You are on page 1of 10

‫التشريع المدرسي وأخالقيات المهنة‬

‫التعريف بالقانون‬
‫• يمكن تعريف القانون بأنه « مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم الحياة داخل تجمع بشري ما‪ ،‬أو‬
‫مجموع القواعد التي يحتكم إليها األشخاص والجماعات في عالقاتهم الودية أو في منازعاتهم‬
‫وخصوماتهم»؛‬
‫• ويقصد بالقانون في الدراسات القانونية مجموع القواعد القانونية التي تنظم العالقات االجتماعية‬
‫والروابط التي تنشأ بين األشخاص المصحوبة بجزاء توقعه السلطات العامة على من يخالف أحكامها‬
‫ومقتضياتها‬
‫القاعدة القانونية وخصائصها‬
‫• القاعدة القانونية تعتبر الخلية األساسية التي يتألف منها القانون بمعناه العام ‪.‬وهي مجموعة من‬
‫المفاهيم والعبارات واألساليب موجهة إلى األشخاص في صيغة عامة لها قوة اإللزام‪ ،‬تستهدف تنظيم‬
‫سلوك وعادات وعالقات الناس داخل المجتمع؛‬
‫تتميز القاعدة القانونية بأنها ‪:‬‬
‫‪ .1‬قاعدة اجتماعيه ‪ :‬إن الحاجة إلى قواعد القانون ال تظهر إال مع قيام الجماعة حيث تظهر الحاجة إلى‬
‫تنظيم عالقات أفراد هذه الجماعة بعضهم البعض‪.‬‬
‫والقانون ال يوجد في أي مجتمع إنساني‪ ،‬بل يلزم أن نكون بصدد مجتمع سياسي منظم يفترض وجود سلطة‬
‫عليا ذات سيادة تعمل على فرض القانون واحترام تطبيقه حتى يسود األمن واالستقرار‬
‫‪ .2‬قاعدة عامة ومجردة ومستمرة‪ :‬يقصد بعموم القاعدة القانونية أن تكون القاعدة غير مخصصة فيما‬
‫تضعه من أحكام بشخص أو أشخاص معينين بدواتهم ‪ ،‬ويقصد بالتجريد أن خطاب القاعدة القانونية ال‬
‫يوجه إلى شخص بعينه أو واقعة بذاتها وإنما العبرة فيه تكون بعموم الصفة ويتحقق بشأنها الشروط‬
‫بحيث تنطبق على كل واقعة تتحقق بشأنها الشروط المتطلبة وعلى كل شخص اجتمعت فيه الصفات‬
‫المستلزمة‪ ,‬ويراد باالستمرار أن القاعدة القانونية في أصلها لم توضع لتطبق على حالة واحدة‪ ،‬وإنما‬
‫وضعت لتطبق على جميع المخاطبين بها متى توافرت شروط تطبيقها ويستوي أن تطبق القاعدة‬
‫القانونية على حالة واحدة أم على عدة حاالت‬
‫‪ .3‬قاعدة سلوكية ‪ :‬إن هدف القاعدة القانونية هو تنظيم السلوك فهي قاعدة تقويمية يراد بها توجيه‬
‫السلوك وجهة معينة ‪ ،‬وهذا التوجيه قد يكون بطريقة مباشرة عندما تتضمن القاعدة أمرا أو نهيا كما‬
‫قد يكون توجيه السلوك بطريقة غير مباشرة حيث تضمن القاعدة تعريفا أو تنظيما فيكون االلتزام بها‬
‫بمطابقة السلوك ألحكام هذا التنظيم‬
‫‪ .4‬قاعدة ملزمة ومقترنة بجزاء ‪:‬بمعنى أن القاعدة القانونية يجب أن تتصف بالصبغة اإللزامية ويقصد‬
‫بذلك أن للقاعدة القانونية جزاء ماديا يفرض على مخالفها ‪ ،‬تتولى توقيعه السلطة العامة ويتميز‬
‫الجزاء القانوني بأنه مادي ملموس ويتمثل في كافة الوسائل واإلجراءات التي تتخذها الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬وإلزام القاعدة القانونية هو الخاصية التي تميزها عن قواعد األخالق والدين‪.‬‬
‫التمييز بين القواعد القانونية وغيرها من القواعد االجتماعية األخرى‬
‫إذا كان القانون يهدف إلى تنظيم سلوك األفراد داخل المجتمع فليس هو وحده الذي يهدف إلى ذلك‪ ،‬إذ توجد‬
‫إلى جواره قواعد أخرى تصبو لتحقيق ذات الهدف أهمها ‪:‬‬
‫‪ .1‬القانون وقواعد الدين ‪:‬‬
‫قواعد الدين ‪ :‬الدين هو مجموعة القواعد التي يعتقد الناس أنها منزلة من هللا سبحانه وتعالى عن طريق رسله‪،‬‬
‫وهذا هو شأن األديان السماوية كما أن لفظ الدين يشمل األديان غير السماوية‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد بأحكام العبادات ‪:‬عالقة اإلنسان مع ربه‬
‫‪ ‬قواعد األخالق الشخصية ‪ :‬عالقة اإلنسان مع نفسه‬
‫‪ ‬قواعد المعامالت ‪ :‬عالقة اإلنسان مع غيره‪ ،‬كعالقات البيع واالتجار واالقتراض‬
‫فالقواعد الدينية أوسع نطاقا من القواعد القانونية ألنها تنظم عالقة ثالثية األبعاد‪ ،‬كما تختلف عنها من‬
‫حيث المصدر ومن حيث الجزاء‪.‬‬
‫من ناحية المصدر ‪ :‬إن مصدر القاعدة الدينية مصدر سماوي أو قوة عليا غير منظورة‪ ،‬في حين أن القاعدة‬
‫القانونية هي من صنع البشر أي أنها قواعد وضعية‪.‬‬
‫من حيث الجزاء ‪ :‬الجزاء في القاعدة الدينية جزاء أخروي يوقعه هللا على المخالف‪ ،‬أما الجزاء في القاعدة‬
‫القانونية هو جزاء مادي توقعه السلطة العامة التي يناط بها تنفيذ القانون والعمل على احترامه‪.‬‬
‫‪ .2‬القانون وقواعد المجامالت ‪:‬‬
‫تعتبر قواعد المجامالت والعادات والتقاليد مبادئ وسلوك يراعيها الناس في عالقاتهم اليومية كتبادل التهاني‬
‫في المناسبات السعيدة مع األهل واألصدقاء‪ ،‬ومبادلتهم شعور الحزن والتعزية في المناسبات المؤلمة‬
‫والكوارث وتبادل التحية عند اللقاء وغير ذلك من العادات المستقرة في ذهن الجماعة‬
‫الغاية ‪ :‬قواعد القانون هي تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على كيان المجتمع‬
‫أما المجامالت فهي عالقات تبادلية ال ترقى إلى تحقيق الخير العام بل تقتصر على تحقيق غايات جانبية يؤدي‬
‫عدم تحقيقها إلى االنتقاص من المصلحة العامة واضطراب المجتمع‪.‬‬
‫الجزاء ‪ :‬فإن الخروج عن قواعد المجامالت ال يؤدي إلى تدخل السلطة العامة إلجبار األفراد على‬
‫احترامها كما هو الشأن بالنسبة للقواعد القانونية‪.‬‬
‫‪ .3‬القانون وقواعد األخالق ‪:‬‬
‫قواعد األخالق ‪ :‬يقصد بالقواعد األخالقية مجموع المبادئ والقيم التي تترسخ في ضمير ووجدان‬
‫المجتمع‪،‬كالوفاء بالوعود والصدق في القول‪ ،‬واالمتناع عن الشر‪ ،‬إن هذه القواعد تختلف عن القواعد القانونية‬
‫• من حيث الغرض ‪ :‬يهدف القانون إلى غاية نفعية هي حفظ النظام في المجتمع واستقراره‪ ،‬أما قواعد‬
‫األخالق فغايتها مثالية تنزع بالفرد نحو الكمال بـحضها على إتيان الخير ونوفورها من الرذائل‬
‫• من حيث النطاق ‪ :‬يالحظ أن دائرة األخالق أوسع نطاقا من دائرة القانون‪ ،‬ذلك أن القانون يقتصر‬
‫على تنظيم العالقات ذات التأثير المباشر على حياة المجتمع‪ ،‬بحيث تنظم عالقة الفرد مع غيره‪ ،‬في‬
‫حين أن القواعد األخالقية فتنظم عالقة اإلنسان مع غيره وعالقته مع نفسه‪.‬‬
‫• من حيث الجزاء ‪ :‬نالحظ أن جزاء مخالفة أحكام القاعدة القانونية هو جزاء مادي توقعه السلطة‬
‫العامة في الدولة‪ ،‬كالغرامة والحبس والحجز على أموال المدين‪ ،‬أما الجزاء في القاعدة األخالقية‬
‫فهو جزاء معنوي يتمثل في تأنيب الضمير من قبل المخالف واستنكار المجتمع لسلوكه‪.‬‬
‫وظائف القانون ‪:‬‬
‫يهدف القانون إلى تحقيق مجموعة من األهداف‪:‬‬
‫• العمل على تحقيق األمن واالستقرار وصيانة حريات وحقوق األفراد وتحقيق مصالحهم الخاصة مع‬
‫مراعاة تحقيق المصلحة العامة؛‬
‫• العمل على تحقيق العدل والمساواة والحفاظ على كيان المجتمع؛‬
‫• العمل على تطوير المجتمعات والرقي بالمستوى الحضاري للحياة البشرية‬
‫أقسام القاعدة القانونية‬
‫القواعد المكتوبة والقواعد غير المكتوبة‬
‫‪ ‬األولى يكون مصدرها التشريع‪ ،‬وتكون في شكل نصوص مدونة وموثقة صادرة عن سلطة مختصة‬
‫بسن القانون‪ ،‬وتتميز بالوضوح والتحديد ومرنة‪ ،‬أي قابلة للتعديل بتشريع آخر؛‬
‫‪ ‬أما القواعد العرفية فتستمد قوتها اإللزامية من مصدر آخر غير التشريع المكتوب كالعرف وقواعد‬
‫القانون الطبيعي‪ ،‬وغالبا ما تكون جامدة وبطيئة اإلنشاء والزوال‪ ،‬وقد تزول بزوال األشخاص الذين‬
‫يحفظونها‪.‬‬
‫القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية‬
‫‪ ‬األولى تكون عبارة عن قواعد تتناول موضوعا معينا وتهتم بالحقوق والواجبات في مجال محدد كما‬
‫هو الحال بالنسبة للقانون الدستوري واإلداري والمدني والجنائي‪...‬‬
‫‪ ‬أما الثانية فتكون ذات طابع إجرائي حيث تبين اإلجراءات التي يجب إتباعها لعقاب المجرم مثال مثل‬
‫المسطرة الجنائية‪ ،‬أو عندما يريد شخصا الحصول على حقه فيعتد اإلجراءات الواردة في قانون‬
‫المسطرة المدنية‪..‬‬
‫القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‬
‫‪ ‬القواعد اآلمرة ‪:‬هي القواعد التي ال يمكن ألطراف العالقة القانونية االتفاق على مخالفة ما تنص عليه‬
‫أو استبعاد حكمها‪ ،‬وذلك لتعلقها بالنظام العام في المجتمع‪ ،‬وإذا حاول األفراد مخالفة هذه القواعد‬
‫يكون تصرفهم باطال وال يعتد به قانونا‬
‫‪ ‬القواعد المكملة هي القواعد التي يجوز لألفراد أن يتفقوا على ما يخالف حكمها والتي تلزم األفراد في‬
‫حالة عدم انصراف إرادتهم إلى مخالفتها‬
‫ويتم االعتماد في التمييز بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة على معيارين ‪:‬‬
‫‪ ‬المعيار الشكلي الذي يعتمد على عبارات النص‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار الموضوعي الذي يعتمد على الموضع الذي تنظمه القاعدة القانونية‬
‫القانون الخاص والقانون العام‬
‫القانون العام ‪ :‬فهو ذلك القانون الذي يحدد القواعد التي تنظم عالقات الدولة مع مؤسساتها (وزارات‪،‬‬
‫جماعات محلية‪ ،‬إدارات‪ ،‬مؤسسات ومشاريع عامة)‪ ،‬وعالقات الدولة ومؤسساتها مع األفراد من أشخاص‬
‫طبيعيين وأشخاص معنويين ويحكم تنظيمها وعالقتها مع غيرها من الدول‪ ،‬وفي هذه الروابط القانونية تظهر‬
‫الدولة بوصفها صاحبة سيادة والسلطة سواء أكان الطرف اآلخر في العالقة دولة أم فردا‪ .‬ومن أهم الفروع‬
‫التي يتضمنها القانون العام‪:‬‬
‫تعرف نظام الدولة‬
‫• القانون الدستوري ‪: Droit constitutionnel‬وهو مجموعة من القواعد التي ّ‬
‫السياسي (جمهوري‪ ،‬ملكي‪)..،‬و تنظم هيكلية مؤسسات الدولة (رئاسة الدولة‪ ،‬الحكومة‪ ،‬المجالس‬
‫التمثيلية أو النيابية) وتتبع هذا القانون مجموعة من القواعد المنظمة لحقوق المواطنين السياسية‬
‫(اإلنتخاب والترشيح والطعن بالنتائج أمام الهيئة القضائية المختصة‪.)...‬‬
‫• القانون المالي‪( Droit Financier :‬أو قانون المالية العامة)‪ :‬وهو القانون الذي ينظم الميزانية‬
‫العامة للدولة وما يتعلق بها من موارد ونفقات‬
‫• القانون اإلداري ‪ Droit administratif :‬وهو القانون الذي ينظم عالقات األفراد مع اإلدارات‬
‫العامة التقليدية واالقتصادية من خالل استخدام المرافق العامة وإنشاء العقود اإلدارية ووضع أسس‬
‫الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة (القضاء اإلداري) ووضع قواعد العمل في الوظيفة العمومية‬
‫(على المستوى المركزي والجهوي والمحلي) وغيرها من العالقات‪.‬‬
‫القانون الخاص‪ :‬هو ذلك القانون الذي ينظم العالقات التي تقوم بين األفراد آو بينهم وبين الدولة باعتبارها‬
‫شخصا معنويا عاديا ومن أهم الفروع التي يتضمنها القانون الخاص‪:‬‬
‫• القانون المدني‬
‫• القانون التجاري‬
‫• قانون الشغل‬
‫• قانون األحوال الشخصية‬
‫• القانون البحري‬
‫‪ ‬مصادر القاعدة القانونية‬
‫يمكن تقسيم مصادر القاعدة القانونية إلى قسمين‪:‬‬
‫• المصادر المادية أو الموضوعية‪ :‬هي العوامل التي أسهمت في تكوين مضمون القاعدة كالعوامل االجتماعية أو‬
‫االقتصادية‬
‫• المصادر الرسمية أو الشكلية‪ :‬الوسائل التي تخرج بها القاعدة إلى حيز النفاذ لتخاطب الناس بأحكامها على نحو‬
‫ملزم‪ ،‬وهي مصادر شكلية في كونها الشكل الذي تظهر به القاعدة ملزمة للجماعة وهي ‪:‬التشريع‪ ،‬الدين‪ ،‬العرف‪،‬‬
‫الفقه والقضاء‪ ،‬مبادئ العدالة الطبيعية‬
‫‪ -I‬التشريع‪:‬‬
‫• يقصد بالتشريع كل قانون يصدر في وثيقة رسمية مكتوبة عن سلطة عامة ومختصة في الدولة ووفقا إلجراءات‬
‫مسطرية معينة وتتوفر فيه خصائص القاعدة القانونية‪.‬‬
‫• ويقصد بالتشريع المدرسي مجموعة من النصوص القانونية والمراسيم التنظيمية والقرارات والمقررات الصادرة‬
‫عن مختلف السلطات المختصة في الدولة‪ ،‬والمتعلقة بقطاع التربية والتكوين‪.‬‬
‫‪ -II‬خصائص التشريع ومميزاته‪:‬‬
‫• أنه يحدث قاعدة قانونية‪ :‬بمعنى أن التشريع يوجد قاعدة قانونية ملزمة تنظم مجاال من مجاالت النشاطات الحياتية‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫• أنه يصدر عن سلطة عامة مختصة‪ :‬يصدر التشريع عن هيئة أو هيئات عامة مختصة‪ ،‬يمنحها الدستور صالحية‬
‫التشريع‪ ،‬ويحدد لها المجاالت التي يحق لها اإلصدار في شأنها‪.‬‬
‫• أنه يصدر في صيغة مكتوبة‪ :‬يصدر التشريع دائما وفي كل األحوال (تشريع أساسي أو تشريع فرعي) مكتوبا‬
‫متضمنا في وثيقة محددة‪ ،‬تنص على األحكام التي يريد المشرع أن يقننها وينظم بها مجال معين‪.‬‬
‫• سهولة معرفة التشريع وسهولة الرجوع إليه‪ :‬التشريع يتميز بسهولة معرفته حيث يصدر في صورة مكتوبة من‬
‫خالل عبارات وألفاظ محددة تساعد على التأكد من وجوده وتحديد معناه‬
‫• التشريع ضامن للحقوق والحريات‪ :‬ألن هذا الموضوع ال يحتمل أن تنظمه األعراف‪ ،‬اللتصاق أحكامه بحياة‬
‫األفراد وأمنهم‬
‫• ـ التشريع وسيلة أساسية لتحديد النظام القانوني داخل الدولة‪ :‬يترتب على وضع التشريع من طرف سلطة‬
‫مختصة يحددها الدستور‪ ،‬أن التشريع يسري على كل إقليم الدولة وكافة أجزاءه‪ ،‬ويخاطب جميع األفراد على قدم‬
‫المساواة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬كل أمر يصدر عن سلطة عامة ومختصة في الدولة خاص بشخص معين بذاته أو إذا كان متعلقا بواقعة‬
‫معينة ال يمكن اعتباره تشريعا ألنه يفتقد إلى خصائص القاعدة القانونية‪.‬‬
‫‪-III‬أنواع التشريع ومسطرة وضعه‬
‫أوال‪ :‬التشريع األساسي أو الدستوري‬
‫التشريع األساسي أو الدستور هو مجموعة من القواعد القانونية التي تحدد شكل الدولة وتنظيم السلطات فيها واختصاصات‬
‫كل منها‪ ،‬وتقرر الحقوق والحريات األساسية لألفراد‪ .‬ويوجد الدستور أو القانون الدستوري على رأس الهرم القانوني‬
‫للدولة ‪ .‬وقد يكون الدستور عرفيا كالدستور البريطاني أو مكتوبا كالدستور المغربي‪.‬‬
‫كيفية وضع الدستور‬
‫• هناك أربعة طرق لوضع الدستور‪ ،‬فإما أنه يصدر في شكل منحة من طرف الحاكم إلى الشعب أو في شكل تعاقد بين‬
‫الحاكم وممثلي الشعب‪ ،‬وتسمى هذه الطريقة لوضع الدستور بالطرق غير الديمقراطية‪.‬‬
‫• أما الطرق الديمقراطية لوضع الدساتير فتحدد في طريقتين أو أسلوبين‪ :‬أسلوب الجمعية التأسيسية وأسلوب االستفتاء‬
‫التأسيسي‪.‬‬
‫‪ -1‬أسلوب المنحة‪ :‬وفقا لهذا األسلوب في وضع الدستور فإن الحاكم بمحض إرادته واختياره وبإرادته المنفردة يمنح‬
‫لشعبه دستورا للبالد‪ ،‬يتنازل بمقتضاه عن جزء من سلطاته واختصاصاته‪ ،‬ومن أمثلة الدساتير الممنوحة الدستور‬
‫الفرنسي لسنة ‪ ،1814‬والدستور اإليطالي لسنة ‪ 1848‬والدستور اإلثيوبي لسنة ‪.1931‬‬
‫‪ -2‬أسلوب التعاقد‪ :‬وفقا لهذا األسلوب في وضع الدستور فإن الدستور يكون نتيجة تعاقد بين الحاكم وممثلي الشعب‬
‫حول كيفية إدارة شؤون الحكم وأمور السلطة‪ ،‬ومن أمثلة الدساتير التي وضعت عن طريق التعاقد الدستور‬
‫العراقي لسنة ‪ 1925‬ودستور لبنان لسنة ‪ 1926‬ودستور الكويت الصادر سنة ‪ 1962‬ودستور السودان لسنة‬
‫‪.1973‬‬
‫‪ -3‬أسلوب الجمعية التأسيسية‪ :‬وفق ا لهذا األسلوب فإن الشعب يقوم بانتخاب ممثلين عنه في جمعية تسمى بالجمعية‬
‫التأسيسية‪ ،‬تتولى مهمة‪ ،‬ومسؤولية‪ ،‬وضع الدستور‪ ،‬وإقراره‪ .‬ومن أمثلة الدساتير التي وضعت بهذه الطريقة‬
‫دستور فرنسا لسنة ‪ 1875‬والدستور البلجيكي لسنة ‪ ،1831‬والدستور اإلسباني لسنة ‪ 1831‬ودستور فيمار‬
‫األلماني الصادر سنة ‪.1919‬‬
‫‪ -4‬أسلوب االستفتاء التأسيسي‪ :‬وفقا لهذا األسلوب فإن رئيس الدولة أو الحكومة أو البرلمان أو هيئة منتخبة من‬
‫طرف الشعب‪ ،‬يقوم بإعداد وصياغة مشروع الدستور‪ ،‬بحيث ال يدخل هذا المشروع حيز التنفيذ إال بعد عرضه‬
‫على الشعب عن طريق االستفتاء ليقول كلمته بالقبول أو الرفض‪ .‬ومن أمثلة الدساتير التي وضعت وفقا لهذا‬
‫األسلوب دستور الجمهورية الرابعة لسنة ‪ ،1946‬دستور الجمهورية الخامسة لسنة ‪ 1958‬والدساتير المغربية‬
‫المتتالية التي صدرت سنوات ‪.2011 ،1996 ،1992 ،1972 ،1970 ،1962‬‬
‫أنواع الدساتير‬
‫• تنقسم الدساتير من حيث شكلها إلى دساتير مكتوبة ودساتير عرفية‪ ،‬ومن حيث مسطرة تعديلها إلى دساتير جامدة‬
‫ودساتير مرنة‪.‬‬
‫‪ – 1‬الدستور المكتوب أو الدستور العرفي‪:‬‬
‫• ‪ -‬الدستور المكتوب‪ :‬هو الدستور الذي تكون قواعده موضوعة في شكل وثيقة رسمية واحدة من طرف الجهة‬
‫المختصة بذلك‪.‬‬
‫• ‪ -‬الدستور العرفي‪ :‬هو مجموعة من القواعد الدستورية غير المكتوبة التي تعارفت عليها السلطات العامة إلدارة‬
‫شؤون الحكم‪.‬‬
‫‪ – 2‬الدستور الجامد والدستور المرن‪:‬‬
‫• ‪ -‬الدستور الجامد‪ :‬هو الدستور الذي ال يمكن تغيير أحكامه أو إلغاءها إال طبقا لشروط خاصة وإجراءات معينة‬
‫تختلف عن إجراءات وشروط تعديل القوانين العادية‪.‬‬
‫• ‪ -‬الدستور المرن‪ :‬وهو الدستور الذي يمكن تعديله أو إلغاءه بذات الشروط واإلجراءات التي يتم إتباعها في تعديل‬
‫وإلغاء القوانين العادية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التشريع العادي‬
‫هو التشريع الذي تتولى سنه السلطة التشريعية في حدود اختصاصها المحدد في الدستور‪ ،‬وقد جرت العادة على أن يطلق‬
‫على التشريع العادي لفظ قانون (‪ )La loi‬بالمعنى الضيق لهذه الكلمة‪ ،‬أي باعتباره وثيقة مدونة تصدر عن السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬أي أن اصطالح قانون له هنا داللة خاصة أضيق من داللته عندما يعني مجموعة القواعد القانونية (‪)Droit‬‬
‫التي تنظم سلوك األفراد في المجتمع أي كان مصدرها‪.‬‬
‫مجموعة من القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التشريعية في حدود اختصاصاتها و ضمن الحاالت المحددة لها في‬
‫الدستور )قانون األسرة و القانون الجنائي(‬
‫ومهمة سند التشريع العادي من اختصاص البرلمان‪ ،‬ولكن هناك استثناء حيت يعطي الدستور الحق للحكومة أن‬
‫تتولى مهمة التشريع العادي في مجاالت هي أصال من اختصاصات البرلمان وذلك وفق شروط وضوابط معينة‪،‬‬
‫وذلك في حالتين حالة الضرورة وحالة اإلذن‬
‫مسطرة سن التشريع العادي‬
‫ويمر التشريع العادي قبل إصداره بمجموعة من المراحل هي‪:‬‬
‫• االقتراح‪ :‬يعتبر أول مرحلة من مراحل سن القانون وبمقتضى الفصل ‪ 78‬من الدستور المغربي يحق لكل من‬
‫رئيس الحكومة وألعضاء البرلمان التقدم باقتراح القوانين‪ .‬ويسمى اقتراح القانون الذي يتقدم به أحد أعضاء‬
‫البرلمان مقترح قانون بينما يسمى اقتراح القانون المقدم من طرف رئيس الحكومة بمشروع قانون‪ ،‬وتحال‬
‫اقتراحات القوانين مهما كان مصدرها على اللجان المختصة ألجل النظر فيها ودراستها قبل تقديمها إلى البرلمان‬
‫في اجتماعاته الموالية‪.‬‬
‫• التصويت‪ :‬بعد مرحلة االقتراح‪ ،‬تقوم اللجان الم ختصة المحال عليها االقتراح‪ ،‬بعرض مقترح أو مشروع القانون‬
‫على البرلمان للمناقشة‪ ،‬ويحق لكل نائب أو مستشار تقديم مقترحاته بشأن تعديل مقترح أو مشروع القانون‬
‫المذكور‪ .‬وبعد ذلك يقدم االقتراح للتصويت عليه أمام أنظار الجلسة العامة بغرفتي البرلمان‪.‬‬
‫• التصديق‪ :‬بعد تصويت البرلمان على مشروع أو مقترح القانون‪ ،‬يحال االقتراح على رئيس الدولة ألخذ موافقته‬
‫باعتباره يحوز هو اآلخر على اختصاص تشريعي ‪.‬وفي المغرب‪ ،‬بناء على الفصل ‪ 95‬من الدستور‪ ،‬يحق للملك‬
‫أن يطلب من كل المجلسين إعادة قراءة جديدة لكل مشروع أو مقترح قانون تم التصويت عليه من طرف غرفتي‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫• اإلصدار ‪ :‬بعد التصويت على المشروع أو مقترح القانون من طرف البرلمان يحال على الملك إلصدار األمر‬
‫بتنفيذه وذلك خالل مدة الثالثين يوما الموالية إلحالته إلى الحكومة‪ .‬ويتم اإلصدار بوضع الملك الطابع الملكي على‬
‫القانون(الفصل ‪ 50‬فقر ة أولى)‪ ،‬ويعتبر اإلصدار إعالنا بميالد القانون الذي يجب على الحكومة أن تمتثل له‬
‫وتنفذه‪ ،‬ولكن هذا القانون ال يأخذ طابعه الرسمي إال بصدوره بالجريدة الرسمية‬
‫• النشر ‪ :‬يقصد بالنشر عملية إيصال التشريع إلى علم كافة الناس‪ ،‬ويهدف هذا اإلجراء إلى تمكين األشخاص من‬
‫االط الع على النصوص التشريعية التي تصدر لتنظيم حياة األفراد والجماعات‪ ،‬وتقرير مسؤولياتهم حتى تثبت‬
‫مخالفتهم للقانون‪ ،‬وبعد نشر التشريع‪ ،‬يعتبر أنه وصل إلى علم الجميع‪ ،‬ومن ثم تطبق قاعدة "ال يعذر أحد بجهله‬
‫للقانون‪.‬‬
‫• وتعتبر الجريدة الرسمية للدولة هي الوسيلة الرسمية والعملية لنشر القوانين‬
‫ثالثا‪ :‬التشريع الفرعي‬
‫• يقصد بالتشريع الفرعي ما تضعه السلطة التنفيذية من تشريعات بموجب االختصاصات الممنوحة لها دستوريا‪،‬‬
‫وتتدخل السلطة التنفيذية للتشريع في المجاالت المحددة لها بصفة أصلية‪ ،‬ال استثنائية كما هو األمر بالنسبة‬
‫لتشريعات اإلذن أو مراسيم قوانين الصادرة في فترة ما بين الدورتين‬
‫• هو التشريع الذي تسنه السلطة التنفيذية بمقتضى االختصاص المخول لها في الدستور ‪.‬ال تحل محل السلطة‬
‫التشريعية‬
‫• النصوص الصادرة عن الحكومة تفصل أحكام التشريع العادي وتوضح كيفية تطبيقه ألن البرلمان ال يمكنه تنظيم‬
‫جميع األمور في الدولة من جهة ولضمان األمن واالستقرار و تسيير المرافق الحكومة تتدخل و تصدر نصوص‬
‫لتسيير هده المرافق و تسمى نصوص تنظيمية‬
‫وتشمل القرارات التنظيمية على أنواع‪:‬‬
‫فباإلضافة إلى النوعين المعروفين بالمراسيم التشريعية أو مراسيم‪-‬قوانين والخاصان بلوائح الضرورة ولوائح اإلذن‪،‬‬
‫هناك مراسيم تصدر في الظروف العادية وتنقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫• اللوائح التنفيذية‪les règlements d’exécution :‬‬
‫• اللوائح المستقلة‪les règlements autonomes :‬‬
‫• فاللوائح التنفيذية هي اللوائح الخاصة بتنفيذ القوانين‪ ،‬والرامية إلى تبيان الجزئيات والتفصيالت الالزمة‬
‫ألحكامه‪.‬‬
‫• أما اللوائح المستقلة فهي التي تصدر عن السلطة التنظيمية بصفة مستقلة دون أن تستند إلى تشريع قائم‪.‬‬
‫وتشمل هذه المجموعة بدورها على نوعين‪:‬‬
‫• نوع خاص بإنشاء وتنظيم المرافق العمومية والمعروف باللوائح التنظيمية‬
‫• نوع خاص بالشرطة اإلدارية والمعروف بلوائح الضبط والخاصة بالحفاظ على النظام‬
‫العام ‪ L’ordre public‬بمدلوالته الثالثة‪ :‬األمن العام ‪ ، La sécurité publique‬والصحة‬
‫العامة ‪ ،La salubrite public‬والسكينة العامة‪La tranquilite publique‬‬
‫مفهوم العرف وشروطه‬
‫يقصد بالعرف في مجال القانون اعتياد الناس على سلوك معين في مسألة معينة مع شعورهم بإلزام هذا السلوك فإذا كان‬
‫التشريع وليد إرادة السلطة التشريعية فإن العرف يتكون من تلقاء نفسه بناء على قوة القاعدة وتحت تأثير حاجة المجتمع‬
‫• شروط العرف‪:‬‬
‫‪ ‬العمومية؛‬
‫‪ ‬عنصر الزمان القديم؛‬
‫‪ ‬التواتر في االستخدام؛‬
‫‪ ‬االعتقاد باإللزام؛‬
‫‪ ‬عدم مخالفة النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫أركان العرف‬
‫‪ ‬للعرف ركنان‪:‬‬
‫• الركن المادي‪ :‬ويكمن في إتباع اإلدارة لعادة معينة بصفة منتظمة ومطردة‪ ،‬فترسخت تلك العادة‪ ،‬ويصبح اللجوء‬
‫إليها متواترا مألوفا والسيما عندما تثبت هذه العادة جدواها ‪.‬‬
‫• الركن المعنوي‪ :‬والممثل في شعور اإلدارة بإلزامية هذا السلوك‪ ،‬وهذا الركن ذو طبيعة نفسية ترتبط بشعور‬
‫األفراد بإلزامية القواعد العرفية‪ ،‬وباحتمال ترتيب الجزاء في حالة المخالفة‪،‬‬

You might also like