You are on page 1of 6

‫الرهن في الفقه السلمي‬

‫( املقالة في املادة فقه املعاملت )‬

‫تحت اإلشراف‪:‬‬
‫الدكتور إمام سوجوكو املاجستير‬

‫مجموعة الثانية العاشرة ‪:‬‬

‫توفيق أناندا ريتونجا ‪١١٢٠٠٦٠٠٠٠٠١٦٨‬‬

‫تيجوه ستريا بندوو ‪١١٢٠٠٦٠٠٠٠٠١٥٢‬‬

‫نيماس زلفى لسامي ‪١١٢٠٠٦٠٠٠٠٠١٤٣‬‬

‫اديرا اوتامي ‪١١٢٠٠٦٠٠٠٠٠١١٧‬‬

‫فبريان شاه ‪١١٢٠٠٦٠٠٠٠٠١٢٦‬‬

‫كلية الدراسات اإلسلمية والعربية‬


‫جامعة شريف هداية هللا اإلسلمية الحكومية جاكرتا‬
‫‪ 2020‬م ‪1442 /‬‬
‫املقدمة‬

‫الحمد هلل رب العاملين و به نستعين على أمور الدنيا و الدين و الصالة و السالم على أشرف األنبياء و املرسلين و‬
‫على آله و صحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫باطنية أم كانت ظاهرّية ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫حتى نستطيع أن نعيش‬ ‫حي على الشكر إلى هللا تعالى الذي أنعمنا نعاما كثيرة ّإما نعاما‬
‫ّ‬ ‫سيدنا ّ‬ ‫سالما علي ّ‬ ‫ً‬
‫صالة و ً‬
‫محمد صلى هللا عليه و سلم الذي قد أخرج الناس من الظلمات إلى‬ ‫في هذا الزمان‪.‬‬
‫ّ‬
‫النور و من الضاللة إلى الهدى‪.‬فهذه املقالة املختصرة تتعلق بالرهن في الفقه السلمي‪.‬‬
‫وجل أن ينفعنا بها واملسلمين ّ‬
‫عامة‬ ‫عز ّ‬ ‫أخيرا نرجو اإلقتراحات اإليجابية واإلصالح من القارئين ونسأل هللا ّ‬ ‫و ً‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ,‬والحمد هلل ّ‬ ‫نبينا ّ‬ ‫وسلم وبارك على ّ‬ ‫ّ‬
‫رب‬ ‫ويتقبلها بقبول حسن وصلى هللا‬
‫العاملين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الرهن في الفقه اإلسلمي‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫لغة‪ :‬الثبوت والدوام‪ُ ،‬يقال‪ٌ :‬‬
‫ماء راهن؛ أي‪ :‬راكد‪ ،‬ونعمة راهنة؛ أي‪ :‬دائمة‪ ،‬وهو الحبس واللزوم؛ قال ‪ -‬تعالى ‪:-‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ َ ْ‬
‫س ِب َما ك َس َب ْت َر ِه َينة ﴾ [املدثر‪]38 :‬؛ أي‪ :‬محبوسة‪.‬‬ ‫﴿ كل نف ٍ‬
‫شرعا‪:‬‬‫ً‬
‫ً‬ ‫َْ‬
‫نظر الشارع وثيقة َبدين؛‬ ‫عين لها قيمة مالية في ِ‬ ‫مكن استيفاؤه منها أو من ثمنها؛ أي‪ :‬جعل ٍ‬ ‫بعين ُي ِ‬ ‫َْ‬
‫هو تو ِثقة دين ٍ‬
‫الدين كله أو بعضه من تلك العين‪.‬‬ ‫بحيث يمكن أخذ َّ‬
‫مشروعيته‪:‬‬
‫مشروع وجائز بإجماع املسلمين في كل العصور‪ ،‬ومستند هذا اإلجماع ما ثبت من النصوص الصريحة في‬ ‫ٌ‬ ‫الرهن‬
‫َ ْ ُ ُْ ْ ََ َ َ ََ ْ َ ُ َ ً َ َ ٌ َ ْ ُ َ ٌ‬
‫وضة ﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫الكتاب والسنة‪ ،‬من ذلك قوله ‪ -‬تعالى ‪ ﴿ :-‬و ِإن كنتم على سف ٍر ولم ت ِجدوا كا ِتبا ف ِرهان مقب‬
‫‪.]283‬‬
‫صاعا من شعير"‬‫ودرعه مرهونة عند يهودي بثالثين ً‬ ‫وما ُروي أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" -‬مات ُ‬
‫ِ‬
‫بالدين فلم يجب كما لم تجب الكفالة‪.‬‬ ‫حكمه‪ :‬أنه جائز غير واجب باالتفاق؛ ألنه مجرد وثيقة َّ‬
‫َ َ ٌ َُْ َ ٌ‬
‫وضة ﴾‪ :‬أمر إرشاد للمؤمنين ال إيجاب عليهم‪.‬‬ ‫وقوله ‪ -‬تعالى ‪ ﴿ :-‬ف ِرهان مقب‬

‫أركان الرهن‬
‫الرهن عقد تتألف ماهيته من عدة أطراف هي أركانه وأسسه إن فقد واحد منها اختلت ماهيته‪ ،‬وأركان الرهن‬
‫أربعة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الراهن‪ :‬وهو معطي الرهن‪ ،‬وهو املدين ببيع أوقرض أو غيرهما من أسباب االستدانة‪.‬‬
‫‪ .2‬املرتهن‪ :‬وهو آخذ الرهن‪ ،‬وهو الدائن في بيع أو غيره‪.‬‬
‫ُ‬
‫عطي من املال العيني وثيقة للدين‪.‬‬‫‪ .3‬املرهون أو الرهن‪ :‬بصيغة اسم املفعول أو املصدر وهو‪ :‬ما أ ِ‬
‫الدين الناش ئ عن بيع أو قرض أو غيرهما‪.‬‬‫‪ .4‬املرهون به أو فيه‪ :‬وهو َّ‬

‫من يصح الرهن منه ومن ل يصح منه‬


‫‪ .1‬من يصح منه الرهن‬
‫ً‬
‫صحة وهو‪ّ :‬‬
‫املميز‪ ،‬ولزوما وهو‪ :‬املكلف الرشيد؛ فمن يصح منه البيع يصح‬ ‫يصح الرهن ممن فيه أهلية البيع‬
‫َ‬
‫منه الرهن‪ ،‬ومن ال يصح بيعه ال يصح رهنه‪ ،‬وعليه فيصح الرهن من ال َول ّي على محجوره كأب أو غيره َي َ‬
‫ره ُن مال‬ ‫ٍِ‬
‫َْ ُ‬
‫محجوره ملصلحة ككسوته أو طعامه‪ ،‬ويصح الرهن من املأذون له في التجارة كذلك‪ ،‬ويصح من الصبي املميز‬
‫والسفيه‪ ،‬ويتوقف رهنهم على إجازة ّ‬
‫وليهم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .2‬من ال يصح منه الرهن‬
‫ال يصح الرهن ممن ليس فيه أهلية البيع‪ :‬كاملجنون والصبي الذي ال يميز‪ ،‬كما ال يصح من أحد الوصيين على‬
‫يتيم والوكيلين والقيمين اللذين أقامهما القاض ي للنظر في شأن اليتيم والناظرين على وقف ونحوهم من كل من‬
‫توقف تصرفه على تصرف غيره‪ ،‬فال يرهن كل واحد منهم كما ال يبيع وال يشتري إال بإذن صاحبه إذا لم يكن كل‬
‫واحد منهم مطلق التصرف وإال جاز رهنه‪.‬‬

‫جواز انتفاع املرتهن بالرهن‬


‫هل يجوز للمرتهن أو الراهن االنتفاع باملرهون أم ال؟‬
‫هذا يختلف بنوع الرهن هل هو منقول ام غير منقول وهل يحتاج الى مؤنة ام اليحتاج اليها‬
‫فإن كان غير منقول كالعقارات وغيره فهل يحق للراهن االنتفاع به مدة الرهن كأن يأجره‪ ،‬هذا وقع فيه خالف‬
‫واالظهر جوازه بشروط وهو قول الشافعيه‪.‬‬
‫أما اذا كان يحتاج الى مؤنة كاملركوب فللمرتهن أن يركبه وينتفع به مقابل االنفاق عليه كما قال صلى هللا عليه‬
‫وسلم ((الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ,‬ولبن الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ,‬وعلى الذي يركب‬
‫ويشرب النفقة)) وهذا في صحيح البخاري‪.‬‬
‫أما اذا لم ينتفع به فعلى الراهن مؤنته واالنفاق عليه وهذا هو مذهب الحنابلة‬
‫واالنتفاع للراهن‪:‬‬
‫قال الشافعيه بجوازه مالم ينقص قيمة الرهن أو يضر املرتهن‪ .‬ومنعه أكثر أهل العلم‪ .‬وقول الشافعيه فيه قوة‬
‫من جهة عدم تفويت منفعة مستحقة يلزم من تفويتها االضرار بالراهن بل وقد يكون فيه اضرار بالرهن‬
‫واملرتهن‪ .‬والعلم عند هللا‬
‫أما فيما يتعلق باملرتهن فتقدم ما ذكرت لك من جوازه في املركوب بشرط النفقة عليه ويجوز اذا اشترطه املرتهن‬
‫ورض ى الراهن وما خال ذلك فال يجوز للمرتهن االنتفاع بالرهن ‪...‬‬
‫مع التنبه اخي الحبيب اال يكون الرهن حصل لتوثقة قرض ‪ ...‬يبتغى به االرتفاق النه كما تعلم كل قرض جر‬
‫نفعا فهو غير جائز فال يجوز والحالة هذه انتفاع املرتهن بالرهن على اي وجه‪.‬‬

‫ما يصح رهنه وما ل يصح‪:‬‬


‫‪ .1‬ما يصح رهنه‬
‫كل ما يصح بيعه يصح رهنه؛ من كل طاهر‪ ،‬منتفع به‪ ،‬مقدور على تسليمه‪ ،‬معلوم‪ ،‬غير منهي عنه‪ ،‬سواء أكان‬
‫ثابتا‪ :‬كاألراض ي واألبنية أم منقوال‪ :‬كالحيوان والسيارات ونحو ذلك‪ ،‬أم كان شيئا ُمشاعا بين الشركاء غير‬

‫‪4‬‬
‫مقسوم‪ ،‬ويصح رهن ما لم يبد صالحه؛ من ثمر‪ ،‬أو زرع‪ ،‬بل ولو لم يوجد على املشهور؛ ألن الغرر جائز في‬
‫الرهن بخالف البيع‪ ،‬ولذلك يجوز رهن الحيوان اآلبق وال يجوز بيعه‪.‬‬
‫‪ .2‬ما ال يصح رهنه‬
‫ال يصح رهن املجهول‪ :‬كجنين في بطن أمه‪ ،‬وسمك في ماء‪ ،‬وطير في هواء‪ ،‬وال َّ‬
‫املحرم‪ :‬كالخمر‪ ،‬وجلد ميتة ولو‬
‫دبغ‪ ،‬وجلد أضحية‪ ،‬وكلب صيد‪ ،‬وال املغصوب واملسروق؛ ألنه ال يصح بيعهما‪ ،‬وال يصح رهن البطاقة‬
‫الشخصية‪ ،‬أو الجواز‪ ،‬أو رخصة السياقة‪ ،‬أو الوقف ونحو ذلك؛ ألنه ال يجوز بيعها‪ ،‬وال يمكن استيفاء قيمة‬
‫الرهن من ثمنها‪.‬‬

‫أنواع الرهن في اإلسلم‬


‫وفقا آل اء جمهور العلماء‪ ،‬وينقسم قسمين ً‬
‫وفقا للدين هما‪:‬‬ ‫الرهن جائز في الدين اإلسالمي ً‬
‫ر‬
‫‪ .1‬رهن حيازي‪:‬‬
‫وهو النوع الذي أحله العلماء باألدلة‪ ،‬الذي يشترط فيه قبض املرهون وينطبق على العقارات واألشياء‬
‫املتحركة‪.‬‬
‫وهو عقد رضائي‪ ،‬يقوم على حيازة ش يء عند الدائن حتى يحصل على حقه فيرده إلى املدين‪ ،‬وربما يتم االحتفاظ‬
‫باملرهون عند الدائن أو شخص ثالث يسمى عدل‪.‬‬
‫‪ .2‬رهن تأميني (رسمي)‪:‬‬
‫وهو نوع معاصر يسجل في السجل العقاري‪ ،‬وقد أجازه العلماء‪ ،‬وقالوا أن تسجيله في السجل يجعله يأخذ‬
‫ًّ‬
‫أساسيا في العقد‪.‬‬ ‫حكم القبض وضمان الحق‪ ،‬عالوة على أن القبض عند بعض العلماء ال يمثل ً‬
‫ركنا‬
‫يتسم الرهن التأميني بعدة خصائص منها‪:‬‬
‫‪ .1‬يكون على عقار أو ش يء عيني‪.‬‬
‫‪ .2‬ال بد أن يسجل في السجل العقاري وإال يبطل‬

‫‪5‬‬
‫املراجع واملصادر‬

‫محمد بن ابراهيم التويجري‪ ،‬موسوعة الفقه اإلسالمي‪ ،‬صفحة ‪.504‬‬

‫مجموعة من املؤلفين‪ ،‬فقه املعامالت‪ ،‬صفحة ‪.721-709‬‬

‫وهبة الزحيلي‪ ،‬كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي (الطبعة الرابعة)‪ ،‬سورية‪ :‬دار الفكر‪ ،‬صفحة ‪ ،218‬جزء‬
‫السادس‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like