Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
سبقت االشارة الى أن مفهوم أشخاص الحق يتسع ليشمل كال من الشخص الطبيعي و الشخص المعنوي أو االعتباري ،هذا االخير
أوجدته ضرورات في المجتمع استوجبت تكتل مجموعة من االشخاص أو االموال لتحقيق أهداف محددة غالبا ما يعجز االنسان عن
تحقيقها بمفرده أو قد يستغرق الوصول اليها سنوات طويلة تتجاوز عمره ،و هو ما جعل المشرع يتدخل ليعترف لهذه الكيانات
بالشخصية القانونية ،و من بين هذه االشخاص الشركات و الجمعيات و المؤسسات و غيرها.
- 1تعريف الشخص المعنوي :يعرف الشخص المعنوي على أنه مجموعة من األشخاص أو األموال التي تهدف الى تحقيق غرض معين
و يمنحها القانون الشخصية القانونية بالقدر الالزم لتحقيق ذلك الغرض.
و بهذا يتضح بأن الشخص المعنوي يتكون من عنصرين أحدهما موضوعي يتمثل في اتحاد مجموعة من األشخاص أو األموال ،و
ثانيهما شكلي يتمثل في اعتراف المشرع لتلك المجموعة بالشخصية القانونية.
-2بداية الشخصية القانونية للشخص المعنوي.
الحظنا بأن الشخص المعنوي يتكون من عنصرين أحدهما موضوعي و اآلخر شكلي ،و عليه فإن اعتراف القانون أو السلطة
المختصة بالشخص المعنوي يعد بمثابة شهادة ميالد لهذا األخير ،فتبدأ شخصيته القانونية من تاريخ االعتراف ،علما أن هذا األخير قد
يكون عاما و قد يكون خاصا.
و يكون االعتراف عاما في الحاالت التي يحدد فيها المشرع شروطا ،فإن توافرت في أي مجموعة من االشخاص أو األموال
اكتسبت الشخصية القانونية ،أما االعتراف الخاص فهو االقرار الصادر بموجب تشريع أو قرار تعترف فيه الدولة بالشخصية القانونية
لكيان معين ،و معنى هذا أن االعتراف العام يتعلق بحاالت ال حصر لها و يكفي أن تتوافر في تلك المجموعة شروطا محددة سلفا لتبدأ
شخصيتها القانونية ،و مثال ذلك الشركات ،أما االعتراف الخاص فيخص كيانا معينا بالذات بالنظر الى اهميته االستراتيجية أو
الوطنية.
-3خصائص الشخص المعنوي.
للشخص المعنوي مجموعة من الخصائص أو المميزات ذات طبيعة خاصة تختلف عن المميزات التي سبقت االشارة اليها في
معرض حديثنا عن الشخص الطبيعي ،هذه الخصائص هي:
أ-االهلية :بمجرد نشأة الشخص المعنوي تثبت له أهلية الوجوب التي تؤهله الكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات اال ما كان منها
مالزما لصفة االنسان لتعارضها مع طبيعته.
و مع ذلك فال بد من االشارة الى أن تمتع الشخص المعنوي بالحقوق و الواجبات مرتبط بالغرض الذي انشأ له ، ،أي أن أهليته
محدودة بما هو مبين في سند انشائه أو بما قرره القانون ،فال يجوز أن يتعداه ،و هو ما يعرف بمبدأ التخصيص ،و بمعنى أخر تعد
أهلية الشخص المعنوي ثابتة له في الحدود و األهداف التي أنشأ ألجلها فقط و ذلك على خالف الشخص الطبيعي الذي له صالحية
اكتساب كل الحقوق المقررة قانونا.
أما في ما يخص أهلية األداء فقد اختلف الفقه بشأنها ،حيث ذهب جانب منه الى عدم االعتراف للشخص المعنوي بهذه األهلية ألنه ال
ارادة له ،و من المعلوم أن أهلية األداء مناطها االرادة ،بينما يرى جانب آخر بأن الشخص المعنوي يتمتع بأهلية األداء و لكنها تختلف
من حيث المضمون عن أهلية الشخص الطبيعي ،و ذلك ألن له ارادة و لكنها غير محسوسة يتولى التعبير عنها شخص طبيعي ينوب
عنه هو مديره أو رئيسه أو المكلف بتسييره و تمثيله.
ب-الذمة المالية :سبقت االشارة الى أن الذمة المالية هي مجموع ما للشخص من حقوق و ما عليه من واجبات ذات طبيعة مالية ،و كما
أن للشخص الطبيعي ذمة مالية فإن للشخص المعنوي أيضا ذمة مالية تثبت له بمجرد نشأته ،و هي ذمة مستقلة عن الذمم المالية لمسيره
أو مكونيه ،و عليه فإن دائني الشخص المعنوي يختلفون عن دائني المسيرين أو المكونين أو ممثلي ذلك الشخص كقاعدة عامة ،ونفس
الشيء ينطبق على المدينين ايضا.
و بناء عليه فإنه ال يجوز مثال لدائني شخص معنوي معين أن يطالبوا المدير بالوفاء من ماله الخاص ،و ذلك ألن ذمة ذلك المدير
مستقلة عن ذمة الشخص المعنوي.
ج-حق التقاضي :يعد حق التقاضي من أهم مميزات الشخص المعنوي ،فهو ميزة و حق في نفس الوقت و هو ما يعطي له امكانية
مقاضاة الغير أمام القضاء بوصفه مدعيا و هذا عن طريق ممثله القانوني ،كما يمكن أن ترفع ضده الدعاوى القضائية بوصفه مدعا
علي
د-االسم :لكل شخص معنوي اسم خاص به يميزه عن غيره من األشخاص ،و غالبا ما يستمد اسم الشخص المعنوي من الغرض الذي
انشأ له مثل المؤسسة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية ،أو من اسماء مؤسسيه مثل شركة محمد و شركاؤه ،و الشرط الوحيد هو أن ال
يكون هذا االسم مخالفا للنظام العام و اآلداب.
ه-الحالة :إن حالة الشخص المعنوي تختلف عن حالة الشخص الطبيعي ،بحيث ال يتصور أن يكون للشخص المعنوي حالة عائلية أو
حالة دينية ،فال تثبت له بالتالي اال الحالة السياسية و المتمثلة في الجنسية ،أي انتماؤه لدولة معينة.
و اذا كان تحديد جنسية أشخاص القانون العام ال تثير أية مشكلة ألنها تابعة للدولة و تتمتع بجنسيتها ،فإن اشخاص القانون الخاص
تثير تلك المشكلة خاصة في ما يتعلق بالشركات ،بحيث تختلف التشريعات في تحديد المعيار الذي يتعين االعتماد عليه لمنح جنسية
الدولة الى شركة معينة.
و من بين المعايير التي اعتمدت عليها بعض التشريعات معيار مكان التأسيس أو التكوين فتتمتع الشركة بجنسية الدولة التي أسست
فيها ،و منها من يأخذ بمعيار مكان مزاولة النشاط فتمنح الشركة جنسية الدولة التي تمارس فيها نشاطها ،و من التشريعات التي تعتمد
على معيار مركز االدارة الرئيسي ،فيكون للشركة جنسية الدولة التي يتواجد فيها مقر ادارتها الرئيسي ،و أخرى تأخذ بمعيار جنسية
المؤسسين فيكون للشركة جنسية مؤسسيها او غالبيتهم .و بالنظر الى اختالف تلك التشريعات فقد يكون للشركة اكثر من جنسية واحدة
و من هنا ظهر مصطلح الشركات متعددة الجنسيات.
و-الموطن :للشخص المعنوي موطن مستقل عن موطن االشخاص الطبيعية التي تسيره أو تلك التي تكونه ،فموطن الشركة مثال يختلف
عن موطن المدير و موطن الجمعية يختلف عن موطن رئيسها و هكذا.
و غالبا ما يكون موطن الشخص المعنوي هو المكان الذي يتواجد فيه مقر االدارة الرئيسي.
-4أنواع االشخاص االعتبارية :نصت المادة 49من القانون المدني على ما يلي:
(( االشخاص االعتبارية هي:
-الدولة :الوالية ،البلدية.
-المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري.
-الشركات المدنية و التجارية.
-الجمعيات و المؤسسات.
-الوقف.
-كل مجموعة من اشخاص او اموال يمنحها القانون شخصية قانونية)).
و عليه يمكن تقسيم األشخاص المعنوية الى:
-أشخاص القانون العام :و تتمثل في الدولة :الوالية ،البلدية ،المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري.
-أشخاص القانون الخاص :و تتمثل في الشركات المدنية و الشركات التجارية و المؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي ،و
الجمعيات و الوقف.
-5انقضاء الشخص االعتباري :تنقضي الشخصية القانونية للشخص االعتباري بعدة اسباب هي:
-بانقضاء األجل الذي حدد له في سند انشائه ،فإذا حدد لشركة معينة مثال عشر سنوات،فإنها تنقضي بمجرد انقضاء هذه المدة.
-بتحقق الغرض الذي انشأ ألجله الشخص المعنوي ،فإذا انشأت شركة لبناء سد مثال فإنها تنقضي بمجرد االنتهاء من بناء ذلك السد.
-باستحالة تحقق الهدف الذي أنشأ ألجله الشخص المعنوي ،فإذا انشات شركة معينة مثال من اجل صناعة دواء معين ثم اصدرت الدولة
قانونا يمنع تصنيع ذلك الدواء انقضت الشركة و انتهت شخصيتها القانونية الستحالة تحقيق غرضها.
-حل الشخص المعنوي ،و يكون الحل اختياريا كاتفاق الشركاء على حل الشركة ،كما قد يكون قضائيا بموجب حكم قضائي ،اضافة الى
الحل االداري و الذي يكون بموجب قرار اداري صادر عن الجهة المختصة.