You are on page 1of 24

‫وزارة التعميم العالي‬

‫الجامعة اإلفتراضية السورية‬

‫التشريعات التعميمية‬

‫إعداد‬

‫د‪.‬محمد العمر‬

‫‪1‬‬
‫التعميمية األولى‬
‫ّ‬ ‫الوحدة‬

‫التشريعية‬
‫ّ‬ ‫القانونية أو‬
‫ّ‬ ‫الرئيسية لمقواعد‬
‫ّ‬ ‫المبادئ‬

‫التشريعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫القانونية و‬
‫ّ‬ ‫التعريف بالقواعد‬
‫إذا أجرينا مقارنةً بالشريعة اإلسبلمية قد نجد بعض الصعوبات‪ ،‬خاصةً في تحديد المصطمحات‬
‫السياسية؛ لذلك قد يكون من المناسب أن نتعرف عمى معنى القانون كما يعرفو رجالو‪ ،‬والشريعة كما‬
‫ّ‬
‫تظير في كتابات الفقو اإلسبلمي‪.‬‬

‫القانونية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫القاعدة‬
‫بأنو مجموعةٌ من القواعد التي تنظم‬
‫القانون‪ُ :‬يعرفو "السنيوري" ّ‬
‫ٍ‬
‫جماعة‪ ،‬والتي يجب عمى الكافة احتراميا احتراماً‬ ‫العيش في‬
‫تفرضو السمطة العامة بالقوة عند االقتضاء‪.‬‬
‫اجتماعي ممزم يعكس التطور‬
‫ّ‬ ‫نظام‬
‫يف آخر "ىو ٌ‬ ‫وىناك تعر ٌ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫الذي ييدف باستمرار إلى تحقيق المصالح‬
‫اإلنسانية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المشتركة‪ ،‬عن طريق تنظيم شامل وطموح لؤلنشطة‬
‫االجتماعية"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بغية تحقيق األىداف وترجمة األماني‬

‫ألن القدرة التي يتمتع بيا‬


‫شراح القانون والحقوق؛ ذلك ّ‬
‫فيو ليس سمطةً لصاحبو كما يرى التقميديون من َّ‬
‫صاحبو ليست نابعة من سيادتو‪ ،‬واّنما ىي مخولةٌ لو من الجماعة‪ ،‬وال يعقل أن تخول الجماعة سمطة‬
‫االجتماعي اليادف إلى‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني وفق النظام‬
‫ّ‬ ‫لمفرد ضدىا‪ ،‬بل تخولو صبلحية في ممارسة نشاطو‬
‫القانونية ىي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أن ىناك ثبلث خصائص لمقاعدة‬ ‫االجتماعي المشترك‪ ،‬فمن ىنا يتبين ّ‬
‫ّ‬ ‫تحقيق الصالح‬
‫االجتماعية‪ ،‬واإللزام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمومية والتجريد‪ ،‬تنظيم الحياة‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬العمومية والتجريد‪:‬‬
‫تعني لغوياً "أمر كمي ينطبق عمى جميع جزئياتو"‪ ،‬أي توضع القاعدة القانونية لكي تحكم كل‬
‫بزمان أو ٍ‬
‫مكان محدد‪ ،‬واّنما بكل من تسري عميو الشروط المحددة‬ ‫ٍ‬ ‫األشخاص وكافة الوقائع‪ ،‬وال ترتبط‬
‫الدينية عمى أال‬
‫ّ‬ ‫بالقاعدة‪ ،‬فعندما نجد نصاً في الدستور يقول‪" :‬تكفل الدولة حرية القيام بجميع الشعائر‬
‫يخل ذلك بالنظام العام"‪.‬‬
‫أن كل األشخاص الذين يعيشون عمى أراضي ىذه الدولة يسري عمييم تطبيق ىذه المادة‬
‫فمعنى ذلك ّ‬
‫دون تمييز بينيم‬

‫االجتماعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬تنظيم الحياة‬
‫الخارجي لئلنسان وتصرفاتو‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إن القانون ال وجود لو إال إذا وجدت الجماعة‪ ،‬إذ ينظم القانون السموك‬
‫ّ‬
‫ويقوم بتحديد حقوق األفراد وواجباتيم فيما بينيم ومع الدولة‪ ،‬فمن الضروري أن تقوم سمطة تحكم الناس‬
‫عن طريق القانون‪ ،‬حتى ال تطمق العنان لشيوات أىواء الناس‪ ،‬فيعتدي بعضيم عمى بعض‪ ،‬وييدمون‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظام‬

‫‪ .3‬خاصة االلتزام‪:‬‬
‫القانونية عن قواعد األخبلق أو ادآداب ىو صفة االلتزام التي يتمتع بيا‪ ،‬فيي ممزمةٌ‬
‫ّ‬ ‫ما يميز القاعدة‬
‫القانونية جزاءات مادية؛ لكي تجبر من يخالف القواعد القانونية عمى‬
‫ّ‬ ‫لمتنفيذ؛ لذلك نظمت القواعد‬
‫أىميا‪:‬‬
‫الخضوع ليا‪ ،‬و ّ‬
‫الجنائية‪ ،‬وتتمثل في العقوبات بأنواعيا المختمفة (اإلعدام‪ ،‬األشغال الشاقة‪ ،‬الحبس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الجزاءات‬
‫الغرامة)‪.‬‬
‫ي عمى من يخالف أحكامو (إنذار‪ ،‬وقف‪،‬‬
‫‪ ‬الجزاءات اإلدارية‪ ،‬وىي التي يفرضيا القانون اإلدار ّ‬
‫فصل من العمل‪ ،‬تأخير عبلوة‪ ،‬وترقية)‪.‬‬
‫السياسية‪ ،‬وىي تمك الجزاءات التي توقع بسبب اإلخبلل بالواجبات التي تفرض عمى‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الجزاءات‬
‫السياسي لمدولة‪ ،‬ومن أمثمتيا (الحرمان من القيد‪ ،‬الحرمان من‬
‫ّ‬ ‫المواطنين لممساىمة في النظام‬
‫الجنسية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الترشيح‪ ،‬التجريد من‬
‫القانونية وعناصرىا‪ ،‬فيل تتفق مع أحكام الشريعة اإلسبلمية؟ والى أي مدى يمكن أن‬
‫ّ‬ ‫ىذه ىي القواعد‬
‫االجتماعي؟‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تؤثر الشريعة عمى السموك‬

‫‪3‬‬
‫عية‬
‫القاعدة الشر ّ‬
‫الفقيي‪" :‬األحكام التي سنيا اهلل‬
‫ّ‬ ‫تُعرف الشريعة في االصطبلح‬
‫لعباده عمى لسان الرسل؛ ليأخذ اإلنسان بيا نفسو في عبلقتو‬
‫بربو‪ ،‬وعبلقتو بغيره من الناس‪ ،‬وعبلقتو بنفسو وبالكون"‪.‬‬
‫اإلسبلمية‪ :‬تنظم دائرة واسعة النطاق من العبلقات‬
‫ّ‬ ‫فالشريعة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وفي إطار سعييا لمتنظيم القوي المتين‬
‫ّ‬ ‫الفردية و‬
‫ّ‬
‫تتذرع أيضاً بالثواب والعقاب‪ ،‬فضبلً عن استمالة الناس إلى‬
‫ٍ‬
‫عقيدة سامية؛‬ ‫االقتناع بما تفرضو األحكام‪ ،‬كونيا تقوم عمى‬
‫لذلك نجد بعض صور االتفاق‪ ،‬وكثي اًر من صور االختبلف بين‬
‫الشريعة والقانون‪.‬‬

‫أوجو االتفاق بين الشريعة والقانون‪:‬‬

‫أن أداة التنظيم ىي وضع القواعد العامة‬


‫االجتماعي وكذلك يفعل القانون‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫تنظم الشريعة السموك‬
‫المجردة التي تسري عمى الكافة‪ ،‬وال خبلف في ذلك بين الشريعة والقانون‪ ،‬كذلك نجد الجزاء عنص اًر‬
‫األساسية لتحقيق اإللزام لقواعده ىي‬
‫ّ‬ ‫أن أداة القانون‬
‫عية‪ ،‬وقد رأينا ّ‬
‫من عناصر العديد من القواعد الشر ّ‬
‫فرض الجزاء‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أوجو الخالف بين الشريعة والقانون‪:‬‬
‫أىميا‪:‬‬
‫اضح في العديد من األمور‪ّ ،‬‬
‫الخبلف بين الشريعة والقانون و ٌ‬
‫‪ .1‬من حيث المصدر‪:‬‬
‫أما القانون‬
‫الشريعة تعتمد عمى أربعة مصادر أصمية ىي‪ :‬القرآن الكريم‪ ،‬والسنة‪ ،‬والقياس‪ ،‬واالجتياد؛ ّ‬
‫فيعتمد عمى مصادر ثبلثة ىي‪ :‬التشريعات التي تصدرىا الدولة‪ ،‬والعرف ومبادئ القانون الطبيعي‪،‬‬
‫وقواعد العدالة‪.‬‬

‫‪ .2‬من حيث التنظيم‪:‬‬


‫تيتم بظاىر اإلنسان‬
‫الشريعة تنظم دائرة واسعة تشمل عبلقة اإلنسان بربو وبنفسو وبمجتمعو؛ لذا ّ‬
‫تم إال بما يصدر عن‬
‫وباطنو‪ ،‬بعممو ونيتو في الوقت نفسو وتحاسبو عمييما‪ ،‬أما القانون‪ :‬فبل يي ّ‬
‫ٍ‬
‫سموك خارجي‪.‬‬ ‫اإلنسان من‬

‫من حيث طبيعة الجزاء‪:‬‬

‫اء‬
‫ولكنيا تفرض جز ً‬
‫تأخذ الشريعة الجزاء المادي‪ ،‬ولكن تعطي لولي األمر سمطة توقيعو عمى المخالف‪ّ ،‬‬
‫فإن الجزاء فيو يكون مادياً‪ ،‬ويتمثل في توقيع عقوبة تصيب المخالف‬
‫أما القانون ّ‬
‫آخر في ادآخرة؛ ّ‬
‫اإلعبلمية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عية في جسمو أو حريتو أو أموالو‪ ،‬وىذا يصدق خصوصاً عمى التشريعات‬
‫لمضوابط الشر ّ‬
‫فنية ومستحدثة تحتاج إلى تدخل الخبراء والفنيين إلى جانب الفقياء القانونيين‬
‫أن ىناك ظواىر ّ‬
‫فنجد ّ‬
‫القانوني‬
‫ّ‬ ‫التفعيمية‪ ،‬ولكن التنظيم‬
‫ّ‬ ‫حتى ال تستبعد قواعد الشريعة الكمية من الييمنة عمى التنظيمات‬
‫قاعدة شر ٍ‬
‫عية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دقيقة يكفي أال تتعارض مع‬ ‫لتنظيمات ٍ‬
‫فنية‬ ‫ٍ‬ ‫يتطرق بالبحث‬

‫أقسام القانون وفروعو‪:‬‬


‫ائية إلى مجموعتين رئيسيتين‪:‬‬
‫الموضوعية واإلجر ّ‬
‫ّ‬ ‫يقسم القانون بقواعده‬
‫سمى فروع‬
‫‪ ‬مجموعة قواعد القانون العام‪ ،‬ويتكون منيا (القانون العام)‪ ،‬وتتفرع عنو فروع تُ ّ‬
‫القانون العام‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬مجموعة قواعد القانون الخاص‪ ،‬ويتكون منيا (القانون الخاص)‪ ،‬تتفرع منو فروع القانون‬
‫الخاص‪.‬‬
‫القانونية‬
‫ّ‬ ‫قبل التطرق إلى أقسام القانون وفروعو يجب إعطاء فكرة موجزة عن معنى القواعد‬
‫الشكمية أو اإلجرائّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القانونية‬
‫ّ‬ ‫الموضوعية‪ ،‬وعن معنى القواعد‬
‫ّ‬

‫الموضوعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫معنى القواعد‬
‫القانونية لؤلشخاص‪ ،‬فتبين حقوقيم‬ ‫ٍ‬
‫وبصفة أساسية موضوع المراكز‬ ‫ُيقصد بيا تمك القواعد التي تحدد‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫مكنات ليم أو في مواجيتيم‪ ،‬وتبين الشروط الموضوعية‬ ‫وواجباتيم ومدى ما تخولو ىذه الحقوق من‬
‫القانوني لمشخص أو لتكوين حقو وآثار ىذا الحق‪ ،‬وتبين الكيفية التي‬
‫ّ‬ ‫البلزمة توافرىا لتكوين المركز‬
‫ٍ‬
‫شخص إلى آخر‪ ،‬كالقواعد التي تنظم‬ ‫يتم وفقيا إنشاء مركز قانوني ما أو زوالو أو انتقالو من‬
‫يجب أن ّ‬
‫السياسية‪ ،‬وغيرىا‬
‫ّ‬ ‫الميام‬
‫ّ‬ ‫السياسي‪ ،‬كاالنتخاب واالضطبلع في‬
‫ّ‬ ‫حقوق األفراد في المشاركة في العمل‬
‫من القواعد‪.‬‬

‫الشكمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ائية أو‬
‫معنى القواعد اإلجر ّ‬
‫الموضوعية‪ ،‬فتبين اإلجراءات التي‬
‫ّ‬ ‫ىي تمك القواعد التي ترسم طريق الوصول إلى فرض احترام القواعد‬
‫يجب عمى صاحب الحق اتخاذىا من أجل تعزيز ىيبة الحق واحترامو من أجل الوصول إليو‪ ،‬نذكر‬
‫ائية‪.‬‬
‫المدنية والجز ّ‬
‫ّ‬ ‫منيا قواعد أصول المحاكمات‬

‫القانون العام والقانون الخاص‬


‫القانون العام‪:‬‬
‫القانونية الممزمة التي تنظم كيان الدولة والعبلقات التي تكون الدولة طرفاً فييا؛‬
‫ّ‬ ‫ىو مجموعة القواعد‬
‫ألنيا صاحبة السيادة مع األفراد أو مع غيرىا من الدول‪.‬‬
‫ّ‬
‫)معنى آخر ىو مجموعة القواعد التي تنظم العبلقات التي تكون الدولة طرفاً فييا‪ ،‬باعتبارىا صاحبة‬
‫السيادة والسمطان(‬

‫‪6‬‬
‫القانون الخاص‪:‬‬
‫القانونية التي تنظم عبلقات األفراد فيما بينيم أو عبلقاتيم مع الدولة أو أجيزتيا‬
‫ّ‬ ‫ىو مجموعة القواعد‬
‫خارج مجال السيادة‪ ،‬أي مجموعة القواعد التي تنظم العبلقات بين األفراد بعضيم مع بعض‪ ،‬أو بين‬
‫قيمة اعتبار ٍ‬
‫ية‪.‬‬ ‫ألنيا ذات سيادة وسمطان‪ ،‬ولكن عمى ّأنيا شخص عادي ذو ٍ‬
‫األفراد والدولة؛ ليس ّ‬
‫ٌ‬

‫أوالا‪ -‬فروع القانون العام‪:‬‬


‫إما‬
‫أن القانون العام ينظم العبلقات التي تتدخل فييا الدولة‪ ،‬باعتبارىا سمطةٌ عامة ذات سيادة؛ ّ‬
‫ذكرنا ّ‬
‫ٍ‬
‫أشخاص عاديين‪ ،‬وفي كمتا الحالتين يدخل ىذا النشاط ضمن‬ ‫دول أخرى أو أن تكون مع‬ ‫أن تكون مع ٍ‬

‫األساسية التالية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫إطار القانون العام‪ ،‬وتبعاً لذلك يمكن أن يقسم القانون العام إلى الفروع‬

‫الدولي العام‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أـ القانون‬

‫القانونية التي تحكم العبلقات التي تقوم‬


‫ّ‬ ‫بأنو مجموعة القواعد‬
‫نستطيع أن نعرف القانون الدولي العام ّ‬
‫بين أشخاص المجتمع الدولي محددة اختصاصاتيا ومبينة الحقوق والواجبات الخاصة بكل منيا‪ ،‬حيث‬
‫يتضمن القواعد التي تنظم العبلقات الدولية في زمن الحرب والسمم وفي حالة الحياد‪ ،‬كما يتضمن‬
‫ئيسية‪:‬‬
‫الدولي عمى ثبلثة أقسام ر ّ‬
‫ّ‬ ‫القواعد المتعمقة بالمنظمات الدولية‪ ،‬ويشتمل القانون‬
‫الدولية في وقت السمم‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬القسم األول‪ :‬يتناول تنظيم العالقات‬
‫ئيسي لو‪ ،‬مثل‪ :‬قانون المعاىدات‪،‬‬
‫وىو يشتمل عمى مجموعة من القوانين التي تحدد الييكل الر ّ‬
‫القنصمية‪ ،‬قانون‬
‫ّ‬ ‫الدبموماسية و‬
‫ّ‬ ‫قانون البحار واألنيار‪ ،‬قانون اليواء والفضاء‪ ،‬قانون العبلقات‬
‫الدولية التي تقوم بين الدول في‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية الدولية‪ ،‬وىذه القوانين تتناول مختمف صور العبلقات‬
‫ّ‬
‫وقت السمم‪.‬‬
‫‪ .2‬القسم الثاني‪ :‬يتناول تنظيم العالقات بين الدول في وقت الحرب‬
‫ثم يحكم كيفية سير‬
‫يبين القواعد التي تحدد الصور المشروعة وغير المشروعة من الحروب‪ّ ،‬‬
‫الحرب بين الدول‪ ،‬فينظم ما يجوز ضربو من األىداف وما ال يجوز‪ ،‬وما يمكن استخدامو من‬
‫ثم ينظم القواعد التي تنظم االحتبلل الحربي وحقوق المدنيين في‬
‫األسمحة وما ال يمكن‪ّ ،‬‬
‫األرض المحتمة‪ ،‬والقواعد التي تحكم عمميات المقاومة ضد االحتبلل‪ ،‬وأخي اًر ينظم قانون‬

‫‪7‬‬
‫الحرب الوسائل التي تنتيي بيا أو ما ُيعرف بمعاىدات السمم وادآثار التي تقوم بتصفيتيا‪ ،‬سواء‬
‫تمك المتصمة باألشخاص ومعاممة األسرى والمرضى والجرحى وتبادليم إلى غير ذلك من‬
‫األمور‪ ،‬ويدخل في نطاق قانون الحرب أيضاً تنظيم العبلقات بين المتحاربين والدول المحاربة‪،‬‬
‫وىي تمك الدول التي آثرت عدم الدخول في الحرب‪.‬‬
‫الدولية‬
‫ّ‬ ‫‪ .3‬القسم الثالث‪ :‬يتعمق بقانون المنظمات‬
‫يتناول القواعد العامة التي تحكم المنظمات الدولية من حيث تأسيسيا‪ ،‬والعناصر التي تتكون‬
‫منيا المنظمات الدولية العالمية (األمم المتحدة)‪ ،‬والمنظمات اإلقميمية مثل جامعة الدول‬
‫ثم المنظمات والوكاالت‬ ‫العربية‪ ،‬ومنظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬ومنظمة الدول األمريكية‪ّ ،‬‬
‫المتخصصة كالبنك الدولي لئلنشاء والتعمير‪ ،‬ومنظمة األمم المتحدة لمثقافة والتعميم‬
‫(اليونسكو)‪ ،‬ومنظمات أخرى كالصحة العالمية واألغذية والزراعة وغيرىا‪.‬‬

‫ب‪ .‬القانون العام الداخمي‪:‬‬


‫يتضمن القانون العام الداخمي القواعد التي تنظم عبلقات الدولة صاحبة السيادة بغيرىا من األشخاص‬
‫الحقوقيين‪ ،‬والقواعد التي تحدد كيان الدولة وكيفية تركيبيا بما يؤدي إلى القيام بنشاطيا الداخمي العام‪.‬‬
‫أىميا‪:‬‬
‫ويشمل القانون العام الداخمي فروع عديدة ّ‬
‫ي‪:‬‬
‫‪1‬ـ القانون الدستور ّ‬
‫بأنو ذلك الفرع من فروع القانون العام الداخمي الذي يتناول تنظيم شكل الدولة‪ ،‬والسمطات التي‬
‫يعرف ّ‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫تتكون منيا‪ ،‬والحقوق والواجبات األساسية التي تثبت لؤلفراد أو عمييم‪ ،‬حيث يتضمن المبادئ‬
‫التالية‪:‬‬
‫الرئيسية التي تقوم عميها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬بيان شكل الدولة والمبادئ‬
‫فيوضح ما إذا كانت الدولة موحدة مثل إنكمت ار وفرنسا‪ ،‬أو متحدة كما ىو الحال في الواليات‬
‫يكية وسويسرا‪ ،‬ويوضح أيضاً ما إذا كانت الدولة ممكية أم جميورية‪ ،‬ويتناول‬
‫المتحدة األمر ّ‬
‫الدستور أيضاً المبادئ التي يقوم عمييا نظام الحكم في الدولة‪ ،‬فنجد عمى سبيل المثال في‬
‫أن نظام الحكم في‬
‫السياسية لمدستور الدائم في الجميورية السورية (المادة ‪ّ )2‬‬
‫ّ‬ ‫فصل المبادئ‬
‫القطر العربي السوري نظام جميوري‬

‫‪8‬‬
‫ب‪ -‬بيان السمطات التي تكون منها الدولة‪:‬‬
‫يحدد القانون الدستوري السمطات العامة في الدولة‪ ،‬وجرت العادة في معظم دول العالم عمى إقامة‬
‫ثبلث ىيئات تمارس شؤون الحكم فييا ىي‪:‬‬
‫يعية‪ :‬ووظيفتيا سن القوانين في الدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬السمطة التشر ّ‬
‫التنفيذية‪ :‬وميمتيا تنفيذ القوانين وادارة المرافق العامة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬السمطة‬
‫‪ -3‬السمطة القضائ ّية‪ :‬ووظيفتيا تطبيق القانون عمى القضايا التي تعرض عمييا‪.‬‬

‫األساسية المقررة لألفراد أو الواقعة عميهم‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ت‪ -‬بيان الحقوق والواجبات‬
‫ىناك العديد من الحقوق التي استقرت معظم دساتير العالم عمى تقريرىا لممواطنين‪ ،‬وترتد في‬
‫جممتيا إلى مجموعتين من الحقوق‪:‬‬
‫المدنية‪ ،‬وأمثمة عمييا (الحق في الحياة‪،‬‬
‫السياسية و ّ‬
‫ّ‬ ‫المجموعة األولى‪ :‬ىي ما تعرف بالحقوق‬
‫ٍ‬
‫اعتداء‪ ،‬حرية العقيدة‪ ،‬حق االنتقال‪،‬‬ ‫حماية شخص اإلنسان وعرضو وسكنو وأموالو من أي‬
‫المحاكمة العادلة)‪.‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬وأمثمة عمييا (حق العمل ٍ‬
‫بأجر عادل‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫المجموعة الثانية‪ :‬ىي الحقوق‬
‫االجتماعي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وفي ظروف مبلئمة‪ ،‬حق الزواج‪ ،‬حماية األسرة‪ ،‬حق التعميم‪ ،‬حق الضمان‬

‫ي‪:‬‬
‫‪2‬ـ القانون اإلدار ّ‬
‫التنفيذية ووظائفيا‬
‫ّ‬ ‫القانونية التي تبين ضوابط أداء السمطة‬
‫ّ‬ ‫بأنو مجموعة القواعد‬
‫ي‪ّ :‬‬‫يعرف القانون اإلدار ّ‬
‫المختمفة‪ ،‬وىذه الضوابط تحكم نشاط الدولة وكيفية تصرف شؤون اإلدارة‪ ،‬أو السمطة التنفيذية في‬
‫ي السمطات‬
‫أعماليا ومياميا وعبلقتيا فيما بينيا وبين األفراد‪ ،‬من حيث وظيفو ينظم القانون اإلدار ّ‬
‫اإلدارّية‪ ،‬ويحدد األجيزة اإلدارّية وأنواعيا وتقسيماتيا وطرق تشكيميا واختصاصاتيا ؛ أما مصدره فيو‬
‫األساسي‪،‬‬ ‫غالباً ما يؤخذ من اجتياد القضاء اإلداري من خبلل تشر ٍ‬
‫يعات متعددة‪ ،‬كقانون العاممين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ئيسية‬
‫ي ثبلثة موضوعات ر ّ‬ ‫وقانون البمديات‪ ،‬وقانون االستمبلك‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬حيث يتناول القانون اإلدار ّ‬
‫ىي‪:‬‬
‫الموضوع األول‪:‬‬
‫ي في‬
‫القانونية التي تتصل بتكوين الجياز اإلدار ّ‬
‫ّ‬ ‫يتناول نشاط اإلدارة العامة‪ ،‬ويشمل مجموعة القواعد‬
‫األساسية التي يتشكل منيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدولة والوحدات‬

‫‪9‬‬
‫الموضوع الثاني‪:‬‬
‫ٍ‬
‫مختمفة‪ ،‬وأساليب ممارستو‪ ،‬والقواعد التي تحكم مسؤولية اإلدارة عما‬ ‫يتناول نشاط اإلدارة العامة بصورٍة‬
‫تسببو ق ارراتيا‪ ،‬وأفعاليا المادية من أضرٍار لآلخرين‪.‬‬
‫الموضوع الثالث‪:‬‬
‫يتعمق بتنظيم الرقابة عمى أعمال اإلدارة سواء الرقابة اإلدارية‪ ،‬أم تمك التي تمارسيا السمطات‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التنظيمية‪ ،‬أو الجيات‬
‫ّ‬

‫‪3‬ـ القانون المالي‪:‬‬

‫أن لو‬
‫ىو مجموعة القواعد التي تنظم أموال الدولة من ناحية قواعد جمعيا وانفاقيا‪ ،‬ومن ذلك يتبين ّ‬
‫ي‪ ،‬إذ ىو يحكم النشاط المالي لئلدارة العامة‪ ،‬ويبين مصادر األموال التي تنفقيا‪،‬‬
‫عبلقة بالقانون اإلدار ّ‬
‫كما يبين أيضاً الطرق التي يجب أن ينفق فييا‪ ،‬ويطمق عمى ىذا القانون ادآن المالية العامة‪ ،‬أو‬
‫التشريع المالي‪ ،‬أو الضريبي أحياناً‪ ،‬بحكم أن الضرائب ىي مصادر التمويل األساسية في معظم الدول‬
‫ادآن‪ ،‬ويتبمور ىذا القانون في العمل في الميزانيات التي تعدىا كل ٍ‬
‫دولة وتبين فييا اإليرادات‬
‫ٍ‬
‫تعديل عمييا إال إذا‬ ‫والمصروفات‪ ،‬وتتقيد الحكومة بيذه الميزانية‪ ،‬بحيث ال يجوز ليا أن تجري أي‬
‫يعية عمى ىذا التعديل‪.‬‬
‫وافقت السمطة التشر ّ‬

‫ائي وأصول المحاكمات الجزائ ّية‪:‬‬


‫‪4‬ـ القانون الجز ّ‬
‫ويشمل المبادئ الموضوعة في التجريم والعقاب والقواعد التي تنظم صبلحية الدولة في معاقبة‬
‫المجرمين‪ ،‬أي ّأنو مجموعة من القواعد التي تحدد األعمال المحرمة عمى الناس والعقوبات المقررة عمى‬
‫ىذه األفعال‪ ،‬ويقسم قانون العقوبات إلى قسمين‪:‬‬
‫الموضوعية لمجريمة والعقوبة‪ ،‬ويصنف الجرائم إلى‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬قانون العقوبات العام‪ :‬ويتضمن القواعد‬
‫جنايات وجنح ومخالفات بحسب العقوبة المحددة لكل منيا‪ ،‬ويبين عناصر الجريمة كالعنصر‬
‫ائي العام القواعد العامة في‬
‫المعنوي‪ ،‬ويتضمن القانون الجز ّ‬
‫ّ‬ ‫المادي والعنصر‬
‫ّ‬ ‫القانوني والعنصر‬
‫ّ‬
‫المسؤولية الجزائية‪ ،‬والظروف المخففة والمشددة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫بشكل خاص‪ ،‬فيعين كل جر ٍ‬
‫يمة‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قانون العقوبات الخاص‪ :‬ويتضمن القواعد المتعمقة بكل جر ٍ‬
‫يمة‬
‫عمى حدى ويبين أركانيا وصورىا المختمفة‪ ،‬والعقوبة التي تفرض عمى مرتكبييا (مثل قواعد‬
‫ارتكاب الجريمة والسرقة)‪.‬‬
‫ائية‪:‬‬
‫أصول المحاكمات الجز ّ‬
‫ائي العام تبين اإلجراءات واجبة اإلتباع في تعقب المتيم‪ ،‬ومحاكمتو‪ ،‬وتوقيع‬
‫وىي فرعٌ من التشريع الجز ّ‬
‫العقاب عميو؛ لذلك يحتوي القانون الجزائي عمى قسمين رئيسيين‪ :‬ىما قانون العقوبات‪ ،‬وقانون‬
‫ائية‪.‬‬
‫اإلجراءات الجز ّ‬
‫‪ 5‬ـ قانون النظام القضائي السوري‪:‬‬

‫القانونية التي تبين أنواع القضاء السوري ودرجاتو واختصاصاتو‪ ،‬ويدخل ىذا‬
‫ّ‬ ‫يشمل ىذا القانون القواعد‬
‫القضائية باعتبارىا إحدى سمطات الدولة الثبلث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألنو ينظم السمطة‬
‫القانون في صميم القانون العام؛ ّ‬

‫ثاني ا‪ :‬فروع القانون الخاص‪.‬‬


‫القانون الخاص كما ذكرنا سابقاً مجموع القواعد التي تنظم العبلقات التي ال تكون الدولة باعتبارىا‬
‫القانونية بين األفراد بعضيم مع بعض‪ ،‬أو بين‬
‫ّ‬ ‫صاحبة سيادة وسمطة طرفاً فييا‪ ،‬فيو يحكم العبلقات‬
‫ومما تقدم يمكن تقسيم القانون الخاص إلى‬
‫األفراد والدولة باعتبارىا شخصاً عادياً ال سمطة عامة‪ّ ،‬‬
‫الفروع التالية‪:‬‬

‫المدني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪1‬ـ القانون‬
‫األصل في القانون المدني الذي ينظم العبلقات المالية واألحوال الشخصية لؤلفراد‪ ،‬ولكن جرى العمل‬
‫أما‬
‫في الكثير من الببلد العربية عمى أن يقتصر القانون المدني عمى تنظيم العبلقات المالية لؤلفراد؛ ّ‬
‫فإن القانون المدني السوري قام بتنظيم ٍ‬
‫كثير من‬ ‫قسم األحوال الشخصية فيترك لشرعية الدين‪ ،‬ومع ذلك ّ‬
‫الشخصية كاألىمية‪ ،‬والقرابة‪ ،‬واليبة‪ ،‬وتصفية التركة‪ ،‬أي ّأنو‬
‫ّ‬ ‫المسائل التي تدخل في نطاق األحوال‬
‫المدنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القانون العام لجميع العبلقات‬

‫‪11‬‬
‫الشخصية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪2‬ـ قانون األحوال‬
‫الدينية التي تبين أحكام الزواج والطبلق والنسب واألىمية والنيابة الشرعية والوصية‬
‫ّ‬ ‫ويتضمن القواعد‬
‫الشخصية لممسممين ىو الشرعية‬
‫ّ‬ ‫يخي الوحيد لقانون األحوال‬
‫والحوادث‪...‬الخ‪ ،‬والمصدر التار ّ‬
‫اإلسبلمية*‪.‬‬
‫ّ‬
‫دينية‪ ،‬وتضمنت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أحكام ّ‬ ‫طائفة من‬ ‫فيطبق ما لدى كل‬
‫أما فيما يخص الطوائف المسيحية والييودية ُ‬
‫ّ‬
‫المادة ما قبل األخيرة من ىذا القانون أحكام خاصة بالطائفة الدرزية‪.‬‬

‫ي‪:‬‬
‫‪3‬ـ القانون التجار ّ‬
‫أن‬ ‫بشكل ٍ‬
‫عام‪ ،‬والواقع ّ‬ ‫ٍ‬ ‫النظامية التي تحكم عبلقات التجار واألعمال التجارية‬
‫ّ‬ ‫ىو مجموعة من القواعد‬
‫الصفقات التجارّية ال تحتمل البطء في اإلجراءات‪ ،‬أو القيود التي ترد عمى المعامبلت بين األفراد‪.‬‬
‫أن التجارة تتطمب قواعد خاصة تحقق دعم االئتمان والثقة؛ لذلك ظيرت الحاجة إلى وضع قواعد‬
‫كما ّ‬
‫المدني‪ ،‬وتستيدف تحقيق السرعة في المعامبلت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫خاصة لؤلعمال التجارّية تختمف عن أحكام النظام‬
‫وتوفير الثقة بين التجار‪.‬‬

‫التجارية (المرافعات)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المدنية و‬
‫ّ‬ ‫‪4‬ـ قانون أحوال المحاكمات‬
‫خبلف عميو‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يبين ىذا القانون اإلجراءات التي تمزم مراعاتيا لحصول كل ذي ح ٍ‬
‫ق عمى حقو إذا حصل‬
‫فيو ال يبين حقوق األفراد وواجباتيم‪ ،‬بل إجراءات حصول األفراد عمى حقوقيم‪.‬‬
‫فموضوع قانون أصول المحاكمات ىو تحديد اختصاصات المحاكم‪ ،‬وبيان إجراءات التقاضي‪ ،‬وطريقة‬
‫رفع الدعاوى أمام المحكمة‪ ،‬واجراءات إثبات الحق المدعى بو‪ ،‬ووسائل رفع اإلدعاء‪ ،‬والحكم في‬
‫النزاع‪ ،‬وطرق الطعن في المحاكم‪ ،‬واجراءات تنفيذ األحكام‪.‬‬

‫‪5‬ـ القانون الدولي الخاص‪:‬‬


‫قانونية تنظم‬ ‫ال يوجد قانون مستقل ليذه التسمية واّنما توجد في كل ٍ‬
‫دولة‪ ،‬وفي تشريعيا الداخمي قواعد‬
‫ّ‬
‫ئيسية ىي‪:‬‬
‫ثبلث مسائل ر ّ‬
‫فيبين األساس الذي يربط الدولة‬
‫‪ ‬المسألة األولى‪ :‬ىي تنظيم رابط الجنسية بين الدول ورعاياىا‪ّ ،‬‬
‫أجنبياً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بشعبيا‪ ،‬ومن يعد وطنياً‪ ،‬ومن يعد‬
‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬ىي بيان مركز األجانب في الدولة وحقوقيم‪ ،‬وواجباتيم‪ ،‬وعبلقاتيم المختمفة‪.‬‬

‫*‬
‫قانون األحوال الشخصٌة تارٌخ ‪ 7991/9/71‬م‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬المسألة الثالثة‪ :‬فيي تتعمق بقواعد تنازع االختصاص‪ ،‬وتنازع القوانين في الدولة‪ ،‬ولع ّل ىذه‬
‫الدولي الخاص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسألة ىي التي دعت إلى إدخال المسألتين السابقتين في نطاق القانون‬

‫اعي‪:‬‬
‫‪6‬ـ قانون العمل والقانون الزر ّ‬
‫المدني‪ ،‬نظ اًر لسرعة العبلقات العائدة لكل منيما‪ ،‬ونظ اًر الزدياد‬
‫ّ‬ ‫ىذان القانونان انفصبل عن القانون‬
‫ألنيا تؤثر‬
‫القانونية الناظمة ليما ىي قواعد آمرة؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫أىمية ىذه العبلقات في الوقت الحاضر‪ ،‬والقواعد‬
‫االجتماعية لمشعب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫مباشر عمى المصالح‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬

‫يعية‬
‫القانونية والتشر ّ‬
‫ّ‬ ‫مصادر القواعد‬

‫المصدر لغة ىو األصل‪ ،‬ويستعمل فقو القانون كممة‬


‫(مصدر) في ٍ‬
‫معان عدة‪:‬‬
‫(الموضوعي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي أو‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬المصدر‬
‫ىو األصل الذي استمد منو موضوع القانون‪،‬‬
‫الدينية‬
‫و ّ‬ ‫السياسية‬
‫ّ‬ ‫العوامل‬ ‫مجموعة‬ ‫أي‬
‫االجتماعية التي أدت إلى وضع‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫وس ّمي بذلك؛‬
‫القانون‪ ،‬وأخذ منيا موضوع مادتو‪ُ ،‬‬
‫ألنو يكشف عن أصل القانون من حيث‬
‫ّ‬
‫موضوعو أو حقيقتو‪.‬‬

‫التاريخي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬المصدر‬
‫نسي ىو‬
‫ىو األصل الذي يرجع إليو تاريخ قانون معين‪ ،‬فعمى سبيل المثال يعد القانون الفر ّ‬
‫يخي لمقانون السوري‪.‬‬
‫ي‪ ،‬أي ىو المصدر التار ّ‬
‫األصل الذي يرجع إليو القانون السور ّ‬
‫ي‪:‬‬
‫‪ .3‬المصدر التفسير ّ‬
‫بأنو المصدر‬ ‫ٍ‬
‫قانون معين‪ ،‬ويوصف ىذا المصدر ّ‬ ‫ىو األصل الذي يرجع إليو في تفسير‬
‫القضائي وآراء الفقياء ىما المصدران التفسيريان لو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثم فاالجتياد‬
‫ي؛ ومن ّ‬
‫التفسير ّ‬

‫‪13‬‬
‫التقميدية لممحيط الموضوعي ليذه القواعد‪ ،‬ذلك أن‬
‫ّ‬ ‫القانونية مصادر متنوعة تؤلف العناصر‬
‫ّ‬ ‫لمقواعد‬
‫تفاعل عوامل مختمفة من اجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية وأخبلقية‪ ،‬وغير ذلك من العوامل التي‬
‫تحيط بالبيئة والجماعة تؤدي إلى شعور الجماعة بالحاجة إلى‪:‬‬
‫معين من العبلقات عمى ٍ‬
‫وجو خاص‪.‬‬ ‫قانونية تُعنى بتنظيم نوٍع ٍ‬ ‫‪ .1‬وضع قاعدة‬
‫ّ‬
‫بد أن يكون ليذه القاعدة صفة اإللزام‪.‬‬
‫‪ .2‬ال ّ‬
‫القانونية إذاً جانبان‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فممقاعدة‬
‫المادي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سمى بالمصدر‬
‫وي ّ‬
‫األول‪ :‬تستقي منو مادتيا‪ُ ،‬‬
‫الرسمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سمى بالمصدر‬
‫وي ّ‬
‫الثاني‪ :‬تستمد منو قوتيا‪ُ ،‬‬

‫القانونية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الرسمية لمقواعد‬
‫ّ‬ ‫المصادر‬
‫يخية‪ ،‬التفسيرّية‪،‬‬
‫(الموضوعية‪ ،‬التار ّ‬
‫ّ‬ ‫إن مصادر القانون متنوعةٌ‪ ،‬فالمصادر المادية كما ذكرناىا ىي‬
‫ّ‬
‫القانونية نوعان من المصادر‪ :‬مصادر رسمية‪ ،‬ومصادر تفسيرية تضفي‬
‫ّ‬ ‫الشكمية)‪ ،‬ولمقواعد‬
‫ّ‬ ‫الرسمية أو‬
‫القانونية قوة اإللزام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمى القاعدة‬

‫الرسمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أوالا‪ -‬المصادر‬
‫رسمي أصمي ىو التشريع‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬مصدر‬
‫احتياطية ىي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫رسمية‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬مصادر‬
‫اإلسبلمية‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬الشريعة‬
‫‪ .2‬العرف‬
‫‪ .3‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‬

‫‪14‬‬
‫التفسيرية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ -‬المصادر‬
‫القضائي‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬االجتياد‬
‫‪ .2‬آراء الفقياء‬

‫أوالا‪ :‬المصادر الرسمية األصمية (التشريع)‬


‫مفهوم التشريع ومزاياه‪:‬‬
‫تعريف التشريع‪:‬‬
‫يعية‪ -‬بوضع قواعد قانونية ممزمة في‬
‫ىو قيام السمطة المختصة في الدولة‪-0‬وىي مبدئياً السمطة التشر ّ‬
‫نصوص مكتوبة لتنظيم العبلقات في المجتمع طبقاً لمق اررات المقررة لذلك‪.‬‬
‫ويطمق اصطبلح التشريع عمى القاعدة‬
‫القانونية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والتشريع بيذا المعنى يعد مصد اًر رسمياً لمقاعدة‬
‫القانوني في معناه الخاص‪ ،‬فيقال مثبلً التشريع‬
‫ّ‬ ‫القانونية‪ ،‬فيؤدي لفظ التشريع بعض ما يؤديو المفظ‬
‫ّ‬
‫القانونية في مختمف الدول‪ ،‬وقد عرفت‬
‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬وىذا ىو الشكل الغالب لمقواعد‬
‫ي أو القانون التجار ّ‬
‫التجار ّ‬
‫القانونية التي تحكم‬
‫ّ‬ ‫السياسية‪ ،‬وكانت القواعد‬
‫ّ‬ ‫الدول ادآخذة بيذا األسموب منذ أن تكونت فييا السمطة‬
‫الدول قبل ذلك مصدرىا العرف‪.‬‬
‫ألنو يحقق العديد من المزايا وىي‪:‬‬
‫القانونية ادآن؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫األساسي لكل القواعد‬
‫ّ‬ ‫ولكن التشريع أصبح المصدر‬
‫يعية أن تسن ما تشاء من التشريعات كمما دعت‬ ‫‪1‬ـ سيولة سن التشريع والغائو‪ :‬يمكن لمجية التشر ّ‬
‫االجتماعية إلى ذلك‪ ،‬وىي كذلك تستطيع أن تمغي من التشريع النافذ ما يظير‬
‫ّ‬ ‫الضرورة أو المصمحة‬
‫ليا ّأنو ال يصمح وال يبلئم المصمحة العامة‪.‬‬
‫القانونية لمجميع‪ ،‬وبذلك يحقق‬
‫ّ‬ ‫إن التشريع يؤدي إلى سيولة معرفة القواعد‬
‫‪2‬ـ وضوح التشريع‪ّ :‬‬
‫ٍ‬
‫إنسان يستطيع أن يعرف حقوقو وواجباتو‪.‬‬ ‫ألن كل‬
‫االستقرار في التعامل؛ ّ‬
‫يتم المجوء إلى‬
‫إن التشريع النافذ يمزم القضاء بتطبيقو‪ ،‬وال ّ‬
‫القضائي‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪3‬ـ تأثير التشريع عمى االجتياد‬
‫القانونية االحتياطية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫قضائي إال بعد انعدام النص التشريعي وغيره من مصادر القواعد‬
‫ّ‬ ‫االجتياد ال‬
‫القانوني في المجتمع‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ينسجم مع أسس التنظيم‬
‫ّ‬
‫أنواع التشريع وتدرجو‪:‬‬

‫يمكن أن نميز ثبلثة أنواع من التشريع‪ ،‬تتدرج أىميتيا وقوتيا عمى النحو ادآتي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫األساسي لمدولة (ىو الدستور)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬التشريع‬
‫يعية في حدود اختصاصيا المبينة‬
‫ئيسي (ىو الذي تصنعو السمطة التشر ّ‬
‫‪ ‬التشريع العادي أو الر ّ‬
‫في الدستور‪ ،‬وىو يشمل القوانين العادية)‪.‬‬
‫التنفيذية بمقتضى االختصاص المخول ليا في ىذا‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬التشريع الفرعي (ىو الذي تصدره السمطة‬
‫الشأن في الدستور‪ ،‬أو في حاالت التشريع العادي)‪.‬‬

‫‪1‬ـ التشريع األساسي لمدولة (الدستور)‪:‬‬


‫السياسية‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬ ‫ىو القانون األساسي الذي يتضمن مبادئ النظام القانوني من النواحي‬
‫السياسي‬
‫ّ‬ ‫القانوني العام الذي يجب أن يدخل في نطاقو‪ ،‬ويدور مع القانون‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬أوىو اإلطار‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫االقتصادية‪ ،‬وغالباً ما يعمد كما‬
‫ّ‬ ‫السياسية و‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫القانوني من النواحي‬
‫ّ‬ ‫الذي يتضمن مبادئ النظام‬
‫شعبي عام حول الدستور إلق ارره من قبل الشعب مباشرةً نظ اًر‬
‫ّ‬ ‫ىو الحال في ببلدنا إلى إجراء استفتاء‬
‫ألىميتو‪ ،‬والموضوعات التي تتناوليا الدساتير عادةً تدير شكل الدولة‪ ،‬ونظام الحكم فييا‪ ،‬والسمطات‬
‫التي توجد بيا‪ ،‬والعبلقات بينيا‪ ،‬والحريات العامة‪ ،‬والحقوق والواجبات العامة التي يكفميا الدستور‬
‫لممواطنين‪.‬‬

‫الرئيسي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العادي أو‬
‫ّ‬ ‫‪2‬ـ التشريع‬

‫ويطمق‬
‫ىو الذي تضعو السمطة التشريعية في حدود اختصاصاتيا المبينة في الدستور (المادة ‪ُ ،)50‬‬
‫يعية التي تضعيا‬
‫ويقصد بكممة القانون ىنا مجموعة القواعد التشر ّ‬
‫عمى التشريع العادي اسم القانون‪ُ ،‬‬
‫يعية‪.‬‬
‫السمطة التشر ّ‬
‫‪3‬ـ التشريع الفرعي‪:‬‬
‫تنظيمية تصدرىا السمطة التنفيذية لتسييل القوانين‪ ،‬أو لممارسة االختصاصات التي‬
‫ّ‬ ‫وىو ق اررات إدارية‬
‫يقرىا الدستور‪ ،‬وال تحتاج إلى مصادقة من مجمس الشعب‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مراحل سن التشريع‪:‬‬
‫يمر التشريع حتى يصبح قاعدةً قانونيةً نافذةً بأربع مراحل‪:‬‬

‫‪1‬ـ مرحمة االقتراح‪:‬‬


‫سمى اقتراحو (مشروع‬
‫وي ّ‬
‫حق اقتراح التشريع يعود إلى رئيس الجميورية بصفتو ممثبلً لمسمطة التنفيذية‪ُ ،‬‬
‫يتم إعداد‬
‫قانون)‪ ،‬ويممك رئيس الجميورية ىذا الحق نتيجة لكونو رئيس السمطة التنفيذية؛ لذا عادةً ما ّ‬
‫مشروعات القوانين في الو ازرات المعنية كل و ازرة بحسب اختصاصيا‪.‬‬
‫يعية المنبثقة من مجمس الوزراء‪ ،‬فإذا ما أقرتو وأقره المجمس ُعرض عمى‬
‫ثم تعرض عمى المجنة التشر ّ‬
‫ّ‬
‫رئيس الجميورية‪ ،‬الذي إذا وافق عميو أحالو إلى مجمس الشعب الذي يحيمو إلى المجنة النوعية‬
‫المختصة‪ ،‬فتعد تقري اًر عنو يعرض عمى المجمس؛ لذا معظم التشريعات ادآن تتقدم ىي بمشروعاتيا‪،‬‬
‫أن التشريعات المتعمقة بالرقابة عمى المصنفات الفنية مثبلً تعدىا و ازرة الثقافة‪.‬‬
‫وعمى سبيل المثال نجد ّ‬
‫سمى اقتراح العضو‬
‫وي ّ‬ ‫ٍ‬
‫عضو من أعضاء مجمس الشعب‪ُ ،‬‬ ‫وكذلك يعود حق اقتراح التشريع إلى كل‬
‫ثم يعرض عمى مجمس الشعب‪ ،‬وان كان‬
‫(اقتراح بقانون)‪ ،‬يعرض بدوره عمى المجنة المعنية بالمجمس‪ّ ،‬‬
‫قانون المجمس والئحتو قد قمبل من أىمية االقتراح الذي يقدم بيذا الشكل‪ ،‬وكثي اًر ما نجد ىذه المقترحات‬
‫حبيسة أدراج رئيس المجمس أو لجنة المقترحات‬

‫‪2‬ـ مرحمة إقرار التشريع (التصويت)‪:‬‬


‫إقرار التشريع يعني التصويت عميو من قبل أعضاء مجمس الشعب‪.،‬ومرحمة اإلقرار ىي أىم مراحل سن‬
‫ثم يقوم باالقتراح عمى‬
‫التشريع‪ ،‬حيث يناقش مجمس الشعب التقارير المعدة من المجان المختصة‪ّ ،‬‬
‫مشروع القانون‪.‬‬
‫فإنو يسقط ويحق لممجمس أن يدخل التعديبلت التي يراىا‬
‫فإذا وافقت عميو األغمبية صار قانوناً‪ ،‬واال ّ‬
‫عمى مشروعات القوانين‪ ،‬أما مشروع الميزانية فبل يجوز لو ذلك إال بموافقة الحكومة‬

‫‪3‬ـ مرحمة إصدار التشريع‪:‬‬


‫يتم إثبات وجود التشريع وقابميتو لمتنفيذ‪ ،‬وتخويل‬
‫اإلصدار ىو عم ٌل يقوم بو رئيس الجميورية‪ ،‬وبو ّ‬
‫رئيس الجميورية ىذه الصبلحية ناتج عن اإلمعان في التمسك بمبدأ الفصل بين السمطات الثبلث‬
‫التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬وال يممك رئيس الجميورية تعطيل التشريعات التي ترسل إليو إلصدارىا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وقد خولو الدستور ميمة اإلصدار وفقاً لما يمي‪" :‬يصدر رئيس الجميورية القوانين التي يقرىا مجمس‬
‫الشعب‪ ،‬ويحق لو االعتراض عمى ىذه القوانين بقرار معمل خبلل شير من تاريخ ورودىا إلى رئاسة‬
‫الجميورية‪ ،‬فإذا أقرىا المجمس ثانيةً بأكثرية ثمثي أعضائو‪ ،‬أصدرىا رئيس الجميورية"‪.‬‬

‫‪4‬ـ مرحمة نشر التشريع‪:‬‬


‫يصبح النشر ممزماً بإصداره‪ ،‬ويصبح نافذاً‪ ،‬وال يجوز تكميف األشخاص بأحكامو قبل نشره‪ ،‬وكذلك ال‬
‫يعقد بجيل األشخاص بأحكام التشريع بعد نشره بالجريدة الرسمية‪ ،‬وال يغني النشر في وسائل اإلعبلم‬
‫األخرى عن النشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫فالنشر ىو المرحمة األخيرة التي يصبح القانون بعده نافذاً‪ ،‬وجرت العادة أن يطبق القانون من تاريخ‬
‫بأن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫صدوره‪ ،‬حيث ال يجوز أن يطبق عمى ٍ‬
‫القانونية ّ‬
‫ّ‬ ‫سابقة عمى صدوره‪ ،‬تطبيقاً لمقاعدة‬ ‫زمنية‬ ‫مدة‬
‫القانون ال ينفذ ٍ‬
‫بأثر رجعي‪ ،‬أي عدم رجعية القوانين‪.‬‬

‫التنظيمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫التشريعي والمرسوم‬
‫ّ‬ ‫الفرق بين المرسوم‬
‫التشريعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المرسوم‬
‫ىو تشريعٌ بصفة رئيس الجميورية في األحوال التي خولو الدستور صبلحية التشريع‪ ،‬وىو ال يصنع‬
‫ألنو جية مخولة صبلحية التشريع طبقاً لما يقضي‬
‫التنفيذية‪ ،‬بل ّ‬
‫ّ‬ ‫ىذه التشريعات بصفتو رئيساً لمسمطة‬
‫شيء سوى وضعو من قبل رئيس‬ ‫ٍ‬ ‫يع آخر في‬
‫بو الدستور‪ ،‬والمرسوم التشريعي ال يختمف عن أي تشر ٍ‬
‫الجميورية بدالً من مجمس الشعب‪ ،‬وىو بمنزلة التشريع أو القانون الذي يضعو مجمس الشعب‬
‫يعي‪ ،‬ويمكن تعديل التشريع كذلك بالمراسيم‬
‫وبمراقبتو‪ ،‬ويمكن إلغاء التشريع النافذ بمرسوم تشر ّ‬
‫يعية‪.‬‬
‫التشر ّ‬

‫التنظيمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المرسوم‬

‫يصدر عن رئيس الجميورية‪ ،‬وال توحد جية الصدور الواحدة التي ىي رئيس الجميورية بين المرسوم‬
‫ألن المرسوم التشريعي ينتج عن ٍ‬
‫عمل تشريعي ُيعنى بوضع قواعد‬ ‫التشريعي والمرسوم التنظيمي؛ ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫يعي‪ ،‬ولكن بقصد تنظيم العمل بالمرسوم‬ ‫ٍ‬
‫التنظيمي فينتج عن عمل تشر ّ‬
‫ّ‬ ‫أساسية‪ ،‬أما المرسوم‬
‫ّ‬ ‫عامة‬

‫‪18‬‬
‫التنظيمي‬
‫ّ‬ ‫يعي إذاً يوجد بيدف التشريع‪ ،‬أما المرسوم‬‫يعي‪ ،‬أو بقصد تنظيم تطبيقو‪ .‬فالمرسوم التشر ّ‬
‫التشر ّ‬
‫فيوجد من أجل التنظيم سواء أكان ىذا مرسوماً تشريعياً أو قانوناً‪.‬‬

‫االحتياطية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫ثاني ا‪ -‬المصادر‬
‫أن المادة األولى من القانون المدني جعمت من الشريعة اإلسبلمية مصد اًر رسمياً احتياطياً يمي‬
‫ذكرنا ّ‬
‫التشريع في المرتبة‪ ،‬وجعمت من العرف مصد اًر رسمياً احتياطياً يمي الشريعة اإلسبلمية في المرتبة‪،‬‬
‫الطبيعي وقواعد العدالة مصد اًر رسمياً احتياطياً يمي العرف في المرتبة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وجعمت من مبادئ القانون‬

‫اإلسالمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬الشريعة‬
‫فإنو يبحث‬
‫في حال عدم توفر نص تشريعي يمكن تطبيقو عمى القضية المعروضة يمجأ إليو القاضي‪ّ ،‬‬
‫اإلسبلمية‪ .‬ينبغي أن نفرق بين الشريعة‬
‫ّ‬ ‫عن الحكم المناسب لمنزاع أو القضية المعروضة في الشريعة‬
‫ٍ‬
‫كمصدر أصمي خاص من مصادر القانون‪ ،‬فالدين يعتبر مصد اًر أصمياً من‬ ‫اإلسبلمية وبين الدين‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫مجتيد أن يصل‬ ‫ٍ‬
‫محدود ىو نطاق األحوال الشخصية‪ ،‬ويستطيع أي‬ ‫مصادر القانون عندنا في نطا ٍ‬
‫ق‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلى الحكم الشرعي الذي يحكم النزاع باستخدام المصادر واألدلة التي تنص عمييا الشريعة‬

‫‪-2‬العرف‪:‬‬
‫ىو مجموعة من القواعد التي تنتج من اعتياد الناس عمييا في حياتيم وسموكيم العممي مع شعورىم‬
‫ألنو الطريق الطبيعي الذي يوصل إلى القواعد‬
‫يخية أقدم مصادر القانون؛ ّ‬
‫بإلزاميا‪ ،‬وىو من الناحية التار ّ‬
‫أن دوره تقمص في النطاق الداخمي إلى درجة بعد ظيور‬
‫القانونية التي يحتاج إلييا المجتمع‪ ،‬إال ّ‬
‫ّ‬
‫التشريع‪ ،‬وأصبح دوره محدداً في سد النقص الذي ينتج من سكوت الشرع عن وضع ٍ‬
‫حل لمنزاع‬
‫المعروض أمام القاضي‪ ،‬ومع ذلك يمكن أن نستخمص عنصرين لمعرف‪:‬‬
‫المادي‪ :‬وىو العادة أو السوابق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪1‬ـ العنصر‬
‫المعنوي‪ :‬وىو عنصر االعتقاد بمزومو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪2‬ـ العنصر‬
‫ٍ‬
‫مكتوبة‪ ،‬كما يشترط فيو أال يكون مخالفاً‬ ‫ٍ‬
‫قانونية‬ ‫ٍ‬
‫قاعدة‬ ‫ويشترط أخي اًر أال يتعارض حكم العرف مع‬
‫لمنظام العام أو ادآداب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الطبيعي وقواعد العدالة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬مبادئ القانون‬
‫إن رجوع القضاء إلى القانون الطبيعي ومبادئ العدالة‪ ،‬ولجوء الفقو إلى ىذين المفيومين‪ ،‬ال يعني أكثر‬
‫ّ‬
‫فقيية‪ ،‬وىي مجموعة حقائق مطمقة ومبادئ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عممية‬ ‫اجتيادية من قبل القضاء أو أكثر من‬ ‫من عممية‬
‫ّ‬
‫ثابتة ومفاىيم عميا عامة ال تدرك إال بإعمال العقل المطمق أو المجرد‪.‬‬
‫القضائي والفقو ينحدران من مجموعة قواعد جوىرية الوضعية أو من مبادئ‬
‫ّ‬ ‫أن االجتياد‬
‫ويتضح ّ‬
‫ٍ‬
‫لشعب من الشعوب‪.‬‬ ‫االقتصادي‬‫السياسي و‬‫يو‬‫يخي والحضار ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنظيم القانوني التي تستميم الواقع التار ّ‬
‫سمى بالقانون الطبيعي‪ ،‬ومبادئ العدالة في الفقرة‬
‫القضائي والفقو يتحددان فيما ُي ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن االجتياد‬
‫ومن ىنا ّ‬
‫الثانية من المادة األولى من القانون المدني‪.‬‬
‫فإنو‬
‫فالقاضي عندما ال يجد في التشريع أو في مبادئ الشريعة أو العرف حكماً لمن ازع المعروض‪ّ ،‬‬
‫أن اصطبلح القانون الطبيعي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عندئذ ال يتوانى عن خمق قاعدة قانونية‪ ،‬وىذا ىو االجتياد‪ ،‬والواقع ّ‬
‫اإلنشائي لمقضاء في خمق القواعد كما يقول بعض الفقياء‬
‫ّ‬ ‫والعدالة أُريد بيما ستر الدور‬

‫‪20‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫يعرف"السنيوري" القانون بأنو مجموعة من القواعد التي تنظم العيش في جماعة والتي يجب عمى الكافة‬
‫احتراميا احتراماً تفرضو السمطة العامة بالقوة عند االقتضاء‪.‬‬
‫ىناك تعريف آخر لمقانون وىو "نظام اجتماعي ممزم يعكس التطور الذي ييدف باستمرار إلى تحقيق‬
‫المصالح االجتماعية المشتركة عن طريق تنظيم شامل وطموح لؤلنشطة اإلنسانية بغية تحقيق األىداف‬
‫وترجمة األماني االجتماعية"‪.‬‬
‫شراح القانون والحقوق ذلك ألن القدرة التي يتمتع‬
‫القانون ليس سمطة لصاحبو كما يرى التقميديون من َّ‬
‫بيا صاحبو ليست نابعة من سيادتو‪ ،‬وانما ىي مخولة لو من الجماعة وال يعقل أن تخول الجماعة‬
‫سمطة لمفرد ضدىا بل تخولو صبلحية في ممارسة نشاطو اإلنساني وفق النظام االجتماعي اليادف إلى‬
‫تحقيق الصالح االجتماعي المشترك‪.‬‬
‫من ىنا يتبين أن ىناك ثبلث خصائص لمقاعدة القانونية ىي‪:‬‬
‫‪ ‬العمومية والتجريد‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬اإللزام‪.‬‬
‫كما تناولنا موضوع الشريعة حيث عزفت في االصطالح الفقهي على أوها‪" :‬األحكام التي سىها هللا لعبادي‬
‫على لسان الزسل ليأخذ اإلوسان بها وفسً في عالقتً بزبً وعالقتً بغيزي مه الىاس وعالقتً بىفسً‬
‫وبالكىن"‪.‬‬
‫وسمط الضوء عمى أوجو االتفاق والخبلف بين الشريعة والقانون‪ ،‬كما عدد أقسام القانون وفروعو‪ ،‬وحدد‬
‫بعض مصادر القواعد القانونية والتشريعية‪.‬‬

‫أخي اًر عرف التشريع وحدد أنواعو‪ ،‬وعدد مراحل سن التشريع‪ ،‬وحدد الفزق بيه المزسىم التشزيعي‬
‫والمزسىم التىظيمي‪ ،‬وذكز المصادر الزسمية االحتياطية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أسئلة الفصل األول‪:‬‬

‫حدد اإلجابة الخاطئة‪:‬‬

‫‪-7‬خصائص القاعدة القانونٌة‬

‫‪-A‬تنظٌم الحٌاة االجتماعٌة‬

‫‪ B‬اإللزام‬

‫‪-C‬المسؤولٌة‬

‫اإلجابة الخاطئة هي‪ c :‬المسؤولٌة‬

‫‪-2‬من أقسام القانون‪:‬‬

‫‪-A‬القانون الدولً‬

‫‪–B‬القانون الخاص‬

‫‪–C‬القانون العام‬

‫اإلجابة الخاطئة هي‪ a :‬القانون الدولً‬

‫‪-1‬من فروع القانون الخاص‪:‬‬

‫‪ -A‬القانون المدنً‬

‫‪–B‬القانون الجزائً‬

‫‪–C‬قانون األحوال الشخصٌة‬

‫اإلجابة الخاطئة هي‪ b :‬القانون الجزائً‬

‫‪22‬‬
‫‪-4‬المزاٌا التً ٌحققها التشرٌع‪:‬‬

‫‪-A‬تشكٌل الرأي العام القانونً‬

‫‪–B‬وضوح التشرٌع‬

‫‪–C‬تأثٌر التشرٌع على االجتهاد القضائً‬

‫اإلجابة الخاطئة هي‪ a :‬تشكٌل الرأي العام القانونً‬

‫‪ -7‬مراحل سن التشرٌع‪:‬‬

‫‪ -A‬مرحلة االقتراح‬

‫‪–B‬مرحلة االجتهاد‬

‫‪ –C‬مرحلة إصدار التشرٌع‬

‫اإلجابة الخاطئة هي‪ b :‬مرحلة االجتهاد‬

‫‪23‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو ماضي‪ ،‬سمية كامل أحمد‪ ،)2013( ،‬تشريعات وقوانين اإلعبلم الجديد‪ ،‬غزة‪ :‬الجامعة‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -2‬البدراوي‪ ،‬ىبد المنعم‪ ،)1970( ،‬أصول المدني المقارن‪ ،‬ب‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -3‬السنيوري‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،)1991( ،‬الوسيط في شرح القانون حق الممكية‪ ،‬ج‪( ،8‬ط‪،)2.‬‬
‫النيضة العربية‪.‬‬

‫‪ -4‬شديد‪ ،‬عبد الرشيد مأمون‪ ،)1978( ،‬الحق األدبي لممؤلف‪ ،‬القاىرة‪ :‬د‪.‬ن صدقة‪ ،‬جورج‪،‬‬
‫(‪ ،)2009‬بيروت‪ ،‬مؤسسة ميارات‪.‬‬
‫‪ -5‬عبد السبلم‪ ،‬جعفر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬اإلطار التشريعي لمنشاط اإلعبلمي‪ ،‬دار المنار‪.‬‬
‫‪ -6‬عبد اهلل‪ ،‬محمد‪ ،)1983( ،‬المدخل إلى عمم القانون‪ ،‬دمشق‪ ،‬مطبعة ال اروادي‪.‬‬
‫‪ -7‬العمر‪ ،‬محمد‪ ،)2007 ،2006( ،‬التشريعات اإلعبلمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬مركز التعميم‬
‫المفتوح‪.‬‬
‫‪ -8‬قسايسية‪ ،‬عمي‪ ،)2011( ،‬التوجيات الجديدة في التشريعات اإلعبلمية الحديثة‪ ،‬مجمة‬
‫االتصال والتنمية‪ ،)2( ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -9‬محيوود‪ ،‬حسن‪ ،‬منصور‪،‬سامي‪ ،)1994( ،‬القانون المدني المبناني‪ ،‬ج‪ ،1‬بيروت‪.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like