You are on page 1of 20

‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬

‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫الحماية الجزائية لمممكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري‬

‫بف قويدر الطاىر‪ ،‬أستاذ مؤقت‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة عمار ثميجي –األغواط‪-‬‬
‫بوفاتح أحمد‪ ،‬أستاذ محاضر ب‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة عمار ثميجي –األغواط‪-‬‬

‫الممخص‪:‬‬
‫إف الممكية عموما والممكية العقارية خصوصا باتت مف أىـ المسائل التي اىتمت بيا التشريعات قديما وحديثا‬
‫لما ليا مف وظيفة اجتماعية‪ ،‬حيث أصبحت ركيزة أساسية تعتمد عمييا الدوؿ في اقتصاداتيا وتوجياتيا‬
‫السياسية لما ليا مف أثر كبير في صناعة القرار وخمق الثروة‪ ،‬فالمشرع الجزائرؼ سار عمى النيج الذؼ سارت‬
‫عميو باقي التشريعات فنظـ الممكية ونص عمى حمايتيا دستوريا‪ ،‬حيث أفرد ليا نصوصا خاصة لمعاقبة‬
‫المعتديف سواء في قانوف العقوبات أو في القوانيف الخاصة األخرػ حفاظا عمى النظاـ العاـ لمدولة ومنعا‬
‫لألفراد مف أخذ حقوقيـ بأنفسيـ‪.‬‬
‫أماـ ىذا الكـ اليائل مف القوانيف المطبقة عمى العقار‪ ،‬وأماـ عدـ وجود سياسة عقارية واضحة لدػ المشرع‬
‫ونظ ار لألىمية التي يكتسييا ىذا الموضوع ارتأينا البحث في موضوع الحماية المقررة لمممكية العقارية الخاصة‬
‫في ظل االعتداءات الواقعة عمييا‪ ،‬والتي تشكل جريمة في حد ذاتيا يعاقب عمييا القانوف‪ ،‬ليذا ولمولوج في‬
‫ىذا الموضوع مف خالؿ ىذه الورقة البحثية سنتطرؽ إلى الحماية الجزائية لمممكية العقارية الخاصة مبرزيف‬
‫الجرائـ الواقعة عمى العقار وما يقابميا مف عقوبات قررىا المشرع لردع المعتديف عميو وذلؾ مف خالؿ‬
‫مبحثيف‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬جريمة التعدؼ‪ ،‬الممكية العقارية الخاصة‪ ،‬القضاء الجزائي‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫‪La propriété en général, et la propriété immobilière en particulier, est devenu l'une‬‬
‫‪des questions les plus importantes qui concerne la législation ancienne et récente‬‬
‫‪en raison de sa fonction sociale, ainsi, elle est devenue un pilier fondamental sur‬‬
‫‪lequel les pays dépendent dans leurs économies et orientations politiques en raison‬‬
‫‪de son impact significatif dans la prise de décision et la création de richesse. C’est‬‬
‫‪ainsi que législateur algérien a suivi l'approche adoptée par le reste des législations,‬‬
‫‪en codifiant la propriété et en instaurant sa protection constitutionnelle, puisqu’il a‬‬
‫‪prévu des dispositions spéciales pour punir les agresseurs, tant dans le code pénal‬‬

‫‪525‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫‪que dans d'autres lois spéciales, afin de protéger l'ordre public de l'État et‬‬
‫‪d'empêcher les individus de prendre leurs droits par eux-mêmes.‬‬
‫‪Devant ce grand nombre de lois applicables à l'immobilier et en l'absence d'une‬‬
‫‪politique immobilière claire de la part du législateur, et compte tenu de‬‬
‫‪l'importance que revêt ce sujet, nous avons jugé utile d’examiner la question de la‬‬
‫‪protection du bien immobilier à la lumière des agressions qui constituent un crime‬‬
‫‪en soi punissable par la loi. Pour cela, et afin d’accéder à ce sujet dans le cadre de‬‬
‫‪ce document, nous discuterons de la protection pénale de la propriété immobilière,‬‬
‫‪mettant en évidence les crimes commis sur le bien immeuble et les peines‬‬
‫‪correspondantes déterminées par le législateur pour dissuader les agresseurs à‬‬
‫‪travers deux sections.‬‬

‫مقدمة‬
‫انطالقا مف األىمية التي تكتسييا الممكية عموما والممكية العقارية خصوصا‪ ،‬نجد أف التشريعات قديما وحديثا‬
‫أولت ليا أىمية كبيرة خصوصا بعدما أصبحت لمممكية وظيفة اجتماعية وركيزة أساسية تعتمد عمييا الدوؿ في‬
‫اقتصاداتيا وتوجياتيا السياسية لما ليا مف أثر بالغ في صناعة القرار وخمق الثروة‪ ،‬ما جعل المشرع الجزائرؼ‬
‫ي حذو حذو بقية التشريعات لينظميا وينص عمى حمايتيا دستوريا‪ ،‬كما وضع نصوصا خاصة تعاقب كل‬
‫معتد عمييا سواء مف خالؿ قانوف العقوبات أو في القوانيف الخاصة األخرػ‪ ،‬وغرضو في ذلؾ حماية النظاـ‬
‫العاـ لمدولة وتجنب الفكرة المتداولة في ذىف الفرد والمتمثمة في أخذ حقو بنفسو‪ ،‬وكذا لبسط نظاـ الدولة‬
‫وقوانينيا عمى إقميميا‪ ،‬ورغـ اشتراؾ كل مف القانوف اإلدارؼ والقانوف المدني والقانوف الجزائي في حماية‬
‫العقار تبقى الجرائـ الواقعة عميو كثيرة أماـ وجود كـ ىائل مف النصوص المتعمقة بالعقار‪ ،‬والتي تتجمى مف‬
‫خالليا عدـ بروز سياسة عقارية واضحة لدػ المشرع‪.‬‬
‫نظ ار ألف الدستور الجزائرؼ نص عمى ثالثة أصناؼ لمممكية العقارية وىي الممكية الخاصة والوقفية والوطنية‬
‫وكميا محمية بالقانوف‪ ،‬فإف موضوع بحثنا سيقتصر بالدراسة عمى حماية الممكية العقارية الخاصة باعتبار أف‬
‫االعتداء عمى ىذا النوع مف الممكية العقارية يعد تصرفا ييدد النظاـ العاـ واألمف العمومي يتطمب حماية‬
‫جزائية حفاظا عمى حقوؽ المجتمع واألفراد في آف واحد‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ الجيات القضائية برفع دعوػ‬
‫عمومية مقترنة بدعوػ مدنية تبعية‪.‬‬
‫إف جنحة التعدؼ عمى الممكية العقارية تناوليا المشرع في مادة وحيدة وىي المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات‬
‫وىذا ال يكفي رغـ وجود بعض النصوص القانونية في قانوف العقوبات تعالج حاالت يكوف فييا االعتداء عمى‬
‫الممكية العقارية‪ ،‬ليذا سنقوـ بموجب ىذا البحث حصر االعتداءات الواقعة عمى العقار‪ ،‬وذلؾ بعد التطرؽ‬
‫إلى جريمة التعدؼ عمى الممكية العقارية مف خالؿ تعريفيا وتبياف عناصرىا لكي تكوف محال لمتجريـ‬
‫والعقاب‪ ،‬واذا كانت الحماية سواء المدنية أو الجزائية ال تعدو أف تكوف حماية قانونية فإننا سنبرز دور‬

‫‪526‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫القضاء في بسط حمايتو اتجاه األفراد في حالة االعتداء عمى ممتمكاتيـ العقارية‪ ،‬ولإللماـ بيذا الموضوع‬
‫يجدر بنا طرح التساؤؿ التالي‪:‬‬
‫‪-‬كيف عالج المشرع الجزائري جريمة التعدي عمى الممكية العقارية الخاصة؟‪ ،‬وماهي الحماية الجزائية التي‬
‫قررها لها في ظل االنتهاكات الواقعة عميها؟‬
‫وسنجيب عمى ىذه اإلشكالية مف خالؿ ىذه البطاقة البحثية وفقا لمخطة التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬جريمة التعدؼ عمى الممكية العقارية الخاصة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صور االعتداء عمى الممكية العقارية والتصدؼ ليا أماـ القضاء الجزائي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬جريمة التعدي عمى الممكية العقارية الخاصة‬


‫بالرجوع إلى النصوص القانونية نجد أف المشرع أورد عدة نصوص تجرـ االعتػداء عمػى الممكيػة العقاريػة منيػا‬
‫المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات باإلضافة إلى النصوص األخرػ التي تيدؼ إلى حمايػة العقػار فػي حػد ذاتػو‬
‫وبغػض النظػر عػػف مالكػو مػػف أؼ اعتػداء‪ ،‬فنجػػده نػص فػي المػػادة ‪ 395‬ومػا بعػػدىا مػف قػػانوف العقوبػات عمػػى‬
‫جريمػ ػػة اليػ ػػدـ والتخريػ ػػب والمػ ػػادة ‪ 106‬التػ ػػي تػ ػػنص عمػ ػػى جريمػ ػػة التخريػ ػػب لمنصػ ػػب التذكاريػ ػػة وغيرىػ ػػا مػ ػػف‬
‫النصوص‪ ،‬كما نجده بالمقابل نػص عمػى تجػريـ االعتػداء عمػى الممكيػة العقاريػة بموجػب قػوانيف أخػرػ كقػانوف‬
‫األمػػالؾ الوطنيػػة وقػػانوف الغابػػات وقػػانوف الميػػاه وىػػذه الحمايػػة مكفولػػة لمعقػػار س ػواء كانػػت الممكيػػة عامػػة أو‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونظ ار ألف المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات جاءت كنص عاـ صريح لكفالة الحماية الجزائية لمممكية العقارية‬
‫فسنتعرض في ىذا المبحث لتحميل ىذه المادة وتوضيح عناصر جريمة التعدؼ عمى الممكية وكذا ما يقابميا‬
‫مف عقوبة وتشديد وذلؾ مف خالؿ مطمبيف‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬عناصر جريمة التعدي عمى الممكية العقارية الخاصة‬
‫تقػػوـ جريمػػة التعػػدؼ عمػػى الممكيػػة العقاريػػة متػػى تػوافرت أركانيػػا العامػػة وعناصػػرىا الخاصػػة‪ ،‬ونعنػػي باألركػػاف‬
‫العامة الشروط التي تنطبق عمى سائر الجرائـ ميمػا كػاف نوعيػا وىػي ثالثػة أركػاف‪ :‬الػركف الشػرعي ونعنػي بػو‬
‫النص القانوني الذؼ يحدد الفعل المكوف لمجريمة ويحدد العقاب الػذؼ ىػو جػزاء عمػى ارتكابيػا تطبيقػا لمبػدأ ال‬
‫جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني‪ ،‬والركف المادؼ الذؼ ىو السموؾ الذؼ يتعارض مع مقتضيات القانوف وىو‬
‫جوىر الجريمة‪ ،‬والركف المعنوؼ الذؼ يعني عمـ المجرـ بأركاف الجريمة وانصػراؼ إرادتػو الرتكابيػا‪ ،‬باإلضػافة‬
‫إلػػى ىػػذه األركػػاف العامػػة نجػػد أف المشػػرع بموجػػب المػػادة ‪ 386‬مػػف قػػانوف العقوبػػات اشػػترط عنص ػريف آخ ػريف‬
‫تختص بيما جريمة االعتداء عمى الممكية العقارية‪ ،‬وىذا ما استقرت عميو المحكمة العميا في ق ارراتيا وىما‪:‬‬
‫‪-‬انتزاع عقار ممموك لمغير‪.‬‬
‫‪-‬اقتران االنتزاع بالخمسة أو التدليس‬

‫‪527‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫الفرع األول‪ :‬انتزاع عقار ممموك لمغير‪.‬‬


‫سػػنطرؽ فػػي ىػػذا الفػػرع إلػػى مجموعػػة مػػف األفكػػار تستسػػاغ مػػف عن ػواف ىػػذا الفػػرع وىػػي فعػػل االنت ػزاع ومفيػػوـ‬
‫العقار وأخي ار عقار ممموكا لمغير‪.‬‬
‫أوال‪ :‬فعل االنتزاع ىو قياـ الفاعل بسموؾ إيجابي ىػو النػزع أو االنتػزاع‪ ،‬ويقصػد بػو األخػذ بػالعنر ودوف رضػا‬
‫المالؾ‪ ،1‬وقد يختمط مفيوـ االنتزاع بمفيوـ نزع الممكية لممنفعة العامة الذؼ تقوـ بو اإلدارة‪ ،‬وبيذا يخرج نطػاؽ‬
‫فعل النزع الذؼ تجرمو المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات نزع الممكية لممنفعة العامة‪.2‬‬
‫ولتتحقػق جريمػة االنتػزاع يجػب أف يكػوف اليػدؼ منػو ىػو االسػتيالء عمػى ممػؾ الغيػر‪ ،‬وبالتػالي يجػب أف تنتقػػل‬
‫حيازة العقار المعتدػ عميو إلى المنتزع كما يجب أف يقع فعل االنتزاع مف الجاني نفسو‪ ،‬أو مف طرؼ شخص‬
‫آخػػر يرسػػمو الجػػاني ليقػػوـ بالفعػػل بػػدال عنػػو وفػػي ىػػذه الحالػػة نجػػد أنفسػػنا أمػػاـ فاعػػل أصػػمي وش ػريؾ‪ 3‬ويعتبػػر‬
‫الش ػريؾ كالفاعػػل األصػػمي مػػف حيػػث التج ػريـ والعقػػاب فيعاقػػب الش ػريؾ ف ػي جنايػػة أو جنحػػة بالعقوبػػة المقػػررة‬
‫لمجناية أو الجنحة‪ ،4‬أما المخالفة فال يعاقب فييا الشريؾ اطالقا‪.‬‬
‫وقػػد أخػػذ المشػػرع بفك ػرة المسػػؤولية الجزائيػػة لألشػػخاص المعنويػػة مسػػاي ار فػػي ذلػػؾ الفقػػو الجنػػائي الحػػديث عمػػى‬
‫الػرغـ مػػف النقػد الشػػديد ليػذه الفكػرة‪ ،‬كمػا رفضػػيا الكثيػر مػػف الفقيػاء وحجػػتيـ فػي ذلػػؾ أف األشػخاص المعنويػػة‬
‫ليس ليا أجساـ تحبس وال أعناؽ تشنق‪ ،5‬وبيذا يجب أف نميز بيف نوعيف مف األشخاص المعنوية‪:‬‬
‫‪-‬األشػػخاص المعنويػػة العامػػة كالدولػػة والواليػػة والبمديػػة‪ ،‬فػػال يمكػػف مسػػاءلتيا ولكػػف يمكػػف طمػػب إلغػػاء ق ارراتيػػا‬
‫الماسػػة بالممكيػػة العقاريػػة الخاصػػة عػػف طريػػق المجػػوء إلػػى القضػػاء‪ ،‬وذلػػؾ فػػي حػػالتي التعػػدؼ واالسػػتيالء‪ ،‬أمػػا‬
‫بالنسػػبة لألشػػخاص المعنويػػة الخاصػػة كالشػػركات والجمعيػػات فػػيمكف أف تكػػوف محػػال لممسػػاءلة وتوقيػػع العقػػاب‬
‫بما يتناسب وطبيعتيا كعقوبة الغرامة والحل والمصادرة‪.6‬‬
‫ثانياا‪ :‬أن يكاون عقااارا‪ .‬حسػب نػػص المػادة يجػب أف يكػوف الشػيء المنتػزع عقػا ار فقػػد يكػوف بنايػة أو أرضػػا أو‬
‫عقا ار بالتخصيص‪ ،7‬أؼ أف المادة اعتبرت العقػار كػل شػيء مسػتقر بحيػزه وثابػت فيػو وال يمكػف نقمػو منػو دوف‬
‫تمر وما عدا ذلؾ يعتبر منقوال‪ ،‬إال أف المنقوؿ الذؼ يضعو صاحبو في العقار لخدمة ىذا العقار يعتبر عقػا ار‬
‫بالتخصػػيص كػػالجرار بالنسػػبة لػػألرض واألب ػواب والنوافػػذ لممنػػزؿ‪ ،‬ونظ ػ ار ألف المشػػرع لػػـ يحػػدد مفيومػػا لمممكيػػة‬
‫العقاريػػة الم ػراد حمايتيػػا بدقػػة خصوصػػا أمػػاـ الغمػػوض الػػذؼ يكتنػػر نػػص المػػادة ‪ 386‬مػػف قػػانوف العقوبػػات‬
‫ظيرت إشكاالت عديدة في التطبيق غير أف الفقو اعتبر العقػار بالتخصػيص منقػوال مػف الوجيػة الج ازئيػة‪ ،8‬إال‬

‫‪ -1‬اٌفاضً خّار‪ ،‬اٌجزائُ اٌىالعح عٍى اٌعمار‪ ،‬دار هىِح‪ ،‬ط‪ ،1‬اٌجشائز‪ ،2006 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ِ -2‬سعىد شٍهىب‪ ،‬اٌّثادئ اٌعاِح ٌٍّٕاسعاخ اإلدارٌح‪ٔ ،‬ظزٌح االخرصاص‪ ،‬ج‪ ،3‬دٌىاْ اٌّطثىعاخ اٌجاِعٍح‪ ،1999 ،‬ص‪.383‬‬
‫‪ -3‬إتزاهٍُ اٌشثاسً‪ ،‬اٌىجٍش فً شزح لأىْ اٌعمىتاخ اٌجشائزي‪ ،‬اٌمسُ اٌعاَ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار اٌىراب اٌٍثٕأً‪ ،‬تٍزوخ‪ٌ ،‬ثٕاْ‪ ،1981 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -4‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 44‬لأىْ اٌعمىتاخ‪.‬‬
‫‪ -5‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 6‬إتزاهٍُ اٌشثاسً‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -7‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 683‬لأىْ اٌعمىتاخ‪.‬‬
‫‪ -8‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪528‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫أنو بالرجوع إلػى نػص المػادة ‪ 350‬مػف قػانوف العقوبػات فػي فقرتيػا األخيػرة يتضػح لنػا أف العقػار بالتخصػيص‬
‫بمفيوـ القانوف المدني ال يخضع ألحكاـ حماية العقار المنصوص عميو في المادة ‪ 386‬قانوف العقوبات ألف‬
‫العقػػار بالتخصػػيص كػػالجرار مػػثال فيػػو عقػػار بالتخصػػيص مػػاداـ متصػػال بالعقػػار فػػاذا تػػـ فصػػمو عػػف العقػػار‬
‫أصبح منقوال‪.‬‬
‫يثار سؤاؿ ميـ حوؿ العقارات المتروكة أو الميممة فيمكف أف نكوف أماـ حالتػاف‪ ،‬فػاذا كػاف العقػار متروكػا أؼ‬
‫تنازؿ صاحبو عف ممكيتو وجػاء شػخص آخػر واحتمػو بنيػة تممكػو فينػا فعػل االنتػزاع لمعقػار غيػر متػوفر إضػافة‬
‫إلى عنصرؼ الخمسة والتدليس‪ ،‬وعميو يمكف لمحائز الجديد اكتسػاب العقػار بالتقػادـ المحػدد مدتػو ب‪15‬سانة‪،9‬‬
‫أمػا إذا كػاف العقػار متروكػا دوف أف يتنػازؿ عنػو مالكػو كالمسػتأجر مػثال فينػا تعتبػر الممكيػة ال ازلػت بيػد المالػػؾ‬
‫وبالتػػالي كػػل مػػف يمػػارس فعػػل االنتػزاع يكػػوف قػػد ارتكػػب جريمػػة التعػػدؼ عمػػى الممكيػػة العقاريػػة مادامػػت نيتػػو قػػد‬
‫انصرفت إلى التممؾ مع توافر الشروط المنصوص عمييا في المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬
‫ثالثااا‪ :‬أن يكااون العقااار ممموكااا لمغياار‪ .‬يجػػب أف يكػػوف العقػػار محػػل االنت ػزاع ممموكػػا لمغيػػر بموجػػب سػػند مػػف‬
‫السندات المثبتة لمممكية العقارية سواء انتمى العقػار الػى منػاطق شػممتيا عمميػة المسػح أـ لػـ تشػمميا‪ ،‬وبالتػالي‬
‫يسػػتوؼ أف يكػػوف العقػػار ممموكػػا لمغيػػر بموجػػب سػػند رسػػمي مشػػير أو أف يكػػوف العقػػار فػػي حيػػازة الغيػػر حيػػازة‬
‫مشػػروعة كالمسػػتأجر بموجػػب عقػػد إيجػػار رسػػمي‪ ،‬فػػال يػػدخل فػػي مجػػاؿ الحمايػػة غيػػر المشػػروعة أو المتنػػازع‬
‫عمييا‪.‬‬
‫لقػد ثػار إشػكاؿ جػوىرؼ حػوؿ محػل الحمايػة‪ ،‬فيػل الحمايػة تنصػب عمػى الممكيػة التامػة أـ تمتػد لتشػمل الحيػػازة‬
‫أيضا؟‪ ،‬وىذا اإلشكاؿ نتج عف مقارنة النص العربػي الػذؼ جػاء بعبػارة "انتازاع الممكياة والػنص الفرنسػي الػذؼ‬
‫حررىػػا بعبػػارة "منػػع الممكيػػة"‪ ،‬فنجػػد أف االجتيػػاد القضػػائي لػػـ يسػػتقر حػػوؿ مفيػػوـ واحػػد لمغيػػر الم ػراد حمايتػػو‪،‬‬
‫اتجػػاه آخػػر يػػرػ أف الغيػػر المػراد حمايتػػو ىػػو الػػذؼ يحػػوز سػػند رسػػمي مشػػير وبالتػػالي سػػارو عمػػى الػػنيج الػػذؼ‬
‫أخذت بو المحكمة العميا في قرارىا القاضي بػ‪" :‬أف المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبػات تقتضػي أف يكػوف العقػار‬
‫ممموكػػا لمغيػػر ومػػف ثمػػة فػػإف قضػػاة الموضػػوع الػػذيف أدانػوا الطػػاعنيف ‪-‬فػػي قضػػية الحػػاؿ‪-‬بجنحػػة التعػػدؼ عمػػى‬
‫الممكية العقارية دوف أف يكوف الشاكي مالكػا حقيقيػا لمعقػار يكونػوف قػد أخطئػوا فػي تطبيػق القػانوف"‪ ،10‬كمػا أف‬
‫ىنػػاؾ اتجػػاه آخػػر يػػرػ أف المشػػرع ال يقصػػد بعبػػارة "المممػػوؾ لمغيػػر" الممكيػػة الحقيقيػػة لمعقػػار وانمػػا يقصػػد بيػػا‬
‫أيضػػا الممكيػػة الفعميػػة لتشػػمل الحيػػازة القانونيػػة‪ ،11‬حيػػث يعتبػػر ىػػذا ال ػرأؼ ىػػو ال ػراجح باعتبػػار الحػػائز الظػػاىر‬
‫مكفوؿ بالحماية مف القانوف المدني محافظة عمى النظاـ العاـ‪.‬‬

‫‪ -9‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 827‬اٌمأىْ اٌّذًٔ‪.‬‬


‫‪ -10‬لزار رلُ ‪ِ ،75919‬ؤرخ فً ‪ِ ،1991/11/15‬جٍح لضائٍح‪ ،‬اٌعذد ‪ ،1‬ص‪.214‬‬
‫‪ -11‬تىسمٍعح أحسٓ‪ ،‬لأىْ اٌعمىتاخ ِذعُ تاالجرهاد اٌمضائً‪ ،‬اٌذٌىاْ اٌىطًٕ ٌألشغاي اٌرزتىٌح‪ ،‬اٌجشائز‪ ،2000 ،‬ص‪.146‬‬
‫‪529‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اقتران االنتزاع بالخمسة أو التدليس‪.‬‬


‫سػنحاوؿ فػػي ىػػذا الفػػرع إعطػػاء مفيومػػا لمخمسػػة والتػػدليس رغػػـ أنػػو لػػـ يػػرد فػػي قػػانوف العقوبػػات الج ازئػػرؼ تعريفػػا‬
‫ليما‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التادليس‪ .‬طبقػا لقواعػد القػانوف المػدني فالتػدليس ىػو قيػاـ شػخص بخػداع الغيػر حػوؿ وجػود واقعػة‬
‫قانونية بيدؼ االضرار بو أو اإلفالت مف القانوف‪ ،‬وبالتالي ىذا السموؾ يعد احتيالي يجعل اإلرادة غير واعيػة‬
‫لػػذلؾ يعػػد مػػف عيػػوب الرضػػا ويصػػبح مػػف حػػق الشػػخص المػػدلس عميػػو ابطػػاؿ العقػػد ألنػػو ل ػوال تمػػؾ الط ػػرؽ‬
‫االحتيالية لما أبرـ العقد وعمى المدلس عميو اثبات ذلؾ‪ ،12‬أما القانوف الجنائي ال يتػدخل فػي معػامالت النػاس‬
‫إال عند الضرورة وذلؾ كمما رأػ أف أفعاؿ الجػاني عمػى درجػة مػف الخطػورة حسػب مػا وردت فػي المػادة ‪372‬‬
‫مف قانوف العقوبات عمى سبيل الحصر وىي‪:‬‬
‫‪-‬استعماؿ طرؽ احتياليػة‪ ،‬وأف تتخػذ ىػذه األكاذيػب نطػاؽ معػيف يػؤدؼ إلػى التصػرؼ فػي مػاؿ أو منقػوؿ لػيس‬
‫ممكا لمغير وليس لو الحق في التصرؼ فيو‪ ،‬واتخاذ اسـ كاذب أو صفة غير صحيحة‪.‬‬
‫‪-‬موقااف االجتهاااد الق ااائي‪ :‬يتضػػح مػػف خػػالؿ ق ػ اررات المحكمػػة اإلداريػػة فػػي ظػػل غيػػاب تعريػػر عنصػػرؼ‬
‫الخمسة والتدليس مف الزاوية الجزائية وكاجتياد منيا عمى أف عنصر التدليس فػي جريمػة التعػدؼ عمػى الممكيػة‬
‫العقارية وفقا لنص المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات يتطمب توافر العناصر الثالث التالية‪:‬‬
‫‪-1‬صدور حكـ قضائي ناطق بالطرد مف العقار‪.‬‬
‫‪-2‬إتماـ إجراءات التبميغ والتنفيذ‪.‬‬
‫‪-3‬عودة المنفذ عميو لشغل األماكف مف جديد بعد طرده منيا‪.‬‬
‫ثانيااا‪ :‬مفهااوم الخمسااة‪ .‬الخمسػػة لغػػة ىػػي انعػػداـ عنصػػر العمػػـ لػػدػ الغيػػر وىػػي القيػػاـ بفعػػل االنتػزاع خفيػػة أؼ‬
‫بعيدا عف أنظار المالؾ‪ ،‬ودوف عممو‪ ،‬أؼ سمب الحيازة مف المالؾ فجأة دوف عممو أو موافقتو طبقػا لمقػرار رقػـ‬
‫‪ 57534‬المػػؤرخ فػػي ‪ 1988/11/08‬الصػػادر فػػي المجمػػة القضػػائية سػػنة ‪ ،1993‬عػػدد ‪ ،02‬ص ‪،192‬‬
‫وحسػػب المػػادة ‪ 386‬مػػف قػػانوف العقوبػػات فػػإف انتػزاع عقػػار مممػػوؾ لمغيػػر خمسػػة ىػػو سػػمب لمممكيػػة الصػػحيحة‬
‫التػػي تسػػتند إلػػى سػػبب صػػحيح رسػػمي‪ ،‬مسػػجل ومشػػير‪ ،‬أو الحيػػازة المشػػروعة كحالػػة المسػػتأجر غيػػر المتنػػازع‬
‫عمييا وىذا ما أشرنا إليو سابقا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبة المقررة والتشديد‪.‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات نجد أف المشرع نص في فقرتيا األولى عمى أركػاف جريمػة‬
‫التعدؼ عمى الممكية العقارية كما نص في الفقرة ‪ 02‬منيا عمى العقوبة والتشديد‪.‬‬
‫إذا توافرت أركاف جريمػة التعػدؼ عمػى الممكيػة العقاريػة وعناصػرىا كمػا رأينػا آنفػا طبقػا لػنص المػادة ‪ 386‬مػف‬
‫قانوف العقوبات حق العقػاب عمػى الفاعػل‪ ،‬وعميػو ونظػ ار لخطػورة العقػاب عمػى األفػراد وحريػاتيـ الشخصػية فقػد‬

‫‪ -12‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 86‬لأىْ اٌعمىتاخ‪.‬‬


‫‪531‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫وضع القانوف ضمانات منيا خضوع العقوبة لمبدأ الشرعية وغيرىا مف المبادغ التي تحػرص عمػى حريػة الفػرد‬
‫وشرفو‪.13‬‬
‫نجد أف المشرع الجزائرؼ في مادتػو ‪ 386‬مػف قػانوف العقوبػات نػص عمػى عقػوبتيف ىمػا‪ :‬الحػبس والغ ارمػة فػي‬
‫جريمة التعدؼ عمى الممكية العقارية‪ ،‬وقاـ بالتشديد في العقوبة بتوافر الظروؼ المشددة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عقوبة الحبس‪.‬‬
‫وىػػي المقػػررة فػػي الجػػنح والمخالفػػات‪ ،‬وتعنػػي سػػمب الحريػػة لمػػدة معينػػة وألنيػػا وسػػيمة رادعػػة وتمػػس بالحريػػات‬
‫الفردي ػػة يج ػػب أف توق ػػع م ػػف ط ػػرؼ جي ػػاز القض ػػاء‪ ،‬وت ارع ػػي فيي ػػا شخص ػػية مرتك ػػب الجريم ػػة وتخض ػػع لمب ػػدأ‬
‫الشرعية‪ ،‬وفي ىذا الغرض سنقوـ بالتمييز بيف العقوبة في حالة الجريمة البسيطة وفي حالة الجنحة المشددة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبة الحبس في حالة الجريمة البسيطة (العادية)‪ .‬وىي الحالة التي يقوـ فييا الجاني باالعتداء عمػى‬
‫حيازة أو ممكية عقار ممموؾ لمغير خمسػة أو عػف طريػق التػدليس‪ ،‬وفػي ىػذه الحالػة إذا تػوافرت أركػاف الجريمػة‬
‫فػػإف العقوبػػة المقػػررة ليػػذا الجػػرـ ىػػي الحػػبس مػػف سػػنة ‪ 01‬إلػػى ‪ 05‬سػػنوات وبالغ ارمػػة مػػف ‪10.000‬دج إلػػى‬
‫‪30.000‬دج‪ ،14‬حيث يتفق نص المادة ‪ 386‬مف قانوف العقوبات مع المادة ‪ 05‬مف نفػس ىػذا القػانوف التػي‬
‫‪15‬‬
‫تنص عمى أف مدة العقوبة األصمية كمما تراوحت ما بيف شيريف وخمس سنوات اعتبرت ىذه الجريمة جنحة‬
‫اال أف ىذه القاعدة كثي ار مالـ تحتػرـ فػي العديػد مػف الجػرائـ ويبقػى الفاصػل الحقيقػي بػيف الجػنح والجنايػات ىػو‬
‫مصطمح الحبس والسجف وليس المدة المقررة‪.16‬‬
‫والمالحع أف المشرع لـ يكف متسػاىال فػي التصػرفات بشػأف التعػدؼ عمػى الممكيػة العقاريػة اذ أنػو وضػع أركانػا‬
‫وشروطا خاصة لكي تتحقق ىذه الجريمة‪ ،‬لذلؾ نجػده رفػع الحػد األدنػى لعقوبػة الجنحػة مػف شػيريف إلػى سػنة‪،‬‬
‫وىذا دليل أف المشرع أراد ردع مرتكبييا وغمق أبواب االعتداء عمى الممكية العقارية‪ ،‬ولكف إذا كاف المشػرع قػد‬
‫وضع حدودا لمعقوبة ويمكف النػزوؿ فػي حالػة الظػروؼ المخففػة عػف الحػد األدنػى اال أنػو مقيػد فػي مقابػل ذلػؾ‬
‫بالحد األقصى فال يجوز لو أف يجػاوز عقوبػة الحػبس لمػدة تزيػد عػف ‪ 05‬سػنوات وىػذا مػا أكػده قػرار المحكمػة‬
‫العميا المؤرخ في‪.171968/03/26:‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقوبة الحبس في حالة الظروف المشددة‪ .‬تكوف العقوبة في حالة الجنحة المشددة الحبس أيضا ولكف‬
‫المشرع الجزائرؼ نص عمى ظرؼ التشديد أكثر قسوة في عقاب المعتدؼ عمى الممكية العقارية إذا اقتػرف بفعػل‬
‫االنتػزاع أحػػد ظػػروؼ التشػػديد المػػذكورة فػػي المػػادة ‪ 386‬مػػف قػػانوف العقوبػات الفقػرة ‪ 02‬منػػو وفػػي ىػػذه الحالػػة‬

‫‪ -13‬عثذ هللا سٍٍّاْ‪ ،‬شزح لأىْ اٌعمىتاخ اٌجشائزي‪ ،‬اٌمسُ اٌعاَ‪ ،‬اٌجشء‪ ،2‬دٌىاْ اٌّطثىعاخ اٌجاِعٍح‪ ،‬اٌجشائز‪ ،1998 ،‬ص‪.417‬‬
‫‪ -14‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -15‬عثذ هللا سٍٍّاْ‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.447‬‬
‫‪ -16‬عثذ اٌزحّاْ تزتارج‪ ،‬اٌحّاٌح اٌجشائٍح ٌألِالن اٌعمارٌح اٌخاصح‪ ،‬رساٌح ِاجسرٍز‪ ،‬جاِعح اٌثٍٍذج‪ ،‬اٌسٕح اٌجاِعٍح‪،2000-1999 ،‬‬
‫ص‪.82‬‬
‫‪ -17‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪535‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫ترفػػع العقوبػػة الػػى الضػػعر‪ ،‬فػػاذا كػػاف الجػػاني الػػذؼ قػػاـ بفعػػل االنت ػزاع حػػامال لسػػالح مخبػػأ أو ظػػاىر س ػواء‬
‫استعممو أو لـ يستعممو فاف عقوبة الحبس تتضاعر الى سنتيف كحد أدنى والى ‪ 10‬سنوات كحد أقصى‪.‬‬
‫وتجػدر اإلشػارة أف ظػروؼ التشػديد تختمػر عػف عناصػر الجريمػػة فمػثال الميػل لػيس جريمػة فػي حػد ذاتػو ولكنػػو‬
‫يعتبػػر ظػػرؼ مػػف شػػأنو مسػػاعدة الجػػاني عمػػى فعػػل جػػرـ مػػا‪ ،‬ألف المػػص يسػػتتر بػػالظالـ فيعتبػػر ظػػرؼ مشػػجع‬
‫عمػػى السػرقة أو أؼ جريمػػة أو عمػػى التعػػدؼ عمػػى ممكيػػة الغيػػر‪ ،‬واذا كػػاف ظػػرؼ التيديػػد يشػػكل جريمػػة فػػي حػػد‬
‫ذاتيا يعاقب عمييا القانوف إال أنو إذا اقترف بفعل االنتزاع لمممكية العقارية يصبح ظرفا مشددا بحيث ال يختمر‬
‫األمر فيعاقب عمػى فعػل التيديػد المجػرـ بالمػادة ‪ 284‬مػف قػانوف العقوبػات بػنفس عقوبػة التعػدؼ عمػى الممكيػة‬
‫العقارية فػي حالػة الظػرؼ المشػدد مػف حيػث عقوبػة الحػبس‪ ،‬كمػا أف الفعػل المجػرـ إذا اقتػرف بػأكثر مػف ظػرؼ‬
‫مشػدد كمػػا لػو اقتػػرف االنتػزاع بظػػرؼ الميػل مػػع حمػل السػػالح وتعػدد الجنػػاة واسػتعماليـ لمكسػػر والتسػمق والعنػػر‬
‫مثال فإف ذلؾ ال يرفع مف شأف الجريمة إلػى جنايػة وال مػف العقوبػة الػى السػجف المؤبػد مػثال‪ ،‬بػل تبقػى الجنايػة‬
‫ىي جنحة مشددة وعقوبتيا ال تتجاوز الحبس لمدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عقوبة الغرامة‪.‬‬
‫تعتبػػر الغ ارمػػة مػػف أىػػـ العقوبػػات التػػي تطبػػق عمػػى األشػػخاص الطبيعيػػة أو المعنويػػة وىػػي عقوبػػة أصػػمية فػػي‬
‫الجنح والمقصود بيػا إلػزاـ المحكػوـ عميػو بػأف يػدفع لخزينػة الدولػة مبمغػا معينػا مػف المػاؿ مقػد ار بموجػب الحكػـ‬
‫ويراعى فييػا مبػدأ الشخصػية والشػرعية‪ ،‬فػال يحكػـ القاضػي بػأكثر ممػا نػص عميػو القػانوف وال يطبػق عمػى ىػذه‬
‫العقوبػػة المصػػالحة وال يجػػوز التنػػازؿ عنيػػا ماعػػدا خضػػوعيا لمتقػػادـ ولوقػػر التنفيػػذ والعفػػو الشػػامل‪ ،18‬وىنػػاؾ‬
‫عقوبتيف لمغرامة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبة الغراماة المالياة فاي حالاة الجريماة البسايطة‪ .‬مػف الضػرورؼ تحديػد الحػد األدنػى والحػد األقصػى‬
‫لمعرفػة نػوع الجريمػػة ولتمييػز الجػػاني إذا كػاف عاديػػا أو خطيػرا‪ ،‬وكػذا لمتقيػػد بالقػانوف ولتجنػػب التعسػر ضػػمانة‬
‫لحقوؽ األفراد‪.‬‬
‫إف الغ ارمػة ىػػي عقوبػػة وال تعتبػر تعويضػػا فتقػػديرىا يكػوف مػػف المشػػرع بغػض النظػػر عػػف الضػرر الػػذؼ أصػػاب‬
‫المجني عميو‪ ،‬وعقوبة االعتداء عمى الممكية العقارية الخاصة قرر ليا المشرع غ ارمػة تتػراوح بػيف ‪2000.00‬‬
‫دج كحد أدنى و‪ 20.000.00‬دج كحد أقصى‪ ،‬ويمكف لمقاضي أف ينزؿ إلى مػا دوف الحػد األدنػى إذا أعمػل‬
‫بظػػرؼ مػػف ظػػروؼ التخفيػػر التػػي ىػػي سػػمطة تقديريػػة لػػو‪ ،‬حيػػث االسػػتفادة مػػف الظػػروؼ المخففػػة المنصػػوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 53‬مف قانوف العقوبات ليس حقا مكتسبا لممتيـ وانما ىي سمطة تقديرية لمقاضي‪.19‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقوبة الغرامة المالية في حالة التشديد‪ .‬في حالة ارتكاب الجاني لجنحة التعدؼ عمى الممكيػة العقاريػة‬
‫الخاصة واقترف ىذا التعدؼ بظرؼ مف ظروؼ التشديد فإف عقوبة الغرامة تتراوح بيف ‪10.000‬دج كحد أدنى‬

‫‪ -18‬عثذ هللا سٍٍّاْ‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.463‬‬


‫‪ -19‬أحّذ تىسمٍعح‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪532‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫و‪30.000‬دج كحد أقصى‪ ،‬والمالحع أف المشرع رفع الغ ارمػة فػي حالػة الظػروؼ المشػددة بحػوالي ‪ 05‬مػرات‬
‫بالنسبة لمحد األدنى ومرة ونصر (‪ )1,5‬بالنسبة لمحد األقصى‪ ،‬وتجدر اإلشارة أف المشػرع جمػع بػيف الحػبس‬
‫وعقوبػػة الغ ارمػػة س ػواء فػػي الحالػػة العاديػػة أو فػػي حالػػة الجريمػػة المشػػددة‪ ،20‬وبالتػػالي يجػػوز لمقاضػػي أف يحكػػـ‬
‫بعقوبػػة الحػػبس والغ ارمػػة معػػا كمػػا يمكنػػو الحكػػـ عمػػى الجػػاني بالغ ارمػػة دوف الحػػبس اذا اسػػتفاد المػػتيـ بظػػروؼ‬
‫التخفي ػػر‪ ،‬واف كان ػػت العقوب ػػة المق ػػررة ى ػػي الح ػػبس الغ ارم ػػة‪ ،‬وى ػػذا م ػػا أكدت ػػو المحكم ػػة العمي ػػا ف ػػي قرارى ػػا رق ػػـ‬
‫‪ 207752‬المػػؤرخ فػػي ‪ ،211999/07/27‬وقػػد أوردت المػػادة ‪ 386‬عػػدة عناصػػر إلػػى جانػػب فعػػل االنت ػزاع‬
‫المقترف بالخمسة أو التدليس إذا توافر أحدىا عد ظرفا مشددا وىي‪:‬‬
‫‪ 1‬الميل‪ 2 ،‬التيديد‪ 3 ،‬العنر‪ 4 ،‬التسمق‪ 5 ،‬الكسر‪ 6 ،‬التعدد‪ 7 ،‬حمل السالح‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صور االعتداء عمى الممكية العقارية والتصدي لها أمام الق اء الجزائي‪.‬‬
‫تشكل الحماية الجزائية وسيمة أكيدة لمحفاظ عمػى األمػالؾ العقاريػة الخاصػة مػف كػل اعتػداء‪ ،‬ونجػد أف المشػرع‬
‫الج ازئػػرؼ قػػد حصػػر التعػػدؼ عمػػى الممكيػػة العقاريػػة فػػي المػػادة ‪ 386‬مػػف قػػانوف العقوبػػات وتعتبػػر ىػػذه المػػادة‬
‫االطػار العػػاـ ليػذا التعػػدؼ إال أف ىػػذا ال يمنػع مػػف وجػػود جػرائـ أخػػرػ تػؤدؼ إلػػى االعتػػداء عمػى ممكيػػة األفػراد‬
‫أفرد ليا المشرع عدة نصوص منيا المادة ‪ 295‬و‪ 135‬و‪ 413‬مكرر مف قػانوف العقوبػات‪ ،‬والحمايػة المقػررة‬
‫بموج ػػب ى ػػذه المػ ػواد تحق ػػق غ ػػرض م ػػزدوج ى ػػو حماي ػػة الحي ػػاة الخاص ػػة لألفػ ػراد‪ ،‬وك ػػذا حماي ػػة حرم ػػة المن ػػازؿ‬
‫وبالمقابل نجد أف المادة ‪ 386‬تيدؼ إلى حماية الممكية فقط لذلؾ سنتطرؽ لصور االعتداء‪ ،‬إضافة الػى ىػذه‬
‫الحماية التػي قررىػا المشػرع لمممكيػة العقاريػة ىنػاؾ وسػيمة أخػرػ لحمايػة حقػوؽ المجتمػع مػف التصػرفات الغيػر‬
‫مشروعة جزائيػا أمػاـ القضػاء الغايػة منيػا طمػب توقيػع العقػاب وتحقيػق الػردع العػاـ والخػاص وسػنتطرؽ ليػذيف‬
‫الموضوعيف في المطمبيف التالييف‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬صور االعتداء عمى الممكية العقارية الخاصة‪.‬‬
‫لقد حرصت الدساتير الجزائريػة عمػى مبػدأ عػدـ جػواز انتيػاؾ حرمػة المنػازؿ‪ ،22‬وكػذلؾ جريمػة إسػاءة اسػتعماؿ‬
‫السػػمطة التػػي تعػػد الوجػػو الثػػاني لجريمػػة انتيػػاؾ حرمػػة المنػػازؿ‪ ،‬باإلضػػافة الػػى جػرائـ التعػػدؼ عمػػى ممػػؾ الغيػػر‬
‫وىذا ما سنعالجو في فرعيف‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جريمة االعتداء عمى حرمة المساكن‬
‫لقد حرصت الدساتير الجزائرية كميا عمى عدـ جواز انتياؾ حرمة المنازؿ وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 40‬مف‬
‫دستور ‪ 1996‬لقوليػا‪ :‬ت امن الدولاة عادم انتهااك حرماة المساكن فا تفتايش اال بمقت اى القاانون‪ ،‬وفاي‬
‫إطار احترامه‪ ،‬وال تفتايش اال بارمر مكتاوب صاادر عان السامطة الق اائية المختصاة"‪ ،‬وعميػو سػنقوـ فػي ىػذا‬

‫‪ -20‬اٌفاضً خّار‪ ،‬ص‪.46‬‬


‫‪ -21‬أحسٓ تىسمٍعح‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -22‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 40‬اٌذسرىر اٌحاًٌ واٌّادج ‪ ِٓ 38‬دسرىر ‪ 1989‬واٌّادج ‪ ِٓ 50‬دسرىر ‪.1976‬‬
‫‪533‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫الف ػػرع ب ػػالتطرؽ إل ػػى جريمت ػػاف تمس ػػاف بحرم ػػة المس ػػاكف وىم ػػا جريم ػػة انتي ػػاؾ حرم ػػة المس ػػاكف وجريم ػػة إس ػػاءة‬
‫استعماؿ السمطة‬
‫أوال‪ :‬جريمااة انتهاااك حرمااة مسااكن‪ .‬تػػنص المػػادة ‪ 295‬مػػف قػػانوف العقوبػػات عمػػى‪ :‬كاال ماان ياادخل فجاارة أو‬
‫خدعااة أو يقااتحم مناازل م اواطن يعاقااب بااالحبس ماان ساانة إلااى خمااس ساانوات‪ ،‬وبغرامااة ماان ‪ 1000‬إلااى‬
‫‪ ،10.000‬واذا ارتكبت الجنحة بالتهديد أو بالعنف تكاون العقوباة مان خماس سانوات عماى األقال إلاى ‪10‬‬
‫سنوات عماى األكثار‪ ،‬وبغراماة مان ‪ 5000‬إلاى ‪ 20.000‬دج ‪ ،‬والسػؤاؿ الػذؼ يطػرح نفسػو ىػو مػا المقصػود‬
‫بانتياؾ حرمة منزؿ؟ وماىي أركاف ىذه الجريمة وعناصر التشديد فييا؟‪.‬‬
‫‪-1‬مفهوم جريمة انتهاك حرمة منازل‪ :‬بػالرجوع الػى نػص المػادة المػذكورة آنفػا نجػدىا وضػحت المقصػود مػف‬
‫انتياؾ حرمػة منػزؿ واعتبرتيػا كػل دخػوؿ بػالقوة أو التيديػد إلػى منػزؿ الغيػر‪ ،‬وقػد عرفتيػا أيضػا المحكمػة العميػا‬
‫في قرارىا رقـ ‪ 9988‬المؤرخ في ‪ 1975/03/18‬عمى أنيا االقتحاـ بصفة غير شرعية والدخوؿ إلى مسكف‬
‫الغيػػر بػػالعنر أو التيديػػد أو الغػػش‪ ،23‬أمػػا المسػػكف فقػػد عرفتػػو المػػادة ‪ 355‬مػػف قػػانوف العقوبػػات بقوليػػا‪ :‬يعااد‬
‫منزال مسكونا كال مبناى أو دار أو غرفاة أو خيماة أو كشاك ولاو متنقال متاى كاان معاد لمساكن وان لام يكان‬
‫مسكونا وقت ذاك وكافة توابعه مثل األحواش وحظائر الدواجن ومخاازن الغا ل واطساطب ت والمبااني التاي‬
‫توجاااد باااداخمها مهماااا كاااان اساااتعمالها حتاااى ولاااو كانااات محاطاااة بساااياج خااااص داخااال الساااياج أو الساااور‬
‫العمومي ‪ ،‬وال يشترط أف يكوف المنػزؿ مسػكونا بػل يكفػي أف يكػوف العقػار معػدا لمسػكف‪ ،‬وحازتػو المجنػي عميػو‬
‫بأؼ طريق مف طرؽ الحيازة المشروعة‪.24‬‬
‫‪-2‬أركان جريمة انتهاك حرمة مسكن‪ :‬وبالرجوع الى نص المادة ‪ 295‬مف قانوف العقوبات يمكف استخالص‬
‫‪ 03‬أركاف ليذه الجريمة‪.‬‬
‫أ‪-‬دخول منزل أو محل مسكون أو معد لمسكن‪ :‬ولتوفر ىذا الركف تشترط أف يقوـ الجاني بالدخوؿ فعػال إلػى‬
‫مسكف الضحية سواء فجأة أو خدعة أو بغير رضى مف يسكنو‪ ،‬وال يشترط أف يكوف المواطف مالكا لمسكف بل‬
‫يكفي شاغال بسند أو عقػد إيجػار أو بغيػر سػند ويكفػي أف يكػوف الػدخوؿ وقػع عمػى سػكف الغيػر وال يشػترط أف‬
‫يكػػوف السػػكف مسػػكوف فعػػال بػػل يكفػػي أف يكػػوف معػػدا لمسػػكف‪ ،‬كمػػا نشػػير أف محاولػػة الػػدخوؿ إلػػى المسػػكف ال‬
‫تشكل جريمة لعدـ النص عمييا‪.25‬‬
‫ب‪-‬أن يقترن الدخول بعدم ر ا أو قبول صاحب المسكن‪ :‬إف الدخوؿ العادؼ إلى مسكف وبرضا صاحبو ال‬
‫يعتبػػر اعتػػداء‪ ،‬إال إذا اقتػػرف ىػػذا الػػدخوؿ بعػػدـ رضػػا ص ػاحبو‪ ،‬باإلضػػافة إلػػى اسػػتعماؿ العنػػر أو التيديػػد أو‬
‫الخدعػػة أو المفاجػػأة‪ ،‬وىػػذا جعمتػػو المػػادة ‪ 295‬مػػف قػػانوف العقوبػػات مجرمػػا‪ ،‬وفػػي ق ػرار صػػادر عػػف المحكمػػة‬
‫العميػػا تحػػت رقػػـ ‪ 117647‬قضػػى أنػػو‪ :‬تقت ااي جنحااة اقتحااام حرمااة مناازل ت اوافر عنصاارين هااامين وهمااا‬

‫‪ -23‬جٍالًٌ تغذادي‪ ،‬االجرهاد اٌمضائً فً اٌّىاد اٌجشائٍح‪ ،‬اٌذٌىاْ اٌىطًٕ ٌألشغاي اٌرزتىٌح‪ ،‬اٌجشء‪ ،2‬د‪.‬ط‪ ،‬اٌجشائز‪ ،2000 ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ -24‬لزار رلُ ‪ِ 78566‬ؤرخ فً ‪ِ ،1991/01/26‬جٍح لضائٍح‪ ،‬اٌعذد األوي‪ ،‬سٕح ‪ ،1999‬ص‪.205‬‬
‫‪ -25‬لزار رلُ ‪ِ ،59456‬ؤرخ فً ‪ِ ،1990/01/23‬جٍح لضائٍح‪ ،‬اٌعذد اٌثأً‪ٌ ،‬سٕح ‪ ،1991‬ص‪.238‬‬
‫‪534‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫الدخول الى المنزل واستعمال احاد الوساائل التالياة‪ :‬المفاجارة‪ ،‬الخدعاة‪ ،‬العناف‪ ،‬وهماا غيار متاوفرين فاي‬
‫ق ية الحال مادام المتهم لم يدخل بيت ال حية وانما اكتفى بالدق عمى نافذة غرفتها ‪.‬‬
‫ج‪-‬أن يكون مرتكاب الفعال شخصاا أجنبياا عان صااحب المساكن‪ :‬وىػذا أمػر بػدييي ألف صػاحب المسػكف أو‬
‫المقيميف معو كاألوالد والزوجة أو أحد األصوؿ أو المكفوليف قانونا يعد دخوليـ وتحركيـ داخل المنػزؿ أو فػي‬
‫محيطو أم ار عاديا وال يعاقب عميو قانونا‪.‬‬
‫‪-3‬العقوبات والظروف المشددة لجريمة انتهاك حرمة مسكن‪:‬‬
‫أ‪-‬العقوبة في حالة الجريمة البسيطة‪ :‬لقػد عاقػب المشػرع بموجػب المػادة ‪ 295‬مػف قػانوف العقوبػات كػل مػف‬
‫يدخل فجأة أو خدعة أو يقتحـ منػزؿ مػواطف بػالحبس مػف ‪ 01‬سػنة إلػى ‪ 05‬سػنوات وبغ ارمػة مػف ‪ 1000‬دج‬
‫إلى ‪ 10.000‬دج وىذا حماية لحرية األفراد وممتمكاتيـ المنصوص عمييا قانونا ودستو ار‪.26‬‬
‫ب‪-‬العقوبة في حالة الجريمة المشددة‪ :‬انطالقا مف نص المادة ‪ 295‬مف قانوف العقوبات الفقرة الثانيػة منيػا‬
‫فػإف الفعػػل المنصػػوص عميػو فػػي ىػػذه الفقػرة اذا اقتػػرف بأحػػد ظرفػا التشػػديد وىمػػا التيديػد أو العنػػر فػػإف العقوبػػة‬
‫تضاعر فتصبح الحبس مف خمس سنوات إلى عشر سنوات والغرامة مف ‪ 5000‬إلػى ‪ ،20.000‬والمالحػع‬
‫أف الجنحػػة ىنػػا تحػػتفع بوصػػفيا جنحػػة مشػػددة وتحػػافع عمػػى وصػػفيا الجنػػائي ىػػذا‪ ،‬وال يمكػػف أف تتحػػوؿ إلػػى‬
‫جناية رغـ العقوبة المشددة‪ ،‬ونشير ىنا أنو إذا كاف مرتكب الفعل مواطف عادؼ فنكوف أماـ جنحة تعدؼ عمى‬
‫حرمة مسكف طبقا لما نص عميو المادة ‪ 295‬مف قانوف العقوبات‪ ،‬أما إذا اف كاف مرتكب الفعل موظر عػاـ‬
‫فنكوف بصدد جنحة إساءة استعماؿ السمطة طبقا لنص المادة ‪ 135‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جريمة إساءة استعمال السمطة‪ .‬تعتبر ىذه الجريمة الوجػو الثػاني لجريمػة انتيػاؾ حرمػة مسػكف‪ ،‬اال أف‬
‫االخػػتالؼ بينيمػػا يكمػػف فػػي صػػفة القػػائـ بفعػػل التعػػدؼ ونكػػوف أمػػاـ جريمػػة إسػػاءة اسػػتعماؿ السػػمطة متػػى قػػاـ‬
‫موظر عاـ بصفتو ىذه بالدخوؿ إلى مسكف مواطف دوف موافقتو وخارج الحاالت المنصػوص عمييػا قانونػا‪،27‬‬
‫ااب‬ ‫حيث تنص المادة ‪ 135‬مف قانوف العقوبات عمى‪ :‬كل موظف في السامك اطداري أو الق اائي وكال‬
‫شرطة وكل قائد أو أحد رجال القوة العمومية دخل بصفته المذكورة منزل أحد الماواطنين بغيار ر ااو‪ ،‬وفاي‬
‫غير الحاالت المقررة في القانون وبغير اطجراءات المنصوص عميها فيه‪ ،‬يعاقب بالحبس مان شاهرين إلاى‬
‫سنة وبغرامة من ‪ 500‬إلى ‪ 3000‬دج دون اطخ ل بتطبيق المادة ‪ 107‬مان قاانون العقوباات وبػالرجوع‬
‫إلػػى المػػادة ‪ 107‬المػػذكورة نجػػدىا تػػنص عمػػى‪ :‬يعاقااب الموظااف بالسااجن الم قاات ماان خمااس إلااى عشاار‬
‫ساانوات إذا أماار بعماال تحكمااي أو ماااس س اواء بالحريااة الشخصااية لمفاارد أو بااالحقوق الوطنيااة لم اواطن أو‬
‫أكثر ‪.‬‬

‫‪ -26‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.51‬‬


‫‪ -27‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪535‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫‪-1‬أركان جريمة إساءة استعمال السمطة‪ :‬مف نص المادة ‪ 135‬يمكف أف نستنتج أربعة أركػاف ليػذه الجريمػة‬
‫وىي‪:‬‬
‫أ‪-‬دخول منزل أو محل مسكون أو معد لمسكن‪ :‬إف لتحقق ىذا الركف ال بد أف يكوف الدخوؿ واقع مف طػرؼ‬
‫أحد رجػاؿ القػوة العموميػة أو المػوظفيف ومػف فػي حكميػـ إلػى منػزؿ أحػد المػواطنيف بػدوف رضػا صػاحبو‪ ،‬وفػي‬
‫غير الحاالت المقررة قانونا‪.‬‬
‫والمالحػع أف المقصػود بالعبػػارة األخيػرة أف ىنػاؾ قواعػػد محػددة فػػي قػانوف اإلجػراءات الجزائيػػة تتعمػق بػػالتفتيش‬
‫يجب عمى رجاؿ القوة العمومية أو الموظفيف ومف في حكميـ احتراميا عند القياـ بيذا االجراء‪.28‬‬
‫ب‪-‬أن يكااون مرتكااب الفعاال موظفااا أو ماان فااي حكمااه‪ :‬لكػػي تتحقػػق الجريمػػة يجػػب أف يكػػوف مرتكػػب فعػػل‬
‫الدخوؿ ينتمي إلى أحد الوظائر التي تتميز بالسمطة كأف يكوف موظفا في إدارة عمومية أو قاضػيا أو ضػابط‬
‫شرطة قضائية أو قائدا أو أحد رجاؿ القوة العمومية‪ ،‬بحيث يقوـ بالدخوؿ بيذه الصفة‪ ،29‬والمقصود بالموظر‬
‫ىػػو كػػل شػػخص يشػػغل منصػػبا تشػريعيا أو تنفيػػذيا أو إداريػػا أو قضػػائيا أو فػػي أحػػد المجػػالس الشػػعبية المحميػػة‬
‫المنتخبة‪ ،‬سواء أكاف معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر بصػرؼ النظػر عػف‬
‫رتبتو أو أقدميتو‪ ،‬كمػا يعتبػر موظفػا كػل شػخص آخػر يتػولى ولػو مؤقتػا‪ ،‬وظيفػة أو وكالػة بػأجر أو بػدوف أجػر‬
‫ويساىـ بيذه الصفة في خدمة ىيئة عمومية أو أية مؤسسة أخرػ تممؾ الدولة كل أو بعض رأس ماليا أو أية‬
‫مؤسسة أخرػ تقدـ خدمة عمومية‪ ،‬وتضير كػل شػخص اخػر معػرؼ بأنػو موظػر عمػومي أو مػف فػي حكمػو‬
‫طبقا لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪.30‬‬
‫ج‪-‬أن يقع الدخول بغير ر ا صاحبه‪ :‬انطالقا مف القاعدة العامػة يجػب أف يكػوف دخػوؿ الموظػر إلػى منػزؿ‬
‫أحد المواطنيف برضا صاحبو أو وفقا لمحاالت التي قررىػا القػانوف‪ ،‬بحيػث إذا تػوفر رضػا صػاحب المنػزؿ فػإف‬
‫الجريمة تنعدـ وال وجود ليا‪ ،‬وكاف الدخوؿ إلى منزؿ المواطف لحالة يقررىا القانوف‪.‬‬
‫د‪-‬أن يقااع الاادخول فااي غياار الحاااالت المقااررة قانونااا‪ :‬بمجػػرد دخػػوؿ مسػػاكف الم ػواطنيف وبغيػػر رضػػاىـ يعػػد‬
‫مساسػػا صػػارخا بحريػػات األشػػخاص‪ ،‬وىػػذا كمبػػدأ عػػاـ لػػذا نجػػد أف المشػػرع وضػػع اسػػتثناءات نػػص عمييػػا فػػي‬
‫القانوف تسمح بالدخوؿ لمساكف المواطنيف كحالػة التفتػيش والبحػث عػف المجػرميف أوعػف أدلػة التمػبس أو حجػز‬
‫المنقػوالت وحػػاالت أخػػرػ كػػالجرائـ الموصػػوفة كاألعمػػاؿ اإلرىابيػػة أو التخريبيػػة‪ ،31‬ويخضػػع التفتػػيش والػػدخوؿ‬
‫الى قواعد قانونية حتى يكوف التفتيش صحيحا واال عد باطال وىي‪:‬‬
‫‪ -1‬أف يقوـ بالتفتيش ضابط الشرطة القضائية (المادة ‪ 15‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية)‪.‬‬

‫‪ -28‬عثذ اٌزحّاْ تزتارج‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.107‬‬


‫‪ -29‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 135‬لأىْ اٌعمىتاخ‪.‬‬
‫‪ -30‬أٔظز اٌّادج ‪ ِٓ 02‬لأىْ اٌىلاٌح ِٓ اٌفساد وِىافحره رلُ ‪ 01/06‬اٌّؤرخ فً ‪.2006/02/20‬‬
‫‪ٔ -31‬صد عٍٍها اٌّىاد ِٓ ‪ 44‬إٌى ‪ 47‬ثُ اٌّادج ‪ ِٓ 64‬لأىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪ ،‬ووذٌه اٌّادج ‪ِ 87‬ىزر ‪ 09‬اٌّضافح ٌمأىْ اٌعمىتاخ‬
‫(اٌمأىْ رلُ ‪ 22/06‬اٌّؤرخ فً ‪ ،)2006/12/20‬وفً اٌّادج ‪ 45‬اٌّعذٌح تٕفس اٌمأىْ واٌّرعٍك تمأىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪.‬‬
‫‪536‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫‪ -2‬يجػ ػػب أف يحصػ ػػل ضػ ػػابط الشػ ػػرطة القضػ ػػائية عمػ ػػى إذف مػ ػػف وكيػ ػػل الجميوريػ ػػة أو قاضػ ػػي التحقيػ ػػق‬
‫ويستظيره عند إجراء عممية التفتيش‪.‬‬
‫‪ -3‬أف يكوف التفتيش في حدود األوقات المقررة قانونا بموجب المادة ‪ 47‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -4‬أف يحضر عممية التفتيش صاحب المنزؿ أو مف ينوبو مف عائمتو واذا تعذر فبحضور شاىديف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة التعدي عمى ممك الغير‪.‬‬
‫بعػػدما تطرقنػػا سػػابقا إلػػى االعتػػداء الػػذؼ يػػنص عمػػى الممكيػػة العقاريػػة الخاصػػة طبقػػا لممػػادة ‪ 386‬مػػف قػػانوف‬
‫العقوبات باإلضافة إلى الجرائـ التي نص عمييا قانوف العقوبات في المواد ‪ 295‬و‪ 135‬مػف قػانوف العقوبػات‬
‫التػػي تمثػػل تعػػديا عمػػى ممػػؾ الغيػػر دوف نيػػة السػػمب‪ ،‬وسػػنتناوؿ فػػي ىػػذا الفػػرع ج ػرائـ أخػػرػ نػػص عمييػػا قػػانوف‬
‫العقوبات‬
‫أوال‪ :‬جريمة المرور عمى ممك الغير‪ .‬يعتبػر المػرور مػف حقػوؽ االرتفػاؽ نصػت عمييػا المػواد ‪ 867‬ومػا يمييػا‬
‫مف القانوف المدني‪ ،‬ويعد المرور كمى ممؾ الغير مف القيود التػي تمحػق حػق الممكيػة التػي نػص عمييػا المشػرع‬
‫في المواد ‪ 693‬الى ‪ 696‬مف القانوف المدني‪ ،‬واف كاف المشرع قد نص عمى جريمة المرور عمى ممؾ الغير‬
‫ضػػمف المخالفػػات المتعمقػػة بػػاألمواؿ بشػػكل عػػاـ وىػػذا بموجػػب المػػادة ‪ 458‬مػػف قػػانوف العقوبػػات التػػي تػػنص‬
‫عمػى‪ :‬يعاقب بغرامة من ‪ 20‬الى ‪ 50‬دج ويجوز أن يعاقب أي ا بالحبس لمدة خمساة أياام عماى األكثار‬
‫‪ -1‬كل من لام يبماا السامطة المحمياة خا ل ث ثاة أياام عماى المواشاي أو دواب الجار أو الحمال أو الركاوب‬
‫الهائمة أو المتروكة التي تكون قد عثر عميها‪.‬‬
‫‪-2‬كل من دخل أر اا لام يكان مالكاا أو مساترج ار أو منتفعاا أو مزارعاا لهاا أو لام يكان لاه حاق فيهاا أو فاي‬
‫المرور بداخمها أو لم يكن منادوبا‪ ،‬أو نائباا عان أحاد ها الء فمار فاي هاذو األرض أو فاي جازء منهاا ساواء‬
‫كانت مهيرة لمزراعة أو مبذورة أو كانت بها حبوب أو ثمار نا جة أو عمى وشك الن ج‪.‬‬
‫‪-3‬كاال ماان ألقااى أحجااا ار أو أجساااما صاامبة أخاار أو أقااذا ار عمااى منااازل أو مباااني أو أس اوار الغياار أو فااي‬
‫الحدائق أو األ ار ي المسورة ‪ ،‬ىذه الجريمة تعد مخالفة وىػي ال تتعمػق بمػرور المواشػي أو دواب الجػر ولكػف‬
‫تتعمق بمػرور االنسػاف نفسػو عمػى أرض الغيػر دوف إذف صػاحبيا أو مالكيػا ودوف أف تتػوفر فيػو صػفة المالػؾ‬
‫أو المسػػتأجر أو المنتفػػع أو الم ػزارع‪ ،32‬والمػػرور عمػػى ممػػؾ الغيػػر يعػػد اعتػػداءا ظرفيػػا‪ 33‬وأعطػػاه المشػػرع صػػفة‬
‫المخالفة البسيطة كونو يتسـ بدرجة قميمة مف الخطورة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جريمة نقال أو إزالاة الحادود‪ .‬نػص المشػرع عمػى ىػذه الجريمػة بػنص المػادة ‪ 417‬مػف قػانوف العقوبػات‬
‫التي تنص عمى‪ :‬كل من ردم حفرة أو هدم سو ار مهما كانت المواد التي صنع بها أو قطع أو اقتمع سياجا‬
‫أخ ار أو أخشابا جافة مناه أو نقال أو ألغاى أنصااب الحادود أو أياة ع ماات أخار غرسات لفصال الحادود‬

‫‪ -32‬اٌفاضً خّار‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.58‬‬


‫‪ -33‬تزتارج عثذ اٌزحّاْ‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪537‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫بين مختمف األم ك أو تعارف عميها كفاصل بينها يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنة وبغرامة من ‪500‬‬
‫الى ‪ 1000‬دج ‪ ،‬ومف خالؿ ىذا النص يتضح أف لجريمة إزالة الحدود ثالثة أركاف‪:‬‬
‫‪ -1‬الفعل المادي يفيد النقل أو اال زالة‪ :‬ال يكػر لتحقػق ىػذا الػركف الػدخوؿ إلػى أرض الغيػر بغيػر رضػاه‬
‫بل يجب أف يحصل اإلتالؼ أو القطع‪ ،‬وال يشترط أف يكوف الفاعل مالكا لػألرض المجػاورة بػل يكفػي‬
‫أف تكوف لو صفة ما عمى العقار كالمستأجر مثال‪ ،‬والمشرع قاـ بتعداد أفعػاؿ تفيػد النقػل وتغيػر معػالـ‬
‫الحدود أو إزالتيا تماما كفعل الردـ واليدـ والقطػع والنقػل واإللغػاء‪ ،‬فػيمكف أف يقطػع باليػد أو با لػة أو‬
‫بغيرىا‪.34‬‬
‫‪ -2‬نوع الشيء محل النقل أو اال زالة‪ :‬ىذا ىو الركف المميز ليذه الجريمػة وقػد عبػر عنػو المشػرع بصػورة‬
‫مختمفػػة فقػػد يكػػوف محػػل النقػػل أو اال ازلػػة حف ػرة أو سػػو ار أو سػػياجا اصػػطناعي أو طبيعػػي‪ ،‬وقػػد يكػػوف‬
‫مجرػ مياه أو ربوة أو صخو ار أو حجارة‪ ،‬بحيث يكوف الغرض منو فصل الحدود عف بعضيا البعض‬
‫ويجب أف يتعارؼ عمييا كحدود وفواصل بيف الممكيات المختمفة‪.35‬‬
‫‪ -3‬وجااود ممكيااات مجاااورة لمغياار‪ :‬تقػػوـ الجريمػػة إذا كػػاف المالػػؾ قػػد قػػاـ بإ ازلػػة الحػػد الفاصػػل بػػيف ممكيتػػو‬
‫وممكيػػة جػػاره‪ ،‬وال يشػػكل فعػػل اال ازلػػة جرمػػا إال إذا كػػاف الشػػيء المػزاؿ يمثػػل حػػدا فاصػػال بػػيف أرضػػيف‬
‫وبالتالي يعاقب عمييا بموجب المادة ‪ 417‬مف قانوف العقوبات المشار الييا أعاله‪.‬‬
‫‪ -4‬القصد الجنائي‪ :‬يتوافر القصد متى أقدـ الجاني المعتػدػ عمػى فعػل األفعػاؿ التػي مػف شػأنيا أف تغيػر‬
‫معالـ الحدود كالجاني الذؼ ييدـ سو ار فاصال بينو وبيف ممكية جاره وىػو يعمػـ انػو أزاؿ حػدا متعارفػا عميػو‬
‫كفاصػػل بػػيف ممكيتػػيف متجػػاورتيف وال ييػػـ ىنػػا الػػدوافع التػػي أدت بػػو الػػى إ ازلػػة الحػػد‪ ،‬والمالحػػع أف المشػػرع‬
‫الجزائرؼ لـ يورد ظرفا مشددا في جريمة إزالة الحدود واكتفى بصورة واحدة لمجريمػة وتعتبػر جنحػة معاقػب‬
‫عمييا بنص المادة ‪ 417‬قانوف العقوبات‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬دور الق اء الجزائي في حماية الممكية العقارية الخاصة‬
‫بعد تعرضنا في المطمب السابق إلى صور التعدؼ عمػى الممكيػة العقاريػة الخاصػة‪ ،‬سػنحاوؿ فػي ىػذا المطمػب‬
‫البحػػث فػػي دور القضػػاء الج ازئػػي فػػي حمايػػة الممكيػػة العقاريػػة الخاصػػة مبػػرزيف م ارحػػل الػػدعوػ العموميػػة ودور‬
‫النيابة في الجرائـ الواقعة عمى العقار ثـ المحاكـ الجزائية والفصل فييا مف خالؿ ثالث فروع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مراحل الدعو العمومية‪.‬‬
‫إف الدعوػ ىي وسػيمة قانونيػة تمكػف لمشػخص حمايػة حقػو مػف االعتػداء الػذؼ وقػع عميػو بػالمجوء الػى القضػاء‬
‫وبالتػػالي فالػػدعوػ العموميػػة ىػػي وسػػيمة قانونيػػة لحمايػػة حقػػوؽ المجتمػػع مػػف التص ػرفات غيػػر المشػػروعة فيػػي‬
‫تيدؼ إلػى توقيػع الجػزاء الجنػائي ووضػع حػد لالضػطرابات التػي تمػس المجتمػع مػف جػراء االعتػداءات الواقعػة‬

‫‪ -34‬فاضً خّار ِزجع ساتك‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫‪ِ -35‬عىض عثذ اٌثىاب‪ ،‬اٌىسٍظ فً شزح جزائُ اٌرخزٌة واالذالف واٌحزٌك‪ ،‬دار اٌّطثىعاخ اٌجاِعٍح‪ ،‬اإلسىٕذرٌح‪ِ ،‬صز‪،1989 ،‬‬
‫ص‪.171‬‬
‫‪538‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫عميو وتعتبر الدعوػ العمومية وسيمة لتوقيع العقاب وتحقيق الردع العاـ والخاص وتتميز بطبيعتيا العامة ألف‬
‫النيابػػة بصػػفتيا ممػػثال لممجتمػػع تممػػؾ سػػمطة المتابعػػة واتخػػاذ اإلج ػراءات التػػي ت ارىػػا مناسػػبة‪ ،‬وتمػػر الػػدعوػ‬
‫العمومية بثالث مراحل بداية مف النشأة فالتحريؾ ثـ المباشرة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نشرة الدعو العمومية‪ .‬تنشأ الدعوػ العمومية منذ لحظػة ارتكػاب الجريمػة وذلػؾ اسػتنادا لحػق المجتمػع‬
‫في العقاب‪ ،36‬وقد تتحرؾ الدعوػ وقد ال تتحرؾ فقد تنشأ الدعوػ بوقوع جريمة ولكنيا ال تتحرؾ ومػف الجػرائـ‬
‫التػػي يمكػػف نشػػأة الػػدعوػ الج ػرائـ التػػي تقػػع عمػػى العقػػار عمومػػا‪ ،‬وخصوصػػا عمػػى األمػػالؾ العقاريػػة الخاصػػة‬
‫باعتبارىا موضوع مداخمتنا فالدعوػ تنشأ سواء تقدـ المتضرر بشػكوػ أو لػـ يتقػدـ أمػاـ الجيػات المختصػة أو‬
‫تنازؿ عف حقو فييا‪.‬‬
‫ثانيااا‪ :‬تحريااك الاادعو العموميااة‪ .‬يقصػػد بتحريػػؾ الػػدعوػ العموميػػة تسػػييرىا وتقػػديميا أمػػاـ المحكمػػة الجزائيػػة‬
‫المختصػة لمنظػػر فييػػا‪ ،‬فتتخػػذ اإلجػراءات المناسػػبة مػػف أجػػل تقػػديـ األطػراؼ أمػػاـ الجيػػات القضػػائية المختصػػة‬
‫ويعتبر ذلؾ مف إجراءات المتابعة بما فػي ذلػؾ البػدء فػي التحريػات وضػبط الوقػائع‪ ،‬ثػـ نسػب تمػؾ الوقػائع إلػى‬
‫شخص معموـ أو مجيوؿ‪ ،‬وىذه الصالحية تخوؿ لمنيابة بصفتيا ممثال لممجتمع بالنسبة لكافة الجرائـ بما فييا‬
‫المتعمقة بالجرائـ الواقعة عمى العقارات‪ ،‬إال أف المشرع لـ يقصر ىذه الصالحية لمنيابة بشكل مطمق بػل أمكػف‬
‫لممتضػػرر تحريكيػػا طبقػػا لمشػػروط المحػػددة فػػي قػػانوف اإلجػراءات الجزائيػػة إمػػا عػػف طريػػق االدعػػاء المباشػػر أو‬
‫بواس ػػطة التكمي ػػر بالحض ػػور إل ػػى جمس ػػة المحاكم ػػة أو بموج ػػب ش ػػكوػ مص ػػحوبة بادع ػػاء م ػػدني أم ػػاـ قاض ػػي‬
‫التحقيػػق حسػػب الم ػواد ‪ 72‬و‪ 73‬مػػف قػػانوف اإلج ػراءات الجزائيػػة‪ ،‬ومػػف ىنػػا تنطمػػق الػػدعوػ العموميػػة خالفػػا‬
‫لمقاعدة العامة‪.‬‬
‫ثالثااا‪ :‬مباشاارة الاادعو العموميااة‪ .‬تبػػدأ مرحمػػة مباشػرة الػػدعوػ العموميػػة منػػذ المحظػػة التػػي توجػػو فييػػا التيمػػة‬
‫لمفاعػػل إلػػى غايػػة صػػدور الحكػػـ‪ ،‬مػػرو ار بكافػػة الم ارحػػل بمػػا فييػػا إحالػػة الممػػر إلػػى الجيػػة القضػػائية المختصػػة‬
‫الفاصمة فػي موضػوع الػدعوػ وتقػديـ الطمبػات وسػير الجمسػات والطعػوف المقدمػة‪ ،‬ومػف ىنػا يتضػح أف مباشػرة‬
‫الدعوػ العمومية ىو إجراء الحق عف النشأة والتحريؾ فيجب قياـ الجريمػة وتوجيػو التيمػة بنػاءا عمػى األفعػاؿ‬
‫المرتكب ػػة‪ ،‬فمباشػ ػرة ال ػػدعوػ تك ػػوف م ػػف النياب ػػة باس ػػـ المجتم ػػع مطالب ػػة بتطبي ػػق الق ػػانوف‪ ،37‬ولمباشػ ػرة ال ػػدعوػ‬
‫العمومية يجب توافر عنصريف ىما‪ :‬النيابة العامة والمتيـ المتابع جزائيا سواء كاف فاعال أصميا أو شريكا فػي‬
‫الجريمة‪ ،‬وأىـ مػا يميػز الػدعوػ العموميػة ىػو مبػدأ المالءمػة حسػب المػادة ‪ 36‬مػف قػانوف اإلجػراءات الجزائيػة‬
‫واليدؼ مف إقرار مبدأ مالءمة المتابعة لفائدة النيابة العامة ىو تمكينيا مف صالحيتيف‪:‬‬
‫‪-‬األولاى‪ :‬سػػمطة تحريػؾ الػػدعوػ العموميػة وتوجيػػو المػتيـ تبعػػا لموصػر الجنػػائي الػذؼ تػراه مناسػبا‪ ،‬وذلػػؾ بعػػد‬
‫دراستيا لمممر وفقا لمبدأ الشرعية‪ ،‬وبتحريؾ الدعوػ مف النيابة تفقد النيابة صالحية حفع الممر بقرار مسبب‬

‫‪ -36‬إسحاق إتزاهٍُ ِٕصىر‪ ،‬اٌّثادئ األساسٍح فً لأىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪ ،‬دٌىاْ اٌّطثىعاخ اٌجاِعٍح‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬اٌجشائز‪ .1993 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -37‬أٔظز اٌّادج ‪ 29‬فمزج ‪ ِٓ 01‬لٕىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪.‬‬
‫‪539‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫فال تستطيع سحب الممر أو ترؾ الخصومة ألف الممر ينتقل إلى جيػات الحكػـ ويبقػى دورىػا بتقػديـ التماسػيا‬
‫كتابيا أو شفويا أماـ ىذه الجية‪.‬‬
‫‪-‬الثانيااة‪ :‬ج ػواز اتبػػاع إحػػدػ الوسػػائل المنصػػوص عمييػػا قانونػػا لتحريػػؾ الػػدعوػ العموميػػة ومنيػػا إمػػا إحالػػة‬
‫القضػػية إلػػى جيػػة التحقيػػق بموجػػب طمػػب افتتػػاحي أو حالػػة التمػػبس أو بطريػػق االدعػػاء المباشػػر‪ ،‬مػػا لػػـ يوجػػد‬
‫نص قانوني يقضي بخالؼ ذلؾ كوجوب التحقيق في الوقػائع التػي تأخػذ وصػر الجنايػة‪ ،38‬ونظػ ار ألف النيابػة‬
‫تتمتع بسمطات واسعة عند تحريؾ الدعوػ العمومية وحماية لحقوؽ األفراد مف أؼ انحػراؼ وألجػل السػرعة فػي‬
‫بعػػض القضػػايا المتعمقػػة بج ػرائـ معينػػة توجػػو المشػػرع نحػػو تعػػديل قػػانوف اإلج ػراءات الجزائيػػة بموجػػب القػػانوف‬
‫‪ 24/90‬الم ػػؤرخ ف ػػي ‪ ،1990/08/18‬حي ػػث اس ػػتحدث الم ػػادة ‪ 337‬مك ػػرر والت ػػي تم ػػنح ص ػػالحية تحري ػػؾ‬
‫الدعوػ العمومية لممدعى المػدني‪ ،‬ويقتصػر دور النيابػة فػي إجػراء إدارؼ يتمثػل فػي تسػجيل القضػية فقػط دوف‬
‫أف تبدؼ رأييا في جدوػ المتابعة أو مدػ توافر عناصر الجريمة‪ ،‬إال أف المشرع لـ يترؾ جريمة التعدؼ عمى‬
‫الممكيػة العقاريػة ضػمف الجػرائـ التػي تػرؾ النظػر فييػا لمطػرؼ المتضػرر وانمػا أبقػى سػمطة تحريكيػا بيػد النيابػة‬
‫العامة وفق ما تراه مناسبا‪.39‬‬
‫وفي األخير نشير إلى عبء اإلثبات الجنائي ألف مسألة اإلثبات تكتسي أىميػة بالغػة سػواء أمػاـ جيػة االتيػاـ‬
‫أو جية الحكـ ويقصد باإلثبات إقامػة الػدليل بػالطرؽ التػي حػددىا القػانوف فػي شػأف وجػود واقعػة محػل نػزاع‪،40‬‬
‫إف اليػدؼ مػف اإلثبػات ىػػو التحقػق مػف ارتكػاب الجريمػػة ونسػبتيا لممػتيـ ليتأسػس الحكػػـ عمييػا‪ ،‬كمػا لػو أىميػػة‬
‫ألجػػل تحديػػد العقوبػػة المقػػررة واب ػراز ظػػروؼ ومالبسػػات الجريمػػة لمتأكػػد مػػف وجػػود ظػػروؼ تشػػديد أو تخفيػػر‪،‬‬
‫ويقع عبء اإلثبات في المسائل الج ازئية عمى النيابة بوصػفيا سػمطة إتيػاـ‪ ،‬وال يقػع عمػى المػتيـ إثبػات براءتػو‬
‫أما بالنسبة لألدلة فيجوز إثبات الجرائـ بأؼ طريق مف طرؽ اإلثبات ما عدا األحػواؿ التػي يػنص فييػا القػانوف‬
‫عمػػى غيػػر ذلػػؾ ولمقاضػػي أف يصػػدر حكمػػو تبعػػا القتناعػػو الخػػاص‪ ،41‬ويعتبػػر المػػتيـ بػػرؼء حتػػى تثبػػت إدانتػػو‬
‫نيائيا ويبقى عبء اإلثبات عمى النيابة العامػة التػي تقػوـ بتحريػؾ الػدعوػ العموميػة ومباشػرتيا‪ ،‬وىػذا مػا أكػده‬
‫القرار الصادر عف المحكمة العميا تحػت رقػـ ‪ 35131‬بتػاري ‪ ،1985/10/25‬واإلثبػات فػي جريمػة التعػدؼ‬
‫عمى الممكية العقارية ال يستمزـ قياـ حالة التمبس أو االستمرار فػي الفعػل إلػى حػيف إلقػاء القػبض عمػى المػتيـ‬
‫بل يقتصر عمى إثبات فعل سمب الممكية الثابتة غير المتنازع عمييا أو عػودة المشػتبو فيػو الحتاللػو مػف جديػد‬
‫لمعقار موضوع الخصومة الجزائية وىذا ما بشكل فعال غير مشروع و مجرـ وفػق قػانوف العقوبػات‪ ،‬ونشػير أف‬
‫القاضي الجزائي يممؾ سمطة واسعة‪ ،‬فيمكنو أخذ أو استبعاد ما تقدمو النيابة مف أدلة‪.‬‬

‫‪ -38‬أٔظز اٌّادج ‪ 66‬فمزج ‪ ِٓ 01‬لأىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪.‬‬


‫‪ -39‬عثذ اٌزحّاْ تزتارج‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ -40‬أٔىر سٍطاْ‪ ،‬لىاعذ االثثاخ فً اٌّىاد اٌّذٍٔح واٌرجارٌح‪ ،‬اٌذار اٌجاِعٍح ٌٍطثاعح وإٌشز‪ ،‬تٍزوخ‪ٌ ،‬ثٕاْ‪ ،1986 ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -41‬أٔظز اٌّادج ‪ 212‬فمزج ‪ ِٓ 01‬لأىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪.‬‬
‫‪541‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في الجرائم الواقعة عمى العقار‪.‬‬


‫تتمتػػع النيابػػة العامػػة بتقػػدير المالءمػػة كمػػا أش ػرنا إليػػو سػػابقا ىػػذا المبػػدأ الػػذؼ يخوليػػا التػػدخل متػػى اسػػتدعت‬
‫الضرورة ذلؾ تجنبا لتأزـ الوضع وعدـ جبره في المستقبل‪ ،‬والى جانب تدخميا لمعالجػة الحػاالت الطارئػة التػي‬
‫تتطمب العجمة في الحسـ لعدـ تدارؾ الوضع الحقا إذا تفاقـ ونتج عنو أضرار جسيمة فيي تتدخل إلػى جانػب‬
‫الس ػػمطة اإلداري ػػة الممثم ػػة ف ػػي الػ ػوالي م ػػف أج ػػل اس ػػتعادة الممكي ػػة الوطني ػػة المغتص ػػبة‪ ،‬وعمي ػػو في ػػل يمت ػػد ى ػػذا‬
‫االستعجاؿ في حالة التعدؼ عمى الممكية العقارية الخاصة؟‬
‫أوال‪ :‬تدخل النيابة العامة في الجرائم العقارية‪ .‬نظ ار لمسمطة الواسعة الممنوحة لمنيابػة العامػة فػي مجػاؿ تقػدير‬
‫األخطار األنية ومدػ تأثيرىا في حقوؽ الغير فالسؤاؿ الذؼ يطػرح نفسػو لمػاذا النيابػة فػي الج ازئػر تػتحفع عػف‬
‫التػ ػدخل ف ػػي ح ػػاؿ تع ػػرض الممكي ػػة العقاري ػػة الخاص ػػة لالعت ػػداء ويقتص ػػر دورى ػػا ف ػػي المتابع ػػة الجزائي ػػة وفق ػػا‬
‫لإلج ػراءات العاديػػة أو صػػرؼ األط ػراؼ لرفػػع دع ػواىـ أمػػاـ القضػػاء المػػدني بػػالرغـ مػػف األىميػػة التػػي تكسػػييا‬
‫الممكية في نفوس األفراد خصوصا أنو تثور حوليا نزاعات كبيرة قػد تػؤدؼ إلػى ارتكػاب جػرائـ كبيػرة كػردة فعػل‬
‫عمى االعتداء فبالرجوع إلى نص المادة ‪ 386‬مف قػانوف العقوبػات نجػد أف المشػرع ييػدؼ إلػى حمايػة الممكيػة‬
‫بصفة عامة أو إحدػ صورىا الثابتة بموجب سند رسمي مشػير‪ ،‬أمػا المشػرع المصػرؼ فيحمػي الحيػازة الفعميػة‬
‫دوف أف يكوف الحائز مجب ار عمى تقديـ سند رسمي‪ ،‬وبالتالي نجد أف تدخل النيابة العامة في القانوف الج ازئػرؼ‬
‫في مجاؿ الجرائـ العقارية ضيق وفقا الجتياد المحكمة العميا‪ ،‬ألنيا غير مخولة لتحريؾ الدعوػ العموميػة فػي‬
‫الجريمة الواقعػة عمػى الممكيػة العقاريػة حسػب نػص المػادة ‪ 386‬مػف قػانوف العقوبػات خصوصػا إذا مػا اقترنػت‬
‫بعنصػر التػػدليس مػػا لػـ يكػػف بحوزتيػػا محضػر التنزيػػل بنػػاء عمػػى حكػـ مػػدني نيػػائي فاصػل فػػي خصػػومة حػػوؿ‬
‫ممكية عقار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األوامر الصادرة عن النياباة العاماة‪ .‬نالحػع أف المشػرع الج ازئػرؼ قيػد سػمطات النيابػة العامػة فػي مجػاؿ‬
‫المنازعات العقارية فمـ يسمح ليا باتخاذ إجػراء تحفظػي أو تحريػؾ الػدعوػ العموميػة مػالـ ترتكػب أفعػاؿ تشػكل‬
‫بعناصػػرىا المتػػوفرة جريمػػة التعػػدؼ عمػػى الممكيػػة العقاريػػة كمػػا رأينػػاه سػػابقا فػػإذا لػػـ تتػػوفر عناصػػر الجريمػػة أو‬
‫كانت األدلة غير كافية عدت الوقػائع مسػألة مدنيػة ال تسػتوجب تػدخل النيابػة العامػة‪ ،‬وينػتج عػف عػدـ التػدخل‬
‫صدور أمر بالحفع الج ازئي لعدـ كفاية األدلة وعدـ جديتيا وبالتالي ال يمكف الطعف في أمر الحفع‪.42‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المحاكمة الجزائية والفصل في الق ية‬
‫ىنػػاؾ قاعػػد جوىريػػة ال بػػد مػػف اتباعيػػا ميمػػا كانػػت الجيػػة التػػي تجػػرؼ أماميػػا المحاكمػػة الجزائيػػة وىػػذه القواعػػد‬
‫وضعت لتكفػل النظػاـ العػاـ وكػذا حقػوؽ الخصػوـ‪ ،43‬وفػي حالػة مخالفػة تمػؾ القواعػد مػف طػرؼ رئػيس الجمسػة‬

‫‪ -42‬إسحاق إتزاهٍُ ِٕصىر‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص‪.122‬‬


‫‪ -43‬طاهزي حسٍٓ‪ ،‬اٌىجٍش فً شزح لأىْ اإلجزاءاخ اٌجشائٍح‪ ،‬دار اٌّحّذٌح اٌعاِح‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬اٌجشائز‪ ،1996 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪545‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫تبطل اإلجراءات وىناؾ ما يميػز القضػايا المتعمقػة باالعتػداء عمػى الممكيػة العقاريػة الخاصػة عػف بػاقي الجػرائـ‬
‫أنيا تثير أربعة إشكاالت أثناء النظر في النزاع نوجزىا كما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تحديااد الصاافة لااد الطاارف الماادني‪ .‬نصػت عمػى الصػػفة والمصػػمحة المػػادة ‪ 459‬مػػف قػػانوف اإلجػراءات‬
‫المدنيػػة وانعػػداميا يػػؤدؼ إلػػى عػػدـ قبػػوؿ الػػدعوػ المدنيػػة التبعيػػة شػػكال‪ ،‬فالمصػػمحة ىػػي الحاجػػة إلػػى الحمايػػة‬
‫القضائية والفائدة العممية التي تعود عمى ارفػع الػدعوػ مػف الحكػـ بطمبػو‪ ،‬أمػا الصػفة فيػي العالقػة التػي تػرتبط‬
‫أطراؼ الدعوػ بموضوعيا أو صفة المدعي أؼ عالقتو بالحق المطالب بو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حدود جبر ال رر في الدعو المدنية التبعية‪ .‬تتنوع المسائل الفرعية التي تثػار أمػاـ المحػاكـ الجزائيػة‬
‫وما ييمنػا ىنػا ىػو المسػائل الفرعيػة المتعمقػة بػالحقوؽ العينيػة العقاريػة باعتبارىػا أسػاس تكػويف نظريػة المسػائل‬
‫الفرعيػػة‪ ،44‬وتعػػد مسػػألة الممكيػػة مػػف حيػػث االثبػػات أو الفصػػل فػػي النػزاع مػػف اختصػػاص القاضػػي المػػدني ألف‬
‫اثػػارة دفػػع يتعمػػق بالممكيػػة أمػػاـ القاضػػي الج ازئػػي يعتبػػر مسػػألة فرعيػػة‪ ،‬ويقصػػد بالمسػػألة الفرعيػػة ىػػي المسػػألة‬
‫العارضػػة التػػي يجػػب الفصػػل فييػػا مػػف طػػرؼ جيػػة قضػػائية أخػػرػ غيػػر التػػي تنظػػر فػي موضػػوع المتابعػػة وقػػد‬
‫نصت عمييا المواد ‪ 130‬و‪ 131‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سامطة القا اي الجزائاي‪ .‬إف مسػألة طػرد المعتػدؼ مػف األرض المعتػدػ عمييػا مػف صػالحيات القاضػي‬
‫المػػدني أصػػال فػػالطرد يشػػكل دعػػوػ مدنيػػة والقاضػػي يمكنػػو أف يوقػػر الفصػػل فػػي الػػدعوػ الجزائيػػة إلػػى حػػيف‬
‫النظػػر فػػي موضػػوع الممكيػػة‪ ،‬كمػػا أنػػو لػػيس لمقاضػػي االسػػتجابة لطمبػػات الطػػرؼ المػػدني الراميػػة إلػػى الطػػرد مػػع‬
‫التعػػويض بػػل يكتفػػي بتقػػدير صػػاحب المصػػمحة إلػػى اتخػػاذ مػػا يػراه مناسػػبا السػػتعادة ممكيتػػو وألف مسػػألة الطػػرد‬
‫تخرج عف اختصاص المحكمة الجزائية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬حجية الحكم الجزائي أمام الق اء المادني‪ .‬يعتبػر الحكػـ الج ازئػي الفاصػل فػي الػدعوػ العموميػة نتيجػة‬
‫ارتكػاب المػتيـ جريمػة انتػزاع ممكيػة عقاريػػة خاصػة سػندا بيػد الطػرؼ المتضػػرر يسػمح لػو بػالمجوء إلػى القضػػاء‬
‫المدني بشقية الناظر في الموضوع‪ ،‬وكذا الناظر في المسػائل المسػتعجمة ألجػل جبػر الضػرر واسػتعادة العقػار‬
‫المغتصب‪.45‬‬

‫الخاتمة‬
‫بعدما تطرقنا فػي مقالنػا ىػذا إلػى جريمػة التعػدؼ عمػى الممكيػة العقاريػة الخاصػة مبػرزيف عناصػر ىػذه الجريمػة‬
‫والعقوبات المقررة ليا وظروؼ التشػديد ا المحيطػة بيػا‪ ،‬حاولنػا أيضػا إعطػاء لمحػة عمػى صػور االعتػداء عمػى‬
‫ىذه الممكية العقارية ومدػ حجيتيا أماـ القضاء الجزائي‪ ،‬فتوصمنا إلى نتائج ميمة قصدىا المشرع مػف خػالؿ‬
‫تقريره لمحماية الجزائية لمممكية العقارية الخاصة وذلؾ ألجل توفير الطمأنينة لدػ المواطنيف مف أؼ اعتداء قػد‬

‫‪ -‬عثذ اٌحٍّذ سرواي‪ ،‬اٌّسائً اٌفزعٍح أِاَ اٌّحاوُ اٌجشائٍح‪ ،‬دٌىاْ اٌّطثىعاخ اٌجاِعٍح‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬اٌجشائز‪ ،1994 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -45‬عثذ اٌزحّاْ تزتارج‪ِ ،‬زجع ساتك‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪542‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫تتعرض لو ممتمكاتيـ‪ ،‬إال أف الحماية المقررة لألمالؾ العقارية الخاصة اقتصرت عمى مػادة وحيػدة ىػي المػادة‬
‫‪ 386‬مف قانوف العقوبات تحت عنواف التعدؼ عمى األمالؾ العقارية‪.‬‬
‫وعمى ىذا نجد أف المشرع ركز عمى مدػ توافر نية المعتػدؼ فػي سػمب ممكيػة الشػخص منػو والظيػور بمظيػر‬
‫المالؾ بمجرد انصراؼ فعل االنتزاع إلى نية التممؾ‪ ،‬كما اعتبر الخمسة والتمبس ركنيف في الجريمػة‪ ،‬كمػا نجػده‬
‫اسػػتبعد الحيػػازة غيػػر المش ػروعة والممكيػػة المتنػػازع عمييػػا مػػف دائ ػرة الحمايػػة الجنائيػػة لمممكيػػة العقاريػػة الخاصػػة‬
‫خالفا لممشرع المصرؼ الذؼ حمى الحيازة ولو كانت غير مشروعة‪.‬‬
‫وفي األخيػر نشػير أنػو رغػـ تطػور مفيػوـ الممكيػة بظيػور مختمػر النصػوص المدنيػة كػاف مػف األفضػل تعػديل‬
‫المادة ‪ 386‬مػف قػانوف العقوبػات التػي لػـ تعػدؿ منػذ ‪ 1966‬والحػذو حػذو المشػرع المصػرؼ الػذؼ قػرر حمايػة‬
‫أوفػػر لمممكيػػة العقاريػػة الخاصػػة خصوصػػا مػػا كرسػػتو المػػادة ‪ 373‬مكاارر مػػف قػػانوف العقوبػػات المصػػرؼ التػػي‬
‫تحمي الحيازة ولو كانت غير مشروعة‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪ -1‬النصوص الرسمية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -‬دستور ‪.2016‬‬
‫‪ -‬دستور ‪.1989‬‬
‫‪ -‬دستور ‪.1976‬‬
‫ب‪ -‬القوانين‪.‬‬
‫‪ -‬قانوف العقوبات الجزائرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬القانوف المدني الجزائرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو رقـ ‪ 01/06‬المؤرخ في ‪.2006/02/20‬‬
‫‪ -2‬الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬إبراىيـ الشباسي‪ ،‬الوجيز في شرح قانوف العقوبات الجزائرؼ‪ ،‬القسـ العاـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الكتاب المبناني‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبناف‪.1981 ،‬‬
‫‪ -‬أنور سمطاف‪ ،‬قواعد اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبناف‪.1986 ،‬‬
‫‪ -‬الفاضل خمار‪ ،‬الجرائـ الواقعة عمى العقار‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪543‬‬
‫" مجلة الفكر القانوني والسياسي " العدد الرابع‬
‫"الحماية الجزائية للملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري"‬

‫‪ -‬إسحاؽ إبراىيـ منصور‪ ،‬المبادغ األساسية في قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬بوسقيعة أحسف‪ ،‬قانوف العقوبات مدعـ باالجتياد القضائي‪ ،‬الديواف الوطني لألشغاؿ التربوية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬جياللي بغدادؼ‪ ،‬االجتياد القضائي في المواد الجزائية‪ ،‬الديواف الوطني لألشغاؿ التربوية‪ ،‬الجزء‪،2‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الرحماف بربارة‪ ،‬الحماية الجزائية لألمالؾ العقارية الخاصة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة البميدة‪،‬‬
‫السنة الجامعية‪.2000-1999 ،‬‬
‫‪ -‬عبد هللا سميماف‪ ،‬شرح قانوف العقوبات الجزائرؼ‪ ،‬القسـ العاـ‪ ،‬الجزء‪ ،2‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬طاىرؼ حسيف‪ ،‬الوجيز في شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار الدمحمية العامة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -‬معوض عبد الثواب‪ ،‬الوسيط في شرح جرائـ التخريب واالتالؼ والحريق‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1989 ،‬‬
‫‪ -‬مسعود شييوب‪ ،‬المبادغ العامة لممنازعات اإلدارية‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬ج‪ ،3‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية‪.1999 ،‬‬

‫‪544‬‬

You might also like