Professional Documents
Culture Documents
ص ي ( :)3إذا وص ل ،وَأوْ َ
صى ص ى يَ ِ ٌ
فالن (َ )2و َ ص ي ،يق ال:ص ى يَ ِ
الوص ية من َو َ
ص َل ()4؛ ألن أص َل ( )5اإليصاء في اللغة :اإليصال. صي :إذا َأوْ َ
يُو ِ
-الوصية :هي التبرع بالمال بعد الموت ،أو األمر بالتصرف بعد الموت.
-الفرق بين الوصية والهبة:
الوصية :تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع.
والهبة :تمليك المال لغيره في الحال.
وكالهما يصح من مسلم وكافر.
-حكم الوصية:
الوصية لها خمسة أحكام:
- 1واجبة :كالوصية برد الودائع والديون التي ال يعلمها إال الموصي ،والوصية بقض اء
الحقوق الشرعية ،سواء كانت هلل كالزكاة والكفارات ،أو ك انت آلدمي كال ديون والودائ ع
ونحوهما ،والوصية برد المغصوب أو المسروق ونحوهما.
- 2مس تحبة :كالوص ية لألق ارب غ ير ال وارثين ،والفق راء والمس اكين ،وجه ات ال بر
والخير.
- 3محرمة :كالوصية بمعصية كبناء كنيسة ،أو مصنع خمر ،أو دار لهو ،أو نش ر كتب
الضالل ،والوصية ألهل الفسوق والعصيان ،أو ك ان فيه ا إض رار بالورث ة ،أو الوص ية
لوارث محاباة له.
- 4مكروهة :كالوصية من فقير وارثه محتاج.
- 5مباحة :كالوصية من غني لألغنياء من األقارب واألجانب.
ُول هللاِ -صلى هللا عليه وسلم -قَا َلَ « :م ا أن َرس َ َ -وع َْن َع ْب ِدهللاِ ب ِْن ُع َم َر َر ِ
ض َي هللاُ عَنهُ َما َّ
ص يَّتُهُ َم ْكتُوبَ ةٌ ِع ْن َدهُ» .متف ق
يت لَ ْيلَتَ ْي ِن ِإال َو َو ِ ق ا ْم ِرٍئ ُم ْسلِ ٍم ،لَهُ َش ْي ٌء ي ِ
ُوص ي فِي ِه ،يَبِ ُ َح ُّ
عليه (.)1
-أركان الوصية:
أركان الوصية خمسة:
الموصي :وهو من صدرت منه الوصية.
الموصي إليه :وهو من صدرت إليه الوصية.
الموصى له :وهو محل الوصية.
والموصى فيه :وهو المال.
والصيغة :وهي اإليجاب من الموصي ،والقبول من الموصى إليه.
-شروط الوصية:
يشترط لصحة الوصية ما يلي:
أن يكون الموصي أهالً للتبرع ..وأن يكون راضيا ً مختاراً ..وأن يكون مالكا ً لما يوصي
فيه.
ويشترط في الموصى له :أن يكون موجوداً ..وأن يكون معلوم ا ً بنفس ه أو ص فته ..وأن
تك ون الجه ة الموص ى له ا جه ة ب ر ال جه ة معص ية ..وأن يك ون الموص ى إلي ه في
التصرف حسن التصرف ..وأن يكون الموصى له بالمال غير وارث.
ويشترط في الموصى فيه :أن يكون م االً يب اح االنتف اع ب ه ش رعا ً ..وأن يك ون مملوك ا ً
للموصي ..وأن يكون مما يصح تملّكه شرعا ً ..وأال يكون الموصى به معصية أو محرم
ش رعا ً ..وأال يك ون ب أكثر من ثلث مال ه إن ك ان ل ه وارث ..حص ول اإليج اب من
الموصي بقول أو فعل أو كتابة قبل موته ..وقبول الموصى له.
-ثبوت الوصية:
يستحق الموصى إليه الوص ية بع د م وت الموص ي ،وبع د س داد ديون ه ،ف إذا اس تغرقت
الديون التركة كله ا فليس للموص ى إلي ه ش يء؛ ألن اإلنس ان إذا م ات ُأخ رج من تركت ه
ال َّدين ،ثم الميراث ثم الوصية.
واالعتبار بصحة الوصية وعدم صحتها بحال الم وت ،فل و أوص ى ل وارث فص ار عن د
الموت غ ير وارث ،ك أخ حُجب ب ابن تج دد ص حت الوص ية ،ول و أوص ى لغ ير وارث
فصار عند الموت وارثاً ،كما لو أوصى ألخيه مع وجود ابنه حال الوصية ،ثم مات ابنه،
فإنها تبطل الوصية إن لم تجزها الورثة.
ك َأ ْز َوا ُج ُك ْم ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَه َُّن َولَ ٌد فَ ِإ ْن َك انَ لَه َُّن َولَ ٌد فَلَ ُك ُمف َما ت ََر َ{ولَ ُك ْم نِصْ ُ قال هللا تعالىَ :
صينَ بِهَا َأوْ َد ْي ٍن} [النساء.]12: صيَّ ٍة يُو ِالرُّ بُ ُع ِم َّما تَ َر ْكنَ ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ
-نص الوصية:
يستحب للموصي إن كان له مال أن يبادر لكتابة وصيته ،وأن يُشهد عليه ا ش اهدين ،وأن
يبينها ح تى يس هل تنفي ذها والعم ل به ا ،وأن يكتب في ص درها الوص ية العظمى ،وهي
الوصية بتقوى هللا ،ثم يذكر ما يريد.
صى صايَاهُ ْم :هَ َذا َما َأوْ َ ور َو َ ض َي هللاُ َع ْنهُ قَا َلَ :كانُوا يَ ْكتُبُونَ فِى ُ
ص ُد ِ ك َر ِ َس ْب ِن َمالِ ٍ ع َْن َأن ِ
ك لَ هَُ ،وَأ َّن ُم َح َّمدًا َع ْب ُدهُ صى َأنَّهُ يَ ْشهَ ُد َأ ْن الَ ِإلَهَ ِإالَّ هللاُ َوحْ َدهُ الَ َش ِري َبِ ِه فُالَ ُن اب ُْن فُالَ ٍنَ ،أوْ َ
ص ى َم ْن تَ َركَ ُورَ ،وَأوْ َ ث َم ْن فِى القُب ِ ْب فِيهَاَ ،وَأ َّن هللاَ يَ ْب َع ُ َو َرسُولُهَُ ،وَأ َّن السَّا َعةَ آتِيَةٌ الَ َري َ
ُص لِحُوا َذاتَ بَ ْينِ ِه ْمَ ،ويُ ِطي ُع وا هللاَ َو َر ُس ولَهُ ِإ ْن ق تُقَاتِ ِهَ ،وَأ ْن ي ْ بَ ْع َدهُ ِم ْن َأ ْهلِ ِه َأ ْن يَتَّقُوا هللاَ َح َّ
اص طَفَى لَ ُك ُم ي ِإ َّن هَّللا َ ْ صاهُ ْم بِ َما َوصَّى بِ ِه ِإب َْرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَ ْعقُ َ
وب{ :يَابَنِ َّ َكانُوا ُمْؤ ِمنِينَ َ ،وَأوْ َ
ال ِّدينَ فَاَل تَ ُموتُ َّن ِإاَّل َوَأ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ } .أخرجه البيهقي والدارقطني (.)1
[-المباحث العربية]-
(ما حق امرئ مسلم) أي ال ينبغي المرئ مسلم وال يحق له إال أن يكتب وص يته فـ "ما"
نافية ولفظ مسلم خرج مخرج الغالب والمسلمون مخاطبون بالشريعة أوال فليس المقصود
إخراج غير المسلم من الحكم وقيل إن لفظ مسلم ذكر تهييجا وإثارة لالمتثال لما يش عر به
من أن من لم يفعل ال يكون مسلما
(له شيء) جملة من خبر ومبتدأ وقعت ص فة ثانية الم رئ وفي بعض الرواي ات له م ال
وفي رواية ش يء وهي أش مل ألنها تعم ما يتم ول وما ال يتم ول كاالختصاص ات فقد
يوصي باإلشراف مثال
(يوصي فيه) هو بفتح الصاد والجملة صفة لشيء
(يبيت ليلتين) الجملة صفة ثالثة الم رئ وق در بعض هم مح ذوفا آمنا أو ذاك را أو مريضا
وع دم التق دير أولى أي يقع منه الم بيت في حي اة وذكر الليل تين للتق ريب ال للتحديد ففي
بعض الروايات يبيت ليلة أو ليلتين وفي بعضها يبيت ثالث ليال والم راد ال يمضي عليه
زم ان وإن ك ان قليال إال ووص يته مكتوبة ق ال الطي بي في تخص يص الليل تين والثالث
بالذكر تسامح في إرادة المبالغة أي ال ينبغي أن يبيت زمانا ما وقد س امحناه في الليل تين.
(المنهل الحديث في شرح الحديث)
ض َي هللاُ َع ْنهُ قا َلَ :جا َء َر ُج ٌل ِإلَى النَّبِ ِّي -صلى هللا علي ه وس لم - َ - 2وع َْن أبِي هُ َري َْرةَ َر ِ
ص ِحي ٌح َش ِحيحٌ،ق َوأ ْنتَ َ َص َّد َ
«أن ت َالص َدقَ ِة أ ْعظَ ُم أجْ رًا؟ ق الْ : َّ ول هللاِ ،أيُّفقال :يَ ا َر ُس ََ
ت الح ُْلقُو َم ،قُ ْلتَ :لِفُال ٍن َك َذاَ ،ولِفُ ٍ
الن َك َذا، الغنَىَ ،وال تُ ْم ِه ُل َحتَّى ِإ َذا بَلَ َغ ِت َْخ َشى الفَ ْق َر َوتَأ ُم ُل ِ
َوقَ ْد َكانَ لِفُال ٍن» .متفق عليه (.)1
[-المعنى العام]-
يقول هللا تعالى {يا أيها ال ذين آمن وا ال تلهكم أم والكم وال أوالدكم عن ذكر هللا ومن يفعل
ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن ي أتي أح دكم الم وت فيق ول
رب لوال أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر هللا نفسا إذا جاء
أجلها وهللا خبير بما تعملون} وهكذا ينسى اإلنس ان الم وت في غم رة زينة الحي اة ال دنيا
من المال والب نين ينسى أن يتص دق أو يص عب عليه أن يتص دق ح تى إذا أحس ب الموت
وبمقدماته بدأ وأسرع في الصدقات ومثل هذا اإلنسان كمن ال يع رف ربه إال عند الغ رق
وما ينفقه في أواخر حياته ليس في الث واب كال ذي ينفقه وهو في زه رة حياته وفي ق وة
حرصه على جمع المال وفي طول آماله لعمارة دني اه وفي ث ورة ت زيين الش يطان له من
طول العمر والحاجة إلى المال وخشية الفقر إنها فرصة البخل وزمانه {الش يطان يع دكم
الفقر وي أمركم بالفحش اء وهللا يع دكم مغف رة منه وفضال وهللا واسع عليم} نعم الص دقة
بالقرش من الصحيح السليم خير من المائة من المريض المش ارف على الم وت وص دق
التشبيه المروي عن أبي ال درداء مرفوعا مثل ال ذي يعتق ويتص دق عند موته مثل ال ذي
يهدي إذا شبع وصدق ما رواه أبو س عيد الخ دري مرفوعا ألن يتص دق الرجل في حياته
وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق عند موته بمائة
وهكذا يوضح الحديث فضل صدقة الصحة والحرص ويحذر من التراخي واإلمه ال فيها
حتى يقرب الموت وفي هذا المعنى يقول الحديث القدسي عب دي أنى تعج زني وقد خلقتك
من نطفة حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين ب ردين ولألرض منك وئيد فجمعت ومنعت
حتى إذا بلغت التراقي قلت لفالن كذا وتصدقوا بكذا أي أقر أن لفالن كذا أو تصدقوا على
فالن بك ذا أو أوصي لفالن من األق ارب من غ ير الورثة بك ذا ولفالن بك ذا وقد أص بح
لفالن عندي كذا تقول عند الموت ه ذا الق ول في حين أن الم ال ال ذي توزعه وتتكلم عنه
صار أمره إلى فالن من الورثة ولم يعد من حقك أن تتصرف فيه
[-المباحث العربية]-
(ج اء رجل) يحتمل أن يك ون أبا ذر ففي مس ند أحمد أنه س أل أي الص دقة أفضل وفي
الط براني عن أبي أمامة أن أبا ذر س أل عن أي الص دقة أفضل ف أجيب (أي الص دقة
أفضل) في رواية أي الصدقة أعظم أجرا (أن تص دق) بفتح الص اد مخففة وتش ديد ال دال
وأصله تتصدق فح ذفت إح دى الت اءين تخفيفا وفي رواية بتش ديد الص اد وال دال وأص له
تتصدق أيضا فأدغمت إحدى التاءين في الصاد بعد قلبها صادا (وأنت ص حيح ح ريص)
في رواية وأنت ص حيح ش حيح والشح بخل مع ح رص والح رص دافع إلى الشح
فالمعني ان متقارب ان والم راد من الص حة في ص حيح من لم ي دخل في م رض مخ وف
فيتصدق عند انقطاع أمله من الحياة وليس القصد أن الحرص أو الشح س بب في أفض لية
اإلنفاق فيكون ممدوحا ولكن أفضلية اإلنفاق حينئذ لما فيه من مجاهدة النفس على إخراج
المال مع قيام المانع وهو الص حة والشح أو الح رص (تأمل الغ نى) بضم الميم أي تطمع
في الغ نى (وال تمهل) بس كون الالم على الج زم بـ ال الناهية وبرفعها على أن ال نافية
وبالنصب بأن مضمرة (حتى إذا بلغت الحلقوم) الفاعل ض مير مس تتر تق ديره هي يع ود
على النفس والروح وإن لم يسبق لها ذكر اكتف اء بداللة الس ياق والحلق وم مج رى التنفس
وهو آخر مجرى النفس عند خروجها والم راد من بلوغها الحلق وم ق رب بلوغها ألنها لو
بلغت بالفعل لم يقبل منها (قلت لفالن كذا ولفالن كذا وقد كان لفالن) فالن األول والث اني
الموصى له وفالن الث الث ال وارث والمع نى قلت أوصي لفالن بك ذا ولفالن بك ذا وأنه
أص بح الم ال حقا لفالن ال وارث ولم يعد حقا لك ح تى توزعه ويحتمل أن يك ون األول
والثاني المورث والثالث الموصى له أي قلت لفالن الوارث من م الي ك ذا ولي من م الي
كذا ولفالن من األقارب غير الورثة كذا ويحتمل أن يكون بعضها وصية وبعضها إقرارا
أي أوصي لفالن من األقارب غير الورثة بكذا وأقر أن لفالن عندي كذا وقد آل األمر في
المال للورثة إن أجازوه نفذ وإال فال( .المنهل الحديث في شرح الحديث)
[-فقه الحديث]-
وضع البخ اري ه ذا الح ديث تحت ب اب الص دقة عند الم وت من كت اب الوص ية وق ال
الشراح أي جوازها وإن كانت في حال الص حة أفضل ووض عه تحت ب اب فضل ص دقة
الشحيح الصحيح من كتاب الزكاة وال خالف أن الصدقة عند الموت قبل الغرغرة مقبولة
فالكالم في المفاضلة بين الصدقة في الحالين
وال خالف أيضا أن الصدقة في حال الحرص أفضل منها في مرض الموت ألن اإلنس ان
في حال الص حة يص عب عليه إخ راج الم ال غالبا لما يخوفه به الش يطان وي زين له من
إمكان طول العمر والحاجة إلى المال فالس ماح في ه ذه الحالة بالص دقة أص دق في النية
وأعظم في األجر بخالف من يئس من الحياة ورأى مصير المال لغيره
(أبي أوفى) بفتح الهم زة (أوصى بكت اب هللا) أي :بالتمسك بما في كت اب هللا ،ومن جملة
ما في كتاب هللا الوصية ،فال ينافي قوله :أوصى؛ ألنه نفى الوص ية بالم ال أو بما تزع ُمه
الرافض ية من جعل علي وص يّا له أو خليف ة ،وإال فقد أوصى بأش ياء منها إخ راج
المشركين من جزيرة العرب واإلحسان إلى األنصار ،وأن يجيزوا الوفد كما ك ان يج يزه
وبالمحافظة على الصالة وعلى ما ملكت أيمانهم.
فقه الحديث :دل هذا الحديث على أن الوصية المالية إنما تندب لمن ترك ( )1ماالً يحتاج
إليه ،ولذلك لم يوص النبي -صلى هللا عليه وسلم -أي وصية بهذا المعنى ،ألنّه لم ي ترك
بعده ماالً موروثاً ،وإنما تنحصر وصيته في كتاب هللا وسنة نبيه -صلى هللا عليه وسلم -
وما أعظمها من وصية تتحقق بها سعادة ال دنيا واآلخ رة .أخ رج ه ذا الح ديث :الش يخان
والترمذي والنسائي .والمطابقة :في قوله " كيف كتب على الناس الوصية ".
الَ :كانَ َرسُو ُل هللاِ -صلى هللا عليه وس لم - ض َي هللاُ عَنهُ قَ َ ص َر ِ -4ع َْن َس ْع ِد ب ِْن َأبِي َوقَّا ٍ
تِ :إنِّي قَ ْد بَلَ َغ بِي ِمنَ ال َو َج ِعَ ،وَأنَ ا ُذو اش تَ َّد بِي ،فَقُ ْل َُاعِ ،م ْن َو َج ٍع ْ يَعُو ُدنِي عَا َم َح َّج ِة ال َود ِ
ال« :الَ». ط ِر؟ فَقَ َ الش ْت :بِ َّ ال« :الَ» .فَقُ ْل ُ ق بِثُلُثَ ْي َمالِي؟ قَ َ الَ ،والَ يَ ِرثُنِي ِإالَّ ا ْبنَةٌَ ،أفََأت َ
َص َّد ُ َم ٍ
ك َأ ْغنِيَ ا َء ،خَ ْي ٌر ِم ْن َأ ْن تَ َذ َرهُ ْم ك َأ ْن تَ َذ َر َو َرثَتَ َ ث َكبِ يرٌَ ،أوْ َكثِ يرٌِ ،إنَّ َ ث َوالثُّلُ ُال« :الثُّلُ ُ ثُ َّم قَ َ
ق نَفَقَةً تَ ْبتَ ِغي بِهَا َوجْ هَ هللاِ ِإالَّ ُأ ِجرْ تَ بِهَاَ ،حتَّى َما تَجْ َع ُل اسَ ،وِإنَّكَ لَ ْن تُ ْنفِ َ عَالَةً يَتَ َكفَّفُونَ النَّ َ
فِي فِي ا ْم َرَأتِكَ » .متفق عليه (.)1
[-المعنى العام]-
إذا أمس يت فال تنتظر الص باح ،وإذا أص بحت فال تنتظر المس اء ،واعمل ل دنياك كأنك
تعيش أبدًا ،واعمل آلخرتك كأنك تموت غدًا ،وتأهب للم وت وما بع ده ،وال تنتظر ح تى
ي أتي فتق ول{ :رب ل وال أخرت ني إلى أجل ق ريب فأص دق وأكن من الص الحين * ولن
يؤخر هللا نفسًا إذا جاء أجلها وهللا خبير بما تعملون} [المنافقون.]11 ،10 :
تصدق ،واكتب وص يتك وأنت ص حيح ش حيح ،تأمل الغ نى ،وتخشى الفق ر ،وال تهم ل،
ح تى إذا بلغت الحلق وم ،قلت :لفالن ك ذا .ولفالن ك ذا .ولفالن ك ذا .وقد خ رج الم ال من
يديك ،ولم يعد ملكك ولم يعد لك التصرف فيه ،فقد صار لفالن وفالن وفالن من ورثتك.
إن مالك ما ق دمت ،وم ال وارثك ما أخ رت ،وليس م ال وارثك أحب إليك من مال ك،
فأوص في سبيل هللا وق دم آلخرتك ما ينفع ك ،وكن مثل س عد بن أبي وق اص لما ع رض
على رسول هللا ص لى هللا عليه وس لم أن يتص دق بكل مال ه ،فمنعه رس ول هللا ص لى هللا
عليه وسلم ،فعرض أن يتصدق بثلثي ماله ،فمنعه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .قال :يا
رسول هللا ليس لي إال ابنة ،هي التي ترثني؟ أأتص دق بنصف م الي؟ وأت رك لها نص فه؟
قال :ال تص دق ب الثلث ،والثلث كث ير .إنك إن ت ترك ورثتك أغني اء ك ان لك أجر على ما
أبقيت لهم من م ال ،وأنفق في حياتك من مالك على زوجك وبنتك واألق ربين ،فما أنفقت
من نفقة تبتغي بها وجه هللا إال كان لك بها أجر حتى اللقمة ال تي تأكلها زوجتك أو بنت ك،
لك فيها أجر.
أرض ا زراعية في أحسن أرض ،فك انت ً وهذا عمر بن الخط اب رضي هللا عنه يش تري
أحب أمواله إليه ،فاستأذن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في خير السبل لتكون في س بيل
هللا ،فأشار عليه بأن يوقف أصلها ،ويتصدق بريعها ونتاجها.
فالكيس الكيس ،والعقل العق ل ،والمب ادرة المب ادرة ،قبل أن تنتظر من ابنك أو ورثتك أن
يتصدق عليك بعد موتك ،وإن وصلك أجر صدقته ،فلن يكون مثل أجر ما تخرج يداك.
إن رسول هللا ص لى هللا عليه وس لم لم ي ترك دين ارًا وال دره ًما وال ش اة وال بع يرًا ،وهو
ال ذي وزع آالف ال دنانير وآالف اإلبل والش اة على أص حابه ،فك انت وص يته كت اب هللا
والعمل ب ه ،وك انت وص يته "نحن معاشر األنبي اء ال ن ورث ما تركن اه ص دقة" وك انت
وص يته "ما حق ام رئ مس لم ،له ش يء يوصي في ه ،ي بيت ليل تين ،إال ووص يته مكتوبة
عنده" صلى هللا عليه وس لم وب ارك عليه وعلى آله وأص حابه ،ومن تبع ه داهم إلى ي وم
الدين.
[-المباحث العربية]-
(الوصية) جمعه وصايا ،كهدية وه دايا ،وتطلق على فعل الموص ي ،وعلى ما يوصي به
من مال أو عهد ،أو غير ذل ك ،فتك ون بمع نى المص در ،وهو اإليص اء ،وتك ون بمع نى
المفعول ،وهو االسم ،وفي الشرع :عهد خاص مضاف إلى ما بعد الم وت ،وهو يص حبه
التبرع ،كما في وصية سعد ،ووصية عم ر ،رضي هللا عنهم ا ،ق ال األزه ري :الوص ية
من وصيت الشيء ،بالتخفيف ،أوصيه ،إذا وصلته ،وسميت وص ية ألن الميت يصل بها
ما كان في حياته ،ويقال :وص ية بتش ديد الي اء ،ووص اة ،ب التخفيف بغ ير هم زة .وتطلق
ش رعًا -في غ ير ه ذا الموض وع -على ما يقع به الزجر عن المنهي ات والحث على
المأمورات.
(ما حق امرئ مسلم) "ما" نافية و"الحق" لغة الشيء الث ابت ،والحكم الث ابت أعم من أن
يكون واجبًا أو مندوبًا ،والمرء هو الرجل ،لكن التعبير به هنا خرج مخرج الغ الب ،إذ ال
فرق في الوصية الصحيحة بين الرجل والم رأة ،وك ذلك الوصف بالمس لم خ رج مخ رج
الغ الب ،فال مفه وم ل ه ،أو ذكر للته ييج ،لتقع المب ادرة باالمتث ال ،لما يش عر به من نفي
اإلسالم عن تارك ذلك.
(له ش يء يريد أن يوصي فيه) وفي ملحق الرواية األولى "له ش يء يوصي فيه" بكسر
الصاد ،وعند أحمد "له ما يوصي فيه" وفي رواية "له م ال" ورواية "ش يء" أش مل من
رواية "مال" ألنها تعم ما يتمول ،وما ال يتم ول ،كالمختص ات ،وجملة "يريد أن يوصي
فيه" أو "يوصي فيه" صفة "شيء".
(إنك أن تذر) بفتح أن ( َو َرثتَك أغنيا َء خ ي ٌر من أن ت ذرهم عال ةً) جمع عائل وهو الفق ير،
من العيلة وهي الفقر (يتكففون الناس) أي :يمدون أكفهم إلى الغير حين السؤال (وإنك لن
تنفق نفقة تطلب بها وجه هللا) أي :من غ ير ري اء وس معة (إال ُأج رْ تَ بها حتَّى ما تجعل
في [في] امرأتك) وهذا أبع ُد ما يتصور من األش ياء ال تي ي ترتب عليها األج ر ،ألن ه ذا
صر إنما يفعله من يَ ْه َوى امرأته غاية المحب ة ،فنُبَّهَ على أنَّه إن قصد ب ذلك وجه هللا ،وقَ َ
المحبة عليها دون النظر إلى المحرمات يؤجر عليه .ومن هذا قال بعضُ الع ارفين :يجب
على العاقل أن يجعل مباحاته كلها طاعات بقرينة النية الصالحة.
ص ايَاهُ ْم :هَ َذا َم ا ور َو َص ُد ِ الَ :ك انُوا يَ ْكتُبُ ونَ فِى ُ ض َي هللاُ َع ْنهُ قَ َ ك َر ِ -5ع َْن َأن ِ
َس ْب ِن َمالِ ٍ
ك لَ هَُ ،وَأ َّن ص ى َأنَّهُ يَ ْش هَ ُد َأ ْن الَ ِإلَ هَ ِإالَّ هللاُ َوحْ َدهُ الَ َش ِري َ ص ى بِ ِه فُالَ ُن اب ُْن فُالَ ٍنَ ،أوْ َ َأوْ َ
ور، ث َم ْن فِى القُبُ ِ ْب فِيهَ اَ ،وَأ َّن هللاَ يَ ْب َع ُ الس ا َعةَ آتِيَ ةٌ الَ َري َ ُم َح َّمدًا َع ْب ُدهُ َو َر ُس ولُهَُ ،وَأ َّن َّ
ق تُقَاتِ ِهَ ،وَأ ْن يُصْ لِحُوا َذاتَ بَ ْينِ ِه ْمَ ،ويُ ِطيعُوا صى َم ْن تَ َركَ بَ ْع َدهُ ِم ْن َأ ْهلِ ِه َأ ْن يَتَّقُوا هللاَ َح َّ َوَأوْ َ
ي ِإ َّن وب{ :يَ ابَنِ َّصاهُ ْم بِ َما َوصَّى بِ ِه ِإ ْب َرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَ ْعقُ َ هللاَ َو َرسُولَهُ ِإ ْن َكانُوا ُمْؤ ِمنِينَ َ ،وَأوْ َ
هَّللا َ اصْ طَفَى لَ ُك ُم ال ِّدينَ فَاَل تَ ُموتُ َّن ِإاَّل َوَأ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ } .أخرجه البيهقي والدارقطني (.)1