You are on page 1of 19

)985 ،967 : ‫( ص ص‬ )2022( ‫( المجلد السادس العدد األول‬ISSN: 2588-1620) ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي‬

" ‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري‬

‫االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون‬


‫الجزائري‬
Extended jurisdiction in the penal article according to Algerian
law

- 1 ‫ باتنة‬- ‫ جامعة الحاج لخضر‬،*‫نورة بن بوعبدهللا‬


norabenbouabdallah@gmail.com

2022/05/12 :‫تاريخ نشر المقال‬ 2022/04/26 :‫تاريخ قبول المقال‬ 2022/02/28 :‫تاريخ إرسال المقال‬
:‫الملخص‬
ٍ ‫تعزي از لدور السلطة القضائية في محاربة بعض الجرائم الحديثة التي تتسم بالخطورة على‬
،‫االقتصاد واألمن الوطني‬
‫ولمحدودية القضاء العادي وعدم توسعه أنشأ المشرع الجزائري ما يعرف بالمحاكم الجزائية المتخصصة الجهوية وتم‬
‫ ومؤخ ار استحدث قطب جزائي‬، 04 -20 ‫االقتصادي والمالي الوطني بموجب األمر رقم‬ ٍ ‫تدعيمها بالقطب الجزائي‬
‫وطني آخر متخصص في الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق في الج ارئـم الـمـتصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال والجرائم‬
‫ وهي عبارة عن محاكم جزائية يشكل عنصر التخصص في مجال الجرائم الخطيرة‬،11-21 ‫المرتبطة بها األمر رقم‬
.‫السمة األساسية فيها ‫ وهذا ما يؤسس لمعالـم سياسـة جزائيـة عصريـة تكفل التخصص الجزائي‫‫‬
‫ االختصاص االقليمي‬،‫ االختصاص النوعي‬،‫ االختصاص الموسع‬،‫ األقطاب الجزائية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‬
Abstract:
In order to strengthen the role of justice in the fight against certain modern crimes dangerous for
the economy and national security, and because of the limitation and non-expansion of common
law justice, the Algerian legislator has instituted what so-called specialized regional criminal
courts. And it has been reinforced by the National Economic and Financial Criminal Pole under
Ordinance No. 20-04, and recently another National Criminal Pole has been created specializing
in the monitoring and investigation of crimes related to information technologies. Information
and communication and related offences. According to Ordinance No. 21-11, which are criminal
courts where the element of specialization in the field of serious crimes is the main characteristic
and this is what establishes the parameters of a modern criminal policy that guarantees the penal
specialization .
Keywords: Criminal poles, extended jurisdiction, specific jurisdiction, regional jurisdiction.
.

*
‫المؤلف المرسل‬
967
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫يشهد العالم المعاصر منذ عدة سنوات تطو ار ملحوظا في مجال النشاط اإلجرامي‪ ،‬ارتبط أساسا‬
‫بالمتغيرات والمستجدات الجديدة التي تعيشها المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬األمر الذي أصبح يشكل التهديد األكبر‬
‫الستتباب أمن المجتمعات‪ ،‬وامتحانا لقدرة القواعد القانونية على تحقيق فعالية في مواجهة األنشطة اإلجرامية‬
‫ومكافحة أنماطها المستجدة‪ ،‬ويعتبر التحدي األبرز لتشريعاتها ومؤسساتها‪.‬‬
‫وذلك ما دفع بالمشرع الجزائري لتحيين منظومته القانونية في عدة مجاالت‪ ،‬ومنها ما جاء في تعديالت‬
‫قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬حيث تم استحداث األقطاب الجزائية المتخصصة‪ ،‬بموجب القانون رقم ‪14-04‬‬
‫المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬لمتابعة الجرائم األكثر خطورة‪ ،‬وهي جرائم المخدرات‪ ،‬الجريمة‬
‫المنظمة عبر الحدود الوطنية‪ ،‬الجرائم الماسة بأنظمة المعالجة األلية للمعطيات‪ ،‬جرائم تبييض األموال‪ ،‬جرائم‬
‫اإلرهاب‪ ،‬الجرائم المتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف‪ ،‬وكذا جرائم الفساد بموجب األمر ‪ 05-10‬المعدل‬
‫والمتمم لقانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬
‫كما تم استحداث القطب الج ازئي االقتصادي والمالي الموجود مقره بمجلس قضاء العاصمة بموجب‬
‫القانون ‪ 04-20‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬تكريسا لمبدأ استقاللية القضاء‪ ،‬وهو ما‬
‫أكدته وثيقة االستفتاء الدستوري في الفاتح نوفمبر ‪ 2020‬بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬الذي‬
‫حدد معالم هذه المؤسسة الدستورية‪ ،‬وأوكل للقضاء مهمة حماية المجتمع والحريات‪ ،‬وحقوق المواطنين‪،‬‬
‫حيث يختص هذا القطب الجزائي بالنظر في مكافحة الجريمة االقتصادية والمالية‪ ،‬والواردة على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬ومنحه ٍاختصاص محلي وطني يشمل كافة التراب الوطني‪ ،‬ولم يتوقف األمر عند هذا الحد بل‬
‫قام المشرع باستحداث قطب جزائي وطني متخصص في الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق في الج ارئـم الـمـتصـلـة‬
‫بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال والجرائم المرتبطة بها‪ ،‬بموجب األمر رقم ‪ 11-21‬المتمم والمعدل‬
‫لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬من أجل مجابهة التطور الذي وصل إلى اإلجرام المستحدث‪ ،‬وعليه نطرح في‬
‫هذه الورقة البحثية االشكالية التالية‪ :‬كيف نظم المشرع الجزائري االختصاص القضائي الموسع في المادة‬
‫الجزائية كنوع من االلتزامات الدولية التي صادقت عليها الجزائر للحد او التقليل من الجرائم الخطيرة‬
‫وكنوع استثنائي عن قواعد االختصاص التقليدية؟ مع ما شهده موضوع االختصاص القضائي في المادة‬
‫الجزائية من تعديالت متسلسلة وعدم االستقرار على نموذج واحد مما يطرح احتمالين ‪ ،‬إما عدم كفاية كل‬
‫نموذج على حدى ما يستلزم استحداث نماذج أخرى أكثر تخصص؟‪ ،‬أو نجاعة النموذج األول واعطائه‬
‫للنتائج المرجوة لكن البد من اعطائه دعما آخر يتماشى وتطور النماذج االجرامية وعدم استقرارها؟‪.‬‬
‫لإلجابة على اإلشكالية تم تقسيم الدراسة إلى مبحثين أساسيين نتناول في األول منه األقطاب الجزائية‬
‫المتخصصة‪( -‬اختصاص جهوي)‪ ،‬وفي العنصر الثاني توسيع االختصاص اإلقليمي على كامل التراب‬
‫الوطني ‪.‬‬

‫‪968‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫المبحث األول‪ :‬األقطاب الجزائية المتخصصة‪( -‬اختصاص جهوي)‬


‫تظهر الجريمة المالية على المستوى اإلجرامي على أنها تتكون من جميع األنشطة غير المشروعة‬
‫التي تُرتكب في سياق الحياة االقتصادية ضد األفراد أو الشركات أو الدولة أو حتى المنظمات الدولية‪ ،‬ويتم‬
‫تنفيذها باستخدام إجراءات ذكية أو احتيالية‪ ،‬تتطلب التخصص من قبل النيابة والقضاة‪ .‬ألنها تقوم على‬
‫انتهاك الثقة الالزمة للحياة التجارية ويهدد النظام االقتصادي والمالي‪ ،‬ولكن قبل كل شيء‪ ،‬فإن الضرر الذي‬
‫تسببه هذه الجريمة لألفراد والدولة هو الذي نعتقد أنه يجب أن يؤخذ في االعتبار كأساس لتطوير سياسة‬
‫إجرامية حقيقية‪ ،1‬تقوم على مبدأ التخصص القضائي‪.‬‬
‫يتحدد االختصاص القضائي في المادة الجزائية‪ ،‬كأصل عام باعتباره ضمانة من ضمانات المحاكمة‬
‫العادلة على مستوى مراحل التحري أي اختصاص الشرطة القضائية والتحقيق بنوعيه االبتدائي‪ -‬قاضي‬
‫التحقيق‪ -‬والنهائي على مستوى المحاكمة وهو االختصاص التقليدي الوارد بالمواد ‪ 229 ، 40، 37‬قانون‬
‫اجراءات جزائية معدل ومتمم بمكان وقوع الجريمة‪ ،‬وبمحل إقامة أحد األشخاص المتهمين أو المشتبه في‬
‫مساهمتهم في الجريمة‪ ،‬وبمحل القبض على أحد هؤالء األشخاص حتى ولو كان هذا القبض حصل لسبب‬
‫أخر‪.‬‬
‫لكن استثناء تم تعديل هذه المواد في سنة ‪ 2004‬بموجب القانون رقم‪*.،14/04 :‬أضاف لكل منها‬
‫فقرة تنص على أنه يجوز تمديد هذا االختصاص المحلي إلى دائرة اختصاص محاكم أخرى (عن طريق‬
‫التنظيم) في جرائم محددة حصرا‪ ،‬والمالحظ أن المشرع الجزائري وصفها بالجهة القضائية ذات االختصاص‬
‫المحلي الموسع دون استعمال عبارة األقطاب الجزائية المتخصصة‪ ،‬لذا فقد يكون من المناسب أن يتم‬
‫الوقوف على بيان تعريفها بهدف إدراك معانيها ومصدرها وأهميتها ‪ ،‬والتطرق الى نطاق االختصاص‬
‫القضائي لألقطاب الجزائية المتخصصة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف باألقطاب الجزائية المتخصصة وأهميتها‬
‫غالبا ما ترتبط بعناصر موضوعية‬
‫تعتبر الجريمة المنظمة والفساد وغسيل األموال ظواهر متميزة‪ً ،‬‬
‫تتطلب إجراءات خاصة من قبل قضاة متخصصين‪ ،‬لذلك كان من الضروري إنشاء محاكم جزائية متخصصة‬
‫غالبا ما تتضاعف بفضل استخدام‬
‫في المجاالت اإلجرامية المعقدة مثل المجال الضريبي والمالي والتي ً‬
‫‪2‬‬
‫الشبكات الرقمية‪.‬‬
‫ولئن مصطلح األقطاب الجزائية المتخصصة هو المتداول فقها للداللة على المحاكم الجزائية ذات‬
‫االختصاص المحلي الموسع أو الجهة القضائية ذات االختصاص المحلي الموسع لذا سنوليها العناية في‬
‫التعريف ‪ ،‬والمقصود بالقطب أو االستقطاب في الّلغة‪ ،‬هو الجذب أو التجميع نحو نقطة أو مكان واحد‪ ،‬وفي‬
‫االصطالح القانوني‪ ،‬بالخصوص في مجال التنظيم القضائي الحديث‪ ،‬هو تركيز اختصاصات اقليمية‬
‫لجهات قضا ئية متفرقة على عديد المناطق في يد جهة قضائية واحدة‪ ،‬شريطة أن يتعلق األمر بتشكيلة من‬

‫‪969‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫االختصاصات النوعية المحددة على سبيل الحصر‪ ،‬وبعبارة أخرى أضحى يعرف ذلك بالتخصص القضائي‪،‬‬
‫وتزود هذه الجهات بالوسائل المادية والبشرية والقانونية الالزمة بغية إعطاء للعملية القضائية المستوى‬
‫‪3‬‬
‫المطلوب من المعالجة‪ ،‬لبلوغ حد من النجاعة وتحقيق العدالة‪.‬‬
‫وتعرف األقطاب الجزائية المتخصصة بأنها‪ " :‬جهات قضائية متخصصة للنظر في بعض الجرائم‬
‫التي حددها القانون‪ ،‬وليس جهات قضائية خاصة تنشط بإجراءات قانونية خاصة تخرج عن نطاق النظام‬
‫القضائي الساري المفعول‪ ،‬فهي تخضع لنفس القواعد القانونية الجزائية المعتمدة بالنسبة للجهات القضائية‬
‫العادية‪ ،‬إذ أنها تعد محاكم ذات اختصاص إقليمي موسع‪ ،‬فتمارس اختصاصها العادي إلى جانب‬
‫االختصاص الموسع الذي منحها إياه القانون في مجموعة من الجرائم المحددة حص ار‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫يعتبر ٍانشاء األقطاب المتخصصة توجها جديدا من المشرع الجزائري في المنظومة القضائية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل ما أقره مشروع القانون العضوي ‪ 11-05‬المؤرخ في ‪ 2005-07-17‬المتعلق بالتنظيم القضائي‬
‫الجزائري‪ ،‬بحيث تم ٍانشاء هذه الجهات القضائية المتخصصة‪ ،‬وأعطي لها ٍاختصاص نوعي محدد في كل‬
‫ونصت المادة ‪ 25‬من رأي رقم‬ ‫*‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية وقانون االجراءات الجزائية‪ ،‬وفق نص ‪،24‬‬
‫‪ /01‬ر ق ع ‪ 05 /‬السالف الذكر على أن هذه األقطاب القضائية المتخصصة تتشكل من قضاة‬
‫متخصصين مع إمكانية ٍ‬
‫االستعانة بمساعدين مع توافر هذه الجهات القضائية المتخصصة في التنظيم‬
‫القضائي الجزائري‪ ،‬على وسائل بشرية‪ ،‬ومادية تساعد على سيرها وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 26‬ف ‪ 1‬من‬
‫‪5‬‬
‫نفس الرأي السابق‪.‬‬
‫لكن المجلس الدستوري أصدر ق ارره بعدم دستورية نص المادة ‪ 24‬والتصريح بأن المواد ‪ 25‬و ‪26‬‬
‫أصبحت بدون موضوع‪6،‬أي لم يحظى بالقبول القانوني من طرف المجلس الدستوري‪ .‬والبد من التوضيح في‬
‫هذا المقام بشأن ما يثار حول مصطلح " األقطاب القضائية " من جدل قانوني ‪،‬من حيث عدم دستورية‬
‫األقطاب القضائية المتخصصة وبالتالي عدم قانونية وجود هذه الهيئات القضائية لعدم وجود نص قانوني او‬
‫تنظيمي صريح يكرس مصطلح " األقطاب الجزائية المتخصصة‪ ،‬أو ما يثار حول عدم وجود مبرر قانوني‬
‫الستبدال مصطلح القطب بالمحاكم ذات االختصاص الموسع‪ ،‬وبهذا الخصوص يمكن القول أن هذا‬
‫المصطلح يجد مبرره من حيث‪:‬‬
‫‪-‬أن المجلس الدستوري لم يقرر عدم دستورية األقطاب الجزائية المتخصصة ألنها تمس بالحقوق أو‬
‫الضمانات المخولة لألطراف في الدعوى العمومية والمرتبطة بسير إجراءات التقاضي أمام هذه األقطاب‬
‫‪،‬ولكن المجلس الدستوري أوضح أن إنشاء مثل هذه األقطاب يكون بمقتضى قانون عادي وليس قانون‬
‫عضوي ‪،‬وبالتالي فإن عدم الدستورية لم توجه إلى طبيعة األقطاب القضائية في حد ذاتها ‪،‬وال إلى تسميتها‬
‫وانما وجه إلى الطريقة أو اآللية التشريعية التي يجب أن تنشا بها ‪،‬باإلضافة إلى أنه عندما يشير المجلس‬

‫‪970‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫الدستوري إلى أن األقطاب القضائية المتخصصة تنشأ بقانون عادي فهو بذلك يكرس الطابع العادي وغير‬
‫‪7‬‬
‫االستثنائي لهذه الجهات القضائية‪.‬‬
‫والبداية الحقيقية لظهور األقطاب القضائية المتخصصة‪ ،‬كانت في صورة اختصاص إقليمي موسع في‬
‫المادة الجزائية‪ ،‬ظهرت رسميا في سنة ‪ ،2004‬مع صدور القانون رقم ‪ 14-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر سنة‬
‫‪ 2004‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وقد صدرت النصوص التنظيمية تجسيدا لهذا التوجه في‬
‫سنة ‪ 2006‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر سنة ‪ *،2006‬المتضمن تمديد‬
‫االختصاص المحلي لبعض المحاكم ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪267 -16‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر‪.2016‬‬
‫وقد بدأت األقطاب القضائية المتخصصة في المادة الجزائية العمل بالفعل في سنة ‪ ،2008‬حيث تم‬
‫فعال إعطاء إشارة ا النطالق الرسمي لألقطاب الجزائية المتخصصة في كل من الجزائر العاصمة يوم ‪26‬‬

‫فيفري ‪ ،2008‬وقسنطينة يوم ‪ 3‬مارس ‪ ،2008‬ووهران يوم ‪ 5‬مارس ‪ّ ،2008‬‬


‫أما تدشين مقر القطب‬
‫الجزائي المتخصص لمحكمة ورقلة واعطاء إشارة االنطالق الرسمي لنشاط هذا القطب فقد كانت يوم ‪19‬‬
‫مارس ‪ ،2008‬بإشراف من وزير العدل حافظ األختام‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الجزائر وفي سبيل حماية االقتصاد الوطني والمال العام قد سبق وأن عرفت منذ‬
‫السنوات األولـى الستقاللها إصدار قوانين تتضمن إنشاء جهات قضائية متخصصة في مجال محاربة‬
‫الجريمة االقتصادية ‪ ،‬بحيث جاء األمـر ‪ 66/108‬الصادر في ‪ 21‬جوان ‪ 1966‬الخاص بإحداث مجالس‬
‫قضائية لقمع الجرائم االقتصادية ‪ ،‬والذي يهـدف إلى قمع الجرائم التي تمس الثروة الوطنية والخزينة العامة‬
‫واالقتصاد الوطني ‪ ،‬التي يرتكبها الموظفون واألعوان من جميـع الدرجات التابعين للدولة والمؤسسات‬
‫العمومية والجماعات المحلية أو لشركة وطنية أو شركة ذات اقتصاد مختلط ‪ ،‬أو لكل مؤسسة ذات الحق‬
‫الخاص تقوم بتسيير مصلحة عمومية أو أموال عمومية‪ 8،‬وبعد صدور األمر رقم ‪ 75/76‬المؤرخ في ‪17‬‬
‫جوان ‪ 1975‬المعدل لقانــون اإلجراءات الجزائية أصبحت بعض المحاكم تنقسم إلى قسم عادي و قسم‬
‫اقتصادي ‪ ،‬ويكون لهذا األخير االختصاص المانع بنظر بعض الجنايات منها جناية االختالس‪.‬‬
‫تظهر أهمية األقطاب الجزائية المتخصصة في تكفلها بمعالجة ملفات ثقيلة وجد خاصة‪ ،‬سواء من‬
‫حيث طبيعتها أو األشخاص المتورطين فيها ‪ ،‬ونظرها في الجرائم التي لها وقع كبير على أمن واستقرار‬
‫الوطن من الناحية االقتصادية واالجتماعية والتي تمتاز بالتعقيد وسرعة التحرك في الداخل والخارج‪ ،‬والتي‬
‫غالبا ما يكون المتهمون فيها أشخاص خطيرة مما يستدعي طريقة عمل مخالفة ومغايرة لتلك المعمول بها في‬
‫من أجل المتابعة واالثبات‪ ،‬وتطلب التحكم في التكنولوجيا الحديثة من أجل البحث‬ ‫الجرائم البسيطة‬
‫والتحري‪ ،‬لذا كان على الدولة تجميع هذه االمكانات المادية والبشرية على شكل أقطاب متخصصة‪.‬‬

‫‪971‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫كما أن هذه األقطاب الجهوية تنفرد بميزة تخصص قضاتها في معالجة قضايا الجرائم الخطيرة الذي‬
‫يلعب الحلقة األساسية في القضايا المعروضة أمامه‪ 9،‬باعتبارهم قد تلقوا دورات تكوينية عديدة سواء على‬
‫المسـتوى الوطني في إطار البرنامج المسطر من قبل و ازرة العدل الذي تكفلت به المدرسة العليا للقضاء‬
‫‪،‬والمدرسة العليا للمصرفة واستكمل بتربص خارج الوطن بكل من فرنسا واسبانيا ‪،‬مكنهم من االطالع عن‬
‫كتب على تجارب البلدان األخرى التي أسست األقطاب المتخصصة وشرعت فيها منذ سنوات ‪،‬وتوسعت‬
‫مجاالت التكوين التخصصي عن طريق التعاون مع هيئات ودول أجنبية ‪،‬كاالتحاد األوروبي ‪،‬وبرنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي ‪،‬والواليات المتحدة األمريكية في إطار االتفاقيات المبرمة بين الجزائر وتلك الدول في مجال‬
‫‪10.‬‬
‫التعاون الدولي‬
‫وهناك من يرى بأن قيام المشرع باستحداث هذه األقطاب الجزائية المتخصصة و القواعد القانونية الخاصة لها‬
‫هو انحرافا منه عن القانون العام و عن حقوق الدفاع التي يحميها القانون و تأسيس نظام قضائيا استثنائيا‪.‬‬
‫من جانبنا نرى أن هذه المحاكم ليست بمحاكم استثنائية‪ ،‬وانما عبارة عن جهات قضائية عادية ال‬
‫تختلف اجراءات المحاكمة فيها عن الجرائم األخرى‪ ،‬وأنشأها المشرع بهدف تحقيق تنظيم أكثر للجهاز‬
‫القضائي‪ ،‬عن طريق وضع تخصص وظيفي متطلب خبرة كافية باإلضافة إلى تخصص القضاة القائمين‬
‫على هذه الجهات القضائية ذات االختصاص الموسع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق االختصاص القضائي لألقطاب الجزائية المتخصصة‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348/06‬مدد المشرع الجزائري االختصاص المحلي لبعض المحاكم‬
‫ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق إلى دوائر اختصاص محاكم أخرى في جرائم محددة على سبيل الحصر ‪،‬‬
‫نظر لتخصص القضاة المعينين بها ‪ ،‬وتوفير إمكانيات ووسائل‬
‫وذلك لضمان معالجة فعالة لهذه األخيرة ًا‬
‫تحري متطورة ومكلفة ال يمكن توفيرها لكافة المحاكـم ‪ ،‬وعليه فلهذه الجهات اختصاص إقليمي ‪ ،‬واختصاص‬
‫نوعي كما يلي بيانه‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص االقليمي لألقطاب الجزائية المتخصصة‬
‫ظهرت فكرة إنشاء محاكم ذات اختصاص موسع ظهرت كأحد مخرجات برنامج إلى إصالح العدالة‬
‫المشرع الجزائري نحو سياسة تجريميه قصد تطويق‬
‫ّ‬ ‫وتطوير أداءها‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى اتجاه‬
‫أفعال أصبحت تضر بالمصالح الحيوية للمجتمع وتصب في اتجاه التزامات الدولة الجزائرية كمكافحة‬
‫الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والجريمة االلكترونية وغيرها من الجرائم التي تتطلب كفاءة مهنية‬
‫‪11‬‬
‫تحري خاصة تتطلب وسائل مادية وبشرية ذات نوعية‪.‬‬
‫عالية‪ ،‬وتقنيات ّ‬
‫وعلى هذا األساس جاء القانون رقم ‪ 14-04‬المتضمن تعديل األمر رقم ‪ 155-66‬المتعلق بقانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬حيث عدل المواد ‪ 40 ، 37‬و‪ 329‬منه‪ ،‬مؤسسا إلمكانية توسيع االختصاص المحلي‬
‫لكل من وكيل الجمهورية‪ ،‬قاضي التحقيق والمحكمة إلى دائرة اختصاص محاكم أخرى تحدد عن طريق‬

‫‪972‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫التنظيم‪ ،‬هذا بمناسبة متابعة جرائم معينة بالتحديد‪ ،‬وجسدت السلطة التنفيذية هذا االتجاه نحو فكرة التخصص‬
‫القضائي بصدور المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم‪ ،‬حيث تم بموجبه تحديد أربعة محاكم على‬
‫المستوى الوطني وتوسيع اختصاصها االقليمي ليشمل دوائر اختصاص محاكم أخرى موزعة على جهات‬
‫الوطن األربع‪ ،‬شرقا‪ ،‬وسطا‪ ،‬غربا وجنوبا‪ ،‬وبمناسبة الحديث عن االختصاص اإلقليمي لألقطاب القضائية‬
‫الجزائية المتخصصة‪ ،‬من الطبيعي التطرق إلى تمديد االختصاص اإلقليمي لكل من وكيل الجمهورية‪ ،‬قاضي‬
‫التحقيق ومحاكم األقطاب الجزائية‪.‬‬
‫أ‪ /‬تمديد االختصاص االقليمي لوكيل الجمهورية‪ :‬تنص المادة ‪ 2/37‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫والواردة بالتعديل المذكور أعاله على أنه‪" :‬يجوز تمديد االختصاص المحلي لوكيل الجمهورية إلى دائرة‬
‫اختصاص محاكم أخرى‪ ،‬عن طريق التنظيم‪ ،‬في جرائم المخدرات والجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية‬
‫والجرائم الماسة بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيات وجرائم تبييض األموال واإلرهاب والجرائم المتعلقة‬
‫بالتشريع الخاص بالصرف"‪ ،‬ويعتبر هذا خروجا عن األصل في قواعد االختصاص اإلقليمي لوكيل‬
‫الجمهورية المحددة في الفقرة األولى من المادة ‪ ،37‬والمتمثلة في مكان وقوع الجريمة‪ ،‬ومحل إقامة أحد‬
‫األشخاص المشتبه في مساهمتهم فيها‪ ،‬أو المكان الذي تم في دائرته القبض على أحد هؤالء األشخاص حتى‬
‫ولو تم القبض لسبب آخر‪ ،‬وهذا بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم ‪ ،‬والذي مدد‬
‫االختصاص اإلقليمي لوكالء جمهورية كل من محكمة سيدي محمد‪ ،‬محكمة قسنطينة‪ ،‬محكمة ورقلة‪ ،‬محكمة‬
‫وهران‪ ،‬إلى محاكم أخرى من مجالس قضائية أخرى‪..‬‬
‫وفي هذا اإلطار أوضحت المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 1‬من قانون اإلجراءات الجزائية كيفية وصول ملف‬
‫القضية إلى المحكمة المختصة في حال توسيع االختصاص لها‪ ،‬وذلك بأن يخبر ضابط الشرطة القضائية‬
‫فو ار وكيل الجمهورية لدى المحكمة الكائن بها مكان الجريمة‪ ،‬ويبلغونه بأصل ونسختين من إجراءات‬
‫التحقيق‪ ،‬على أن يرسل هذا األخير فو ار النسخة الثانية إلى النائب العام لدى المجلس القضائي التابعة له‬
‫المحكمة القضائية‪ ،‬إذ يطالب النائب العام باإلجراءات فو ار إذا اعتبر أن الجريمة تدخل ضمن اختصاص‬
‫المحكمة الموسع اختصاصها المحلي (المذكورة في المادة ‪ 40‬مكرر من القانون أعاله)‪.‬‬
‫كما أجازت المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 3‬للنائب العام لدى المجلس القضائي التابعة له الجهة القضائية‬
‫المختصة‪ ،‬أن يطالب باإلجراءات في جميع مراحل الدعوى‪ ،‬وفي حالة فتح تحقيق قضائي‪ ،‬يصدر قاضي‬
‫التحقيق أم ار بالتخلي عن اإلجراءات لفائدة قاضي التحقيق لدى المحكمة المختصة الموسع اختصاصها‬
‫محليا‪ ،‬إذن االختصاص في هذه الحالة بين محكمة مكان وقوع الجريمة مثال كضابط اختصاص والقطب‬
‫المتخصص يظل قائما ما لم يطالب النائب العام بملف االجراءات‪ ،‬فهذه المطالبة هي السلطة التي يمتاز بها‬
‫‪12‬‬
‫النائب العام الذي يتبعه القطب وهي آلية عمل هذه المحاكم‪.‬‬

‫‪973‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫ب‪ /‬تمديد االختصاص االقليمي لقاضي التحقيق‪ :‬يتحدد االختصاص المحلي لقاضي التحقيق حسب‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية بمكان وقوع الجريمة أو محل إقامة أحد األشخاص المشتبه في مساهمتهم في‬
‫اقترافها أو بمحل القبض على احد هؤالء األشخاص حتى ولو كان هذا القبض قد حصل لسبب أخر‪ 13،‬كما‬
‫يجوز تمديد اختصاصه إلى دائرة اختصاص محاكم أخرى عن طريق التنظيم‪ ،‬في مجموعة الجرائم المحددة‬
‫سلفا أعاله‪ ،‬طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 348/06‬المعدل والمتمم المتضمن تمديد االختصاص المحلي‬
‫لبعض المحاكم ‪ ،‬ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق مجال هذا التمديد بالنسبة لقضاة التحقيق لمحكمة سيدي‬
‫محمد ‪ ،‬ومحكمة قسنطينة ‪ ،‬محكمة ورقلة ‪ ،‬ومحكمة وهران ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لتمديد االختصاص‬
‫المحلي لوكالء الجمهورية‪14،‬باإلضافة إلى ذلك نجد أن االختصاص المحلي لقاضي التحقيق قد يمتد إلى‬
‫كامل التراب الوطني ‪ ،‬أثناء التحقيق في الجرائم الخطيرة و السابق تحديدها أعاله ‪ ،‬وذلك عند قيامه بأية‬
‫عملية تفتيش أو حجز ليال أو نها ار وفي أي مكان على امتداد التراب الوطني ‪ ،‬أو يأمر ضباط الشرطة‬
‫‪15‬‬
‫القضائية المختصين للقيام بذلك ‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة في هذا الصدد ‪ ،‬انه في حالة فتح تحقيق قضائي في إحدى الجرائم السابقة من قبل‬
‫قاضي التحقيق المختص وفقا للقواعد األصلية والعامة لالختصاص ‪ ،‬فان عليه أن يصدر أم ار بالتخلي عن‬
‫‪16‬‬
‫اإلجراءات لفائدة قاضي التحقيق لدى المحكمة المختصة ذات االختصاص الموسع‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع الجزائري من خالل اإلجراءات السابقة قد اعتمد طريقة اإلخطار التفضيل ــي ‪ ،‬أي‬
‫أن المطالبة باإلجراءات تخضع للسلطة التقديرية للنائب العام التابعة له المحكمة الجزائية ذات االختصاص‬
‫المحلي الموسع ‪ ،‬وبالتالي إذا كان الملف ال يزال يتواجد على مستوى النيابة يكون التخلي بمجرد مراسلة‬
‫إدارية من النيابـ ــة إلى النيابة ‪ ،‬أما إذا كان الملف على مستوى التحقيق فيتم التخلي بموجب أمر تخلي بعد‬
‫طلب النائب العام الذي تقع بدائرة اختصاصه المحكمة الجزائية المتخصصة ‪ ،‬وبهذا فإن طريقة اإلخطار‬
‫التفضيلي تمكن وبقوة القانون من تجنب بعض حاالت تنازع االختصاص ‪ ،‬وتعطي قوة تنفيذية فورية ألوامر‬
‫التخلي التي يصدرها قضاة التحقيق بناء على طلب النائب العام وهي الفعالية والسرعة التي تتطلبها القضايا‬
‫التي تدخل في االختصاص النوعي للقطب الجزائي المتخصص‪.‬‬
‫ج‪ /‬تمديد االختصاص االقليمي لمحاكم األقطاب الجزائية‬
‫حددت المواد ‪4 ،3 ،02‬و ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348/06‬المعدل والمتمم المتعلق بتمديد‬
‫االختصاص المحلي لمحاكم‪ :‬سيدي امحمد (الجزائر)‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ورقلة ووهران ووكالء الجمهورية وقضاة‬
‫التحقيق بها إلى محاكم مجالس قضائية أخرى‪ ،‬وذلك وفق التفصيل التالي‪:‬‬
‫‪-‬القطب الجزائي المتخصص بمحكمة سيدي امحمد‪*-‬الجزائر‪-‬ليغطي اختصاصها اإلقليمي منطقة‬
‫الوسط ‪.‬‬
‫‪-‬القطب الجزائي المتخصص بمحكمة قسنطينة*ليغطي اختصاصها اإلقليمي منطقة الشرق‪.‬‬

‫‪974‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫‪-‬القطب الجزائي المتخصص بمحكمة وهران* ليغطي اختصاصها اإلقليمي منطقة الغرب‪.‬‬
‫‪-‬القطب الجزائي المتخصص بمحكمة ورقلة* ليغطي اختصاصها اإلقليمي منطقة الجنوب‪.‬‬
‫وبتعديل المرسوم التنفيذي رقم ‪ – 348/06‬كما سبق وأشرنا اليه آنفا‪ -‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪:‬‬
‫‪ 267/16‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ 2016‬حيث تم تعديل هذا االختصاص الموسع‪ ،‬وذلك بأن نص على‬
‫امتداد االختصاص المحلي لمحكمة ورقلة ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بها في المواد المذكورة ليشمل‬
‫المحاكم التابعة للمجلسين القضائيين ببسكرة و الوادي (بعدما كانت هذه المحاكم تابعة في هذا الخصوص‬
‫لمحكمة قسنطينة)‪.‬‬
‫كما نص على امتداد االختصاص المحلي لمحكمة وهران ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق ليشمل‬
‫‪17‬‬
‫المحاكم التابعة لمجلس قضاء تندوف (بعدما كانت تابعة في المواد المذكورة لمحكمة ورقلة)‪.‬‬
‫وقد أجاز المشرع مثل هذا اإلجراء سواء لدواعي األمن العمومي أو لحسن سير القضاء ‪ ،‬أو بسبب‬
‫قيام شبهة مشروعة ‪ ،‬ولعلى إسناد الفصل في جرائم الفساد إلى المحكمة المختصة يعتبر من ضمن حاالت‬
‫حسن سير العدالة ‪ ،‬وبالتالي تحل مشكلة رفض المحكمة العادية التخلي عن قضايا الجرائم الخاصة من‬
‫‪18‬‬
‫خالل إتباع إجراءات اإلحالة من محكمة إلى أخرى‪.‬‬
‫لكن االشكال المثار فيما يخص تمديد االختصاص في التطبيق العملي المتعلق بغرفة االتهام والغرفة‬
‫الجزائية ومحكمة الجنايات بمجلس القضاء التابع له القطب الجزائي المتخصص مختصين في نظر القضايا‬
‫التي يختص بها القطب الجزائي المتخصص‪ ،‬وفي غياب نص قانوني يعالج هذا االشكال الجدي‪ ،‬فيمكن‬
‫اسناد االختصاص بغرفة االتهام والغرفة الجزائية ومحكمة الجنايات بالمجلس قياسا على مبادئ امتياز‬
‫التقاضي‪ ،‬إذ أن هذا المبدأ الموكول لقضاة التحقيق بمناسبة النظر في قضية أحد متهميها ضابط شرطة‬
‫قضائية أو قاضي أو ‪....‬فهو في األصل يخص قاضي التحقيق دون غيره‪ ،‬إال ان األمر يمتد لنفس الجهة‬
‫القضائية ‪ ،‬وكذا جهة االستئناف‪ ،‬ومع ذلك فالمطلوب تدارك األمر في أقرب تعديل لتفادي الوقوع في عدم‬
‫‪19‬‬
‫الشرعية خاصة وأن األقطاب الجزائية قد منحت وصف الجهات القضائية االستثنائية كما سبق ووضحنا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للجهات القضائية ذات االختصاص الموسع‬
‫حددت المواد ‪ 329 ،40 ،37‬من قانون االجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪ ،‬والمادة ‪ 1‬من المرسوم‬
‫االختصاص النوعي لألقطاب الجزائية المتخصصة في بعض أنـواع الج ارئـم‬ ‫التنفيذي رقم ‪ 348/06‬مجال ٍ‬
‫الخطيرة والمحددة على سبيل الحصر ‪ ،‬وهي‪ :‬جرائم المخدرات‪ ،‬الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية‪،‬‬
‫الجرائم الماسة بأنظمة المعالجة األلية للمعطيات‪ ،‬جرائم تبييض األموال‪ ،‬جرائم اإلرهاب‪ ،‬الجرائم المتعلقة‬
‫بالتشريع الخاص بالصرف‪ ،‬وأضيفت اليها جرائم الفساد بموجب المادة ‪ 24‬مكرر ‪ 1‬حسب األمر رقم‬
‫‪*05/10‬المتمم للقانون ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪20،‬وجرائم التهريب واٍحالتها إلى‬
‫ٍاختصاص المحاكم السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪975‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫والمالحظ في هذا المقام أن المشرع الجزائري أنشأ تشكيالت من جهات النيابة والتحقيق والمحاكمة‬
‫متخصصة للنظر في هذه الجرائم التي تتميز بالتعقيد والخطورة‪ ،‬والتي منها ما هو ذو طابع جنائي ويعاقب‬
‫عليه بعقوبات تصل إلى السجن المؤبد واإلعدام مثل‪ :‬جرائم اإلرهاب‪ ،‬وبعض جرائم المخدرات‪ ،‬وكذا بعض‬
‫الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية كتهريب األسلحة‪ ،‬ومنها ما هو ذو طابع جنحي غير مشدد العقوبة‪،‬‬
‫وأخرى مشددة العقوبة على غرار جرائم الفساد والتي تعد جنحا مشددة العقوبة‪ ،‬وذلك تبعا للوصف القانوني‬
‫الذي تعطيه جهات النيابة ‪ ،‬والتحقيق أو حتى جهة الحكم في احالة اعادة التكييف القانوني للوقائع المحالة‬
‫إليها‪ ،‬إذ رأت خالف ما ذهبت اليه النيابة إذ أن هذه األخيرة لها دور كبير في اخطار الجهات القضائية‬
‫‪21‬‬
‫المتخصصة بهذه الجرائم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬توسيع االختصاص اإلقليمي عبر كامل التراب الوطني‬
‫لكي ينعقد االختصاص للقضاء الجزائي البد من التقيد بثالثة قيود أولها القيد الشخصي‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم من أن األصل في المسائل الجنائية أنه ال يعتد بشخص المتهم أو صفته إال أنه العتبارات معينة قيد‬
‫المشرع االختصاص بسن المتهم أو وظيفته كما في محاكم األحداث والمحاكم العسكرية‪ ،‬وثانيها القيد النوعي‬
‫الذي يتحدد على أساس نوع الجريمة‪ ،‬وثالثهما القيد المكاني ويتحدد هذا األخير طبقا لمكان وقوع الجريمة أو‬
‫مكان إقامة المتهم أو مكان القبض عليه‪ ،‬كل هذه القيود التي ذكرنا تدخل ضمن القواعد العامة النعقاد‬
‫االختصاص للقضاء الجزائي‪ ،‬غير أن هناك قواعد خاصة لالختصاص القضائي في المادة الجزائية‪،‬‬
‫استحدثها المشرع الجزائري وهو توسيع االختصاص اإلقليمي على كامل التراب الوطني من خالل استحداث‬
‫المشرع الجزائري في التنظيم القضائي آلليتين هما ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القطب الجزائي االقتصادي والمالي‬
‫تم ٍاستحداث قطب جزائي اقتصادي ومالي بموجب األمر رقم ‪ 04-20‬المؤرخ في ‪13‬أوت‪2020‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 155-66‬المتضمن قانون االجراءات الجزائية ‪ ،‬حيث يتم على مستوى هذا القطب‬
‫االقتصادية والمالية األكثر تعقيدا والجرائم المرتبطة بها‪ ،‬أنشأ القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي‬ ‫معالجة الجرائم ٍ‬
‫والمالي على مستوى محكمة مجلس قضاء الجزائر وهو قطب جزائي وطني متخصص لمكافحة الجرائم‬
‫االقتصادية والمالية‪22،‬بحيث يخضع قاضي التحقيق ورئيس القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي والمالي إداريا لسلطة‬ ‫ٍ‬
‫رئيس مجلس قضاء الجزائر‪23،‬وتم تنصيبه فعليا بتاريخ ‪.2020/09/07‬‬
‫وتهدف هذه اإلصالحات إلى تحقيق أهداف يمكن تصنيفها إلى ثالث فئات‪ ،‬األول يتعلق بفعالية‬
‫التحقيق في الجرائم ومالحقة مرتكبيها‪ .‬والثاني يهدف إلى حماية حقوق أطراف المحاكمة الجنائية‪ ،‬سواء‬
‫كانت تتعلق بحقوق الدفاع أو حقوق الضحية‪ ،‬الهدف الثالث ذو طبيعة قضائية بحتة‪ ،‬وهو استحداث جهات‬
‫‪24‬‬
‫قضائية متخصصة‪ ،‬يكون لها دور محوري في عملية ردع الجرائم االقتصادية و المالية الكثر تعقيدا‪.‬‬

‫‪976‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫الفرع األول‪ :‬توسيع االختصاص االقليمي للقطب الجزائي االقتصادي والمالي‬


‫تضمنت أحكام المواد السالفة الذكر توسيع االختصاص على كامل التراب الوطني لكل من وكيل‬
‫الجمهورية وقاضي التحقيق ورئيس المحكمة للقطب الجزائي االقتصادي والمالي وذلك لطائفة محددة من‬
‫الجرائم ومنها جرائم الفساد‪ ،‬على ان يكون االختصاص مشتركا مع االختصاص الوارد بالمواد ‪، 40 ، 37‬‬
‫‪329‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪ ،‬وتتم اإلجراءات على كامل مراحل الدعوى العمومية من‬
‫متابعة وتحقيق ومحاكمة وحتى قبل تحريك الدعوى العمومية أي فترة البحث والتحري على مستوى الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬واذا تزامنت المطالبة بالملف من قبل وكيل الجمهورية لدى القطب ٍ‬
‫االقتصادي والمالي مع المطالبة‬
‫االختصاص اإلقليمي الموسع‪ ،‬فإنه يؤول‬‫به من طرف وكيل الجمهورية لدى الجهة القضائية ذات ٍ‬
‫االختصاص وجوبا لوكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي والمالي‪ ،‬واذا كان ملف اإلجراءات‬ ‫ٍ‬
‫االختصاص اإلقليمي الموسع خالل مرحلة التحريات األولية أو‬‫مطروحا على مستوى الجهة القضائية ذات ٍ‬
‫المتابعة أو التحقيق القضائي يتم التخلي عن ملف اإلجراءات ٍاذا طلبه وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي‬
‫االقتصادي و المالي وفقا لألشكال المنصوص عليها في المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 211 ،9‬مكرر ‪ ،10‬و ٍاذا تبين‬
‫ٍ‬
‫االختصاص اإلقليمي الموسع وجود عناصر جديدة من شأنها أن‬‫لوكيل الجمهورية لدى الجهة القضائية ذات ٍ‬
‫االقتصادي والمالي‪ ،‬يمكنه ٍاخبار وكيل الجمهورية لدى هذا األخير‬
‫تؤدي إلى ٍاختصاص القطب ٍ‬
‫بذلك‪25،‬ويرسل ملف اإلجراءات موضوع التخلي بمعرفة وكيل الجمهورية المختص إلى وكيل الجمهورية لدى‬
‫القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي والمالي بمعية جميع األوراق والمستندات وأدلة اإلقناع‪.‬‬
‫وفي الحالتين االخيرتين تصبح كل مهام االشراف على الضبطية القضائية ومراقبتها على يد وكيل‬
‫الجمهورية للقطب االقتصادي او قاضي التحقيق حسب االحوال وحسب تواجد ملف االجراءات‪ ،‬غير أنه‬
‫االقتصادي والمالي أن يمارس ٍاختصاصه المحلي على كامل‬
‫يجوز لقاضي التحقيق لدى القطب الجزائي ٍ‬
‫التراب الوطني وذلك في الجرائم المذكورة في المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 2‬من قانون اإلجراءات الج ازئية المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬وذلك بموجب المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 1‬التي تنص على أنه‪ " :‬يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب‬
‫الجزائي االٍقتصادي والمالي‪ ،‬وكذا قاضي التحقيق‪ ،‬ورئيس ذات القطب صالحياتهم في كامل اإلقليم‬
‫الوطني"‪.‬‬
‫ويتلقى ضابط الشرطة القضائية بغض النظر عن مكان تواجد المحكمة التي يتبعون لدائرة ٍاختصاصها‬
‫االنابات القضائية مباشرة من وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق لدى القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي‬ ‫التعليمات و ٍ‬
‫وفي حالة التخلي تطبق أحكام قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪ ،‬المتعلقة بتحريك الدعوى‬ ‫‪26‬‬
‫والمالي‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫العمومية وممارستها والتحقيق القضائي والمحاكمة‪.‬‬

‫‪977‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫كما تبقى األوامر بالقبض وأمر الوضع رهن الحبس المؤقت الصادرة منتجة آلثارها إلى غاية صدور‬
‫االقتصادي والمالي الذي يصبح الضامن لشرعية وصحة‬ ‫أمر مخالف عن قاضي التحقيق بالقطب الجزائي ٍ‬
‫‪28‬‬
‫إجراءات الحبس المؤقت‪ ،‬وال تجدد إجراءات المتابعة والتحقيق وكذا اإلجراءات الشكلية المتخذة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للقطب الجزائي االقتصادي والمالي‬
‫يتولى القطب الجزائي االقتصادي والمالي مهمة البحث والتحري والمتابعة والتحقيق والحكم في الجرائم‬
‫االقتصادية والمالية االكثر تعقيدا والجرائم المرتبطة بها حسب المواد ‪ 211‬مكرر ‪ 211،‬مكرر ‪211 ، 2‬‬
‫مكرر ‪ 3‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم المعدل والمتمم‪ ،‬ويقصد بالجرائم االقتصادية والمالية‬
‫االكثر تعقيدا ‪ ،‬وهي الجرائم التي بالنظر لتعدد الفاعلين او الشركاء او المتضررين او بسبب اتساع الرقعة‬
‫الجغرافية لمكان ارتكاب الجريمة او جسامة االضرار المترتبة عليها او لصبغتها المنظمة او العابرة للحدود‬
‫الوطنية او الستعمال تكنولوجيا االعالم واالتصال في ارتكابها تتطلب اللجوء الى وسائل تحر خاصة وتحقيق‬
‫او خبرة فنية متخصصة او تعاون قضائي دولي‪.‬‬
‫يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي والمالي وكذا قاضي التحقيق ورئيس ذات‬
‫االختصاص الناتج عن تطبيق المواد ‪ 37‬و‪ 40‬و‪ 329‬من هذا القانون‬ ‫القطب ٍاختصاصا مشتركا مع ٍ‬
‫بالنسبة للجرائم المذكورة أدناه والجرائم المرتبطة بها‪:‬‬
‫‪ ‬الجرائم المنصوص عليها في المواد ‪ 119‬مكرر و‪ 389‬مكرر و‪ 389‬مكرر ‪ 389 ،1‬مكرر ‪389 ،2‬‬
‫مكرر ‪ 3‬من قانون العقوبات‪ ،‬والمتعلقة بجريمتي ٍ‬
‫االختالس والغدر وجريمة تبييض األموال‪.‬‬
‫‪ ‬الجرائم المنصوص عليها في القانون ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬والمتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ ‬الجرائم المنصوص عليها في األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ 1996‬والمتعلق بقمع مخالفة‬
‫التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬الجرائم المنصوص عليها في المواد ‪ 14 ،13 ،12، 11‬و‪ 15‬من األمر رقم ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫‪29‬‬
‫أوت ‪ 2005‬والمتعلق بمكافحة التهريب‪.‬‬
‫وبذلك يتولى القطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي والمالي البحث والتحري والمتابعة والتحقيق والحكم في الجرائم‬
‫االقتصادية والمالية األكثر تعقيدا والجرائم المرتبطة بها‪ ،‬بحيث تعرف الجريمة ٍ‬
‫االقتصادية والمالية األكثر‬ ‫ٍ‬
‫تعقيدا‪ ،‬بمفهوم هذا القانون بالجريمة التي يتم النظر إلى تعدد الفاعلين أو الشركاء أو المتضررين أو بسبب‬
‫اتساع الرقعة الجغرافية لمكان ارتكاب الجريمة أو جسامة األضرار المترتبة عليها أو لصبغتها المنظمة ْاو‬
‫االتصال في ارتكابها‪ ،‬تتطلب اللجوء إلى وسائل‬ ‫االعالم و ٍ‬
‫العابرة للحدود الوطنية أو ٍالستعمال تكنولوجيا ٍ‬
‫‪30‬‬
‫تحري خاصة أو خبرة فنية متخصصة أو تعاون قضائي دولي‪.‬‬

‫‪978‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫إنشاء محكمة القطب الجزائي الوطني المتخصص في مكافحة الجرائم ٍ‬


‫االقتصادية والمالية من شأنه أن‬
‫االقتصادي المعقدة‪ ،‬بحيث أن‬ ‫يخفف العبء على المحاكم العادية في معالجة قضايا الفساد المالي و ٍ‬
‫التخصص في الجرائم ٍ‬
‫االقتصادية والمالية أضحى ضرورة البد منه‪ ،‬السيما ْان قضاة التحقيق عبر المحاكم‬
‫ال يملك العديد منهم الخبرة المطلوبة في قضايا الفساد المالي‪ ،‬األمر الذي سيفتح المجال لتخصص القضاة‬
‫االقتصادية المعقدة‪ ،‬خاصة وأن المحكمة لها بعد وطني إقليمي‪.‬‬‫في الجرائم ٍ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫عرفت الجرائم التي تتم عبر وسائل االتصال التكنولوجيا الحديثة انتشا ار كبي ار في اآلونة األخيرة في‬
‫الجزائر‪ ،‬والغرض منها بث الكثير من األخبار المغلوطة‪ ،‬ونشر الفتنة بين أبناء البلد الواحد وتوجيه الرأي‬
‫العام ‪ ،‬وغيرها من األفعال التي تشكل مساسا بأمن األفراد والدولة ‪ ،‬خاصة أمام عجز المحاكم العادية عن‬
‫معالجتها نظ ار لعدم توفر اإلمكانيات الالزمة‪ ،‬والمشرع الجزائري أيقن أنه ال يمكن أن يتصور التصدي لهذه‬
‫الجرائم باإلمكانيات المحدودة‪ ،‬وبالطرق التقليدية عبر المحاكم المنتشرة عبر التراب الوطني‪ ،‬وأمام محدودية‬
‫المتابعات القضائية في هذا الخصوص‪ ،‬أصدر األمر رقم ‪ 11-21‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،2021‬يتمم األمر‬
‫رقم ‪ 155-66‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية المتضمن إنشاء قطب جزائي وطني متخصص في‬
‫الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق في الج ارئـم الـمـتصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال والجرائم المرتبطة بها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬توسيع االختصاص االقليمي للقطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال‬
‫نصت المادة ‪211‬مكرر ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 11-21‬المعدل والمتمم لقانون االجراءات الجزائية أنه‬
‫ينشأ على مستوى محكمة مقر مجلس قضاء الجزائر‪ ،‬قطب جزائي وطني متخصص في الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق‬
‫في الج ارئـم الـمـتصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال والجرائم المرتبطة بها‪.‬‬
‫ومن خالل نص المادة نستنتج أن المشرع استحدث هذه اآللية الجديدة على مستوى محكمة مقر‬
‫مجلس قضاء الجزائر ومنحها اختصاصا وطنيا لمتابعة الجرائم السيبرانية ومكافحتها‪ ،‬ومتابعة المتورطين في‬
‫نشر األخبار الكاذبة عبر منصات التواصل االجتماعي بغرض التهويل‪ ،‬للحد من االنتشار الفادح للجرائم‬
‫اإللكترونية واألخبار الزائفة على المستوى الوطني‪.‬‬
‫وبالتالي يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬وكذا قاضي التحقيق ورئيس ذات القطب صالحياتهم في كامل اإلقليم‬
‫الوطني‪31،‬واختصاصا مشتركا مع االختصاص الناتج عن تطبيق المواد ‪ 37‬و‪ 40‬و‪ 329‬من قانون‬
‫االجراءات الجزائية المعدل والمتمم السابق االشارة اليها‪ ،‬بالنسبة للجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم‬
‫‪32‬‬
‫واالتصال والجرائم المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪979‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للقطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واإل تصال‬
‫قوام المحاكم الجزائية المتخصصة محل دراستنا تخصصها موضوعيا حيث تنفرد محكمة بعينها‬
‫باختصاص نوعي محدد بأنواع محددة من الجرائم تتشابه وتتجانس في أغراضها وحتى تداعياتها بحيث يكون‬
‫من شأن نظرها من قبل هيئة قضائية متخصصة تسهيل الحكم فيها بمهنية وكفاءة‪ ،‬ثم سرعة المتابعة والحكم‬
‫بوسائل تتناسب وطبيعة هذه الجرائم ‪ ،‬وباستقراء المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 24‬من األمر رقم‪ 11-21‬الذي حددت‬
‫االختصاص النوعي للقطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال بقولها‬
‫يختص وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال و قـاضـي الـتـحـقـيـق ورئيس ذات القطب حصريا بالمتابعة والتحقيق والحكم في الجرائم المتصلة‬
‫بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال المذكورة أدناه وكذا الجرائم المرتبطة بها وهي‪:‬‬
‫الجرائم التي تمس بأمن الدولة أو بالدفاع الوطني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬جرائ م نشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور من شأنها المساس بـاألمـن أو السكيـنـة الـعـامـة أو اسـتـقـرار‬
‫المجتمع‪،‬‬
‫‪ -‬جرائم نشر وترويج أنباء مغرضة تمس بـالنـظـام واألمن العموميين ذات الطابع المنظم أو العابر للحدود‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬جرائم المساس بـأنـظـمـة الـمـعـالـجـة األلـيـة للمعطيات المتعلقة باإلدارات والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬جرائم االتجار باألشخاص أو باألعضاء البشرية أو تهريب المهاجرين‪.‬‬
‫‪ -‬جرائم التمييز وخطاب الكراهية‪.‬‬
‫وعليه فقد حدد النص التشريعي الجديد‪ ،‬خمس جرائم رئيسية مرتبطة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫يختص فيها وكيل الجمهورية لدى القطب وقاضي التحقيق ورئيس ذات القطب «بالمتابعة والتحقيق والحكم»‪،‬‬
‫بمعنى إصدار أحكام قضائية ضد المتورطين‪ ،‬بعد متابعتهم والتحقيق بشأن األفعال المنسوبة إليهم‪ ،‬ويقصد‪،‬‬
‫بـالـجـ ارئـم الـمـتـصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال‪ ،‬أي جـريـمـة تـرتكب أو يسهل ارتـكـابـهـا اسـتـعـمـال‬
‫مـنـظـومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت اإللكترونية أو أي وسيلة أخرى أو آلية ذات صلة بتكنولوجيات‬
‫‪33‬‬
‫اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫تمس بأمن الدولة والدفاع الوطني‪ ،‬إلى جانب جرائم نشر وترويج‬‫وتتصدر هذه الجرائم‪ ،‬كل جريمة ّ‬
‫األخبار الكاذبة بين الجمهور من شأنها المساس باألمن والسكينة العامة أو استقرار المجتمع‪ ،‬وسيتابع كل‬
‫من ينشر ويروج أخبار مغرضة تمس بالنظام واألمن العموميين ذات الطابع المنظم أو العابر للحدود‬
‫الوطنية‪ ،‬ولم يغفل النص التشريعي الهجمات السيبرانية على األنظمة المعلوماتية للمنشآت الوطنية والتي‬
‫تقدر باآلالف يوميا‪ ،‬قصد القرصنة وتدمير قواعد البيانات السرية ‪،‬حيث وضع المساس بأنظمة المعالجة‬

‫‪980‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫اآللية للمعطيات المتعلقة باإلدارات والمؤسسات العمومية‪ ،‬ضمن الجرائم التي يختص بها القطب‪ ،‬وكذا‬
‫اإلتجار باألشخاص أو األعضاء البشرية أو تهريب المهاجرين‪ ،‬وجرائم التمييز والكراهية‪ ،‬وتنشط شبكات‬
‫تهريب المهاجرين واإلتجار بالبشر عبر وسائط التواصل االجتماعي‪ ،‬والتي يستغلها البعض منصة‪ ،‬لبث‬
‫سموم الفتنة والفرقة والتمييز‪ ،‬بغرض إثارة النعرات وضرب تجانس المجتمع‪.‬‬
‫ووفق للمادة ‪ 211‬مكرر‪ 25 ،‬من األمر رقم‪ 11-21‬فإن القطب سيختص في «الجرائم المرتبطة‬
‫بجرائم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال األكثر تعقيدا»‪ ،‬ويقصد بها «الجريمة التي بالنظر إلى تعدد الفاعلين‬
‫أو الشركاء أو المتضررين أو بسبب اتساع الرقعة الجغرافية لمكان ارتكاب الجريمة أو جسامة آثارها أو‬
‫األضرار المترتبة عليها أو لطابعها المنظم أو العابر للحدود الوطنية أو لمساسها بالنظام واألمن العموميين‬
‫وتتطلب وسائل تحري خاصة أو خبرة فنية متخصصة أو اللجوء إلى تعاون قضائي دولي‪.‬‬
‫إن إنشاء القطب الجزائي المتخصص في الجريمة السيبرانية‪ ،‬سيضاف إلى القطب االقتصادي‬
‫والمالي‪ ،‬كهيئة نوعية متخصصة مسلحة بوسائل تقنية جد متطورة‪ ،‬لمكافحة جرائم خطيرة تهدد أركان الدولة‪،‬‬
‫وسيباشر مهامه بالنظر في قضايا معروضة أمام الجهات القضائية تقع ضمن اختصاصه‪ ،‬وقد عالج المشرع‬
‫الجزائري مسألة تنازع االختصاص المثار إذا تزامن اختصاص القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم‬
‫المتصلة بتكنولوجيات االعالم واالتصال مع اختصاص القطب االقتصادي والمالي‪ ،‬فإنه يؤول االختصاص‬
‫‪34‬‬
‫وهو نفس الطرح القانوني إذا تزامن اختصاص القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم‬ ‫لهذه األخيرة‪،‬‬
‫المتصلة بتكنولوجيات االعالم واالتصال مع اختصاص محكمة مقر مجلس قضاء الجزائر فإنه يؤول‬
‫‪35‬‬
‫وبعد صدور اإلطار القانوني للقطب الجزائي‪ ،‬لم يتبق سوى ضبط الهيكل‬ ‫االختصاص لهذه األخيرة‪،‬‬
‫التنظيمي له‪ ،‬من خالل تعيين رئيسه ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن أساس بناء مجتمع ديمقراطي هو وجود سلطة قضائية متميزة‪ ،‬يتمتع فيها الجميع بحماية القانون‪،‬‬
‫ونتيجة اهتمام المشرع الجزائري بالقضاء أدى إلى تعزيز سلطته‪ ،‬ومده بمقومات استقالله‪ ،‬وارساء دعائم‬
‫منظومة عدالة متكاملة‪ ،‬قوامها مبادئ الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وتبني أسلوب جديد في مجال التنظيم‬
‫القضائي حول مسألة االختصاص النوعي والمحلي في المتابعة القضائية للجرائم األشد خطورة‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي استحدثه المشرع الجزائري بما يسمى األقطاب الجزائية المتخصصة ‪ ،‬بموجب القانون رقم ‪14-04‬‬
‫المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬لنظر في قضايا معينة من خالل توسيع وتمديد االختصاص‬
‫اإلقليمي لكل من وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق ورئيس المحكمة والقطب الجزائي ٍ‬
‫االقتصادي والمالي‬
‫لمكافحة الجريمة االقتصادية والمالية‪ ،‬أوردها المشرع الجزائري على سبيل الحصر في نص المادة ‪211‬‬
‫مكرر ‪ 2‬من األمر ‪ 04-20‬المعدل والمتمم لقانون االجراءات الجزائية‪ ،‬وعزز هذا التوجه الذي عرفه المشرع‬

‫‪981‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫الجزائري بتبنيه لنظام التخصص القضائي السيما في المادة الجزائية باستحداث قطب جزائي وطني‬
‫متخصص في الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق في الج ارئـم الـمـتصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال والجرائم المرتبطة‬
‫بها‪ ،‬بموجب األمر رقم ‪ 11-21‬المتمم والمعدل لقانون اإلجراءات الجزائية‪ .‬مختص حصريا بالمتابعة‬
‫والتحقيق والحكم في الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬والجرائم المرتبطة بها‪ ،‬من أجل‬
‫مجابهة التطور الذي وصل إلى اإلجرام المستحدث‪ ،‬وهي عبارة عن محاكم جزائية يشكل عنصر التخصص‬
‫في مجال الجرائم الخطيرة السمة األساسية فيها‪ ،‬حوصلة ألهم النتائج المترتبة عن موضوع الورقة البحثية‪.‬‬
‫‪ /1‬إنشاء أقطاب جزائية متخصصة للنظر في جرائم األكثر خطورة لن تكون ذات فعالية إال بعد مدها‬
‫بالوسائل المادية المتطورة التي تتناسب وطبيعة اإلجرام‪ ،‬وتستمد أهميتها من أهمية اإلجرام الذي وجدت‬
‫لمجابهته وخطورة آثاره إذ أن متابعة تلك الجرائم تؤدي حتما للنظر في تطوير ألساليب مكافحتها‪.‬‬
‫‪ /2‬إنشاء قطب جزائي اقتصادي ومالي كان ضرورة ملحة برزت مع أواخر سنة ‪ 2019‬والتي عرفت‬
‫االنطالقة لفتح أكبر ملفات الفساد المالي واالقتصادي في الجزائر والتي أصبحت عبء على المحاكم العادية‬
‫نظ ار لكثرتها من جهة ولخصوصيتها وتعقيدها من جهة أخرى من حيث أطرافها ومن حيث محل وقائعها‬
‫الوطني واألجنبي ومن حيث طابعها الفني والمحاسبي‪ ،‬وهو ما فرض أن يكون هناك قطب متخصص‬
‫لمتابعة هذه الملفات‪ ،‬شأنه أن يخفف العبء على المحاكم العادية في معالجة قضايا الفساد المالي المعقدة‪،‬‬
‫مكلف بمهمة البحث والتحري والمتابعة والتحقيق والحكم في الجرائم االقتصادية والمالية األكثر تعقيدا والجرائم‬
‫المرتبطة بها ويمارس اختصاصه على كامل التراب الوطني ويفوق االختصاص اإلقليمي لألقطاب اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ / 3‬يساهم القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال في‬
‫تحقيق إضافة تمكن رجال القانون من التحكم الجيد في الجرائم الحديثة في الشق اإلجرائي والموضوعي‬
‫بصورة دقيقة التي ولدتها السلوكات االجتماعية الخاطئة باستخدام تكنولوجيات االعالم واالتصال‪ ،‬مع امكانية‬
‫معالجتها والتصدي لها من قبل المختصين على غرار التخصص الموجود اليوم في قضايا اإلرهاب واختالس‬
‫األموال‪.‬‬
‫‪.‬ولذا نقترح بهذا الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬يجب إيالء أهمية متزايدة لكل ما يجعل من الممكن تجنب الجرائم االقتصادية والمالية‪ ،‬عن طريق‬
‫وضع نظام رقابة صارم‪ ،‬أو تسوية الصعوبات في مرحلة مبكرة عن طريق آليات بديلة تتجنب إجراء‬
‫التقاضي الثقيل والمكلف‪ ،‬فضالً عن تنمية ثقافة الوساطة‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أننا ال ننكر أن المشرع الجزائري قد أحسن باستحداثه للمحاكم المتخصصة ذات االختصاص الموسع‬
‫وتعد خطوة ايجابية لمواجهة هذا النوع من الجرائم المستحدثة مثل الجرائم االقتصادية والمالية والجرائم الجرائم‬
‫المرتبطة بتكنولوجيات االعالم واالتصال‪ ،‬والجرائم العابرة للحدود لكن لن نصل الى النتائج المرجوة دون‬
‫العمل على التوجه إلى التخصص القضائي وخاصة تخصص القاضي الجزائي تخصص فعلي أي االستغناء‬

‫‪982‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫عن الدورات التكوينية التي تقوم به الجهة المعنية من حين آلخر بإنشاء التكوين األولي في المدرسة العليا‬
‫للقضاء عن طريق فتح شعب ما بين الجزائي واالداري والمدني‪....‬‬
‫‪ -‬صحيح أن انشاء قطب جزائي متخصص في الجرائم المرتبطة بتكنولوجيات االعالم واالتصال جاء‬
‫مواكبا للتحوالت التي تعرفها الجريمة وتطوراتها مما فرضت فكرة أن كل شيء يتطلب الدقة التي تتحقق من‬
‫خالل التخصص‪ ،‬لكن المسألة تتطلب إرفاقه باألدوات الالزمة لممارسة تخصصه بدقة خاصة وأن‬
‫التخصص لحد اآلن غير واضح في المادة الجزائية ألنه مرتبط بالجريمة‪ ،‬فاألقطاب لن تسير بقوانين خاصة‬
‫أو جديدة‪ ،‬وانما ستطبق قانون العقوبات وقانون االجراءات الجزائية التي تطبقهما المحاكم األخرى‪ ،‬فيما سيتم‬
‫في المقابل استحداث أحكام خاصة بتركيبتها واختصاصاتها‪.‬‬
‫‪-‬تعزيز التعاون القضائي الدولي من خالل عقد اتفاقات دولية ثنائية بالنظر الى تعدد الفاعلين في هذه‬
‫الجرائم محل اختصاص المحاكم المتخصصة ذات االختصاص الموسع و لجوء البعض الى الخارج هروبا‬
‫من المساءلة الجزائية‪ ،‬ناهيك عن الضرر الناجم عنها أو امتدادها الجغرافي خارج االقليم الجزائري‪ ,‬حيث‬
‫يتطلب االمر اللجوء الى تعاون قضائي دولي حتى يتم عرض جميع القضايا أمام جهة قضائية واحدة دون‬
‫أي تمييز اجرائي بين االشخاص محل المتابعة بالنظر الى الوظائف التي يشغلونها والبد من االشارة الى‬
‫ضرورة دراسة حالة الطوارئ التي تتزامن مع تنفيذ طلبات التعاون القضائي الدولي واالنابات القضائية مع‬
‫جائحة كورونا‪ ،‬مما تسبب في بطء التنفيذ من طرف الدول المطلوب منها‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪1- CHANTAL CUTAJAR : définitions et état des lieux de la criminalité financière, enjeux et‬‬
‫‪difficulté, RAPPORT MORAL SUR L’ARGENT DANS LE MONDE 2011-2012, p 31, rapport‬‬
‫‪publié dans association Europe finances régulation, visité le 18/01/2022 a 11.55, Via le lien‬‬
‫‪suivant :‬‬ ‫‪https://www.aef.asso.fr/publications/rapport-moral-sur-l-argent-dans-le-‬‬
‫‪monde/rapport-moral-2011-2012/d-eacute-finitions-et-eacute-tat-des-lieux-de-la-‬‬
‫‪criminalit-eacute-financi-egrave-re-enjeux-et-difficult-eacute-s‬‬

‫‪ -‬القانون رقم‪ 04 / 14 :‬المؤرخ في‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬المعدل األمر رقم ‪ 66 - 155‬المتضمن لقانون اإلجراءات الجزائية‬
‫‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 71‬الصادرة في ‪ 10‬نوفمبر‪. 2004‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪-Quéméner‬‬ ‫‪Myriam, « Le Procureur financier, architecte de la lutte contre la corruption et la‬‬
‫‪délinquance économique et financière », Revue internationale d'intelligence économique,‬‬
‫‪2014/1 (Vol. 6), p. 27-35. DOI : 10.3166/r2ie.6.27-35. URL : https://www.cairn.info/revue-‬‬
‫‪internationale-d-intelligence-economique-1-2014-1-page-27.htm‬‬

‫‪983‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫‪ -3‬بكرارشوش ُم َح ّمـد ‪ ،‬التقسيم واالختصاص القضائي في المحاكم الجزائرية‪ ،‬الجزائرية للصحافة‪ .‬مقال منشور بتاريخ‪:‬‬
‫‪ ،2021/03/14‬تم اإلطالع عليه بتاريخ‪ 2021/12/30 :‬على الساعة ‪ 22.10 :‬من خالل الرابط التالي‪:‬‬
‫‪https://web.facebook.com/permalink.php?id=345984556434976&story_fbid=38811765888833‬‬
‫‪2&_rdc=1&_rdr‬‬
‫‪ -4‬عميور خديجة‪ ،‬قواعد اختصاص األقطاب الجزائية للنظر في جرائم الفساد‪ ،‬مجلة دراسات في الوظيفة العامة‪ ،‬العدد الثاني ‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ 2014‬ـ ص ‪.133‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 24‬من رأي رقم ‪ /01‬ر ق ع ‪ /‬م د ‪ 05 /‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،2005‬المتعلق بمراقبة مطابقة القانون‬
‫العضوي المتعلق بالتنظيم القضائي للدستور ‪،‬الجريدة الرسمية العدد‪، 51‬ص ‪، : 53‬على ما يلي "‪ :‬يمكن انشاء أقطاب‬
‫قضائية متخصصة ذات اختصاص اقليمي موسع لدى المحاكم‪ .‬يتحدد االختصاص النوعي لهذه األقطاب حسب الحالة ‪،‬في‬
‫قانون اإلجراءات المدنية أو قانون اإلجراءات الجزائية"‪.‬‬
‫‪ -5‬رابح وهيبة‪ ،‬اإلجراءات المتبعة أمام األقطاب الجزائية المتخصصة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬القانون االجرائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مستغانم‪ ،2015 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -6‬رأي المجلس الدستوري رقم ‪ /01‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 05/‬مؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 2005‬المتعلق بالتنظيم القضائي للدستور‪.‬‬
‫‪ 7-‬رابح وهيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40-39‬‬
‫‪ -‬راجع بهذا الخصوص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348/06‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوير ‪ ،2006‬المتضمن تمديد االختصاص المحلي‬
‫لبعض المحاكم ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،63‬ص‪.29‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 267-16‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2016‬جريدة رسمية عدد‪ 23 ،62‬أكتوبر‪.2016‬‬
‫‪ -8‬جياللي بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد الجزائية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الديوان الوطني لألشغال التربوية ‪ ،‬الجزائر الجزء األول‬
‫‪ ،2002 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -9‬رابح وهيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ -10‬سالمي نادية‪ ،‬السياسة الجنائية لحماية المال العام في إطار مكافحة الفساد‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪،‬‬
‫جامعة عباس لغرور خنشلة‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ُ -11‬م َح ّمـد بكرارشوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ -12‬عبد الفتاح قادري وحيدرة سعدي‪ ،‬آليات عمل األقطاب الجزائية المتخصصة في جرائم الفساد‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‬
‫لجامعة أم البواقي‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪ ،1‬مارس ‪ ،2021‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -13‬المادة ‪ 40‬من ق ا ج وكذا المادة ‪ 24‬مكرر ‪ 01‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -14‬راجع المواد من ‪ 02‬إلى ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -15‬المادة ‪ 47‬الفقرة ‪ 04‬م من قانون االجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -16‬المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 03‬فقرة ‪ 02‬من قانون االجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -‬يمتد االختصاص المحلي لمحكمة سيدي امحمد ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بها إلى محاكم المجالس القضائية لـ‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الشلف‪ ،‬األغواط‪ ،‬البليدة‪ ،‬البويرة‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجلفة‪ ،‬المدية‪ ،‬المسيلة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تيبازة وعين الدفلى‪ .‬المادة‪ 2‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪984‬‬
‫( ص ص ‪)985 ،967 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" االختصاص القضائي الموسع في المادة الجزائية وفق القانون الجزائري "‬

‫‪ -‬يمتد االختصاص المحلي لمحكمة قسنطينة ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بها إلى محاكم المجالس القضائية لـ‪:‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬باتنة‪ ،‬بجاية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬تبسة‪ ،‬جيجل‪ ،‬سطيف‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬عنابة‪ ،‬قالمة‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،‬الطارف‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫خنشلة‪ ،‬سوق أهراس وميلة‪ .‬المادة‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -‬يمتد االختصاص المحلي لمحكمة وهران ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بها إلى محاكم المجالس القضائية لـ‪ :‬وهران‪،‬‬
‫بشار‪ ،‬تلمسان‪ ،‬تيارت‪ ،‬سعيدة‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬معسكر‪ ،‬البيض‪ ،‬تيسمسيلت‪ ،‬النعامة‪ ،‬عين تموشنت وغليزان‪ .‬المادة‪5‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -‬يمتد االختصاص المحلي لمحكمة ورقلة ووكيل الجمهورية وقاضي التحقيق بها إلى محاكم المجالس القضائية لـ‪ :‬ورقلة‪،‬‬
‫أدرار‪ ،‬تامنغست‪ ،‬إليزي‪ ،‬تندوف وغرداية‪ .‬المادة‪4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 348-06‬المعدل والمتمم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -17‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 267-16‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2016‬جريدة رسمية عدد ‪ 23 ،62‬أكتوبر‪.2016‬‬
‫‪ 18-‬كريمة علة‪ ،‬الجهات القضائية الجزائية ذات االختصاص الموسع‪ ،‬المحلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪،01‬‬
‫السنة ‪ ،2015‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -19‬راجع بهذا الخصوص‪ :‬عبد الفتاح قادري وحيدرة سعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202-201‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 10 / 05‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ، 2015‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪01/06‬المؤرخ ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 50‬الصادرة في ‪. 2010‬‬
‫‪ -20‬عميور خديجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -21‬عبد الفتاح قادري وحيدرة سعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪ -22‬المادة ‪ 211‬مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -23‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 5‬قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪-Vergès‬‬ ‫‪Etienne, « Procédure pénale », Revue de science criminelle et de droit pénal‬‬
‫‪comparé,‬‬ ‫‪2014/1‬‬ ‫‪(N°‬‬ ‫‪1),‬‬ ‫‪p.‬‬ ‫‪143-151.‬‬ ‫‪DOI‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪10.3917/rsc.1401.0143.‬‬ ‫‪URL‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪https://www.cairn.info/revue-de-science-criminelle-et-de-droit-penal-compare-2014-1-‬‬
‫‪page-143.htm‬‬
‫‪ -25‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 11‬من قانون االجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -26‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 14‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -27‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 15‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -28‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 13‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -29‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 2‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -30‬أنظر المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 3‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -31‬المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 23‬من األمر رقم ‪ 11-21‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،2021‬يتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪8‬‬
‫جوان ‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 26 . 65‬أوت ‪.2021‬‬
‫‪ -32‬المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 27‬من األمر رقم ‪ ،11-21‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -33‬المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 23‬من األمر رقم ‪ ،11-21‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -34‬المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 28‬من األمر رقم ‪ ،11-21‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -35‬المادة ‪ 211‬مكرر ‪ 29‬من األمر رقم ‪ ،11-21‬من قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ‪.‬‬

‫‪985‬‬

You might also like