You are on page 1of 7

‫وزارة التعلـــيم العالي والبـــحث العلمي‬

‫المـــدرسة العليا للتجــارة – القليــعة –‬

‫محاضرات في مقياس‬
‫أسس القانون ‪-1-‬‬
‫للسداسي األول‬

‫د‪ /‬مباركي سهيلة‬ ‫إعداد‪:‬‬

‫أستاذ مساعد قسم –ب‪-‬‬


‫بالمدرسة العليا للتجارة – القليعة‪-‬‬

‫السنة الجــــامعـــــية ‪0202 / 0202 :‬‬


‫محتويات المقياس‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية القانون‬
‫أوال‪ :‬ضرورة القانون‬
‫ثانيا‪ :‬مدلوالت اصطالحية‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص القاعدة القانونية‬
‫رابعا‪ :‬نطاق القانون‬
‫المحور الثاني‪ :‬تقسيم القواعد القانونية‬
‫أوال‪ :‬القواعد المكتوبة والقواعد غير المكتوبة‬
‫ثانيا‪ :‬القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية‬
‫ثالثا‪ :‬القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‬
‫المحور الثالث‪ :‬أقسام القانون وفروعه‬
‫أوال‪ :‬تقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص‬
‫ثانيا‪ :‬فروع القانون العام والقانون الخاص‬
‫المحور الرابع‪ :‬مصادر القاعدة القانونية‬
‫أوال‪ :‬المصادر المادية أو الموضوعية‬
‫ثانيا‪ :‬المصادر الرسمية أو الشكلية‬
‫‪ -1‬المصدر الرسمي األصلي (التشريع)‬
‫‪ -0‬المصادر الرسمية االحتياطية (الشريعة اإلسالمية‪ ،‬العرف)‬
‫‪ -2‬المصادر التفسيرية (الفقه والقضاء)‬
‫المحور الخامس‪ :‬تطبيق القانون‬
‫أوال‪ :‬تطبيق القانون بالنسبة لألشخاص‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق القانون من حيث المكان‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيق القانون في الزمان‬

‫‪2‬‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية القانون‬

‫أوال‪ :‬ضرورة القانون‬

‫يعتبر االنسان اجتماعي بطبيعته‪ ،‬فهو ال يستطيع العيش بمفرده في الحياة‪ ،‬إنما يجب عليه أن‬
‫ينخرط في جماعة من الناس‪ ،‬هذا ما ينتج عنه بالضرورة دخول اإلنسان الفرد مع الجماعة التي‬
‫يعيش فيها في عالقات و معامالت عديدة ‪ ،‬يستطيع من خاللها إشباع حاجاته ‪ ،‬إال أن قيام مثل هذه‬
‫العالقات بين اإلنسان الفرد و الجماعة و أفرادها ‪ ،‬يؤدي إلى قيام التعارض بين مصلحته و بين‬
‫مصلحة األشخاص اآلخرين‪ ،‬و هذا من شأنه أن يخلق الفوضى و االضطراب في المجتمع ‪.‬‬

‫عليه‪ ،‬من الواجب وضع تنظيم لهذه العالقات التي يقوم بها االنسان الفرد مع غيره من‬
‫األشخاص اآلخرين‪ ،‬بهدف إيجاد نوع من التوازن بين المصالح المتعارضة أو المتناقضة‪.‬‬

‫من أجل تحقيق هذا النظام ‪ ،‬يتوجب بالضرورة وجود قواعد سلوك ‪Règles de conduite‬‬
‫ترشد األفراد في تصرفاتهم و سلوكياتهم‪ ،‬قواعد سلوك تحكم العالقات داخل المجتمع بتحديد‬
‫حقوق و واجبات األفراد‪ ،‬فيشعر كل فرد بوجوب احترامها‪ ،‬و إال تعرض لجزاء تفرضه عليه‬
‫سلطة عامة تمثل المجتمع ككل‪.‬‬

‫إن مجموعة القواعد التي تحكم النظام في الجماعة تدعى "قانون" ‪ ،‬فهو الذي يقيم التوازن‬
‫بين مصالح األفراد المتعارضة و المتضاربة أو التوفيق بينهما ‪ ،‬فال وجود لجماعة مستقرة‬
‫ومنظمة دون وجود قانون ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مدلوالت اصطالحية‬

‫‪ -‬األصل اللغوي لكلمة قانون‪:‬‬

‫يرجع األصل اللغوي لكلمة قانون إلى اللغة اليونانية‪ ،‬حيث أخذت من الكلمة اليونانية ‪،kanun‬‬
‫أو من الكلمة الرومانية ‪ ، kanon‬و التي تعني العصا المستقيمة ‪.‬‬

‫فكلمة قانون تستعمل كمعيار لقياس انحراف األشخاص عن الطريق المستقيم الذي سطره لهم‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عبرت اللغات الالتينية على القانون بكلمة مستقيم‪ ،‬و باستعمال كلمات أخرى تدل على المعنى‬
‫نفسه‪ ،‬فاستعملت اللغة الفرنسية مصطلح ‪ ، Droit‬و اللغة اإلنجليزية مصطلح ‪ ، Law‬و اللغة‬
‫اإليطالية مصطلح ‪. Diritto‬‬

‫كلمة ‪ Droit‬تستعمل في اللغة الفرنسية للداللة على مفهومين القانون – الحق‪ ،‬لذلك من أجل‬
‫التمييز بينهما يضيف الفقه القانوني الفرنسي كلمتي ‪Objectif‬و ‪ ،Subjectif‬حيث يقصد بعبارة‬
‫‪ Droit Objectif‬القانون ‪ ،‬و بعبارة ‪ Droit Subjectif‬الحق ‪.‬‬

‫في اللغتين العربية و اإلنجليزية ال يوج د هذا اللبس‪ ،‬إذ تستعمل كلمتي القانون و الحق في‬
‫اللغة العربية و كالهما له معنى خاص‪ ،‬و في اللغة اإلنجليزية تستعمل كلمتي ‪. Right ، Law‬‬

‫‪ -‬االستعماالت المختلفة لكلمة "قانون"‪:‬‬

‫يطلق مصطلح "قانون" على كل قاعدة ثابتة تفيد استمرار أمر معين وفقا لنظام ثابت‪ ،‬و بهذا‬
‫المعنى فإن هذا المصطلح يستخدم إما لإلشارة إلى العالقة التي تحكم الظواهر الطبيعية و‬
‫االجتماعية المستمرة وفقا لنظام ثابت كقانون الجاذبية‪ ،‬قانون العرض و الطلب ‪(.... ،‬و هذا مفهوم‬
‫عام و ليس هو المقصود من دراستنا)‪ .‬كما يستخدم هذا المصطلح لإلشارة إلى قواعد السلوك التي‬
‫يتعين على األفراد احترامها حتى يستقيم النظام في المجتمع‪ ،‬و لها معنيين معنى عام و معنى‬
‫خاص‪.‬‬

‫‪ ‬المعنى العام للفظ قانون‪:‬‬

‫تستعمل كلمة قانون استعماال عاما للداللة على مجموعة القواعد التي تحكم سلوك‬
‫األفراد و تنظم عالقاتهم في المجتمع على نحو ملزم‪ ،‬سواء كانت هذه القواعد مكتوبة‬
‫أو غير مكتوبة‪ ،‬سماوية أو وضعية‪.‬‬

‫‪ ‬المعنى الخاص للفظ قانون‪:‬‬

‫قد ينصرف اصطالح القانون للداللة على معنى خاص و ذلك في احدى الحالتين‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬استعمال لفظ القانون في معنى التشريع ‪:La loi‬‬

‫يقصد بالتشريع مجموعة القواعد القانونية المكتوبة التي تضعها السلطة التشريعية في‬
‫الدولة لتنظيم أمر معين‪ ،‬فيقال بهذا المعنى‪ :‬القانون(التشريع) الجبائي‪ ،‬قانون (تشريع)‬
‫اإلعالم‪....،‬يالحظ في هذا المجال أن اللغة الفرنسية تميز بين مصطلحي القانون‬
‫والتشريع ‪ ،‬فهي تستعمل لفظ ‪ DROIT‬عندما تقصد القانون ‪ ،‬و تستخدم لفظ ‪ Loi‬عندما‬
‫تقصد التشريع ‪.‬‬

‫‪ -2‬استعمال لفظ القانون في معنى التقنين ‪:Le code‬‬

‫يقصد بالتقنين مجموعة القواعد القانونية المكتوبة التي تصنعها السلطة المختصة في‬
‫كتاب واحد‪ ،‬بعد تبويبها وتنسيقها بهدف تنظيم فرع معين من فروع القانون كالتقنين‬
‫التجاري‪ ،‬التقنين المدني‪...... ،‬‬

‫‪ -‬تعريف القانون‪:‬‬

‫يمكن إعطاء تعريف شامل للقانون على أنه‪" :‬مجموعة القواعد العامة والمجردة التي تنظم‬
‫سلوك األفراد وعالقاتهم في المجتمع‪ ،‬والتي تكون مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة عند‬
‫االقتضاء"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص القاعدة القانونية‬

‫يكمن الهدف من تحديد خصائص القاعدة القانونية في إمكانية العرف عليها وتمييزها عن‬
‫غيرها من القواعد األخرى العلمية والسلوكية‪ ،‬ومن تعريف القانون نستخلص ثالثة (‪)22‬‬
‫خصائص جوهرية تتميز بها القاعدة القانونية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬القاعدة القانونية قاعدة سلوك اجتماعي‪Règle de conduite sociale :‬‬

‫ال يوجد القانون إال حيث يوجد المجتمع‪ ،‬وغاية القانون هي تنظيم سلوك أفراد المجتمع‪،‬‬
‫وذلك بوضع قواعد السلوك الواجب على األفراد اتباعها‪ ،‬وكل مجموعة من هذه القواعد تنظم‬
‫جانبا محددا من سلوك األفراد‪ ،‬فقد يكون موضوعا مدنيا أو جزائيا أو تجاريا‪...... ،‬‬

‫‪5‬‬
‫عليه‪ ،‬فالقاعدة لقانونية تنظم سلوك األفراد في المجتمع‪ ،‬وال تهتم أساسا إال بالسلوك الخارجي‬
‫للشخص‪ ،‬أما المشاعر واألحاسيس الداخلية والنوايا كيفما كانت درجة خطورتها فال يعتد بها‪،‬‬
‫طالما كانت كامنة في النفس ولم تجسد في سلوك مادي‪.‬‬

‫‪ -2‬القاعدة القانونية قاعدة عامة ومجردة‪Règle générale et abstraite :‬‬

‫يقصد بتجريد القاعدة القانونية‪ ،‬أن صياغتها ونشوئها ال يتعلق بشخص معين بالذات أو‬
‫بواقعة معينة بالذات‪ ،‬بل نشوئها يكون بصفة مجردة وبدون تحديد‪ ،‬فالمشرع عند وضعه للقاعدة‬
‫القانونية يواجه ظروفا معينة ويضع لها أحكاما‪ ،‬دون النظر إلى واقعة محددة أو شخص بالذات‪،‬‬
‫بمعنى أن القاعدة القانونية تخاطب األشخاص بصفاتهم وليس بذواتهم‪ ،‬وتتناول الوقائع بشروطها‬
‫وال بذواتها‪.‬‬

‫أما العمومية‪ ،‬يقصد بها أنها تسري على جميع األشخاص المخاطبين بحكمها‪ ،‬وعلى جميع‬
‫الوقائع التي تدخل في مضمونها‪.‬‬

‫من هنا ‪،‬نجد ارتباطا حتميا بين التجريد و العمومية‪ ،‬فالقاعدة القانونية تنشأ مجردة‪ ،‬و تكتسب‬
‫نتيجة لذلك صفة العمومية عند تطبيقها على األشخاص و الوقائع‪.‬‬

‫مثال عن ذلك ‪ ،‬ما نصت عليه المادة ‪ 102‬من التقنين المدني‪" :‬كل فعل أيا كان يرتكبه‬
‫الشخص بخطئه‪ ،‬و يسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض" ‪.‬‬

‫فهذه القاعدة التي أوردتها المادة ‪ 102‬هي قاعدة قانونية عامة و مجردة‪ ،‬تنصرف إلى كل‬
‫الوقائع التي يتحق ق فيها ركن الخطأ‪ ،‬و تتوجه إلى كل األشخاص الذين يرتكبون هذا الخطأ‪،‬‬
‫والذي يسبب ضررا للغير ‪.‬‬

‫تظهر الحكمة من خاصية عموم القاعدة القانونية و تجريدها في ‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق المساواة بين الناس أمام القانون‪ ،‬و منع التحيز لمصلحة شخص معين أو ضد‬
‫شخص معين ‪.‬‬
‫‪ ‬ضمانة هامة لحريات المواطنين و صيانتها من استبداد الحكام ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬استحالة وضع قرارات أو أوامر خاصة لحكم سلوك كل فرد من أفراد المجتمع على‬
‫حدى ‪.‬‬
‫‪ -3‬القاعدة القانونية قاعدة ملزمة ‪Règle Obligatoire :‬‬

‫يقصد من كون القاعدة القانونية ملزمة‪ ،‬أن تكون مقترنة بجزاء مادي توقعه السلطة العامة‬
‫المختصة جبرا على من يخالف مقتضاها‪ ،‬بمعنى يتعين على المخاطبين بالقاعدة القانونية االمتثال‬
‫لها‪ ،‬وإال أجبروا على ذلك كرها من خالل توقيع الجزاء‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like