You are on page 1of 6

‫عنوان المحاضرة ‪ :‬الشخص المعنوي ‪.

‬‬
‫نظرية الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم اإلداري‬
‫تكتسي هذه النظرية أهمية بالغة في القانون اإلداري فاإلنسان منذ والدته يتمتع بالشخصية القانونية‬
‫التي تﹸمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬إالﹼ أن عجز اإلنساان عان القياا بمتطلباات‬
‫الحياة اإلدارية النتهاء شخصيته بالوفاة كان ال بد من منح األهلية القانونية ألشخاص أخرى‪ ،‬وهي‬
‫أشخاص معنوية ‪.‬‬
‫ا تفق الفقه على تعريف الشخصية المعنوية على أنهاا " مجموعاة مان األشاخاص أو األماوال‬
‫التي تهدف إلى تحقيق غرض معين‪ ،‬تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي‬

‫‪ –1‬موقف الفقه من نظرية الشخصية االعتبارية ‪:‬‬


‫اختلف فقه القانون وتباينت مواقفه إزاء نظرية الشخصية المعنوياة‪ ،‬فهناام مان يعتارف بوجودهاا‬
‫وهنام من ينكرها‬

‫أ ‪ -‬النظريات المعترفة بوجود الشخصية المعنوية‪:‬‬


‫هناام ماان يعتاارف بوجااود الشخصااية االعتباريااة علاى ساابيل االفتااراض (أوال) وهنااام ماان يقاار‬
‫بوجودها فعليا (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬نظرية االفتراض أو المجاز‪:‬‬


‫يرى أصحاب هذه النظرية أن فكرة الشخصية المعنوية ما هاي إال مجااز وافتاراض لايا لهاا أي‬
‫أساا من الواقع‪.‬‬
‫لجأ إليها المشرع في الدولة كحيلة قانونية حتى تتمكن الهيئات من تحقيق أغراضها واإلنسان وحده‬
‫من يتمتع بالشخصية الحقيقية‪.‬‬
‫تعرضت هذه النظرية لعدة انتقادات كون أن فكرة االفتراض ال تولد شخصا وال تنشئ حقاا كونهاا‬
‫تستند إلى فكرة ارتباط الحق بوجود اإلن سان وإرادته‪ ،‬بينما أثبت الواقع أن اإلنسان قد يوجد ولكان‬
‫دون إرادة كالصغير والمجنون‪ ،‬وبالتالي ليا له أن يرتب حقوق كونه معدو اإلرادة‪.‬‬
‫ثانيا – نظرية الشخصية الحقيقية‪:‬‬
‫ومفادها أن الشخصية االعتبارية حقيقة واقعياة تقاو بمجارد تاوافر العناصار المكوناة لهاا‪ ،‬وهاي‬
‫وجود جم اعة من األشخاص أو األموال لديه إرادة مشتركة لتحقيق هدف معين وال يملم المشرع‬
‫إال االعتراف بها متى توافرت عناصرها‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬رغ بعض االنتقادات الموجهة لهذه النظرية إال أنها من أنجح النظريات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ب ‪ -‬النظريات المنكرة للشخصية المعنوية‪:‬‬
‫ل تلق فكرة الشخصية المعنوية قبوال لدى الكثير من الفقه ومن أه زعماءها ليون دوجي‪ ،‬إذ أنكر‬
‫تماما وجود شخص غير اإلنسان‪.‬‬

‫يعااااب علاااى النظرياااة أن تطبيقهاااا يااانج عناااه الرجاااوع باااالفكر القاااانوني إلاااى‬
‫الوراء‪.‬‬

‫ج ‪ -‬موقف المشرع الجزائري من فكرة الشخصية المعنوية‪:‬‬


‫يبدو موقف المشرع الجزائري واضحا بالرجوع إلى نص المادة ‪ 49‬مان القاانون المادني ‪،‬إذ تبناى‬
‫صراحة نظرية الشخصية المعنوية لما لها من قيمة وأثر قانوني فالدولاة كشاخص معناوي يحتاا‬
‫مجموعة من األشخاص االعتبارياة كالوالياة البلدياة والماسساات العمومياة ذات الطاابع اإلداري‬
‫بهدف م ساعدتها والقيا بأعباء الوظيفة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع األشخاص المعنوية ‪:‬‬


‫يوجااد نااوعين رئيساايين ماان األشااخاص االعتباريااة‪ ،‬األشااخاص االعتباريااة العامااة األشااخاص‬
‫االعتبارية الخاصة‬

‫األشخاص المعنوية العامة‪:‬‬

‫نظمهاااا القاااانون العاااا ‪ ،‬وتنقسااا األشااااخاص المعنوياااة العاماااة إلاااى نااااوعين‬


‫رئيسيين‪:‬‬

‫أ – األشخاص المعنوية اإلقليمية‪:‬‬


‫وهي األشخاص االعتبارية التي تمارا اختصاصها في مجاال جغرافاي معاين يشامل هاذا الناوع‬
‫الدولة والوالية والبلدية‪.‬‬

‫‪ -‬الدولة‪ :‬وهي أول األشخاص االعتبارية وهي الشخص المعنوي األ الذي تتفرع عنه األشخاص‬
‫المعنويااة ا ألخاارى‪ ،‬فهااي التااي تماانح لهااا الشخصااية المعنويااة وهااي ماان يمااارا ساالطة الرقابااة‬
‫واألشراف عليها‬
‫– الجماعات اإلقليمية أو المحلية (الوالية والبلدية)‪ :‬نص عليها الدستور في نص‬
‫منه كونهما الجهات اإلدارية المحلية‪ ،‬جاء تنظيمهما بموجب نصوص قانونية (قانون رق‬ ‫‪15‬‬ ‫المادة‬
‫‪ 07-12‬وقانون رق ‪.)10-11‬‬

‫‪2‬‬
‫ب – الشخصية المعنوية المرفقية‪:‬‬
‫يطلق عليها أيضاا الالمركزياة المصالحية أو المرفقياة لجاأ المشارع إلاى إنشااءها إلدارة المرافاق‬
‫العامة التي تتطلب نوعا من االستقاللية لضمان فعاليتها وحسن إدارتها‪.‬‬
‫تنقس هذه الماسسات إلى نوعين هما‪:‬‬

‫‪ -‬المؤسسات العامة الوطنية‬


‫تحدثها الدولاة وتشارف علاى تسايرها‪ ،‬لهاا نشااط يتجااوز حادود إقلاي الوالياة الواحادة أو البلدياة‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات المحلية‬
‫وتنشأ بقرار من الهيئات المحلية (الوالية أو البلدية) وعادة ما يرتبط نشاطها بالتنمية المحلية‪.‬‬
‫– األشخاص المعنوية المهنية‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫وهي أشخاص تمثل الهيئات والنقابات المهنية‪ ،‬تتمثال وظيفتهاا األساساية فاي إدارة شااون طائفاة‬
‫معينة من األفراد والدفاع على مصالحه‬

‫جاء ذكرها في نص المادة ‪ 49‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الس ؤؤاا الموؤؤرو ‪ :‬مااا الفاارق بااين األشااخاص المعنويااة العامااة واألشااخاص المعنويااة الخاصااة‬
‫الجواب‪:‬‬
‫مننحيث ننهيف ن ي ‪ :‬تهاادف األشااخاص المعنويااة العامااة إلااى تحقيااق المصاالحة العامااة‬
‫والنفع العا‬
‫تهدف االشخاص المعنوية الخاصة الى تحقيق هدف خاص (الربح)‬
‫محيث هيفإلنشاء‪:‬‬
‫األشخاص المعنوية العامة تنشئ من قبل الدولة بموجب نظا ‪.‬‬
‫األشخاص المعنوية الخاصة اتنشئ من طرف األفراد‪.‬‬
‫نننا ي‪ :‬تساااتخد االشاااخاص المعنوياااة العاماااة وساااائل القاااانون العاااا‬ ‫منننحيث نننهيف‬
‫امتيازات السلطة العامة‬
‫اما األشخاص المعنوية الخاصة تستخد قواعد القانون الخاص‪.‬‬

‫‪ – 3‬آثاااار الشخصاااية المعنوياااة (النتااااال المتر باااة عااان‬


‫الشخصية االعتبارية)‬
‫إذا ت االعتراف بالشخص المعنوي‪ ،‬فيتمتع بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنساان‬
‫وفي الحدود التي يقررها القانون فيكون لها على وجه الخصوص ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ذمة مالية مستقلة‪:‬‬


‫يتمتع الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن الدولة وعن األشخاص المكونين له‬

‫‪ – 2‬األهلية القانونية‪:‬‬
‫يتمتع الشخص المعنوي العا بأهلية قانونية في الحدود التي رسامها القاانون‪ ،‬تمكناه مان اكتسااب‬
‫الحقوق وتحمل االلتزامات في حدود الهدف الذي يساعى لتحقيقاه‪ ،‬يمارساه عناه مان يمثلوناه مان‬
‫األشخاص الطبيعية‪.‬‬

‫‪ - 3‬حق التقاضي‪:‬‬
‫للشااخص المعنااوي أهليااة التقاضااين إذ يمكاان أن تكااون ماادعيا أو ماادعى عليااه‪ ،‬كمااا يجااوز أن‬
‫تﹸقاضي األشخاص المعنوية بعضها البعض ويمارا هذا الحق عن طريق شخص طبيعي أو ما‬
‫يطلق عليه "الممثل القانوني‬

‫‪4‬‬
‫‪ - 4‬موطن مستقل‪:‬‬
‫للشخص االعتباري موطن خاص به يختلف عن موطن األشخاص المكونين له وعادة هو المكاان‬
‫أو المقر الذي يوجد فيه مركز إدارته وللموطن أهمية خاصة فعلى أساسه تتحادد الجهاة القضاائية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫‪ - 5‬نائب يعبر عنه‪:‬‬


‫ليا للشخص المعنوي وجود ماديا ملموسا‪ ،‬لذا و جب تمثيله بشاخص طبيعاي يقاو بالتصارفات‬
‫ويتقاضى باسمه ولحسابه‪.‬‬
‫‪ - 4‬المسؤولية المدنية والجزائية‪:‬‬
‫يترتب عن قيا الشخصية االعتبارية مساءلتها أما الغيار علاى أسااا قواعاد المسااولية المدنياة‬
‫والجزائية‪.‬‬
‫يبالنسبة للمسؤولية المدنية ‪ :‬يشترم كل األشخاص االعتبارية مهما كان نوعها (العامة أو‬ ‫أ‪-‬‬
‫الخاصة) بتحمل تبعات أعمالها في مواجهة األفراد بتعويض األضرار التي تسببها للغير‬
‫ب‪ -‬يبالنسبة للمسؤولية الجزائية ‪ :‬بعد تعديل قانون العقوباات سانة ‪ ،2004‬ناص المشارع علاى‬
‫وجوب تحميل الشخص المعنوي الخاص للمساولية الجزائية دون الشخص المعنوي العا ‪.‬‬

‫‪ -5‬نهاية الشخص المعنوي ‪:‬‬


‫مصير الشخص المعنوي كمصاير الشاخص الطبيعاي مللاه الازوال‪ ،‬فانتهااء الشخصاية المعنوياة‬
‫عموما يعود لألسباب عديدة منها‪:‬‬
‫انتهؤؤؤاأل األجؤؤؤل المخصاااص لهاااا إذا كانااات محاااددة بأجااال أو بتحقاااق الغااارض الاااذي‬ ‫‪-‬‬
‫أنشئت من أجله‪.‬‬
‫الحل االتفاقي الذي يكون بإرادة األطراف الماسسين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحل اإلداري الذي يكون بقرار إداري صادر عن جهة إدارية مختصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحؤؤؤل القيؤؤؤائي الاااذي يكاااون برفاااع دعاااوى أماااا القضااااء كماااا ينقضاااي الشاااخص‬ ‫‪-‬‬
‫المعنوي يفقد ركن من أركانه‪.‬‬
‫وعند نهاية الشخص المعنوي العا أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي حددها القانون‬

‫‪5‬‬
6

You might also like