فروع القانون الخاص مقدمة من المعروف أن القانون وهو علم من العلوم االجتماعية التي تبحث في اإلنسان بصفته عض ًوا يعيش وسط جماعة بشرية ينقسم إلى قسمين : القانون العام وهو مجموع القواعد التي تنظم عالقة الفرد بالدولة أو عالقة الدولة بغيرها من سائر الدول0، والقانون الخاص ويتضمن مجموع القواعد التي تحكم عالقات األفراد فيما بينهم. ويرجع هذا التقسيم إلى عهد القانون الروماني فلقد أورده إيلبيان في موسوعته ،كما أن بعض الشراح تدجروا على إيجاد فروع لكل قسم من هذين القسمين القصد منه تسهيل تنظيم الدراسة دون أن يهدف إلى وجود أساس علمي لذلك. معيار التقسيم : القانون العام هو قانون السلطة اآلمرة هو قانون الهيئات O،هو قانون ال يرعى إلى المصالح العامة مصالح عموم األفراد. أما القانون الخاص فهو قانون األفراد هو قانون استقالل اإلرادة وسيادتها هو قانون حرية األفراد في تنظيم عالقاتهم فيما بينهم. وال شك أن اختالف هذين القانونين ناشئ من التعارض بين الحياة العامة والحياة الخاصة ،فالحياة العامة قائمة على فكرة انعدام المساواة بين الفرد والدولة ،أم الحياة الخاصة تستند إلى اعتبار المساواة التامة بين األفراد في أوجه نشاطهم ،هذا التعارض اقتضى وجود هذين القسمين منذ أمد بعيد لكل قواعده الخاصة وروحه التي تميزه عن اآلخر ،األمر الذي أدى إلى انقسام الفقهاء Oإلى قسمين تبعًا لذلك فيقال بوجود فقهاء للقانون العام وبوجود فقهاء للقانون الخاص. منهج البحث : إال أن الباحث في العلوم القانونية بصفة مجردة ،والمفكر في الدراسات الفقهية بطريقة فلسفية يشعر أن هذا التقسيم تحكمي ،ويجد أنه تقسيم نسبي انعدمت فيه صفة اإلطالق فاعترته عوامل التغيير إذ استبان وجود عالقات متبادلة بين هذين القسمين وتأثيرًا تبادليًا بينهما فكل قسم يؤثر في أحكام القسم اآلخر ،األمر الذي دعا إلى بيان أثر القانون العام في القانون الخاص وأثر القانون الخاص في القانون العام. نظرية العميد ديجي : العميد ديجي يؤكد ضرورة دراسة القانون بقسيمة العام والخاص بروح واحدة وفكرة مجردة ونظرة شاملة هي العدالة في حد ذاتها هي غاية كل قانون وهدف كل تشريع يستوي في ذلك عالقات األفراد فيما بينهم أو عالقاتهم مع الدولة. ومن ثم فال حاجة إلى هذا التقسيم فليس هناك سوى قانون واحد ذي خصائص وميزات واحدة. إال أنه رغم ذلك فيرى العميد ديجي أنه يتعين االحتفاظ بهذا التقسيم الختالف القسمين في فكرة واحدة هي احتكار الدولة لسلطة اإلكراه والتنفيذ الجبري ،هذه السلطة التي ال يمكن للدولة أن تباشرها ضد نفسها إذ أن في عالقات القانون العام ال يتصور ممارسة الدولة لسلطة التنفيذ الجبري ضد نفسها في حالة مخالفتها Oللقواعد القانونية ،ومن هنا جاء هذا التقسيم بين القانون العام والقانون الخاص. رأي العالمة األلماني كلسن: كل ذلك جعل العالمة كلسن ينتقد هذا التقسيم بين القانون العام والقانون الخاص منتهيًا إلى ضرورة استبعاده من نطاق الدراسات القانونية ومن ثم فال يعتبر إال شيء واحد هو فكرة القانون وحدها. أثر القانون العام في القانون الخاص : يظهر ذلك بجالء من دراسة مبدأ سلطان اإلرادة ،هذا المبدأ المزعوم الذي يقضي بأن لألفراد الحق في تنظيم عالقاتهم القانونية فيما بينهم طبقًا لما تنعقد عليه إرادتهم دون تدخل من المشرع في هذا السبيل ،ولكن هذا المبدأ قد أصابه تغيير وتقييد شديدان في غضون القرن العشرين كأثر من آثار تدخل الدولة في العالقات Oالفردية تدخالً بصفتها سلطة عامة مرجعه القانون العام من شأنه إهدار الحرية التعاقدية التي هي مظهر من مظاهر الحرية الفردية. ولقد أفضى هذا التدخل إلى فقدان القانون الخاص لخصائصه األساسية بسبب اكتساح القانون العام له ووضعه إياه تحت وصايته. فلقد توسعت الدولة في فكرة النظام العام ونطاقها وفي مدى احترام القوة الملزمة للعقد وذلك بسبب التوسع في حرية القاضي في تفسير العقود وإرادات األفراد توسعًا أقره المشرع في جملة مواضع ،كما تدخلت الدولة في إيقاف بعض العقود أو امتداد أجلها أو حلها أو تغيير أحكامها التي تواضع الطرفان عليها فلم يعد هناك قوة ملزمة للعقود بالمعنى المطلق لها. وإن الدارس لفكرة العقد المفروض coutrat forcè ou iwposèليدرك حق اإلدراك مدى تدخل السلطة العامة والقانون العام في العالقات الخاصة O،ففي العقد المفروض يلزم القانون األفراد بالتعاقد وأال يتعرضون لجزاءات مدنية أو إدارية أو جنائية مثالها جريمة االمتناع عن بيع سلعة مسعرة. كل ذلك يؤدي إلى البعد عن القانون الخاص بقضائه على الحرية التعاقدية وإلى الغرب من محيط القانون العام الذي تكون الدولة طرفًا فيه. أثر القانون الخاص في القانون العام : ليست فكرة سيادة الدولة هي التي أدت إلى قيام قانون عام بجانب القانون الخاص وإنما هو النشاط الذي تقوم به الدولة للقيام بوظائفها وتحقيق سير المرافق العامة ،لقد استدعى ذلك النشاط إنشاء قواعد معينة غير القواعد التي تنطبق في عالقات األفراد. ومن هنا وجدت نظرية الدوين العام وما هي في الحقيقة إال النظرية المدنية في حق الملكية مع بعض تعديالت طرأت عليها اقتضتها المصلحة العامة. وكذلك أيضًا نظرية االلتزامات Oفي القانون العام فما هي في حقيقة األمر إال النظرية العامة في االلتزامات في القانون المدني مع بعض تغييرات في قواعدها واختالف في أحكامها أملتها طبيعة اإلدارة وأوجبتها الحياة العامة. وأن الباحث Oفي القانون العام وبخاصة في القانون اإلداري ليدرك مدى هذا التأثير ويقدر حق التقدير إلى أي حد تدخل القانون الخاص في دوائر القانون العام. كما أن بعض القواعد المدنية تنطبق دون غيرها في عالقات األفراد باإلدارة في محيط القانون العام فتنقلنا إلى القانون الخاص مثل المرافق العامة الصناعية والتجارية. أوال :فروع القانون العام : القانون الدولي العام : مجموعة من القواعد القانونية التي تحكم نشاط الجماعة الدولية من الدول والمنظمات الدولية ,فتبين ما لكل منها من حقوق وما على كل منها من التزامات وتنظم ما يقوم بين الدول من عالقات ,وكذا عالقات هذه الدول بالمنظمات الدولية. القانون الدستوري : مجموعة القواعد القانونية التي تنظم شكل الدولة ,إن كانت دولة اتحادية أو موحدة ,كما يبين نظام الحكم إن كان ملكيا أو جمهوريا ,ويبين السلطات التي تتولى هذا الحكم ,وهي عادة ثالث سلطات ,السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية .كما يبين الحقوق األساسية لألفراد في مواجهة الدولة والحريات العامة كحق اختيار العقيدة الدينية وحق إبداء الرأي وغيرها. القانون اإلداري : مجموعة القواعد التي تحكم نشاط اإلدارة في عالقتها بالمرافق العامة ,فهو يشمل كل القواعد الخاصة بتنظيم السلطات اإلدارية في الدولة أي تحديد األجهزة اإلدارية وبيان أنواعها وتقسيماتها المختلفة وطريقة تشكيل منها واالختصاصات Oالتي تثبت لها ,كما يبين القواعد التي تحكم نشاطها واألحكام التي تخضع لها في ملكية أموالها او في عالقتها باإلفراد . القانون الجنائي : وهو مجموعة القواعد التي تحدد األفعال التي تعتبر جرائم ,والعقوبات التي تلحق مرتكب كل جريمة ,كما تضع النظم اإلجرائية التي تتبع في تعقب مرتكبي الجرائم وتوقيع العقاب عليهم. قانون اإلجراءات الجنائية : القواعد التي تنظم إجراءات القبض على المتهم بارتكاب جريمة من الجرائم ,وقواعد التحقيق معه وأحوال الحبس االحتياطي وإجراءات Oالمحاكمة وقواعد الطعن في األحكام, وكذا القواعد التي تنظم تنفيذ العقوبة التي قد يحكم بها . ثانيا :فروع القانون الخاص : القانون المدني : مجموعة القواعد التي تنظم عالقات التعامل بين األفراد ,إال إن كانت هذه العالقات Oمما يخضع لفرع آخر من فروع القانون الخاص ,كالقانون التجاري أو قانون العمل ,فهذا القانون ال يقتصر فقط على تنظيم المعامالت المالية وإنما يحكم أيضا كل العالقات Oالتي تنشأ عن نظام األسرة .إال انه حاليا ترك تنظيم مسائل األسرة للقواعد الدينية كقانون األحوال الشخصية أو قانون األسرة كما هو الحال في دولة قطر. القانون التجاري : مجموعة القواعد التي تنظم نشاط التجار في ممارستهم لحرفتهم أي في قيامهم باإلعمال التجارية ,ويبدأ القانون التجاري بتحديد األشخاص الذين يتوافر لهم وصف التجار , وبيان األعمال التي تعتبر تجارية ,ويضع كذلك قواعد الملكية التجارية والعقود التجارية, ووسائل التجار الخاصة في وفاء ما عليهم من ديون كالكمبيالة والشيك .ويضاف الى القانون التجاري القانون البحري والجوي نظرا الرتباطهما ببعض. القانون البحري : هم مجموعة القواعد القانونية التي تنظم النشاط التجاري البحري ,وهي تنظم التعامل على السفن بيعها ورهنها واالتفاقات Oالمتعلقة بها بصفة عامة كتجهيزها ,وعالقة الربان بصاحب السفينة وعالقته بالعاملين عليها ومسؤولية مالك السفينة وأحكام عقد النقل البحري. قانون العمل : مجموعة القواعد التي تنظم العالقة بين العامل وصاحب العمل ,اي العالقة التي تقوم بين شخص يقدم جهده للغير نظير مقابل هو األجر ,ويخضع في أداء عمله لتوجيه وإشراف صاحب العمل. قانون المرافعات المدنية والتجارية : مجموعة القواعد التي تنظم التقاضي على الحقوق الخاصة ,فيبدأ أوال بترتيب المحاكم وبيان أنواعها وتشكيل منهما والشروط التي تلزم فيمن يعملون فيها أي رجال القضاء وحقوقهم وواجباتهم ,واختصاص كل محكمة من المحاكم ,ثم يبين اإلجراءات التي يجب إتباعها لرفع المنازعات إلى القضاء Oوالقواعد التي تنظم نظر هذه المنازعات Oووسائل الطعن في األحكام و أخيرا يبين قانون المرافعات القواعد التي تتبع في تنفيذ األحكام القضائية على من تصدر ضدهم هذه األحكام. القانون الدولي الخاص : مجموعة القواعد الداخلية التي تنظم حل تنازع القوانين وتنازع االختصاص ,بالنسبة للعالقات ذات العنصر األجنبي كما تنظم الجنسية ومركز األجانب. خاتمة : يتعين علينا دراسة كل قسم منهما بنظرياته الخاصة وقواعده التي يمتاز بها على اآلخر مع مراعاة المبادئ العامة التي تنطبق عليهما سويًا و في الحقيقة األمر أن كل قسم من هذين القسمين يحتوي مزي ًجا من القواعد بعضها من صميم القانون العام والبعض اآلخر من القانون الخاص وينحصر الخالف بينهما في نسبة هذا المزيج فيظهر عند تفاعل هذه القواعد تفاعالً قانونيًا ومن هنا قيل بوجود قانون عام وبوجود قانون خاص فلم يعد هناك قانون عام بصفة مطلقة أو قانون خاص بصفة مطلقة وإنما يوجد خليط في كل قانون. تقسيمات القانون اوال :تقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص : معيار وأساس التفرقة بين القانون العام والخاص :القانون العام يهدف لتحقيق المصلحة العامة و الدولة كطرف في العالقة القانونية تملك صفة السيادة بينما يهدف القانون الخاص لتحقيق المصلحة الخاصة لألفراد ال يتمتعون بصفة السيادة في العالقة .القانونية تعريف القانون العام :هومجموعة القواعد القانونية التى تنظم العالقات بين طرفين يكون احدهما أو كالهما يملكون السيادة و .يتصفون بها اما القانون الخاص :هو مجموعة القواعد القانونية التى تنظم العالقات بين طرفين ,ال يعمل أيهما بوصفه صاحب سيادة أو سلطة .على االخر اهمية التقسيم :في القانون العام يكون التنفيذ المباشر للقرارات دون الرجوع للقضاء وإمكانية اصدار قرارات تفرض على االفراد فرض كما يمكن توقيع الجزاء لإلخالل بشروط العقد و امكانية تعديل العقد من جانب واحد .القانون العام حماية لألمالك العامة .للدولة فروع القانون العام :و ينقسم الى أ -قانون عام خارجي و ب -قانون عام داخلي و يشمل الداخلي :القانون الدستوري-القانون 1- .االداري-القانون المالي و القانون الجنائي فروع القانون الخاص :و ينقسم الى القانون الدولي الخاص والقانون الداخلي الخاص الذي يشمل القانون المدني-القانون التجاري2-- .القانون االسرة .فروع القانون المختلط :و يشمل قانون االجراءات المدنية -قانون العمل-القانون البحري-القانون الجوي3- :تقسيم القواعد القانونية إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة .مفهوم القواعد اآلمرة :هي تلك القواعد التي تأمر بسلوك معين أو تنهي عنه حيث ال يجوز االفراد االتفاق على مخالفتها .مفهوم القواعد المكملة :هي تلك القواعد التي تنظم سلوك االفراد على نحو معين ولكن يجوز لهم االتفاق على ما يخالف ذلك :ثانيا :معايير التمييز بين القواعد اآلمرة والمكلمة المعيار الشكلي .القواعد اآلمرة وجد في النص عبارات و األلفاظ التالية ال يجوز – يقع باطال – يعاقب ما لم بغير ذلك – او عرف يقتضي بغير ذلك – يجوز - .القواعد المكملة :وجد في النص عبارات و األلفاظ التالية وجد :المعيار الموضوعي القواعد اآلمرة :اذا شمل مضمون القاعدة القانونية المحافظة Fعلى النظام العام للمجتمع أو تحقيق المصلحة العامةF . .القواعد المكملة :اذا تضمن مضمون القاعدة تنظيم مصلحة خاصة بين األفراد فإن القاعدة تكون مكملة