ‪.‬فان المهام الموكولة إليها خاصة في‬
‫ظل الأنظمة الديمقراطية تترجم أساسا في ضمان حقوق الأفراد‬
‫والجماعات وصيانة الحريات العامة والخاصة ‪،‬والسهر على تقيد الجميع‬
‫بمبادئ سيادة القانون وخضوع الكل لأحكامه في إطار دولة الحق‬
‫والقانون ‪.‬‬

‫وكل ذلك لتوفير الأمن القضائي ينبغي تأهيل مهنية ‪.‬كما جاء في‬
‫خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش والذي جاء فيه ‪:‬‬
‫“يتعين على الجميع التجند لتحقيق إصلاح شمولي للقضاء ‪.‬لتعزيز‬
‫استقلالية الذي نحن له ضامنون ‪.‬هدفنا ترسيخ ى الثقة في العدالة‬
‫‪،‬وضمان الأمن القضائي ‪،‬الذي يمر عبر الأهلية المهنية والنزاهة‬
‫والاستقامة وسيلتنا صيانة حرمة القضاء وأخلاقياتة ومواصلة تحديثه‬
‫وتأهيله ‪”.‬‬

‫وعليه فالفصل ‪ 117‬من دستور المملكة ‪ 2011‬الذي ينص على انه‬


‫“يتولى القاضي حماية حقوق الأشخاص والجماعات وحرياتهم وأمنهم‬
‫القضائي ‪،‬وتطبيق القانون “‪ ،‬غير أن استفحال ظاهرة الاستيلاء على‬
‫عقارات الغير أصبح يطرح اليوم عديد التساؤلات حول تعامل القضاء‬
‫مع القضايا المعروضة عليه ‪،‬وتتبعه لها ‪،‬وطول إجراءاتها ‪ ،‬قد جاءت‬
‫الرسالة الملكية السامية لتؤكد على أن “… استمرار التشكي بشان نفس‬
‫الموضوع لهو دليل على تواصل استفحال هذه الظاهرة ‪.‬ومؤثر على‬
‫محدودية الجهود المبذولة لمكافحتها لحد ألان ‪ ،‬أن على صعيد ما يلاحظ‬
‫من فتور في تتبع معالجتها القضائية ‪،‬أو على مستوى ما يتبن من‬
‫قصور في تدابير مواجهتها الوقائية …”‪.‬‬

‫–التزوير كوسيلة الاستيلاء على عقارات الغير ‪.‬‬

‫كما اشرنا سابقا بان هناك عوامل قانونية وقضائية تساعد على السطو‬
‫على عقارات الغير ‪،‬بينما هناك وسيلة التزوير في المحررات أساس‬
‫التفويت ‪،‬كتزوير المحررات العرفية أو العقود الرسمية المحررة في‬
‫الخارج وتذييلها بالصيغة التنفيذية واستعمالها كآلية الاستيلاء على‬
‫عقارات الغير ‪.‬‬

‫‪-‬التزوير في المحررات‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪4/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫المقصود بالتزوير هو تغيير الحقيقة الذي يقوم به المزور إذ أن هذا‬


‫التغيير لا يعني أن تكون كل البيانات كاذبة بل انه إذا كان في المحرر‬
‫بيان واحد مخالف للحقيقة كان كافيا لقيام التزوير ‪.‬‬

‫كما عرف القانون الجنائي التزوير في المحررات من خلال المادة ‪351‬‬


‫والتي نصت على أن ” تزوير الأوراق هو تغيير الحقيقة فيها بسوء‬
‫النية ‪ ،‬تغييرا من شانه أن يسبب ضررا متى وقع في محرر بإحدى‬
‫الوسائل المنصوص عليها في القانون “‪.‬‬

‫وعليه فان التزوير في المحررات يقوم على عناصر أساسية أولها‬


‫تغيير الحقيقة بإحدى الطرق المرسومة قانونا في محرر او توافر‬
‫القصد الجنائي لدى الفاعل واحتمال حدوث الضرر للغير ‪.‬وقد حدد‬
‫القانون أنواع المحررات التي يرد عليها فعل التزوير مقسما إياها إلى‬
‫محررات رسمية وأخرى عرفية ‪.‬‬

‫‪-‬التزوير في المحررات الرسمية ‪.‬‬

‫أن الورقة الرسمية حسب مقتضيات الفصل ‪ 418‬من قانون الالتزامات‬


‫والعقود هي التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صلاحية‬
‫التوثيق في مكان تحرير العقد ‪،‬وذلك في الشكل الذي يحدده القانون‬
‫كما يدخل ضمن الورقة الرسمية الأوراق المخاطب عليها من القضاة‬
‫محاكمهم والأحكام الصادرة عم المحاكم المغربية والأجنبية ‪.‬‬

‫أوكل كل من القانونين ‪ 32.09‬المتعلق بالثوتيق العصري و القانون‬


‫‪ 16.03‬المتعلق بالخطة العدالة مهمة التحرير العقود والمشرع أضفى‬
‫بحكم القانون على أعمالهم الصفة الرسمية ‪،‬إلا أنها يمكن أن تكون‬
‫محلا للتزوير ‪،‬وبالتالي استعمالها كوسيلة للاستيلاء على عقارات‬
‫الغير ‪،‬خاصة وان جريمة التزوير لا يمكن أن تطال محررا دون الأخر ‪.‬كما‬
‫لايشترط في جريمة التزوير محرر رسمي ان تكون العبارة المضافة‬
‫موقعا عليها ممن قصد نسبتها إليه ‪،‬بل يكفي أن تكون موهمة بذلك ‪.‬‬

‫نظرا للخطورة التي قد تترتب عن تزوير المحرر الرسمي ‪،‬وتأثير ذلك‬


‫على المصلحة العامة ‪،‬وفقدان الثقة الأفراد في هذا المحرر ‪،‬إذا لم‬
‫تكن هناك حماية قانونية تضرب بقوة على الأيادي التي تعبث به‬
‫وتستعمله لزعزعة استقرار المعاملات العقارية بين الأفراد ‪،‬الأمر الذي‬
‫الذي ألزم على مشروع قانون التحفيظ العقاري أن يحيل بمقتضى هذا‬
‫الأخير على القانون الجنائي ‪،‬بخصوص جرائم النزوير والتحريف وباقي‬
‫الجرائم ‪،‬وذلك من خلال الفصل ‪ 107‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع كما عدل وتمم‬
‫بالقانون ‪ 14.07‬الذي جاء في مقتضياته ما يلي ‪،‬تطبق أحكام القانون‬
‫الجنائي على من ‪:‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪5/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫‪-1‬يقوم عن علم وبقصد جلب ربح غير مشروع آخر ‪،‬بتزوير آو تزييف آو‬
‫تحريف الرسوم العقارية …‪،‬أو يستعمل مستندات مزورة أو مزيفة أو‬
‫محرفة على كيفية المذكورة‪.‬‬

‫‪-2‬يقترف زورا في المحررات المقدمة بقصد التقييد أو التشطيب ‪،‬أما‬


‫بتزييف كتابات او توقيعات ‪،‬واما بخلق أشخاص وهميين أو بصطناع‬
‫اتفاقات أو تصرفات آو ابراءات ‪،‬أو ادرج ذلك في تلك السندات بعد‬
‫تحريرها بإضافة أو تزييف شروط او تصريحات أو وقائع كان غرض تلك‬
‫المحررات تثبتها‪.‬‬

‫فالمشرع المغربي تدخل من الناحية الجنائية لحماية المتعاقدين من‬


‫التزوير في المحررات ‪،‬بوضعه عقوبات قاسية تطبق في حق مرتكب‬
‫هذا الفعل سواء كان شخصا عاديا أو موثقا أو عدلا ‪،‬وهذا ما أكده‬
‫القضاء في عدة أحكام حيث جاء حكم صادر عن المحكمة الابتدائية‬
‫بالرباط ما يلي ‪”:‬ارتكاب الضنين لجنح التزوير في شهادة والتوصل بغير‬
‫حق إلى تسلمها واستعمالها ومنح شهادة تتضمن وقائع غر صحيحة‬
‫واستعمالها عن علم ‪،‬الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في‬
‫الفصلين ‪ 360‬و‪ 361‬من القانون الجنائي …‪. ”.‬إلى جانب التزوير‬
‫الصادر عن الأشخاص العاديين ‪ ،‬هناك التزوير المرتكب من طرف‬
‫العدول والموثقون الناتج عن غياب الضمير المهني والطمع المادي‬
‫‪،‬حيت جاء في قرار اخر صادر عن محكمة الاستئناف بفاس ما يلي‬
‫‪”:‬بمؤاخذة العدل لمخالفات عدم التحلي بالأمانة والوقار والحفاظ على‬
‫شرف المهنة وعدم التحلي بالمروءة وحسن السلوك أثناء مزاولته مهام‬
‫خطة العدالة ‪،‬وارتكابه أفعال جنائية مخلة بالواجبات المفروضة على‬
‫العدل أثتاء مزاولته لعمله حكم بسببها بحكم جنائي نهائي ‪ ،‬كما توبع‬
‫بجناية التزوير في محرر رسمي واستعماله ‪،‬والمشاركة في تزوير وثائق‬
‫إدارية واستعمالها والتحريض على الدعارة والسكر العلني ‪،‬حيت أدين‬
‫من اجل التزوير في محرر رسمي بعشر سنوات سجنا نافذا ‪،‬كما تم عزله‬
‫من مهام خطة العدالة لارتكابه خطا مهنيا خطيرا ومخالفة توثيقية‬
‫جسيمة…”‪.‬‬

‫يتضح أذن أن المشرع المغربي قد شدد بخصوص ارتكاب جريمة‬


‫التزوير أو النصب من طرف الموثقين ‪،‬ومفاد ذلك راجع الى أن الدولة‬
‫لما عينتهم لمزاولة عملهم وضعت ثقتها فيهم ‪،‬والذي ينتقل مباشرة إلى‬
‫الأفراد الذين بدورهم يضعون ثقتهم في تصرفات ونصائح الموثقين‬
‫‪،‬ويرون فيهم حماة لحقوقهم وأقوالهم‪،‬لذلك كان لابد آن يقابل كل إهدار‬
‫لهذه الثقة أو استخفاف بالمسؤولية بتشدد القضاء وبإصدار عقوبات‬
‫رادعة حفاظا على سمعة مؤسسة التوثيق ‪.‬‬

‫‪-‬التزوير في المحررات العرفية‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪6/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫تعد كل ورقة عرفية التي يقوم بتحريرها من لهم مصلحة فيها بغير‬
‫تذخل موظف عمومي ‪،‬بمعنى أن المحرر العرفي هو كل محرر غير‬
‫رسمي لم يتذخل في تحريره موظف ما بحكم وظيفته (إذ لا مانع من‬
‫أن يحرره موظف بصفته الشخصية كأي شخص يطلب إليه تحرير محرر‬
‫)‪.‬أو بعبارة أخرى هو كل محرر لا يعود الاختصاص في تحريره الى‬
‫طوائف الأشخاص المذكورين في الفصلين ‪252‬و‪ 353‬من قانون‬
‫الجنائي المغربي ‪.‬‬

‫ويمكن أن تكون هي الأخرى محلا للتزوير ‪،‬سواء بالطرق المادية أو‬


‫المعنوية الأمر الذي فرض على المشرع ان يضع نصوص تجريمية‬
‫وعقابية في القانون الجنائي للحد من هذه الجرائم حيث نص الفصل‬
‫‪ 358‬من ق‪.‬ح على انه “من ارتكب بإحدى الوسائل المشار إليها في‬
‫الفصل ‪ 354‬تزويرا في محرر عرفي ‪،‬أو حاول ذلك يعاقب بالحبس من‬
‫سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى ألفي درهم ‪.‬‬

‫وهكذا فان التزوير في المحررات العرفية يعد بمثابة السبب في‬


‫الاستيلاء على عقارات الغير ‪،‬خاصة وانه ابسط انواع التزوير لسهولة‬
‫حصوله ‪،‬كما انه يلزم لقيامه الأركان العامة للتزوير وحسب من ركن‬
‫مادي يتمثل في تغيير للحقيقة في محرر مع توافر قصد جنائي والضرر‬
‫مع ضرورة أن يكون محل الجريمة محرر عرفي‪.‬‬

‫وعموما فانه يلاحظ أن عقوبة تزوير مرر رسمي اشد من تلك المتعلقة‬
‫بالمحرر العرفي ‪،‬لذلك فالمشرع المغربي يجب أن يفرد نصوص‬
‫خاصة توحد عقوبة تزوير المحررات العقارية ‪،‬نظرا للأهمية الكبرى التي‬
‫يحظى بها العقار من جهة ‪،‬وأهمية التصرفات التي تثبتها من جهة أخرى‬
‫حفاظا على استقرار المعاملات وتحقيق الأمن العقاري ‪.‬‬

‫ولهذا ندعو القضاء المغربي إلى الحكم بأقصى عند البت في قضايا‬
‫تزوير محررات رسمية سواء كانت عرفية استعملت لاتبات تصرفات‬
‫عقارية وهمية ‪،‬لأننا نلاحظ لا يتشدد في العقاب في هذا الإطار ‪.‬‬

‫‪-‬مسألة التذييل بالصيغة التنفيذية‬

‫نظرا لتعدد العلاقات التي تربط بين المغرب وباقي الدول لاخرى ‪،‬فقد‬
‫كان من طبيعي أن تنشأ عقود ذات صلة بالمعاملات العقارية يتم‬
‫تحريرها في بعض الدول الأجنبية ‪،‬وتستدعي تنفذها داخل التراب‬
‫الوطني إلا بعد تذييلها بالصيغة التنفيذية من قبل القضاء وفق ماهو‬
‫منصوص عليه بالفصل ‪ 432‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪7/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫وهكذا فان مسألة التذييل بالصيغة التنفيذية للعقود المبرمة‬


‫بالخارج قد تكون مناطا للسطو على ممتلكات الغير العقارية منها‬
‫بالخصوص ‪.‬‬

‫لذا وجب إعادة النظر في هذا الإجراء ‪،‬إذ كيف يمكن لقاضي في‬
‫محكمة ابتدائية معينة التأكد من سلامة وصحة وثيقة معدة من‬
‫موثق أجنبي مثلا والتحري من مصدقيتها‪،‬والأجدر هو تخويل هذا‬
‫الاختصاص كإجراء قبلي على الأقل للقنصليات المغربية في الخارج‬
‫خصوصا وأنها تكون ذات اختصاص في الدولة التي أنجز او حرر العقد‬
‫فوق ترابها الوطني‬

‫وحبذا لو تخذ المشرع تعديلا يرمي إلى تنظيم مسألة الذييل فيما‬
‫يتعلق بالمسائل العقارية في ظهير التحفيظ العقاري نظرا لخصوصية‬
‫هذا المجال بشان مدونة الأسرة في ذلك ‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪8/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫مقالات قانونية‬ ‫في الواجهة‬

‫الوسائط الحديثة للوفاء الالكتروني‬


‫• ‪ 9‬ديسمبر‪7٬790 2019 ,‬‬ ‫‪admin‬‬

‫بلال بوشعاري‬

‫طالب باحث بماستر القانون المدني و الأعمال بطنجة‬

‫موضوع تحت عنوان‪:‬‬

‫” الوسائط الحديثة للوفاء الالكتروني ”‬

‫مقدمة‬

‫إن التطور الهائل في الانتاج الفكري و العلمي وفي كثير من فروع‬


‫وحقول المعرفة التي شهدها القرن العشرين‪ ،‬أدى إلى إحداث ثورة‬
‫جديدة عرفت بثورة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والتي يعود الفضل في‬
‫إحداثها إلى التزاوج الذي تم بين أنظمة الحاسوب وأنظمة الاتصالات‬
‫والذي تولد عنها ما أصبح يعرف اليوم بالشبكة العالمية للإنترنت‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪9/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫ولقد أدت هذه الثورة إلى ظهور أشكال جديدة من المعاملات‬


‫الإلكترونية و بشكل عام أثرت التطورات التكنولوجية المستحدثة على‬
‫أسلوب التعامل بين البشر بصفة عامة وعلى الميدان التجاري بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬وكان الميدان التجاري أكثر الميادين المتأثرة بالتطور التكنولوجي‬
‫المعلوماتي الحديث ونجم عنها كذلك ظهور نوع جديد من أنواع التجارة‬

‫و يتعلق الأمر بالتجارة الإلكترونية‪.‬‬

‫هذه الاخيرة التي يمكن تعريفها على أنها‪ ” :‬ترويج وتبادل السلع و‬
‫اتمام صفقاتها باستخدام وسائل الاتصال وتكنولوجية و تبادل‬
‫المعلومات الحديثة عن بعد‪ ،‬دون حاجة إلى انتقال الأطراف‪ ،‬و التفاهم‬
‫في مكان ما‪ ،‬سواء أمكن تنفيذ الالتزامات المتبادلة إلكترونيا‪ ،‬أو تطلب‬
‫الأمر تنفيذها بشكل مادي ملموس ‪”.‬‬

‫فمفهوم التجارة الإلكترونية يستغرق كافة المعاملات أو بالأحرى المراحل‬


‫التي يمر منها العقد التجاري بداية بمرحلة ما قبل التعاقد‪ ،‬حيث يتم‬
‫العرض الأولي للسلع والخدمات بشكل إلكتروني‪ ،‬ثم مرحلة التعاقد‬
‫حيث يتم عرض الإيجاب و التعبير عن القبول داخل الموقع الافتراضي‬
‫لمجلس التعاقد‪ ،‬وآخر مرحلة والتي تهم موضوع الدراسة وهي الوفاء‬
‫بالالتزامات عبر الوسائط الإلكترونية‪.‬‬

‫وفي هذا الإطار فقد مرت وسائل الدفع بمجموعة من المراحل‬


‫التاريخية‪ ،‬حيث عرفت المجتمعات القديمة النقود كأول وسيلة دفع‬
‫والتي تطورت أشكالها بتطور المجتمعات وحاجياتهم‪ ،‬فقد كان أول ما‬
‫ظهر منها النقود السلعية وهذا مباشرة بعد إختفاء نظام المقايضة (أي‬
‫تبادل سلعة مقابل سلعة اخرى)‪ ،‬ثم بعد ذلك النقود المعدنية ( المعادين‬
‫وسيطا للمبادلات )‪ ،‬بعدها ظهرت النقود الورقية كوسيلة للوفاء‬
‫والتعامل‪ ،‬ثم ظهور الأبناك والمؤسسات المالية التي ساهمت في ابتداع‬
‫الأوراق التجارية ومن أهمها الكمبيالة والشيك‬

‫و السند لأمر‪.‬‬

‫أ‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫أ‬ ‫‪10/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ابتدعت البنوك وسائل أخرى للائتمان‬
‫والوفاء فاقت في أهميتها الأوراق التجارية‪ ،‬تمثلت بما سمي ببطاقات‬
‫الدفع الإلكتروني‪ ،‬و صولا إلى الأداء بواسطة الوسائط الإلكترونية‪.‬‬

‫ولذلك فإن تطور وسائل الأداء أو الوفاء جعلت جل التشريعات الدولية و‬


‫الوطنية تهفو إلى وضع إطار قانوني لهذه الوسائل‪ ،‬و هذا ما حذاه‬
‫المغرب من خلال ترسانته القانونية‪ ،‬و ذلك من خلال المادة ‪ 6‬من‬
‫القانون ‪ ،]1[103.12‬التي نصت على ” تعتبر وسائل للأداء جميع الأدوات‬
‫التي تمكن أي شخص من تحويل أموال كيفما كانت الدعامة أو الطريقة‬
‫التقنية المستعملة لذلك‪.‬‬

‫والوسائل الإلكترونية الحديثة للوفاء هي وسائل متعددة‪ ،‬نذكر منها على‬


‫سبيل المثال الأداء عن طريق الأوراق التجارية الإلكترونية‪ ،‬النقود‬
‫الإلكترونية‪ ،‬بطاقات الائتمان‪ ،‬الهاتف المحمول…‬

‫وأمام المتغيرات التي يعرفها ويفرضها واقع التجارة الإلكترونية أصبح‬


‫إعمال وسائل الوفاء الإلكترونية أمرا لا محيد عنه‪ ،‬وهذا ما يدفعنا‬
‫للتساؤل عن ماهية الوسائل الحديثة للوفاء الإلكتروني و أنواعها ؟‬

‫و هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه من خلال التصميم التالي ‪:‬‬

‫المبحث الأول‪ :‬وسائل الوفاء الإلكترونية المطورة عن الوسائل التقليدية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل الوفاء الإلكترونية المستحدثة‬

‫المبحث الأول ‪ :‬وسائل الوفاء الإلكترونية المطورة عن الوسائل التقليدية‬

‫تعتبر الأوراق التجارية الإلكترونية‪ ،‬أبرز وسائل الوفاء الإلكترونية التي‬


‫تطورت عن وسائل الوفاء التقليدية‪ ،‬ويرجع استخدام الأوراق التجارية‬
‫الإلكترونية إلى سنة ‪ 1973‬بفرنسا حيث ظهرت لأول مرة لتنتشر بعد ذلك‬
‫في مختلف أرجاء المعمورة‪.‬‬

‫و من أهم الأوراق التجارية الإلكترونية‪ ،‬الشيك الالكتروني ( المطلب الأول‬


‫)‪ ،‬و الكمبيالة الإلكترونية ( المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب الأول‪ :‬الشيك الإلكتروني‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪11/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫يعتبر الشيك الإلكتروني أداة جديدة للوفاء الإلكتروني وواحدا من نتائج‬


‫الثورة التكنولوجية كوسيلة لتسوية المعاملات المالية وإبرام الصفقات‬
‫عبر الانترنت‪ ،‬ولعل أن الشيك هو أكثر الأوراق التجارية التي يمكن‬
‫الاستفادة منها في مجال تقنية المعلومات و المعالجة الإلكترونية[‪.]2‬‬
‫ويعد الشيك الإلكتروني من أهم وسائل الدفع الإلكترونية والتي تتم عبر‬
‫شبكة الانترنت‪ ،‬كما أن الشيك بشكل عام سواء الشيك الورقي التقليدي‬
‫أو الشيك الإلكتروني يعد من أكثر الأوراق التجارية استخداما في العمل‬
‫كأداة وفاء فاعلة وذلك لما يحقق استخدامه من مزايا عديدة‪ ،‬بالإضافة‬
‫إلى الحماية الجزائية التي يقررها القانون للمتعاملين به‪.‬‬

‫الفقرة الأولى‪ :‬مفهوم الشيك الإلكتروني‬

‫سنتطرق إلى تعريف الشيك الإلكتروني ( أولا )‪ ،‬ثم سنسلط الضوء على‬
‫مميزاته( ثانيا) و أخيرا سوف نتطرق إلى طبيعته القانونية ( ثالثا)‪.‬‬

‫أولا‪ :‬تعريف الشيك الإلكتروني‬

‫يلاحظ أن المشرع المغربي لم يقم بوضع تنظيم قانوني خاص بالشيك‬


‫الإلكتروني‪ ،‬و إنما أحال بشأنه إلى القواعد العامة لمدونة التجارة و‬
‫النظام البنكي‪ ،‬على الرغم من أن للشيك الإلكتروني خصوصية تمييزه‬
‫بشكل جوهري عن الشيك التقليدي في كثير من النواحي كما سيأتي‬
‫بيانه‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى مدونة التجارة نرى أن المشرع المغربي لم يعرف الشيك‬


‫بصفة عامة بل اكتفى فقط في المادة ‪ 239‬من م ت[‪ ]3‬بذكر البيانات‬
‫الإلزامية التي ينبغي أن يشتمل عليها الشيك البنكي‪ ،‬على خلاف بعض‬
‫التشريعات التي عالجت الشيك الإلكتروني وعرفته ونذكر منها على‬
‫سبيل المثال التشريع الأردني و اليمني و الفرنسي‪ ،‬حيث عرفه القانون‬
‫الفرنسي الصادر سنة ‪ ( 1895‬باعتباره من أوائل القوانين المتعاملة‬
‫بالشيك) بأنه صك مكتوب على شكل وكالة بالوفاء يتمكن الساحب‬
‫بمقتضاه أن يسحب لمصلحته أو لمصلحة الغير كلا أو بعضا الأموال‬
‫الجاهزة المقيدة لأمره لدى المسحوب عليه‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪12/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫وقد عرفه المشرع الأردني من خلال المادة ‪ 123‬من قانون التجارة‬


‫الأردني بأنه محرر مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون و يتضمن‬
‫أمرا صادرا من شخص و هو الساحب إلى شخص أخر يكون معروفا وهو‬
‫المسحوب عليه بأن يدفع لشخص ثالث أو لأمره أو لحامل الشيك وهو‬
‫المستفيد مبلغا معينا بمجرد الاطلاع على الشيك [‪.]4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مميزات الشيك الالكتروني‬

‫من خلال التعاريف أعلاه‪ ،‬و البحث الذي قمنا به لاحظنا أن ما يميز‬
‫الشيك الإلكتروني هو أنه لا يشترط أن يكون مكتوبا بخط اليد‪ ،‬وموقعا‬
‫بواسطة الشخص الذي يصدره الساحب بالشكل التقليدي لكي يكون‬
‫قانونيا وصالحا للاستخدام‪ ،‬وبهذا سوف يحقق الشيك الإلكتروني عدة‬
‫إيجابيات منها‪:‬‬

‫‪ –1‬تصرف الشيكات الالكترونية في دفع الصفقات الالكترونية بجميع‬


‫أنواعها‪ ،‬إدارية أو تجارية أو مدنية بطريقة آمنة عن طريق البريد‬
‫الالكتروني‪.‬‬

‫‪ –2‬تخضع الشيكات الإلكترونية إلى الإطار القانوني نفسه المقرر في‬


‫الشيكات الورقية‪.‬‬

‫‪ – 3‬دفتر الشيكات الإلكتروني دفتر آمن مقارنة بدفتر الشيكات المادي‬


‫ولا يختلف كلاهما عن الآخر إذ أنهما يحققان الهدف نفسه والوظيفة‬
‫نفسها[‪.]5‬‬

‫‪ – 4‬تحد الشيكات الإلكترونية من كلفة إدارة الآليات الخاصة بالدفع وتحل‬


‫المشاكل المتعلقة بالشيكات الورقية كالتزوير والنقل والطبع والسرعة‪.‬‬

‫ومن المهم التنبيه إلى أن الشيكات الإلكترونية تخضع لطرق التدقيق‬


‫نفسها التي تعتمد في الشيكات الورقية بحيث تخضع لكل المعالجات‬
‫التطبيقية ما عدا التي تمس الطابع المادي‪ ،‬حيث يقوم الموظف بفحص‬
‫صحة الشيك الإلكتروني عن طريق آلة تقوم بفك الرموز حيث إن الوقت‬
‫الذي تستغرقه الآلة في ذلك أقل من الوقت اللازم لفحص التوقيع‬
‫اليدوي‪ ،‬كما يتم التأكد من التوقيع الإلكتروني[‪ ]6‬في الشيكات الإلكترونية‬
‫المتداولة عبر الإنترنت عن طريق سلطات التصديق التي تتأكد من‬
‫الموقع والتوقيع[‪. ]7‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الطبيعة القانونية للشيك الإلكتروني‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪13/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫إن الشيك الإلكتروني بديل رقمي للشيك الورقي يتضمن نفس البيانات‬
‫التي يتضمنها هذا الأخير حسب المادة ‪ 239‬م ت “من تحديد مبلغ الشيك‬
‫و تاريخ إنشائه واسم المستفيد واسم مصدره‪ ”..‬تكتب هاته البيانات‬
‫بواسطة أداة الكترونية كالحاسب الآلي أو الهاتف الذكي وغيرها من‬
‫الأجهزة التي تتيح هذه المكنة‪ ،‬ويتم تذييله بالتوقيع الإلكتروني للحاسب‬
‫حتى تضفى عليه الحجية ذاتها التي للشيك الورقي في الدول التي‬
‫تعترف بحجية التوقيع الإلكتروني‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى المادة ‪ 239‬من م ت نلاحظ أن من البيانات التي يجب أن‬


‫يتضمنها الشيك التوقيع‪ ،‬وقد اختلف الفقه المغربي حول تفسير مدلول‬
‫التوقيع الوارد في الفقرة السادسة من المادة أعلاه‪ ،‬بين من يرى ضرورة‬
‫تفسير كلمة التوقيع تفسيرا واسعا‪ ،‬اي اعتبارها تشمل كافة صور التوقيع‬
‫سواء أكان يدويا أو رقميا أو بيوميتريا‪.‬‬

‫في حين يذهب جانب أخر من الفقه إلى ضرورة التمسك بحرفية النص‬
‫القانوني وعدم التوسع في تفسيره والاعتداد بالتوقيع اليدوي‪.‬‬

‫لكن بالرجوع إلى ق‪.‬ل‪.‬ع من خلال الفصل ‪ 1-417‬المعدل بمقتضى‬


‫القانون رقم ‪ 53.05‬على أن الوثيقة المحررة على دعامة الكترونية تتمتع‬
‫بنفس قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثيقة المحررة على الورق‪ ،‬شريطة‬
‫أن يكون بالإمكان التعرف بصفة قانونية على الشخص الذي صدرت عنه‬
‫وأن تكون معدة ومحفوظة وفق شروط من شأنها ضمان أتميتها‪ .‬ونلاحظ‬
‫كذلك من خلال الفصل ‪ 2-417‬أن المشرع المغربي أعطى للتوقيع‬
‫تعريفا وظيفيا‪ ،‬حيث جاء في الفصل أعلاه على أنه يتيح التوقيع‬
‫الضروري لإتمام وثيقة قانونية التعرف على الشخص الموقع ويعبر عن‬
‫قبوله الالتزامات الناتجة عن الوثيقة المذكورة‪ .‬و أشار كذلك إلى ضرورة‬
‫الوثوق في الوسيلة المستعملة في التوقيع الالكتروني‪ ،‬عندما تتيح‬
‫استخدام توقيع إلكتروني مؤمن إلى أن يثبت ما يخالف ذلك[‪. ]8‬‬

‫وهكذا يتضح مما ذكرناه أن كل وثيقة مذيلة بتوقيع إلكتروني مؤمن و‬


‫المختومة زمنيا لها نفس قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثيقة المصادق‬
‫على صحة توقيعها و المذيلة بتاريخ ثابت‪ ،‬وبناء عليه فالتوقيع‬
‫الالكتروني و الذي من شأنه التدليل على هوية الموقع وعلى التزامه بما‬
‫وقع عليه يكتسب قوة ثبوتية قانونية وهذا ما أكدته كذلك الفقرة الثانية‬
‫من المادة التاسعة من القانون الاونسيترال[‪.]9‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬خطوات استخدام الشيك الإلكتروني و النظام المستخدم‬


‫في عملية الوفاء‬

‫يمر أسلوب الدفع بواسطة الشيك الالكتروني بعدة خطوات‪ ،‬و فيما‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪14/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫يخص طريقة إعمال هذه الأخيرة فيتم الاعتماد على وجود وسيط دوره‬
‫التحقق من تمام عملية الوفاء الالكتروني بواسطة الشيك وغالبا ما يكون‬
‫هذا الوسيط أحد البنوك الإلكترونية التي تعمل من خلال شبكة الانترنيت‪،‬‬
‫وينشط على مستوى الشبكة العنكبوتية نظامين هامين يتم‬
‫استخدامهما في عملية الوفاء بالشيك الالكتروني‪.‬‬

‫وسنتطرق إلى إجراءات أو خطوات استخدام الشيك الالكتروني (أولا)‪ ،‬و‬


‫الأنظمة التي يتم استخدامها للوفاء بالشيك الالكتروني (ثانيا)‪.‬‬

‫أولا ‪ :‬خطوات استخدام الشيك الالكتروني‬

‫الخطوة الأولى ‪ :‬اشتراك المشتري لدى جهات الدفع (غالبا ما تكون‬


‫بنكا ) حيث يتم فتح حساب جاري بالرصيد الخاص بالمشتري‪ ،‬أو‬
‫يتم الاتفاق على الصرف خصما من الحساب الجاري للمشتري‪،‬‬
‫وتسجيله في قاعدة بيانات جهة الدفع‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬اشتراك البائع لدى جهة الدفع نفسها حيث يتم‬
‫أيضا فتح الحساب الجاري أو الربط مع اي حساب جاري له‪ ،‬ويتم‬
‫تحديد التوقيع الالكتروني للبائع وتسجيله في قاعدة بيانات جهة‬
‫الدفع‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬وفيها يقوم المشتري باختيار السلعة أو السلع التي‬
‫يرغب في شرائها من البائع المشترك لدى شركة الدفع نفسها أو‬
‫جهة أخرى تعترف بالشيك الالكتروني بعد أن يتم تحديد السعر‬
‫الكلي و الاتفاق على أسلوب الدفع‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬يقوم المشتري بتحرير الشيك الإلكتروني بالبريد‬
‫الإلكتروني المؤمن إلى البائع[‪.]10‬‬
‫الخطوة الخامسة‪ :‬وفيها يقوم البائع باستلام الشيك الإلكتروني‬
‫الموقع من المشتري‪ ،‬ويوقع كمستفيد بتوقيع إلكتروني مشفر‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بإرساله الى جهة الدفع[‪.]11‬‬
‫الخطوة السادسة‪ :‬تراجع فيها جهة الدفع الشيك‪ ،‬و تتحقق من صحة‬
‫الأرصدة و التوقيعات‪ ،‬وبناء على ذلك تقوم بإخطار كل من‬
‫المشتري و البائع بتمام إجراء المعاملة المالية وخصم الرصيد من‬
‫المشتري وإضافته إلى حساب البائع [‪.]12‬‬

‫ثانيا ‪:‬الانظمة الوفاء بالشيك الالكتروني‬

‫ينشط على مستوى الشبكة العنكبوتية نظامين هامين يتم استخدامهما‬


‫في عملية الوفاء بالشيك الالكتروني[‪ ،]13‬يتعلق الأمر بالنظام الاتحاد من‬
‫أجل الخدمات المالية التكنولوجية (أ)‪ ،‬و نظام شركة (ب)‪.‬‬

‫أ – نظام الاتحاد من أجل الخدمات المالية التكنولوجية ‪F.S.TC‬‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪15/35‬‬
‫نظام الاتحاد من أجل الخدمات المالية التكنولوجية ‪F.S.TC‬‬ ‫أ‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫يعمل هذا النظام على نقل الشيك من شكله العادي الورقي الملموس‬
‫إلى النطاق الافتراضي غير الملموس‪ ،‬حيث يستطيع العميل الحصول‬
‫على دفتر الشيكات الإلكترونية‪ ،‬وتسلم الشيكات وفق هذا النظام عبر‬
‫موقع على (الويب) أو عن طريق البريد اللكتروني وتكون الشيكات‬
‫المستعملة في هذا النظام موقعة رقميا باستعمال تقنية التشفير‬
‫لضمان سلامة عملية الوفاء‪ ،‬وقد اعترفت الحكومة الأمريكية بهذا النظام‬
‫وانخرط فيه مجلس الخزانة الأمريكي منذ سنة ‪.1998‬‬

‫ب – نظام شركة ‪Net ChEX‬‬

‫لجأت شركة (‪ )NET CHEX‬في طرحها لنظام الوفاء بالشيك الالكتروني‬


‫عبر شبكة الانترنيت إلى الوسطاء‪ ،‬حيث تستلزم وجود تسجيل مسبق‬
‫لمستخدم النظام والتاجر لدى الوسيط‪ ،‬ويسمح النظام العميل بالتعامل‬
‫مع شيكاته وإدارتها بواسطة حاسبه الشخصي‪ ،‬وترتكز إجراءات الأمان‬
‫لهذا النظام على عدم إظهار المعلومات الصرفية على الوثيقة التي‬
‫تنتقل عبر شركة الانترنيت ولا تظهر إلا عند إرسالها إلى الشركة التي‬
‫تسهر على أمن النظام بعد أن تتأكد من صحة الشيك بواسطة قاعدة‬
‫بيانات الأعضاء المنتسبين لهذا النظام‪ ،‬بعدها ينتقل الشيك إلى الشبكة‬
‫المصرفية التي تتعامل معه بنفس الطريقة التي يعامل بها الشيك‬
‫التقليدي‪ ،‬وفي الأخير يسلم العميل من الشركة تأكيدا كتابيا بإتمام عملية‬
‫تسوية الدين مشتملا على رقم الشيك المستعمل في الوفاء والمبلغ‬
‫المدفوع وذلك عن طريق البريد الالكتروني [‪.]14‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الكمبيالة الالكترونية‬

‫تعتبر الكمبيالة الإلكترونية من الوسائل الدفع الحديثة التي دخلت الى‬


‫العالم التجاري من بابه الواسع‪ ،‬وفرضت نفسها على باقي وسائل الدفع‬
‫الإلكترونية‪ ،‬ولا تختلف الكمبيالة الإلكترونية عن مثيلتها الورقية‪.‬‬

‫الفقرة الأولى ‪:‬مفهوم الكمبيالة الإلكترونية‬

‫سنتطرق أولا إلى تعريف الكمبيالة الإلكترونية (أولا )‪ ،‬ثم أنواعها ( ثانيا)‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪16/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫أولا ‪ :‬تعريف الكمبيالة الإلكترونية‬

‫المشرع المغربي لم يعرف كذلك الكمبيالة بصفة عامة شأنها شأن‬


‫الأوراق التجارية الأخرى‪ ،‬لكن حدد البيانات التي يجب ان تتضمنها‬
‫الكمبيالة فقط‪ ،‬و ذلك من خلال‬

‫المادة ‪ 159‬من م ت[‪ ،]15‬لكن لا يختلف تعريف الكمبيالة الإلكترونية عن‬


‫مثليتها الورقية‪ ،‬ومن ثم يمكن القول بأنها محرر شكلي ثلاثي الأطراف‬
‫معالج إلكترونيا بصورة كلية أو جزئية‪ ،‬يتضمن أمرا من شخص يسمى‬
‫الساحب إلى شخص آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا من‬
‫النقود‪ ،‬لشخص ثالث يسمى المستفيد لدى الاطلاع أو في تاريخ‬
‫معين[‪.]16‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الكمبيالة الالكترونية‬

‫الكمبيالة الإلكترونية بالمعنى المتقدم تنقسم الى نوعين الكمبيالة‬


‫الإلكترونية الورقية ( أ )‪ ،‬و الكمبيالة الإلكترونية الممغنطة ( ب )‪.‬‬

‫أ‪ :‬الكمبيالة الإلكترونية الورقية‬

‫وهي التي تصدر من البداية في شكل ورقة كأي كمبيالة تقليدية‪ ،‬ثم يتم‬
‫معالجتها إلكترونيا عند تقديمها لدى البنك لتحصيلها أو بمناسبة تظهيرها‬
‫لأي طرف آخر[‪ . ]17‬و من الأهمية بمكان بيان أن سند السحب يستلزم‬
‫لوفائه موافقة صريحة من المسحوب عليه ويتم تسليمها بناء على‬
‫إشعار موجه بواسطة البنك القائم بالوفاء‪ ،‬ثم يقوم بنك الساحب بنقل ما‬
‫يحتويه الصك من بيانات على دعامة ممغنطة إذا كان ورقيا عن طريق‬
‫الحاسوب[‪. ]18‬‬

‫ب‪ :‬الكمبيالة الالكترونية الممغنطة‬

‫وفيها يختفي أي دور للورق وتصدر من البداية على دعامة ممغنطة[‪، ]19‬‬
‫وتتم بشكل كلي من خلال الوسائط الإلكترونية‪ ،‬فتصدر من البداية على‬
‫دعامة إلكترونية ممغنطة‪ ،‬و إذا حدد لها تداول يتم تداولها أيضا من خلال‬
‫الوسائل الالكترونية [‪.]20‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬خصوصية الكمبيالة الإلكترونية‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪17/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫تخضع الكمبيالة الإليكتروني لذات القواعد التي تخضع لها الكمبيالة‬


‫التقليدية‪ ،‬ولكن الكمبيالة الإليكترونية لها بعض الخصوصية‪ ،‬سنشير إلى‬
‫أهم مظاهر هذه الخصوصية والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ –1‬في حالة الكمبيالة الإليكترونية الورقية جرت العادة على أن تصدر‬


‫هذه الكمبيالة على نموذج مطبوع يسمح بالاطلاع عليه بواسطة‬
‫الحاسب‪ ،‬وهو ما يثير فكرة الشكلية المادية التي توجد في هذا النوع من‬
‫الكمبيالات بالإضافة للشكلية القانونية‪.‬‬

‫‪ –2‬لكي تنشأ الكمبيالة الإليكترونية لا بد من توافر البيانات الإلزامية‪،‬‬


‫ولكن جرت العادة في هذا النوع من الكمبيالات على وجود بيانات أخرى‬
‫مثل اسم بنك المسحوب عليه ورقم حسابه واسم الفرع الذي يوجد لديه‬
‫الحساب‪.‬‬

‫‪ –3‬تكتسي بعض البيانات الاختيارية أهمية خاصة في مجال الكمبيالات‬


‫الإليكترونية مثل شرط الرجوع بلا مصاريف‪ ،‬وشرط محل الدفع المختار‪،‬‬
‫وشرط عدم الإخطار‪.‬‬

‫‪ –4‬تثور الصعوبة وليست الاستحالة في تصور قيام بعض العمليات‬


‫الواردة على الكمبيالة الإليكترونية مثل التظهير والقبول والضمان‬
‫الاحتياطي [‪.]21‬‬

‫بعدما تطرقنا إلى الشيك الإلكتروني والكمبيالة الإلكترونية‪ ،‬كان من‬


‫الضروري الإشارة الى وجود نوع ثالث من الأوراق التجارية الإلكترونية و‬
‫هو السند لأمر الالكتروني‪ ،‬بحيث لا يختلف كثيرا عن الكمبيالة الإلكترونية‪،‬‬
‫فهو يخضع لذات الأحكام هذه الاخيرة‪ ،‬ومن توافر بعض البيانات مثل‬
‫اسم بنك المحرر ورقم حساب …‬

‫ولقد كانت الصورة التقليدية للسند لأمر الإلكتروني تتمثل في أن يقوم‬


‫المحرر بتحرير السند في صورة ورقية‪ ،‬ثم يسلمه إلى المستفيد‪ ،‬الذي‬
‫يسلمه بدوره إلى بنكه‪ ،‬لكن السند لأمر الإلكتروني يقوم بنقل البيانات‬
‫على شريط ممغنط‪ ،‬ثم يحتفظ به لديه‪ ،‬وبعد ذلك يتم التداول الشريط‬
‫الممغنط الذي يتضمن بيانات السند من بنك المستفيد إلى الحاسب‬
‫الالي للمقاصة إلى بنك المحرر الملتزم بالوفاء وعن هذا الطريق يتم‬
‫تحديد السندات التي يتم الوفاء بها غيرها التي لا يتم الوفاء و إشعار‬
‫بنوك محررة السندات بذلك [‪.]22‬‬

‫كخلاصة يمكن القول أن الأوراق التجارية الإلكترونية لا تختلف عن‬


‫نظيرتها التقليدية‪ ،‬فقط أنها تتم معالجتها إلكترونيا‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪18/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل الوفاء الإلكترونية المستحدثة‬

‫في ظل ثورة المعلومات والاتصالات ظهرت على الساحة المصرفية‬


‫وسائل وفاء الإلكتروني لم تكن موجودة أصلا من قبل‪ ،‬فقد كان للبيئة‬
‫الإلكترونية الدور الرئيس في خلقها واستحداثها ومن ذلك البطاقات‬
‫الائتمان المتعددة الأغراض والاستخدامات (المطلب الأول)‪ ،‬ثم النقود‬
‫الالكترونية ( المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب الأول‪ :‬بطاقة الائتمان كأهم بطاقة بنكية في الوفاء الإلكتروني‬

‫بطاقات الائتمان هي أهم وسائل الدفع الإلكترونية الحديثة التي تغني‬


‫عن حمل النقود والتعامل بها‪ ،‬هذه البطاقات تصدرها مؤسسات‬
‫ائتمانية لصالح العملاء وهي تمكنهم من التعامل مع المحلات التجارية‬
‫وشراء حاجياتهم دون دفع النقود يكفي فقط أن يبرزوا هذه البطاقة‬
‫المقبولة عند هذه المحلات ويوقعوا على إيصالات أو فواتير بقيمة‬
‫السلع المشتراة ويقوم البنك أو المؤسسة المصدرة بالوفاء عنهم‪،‬‬
‫وتمكن هذه البطاقات حامليها من السحب من أجهزة الصراف الآلي‬
‫والتي تعمل طوال ‪ 24‬ساعة‪ ،‬كما أنها توفر لهم إمكانية التعامل من خلال‬
‫شبكة الانترنيت وسدادا الالتزامات المالية المترتبة على هذا التعامل من‬
‫خلالها‪.‬‬

‫الفقرة الأولى‪ :‬مفهوم بطاقة الائتمان‬

‫أولا‪ :‬تعريف بطاقة الائتمان و تنظيمها القانوني‬

‫وبالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 329‬من مدونة التجارة والتي أخذت‬


‫حرفيا عن المادة الرابعة من القانون البنكي ‪ 1993‬والذي تم تغييره‬
‫بالقانون المتعلق بمؤسسات الائتمان و الهيئات المعتبرة في‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪19/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫بالقانون المتعلق بمؤسسات الائتمان و الهيئات المعتبرة في‬
‫حكمها[‪ ، ]23‬فإننا نلاحظ بأنها اكتفت بتعريف وسائل الأداء بشكل عام‬
‫دون أن تعمد إلى بيان ماهية هذه الوسائل لتبقى هذه العبارة صالحة‬
‫للحاضر والمستقبل‪ .‬فقد جاءت فيها ” تعتبر وسيلة أداء وفق مقتضيات‬
‫المادة السادسة من القانون المتعلق بمؤسسات الائتمان و الهيئات‬
‫المعتبرة في حكمها‪ ،‬كل وسيلة تمكن كل شخص من تحويل أموال كيفما‬
‫كانت الطريقة أو الخطة التقنية المستعملة لذلك”‪ .‬وهذه المادة جاءت‬
‫متوافقة مع مقتضيات المادة الثانية من القانون الفرنسي المتعلق‬
‫بحماية الشيكات وبطاقة الوفاء‪ .‬واعتمادا على المادتين ‪ 329‬و ‪ 330‬من‬
‫م ت يمكن تعريف بطاقة الائتمان بأنها عبارة عن ورقة تتضمن أمرا أو‬
‫التزاما بالأداء غير قابل للرجوع فيه من طرف الزبون صاحب البطاقة‬
‫إلى المؤسسة المصدرة لها قصد القيام بالتحويل مبلغ معين من حسابه‬
‫إلى حساب التاجر المنخرط في نظام البطاقة [‪.]24‬‬

‫وفي تعريف أخر هي ” أداة مصرفية بلاستيكية كبديل للنقد والائتمان‬


‫في نفس الوقت‪ ،‬وتعطي لحاملها الحق في الحصول على تسهيل‬
‫ائتماني من مصدر هذه البطاقة وذلك للوفاء بقيمة مشترياته من سلع‬
‫وخدمات لدى التاجر على إيصال بقيمة التزاماته‪ ،‬على أن يقوم التاجر‬
‫بتحصيل القيمة من البنك مصدر البطاقة ويتعين على الحامل تسديد‬
‫القيمة لمصدرها خلال أجل معين متفق عليه [‪.]25‬‬

‫وفي هذا الإطار قدم القضاء الفرنسي تعريف لها في حكم صادر من‬
‫محكمة النقض أنها‪ ” :‬بطاقة إلكترونية تمكن حاملها من سحب الأموال‬
‫من أجهزة الصراف الآلية‪ ،‬كما تمكنه من الحصول على حاجيات دون أن‬
‫يقوم بالدفع الفوري‪ ،‬فيقوم بتقديم البطاقة للتاجر محولا بذلك الالتزام‬
‫بالدفع إلى البنك‪ ،‬والذي يقوم باقتطاع هذه المبالغ من حساب الحامل‬
‫في وقت لاحق وفق لما تم الاتفاق عليه في العقد الذي يجمعهما[‪.]26‬‬

‫ثانيا – أنواع بطاقة الائتمان‬

‫إذا كانت بطاقات الائتمان في صورتها الأولى قد اتسمت بتخصصها و‬


‫محدودية مجال استخدامها وارتباطها الوثيق بالمؤسسة المصدرة أو‬
‫إحدى فروعها فإن الأمر يختلف بالنسبة لهذه البطاقات في صورتها‬
‫الحديثة المعروفة حاليا‪.‬‬

‫حيث أصبحت مستقلة عن الجهات المصدرة لها الشيء الذي سمح بتعدد‬
‫وتنوع أغراض البطاقة فضلا عن عدم تقيدها بحدود جغرافية معينة‪.‬‬

‫أ‪ :‬بطاقات الائتمان من حيث الجهة المصدرة‬

‫تتخد بطاقات الائتمان أشكالا متعددة تختلف باختلاف الجهة المصدرة‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪20/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫لها‪ ،‬فهناك البطاقات البنكية وهناك كذلك البطاقات غير البنكية‪.‬‬

‫البطاقات البنكية‬

‫وهي التي تصدرها المؤسسات البنكية‪ ،‬وظهرت في المغرب بداية العام‬


‫‪ ،]27[1980‬ويوجد في المغرب أربعة مصدرين لبطاقة الائتمان هم‬
‫البنك الشعبي المركزي الذي عمد إلى إصدار مجموعة من البطاقات‬
‫منها بطاقة الشباك الأتوماتيكي و بطاقة الأداء للبنك الشعبي‪ ،‬وبطاقة‬
‫فيزا‪ ،‬وبطاقة ماستر كارد‪ ،‬وشبكة انتربنك التي اصدرت بطاقتها‬
‫المعروفة ‪ ،carte Interbank‬وبنك الوفاء عبر بطاقته المتعددة‬
‫الاستعمالات ‪wafa card‬‬

‫و التي جاءت بعد إصداره لبطاقتين سابقتين هما بطاقة البطاقة‬


‫البيضاء وبطاقة الشباك الأوتوماتيكي‪ ،‬ليأتي أخيرا البنك المغربي‬
‫للتجارة الخارجية عبر بطاقاته المتعددة والتي منها بطاقة فيزا و أورو‬
‫كارت و ماستر كارد وبطاقة السحب[‪.]28‬‬

‫وبالرغم من هذا التنوع في البنوك المغربية وهذه الصور المتعددة‬


‫للبطاقات البنكية إلا أن استعمالها لايزال محدودا في المغرب‪.‬‬

‫البطاقات غير البنكية‬

‫المقصود بالبطاقات غير البنكية تلك البطاقات التي تصدرها بعض‬


‫المؤسسات أو المحلات أو المشروعات التجارية أو الشركات الكبرى‬
‫والتي تملك فروعا في جميع أنحاء البلاد‪ ،‬لتمكن عملائها من الوفاء‬
‫بمشترياتهم لدى هذه الفروع بحيث يطلق عليها اسم‬

‫‪.la carte fournisseur‬‬

‫ولعل أهم صور هذه البطاقات بالمغرب ‪:‬‬

‫– بطاقة مرجان الفايز ‪ :‬والتي يديرها التجاري ستليم وتسلم لعملاء‬


‫المحلات التجارية الكبرى مرجان‪.‬‬

‫– بطاقة النفط ‪ :‬تصدر هذه البطاقة عن شركة طوطال المغرب‬


‫المختصة في بيع المحروقات‪ ،‬حيت تسلم مثل هذه البطاقات‬
‫للمقاولات التي تتوفر على عدد كبير من السيارات من أجل التزويد‬
‫بالوقود من جميع محطاتها و في مختلف أرجاء المغرب وهي نوعان‬
‫بطاقة السيارة و بطاقة السائق[‪. ]29‬‬

‫ب ‪ :‬بطاقات الائتمان من حيث وظيفتها‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪21/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫إذا كان الفقه قد بقي حائرا أمام التكنولوجية المستخدمة في استعمال‬


‫بطاقة الائتمان على وجه الخصوص‪ ،‬فإنه على العكس من ذلك تمكن‬
‫من إيجاد تصنيف مناسب لها حسب الوظيفة التي تؤديها‪ ،‬فهناك ما‬
‫يسمى ببطاقات السحب و بطاقات الوفاء‪ ،‬وهناك بطاقات الاعتماد و‬
‫أخيرا ضمان الشيكات‪.‬‬

‫– بطاقات الوفاء و السحب‬

‫جوهر بطاقات الوفاء هو الوفاء بثمن السلع و الخدمات التي يحصل‬


‫عليها الحامل من التجار المعتمدين لدى الجهة المصدرة للبطاقة‪ ،‬حيث‬
‫تغنيه عن الدفع الفوري و النقدي‪،‬‬

‫و توفر له إمكانية حديثة للأداء وذلك بتحويل ثمن تلك السلع و الخدمات‬
‫من حسابه لدى البنك إلى حساب التاجر وهي بذلك لا تشكل عملة أو‬
‫أداة نقدية وإنما تحل محل النقود في الأداء فقط [‪.]30‬‬

‫لعل نفس المنحى نجده فيما يخص بطاقات السحب المتمثلة في تلك‬
‫البطاقات التي تصدرها المؤسسات الائتمانية‪ ،‬وتتم عمليات السحب‬
‫بواسطة هذه البطاقة عبر إدخالها الى فتحة خاصة من جهاز الشباك‬
‫الآلي و تسجيل الرقم السري و المبلغ المراد سحبه‪ ،‬على أن لا يتعدى‬
‫المبلغ المسموح به[‪. ]31‬‬

‫بطاقات الاعتماد وضمان الشيكات‬

‫بطاقة الاعتماد هي التي يصدرها تاجر أو هيئة ائتمانية تخول الحصول‬


‫على اعتماد في حدود قدر معين للشراء من أجل الاستهلاك‪ ،‬بعبارة اخرى‬
‫هي بمثابة قرض للاستهلاك ويخضع لنظام القروض والفوائد‪ .‬وبالتالي‬
‫فإن عنصر الائتمان وإن كان ثانويا فيما يتعلق ببطاقات الوفاء إلا أنه‬
‫محل اعتبار أساسي بين أطراف العلاقة في مثل هذا النوع من‬
‫البطاقات[‪. ]32‬‬

‫أما في ما يخص بطاقة ضمان الشيكات فهي تستخدم كوسيلة لضمان‬


‫الوفاء بالشيك فقط في حدود المبالغ المتفق عليها [‪ ،]33‬إذ لا يمكن‬
‫استعمالها بشكل مستقل عن الشيك لأن هذا الأخير هو أداة وفاء‬
‫أساسية للعملية التجارية وليست البطاقة[‪. ]34‬‬

‫ال طا ا‬ ‫ا‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫ا‬ ‫طا ة ال‬ ‫الثا ة‬ ‫ال‬ ‫‪22/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمييز بطاقة الائتمان عن غيرها من البطاقات‬

‫أولا‪ :‬تمييز بطاقة الائتمان عن بطاقة الوفاء‬

‫تقوم فكرة بطاقة الوفاء على قيام الحامل بوفاء ثمن السلع والخدمات‬
‫التي يحصل عليها من بعض المحلات التجارية المعتمدة لدى الجهة‬
‫المصدرة للبطاقة عبر تحويل ثمن هذه السلع من حساب الحامل إلى‬
‫حساب التاجر‪.‬‬

‫ترتبط بطاقة الوفاء برصيد حاملها لدى البنك المصدر للبطاقة‪ ،‬بحيث لا‬
‫يمكن لحاملها استعمالها فيما يجاوز رصيده المودع لدى البنك‪ ،‬في حين‬
‫أن بطاقة الائتمان لا ترتبط برصيد حاملها بل على ثقة المصدر بالملاءة‬
‫المالية لحامل البطاقة و قدراته على السداد عند تاريخ الاستحقاق[‪.]35‬‬

‫وبالتالي فإن بطاقة (الأداء) تستخدم للحصول على السلع والخدمات‬


‫فقط‪ ،‬بمعنى أن هذه البطاقة لا تقدم أي ائتمان لحاملها حيث يبقى‬
‫استخدامها رهين بوجود رصيد لهذا الحامل‪ ،‬عكس ما عليه الأمر‬
‫بخصوص بطاقة الائتمان التي تقوم على فكرة الوفاء والضمان معا‪،‬‬
‫حيث تقدم لحاملها اعتمادا ماليا في حدود مبلغ معين يتم الاتفاق عليه‬
‫مسبقا لتتيح له استخدامها حتى في حالة عدم وجود رصيد فعلي في‬
‫حسابه المدين[‪. ]36‬‬

‫ثانيا‪ :‬بطاقة الائتمان وبطاقة السحب الآلي‬

‫تعرف بطاقة السحب الآلي (الصراف الآلي) بأنها أداة تخول لحاملها‬
‫السحب الكلي أو الجزئي للمبالغ النقدية الموجودة في حسابه البنكي‬
‫بواسطة الشبابيك الآلية للمؤسسات المالية المصدرة لها‪ ،‬بمعنى آخر‬
‫هي نظام متطور للأداء التقليدي المباشر الذي يقوم به الأشخاص‬
‫الذاتيون المكلفون بالصندوق بمعنى أن الموزع لم يعد شخصا طبيعيا‬
‫وإنما أصبح آليا أو أوتوماتيكيا‪.‬‬

‫ومن هنا فإن بطاقة السحب لا تقدم أي ائتمان بحيث يقتصر دورها على‬
‫سحب النقود فقط‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بطاقة الائتمان وبطاقة ضمان الشيك‪:‬‬

‫يمكن تعريف بطاقة ضمان الشيك بأنها بطاقة يتعهد بموجبها البنك أو‬
‫الجهة المصدرة عموما للحامل بأن يضمن سداد الشيكات المسحوبة من‬
‫قبله وفق لشروط تلك البطاقة[‪.]37‬‬

‫ووفقا لنظام عملها فإن الحامل يقوم عند سحب شيك لأحد التجار‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪23/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫بإبرازها وتدوين رقمها على ظهر هذا الشيك كضمان له‪ ،‬ليقوم التاجر‬
‫بعد ذلك بالتحقق من مطابقة اسم وتوقيع صاحب الشيك مع الاسم‬
‫والتوقيع الموجودان على ظهر البطاقة إلى جانب مطابقة الرقم السري‬
‫للبطاقة مع الرقم السري الموجود على ظهر الشيك‪.‬‬

‫ومن هنا تبرز الفروق بين بطاقة ضمان الشيك وبطاقة الائتمان كون‬
‫الأولى تضمن الوفاء بشيك مسحوب عليه من الحامل بينما الثانية‬
‫تضمن الوفاء بقيمة سلع وخدمات حصل عليها هذا الحامل من التاجر‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن بطاقة ضمان الشيك ذات طابع أوسع من‬
‫بطاقة الائتمان حيث أن الحامل يملك صلاحية سحب الشيك لأي شخص‬
‫كان‪ ،‬بينما البطاقة لا تقبل ‪-‬لا يتم سحبها‪ -‬إلا من طرف التجار المتعاقدين‬
‫مع الجهات المصدرة[‪.]38‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النقود الالكترونية‬

‫تعد النقود الإلكترونية أحدث أشكال وسائل الوفاء الإلكتروني التي‬


‫وضعت للوفاء بالالتزامات المالية على شبكة الإنترنت‪ ،‬كما تعد أحد أبرز‬
‫مظاهر الثورة التكنولوجية والمعلومات التي أدت إلى حدوث تغيير‬
‫جوهري في وسائل وأنظمة الدفع الإلكتروني‪.‬‬

‫اذن في هذا المطلب سنحاول تعريف بالنقود الالكترونية و أهم‬


‫خصائصها ( الفقرة الأولى)‪ ،‬ثم أنواعها و طبيعتها القانونية ( الفقرة‬
‫الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة الأولى‪ :‬مفهوم النقود الإلكترونية‬

‫سنحاول من خلال هذه الفقرة التطرق إلى تعريف النقود الإلكترونية‬


‫(أولا)‪ ،‬ثم خصائصها (ثانيا)‪.‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪24/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫أولا‪ :‬تعريف النقود الإلكترونية‬

‫لم يتفق الرأي حول تعريف النقود الالكترونية أو الاحاطة بمضمونها و‬


‫ذاتيتها‪ ،‬وذلك بسبب الغموض الذي يحيط بالمصطلحات و المفاهيم‬
‫الجديدة المرتبطة بها‪ .‬ولقد أقرت لجنة (‪ )Basel‬للتسويات الدولية هذه‬
‫الصعوبة‪ .‬فالتعريف يمزج بين المفاهيم التقنية الحديثة‬

‫و الخصائص الاقتصادية و القانونية في ذات الوقت‪.‬‬

‫وفي هذا الإطار فقد وردت تعريفات عديدة للنقود الإلكترونية حيث‬
‫عرفها البعض على أنها عبارة عن القيمة المخزونة أو وسيلة الدفع‬
‫المدفوعة مسبقا تكون فيها الأموال مسجلة أو القيمة متوفرة و مخزونة‬
‫على جهاز إلكتروني في حيازة المستهلك[‪.]39‬‬

‫كما عرفها البعض بأنها وحدات رقمية إلكترونية يتم انتقالها بطريقة‬
‫معينة من حساب شخص إلى شخص أخر[‪.]40‬‬

‫وفي هذا الصدد فقد اهتمت العديد من الجهات المعنية بالنقود‬


‫الإلكترونية بوضع تعريف محدد لها‪ ،‬وفي أوروبا فقد تكونت لجنة أوربية‬
‫سنة ‪ ،1997‬وذلك لدراسة عمليات الدفع التي تتم بشكل لإلكتروني‪ ،‬وفي‬
‫التوصية التي أعدتها هذه اللجنة عرفت النقود الإلكترونية بأنها ” وحدات‬
‫ذات قيمة مالية مخزنة إلكترونيا “[‪.]41‬‬

‫أما المشرع المغربي فقد تعرض في القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق‬


‫بمؤسسات الائتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها الصادر بتاريخ ‪24‬‬
‫دجنبر ‪ 2014‬لمفهوم النقود الإلكترونية في الفقرة الثانية من المادة ‪6‬‬
‫منه‪ ،‬حيث نص على أنه ‪ ” :‬تعتبر كذلك وسيلة أداء النقود الإلكترونية‬
‫المعرفة كقيمة نقدية تمثل دينا على مصدر والتي تكون مخزنة على‬
‫دعامة إلكترونية ومصدرة مقابل تسليم أموال بمبلغ لا تقل قيمته عن‬
‫القيمة النقدية المصدرة‪ ،‬و مقبولة كوسيلة للأداء من قبل الأغيار غير‬
‫الجهة المصدرة للنقود الإلكترونية “‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص النقود الإلكترونية‬

‫تمتاز النقود الإلكترونية بوصفها منتجات حديثة بمجموعة من الخصائص‬


‫جعلت منها وسيلة للدفع متميزة و مقبولة‪ ،‬لكن سوف نقتصر على‬
‫بعضها فقط ‪:‬‬

‫النقود الاإلكترونية وحدات مخزونة على وسيلة الكترونية‬

‫النقود الإلكترونية عبارة عن وحدات أو أرقام مخزونة على وسيلة‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪25/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫النقود الإلكترونية عبارة عن وحدات أو أرقام مخزونة على وسيلة‬
‫إلكترونية[‪ ،]42‬وهذه الوسيلة هي الهارد ديسك لجهاز الكمبيوتر الخاص‬
‫بالعميل[‪ ،]43‬إذ يعرف باسم المحفظة الإلكترونية‪ ،‬أي أنها مجرد ملفات‬
‫إلكترونية صغيرة وليس لها كيان مادي كما هو الشأن بالنسبة للأوراق‬
‫النقدية[‪.]44‬‬

‫النقود الإلكترونية قيمة نقدية‬

‫تعد الوحدات الإلكترونية ذات قيمة رغم أنها ليست نقودا بالمعنى‬
‫المعروف للنقود‪ ،‬و الدليل عل ذلك أن حامل هذه الوحدات يستطيع‬
‫سداد أثمان السلع و الخدمات التي يشتريها من أي تاجر يقبل التعامل‬
‫بها[‪ .]45‬ويمكن للعميل استخدام هذه المحفظة في القيام بعمليات‬
‫البيع أو الشراء أو التحويل[‪.]46‬‬

‫النقود الإلكترونية ثنائية الأطراف‬

‫بمعنى يتم نقلها من المستهلك إلى التاجر دون الحاجة إلى وجود طرف‬
‫ثالث بينهما كمصدر هذه النقود‪ ،‬إذا يقتصر دور هذا الأخير في تحويل‬
‫تلك النقود إلى نقود ورقية عادية فقط‪.‬‬

‫قابلة التحويل‬

‫تمتاز النقود الإلكترونية بقابليتها السهلة للتحويل وبطرق مختلفة‪ ،‬إذ‬


‫يمكن تحويل النقود الإلكترونية من خلال شبكة الاتصالات الدولية من‬
‫حاسوب شخصي إلى حاسوب شخصي أخر‪ ،‬كما يمكن ان تنتقل الأرصدة‬
‫الإلكترونية مباشرة من مستهلك إلى أي شخص دون أي تداخل من طرف‬
‫ثالث مصدر النقود الإلكترونية[‪.]47‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪26/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع النقود الإلكترونية و طبيعتها‬

‫سوف نتطرق في هذه الفقرة إلى بيان أنواع النقود الإلكترونية ( أولا )‪،‬‬
‫بالإضافة إلى طبيعتها القانونية ( ثانيا )‪.‬‬

‫أولا‪ :‬أنواع النقود الإلكترونية‬

‫لا تتخذ النقود الإلكترونية نوعا واحدا‪ ،‬بل أنها تكون على صورتين أو‬
‫نوعين‪ ،‬وذلك بحسب الوسيلة التي يتم عليها خزن الوحدات الإلكترونية‪.‬‬

‫المحفظة الإلكترونية‬

‫هي عبارة عن بطاقة تحتوي على قيمة نقدية مخزنة فيها عن طريق‬
‫شريط مغناطيسي أو رقاقة حاسوب صغير هو في حقيقته حاسوب‬
‫نقال[‪ ،]48‬ولذلك يطلق على هذا النوع أحيانا بالبطاقة الذكية‪ .‬ويمكن‬
‫لهذه البطاقة أن تحول القيمة إلكترونيا إلى بطاقة أخرى دون الحاجة إلى‬
‫ربطها بأي حاسوب مركزي[‪.]49‬‬

‫النقود الرقمية‬

‫هذا النوع يقوم بخزن القيمة في أقراص الحاسوب الصلبة[‪،]50‬‬


‫وتستخدم عن طريق الحاسوب الشخصي للمستهلك الذي يجب أن يتم‬
‫ربطه بشبكة الاتصالات الدولية‪ ،‬ويطلق عليها أحيانا بالنقود الإلكترونية‬
‫المستندة على برامج[‪.]51‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية للنقود الإلكترونية‬

‫أثارت الطبيعة القانونية للنقود الإلكترونية جدلا فقهيا متميزا‪ ،‬إذ يرى‬
‫بعض الفقهاء أنها نوع جديد من النقود يضاف إلى النقود الورقية‬
‫المعدنية‪ ،‬في حين يتجه رأي أخر إلى تبني فكرة مقتضاها إن النقود‬
‫الإلكترونية ليست نقودا بالمعنى المتعارف‪ .‬وتفصيل الاتجاهين يتضح‬
‫من خلال النقط التالية‪:‬‬

‫النقود الإلكترونية نوع جديد من النقود‬

‫اعت ا النق د الإلكت ن ة نق دا ال عن‬ ‫ن الفقه إل‬ ‫ان‬ ‫ذه‬


‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪27/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫يذهب جانب من الفقه إلى اعتبار النقود الإلكترونية نقودا بالمعنى‬
‫المعروف والشائع لها‪ .‬ويمكن تبرير ذلك طبقا لهذا الاتجاه في أن‬
‫المنتجات الجديدة تؤدي ذات الوظائف التي تضطلع بها النقود الورقية‬
‫والمعدنية‪ .‬وتتمثل هذه الوظائف في كونها وحدة حساب تقاس بها‬
‫السلع والخدمات‪ .‬ووسيط مبادلة ومخزن القيمة وتؤدي النقود‬
‫الإلكترونية هذه الوظائف الثلاث أي أنها تعد وسيلة لتثمين السلع‬
‫والخدمات (وحدة حساب) وتستخدم في التبادلات التجارية والمعاملاتية (‬
‫وسيط المبادلة) وأنها ذات قيمة حقيقية يقبل بها التجار دون اشتراط‬
‫تحويلها إلى نقود حقيقية (مخزن للقيمة)‪ ،‬ومن ثم تبرأ ذمة المدين عن‬
‫طريق الوفاء بها كما هو الحال في النقود الحقيقية‪ ،‬كما أنها تنتقل من‬
‫يد إلى أخرى بسهولة‪ ،‬غاية ما في الأمر أنها لا تنتقل بصورة مادية وإنما‬
‫بصورة إلكترونية‪ ،‬ومن ثم يرى هذا الفقه بأننا سنصل إلى الوقت الذي‬
‫يتحول فيه النقد الإلكتروني إلى نقد رسمي مفروض قانوني بحيث يتعذر‬
‫تمييزه عن النقود الورقية والمعدنية من ناحية الإلزام والتعامل‪ .‬وقد‬
‫استدل البعض على أن النقود الإلكترونية نوع جديد من النقود‬
‫بالآتي[‪: ]52‬‬

‫‪ -1‬ان التاجر الذي يقبل التعامل بالنقود الالكترونية يطلب من مصدر‬


‫هذه النقود بعد ان يلقاها من المستهلك ان يحولها الى نقود ورقية‪،‬‬
‫وهذا يدل على أنها تختلف عن النقود الورقية‪.‬‬

‫‪ -2‬لا يعد التاجر الذي تلقى الوحدات الالكترونية بمجرد انتقالها إليه دائنا‬
‫للمصدر بقيمة السلع والخدمات التي باعها للمستهلك‪ ،‬لأنه يكون قد‬
‫قبض ثمنها عن طريق هذه الوحدات‪ ،‬فكل ما هنالك ان للتاجر حق‬
‫مطالبة المصدر بتحويلها الى نقود ورقية او حسابات مصرفية‪.‬‬

‫النقود الإلكترونية وسيلة دفع جديدة‬

‫يرى الجانب الأخر من الفقه أن النقود الإلكترونية وعلى عكس الرأي الأول‬
‫لا تتمتع بوظائف النقود المفروضة و من ثم لا يمكن تكييفها على أنها‬
‫نقود بالمعنى المتعارف لها‪ ،‬ونحن نرى – انتصارا لهذا الرأي – أن‬
‫الوحدات الإلكترونية لا تعد نوعا جديدا للنقود‪ ،‬لأن النقود الإلكترونية‬
‫تعتبر نظاما قانونيا فهي لا تمثل وحدة حسابية موحدة من حيث كيفية‬
‫الإصدار أو التسمية ولا تحمل فئات موحدة كالنقود الورقية ولا شكلا‬
‫ثابتا‪ .‬ولا تتمتع النقود الإلكترونية بقوة الإبراء القانوني‪ ،‬فبإمكان الدائن‬
‫رفض السداد بها و المطالبة بالسداد عن طريق النقود الحقيقية[‪.]53‬‬

‫ك أ‬ ‫إ ل‬ ‫ل‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫إل‬ ‫ا‬ ‫ك ا‬ ‫ال لك‬ ‫إ ال‬ ‫‪28/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫إن النقود الإلكترونية كما نرى ما هي إلا منقولات معنوية‪ ،‬إذ لا يمكن أن‬
‫تصنف كمنقولات مادية لافتقارها للشكل المادي‪ ،‬فهي في صورة أرقام‬
‫على وسيلة إلكترونية‪.‬‬

‫وفي هذا الإطار يجب الإشارة إلى أن المغرب منع التعامل ببعض الأنواع‬
‫من النقود مثل البتكوين ( ‪ ) Bitcoin‬نظرا لخطورتها‪ ،‬لأنها عبارة عن نقود‬
‫افتراضية غير موجودة‪ ،‬كما أنها تشكل خطرا على السياسة المالية‬
‫للدولة‪.‬‬

‫ويجب الإشارة على أنها لا زالت متداولة في العديد من الدول المتقدمة‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫من خلال هذه الدراسة لوسائل الوفاء الإلكترونية‪ ،‬التي تعتبر من الوسائل‬
‫المستحدثة لتسوية المعاملات المالية و إبرام الصفقات عبر الانترنيت‪،‬‬
‫حيث تطرقنا إلى بعض هذه الوسائل منها الأوراق التجارية الإلكترونية و‬
‫بطاقات الائتمان بالإضافة إلى النقود الإلكترونية تبين لنا أن المشرع‬
‫المغربي لم يعمل على تنظيم الوفاء بالوسائل الحديثة‪ ،‬بل اكتفى في‬
‫مدونة التجارة و بالضبط في المادة ‪ 229‬من م ت على الإحالة إلى‬
‫قانون مؤسسات الائتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها في مادته‬
‫السادسة‪ ،‬و التي تحدثت عن وسائل الأداء بصفة عامة‪ ،‬حتى القانون‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪29/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫‪ 53.05‬المتعلق بتبادل المعطيات بشكل الكتروني‪ ،‬لم يتطرق إلى هذا‬


‫الجانب رغم أهميته‪.‬‬

‫في هذا الإطار يمكن القول أن التشريع المغربي يعرف قصورا في هذا‬
‫الجانب المهم خاصة و أن تنظيمه من شأنه أن يشجع على التعامل بهذه‬
‫الوسائل التي من شأنها أن تساهم في تحسين الاقتصاد الوطني‪ ،‬عن‬
‫طريق الاستغناء عن النقود العادية و جعلها ودائع لدى البنوك الشيء‬
‫الذي يسمح لها باستثمارها في مشاريع تهم الاقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وفي الأخير فقد خلصنا في هذه الدارسة إلى بعض المقترحات‪:‬‬

‫العمل على وضع نصوص قانونية تنظم وسائل الوفاء الإلكترونية‬


‫لما لهذا الموضوع من أهمية كبيرة في نظام التجارة الإلكترونية‪،‬‬
‫حيث يمكن تصنيفه نظاما جديدا في البيئة التجارية‪.‬‬
‫تحديد الجهة المختصة بإصدار وحدات النقد الالكتروني أو على‬
‫الأقل شروط‬

‫إصدارها‪.‬‬

‫لائحة المراجع‬

‫الكتب ‪:‬‬

‫معادي أسعد محمد صوالحة‪ ،‬بطاقات الائتمان النظام القانوني‬


‫واليات الحماية الجنائية والمدنية‪ ،‬الطبعة الأولى ‪.2008‬‬
‫ناهد فتحي الحموري‪ ،‬الأوراق التجارية الإلكترونية دراسة مقارنة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪.2010‬‬
‫مصطفى كمال _ وائل أنور بندق‪ ،‬الأوراق التجارية ووسائل الدفع‬
‫الإلكترونية الحديثة دار الفكر الجامعي ‪.2009‬‬
‫نضال سليم‪ ،‬أحكام عقود التجارة الإلكترونية‪.2009 ،‬‬
‫وائل انوار بندق‪ ،‬وسائل الدفع الالكترونية‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪30/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫الرسائل و الأطروحات ‪:‬‬

‫صليحة حجي‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه تحت عنوان الوفاء الرقمي‬


‫عبر الانترنيت المظاهر القانونية ‪ ،‬سنة ‪ .2006 – 2005‬جامعة محمد‬
‫الأول كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية وجدة ‪.‬‬

‫إمان التيس التجارة الإكترونية و ضوابط حماية المستهلك في‬


‫المغرب أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق سنة ‪ ، 2014‬جامعة‬
‫موالي إسماعيل ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية‬

‫يوسف بوهدن‪ ،‬الجوانب القانونية لوسائل الوفاء الالكترونية‪ .‬بحث‬


‫نهاية التكوين المعهد العالي للقضاء‪.‬‬
‫رضوان البقالي وسائل األداء اإللكترونية بين الواقع والتحديات بحث‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص سنة ‪ 2011-2010‬جامعة‬
‫عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية و‬
‫الاجتماعية طنجة‪.‬‬

‫بناي نجاة و عسلون ليلة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪،‬‬


‫تحت عنوان النظام القانوني لبطاقة الائتمان‪ ،‬جامعة بجاية الجزائر‪،‬‬
‫تاريخ المناقشة ‪.2018/06/24‬‬
‫خشة حسيبة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‬
‫تخصص قانون الأعمال‪ ،‬تحت عنوان وسائل الدفع الحديثة في‬
‫القانون الجزائري‪.‬‬

‫المقالات‪:‬‬

‫د‪.‬أحمد محمود المساعدة‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون المغربي‪،‬‬


‫ائل الدفع الإلكت ن ة‬ ‫ت ت عن ان الش ك الإلكت ن كأ د‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪31/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫تحت عنوان الشيك الإلكتروني كأحد وسائل الدفع الإلكترونية‬
‫الحديثة‪ ،‬العدد ‪ 18‬مارس ‪.2012‬‬
‫د باسم علوان العقابي‪ ،‬د علاء عزيز الجبوري‪ ،‬د نعيم كاظم جبر‪:‬‬
‫النقود الإلكترونية ودورها في الوفاء بالالتزامات التعاقدية‪ ،‬مقال‬
‫منشور في مجلة أهل البيت العدد السادس‪.‬‬
‫د ضياء علي أحمد نعمان‪ ،‬حماية المستهلك في العقد المبرم بشكل‬
‫إلكتروني – الوفاء الإلكتروني نموذجا – مقال منشور في المجلة‬
‫المغربية للدراسات القانونية و القضائية‪ ،‬العدد ‪ 10‬ماي ‪.2014‬‬
‫د باسم علوان العقابي‪ ،‬د علاء عزيز الجبوري‪ ،‬د نعيم كاظم جبر‪:‬‬
‫النقود الإلكترونية ودورها في الوفاء بالالتزامات التعاقدية‪ ،‬مقال‬
‫منشور في مجلة أهل البيت العدد السادس‪.‬‬

‫المواقع الإلكترونية ‪:‬‬

‫بوعبيد فاضيلي‪ ،‬النقود الإلكترونية‪ ،‬ماهيتها‪ ،‬مخاطرها المنشور‬


‫بالموقع الإلكتروني ‪ maroclaw.com‬بتاريخ ‪ 5‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫الخامس فاضلي مقال منشور‪،‬‬
‫‪https://juris.ma/ar/annuaire/fadili-el-‬‬
‫‪khamis/publications/la-monnaie-electronique-que-‬‬
‫‪represente-elle-et-quels-sont-ses-risques-79‬‬

‫النصوص القانونية‬

‫قانون رقم ‪ 15-95‬المتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬المصادق عليه من‬


‫طرف مجلس النواب في ‪ 24‬ذي الحجة ‪ (1416‬ماي‪ ) 1996‬والصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-96-83‬بتاريخ ‪ 15‬ربيع الأول ‪1417‬‬
‫(فاتح غشت ‪ ) 1996‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4418‬بتاريخ‬
‫‪ 3‬أكتوبر ‪.1996‬‬
‫ظهـير شريف رقم ‪ 193.14.1‬صادر في فاتح ربيع األول ‪24 (1436‬‬
‫ديسمبر‪ ) 2014‬القاضي بتنفيذ القانون رقم‪ 12.103‬المتعلق‬
‫بمؤسسات الائتمان والهيئات المعتبرة ف حكمها‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪32/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫بمؤسسات الائتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪.‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.07.129‬صادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪( 1428‬‬
‫‪ 30‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل‬
‫الالكتروني للمعطيات القانونية ‪.‬‬
‫قانون التجارة الأردني‪.‬‬

‫[‪ – ]1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.193‬صادر في فاتح ربيع الأول ‪24( 1436‬‬
‫ديسمبر ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات الائتمان‬
‫والهيئات المعتبرة في حكمها‪.‬‬

‫[‪ – ]2‬د مصطفى كمال طه و ذ وائل أنوار بندق‪ ،‬الأوراق التجارية‬


‫ووسائل الدفع الالكترونية الحديثة ‪ ،2009 ،‬ص ‪.350‬‬

‫[‪ – ]3‬المادة ‪ 239‬من مدونة التجارة‪،‬‬

‫يتضمن الشيك البيانات التالية‪:‬‬

‫أولا‪ :‬تسمية شيك مدرجة في السند ذاته وباللغة المستعملة لتحريره؛‬

‫ثانيا‪ :‬الأمر الناجز بأداء مبلغ معين؛‬

‫ثالثا‪ :‬اسم المسحوب عليه؛‬

‫رابع‪ :‬مكان الوفاء؛‬

‫خامسا‪ :‬تاريخ ومكان إنشاء الشيك؛‬

‫سادسا‪ :‬اسم وتوقيع الساحب‬

‫[‪ – ]4‬ناهد فتحي الحموري‪ ،‬الاوراق التجارية الالكترونية دراسة مقارنة‪،‬‬


‫الطبعة الثانية ‪ ،2010‬ص‪.183‬‬

‫– [‪ ]5‬د‪.‬أحمد محمود المساعدة‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون‬


‫المغربي‪ ،‬تحت عنوان الشيك الالكتروني كأحد وسائل الدفع الالكترونية‬
‫الحديثة‪ ،‬ص‪ 185‬العدد ‪ 18‬مارس ‪.2012‬‬

‫[‪ – ]6‬عرفه قانون الأنسيترال النموذجي التوقعات الالكترونية في‬


‫كل إلك‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫اا‬ ‫ك ا ا‬ ‫ال ل‬ ‫‪33/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬
‫الملحق رقم ‪ 5‬بكونها عبارة عن بيانات في شكل إلكتروني مدرجة في‬
‫رسالة البيانات أو مضافة إليها أو مرتبطة بها منطقيا تستخدم لتحديد‬
‫هوية الموقع بالنسبة إلى رسائل البيانات ولبيان موافقة الموقع على‬
‫المعلومات الواردة في رسالة البيانات‪.‬‬

‫[‪ – ]7‬نضال سليم‪ ،‬أحكام عقود التجارة الالكترونية‪ ،2009 ،‬ص ‪.171‬‬

‫[‪ – ]8‬الفصل ‪ 3-417‬ق ل ع‬

‫[‪ – ]9‬نصت على أنه‪“ :‬يعطى للمعلومات التي تكون على شكل رسالة‬
‫بيانات ما تستحقه من حجية في الإثبات وفي تقدير حجية رسالة البيانات‬
‫في الإثبات يولى الاعتبار لدرجة التعويل على الطريقة التي استخدمت‬
‫في إنتاج أو تخزين أو إبلاغ رسالة البيانات ولدرجة التعويل على الطريقة‬
‫التي استخدمت في المحافظة على سلامة المعلومات وللطريقة التي‬
‫حددت بها هوية منشئها ولأي عامل يتصل بالأمر”‪ ،‬وعلى اعتبار أن‬
‫الشيك الإلكتروني هو عبارة عن رسالة بيانات موثقة بتوقيع إلكتروني‬
‫فإن نص هذه المادة ينطبق عليه‪.‬‬

‫[‪ – ]10‬صليحة حجي‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه تحت عنوان الوفاء الرقمي‬
‫عبر الانترنيت المظاهر القانونية ‪ ،‬سنة ‪ ،2006 – 2005‬ص ‪80‬‬

‫[‪ – ]11‬صليحة حاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫[‪ – ]12‬صليحة حاجي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪81‬‬

‫[‪ – ]13‬يوسف بوهدن ‪ ،‬الجوانب القانونية لوسائل الوفاء الالكترونية‪.‬‬


‫بحث نهاية التكوين المعهد العالي للقضاء ص ‪.25‬‬

‫[‪ – ]14‬يوسف بوهدن ‪ ،‬الجوانب القانونية لوسائل الوفاء الالكترونية‪.‬‬


‫بحث نهاية التكوين المعهد العالي للقضاء ص ‪.26‬‬

‫[‪ – ]15‬تتضمن الكمبيالة البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تسمية “كمبيالة” مدرجة في نص السند ذاته و باللغة المستعملة‬


‫للتحرير؛‬

‫‪ -2‬الأمر الناجز من بأداء مبلغ معين؛‬

‫‪ -3‬إسم من يلزمه الوفاء ( المسحوب عليه )؛‬

‫‪ -4‬تاريخ الإستحقاق؛‬
‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪34/35‬‬
‫‪23/11/2023 22:56‬‬ ‫‪.‬ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بواسطة التزوير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في ‪ 30‬دجنبر ‪2016‬‬

‫‪ – 5‬مكان الوفاء؛‬

‫‪ -6‬إسم من يجب الوفاء له أو لأمره؛‬

‫‪/‬ظاهرة‪-‬االستيالء‪-‬على‪-‬عقارات‪-‬الغير‪-‬بواس‪https://www.droitetentreprise.com/‬‬ ‫‪35/35‬‬

You might also like