ملخص ملخص مريم عثماني

You might also like

You are on page 1of 4

‫‪:‬ملخص‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم والحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على رسول اهلل ‪ ،‬بادىء ذي بدء‬
‫أشكر أعضاء لجنة المناقشة بداية برئيس اللجنة البروفسور لخضر بوكحيل على قبوله رئاسة هذه‬
‫اللجنة ‪،‬وكذا البروفسور الطاهر زواقري الذي أشرف على البحث‪ ،‬والذي لوال توفيق اهلل وتوجيهاته لما‬
‫‪.‬وصل البحث إلى هذه المرحلة‬

‫كما أتقدم بالشكر إلى البروفسورة سحري فضيلة والبروفسور مخلوفي عبد الوهاب والبروفسور‪5‬‬
‫‪ .‬حوحو رمزي والدكتور محمد خليفة على قبول مناقشتهم‪ 5‬هذا العمل‬

‫أما بعد‪ :‬فإن موضوع بحثي هو الحماية الجنائية للملكية الخاصة في التشريع الجزائري وهو عنوان‬
‫رغم كونه يشكل حماية استثنائية للملكية الخاصة الني يكون األصل في حمايتها هي قواعد القانون‬
‫المدني ‪،‬إال أن سعي األشخاص للتملك خلق تضاربا‪ 5‬بين غريزتي حب التملك وحب االجتماع نتج عنه‬
‫الكثير من االعتداءات الواقعة على الملكية الخاصة ‪،‬والتي بلغت درجة من الجسامة فرضت تدخل‬
‫المشرع الجنائي ‪،‬السيما بعد أن تأكد ذلك ضمن المادة ‪ 52‬من الدستور‪ 5‬الجزائري بقولها أن ‪ :‬الملكية‬
‫الخاصة مضمونة ‪ ،‬ومع التعدد في أنواع الملكية كان من الطبيعي‪ 5‬وجود تعدد في القواعد الجنائية التي‬
‫تحكم االعتداءات الواقعة عليها ‪،‬وفي كيفية التعامل معها سواء على مستوى‪ 5‬القواعد الجنائية‬
‫الموضوعية أوفي إطار القواعد الجنائية اإلجرائية ‪،‬وبناءا على ما تقدم تتضح أهمية البحث من خالل‬
‫أهمية الملكية الخاصة في حد ذاتها ‪،‬باعتبارها معيارا لتحديد المستوى‪ 5‬الحضاري‪ 5‬للدول التي يقاس‬
‫تطورها‪ 5‬بدرجة رقي‪ 5‬اإلبداع والفكر لديها ‪،‬ويتأكد وجودها‪ 5‬أصال بأوضاع‪ 5‬الملكية العقارية وتحديد‪5‬‬
‫‪ .‬عالقة اإلنسان ببيئته المتمثلة في مسألة الملكية والحيازة واستغاللها‪5‬‬

‫فضال على تأثير وتأثر الملكية الخاصة بالنظام االقتصادي‪ 5‬في ظل سعي الجزائر نحو تحرير التجارة‬
‫‪.‬وفتح الحدود االقتصادية‬

‫كما تتمثل في وجود تزايد مضطرد لجرائم‪ 5‬التعدي على الملكية الخاصة ال يمكن تأكيده في ظل تعذر‬
‫الوصول‪ 5‬إلى إحصائيات دقيقة ‪،‬وإ نما يمكن تأكيد ذلك بناءا كثرة القرارات القضائية الصادرة عن‬
‫المحكمة العليا و المتعلقة بجرائم االعتداءات على الملكية العقارية وجرائم‪ 5‬السرقة والنصب وخيانة‬
‫األمانة ‪ ،‬وهو ما يفرض إرساء حماية جنائية لإلحاطة بهذه الجرائم‪ ،‬بما يحقق نوع من االستقرار‬
‫واألمن في المجتمع‪ ،‬كما تتضح األهمية من خالل بيان اإلطار الجنائي للملكية الخاصة لتصحيح‬
‫المفاهيم المتعلقة بإطالقها وتقييدها ‪،‬وكذا ردع االنتهاكات الواقعة عليها مع تحديد دور‪ 5‬القضاء الجنائي‬
‫‪ .‬في بسط حمايته عليها‬

‫‪ :‬وبناءا على ما تقدم تتمثل إشكالية البحث في‬

‫هل الحماية الجنائية المقررة في التشريع الجزائري كفيلة لردع االنتهاكات التي تتعرض لها الملكية‬
‫الخاصة؟ أم أنها بحاجة إلى منظومة قانونية متكاملة لتوفير المزيد من الحماية ؟‬

‫وتوطئة لما تم ذكره ‪،‬وبناءا على اإلشكالية المحددة تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي لدراسة‬
‫الموضوع ‪،‬من خالل تحديد محل الحماية الجنائية للملكية الخاصة ‪،‬وكذا حصر جرائم االعتداء‬
‫والجزاء المقرر لها وكيفية متابعتها بناءا على النصوص الموضوعية واإلجرائية المتعلقة بحمايتها‪5‬‬
‫واستنادا‪ 5‬إلى جملة القرارات القضائية إلزالة ما تحمله في طياتها من غموض في النصوص وفي‬
‫التفسير وكذا التطبيق على المستوى القضائي‪،‬مع االستئناس بالمنهج التاريخي‪ 5‬لربط دراسة الملكية‬
‫‪ .‬الخاصة وحمايتها‪ 5‬جنائيا بأصلها التاريخي‪5‬‬

‫وقد‪ 5‬ارتأيت لمعالجة البحث إتباع خطة ثنائية تتكون من مقدمة ‪،‬بابين وخاتمة ‪،‬حيث تم تخصيص الباب‬
‫األول لدراسة نطاق الحماية الجنائية للملكية الخاصة ‪،‬لبيان حدود‪ 5‬هذه الحماية المقررة ‪،‬وقد قسمته إلى‬
‫فصلين عالجت في الفصل األول محل الحماية الجنائية وتناولت‪ 5‬فيه كل ماله عالقة بالملكية الخاصة‬
‫من تعريف‪ 5‬وخصائص ‪،‬ومصادر‪ 5‬وقيود‪، 5‬وصوال إلى الملكية الخاصة المشمولة بالحماية الجنائية‪ ،‬أما‬
‫الفصل الثاني لجرائم االعتداء على الملكية الخاصة من خالل تسليط الضوء على جرائم االعتداء على‬
‫‪ .‬الملكية الواردة على شيء مادي ‪،‬وكذا جرائم االعتداء على الملكية الواردة على شيء فكري‪5‬‬

‫في حين خصصت الباب الثاني لدراسة آليات الحماية الجنائية للملكية الخاصة ‪،‬والذي قسمته إلى‬
‫فصلين ‪،‬تضمن الفصل األول منه آليات الحماية اإلجرائية للملكية الخاصة سواء قبل مرحلة المتابعة أو‬
‫أثنائها ‪،‬في حين خصص الفصل الثاني للجزاءات الجنائية المقررة لحماية الملكية الخاصة سواء ما‬
‫‪ .‬تعلق منها بحماية الملكية الواردة على شيء مادي‪ ،‬أو الملكية الواردة على شيء فكري‬

‫‪ :‬وقد‪ 5‬أنهيت الدراسة بخاتمة تضمنت بعض النتائج واالقتراحات‪ 5‬المتوصل إليها والتي كان أهمها‬

‫‪ :‬النتائج‬
‫الملكية الخاصة هي عالقة بين شخص أو مجموع أشخاص على سبيل االشتراك والشيء محل ‪1-‬‬
‫‪ .‬الملكية يرسم لها القانون أبعاد ويعين لها حدود حسب نوع الملكية المشمولة بالحماية‬

‫خص ملكية المنقول ‪2-‬‬


‫وسع المشرع الجنائي من نطاق تجريم االعتداء على الملكية الخاصة‪ ،‬لكنه ّ‬
‫ّ‬
‫جرم االعتداء المباشر عليه بمادة واحدة هي المـادة ‪ 386‬من قانون‬
‫بتجريم‪ 5‬أوسع من ملكية العقار الذي ّ‬
‫العقوبات الجزائري‪ ،‬أثارت بدورها صعوبة في تحديد نطاق تطبيقها بسبب ترجمتها‪ ،‬ألن النص‬
‫المحرر باللغة الفرنسية ترجمته هي "كل من إنتزع من الغير عقار"‪ ،‬أي تجريم‪ 5‬االعتداء على الملكية‬
‫ّ‬
‫المحرر باللّغة العربية الوارد ضمن المادة ‪ 386‬من قانون العقوبات‬
‫ّ‬ ‫والحيازة معا‪ ،‬أما النص‬
‫تمت ترجمته بـ"كل من إنتزع عقار مملوك للغير" ‪ ،‬مما يفيد تجريم االعتداء على الملكية‬
‫الجزائري‪ ،‬قد ّ‬
‫المقررة في‬
‫فقط‪ ،‬وهو ما تداركه االجتهاد القضائي‪ 5‬الذي استقر على أن المقصود‪ 5‬بالحماية الجنائية ّ‬
‫‪.‬المادة ‪ 386‬من قانون العقوبات هي الملكية والحيازة معا‬

‫رغم وجود حد فاصل بين األفعال التي تشكل جريمة اعتداء على الملكية الخاصة تستوجب‪3-‬‬
‫المسؤولية الجنائية وبين السلوك غير المشروع الذي يقتضي تقرير مسؤولية مدنية ‪،‬إال أن الحد الفاصل‬
‫يضمحل نسبيا في جرائم االعتداء على الملكية الخاصة الواردة على شيء فكري ‪،‬خاصة في جرائم‬
‫االعتداء على الملكية األدبية أين جرم المشرع الجنائي عدم دفع المكافئة المستحقة للمؤلف ضمن المادة‬
‫‪ 155‬من األمر ‪ 03/05‬المتعلق بحقوق المؤلف‪ 5‬والحقوق المجاورة ‪،‬رغم أن التصرف‪ 5‬ذو طابع مدني‬
‫‪.‬‬

‫غموض األساس الذي استند عليه المشرع الجنائي عند تمديده لالختصاص القضائي في جرائم‪4-‬‬
‫‪ .‬االعتداء على الملكية الخاصة‬

‫أن موضوع الحكم الجنائي في جرائم االعتداء على الملكية الخاصة يتضمن فقط الحكم باإلدانة أو ‪5‬‬
‫البراءة ‪،‬دون التطرق إلى إرجاع الحال إلى ما كان عليه ‪،‬تحقيقا ألهداف الحماية الجنائية المقررة‬
‫للملكية الخاصة المتعلقة بحماية الملكية في حد ذاتها ‪،‬وليس في إدانة المتهم أو تبرئته ‪،‬وهو ما يتبين‬
‫‪ .‬في جريمة التعدي على الملكية العقارية الخاصة‬

‫وضع المشرع الجنائي مبدأ االختيار بين عقوبتي الحبس والغرامة في جنح االعتداء على الملكية‪6-‬‬
‫‪.‬الخاصة ‪ ،‬سيما في جنح االعتداء على الملكية الخاصة الواردة على شيء فكري‬
‫‪ :‬اإلقتراحات‬

‫إعادة صياغة المادة ‪386‬من ق ع ج بما يتوافق‪ 5‬والنص األصلي المحرر‪ 5‬باللغة الفرنسية حتى تمتد‪1-‬‬
‫‪ .‬حمايتها للملكية والحيازة معا ‪،‬وذلك كمايلي‪:‬يعاقب ب ‪......‬كل من انتزع من الغير عقار‬

‫وضع حد فاصل بين األفعال التي تستوجب المسؤولية الجنائية واألفعال التي تستوجب المسؤولية ‪2-‬‬
‫المدنية عن طريق إعادة النظر في تجريم عدم دفع المكافئة المستحقة للمؤلف على أساس أنه سلوك‬
‫‪ .‬يستوجب المسؤولية المدنية ال المسؤولية الجنائية‬

‫تمديد االختصاص القضائي في جرائم االعتداء على الملكية الخاصة وإ رفاقه بمدعمات لتخصص‪3-‬‬
‫القضاة وكذا استحداث فروع‪ 5‬لدى الجهات القضائية المختصة ‪،‬خاصة بالنسبة لجرائم االعتداء على‬
‫‪ .‬الملكية الفكرية والجرائم‪ 5‬المتعلقة بالبنوك‪5‬‬

‫منح المحاكم الجنائية اختصاص الفصل في مسألة رد الملكية وعدم االكتفاء بالحكم باإلدانة أو ‪4-‬‬
‫‪ .‬البراءة خاصة في جرائم التعدي على الملكية العقارية الخاصة‬

‫وضع ضوابط وأسس لمبدأ االختيار بين عقوبتي الحبس والغرامة حتى تحقق العقوبة المقررة‪5-‬‬
‫‪ .‬لجرائم االعتداء على الملكية الخاصة فعالية أكبر‬

‫إحداث توازن بين قيمة محل الملكية الخاصة المعتدى عليها والعقوبة المالية المقررة لجرائم ‪6-‬‬
‫‪ .‬اإلعتداء عليها‬

‫وفي‪ 5‬األخير أجدد شكري‪ 5‬الجزيل باسمي وباسم مشرفي للجنة المناقشة الموقرة على قبول عضوية‬
‫اللجنة وتقييم العمل عبر المراحل المختلفة وتحمل أعباء التعب والسفر اليوم لمناقشته‪،‬آملة من اهلل‬
‫‪.‬ومتمنية من اللجنة الموقرة أن يحظى هذا العمل بالنجاح والقبول‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬

You might also like