You are on page 1of 12

‫المقطع األاول‪ :‬الشخص الطبيعي‬

‫ىو االنساف و تبدأ الشخصية القانونية لو بوالدتو حيا و تنتهي مبوتو‪ ,‬فالوالدة و الوفاة قاعدتاف قانونيتاف ىامتاف ‪.‬‬

‫بداية الشخصية الطبيعية ‪:‬‬

‫عرفت ادلادة ‪ 01/ 25‬من القانوف ادلدين بداية الشخصية القانونية بتماـ والدتو حيا و يقصد بادليالد إنفصاؿ ادلولود عن أمو إنفصاال تاما و يشًتط‬
‫ببدأ الشخصية القانونية و الدة الطفل حيا و لو للحظة قليلة و ديكن التعرؼ على حباة ادلولود بالصراخ و التنفس و صلد تشريعات اخرى و منها‬
‫القانوف الفرنسي يستلزـ لثبوت الشخصية لالنساف فضال عن والدتو حيا أف يكوف قابال للحياة ‪ ,‬و ديكن إثبات قابلية احلياة مبكافة طرؽ اإلثبات ‪ ,‬و‬
‫جيب إثبات واقعة ادليالد يف السجالت الرمسية فإنو جيوز لكل ذي مصلحة أف يثبت لو ما يدعيو بكافة طرؽ االثبات ‪ ,‬أما إذا ولد الطفل ميتا فال‬
‫تثبت لو الشخصية القانونية‪.‬‬

‫و تطبيقا دلا تقدـ ال تثبت الشخصية القانونية للجنُت و مع ذلك فالقانوف يعًتؼ ببعض احلقوؽ ‪.‬احلمل(اجلنُت يف بطن أمو) يشًتط والدتو حيا و‬
‫ىذا ما نصت عليو ادلادة ‪ 02/25‬فلو احلق شرعا يف ثبوت نسبو و ىي من احلقوؽ ادلدنية العائلية إذا كاف زواجو شرعيا أو إذا وضع احلمل خالؿ‬
‫‪ 10‬أشهر من تاريخ االنفصاؿ أو الوفاة ‪.‬‬

‫و يثبت للحمل حق يف اذلبة ‪ ,‬ادلادة ‪ 209‬قانوف االسرة‪ ,‬ومن البديهي أنو بوالدة اجلنُت حيا تثبت لو رتيع احلقوؽ بإعتباره يتمتع بشخصية قانونية‬
‫زلدودة أما إذا ولد ميتا تزوؿ عنو ىذه الشخصية الناقصة بأثر رجعي ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إنتهاء الشخصية الطبيعية‪ :‬تنتهي الشخصية القانونية لإلنساف بالوفاة الطبيعية أو احلكمية‪.‬‬

‫‪-‬الوفاة الطبيعية‪ :‬إذا مات االنساف إنتهت شخصيتو القانونية و جيب إثبات واقعة الوفاة عن طريق السجالت ادلعتمدة ذلذا الغرض( ادلادة‬
‫‪26‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ ).‬و مبكن تعريف الوفاة بتوقف القلب و الرئتُت توقفا دائما و تاما و تنقضي الشخصية القانونية لإلنساف بالوفاة و تنتقل احلقوؽ ادلالية‬
‫للورثة الشرعيُت و ذلك بعد سداد ما عليو من ديوف وفقا للقاعدة الفقهية "ال تركة إال بعد سداد الديوف "‬

‫‪-2‬الوفاة احلكمية‪:‬‬

‫تنتهي الشخصية القانونية بادلوت احلكمي ‪ ,‬وىو ليس مبوت طبيعي و لكن موت تقرره احملكمة بأحواؿ معينة و يسبق احلكم بالوفاة حكم اخر ىو‬
‫احلكم بالفقداف‪.‬‬

‫أ‪-‬احلكم بالفقداف‪ :‬يصدر احلكم بشأف كل من الغائب و ادلفقود‬

‫أ‪-1-‬الغائب‪ :‬ىو شخص غَت حاضر يف زلل إقامتو و ليس لو موقف معلوـ‪.‬أو الشخص الذي تنقطع إقامتو كادلهاجر إىل دولة أخرى للعمل او‬
‫للدراسة او ادلسجوف دلدة طويلة(‪20‬سنة)‬

‫و للغائب مركز قانوين خاص ‪ ,‬فعُت لو مقدـ بقرار قضائي دلباشرة حقوقو وإلتزاماتو فًتة غيابو‪ ,‬ذلك الف شخصيتو قائمة مل تنتهي بعد‪ ,‬كما عرفت‬
‫ادلادة ‪ 110‬قانوف االسرة الغائب بأنو‪":‬الغائب الذي منعتو الظروؼ القاىرة من الرجوع إىل زلل إقامتو و إدارة شؤونو بنفسو أو بواسطة ‪ ,‬مدة سنة ‪,‬‬
‫و تتسبب غيابو يف ضرر للغَت يعترب كادلفقود إال بعد مرور سنة من الغياب"‬

‫أ‪-2-‬ادلفقود‪ :‬ىو الشخص الذي غاب فًتة طويلة و إنقطعت أخباره فال يعرؼ ما إذا كاف حيا أو ميتا‪ ,‬ذلذا تلجأ التشريعات إىل إعتبار ادلفقود ميتا‬
‫مىت توافرت شروط معينة‪ .‬و عرفتو ادلادة ‪ 109‬قانوف االسرة ‪":‬ادلفقود ىو الشخص الغائب الذي اليعرؼ مكانو أحد وال يعرؼ حباتو أو موتو و ال‬
‫يعترب مفقودا إال حبكم بالفقداف يصدر بشأنو"‬
‫م ػ ػمػ ػي ػزات ال ػش ػخػ ػص ػي ػػة ال ػط ػب ػي ػعػ ػيػ ػػة‬

‫يكتسب الشخص الطبيعي الشخصية القانونية مبجرد والدتو‪ ,‬وتثبت لو العناصر ادلكونة لشخصية القانونية واليت دتيز كل فرد عن غَته من أفراد اجملتمع‬
‫وىذه ادلميزات ىي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اإلسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬

‫‪ 2-‬ال ػ ػ ػ ػحػ ػ ػ ػ ػػالػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫‪ 3-‬األى ػ ػ ػ ػ ػ ػل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫‪- 4‬الػ ػ ػ ػ ػ ػػذمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الػ ػ ػ ػ ػ ػم ػ ػ ػ ػ ػ ػػالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫‪- 5‬ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬ااإلسم ‪ :‬لكل شخص طبيعي إسم دييزه عن غَته و لإلسم معنياف إسم شخصي و ىو ما يتعُت بو اإلنساف تعينا خاصا‪.‬‬

‫اللقب و ىو إسم العائلة و لقب الشخص يلحق بأبنائو ‪.‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 01-28‬ؽ‪,‬ـ‪,‬ج " جيب أف يكوف لكل شخص لقب و إسم فأكثر ‪,‬و لقب الشخص يلحق بأوالده‪" .‬‬

‫و ىناؾ أمساء أخرى لإلسم حيميها القانوف إذا استعملت بصفة مستمرة منها اسم الشهرة و ىو اإلسم ادلستعار ‪ ,‬و ىو نوع من أمساء الشهرة يطلقو‬
‫الشخص على نفسو إلخفاء شخصيتو ‪ ,‬مع مالحظة اف اسم الشهرة و االسم ادلستعار ذلما صفة فردية مقصورة على أصحابو فال يكسبو ألوالده‪.‬‬

‫و االسم التجاري ىو إستخداـ التاجر إمسا ديارس بو جتارتو و ىو عنصر من عناصر احملل التجاري و قابل للتصرؼ فيو‪.‬‬

‫كيفية إكتساب االسم العائلي ‪ :‬يتم ذلك‪:‬‬

‫‪- 1‬النسب‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫خيتار ضابط احلالة ادلدنية اسم للقيط ادلولود لشخصُت رلهولُت‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫عند الدوؿ األوروبية عند الزواج تكتسب الزوجة اإلسم العائلي للزوج ‪ ,‬و لكن احلاؿ خيتلف يف الدوؿ العربية حيث ال ينص القانوف على ذلك و‬
‫لكن جرى العرؼ على جواز استخداـ ادلرأة للقب زوجها‪.‬‬

‫كيفية إكتساب اإلسم الشخصي‪:‬‬

‫أما فيما خيص االسم الشخصي فإنو خيتار للشخص عادة من طرؼ أبويو و جيب أف يكوف االسم من األمساء اجلزائرية بإستثناء األوالد ادلولودين من‬
‫أبوين أجنبيُت‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫جيوز للشخص تغيَت امسو و لقبو و فقا إلجراءات معينة و ال بد أف يقرر ذلك لسبب معروؼ‬
‫يًتتب على كوف االسم حق من احلقوؽ اللصيقة بالشخصية بأنو ال جيوز للشخص التصرؼ فيو ‪ ,‬ال يسقط بعدـ اإلستعماؿ ‪ ,‬و ال يكتسب‬
‫بالتقادـ‪.‬‬

‫زتاية االسم حيظى االسم حبماية قانونية قررىا ادلشرع و يكوف يف حالتُت ‪:‬‬

‫إنتحاؿ لالسم دوف مربر‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫منازعة الغَت يف استعماؿ االسم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫فإذا انتحل احد امسا دوف حق أو نازع أحدا فيو كاف لصاحب االسم أف يطلب وقف اإلعتداء مع التعويض عما حلقو من ضرر ‪ ,‬مادة ‪ 48‬ؽ‪,‬ـ‪,‬ج‬
‫‪.‬‬

‫و إنتحاؿ االسم ىو أف يتسمى شخص بإسم شخص اخر دوف أف يكوف لو ىذا االسم يف االصل‪.‬‬

‫و ادلنازعة يف االسم ىو أف يدعي شخص إنتفاء حق الشخص االخر يف أف يسمى هبذا االسم‪.‬‬

‫الطبيعة القانونية لالسم ‪:‬‬

‫إختلفت االراء يف ذلك حيث راى بعض الفقهاء أف للشخص حق ملكية على امسو و أخذت بذلك زلكمة النقض الفرنسية حبكمها الصادر يف‬
‫‪.1911-10-25‬‬

‫غَت أف أغلب الفقهاء ينتقدوف ىذا الرأي بأف حق ادللكية ال يقع إال على شيئ قابل للتقومي ( التعامل ادلايل ) و جيوز التنازؿ عنو و التصرؼ فيو‬
‫للغَت ‪ ,‬و االسم يفتقد ذلذه السمات‬

‫و ذىب رأي آخر بأف إختاذ شخص السم ما ىو إال رلرد نظاـ إداري إقتضتو الدولة منعا للخلط بُت األفراد‪.‬‬

‫و ذىب رأي اخر بأف االسم ماىو إال حق من حقوؽ األسرة ‪ ,‬و انتقد ىذا الرأي على أساس أف اللقيط ىو رلهوؿ األبوين يتمتعاف بإسم رغم عدـ‬
‫إنتمائهما ألسرة‪.‬‬

‫و ىناؾ من رأى أف االسم حق وواجب يف نفس الوقت فهو ذو طبيعة مزدوجة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬احلالة ‪:‬‬

‫البعض يعرب عنها باحلالة و البعض يعرب عنها باحلالة الشخصية لإلنساف و يقصد هبا احلالة ادلدنية للشخص من حيث عالقتو بأسرتو ( احلالة العائلية )‬
‫و عالقتو بدولتو ( احلالة السياسية ) و إرتباطو بعقيدتو ( احلالة الدينية ) ‪.‬‬

‫‪- 1‬احلالة الدينية‪:‬‬

‫يًتتب عادة على إنتماء الشخص إىل أسرة معينة إعتناقو دين ىذه األسرة و ليس للدين يف الدوؿ األوروبية من أثر بالنسبة حلياة الشخص من الناحية‬
‫القانونية ‪ ,‬إذ أف القانوف الوضعي يطبق على اجلميع دوف تفرقة بينهم على أساس الدين ‪ ,‬و لكن يف بعض الدوؿ اإلسالمية و منها اجلزائر يكوف‬
‫للدين أثر على األحواؿ الشخصية ( الزواج ‪ ,‬الطالؽ ‪) ... ,‬‬

‫‪ - 2‬احلالة السياسية ‪:‬‬


‫من عناصر حالة اإلنساف رابطة إنتمائو لدولة معينة و ىي ما يعرب عنها برابطة اجلنسية ‪ ,‬و اجلنسية رابطة قانونية بُت الشخص و دولة معينة مبقتضاىا‬
‫يعترب أحد أفرادىا و يًتتب على زتل الفرد جلنسية الدولة أف يتمتع باحلقوؽ السياسية و أف يتمتع بالواجبات الوطنية ‪.‬‬

‫و تثبت اجلنسية األصلية إما حبق الدـ أو حبق األقليم أو باحلقُت معا ‪ ,‬و يقصد حبق الدـ أف حيمل اإلبن دائما جنسية والديو أو أحدمها ( أصولو )‬
‫سواء ولد اإلبن يف الوطن أو خارج الوطن ‪ ( .‬ادلادة ‪ 06‬قانوف اجلنسية أمر ‪ . ) 86-07‬الولد ادلولود من أب جزائري ‪ ,‬الولد ادلولود ألـ جزائرية ‪,‬‬
‫و يقصد حبق اإلقليم أف تثبت اجلنسية لكل من يولد على إقليم الدولة بناء على نصوص قوانينها بغض النظر عن جنسية والديو ‪.‬‬

‫إذا ثبتت اجلنسية منذ الوالدة تكوف جنسية أصلية أما إذا إكتسبها بعد ادليالد فتكوف جنسية مكتسبة ( بطريق التجنس أي إقامة دلدة معينة يف دولة‬
‫معينة )‪.‬‬

‫قد ال تكوف للشخص أي جنسية مثل التجريد من اجلنسية أو عدـ إكتساب اجلنسية و قد تكوف للشخص عدة جنسيات‪.‬‬

‫اثار اجلنسية ‪:‬‬

‫إف احلقوؽ السياسية تقتصر على ادلواطنُت كحق اإلنتخاب و تويل الوفاؽ عامة و لو واجبات مثل ‪ :‬اداء اخلدمة الوطنية ‪ ,‬و الدفاع عن الوطن‪.‬‬

‫‪ - 3‬احلالة العائلية ‪:‬‬

‫القرابة نوعاف قرابة مصاىرة و قرابة نسب‪:‬‬

‫‪- 1‬قرابة نسب ‪:‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 32‬قانوف مدين على أف ‪ " :‬تتكوف أسرة الشخص من ذوي قرباه ‪ ,‬و يعترب من ذوي القرىب كل من جيمعهم أصل واحد ‪" .‬‬

‫و قرابة النسب تتكوف إما من قرابة مباشرة أو قرابة حواشي ‪.‬‬

‫أ‪ -‬القرابة ادلباشرة‪:‬‬

‫و تربط األصوؿ بالفروع و قد نصت ادلادة ‪ 01-33‬قانوف مدين ‪ " :‬القرابة ادلباشرة ىي الصلة ما بُت األصوؿ و الفروع " و يراعى يف احلسباف درجة‬
‫القرابة بإعتبار كل فرع درجة صعودا مع عدـ إحتساب األصل ‪ ,‬فاإلبن يعترب قريب من الدرجة األوىل ألبيو و إبن اإلبن قريب للجد من الدرجة الثانية‬
‫‪.‬‬

‫ب‪ -‬قرابة احلواشي ‪:‬‬

‫و ىي اليت تربط بُت األشخاص الذين جيمعهم أصل واحد دوف اف يكوف أحدمها فرعا لألخر مثل قرابة إبن األخ الشقيق للعم ‪...‬‬

‫تنص ادلادة ‪ " : 02-33‬قرابة احلواشي ىي الرابطة بُت أشخاص جيمعهم أصل واحد دوف اف يكوف أحدىم فرعا لألخر " ‪ .‬و لقد بينت ادلادة ‪-34‬‬
‫‪ 01‬قانوف مدين كيفية حساب درجة القرابة إذ نصت على أنو ‪ " :‬يراعى يف ترتيب درجة القرابة ادلباشرة ‪,‬‬

‫إعتبار كل فرع درجة عند الصعود لألصل ما عدا ىذا األصل ‪ ,‬و عند ترتيب درجة احلواشي تعد الدرجات صعودا من الفرع لألصل ادلشًتؾ مث نزوال‬
‫منو إىل الفرع االخر ‪ ,‬و كل فرع فيما عدا األصل ادلشًتؾ يعترب درجة ‪" .‬‬

‫‪- 2‬قرابة ادلصاىرة ‪:‬‬


‫القرابة الناشئة من الزواج ىي القرابة الزوجية بُت الزوجُت ‪ ,‬و ىي الصلة اليت تربط احد الزوجُت و أقارب الزوج األخر ‪ ,‬و يعترب أقارب أحد الزوجُت‬
‫بنفس القرابة و الدرجة للزوج االخر ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬األىلية‬

‫للشخص أىليتُت يكتسب األوىل و ىي أىلية وجوب مبجرد ادليالد و ىي صالحيتو لكسب احلقوؽ و حتمل اإللتزامات ‪ ,‬و أما أىلية األداء فيكتسبها‬
‫يف وقت الحق و ىي صالحيتو مباشرة التصرؼ القانوين الذي بنشأتو يكسبو احلق و حيملو اإللتزاـ ‪ ,‬و ىي دتر مبراحل معينة كما ترتبط بعدـ إصابة‬
‫الشخص بعائق ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أىلية الوجوب ‪:‬‬

‫ديكن تعريفها بأهنا ‪ " :‬صالحية الشخص يف إكتساب احلقوؽ و حتمل اإللتزامات و ىي تثبت لكل شخص طبيعي منذ والدتو إىل حُت وفاتو ‪ ,‬و‬
‫ىي تثبت للجنُت يف بطن أمو و لكنها ناقصة ‪ ,‬إلقتصارىا على بعض احلقوؽ دوف األخرى مثل اإلرث و الوصية و بعد الوالدة تثبت للشخص أىلية‬
‫و جوب كاملة فهي مرتبطة بالشخص القانوين ‪ ,‬فيكوف لو أف يكتسب كل احلقوؽ و يتحمل كل اإللتزامات كقاعدة عامة إستثناء دلا منعو القانوف‬
‫بنص خاص فتكوف لو أىلية وجوب ناقصة يف إكتساب بعض احلقوؽ ‪.‬‬

‫مثاؿ ‪:‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 402‬اليت ال جتيز للقضاة و ادلوثقُت شراء احلقوؽ ادلتنازع عليها ‪ ,‬إذا كاف النزاع يدخل يف إختصاص احملكمة اليت يباشروف يف دائرهتا‬
‫عملهم ‪.‬‬

‫فأىلية الوجوب مناطها احلياة ‪,‬فكل إنساف حي تكوف لو أىلية وجوب كاملة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أىلية األداء ‪:‬‬

‫ىي صالحية الشخص دلمارسة حقوقو بنفسو ‪ ,‬التصرفات القانونية كأىلية الشخص بأف يبيع مالو أو يرىنو أو يؤجره فهي صالحية الشخص إلعماؿ‬
‫إرادتو إعماال من شأنو ترتيب األثر القانوين ‪.‬‬

‫و أىلية األداء تفًتض أىلية الوجوب اإلبتدائي ‪ ,‬و ىي تتوفر لكل شخص لديو قدر من التمييز و اإلدراؾ ‪ ,‬جيعلو قادرا عن التعبَت عن إرادتو تعبَتا‬
‫منتجا لألثر القانوين فمناطها التمييز و اإلدراؾ و حرية اإلرادة ‪.‬‬

‫و رلاؿ أىلية األداء ىو إبراـ التصرفات القانونية سواء كانت تبادلية كالبيع و اإلجيار أو التصرفات بإرادة منفردة كالتربع و الوصية ألف ىذه التصرفات‬
‫رتيعها و قوامها إرادة اإلنساف و تتدرج األىلية من إنعداـ إىل نقص إىل كمالة ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬إنعداـ األىلية ‪ ( :‬الصيب غَت ادلميز )‬

‫كل شخص دوف ‪ 13‬سنة يعترب غَت شليز أو فاقد التمييز ‪ ,‬و ال يكوف أىال دلباشرة حقوقو ادلدنية بنفسو لصغر سنو ‪ ,‬فهو عدمي أىلية األداء ‪ ,‬و ال‬
‫يعد أىال دلباشرة أي تصرؼ حىت و لو كاف نافعا لو نفعا زلضا ‪ ,‬و ىذا ما نصت عليو ادلادة ‪ 42‬مدين ‪ " :‬ال يكوف أىال دلباشرة حقوقو ادلدنية من‬
‫كاف فاقدا التمييز لصغر سنو ‪ "...‬فكل العقود اليت يربمها تكوف باطلة بطالنا مطلقا ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬نقصاف األىلية ‪ ( :‬ناقص أىلية األداء )‬


‫كل شخص بلغ ‪ 13‬من عمره و مل يبلغ ‪ 19‬من عمره يعترب شليزا ‪ ,‬و تنص ادلادة ‪ 43‬من قانوف ادلدين ‪ " :‬كل من بلغ سن التمييز و مل يبلغ سن‬
‫الرشد ‪ ...‬يكوف ناقص األىلية وفقا دلا يقرره القانوف‪" .‬‬

‫‪-‬إف الصيب غَت ادلميز ال يباشر حقوقو و إال كانت تصرفاتو باطلة بطالنا مطلقا و إمنا يباشرىا عنو الويل أو الصيب أو القيم ‪.‬‬

‫‪-‬اما الصيب ادلميز ( ‪ ) 19 - 13‬سنة فيعترب ناقص األىلية و ختضع تصرفاتو لقاعدة مؤداىا ‪:‬‬

‫يستطيع نا قص األىلية مباشرة التصرفات النافعة لو نفعا سلضا كقبوؿ اذلبة أو الوصية‬

‫و ديتنع عليو مباشرة التصرفات الضارة بو ضررا زلضا ‪ ,‬كالتربع و اذلبة أو الوصية الصادرة منو تعترب باطلة بطالنا مطلقا‪.‬‬

‫أما التصرفات الدائرة بُت النفع و الضرر كالبيع و اإلجيار فتكوف قابلة اإلبطاؿ دلصلحة ناقص األىلية ‪.‬‬

‫و يالحظ أف القاصر قد يرشد للقياـ ببعض التصرفات فتكوف تصرفاتو ىذه صحيحة و تنص ادلادة ‪ 02-38‬على ما يلي ‪ ... " :‬و مع ذلك يكوف‬
‫( التصرفات يف حدود‬ ‫للقاصر الذي بلغ ذتانية عشر سنة و من ىو يف حكمو موطنا خاصا بالنسبة للتصرفات اليت يعتربه القانوف أىال دلباشرهتا "‬
‫ضيقة ) ‪ ,‬و جيوز للقاصر ادلميز غَت البالغ ‪.‬‬

‫ج‪ -‬كماؿ األىلية ‪:‬‬

‫يعترب الشخص الذي بلغ ‪ 19‬سنة كامل األىلية إلرادة أموالو و التصرؼ فيها كما شاء ‪ ,‬يشًتط دتتعو بقواه العقلية ‪.‬‬

‫‪ - 6‬عوارض األىلية‪:‬‬

‫إذا بلغ الصيب سن الرشد فإف الوالية تنقضي و دينحو القانوف أىلية أداء كاملة ما بقي حيا ما مل يلم بو عارض من عوارض األىلية و اليت تعترب أمور‬
‫تصيب البالغ و يكوف من شأهنا أف تعدـ أىليتو أو تنقصها و تنقسم عوارضو األىلية حبسب طبيعتها لعوارض تصيب العقل و ىي اجلنوف و العتو و‬
‫أخرى تلحق تدبَته و ىي السفو و الغفلة‪.‬‬

‫‪ - 1‬اجلنوف و العتو‪:‬‬

‫كالمها يصيب العقل و يعدـ اإلدراؾ و التمييز غَت أف اجلنوف يكوف مصحوبا حبالة إضطراب و بذلك خيتلف اجملنوف عن ادلعتوه ‪.‬‬

‫و يعرؼ رجاؿ القانوف اجلنوف بأنو ادلرض الذي يصيب العقل فيفقده و يعدمو التمييز أما العتو فهو اخللل الذي يصيب العقل دوف أف يبلغ مبلغ‬
‫اجلنوف فيجعل صاحبو سلتلط الكالـ قليل الفهم‪.‬‬

‫‪-‬و صلد أف فقهاء الشريعة يفرقوف بُت اجلنوف ادلستمر و ادلتقطع يف حُت أف ادلشرع مل يفرؽ بُت احلالتُت دلعوبة اإلثبات ‪.‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 101‬من قانوف األسرة ‪ " :‬من بلغ سن الرشد و ىو رلنوف أو معتوه أو سفيو أو طرأت عليو إحدى احلاالت ادلذكورة بعد رشده حيجر‬
‫عليو ‪" .‬‬

‫و تنص ادلادة ‪ " : 107‬تعترب تصرفات احملجور عليو باطلة ‪,‬و قبل احلكم إذا كانت أسباب احلجر ظاىرة و فاشية وقت صدورىا ‪" .‬‬

‫فهنا نفرؽ بُت تصرفات اجملنوف و ادلعتوه قبل و بعد احلجر ‪:‬‬

‫التصرفات السابقة للحكم باحلجر‪:‬‬

‫إذا كانت حالة اجلنوف أو العتو غَت ظاىرة أو شائعة وقت التعاقد أي أف غالبية الناس ال تعرؼ هبذه احلالة تعترب تصرفاتو صحيحة ‪.‬‬
‫أما إذا كانت ىاتُت احلالتُت شائعتُت أي إذا كاف ادلتعاقد معو على بينة من أمره فإف تصرفاتو باطلة بطالنا مطلقا ‪.‬‬

‫التصرفات الالئحة بعد احلجر‪:‬‬

‫يكوف طلب احلجر بناء على طلب أحد األقارب دوف توضيح و حتديد ىؤالء األقارب أو من لو مصلحة أو من النيابة العامة ‪ ( .‬ادلادة ‪ 102‬قانوف‬
‫األسرة ) ‪.‬‬

‫و إنطالقا من ادلادة ‪ 107‬فكل تصرفات اجملنوف و ادلعتوه باطلة بعد احلكم باحلجر ‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 108‬ديكن رفع احلجر إذا زالت أسبابو بناءا على طلب احملجور عليو ‪.‬‬

‫‪- 2‬السفو و الغفلة‪:‬‬

‫ىذه العوارض ال تصيب العقل و لكن تصيب تدبَت الشخص ‪.‬‬

‫أ‪ -‬السفيو‪:‬‬

‫ىو الشخص الذي يعرض نفسو و أسرتو لإلعسار أو الذي ينفق مالو يف غَت أوجو للشرع ( يبذر اموالو ) ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ذي الغفلة‪:‬‬

‫ىو الشخص كامل العقل و لكنو طيب القلب حلد الغفلة ‪.‬‬

‫تنص ادلادة ‪ : 43‬كل من بلغ سن التمييز و مل يبلغ سن الرشد و كل من بلغ سن الرشد و كاف سفيها أو ذا غفلة يكوف ناقص أىلية وفقا دلا قرره‬
‫القانوف ‪" .‬‬

‫فنجد أف القانوف ادلدين إعترب السفيو و ذي الغفلة من ناقصي األىلية كالصيب ادلميز ‪ ,‬فتبطل تصرفاهتم الضارة ضررا زلضا بطالنا مطلقا ‪ ,‬و تصح‬
‫تصرفاهتم النافعة نفعا زلضا و تكوف تصرفاهتم الدائرة بُت النفع و الضرر قابلة لإلبطاؿ بالنسبة ذلم فقط ‪.‬‬

‫‪-‬موانع األىلية ‪:‬‬

‫ىناؾ ظروؼ دتنع الشخص من شلارسة تصرفاتو القانونية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬احلكم بعقوبة جنائية‪:‬‬

‫نص قانوف العقوبات يف ادلادتُت ‪ 06‬و ‪ 07‬على حرماف احملكوـ عليو يف أثناء تنفيذ العقوبة األصلية ( عقوبة جنائية ) كاإلعداـ أو السجن ادلؤبد أو‬
‫ادلؤقت مبباشرة حقوقو ادلالية و أف تكوف إدارة أموالو طبقا لنفس األوضاع ادلقررة حلالة احلجر القضائي‬

‫فهذه العقوبات تعد مانعا من شلارسة أىلية األداء ‪ ,‬و تكوف تصرفات احملكوـ عليو باطلة بطالنا مطلقا حيث يعُت مقدـ إلدارة أموالو ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬احلكم بشهر اإلفالس‪:‬‬

‫الناتج عن توقف التاجر لدفع ديونو و عدـ قدرتو على ذلك يؤدي للتعيُت اإلجباري لوكيل التفلسة و يتوىل ىذا األخَت بإدارة أمواؿ ادلفلس‪.‬‬

‫ج ‪ -‬إجتماع عاىتُت‪:‬‬
‫ادلادة ‪ 80‬قانوف مدين ‪ " :‬إذا كاف الشخص أصم أبكم أو أعمى أبكم و تعذر عليو بسبب تلك العاىة ىاتُت العاىتُت التعبَت عن إرادتو ‪ ,‬جاز‬
‫للمحكمة أف تعُت لو مساعدا قضائيا يعاونو يف التصرفات اليت تقتضيها مصلحتو ‪" .‬‬

‫و منو إذا إجتمعت يف الشخص عاىتُت على األقل و تعذر عليو بسببهما التعبَت عن إرادتو جيوز للمحكمة أف تعُت لو مساعدا قضائيا يساعده يف‬
‫تصرفاتو ‪.‬‬

‫و تكوف التصرفات الصادرة عنو قبل اف يعُت لو ادلساعد القضائي صحيحة أما بعد قرار تعيُت مساعد قضائي فتكوف قابلة لإلبطاؿ دلصلحتو ‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 81‬قانوف األسرة ‪ " :‬من كاف فاقد األىلية أو ناقصها لصغر السن أو اجلنوف أو العتو أو السفو ينوب عنو قانونا ويل أو وصي أو مقدـ‬
‫طبقا ألحكاـ ىذا القانوف ‪" .‬‬

‫أ ‪ -‬الوالية ‪:‬‬

‫تنص ادلادة ‪ 87‬قانوف األسرة ‪ " :‬يكوف األب وليا على أوالده القصر و بعد وفاتو حتل األـ زللو قانونا " ‪ .‬و ال جيوز لألبوين التنازؿ أو التنحي عن‬
‫الوالية ‪ ,‬و الوالية شخصية ال تنتقل للورثة ‪.‬‬

‫و تكوف الوالية شاملة لكل أمواؿ القاصر ‪.‬‬

‫ادلادة ‪ 88‬قانوف األسرة ‪ " :‬على الويل أف يتصرؼ يف أمواؿ القاصر و تصرؼ الرجل احلريص و يكوف مسؤوال طبقا دلقتضيات القانوف العاـ ‪" .‬‬

‫أشارت ادلادة ‪ 91‬بإنتهاء الوالية ببلوغ القاصر سن الرشد بعجزه أو موتو او احلجر عليو أو إسقاط سلطتو ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الوصاية ‪ 98 - 92 ( :‬قانوف األسرة )‬

‫جيوز لألب أو اجلد تعيُت وصي للولد القاصر إذا مل تكن لو أـ تتوىل أموره أو يثبت عدـ أىليتها لذلك بالطرؽ القانونية و إذا تعدد األوصياء للقاضي‬
‫إختيار األصلح منو ( مادة ‪ 92‬قانوف األسرة ) و يشًتط يف الوصي حسب ادلادة ‪ : 93‬أف يكوف مسلما عاقال بالغا أمينا ‪ ,‬قادرا حسن التصرؼ ‪ ,‬و‬
‫للقاضي عزلو إذا إنعدمت الشروط ادلذكورة ‪.‬‬

‫و يكوف للوصي نفس سلطة الويل يف التصرؼ ( ادلادة ‪ . ) 95‬و تنتهي مدة الوصي حسب ادلادة ‪ 96‬مبوت القاصر أو زواؿ أىلية ادلوصي أو موتو ‪,‬‬
‫و ببلوغ القاصر سن الرشد ما مل يصدر حكم باحلجر عليو ‪ ,‬و بإنتهاء ادلهاـ اليت أقيم الوصي من أجلها ‪ ,‬و بقبوؿ عذر ادلصي بالتخلي عن الوصاية‬
‫‪ ,‬أو بعزلو بناء على طلب من لو مصلحة إذا ثبت من تصرفات الوصي ما يهدد مصلحة القاصر ‪.‬‬

‫ادلادة ‪ " : 97‬على الوصي الذي إنتهت مهمتو أف يسلم األمواؿ اليت يف عهدتو و يقدـ عنها حسابا بادلساندات إىل من أوىل إىل القاصر الذي رشد‬
‫أو إىل ورثتو يف مدة ال تتجاوز شهرين من تاريخ إنتهاء مهمتو و أف يقدـ صورة للحساب ادلذكور للقضاء " ‪ .‬و تنص ادلادة ‪ " : 98‬و يف حالة وفاة‬
‫ادلوصي أو فقده فعلى ورثتو تسليم أمواؿ القاصر إىل ادلعٍت باألمر "‬

‫يكوف الوصي مسؤوال عما يلحق أمواؿ القاصر من ضرر ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬ادلقدـ ‪:‬‬

‫إذا مل يكن لفاقد األىلية و يل أو وصي تقوـ احملكمة بتعيُت مقدـ بناءا على طلب احد األقارب أو من لو مصلحة أو النيابة العامة ( ادلادة ‪ 99‬قانوف‬
‫االسرة ) و تطبق على القيم نفس االحكاـ اليت تطبق على الوصي ( ادلادة ‪ 100‬قانوف األسرة ) ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬ادلوطن ‪:‬‬

‫ىو ادلقر القانوين للشخص أو ىو ادلكاف الذي يعترب القانوف أف الشخص موجود فيو ‪ ,‬وىو أحد شليزات الشخصية الطبيعية ذلك أف لكل شخص‬
‫موطن ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬أمهية ادلوطن ‪:‬‬

‫تظهر يف ادلرافعات ( الدعاوى القضائية ) حيث يعتد بو حُت إعالف األوراؽ القضائية اليت يلزـ إعالهنا للشخص‬

‫يتحدد اإلختصاص القضاء اإلقليمي يف النظر للدعاوي باحملكمة اليت يوجد بدائرة إختصاصها موطن ادلدعى عليو‪.‬‬

‫ب ‪ -‬كيفية حتديد ادلوطن ‪:‬‬

‫إختلف الفقو يف كيفية حتديد ادلوطن حيث صلد نظريتُت‪:‬‬

‫‪ 1 -‬موطن حكمي ‪ :‬يعترب ادلوطن ىو ادلكاف الذي يوجد فيو ادلقر الرئيسي ألعماؿ الشخص و مصاحلو و ىذا ما عمل بو القانوف الفرنسي ‪( ,‬‬
‫‪ 102‬قانوف مدين ) فهو ال يعتد يف ادلوطن باإلقامة و لكن يعتد مبركز العمل الرئيسي فجعلو حكما ىو ادلوطن القانوين للشخص ويؤدي األخذ هبذا‬
‫ادلذىب بوحدة ادلوطن ‪.‬‬

‫و قد يكوف ادلوطن القانوين على ىذا اإلعتبار ىو زلل عملو الرئيسي و زلل إقامة الشخص يف مكاف اخر ‪ ,‬و ىنا حتدث صعوبة حتديد ادلوطن ‪ ,‬ففي‬
‫القانوف الفرنسي إذا قاضى شخص شخصا و أعلنو يف زلل إقامتو على أنو موطن كاف اإلعالف باطال ‪.‬‬

‫ونظرا لصعوبة حتديد مركز العمل الفرنسي عمدت احملاكم ‪ .‬ؽ األخذ بفكرة ادلوطن الظاىر ‪ ,‬ملتمسة العذر للغَت إذا إعتقد حبسن النية أف موطن‬
‫الشخص ىو حيث يقيم يعترب اإلعالف صحيح ‪.‬‬

‫‪ 2-‬نظرية ادلوطن كتصور واقعي ‪:‬‬

‫يتحدد ادلوطن بادلكاف الذي يقيم فيو الشخص عادة و موطن الشخص حسب ىذا ادلذىب ىو اإلقامة الفعلية و صلد عنصرين‪:‬‬

‫‪-‬عنصر مادي ‪ :‬و ىو اإلقامة الفعلية ‪.‬‬

‫‪-‬عنصر معنوي ‪ :‬و ىو نية اإلستقرار ‪.‬‬

‫و على ىذا األساس فليس للبدو الرحل و ادلتشردين موطن إذ ليس لديهم نية اإلستقرار يف مكاف معُت و جيوز أف يكوف للشخص أكثر من موطن‪.‬‬

‫و قد اخذ ادلشرع اجلزائري كقاعدة عامة للموطن ادلوقعي أي اإلقامة الفعلية إذ تنص ادلادة ‪ 36‬مدين ‪ " :‬موطن كل جزائري و احملل الذي يوجد فيو‬
‫سكناه الرئيسي و عند عدـ وجود سكٌت يقوـ زلل اإلقامة العادي مقاـ ادلوطن ‪" .‬‬

‫ج ‪ -‬أنواع ادلوطن ‪:‬‬

‫ينقسم دلوطن عاـ و موطن خاص ‪:‬‬

‫فالعاـ ىو ادلوطن الذي يعتد بو القانوف بالنسبة لنشاط الشخص و أعمالو بوجو عاـ أما اخلاص فهو يتعلق بنشاط معُت و عالقة معينة فقط‪.‬‬

‫‪ - 1‬ادلوطن العاـ ‪:‬‬

‫األصل اف الشخص خيتار موطنو بنفسو إال أنو يف بعض األحياف قد يلزـ القانوف بعض األشخاص بإختاذ موطن معُت ‪.‬‬
‫أ ‪ -‬موطن قانوين أو إلزامي ‪:‬‬

‫يف بعض األحياف حيدد ادلشرع موطن الشخص حىت و لو مل يكن الشخص مقيما يف ذلك ادلكاف أصال ‪ ,‬مثل ‪ :‬ادلادة ‪ 38‬مدين ‪ " :‬موطن القاصر‬
‫و احملجور عليو و ادلفقود و الغائب ىو موطن من ينوب عن ىؤالء قانونا ‪" .‬‬

‫ب ‪ -‬موطن عاـ إرادي ‪:‬‬

‫وىو ادلكاف الذي خيتاره الشخص ليقيم فيو و يباشر فيو رتيع تصرفاتو و يتحدد حسب ادلادة ‪ 36‬ؽ ـ ج على أساس زلل سكناه الرئيسي أو مكاف‬
‫إقامتو ‪.‬‬

‫‪ - 2‬موطن خاص ‪:‬‬

‫و ىو الذي يقتصر الشخص فيو على شلارسة معامالت معينة و زلدودة ‪ .‬مادة ‪ 37‬مدين ‪ " :‬يعترب ادلكاف الذي ديارس فيو الشخص جتارة أو حرفة‬
‫موطنا خاصا بالنسبة للمعامالت ادلتعلقة هبذه التجارة أو ادلهنة " ‪ ,‬فيكوف الشخص الذي حيًتؼ التجارة أو احلرفة موطن لتجارتو أو أعمالو ‪ ,‬و‬
‫حيتفظ التاجر أو احلريف بالنسبة لألعماؿ القانونية األخرى اليت تتعلق بتجارتو أو حرفتو ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ادلوطن ادلختار ‪:‬‬

‫أحيانا خيتار الشخص مكانا معينا كموطن لو و ىو بصدد القياـ بإجراءات قضائية أو تنفيذ عمل معُت و غالبا ما يكوف ادلوطن ادلختار خالؼ‬
‫ادلوطن العاـ العادي للشخص و ليس ادلوطن اخلاص بتجارتو و أعمالو ( ادلادة ‪ 01 - 39‬مدين ) ‪ " :‬جيوز إختيار موطن خاص لتنفيذ عمل قانوين‬
‫معُت " و يتم إختيار ىذا ادلوطن إما مبقتضى عقد أو باإلرادة ادلنفردة و حيتفظ الشخص بادلوطن العاـ بالنسبة للتصرفات االخرى ‪.‬‬

‫مثاؿ ‪ :‬اف خيتار شخص مكتب زلاميو كموطن لو سلتار بالنسبة لعمل قانوين معُت و يثبت إختيار ادلوطن بالكتابة إلزاميا ( ‪ 02 - 39‬مدين ) ‪.‬‬

‫خامسا ‪ -‬الذمة ادلالية ‪:‬‬

‫من شليزات الشخصية الطبيعية صلد الذمة ادلالية و ديكن تعريفها بأهنا رلموع ما للشخص من حقوؽ و ما عليو من إلزامات مالية احلاضرة و ادلستقبلية‬
‫أو بتعبَت اخر ىي حاصل رتع احلقوؽ ادلالية و اإللتزامات ادلالية لإلنساف ‪.‬‬

‫فاحلقيقة دتثل عنصر إجيايب للذمة ادلالية ( مثال احلقوؽ ادلالية العينية و الشخصية ‪ ) ... ,‬أما اإللتزامات فتمثل اجلانب السليب ذلا ( ديوف ) و ىي تدوـ‬
‫بدواـ الشخص ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬أمهية الذمة ادلالية ‪:‬‬

‫تتمثل يف توفَت ضماف للدائنُت فلم يعد ادلدين يلزـ جسمانيا بالوفاء ‪ ,‬و أمواؿ ادلدين رتيعها ضمانا للوفاء بديونو ( ‪ 188‬مدين )‪ " :‬امواؿ ادلدين‬
‫رتيعها ضامنة للوفاء بديونو و يف حالة عدـ وجود حق األفضلية مكتسب طبقا للقانوف فإف رتيع الدائنُت متساووف جتاه ىذا الضماف ‪" .‬‬

‫و يالحظ أف حق الضماف العاـ ال دينع ادلدين من التصرؼ يف أمواؿ كيف ما شاء يف فًتة ما بُت نشوء الدين و حلوؿ أجل الوفاء بو ‪ ,‬و ديكن‬
‫للدائن اللجوء ألحد الدعاوي التالية حلماية حقو و ىي ‪:‬‬

‫‪ 1 -‬الدعوى غَت ادلباشرة ‪ ( :‬دعوى احللوؿ )‬

‫إذا قصر ادلدين يف ادلطالبة حبقوقو ادلالية يف مواجهة الغَت يستطيع الدائن احللوؿ زللو بإعتباره نائبا عنو و يدخل ما ينتج عن إستعماؿ ىذه الدعوى يف‬
‫أمواؿ ادلدين ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدعوى الصورية ‪:‬‬

‫و ىي الدعوى اليت يرفعها الدائن يف حالة قياـ ادلدين بتصرؼ صوري و للدائن إثبات الصورية و لو أف يتمسك بالعقد الصوري إذا بيعا خيفي ىبة‬
‫مستًتة مثال ‪.‬‬

‫‪ 3 -‬الدعوى البورصية ‪:‬‬

‫نسبة لإلمرباطور بورص و تسمى كذلك دعوى عدـ نفاذ التصرؼ و يطلب الدائن مبوجبها اف ال يرد عليو التصرؼ ‪ ,‬عدـ نفاذ الذي قاـ بو ادلدين‬
‫غشا أو إضرارا دلصلحتو و يًتتب عليها اف يعود احلق ادلتصرؼ فيو إىل ذمة ادلدين ‪ 191‬مدين ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬عالقة الشخصية القانونية بالذمة ادلالية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬النظرية التقليدية ‪ :‬الشخصية‬

‫و تنطلق من أف الذمة ادلالية من ادلظهر ادلايل للشخصية القانونية فال شخص بغَت ذمة مالية و ال ذمة مالية بغَت شخص ‪.‬‬

‫و مقتضى ىذه النظرية أف لكل شخص حتما ذمة مالية ألف الذمة ادلالية رلموعة احلقوؽ و اإللتزامات اليت تثبت للشخص حاضرا أو مستقبال ‪.‬‬

‫كما أنو ليس للشخص غَت ذمة مالية واحدة ‪ ,‬فالذمة ادلالية ال تتعدد ‪ ,‬حيث ال نستطيع فصل بعض عناصر الذمة ادلالية و إخضاعها لنظاـ خاص‬
‫أو عدـ قابلية الذمة ادلالية للتصرؼ فيها أو التنازؿ عنها فهي وعاء إفًتاضي يشمل احلقوؽ و اإللتزامات معا ‪ ,‬فيمكن التصرؼ يف عناصر فرادى‬
‫دوف أف يؤثر ذلك على كياف ىذا اجملموع ( الذمة ادلالية ) ‪.‬‬

‫نقد ‪ :‬إنتقدت ىذه النظرية بشدة و ذلك لربطها بُت الذمة ادلالية و الشخصية القانونية حلد يصعب‬ ‫‪-‬‬

‫الفصل بينهما و يًتتب على الذمة ادلالية االثار ادلًتتبة على الشخصية القانونية ‪ ,‬بينما الواقع سلالف لذلك إذ ديكن جتزئة الذمة ادلالية و أف خيصص‬
‫ماؿ معُت إللتزامات معينة فيكوف للشخص أكثر من ذمة مالية كالشريك يف شركة مسامهة فتمثل حصتو يف الشركة من مالية مستقلة عن ذمة اخلاصة‬

‫‪ - 2‬النظرية احلديثة ‪ :‬أو نظرية التخصيص‬

‫يعرؼ الفقهاء األدلاف الذمة ادلالية بأهنا رلموعة من األمواؿ سلصصة لتحقيق غرض معُت و لذا تسمى بنظرية ذمة التخصيص ‪ ,‬و مؤداىا أف يرتبط و‬
‫جود الذمة ادلالية بوجود الشخصية ‪ ( ,‬تنكر فكرة الشخصية ادلعنوية ) ‪ ,‬و طبقا ذلذه النظرية إذا رصد شخص رلموعة من أموالو لغرض معُت نشأت‬
‫بذلك ذمة مالية مستقلة عن ذمتو األوىل ‪.‬‬

‫تتعدد الذمة ادلالية للشخص الواحد تبعا لتخصيص رلموعات معينة من أموالو ألغراض سلتلفة و تكووف كل ذمة مستقلة عن األخرى ‪ ,‬و منو يًتتب‬
‫عن ىذه النظرية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬قابلية الذمة ادلالية لإلختصاص ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أنو ديكن أف توجد ذمة مالية بدوف شخص يف حالة وجود رلموعة من األمواؿ لتحقيق غرض معُت ‪.‬‬

‫نقد ‪ :‬أنتقدت على أساس أنو ال ديكن وجود ذمة مالية دوف وجود شخص طبيعي او معنوي‬

‫موقف ادلشرع ‪:‬‬


‫يأخذ ادلشرع اجلزائري أصال بالنظرية الشخصية فال ديكن أف توجد ذمة مالية دوف وجود شخص معُت و كذلك تعترب رتيع أمواؿ ادلدين ضامنة للوفاء‬
‫بديونو ‪,‬و لكن صلد ادلشرع اجلزائري أخذ بنظرية التخصيص ‪ .‬مثاؿ ‪ :‬تتحد مسؤولية الشريك يف الشركة ذات ادلسؤولية احملدودة و يف شركة ادلسامهة‬
‫يقدر صحتو يف الشراكة ‪ ,‬فال جيوز لدائن الشركة التنفيذ على الذمة ادلالية اخلاصة ذلذا الشريك ‪.‬‬

You might also like