You are on page 1of 16

‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol.

4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‬

‫شوقي البالج‬
‫جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمراكش‬
‫مختبر السياسة الجنائية والقانون المقارن‬
‫‪Chaoukibellaj4@gmail.com‬‬

‫مــــــقدمــــــة‪:‬‬

‫تعد المسؤولية الجنائية بصفة عامة المحور األساس الذي تدور حوله السياسة الجنائية‪ ،‬ومن ثم كانت النهضة العلمية‬

‫والفكرية التي لحقت بالقانون الجنائي وليدة لالتجاهات الفكرية المختلفة حول نظرية المسؤولية الجنائية‪ ،‬كما أن هذه األخيرة‬

‫تمثل نقطة التحول الجذري بالنسبة للتشريع الجنائي المعاصر‪ ،‬وبالتالي فإن تطور القانون الجنائي مقترن دائما بتطور نظرية‬

‫المسؤولية الجنائية وما تتضمنه من تيارات فكرية ‪ ،‬بيد أن ذلك لم يكن وليد فراغ أو مصادفة‪ ،‬بل كان انعكاسا حتميا للثورة‬

‫الحضارية التي شهدتها االنسانية في عصر النهضة في مختلف الميادين‪.‬‬

‫وإذا كان األمر كذلك فان المسؤولية الجنائية للشخص االعتباري تمثل في الوقت الحاضر نقطة تحول ثانية في تطور‬

‫القانون والفقه الجنائي الحديث‪ ،‬ذلك ألن المسؤولية الجنائية للشخص االعتباري تعد هي األخرى وليدة ما يشهده العصر من‬

‫تغيرات يفرضها التقدم الحضاري في مختلف جوانب الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬هذا التقدم يتطلب استم ارره ضرورة وجود‬

‫ما يعرف باألشخاص االعتباريين أو المعنويين‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق أهداف مهمة بالنسبة للمجتمع يصعب الوصول إليها‬

‫بغير وجود مثل هؤالء األشخاص‪ ،‬ولهذا فقد انتشر األشخاص االعتباريون بشكل لم يسبق له مثيل‪ ،‬وتنوعت األنشطة التي‬

‫يقومون بها في مختلف ميادين الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وسواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي‪ ،‬وقد‬

‫أضحى الشخص االعتباري في وقتنا الراهن ذا أهمية متعاظمة نظ اًر لما ينهض به من أعباء جسيمة يعجز غيره من األشخاص‬

‫الطبيعيين عن القيام بها‪ ،‬كما يمكن أن يكون مصد ار للجريمة أو االنحراف أو الخطورة‪ ،‬مما يشكل خط اًر وتهديدا على أمن‬

‫المجتمع وسالمته‪ ،‬وذلك بسبب طبيعة الشخص االعتباري وطبيعة النشاط المنوط به‪ ،‬وما لديه من إمكانات وقدرات ضخمة‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫فطبيعة الشخص االعتباري قد جعلت من نشاطه حك ار على أعضائه من األشخاص الطبيعيين الذين يعملون باسمه‬

‫ولمصلحته‪ ،‬إذ يستحيل عليه ممارسة نشاطاته بنفسه‪ ،‬وهؤالء األفراد الذين يمثلون الشخص اإلعتباري‪ ،‬يمكن أن يتخذوا من‬

‫طبيعته وطبيعة نشاطه أداة سهلة الرتكاب الجرائم‪ ،‬ثم يلقون بالمسؤولية عليه‪ ،‬بينما هم ال يستطيعون ذلك فيما لو كانوا‬

‫يعملون بأسمائهم الشخصية‪ ،‬وهذا يعني أن الجرائم التي تقع من الشخص اإلعتباري‪ ،‬إنما تقع في الحقيقة من قبل أعضائه‬

‫الذين ارتكبوا الجرائم باسمه أو لحسابه أو مصلحته‪ ،‬والذين تكون مسؤوليتهم قائمة طبقا للقواعد العامة المنصوص عليها في‬

‫مجموعة القانون الجنائي المغربي‪ ،‬كما ثبت أن كثير من األشخاص اإلعتباريين‪ -‬شركات وجمعيات ومؤسسات وغيرها –‬

‫الذين يرمون في الظاهر إلى غايات مشروعة تجارية أو مالية أو اقتصادية‪ ،‬قد تكون ستا ار ترتكب من ورائه جرائم خطيرة‬

‫كالتزوير‪ ،‬والتزييف‪ ،‬والنصب‪ ،‬وخيانة األمانة‪ ،‬والتداول غير المشروع للمخدرات‪ ،‬وجرائم غسل األموال‪ ،‬وإصدار شيكات بدون‬

‫مؤونة وغير ذلك من الجرائم المنصوص عليها في التشريع الجنائي المغربي‪.‬‬

‫الطبيعة القانونية للشخص االعتباري‪:‬‬

‫يعتبر موضوع الطبيعة القانونية للشخص المعنوي ومسؤوليته الجنائية من المشكالت القانونية التي ثار الجدل حولها‬

‫وتشعبت اآلراء بشأنها سواء على مستوى الفقه او التشريع او القضاء على حد سواء‪.‬‬

‫كما أن الفقه الحديث في معظم بلدان العالم قد تحول منذ منتصف هذا القرن‪ ،‬إلى المطالبة بتقرير المسؤولية الجنائية‬

‫لألشخاص االعتباريين‪ ،‬إثر انتشار األبناك والشركات المالية وشركات التأمين‪ ،‬وغيرها من المؤسسات المالية واإلقتصادية‬

‫التي اعتمدت على تجميع األفراد والثروات والتقنيات الحديثة وتركيزها‪ ،‬وما أفرزته من جوانب سلبية كالجرائم اإلقتصادية‪،‬‬

‫األمر الذي رجحت معه ضرورة إخضاع هؤالء األشخاص االعتباريين ألحكام المسؤولية الجنائية إسوة باألشخاص الطبيعيين‪،‬‬

‫وهو االعتبار ذاته الذي دفع العديد من التشريعات المعاصرة‪ ،‬ذات األصول الالتينية إلى التخفيف من مواقفها المتشددة إزاء‬

‫مبدأ المسؤولية الجنائية لألشخاص اإلعتبارية‪ ،‬لمواكبة المتغيرات والتطور الذي أصاب نمط العالقات اإلقتصادية التقليدية‪،‬‬

‫إذ ذهب بعضها إلى تقرير مسؤولية الشخص اإلعتباري كمبدأ عام ومن بينها التشريع المغربي‪ ،1‬بينما قصرتها تشريعات‬

‫أخرى ومنها التشريع الفرنسي والمصري على جرائم بعينها‪ ،‬يندرج معظمها في عداد الجرائم المالية واإلقتصادية‪.2‬‬

‫وكيفما كانت الطبيعة القانونية للشخص المعنوي‪ ،‬فإنه يتمتع بمجموعة من الخصائص التي تمنحه التمتع بالحقوق والتحمل‬

‫بااللت ازمات ومنها وجود ذمة مالية مستقلة‪ ،‬وأهلية قانونية في حدود الغرض الذي أنشئ من أجله‪ ،‬وموطن مستقل يتحدد غالبا‬

‫‪ -1‬ينص الفصل ‪ 721‬من مجموعة القانون الجنائي على‪ '':‬ال يمكن ان يحكم على االشخاص المعنوية اال بالعقوبات المالية والعقوبات االضافية الواردة في االرقام ‪5‬‬
‫و ‪ 6‬و ‪ 1‬من الفصل ‪ 66‬ويجوز ايضا ان يحكم عليها بالتدابير الوقائية العينية الواردة في الفصل ‪.''62‬‬
‫‪ -2‬شريف سيد كامل‪ ،‬المسؤوليـة الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،7991 ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪324‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫بمركز إدارته‪ ،‬وتتنوع األشخاص المعنوية بتنوع الجهات المنشئة لها‪ ،‬ويمكن في هذا الصدد الحديث عن األشخاص المعنوية‬

‫العامة كالدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬واألشخاص المعنوية الخاصة كالشركات والجمعيات والمؤسسات الخاصة‪.‬‬

‫تحديــد المفاهيــم‪:‬‬

‫‪ -)1‬المسؤولية الجنائية‪:‬‬

‫تعتبر المسؤولية الجنائية تحمل الشخص للجزاء الذي ترتبه القواعد القانونية‪ ،‬كآثار للفعل المرتكب خروجا على أحكامها‪،‬‬

‫وهناك من يرى بان المسؤولية الجنائية تمثل رد الفعل االجتماعي الواجب اتجاه المخالفات التي تنتهك حرمة العالقات‬

‫االجتماعية‪ ،‬وتعتبر المسؤولية القانونية الجنائية من اكثر المسؤوليات صرامة بالنسبة لألفراد ألنها ال تقف عند اللوم والشجب‬

‫االجتماعي فقط‪ ،‬الموجه للتصرف المنحرف الصادر من الشخص‪ ،‬بل في غالب االحيان تترتب نتائج تنال الشخص في‬

‫حياته او حريته او شرفه او امواله‪ ،1‬ومن هذا المنطلق يتضح أن المسؤولية الجنائية هي القدرة على تحمل اآلثار المترتبة‬

‫عن الفعل‪ ،‬أو االمتناع المخالف للقانون الجنائي والمعاقب عليه بمقتضاه‪.‬‬

‫‪-)2‬الشخص المعنوي‪:‬‬

‫يقصد بالشخص المعنوي أو االعتباري في هذه الدراسة‪ ،‬جماعة من األشخاص أو مجموعة من األموال‪ ،‬يضفي عليها‬

‫القانون الشخصية القانونية لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬ويعدها كشخص من األشخاص الطبيعيين من حيث الحقوق والواجبات‪،‬‬

‫فالشخص اإلعتباري إذن هو تكتل من األشخاص أو األموال يحظى باعتراف القانون له بالشخصية والكيان المستقل‪.2‬‬

‫فمن المعلوم أن الشركة تكتسب الشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها في السجل التجاري‪ ،‬وذلك حسب مقتضيات‬

‫المادة ‪ 7‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪ ،3‬والمادة ‪ 2‬من ق ‪ 46..5‬المتعلق بباقي الشركات‪ ،4‬فمتى اكتسبت الشركة الشخصية القانونية‪ ،‬فإنها‬

‫تصبح أهال لتحمل االلتزامات والوفاء بالواجبات التي قد تترتب عن مزاولة نشاطها‪ ،‬وإذ نحن في إطار تناول المسؤولية‬

‫الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬والتي تسند من حيث األصل إلى أعضاء أجهزة اإلدارة أو التسيير أو التدبير حسب مقتضيات‬

‫‪ -1‬لطيفة الداودي الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ , 2176‬ص ‪.726‬‬
‫‪ -2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات اللبناني (القسم العام)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،7991 ،‬ص‪ ،117.‬شرح قانون العقوبات (القسم العام)‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ ,7999‬ص‪.571‬‬
‫‪ -3‬يتعلق االمر بالظهير الشريف رقم ‪ 721.96.7‬صادر بتاريخ ‪ 71‬من ربيع االخر ‪ 7171‬الموافق ‪ 61‬غشت ‪ ،7996‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 95.71‬المتعلق بشركات‬
‫المساهمة منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1122‬بتاريخ ‪ 1‬جمادى االخرة (‪ 71‬اكتوبر ‪ ،)7996‬وتنص المادة ‪ 1‬منه على‪ ":‬تتمتع شركات المساهمة بالشخصية االعتبارية‬
‫ابتداء من تاريخ تقييدها في السجل التجاري‪ .‬وال يترتب عن التحويل من شر كة مساهمة إلى شركة ذات شكل آخر‪ ،‬أو العكس إنشاء شخص اعتباري جديد‪ .‬ويسري‬
‫نفس الحكم في حالة التمديد"‪.‬‬
‫‪ -6‬يتعلق االمر بالظهير الشريف رقم ‪ 19.91.7‬صادر في ‪ 15‬شوال ‪ 7171‬الموافق‪ 76‬فبراير ‪ 7991‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 5-96‬المتعلق بباقي الشركات‪ ،‬المعدل‬
‫بالظهير الشريف رقم ‪ 27.6.7‬الصادر في ‪ 75‬محرم ‪ 7121‬الموافق ‪ 71‬فبراير ‪ 2116‬بتنفيذ القانون رقم ‪ ،27.15‬وتنص المادة ‪ 2‬منه على‪ ":‬تعتبر الشركات موضوع‬
‫األبواب الثاني والثالث والرابع من هذا القانون ش ركات تجارية بحسب شكلها وكيفما كان غرضها‪ .‬وال تكتسب الشخصية المعنوية إال من تاريخ تقييدها في السجل‬
‫التجاري‪ .‬وال يترتب عن التحويل القانوني للشركة إلى شكل آخر‪ ،‬إنشاء شخص معنوي جديد‪ .‬ويسري نفس الحكم في حالة التمديد"‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫المادة ‪ 373‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪ 1‬والمتعلقة بالقسم المتعلق بالعقوبات الزجرية‪ ،‬مما يجعل مجال دراستنا ينحصر في المسؤولية‬

‫الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تتجلى أهمية الموضوع من الناحية النظرية‪ ،‬في كونه ال يزال يتسم بالدقة ويثير العديد من المشاكل عند التطبيق والراجعة‬

‫أساسا إلى صعوبة ترجمة النصوص وإسقاطها على مفهوم وطبيعة الشخص المعنوي‪ ،‬مما يطرح عدة إشكاالت تتطلب الحل‬

‫السريع لمواكبة التطورات المتسارعة التي يعرفها مجال األعمال‪ ،‬ذلك أن اإلقرار بمبدأ المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‬

‫في التشريع المغربي يتطلب التحليل لإلجابة على بعض اإلشكاالت التي افرزها الواقع العملي‪.‬‬

‫ومع تطور الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فقد ازدادت أعداد األشخاص المعنوية إزاء تدخل الدولة في مجال النشاط‬

‫الصناعي والتجاري واتسع نطاق األشخاص المعنوية‪ ،‬حتى أصبحت تستوعب معظم نشاطات المجتمع‪ ،‬مما جعل فكرة‬

‫المسؤولية الجنائية تتطور باستمرار‪ ،‬وإذا كان مبدأ مسؤولية الشخص المعنوي أصبح مسلما به‪ ،‬فإن مسؤوليته الجنائية تقتضي‬

‫توافر القصد الجنائي عند تقرير هذه المسؤولية وهو أمر ال يمكن تصوره بالنسبة للشخص المعنوي‪ ،‬إال فيما يتعلق ببعض‬

‫العقوبات التي توقع عليه كجزاء عن اإلخالالت الصادرة من ممثليه أو تشكل جرما يعاقب عليه القانون‪.‬‬

‫اإلشكال الذي يطرحه الموضوع‪:‬‬

‫لعل الطبيعة القانونية للشخص المعنوي تعد من المسائل التي أثارت جدال كبي ار ونقاشا مستفيضا بين أوساط الفقه القانوني‪،‬‬

‫وذلك نتيجة للغموض الذي يكتنف هذه الفكرة‪ ،‬خاصة وأن مسؤولية الشخص المعنوي قد أثارت إشكاال كبي ار بين الفقهاء حول‬

‫إمكانية مساءلته قانونا‪ ،‬وقد ولد هذا الجدال نظريات متعددة حاولت مالمسة اإلشكالية كل بحسب األسس التي انطلقت منها‪،‬‬

‫وذلك في سبيل تأسيس مسؤولية جنائية للشخص المعنوي‪ ،‬السيما أمام التضارب الفكري والجدال الحاد بين الفقهاء حول‬

‫أسس مسؤولية الشخص المعنوي‪ ،‬وهو ما يطرح العديد من التساؤالت الفرعية تتمحور باألساس في مدى تعارض إقرار‬

‫المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي مع بعض المبادئ األساسية في القانون الجنائي‪ ،‬وما هو أساس مساءلة الشخص‬

‫المعنوي جنائيا‪ ،‬وما هو نطاقها‪ ،‬وماهي الجزاءات الجنائية التي توقع على الشخص المعنوي‪ ،‬وكيف طبقها المشرع المغربي‪،‬‬

‫وما هو موقف القضاء منها‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 616‬من القانون رقم ‪ 71.95‬المتعلق بشركات المساهمة الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 721.96.7‬على ان‪ '':‬يقصد بتعبير ''اعضاء اجهزة االدارة‬
‫او التدبير او التسيير'' في مفهوم هذا القسم‪:‬‬
‫‪ -‬في شركات المساهمة ذات مجلس االدارة‪ ،‬اعضاء المجلس االداري بما في ذلك الرئيس والمديرون العامون غير االعضاء في المجلس‪،‬‬
‫‪ -‬في شركات المساهمة ذات مجلس االدارة الجماعية ومجلس الرقابة‪ ،‬اعضاء هذين الجهازين‪''.‬‬

‫‪326‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫سوف نعتمد في دراستنا للموضوع على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وذلك من خالل القراءة الموضوعية للنصوص القانونية‬

‫ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬كما سنعتمد المنهج االستقرائي وذلك من خالل التطرق للمسؤولية الجنائية بصفة عامة‪ ،‬وإبراز‬

‫خصوصيات المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي بصفة خاصة‪ ،‬بهدف مالمسة مختلف جوانب الموضوع‪ ،‬وإلقاء الضوء‬

‫على أساس هذه المسؤولية ومقوماتها‪ ،‬والتحليل المتعمق لمختلف اتجاهات الفقه والقضاء المغربيين‪.‬‬

‫ولمعالجة الموضوع سنعتمد التصميم التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬موقف الفقه من المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف التشريع والقضاء من المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬موقف الفقه من المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪:‬‬

‫تعتبر الشخصية القانونية لصيقة بالشخص الطبيعي منذ والدته حيث تمكنه من التمتع بالحقوق وااللتزام بالواجبات‪ ،‬فهو‬

‫يتمتع باإلرادة واإلدراك وله الحق في امتالك األموال والتصرف فيها حسب مصالحه وأهدافه الخاصة‪ ،‬غير أنه يوجد إلى‬

‫جانب الشخص الطبيعي مجموعة من األموال واألشخاص المنتظمين في إطار تنظيم معين ويستعملون وسائل محددة‪ ،‬وإدارة‬

‫منظمة لتدبير وتسيير شؤونهم قصد تحقيق الغرض المشترك الذي يعتبر سببا رئيسيا لهذا التكتل أو التجمع‪ ،‬وهذا األخير هو‬

‫ما يصطلح عليه بالشخص المعنوي‪ ،‬وقد تنوعت ضرورة وجود الشخصية المعنوية وتعددت لتشمل عدة اعتبارات قانونية‬

‫واقتصادية وسياسية وعملية‪ ،‬وهي أغراض تتعلق بالتجمع اإلنساني ممثال في تجمع أشخاصه في أشكال مختلفة أو اجتماع‬

‫أمواله في مشروعات اقتصادية واجتماعية متعددة‪.1‬‬

‫ومن المتفق عليه فقها وقضاء أن األشخاص المعنوية تسأل مدنيا عن أفعالها التي تسبب ضر ار للغير‪ ،2‬لكن المسؤولية‬

‫الجنائية لهذه األشخاص هي التي أثارت خالفا كبي ار في الفقه‪ 3‬حيث ظهر اتجاهان‪ ،‬االتجاه التقليدي الذي يذهب إلى عدم‬

‫إمكانية مساءلة هذه األشخاص المعنوية جنائيا (الفقرة األولى)‪ ،‬واالتجاه الحديث الذي ينادي بضرورة إقرار هذه المسؤولية‬

‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االتجاه التقليدي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمود الخولي‪ :‬نظرية الشخصية االعتبارية بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‪ ،2003 ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.8،‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية االلتزام‪ ،‬المجلد االول‪ ،‬رقم ‪ ،517‬الصفحة ‪.916‬‬
‫‪ -3‬احمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،7996،‬الصفحة ‪.191‬‬

‫‪327‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫ظل الفقه طوال القرن الماضي يردد القول بعدم مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬إال انه في نهاية القرن ‪ 9.‬بدا يعتنق‬

‫صراحة فكرة مسائلته جنائيا‪ ،‬فمؤيدي هذا الرأي يرون انه ال يمكن مسائلة الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬بعلة أن المسؤولية الجنائية‬

‫تبنى على اإلرادة واإلدراك‪ ،‬أي على عناصر ذهنية ال تتوفر إال في الشخص الطبيعي‪ ،‬فمن الناحية القانونية يستحيل مسائلة‬

‫الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬لكونه ال يتوفر على وجود حقيقي وال يتمتع باإلرادة‪ ،‬والمسؤولية الجنائية تستلزم لقيامها خطا شخصيا‬

‫يتمثل في إمكانية إسناد هذا الخطأ للشخص الذي ارتكبه‪ ،‬حيث يرفض أنصار هذا الرأي مساءلة الشخص المعنوي جنائيا‬

‫عن الجرائم التي ترتكب باسمه ولحسابه‪ ،‬من قبل ممثليه أثناء قيامهم بأعماله‪ ،‬ويقرون بمساءلة وعقاب الممثل القانوني‬

‫للشخص المعنوي عن الجريمة التي اقترفها‪ ،‬وسندهم في ذلك أن الشخص المعنوي هو مجرد افتراض قانوني‪ ،‬ال يتصور أن‬

‫يرتكب الركن المادي للجريمة‪ ،‬وال يتوفر على الركن المعنوي للجريمة‪ ،‬وهي إحدى الركائز والمبادئ الراسخة في القوانين‬

‫الجنائية الحديثة‪ ،‬كما أن توقيع العقوبة على الشخص المعنوي سيجعلها تصيب األشخاص الطبيعيين المكونين له دون تفرقة‬

‫بين من اتجهت إرادته إلى ارتكاب الجريمة ومن لم يرتكبها‪ ،‬وهذا يتنافى مع مبدأ شخصية العقوبة الذي يقضي بأنه ال يسأل‬

‫جنائيا إال الشخص الذي ارتكب الجريمة أو ساهم أو شارك في ارتكابها‪.‬‬

‫كما أن أغلب العقوبات غير قابلة للتطبيق على الشخص المعنوي وبالخصوص عقوبة اإلعدام‪ ،‬والعقوبات السالبة للحرية‪،‬‬

‫وان أمكن توقيع بعضها فسوف تطال بال شك األشخاص الطبيعيين (مساهمين أو أعضاء)‪ ،‬وليس الشخص المعنوي في حد‬

‫ذاته‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فإن أنصار هذا االتجاه يسلمون بجواز اتخاذ التدابير االحت ارزية كالمصادرة‪ ،‬والحل‪ ،‬ووقف النشاط‪،‬‬

‫والوضع تحت الحراسة أو الرقابة‪ ،‬في مواجهة الشخص المعنوي الذي يثبت أنه يشكل خطورة على المجتمع‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االتجاه الحديث‪.‬‬

‫أخذت المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي تتبلور شيئا فشيئا‪ ،‬حتى أصبحت حقيقة واقعية في عدد كثير من التشريعات‬

‫الحديثة‪ ،‬وقد طرح الموضوع للمناقشة أول مرة في بعض المؤتمرات الدولية‪ ،‬ففي أكتوبر سنة ‪ 9.2.‬بحثه المؤتمر الدولي‬

‫الثاني لقانون العقوبات في بوخاريست‪ ،‬والذي أشار إلى التزايد المستمر في عدد وأهمية األشخاص المعنوية وما تمثله من قوة‬

‫اجتماعية ضخمة في العصر الحديث‪ ،‬وأن أنشطتها التي تخالف أحكام قانون العقوبات يمكن أن تحدث بالمجتمع أض ار ار‬

‫بالغة الخطورة‪ ،‬وخلص إلى توصية بأن يتضمن قانون العقوبات الداخلي التدابير الفعالة للدفاع االجتماعي ضد األشخاص‬

‫المعنوية بالنسبة للجرائم التي ترتكب لمصلحتها أو بوسائلها وبالتالي تتحمل مسؤوليتها‪ ،‬وأن تطبيق هذه التدابير يجب أن ال‬

‫‪ -1‬خالد الدك‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬مقال منشور بموقع العلوم القانونية االلكتروني بتاريخ ‪ ،2176/19/71‬تاريخ الزيارة ‪ ،2127/11/26‬الساعة‬
‫الواحدة زواال‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫يحول دون معاقبة األشخاص الطبيعيين الذين يتولون إدارة الشخص المعنوي‪ ،‬كما ناقشه أيضا المؤتمر الدولي السابع لقانون‬

‫العقوبات الذي عقد في أثينا سنة ‪ 9.67‬بصدد بحثه " االتجاهات الحديثة في تعريف الفاعل والشريك في الجريمة " وأوصى‬

‫بأنه " ال يسأل الشخص المعنوي عن الجريمة إال في األحوال التي يحددها القانون‪ ،‬وعندئذ يكون الجزاء الطبيعي هو الغرامة‪،‬‬

‫وهو جزاء مستقل عن التدابير األخرى كالحل والوقف وتعيين حارس‪ ،‬على أن يظل ممثل الشخص المعنوي مسؤوال شخصيا‬

‫عن الجريمة التي ارتكبها‪ ،‬وعلى الرغم من أن المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية قد تقررت في التشريعات التي تنتمي‬

‫إلى النظام األنجلوسكسوني وفي مقدمتها القانون اإلنجليزي منذ منتصف القرن ‪ 9.‬الميالدي‪ ،‬فإن القوانين ذات النظام الالتيني‬

‫كالقانون الفرنسي لم تقر قوانينها الجنائية بهذه المسؤولية إال مؤخ ار‪ ،‬غير أن الدول ذات النظام االشتراكي أجمعت على عدم‬

‫مساءلة الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬ألن خطاب المشرع بالتكليف موجه إلى الشخص الطبيعي دون غيره‪.1‬‬

‫ويذهب الرأي الغالب في الفقه الحديث إلى القول بوجوب مساءلة الشخص المعنوي جنائيا إلى جانب الشخص الطبيعي‪،‬‬

‫الذي ارتكب الجريمة أثناء ممارسة عمله لدى الشخص المعنوي‪ ،‬وسند الفقه الحديث في ذلك أن جوهر المسؤولية في الحالتين‬

‫هو اإلرادة‪ ،‬وأن الشخص المعنوي يمكنه أن يرتكب الركن المادي لكثير من الجرائم كالنصب‪ ،‬وخيانة األمانة‪ ،‬والتزوير‪،‬‬

‫والتهرب الضريبي‪ ،‬باإلضافة إلى حقيقة اإلرادة الجماعية التي تتجسد باالجتماعات‪ ،‬والمداوالت والتصويت في مجلس اإلدارة‪،‬‬

‫األمر الذي يعني أنه يتصور أن يتوفر لديه الركن المعنوي للجريمة‪ ،‬باإلضافة إلى تطبيق معظم العقوبات عليه كالغرامة‪،‬‬

‫والمصادرة‪ ،‬والحل‪ ،‬وحرمانه من مزاولة نشاط معين‪ ،‬أو نشر الحكم الصادر باإلدانة‪ ،‬وهذه العقوبة من شأنها المساس بسمعته‪.‬‬

‫وعموما فقد ميز الفقه بين صورتين للمسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬الصورة األولى والتي تتعلق بالمسؤولية المادية‬

‫بدون خطأ وهي التي يكفي لقيامها مجرد تحقق الركن المادي‪ ،‬دون تطلب الركن المعنوي‪ ،‬ومن بين هذه الجرائم في القانون‬

‫العام والتي أقرها القضاء اإلنجليزي هي جرائم اإلزعاج العام‪ ،‬األعمال الماسة بالراحة والصحة العامة‪ ،‬وتعريض األمن العام‬

‫للخطر‪ ،‬وبالنسبة للجرائم التنظيمية هناك جرائم التلوث‪ ،‬جرائم مخالفة لوائح المرور ولوائح بيع المشروبات الكحولية‪.‬‬

‫اما الصورة الثانية‪ :‬والمتعلقة بالمسؤولية الجنائية المبنية على الخطأ الشخصي التي تتطلب توافر الركن المعنوي لدى‬

‫الجاني‪ ،‬وهي تقوم على أساس نظرية التشخيص أو التطابق التي تفيد أن الشخص الطبيعي الذي يتصرف لحساب الشركة‬

‫فإرادته هي إرادة الشركة وأفعاله هي أفعالها‪ ،‬فهو يجسد الشركة فإذا توافرت لديه اإلرادة اآلثمة فإن هذا اإلثم يكون إثم الشركة‬

‫ذاتها‪ ،‬إال أن جانبا من الفقه يرى بعدم جواز مساءلة الشخص المعنوي‪ ،‬إذا كان الشخص الطبيعي قد تصرف في حدود‬

‫‪ -1‬شريف سيد كامل‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬دراسة مقارنة دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،7991‬ص ‪.26-22‬‬

‫‪329‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫وظيفته لكن بقصد إلحاق ضرر بالشخص المعنوي‪ ،‬كما أن قيام مسؤولية الشخص المعنوي ال تحول دون معاقبة الشخص‬

‫الطبيعي الذي ارتكب الجريمة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف التشريع والقضاء المغربيين من مبدأ المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪:‬‬

‫لقد أثار موضوع المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي نقاشا حادا كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬بين مؤيد ومعارض بإسناد‬

‫المسؤولية إليه‪ ،‬ويرجع هذا النقاش إلى اختالف وجهة نظر كل اتجاه بين من يرى أن أساس المساءلة في القانون الجنائي‬

‫هو العلم واإلرادة‪ ،‬وبالتالي ال يمكن مساءلة الشخص المعنوي النعدام اإلرادة لديه‪ ،‬في حين أن االتجاه اآلخر يسلم بكون‬

‫الشخص المعنوي له جميع مقومات المساءلة الجنائية‪ ،‬كما أن التشريعات الجنائية انقسمت إلى فئتين من حيث موقفها من‬

‫مبدأ إقرار المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬بحيث أن فئة تقر بهذه المسؤولية وهي االتجاه الحديث‪ ،‬أما الفئة األخرى‬

‫فقد تمسكت بالمذهب التقليدي الذي ينفي المسؤولية الجنائية عن األشخاص المعنوية‪ ،‬إال انه وانسجاما مع موضوع البحث‬

‫سنحاول االقتصار على إبراز موقف التشريع والقضاء المغربيين من مبدأ إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي من خالل‬

‫إبراز المرجع القانوني للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي في (الفقرة األولى)‪ ،‬على أن نتناول موقف الفقه والقضاء المغربيين‬

‫من هذه المسؤولية في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المرجع القانوني للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪:‬‬

‫نص المشرع المغربي على مسؤولية الشخص المعنوي منذ سنة ‪ 9.52‬كمبدأ عام بمقتضى الفصل ‪ 927‬من مجموعة‬

‫القانون الجنائي الغربي‪ ،‬والذي جاء فيه‪ '':‬ال يمكن أن يحكم على األشخاص المعنوية إال بالعقوبات المالية والعقوبات اإلضافية‬

‫الواردة في األرقام ‪ 6‬و‪ 5‬و‪ 7‬من الفصل ‪ 35‬ويجوز أيضا أن يحكم عليها بالتدابير الوقائية العينية الواردة في الفصل ‪،52‬‬

‫فباستقرائنا لمقتضيات الفصل المذكور اعاله‪ ،‬نجد ان المشرع المغربي قد نص على انه يمكن تطبيق العقوبات الواردة في‬

‫الفصل ‪ 35‬من القانون الجنائي على االشخاص المعنوي‪ ،2‬باإلضافة إلى ذلك أجاز المشرع في الفصل ‪ 927‬إمكانية تطبيق‬

‫التدابير الوقائية العينية المنصوص عليها في الفصل ‪ 52‬من مجموعة القانون الجنائي‪.3‬‬

‫‪ -1‬شريف سيد كامل‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.11-61‬‬
‫‪ -2‬ينص الفصل ‪ 66‬من ق‪.‬ج على‪:‬‬
‫‪ 1)-‬المصادرة الجزئية لألشياء المملوكة للمحكوم عليه؛‬
‫‪2)-‬حل الشخص المعنوي؛‬
‫‪3)-‬نشر الحكم الصادر باإلدانة‪.‬‬
‫‪ -3‬ينص الفصل ‪ 62‬من ق‪.‬ج على‪:‬‬
‫‪1)-‬مصادرة األشياء التي لها عالقة بالجريمة أو األشياء الضارة أو الخطيرة أو المحظور امتالكها؛‬
‫‪ 2)-‬إغالق المحل أو المؤسسة التي استغلت في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫انطالقا من مقتضيات الفصل ‪ 927‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬يتضح أن المشرع حدد طبيعة العقوبات التي يمكن‬

‫تطبيقها على األشخاص المعنوية مع اإلحالة على الفصل ‪ 35‬في فقراته ‪ 6‬و‪ 5‬و‪ 7‬وكذا الفصل ‪ 52‬من ذات القانون‪ ،‬لكن‬

‫المالحظ أن المشرع المغربي لم يشر في الفصل صراحة إلى المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬بل اقتصر فقط على‬

‫تحديد نوع العقوبات التي يمكن أن نطبقها على األشخاص المعنوية‪ ،‬وبالتالي فالنص المذكور هو نص معاقب وليس نصا‬

‫مجرما او واضع ألسس وقواعد عامة للمسؤولة الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬وهو ما يجعله ينطوي على غموض ولبس وعدم‬

‫الوضوح في الصياغة‪ ،‬وعالوة على ذلك تطرق المشرع المغربي للمسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية في القوانين الزجرية‬

‫الخاصة‪ ،‬كالقانون رقم ‪ 33-93‬المتعلق بزجر الغش في البضائع‪ ،1‬والقانون رقم ‪ ،2.7-97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪،‬‬

‫ومن النصوص الجنائية الخاصة أيضا والتي أقرت المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬ما جاء في‬

‫المادة ‪ 937‬من القانون البنكي المؤرخ في ‪ 2225/22/94‬من قانون رقم ‪ 334-23‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات‬

‫المعتبرة في حكمها‪.4‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون الجنائي المغربي نجد أن المرجع الوحيد للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬هو الفصل ‪927‬‬

‫المنصوص أعاله‪ ،‬غير انه قبل التطرق إلى مدى كفايته للتطبيق على الشخص المعنوي‪ ،‬البد وان نشير إلى أن مقتضياته‬

‫أثارت نقاشات فقهية انقسمت إلى اتجاهين‪ ،‬االتجاه األول يؤكد أن مسؤولية الشخص المعنوي جاءت على سبيل االستثناء‬

‫فقط من القاعدة العامة التي تستنتج أساسا من مقتضيات الفصل ‪ 932‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬التي تنص على أن‬

‫المسؤولية الجنائية ال تقع إال على الشخص المتمتع بالعقل واإلرادة والتمييز أي الشخص الذاتي فقط‪ ،‬ولكن الفقرة األخيرة من‬

‫هذا الفصل أشارت إلى انه ‪ '':‬ال يستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك''‪،‬‬

‫ومعنى ذلك أن المشرع المغربي يجيز استثناء مساءلة الشخص المعنوي الذي ال يتمتع بالعقل والتمييز في حالة ما إذا وجد‬

‫نص خاص يصرح بذلك‪ ،5‬واالتجاه الثاني‪ 6‬يرى أن المشرع المغربي وضع قاعدة عامة لمساءلة الشخص المعنوي دون تحديد‬

‫‪-1‬ظهير شريف ‪ 7.96.719‬صادر في ‪ 9‬محرم ‪ 5( 7115‬اكتوبر ‪ )7991‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 76-96‬المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع منشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 6111‬بتاريخ ‪ 21‬جمادى االخرة ‪ 21( 7115‬مارس ‪.)7995‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 71.91‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 7.11.79‬صادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 75( 7121‬فبراير ‪ )2111‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1116‬بتاريخ ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 9( 7121‬مارس ‪ ،)2111‬كما تم تعديله بالقانون رقم ‪ 26.76‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪7.71.799‬‬
‫بتاريخ ‪ 21‬محرم ‪ 27( 7166‬نوفمبر ‪)2171‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 6679‬بتاريخ ‪ 25‬صفر ‪ 79( 7166‬ديسمبر ‪ ،)2171‬ص ‪9165‬؛‬
‫والقانون رقم‪ 67.15‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 7.15.791‬بتاريخ ‪ 75‬من محرم ‪ 71( 7121‬فبراير ‪)2116‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5691‬بتاريخ ‪ 27‬محرم‬
‫‪ 21( 7121‬فبراير ‪ ،)2116‬ص ‪.156‬‬
‫‪ -3‬ظهير شريف رقم ‪ 7.71.796‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 21( 7166‬ديسمبر ‪ )2171‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 716.72‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة‬
‫في حكمها منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5661‬مكرر بتاريخ ‪ 29‬شعبان ‪ 61 7162‬يوليوز ‪.)2177‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 761‬من القانون البنكي المؤرخ في ‪ 2116/12/71‬من قانون رقم ‪ 61-16‬على ''‪:‬يجوز للمحكمة في الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 765‬و‪766‬‬
‫أعاله أن تأمر بإغالق المؤسسة المرتكبة فيها المخالفة ونشر الح كم في الجرائد التي تعيقها على نفقة المحكوم علي''‪.‬‬
‫‪ -5‬محي الدين امزازي‪ ،‬العقوبة‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬مطبعة االمنية الرباط ‪.7996‬‬
‫‪ -6‬عاتق ابو زيد‪ ،‬معضلة الركن المعنوي في جرائم الشركات التجارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬
‫كلية الحقوق طنجة‪ ،‬الصفحة ‪ 726‬السنة الجامعية ‪.2116-2115‬‬

‫‪331‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫قواعد هذه المسؤولية وال شروطها‪ ،‬أي انه نص معاقب وليس مجرم‪ ،‬باإلضافة إلى انه لم يحدد أنواع األشخاص المعنوية التي‬

‫يمكن مساءلتها جنائيا‪ ،‬باإلضافة إلى الحكم على األشخاص المعنوية بالعقوبات األصلية كالغرامة والتدابير الوقائية العينية‪:‬‬

‫كإغالق المؤسسة‪ ،‬أو المصادرة‪ ،‬أو الحل ونشر الحكم‪ ،‬وقد أشار الفقيه احمد الخمليشي إلى انه‪:‬‬

‫'' في حالة ارتكاب الشخص المعنوي لجناية فانه يقدم إلى المحكمة الجنائية التي تصدر الحكم عليه بالعقوبات الواردة في‬

‫الفصل ‪ 927‬أي انه ال يجوز لها الحكم عليه بأية عقوبة غير منصوص عليها في هذه المادة''‪.1‬‬

‫كما أشار المشرع المغربي في قانون المسطرة الجنائية‪ 2‬في بابه السادس المتعلق بأحكام خاصة ببطائق األشخاص المعنوية‬

‫من المادة ‪ 573‬إلى المادة ‪ ،535‬الهدف منها جمع المعلومات المتعلقة بالعقوبات او التدابير الصادرة في حق األشخاص‬

‫المعنوية أو في حق األشخاص الذاتيين المسيرين لها‪ ،‬وطبقا لقواعد المسؤولية الجنائية التقليدية ال يجوز مساءلة شخص إال‬

‫عن فعله الشخصي‪ ،‬ولكن في مجال القانون الجنائي لألعمال ظهرت مسؤولية القائم على إدارة الشخص المعنوي أو ممثله‬

‫القانوني‪ ،‬حيث اخذ المشرع المغربي عند تنظيم مجال األعمال واالقتصاد نصوص قانونية تهم الشركات‪ ،‬ويهدف من خاللها‬

‫إلى توفير الحماية القانونية للنظام العام االقتصادي واالجتماعي الذي تضطلع به المقاوالت والشركات التجارية‪ ،‬بالرغم من‬

‫تقوية هذه الضمانة بالتدابير الزجرية التي شكلت قانونا جديدا هو القانون الجنائي للشركات أو القانوني الجنائي لألعمال‪ ،‬وقد‬

‫قوبل هذا الجانب الزجري في الشركات بالرفض من طرف رجال األعمال الذين راو فيه عرقلة قانونية للمبادرة الحرة وقيدا‬

‫على حريتهم في التجارة‪ ،3‬وعموما فان المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي أضحت من الثوابت فقها وتشريعا في ظل القانون‬

‫الجنائي عامة والقانون الجنائي لألعمال على وجه الخصوص‪ ،‬إال أن هذا الثبات اليزال في حاجة إلى تدقيق وتحديد في‬

‫مجال األعمال‪ ،‬وال سيما إدارة وتسيير الشركات ورقابتها‪ ،‬حيث أن المقتضيات الجنائية المنصوص عليها في قوانين الشركات‬

‫تلتزم الصمت فيما يتعلق بالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي وتقتصر على تحميل المسؤولية لألشخاص الطبيعيين‪ ،‬او‬

‫تنطوي على خلط فرضه المنطق العملي بين الشخص الطبيعي والشخص المعنوي‪ ،‬اذ يبدو وكان االمر يتعلق بشخص واحد‬

‫اثناء المساءلة الجنائية‪ ،‬وكمثال على ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 936‬من القانون البنكي المؤرخ في ‪.42225/22/94‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف الفقه والقضاء المغربيين من المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪:‬‬

‫‪ -1‬احمد الخمليشي‪ ،‬شرح القانون الجنائي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬مكتبة المعارف الرباط‪ ،‬الطبعة االولى ‪.7995‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 22- 17‬ال متعلق بالمسطرة الجنائية الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 7-12-255‬بتاريخ ‪ 16‬اكتوبر ‪ ,2112‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪5911‬‬
‫بتاريخ ‪ 2116/17/61‬صفحة ‪.675‬‬
‫‪ -3‬محمد كرم المسؤولية الجنائية لمراقب الحسابات في شركة المساهمة على ضوء القانون المغربي والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ ،‬الدار البيضاء السنة الجماعية ‪.2117-2111‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 765‬من القانون البنكي على‪ " :‬يعاقب بالحبس من ‪ 6‬أشهر الى سنة وبغرامة من ‪ 5111‬درهم الى ‪ 711‬ألف درهم او بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل‬
‫شخص عامل لحسابه الخاص او لحساب الشخص المعنوي‪."...‬‬

‫‪332‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫لقد استقر قضاء المجلس األعلى قبل صدور القانون الجنائي الحالي على رفع المسؤولية الجنائية عن الشخص المعنوي‪،‬‬

‫وبصدور القانون الجنائي سنة ‪ 9.52‬أقر المشرع مبدأ مساءلة الشخص المعنوي جنائيا في الفصل ‪ 927‬منه‪ ،1‬وقد أثارت‬

‫مقتضيات الفصل ‪ 927‬من مجموعة القانون الجنائي المفصلة أعاله مناقشات فقهية كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬والتي نتج‬

‫عنها تضارب في األحكام القضائية إذ تارة يتابع الشخص المعنوي وتارة الشخص الطبيعي‪ ،‬نظ ار لما يكتنف هذا الفصل من‬

‫غموض وثغرات ونقائص أوجدت صعوبات في تطبيقه لدى النيابات العامة وقضاء الحكم‪.‬‬

‫فإذا كانت النيابة العامة هي المحرك الرئيسي للدعوى العمومية‪ ،2‬إال أن المشرع جعل سلطتها مقيدة ببعض الشكليات‪ ،‬وهذا‬

‫ما جعل هذا المفهوم يتبلور بشكل كبير في ميدان األعمال‪ ،‬حيث أصبح تحريك الدعوى العمومية في القانون الجنائي للشركات‬

‫محكوما بشروط خاصة تقتضي تدخل بعض األشخاص وبعض المؤسسات‪ ،‬فقرار النيابة العامة بتحريك المتابعة في بعض‬

‫جرائم الشركات يقتضي ضرورة وجود شكاية من الضحية أو اإلدارة المختصة‪ ،‬غير أن القضاء استقر على تقرير مسؤولية‬

‫الممثل القانوني للشخص المعنوي في العديد من الجرائم‪ ،‬ال سيما منها جرائم الشيك وذلك بالنظر لطبيعة هذه الجرائم وما‬

‫أضحت تثيره من نقاش قانوني في الوقت الحاضر‪ ،‬وذلك لكون األشخاص المعنوية تضطر في معامالتها إلى التعامل بالشيك‬

‫لضبط حساباتها وتمنح لوكالئها سواء كانوا مدراء أو مسيرين صالحية إصدار هذه الشيكات والتعامل بها باسمها‪ ،‬ويحدث‬

‫أحيانا أن يصدر ويوقع هؤالء الوكالء شيكات باسم األشخاص المعنوية لكنها بدون رصيد‪ ،‬وهنا يطرح التساؤل والنقاش‬

‫القانوني حول من يتحمل المسؤولية الجنائية عن الفعل الجرمي والمتمثل في إصدار شيك بدون مؤونة‪ ،‬هل يتحملها الشخص‬

‫المعنوي صاحب الرصيد المسحوب عليه‪ ،‬أم يتحملها الشخص الذاتي الذي أصدر الشيك ووقع عليه بصفته وكيال عن‬

‫الشخص المعنوي‪.‬‬

‫ان الجواب عن هذا التساؤل يقتضي تحديد طبيعة العالقة القانونية التي تربط ما بين هذين الشخصين‪ :‬الشخص المعنوي‬

‫صاحب الرصيد والشخص الذاتي المصدر والموقع على الشيك‪ ،‬ولقد حدد الفقه طبيعة هذه العالقة في نطاق مقتضيات عقد‬

‫الوكالة بحيث أن الشخص المعنوي يوكل الشخص الذاتي بالتوقيع على الشيكات نيابة عنه ويبلغ البنك باسم هذا الوكيل و‬

‫بنموذج من توقيعه‪ ،‬يكون ملزما عند قيامه بالمهمة الموكولة إليه في نطاق عقد الوكالة بالتقيد بمقتضيات هذا العقد الذي‬

‫يسمح له في نطاق مقتضيات الفصول ‪37.‬إلى‪ 3.6‬من قانون اإللتزامات والعقود بالقيام فقط باألعمال المشروعة لفائدة‬

‫موكله‪ ،‬فإذا أقدم الوكيل على إصدار شيك بدون مؤونة نيابة عن موكله فإنه يعتبر في هذه الحالة قد ارتكب عمال غير‬

‫‪ -1‬خالد الدك‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 11‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الفقرة األولى‪ ،‬على‪ " :‬يتلقى وكيل الملك المحاضر والشكايات والوشايات ويتخذ بشأنها ما يراه مالئما ''‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫مشروع خالف فيه مقتضيات عقد الوكالة‪ ،1‬وأحكام عقد الوكالة وإن وردت في القانون المدني إال أن الربط بينها وبين الموضوع‬

‫الذي نناقشه‪ ،‬والذي له صبغة جنحية يجد سنده في الفصل ‪ 2.2‬من قانون المسطرة الجنائية الذي ينص على أنه‪ '' :‬إذا كان‬

‫إثبات الجريمة متوقفا على حجة جارية عليها أحكام القانون المدني فيراعي القاضي في ذلك قواعد القانون المذكور''‪ ،‬وفي‬

‫هذا اإلطار ينص الفصل ‪ 37.‬من ظهير االلتزامات والعقود على أن ‪:‬‬

‫'' الوكالة عقد بمقتضاه يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه''‪ ،‬كما ينص الفصل ‪ 3.6‬من نفس الظهير‬

‫على أن ‪ '':‬الوكيل عليه أن ينفذ بالضبط المهمة التي كلف بها وال يسوغ له أن يجري أي عمل يتجاوز أو يخرج عن حدود‬

‫الوكالة''‪.‬‬

‫وتأسيسا على المقتضيات القانونية والراي الفقهي المذكوران أعاله‪ ،‬فان الشخص الذاتي عندما يصدر شيكا بدون مؤونة‬

‫بصفته وكيال‪ ،‬يكون قد خرج عن حدود الوكالة المسندة إليه ويرتكب عمال غير مشروع في حق موكله‪ ،‬والعمل الغير المشروع‬

‫حسب الفصل ‪ 77‬من ظهير االلتزامات والعقود يتضمن الجرائم وأشباه الجرائم‪ ،‬وفعل إصدار شيك بدون مؤونة يصنف في‬

‫خانة الجرائم‪ ،‬ألنه جريمة عمدية تتحقق بتوجيه إرادة مرتكبها إلى إصدار شيك مع علمه بعدم وجود الرصيد‪ ،‬وهما أمران ال‬

‫يمكن تصورهما إال في الشخص الذاتي‪ ،‬فهو وحده المؤهل ألن يعلم ما إذا كان للشخص المعنوي رصيد بالبنك أم ال قبل‬

‫إصدار الشيك‪ ،‬أما الشخص المعنوي فهو ليس بشخص آدمي يتمتع باإلدراك وباإلرادة‪ ،‬وإنما هو شخص اعتباري يوكله الغير‬

‫ليدير أموره‪ ،‬وبذلك فإن الوكيل الذي يصدر شيكا بدون مؤونة نيابة عن الشخص المعنوي يتحمل المسؤولية الجنائية بمفرده‪،‬‬

‫والسند في ذلك أن أحد عناصر المسؤولية الجنائية لهذه الجريمة وهو عنصر سوء النية أي القصد الجنائي المتمثل في العلم‬

‫بعدم وجود الرصيد ال يمكن تصوره إال في الشخص الذاتي‪ ،‬لذلك كان من الطبيعي أن ال يسأل جنائيا الشخص المعنوي عن‬

‫هذه الجريمة النتفاء قصده الجنائي‪ ،‬أما الوكيل فإنه هو الساحب الفعلي للشيك ولو بصفة الوكالة وهو الذي يتوفر في جانبه‬

‫القصد الجنائي أو سوء النية أي العلم بعدم وجود الرصيد وهو الذي يتحمل إذن المسؤولية الجنائية‪ ،‬وهذا الرأي يساير فلسفة‬

‫المشرع بخصوص هذه الجريمة التي لم يشترط فيها القصد الجنائي الخاص المتمثل في نية اإلضرار بالمستفيد أو اإلثراء‬

‫على حسابه‪ ،‬وإنما اشت رط فيها القصد الجنائي العام المتمثل في سوء النية بعلم الساحب بعدم وجود الرصيد‪ ،‬والمؤكد أن‬

‫المشرع كان هدفه من وراء موقفه هذا زجر المتالعبين بإصدار شيكات بدون مؤونة وزجر المحتالين بخلق شركات وهمية أي‬

‫أشخاص معنوية‪ ،‬والقيام بأعمال غير مشروعة تحت مظلتها والنصب على المتعاملين معها باسمها‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد لفروجي‪ ،‬الشيك واشكاالته القانونية والعملية‪ ،‬الطبعة األولى ماي ‪ ،7999‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ص ‪.616‬‬
‫‪ -‬انظر كذلك امحمد جعكيك‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن جريمة اصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬مقال منشور بمجلة المرافعة‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 75-71‬دجنبر‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 2‬امحمد جعكيك‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن جريمة اصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬م س‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫وإذا كان الساحب صاحب الحساب ال تثير مسؤوليته الجنائية أي إشكال قانوني بخصوص إصدار الشيكات‪ ،‬فإن التساؤل‬

‫أثير عمليا أمام المحاكم حول المسؤولية الجنائية للممثل القانوني للشخص المعنوي بخصوص جنحة عدم توفير مؤونة شيك‪،‬‬

‫لكونه ليس صاحب الحساب البنكي وال يستفيد شخصيا من التعامل به على اعتبار ان الشخص المعنوي المذكور ال يمكن‬

‫الحكم عليه إال وفق العقوبات المذكورة في الفصل ‪ 927‬من القانون الجنائي‪ ،‬وقد استقر العمل القضائي المغربي وعلى رأسه‬

‫محكمة النقض على تقرير مسؤولية الممثل القانوني بخصوص الشيك الذي قام بسحبه دون التوفر على المؤونة الكافية ليساير‬

‫بذلك مقتضيات المادة ‪ 395‬من مدونة التجارة التي تتحدث عن الساحب الذي ال يمكن أن يكون إال الشخص الطبيعي الذي‬

‫قام بسحب الشيك‪ ،‬وليس الشخص المعنوي صاحب الحساب‪.‬‬

‫وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض ما يلي‪ ":‬و حيث إن ما أثاره الدفاع من استقالل ذمة الظنين المالية عن ذمة الشركة‬

‫التي يمثلها و إن كان في محله إال أن مسؤولية عدم توفر حساب الشركة على مقابل الشيكات التي سحبها باسمها تقع عليه‬

‫العترافه تمهيديا بتوقيع الشيكات التي أثبتت الشواهد البنكية أنها ال تتوفر على مؤونة و لكون الفصل ‪ 395‬إنما يعاقب ساحب‬

‫الشيك و ليس صاحب الحساب …‪.1".‬‬

‫وبالرجوع الى المقتضيات القانونية الزجرية المتعلقة بالشيك يتضح انها ال تميز بخصوص المسؤولية الجنائية عن سحب‬

‫الشيك بدون مؤونة ما بين وضعيتي الشخص الطبيعي عندما يسحب شيكاته الشخصية أو حينما يمضي شيكات غيره بتفويض‬

‫منه كحالة الوكيل عن الشخص المعنوي‪ ،‬مما يستوجب معاقبته في كلتا الحالتين باعتباره ساحبا في كل منهما‪ ،2‬اما بخصوص‬

‫العقوبات المنصوص عليها بمقتضى المادة ‪ 395‬من مدونة التجارة نجد انها جاءت مقرونة بعقوبة سالبة للحرية ولم تجعل‬

‫المادة المذكورة إمكانية الخيار بين الحكم بإحدى العقوبتين فقط‪ ،‬وهو ما ال يستقيم مع مقتضيات الفصل ‪ 927‬من مجموعة‬

‫القانون الجنائي الذي عاقب الشخص المعنوي بالعقوبة المالية فقط‪ ،3‬كما ان التوجه الذي استقرت عليه محكمة النقض في‬

‫تقريرها لمبدأ المسؤولية الجنائية لممثل الشخص المعنوي‪ ،‬سارت عليه العديد من محاكم الموضوع''‪ ،4‬وعموما فان الفقه‬

‫‪ - 1‬قرار عدد ‪ 71/7915‬صادر في الملف الجنحي عدد ‪ 2111/5917‬بتاريخ ‪ ،2111/11/71‬منشور بمؤلف محمد لفروجي "جرائم الشيك‬
‫وعقوبتها الجنائية والمدنية" مطبعة النجاح الجديدة ص ‪.761‬‬
‫‪ -2‬أنظر في هذا الشأن قرار محكمة النقض بغرفتين عدد ‪ 2717‬المؤرخ في ‪ 2112/77/21‬في الملف عدد ‪ 99/7199‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪ 711‬ص‬
‫‪ 271‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬انظر في هذا االتجاه قرار محكمة النقض الصادر في الملف عدد ‪ 2119/71/6/75796‬منشور بمجلة "النشرة اإلخبارية للمجلس األعلى" مركز النشر والتوثيق‬
‫القضائي‪ .‬مطبعة األمنية – الرباط العدد ‪ 21‬مارس ‪ 2119‬ص‪. 26‬‬
‫‪ - 4‬وفي هذا اإلطار نذكر حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بأسفي بتاريخ ‪ 2171/72/71‬في الملف الجنحي عدد ‪ 71/922:‬غير منشور‪ ،‬والذي من ضمن ما جاء‬
‫في حيثياته ما يلي‪:‬‬
‫'' وحيث ان الشخص المعنوي ال يتحمل المسؤولية الجنائية عن جنحة إصدار شيك دون التوفر على المؤونة الالزمة‪ ،‬وان الذي يتحملها هو وكيل هذا الشخص المعنوي‬
‫أي الشخص الذاتي الذي أصدر بفعله وإرادته الشيك دون أن يتأكد من وجود الرصيد من عدمه ب اعتباره صاحب العلم و اإلرادة و بحكم العالقة القانونية التي تربطه‬
‫مع موكله للقيام باألعمال المشروعة لفائدته‪ ،‬وبالتالي فإن مقتضيات الفصل ‪ 721‬من القانون الجنائي ال تجد لها سندا للتطبيق في نازلة الحال لكونها تحدد إطارا قانونيا‬
‫للعقوبات التي يمكن صدورها في حق الشخص المعنوي وال تتعلق أبدا بتجريم األفعال أو تحديد المسؤوليات الجنائية التي يجب الرجوع في شانها إلى مختلف‬
‫النصوص القانونية األخرى التي تحدد عناصر وأركان كل جريمة على حدة كما هو الشأن بالنسبة للمادة ‪ 676‬من مدونة التجارة محل المتابعة في هذه النازلة‪.‬‬
‫وحي ث إنه لما كان األمر كذلك ووفقا لما انتهت إليه المحكمة أعاله فإن المتهم ‪ ....‬باعتباره ممثال قانونيا لشركة ‪ .....‬يتحمل مسؤولية جنائية شخصية بخصوص الشيكات‬
‫التي قام بسحبها باسم الشركة المذكورة والتي تبين فيما بعد انها ال تتوفر على المؤونة الكافية‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫والقضاء مجمعان على اعتبار الممثل القانوني للشخص المعنوي مسؤوال جنائيا عن الشيك الذي قام بسحبه دون التوفر على‬

‫مؤونة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫تعرضنا عبر هذه الدراسة للمسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية في مجال االعمال منذ بداية الفكرة نتيجة للتطور‬

‫االقتصادي والمالي الذي عرفه العالم وما صاحبه من ظهور وانتشار المؤسسات المالية الى غاية التكريس الفعلي لهدا المبدأ‬

‫وفقا للقانون الجنائي المغربي‪ ،‬حيث تبين لنا بان المشرع المغربي قد احاط مجال االعمال بحماية قانونية كبير اخذا بعين‬

‫تلعبه الشركات التجارية وغير من المؤسسات ذات الصلة بمجال األعمال في تطوير االقتصادية‬ ‫االعتبار الدور الذي‬

‫الوطني واستقرار المعامالت التجارية‪.‬‬

‫وقد خلصنا الى انه لقيام المسؤولية الجنائية البد أن يتم ارتكاب الجريمة لحساب الشخص المعنوي عن طريق أحد أعضائه‬

‫أو ممثليه‪ ،‬وان المشرع المغربي قد حدد العقوبات التي يمكن تطبيقها في إطار تكريس هذه المسؤولية على الجرائم محل‬

‫المساءلة‪.‬‬

‫وفي كل األحوال فإننا نستطيع إبداء مجموعة من المالحظات على قواعد المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي على ضوء‬

‫مقتضيات التشريع الجنائي المغربي وهي كالتالي‪:‬‬

‫إن المشرع المغربي وإن أقر المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬إال أنه لم يحدد قواعد هذه المسؤولية وال شروطها‪،‬‬

‫مما يجعل الفصل ‪ 927‬اساس مساءلتها يظل نصا معاقبا وليس مجرما‪ ،‬اضافة الى انه لم يحدد انواع االشخاص المعنوية‬

‫التي يمكن مساءلتها جنائيا‪.‬‬

‫إن المشرع المغربي وان اقر مبدا مسالة االشخاص المعنوية‪ ،‬إال انه لم يحدد مسؤولية هؤالء األشخاص في مرحلة التكوين‬

‫والتصفية ومسؤولية األشخاص المعنوية الواقعية وشركات المحاصة‪ ،‬ويصعب الركون إلى الحلول التي قدمها فقهاء القانون‬

‫في هذا المجال فما يصلح في نطاق القانون المدني أو التجاري قد ال يصلح في نطاق قانون العقوبات الذي يحكمه مبدأ‬

‫التفسير الضيق‪.‬‬

‫إن المشرع المغربي قد حصر مسؤولية الشخص المعنوي في حالة ارتكاب الجريمة لحسابه و بواسطة أحد ممثليه أو‬

‫أعضائه‪ ،‬وقد كان حريا به تحقيقا للعدالة أن يحدد بدقة االشخاص المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم‪ ,‬وان يمدد هذه المسؤولية‬

‫وحيث إنه يعتبر مرتكبا لجنحة إصدار شيك دون مؤونة طبقا للمادة ‪ 676‬مدونة التجارة ساحب الشيك الذي أغفل أو لم يقم بتوفير مؤونة الشيك قصد أدائه عند تقديمه‬
‫لالستخالص‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫حتى في حالة ارتكاب الفعل الجرمي بواسطة أحد العاملين فيه الذي لهم تأثير على اتخاد القرار‪ ,‬فمن ناحية نجد أن بعض‬

‫الموظفين ليسوا من أعضاء الشخص المعنوي أو ممثليه و على الرغم من ذلك لهم تأثير كبير في اتخاذ القرار‪ ،‬ومن ناحية‬

‫ثانية فقد يترتب على تصرف عامل بسيط وقوع كارثة بحيث تلقى المسؤولية الجنائية على عاتقه وحده على الرغم من أن‬

‫الفاعل الحقيقي هو الشخص المعنوي الذي لم يراعي اإلجراءات األمنية الالزمة‪.‬‬

‫إن المشرع الغربي وإن استحدث المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي إال انه لم يحدث انسجام من حيث العقوبات بين‬

‫النصوص التي تحكم الجرائم المتابع بها فيما بينها وبين القاعدة العامة الواردة في الفصل ‪ 927‬من مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫إن المشرع المغربي وإن أقر مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية وهي خطوة جريئة فرضتها التحوالت االقتصادية والسياسية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬إال انه تسرع في إقرارها دون النظر إلى تعديل باقي النصوص القانونية األخرى وفق ما يتماشى مع طبيعة‬

‫الشخص المعنوي‪ ،‬وهو ما سيرتب إشكاالت عملية عند التطبيق تفرزها ذات النصوص في غياب إمكانية إسقاط القواعد‬

‫العامة الختالف طبيعة التعامل بين الشخص المعنوي والطبيعي‪.‬‬

‫الئحـــــة المراجـــــع‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫الكتب العامة‪:‬‬

‫‪ -‬احمد الخمليشي‪ ،‬شرح القانون الجنائي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬مكتبة المعارف بالرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪.9.36 ،‬‬

‫‪ -‬احمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الطبعة السادسة‪.9..5،‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية االلتزام‪ ،‬المجلد االول‪ ،‬رقم ‪.649‬‬

‫‪ -‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.222.،‬‬

‫‪ -‬لطيفة الداودي‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2293‬‬

‫‪ -‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات (القسم العام)‪ ،‬دار النهضة العربية‪.9.3. ،‬‬

‫‪ -‬محي الدين الذين امزازي‪ ،‬العقوبة‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط ‪.9..3‬‬

‫الكتب المتخصصة‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد محمود الخولي‪ :‬نظرية الشخصية االعتبارية بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‪،‬‬

‫‪ ،2223‬القاهرة‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No°2,pp 323-338 Oct2023‬‬

‫‪ -‬امحمد لفروجي‪" ،‬جرائم الشيك وعقوبتها الجنائية والمدنية" مطبعة النجاح الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬امحمد لفروجي‪ ،‬الشيك واشكاالته القانونية والعملية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ماي ‪.9...‬‬

‫‪ -‬شريف سيد كامل‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬دراسة مقارنة دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫‪.9..7‬‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫‪ -‬عاتق ابو زيد‪ ،‬معضلة الركن المعنوي في جرائم الشركات التجارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬

‫الخاص‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية الحقوق طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2225-2226‬‬

‫‪-‬محمد كرم المسؤولية الجنائية لمراقب الحسابات في شركة المساهمة على ضوء القانون المغربي والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل‬

‫الدكتوراه في الحقوق جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء السنة الجماعية ‪.2229-2222‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫‪-‬امحمد جعكيك‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن جريمة اصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬مقال منشور بمجلة المرافعة‪،‬‬

‫عدد مزدوج ‪ 96-94‬دجنبر مطبعة النجاح الجديدة‪.‬‬

‫المقاالت االلكترونية‪:‬‬

‫‪-‬خالد الدك‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬مقال منشور بموقع العلوم القانونية االلكتروني بتاريخ ‪،2293/23/94‬‬

‫تاريخ الزيارة ‪ ،2229/27/25‬الساعة الواحدة زواال‪.‬‬

‫المجالت‪:‬‬

‫‪-‬مجلة "النشرة اإلخبارية للمجلس األعلى" مركز النشر والتوثيق القضائي‪ ،‬مطبعة األمنية – الرباط العدد ‪ 22‬مارس ‪222.‬‬

‫‪-‬مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ 3‬فبراير ‪.222.‬‬

‫‪338‬‬

You might also like