You are on page 1of 11

‫الشخصية المعنوية للشركة باعتبارها ضامنة للحقوق وملزمة‬

‫للواجبات‬
‫القرباص‪07:27:00 06/07/2018 ‬‬ ‫بواسطة‪ ‬منى‬
‫‪: ‬حجم الخط‪          ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫آخر األخبار‬

‫‪‬‬ ‫في ظل تشبث المغرب بموقفه الحازم‪...‬إسبانيا تضطر لإلعالن عن استمرار إغالق معبر "باب سبتة" لفترة طويلة‬

‫‪‬‬ ‫تحالف دولي يُدين تجنيد األطفال بمخيمات تندوف‬

‫‪‬‬ ‫"بعد تناسل فضائحها المتتالية‪ :‬قادة دول عربية يرفضون حضور القمة المرتقبة بـ"الجزائر" وهذه أهم أسباب "التأجيل‬

‫‪‬‬ ‫!لهذا السبب محكمة الحسيمة تقضي بتسليم زوج قاصر إلى ولي أمره‬

‫‪‬‬ ‫أخنوش‪ :‬األغلبية الحكومية منسجمة وتضم كفاءات قادرة على تنزيل برنامجنا‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫إن الشخصية المعنوية هي بصفة عامة كل الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يثبت‬
‫‪.‬عليها اإللتزامات واآلثار‪ ،‬بحيث يكون لها ذمة مالية مستقلة‪ ،‬تماما مثل األشخاص الطبيعيين‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن أشهر تعريف يمكن أن نعرفبه الشخصية المعنوية هو كاآلتي‪" :‬هي مجموعة‬
‫األشخاص واألموال التي تهدف إلى تحقيق غرض معين‪ ،‬ويعترف القانون لها بالشخصية القانونية بالقدر‬
‫‪".‬الالزم لتحقيق ذلك الغرض‬
‫ولعل القارء هنا يتساءل عن موقع مصطلح الشخص اإلعتباري؟ نقول بكل بساطة أن إطالق مصطلح‬
‫األشخاص اإلعتباريين كناية عن أنها أشخاص تكتسب الشخصية القانونية حكما أي بنص القانون الذي‬
‫اعتبرها كذلك‪ ،‬وفي ذات الوقت يعني ضمنياأنها ليست أشخاصا طبيعية‪ ،‬وإنما يمنحها المشرع تلك الصفة‬
‫القانونية والتي أسماها باإلعتبارية ليبين لناأنها تتمكن من أن تمارس حقوقا وتلتزم بواجبات في سبيل‬
‫تحقيق أغراض‪ I‬اجتماعية معتبرة سواء للمجتمع كله أو لطائفة من طوائفه‪ .‬وذلك كما عرفها الدكتور‬
‫"محمد جمال الذنيبات"بقوله‪ ،‬هي‪" :‬كالمجموعة من األشخاص أو األموال التي تثبت لها الشخصية‬
‫‪".‬الحكمية بمقتضى القانون‬
‫وعلي‪ ،‬فإن توافر جميع األركان في عقد الشركة‪ ،‬ينشأ لنا عقد شخص جديد‪،‬أال وهو الشخص المعنوي‬
‫الذي ينفصل عن شخصية الشركاء‪ ،‬وال فرق بين الشركة سواء كانت مدنية أو تجارية‪ ،‬فإن الشخص‬
‫‪.‬المعنوي ينشأ فيها دون مراعاة نوعها‬
‫‪:‬نشأة الشخصية المعنوية للشركة‬
‫إن القاعدة العامة المسلم بها في هذا الباب أن الشركة تولد كشخص معنوي بمجرد تكوينها على وجه‬
‫صحيح‪ ،‬ويتم تكوين شركات األشخاص على وجه قانوني بمجرد موافقة المتعاقدين وفقا للبنود المضمنة‬
‫‪.‬في عقد التأسيس‬
‫أما فيما يخص شركات األموال فيكون إنشاؤها القانوني مرتبا لشخصيتها المعنويةإبان استكماإلجراءات‬
‫التأسيس التي نص عليها القانون‪ ،‬وال يتم تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة "إال إذا وزعت جميع‬
‫‪".‬الحصص النقدية في عقد تأسيس هذه الشركة بين الشركاء‪ ،‬ودفعت قيمتها كاملة‬
‫وعلى ضوء ذلك‪ ،‬ليس بالضرورة أن تكتسب الشركة الشخصية المعنوية بعد اتخاذ إجراءات الشهر التي‬
‫يقررها القانون‪ ،‬ألن هذه اإلجراءات بكل بساطة الغرض منهاحصرا هو إخطار الغير بوجود الشركة‬
‫‪.‬كشخص معنوي حتى يمكن اإلحتجاج عليها بعد ذلك بحيثيةهذا الوجود‬
‫ومن المهم جدا في هذا القمام أن نذكر أن شركة المحاصة هي الشركة الوحيدة المحرومة من الشخصية‬
‫المعنوية‪ ،‬وذلك بسبب أن هذه الشركة تتسم بالتستر القانوني وتقتصر آثارها على الشركاء فيها وال تتعدى‬
‫‪.‬غيرهم‪،‬كما ال وجود لها بالنسبة للغير‬
‫‪:‬نهاية الشخصية المعنوية للشركة‬
‫في الغالب تظل الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طوال فترة وجودها‪،‬إلى أن يتم حلها وانقضاؤها‪.‬‬
‫ومع ذلك فمن المقرر أن انقضاء الشركة ال يترتب عليه زوال شخصيتها المعنوية‪ ،‬وإنما تبقى لها هذه‬
‫الشخصية خالل فترة التصفية‪ ،‬وهنا يظهر المنطق جليا في هذهالقاعدة‪ ،‬ألن إجراءات التصفية تستلزم‬
‫القيام بالعديد من التصرفات باسم الشركة‪ ،‬وال يمكن تصور ذلك إال إذا تمتعت هذه األخيرة بالشخصية‬
‫المعنوية‪ .‬وزيادة على ذلك‪ ،‬فإن اإلبقاء على الشخصيةالمعنوية للشركة خالل فترة التصفية يحول دون‬
‫صيرورة أموالها ملكا للشركاء على الشيوع بعد انقضائها نهائيا‪ ،‬ومنه يتم تفادي الصراعات التي تنتج‬
‫عن دائني الشركاء الشخصيين لدائني الشركة في التنفيذ على هذه األموال المشاعة فيما بينهم‪ ،‬فـ "بقاء‬
‫شخصية الشركة هو وحده الذي يتفق واحترام الحقوق المكتسبة لدائني الشركة الذين تعاملوا مع شخص‬
‫‪".‬معنوي له ذمته المستقلة عن ذمم الشركاء‬
‫‪:‬ماهية الشخصية المعنوية‬
‫إن خالفا فقهيا وفكرياأثير بشدة حول تكييف ماهية وطبيعة الشخصية المعنوية‪ ،‬إذ ظهرت اآلراء والمذاهب‬
‫‪:‬اآلتية‬
‫‪:‬أ‪ /‬المذهب النافي لوجود الشخصية المعنوية‬
‫يقرر أصحاب هذا المذهب أنه ال فائدة إطالقا من اإلعتداد بهذه الفكرة‪ ،‬إذ يمكن اإلعتماد في الحفاظ على‬
‫المصالح الجماعية على األفكار والمفاهيم التقليدية المألوفة مثل‪ :‬التضامن اإلجتماعي‪،‬الملكية‬
‫‪.‬المشتركة‪...‬وغيرهما‬
‫‪:‬ب‪ /‬مذهب اإلفتراض والخيال‬
‫ويعتبر المتبنون لهذا المبدأ أن اإلنسان(الشخص الطبيعي) هو الشخص القانوني الوحيد القادر على‬
‫اكتساب الحقوق وتحمل اإللتزامات‪ ،‬أما الشخص المعنوي ما هو إال افتراض ومجاز من باب تمكين‬
‫‪.‬مجموعة األشخاص أو األموال من أداء مهامها الجماعية وتحقيق األغراض الموجودة من أجلها‬
‫‪:‬ج‪ /‬مذهب الحقيقة والواقع‬
‫حيث يعرب أصحابه عن ضرورة اإلعتراف بالشخصية القانونية(المعنوية) على أنها القدرة المجردة‬
‫الكتساب الحقوق وتحمل اإللتزامات بغض النظر عمن تسند إليه هذه القدرة‪ :‬إنسان(فرد)‪ ،‬أو مجموعة‬
‫‪(.‬أفراد وأموال)‬
‫‪:‬أنواعالشخصية المعنوية‬
‫‪:‬أ‪ /‬الشخصية المعنويةالعامة‬
‫وهي الدولة أو األشخاص المعنوية التي تتبع الدولة‪ ،‬ويمكنتعريفها بأنها‪":‬مجموعة األشخاص واألموال‬
‫التي تنشأ من قبل الدولة بموجب نظام‪ ،‬ويكونلها هدف مشروع‪ .‬أو يقال‪ :‬هي كل مشروع تنشئه الدولة‬
‫من أموالها وموفيها بصورة مباشرةأو غير مباشرة‪ ،‬وتكون نشأتها وانتهاؤها بموجب نظام‪ .‬مثالها‪:‬‬
‫‪".‬المؤسسات العامة‪،‬الهيئات العامة‪ ،‬مجالس اإلدارة المحلية‬
‫وهذا النوع من الشخصية المعنوية له تفريعات أخرى بسيطة وهي‪ :‬الشخصية المعنوية اإلقليمية‪،‬‬
‫والشخصية المعنوية المرفقية‪ ،‬والشخصية المعنوية المهنية‪ ،‬ال داعي لتفصيلها في هذا المقام لعدم دخولها‬
‫‪.‬المباشر في موضوع مقالنا‬
‫‪:‬ب‪ /‬الشخصية المعنوية الخاصة‬
‫وهي التي تدل على األشخاص القانونية التي ال تتبع الدولة بل تتبع األفراد والجماعات الخاصة‪،‬‬
‫وتهدفبصورة أساس إلى تحقيق مصالح فردية خاصة‪ ،‬تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائهاوخضوعها‬
‫لرقابة الدولة‪ .‬ويكون إنشاؤها بموجب قرار‪ I‬من الجهة المختصة‪ .‬ويمكنتعريفها بأنها‪":‬هي تلك التي‬
‫يكونها األفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعودبالنفع العام وهي على نوعين‪ ،‬مجموعات‬
‫‪".‬األشخاص ومجموعات األفراد‪ .‬مثالها‪ :‬الشركاتالتجارية‪ ،‬الجمعيات المدنية الخاصة‬
‫ما الفرق بين الشخصيتين المعنوية العامة والمعنوية الخاصة؟‬
‫‪:‬الجواب‪ :‬يمكن التفريق بينهما من زوايا مختلفة‬
‫فمن حيث الهدف‪:‬الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في الربح المادي‪،‬أما‬
‫‪.‬الشخص المعنوي العام فإنه إيجاده يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة‬
‫من حيث اإلنتماء‪:‬إن اإلنتماء إلى الشخص المعنوي الخاص يكون اختياريا‪ ،‬عكس اإلنتماء إلى‬
‫‪.‬الشخصالمعنوي العام‪ ،‬فإنه يكون إجباريا‪ ،‬كاإلنتماء إلى الدولة بالمواطنة‬
‫من حيث اإلنشاء‪:‬كما بينا أعاله في التعريف‪ ،‬فإن الشخصية المعنوية الخاصة تنشأ بموجب قرار‪ I‬إداري‬
‫من الجهةالمختصة والذين ينشؤونها هم أفراد عاديون‪ ،‬أما الشخصية المعنوية العامة فإنها تنشأ بموجب‬
‫‪.‬قانون يصدر من قبل المشرع‬
‫من حيث الوسائل‪:‬إن الشخصية المعنوية العامةتستخدم وسائل القانون العام من السلطة العامة‪ ،‬بينما‬
‫تستخدم الشخصية المعنويةالخاصة قواعد القانون الخاص في كل أنشطتها‪.‬وللشخصية المعنوية امتيازات‬
‫ليستللشخصية المعنوية الخاصة؛ وذلك بسبب اختالف الهدف بين كل منهما‪ ،‬حيث أن األولى تكون لخدمة‬
‫وتحقيق الصالح العام والمنفعة العامة‪ ،‬أما الثانية فإن هدفها محصور فقط لتحقيق هدف خاص يحدده‬
‫‪.‬منشؤها‪ ،‬وهو الربح المادي بطبيعة الحال‬
‫كل ما سبق يقودنا إلى طرح التساؤل التالي إلغناء مقالنا‪ :‬ما حدود صالحية الشركة الكتساب الشخصية‬
‫المعنوية؟‬
‫إن الجواب على هذا التساؤل ال يستدعي الكثير‪ ،‬فإذاكانت صفة األشخاص الطبيعيين تمنحهم صالحيات‬
‫اكتساب الحقوق وتحمل اإللتزامات‪ ،‬فإن اعتبار الشركة شخصا معنويا أو اعتباريايحدد صالحيتها الكتساب‬
‫‪.‬الحقوق وتحمل اإللتزامات تماما كالشخص الطبيعي العادي‬
‫‪.‬ومنه‪ ،‬فإذا اكتسبت الشركة الشخصية المعنوية تكون لها حقوق وعليها واجبات‬
‫‪:‬أ‪ /‬حقوق الشركة‬
‫في اإلستقالل بالذمة المالية‪:‬تتمتع الشركة بذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء فيها‪ ،‬كما تتكون من‬
‫مجموع ما للشركة وما عليها من حقوق والتزمات‪،‬أو بتعبيرآخر‪ ،‬تتكون ذمة الشركة من جانب إيجابي‬
‫يمثل مجموع الحصص التي يقدمها الشركاء‪،‬وكافة األموال والمنقوالت التي تكتسبها عند مباشرتها‬
‫‪.‬لنشاطها‪.‬أما الجانب السلبي يتمثل في الديون الناشئة عن معمالتها‬
‫منع المقاصة بين ديون الشركة وديون الشركاء‪ :‬إذ ال يجوز بأي حال من األحوال لمدين الشركة أن يمتنع‬
‫عن الوفاء بدينه لها بحجةأنه أصبح دائنا ألحد الشركاء‪ ،‬كما ال يجوز لمدين أحد الشركاء أن يمتنع عن‬
‫‪.‬الوفاء بدينه له بحجة أنه أصبح دائنا للشركة‪ .‬وهذا نظرا الستقالل ذمة الشركة عن ذمم الشركاء‬
‫تعدد واستقالل اإلفالس‪:‬األصل إن أفلست الشركة ال يؤدي هذاإلى إفالس الشركاء‪ ،‬كما أنه بالمقابل‪،‬إفالس‬
‫أحد الشركاء ال يؤدي إلىإفالس الشركة‪،‬وذلك استنادا الى خاصية استقالل الذمم المالية وتمايزها‪ .‬ولكن إذا‬
‫كنا بصدد شركة التضامن أو شركة التوصية‪ ،‬فإن حدث وأنأفلست أدى هذا إلى إفالس الشركاء‬
‫‪.‬المتضامنين في الشركة وفقا لمسؤولياتهم التضامنية المطلقة عن ديون الشركة‬
‫‪:‬ب‪ /‬واجبات الشركة‬
‫إن الشركة تسأل عن مسؤوليتهاالمدنية من خالل جميع أفعالها الضارة التي تصدر عن ممثليها أو‬
‫موظفيها‪ ،‬كما تسأل عن الحيواناتأو األشياء التي في حراستها‪ ،‬أي أن مسؤوليتها التقصيرية تقوم على‬
‫‪.‬جميع األعمال الضارة‪،‬زيادة علىقيام مسؤوليتها التعاقدية إزاء زبائنها‬
‫وإذا كانت الشركة تقوم بممارسة النشاط التجاري‪،‬فإنها تكتسب تبعا لذلك صفة التاجر‪ ،‬وتلتزم على إثرها‬
‫بالتزامات التجار كإمساك الدفاتر التجارية‪،‬والقيد في السجل التجاري والذي يخولها التمتع بالشخصية‬
‫‪.‬المعنوية‬
‫وفيما يخص مسؤولياتها الجنائية‪،‬فقد استقر كل من الفقه والقضاء على عدم مساءلة الشركة على أساس‬
‫أن العقوبة شخصية ال توقع إال على الشخص الذي ارتكب الفعل اإلجرامي‪ ،‬ألنه من غيرالممكن توقيع‬
‫اإلكراه البدني مثال بالحبس والسجن على الشخص المعنوي الذي ال يتمتع بوجود مادي محسوس‪ .‬لهذا‪،‬‬
‫قرر المشرع في هذا الباب أنه من يسأل في هكذا حالة هو مرتكب الجريمة من ممثلي الشركة‪،‬غير أنه‬
‫يجوز مساءلة الشركة عن الجرائم التي تتمثل عقوبتها في توقيع الغرامات المالية‪،‬ألن الغرامة ال تحمل‬
‫‪.‬معنى العقوبة المادية الصرفة‪،‬بل هي بمثابة تعويض وإصالح للضرر‬
‫ولعل القارء الممحص وهو يقرأ المقال‪ ،‬يقرر سؤاال وجيها والمتمثل في‪ :‬إذا كانت الشركة تعتبر شخصا‬
‫معنويا مثلها مثل الشخص الطبيعي‪ ،‬فما جنسيتها؟‬
‫إن الشركة تتمتع بجنسية معينة ال شك في ذلك‪ ،‬حتى يمكن القول بانتسابها لدولة معينة‪،‬إذ ال توجد شركة‬
‫عديمة الجنسية‪ ،‬كما ال يجوز أن تكتسب الشركة عدة جنسيات ألنها تنشأ وثيقة الصلة بدولة معينة فتتبع‬
‫‪.‬جنسيتها‬
‫وقد كان فقهاء القانون الدولي الخاصقديما يذهبون إلى أن فكرة الجنسية تقتصر فقط على األشخاص‬
‫الطبيعية دون األشخاص المعنوية‪ ،‬ذلك ألن الجنسية هي رابطة قانونية وسياسية بين الدول واألفراد‬
‫المكونين لها‪ ،‬إذ بها يتحدد عنصر الشعب في الدولة‪،‬كما أن الجنسية تقوم على روابط عاطفية وروحية‪،‬‬
‫وبالتالي فهذه الروابط تنعدم بالنسبة لألشخاص المعنوية أو اإلعتبارية‪ ،‬لكن الفقه المعاصر يرى ضرورة‬
‫تمتع الشخص المعنوي بالجنسية‪ ،‬ألن الجنسية كنظاام قانوني تقوم على اإلنتماء للدولة‪،‬وهو عنصر يوجد‬
‫في كل من الشخص الطبيعي والشخص المعنوي على حد سواء‪،‬فضال عن أن الجنسية نظام يرتب عليه‬
‫‪.‬القانوننتائج الزمة بالنسبة لكل من الشخصين الطبيعي و المعنوي‬
‫‪:‬وتعد أهمية تحديد جنسية الشركة في عدة جوانب‪ ،‬والتيتحقق‬
‫معرفة مدى الحقوق التي يتمتع بها الشخص المعنوي‪ :‬والتي تشملها الدولة رعاياها دون غيرهم ال •‬
‫‪.‬سيما في مجال اإلتجار‪ ،‬كحق اإلعفاء من الضرائب‪،‬وحق الحصول على إعانات مالية‪ ...‬إلخ‬
‫‪.‬معرفة الدولة التي تتمتع بحق حماية هذا الشخص المعنوي نظرا النتمائه إليها •‬
‫تحديد النظام القانوني الذي تخضع له عند تأسيسها وعند إدارتها وتطبيق النظام الضريبي عليها وحلها •‬
‫‪.‬وتصفيتها‪ .‬وإذا فقدت الشركة جنسيتها دون أن تكتسب جنسية جديدة وجب حلها وتصفيتها‬
‫وفي نفس السياق‪،‬فقد اختلفت التشريعات واآلراء‪ I‬حول المعيار المعتمد في تحديد جنسية الشركة‪ ،‬إذ هناك‬
‫جانب من الفقه رأى ضرورة اإلستناد على معيار مكان تأسيس الشركة‪،‬بينما جانب ثان رأى ضرورة‬
‫اإلستناد على معيار مكان اإلستغالل الرئيس‪،‬بينما ذهب جانب فقهي ثالث إلى اإلستيناد على معيار الرقابة‬
‫والمصالح المسيطرة على الشركة أو من مصدر األموال فيها‪ .‬لكن الرأي المتبع في الغالب بين كل هذه‬
‫اآلراءهو‪ I‬تحديد جنسية الشركة وفقالمعيار الموطن‪ ،‬أي الدولة التي تتخذ فيها الشركة مركز إدارتها‬
‫الرئيس‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن جنسية الشركاء أو جنسية القائمين على اإلدارة أومصدر األموال التي‬
‫‪.‬تقوم عليها‬
‫على ضوء كل ما تطرقنا إليه في مقالنا الموجز‪ ،‬والقصد منه هو التبسيط واإليضاح للقارئ غير‬
‫المتخصص قبل القارئ المتخصص‪ ،‬وجدنا أن القضاء أرسى دعائم الشركة الفعلية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫اإلعتراف بوجود الشخصية المعنوية وجودا فعليا واقعيا ال وجودا شرعيا قانونيا وحسب‪ ،‬كما اعتبر‬
‫البطالن بمثابة إنكار لهذا الوجود بالنسبة للمستقبل فقط‪ ،‬وذلك استناداعلى نظرية ظاهر األشياء؛ ألن الغير‬
‫قد اطمأن إلى وجود شركة وتعامل معها بوصفها شخصا معنويا‪ ،‬فمن غير المقبول وال المعقول بعد ذلك‬
‫‪.‬مباغتته بمحو حياة هذا الشخص وإنكار وجوده‬
‫كما نختم كذلك بالقول أن للشركة بعض الحقوق التي يتمتع بها الشخص الطبيعي نظرا لتمتعها بالشخصية‬
‫المعنوية التي تجعل منها مضاهية له‪ ،‬وهذه األخيرة توجد في جميع أنواع الشركات ما عدا شركة‬
‫المحاصة كما بينا من قبل‪،‬وهذا ما لمسناه في مقالنا‪،‬حيث أنها تعد شركة مستترة ويقتصر أثرها على‬
‫‪.‬األطرف دون الغير‪ ،‬إذ ال وجود له في األصل بالنسبة للغير‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪:‬المراجع المعتمدة‬
‫‪.‬محمد الصغير بعلي‪،‬المدخل للعلوم القانونية – نظرية القانون والحق •‬
‫‪.‬محمد فريد العريني‪،‬القانون التجاري‪ :‬األعمال التجارية ‪ -‬التجار ‪ -‬الشركات التجارية •‬
‫‪.‬خالد خليل الظاهر‪،‬القانون االداري •‬
‫‪.‬خولي أكثم أمين‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري •‬
‫‪.‬أحمد علي عبد هللا‪ ،‬الشخصية االعتبارية فيالفقه اإلسالمي دراسة مقارنة •‬
‫‪ ‬‬
‫‪.‬عائشة بشوش‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية •‬
‫‪ ‬‬

‫‪: https://www.akhbarona.com/writers/246495.html#ixzz7IWzciQWt‬المزيد‬

‫لمشرع المغربي سار على نهج التشريعات التي أقرت المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪،‬فق ال به ا بم وجب الفص ل ‪127‬‬
‫من الق انون الجن ائي ال ذي ينص على م ا يلي‪“ :‬ال يمكن أن يحكم على األش خاص المعنوي ة إال بالعقوب ات المالي ة والعقوب ات‬
‫‪”.‬اإلضافية في األرقام ‪ 5‬و ‪ 6‬و ‪ 7‬من الفصل ‪ ،36‬ويجوز أيضا أن يحكم عليها بالتدابير الوقائية العينية الواردة في الفصل ‪62‬‬
‫وانطالقا من هذا النص ف إن المش رع لم ينص ص راحة على مس ؤولية األش خاص المعنوي ة كم ا ه و الش أن بالنس بة للتش ريع‬
‫الفرنسي والعراقي اللذان استعمال كلمتي‪“ ‬يسأل جنائيا”‪ ‬في حين أن المشرع المغربي حدد فق ط أهم الج زاءات ال تي تطب ق في‬
‫حق الشخص المعن وي الم رتكب للجريم ة‪ ،‬غ ير أن اإلش كال المط روح ه و ه ل المش رع المغ ربي يس ند المس ؤولية الجنائي ة‬
‫‪.‬لألشخاص المعنوية الخاصة أم تمتد هذه المسؤولية حتى إلى األشخاص المعنوية العامة‬
‫هذا من جه ة‪ ،‬أم ا من جه ة ثاني ة فيمكن الق ول أن الفص ل األول من الق انون الجن ائي يس ند األفع ال والعقوب ات إلى الش خص‬
‫الط بيعي أي اإلنس ان فق ط دون غ يره[‪ ،]23‬ول ذلك ف إن الفص ل ‪ 127‬من الق انون الجن ائي المغ ربي م ا ه و إال قاع دة عام ة‬
‫‪.‬للمسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا في بعض القوانين الخاصة‬
‫تعد الجرائم االقتصادية المجال الخصب من أجل مساءلة الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬وخصوص ا في مج ال التج اري والص ناعي‪،‬‬
‫وهذه المسؤولية نجدها منظمة بنصوص أخرى تعتبر أحكام مكملة لألحكام الواردة في القانون الجن ائي المغ ربي‪ ،‬وانطالق ا من‬
‫‪:‬هذا سنتطرق إلى بعض النصوص الخاصة التي تناولت المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬ومنها ما يلي‬
‫‪‬‬ ‫في ما يتعلق بظهير الصرف ‪1941/10/14‬‬
‫الفص ل ‪ 13‬من ه ذا الظه ير ينص على أن إذا ارتكبت المخالف ات المتعلق ة بض بط الص رف‪ ،‬وذل ك من ط رف م دير الش خص‬
‫المعنوي‪ ،‬فإنه يمكن متابعة الشخص المعنوي نفسه مع صدور في حقه الذعائر المنصوص عليها في هذا الظهير المذكور‬
‫‪‬‬ ‫بالنسبة لمدونة الجمارك ‪1977/10/09‬‬
‫هو اآلخر أقر بمسؤولية الشخص المعنوي‪ ،‬ويتبين ذلك من خالل الفصل ‪ 222‬منه الذي ج اء في ه م ا يلي‪ ” :‬المس ؤول جنائي ا‬
‫هم‪ :‬موقعوا التصريحات فيما يخص اإلغفاالت والبيانات والمخالفات األخرى المالحظة في التصريحات علم ا أن التوقي ع كعم ل‬
‫‪”.‬مادي ال يكون إال من شخص طبيعي‪ ،‬وما تصرف هذا األخير باسم الشركة فيبقى هو المسؤول جنائيا‬
‫أيضا الفصل ‪ 227‬منه ينص على ما يلي‪ ” :‬عندما ترتكب مخالفات جمركية من طرف المتص رفين المس يرين لش خص معن وي‬
‫أو من طرف أحدهم العامل باسم الشخص المعنوي‪ ،‬فإن المتابعة تكون ضد الش خص المعن وي نفس ه وتطب ق عليه ا العقوب ات‬
‫‪.‬المالية‬
‫‪‬‬ ‫ظهير ‪ 1971/10/12‬المتعلق باألثمان ومراقبتها وشروط إمساك المنتوجات والبضائع وبيعها‬
‫المادة ‪ 17‬منه تنص على المسؤولية التي تطال أي عضو في الشخص المعنوي يسأل شخصيا عن كل ما ي رتكب من مخالف ات‪،‬‬
‫وذلك بالحكم عليه بالغرامات التي تثقل كاهله‪ ،‬ونص المشرع في األخ ير على أن الش ركة أو المقاول ة أو الجمعي ة أو الجماع ة‬
‫‪.‬تكون مسؤولة –على وجه التضامن‪ -‬على أداء الغرامات‪ ،‬وصوائر المسطرة المحكوم بها على المخالفين‬
‫‪   ‬موقف المشرع المغربي من المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪:‬‬
‫بخصوص المشرع المغربي أخذ كأصل عـام المسـؤولية الجنائيـة للشـخص المعنــوي‬
‫من خالل المادة ‪ 127‬سنة ‪ 1961‬والتي تنص على‪ :‬״‪ ‬ال يمكن أن يحكم على األشخاص‬
‫المعنوية إاّل بالعقوبات المالية و العقوبات اإلضافية الواردة في الفصل في المقاطع ‪ 5‬و ‪6‬‬
‫و ‪ 7‬من الفصل ‪ 36‬و يجوز أيضا الحكم عليه بالتدابير الوقائية الواردة في الفصل ‪62‬״‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الفصل ‪ 127‬هناك العديــد من الفصــول المتفرقــة في بعض النصــوص‬
‫الخاصة التي تصب في نفس اإلتجاه كقانون حرية األسعار والمنافسة والذي أخــذ في الفقــرة‬
‫األولى من الفصل ‪ 70‬منه بالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي أيضا في مدونــة الجمــارك‬
‫والضرائبـ غير المباشرة في الفقرة الثانية من الفصــل ‪ 221‬الــتي نصــت على‪ ‬״‪ ‬كمــا يمكن‬
‫تطبيق هذه العقوبات والتدابير اإلحتياطيــة على األشــخاص الــذاتيين أو المعنــويين الــذين لهم‬
‫مصلحة في الغش״‬
‫وسيكون المجال مفتوحا للحديث عن الفصل ‪ 127‬و ما يثيره من إشكاالت ونــواقص‬
‫الحقا ‪ ،‬هذا بشكل مقتضب عن موقف المشرع المغربي ‪.‬‬

‫‪   ‬موقف المشرع المغربي من المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪:‬‬


‫بخصوص المشرع المغربي أخذ كأصل عـام المسـؤولية الجنائيـة للشـخص المعنــوي‬
‫من خالل المادة ‪ 127‬سنة ‪ 1961‬والتي تنص على‪ :‬״‪ ‬ال يمكن أن يحكم على األشخاص‬
‫المعنوية إاّل بالعقوبات المالية و العقوبات اإلضافية الواردة في الفصل في المقاطع ‪ 5‬و ‪6‬‬
‫و ‪ 7‬من الفصل ‪ 36‬و يجوز أيضا الحكم عليه بالتدابير الوقائية الواردة في الفصل ‪62‬״‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الفصل ‪ 127‬هناك العديــد من الفصــول المتفرقــة في بعض النصــوص‬
‫الخاصة التي تصب في نفس اإلتجاه كقانون حرية األسعار والمنافسة والذي أخــذ في الفقــرة‬
‫األولى من الفصل ‪ 70‬منه بالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي أيضا في مدونــة الجمــارك‬
‫والضرائبـ غير المباشرة في الفقرة الثانية من الفصــل ‪ 221‬الــتي نصــت على‪ ‬״‪ ‬كمــا يمكن‬
‫تطبيق هذه العقوبات والتدابير اإلحتياطيــة على األشــخاص الــذاتيين أو المعنــويين الــذين لهم‬
‫مصلحة في الغش״‬
‫وسيكون المجال مفتوحا للحديث عن الفصل ‪ 127‬و ما يثيره من إشكاالت ونــواقص‬
‫الحقا ‪ ،‬هذا بشكل مقتضب عن موقف المشرع المغربي ‪.‬‬

‫لشروط الموضوعية‪:‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬أن يكـــون العمـــل المجـــرم صـــادر عن أحـــد أعضـــاء الشـــخص المعنـــوي وضـــمن‬
‫اختصاصات الشخص المعنوي‪.‬ـ‬
‫اإلقرار بإمكانية مســاءلة األشــخاص المعنويــة جنائيــا غــير كــافي وإنمــا يتعين اتخــاد‬
‫تدابير مختلفة ‪ .‬ألنــه ال يمكن من الناحيــة العمليــة‪  ‬ان نطبــق على األشــخاص المعنويــة‪  ‬مــا‬
‫يتعلق بالشروط الخاصة بالشخص المعنوي ألنه يستحيل ماديا أن يرتكب الشخص المعنــوي‬
‫الجريمة بشكل مباشر لكن ترتكب من طرف شخص طــبيعي ‪ .‬و بالتــالي يتعين تحديــد مــتى‬
‫تعتبر الجريمة عمال فرديا لهدا األخير و متى يمكن إسنادها للشخص المعنوي نفسه ‪.‬‬
‫وألن المشرع المغربي لم ينص صراحة على هاتــه الشــروط ســنحاول اإلحاطــة بهــا‬
‫انطالقا من الفقه و القانون المقارن ‪ .‬فمتال المشرع الفرنسي عندما أسس للمسؤولية الجنائيــة‬
‫للشــخص المعنـوي في الفصــل ‪  121-2‬لم يغفـل عن دكـر الشـروط الالزم توفرهـا إلســناد‬
‫المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي وهي أن يكون الفعل المُجر ُم قد ارتكب من أحد أعظاء‬
‫الشخص المعنوي و أن يرتكب لحسابه‪ ،‬ومن هذه الشروط ما نستنتجها من الفقرة االولى من‬
‫المادة ‪  121-2‬بقوله ‪:‬‬
‫ففي ما يتعلق بالشرط األول المتعلق بصدور الفعل المجرم عن احد أعظــاء الشــخص‬
‫المعنوي ‪ ،‬تظارب الفقه حول مفهوم العظو ( العظو أو الممتل أو الوكيــل أو النــائب) حســب‬
‫التكييف المختلف للعالقة التي تربط بين الشخصين لكن األرجح كان هو الفقه األلماني الــذي‬
‫ابتدع نظرية العظو التي سادت في الفقه المعاصر ‪.‬‬
‫والعضو هو الفرد أو المجموعة المناط بهم اتخاد القرار باسم الشخص المعنوي‪ ،‬فإنه‬
‫يتعين التفرقة بين األشخاص الــذين يمتلــون عقــل الشــركة مثــل المــدير و المــدير اإلداري و‬
‫السكرتير أو غيرهم ممن يعدون مجرد تــابعين‪  ،‬فطريقــة التميــيز بين العظــو والتــابع تنبــني‬
‫على النظام الداخلي للشخص المعنوي فإن اعتــبر الشــخص الطــبيعي جــزءا‪  ‬منــه فهــو فهــو‬
‫عضو أما إدا اعتبره من األغيار اللذين يشــغلهم فهــو مجــرد تــابع‪ ،‬كــذالك اســتدرك المشــرع‬
‫المغربي النقص الذي يسود الفصل ‪ 127‬من القــانون الجنــائي ‪ ‬في بعض القــوانين الخاصــة‬
‫كقــانون شــركات المســاهمة البســيطة مثال في مادتــه ‪ 437‬و ‪ 42‬اللــذان حمال المســؤولية‬
‫المدنية و الجنائية للمســير[‪ ( ]1‬ففي شـركة المسـاهمة مثال فـإن الجمعيــة العامـة للمسـاهمين‬
‫ومجلس اإلدارة أو المديرين المفوضينـ‪  ‬هم أعضـاء في حين ان المـديرين التقنـيين‪  ‬وجميـع‬
‫األشخاص الذين يعملون تحت إمرتهم هم مجرد تابعون ‪.‬‬
‫كــذالك يجب أن يتصــرف هــذا العضــو ضــمن االختصــاص المنــوط بــه من طــرف‬
‫الشخص المعنوي و المنصوص عليها في النظام الداخلي لــه و منــه ال يتم التعبــير عن إرادة‬
‫الشخص المعنوي خارج نطاق االختصاص الذي حدده القانون للعضو ألنه عنــدما ال تحــترم‬
‫الشكليات فإن الشخص المعنوي يصبح ضحية في حد ذاتــه وليس جــاني و ال يســاءل جنائيــا‬
‫إال ًعن تصرفات أعضائه المعتبرة صحيحة حسب القانون كمثال على ذلــك القــرار الصــادر‬
‫عن محكمة النقض حيت قام مديرها بمحاولة رشوة عمدة مدينة ســاالزيي بهــدف الحصــول‪ ‬‬
‫على صفقة تتعلق بالنقل المدرسي لمصلحة الشــركة و كيّف القضــاء الفرنســي الواقعــة على‬
‫أنها جريمة إساءة أستعمال أموال الشركة وأقر أن استعمال األموال يكون بالظرورة تعســفبا‬
‫إذا ما تم بهدف غير مشروع حتى و لو مان لحساب الشخص المعنوي و لجلب منفعة ‪.‬‬
‫كذلك يجب أن يكون الفعل المجرم داخل في دائرة نشــاط الشــخص المعنــوي؛ كمتــال‬
‫على ذلــك يمكن مســاءلة شــركة للقــرض عن جنحــة القــرظ بفائــدة غــير مشــروعة ألن هــذه‬
‫الجريمة ترتبط بنشاطها العادي واختصاصها الوظيفي الــذي هــو الموافقـة على القـروظ لكن‬
‫إذا قام رئيسها باغتيال منافس مزعج فـإن الشــركة ال يمكن اتهامهـا و الحكم عليهــا من أجـل‬
‫جريمة القتل ( لكن القانون األنجلوأمريكي ال يعــترف بهــذا الشــرط ممــا يــترك البــاب واســع‬
‫أمام‪  ‬المسيرين للتملص من مسؤولية بعظ األفعال الـتي يرتكبونهـا لمصـلحتهم الشخصـية )‪،‬‬
‫فال يجب‪  ‬مساءلة الشخص المعنوي إال عن األفعــال المرتكبــة لحســابه و على األخص الــتي‬
‫تعود عليه بالفائدة بشــكل مباشــر أو غـير مباشــر ولكن غالبــا مـا تختلـط من الناحيــة العمليــة‬
‫المصلحة العامة للشخص المعنوي مع المصلحة الخاصة للشــخص الطــبيعي (مســيره)‪ ،‬ممــا‬
‫نستشفه من مفهوم المخالفة للفقرة التانية من المادة ‪ 121‬من القانون الجنائي الفرنسي ّ‪  .‬فال‬
‫يجب مساءلته عن األفعال الـتي يرتكبهـا مسـيره لحسـابه الشخصـي أو لإلضـرار بالشـخص‬
‫المعنوي‪.‬ـ‬
‫ثانيا‪ :‬العمل المجرم قد ارتكب لحساب الشخص المعنوي‬
‫ال يجب الخلط بين العمل لحساب الشخص المعنوي و العمــل لمصــلحته أو لمنفعتــه ‪.‬‬
‫فــإن عنصــر المنفعــة ال شــأن لــه بالمســؤولية فهي تنحصــر في األفعــال المجرمــة المرتكبــة‬
‫لحسابه الشخصي فإذا استغل مدير أحد المصارف مركــزه لكي يتعــاطى لمصــلحته الخاصــة‬
‫تجارة العمالت فإنــه يســاءل شخصــيا من جريمــة وال تقــع المســؤولية على المصــرف الــذي‬
‫يديره‪ ،‬فإذا لم يتم الفعل المجرم من طرف عظــو من أحــد أعظــاء الشــخص المعنــوي وظمن‬
‫اإلختصــاص المنــوط بــه و لحســابه ال يمكن مســاءلة وتقــع المســؤولية الجنائيــة على‪  ‬عــاتق‬
‫الشخص الطبيعي وحده رغم أن هناك بعــظ التشــريعات الــتي أخــدت بالمســؤولية المزدوجــة‬
‫للشخص المعنوي و الطبيعي معا ‪.‬‬
‫وتحمل الشخص الطبيعي للفعل الـذي تم لمصـلحته الخاصــة ال يمنــع وال يحـول دون‬
‫إمكانية اتخاذ تدابير احترازية أو عقوبات في مواجهة‪  ‬الشخص المعنوي لذلك شــدد القضــاء‬
‫في الكثير من قراراته على ضرورةـ تبيان عناصر المسؤولية الجنائية اتجاه المحكــوم عليــه‪,‬‬
‫كمثال على ذلك قــرار عــدد ‪ 1/1952‬محكمــة النقض ( المجلس األعلى ســابقا ) في الملــف‬
‫ألجنحي بتاريخ ‪ 11‬يوليوز ‪ 1995‬الذي جاء فيه " أن الحكم على شخص معنوي بتعويض‪ ‬‬
‫العتباره مسؤول مدني دون إبراز القرار لوجهة اعتباره كذلك يؤدي إلى النقض" بعد ثبوت‬
‫المسؤولية الجنائية في حق الشخص المعنوي باكتمــال هــذه‪  ‬الشــروط الموضــوعية الــواجب‬
‫توفرها‪ ،‬لمتابعة هذا الشخص ماهي الشروط الشكلية الواجب اتبعاهــا لمســاءلته‪  ‬جنائيــا أمــام‬
‫المحكمة‪  ‬؟ ومن هي المحكمة المختصة بالنظر في الدعوى ؟‬
‫ففي مايتعلق بتمثيل الشخص المعنوي أمام المحكمة في الــدعوى الجنائيــة هــل يجــوز‬
‫أن يتولى أحد أعضائه‪  ‬الحضور عنــه في المحكمــة ؟ أم أن للشــخص المعنــوي أن يعين من‬
‫ينوب عنه لهذا الغرض ؟ أم يترك األمر في ذلك للمحكمة المختصة بالنظر في الدعوى ؟‬
‫جاء في قرار صادر عن محكمــة‪  ‬االســتئناف بمــراكش بتــاريخ ‪ 30‬مــاي ‪ 1996‬أن‬
‫المفهوم المعــاكس ( عـدد ‪ ) 96/5051‬للفصـل ‪ 127‬من القـانون الجنــائي هــو أن المتابعــة‬
‫الزجرية توجه ضد الشخص المعنوي مباشرة‪  ‬في شخص ممثله القانوني‪ .‬و إقامــة الــدعوى‬
‫العمومية ضد الظنيين شخصيا بدل إقامتها ضد الشخص المعنوي‪  ‬الـذي يمثلـه قانونـا يعتـبر‬
‫إخالال بمقتضيات المفهوم المعاكس للفصل ‪ 127‬من القانون الجنائي المغربي ‪.‬‬
‫في حين أقر الفقه أن الصحيح في تمثيل الشخص المعنــوي بوجــه عــام أمــام القضــاء‬
‫الجنائي‪  ‬يجب أن يترك للمحكمة المختصة فهي الــتي تختــار لــذلك شخصــا من بين أعضــاء‬
‫الشخص المعنوي وذلك حسب وقائع وظــروف و مالبســات القضــية‪ ،‬ومنــه فنظريــة اإلرادة‬
‫الشرعية التي يمثلها العضو هي التي الحل األمثل في هذا المقام ألنه هو التكييف الراجح في‬
‫العالقة‪  ‬بين الشخص الطبيعي والشخص المعنوي‪ ،‬لكن عند معرفة العضو الواجب متابعتــه‬
‫إثر ثبوت المسؤولية الجنائيــة للشــخص المعنــوي ال يتبقى ســوى تحديــد المحكمــة المختصــة‬
‫بالنظر في الــدعوى‪ ،‬فهــل يتم التوجــه إلى المحكمــة المختصــة محليــا ؟ أم تتم مراعــاه صــفة‬
‫الفاعل ويتم التوجه إلى المحكمة حسب اإلختصاص الشخصي ؟ أم يتم مراعاة نوع الجريمة‬
‫و تبث في الدعوى المحكمة المختصة نوعيا ؟ ‪.‬‬
‫كقاعدة عامة في المساءلة الجنائية فإنه ال اعتداد بصفة المتهم أو وظعــه أو حالتــه إال‬
‫أن المشرع قد يراعي في بعظ األحيان المصلحة الخاصة لبعض‪  ‬المتهمين ‪ ‬بما يكفل تطبيق‬
‫الجـــزاء المناســـب وفـــق نظريـــة تفريـــد الجـــزاء‪ ،‬في حين يمكن ان تتم المتابعـــة حســـب‬
‫اإلختصــاص النــوعي ‪ .‬أي حســب نــوع الجريمــة المرتكبــة و خطورةهــا في حين يتحــدد‬
‫اإلختصاص المحلي بإطار جغرافي معين حيث يســتعين المشــرع في هــذا الســياق بضــوابط‬
‫محدة تتعلق إما بمكان وقوع الجريمة أو مكان إقامة المتهم أو مكان ظبط المتهم ‪.‬‬
‫‪     ‬الشروط الشكلية‪ ‬‬
‫أوال‪ :‬أإلختصاص المحلي ‪:‬‬
‫يتحدد اإلختصاص المحلي بإطــار جغــرافي معين و قــد اســتعان المشــرع في تحديــده‬
‫لهدا اإلظار الجغرافي بظوابط‪  ‬ثالتية ‪,‬يكفي توافر احدها لينعقد اإلختصاص المحلي وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬مكان وقوع الجريمة‬
‫‪ -‬مكان إقامة المتهم‬
‫‪ -‬مكان ظبظ المتهم‪ ‬‬
‫ومنه فإن المحكمة المختصة بالنظر في دعوى الشـخص المعنـوي هي الـتي تكـون الجريمـة‬
‫وقعت في دائرة اختصاصها و إقامة المتهم في حدود هذه الــدائرة او تم ظبطــه فيهــا؛‪ ‬كمثــال‬
‫على ذلــك نجــد أن المشــرع الفرنســي أخــد بمعيــار االختصــاص المحلي في المــادة ‪ 10‬من‬
‫المرســـوم الصـــادر في ‪ 5‬مـــايو ‪ 1945‬في شـــأن‪  ‬المؤسســـات الصـــحفية و الـــتي تجعـــل‬
‫االختصــاص ينعقــد للمحكمــة أو الجهــة‪  ‬الــتي يقــع في دائرتهــا المركــز‪  ‬الرئيســي للشــخص‬
‫المعنوي المرتكب للجريمة ‪.‬‬
‫وتحمــل الشــخص المعنــوي للمســؤولية الجنائيــة ال ينفي إمكانيــة مســاءلة األشــخاص الذاتيــة‬
‫المسيرين للشخص المعنوي ‪.‬‬
‫تانيا‪ :‬اإلختصاص النوعي‪:  ‬‬
‫يتحدد اإلختصاص النوعي بحســب الحريمــة المرتكبــة و جســامتها حيث أن المشــرع‬
‫يفــرق بين الجنايــات من جهــة و بين الجنح و المخلفــات‪  ‬من جهــة أخــرى ‪ .‬لكن في بعض‬
‫األحوال تنظــر المحكمــة في القضــية بصــرف النظــر عن جســامتها أي بصــرف النظــر عن‬
‫كونها جناية أو جنحـة‪ ،‬بعـد ان تتـوافر كـل هـذه‪  ‬الشـروط‪  ‬الموظوعيـة منهـا و الشـكلية تتم‬
‫متابعــة الشــخص المعنــوي بشــكل مباشــر و يمثلــه‪  ‬شــخص مســيره‪  ‬القــانوني ‪ .‬لكن تحمــل‬
‫الشخص المعنوي‪  ‬بالمسـؤولية ال يعـني عـدم مسـاءلة‪  ‬مسـيريه‪ ،‬فهنـاك بعـظ القـوانين الـتي‬
‫أخدت بالمسؤولية المزدوجــة كالمشــرع الجزائــري‪ ،‬وهــذا مــا نص عليــه المشــرع الفرنســي‬
‫صراحة في فقرته األخيرة من المادة‪ 121- 2‬بقوله ‪:‬‬
‫‘’‪La réspessabilitit pénale de personne moral n’exclut pas celle‬‬
‫‪’‘ des personne physique auteur ou complet des même fait‬‬
‫مما يقضي على إمكانية تملص بعض‪  ‬المسيرين من األفعــال غــير المشــروعة ومنــه‬
‫بعد توفر هذه الشروط تثبت المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية التي توقع على االشخاص المعنوية‬
‫وسنقتصر في هذا المبحث على الجزاءات الجنائية التي توقع على األشخاص المعنوية في‬
‫بعض التشريعات الغربية والعربية لنصل في المطلب التاني إلى الجزاءات الجنائية المطبقة‬
‫في التشريع المغربي‪.‬ـ‪... ‬ـ تتمة الموضوع ضمن موضوع التحميل‬

You might also like