You are on page 1of 7

‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.

‬غربي حورية‬

‫المحاضرة رقم (‪)5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القانون الخاص‬

‫القانون الخاص ىو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات فيما بين‬
‫األفراد أو فيما بين األفراد والدولة أو أحد فروعيا‪ ،‬بإعتبارىا شخصا معنويا عاديا‬
‫وليس باعتبارىا صاحبة السيادة والسمطة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬فروع القانون الخاص‬

‫يتفرع القانون الخاص إلى عدة فروع أىميا‪:‬‬

‫‪ _1‬القانون المدني‬
‫ىو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات بين األشخاص في المجتمع مع‬
‫اختالف نشاطاتيم‪ ،‬ويعتبر األصل لفروع القانون الخاص والشريعة العامة فييا‪ ،‬أي‬
‫يتم الرجوع إلى أحكام القانون المدني لحسم كل أمر لم يرد بشأنو نص في القانون‬
‫الخاص مثال يتم الرجوع إلى أحكام القانون المدني بشأن أركان عقد الشركة التي لم‬
‫يتناوليا القانون التجاري‪.‬‬
‫وينظم القانون المدني نوعين من العالقات الخاصة باألفراد‪:‬‬

‫قواعد األحوال الشخصية‪ :‬والتي تشمل بداية الشخصية‬ ‫أ‪-‬‬


‫القانونية ونيايتيا‪ ،‬الزواج‪ ،‬الطالق‪ ،‬الميراث‪ ،‬النفقة‪...،‬‬
‫قواعد األحوال العينية‪ :‬تنظم العالقات المالية لمشخص‪ ،‬وتنقسم‬ ‫ب‪-‬‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الحقوق الشخصية‪ :‬الحقوق التي تترتب لصالح شخص يسمى‬
‫الدائن عمى شخص آخر يسمى المدين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.‬غربي حورية‬

‫‪ ‬الحقوق العينية‪ :‬سمطة مباشرة لشخص معين عمى شيء معين‬


‫بالذات ( حقوق عينية أصمية كحق الممكية‪ ،‬حقوق عينية تبعية كالرىن‬
‫الرسمي)‪.‬‬

‫‪ _2‬القانون التجاري‬

‫وىو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات الناشئة عن المعامالت التجارية فيو‬
‫يضم القواعد المتعمقة بتعريف التاجر والعمل التجاري‪ ،‬والعقود التجارية واألوراق‬
‫التجارية والشركات التجارية والمحل التجاري‪ ،‬كما ينظم ىذا القانون اإلفالس‬
‫والتسويق القضائية‪.‬‬

‫‪_3‬قانون األسرة‬
‫يقصد بقانون األسرة مجموعة القواعد القانونية التي تنظم األحوال الشخصية‬
‫لألفراد‪ ،‬ويتولى تنظيم الزواج وأركانو وتنظيم الطالق وأثاره كالنفقة والحضانة‪ ،‬وثبوت‬
‫النسب وينظم كذلك الميراث…الخ‪.‬‬

‫‪ _4‬القانون الدولي الخاص‬


‫ىو مجموعة القواعد القانونية التي تبين القانون واجب التطبيق والمحكمة‬
‫المختصة بالنسبة إلى العالقات القانونية الخاصة ذات العنصر األجنبي‪.‬‬

‫والمقصود بالعنصر األجنبي كأن يكون أحد طرفي العالقة القانونية أو كالىما‬
‫أجنبيا عن الدولة التي رفع النزاع أمام محاكميا‪ ،‬أو أن يكون مصدر العالقة عقد‬
‫أبرم في بمد أجنبي‪ ،‬أو محل العالقة ماال موجودا في بمد أجنبي‪.‬‬

‫ومن أمثمة ىذه العالقات تمك التي تنشأ عن زواج جزائري مع فرنسية‪ ،‬فيحدد‬
‫القانون الواجب التطبيق عمى ىذا الزواج مثال‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.‬غربي حورية‬

‫وتتمثل موضوعات القانون الدولي الخاص في تنازع القوانين وتنازع‬


‫االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬وكذا الجنسية والموطن ومركز األجانب‪.‬‬

‫‪ _5‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫وىو مجموعة القواعد القانونية التي تحكم وتنظم إجراءات التقاضي أمام‬
‫المحاكم المدنية والمحاكم اإلدارية‪ ،‬وتبين اختصاص المحاكم لموصول إلى حماية‬
‫الحقوق المقررة في مختمف القوانين‪.‬‬

‫‪ _6‬قانون العمل‬

‫ىو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات التي تنشأ بين رب العمل والعامل‪.‬‬
‫وينظم ىذا القانون عالقات العمل الفردية والجماعية من حيث الحقوق‬
‫والواجبات‪ :‬الراتب‪ ،‬العطل‪ ،‬اإلضراب‪ ،‬التأديب…الخ‪.‬‬

‫‪ _7‬القانون الجوي‬

‫ىو مجموعة القواعد المنظمة لمعالقات الناشئة عن المالحة الجوية‪ ،‬فيتناول‬


‫الطائرة والتصرفات الواردة عمييا من بيع ورىن وتأجير والتامين عمييا‪ ،‬وكذا مسؤولية‬
‫الناقل الجوي وغيرىا من المسائل المرتبطة بذلك‪.‬‬
‫ويستمد ىذا القانون معظم أحكامو من االتفاقيات والمعاىدات الدولية‪.‬‬

‫‪_8‬القانون البحري‪ :‬ىو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات التجارية‬
‫الناشئة عن المالحة البحرية‪.‬‬
‫ويتناول ىذا القانون موضوعات ىامو منيا السفينة باعتبارىا وسيمو المالحة‬
‫البحرية من حيث ممكيتيا وجنسيتيا ونشاطيا وما يتعمق بيا من عالقة مالك السفينة‬
‫بربانيا ومالحييا‪ ،‬وعقود نقل األشخاص والبضائع ومسائل التامين البحري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.‬غربي حورية‬

‫المحاضرة رقم (‪.)6‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معايير التفرقة بين القانون العام والقانون الخاص‬

‫رغم أن التفرقة العادية بين القانون العام والخاص مستقره ومسمم بيا إلى حد ما‬
‫إال أن الوقوف عمى معياره ليس باألمر اليين نظ ار الختالف الفقياء في ىذا الشأن‪،‬‬
‫وقد كان من نتيجة ىذا االختالف أن تعددت المعايير لمتفرقة بينيما‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معيار األشخاص أطراف العالقة القانونية‬

‫حسب ىذا المعيار حين يتعمق األمر بعالقة الدولة أو احد فروعيا باألفراد أو‬
‫بدولو أخرى يكون القانون عاما‪ ،‬وحيث تكون العالقة القانونية بين األفراد يكون‬
‫القانون خاصا‪.‬‬

‫إال أن ىذا المعيار تعرض للنقد ذلك أن الدولة كثي ار ما تدخل في عالقات مع‬
‫األفراد ال بصفاتيا صاحبو السيادة والسمطة بل تظير باعتبارىا شخصا خاصا حين‬
‫تقوم بالتصرف في أمالكيا الخاصة أو استغالليا متخمية عن امتيازات السمطة‬
‫العامة‪ ،‬في ىذه الحالة يخضع نشاطيا لمقانون الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معيار طبيعة القاعدة القانونية‬

‫يذىب ىذا المعيار إلى أن قواعد القانون العام قواعد آمرة ال يجوز مخالفاتيا‪،‬‬
‫أما قواعد القانون الخاص ىي قواعد مكممو يجوز لألفراد الخروج عمى أحكاميا‬
‫باالتفاق عمى ما يخالفيا‪.‬‬
‫غير أن ىذا المعيار انتقد أيضا‪ ،‬فإذا كانت قواعد القانون العام كميا آمرة فإن‬
‫القانون الخاص يتضمن أيضا إضافة إلى القواعد المكممة كثي ار من القواعد اآلمرة‬
‫التي ال يجوز لألفراد مخالفتيا نظ ار إلتصاليا بالنظام العام واآلداب العامة كقواعد‬
‫تنظيم الزواج والطالق والميراث‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.‬غربي حورية‬

‫وبالتالي ال يمكن اعتماد ىذا المعيار كأساس لمتفرقة بين قواعد القانون العام‬
‫وقواعد القانون الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬معيار طبيعة المصلحة‬

‫يعتمد ىذا المعيار عمى طبيعة المصمحة التي ييدف القانون إلى تحقيقيا إن‬
‫كانت عامو أو خاصة‪ ،‬فغاية القانون العام ىو تحقيق المصمحة العامة‪ ،‬أما غاية‬
‫القانون الخاص فيي تحقيق المصالح الخاصة باألفراد‪.‬‬

‫إال أن ىذا المعيار تعرض بدوره للنقد باعتبار أنو من الصعب إقامة حدود‬
‫فاصمة بين تحقيق المصمحة العامة والخاصة ألن كل القواعد القانونية ىدفيا تحقيق‬
‫المصمحة العامة بما فييا قواعد القانون الخاص وال يتصور أن يعمل القانون عمى‬
‫تحقيق المصالح الخاصة لألفراد إذا كانت متعارضة مع المصمحة العامة لمجماعة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬معيار صفه األشخاص أطراف العالقة القانونية أو معيار السلطة العامة‬

‫يرى أنصار ىذا المعيار أنو تعد قواعد القانون العام القواعد القانونية التي تنظم‬
‫العالقات التي تكون الدولة أو أحد فروعيا طرفا فييا بصفتيا صاحبو سمطو وسيادة‬
‫أي بصفتيا شخص معنوي عام وليس شخص معنوي خاص (الجمعيات والشركات)‪،‬‬
‫والدولة في عالقاتيا القانونية مع األفراد قد تعمل تارة بوصفيا صاحبو سيادة وسمطو‬
‫في ىذه الحالة نكون بصدد القانون العام‪ ،‬وقد تدخل تارة أخرى‪ ،‬عالقة قانونية شأنيا‬
‫في ذلك شأن األشخاص العاديين‪ ،‬فال تظير حينئذ بصفتيا صاحبة سيادة‪ ،‬فنكون‬
‫أمام القانون الخاص‪.‬‬
‫وبالتالي فمعيار التفرقة بين القانون العام والقانون الخاص الصفة التي تظير‬
‫بيا الدولة أو أحد فروعيا في العالقة القانونية‪ ،‬فإذا تدخمت بصفاتيا صاحبة سيادة‬
‫وسمطة نكون بصدد قانون عام وليس في مجرد وجودىا فقط‪ ،‬أما إذا تخمف عنصر‬
‫السيادة والسمطة وتدخمت كشخص عادي فتخضع العالقة إلى القانون الخاص‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.‬غربي حورية‬

‫ويعتبر ىذا المعيار أىم معيار اقترحو الفقو وىو بمثابة تطور لممعيار األول‬
‫أطراف العالقة القانونية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص‬

‫تظير أىمية تقسيم القانون إلى عام وخاص في عده مجاالت كاآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في مجال االمتيازات‬


‫الدولة بوصفيا صاحبو السمطة العامة يخول ليا القانون العام مجموعة من‬
‫االمتيازات والسمطات تميزىا عن األفراد كنزع ممكية خاصة لممنفعة العامة في سبيل‬
‫تحقيق المشاريع التي تعود عمى الجميع بالنفع نظير تعويض مال عادل تقدره‪،‬‬
‫وفرض الضرائب‪ ،‬وكذلك السمطات المخولة لمدولة في العقاب عمى الجرائم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في مجال األموال العامة‬

‫تخضع األموال العامة عمى خالف األموال الخاصة لنظام خاص ومتميز‪،‬‬
‫بحيث ال يجوز التصرف في المال العام أو الحجز عميو ألجل التنفيذ عميو أو تممكو‬
‫بالتقادم طبقا لممادة ‪ 986‬من القانون المدني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬في مجال العقود‬

‫إن العقود التي تكون الدولة طرفا فييا تحتل المركز الممتاز‪ ،‬فتتمتع بجممة من‬
‫السمطات تخوليا صالحية تعديل العقد بإرادتيا المنفردة أو توقيع الجزاءات عمى‬
‫المتعاقد معيا أو فسخ العقد وىذا بإعتبارىا صاحبة سمطة وسيادة‪ ،‬وىذا عمى خالف‬
‫القواعد التي تحكم العقود فيما بين األفراد في مجال القانون الخاص الذي تكون‬
‫القاعدة فيو أن العقد شريعة المتعاقدين طبقا المادة ‪ 609‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫السنة األولى المجموعة "ج"‬ ‫دروس في مقياس المدخل للعلوم القانونية ( نظرية القانون‬ ‫د‪.‬غربي حورية‬

‫الفرع الرابع‪ :‬في مجال االختصاص القضائي‬

‫تخضع المنازعات التي تكون الدولة أو أحد فروعيا طرفا فييا الختصاص‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬بينما يكون النظر في الدعاوي التي ال تكون الدولة أو أحد فروعيا‬
‫طرفا فييا من إختصاص القضاء العادي‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like