You are on page 1of 15

‫المحاضرة رقم (‪)10‬‬

‫نشأة القانون‪:‬‬

‫اإلنسان كائن حي تتملكه األنانية وحب الذات‪ ،‬عاجز بمفرده عن إشباع حاجاته وضمان بقائه‪ ،‬ومنذ نشأته وهو يصارع‬
‫الطبيعة ويقاومها ومن هنا نشأت عادات وتقاليد على مستوى العائلة والقبيلة‪ ،‬فهو محتم عليه التعامل مع غيره على‬
‫مختلف المستويات االقتصادية أو االجتماعية أو االقتصادية أو السياسية وهو يعبر عن كل ذلك باختيار نوع النظام الذي‬
‫يحكمه‪ ،‬ونجد أن اإلنسان البدائي بر عبر العصور التاريخية بعدة مراحل‪:‬‬
‫ففي البداية كان يقتات من أوراق األشجار والثمار‪ ،‬وبعدها عاش مرحلة الصيد حيث كان يتغذى على ما يصطاده‪.‬‬
‫لكن بعدها عرف مرحلة من االستقرار حيث أصبح يهتم باألرض وتربية المواشي‪ ،‬ومن هنا نشأ حق الملكية والذي يعتبر‬
‫أول حق عرفه اإلنسان وما يزال يتمسك به حتى اآلن‪.‬‬
‫وبعدها تكونت األسر وتجاورت العائالت ونشأت روابط بينها كروابط الصداقة والمصاهرة‪ ،‬ثم تكونت العشيرة ثم القبيلة‬
‫وأصبح شيخ القبيلة هو المسؤول األول عن حمايتها‪ .‬وبعدها تكون نظام القرى والمدن أي ما يسمى بـالنظام السياسي‬
‫والذي عرف بـنظام السلطة الشعبية‪ ،‬ونم هنا تكونت الدولة وهي كل مجتمع سياسي تتوفر فيه ثالث عناصر أساسية‬
‫وهي‪ :‬الشعب‪ ،‬اإلقليم‪ ،‬والسيادة‪ .‬وتمارس ثالث سلطات‪ :‬السلطة التشريعية‪ ،‬التنفيذية‪ ،‬والقضائية‪.‬‬
‫إذن ‪:‬نجد أن القانون ضرورة اجتماعية وتستوجب حياة الشعوب اختيار نظام قانوني يحكم رغبات األفراد وينظمها‪،‬‬
‫والنظريات التي تفرض إمكانية قيام دولة بدون قانون ال يمكن أن تحقق في يوم ما‪.‬‬
‫تعريف القانون‬
‫لغة‪ :‬يرجع أصل كلمة قانون إلى اللغة اليونانية‪ ،‬فهي كلمة معربة أخذت من كلمة كانون ‪ KANUN‬ويقصد بها العصا‬
‫المستقيمة كأداة للضرب عند االنحراف أو الخروج عن نطاقه‪ .‬وانتقلت كلمة القانون إلى لغات أخرى مثل‪ :‬الفرنسية‬
‫)‪ ،(DROIT‬باإليطالية)‪ ، (DIRECTO‬باإلسبانية)‪ ، (DIRECHIO‬باأللمانية)‪ ، (DRCHT‬بالروسية‪(NPABO)...‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬نجد أن أغلب المفكرين لم يتفقوا على تعريف واحد للقانون‪ ،‬فمنهم من عرفه على أساس الغاية التي يهدف‬
‫إلى تحقيقها بين أفراد الجماعة‪ .‬وعرف على أنه‪ :‬القاعدة الملزمة التي تنظم عالقات األشخاص في المجتمع تنظيما عادال‬
‫يكفل حرياتهم ويحقق الخير العام‪ .‬كما تم انتقاد هذا التعريف على أساس أن فكرة الخير العام ليست فكرة ثابتة‪ .‬كما أن‬
‫فكرة الغاية تعتبر من األفكار المطروحة للنقاش‪ ،‬ومنه أساس تعريف القانون هو الجزاء‪ ،‬فالقانون هو مج القواعد العامة‬
‫الجبرية التي تصدر عن دراسة الدولة وتنظم سلوك األشخاص الخاضعين لهذه الدولة‪.‬‬
‫*ونجد القانون في مجاالت غير قانونية‪ ،‬كقانون الجاذبية وقانون العرض‪ ،‬ولهذا نجد أن لكلمة قانون مدلوالن ‪:‬‬
‫‪-‬يقصد بكلمة قانون بالمدلول الواسع‪ :‬مجموع القواعد القانونية التي تنظم سلوك األفراد داخل المجتمع والذي يشمل على‬
‫مجموعة قوانين الدولة كالقانون الدستوري‪ ،‬المالي‪ ،‬والمدني‪...‬‬
‫‪-‬ويقصد بكلمة قانون بالمدلول الضيق ‪:‬مجموع القواعد القانونية التي تنظم فرعا من فروع القانون ولهذا استعملت كلمة‬
‫‪CODE‬للتمييز بين كلمة قانون ‪ DROIT‬وتعني التشريع أي مج القواعد التي تضعها السلطة التشريعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خصائص القاعدة القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬قواعد سلوك تنظم وتحكم السلوك االجتماعي‪:‬‬
‫الحياة في المجتمع تتطلب بالضرورة تنظيما للسلوك األشخاص وعالقتهم في عدة مجاالت مختلفة‪ ،‬وهذا بوضع قواعد‬
‫إلزامية تحدد وتبين حدود حريتهم وتحقق العدل فيما بينهم وبهذه القواعد يسود النظام واألمن داخل المجتمع و بدونها‬
‫تتحول الحياة إلى فوضى‪.‬‬
‫ونجد أن قواعد القانون تتخذ صورة األمر أو النهي أي أنها عبارة خطاب موجه إلى األشخاص يتضمن أم ار بعمل معين‬
‫أو نهيا عنه‪ ،‬كالقاعدة التي تأمر األشخاص بدفع الضرائب أو االمتناع عن عمل معين مثل القاعدة التي تمنع أو تنهي‬
‫األشخاص عن ارتكاب الجرائم كالقتل والسرقة ولهذا امتازت القاعدة القانونية بكونها قاعدة سلوك اجتماعية وال وجود قاعدة‬
‫قانونية إال حيث يوجد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعدة عامة ومجردة‪:‬‬
‫القاعدة القانونية باعتبارها الخلية األساسية في القانون ما هي إال خطاب موجه إلى األشخاص بصفة عامة و مجردة ال‬
‫تخص شخصا معينا بذاته أو تتعلق بموضوع محدد بذاته بل تكون قابلة للتطبيق على كل من تتوفر فيه كل الشروط‬
‫لتطبيق القاعدة آنيا (عاجال) أما المقصود بكلمة "مجردة" أي دون علم أو تنبؤ مسبق لمن يطبق عليه القانون‪ ،‬فإذا أصدر‬
‫الخطاب إلى شخص معين من اسمه أو بشأن واقعة معينة بالذاتية فيكون هذا الخطاب أمر موجه إلى هذا الشخص‬
‫المعين وليس قاعدة قانونية مثل‪ :‬األمر بتعيين وزير ‪... .‬‬
‫‪ -3‬قاعدة ملزمة مقترنة بجزاء‪:‬‬
‫يقصد بكلمة اإللزام أنها واجبة التنفيذ‪ ،‬ويتجسد اإللزام هنا في الجزاء الذي يحدده القانون‪ ،‬وهو رد فعل أو عقاب على‬
‫االلتزام واالحترام عن طريق استعمال القوة العامة المتمثلة في السلطة التنفيذية‪ :‬كرجال الدرك والشرطة‪ ...‬عند اللزوم ‪.‬‬
‫وهي الوحيدة المخولة للتوقيع باسم المجتمع عن طريق استعمال القوة التي تملكها(السلطة التنفيذية) دون أن يستقل األفراد‬
‫بأنفسهم بتوقيعه ال في حاالت استثنائية‪ :‬كـالحق الشرعي في الدفاع عن النفس‪ ،‬أو المال‪ . ...‬ونجد نوعان من الجزاءات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الجزاءات الجنائية‪ :‬وهي تتمثل في العقوبات الجنائية‪ :‬كـاإلعدام‪ ،‬السجن المؤبد‪ ...‬والتدابير األمنية الشخصية (تتعلق‬
‫بشخصية المتهم) مثل‪ :‬منع الشخص من ممارسة مهنة أو نشاط أو غلق مؤسسة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الجزاءات المدنية‪ :‬يتخذ الجزاء المدني عدة أشكال منها‪ :‬التعويض المالي‪ ،‬أي إجبار أو اإللزام على شخص ما دفع‬
‫مبلغ مالي للمتضرر نتيجة عن الضرر الذي لحقه‪ .‬وكذا الحكم في إبطال العقد أو نسخه‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص الجزاء‪ :‬يشترك الجزاء في كل القواعد القانونية في مجموعة من الخصائص مهما يكن نوعها أو الفرع الذي‬
‫تنتمي إليها وتتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجزاء حال‪ :‬معناه أن الشخص عند مخالفته للقاعدة القانونية وعدم االمتثال لها‪ ،‬تطبق عليه العقوبة وهو على قيد‬
‫الحياة أي دنيوي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاء ذو طابع مادي‪ :‬معناه أن هذا الجزاء يمس الشخص المخالف إما في جسمه ماله‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ت‪ -‬الجزاء تختص بوضعه وتوقيعه السلطة العامة‪ :‬إذ يجوز لألفراد العاديين ممارسة الجزاء وإال كنا أمام شريعة‬
‫الغاب‪.‬‬

‫وظيفة القانون (غايته)‬ ‫‪‬‬


‫‪ -1‬وظيفة تنظيمية‪ :‬تحديد الحقوق والواجبات لكل مواطن‪ ،‬فض المنازعات‪ ،‬تفادي الفوضى‪.‬‬
‫‪ -2‬وظيفة حماية‪ :‬القانون يضمن الحماية للضعفاء كالقصر‪ ،‬حماية المستهلك‪ ،‬العامل‪ ،‬المرأة‪ ،‬كبار السن‬
‫‪ -3‬وظيفة وقاية‪ :‬مثل قانون المرور‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬منع االستغالل‬
‫‪ -4‬وظيفة ردع وزجر‪ :‬قانون العقوبات‪ ،‬قانون المرور‪..‬‬
‫‪ -5‬وظيفة عالجية‪ :‬تأهيل السجناء ‪..‬‬
‫‪ -6‬وظيفة تنموية‪ :‬تنظيم التجارة (القانون التجاري)‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬االستثمار(قانون االستثمار)‪ ،‬البحث العلمي‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة رقم (‪)20‬‬

‫التمييز بين قواعد القانون وغيرها من القواعد‪:‬‬


‫مقدمة‪ :‬للقانون دور هام في الحياة االجتماعية‪ ،‬كما جاء في القول بأن الجماعة ال يمكن أن توجد وتبقى إال بالقانون‪،‬‬
‫وهذا ال يعني بأن قواعد القانون هي الوحيدة التي تنظم كل نواحي الحياة االجتماعية‪ ،‬فهناك مبادئ أخرى مكملة لذلك‪:‬‬
‫كـمبادئ األخالق والشريعة اإلسالمية وقواعد المعامالت‪... .‬‬
‫فالقانون ال يهتم إال بالنشاط الظاهر الخارجي وال تمتد دائرته إلى أفكار ونوايا األشخاص وعواطفهم‪ ،‬وإنما يترك تنظيمها‬
‫إلى قواعد المبادئ السابقة الذكر والتي تعتبر أقدر على الحكم والنظر فيها‪.‬‬
‫‪ -1‬التمييز بين قواعد القانون والدين‪ :‬قواعد الدين هي مجموعة من المعتقدات والتعاليم التي يوحي بها هللا عز وجل‪،‬‬
‫وهي واجبة اإلتباع على معتنقيه وهذا دفعا لغضبه وعذابه الذي ينتظر كل عاص‪ ،‬وتنقسم قواعد الدين إلى قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬العبادات‪ :‬وتتمثل في عالقة الفرد بخالقه (مباشرة) والمتمثلة في‪ :‬الشهادتين‪ ،‬الصالة‪ ،‬الصوم‪ ،‬الزكاة والحج ‪.‬وتعتبر‬
‫القواعد الدينية قواعد سماوية ملزمة‪ ،‬يترتب عن مخالفتها جزاء إلهي ينفذ في اآلخرة‪.‬‬
‫والمالحظ أن مخالفة قواعد الدين قد تفرض باإلضافة إلى الجزاء اإللهي إلى جزاءات مادية دنيوية‪ ،‬كم هو الحال في‬
‫تحريم القتل‪ ،‬السرقة‪ . ...‬إذن فالقانون يجعل من هذه األفعال جرائم يعاقب عليها بجزاءات مادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المعامالت‪ :‬هي تلك القواعد التي تتعلق بعالقة الفرد بغيره‪ ،‬أي تنظم سلوك وعالقات األشخاص داخل المجتمع‪.‬‬
‫ونجد أن الديانة المسيحية اهتمت فقط بقواعد العبادات ولم تلتفت إلى قواعد المعامالت (إال قليال)‪ .‬بينما نجد أن الشريعة‬
‫اإلسالمية قد عنيت بقواعد العبادات وكذا قواعد المعامالت حيث اهتمت بالعالقات ذات الصبغة المالية كالبيع‪ ،‬الشراء‪،‬‬
‫الديون‪. ...‬ومنه نظمت أمور الدين والدنيا معا‪.‬‬
‫هل تلتقي قواعد القانون والقواعد الدينية في المعامالت؟‬
‫المجتمع عادة يضع لقواعد الدينية في اعتباره ويطبقها‪ ،‬والدليل على ذلك نص المشرع الجزائري في المادة من القانون‬
‫المدني "إذا لم يوجد نص قانوني تشريعي حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية"‬
‫‪ -2‬التمييز بين قواعد القانون واألخالق‪ :‬األخالق هي مجموعة التعاليم التي يعتبرها األشخاص (في عصر معين) على‬
‫أنها قواعد سلوك يتعين على كل فرد احترامها خشية سخط المجتمع‪ ،‬ومصدر األخالق هو ما يكمن في ضمائر األفراد‬
‫من أفكار عن الخير والشر‪ ،‬وتعتبر هذه األفكار في نظر األشخاص قواعد مثالية للسلوك االجتماعي‪ .‬وقد ط أر خالف‬
‫بشأن تحديد نطاق التفرقة بين األخالق و القانون‪.‬‬
‫فهل تلتقي قواعد القانون وقواعد األخالق؟‬
‫ويمكن اإلجابة عن هذا السؤال بنعم؛ ومثال ذلك‪ :‬تقديم يد المساعدة للغير في الدفاع عن نفسه أو غيره إذ يعد هذا من‬
‫الجانب األخالقي بالدرجة األولى‪ ،‬ومع ذلك تبناه المشرع الجزائري وأجازه قانونيا وأباح الضرب‪ ،‬الجرح وحتى القتل في‬
‫سبيل حماية النفس والغير‪ ،‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 93‬من قانون العقوبات الجزائري‪":‬ال جريمة إذا كان الفعل قد دفعت إليه‬
‫‪4‬‬
‫الضرورة حالة الدفاع الشرعي المشروع عن النفس أو عن الغير أو عن المال المملوك للشخص أو الغير بشرط أن يكون‬
‫الدفاع متناسبا مع جسامة االعتداء‪".‬‬
‫‪ -3‬التمييز بين قواعد القانون وقواعد المجامالت (المبادالت)‪ :‬نجد في كل مجتمع قواعد سلوك يتفق ويتواضع األفراد‬
‫على إتباعها في حياتهم اليومية‪ ،‬كتبادل التهاني في المناسبات السعيدة مع األقارب والجيران‪ ،‬وكذلك مبادلة مشاعر الحزن‬
‫والتعازي في المناسبات المؤلمة‪ ...‬وغير ذلك من العادات المستقرة في ذهن الجماعة‪ .‬هذه القواعد االجتماعية لم يتهم بها‬
‫القانون‪ ،‬ولم ينص على االلتزام بها لكونها عادات تبادلية‪ ،‬فمن لم يقم بها يعامله اآلخرون بالمثل‪ .‬إذن فقواعد المعامالت‬
‫مجالها يختلف عن مجال القواعد القانونية ‪.‬‬
‫فهل تلتقي قواعد القانون وقواعد المبادالت؟ واإلجابة هنا تكون بـال‪.‬‬
‫‪ -4‬التمييز بين قواعد القانون وقواعد علم االقتصاد‪ :‬علم االقتصاد هو مجموعة النظم التي تدرس وتبين حاجات‬
‫األفراد وتنظم النشاط االقتصادي في شتى مظاهره المختلفة من إنتاج وتوزيع‪.‬‬
‫فهل تلتقي قواعد القانون وقواعد علم االقتصاد؟‬
‫نعم‪ ،‬لعلم االقتصاد صلة بالقانون الذي يستهدف تنظيم العالقات‪ ،‬وحيث أنه يتأثر بحجم النشاط االقتصادي لتوسع نطاق‬
‫هذا النشاط وتنوعه بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي مما يحتم تدخل القانون لتنظيمه ومواجهته بوضع القواعد القانونية‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫‪ -5‬التمييز بين قواعد القانون وقواعد علم االجتماع‪ :‬نجد أن للقانون عالقة مباشرة بعلم االجتماع ويعتمد عليه في‬
‫التعرف على الحقائق وكذا الظواهر االجتماعية حتى يتسنى له تنظيمها مع وضع قواعد سلوك تتناسب وتتالءم والبيئة‬
‫االجتماعية‪ .‬مثال‪ :‬في ظاهرة قلة السكان في مجتمع ما‪ ،‬يتدخل المشرع بوضع قوانين من شأنها تشجيع اإلقدام على‬
‫الزواج (زيادة النسل) كفرض ضرائب على غير المتزوجين‪ ،‬منح فرص عمل وعالوات للمتزوجين‪ ....‬أو وضع قواعد‬
‫مغايرة للتي وضعها المشرع في ظاهرة االنفجار السكاني (إلغاء القوانين الغير مناسبة)‪.‬‬
‫ولهذا يمكن القول بأن القانون يستنير باألضواء التي يلقيها علم االجتماع على الميول االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬التمييز بين قواعد القانون وعلم النفس‪ :‬نجد أن رجال القضاء يلجأون في كثير من القضايا المطروحة عليهم إلى‬
‫علم النفس لمساعدتهم في التوصل إلى الحقائق وإيجاد الحلول‪ .‬فمثال عند تقرير المسؤولية الجنائية لعلم النفس وطب‬
‫األمراض العقلية دور هام في تحديد مصير المتهم وإثبات هذه المسؤولية أو اإلعفاء منها إذا ثبتت إصابته بمرض أو‬
‫قصور عقلي أي عدم وعيه وإدراكه لخطورة فعله وبالتالي يفقد ركنا من أركان الجريمة وهو ‪:‬القصد الجنائي أي النية‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ ":74‬ال عقوبة على من كان في حالة جنون وقت ارتكاب الجريمة"‪.‬‬
‫‪ -7‬التمييز بين قواعد القانون وعلم السياسة‪ :‬قد يحدث في بعض األحيان عند تطبيق القانون من طرف القضاة‬
‫ورجال القانون بصفة عامة‪ ،‬بعض التعارض بين االتجاه السياسي السائد في الدولة وبين النصوص القانونية مما يؤدي‬
‫بالمشرع إلى التدخل والنظر فيها وتعديلها إن لزم األمر‪ ،‬حتى يتحقق الخير العام‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المحاضرة رقم (‪)23‬‬

‫دراسة فروع القانون من عام وخاص‬


‫تقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص يرجع إلى زمن بعيد حيث كان معروفا عند الرومان‪ ،‬ومعيار التفرقة لديهم‬
‫آنذاك كان مفاده أن كل ما يتعلق بشيء عمومي أو تحقيق الصالح العام يعتبر من قبيل" القانون العام"‪ ،‬أما القواعد‬
‫المتعلقة بتنظيم عالقات األفراد‪ ،‬معامالتهم ومصالحهم فهي من قبيل" القانون الخاص‪".‬‬
‫أساس تقسيم القانون إلى عام وخاص‪:‬‬
‫إن القانون هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم سلوك وعالقات األشخاص في المجتمع بطريقة ملزمة‪ .‬واألشخاص‬
‫الذين ينظم القانون سلوكهم هم على نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬األشخاص الطبيعيون‪ :‬أي األفراد العاديون‪.‬‬
‫ب‪ -‬األشخاص المعنويون‪ :‬وهم أشخاص غير حقيقيين ولكن يعترف لهم القانون بشخصية‪.‬‬
‫*والدولة تعد شخصا معنويا عاما بنظر القانون‪ ،‬وهي تمارس نوعين من النشاط‪ ،‬فهي تعمل أحيانا بوصفها صاحبة‬
‫سيادة و سلطة بالنسبة ألفراد الشعب وأحيانا أخرى تمارس النشاط مشابها لنشاط األفراد العاديين (ال تظهر بصفتها‬
‫صاحبة سيادة وسلطة)‪.‬‬
‫ومنه فعنصر السيادة و السلطة التي يتميز به جانب من نشاط الدولة هو أساس أو معيار التفرقة ما بين القانون العام‬
‫والقانون الخاص‪ ،‬فعندما يكون عنصر السيادة تكون القواعد المطبقة من قواعد القانون العام ‪.‬وعندما ال يوجد عنصر‬
‫السيادة تكون القواعد المطبقة من قواعد القانون الخاص ‪.‬‬

‫أهمية التمييز بين القانون العام والخاص‪:‬‬

‫تبرز أهمية تقسيم القانون إلى عام وخاص في عدة مجاالت نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬في مجال االمتيازات‪ :‬من أجل تحقيق المصلحة العامة في المجتمع منحت للسلطة العامة عدة إمتيازات لم‬
‫يمنحها القانون لألفراد‪ ،‬ألنهم يسعون فقط لتحقيق مصالحهم الخاصة‪ ،‬نذكر من بين هذه االمتيازات الخدمة‬
‫العسكرية‪ ،‬دفع الضرائب‪ ،‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪...‬‬
‫‪ -2‬في مجال العقود‪ :‬العقود التي تبرمها الدولة او أحد فروعها كصاحبة السيادة هي عقود إدارية تكون في مركز‬
‫ممتاز وأعلى من الفرد‪ ،‬فلها حق تعديل أو إلغاء شروط العقد أو فسخه‪ ،‬وهي عقود تخضع للقانون العام‪ ،‬أما في‬
‫القانون الخاص فطرفا العقد يكونان متساويان أمام العقد( العقد شريعة المتعاقدين)‪.‬‬
‫‪ -9‬في مجال األموال‪ :‬المال العام مخصص للمنفعة العامة فال يجوز التصرف فيه وال الحجر عليه وال اكتسابه‬
‫بالتقادم‪ ،‬عكس المال الخاص فيمكن التصرف فيه‪ ،‬الحجر عليه كما يمكن إكتسابه بالتقادم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -7‬بالنسبة لإلختصاص القضائي‪ :‬المنازعات التي تكون الدولة أو أحد فروعها طرفا فيها تكون أما القضاء االداري‪،‬‬
‫وااللقانون الواجب التطبيق هو القانون العام‪ ،‬أما المنازعات التي تكون بين األفراد تكون أما القضاء العادي‬
‫والقانون الواجب التطبيق هو القانون الخاص‪.‬‬

‫فروع القانون العام والقانون الخاص‬


‫القانون العام ‪ :‬هو مجموع القواعد التي تنظم العالقات بين طرفين يكون أحدها له السيادة والسلطة ويتصرف بهذه‬
‫الصفة‪ ،‬مثل‪ :‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ....‬وللقانون العام فروع داخلية وخارجية‪:‬‬
‫أ‪ -‬القانون العام الخارجي‪ :‬هو مجموع القواعد التي تنظم العالقات بين الدول في زمن السلم والحرب وعالقاتها‬
‫بالمنظمات الدولية ‪.‬‬
‫ب ‪-‬القانون العام الداخلي‪ :‬هو مجموع القواعد التي تنظم العالقات التي تقوم بين الدولة أ و أحد فروعها (تعمل بصفتها‬
‫صاحبة سيادة والسلطة)‪ ،‬وبين األشخاص الطبيعيين أو األشخاص المعنوية الخاصة‪ .‬و القانون الداخلي يشمل فروع‬
‫مختلفة هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون الدستوري‪ :‬يعد القانون الدستوري‪ ،‬القانون األساسي للدولة‪ ،‬ودستور الدولة يتضمن عادة مجموعة من‬
‫نصوص األساسية التي تبين ‪:‬‬
‫‪ -‬شكل نظام حكم الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬السلطات العامة ( التنفيذية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬القضائية)‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق وواجبات اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون اإلداري‪ :‬وهو مجموع القواعد اإلدارية التي تنظم قيام السلطة التنفيذية بوظائفها اإلدارية المختلفة وتبين كيفية‬
‫إدارتها للمواد و األموال العامة‪ ،‬وتلك التي تحدد عالقة الحكومة بموظفيها‪ ،‬تتناول نشاط اإلدارة وما يصدر عنها من‬
‫ق اررات إدارية‪ ،‬وما تفرضه من عقود إدارية ‪.‬‬
‫‪ -9‬القانون المالي‪ :‬وهو الذي ينظم الحالة المالية للدولة من حيث تحديد المصروفات المختلفة‪ ،‬بيان مصادر اإليرادات‬
‫وكيفية تحصيلها‪ ،‬وإعداد الميزانية وأسس الرقابة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬القانون الجنائي‪ :‬هو القانون الذي يشمل على تبيان القواعد اإلجرائية في مجال التجريم و العقاب وهو ينقسم إلى‬
‫قسمين هما ‪:‬‬
‫‪‬قانون العقوبات‪ :‬وهو مجموع القواعد التي تبين الجرائم المختلفة و العقوبات المقررة لها‪ ،‬كما تبين شروط المسؤولية‬
‫الجنائية والضر وف المشددة والمختلفة وأحوال اإلعفاء منها ‪.‬‬
‫‪‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ :‬هو مجموع القواعد التي تبين اإلجراءات المتبعة في ضبط الجرائم و التحقيق فيها و إصدار‬
‫األحكام على المتهمين و كيفية أحذ التدابير األمنية بالنسبة الطوائف الخاصة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫القانون الخاص‪ :‬هو مجموع القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين طرفين ال يعمل أحدهما بصفته صاحب سيادة أو‬
‫سلطة على اآلخر ‪.‬للقانون الخاص عدة فروع نذكر منها على سبيل المثال الفروع التالية‪:‬‬
‫القانون المدني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬القانون الجوي‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬قانون‬
‫العمل ‪...‬‬
‫‪ -1‬القانون المدني‪ :‬وهو من أهم فروع القانون الخاص‪ ،‬إذ يعتبر األصل بالنسبة لهذه الفروع ويعبر عنه بأنه الشرعية‬
‫العامة في عالقات القانون الخاص بحيث تطبق قواعده على هذه العالقات في كل ما ال يوجد في شأنه نص خاص‪ .‬وهو‬
‫ينظم عالقات الفرد المالية‪ .‬ويطلق عليها قواعد المعامالت و األحوال العينية‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون التجاري‪ :‬هو مجموع القواعد التي تنظم العالقات الناجمة عن المعامالت التجارية‪ ،‬أي القواعد المتعلقة‬
‫بتعريف التاجر وتحديد األعمال التجارية‪ ،‬وكل ما يتعلق بالنشاط التجاري فيعالج قضايا اإلفالس إجراءاته وآثاره على‬
‫التاجر‪ ،‬تنظيم الشركات التجارية من حيث إنشاؤها‪ ،‬نشاطاتها‪ ،‬كيفية إنقضائها‪.‬‬
‫‪ -9‬قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ :‬مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم السلطة القضائية وتبين اختصاص‬
‫المحاكم واالجراءات الواجب اتباعها للوصول إلى حماية حق مقرر في القانون الخاص‪.‬‬

‫‪ -7‬قانون العمل‪ :‬مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقة بين العمال وأرباب العمل‪ ،‬من موضوعاته‪ :‬تنظيم‬
‫عالقة العمل‪ ،‬وضع حد أقصى لساعات العمل‪ ،‬وضع حد أدنى لألجور‪ ،‬حماية العمال من إصابات العمل‪ ،‬الحق‬
‫النقابي‪ ،‬حمايتهم من التعسف أو الفصل التعسفي‪...‬‬

‫‪-5‬القاون البحري والجوي‪ :‬بالنسبة للقانون البحري فهو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العالقات التجارية الناشئة‬
‫عن المالحة البحرية (التنظيم القانوني للسفينة من حيث االسم‪ ،‬التسجيل‪ ،‬الجنسية‪ ،‬العقود التي ترد عليها مثل البيع‪،‬‬
‫التجهيز‪ ،‬عقد التأمين‪ ،‬واألخطار التي تتعرض لها‪)..‬‬

‫أما القانون الجوي فهو يتناول كل المسائل المتعلقة بالمالحة الجوية الواردة على الطائرة‪ ،‬من ضمن موضوعاته‪ :‬جنسية‬
‫الطائرة‪ ،‬النظام القانوني لطاقمها‪ ،‬عقد النقل الجوي‪ ،‬مسؤولية الناقل‪ ،‬التأمين ‪...‬‬

‫‪-6‬القانون الدولي الخاص‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية التي تبين القانون الواجب التطبيق على العالقات ذات‬
‫العنصر األجنبي ومدى اختصاص المحاكم الوطنية في الفص في تلك المنازعات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة رقم (‪)24‬‬

‫تقسيمات القاعدة القانونية‪:‬‬


‫للقانون تقسيمات أخرى وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬من ناحية صورتها‪ :‬تنقسم إلى‪ :‬قواعد مكتوبة وقواعد غير مكتوبة‪.‬‬
‫فمصدر القاعدة القانونية هو التشريع‪ ،‬وجل القوانين تعبر من قبيل القواعد القانونية المكتوبة‪ ،‬أما الغير مكتوبة فمصدرها‬
‫العرف‪.‬‬
‫‪ -2‬من ناحية تنظيمها للحقوق‪ :‬فهي تنقسم إلى قسمين‪ :‬قواعد موضوعية و قواعد شكلية‪.‬‬
‫ويقصد بالقواعد الموضوعية كل قاعدة تقرر حقا أو تفرض واجبا‪ ،‬كالقاعدة التي تقرر حقا للمشتري وهو نقل ملكية الشيء‬
‫إليه‪ .‬أما القواعد الشكلية فهي القواعد القانونية التي تبين الوسائل و اإلجراءات التي بها يمكن اقتضاء الحق المقرر‬
‫كالقاعدة التي تبين كيفية مباشرة أو رفع الدعوى‪ ،‬واختصاصات الجهات القضائية‪.‬‬
‫‪ -9‬من ناحية قوتها اإللزامية‪ :‬تنقسم إلى قسمين‪ :‬قواعد آمرة أو ناهية‪ ،‬وقواعد مكملة أو مفسرة‪.‬‬
‫فالقواعد آمرة أو ناهية هي التي تتضمن خطابا موجها لألفراد بأداء عمل ما أو تركه فهي بذلك تمثل قيودا على حرية‬
‫األفراد بهدف تحقيق المصلحة العامة ( كأداء الخدمة الوطنية‪ ،‬النهي عن السرقة‪ .)...‬وتتميز هذه القواعد بكونها ال يجوز‬
‫اإلتفاق على مخالفتها‪ ،‬وإذا حصل ذلك يصبح العقد باطال ويفسخ‪.‬‬
‫أما القواعد المكملة أو المفسرة فيجوز االتفاق على مخالفتها‪ ،‬وتكون ملزمة للمتعاقدين ما لم يكن اتفاق بينهم على‬
‫مخالفتها‪ .‬كأن يتفق متعاقدان على أن يتم الدفع قبل أو بعد تسليم السلعة‪ ،‬أما إذا سكت أحدهما عن ذكر ما يخالف هذا‬
‫الشرط تصبح القاعدة ملزمة وواجبة التطبيق‪ .‬ومن هنا جاءت تسمية القاعدة المكملة والمفسرة ذلك ألنها تكمل إرادة‬
‫المتعاقدين والسكوت هنا يعتبر بمثابة انصراف نية تطبيق هذه القاعدة‪.‬‬

‫‪ ‬معيار التمييز بين القواعد اآلمرة والمكملة‪:‬‬


‫تشترك القواعد القانونية في خاصية اإللزام‪ ،‬لكن تختلف في درجته‪ .‬فالقاعدة اآلمرة يكون فيها الخضوع التام‪،‬‬
‫عكس المكملة التي يجوز لألفراد االتفاق على مخالفتها فالتمييز بين هاذين النوعين له أهمية كبيرة‪ ،‬وقد انقسم‬
‫الفقه إلى فريقين األول يعتمد على المعيار اللفظي أما الثاني على المعيار المعنوي‪.‬‬
‫‪ -1‬المعيار اللفظي‪ :‬هو معيار سهل فيكفي النظر إلى العبارات واأللفاظ المستعملة في نص القاعدة القانونية‬
‫لمعرفة إن كانت آمرة أو مكملة‪.‬‬
‫أمثلة على القواعد اآلمرة‪:‬‬
‫نصت المادة‪ 714‬فقرة أولى من القانون المدني الجزائري" يجب أن يكون عقد الشركة مكتوبا وإال كان باطال"‬

‫‪9‬‬
‫نصت المادة‪ 951‬من القانون المدني الجزائري " البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء‬
‫أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي"‬
‫نصت المادة‪ 17‬من الدستور الجزائري " ال يجوز البتة التنازل أو التخلي عن أي جزء من التراب الوطني"‬
‫نصت المادة‪ 27‬من الدستور الجزائري " يعاقب القانون على التعسف في استعمال الحق"‬
‫نصت المادة‪ 25‬من الدستور الجزائري "عدم تحيز اإلدارة يضمنه القانون"‬
‫نصت المادة‪ 93‬من القانون التجاري الجزائري على مايلي " كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة تاجر‬
‫ملزم بمسك دفتر لليومية‪"....‬‬
‫نستنتج من هذه األمثلة أن العبارات واأللفاظ التي يستعملها المشرع للداللة على القواعد اآلمرة هي‪ :‬يجب‪،‬‬
‫كل‪ ،‬ال يجوز‪ ،‬يلتزم‪....‬الخ‬
‫أمثلة على القواعد المكملة‪:‬‬
‫نصت المادة‪ 944‬من القانون المدني الجزائري" يكون ثمن المبيع مستحقا في الوقت الذي يقع فيه تسليم‬
‫المبيع‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بخالف ذلك"‬
‫نصت المادة ‪ 935‬من القانون المدني الجزائري " إن نفقات تسليم المبيع تكون على المشتري‪ ،‬ما لم يوجد‬
‫عرف أو اتفاق يقضي بخالف ذلك"‬
‫نستنتج من هذه األمثلة أن العبارات واأللفاظ التي يستعملها المشرع للداللة على القواعد المكملة هي‪ :‬ما لم‬
‫يوجد عرف أو اتفاق‪ ،‬إذا لم يكون اتفاق‪...‬الخ‬
‫‪-2‬المعيار المعنوي‪ :‬هذا المعيار ليس حاسم كالمعيار اللفظي‪ ،‬فهو تقديري يحدد نوع القاعدة القانونية على‬
‫أساس موضوعها وحسب هذا المعيار تكون القاعدة آمرة إذا كان موضوعها يتعلق بالنظام العام واآلداب‬
‫العامة‪ ،‬وتكون مكملة إذا تعلقت بالمصالح الخاصة لألفراد‪.‬‬
‫لكن لم تعطي قائمة لما هو داخل أو مخالف للنظام العام واآلداب العامة لهذا يصعب العمل بهذا المعيار‪.‬‬
‫‪ -‬يصعب تحديد معنى النظام العام ألن فكرته غير محددة تختلف من مكان إلى آخر‪ ،‬فهو األساس‬
‫السياسي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬االقتصادي والخلقي الذي يسود مجتمع ما‪.‬‬
‫‪ -‬اآلداب العامة‪ :‬هي تلك القواعد الخلقية الضرورية لحفظ كيان المجتمع وهو القدر من المبادئ التي تنبع‬
‫من تقاليد ومعتقدات وأخالق المجتمع‪ ،‬إذن فاآلداب العامة جزء من النظام العام‪ ،‬لذا فالقواعد التي تتعلق‬
‫بها هي قواعد آمرة ال يجوز لألفراد االتفاق على مخالفتها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المحاضرة رقم (‪)24‬‬

‫نطاق تطبيق القانون‪:‬‬


‫إن جل القواعد القانونية بعد إصدارها ونشرها في الجريدة الرسمية تصبح نافذة أي سارية المفعول وتطبق على‬
‫األشخاص والوقائع التي تتوفر فيها الشروط الواردة في نصوصها‪.‬‬
‫لكن على من تطبق القوانين‪ ،‬ومتى‪ ،‬وأين؟ وهنا نجيب بأن هناك ثالث نطاقات لتطبيق القواعد القانونية‪:‬‬
‫‪ -1-‬نطاق تطبيق القوانين من حيث األشخاص‪.‬‬
‫‪ -2-‬نطاق تطبيق القوانين من حيث الزمان‪.‬‬
‫‪ -3-‬نطاق تطبيق القوانين من حيث المكان‪.‬‬
‫نطاق تطبيق القوانين من حيث األشخاص‪.‬‬
‫األصل أن القانون يطبق على جميع األفراد المقيمين في الدولة‪ ،‬سواء كانوا وطنيين أم أجانب‪ ،‬طبيعيين أو‬
‫معنويين وهذا ما تقضي به القاعدة العامة‪ ،‬ويطلق عليها اسم "مبدأ عمومية القوانين"‪ ،‬أي أن القانون مجاله‬
‫يشمل األشخاص عموما ‪.‬وتنص القاعدة بعدم جواز االعتذار بجهل القانون‪ ،‬ولكن هناك بعض االستثناءات‬
‫التي ترد على هذا المبدأ وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬حصانات الوطنيين‪ :‬نجد أن لكل دولة قواعد قانونية تنص على بعض الحصانات لفئات محدودة من‬
‫المواطنين كـالحصانة النيابية المعترف بها للنائب أثناء نيابته(عهده) أي ال يمكن متابعة‪ ،‬أي ال يجوز (ال‬
‫يمكن ) متابعة النائب أو القبض عليه أو رفع الدعوى بسبب نيابته أثناء ممارسته للنيابة‪ ،‬وترفع الحصانة من‬
‫النائب من اختصاص مكتب المجلس الشعبي الوطني بعد أن يتخذ ق ار ار بشأنه وعندئذ يمكن التحقيق معه‬
‫وسجنه إذا اقتضى األمر‪ ،‬واألمر ذاته بالنسبة لألمراء‪ ،‬السفراء‪ ،‬رؤساء المنظمات الدولية‪... .‬‬
‫‪ -2‬حصانات األجانب‪ :‬نجد أن الدولة تخصص بعض الحصانات لفئات من األجانب ونذكر منهم‪ :‬رؤساء‬
‫الدول األجنبية وأفراد عائالتهم‪ ،‬أعضاء البعثات السياسية‪ ،‬القناصل‪ ،‬البعثات الخاصة‪ ،‬طاقم الطائرات أو‬
‫السفن الحربية‪ ،‬موظفو المنظمات العربية والدولية‪ . ...‬وهؤالء األجانب ال تطبق عليهم القوانين الوطنية بل‬
‫نكتفي باستبعادهم وإرسالهم ألوطانهم مرفقين بتقرير عنهم‪ ،‬ويتكفل الوطن بالمحاكمة والمعاقبة حسبما استدعى‬
‫األمر ‪.‬‬
‫نطاق تطبيق القوانين من حيث الزمان ‪.‬‬
‫القانون يكون واجب التطبيق دائما وابتداء من يوم نشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬أو من التاريخ الذي يحدده لسير‬
‫أحكامه‪.‬‬
‫كما تقضي القاعدة العامة بأن ال تسري أحكام القانون على الوقائع التي حدثت قبل صدوره‪ ،‬ونتج عن هذا‬
‫مبدآن أساسيان‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬المبدأ الفوري للقوانين‪ :‬أي أن القانون الجديد يطبق فو ار على كل الوقائع من تاريخ سيره إلى غاية تاريخ‬
‫إلغائه‪ ،‬وأن القانون القديم يعتبر ملغيا بعد صدوره‪.‬‬
‫مثال‪ :‬القانون الجديد يفرض دفع ضريبة على كل من يشتري سيارة‪ ،‬فمن اشترى سيارة قبل صدور هذا القانون‬
‫ليس معنيا بدفع الضريبة‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ عدم رجعية القوانين‪ :‬ال يمكن تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي‪ ،‬ويقصد بهذا عدم سير القانون‬
‫الحاضر على الماضي‪ ،‬فال يسري القانون الجديد على عالقات قانونية نشأت ورتبت كافة آثارها في ظل‬
‫القانون القديم ‪.‬‬
‫لكن تدخل على هذا المبدأ استثناءات خاصة بالقانون الجنائي (األصلح للمتهم)‪.‬‬
‫كصدور قانون جديد ينص على تخفيف عقوبة السجن‪ ،‬حيث يطبق هذا القانون حتى على المسجونين‬
‫القدامى مع أنهم ارتكبوا جرائمهم في ظل القانون السابق‪.‬‬
‫مثال ‪:‬حكم على متهم بـ ‪ 5‬سنوات سجن نافذة بتهمة تهريب العملة الصعبة‪ ،‬وبعد مدة صدر قانون جديد يلغي‬
‫القانون السابق ويبيح إدخال النقد األجنبي للبالد‪ ،‬وهنا يفرج على السجناء فو ار‪.‬‬
‫*ويجوز للمشرع أن ينص صراحة في التشريع لجديد على سيره على الماضي (أي تطبيقه بأثر رجعي) ألن‬
‫مبدأ عدم رجعية القوانين تقيد القاضي دون المشرع‪.‬‬

‫نطاق تطبيق القوانين من حيث المكان‪.‬‬

‫يقصد بتطبيق القانون من حيث المكان أن القانون يطبق على أقاليم الدولة جميعها‪ ،‬وعلى كافة األفراد المقيمين فوق‬
‫أرض هذه الدولة‪ ،‬كما أن القانون الوطني ال يجب أن يطبق وال أن تسري أحكامه خارج أقاليم الدولة‪ ،‬أو على األفراد‬
‫المقيمين خارج أراضيها‪ ،‬وبذلك فإن التصرفات والوقائع جميعها التي تحدث على أراضي الدولة تكون خاضعة لقوانينها‪،‬‬
‫بحيث يسري القانون على األفراد جميعهم مواطنين أو أجانب وال يتعدى تطبيق القانون الحدود االقليمية للدولة وهناك‬
‫مبدأين أساييين في في هذا المضمون‪:‬‬

‫مبدأ إقليمية القوانين‪ :‬ويقصد به أن القانون بعد نشره ودخوله حيز النفاذ في كل إقليم الدولة بكل أجزائها‬ ‫‪-‬‬

‫(البري‪ ،‬الجوي و البحري) وأن يطبق على كل األشخاص الطبيعية و المعنوية القاطنين في هذا اإلقليم‪.‬‬
‫مبدأ شخصية القوانين‪ :‬يقصد بهذا المبدأ سريان القاعدة القانونية على األشخاص المنتمين إلى الدولة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫سواء كانوا موجودين على إقليمها أو كانوا قيمين خارج هذا اإلقليم‪ ،‬وعدم سريان هذه القاعدة على‬
‫المنتمين لدول أخرى حتى لو كانوا مقيمين في إقليمها‪ ،‬إذ يتم تطبيق قانون الدولة على كافة رعاياها‪،‬‬
‫ولكن هذا المبدأ يطبق كإستثناء في بعض القوانين (الزواج‪ ،‬الجنسية‪ ،‬الترشح لإلنتخابات‪ )...‬ويبقى مبدأ‬
‫إقليمية القوانين هي األصل في تطبيق القانون من حيث المكان‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المحاضرة رقم (‪)55‬‬
‫مصادر القانون‬

‫يقيد القاضي عند فصله في أي نزاع معروض أمامه‪ ،‬بالرجوع لمصادر القانون بالترتيب المنصوص عليه في أحكام‬
‫نص المادة األولى من التقنين المدني الجزائري التي جاءت على النحو التالي " يسري القانون على جميع المسائل التي‬
‫تتناولها نصوصه في لفظها أو فحواها‪.‬‬
‫وإذا لم يوجد نص تشريعي‪ ،‬حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإذا لم يوجد فبمقتضى العرف‪ ،‬فإذا لم‬
‫يوجد فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة "‪.‬‬
‫وبذلك تنقسم مصادر القانون إلى مصادر رسمية أصلية ومصادر أصلية إحتياطية إلى جانب المصادر التفسيرية‬
‫المصادر الرسمية األصلية‪:‬‬
‫‪-1‬التشريع‪ :‬يقصد بالتشريع سن القواعد القانونية وإكسابها القوة اإللزامية عن طريق سلطة مختصة وفقا إلجراءات معينة‪،‬‬
‫وهي مجموعة من القواعد المكتوبة تضعها السلطة التشريعية أو التنفيذية في الدولة‪.‬‬
‫سنتناول هذه القواعد وفقا لترتيبها الهرمي حيث يأتي في قمتها الدستور‪ ،‬ثم القوانين بشقيها العضوية و العادية ‪ ،‬وأخير‬
‫المراسيم واللوائح التنظيمية ‪،‬كما سنتطرق إلى األنظمة الداخلية للمجالس التشريعية‬
‫أ‪ -‬الدستور‪ :‬يعتبر الدستور المصدر الرئيسي للقانون الدستوري‪ ،‬وهو عبارة عن وثيقة تصدرها أعلى سلطة في‬
‫الدولة وهي السلطة التأسيسية‪ ،‬تجمع فيها أهم القواعد القانونية‪ ،‬وتؤسس وتنظم السلطات في الدولة وتنظم‬
‫مبادئ ممارستها وعالقاتها فيما بينها ومع المحكومين‪ ،‬كما تتضمن أهم الحريات والحقوق األساسية لإلنسان‬
‫ب‪ -‬التشريع العادي أو العضوي‪ :‬يتمثل في مجموعة القواعد القانونية التي تسنها السلطة التشريعية ممثلة في‬
‫البرلمان في حدود المجاالت التي يحددها الدستور على سبيل الحصر‪ ،‬فال يحق للبرلمان أن يشرع خارج هذه‬
‫المجاالت ‪ ،‬كما ال يحق للسلطة التنفيذية أن تشرع إال في حدود االستثناء الذي أشارت إليه المادة ‪ 127‬من‬
‫الدستور‪ ،‬فبموجب هذه األخيرة لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو‬
‫بين دورتي البرلمان‪ ،‬وأيضا في الحاالت االستثنائية المذكورة في المادة ‪ 39‬من الدستور‪.‬‬
‫‪-‬القوانين العضوية‪ :‬وهي قوانين مكملة للدستور‪ ،‬ويطلق عليها أيضا القوانين األساسية تميي از لها عن القوانين العادية‪.‬‬
‫والقوانين العضوية وان كانت تشترك مع العادية في الجهة التي تسنهما وهي البرلمان إال أنها تتميز عنها من ناحيتين‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬ناحية المضمون أو المجال‪ ،‬فالقوانين العضوية تعالج مواضيع محددة دستوريا ‪ ،‬وتهدف إلى تنظيم مسائل تتعلق‬
‫بالسلطات العامة في الدولة ‪ ،‬أو بمجال حقوق اإلنسان ‪ .‬ونجد أن الدستور الجزائري قد حدد على سبيل الحصر‬
‫المواضيع التي يشرع فيها البرلمان بقوانين عضوية بموجب المواد ‪159 ،129 ،115‬‬
‫‪ -‬ناحية اإلجراءات‪ ،‬ففي حين تتم المصادقة على القانون العضوي باألغلبية المطلقة لنواب المجلس الشعبي الوطني‬
‫(المادة ‪ 129‬من الدستور)‪ ،‬و يخضع للرقابة اإلجبارية من طرف المجلس الدستوري قبل صدوره بناء على إخطار من‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬تتم المصادقة على القوانين العادية بأغلبية األعضاء الحاضرين فقط‪ ،‬وتكون رقابة المجلس الدستوري‬
‫‪.‬عليها اختيارية‪ ،‬ويمكن لرئيس الجمهورية أو احد رئيسي الغرفتين القيام بذلك قبل أو بعد إصدارها‬

‫‪13‬‬
‫‪-‬القوانين العادية‪ :‬هي النصوص التي يسنها البرلمان بشكل عادي في حدود اختصاصاته المبينة على سبيل الحصر‬
‫‪ .‬بموجب المادة ‪ 122‬من الدستور ‪ ،‬ويمكن للقوانين العادية أن تحتوي على قواعد ذات طابع دستوري‬
‫‪ -‬المراسيم واللوائح التنظيمية‪ :‬هي التصرفات القانونية الصادرة عن السلطة التنفيذية المتمثلة في مراسيم رئيس الدولة أو‬
‫الوزير األول والق اررات الو ازرية ‪ ،‬وهي تهدف إلى تنظيم بعض الميادين وفق قواعد عامة ومجردة‪ ،‬ويعتبر مجال السلطة‬
‫التنظيمية واسعا ألنه يشمل كل المجاالت التي تخرج عن مجال القوانين(المادة ‪.)125‬ونظ ار ألنها تساهم في تنفيذ وتفسير‬
‫القوانين وتكملتها في بعض األحيان فهي تشكل مصد ار من مصادر القانون الدستوري‪ ،‬ومن أمثلة ذلك المرسوم الصادر‬
‫في ‪ 5‬جوان ‪ 1331‬المتضمن إعالن حالة الحصار‪ ،‬والمرسوم الرئاسي رقم ‪ 179-43‬المتضمن القواعد الخاصة بتنظيم‬
‫المجلس الدستوري‪.‬‬
‫‪ -‬األنظمة الداخلية للمجالس التشريعية‪ :‬هي عبارة عن وثائق أساسية تهتم بتنظيم وسير العمل البرلماني‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫لها أن توضح أو تكمل القواعد التي نص عليها الدستور‪ ،‬أو القانون العضوي‪ .‬ونظ ار لخطورة ما يمكن أن تتضمنه‬
‫األنظمة الداخلية من انحراف أو تعارض مع القواعد الدستورية‪ ،‬فقد أوجب الدستور إخضاعها قبل تنفيذها لرقابة المجلس‬
‫الدستوري لفحص مطابقتها المادة ‪165‬‬
‫‪ -‬المصادر الرسمية االحتياطية‪:‬‬
‫‪ -1‬الشريعة اإلسالمية‪ :‬تتصدر الشريعة اإلسالمية المرتبة األولى من بين المصادر اإلحتياطية الرسمية للقانون وهذا‬
‫حسب نص المادة األولى من القانون المدني الجزائري‪ ،‬والقاضي ملزم بهذا الترتيب المذكور سابقا‪.‬‬
‫تعريف الشريعة اإلسالمية‪ :‬إن الشريعة اإلسالمية هي ما شرع هللا سبحانه وتعالى لعباده من أحكام على لسان رسوله –‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬سواء أكان بالقرىن أو بسنة رسوله من قول وفعل وتقرير‪.‬‬
‫وتنقسم أحكام الشريعة االسالمية إلى ثالث أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬علم الكالم‪ :‬يتعلق بأصول الدين أي العقائد األساسية لإلسالم‪ ،‬كااليمان باهلل ورسله وكل الموضوعات التي تدخل‬
‫ضمن علم التوحيد‪.‬‬
‫‪ -‬علم األخالق‪ :‬األحكام التي تتناول تهذيب النفس‪ ،‬وما يجب أن يتحلى به الفرد من فضائل كالصدق والوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬علم الفقه‪ :‬مجموعة األحكام المتعلقة بما ينشأ بين األفارد من معامالت‪.‬‬
‫كما اتفق جمهور الفقهاء على أن المصادر األصلية للفقه اإلسالمي هي الكتاب‪ ،‬السنة‪ ،‬اإلجماع والقياس‬
‫‪ -2‬العرف‪ :‬العرف مجموعة من قواعد السلوك غير المكتوبة التي تعارف الناس عليها في مجتمع معين في زمان معين و‬
‫تواتر العمل بها بينهم إلى الحد الذي تولد لديهم االعتقاد بإلزامها‬
‫ويقوم العرف على ركنين‬
‫أوال‪ :‬الركن المادي‪ :‬يتمثل في تكرار الناس لسلوك معين في مسألة معينة‪ ،‬أو إعتياد الناس على مجموعة من األفعال‬
‫والتصرفات التي تخص أحد أمور حياتهم في المجتمع‪ ،‬ويشترط هذا الركن مجموعة من الشروط تتمثل في ‪ :‬القدم‪،‬‬
‫الثبات‪ ،‬العموم والشهرة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬الركن المعنوي‪ :‬يقوم على االعتقاد الذي يتولد لدى الناس الذين يتبعون سلوك معتاد بأن هذا األخير ملزم لهم قانونا أ‬
‫ي شعورهم بإلزاميته‪ ،‬وهو عنصر داخلي نفسي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-3‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ :‬قام الفقهاء و الفالسفة بتعريف فكرة القانون الطبيعي‪ ،‬حيث قالوا بوجود قانون‬
‫أسمى من القوانين الوضعية يعتبر أساسا لها‪ ،‬ومثال يجب على كل مشرع االهتداء به عند وضع القوانين الوضعية هو‬
‫القانون الطبيعي الذي يتكون من قواعد عامة أبدية ثابتة صالحة لكل مكان وزمان‪ ،‬ألنها تصدر عن طبيعة األشياء‪ ،‬وأن‬
‫اإلنسان يكشف عنها بعقله‪.‬‬
‫موقف القاضي الجزائري من مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ :‬لقد وجد القاضي الجزائري نفسه في حيرة من كيفية‬
‫اإلحالة الواردة في نص المادة األولى من القانون المدني‪ ،‬ألن المشرع من جهة لم يعرف هذه المبادئ والقواعد ولم يحدد‬
‫مصدرها مما يوقعه في حيرة ال تزول إال إذا قام بربط هذه المبادئ بالمثل العليا للمجتمع الجزائري التي يمكن أن تكون في‬
‫مجتمعات أخرى‪.‬‬
‫* المصادر التفسيرية للقانون‬
‫‪ .‬وتتمثل في القضاء والفقه‬
‫‪ : 1‬القضاء‪ :‬هو مجموعة األحكام التي تصدرها المحاكم والتي تنتج عن اجتهاد القضاة في القانون على ما يعرض عليها‬
‫من نزاعات قانونية‪ ،‬والقضاء وان كان يشكل مصد ار تفسيريا لدى اغلب الدول إال انه يعتبر مصد ار رسميا في الدول ذات‬
‫الدساتير العرفية كإنجلترا‪ .‬وكثي ار ما ساهم القضاء في وضع قواعد دستورية جديدة وابرز مثال عن ذلك ما قامت به‬
‫المحكمة العليا األمريكية في ‪1499‬حين قررت حق القضاء في مراقبة دستورية القوانين بالرغم أن الدستور األمريكي لم‬
‫ينص على ذلك‪.‬‬
‫‪ :2‬الفقه‪ :‬يقصد به مجموعة الدراسات والبحوث واآلراء والنظريات والتعاليق التي يصدرها فقهاء القانون‪ ،‬والتي تكمل‬
‫وتفسر وتنفذ القانون‪ ،‬وهذه وان كانت مجرد اجتهادات فردية ال تنطوي على قوة إلزامية إال انه كثي ار ما يتأثر بها القضاء‬
‫في إصدار أحكامه أو المشرع أثناء سن القوانين ومن ذلك روح القوانين التي تضمنت فكرة فصل السلطات لمونتسكيو‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like