You are on page 1of 15

‫أنــــــــــــــــــــــواع الحقـــــــــــوق‬

‫لقد أعتمد الفقه التقسيم التقليدي للحقوق ‪ ،‬وهو تقسيم الحقوق إلى حقوق مالية وحقوق غير مالية ‪ ،‬ويقوم‬
‫هذا التقسيم على مدى توفر أو تخلف القيمة المالية في الحق منها دخول الحقوق المالية وحدها في الذمة‬
‫المالية ‪ ،‬فهي قابلة للحجز والتقادم واإلرث خالفا ما هو عليه بالنسبة للحقوق الغير المالية ‪.‬‬

‫أنتقد هذا التقسيم وذلك بوجود حقوقا على الحدود بين الطائفتين ‪ ،‬بالتالي إمكانية التداخل بين الطائفتين ‪،‬‬
‫وذلك بوجود تقسيما ثالثا للحقوق أي الحقوق المختلطة ( المعنوية أو الذهنية ) التي فيها جانب يقوم بالمال‬
‫وآخر ال يقوم بالمال ‪.‬‬

‫يمكن تقسيم الحقوق بالتالي إلى ثالث أقسام ‪:‬‬

‫ـــــ الحقوق الغير المالية (أوال)‬

‫ــــــ الحقوق المالية (ثانيا)‬

‫ــــ الحقوق المختلطة (ثالثا)‬

‫أوال ‪ :‬الحقوق الغير المالية‬

‫الحقوق الغير المالية حقوق ال يمكن تقويمها بالمال أي بالنقود ‪ ،‬فهي حقوق ذات قيمة معنوية ال تقدر‬
‫بالمال وليست لها قيمة اقتصادية ‪ ،‬فهي حقوق تعطى لإلنسان باعتباره إنسان ‪.‬‬

‫يمكن تحديد هذه الحقوق الغير المالية إلى ثالث أصناف ‪ ،‬منها حقوق الشخصية (‪ ، )1‬الحقوق السياسية‬
‫(‪ ، )2‬حقوق األسرة (‪. )3‬‬

‫‪ :1‬حقوق الشخصية أو الحقوق اللصيقة بالشخصية‬

‫حقوق الشخصية أو ما يطلق عليها بالحقوق اللصيقة بالشخصية هي حقوق تنصب على مقومات وعناصر‬
‫الشخصية ذاتها ‪ ،‬تعطى للشخص باعتباره إنسانا ‪ ،‬وهي حقوق تعطى سواء لألجانب أو المواطنين ‪ ،‬ومن‬
‫خصائصها أنها تالزم الشخص حتى وفاته ‪ ،‬فيتمتع بها كل شخص دون شرط ‪.‬‬

‫من هنا فهذه الحقوق تقترب إلى حد كبير من الحريات من حيث أنها تمنح لكل إنسان ‪ ،‬لكن هذه الحقوق‬
‫تنشئ على خالف الحريات ‪ ،‬ويمكن لنا أن نحدد بعض هذه الحقوق اللصيقة بالشخصية تحديدا نموذجيا‬
‫باعتبار هذه الحقوق ليست ثابتة النطاق وفي تزايد وتنوع ‪.‬‬

‫يمكن رد هذه الحقوق إلى نوعين نتناول األول منها الحماية المادية لإلنسان ( جسمه وأعضائه) ‪ ،‬واآلخر‬
‫يتناول الحماية المعنوية له ( سمعته وشرفه )‪.‬‬

‫نتناول بالتالي الحقوق المتعلقة بالكيان المادي للشخصية (أ) ‪ ،‬ثم نعرج إلى الحقوق الخاصة بالكيان‬
‫المعنوي للشخصية (ب) ‪ ،‬وننتهي بتحديد خصائص هذه الحقوق اللصيقة بالشخصية (جـ) ‪.‬‬

‫أ‪ :‬الحقوق المتعلقة بالكيان المادي للشخصية‬

‫‪1‬‬
‫يتقدم الحق في الحياة طليعة الحقوق المكرية لحماية الكيان المادي لإلنسان ‪ ،‬والحق في سالمة بدنه أو‬
‫جسمه ‪ ،‬فيمنع بالتالي المساس بهذه الحقوق أي بالجسد أو بأعضاء اإلنسان المختلفة ‪.‬‬

‫يترتب عن حماية الكيان المادي لإلنسان في مواجهة الغير أنه يقع لزاما على الغير االمتناع عن المساس‬
‫أو االعتداء على جسم اإلنسان سواء بالقتل أو الجرح أو الضرب ‪ ،‬هذا ما كرسه قانون العقوبات‬
‫الجزائري ‪ ،‬أضف إلى ذلك الحق في البدن الذي بمقتضاه ال يجوز إجراء جراحة طبية للمريض إال‬
‫بموافقته إال في حالة استحالة الحصول على الموافقة نظرا لحالة المريض هنا للطبيب إجراء العملية دون‬
‫موافقة المريض ‪ ،‬أضف إلى ذلك يتفرع عن حق الشخص في سالمة جسده وأعضائه عدم جواز إجباره‬
‫على إجراء التحاليل الطبية مثال تحليل الدم ما لم ينص القانون على غير ذلك مثل التحاليل المطلوبة قبل‬
‫إبرام عقد الزواج ‪.‬‬

‫أما عن حماية الكيان المادي لإلنسان في مواجهة صاحب الحق نفسه ‪ ،‬فقد أعتبر القانون الوضعي ظاهرة‬
‫االنتحار التي يقدم عليها اإلنسان عمال يعاقب عليه القانون وذلك العتبارات دينية وأخالقية وإنسانية ‪.‬‬
‫فأخذت معظم التفنينات الحديثة على بطالن كل تصرف يقع على جسم اإلنسان أو على جزء منه إذا كان‬
‫من شأنه أن يشكل اعتداء عليه ‪ ،‬أي يشكل خطرا على حياة صاحبه أو على استمرار سالمة واكتمال كيانه‬
‫المادي‪.‬‬

‫هذا ال يمنع أنه يجوز تصرف اإلنسان في جسده وذلك لتحقيق المصلحة العامة مثل التبرع بالدم أو الهبة‬
‫ألنقاد حياة اآلخرين ‪ ،‬ويحدد هذا التصرف بشرطين وهما أن ال يؤثر هذا التصرف على حياة الشخص ‪،‬‬
‫وثاني شرط أن ال يهدف الشخص إلى تحقيق غاية مخالفة للنظام العام واآلداب وإذا كان الهدف هذا يتقرر‬
‫البطالن المطلق للتصرف ‪.‬‬

‫امتدت هذه الح ماية للكيان المادي لإلنسان حتى بعد وفاته وذلك حفاظا على الكرامة اإلنسانية ‪ ،‬هذا ال يمنع‬
‫أن لإلنسان له أن يوصي بجثثه أو بجزء أو بعضو لم عهد األبحاث العلمية أو أن يوصي بعد وفاته إلى جسم‬
‫من يحتاج إليه من المرضى ‪.‬‬

‫ب‪ :‬الحقوق الخاصة بحماية الكيان المعنوي للشخصي الطبيعي‬

‫إن حماية الكيان المعنوي للشخص ال يقل أهمية عن حماية الكيان المادي ومن أمثلة هذه الحقوق الحق في‬
‫االسم ‪ ،‬الحق في الصورة ‪ ،‬الحق في حرمة المسكن ‪ ،‬الحق في السرية ‪ ،‬الحق في الشرف والحق‬
‫المعنوي للمؤلف ‪ ،‬وهذه الحقوق تعتبر من مستلزمات شخصية اإلنسان األدبية أي المقومات المعنوية‬
‫لشخصية كل إنسان ‪ ،‬وسنتناول البعض منها وليس كلها وذلك لتنوعها ‪ ،‬منها الحق في احترام الحياة‬
‫الخاصة ‪ ،‬الحق في الصورة ‪ ،‬الحق في االسم ‪ ،‬الحق في حرمة المسكن ‪ ،‬الحق المعنوي للمؤلف على‬
‫نتاجه الفكري ‪.‬‬

‫ـــ الحق في احترام الحياة الخاصة‬

‫إن لكل إنسان حياته الخاصة ( العائلية والعاطفية ) فلكل شخص السيرة الذاتية والحالة الصحية والحياة‬
‫المالية أي حالة العسر أو الي سر والمعتقد الديني والحياة المهنية ‪ ،‬لكن المشكل يثار في تحديد حدود هذه‬
‫المنطقة الخاصة أي تحديد ما بين الحياة الخاصة والحياة العامة ‪ ،‬فتعتبر من قبيل الحياة العامة الحياة‬

‫‪2‬‬
‫المهنية أو الحياة في أماكن عامة ‪ ،‬أما عن الحق في الحياة الخاصة هو حق الفرد في الخصوصية والسرية‬
‫بشأن حياته ‪.‬‬

‫ــ الحق في الصورة ‪Droit de l’image‬‬

‫أقر القضاء الفرنسي هذا الحق وأعتبر أن نشر صورة شخص دون موافقته يمكن أن يشكل خرقا لسرية‬
‫الحياة الخاصة فمثال أخد الصورة في مكان خاص مثال أخد صورة فنان مطرب أو مسرحي وهو طريح‬
‫الفراش ‪.‬‬

‫ـــ الحق في االسم‬

‫الحق في االسم ينصب على مصلحة الفرد في تحديد هويته في مختلف تعامالته مع الغير وهي مصلحة‬
‫معنوية ‪ ،‬وللحق في االسم حماية قانونية المتمثلة في رفع الدعوى في حالة االعتداء ( المطالبة بوقف‬
‫التعدي والتعويض جراء الضرر الحاصل ‪ ،‬وصوال إلى الدعوى الجزائية في حالة انتحال األلقاب‬
‫واألسماء‪.‬‬

‫ـــ الحق في حرمة المسكن‬

‫يقصد بالحق في حرمة المسكن حق الشخص أن يمنع الغير من الدخول إلى مسكنه أي حق كل شخص في‬
‫أن يجعل من مسكنه مكانا يلجأ إليه ب عيدا عن تدخل الغير ‪ ،‬فالمسكن هو القلعة الحصينة للفرد‪.‬‬

‫أقرت التشريعات الوضعية منها قانون العقوبات حماية جنائية منها ما قضت به المادة ‪ 295‬من قانون‬
‫العقوبات ‪ ،‬من هنا فالقانون قرر حماية جزائية ضد أي اعتداء على حرمة المسكن ‪ ،‬وهذه الحماية تمتد‬
‫لكل شخص سواء كان مالكا أو مستأجرا سواء كان كذلك هذا المسكن أساسي أو فرعي مثل المصيف‬
‫والمنزل الريفي وفي مواجهة كل األشخاص ‪.‬‬

‫ـــ الحق المعنوي للمؤلف على نتاجه الفكري‬

‫يرد الحق المعنوي للمؤلف على نتاجه الفكري على الجانب المعنوي للشخص ‪ ،‬فيمس الجانب الذهني أو‬
‫الفكري للشخص ‪ ،‬فأ فكار الشخص التي هي من صنعه تعتبر جزءا ال يتجزأ من شخصيته‪.‬‬

‫إن خصوصية هذا الحق أنه مالزم للشخص لكنه ينتقل إلى ورتثه بعد وفاته ‪.‬‬

‫جــ ‪ :‬خصائص الحقوق اللصيقة بالشخصية‬

‫يمكن لنا أن نستنتج أن الحقوق اللصيقة بالشخصية تنصرف إلى كل األشخاص الطبيعية وحتى األشخاص‬
‫المع نوية ولو أنها تتميز ببعض الخصائص ‪ ،‬ويطلق عليها كذلك بالحقوق الطبيعية أو الحقوق العامة أو‬
‫حقوق اإلنسان ‪ ،‬ونظرا لطبيعتها واقترانها باإلنسان انفردت بخصائص معينة وهي أنها حقوق ال يجوز‬
‫التصرف فيها أي خارجة عن التعامل و حقوق ال تنتقل بالميراث و حقوق ال تسقط وال تكتسب بالتقادم‬
‫وحقوق ال يجوز الحجز عليها ‪.‬‬

‫‪ :2‬الحقوق السياسية‬

‫‪3‬‬
‫يراد بالحقوق السياسية هي الحقوق التي تثبت للشخص لتمكينه من اإلشراك في إدارة شؤون المجتمع ‪،‬‬
‫فهي تثبت للشخص باعتباره منتميا إلى بلد معين فيخول له اإلشراك في حكمه ‪ ،‬بمعنى آخر إن الحقوق‬
‫السياسية هي سلطات تقررها فروع القانون العام لبعض األشخاص لتمكينهم من القيام بأعمال معينة‬
‫يشركون بها في إدارة شؤون المجتمع السياسية ‪ ،‬بالتالي ال يتمتع بالحقوق السياسية إال رعايا الدولة دون‬
‫األجانب ‪ ،‬ومن بين هذه الحقوق الحق في االنتخاب ‪ ،‬الحق في الترشح ‪ ،‬الحق في تولي الوظائف العامة ‪،‬‬
‫حق الفرد في اختيار الممثلين له في المجالس المحلية ‪ ،‬الحق في تكوين األحزاب السياسية ‪.‬‬

‫انطالقا من تعريف الحقوق السياسية يمكن إجمال خصائصها فيما يلي ‪:‬‬

‫ـــــ قصور الحقوق السياسية إال على المواطنين فال تقرر للكافة ‪.‬‬

‫ـــــ ال تتقرر الحقوق السياسية لجميع المواطنين إال بتوفر شروط معينة مثل الترشح لعضوية مجلس‬
‫الشعب أو مجلس األمة البد من توفر شروط ‪.‬‬

‫ـــــ تتميز الحقوق السياسية بالطابع الغير المالي بالتالي يحضر تداولها ‪.‬‬

‫ــــ إن الطابع الغير المالي للحقوق السياسية يجعل منها غير قابلة للتنازل و التصرف و اكتسابها بالتقادم أو‬
‫انتقالها بالميراث ‪.‬‬

‫ــــ تقرير الحقوق السياسية من اختصاص الدستور ( التشريع األساسي ) ‪.‬‬

‫‪ : 3‬حقوق األسرة‬

‫حقوق األسرة هي الحقوق التي تثبت للشخص باعتباره عضوا في أسرة معينة ‪ ،‬تنشأ حقوق األسرة عن‬
‫مركز الفرد في محيط أسرته ‪ ،‬فهي حقوق تقوم بين أعضاء األسرة بعضهم قبل البعض وتثبت لكل منهم‬
‫باعتبار مركزه في األسرة ‪ ،‬فللزوج حق على زوجته ولألب حق على أوالده ولألبناء حقوق على اآلباء ‪،‬‬
‫فالغرض من تقريرها هي خدمة مصلحة األسرة ‪.‬‬

‫فحقوق األسرة هي مراكز ممتازة أو سلطات أو اختصاصات يعترف بها قانون األحوال الشخصية (‬
‫قانون األسرة) لبعض األشخاص بسبب صلة القرابة أو الزواج أو المصاهرة بينهم وبين سائر أفراد‬
‫أسرتهم كسلطة األب قبل أوالده وسلطة الزوج قبل زوجته‪.‬‬

‫من هنا ال تعتبر حقوق األسرة حقوق خالص ة إذ تتميز في مجموعها عن بقية الحقوق اآلخرين بأنها‬
‫واجبات في نفس الوقت ‪ ،‬فحق األب في تربية أوالده يتضمن في ذات الوقت واجبا على األب بالتأديب‪.‬‬

‫يمكن إجمال خصائص حقوق األسرة فيما يلي ‪:‬‬

‫ــــــ إن حقوق األسرة بذلك حقوق غير مالية ‪ ،‬غير قابلة للتعامل أي تخرج عن دائرة التعامل أو التنازل‬
‫أو التصرف ‪ ،‬أضف إلى ذلك هذه الحقوق ال يكون فيها للدائن توقيع الحجز عليها وال تنتقل للورثة ‪,‬‬

‫ــــ أن حقوق األسرة ال تخول ألصحابها سلطات فحسب بل تضع على عاتقهم أيضا واجبات في نفس‬
‫الوقت‪.‬‬

‫ــــ إن حقوق األسرة من مسائل األحوال الشخصية ‪ ،‬وهذا ما نظمه المشرع الجزائري في قانون األسرة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحقوق المالية‬

‫يقصد بالحقوق المالية الحقوق التي تقوم بالمال ‪ ،‬ويترتب عن الطابع المالي لهذه الحقوق أنها حقوقا قابلة‬
‫للتداول والتعامل والتصرف والتنازل عنها ‪ ،‬فهي حقوق تخضع للتقادم المسقط والمكسب ‪ ،‬تنتقل بالميراث‬
‫‪ ،‬وتمثل الجانب اإليجابي للذمة المالية‪.‬‬

‫تنقسم الحقوق المالية إلى قسمين ‪ ،‬الحقوق العينية (‪ ، )1‬والحقوق الشخصية أو حقوق الدائنية (‪. )2‬‬

‫‪ :1‬الحقوق العينية‬

‫يعرف الحق العيني أنه سلطة مباشرة لشخص معين على شيء معين ‪ ،‬وهذه السلطة المباشرة تخول‬
‫صاحب الحق ا إلفادة من هذا الشيء مباشرة ودون توقف على إرادة أحد آخر ‪.‬‬

‫يعرف كذلك الحق العيني أنه استئثار يتقرر لشخص على شيء معين يمكنه من القيام بأعمال معينة بالنسبة‬
‫لهذا الشيء ‪ ،‬وذلك تحقيقا لمصلحة يقررها القانون ‪ ،‬فللمالك سلطة االستعمال واالستغالل والتصرف‬
‫دون تدخل من الغير لتمكينه من ممارسة حق من حقوق بالنسبة للشيء المملوك له ‪ ،‬فحق المالك صاحب‬
‫الحق العيني له أن يباشر حقه دون وساطة أحد بالتالي الحق العيني هو سلطة على الشيء ‪ ،‬والحق العيني‬
‫ككل الحقوق يقابله واجب ‪ ،‬ويتمثل هذا الواجب في التزام كافة الناس باحترام هذا الحق وعدم التعرض‬
‫لصاحبه ‪ ،‬ولذا فإن هذا الواجب يعتبر واجبا عاما أي يلتزم به الجميع ‪ ،‬كما يعتبر واجبا سلبيا ألن مؤداه‬
‫االمتناع عن االعتداء على هذا الحق‪.‬‬

‫أما عن خصائص ومقومات الحق العيني فهي ‪:‬‬

‫ــــ الحق العيني سلطة على الشيء أي أن يكون الشيء ماديا مثل سيارة أو منزال ‪.‬‬

‫ـــــ إمكانية صاحب الحق العيني التخلي عن الشيء فلصاحب الحق العيني السلطة على محل الحق فله‬
‫استعماله أو استغالله أو بيعه أي التصرف فيه ونقل الملكية إلى الغير مثل البيع والهبة ‪.‬‬

‫ــــ أنواع الحقوق العينية‬

‫تنقسم الحقوق العينية إلى قسمين ‪ ،‬حقوق عينية أصلية ‪ ،‬وحقوق عينية تبعية‬

‫ـــ الحقوق العينية األصلية‬

‫يقصد بالحقوق العينية األصلية الحقوق التي تقوم بذاتها وهي ال تستند في وجودها إلى حقوق أخرى مثل‬
‫حق الملكية والحقوق المتفرعة عنها ‪.‬‬

‫يراد بها كذلك أنها تلك الحقوق التي تخول صاحبها سلطة مباشرة على الشيء تمكنه من استعماله‬
‫واستغالله والتصرف فيه ‪.‬‬

‫ويقصد كذلك بالحقوق العينية األصلية تلك الحقوق التي تكون مستقلة من حيث وجودها فهي حقوق قائمة‬
‫بذاتها وال تستند أو تتبع حقا آخرا‪.‬‬

‫الحقوق العينية في القانون المدني هي حق الملكية ‪ ،‬والحقوق المتفرعة عن حق الملكية‬

‫‪5‬‬
‫ـــ حق الملكية‬

‫يعد حق الملكية من أوسع الحقوق العينية نطاقا وأوسع الحقوق المالية ‪ ،‬أي أوسع من حيث الصالحيات‬
‫التي يمنحها للمالك ‪ ،‬إذ يخول المالك كل السلطات على الشيء من حيث استعماله واستغالله والتصرف‬
‫فيه ‪ ،‬وهذه هي عناصر حق الملكية ‪.‬‬

‫عرف المشرع حق الملكية انطالقا من السلطات التي يتمتع بها المالك ‪ ،‬فلمالك أن يستعمل الشيئ وله‬
‫استغالله وله أن يتصرف في الشيء محل حق الملكية ‪.‬‬

‫ويقصد بحق االستعمال استخدام الشيء فيما أعد له كالسكن في الدار أو الركوب في السيارة ‪ ،‬أما عن‬
‫استغالل الشيء فيراد به الحصول على ما يدره الشيء من ثمار سواء ثمار مادية مثل نتاج الحيوان دون‬
‫تدخل اإلنسان أو ما ينتجه الشيء بتدخل اإلنسان مثل محصول األرض أو ثمار مدنية مثل قيام المالك‬
‫بإيجار أرضه للغير ( المستأجر ) بمقابل آخر يتفق عليه‪.‬‬

‫أما عن سلطة التصرف فهو استعمال الشيء استعماال تستنفد معه سلطات أو حق المالك كليا أو جزئيا ‪،‬‬
‫ويراد به استخدام الشيء استخداما يستنفذ كال أو بعضا ‪ ،‬وقد يكون إما تصرف مادي مثل استهالك الشيء‬
‫أو إتالفه أو تحويل نهائيا لل شيء فيصبح شيء آخر مثل استعمال مواد البناء لبناء منزل أو إضافة طابق‬
‫ثاني أو هدم طابق من المبنى أو عمل مادي بمقتضاه ينهي على الشيء المالك مثل هدم المالك لمبناه كلية‬
‫‪ ،‬أو يكون تصرفا قانونيا مثل بيع الشيء أو هبته ‪.‬‬

‫لحق الملكية خصائص فهو حق جامع ‪ ،‬حق مانع ‪ ،‬حق دائم ‪ ،‬حق مطلق‪.‬‬

‫يراد بخاصية أن حق الملكية حق جامع أنه حق يمنح للمالك كل السلطات من استعمال واستغالل وتصرف‬
‫‪ ،‬وللمالك بمقتضى هذه السلطات أن يصنع بملكه ما يشاء إال ما منع منه القانون ‪.‬‬

‫أما في إعتباره حقا مانعا فهو إنفراد أو اقتصار هذا الحق على صاحبه ال ينازعه فيه أحد أي أن المالك‬
‫يستأثر بجميع مزايا الملكية دون غيره فال يشاركه أحد في ملكه وليس ألحد أن يتولى شؤون غيره ‪ ،‬مع‬
‫العلم أن هناك صورا فيها تكون الملكية لشيء مشترك بين شخصين أو أكثر مثل الملكية على الشيوع‬
‫وملكية الورثة قبل تقسيمها ‪.‬‬

‫ويعتبر حق الملكية حق دائم ومؤبد يدوم دوام الشيء المملوك ال ينقضي إال بانقضاء هذا الشيء ‪،‬‬
‫ويترتب عن هذه الخاصية أن حق الملكية والسلطات المتفرعة منه تبقى بعينها حتى ولو انتقلت الملكية إلى‬
‫شخص آخر فانتقال الملكية ال يعني زوالها ‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك أن حق الملك الملكية ال يزول بعدم استعماله خالفا لبعض الحقوق األخرى التي تسقط‬
‫بالتقادم ( حق االنتفاع‪ ،‬االستعمال ‪ ،‬السكن ) ‪ ،‬فعدم استعمال حق الملكية ال يسقط مهما طال الزمن ‪.‬‬

‫ــــ الحقوق المتفرعة عن حق الملكية‬

‫‪6‬‬
‫يراد بالحقوق المتفرعة عن حق الملكية تلك الحقوق التي تزود صاحبها بعض مزايا حق الملكية على‬
‫الشيء مملوك للغير ‪ ،‬فهي بذلك الحقوق العينية التي تقتطع بعض عناصرها لمصلحة شخص آخر غير‬
‫المالك ‪.‬‬

‫تتمثل الحقوق المتفرعة عن حق الملكية في حق االنتفاع فهو حق عيني يخول صاحبه سلطتي استعمال‬
‫واستغالل شيء محدد مملوك لغيره سواء عقارا أو منقوال دون سلطة التصرف التي تبقى للمالك ‪ ،‬ويمكن‬
‫أن نعرفه كذلك أنه االنتفاع بشيء مملوك للغير كما ينتفع به المالك نفسه لكن مع وجوب المحافظة عليه ‪،‬‬
‫حق االستعمال وحق السكن ويراد بحق االستعمال أنه حق عيني يخول صاحبه استعمال الشيء الذي يقع‬
‫عليه وذلك بالقدر الالزم لما يحتاج إليه وأسرته الخاصة أنفسهم مثال حديقة للشخص حق استعمالها ‪ ،‬فإن‬
‫كان فيها الثمار فله القدر الذي يحتاجه هو وأسرته وليس له أن يبيعها ‪ ،‬أما حق السكن هو سلطة مباشرة‬
‫لشخص على منزل مملوك للغير يخول صاحبها أن يسكنه لمدة معينة ‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك ما يعرف بحق اإلرتفاق فهو حق يحد من منفعة عقار لفائدة عقار غيره يملكه شخص آخر‬
‫‪ ،‬فينشئ حق االرتفاق عالقة بين عقارين مملوكين لمالكين مختلفين ‪ ،‬فحق االرتفاق تكليف مقرر على‬
‫عقار لمنفعة عقار آخر يملكه شخص آخر ‪ ،‬ويسمى العقار المقرر عليه هذا التكليف بالعقار الخادم أو‬
‫العقار المرتفق به ويسمى العقار المقرر لمنفعته هذا التكليف بالعقار المخدوم أو العقار المرتفق ‪.‬‬

‫ومن الحقوق المتفرعة عن حق الملكية ما يعرف بحق الحكر أستمد هذا الحق من الشريعة اإلسالمية ‪،‬‬
‫وهو تسلم أرض في حاجة إلى إصالح إلى شخص يقوم بإصالحها وتعميرها بالبناء عليها أو بالغراس فيها‬
‫‪ ،‬ويكون لمن سلم األرض المحتكر عيني يخوله االنتفاع بها في مقابل دفع أجرة المثل أي األجرة التي‬
‫تدفع لمثل هذه األرض ‪ ،‬وللمحتكر حق االنتفاع ( استعمال واستغالل) دون ملكية الرقبة‪.‬‬

‫ــــ الحقوق العينية التبعية‬

‫يراد بالحقوق العينية التبعية التأمينات العينية أي أنها الحقوق التابعة لحق آخر وهو الحق العيني األصلي ‪،‬‬
‫فال تقوم هذه الحقوق العينية التبعية بذاتها مستقلة عن هذا الحق ‪ ،‬أي أنها الوسائل التي تكفل للدائن‬
‫الحصول على حقه قبل غيره من الدائنين من العين أو األعيان التي تقدم ضمانا للدين الذي على المدين‪.‬‬

‫إن الحقوق العينية التبعية هي ضمان خاص للدائن وإن لم تكن ضمان خاص فهي ضمان عام للدائن ‪.‬‬

‫يراد بالضمان العام أن عند حلول أجل الدين دون أن يستوفي الدائن حقه ‪ ،‬فله أن يستوفي حقه قهرا بالتنفيذ‬
‫على أموال المدين ‪ ،‬أما الضمان الخاص ويقصد به الضمان الذي يكون على شيء معين يخول للدائن‬
‫استيفاء حقه من قيمته النقدية باألولوية على غيره ‪ ،‬ويخول له حق تتبع ذلك الشيء إذا تصرف فيه المدين‬
‫‪.‬‬

‫ــــ أنواع الحقوق العينية التبعية‬

‫نذكر من الحقوق العينية التبعية ‪:‬‬

‫ـــ الرهن الرسمي‬

‫ينشأ الرهن الرسمي بمقتضى عقد رسمي ويرد إال على العقار ‪ ،‬وال تنتقل حيازة العقار المرهون الى‬
‫الدائن المرتهن بل يبقى المدين الراهن مالكا للعقار المرهون ‪ ،‬عرف المشرع الجزائري الرهن الرسمي‬
‫‪7‬‬
‫في المادة ‪ 882‬منه أنه " الرهن الرسمي عقد يكتسب به الدائن حقا عينيا ‪ ،‬على عقار لوفاء دينه ‪ ،‬يكون له‬
‫بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التاليين له في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي يد كان "‬
‫‪.‬‬

‫ف الرهن الرسمي حق عيني عقاري ‪ ،‬للدائن المرتهن حق التتبع والتقدم عن الدائنين التاليين له ‪ ،‬وتتبع‬
‫العقار المرهون في أي يد انتقلت له العقار المرهون ‪ ،‬وهو حق عيني تبعي أي يتتبع الدين الذي يضمنه‪،‬‬
‫فإن انقضى هذا الدين انقضى هذا الرهن ويبقى إذا بقي الدين ‪.‬‬

‫ـــ الرهن الحيازي‬

‫الرهن الحيازي عقد يلتزم به شخص ضمانا لدين عليه أو غيره أن يسلم إلى الدائن أو إلى أجنبي يعينه‬
‫المتعاقدان شيئا ير تب عليه الدائن حقا عينيا يخول حبس الشيء لحين استفاء الدين ‪ ،‬وأن يتقدم الدائنين‬
‫العاديين والتاليين له في المرتبة في اقتضاء حقه من ثمن هذا الشيء في أي يد يكون‪.‬‬

‫بمقتضى الرهن الحيازي يرد هذا الرهن على العقار أو المنقول خالف لرهن الرسمي الذي يرد على‬
‫العقار فقط ‪ ،‬فيطلق على الرهن الحيازي الذي يرد على العقار بالرهن العقاري ( مادة ‪ 966‬مدني )‪ ،‬أما‬
‫إذا ورد على المنقول يطلق عليه برهن المنقول ‪.‬‬

‫ـــ حق التخصيص‬

‫حق التخصيص حق عيني تبعي يتقرر بأمر من القضاء على عقار المدين لفائدة الدائن ضمانا ألصل الدين‬
‫والمصاريف ( المادة ‪ 937‬مدني ) ‪.‬‬

‫حق التخصيص حق عيني تبعي للدائن على عقار أو أكثر من عقارات المدين بمقتضى حكم واجب التنفيذ‬
‫صادر بإلزام المدين بالدين ‪ ،‬ويخول الدائن التقدم على الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في المرتبة في‬
‫استفاء حقه من المقابل النقدي لذلك العقار في أي يد يكون ‪.‬‬

‫ــــ حق االمتياز‬

‫االمتياز أولوية يقررها القانون لحق معين مراعاة مثال لصفته ‪ ،‬وال يكون حق االمتياز إال بمقتضى نص‬
‫في القانون ‪ ،‬نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 982‬مدني ‪.‬‬

‫يراد باألولوية هو استفاء أو تسديد الدين الممتاز باألفضلية قبل استفاء الديون األخرى ودون مزاحمة‬
‫الدائنين اآلخرين ‪ ،‬وقد يكون هذا المال عقار كامتياز بائع العقار ضمانا لحقه بالنسبة لباقي من الثمن ‪ ،‬وقد‬
‫يكون منقول كامتياز بائع المنقول أو يكون الث من دينا ممتازا على هذا المنقول ‪ ،‬مع العلم انه في حالة‬
‫ورود حق االمتياز على العقار فإنه البد من قيده ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ :2‬الحقوق الشخصية ( حقوق الدائنية )‬

‫تعد الحقوق الشخصية من الحقوق المالية محلها قابل للتقويم ‪ ،‬ويراد بالحق الشخصي " استئثار غير‬
‫مباشر بأداء معين ‪ ،‬يتقرر لشخص يسمى الدائن قبل شخص آخر يسمى المدين ‪ ،‬وبمقتضاه يكون للدائن‬
‫القدرة على أن يطالب المدين بالقيام بأداء معين يلزم به قبله‪.‬‬

‫إن العالقة في الحق الشخصي قائمة ما بين الدائن والمدين‪ ،‬وهذه العالقة عالقة اقتضاء وليست عالقة‬
‫تسلط كما هو األمر بالنسبة للحق العيني ‪ ،‬فللدائن إذن الحق في مطالبة المدين بالوفاء بالدين دون أن يكون‬
‫له أي حق على شخص المدين ‪.‬‬

‫تتنوع الحقوق الشخصية بتنوع األداء الذي للدائن الحق في اقتضائه ‪ ،‬ويكون األداء دائما القيام بعمل معين‬
‫من جانب المدين ‪ ،‬وقد يكون إيجابيا أو سلبيا ‪ ،‬أما بالنسبة للعمل اإليجابي هو ما يسمى بااللتزام بعمل ‪،‬‬
‫أما السلبي فهو ما يطلق عليه بااللتزام باالمتناع عن عمل ‪.‬‬

‫ف تتنوع مصادر الحقوق الشخصية عكس مصادر الحقوق العينية التي حددها المشرع على سبيل الحصر ‪،‬‬
‫فمصادر الحقوق الشخصية تناولتها نظرية االلتزام ‪ ،‬تتمثل في العقد ( توافق إرادتين أو أكثر على إحداث‬
‫أثر قانوني معين ) ‪ ،‬يتمثل كذلك في اإلرادة المنفردة هنا تكون اإلرادة الواحدة قادرة على إنشاء حق‬
‫شخصي مثل الوعد بالجائزة ‪ ،‬أو مصدر العمل الغير المشروع أي الفعل الضار الذي يعتبر مصدرا للحق‬
‫الشخصي ( المادة ‪ 124‬مدني) ‪ ،‬التي ينشأ بمقتضاه حق المضرور في التعويض ‪ ،‬أضف إلى ذلك اإلثراء‬
‫بال سبب يطلق عليه بالفعل النافع ‪ ،‬هنا يلتزم كل شخص أثرى على حساب شخص آخر بدون سبب‬
‫مشروع يلتزم في حدود ما أثرى به بتعويض هذا الشخص عما لحقه من خسارة ( مادة ‪ 141‬مدني ) ‪،‬‬
‫كذلك من الحقوق الشخصية ما ينشأ مباشرة بمقتضى قاعدة قانونية مثل إلزام األب باإلنفاق على أبنائه‪.‬‬

‫ـــــ التفرقة بين الحقوق العينية والحقوق الشخصية‬

‫انتهينا فيما سبق في تعريف كل من الحق العيني و الحق الشخصي ‪ ،‬فالحق العيني يوجد صاحب الحق و‬
‫الشيء الذي يرد عليه ‪ ،‬أما الحق الشخصي فهو عالقة بين شخصين ( دائن ومدين ) وال يستطيع الدائن‬
‫الحصول على حقه إال بتدخل المدين ‪.‬‬

‫انطالقا من التعريف كال من الحقين يتضح الفارق بينهما ‪ ،‬لكن هذا لم يمنع الفقه أن يحاول التقريب بينهما‬
‫وهذا ما سنتناوله ‪ ،‬ثم نحدد الفوارق بينهما‪.‬‬

‫ــــ محاولة هدم التفرقة بين الحق العيني والحق الشخصي‬

‫انقسمت محاولة التفرقة بين الحق العيني والحق الشخصي إلى طائفتين ‪ ،‬طائفة تعتنق فكرة التقريب بين‬
‫الحق العيني من الحق الشخصي وهذا ما يطلق عليه بالمذهب الشخصي ( الفرع األول ) ‪ ،‬وطائفة تعتمد‬
‫على فكرة التقريب بين الحق الشخصي من الحق العيني وهذا ما يطلق عليه بالمذهب المادي أو‬
‫الموضوعي ( الفرع الثاني ) ‪.‬‬

‫ـــ المذهب الشخصي‬

‫يتزعم هذا االتجاه الفقيه بالنيول فيرى أن الحق العيني رابطة ما بين شخصين كالحق الشخصي ألن‬
‫القانون إنما ينظم الروابط بين األشخاص وال يمكن أن يقال هنا أن الحق العيني رابطة بين شخص وشيء‬
‫‪9‬‬
‫إنما الرابطة تكون بين األشخاص ‪ ،‬أضف إلى ذلك أن الحق العيني مثل الحق الشخصي له ثالث عناصر‬
‫" موضوع الحق أي محله ‪ ،‬الدائن وهو صاحب الحق ‪ ،‬والمدين وهم جميع الناس ما عدا صاحب الحق )‬
‫‪ ،‬فمثال حق الملكية فيكون المالك هو صاحب الحق أي هو الدائن ‪ ،‬أما المدين فهم كافة الناس إال الدائن ‪،‬‬
‫أما عن موضوع هذه المديونية هو االمتناع عن التعرض للدائن الذي هو المالك في تمتعه بحقه ‪.‬‬

‫لم تلق هذه النظرية نجاحا كبيرا بل انتقدت وأهم نقد وجه إليها هو اختالف الحق العيني على الحق‬
‫الشخصي من حيث المحل ‪ ،‬فيرد الحق الشخصي على عمل إيجابي أو سلبي يلتزم به المدين ‪ ،‬أضف إلى‬
‫ذلك أن في الحق الشخصي نجد دائن ومدين و ال يمكن للدائن الحصول على حقه إال بتدخل المدين والمدين‬
‫معلوم للدائن ‪ ،‬واألمر خالف ذلك في الحق العيني ألنه ال يوجد مدين محدد معين يلتزم قبل صاحب الحق‬
‫وقت نشوء هذا الحق ‪.‬‬

‫ــــ المذهب المادي‬

‫يتزعم هذا االتجاه الفقيه سالي الذي يقوم على فكرة إضعاف الرابطة التي تنشأ بين طرفي الحق الشخصي‬
‫أي تقوم هذه النظرية على أساس النظر إلى أن الحقوق الشخصية تعتبر عنصر من عناصر الذمة المالية‬
‫‪ ،‬أي العبرة ليس بأشخاص الحق بل بمحله بمعنى أن المهم في الحق هو قيمته المالية ‪،‬‬

‫فينتهي هذا الرأي إلى أنه البد النظر إلى جميع الحقوق باعتبارها حقوقا عينية ‪.‬‬

‫أنتقد هذا المذهب ألنه لم يهدم التفرقة بين الحق الشخصي والحق العيني ألنه من غير اإلمكان التقليل من‬
‫دور الدائن والمدين في الحق الشخصي ‪ ،‬مثال في حالة إذا كان المدين يتوفر فيه المؤهالت والشهرة‬
‫والسمعة ‪ ،‬فهنا يكون محل اعتبار في نظر الدائن ‪ ،‬لذلك ال يمكن القول أن العبرة في الحق الشخصي‬
‫قيمته المالية وليست بأطرافه‪.‬‬

‫رغم النظريات التي سعت إلى التفريق بين الحق العيني والحق الشخصي إال أن التشريعات الوضعية‬
‫ضلت تفرق بين الحقين مثل ما فعل المشرع الجزائري ‪ ،‬الذي تناول الحقوق الشخصية في المواد ‪ 53‬ـــ‬
‫‪ ، 653‬أما الحقوق العينية في المواد ‪ 674‬ــــ ‪ ، 881‬أما عن الحقوق العينية التبعية في المواد ‪ 882‬ـــ‬
‫‪. 1001‬‬

‫ـــ الفوارق بين الحق الشخصي والحق العيني‬

‫يمكن إجمال الفوارق بين الحق الشخصي والحق العيني فيما يلي ‪:‬‬

‫ـــ ــ الحقوق العينية واردة على سبيل الحصر عكس الحقوق الشخصية فهي متعددة ومتنوعة نظرا لكون‬
‫أنه ال يمكن حصر األعمال اإليجابية أو السلبية التي قد يلتزم بها المدين‪.‬‬

‫ـــــ الحق العيني يرتكز على شيء معين لصاحبه سلطة عليه ‪ ،‬أما الحق الشخصي فمحله عمل المدين ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ـــــ الحق الشخصي منقوال دائما ألن محله التزام بعمل أو االمتناع عن عمل ‪ ،‬أما الحق العيني فيكون‬
‫منقوال أو عقارا بحسب طبيعة الشيء المادي الذي ينصب عليه‪.‬‬

‫ـــــ ليس للحق الشخصي ميزة التتبع واألولوية وا للدائن إال الضمان العام ‪ ،‬في حين الحق العيني فيخول‬
‫صاحبه الميزتين أي التقدم والتتبع ألنه حق مرتبط بعين معينة باعتباره سلطة مباشرة لشخص على شيء‬
‫مادي معين ‪.‬‬

‫ـــــ الحق الشخصي حق مؤقت يرفض أن يكون التزام المدين التزام مؤبدا ‪ ،‬في حين الحق العيني قد يكون‬
‫مؤبدا كحق الملكية أو مؤقتا كالحق العيني التبعي ‪.‬‬

‫ــــ الحق العيني حق مطلق بينما الحق الشخصي أو حق الدائنية حق نسبي ‪ ،‬فالحق العيني يحتج به وينتج‬
‫أثره في مواجهة الجميع ‪ ،‬في حين الحق الشخصي يحتج به إال في مواجهة شخص واحد أو أشخاص‬
‫معينين‪.‬‬

‫ـــــ الحق الشخصي ال ي كتسب بالتقادم ألن التقادم يقوم على الحيازة ‪ ،‬في حين في الحق العيني يمكن‬
‫اكتسابه بالتقادم مثل حالة واضع اليد ‪ ،‬العبرة بالحيازة أي وضع اليد على شيء مادي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الحقوق المختلطة ( الحقوق الذهنية )‬

‫ظهر إلى جانب الحقوق التقليدية السابقة العينية والشخصية حقو قا من طائفة معينة يطلق عليها بالحقوق‬
‫الذهنية أو المعنوية ‪ ،‬تتميز هذه الحقوق بأنها ترد على أشياء غير مادية محلها معنوي غير محسوس من‬
‫خلق الذهن ونتاج الفكر‪.‬‬

‫تؤكد هذه الحقوق فكرة أن التقسيم الذي عرفناه بين الحقوق المالية والغير المالية تقسيم غير حاسم ‪ ،‬فهذه‬
‫الحقوق أي الحقوق الذهنية توجد ما بين الطائفتين ‪.‬‬

‫لقد اختلف الفقه في ترتيب هذه الحقوق ‪ ،‬فأدخلت أوال في جانب التقسيمات التقليدية الموجودة وأطلق عليها‬
‫بالملكية األدبية أو الفنية أو الصناعية ‪ ،‬ثم ا ستدرك األمر وذلك باختالف هذه الحقوق عن حق الملكية في‬
‫المفهوم التقليدي وأطلق عليها اسم الحقوق المعنوية أو األدبية ‪ ،‬ثم شاع استخدام مصطلح الحقوق الذهنية ‪.‬‬

‫نتناول في إطار المفهوم كل من التعريف ‪ ،‬ثم أنواعها‪.‬‬

‫ـــ تعريف الحق الذهني‬

‫يعرف الحق الذهني أنه " ذلك النوع من الحقوق التي ترد على أشياء معنوية غير محسوسة من نتاج‬
‫الذهن وقريحة الفكر وذلك كحق المؤلف على أفكاره وحق المخترع على مبتكراته وحق الملحن على‬
‫أنغامه‪.‬‬

‫يراد كذلك بالحقوق الذهنية هي اختصاص الشخص باالستئثار فيما ينسب إليه من إنتاج ذهني سواء كان‬
‫هذا اإلنتاج أدبيا أم فنيا أم براءة اختراع ‪ ،‬ويقال لهذا اإلنتاج الفكري أو الذهني في االصطالح ( المصنف‬
‫)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ــــ أنواع الحقوق الذهنية‬

‫هناك عدة أنواع من الحقوق الذهنية ‪ ،‬تختلف باختالف أصنافها هذا ما يوجب تعدد أحكام كال منها ‪ ،‬فهناك‬
‫حق المؤلف على مؤلفه وحق المخترع على اختراعه ‪ ،‬وهذه توصف أنها حقوق ذهنية ألنها ترد على‬
‫نتاج ذهني هذا ما يرتب من جهة أخرى أنها أدبية تربط المؤلف أو المخترع ارتباطا وثيقا ‪ ،‬أما الناحية‬
‫الثانية فهي مالية ألن النتاج المذكور له قيمة مالية‪.‬‬

‫فأنواع الحقوق الذهنية تتمثل في حق المؤلف والحقوق المجاورة يطلق عليه بالملكية األدبية والفنية ‪،‬‬
‫أضف إلى ذلك الحق في ملكية العالمة أو الحق في براءة االختراع ‪ ،‬والحق في إيداع التصاميم الشكلية ‪،‬‬
‫الحق في الرسوم والنم اذج المنظمة بمقتضى القانون ويطلق على هذه الحقوق بالملكية الصناعية ‪.‬‬

‫نقتصر إذن الدراسة للحقوق المختلطة أو الذهنية لحق المؤلف وسنتناول فيه المقصود بالمؤلف وعناصره‬
‫ثم مضمونه وطبيعته ثم الحماية القانونية لهذا الحق‪.‬‬

‫ـــ حق المؤلف وعناصره‬

‫يقصد بالمؤلف " هو كل من ينتج إنتاجا ذهنيا أي كان نوعه وأيا كانت طريقة التعبير عنه ـو أهميته وأيا‬
‫كان الغرض منه " ‪.‬‬

‫أما عن حق المؤلف هو حق شخصي على مصنفه من نتاجه الذهني ‪ ،‬وقد يتنوع هذا النتاج الفكري أدبيا ‪،‬‬
‫علميا أو أي كانت طريقة التعبير سواء كتابة في الكتب المختلفة أو الرسم أو التصوير‪.‬‬

‫نظم المشرع حق المؤلف وفق أحكام األمر رقم ‪ 05/03‬وفيه حدد نطاق حق المؤلف ومحتواه والحماية‬
‫المقررة له ‪.‬‬

‫فعناصر حق المؤلف تتمثل في المؤلف ‪ ،‬والمصنف الذي قام به ‪ ،‬وصفة االبتكار التي يجب أن يتميز بها‬
‫هذا المصنف ‪.‬‬

‫ـــ المؤلف‬

‫عرف المشرع الجزائري المؤلف وفق المادة‪ 3‬الفقرة ‪ 2‬من األمر ‪ " 05/03‬هو كل من ينتج انتاجا ذهنيا‬
‫أي كان نوعه أو أهميته أو طريقة التعبير عنه " ‪.‬‬

‫نستنتج أن مدلول المؤلف ينصرف للشخص الذي أنشأ أو صنع نتاجا ذهنيا وذلك عن طريق إبداعاته‬
‫الفكرية أو الصوتية أو اليدوية ‪ ،‬فينصرف لفظ المؤلف إلى الكاتب والمخترع والرسام و الملحن بل وإلى‬
‫المترجم الذي يتولى ترجمة المصنف إلى لغة أخرى أو يقوم بتلخيصه أو تحويره أو شرحه أو التعليق‬
‫عليه بطريقة تبرزه في شكل جديد يضفي عليه طابع اإلبتكار الذي هو شرط حماية القانون لحق المؤلف ‪،‬‬
‫وقد يكون المؤلف شخص طبيعي ‪ ،‬وقد منح المشرع الجزائري صفة المؤلف كذلك للشخص المعنوي مثل‬
‫المصنف الجماعي تم إنجازه تحت إشراف شخص معنوي وبمبادرة منه وتنشر تحت اسمه‪.‬‬

‫ـــ المصنف‬

‫‪12‬‬
‫المصنف هو كل إنتاج ذهني أيا كانت طريقة التعبير عنه ‪ ،‬كتابة أو صوتا أو رسما أو تصويرا أو أية‬
‫طريقة أخرى يظهر بها اإلنتاج إلى الوجود ‪ ،‬فالمصنف إنتاج ذهني أفرغ في صورة مادية ‪.‬‬

‫حدد المشرع الجزائري مختلف المصنفات منها المصنفات األدبية والفنية والمصنفات التراث الثقافي‬
‫التقليدي والمصنفات الوطنية‪.‬‬

‫ـــ صفة االبتكار في المصنف‬

‫يقصد بصفة االبتكار هو كل مجهود ذهني يقوم به المؤلف ويتجلى فيه شخصيته ‪ ،‬فالمصنف الجدير‬
‫بالحماية هو ما كان يتضمن قسطا من االبتكار أي أن يتجلى الطابع الشخصي للمؤلف في طريقة معالجة‬
‫هذه األفكار والتعبير عنها ‪ ،‬من هنا االبتكار هو االبتكار في الشكل ال في الجوهر ‪ ،‬مثال تناول وضع‬
‫البطالة في الجزائر وهي فكرة قديمة تناولها الغير سابقا وفي تناولها مؤلف آخر بأفكار جديدة بالتالي لم‬
‫يقتصر على ما أنتجه غيره في إطار هذا الموضوع ‪ ،‬من هنا إذا أنتفت خاصية االبتكار فليس للمصنف‬
‫الحماية مثال التجميع المادي لما هو معروف من قبل ‪.‬‬

‫ـــ مضمون حق المؤلف وطبيعته‬

‫نتناول هنا مضمون حق المؤلف ‪ ،‬ثم طبيعته القانونية ‪.‬‬

‫ـــ مضمون حق المؤلف‬

‫يراد البحث في مضمون حق المؤلف تلك السلطات التي يخولها هذا الحق لصاحبه ‪ ،‬فحق المؤلف له‬
‫طبيعة مزدوجة فله حق أدبي وحق مالي‪.‬‬

‫يكون للمؤلف بمقتضى هذا الحق مصلحة ذاتية في حماية شخصيته التي تتجلى في إنتاجه الفكري ‪،‬‬
‫والجانب األدبي يبرر الصلة بين اإلنتاج الذهني وبين شخص مبدعه ومفكره ‪ ،‬هذا الذي يجعل هذا الحق‬
‫من الحقوق المتعلقة بالشخصية ‪.‬‬

‫للمؤلف وحده الحق في تقرير نشر مصنفه أو عدم نشره أو إعادة نشره ‪ ،‬فالمؤلف وحده هو الحكم في‬
‫نشر أو عدم نشر أو إعادة نشر مصنفه ‪ ،‬وذلك لعدة أسباب منها أنه يعتبر أن نشر المصنف يعد مساسا‬
‫بسمعته العلمية واألدبية أو أن الظروف لم تعد تسمح بإعادة نشره ‪ ،‬فالعبرة إذن بالتقدير الشخصي‬
‫ل صاحب النتاج تحديد وقت الكشف عنه فقد يختار مناسبة أو ظروفا معينة ‪.‬‬

‫للمؤلف كذلك سلطة نسب نتاج الذهني وذلك سواء أستعمل أسمه الحقيقي أو أسمه المستعار أو أسم الشهرة‬
‫‪ ،‬ويرجع هذا الوضع أن اإلنتاج الذهني أو الفكري يعد انعكاسا لشخصية المؤلف ‪ ،‬فتنشأ بذلك للمؤلف‬
‫مصلحة معنوية على مصنفه ‪.‬‬

‫للمؤلف كذلك سلطة سحب نتاج الذهني خاصة إذا أصبحت المصنفات ال تتطابق مع قناعته فله أن يسحبها‬
‫من التداول ‪.‬‬

‫أما عن سلطة احترام سالمة نتاج الذهني فيراد بها به أن للمؤلف وحده إدخال ما يراه مناسبا من التعديالت‬
‫على مصنفه سواء حذفا أو إضافة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يمكن حصر خصائص الحق األدبي للمؤلف في فكرتين ‪ ،‬أن الحق األدبي للمؤلف هو من الحقوق اللصيقة‬
‫بالشخصية ينتقل بالميراث استثناءا ‪ ،‬وأنه من الحقوق اللصيقة بالشخصية فهو حق غير مالي‬

‫فالمعروف أن الحقوق اللصيقة بالشخصية ال تتنقل بالميراث لكن استثناءا بالنسبة لحق المؤلف باعتباره‬
‫حق أذبي من جهة ‪ ،‬قرر المشرع انتقاله إلى الورثة بعد وفاته ‪ ،‬والغاية من ذلك هو تمديد الحماية للحق‬
‫األدبي للمؤلف حتى بعد وفاته ‪ ،‬ويبقى للورثة مؤبدا غير محدد بمدة ‪ ،‬لكن الورثة ال يتمتعون بكافة‬
‫السلطات التي كا نت للمؤلف ‪ ،‬فالورثة لهم فقط المحافظة على سمعة المؤلف األدبية أو الفنية ‪ ،‬فلهم دفع‬
‫كل اعتداء على المصنف والمطالبة بالتعويض عن الضرر األدبي ‪ ،‬وليس للورثة أن يسحبوا المصنف من‬
‫التداول مادام مورثهم ارتضى ذلك ‪.‬‬

‫يترتب عن اعتبار الحق األدبي للمؤلف من الحقوق اللصيقة بالشخصية ما يلي ‪:‬‬

‫ـــــ إن الحق األدبي هي من الحقوق اللصيقة بالشخصية هذا ما يجعلها غير قابلة للتصرف فيها أو التنازل‬
‫عنها ‪ ،‬رغم تنازل المؤلف عن حقه المالي في استغالل المصنف لكنه يبقى دائما له الحق المعنوي ‪.‬‬

‫ــــ ال يجوز الحجز على هذا الحق وذلك ألن الحجز يؤدي إلى بيعه مما يشكل اعتداءا على هذا الحق ‪.‬‬

‫ــــ ال يسقط الحق األدبي بالتقادم أو بعم استعماله مهما طال الزمن ‪.‬‬

‫للمؤلف وحده الحق في استغالل مصنفه ماليا بأية طريقة من طرق االستغالل ‪ ،‬وال يجوز ممارسة هذا‬
‫الحق دون إذنه الكتابي سابق منه أو ممن يخلفه ‪.‬‬

‫يراد به كذلك أنه " الحق المالي يعبر عن الجانب المادي لحق المؤلف أي المصلحة المالية التي تخول‬
‫لصاحبه استغالل مصنفه ماليا بأية طريقة من طرق االستغالل ‪.‬‬

‫تناول المشرع الجزائري هذا الحق المالي في المادة ‪ 1/ 27‬مشكل من األمر ‪ " 05/03‬يحق للمؤلف‬
‫استغالل مصنفه بأي شكل من أشكال االستغالل والحصول على عائد مالي منه "‬

‫تدور السلطات التي تمكن المؤلف من استغالل مصنفه استغالال ماليا في أنه له الحق نشر المصنف‬
‫ونسخه ‪ ،‬ويكون عن طريق تنازل المؤلف للناشر عن حقه المالي وذلك مقابل نسبة مئوية من قيمة البيع‬
‫ويطلق على هذا العقد بعقد النشر ‪ ،‬وللمؤلف كذلك حق تقرير ترجمة مصنفه ‪.‬‬

‫للمؤلف وضع رهن التداول عن طريق التأجير ‪ ،‬وله كذلك إيصال المصنف للجمهور عن طريق‬
‫المسرحيات ‪ ،‬النوادي والساحات العمومية‪.‬‬

‫للمؤلف كذلك وحده إدخال ما يلزم من التعديالت على مصنفه سواء بالحذف أو باإلضافة ‪ ،‬للمؤلف كذلك‬
‫التنازل الكلي أو الجزئي عن حقوقه ‪ ،‬فالمؤلف يستفيد من حماية حقوقه طوال حياته في حين يستفيد ذوي‬
‫حقوقه من هذه الحماية مدة ‪ 50‬سنة ابتداء من مطلع السنة المدنية التي تلي وفاته ‪.‬‬

‫نستخلص وفق ما ورد خصائص الحق المالي أنه قابل للتصرف والتنازل عليه بكافة أنواع التصرف (‬
‫تصرفا نهائيا أو مقيد بزمن معين ) ‪ ،‬ويكون هذا التصرف سواء حال حياته أو بعد وفاته عن طريق‬
‫الوصية ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أضف إلى ذلك أن الحق المالي للمؤلف يدخل في الذمة المالية ‪ ،‬من هنا بعد نشره يجوز الحجز عليه أي‬
‫على النسخ التي تم نشرها ‪ ،‬كذلك انتقال الحق المالي إلى الورثة ‪ ،‬فالحق المالي للمؤلف عنصر من‬
‫عناصر الذمة المالية يخضع للميراث لكنه حق موقوتا لمضي ‪ 50‬سنة على وفاة المؤلف ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للمصنف المشترك فإن مدة ‪ 50‬سنة تحسب من تاريخ وفاة آخر من بقي حيا من المشتركين‪.‬‬

‫ـــــ الطبيعة القانونية لحق المؤلف‬

‫أن حق المؤلف هو حق من نوع خاص له طبيعة مزدوجة ‪ ،‬حق معنوي وحق مالي ‪ ،‬فوفق هذا االتجاه‬
‫أن حق المؤلف حق من نوع خاص يقوم إلى جانب الحقوق العينية والحقوق الشخصية ‪ ،‬ويحمل مصلحتين‬
‫‪ ،‬مصلحة أدبية أو معنوية تتمثل في حماية شخصية المؤلف ‪ ،‬ومصلحة مادية أو مالية التي تمثل الجانب‬
‫المالي والمادي للمؤلف وما يدره هذا الحق من مزايا مالية للمؤلف‪.‬‬

‫إضافة أن حق المؤلف له من الحماية الحماية الدولية أساسها اتفاقية برن لعام ‪ ، 1886‬هذا ال يعني أن‬
‫التشريعات الوطنية لم تهتم بحمايته بل أولت هذه التشريعات الحماية مدنيا وجنائيا ‪.‬‬

‫يمكن لنا أن ننتهي أنه إلى جانب الحقوق الذهنية يوجد ما يسمى بالحقوق المجاورة أي حقوق الفنانين عن‬
‫األداءات الفنية المختلفة ( عزف ‪ ،‬غناء ‪ ،‬رقص ) ‪ ،‬فهذه الحقوق المجاورة تخول ألصحابها حقوقا معنوية‬
‫مثل الحق في ذكر االسم العائلي أو المستعار ‪ ،‬وحقوق مادية منها حقوق الترخيص باستنساخ ولها هذه‬
‫الحقوق الحماية القانونية ‪.‬‬

‫إلى جانب ما يعرف كذلك بالرسوم والنماذج الصناعية واالسم التجاري من هنا تنصرف الملكية الصناعية‬
‫الستئثار الصانع والتاجر ببراءة االختراع والرسوم و النماذج الصناعية والعالمات التجارية واالسم‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like