Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني
أركان الحق
يعرف الحق بأنه استئثار شخص لشيء معين أو قابل للتعيين ،يخوله السلطة واالقتضاء
بهدف تحقيق مصلحة يحميها القانون ،من هذا التعريف يتبين أن االستئثار يفترض شخصا،
كما أنه يفترض محال يرد عليه ،فالحق يفترض وجود شخص معين يكون صاحبا له ،وقد
يكون هذا الشخص طبيعيا أو معنويا ،ولصاحب الحق مميزات قد تثبت له مباشرة بمجرد
ميالده كاالسم ،وأهلية الوجوب ،والذمة المالية ،وموطن الزامي وحالة معينة ،وقد تثبت له
في وقت الحق وبشروط معينة كأهلية األداء ،كما تكون للشخص االعتباري مميزاته
الخاصة ،لذلك سوف نتعرض في هذا المبحث الى دراسة أطراف الحق في المطلب األول،
.أما المطلب الثاني نخصصه لمحل الحق ،لنتطرق في المطلب الثالث لمصدر الحق
المبحث األول :أطراف الحق
الشخص لغة هو االنسان أو الفرد ،أما قانونا فهو كل من كان صالحا الكتساب الحقوق
.وتحمل الواجبات
فالشخصية القانونية هي الصالحية الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات ،وال تقتصر
الشخصية القانونية على االنسان فحسب ،بل تثبت لبعض الكائنات المعنوية أو االعتبارية
.كالدولة والجمعيات والشركات
المطلب األول :الشخص الطبيعي
وسوف نتناول في هذا الفرع بداية الشخصية الطبيعية وانتهائها ،ثم نتعرض لمميزاتها من:
.اسم ،وحالة ،وموطن ،وأهلية ،وذمة مالية
الفرع األول :بداية الشخصية ونهايتها
بداية الشخصية القانونية1-
تبدأ شخصية االنسان بتمام والدته حيا ،وهذا ما نصت عليه المادة 25/1من القانون المدني
...".بقولها ":تبدأ شخصية االنسان بتمام والدته حيا
ويقصد بالميالد خروج المولود وانفصاله عن أمه انفصال تاما ،ويشترط لبدأ الشخصية
القانونية والدة الشخص حيا ولو للحظة قليلة ،على عكس القانون الفرنسي الذي يشترط
الكتساب الشخصية القانونية أن يولد المولود حيا من جهة ،وأن يكون قابال للحياة من جهة
.أخرى ،ويمكن التعرف على حياة المولود ببعض المظاهر كالصراخ والحركة والتنفس
.وتثبت واقعة الميالد بالسجالت المعدة لذلك بشهادة الميالد أو بكافة الطرق األخرى
وعليه فالجنين الذي يموت في بطن أمه أو ينفصل عنها باإلجهاض ،أو يموت أثناء الوالدة،
.فال تثبت له الشخصية القانونية
أما قبل الميالد ،فاألصل أن ال شخصية قانونية للجنين ألنه ال يزال جزء من أمه ،غير أن
بعض القوانين على غرار القانون الجزائري تعترف ببعض الحقوق للجنين وذلك على سبيل
االستثناء ،حيث تنص المادة 25/2من القانون المدني على أن ":الجنين يتمتع بالحقوق التي
"يحددها القانون بشرط أن يولد حيا
:ان الحقوق التي يعترف بها للجنين هي
الحق في النسب ،اإلرث ،الوصية ،والوقف ،ولكن اكتساب هذه الحقوق المالية من طرف
الجنين ال يكون تاما أو منجزا أي تبقى معلقة على شرط والدته حيا ،واكتسابه الشخصية
القانونية ،أما إذا ولد ميتا فيعتبر كأن لم يكن بالنسبة للتركة وباقي الحقوق كالهبة والوصية
.وتعود األعيان الى أصحابها أو الى ورثتهم
انتهاء الشخصية القانونية2-
.تنتهي الشخصية القانونية بالوفاة الطبيعية أو بالوفاة الحكمية
أ-الوفاة الطبيعية
،تثبت الوفاة الطبيعية بالسجالت المعدة لذلك ،كما يمكن اثباتها بكافة الطرق األخرى
ويترتب على الوفاة أن تعتد الزوجة عدة الوفاة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام تبدأ من تاريخ
.الوفاة ،وبعد انقضائها تستطيع أن تتزوج غيره
وتنتقضي الشخصية القانونية بالوفاة ،فتنتقل حقوق المتوفى المالية الى ورثته ،وذلك بعد
سداد ما عليه من ديون وفقا لقاعدة " ال تركة اال بعد سداد الديون ،وهناك من يرى أن
الشخصية القانونية للمتوفى تستمر بعد وفاته بصفة افتراضية الى حين سداد ديونه ،ولكن
.افتراض ذلك غير مقبول ومخالف للطبيعة
ب-الموت الحكمي
تنتهي الشخصية القانونية بالموت الحكمي ،وهو ليس موتا فعليا بل تقرره المحكمة في
أحوال معينة ،ويسبق الحكم بالفقدان أوال ثم يليه الحكم بالوفاة ،لذلك سوف نتعرض لهما معا
.مع تبيان االثار المترتبة كل منهما
ب-1-الحكم بالفقدان
التفرقة بين الغائب والمفقود*
الغائب هو شخص غير حاضر في محل اقامته ،وليس له موطن معلوم ،فاذا صدر حكم
بفقدانه أخذ حكم المفقود وفقا لنص المادة 110أسرة ،وال يصدر الحكم اال بعد مرور سنة
.من الغياب
أما المفقود فتعرفه المادة 109أسرة بأنه الشخص الذي ال يعرف مكانه وال تعرف حياته
.من مماته ،وال يعتبر الشخص مفقودا اال بعد صدور حكم بالفقدان بشأنه
االثار التي تترتب على الحكم بالفقدان*
إذا صدر حكم بفقدان الشخص ،فانه يعتبر مازال حيا سواء بالنسبة ألمواله أو زوجته طالما
.لم يصدر حكم بوفاته
بالنسبة ألمواله :ال تقسم أمواله بين الورثة ،ويرى جمهور المالكية أن مفقود يرث من غيره
وان لم يورث ألن حياته هي األصل الثابت قبل الحكم بموته ،فيوقف للمفقود من تركة
مورثه نصيبه فيها ،وهذا تضمنته المادة 111أسرة اذ تنص على أنه ":على القاضي عندما
يحكم بالفقد أن يحصر أموال المفقود وأن يعين في حكمه مقدما من األقارب أو غيرهم
...".لتسيير أموال المفقود ويستلم ما استحقه من ميراث وتبرع
فال يعتبر المفقود ميتا اال من تاريخ الحكم بالوفاة وليس من تاريخ الحكم بالفقدان فالمفقود
.يرث من مات قبل الحكم بوفاته
بالنسبة لزوجته :تبقى الزوجة على ذمة زوجها ألنه يعتبر حيا ،اال أنه يمكن لها أن تطلب
التطليق وفقا للمادة 53أسرة التي تجيز للزوجة طلب التطليق في حالة هجر في المضجع
.أكثر من أربعة أشهر ،أو في حالة الغيبة بعد مضي سنة بدون عذر وال نفقة
ب-2-الحكم بالوفاة
حاالت الحكم بالوفاة*
تختلف المدة التي يجب أن يصدر بعدها الحكم بالوفاة بحسب الحالة التي فقد فيها الشخص،
ويحكم القاضي بوفاة المفقود بناء على طلب أحد الورثة ،أو من له مصلحة أو النيابة العامة
:وفقا للمادة 114أسرة ونميز في ذلك بين حالتين
الحالة األولى :وهي الحالة التي يغلب فيها الهالك كحالة الحرب والحاالت االستثنائية-
.كالزلزال والحريق أو كمن يخرج من بيته لقضاء حاجته ولم يعد
.فالقاضي يحكم بالموت بعد مرور 4سنوات من غياب الشخص
الحالة الثانية :وهي الحالة التي ال يغلب فيها الهالك كالمسافر أو الذي يذهب للدراسة في-
الخارج ولم ترد عنه أخبار ،فهي حاالت ال يغلب فيها احتمال هالك الشخص ،لذلك تكون
للقاضي السلطة التقديرية لتحديد المدة المطلوبة التي يتم بعدها الحكم بالموت ،ويجب في
.جميع األحوال أال تقل المدة عن 4سنوات وفقا للمادة 113أسرة
االثار المترتبة على الحكم بالوفاة*
بالنسبة ألمواله :يعتبر المفقود بعد الحكم بوفاته ميتا ،فتوزع أمواله بين الورثة من تاريخ
الحكم بالوفاة ،فمن مات من الورثة قبل صدور الحكم ال يرث منه ألنه يشتط الستحقاق
.اإلرث أن يكون الوارث حيا وقت موت المورث هذا ما نصت عليه المادة 128أسرة
بالنسبة للزوجة ،فإنها تعتد عدة الوفاة ويجوز لها بعدها أن تتزوج بغيره ،وعدة الوفاة هي-
.أربعة أشهر وعشرة أيام تحسب من يوم صدور الحكم بالوفاة
ظهور المفقود حيا بعد صدور الحكم بوفاته*
قد يحدث وأن يظهر المفقود حيا بعد الحكم بموته ،وإذا حدث ذلك فعال فان له أن يسترجع
.ما تبقى من أمواله عينا أو يسترجع قيمة ما بيع منها وفقا لنص المادة 115أسرة
أما بالنسبة للزوجة ،فلم يضع المشرع حكما لها ،اال أن فقهاء المسلمين أجمعوا على أنه إذا
ظهر المفقود قبل دخول الزوج الثاني بالزوجة ،فهي لزوجها األول ألن الزواج الثاني
صحيح في الظاهر ال في الباطن ،فاذا ظهر المفقود كان الزواج باطال ،ولكن اختلف الفقهاء
حول مسألة عودة المفقود بعد أن تكون زوجته اعتدت عدة الوفاة وتزوجت بغيره ودخل
.بها
.فوفقا للفقه المالكي تسقط عصمة الزوج األول بدخول الثاني بها
ويرى بعض أصحاب الشافعي أنه إذا عاد زوجها األول بعد دخول الثاني بها ،فيختار األول
بين امرأته والصداق ،فان اختار الصداق فالصداق على زوجها الثاني وتثبت عنده ،وان
.اختار امرأته فتعود اليه
ولكن الرأي الراجح هو رأي الفقه المالكي ،ونشير في هذا الشأن أن القانون المصري يذهب
الى التفرقة بين حسن نية الزوج الثاني وسوء نيته ،فاذا كان الزوج الثاني سيء النية يعلم
بحياة الزوج األول فالزوجة تعود لزوجها األول بعد ظهوره ،ورأى بأنه في هذه الحالة
الزواج الثاني غير صحيح ،ألن الزوج يعتبر زاني إذا كان عالما بحياة زوجها األول
.ويكون زواجه غير صحيح
الفرع الثاني :مميزات الشخصية الطبيعية
يكتسب الشخص الطبيعي الشخصية القانونية بمجرد ميالده ،وتثبت له مميزاتها من اسم،
:وحالة عائلية ،وذمة مالية ،وموطن ،واألهلية ،وسوف نتعرض لهذه االمتيازات في االتي
االسم1-
االسم هو الوسيلة التي يتميز بها الشخص عن غيره ،ولالسم معنيان :معنى ضيق ويقصد به
االسم الشخصي ،والمعنى الثاني يقصد به اللقب اسم األسرة ،ووفقا للمادة 28/1مدني يجب
.أن يكون لكل شخص لقب واسم فأكثر ،ويلحق لقب الشخص أوالده
وهناك أنواع أخرى لالسم يحميها القانون إذا استعملت بصفة مستمرة ،وحمايتها تكون بقدر
.حماية االسم المدني كاسم الشهرة ،واالسم المستعار ،واالسم التجاري
ويقصد باسم الشهرة اشتهار الشخص باسم اخر بين الناس ،واسم الشهرة هو من صنع
.الناس أي الغير هو الذي يطلق على الشخص هذا االسم ،واسم الشهرة جدير بحماية القانون
أما االسم المستعار فيطلقه الشخص على نفسه بقصد تحقيق غرض معين كإخفاء شخصيته
في مناسبة معينة ،وقد يكون الغرض سياسيا كتسمية رجال المقاومة بأسماء مستعارة إلخفاء
أسمائهم الحقيقية ،والشخص حر في اختيار هذا االسم ،وهذا االسم أيضا يحميه القانون إذا
.استعمله صاحبه بصفة مستمرة
ويقصد باالسم التجاري ذلك االسم الذي يستخدمه التاجر ويمارس تحته تجارته ويكون
مميزا لمحله التجاري ،وعنصرا من عناصره وهو حق مالي قابل للتصرف فيه وفقا للمادة
78تجاري ،وسوف نتعرض في االتي لالسم المدني من حيث طريقة اكتسابه ،ومميزاته،
.حمايته ،وطبيعته القانونية
أ-االسم المدني
كيفية اكتساب االسم العائلي*
النسب :وهو الطريق الطبيعي الكتساب االسم ،فينسب الولد ألبيه إذا كان الزواج شرعيا-،
أما بعد وفاة الزوج أو الطالق فينسب الولد الى أبيه إذا ولد خالل عشرة أشهر ،كما يثبت
.النسب باإلقرار ،كإقرار البنوة لمجهول النسب ولو تم ذلك اإلقرار في مرض الموت
القانون :حيث يختار ضابط الحالة المدنية اسم للقيط وللشخص المولود من أبوين مجهولين-
أو للذين ليس لهم اسم شخصي ،ويتم ذلك بمنحه عدة أسماء على أن يعتبر اخرها اسمه
.العائلي
الزوجية :جرت العادة على أن تحمل الزوجة لقب زوجها طبقا لقاعدة عرفية ،ولكن ال تفقد-
لقبها العائلي ،فيكون لها اسمان ،ولها االختيار بينهما ،اذ حمل الزوجة للقب زوجها ال يعد
من الواجبات الزوجية ،ولقد جرى العرف على أن تفقد الزوجة لقب زوجها بالطالق ،وأن
.تظل المرأة األرملة محتفظة باسم زوجها إذا لم تتزوج بعد وفاته
كيفية اكتساب االسم الشخصي*
.يختار للشخص اسم شخصي من طرف األب أو األم ،أو من طرف من يبلغ عن أوالده
ويجب أن تكون األسماء جزائرية باستثناء األوالد المولودين من أبوين غير مسلمين اذ
.يجوز لهم اتخاذ أسماء غير جزائرية
ولقد تدخلت الدولة بوضع قائمة بأسماء معينة ،ويتعين أن يكون االسم المختار للمولود من
بين األسماء الواردة في هذه القائمة واال امتنع ضابط الحالة المدنية إعطاء المولود اسما
اخر ،ويجوز للشخص تغيير اسمه ولقبه وفقا إلجراءات معينة ،والبد أن تكون له مصلحة
.مشروعة تقتضي طلب التغيير ،كاإلحراج من حمل اسم معين
ب-مميزات االسم
:يتميز االسم بميزتين أساسيتين هما
.عدم القابلية للتصرف فيه أو النزول عنه ،فهو من الحقوق المالزمة للشخصية-
عدم خضوعه لنظام التقادم ،فال يترتب على عدم استعمال الشخص اسمه مدة زمنية معينة-،
أن يسقط اسمه بالتقادم ،أي ال يسقط حقه في التسمي به ،كما أنا انتحال الشخص اسم غيره
.ال يكسبه الحق فيه بالتقادم
ج-حماية االسم
يحظى االسم بكل أنواعه مدني أو مستعارا أو اسم الشهرة بحماية قانونية ،واالعتداء على
.االسم يتم بانتحال الغير اسم شخص دون حق واما ينازعه الغير في استعمال االسم
انتحال االسم دون حق :أي أن يتسمى الغير باسم شخص معين ويستعمل هذا االسم دون أن-
.يكون له في األصل
المنازعة غير المبررة في استعمال الغير لالسم :يتخذ االعتداء على الحق في االسم شكل-
المنازعة ،ويتمثل ذلك في أمرين وهما :اما االعتراض على التسمي بهذا االسم ،فيدعي
شخص انتفاء حق شخص اخر في التسمي والتمتع باسم معين ،واما إشاعة عدم أحقيته في
االسم بين الناس ،وتتمثل حماية االسم في حق الشخص في المطالبة بوقف االعتداء
.والمطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر
د-الطبيعة القانونية لالسم
اختلفت اآلراء في تحديد الطبيعة القانونية لالسم ،فهناك من يرى أنه واجب اذ ليس لألفراد
الحرية في تغيير أسمائهم ،وذهب رأي اخر الى أن اتخاذ الشخص السم معين ما هو اال
مجرد نظام اداري ،نظام للبوليس المدني ،فاالسم نظام اداري اقتضته مصلحة الدولة ،وذلك
لعدم الخلط بين األفراد ،فليس للشخص حق على اسمه بل هو التزام يقع عليه ،ولكن الحقيقة
.هي أن االسم ليس مجرد التزام ،فهو حق يحميه القانون
وهناك من يرى أن االسم هو حق ملكية على شيء معنوي ،ولكن االسم يفتقر الى أهم
.سمات حق الملكية ،فهو ال يكتسب بالتقادم ،وغير قابل للتصرف فيه
وهناك من يرى أن االسم حق وواجب في نفس الوقت ،فهو ذو طبيعة مزدوجة ،اذ من
واجب كل شخص أن يكون له اسم يميزه عن غيره ،وبعد أن يكسبه ال يستطيع تغييره اال
.باتباع إجراءات خاصة
وهناك من يرى أن االسم هو حق من حقوق االسرة ،وانتقد هذا الرأي على أساس أن اللقيط
.ومجهول االبوين يتمتعان باالسم وغم أنهم ال ينتمون الى أسرة
حالة الشخص2-
وتعتبر الحالة من مميزات الشخصية القانونية ،فتكون للشخص حالة سياسية،
.وعائلية ،ودينية
أ-الحالة السياسية
ويقصد بالحالة السياسية ارتباط الشخص بالدولة وانتمائه لها ،ويكون عن طريق
حمل الشخص جنسية الدولة ،والجنسية هي رابطة تبعية سياسية بين الشخص
والدولة ،وهي معيار التمييز بين المواطن واألجنبي في الدولة ،وللجنسية أهمية
كبيرة اذ بها يستطيع أن يتمتع الشخص بكافة الحقوق والواجبات المنصوص عليها
في الدستور كما يتمتع بحماية دولته له في الداخل والخارج ،فضال عن تولي
الوظائف السامية فيها ،كما ترتب الجنسية على حاملها واجبات نحو وطنه وأهمها
.واجب الخدمة الوطنية ،والجنسية اما أن تكون جنسية أصلية أو جنسية مكتسبة
الجنسية األصلية*
.وتمنح الجنسية على أساسين هما :أولها متصل بحق الدم والثاني متصل باإلقليم
فحق الدم هو الرابطة التي تربط الشخص بأصوله فتتحدد جنسية الشخص بجنسية-
والديه أو بأحدهما ،حيث وفقا للمادة 6من قانون الجنسية يعتبر من الجنسية
:الجزائرية بالنسب
الولد المولود من أب جزائري
.الولد المولود من أم جزائرية واألب مجهول
.الولد المولود من أم جزائرية واألب عديم الجنسية
أما حق اإلقليم فهو رابطة تربط الشخص بإقليم معين فتمنح الجنسية لهذا االعتبار-،
:ووفقا للمادة 7من قانون الجنسية يعتبر من الجنسية الجزائرية بالوالدة في الجزائر
.الولد المولود في الجزائر من أبوين مجهولين
الولد المولود في الجزائر من أم جزائرية وأب أجنبي هو نفسه مولود في الجزائر
الجنسية المكتسبة :التجنس*
ادا ثبتت الجنسية مند الميالد فتكون جنسية الشخص جنسية أصلية ،أما اذا اكتسبها
بعد الميالد فتكون الجنسية مكتسبة ،وقد نظم المشرع الجزائري شروط اكتساب
الجنسية ،حيث أن اكتساب الجنسية بطريق التجنس يكون في بعض الحاالت المحددة
في القانون ،وعند اكتساب الجنسية تكون للمكتسب نفس حقوق المواطن وعليه نفس
الواجبات ،وتزول الجنسية عن صاحبها اما بفقدانه إياها أو تجريده منها ،ففقدان
الجنسية يكون في حالة تجنس مواطن بجنسية أجنبية ،أما التجريد من الجنسية فيكون
.بحكم قضائي وذلك في بعض الحاالت الخاصة
وإذا كان للشخص عدة جنسيات ،ففي حالة النزاع يطبق القاضي الجنسية الفعلية أو
الحقيقية وفقا للمادة 22/2من قانون الجنسية ،وإذا كانت للشخص في وقت واحد
الجنسية الجزائرية وجنسية دولة أخرى أو عدة دول أخرى ،فيطبق القاضي
.الجزائري الجنسية الجزائرية وحدها
وقد ال تكون للشخص أية جنسية أخرى ،كما في حالة اسقاط جنسيته األصلية وعدم
.تمكنه من اكتساب جنسية أخرى ،فيكون عديم الجنسية
وتخول الجنسية صاحبها الحق في تولي كل الوظائف ،وتملك العقارات دون قيد،
والترشيح واالنتخابات ،...كما تلزمه من أداء واجبات معينة كدفع الضرائب وأداء
.الخدمة الوطنية
ب-الحالة الدينية
اإلسالم دين الدولة الجزائرية ،وال وجود في اإلسالم لمثل هذه االمتيازات الممنوحة
.لطوائف معينة في ديانات معينة وبلدان معينة
ويترتب على كون الشخص مسلما أنه ال توارث من أهل ملتين فال يرث المسلم غير
.المسلم ،وكذلك ال تتزوج المسلمة بغير المسلم
ج-الحالة العائلية
ويقصد بالحالة العائلية تلك العالقة التي تربط الشخص بالعائلة ،وقد تكون هذه
الرابطة ناشئة عن نسبه وتسمى قرابة النسب ،وقد تكون ناشئة عن عالقة الزوجية
.وتسمى قرابة المصاهرة
قرابة النسب*
تكون قرابة النسب اما قرابة مباشرة واما قرابة حواشي
فالقرابة المباشرة :هي التي تربط األصول بالفروع كما نصت عليه المادة -33
.مدني ،وهي العالقة التي تربط الجد أو الجدة بأوالدهم أو أحفادهم مثال
قرابة الحواشي :وهي وفقا للمادة 33/2مدني القرابة التي تربط بين األشخاص-
الذين يجمعهم أصل واحد دون أن يكون أحدهم فرعا لآلخر مثل قرابة ابن األخ
...الشقيق بالعم
ويراعى في ترتيب درجة القرابة المباشرة ،اعتبار كل فرع درجة عند الصعود
لألصل ما عدا هذا األصل ،وعند ترتيب درجة الحواشي تعد الدرجات صعودا من
الفرع لألصل المشترك ثم نزوال منه الى الفرع االخر ،وكل فرع فيما عدا األصل
.المشترك يعتبر درجة وهذا ما نصت عليه المادة 34مدني
قرابة المصاهرة*
وهي قرابة تنشأ نتيجة الزواج ،ويحتفظ فيها كل قريب بدرجة قرابته للزوج االخر،
.فاخت الزوجة من الدرجة الثانية مصاهرة بالنسبة للزوج حسب المادة 35مدني
:ونظرا ألهمية القرابة ،فان القانون رتب عليها اثارا معينة نوجزها في االتي
من حيث اإلرث :حيث يترتب على القرابة ،ان األقارب يتوارثون فيما بينهم ،سواء-
بالنسبة للقرابة المباشرة أو قرابة الحواشي ،أما قرابة المصاهرة فال يترتب عليها
.الحق في الميراث
من حيث التعويضات المدنية :يستطيع األقارب مطالبة المسؤول بالتعويض عن-
الضرر الموروث الذي ألحقه بمورثهم ،كما أن لهم الحق في المطالبة بالتعويض عن
الضرر الشخصي الذي أصابهم نتيجة وفاة مورثهم ،ويسمى هذا التعويض عن
.الضرر المرتد
من حيث الوالية :يتولى األصل والية الفرع إذا كان هذا األخير عديم األهلية أو-
.ناقصها
من حيث النفقة :يكون األصول ملزمين بالنفقة على الفروع كما أن الزوج ملزم-
.بالنفقة على زوجته ،ويلزم الفروع بالنفقة على األصول إذا لم يكن لهؤالء مورد
من حيث الزواج :يستند القانون على درجة القرابة في تحديد موانع الزواج ،وقد-
تكون أبدية كزواج الشخص بأصوله أو فروع والديه وأصولهم والعمات والخاالت
.وأصول زوجته ،وفروع زوجته المدخول بها وزوجة أصله وزوجة فرعه
أما المحرمات المؤقتة ،فيقصد بها النساء التي يمنع الجمع بينهن ،كالجمع بين
االختين أو بين الزوجة وخالتها ،ويزول هذا المانع بطالق الزوجة طالقا بائنا أو
.بوفاتها
من حيث الشفعة :والشفعة هي رخصة تمكن الشخص من الحلول محل المشتري-،
وال تجوز الشفعة إذا وقع البيع بين األصول والفروع واألقارب حتى الدرجة الرابعة
.وفقا لنص المادة 798/2مدني
من حيث رد القاضي :يجوز رد القاضي إذا وجدت بينه أو بين زوجه وبين أحد-
الخصوم أو أحد المحامين أو وكالء الخصوم قرابة حتى الدرجة الرابعة حسب نص
.المادة 201/2إجراءات مدنية
من حيث رد الخبراء :يجوز رد الخبير إذا كانت تربطه بالخصم درجة قرابة وفقا-
.ألحكام المادة 52إجراءات مدنية
من حيث من حيث سماع شهادة أحد األقارب :ال يجوز سماع شهادة أقارب أحد-
الخصوم أو أصهاره على عمود النسب أو أصهاره أو زوج أحد الخصوم ولو بعد
.الطالق كما جاء في نص المادة 64في فقرتها األولى والثانية
من حيث عدم اتخاذ اإلجراءات الجزائية بالنسبة للسرقة :ال يجوز اتخاذ اإلجراءات-
بالنسبة للسرقات التي تقع بين األقارب والحواشي واألصهار لغاية الدرجة الرابعة
اال بناء على شكوى يقدمها المضرور ،وإذا تنازل هذا األخير عن شكواه يوضع حد
.لهذه اإلجراءات كماء في نص المادة 369/1كم قانون العقوبات
الذمة المالية3-
أوال :تعريف الذمة المالية
ويقصد بالذمة المالية مجموع ما للشخص وما عليه من حقوق وواجبات مالية في
الحال والمستقبل ،والحقوق غير المالية ال تعتبر جزء من الذمة المالية ،وعليه
يستخلص من هذا المعنى أن الذمة المالية تتكون من عنصرين أحدهما إيجابي
.واألخر سلبي
الجانب اإليجابي :هو مجموع حقوق الشخص المالية الموجودة فعال والحقوق*
المالية التي ستتعلق به في المستقبل ،فهي تتضمن الحقوق العينية والشخصية
والجانب المالي من الحقوق الذهنية ،وكذلك الحق في التعويض الناشئ عن كل فعل
.ضار
الجانب السلبي :تمثل االلتزامات الجانب السلبي للذمة المالية وتشمل كل*
االلتزامات التي تثقل كاهل الشخص أيا كان مصدرها ،وال يدخل ضمن الجانب
.السلبي للذمة المالية ،الواجب العام الملقى على عاتق الكافة باحترام حقوق االخرين
:ثانيا :أهمية الذمة المالية
تتمثل أهمية الذمة المالية في عنصرين أساسيين هما :الضمان العام ،ومبدأ ال تركة
.اال بعد سداد الديون
:أ-حق الضمان العام
ويعني أن أموال المدين جميعها ضامنة للوفاء بديونه حسب نص المادة 188مدني،
وفي حالة عدم وجود حق أفضلية مكتسب طبقا للقانون فان جميع الدائنين متساوون
.تجاه هذا الضمان
ويشمل الضمان العام أموال المدين الحاضرة واألموال الموجودة في ذمته وقت
حلول ميعاد الوفاء ،وإذا لم تكف أموال المدين للوفاء بديونه فتقسم أمواله قسمة
.غرماء بين الدائنين العاديين
بينما الدائنون الذين لهم حق أفضلية بمقتضى رهن أو حق تخصيص أو حق امتياز،
فانهم يستوفون حقهم قبل الدائنين العاديين ،وبهذا يكون لهم ضمان خاص زيادة على
.حقهم في الضمان العام
ويالحظ أن الضمان العام ال يمنع المدين من التصرف في أمواله كيفما شاء في
الفترة ما بين نشوء الدين وحلول أجل الوفاء به ،ويكون للدائن اللجوء الى احدى
الدعاوى التالية لحماية حقه ،وهي اما الدعوى غير المباشرة ،أو دعوى الصورية أو
.الدعوى البولصية
-الدعوى غير المباشرةAction indirecte :
إذا قصر المدين في المطالبة بحقوقه المالية في مواجهة الغير ،يستطيع الدائن الحلول محله
باعتباره نائبا عنه ويدخل ما ينتج عن استعمال هذه الدعوى في أموال المدين ،ويكون
ضمانا لجميع الدائنين وهذا وفقا لنص المادة 188و 189مدني.
-دعوى الصوريةAction en simulation :
يرفع الدائن هذه الدعوى في حالة قيام المدين بتصرف صوري ،وللدائن اثبات الصورية،
وله أن يتمسك بالعقد الصوري ،إذا كان بيعا يخفي هبة مستترة مثال ،وهذا ما نصت عليه
المادة 198مدني.
-الدعوى البولصيةAction Paulienne :
وهي دعوى عدم نفاذ تصرف قام به المدين وترتب عليه عسر المدين أو الزيادة في عسره،
فيكون هذا التصرف غير نافذ في مواجهة الدائن ،إذا كان المدين قد قام به غشا منه
واضرارا بحقوق الدائن ،فال ينفذ التصرف في مواجهة المدين ويعتبر الحق كأنه لم يخرج
من ذمة المدين ،وهذا ما جاء في نص المادة 191و 192مدني.
ب -قاعدة ال تركة اال بعد سداد الديون
الجانب اإليجابي لذمة المورث ضامن لجانبها السلبي ،فال تخلص ملكية الورثة على
العناصر اإليجابية من التركة اال بعد خصم الديون منها ،وهذا حتى لو انتقلت إليهم التركة
مباشرة بعد وفاة مورثهم فهي ال تخلص لهم اال بعد سداد الديون.
ثانيا :الطبيعة القانونية للذمة المالية
لتحديد الطبيعة القانونية للذمة المالية نتعرض للنظرية التقليدية أو النظرية الشخصية ،ثم
النظرية الحديثة او نظرية التخصيص.
أ-النظرية التقليدية او النظرية الشخصية
ويتزعم هذه النظرية الفقيهين أوبري ،Aubryورو ،Rauحيث يربط أصحاب هذه النظرية
بين الذمة المالية والشخصية القانونية ،اذ حسب رأيهم تمثل الذمة المالية الجانب المالي
للشخصية القانونية ،ويترتب على هذا التكييف النتائج التالية:
-تثبت الذمة المالية لكل شخص بمجرد ميالده ،ألنها مرتبطة بالشخصية القانونية ،فتكون
للمفلس وللوليد ذمة مالية رغم عدم وجود حقوق لألول ،والتزامات بالنسبة للثاني ،ألن الذمة
المالية تشمل كل الحقوق وااللتزامات التي تثبت للشخص حاضرا ومستقبال.
-عدم قابلية الذمة المالية للتجزئة :فالذمة المالية واحدة ال تتعدد وال تتجزأ مثلها مثل
الشخصية القانونية لإلنسان التي ال تقبل التقسيم والتجزئة ،ال يملك الشخص القول بتعدد
ذمته المالية نتيجة قيامه بفصل بعض عناصرها واخضاعها لنظام خاص ،بل تبقى الذمة
المالية كال ال يتجزأ.
-عدم قابلية الذمة المالية لالنتقال من شخص آلخر ،فلما كانت الشخصية القانونية بطبيعتها
ال تنتقل من شخص آلخر ،فان ادماج الذمة المالية في الشخصية يقتضي منطقيا القول بعدم
قابلية الدمة المالية لالنتقال من شخص آلخر.
ب-النظرية الحديثة أو نظرية التخصيص
وتنسب هذه النظرية للفقهاء األلمان الذين يفصلون بين الذمة المالية والشخصية القانونية،
ويرون ان الذمة المالية هي تخصيص أموال معينة للوفاء بالتزامات معينة أي تخصيصها
لغرض معين ،ويرون ان فكرة الشخصية المعنوية ما هي اال حيلة مصطنعة مخالفة للواقع
لالعتراف لمجموع من األشخاص واألموال بذمة مالية مستقلة.
ويترتب على األخذ بهذه النظرية النتائج التالية:
-انه يمكن أن توجد ذمة مالية بدون شخص ،كما في حالة وجود مجموعة من المال لتحقيق
غرض معين ،كما قد يوجد أشخاص بدون ذمة مالية إذا لم تكن لهم عناصر إيجابية وسلبية.
-قابلية الذمة المالية للتجزئة :فقد تتعدد الذمم المالية للشخص الواحد بتخصيص كل واحد من
عناصرها لغرض معين ،كعنصر لالستغالل التجاري وعنصر اخر للنشاط الصناعي...
-قابلية الذمة المالية للتصرف فيها والنزول عنها :يجوز التصرف في الذمة المالية ،ويستند
أصحاب هذه النظرية في هذا القول على فكرة المحل التجاري باعتباره مجموعا قانونيا،
فهو ذمة مالية متخصصة ،يخصصها التاجر لغرض تجاري معين ،ويجوز التصرف فيها،
فالمحل التجاري يعد ذمة مالية متخصصة.
ج-تقدير النظريتين وموقف المشرع الجزائري:
لقد تعرضت النظرية التقليدية الى انتقادات شديدة ،وذلك لربطها الذمة المالية بالشخصية
القانونية الى حد يصعب الفصل بينهما ،االمر الذي ادى الى ترتب على الذمة المالية االثار
المترتبة على الشخصية القانونية بينما الواقع مخالف لذلك ،اذ يمكن تجزئة الذمة المالية وأن
يخصص مال معين اللتزامات معينة ،فتكون للشخص أكثر من ذمة ،ومثال ذلك الشريك في
شركة المساهمة الذي تمثل حصته في التركة ذمة مالية مستقلة عن ذمته الخاصة ،كما يمكن
التصرف في هذه الذمة بصفة مستقلة كما تنتقل الذمة المالية بالوفاة الى الورثة في القانون
الفرنسي والمصري ،اذ تنتقل الذمة المالية للمورث الى الورثة ،وال يكون الوارث مسئوال
عن ديون التركة ،بل تظل الذمة المالية للمورث بعناصرها اإليجابية والسلبية باعتبارها ال
تنتهي بالوفاة ،ألنها ليست هي ذاتها الشخصية القانونية.
أما نظرية التخصيص نظرية مطابقة للواقع وتؤدي الى تحقيق نتائج مرغوب فيها ،اذ
يخصص رجال الصناعة والتجارة أمواال معينة ألغراض معينة ،وتكون أيضا مخصصة
اللتزامات معينة وتبقى للشخص ذمة أخرى ال تثقلها هذه االلتزامات.
ان المشرع الجزائري يأخذ بالنظرية الشخصية ،فال يمكن أن توجد ذمة مالية بدون شخص
معين طبيعيا كان أو معنويا ،كما تعتبر جميع أموال المدين ضامنة لكل دينه.
-4الموطن
يعتبر الموطن من مميزات الشخصية ،لذلك لكل شخص موطنا خاصا به ،وهو المكان الذي
يعتبر الشخص موجودا فيه من الناحية القانونية.
أ-أهمية الموطن:
يكتسي الموطن أهمية معينة تتجلى في المسائل التالية:
*في المرافعات :يتم اعالن األوراق القضائية عموما ،كاإلنذار والتنبيه ،بتسليمها الى المعلن
اليه ،أو في موطنه وذلك عن طريق محضر ،وإذا سلمت في موطن الشخص المعلنة اليه،
يعتبر أنه قد تسلمها حتى لو كان غائبا ،ألن موطن الشخص هو المكان الذي يفترض تواجده
فيه عادة.
*الوفاء بااللتزامات :ان الوفاء بااللتزامات يكون في موطن المدين ما لم يكن محلها شيئا
معينا بالذات ،فاذا كان الذين من المثليات كالنقود ،يكون الوفاء في المكان الذي يوجد فيه
موطن المدين وقت الوفاء.
*االختصاص المحلي للقضاء :يتم النطر في الدعوى بالمحكمة التي يوجد في دائرة
اختصاصها موطن المدعى عليه ،كدعاوى الطالق ،والنفقة ،ولالختصاص في النظر في
الدعوى أهمية كبيرة ،اذ قد يرفض القاضي النظر في الدعوى إذا لم تكن من اختصاص
المحكمة التي رفعت الدعوى أمامها.
*شهر اإلفالس :ترفع دعوى طلب الحكم باإلفالس على المدين التاجر أمام المحكمة التي
يوجد فيها موطن المدين التاجر.
ب-كيفية تحديد الموطن
انقسم الفقه بخصوص كيفية تحديد الموطن الى مذهبين هما:
*مذهب التصوير الحكمي للموطن
يعتبر أنصار هذا المذهب الموطن هو المكان الذي يوجد فيه المقر الرئيسي ألعمال
الشخص ومصالحه ،وهذا ما أخذ به القانون الفرنسي بموجب المادة 102من القانون
المدني الفرنسي ،ويتحدد المركز الرئيسي بالمركز المادي لإلقامة ،وبالمكان الذي توجد فيه
أهم أموال الشخص العقارية المهمة ،وبالمكان أي يمارس فيه مهنته.
ونشير في هذا الصدد أنه ليس هناك أي صعوبة في تحديد الموطن إذا كان المكان مكانا
واحدا بالنسبة لجميع العناصر المذكورة أعاله ،ولكن الصعوبة في تحديد الموطن تثار إذا
تعددت واختلفت األماكن التي يتواجد فيها الشخص ،اذ قد يقيم في مكان معين ،وتكون أهم
أمواله العقارية المهمة في مكان اخر ،ويمارس مهنته في مكان ثالث ،حيث يصبح تحديد
المركز الرئيسي لألعمال أمرا بالغ التعقيد لتعدد المراكز.
ونظرا لصعوبة تحديد المركز الرئيسي ،أخذ القضاء الفرنسي بفكرة الموطن الظاهر ،فاذا
رفع الشخص دعوى أمام المحكمة التي تقع فيها إقامة المدعى عليه ظنا أنها المحكمة
المختصة ،فان دعواه تقبل عمال بفكرة الموطن الظاهر ،ويعتد فقط بالموطن المعلوم
للشخص.
*التصوير الواقعي للموطن.
ووفقا لهذا المذهب يتحدد الموطن بالمكان الذي يقيم فيه الشخص عادة ،بمعنى هناك ربط
بين فكرة الموطن وفكرة اإلقامة ،ويترتب على ذلك ما يلي:
-قد ال يكون لبعض األشخاص موطن كالبدو والرحل الذين ال يستقرون في مكان معين.
-ويمكن أن يكون الشخص مقيم في أكثر من مكان واحد ،فيكون له أكثر من موطن واحد،
ومثال ذلك موطن الزوج في حالة تعدد الزوجات.
وعلى العموم فان المشرع الجزائري أخذ بالتصوير الواقعي أي باإلقامة الفعلية وفقا لنص
المادة 36من القانون المدني.
ج-أنواع الموطن
ينقسم الموطن الى موطن عام ،وموطن خاص نتعرض لهما في االتي:
*الموطن العام
الموطن العام هو الموطن الذي يعتد به القانون بالنسبة لنشاط الشخص وأعماله ،فاألصل أن
الشخص يختار موطنه بنفسه وفقا للشروط التي يحددها القانون ،اال أنه في بعض األحيان
قد يلزم القانون بعض األشخاص باتخاذ موطن معين ،وذلك في الحاالت التالية:
-الموطن القانوني أو االلزامي
وفقا لنص المادة 38/1من القانون المدني ،يتحدد موطن القاصر بموطن وليه أو وصيه،
فيكون محل إقامة القاصر هو محل إقامة من ينوب عنه قانونا ،وهو موطن حكمي ألن
القانون ال يعتد بمحل إقامة القاصر الفعلية ،فقد يكون محل اقامته غير محل إقامة وليه أو
وصيه.
كما أنه نظرا لعدم امكانية الغائب والمفقود والمحجور عليه مباشرة نشاطهم القانوني بأنفسهم
وانما يكون ذلك بواسطة النائب ،فان القانون اعتد بموطن النائب الذي يعمل لحسابهم.
-الموطن العام االرادي
وهو المكان الذي يختاره الشخص ليقيم فيه ،وسمي موطنا عاما ألن الشخص يباشر فيه
جميع تصرفاته المدنية وكل حقوقه.
ويحدد الموطن العام االرادي في الجزائر على أساس اإلقامة الفعلية التي تتحدد بالمكان
الذي يوجد فيه سكن الشخص ،وعند عدم وجود سكن ،يحل محله مكان اإلقامة العادي،
ويشترط في اإلقامة أن تكون مستقرة وال يقصد بذلك أن تكون مستمرة بدون انقطاع ،بل
يشترط تحقق االعتياد ولو تخللتها فترات غيبة متفاوتة ،وال يعتبر إقامة فعلية مجرد تواجد
شخص في مكان معين لفترة محدودة كالنزول في الفندق مثال.
*الموطن الخاص
يتعلق الموطن الخاص بنشاط معين أو عالقة معينة للشخص ،فقد يوجد للشخص الى جانب
موطنه العام ،موطن خاص يتعلق ببعض أعماله وعالقاته القانونية ،وللموطن الخاص ثالثة
أنواع وهي كالتالي:
-الموطن التجاري أو الحرفي أو موطن األعمال
يكون للشخص الذي يحترف تجارة أو صناعة معينة موطنان :موطن عام وموطن خاص
بأعمال تجارته او صناعته ،فموطنه الخاص اذن هو ذلك المكان الذي يمارس فيه تجارته
أو حرفته ويكون خاصا بالمعامالت المتعلقة بتجارته أو مهنته وهذا حسب المادة 37مدني.
وال وجود للموطن الخاص اال في حالة احتراف الشخص تجارة أو صناعة أو حرفة ،فال
يكون للطالب مثال موطنا خاصا بالحي الجامعي الذي يقيم فيه خالل السنة الدراسية.
ويحتفظ التاجر او الحرفي بموطنه العام بالنسبة لألعمال القانونية األخرى التي ال تتعلق
بتجارته أو صناعته أو حرفته.
-موطن القاصر المأذون له بالتجارة ومن في حكمه.
األصل أن القاصر ال يباشر أعماله بنفسه وانما يباشرها بواسطة من ينوب عنه قانونا ،اال
أن المشرع أجاز للقاصر الذي يلغ سن 18سنة مباشرة بعض األعمال بنفسه وهي األعمال
المتعلقة بإدارة أمواله وببعض التصرفات ،وعليه يمون للقاصر بالنسبة لهذه األعمال موطن
خاص وفقا لنص المادة 38/2من القانون المدني.
وفيما عدا هذه األعمال التي سمح له القانون بمباشرتها بنفسه يظل القاصر ناقص األهلية،
ويكون موطنه العام هو موطن من ينوب عنه قانونا وهو موطنه القانوني او االلزامي كما
سبق ذكره.
-الموطن المختار
يجوز للشخص أن يختار مكانا معينا كموطن له لتنفيذ عمل قانوني معين وفقا لنص المادة
39/1مدني.
ويتم اختيار هذا الموطن بمقتضى العقد او اإلرادة المنفردة كالمشتري الذي يختار موطنا
قريبا من األرض التي اشتراها.
وقد يقصد باختيار الموطن اتخاذ موطن طوال المدة التي يستغرقها تنفيذ العمل القانوني،
دون أن يتأثر بتغير محل اإلقامة ،فقد يسعى الشخص الى تكليف محام أو وكيل معين
بإجراءات التنفيذ ،فيختار مكتب هذا المحامي كموطن له بالنسبة لهذه األعمال ،ويثبت
اختيار الموطن كتابة ويعد بعد ذلك موطنا للشخص بالنسبة لتصرف معين أو تصرفات
معينة محددة فقط ،ويحتفظ الشخص بالموطن العام بالنسبة للتصرفات األخرى.
-5األهلية
يقصد باألهلية صالحية الشخص باكتساب الحقوق وتحمل الواجبات ،وصالحيته للقيام
بالتصرفات القانونية بنفسه ،وعليه فان للشخص أهليتين ،يكتب األولى وهي أهلية الوجوب
بمجرد ميالده ،في حين يكتسب الثانية وهي أهلية األداء في وقت الحق.
أوال :أهلية الوجوب
أهلية الوجوب هي صالحية الشخص للتمتع بالحقوق والتحمل بااللتزامات ،فهي تثبت لكل
شخص طبيعي منذ والدته حيا الى حين وفاته ،فأساس أهلية الوجوب اذن هي الشخصية
القانونية.
وحفاظا على حقوق الجنين تقررت له أهلية وجوب قبل والدته ،ولكنها ناقصة ،وتتمثل في
اكتساب بعض الحقوق مثل اإلرث والوصية والهبة ،ويقبلها عنه وليه.
فبمجرد الوالدة تثبت للشخص أهلية وجوب كاملة ،فهي مرتبطة بالشخصية القانونية ،وعليه
فان حرمان األشخاص من أهلية الوجوب يعني حرمانهم من الشخصية القانونية.
ثانيا :أهلية األداء
وهي صالحية الشخص لممارسة حقوقه بنفسه وااللتزام بااللتزامات المالية بنفسه ،أي
صالحية الشخص ألعمال ارادته اعماال من شأنه ترتيب األثر القانوني الذي يريده كأهلية
الشخص في أن يبيع أو يؤجر أو يهب ماله ،ويجب عدم الخلط بين أهلية الوجوب وأهلية
األداء ،فاذا نظرنا الى الشخص من حيث كونه صالحا ألن يكون مالكا ألي شيء نقول أنه
يتمتع بأهلية وجوب ،أما اذا نظرنا اليه من حيث كونه صالحا ألن يشتري بنفسه شيئا حتى
يصبح مالكا له قلنا ان له أهلية أداء بالنسبة للشراء.
وإذا كانت أهلية األداء تفترض لقيامها توافر أهلية الوجوب ،فان العكس غير صحيح،
بمعنى أنه يمكن أن تتوافر لشخص أهلية وجوب كاملة في نفس الوقت الذي يكون فيه
معدوم أهلية األداء أو ناقصها ،وهذه هي حالة القاصر زمن يعتريه عارض من عوارض
األهلية كالجنون والعته والسفه والغفلة ،فهنا يكون الشخص صالحا ألن تكون له حقوق
وعليه التزامات ،ولكنه ال يستطيع أن يباشر بنفسه التصرفات القانونية التي من شأنها أن
تكسبه الحقوق أو تحمله التزامات.
والشخص الذي ال يتمتع بأهلية األداء ،فانه يقوم بالتصرفات القانونية شخص اخر بدال منه
وهذا هو نظام الوالية على المال والذي مفاده أن القانون يحدد شخصا معينا يتولى عن
معدوم االهلية أو ناقصها االشراف على شؤونه المالية ومباشرة التصرفات القانونية نيابة
عنه ،وهذا ما نظمه المشرع الجزائري في المواد من 81الى 100من قانون األسرة.
ويظهر الفرق بين أهلية األداء ونظام الوالية من أن أهلية األداء تعني صالحية الشخص في
أن يباشر بنفسه التصرفات القانونية والتي من شأنها أن ترتب له الحقوق وتحمله
االلتزامات ،اما الوالية فتعني سلطة تمنع لشخص معين في أن يقوم بالتصرفات القانونية ال
لحساب نفسه ،بل لحساب شخص اخر ونيابة عنه.
اذن أهلية األداء هي صالحية الشخص لممارسة االعمال القانونية بنفسه على وجه يعتد به
القانون ،وهذه األهلية خالفا ألهلية الوجوب ،ال تثبت كاملة بالنسبة لجميع األشخاص ،بل قد
تكون بالنسبة لبعضهم معدومة أو ناقصة ألنها ترتبط بعنصر االدراك والتمييز.
-1أساس أهلية األداء
ان أساس أهلية األداء هو االدراك أو التمييز ،لذلك فهي ترتبط معه وجودا أو عدما ،كماال
او نقصانا ،فاذا اكتمل الدراك لدى الشخص تمتع بأهلية أداء كاملة ،وإذا انعدم انعدمت أهلية
األداء ،وإذا نقص االدراك نقصت أهلية األداء ،وفي هذا تختلف أهلية األداء عن أهلية
الوجوب ،فأساس هذه األخيرة هو الشخصية القانونية وهكذا فانه بمجرد أن يولد الشخص
تثبت له الشخصية القانونية ويتمتع بالتالي بأهلية الوجوب كاملة ،ولكنه ال يتمتع بأهلية
األداء اال بعد أن يتوافر لديه االدراك أو التمييز.
-2تأثر أهلية األداء بالسن
ان أساس أهلية األداء كما سبق الذكر هو األدراك أو التمييز ،وإدراك الشخص يتطور
بتطور السن ،ولذلك كان السن عامال أساسيا في تحديد أهلية األداء حيث تتفاوت هذه
األخيرة بتفاوت السن ،فاألهلية تمر بمراحل يمكن تقسيمها الى أربعة مراحل كما يلي:
-المرحلة األولى :مرحلة الجنين
ففي هذه المرحة يكون االنسان جنينا في بطن امه لم يخرج بعد الى عالم الوجود ،فال أهلية
أداء له ،ولكن له أهلية وجوب ناقصة ألنها تقتصر على عنصر واحد هو اكتساب الحقوق.
المرحلة الثانية :انعدام األهلية (عديم التمييز)
تبدأ هذه المرحلة من الميالد وتنتهي ببلوغ الصبي سن التمييز 13سنة ،فبميالد الطفل تثبت
له أهلية الوجوب أو الشخصية القانونية ،ولكن ال تثبت له أهلية األداء النعدام االدراك
والتمييز لديه ،فالصغير دون الثالثة عشر ال يعد اهال لمباشرة أي تصرف حتى لو كان نافعا
له نفعا محضا ،فكل العقود التي يبرمها تكون باطلة بطالنا مطلقا وال تصححها االجازة،
فهو ال يستطيع مثال قبول الهبة ألنه فاقد التمييز ،ومن ثم فليس إلرادته أثر ،لذلك فوفقا
لنص المادة 210أسرة تصح الهبة للحمل بشرط أن يولد حيا ويقبلها عنه وليه ،ألن القبول
شرط من شروط الهبة.
المرحلة الثالثة :مرحلة نقص االهلية (مرحلة التمييز)
وتبدأ هذه المرحلة من سن التمييز أي 13سنة الى غاية 19سنة ،حيث يعتبر كل من بلغ
سن 13سنة ولم يبلغ سن 19سنة كاملة ناقص األهلية ،ألنه يكون ناقص االدراك والتمييز
اذ يستطيع القاصر فهم األمور والمعامالت القانونية بصورة عامة وأن يميز بينهما ويدرك
الى حد ما نتائجها التي تترتب عليها ،ولكن نتيجة لصغر سنه وقلة خبرته ال يجعالن له من
ذلك بصيرة تامة لهذه األمور أو إدراكا كافيا لها.
وعليه فناقص االهلية ال يمنع عن كل التصرفات كالصغير غير المميز ،كما أنه ال يستطيع
مباشرة كل التصرفات بنفسه كالكبير الراشد ،وانما تختلف حدود أهليته ومداها باختالف
التصرفات واألعمال القانونية التي يرغب في اجرائها.
والتصرفات القانونية تنقسم الى ثالثة أنواع على النحو التالي:
-تصرفات ضارة ضررا محضا :وهي تلك التصرفات التي تعود على صاحبها بضرر أكيد
دون أن تكسبه نفعا ،كأن يتبرع القاصر لغيره بهبة ،أو ابراء مدين له من الدين ،فهذه
التصرفات باطلة بطالنا مطلقا حتى لو أجازها وليه.
-تصرفات نافعة نفعا محضا :وهي تلك التصرفات التي تعود على صاحبها بنفع أكيد دون
مقابل يخسره ،كقبول القاصر هبة والوصية ،وهي تصرفات جائزة قانونا وغير باطلة.
-تصرفات دائرة بين النفع والضرر :وهي تلك التصرفات التي يحتمل أن تجلب لصاحبها
الربح كما يحتمل أن تجلب له الخسارة دون أن يتضح بصورة أكيدة ما يترتب عنها من
نتائج ،كالبيع وااليجار والشراكة ،وغيرها من عقود المعاوضة ،فهذه التصرفات تكون قابلة
لإلبطال لمصلحة ناقص األهلية ،حيث أعطى المشرع للمميز (القاصر) الحق في طلب
ابطالها.
-المرحلة الرابعة :مرحلة الرشد (كمال األهلية) :يعتبر الشخص الذي بلغ سن الرشد أي
19كاملة كامل األهلية إلدارة أمواله والتصرف فيها كما يشاء ،وهذا طبعا إذا لم يكن قد
أصيب بعارض من عوارض األهلية أو مانع من موانع األهلية.
وفيما يلي نتناول عوارض األهلية ثم موانعها في االتي:
-3عوارض األهلية
إذا بلغ الشخص سن الرشد ولم يكن متمتعا بقواه العقلية كما إذا كان مصابا بجنون او عته،
فان أهليته ال تكتمل حتى لو لم يصدر حكم بذلك ،اذ مثل هذه العوارض تذهب بادراك
الشخص وتمييزه ،أما إذا كان مصابا بسفه أو غفلة فان أهليته تكتمل ما لم تحكم المحكمة
قبل بلوغه سن الرشد بغير ذلك ،.فالغفلة والسفه يقتصر أثرهما على نقص في التمييز.
ومعنى ذلك إذا شعر الولي بأن الصغير غير متمتع بقواه العقلية عند بلوغه سن الرشد،
فعليه أن يعرض األمر الى المحكمة مطالبا باستمرار الوالية على الصغير الى ما بعد بلوغه
سن الرشد ،ومتى تأكدت المحكمة من ذلك ،فإنها تقضي باستمرار الوالية أو الوصاية عليه
قبل بلوغه سن الرشد ،وتظل الوالية قائمة الى أن يزول سبب استمرارها بحكم من
المحكمة.
*الجنون والعته:
الجنون هو اضطراب يصيب العقل ،فيعدم االدراك والتمييز لدى الشخص المصاب به،
وهو بعبارة أخرى فقدان العقل واختالله ،وغالبا ما يصحبه اضطراب وهيجان ،فهو اذن
مرض يصيب العقل فيفقده ويعدمه.
أما العته فهو خلل يعتري العقل دون أن يبلغ مبلغ الجنون ،فيجعل صاحبه مختلط الكالم
قليل الفهم وفاسد التدبر.
ويفرق فقهاء الشريعة اإلسالمية بين الجنون والعته ،فالجنون يصاحبه اضطراب وهيجان،
أما العته فيالزمه الهدوء.
ان الجنون والعته عاهتان يلحقان عقل االنسان ،فتعدم فيه االدراك والتمييز ويعدم فيه
بالتالي االهلية ،فكل من المجنون والمعتوه يأخذ حكم الصبي غير المميز ،فكل تصرفاته تقع
باطلة بطالنا مطلقا.
ولكن نشير في هذا الصدد أن المادة 107أسرة تفرق بين تصرفات المجنون والمعتوه
الصادرة قبل الحكم بالحجر وبين تلك التصرفات الصادرة بعد الحكم بالحجر على النحو
التالي:
-حكم التصرفات الصادرة من قبل المجنون والمعتوه قبل الحجر:
إذا كانت حالة الجنون او العته غير شائعة وقت التعاقد ،أي أن غالبية الناس ال تعلم بهذه
الحالة ،فتصرفاته تعتبر صحيحة ويعتبر كامل األهلية.
أما إذا كانت حالة الجنون أو العته شائعة وقت التعاقد ،أو كان المتعاقد مع المجنون او
المعتوه على بينة من هذه الحالة ،فان تصرفات المجنون والمعتوه تكون باطلة بطالنا مطلقا
رغم صدورها قبل تسجيل طلب أو قرار الحجر.
-حكم تصرفات المجنون أو المعتوه بعد الحجر
يكون الحجر بناء على طلب أحد األقارب ،أو ممن له مصلحة ،أو من النيابة العامة ،وبعد
توقيع الحجر تكون كل تصرفات المجنون أو المعتوه باطلة ،ويمكن رفع الحجر بناء على
طلب المحجور عليه إذا زالت أسبابه.
*السفه والغفلة
وهذه العوارض ال تصيب االنسان في عقله من الناحية الطبية ،وانما تصيبه في نفسه،
فتضعف بعض ملكاتها.
فالسفه هو خفة تحمل على إنفاق المال على غير مقتضى العقل والشرع ،فيعمل السفيه على
تبذير أمواله ،وتكون تصرفاته خارجة عن المألوف.
أما الغفلة فهي ضعف في االدراك يترتب عليه أال يهتدي الشخص الى النافع في التصرفات
فيغبن في معاملته ،فذو الغفلة هو شخص كامل العقل ،ولكنه طيب القلب الى حد الغفلة ،فهو
كامل االهلية ،ويستدل عليه في اقباله على التصرفات دون االهتداء الى الرابح منها أو قبول
الغبن الفاحش دون إدراك.
ومن ثم فان السفه والغفلة ينقصان التمييز وال يعدمانه ،وتترتب عليهما نقص االهلية
حكم تصرفات السفيه وذي الغلة
قبل توقيع الحجر :تصرفات ذي الغفلة ،والفيه قابلة لإلبطال ألن السفه والغفلة ال يذهبان
باإلدراك والتمييز.
أما بعد توقيع الحجر ،فان تصرفات السفيه وذي الغفلة تأخذ حكم تصرفات ناقص األهلية
بسبب صغر السن ،فاذا كانت ضارة بهما ضررا محضا تكون باطلة ،وإذا كانت نافعة نفعا
محضا كانت صحيحة ،أما إذا كانت تدور بين النفع والضرر فتكون قابلة لإلبطال ،ذلك الن
السفه والغفلة ليستا أمراضا تصيب العقل بصفة علنية ،وال تذهب باإلدراك كالجنون والعته
لذا ال يمكن التسوية بينهما.
-4موانع األهلية
يقصد بموانع األهلية قيام ظروف مادية أو قانونية أو طبيعية تحد من قدرة االنسان على
مباشرة التصرفات القانونية على الرغم من كمال اإلرادة والتمييز ،فعلى الرغم من اكتمال
الشخص اهليته اال أنه قد يوجد في ظروف تمنه من مباشرة التصرفات القانونية ،وهذه
الموانع هي :الغيبة كمانع مادي ،والحكم بعقوبة جنائية ،وشهر اإلفالس كمانع قانوني،
واجتماع عاهتين في الشخص كمانع طبيعي.
أ-الغيبة
ان الغائب شخص كامل األهلية ،ولكنه ال يستطيع بسبب غيابه أن يتولى شؤونه بنفسه ،أو
بإقامة نائب يتولى شؤونه ،فاذا استمر غيابه مدة سنة فأكثر ،ترتب على ذلك محافظة على
مصالحه أن تعين له المحكمة وكيال عنه يتولى شؤونه وذلك في احدى الحاالت:
-إذا كان مفقودا ال تعرف حياته من مماته.
-إذا لم يكن له محل إقامة وال موطن معلوم.
إذا كان له محل إقامة أو موطن معلوم خارج الوطن واستحال عليه أن يتولى شؤونه بنفسه
أو ان يعين من ينيبه في ادارتها.
فالغائب اذن شخص كامل األهلية ،ولكنه ال يستطيع بسبب غيابه أن يتولى شؤونه بنفسه ،إذا
يستوجب إقامة نائب يتولى شؤونه ،غير أن الغيبة مانع مؤقت ينتهي بزوال سببه أو بموت
الغائب أو الحكم باعتباره ميتا.
ب-الحكم بعقوبة جنائية
يمتنع على المحكوم عليه بعقوبة جنائية (اإلعدام ،السجن المؤبد ،أو المؤقت من 5الى 20
سنة) ،خالل تنفيذ عقوبته القيام بأي نوع من التصرفات واألعمال القانونية ،وإذا قام بأي
نوع من التصرفات تعتبر تصرفات باطلة كتصرفات عديم االهلية ،ويستثنى من ذلك
التصرفات المتعلقة بالحقوق المالزمة للشخص المحكوم عليه كالطالق مثال ،حيث تعتبر
صحيحة وتكون االهلية كاملة بالنسبة اليها.
ويتولى إدارة أموال المحكوم عليه بدال منه قيم يختاره بنفسه شرط أن تصدق عليه المحكمة
التي في دائرتها موطنه ،أما إذا لم يعين هو قيما لهذه اإلدارة ،تولت هذه المحكمة تعيينه بناء
على طلب النيابة العامة.
فالحكم بعقوبة جناية يعتبر اذن مانع قانوني ،وهذه الحالة ،ولكن ليس بسبب عدم التمييز
وانما بسبب الجناية التي ارتكبها وكعقوبة تبعية مترتبة على العقوبة االصلية ،وتسري خالل
فترة وجود المحكوم عليه بالسجن وتزول بزوال المانع.
ج-الحكم بشهر اإلفالس
ان الحكم بشهر اإلفالس الناتج عن توقف التاجر عن دفع ديونه وعدم قدرته على ذلك يؤدي
الى التعيين االجباري لوكيل التفلسة ،حيث يتولى هذا األخير إدارة أموال المفلس ،فيقوم
بجميع حقوق ودعاوى المفلس المتعلقة بذمته طيلة مدة التفلسة.
د-اجتماع عاهتين
إذا اجتمعت في الشخص عاهتين على األقل ،كأن يكون أصم أبكم ،أو أعمى أصم ،أو أعمى
أبكم ،وتعذر عليه بسبب هاتين العاهتين التعبير عن ارادته ،جاز للمحكمة أن تعين له
مساعدا قضائيا يعاونه في التصرفات القانونية التي تقتضيها مصلحته.
فاجتماع عاهتين في الشخص تجعله من الصعب تحكمه في األمور وفي التعبير عن ارادته،
وال يجوز للمساعد القضائي أن ينفرد بالقيام بهذه التصرفات القانونية بمفرده اال إذا كانت
المحكمة قد أذنت له بذلك ،ألن المساعد القضائي ليس نائبا يقوم مقام األصيل ،فهو مساعد
والبد له أن يشارك األصيل في ذلك.
وتكون التصرفات الصادرة من ذي العاهتين قبل تعيين له مساعد قضائي صحيحة.
أما بعد تسجيل قرار تعيين المساعد القضائي فيجوز لذي العاهتين القيام بهذه التصرفات
دون مساعدة المعين من قبل المحكمة ،وإذا قام بها كانت قابلة لإلبطال لمصلحته.
-5النيابة الشرعية أو القانونية
تنص المادة 81أسرة على أنه ":من كان فاقد األهلية أو ناقصها لصغر السن أو جنون أو
عته او سفه ،ينوب عنه قانونا ولي أو وصي أو مقدم طبقا ألحكام هذا القانون".
والوالية اما أن تكون أصلية وهي التي تثبت لألب أو األم بعد وفاة االب ،واما غير أصلية
كوالية الوصي كما في حالة الوصي الذي يختاره االب ،وقد يعين القاضي نائبا كما في حالة
المقدم.
والوالية تكون والية عن النفس ،وتتعلق بالتربية والحضانة والزواج ،وقد تكون والية على
المال تتعلق بالمحافظة على مال القاصر وادارته.
أ-الوالية
تثبت الوالية األصلية لألب ،ولالم بعد وفاته وفقا لنص المادة 87أسرة ،وال يجوز لألبوين
التنازل أو التنحي عنها ،واال تعرضا للعقوبة.
والوالية شخصية ،ال تنتقل الى الورثة ،وتستلزم إنفاق الوالدين على أوالدهم إذا لم يكن لهم
مال ،ويكون ذلك بالنسبة للذكور الى حين بلوغهم سن الرشد وتستمر في حالة إذا كان الولد
عاجز آلفة عقلية أو بدنية أو مزاوال للدراسة وتسقط باالستغناء عنها بالكسب ،واالناث الى
الدخول ،أما إذا كانت لألوالد أموال ،فالوالدين ينفقون عليهم في حدود تلك األموال.
وللولي عموما إدارة أموال القاصر والتصرف فيها ويكون مسؤوال عن ذلك مسؤولية
الرجل الحريص على أمواله وفقا لنص المادة 88اسرة.
وتنقضي والية االب واالم ببلوغ القاصر سن الرشد أو بترشيده أو بعجز الولي أو موته أو
الحجر عليه أو غيابه أو بإسقاط سلطة األبوية عنه.
ب-الوصاية
يجوز لالب أو الجد تعيين وصي للولد القاصر إذا لم تكن له أم ،أو كانت له أم ثبت بالطرق
القانونية عدم أهليتها للقيام بالوصاية ،وإذا تعدد االوصياء يختار القاضي االصلح منهم،
ويسمى الوصي في هذه الحالة الوصي المختار.
والوصاية يقترحها األب أو الجد على الوصي ،وللوصي مطلق الحرية في القبول أو
الرفض ،اال أنه إذا قبلها حال حياة الموصى أي االب أو الجد فليس له التخلي عنها بعج وفاة
أحدهما ويشترط في الوصي أن يكون مسلما ،عاقال ،بالغا وأمينا ،وحسن التصرف،
وللقاضي عزله إذا لم تتوفر فيه هذه الشروط المنصوص عنها في المادة 93أسرة.
وتكون للوصي نفس سلطات الولي في إدارة أموال القاصر والتصرف فيها ،وتنتهي مهمة
الوصي في حالة موت القاصر ،أو زوال أهلية الوصي ،أو موته ،أو بلوغ القاصر سن
الرشد ،أو بانتهاء المهام التي أقيم الوصي من أجلها ،أو بقبول عذر الوصي في التخلي عن
الوصاية ،أو عزل الوصي.
ويكون الوصي ملزما بتقديم حسابا بالمستندات الى من يخلفه في مدة ال تتجاوز شهرين من
تاريخ انتهاء مهمته ،ويكون مسؤوال عما يلحق القاصر من ضرر بسبب تقصيره.
ج-المقدم
إذا لم يكن لفاقد االهلية أو نافصها ولي أو وصي ،تقوم المحكمة بتعيين مقدم له بناء على
طلب أحد األقارب أو ممن له مصلحة في ذلك أو من النيابة العامة ،وذلك وفقا لنص المادة
99أسرة ،ويطلق فقهاء الشريعة اإلسالمية على المقدم اصطالم القيم ،وتطبق على المقدم
نفس االحكام التي تطبق على الوصي ،وهذا ما نصت عليه المادة 100أسرة.