You are on page 1of 36

‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫البيع ابلثمن املؤجل مع الزايدة على أصل الثمن‬


‫(البيع ابلتقسيط)‬

‫إعداد‬

‫علي حممد ونيس‬

‫‪2‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫إن احلمد هلل حنمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهده هللا فهو املهتد‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وحده ال شريك له‪،‬‬
‫وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن أكثر املعامالت تتجدد صورها‪ ،‬وختتلف طبيعتها من زمن آلخر‪ ،‬خبالف العبادات؛ فإهنا اثبتة‬
‫مستقرة‪ ،‬ال جديد فيها‪ ،‬وجتدد املعامالت نتيجة حتمية لتطور حياة الناس‪ ،‬واتساع جماالت‬
‫نشاطهم‪ ،‬وتفننهم يف سبيل الوصول إىل أقصى درجات التقدم‪ ،‬فكان ال بد من التصدي هلذه‬
‫املستجدات‪ ،‬اليت مل يرد يف عينها حكم منصوص؛ ليعيش الناس حياة مستقرة تصان فيها نفوسهم‪،‬‬
‫وتكون عون هلم على طاعة هللا تعاىل‪.‬‬
‫والبيع هو واحد من أنواع التعامل الكثرية بني البشر‪ ،‬وهو أكثر املعامالت تطورا وجتددا‪ ،‬فحياة‬
‫الناس ال تقوم إال على التبادل احلاصل بصور البيع املختلفة‪ ،‬وقد أابح اإلسالم أصل البيع كما يف‬
‫تضافرت نصوص الشرع على إابحته وجتويزه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫قوله تعاىل‪{ :‬وأحل اّلل الْب ْيع} [البقرة‪ ،]275 :‬وقد‬
‫بل على احلث عليه والرتغيب فيه‪ ،‬بشرط أن خيلو مما هنى هللا عنه من الصور احملرمة يف البيوع‪ ،‬وقد‬
‫فصلها العلماء‪ ،‬وب ي نوا سبل التخلص منها‪.‬‬
‫ت على‬‫ولما كان للبيع صور متعددة‪ ،‬وأحوال خمتلفة‪ ،‬تباينت أراء العلماء يف بعضها‪ ،‬كما ات فق ْ‬
‫البعض اآلخر كلمتهم‪ ،‬بناء على األسباب املعروفة الختالف الفقهاء‪ ،‬كاالختالف يف فهم‬
‫النصوص وغري ذلك‪ ،‬وهي مذكورة يف كتب الف ْقه واألصول‪.‬‬
‫ومن مسائل البيوع اليت تنازع الفقهاء يف حكمها‪ :‬البيع ابلتقسيط‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫متهيد لبيان معىن‪ :‬البيع‪ ،‬والتأجيل‪ ،‬والتقسيط‬


‫املبحث األول‪ :‬مفهوم البيع‬
‫أوال‪ :‬تعريف البيع لغة‪.‬‬
‫البيع‪ :‬ضد الشراء‪ ،‬والبيع‪ :‬الشراء أيضا‪ ،‬وهو من األضداد‪ ،‬وب ْعت الشيء‪ :‬شريته‪ ،‬أبيعه بيعا‬
‫ومبيعا‪ ،‬وهو شاذ‪ ،‬وقياسه مباعا‪.‬‬
‫واالبتياع‪ :‬االشرتاء‪ ،‬ويف احلديث‪(( :‬ال خيطب الرجل على خطبة أخيه‪ ،‬وال يبع على بيع‬
‫أخيه))(‪)1‬؛ مبعىن‪ :‬ال يشرتي على شراء أخيه‪.‬‬
‫وابع عليه القاضي‪ :‬إذا كان على كره منه‪ ،‬وابع له الشيء‪ :‬إذا اشرتاه له‪.‬‬
‫واألكثر يف االستعمال‪( :‬بعته) إذا أزلت امللك فيه ابملعاوضة‪( ،‬واشرتيته) إذا متلكته هبا(‪.)2‬‬
‫اثنيا تعريف البيع يف االصطالح‪:‬‬
‫افقت معانيها إىل حد كبري‪ ،‬ومثل هذا االختالف‬
‫اختلفت ألفاظ الفقهاء يف تعريف البيع‪ ،‬وإن تو ْ‬
‫ْ‬
‫يف التعبري عن املعرف يرجع غالبا إىل تصورات سابقة لمفردات املعرف‪ ،‬فيعرفه كل واحد حبسب‬
‫تصوره‪.‬‬
‫أما احلنفية فعرفوه أبنه‪ :‬مبادلة مال مبال(‪ ،)3‬وعرفه املالكية أبنه‪ :‬عقد معاوضة على غري‬
‫منافع(‪ ،)4‬وعرفه الشافعية أبنه‪ :‬مبادلة مال مبال أو حنوه متليكا(‪ ،)5‬وعرفه احلنابلة أبنه‪ :‬مبادلة‬
‫مال مبال‪ ،‬ولو يف الذمة‪ ،‬أو منفعة مباحة كممر مبثل أحدمها على التأبيد غري راب وقرض(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬ال خيطب على خطبة أخيه حىت ينكح أو يدع‪ ،‬رقم احلديث‪ ،4848:‬ومسلم‬
‫يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬حترمي اخلطبة على خطبة أخيه حىت أيذن أو يرتك‪ ،‬حديث رقم ‪.1412‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪« :‬لسان العرب»؛ البن منظور ‪« ،23/8‬املغرب يف ترتيب املعرب»؛ للمطرزي ‪« ،97/1‬خمتار الصحاح»؛‬
‫للرازي ص‪« ،29‬أساس البالغة»؛ للزخمشري ص‪« ،57‬مقاييس اللغة»؛ البن فارس ‪ ،327/1‬مادة‪ :‬ب يع‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪« :‬البحر الرائق»؛ البن جنيم ‪ ،277/5‬و«جملة األحكام العدلية املادة» (‪.92/1 )105‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪« :‬بلغة السالك»؛ للصاوي‪.4/3‬‬
‫(‪« )5‬اجملموع»؛ للنووي ‪.140/9‬‬
‫(‪« )6‬الروض املربع»؛ للبهويت ‪ ،22/2‬و«كشاف القناع» ‪.135/3‬‬

‫‪4‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وليس الغرض هنا بيان التعريف الراجح‪ ،‬وإمنا املقصود هو تصور املعرف (البيع) أبي واحد من‬
‫هذه التعريفات؛ إذ االستطراد يف ذلك ليس من أصول ْحبثنا يف هذه املسألة‪.‬‬
‫أخرجت هذه التعريفات مب ْجملها كل ما ليس ببيع؛ كاإلجارة‪ ،‬والنكاح‪ ،‬واإلعارة‪ ،‬واهلبة‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وقد‬
‫واهلدية‪.‬‬
‫وللبيع أقسام عديدة ابعتبارات خمتلفة‪ ،‬فباعتبار نوع العوض منه الصرف‪ :‬وهو بيع النقد ابلنقد‪،‬‬
‫واملقايضة‪ :‬وهو بيع السلع ابلسلع‪ ،‬والبيع املطلق‪ :‬وهو أشهر أقسام البيع‪ ،‬وهو بيع السلع‬
‫ابلنقود(‪.)1‬‬
‫وابعتبار قدر الثمن منه املراحبة‪ :‬وهي مبادلة املبيع مبثل الثمن األول‪ ،‬الذي اشرتاه به البائع‪ ،‬وزايدة‬
‫ربح معلوم‪ ،‬والوضيعة‪ :‬وهي مبادلة املبيع أبنقص من مثنه األول‪ ،‬الذي اشرتاه به البائع نقصا‬
‫معلوما‪ ،‬ومنه التولية‪ :‬وهي مبادلة املبيع مبثل الثمن الذي اشرتاه به البائع‪ ،‬من غري زايدة وال‬
‫نقصان‪ ،‬ومنه املساومة‪ :‬وهي البيع بدون ذكر الثمن األول‪ ،‬ويتم البيع ابلثمن الذي يتفقان‬
‫عليه(‪.)2‬‬
‫وابعتبار التعجيل والتأجيل منه معجل البدلني‪ :‬وهو البيع املطلق الذي يكون الثمن واملثمن فيه‬
‫حاال‪ ،‬وهذا هو البيع املعروف املشهور الذي ال يؤجل فيه أحد البدلني‪ ،‬وهو ما ينصرف إليه العقد‬
‫عند اإلطالق‪ ،‬ومنه مؤجل البدلني‪ :‬وهو املعروف عند الفقهاء ببيع الكالئ ابلكالئ‪ ،‬أو النسيئة‬
‫ابلنسيئة‪ ،‬وهذا يعين أتجيل العوضني معا‪ ،‬فيؤجل البائع تسليم املبيع‪ ،‬ويؤجل املشرتي تسليم الثمن‪،‬‬
‫وهذا البيع حمرم ابإلمجاع(‪.)3‬‬
‫ومنه البيع املؤجل أحد البدلني‪ :‬فإن كان املؤجل هو املثمن كان بيع السلم‪ ،‬وهذا جائز‬
‫ابإلمجاع(‪.)4‬‬
‫وإن كان املؤجل هو الثمن‪ ،‬كان البيع ابألجل أو ابلنسيئة‪ ،‬ومن أشهر صوره املعاصرة البيع‬
‫ابلتقسيط‪ ،‬وهي املسألة اليت حنن بصددها(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪« :‬بدائع الصنائع» ‪ ،134/5‬و«حاشية ابن عابدين» ‪ ،534/4‬و«بداية اجملتهد» ‪.157/2‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪« :‬بدائع الصنائع» ‪ ،135 ،134/5‬و«حاشية ابن عابدين» ‪.534/4‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪« :‬األم»؛ للشافعي ‪ ،31/4‬و«املغين»؛ البن قدامة ‪.186/4‬‬
‫(‪« )4‬املغين»؛ البن قدامة ‪ ،338/4‬و«عون املعبود»؛ لشمس احلق آابدي ‪.251 /9‬‬

‫‪5‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهبذا يتضح لنا أن البيع ابألجل هو أحد صور البيع القدمية املعروفة‪ ،‬ويتم فيه تسليم أحد البدلني‬
‫وهو السلعة وأتخري اآلخر وهو الثمن دون زايدة عليه‪ ،‬ويف العصر احلاضر تتم نفس الصورة من‬
‫البيع لكن مع زايدة الثمن‪ ،‬وهو املعروف عندن ببيع التقسيط‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم التأجيل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التأجيل لغة‪:‬‬
‫التأجيل‪ :‬حتديد األجل‪ ،‬ويف القرآن‪{ :‬وما كان لن ْفس أ ْن متوت إال ب ْذن اّلل كتااب مؤجال}(‪،)2‬‬
‫وأجل الشيء يؤجل‪ ،‬فهو آجل وأجيل‪ :‬أتخر‪ ،‬وهو نقيض العاجل‪.‬‬
‫واألجيل‪ :‬املؤجل إىل وقت‪ ،‬واآلجلة‪ :‬اآلخرة‪ ،‬والعاجلة‪ :‬الدنيا‪ ،‬واآلجل واآلجلة‪ :‬ضد العاجل‬
‫والعاجلة‪ ،‬ويف احلديث‪(( :‬يتعجلونه وال يتأجلونه))(‪ ،)3‬والتأجل تفعل‪ :‬من األجل(‪ ،)4‬واألجل‪:‬‬
‫مدة الشيء‪ ،‬وغايته‪ ،‬ووقته الذي حيل فيه‪ ،‬والتأجيل حتديد األجل(‪.)5‬‬
‫اثنيا‪ :‬تعريف التأجيل يف االصطالح‪:‬‬
‫ال يوجد بعد البحث يف كتب أهل العلم من عرف التأجيل يف االصطالح‪ ،‬ولعل ذلك لعدم وجود‬
‫خالف كبري بينه وبني التأجيل يف اللغة‪ ،‬وميكن أن يعرف التأجيل يف االصطالح أبنه‪" :‬مدة‬
‫مستقبلية حمققة الوقوع‪ ،‬يضاف تنفيذ أمر ما إىل انقضائها‪ ،‬أو يتوقف هذا التنفيذ مبداها"(‪.)6‬‬
‫فقولنا‪" :‬مدة مستقبلية"‪ :‬خرج هبا املاضي واحلاضر‪ ،‬و"حمققة الوقوع"‪ :‬خرج هبا الشرط؛ ألنه قد‬
‫يقع وقد ال يقع‪ ،‬و"يضاف تنفيذ أمر ما إىل انقضائها"‪ :‬كتأجيل الثمن إىل أول العام مثال‪ ،‬فيجب‬
‫أداء الدين عند هذا األجل‪.‬‬
‫و"أو يتوقف هذا التنفيذ مبداها"‪ :‬أي يستمر تنفيذ االلتزام إىل حلظة انقضاء املدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪« :‬درر احلكام» ‪ ،99/1‬و«بداية اجملتهد» ‪ ،157/2‬و«بيع التقسيط»؛ للمصري ص ‪.94‬‬
‫(‪ )2‬سورة آل عمران‪ :‬آية ‪.145‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف السنن‪ ،‬ابب‪ :‬ما جيزئ األمي واألعجمي من القراءة‪ ،‬برقم ‪.830‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪« :‬لسان العرب»؛ البن منظور‪« ،11/11‬العني»؛ للخليل ‪« ،178/6‬أساس البالغة»؛ للزخمشري ص‪،12‬‬
‫مادة‪ :‬أجل‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪« :‬املصباح املنري» (األلف مع اجليم وما يثلثهما)‪ ،‬و«القاموس احمليط» (ابب الالم فصل اهلمزة)‪.‬‬
‫(‪« )6‬نظرية األجل»؛ للعطار ص ‪.67 ،47‬‬

‫‪6‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬تعريف البيع ابلتقسيط‬


‫الفصل الثاين‪:‬حكم البيع ابلثمن املؤجل‪:‬‬
‫صل السابق أقسام البيع ابعتبارات خمتلفة‪ ،‬وكان من أنواع البيع اليت ذكرن البيع ابلثمن‬
‫ذك ْرن يف الف ْ‬
‫املؤجل‪ ،‬دون زايدة عليه نظري األجل‪ ،‬فكان بيان حكم هذا البيع ت ْقدمة للحديث عن البيع بثمن‬
‫مؤجل مع زايدة الثمن (البيع ابلتقسيط)‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬حكم البيع ابلثمن املؤجل مطلقا‪:‬‬
‫البيع ابألجل دون زايدة يف الثمن جائز من حيث اجلملة‪ ،‬دلتنا على ذلك األدلة‪ ،‬وجرى عليه‬
‫العمل منذ عهد النيب ‪ ‬إىل عصرن هذا‪ ،‬حىت حكى بعض أهل العلم اإلمجاع على جوازه‪.‬‬
‫قال ابن بطال‪" :‬العلماء ْجممعون على جواز البيع ابلنسيئة؛ ألن النيب ‪ ‬اشرتى الشعري من‬
‫اليهودي نسيئة(‪.)2(")1‬‬
‫ومن األدلة على جواز البيع ابألجل ما يلي‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬قوله تعاىل‪{ :‬اي أي ها الذين آمنوا إذا تداي ْن ت ْم بديْن إىل أجل مس ًّمى فا ْكت بوه}(‪،)3‬‬
‫قال الطربي يف تفسريه‪{ :‬إذا تداي ْن ت ْم}؛ يعين‪ :‬إذا تبايعتم بدين‪ ،‬أو اشرتيتم به‪ ،‬أو تعاطيتم أو‬
‫أخذمت به {إىل أجل مس ًّمى}‪ ،‬يقول‪ :‬إىل وقت معلوم وقتموه بينكم‪ ،‬وقد يدخل يف ذلك القرض‬
‫والسلم‪ ،‬وكل ما جاز فيه السلم مسمى أجل بيعه‪ ،‬يصري دينا على ابئع ما أسلم إليه فيه‪ ،‬وحيتمل‬
‫بيع احلاضر اجلائز بيعه من األمالك ابألمثان املؤجلة‪ ،‬كل ذلك من الديون املؤجلة إىل أجل مسمى‪،‬‬
‫إذا كانت آجاهلا معلومة حبد موقوف عليه"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬ما قيل يف درع النيب ‪، ‬برقم ‪.2759‬‬
‫(‪« )2‬شرح صحيح البخاري»؛ البن بطال ‪ ،208/6‬وانظر‪« :‬فتح الباري»؛ البن حجر ‪ ،302/4‬و«حتفة األحوذي؛‬
‫للمباركفوري ‪ ،339/4‬و«اجملموع»؛ للنووي ‪ ،339/9‬و«املغين»؛ البن قدامة ‪.263 - 262/6‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.282 :‬‬
‫(‪« )4‬الطربي» ‪.116/3‬‬

‫‪7‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الدليل الثاين‪ :‬حديث عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬قالت‪" :‬جاءتين بريرة فقالت‪ :‬كاتبت أهلي على‬
‫تسع أواق‪ ،‬يف كل عام أوقية فأعينيين‪ ،‬فقلت‪ :‬إن أحب أهلك أن أعدها هلم ويكون والؤك يل‬
‫فعلت‪ ،‬فذهبت بريرة إىل أهلها‪ ،‬فقالت هلم‪ ،‬فأبوا عليها‪ ،‬فجاءت من عندهم ورسول هللا ‪‬‬
‫جالس‪ ))...‬احلديث(‪.)1‬‬
‫ت نفسها من مواليها مقابل مثن مؤجل إىل تسع‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أن بريرة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬ا ْشت ر ْ‬
‫سنني‪ ،‬وقد أق ر النيب ‪ ‬ذلك‪ ،‬فدل ذلك على جواز البيع ابلثمن املؤجل‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬عن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬قالت‪" :‬كان على رسول هللا ‪ ‬ثوابن قطْراين(‪)2‬‬
‫غليظان‪ ،‬فكان إذا قعد فعرق ثقال عليه‪ ،‬فقدم بز من الشام لفالن اليهودي‪ ،‬فقلت‪ :‬لو بعثت إليه‬
‫فاشرتيت منه ثوبني إىل امليسرة‪ ،‬فأرسل إليه فقال‪ :‬قد علمت ما يريد‪ ،‬إمنا يريد أن يذهب مبايل أو‬
‫بدرامهي‪ ،‬فقال رسول هللا ‪(( :‬كذب قد علم أين من أتقاهم هلل وآداهم لألمانة))(‪.)3‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن النيب ‪ ‬أراد شراء الثوبني بثمن مؤجل‪ ،‬ولو كان ذلك غري جائز‪ ،‬ملا رغب يف‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫قالت‪" :‬تويف رسول هللا ‪ ‬ودرعه مرهونة عند‬
‫الدليل الرابع‪ :‬عن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ْ -‬‬
‫يهودي بثالثني صاعا من شعري))(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬إذا اشرتط يف البيع شروطا ال حتل‪ ،‬برقم ‪.2060‬‬
‫(‪ )2‬قال ابن األثري يف «النهاية» ‪" : 80/4‬هو ضرب من الربود فيه محرة‪ ،‬وهلا أعالم فيها بعض اخلشونة‪ ،‬وقيل هي‬
‫حلل جياد حتمل من قبل البحرين‪ ،‬وقال األزهري يف «أعراض البحرين»‪ :‬قرية يقال هلا قطر‪ ،‬وأحسب الثياب القطرية‬
‫نسبت إليها‪ ،‬فكسروا القاف للنسبة وخففوا"‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أمحد يف «املسند» ‪ ،147/6‬برقم ‪ ،25284‬والرتمذي يف «السنن»‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء يف الرخصة يف الشراء‬
‫إىل أجل‪ ،‬برقم ‪ ،1213‬والنسائي يف «السنن الصغرى»‪ ،‬ابب‪ :‬البيع إىل األجل املعلوم‪ ،‬برقم‪ ،4628‬واحلاكم يف‬
‫«املستدرك»‪ ،‬برقم ‪ ،2207‬والبيهقي يف «السنن الكربى»‪ ،‬ابب‪ :‬ال جيوز السلف حىت يكون بثمن معلوم بكيل معلوم‬
‫أو وزن معلوم إىل أجل‪ ،‬برقم ‪ ،10904‬قال الرتمذي يف «السنن» ‪" :518/3‬هذا حديث حسن غريب صحيح"‪،‬‬
‫وصححه األلباين انظر‪ :‬صحيح وضعيف «سنن الرتمذي»؛ لأللباين ‪ ،213/3‬كما أشار لصحته يف حتقيقه «ملشكاة‬
‫املصابيح»؛ للتربيزي ‪.490/2‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجيه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن النيب ‪ ‬اشرتى الطعام من اليهودي بثمن مؤجل‪ ،‬فدل ذلك على جواز البيع مع‬
‫أتجيل الثمن‪.‬‬
‫الدليل اخلامس‪ :‬عن عبد هللا بن عمرو ‪ ‬أن رسول هللا ‪(( :‬أمره أن جيهز جيشا‪ ،‬فنفدت‬
‫اإلبل‪ ،‬فأمره أن أيخذ يف قالص(‪ )1‬الصدقة‪ ،‬فكان أيخذ البعري ابلبعريين إىل إبل الصدقة))(‪.)2‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫أن النيب ‪ ‬أمر عبد هللا بن عمرو ‪ ‬أن يشرتي هذه اإلبل ابلثمن املؤجل‪ ،‬فدل ذلك على جواز‬
‫البيع مع أتجيل الثمن‪.‬‬
‫الدليل السادس‪:‬‬
‫عن امرأة أيب إسحاق السبيعي قالت‪" :‬كنت قاعدة عند عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬فأتتها أم‬
‫حمبة‪ ،‬فقالت هلا‪ :‬اي أم املؤمنني‪ ،‬أكنت تعرفني زيد بن أرقم‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬فإين بعته جارية‬
‫إىل عطائه بثمامنائة نسيئة‪ ،‬وإنه أراد بيعها فاشرتيتها منه بستمائة نقدا‪ ،‬فقالت هلا‪ :‬بئس ما‬
‫اشرتيت‪ ،‬وبئس ما اشرتى‪ ،‬أبلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول هللا ‪ ‬إن مل يتب"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مجع قلوص‪ ،‬والقلوص ‪ -‬بفتح القاف يف الواحد‪ ،‬وبكسرها يف اجلمع ‪ -‬وهي فتيات النوق‪ ،‬انظر‪« :‬مشارق‬
‫األنوار»؛ للقاضي عياض ‪. 185/2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف السنن‪ ،‬ابب‪ :‬يف احليوان ابحليوان نسيئة‪ ،‬برقم ‪ ،3250‬والبيهقي يف «السنن الكربى»‪ ،‬ابب‬
‫بيع احليوان وغريه‪ ،‬مما ال راب فيه بعضه ببعض نسيئة‪ ،‬برقم ‪ ،5288‬وعبدالرزاق يف «املصنف»‪ ،‬ابب‪ :‬بيع احليوان‬
‫ابحليوان‪ ،‬برقم ‪ ،14144‬واحلاكم يف «املستدرك»‪ ،‬برقم ‪.2340‬‬
‫قال البيهقي يف «السنن الكربى» ‪" :287/5‬اختلفوا على حممد بن إسحاق يف إسناده‪ ،‬ومحاد بن سلمة أحسنهم‬
‫سياقة له‪ ،‬وله شاهد صحيح"‪ ،‬وقال احلاكم يف «املستدرك» ‪" :65/2‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم‪ ،‬ومل‬
‫خيرجاه»‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الدارقطين يف «السنن»‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬برقم ‪ ،212‬والبيهقي يف «السنن الكربى»‪ ،‬ابب الرجل يبيع الشيء‬
‫إىل أجل مث يشرتيه أبقل‪ ،‬برقم ‪ ،10579‬وعبدالرزاق يف «املصنف»‪ ،‬ابب الرجل يبيع السلعة مث يريد اشرتاءها بنقد‪،‬‬
‫برقم ‪.14813‬‬
‫قال ابن عبداهلادي يف «تنقيح حتقيق أحاديث التعليق» ‪" :558/2‬هذا إسناد جيد‪ ،‬فلوال أن عند أم املؤمنني علما من‬
‫رسول هللا ‪ ‬ال تسرتيب فيه أن هذا حمرم‪ ،‬مل تستجر أن تقول مثل هذا الكالم ابالجتهاد"‪.‬‬
‫وانظر‪« :‬التحقيق يف أحاديث اخلالف»؛ البن اجلوزي ‪ ،184/2‬و«ختريج األحاديث الضعاف»؛ أليب بكر الغساين‬
‫‪ ،273/1‬و«تنقيح التحقيق يف أحاديث التعليق»؛ للذهيب ‪ ،90/2‬و«حاشية ابن القيم على سنن أيب داود»‬

‫‪9‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ،240/9‬و«نصب الراية»؛ للزيلعي ‪ ،15/4‬و«اإلجابة ملا استدركته عائشة على الصحابة»؛ للزركشي ص‪،137‬‬
‫و«الدراية يف ختريج أحاديث اهلداية»؛ البن حجر العسقالين ‪« ،151/2‬شرح الزرقاين» ‪.326/3‬‬

‫‪10‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫أنكرت وقوع زيد ‪ ‬يف العينة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬أق رت الشراء ابلثمن املؤجل‪ ،‬وإمنا‬

‫أصل الثمن‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حكم البيع ابلثمن املؤجل مع الزايدة على ْ‬
‫اختلف العلماء يف هذه املسألة على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫األول‪ :‬عدم اجلواز‪ ،‬فال يصح زايدة الثمن يف مقابل أتجيل قبض الثمن(‪ ،)1‬وأبو بكر الرازي‬
‫اجلصاص احلنفي(‪ ،)2‬وهو قول قلة من املعاصرين(‪.)3‬‬
‫الثاين‪ :‬القول بواز ب ْيع الت ْقسيط‪ ،‬وأبن أخذ زايدة يف السعر مقابل التأجيل ْأمر يقره الشرع‪ ،‬فهو‬
‫قول مجاهري العلماء من الصحابة والتابعني واملذاهب األربعة‪ :‬احلنفية(‪ ،)4‬واملالكية(‪،)5‬‬
‫والشافعية(‪ ،)6‬واحلنابلة(‪ ،)7‬ورجحه منهم ابن تيمية(‪ ،)8‬وأكثر املعاصرين‪ ،‬ومنهم‪:‬‬

‫(‪« )1‬نيل األوطار»؛ للشوكاين ‪.249/5‬‬


‫(‪« )2‬أحكام القرآن»؛ أليب بكر اجلصاص ‪.187 -186/2‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪« :‬القول الفصل يف بيع األجل»؛ لعبد الرمحن عبد اخلالق ص‪ ،23‬و«نظرية األجل»؛ لعبد الناصر العطار ص‬
‫‪.215‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪« :‬اجلامع الصغري»؛ حملمد بن احلسن ص‪« ،347‬العناية شرح اهلداية»؛ للبابريت ‪« ،264/9‬حاشية ابن‬
‫عابدين» ‪« ،142/5‬اجلامع الصغري»؛ حملمد بن احلسن ص‪« ،347‬اهلداية شرح البداية»؛ للمرغياين‪« ،58/3‬شرح‬
‫فتح القدير»؛ البن اهلمام ‪.112/6‬‬
‫(‪« )5‬املدونة الكربى»؛ ملالك بن انس‪« ،192/10‬االستذكار»؛ البن عبد الرب ‪« ،452/6‬القوانني الفقهية»؛ البن‬
‫جزي ص‪« ،170‬التاج واإلكليل»؛ للعبدري ‪« ،364/4‬شرح اخلرشي على خليل» ‪« ،73/5‬الفواكه الدواين»؛‬
‫للنفراوي ‪« ،95/2‬الشرح الكبري»؛ للدردير ‪« ،58/3‬حاشية الدسوقي» ‪.58/3‬‬
‫(‪« )6‬مجاع العلم للشافعي» ص‪« ،93‬األم»؛ للشافعي‪« ،291/7‬اجملموع»؛ للنووي ‪« ،323/9‬هناية احملتاج»؛‬
‫للرملي‪« ،450/3‬خمتصر املزين» ص‪« ،88‬احلاوي الكبري»؛ للماوردي ‪.341/5‬‬
‫(‪« )7‬الكايف»؛ البن قدامة ‪« ،17/2‬املغين» ‪« ،161/4‬الفروع»؛ البن مفلح‪« ،23/4‬النكت والفوائد السنية على‬
‫مشكل احملرر»؛ البن مفلح ‪« ،304/1‬املبدع» ‪« ،35/4‬اإلنصاف»؛ للمرداوي‪.41/4‬‬
‫(‪« )8‬جمموع الفتاوى» ‪.501 /29‬‬

‫‪11‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الشيخ‪ /‬حممد رشيد رضا(‪.)1‬‬


‫الشيخ‪ /‬عبد الوهاب خالف(‪.)2‬‬
‫الشيخ‪ /‬بدر متويل عبد الباسط(‪.)3‬‬
‫الثالث‪ :‬اجلواز مع الكراهة‪ ،‬وإليه ذهب األستاذ الدكتور رفيق املصري‪ ،‬كما يف كتابه "مصرف‬
‫التنمية اإلسالمي"(‪.)4‬‬
‫سبب اخلالف يف جواز هذا البيع‬
‫يعود سبب اخلالف يف حكم البيع ابلتقسيط ‪ -‬بعد النظر يف األدلة ‪ -‬ألجل الزايدة على الثمن‬
‫مقابل التأجيل‪ ،‬أتعد الزايدة يف مقابل األجل كالزايدة يف الدين يف نظري األجل أم ال تعد؟ فالذين‬
‫قاسوا الزايدة يف مقابل األجل على الزايدة يف الدين يف نظري األجل وجعلومها صورة واحدة قالوا‬
‫ابحلرمة‪ ،‬وأما الذين فرقوا بينهما فقالوا ابحلل‪.‬‬
‫أدلة القول األول‪ :‬وهو قول من ال جيوز الزايدة يف الثمن مقابل األجل‪.‬‬
‫الدليل األول‪ :‬قوله تعاىل‪{ :‬وأحل اّلل الْب ْيع وحرم الراب}(‪.)5‬‬
‫وجه االستدالل ابآلية‪:‬‬
‫أن الزايدة يف الثمن نظري األجل‪ ،‬كالزايدة يف الدين نظري األجل‪ ،‬فكما أن الزايدة األخرية تعترب‬
‫راب‪ ،‬فكذلك الزايدة األوىل‪ ،‬فتكون الزايدة داخلة يف عموم هذه اآلية الدالة على حترمي الراب‪ ،‬إذ إن‬
‫احلالتني كليهما فيه معاوضة على الزمن دون أن يقابلها عوض‪ ،‬وهذا هو الراب(‪.)6‬‬
‫الدليل الثاين‪:‬‬

‫(‪« )1‬فتاوى اإلمام حممد رشيد رضا»‪ ،‬مجع وحتقيق د ‪ .‬صالح الدين املنجد‪ 1882 /5 ،‬فتوى رقم ‪.690‬‬
‫(‪ )2‬جملة لواء اإلسالم ص ‪ 822‬العدد ‪ 11‬السنة الرابعة ‪ -‬رجب ‪ 1370‬ه ‪ -‬أبريل ‪ 1951‬م‪.‬‬
‫(‪« )3‬جملة االقتصاد اإلسالمي» ص ‪ 34‬اجمللد األول ‪ -‬العدد الثالث صفر ‪ 1402‬ه ‪ ،‬والفتوى صدرت يف ‪ 4‬مجادى‬
‫اآلخرة ‪ 1399‬ه ‪.‬‬
‫(‪« )4‬مصرف التنمية اإلسالمي»؛ رفيق املصري ص ‪.190 – 189‬‬
‫(‪ )5‬سورة البقرة‪.275 :‬‬
‫(‪« )6‬نظرية األجل»؛ لعبد الناصر العطار ص ‪« ،215‬املعامالت املصرفية والربوية»؛ لنور الدين عرت ص‪« ،125‬حكم‬
‫بيع التقسيط»؛ لإلبراهيم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حديث أيب هريرة ‪ ‬أن النيب ‪ ‬قال‪(( :‬من ابع بيعتني يف بيعة‪ ،‬فله أوكسهما أو الراب))‪ ،‬ويف‬
‫لفظ أن النيب ‪(( ‬هنى عن ب ْي عت ْني يف بيعة))(‪.)1‬‬
‫وعن مساك‪ ،‬عن عبد الرمحن بن عبدهللا بن مسعود‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال‪(( :‬هنى النيب ‪ ‬عن‬
‫صفقتني يف صفقة))‪ ،‬قال‪ :‬مساك هو الرجل يبيع البيع فيقول‪ :‬هو بنسأ كذا‪ ،‬وهو بنقد بكذا‬
‫وكذا(‪.)2‬‬
‫ووجه االستدالل‪:‬‬
‫أن الزايدة يف مثن السلعة مقابل التأجيل داخل يف هذا احلديث؛ إذ إن مساك بن حرب راوي‬
‫احلديث‪ ،‬قد فسر احلديث بذلك(‪.)3‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬أن هذا القول مروي عن الصحابة ‪:‬‬
‫حيث روي عن ابن عباس ‪ ‬أنه قال‪(( :‬إذا استقمت بنقد وبعت بنقد‪ ،‬فال أبس به‪ ،‬وإذا‬
‫استقمت بنقد فبعت بنسيئة فال‪ ،‬إمنا ذلك ورق بورق))(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مالك يف «املوطأ»‪ ،‬ابب‪ :‬النهي عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬برقم ‪ ،2663‬وأخرجه أمحد يف «املسند»‪ ،‬برقم‬
‫‪ ، 2175‬وأخرجه ابن حبان يف صحيحه‪ ،‬ذكر الزجر عن بيع الشيء مبئة دينار نسيئة وبتسعني دينارا نقدا‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،11347‬وأخرجه النسائي يف سننه‪ ،‬ابب‪ :‬النهي عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬برقم ‪ ،444‬والرتمذي يف سننه‪ ،‬ابب‪ :‬ما جاء‬
‫يف النهي عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬برقم‪ ،1231‬وأخرجه البيهقي يف «السنن الكربى»‪ ،‬ابب‪ :‬ابب النهي عن بيعتني يف‬
‫بيعة‪،‬برقم ‪.5343‬‬
‫قال الرتمذي يف السنن ‪" : 533/3‬حديث أيب هريرة حديث حسن صحيح‪ ،‬والعمل على هذا عند أهل العلم"‪ ،‬وقال‬
‫ابن عبد الرب يف «االستذكار» ‪" :448/6‬هذا احلديث مسند متصل عن النيب ‪ ‬من حديث بن عمر‪ ،‬وحديث بن‬
‫مسعود‪ ،‬وحديث أيب هريرة ‪ ،‬وكلها صحاح من نقل العدول‪ ،‬وقد تلقاها أهل العلم ابلقبول‪ ،‬إال أهنم اتسعوا يف‬
‫ختريج وجوه هذا احلديث على معان كثرية‪ ،‬وكل يتأول فيه على أصله ما يوافقه"‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أمحد يف «املسند» برقم ‪ ،3783‬وابن حبان يف صحيحه ‪ ،3332‬وابن خزمية يف صحيحه ‪ ،190‬وابن أيب‬
‫شيبة يف «املصنف» ‪ ،4307‬واحلديث أورده الزيلعي يف «نصب الراية» ‪ ،20/4‬وسكت عنه‪ ،‬وقال ابن امللقن يف‬
‫«البدر املنري» ‪" :497/6‬اختلف احلفاظ يف مساع عبد الرمحن من أبيه‪ ،‬فقال حيىي بن معني يف إحدى الروايتني‪ :‬مل‬
‫يسمع منه‪ ،‬وقال علي بن املديين واألكثرون‪ :‬إنه مسع منه‪ ،‬وهي زايدة علم"‪.‬‬
‫(‪« )3‬القول الفصل» ص‪.23‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه عبد الرزاق يف «املصنف» برقم ‪ ،15028‬قال ابن منظور‪" :‬قوم السلعة واستقامها ‪ :‬قدرها"؛ «لسان‬
‫العرب» ‪.500/12‬‬

‫‪13‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعن عبد هللا بن مسعود ‪ ‬قال‪(( :‬صفقتان يف صفقة راب‪ ،‬أن يقول الرجل إن كان بنقد فبكذا‪،‬‬
‫وإن كان بنسيئة فبكذا))(‪.)1‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫أهنما فسرا البيعتني يف بيعة بذكر مثنني للسلعة أحدمها مؤجل واآلخر معجل‪ ،‬وهو يطابق صورة بيع‬
‫التقسيط حمل البحث‪.‬‬
‫الدليل الرابع‪:‬‬
‫أن الزايدة يف الثمن املؤجل تعترب كإنقاص الدين عن املدين مقابل تعجيل األداء‪ ،‬وهو غري جائز؛‬
‫إذ ال فرق بني إنقاص الثمن مقابل إنقاص املدة‪ ،‬وبني زايدة الثمن مقابل زايدة املدة يف أن كال‬
‫منهما قد جعل لألجل قيمة مت االعتياض عنها(‪.)2‬‬
‫الدليل اخلامس‪:‬‬
‫قول هللا تعاىل‪{ :‬اي أي ها الذين آمنوا ال أتْكلوا أ ْموالك ْم ب ْي نك ْم ابلْباطل إال أ ْن تكون جتارة ع ْن‬
‫ت راض مْنك ْم}(‪ ،)3‬وحديث‪(( :‬إمنا البيع عن تراض))(‪.)4‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫أن الزايدة اليت تكون مقابل األجل يف بيع التقسيط‪ ،‬مل حتصل برضا املشرتي‪ ،‬بل قبل هذه الزايدة‬
‫مضطرا حلاجته للسلعة‪ ،‬مع عدم ملك مثنها نقدا‪ ،‬واألصل يف حل البيع أن يكون عن رضا(‪.)5‬‬
‫ًّ‬

‫قال أبو عبيد القاسم بن سالم يف «غريب احلديث» ‪" :232/4‬قوله‪ :‬إذا استقمت يعين قومت‪ ،‬وهذا كالم أهل مكة‬
‫يقولون‪ :‬استقمت املتاع يريدون‪ :‬قومته‪ ،‬فمعىن احلديث أن يدفع الرجل إىل الرجل الثوب فيقومه بثالثني مث يقول‪ :‬بعه‬
‫هبا فما زدت عليها فلك‪ ،‬فإن ابعه أبكثر من ثالثني ابلنقد فهو جائز‪ ،‬وأيخذ ما زاد على الثالثني‪ ،‬وإن ابعه ابلنسيئة‬
‫أبكثر مما يبيعه ابلنقد فالبيع مردود ال جيوز"‪ ،‬وانظر‪« :‬الفائق يف غريب احلديث»؛ للزخمشري ‪ ،235/3‬و«غريب‬
‫احلديث»؛ البن اجلوزي ‪27/1‬و ‪ ،271/2‬و«النهاية يف غريب األثر»؛ البن األثري ‪.125/4‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن أيب شيبة برقم ‪.20454‬‬
‫(‪« )2‬القول الفصل» ‪.35 - 34‬‬
‫(‪ )3‬النساء‪.29 :‬‬
‫(‪ )4‬رواه ابن ماجه وغريه‪.‬‬
‫(‪« )5‬نظرية األجل»؛ للعطار ص ‪ ،215‬و«حكم بيع التقسيط»؛ لإلبراهيم ‪.170 - 168‬‬

‫‪14‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الدليل السادس‪:‬‬
‫أن الزايدة يف الثمن يف بيع التقسيط حيتمل أن تكون مباحة‪ ،‬وحيتمل أن تكون حمرمة‪ ،‬وعند‬
‫االحتمال يقدم احلظر على اإلابحة‪ ،‬تغليبا جلانب احلظر(‪.)1‬‬

‫أدلة القول الثاين‪ :‬وهو القول اجمليز للزايدة يف مثن السلعة مقابل التأجيل‪:‬‬
‫الدليل األول‪:‬‬
‫قوله تعاىل‪{ :‬وأحل اّلل الْب ْيع}(‪.)2‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬ميكن االستدالل هبذه اآلية على جواز البيع ابلتقسيط من عدة وجوه‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬دلت هذه اآلية بعمومها على حل البيع من حيث اجلملة‪ ،‬والبيع ابلتقسيط داخل يف‬
‫هذا العموم؛ فيحل بداللة هذه اآلية الكرمية البيع ابلتقسيط؛ إذ ال دليل خيرجه من عموم حل‬
‫البيع(‪.)3‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن األصل يف املعامالت اإلابحة‪ ،‬والبيع من املعامالت اليت ال غىن للناس عنها‪ ،‬فال‬
‫خيرج بيع التقسيط من قاعدة اإلابحة إال بدليل‪ ،‬وال دليل على ذلك(‪.)4‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن اآلية ذكرت حل البيع وحرمة الراب‪ ،‬وبيع التقسيط ليس من الراب يف شيء؛ بل‬
‫هو بيع يؤجل فيه الثمن مع الزايدة مقابل األجل‪ ،‬وهذا ليس من الراب يف شيء(‪.)5‬‬
‫الدليل الثاين‪:‬‬
‫عن عبدهللا بن عمرو ‪ ‬أن رسول هللا ‪« :‬أمره أن جيهز جيشا‪ ،‬فنفدت اإلبل‪ ،‬فأمره أن أيخذ‬
‫يف قالئص الصدقة‪ ،‬فكان أيخذ البعري ابلبعريين إىل إبل الصدقة»(‪.)1‬‬

‫(‪« )1‬بيع التقسيط»؛ للمصري ‪.331‬‬


‫(‪ )2‬سورة البقرة‪.275 :‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪« :‬املوسوعة الفقهية الكويتية» (‪« ،)83/2‬حبث بيع التقسيط»؛ للدكتور‪ /‬إبراهيم فاضل دبو‪ ،‬ضمن أحباث‬
‫جملة جممع الفقه‪ ،‬الدورة السادسة (‪« ،)226/1‬حكم البيع ابلتقسيط»؛ حملمد عقلة‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫(‪ )4‬انظر ملعرفة هذه القاعدة‪« :‬جمموع الفتاوى» (‪.)180 – 132 /29‬‬
‫(‪« )5‬حكم زايدة السعر يف البيع ابلنسيئة»؛ لعبداحلميد‪ ،‬ص ‪.358‬‬

‫‪15‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ميكن االستدالل هبذا احلديث على جواز بيع التقسيط من وجهني‪:‬‬


‫ألجل األجل‪ ،‬وهذه سنة فعلية تدل‬
‫الوجه األول‪ :‬أن النيب ‪ ‬زاد يف مثن املبيع‪ ،‬وهو هنا (البعري)؛ ْ‬
‫على جواز زايدة الثمن املؤجل على الثمن احلال(‪.)2‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أنه إذا جاز بيع الربوي بنسه إىل أجل مع الزايدة‪ ،‬كما يف بيع البعري ابلبعريين إىل‬
‫سنة‪ ،‬فأل ْن جيوز بيع الربوي بغري جنسه إىل أجل مع الزايدة‪ ،‬من ابب أوىل(‪.)3‬‬
‫الدليل الثالث‪:‬‬
‫عن امرأة أيب إسحاق السبيعي‪ ،‬قالت‪" :‬كنت قاعدة عند عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬فأتْتها أم‬
‫حمبة‪ ،‬فقالت هلا‪ :‬اي أم املؤمنني‪ ،‬أكنت تعرفني زيد بن أرقم‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬فإين بعته جارية‬
‫إىل عطائه بثمامنائة نسيئة‪ ،‬وإنه أراد بيعها‪ ،‬فاشرتيتها منه بستمائة نقدا‪ ،‬فقالت هلا‪ :‬بئس ما‬
‫يتب"(‪.)4‬‬
‫اشرتيت‪ ،‬وبئس ما اشرتى‪ ،‬أبلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول هللا ‪ ‬إن مل ْ‬
‫أنكرت على زيد وقوعه يف العينة‪ ،‬الذي هو بيع‬‫ْ‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬إمنا‬
‫السلعة بثمن مؤجل‪ ،‬مث شراؤها بثمن حال أقل من مثن البيع األول‪ ،‬ومل تنكر زايدة املبيع ابلثمن‬
‫املؤجل عن الثمن احلال‪ ،‬فدل ذلك على استقرار جواز هذا النوع من البيع عندهم(‪.)5‬‬
‫الدليل الرابع‪:‬‬
‫قياس الزايدة يف الثمن املؤجل على عقد السلم‪.‬‬
‫وجه القياس‪:‬‬
‫ألجل األجل؛ إذ إن الغالب أن مثن املسلم فيه يكون أقل وقت العقد‪ ،‬منه‬
‫أن يف عقد السلم زايدة ْ‬
‫لو كان حاال‪،‬وذلك مقابل أتخريه؛ فلما جاز إنقاص مثن املسلم فيه مقابل أتخريه‪ ،‬جازت زايدة‬
‫الثمن املؤجل مقابل أتخريه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه ص ‪.9‬‬


‫(‪« )2‬بيع التقسيط»؛ للرتكي‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫(‪« )3‬بيع التقسيط»؛ للرتكي‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجيه ص‪.10‬‬
‫(‪« )5‬بيع التقسيط»؛ للمصري‪ ،‬ص ‪ ،321‬و«بيع التقسيط»؛ للرتكي‪.219 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫والفقهاء يصرحون لدى كالمهم عن حكمة مشروعية السلم‪ :‬أن فيه إرفاقا ابملشرتي من جهة‬
‫رخص الثمن‪ ،‬وإرفاقا ابلبائع من جهة تعجيل الثمن‪.‬‬
‫والزايدة يف بيع التقسيط كالزايدة يف املسلم فيه‪ ،‬ال فرق بينهما‪ ،‬واملوجب لتلك الزايدة هو أتخري‬
‫أحد العوضني‪ :‬املبيع يف عقد السلم‪ ،‬والثمن يف بيع التقسيط(‪.)2‬‬
‫الدليل اخلامس‪:‬‬
‫أنه جيوز للبائع أن يبيع السلعة بثمن حال‪ ،‬ويزيد فيه عن سعر يومها الذي تباع به يف األسواق‪،‬‬
‫فإذا أجل هذا الثمن املزيد فيه‪ ،‬أبن جعله ابتداء مثنا مؤجال للسلعة‪ ،‬كان أوىل ابجلواز(‪.)3‬‬
‫الدليل السادس‪:‬‬
‫أن حاجة الناس داعية إىل هذا النوع من البيع‪ ،‬كحاجتهم إىل بيع السلم أو أشد؛ فإنه ليس كل‬
‫من احتاج إىل شراء سلعة ملك مثنها حاال‪ ،‬والبائع ال يبيع إىل أجل مبثل مثن النقد‪ ،‬كما ال يرضى‬
‫بتأخري قبض الثمن بال مقابل‪ ،‬فيكون القول بواز زايدة الثمن مقابل األجل‪ ،‬تنفيسا على‬
‫املشرتي‪ ،‬وسدًّا حلاجته‪ ،‬ورفعا للضرر عن البائع‪ ،‬وتسويقا لسلعته(‪.)4‬‬
‫الدليل السابع‪:‬‬
‫نقل بعض العلماء اتفاق العلماء على جواز البيع بثمن مؤجل مع الزايدة يف الثمن‪.‬‬
‫قال اخلطايب‪" :‬حكي عن طاوس أنه قال‪ :‬ال أبس أن يقول له‪ :‬هذا الثوب نقدا بعشرة‪ ،‬وإىل شهر‬
‫خبمسة عشر‪ ،‬فيذهب به إىل أحدمها‪ .‬وقال احلكم ومحاد‪ :‬ال أبس به ما مل يتفرقا‪ .‬وقال األوزاعي‪:‬‬
‫ال أبس بذلك‪ ،‬ولكن ال يفارقه حىت يباته أبحد املعنيني‪ ،‬فقيل له‪ :‬فإن ذهب ابلسلعة على ذينك‬
‫الشرطني؟ فقال‪ :‬هي أبقل الثمنني إىل أبعد األجلني‪...‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪« :‬رسالة يف جواز البيع ابلتقسيط» ص ‪9‬؛ ممدوح جابر عبدالسالم‪.‬‬
‫(‪« )2‬حكم بيع التقسيط»؛ لإلبراهيم‪ ،‬ص ‪ ،186‬و«بيع التقسيط»؛ للمصري‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫(‪« )3‬نظرية األجل» ‪« ،224 ،216‬حكم زايدة السعر» ‪.365‬‬
‫(‪« )4‬بيع التقسيط»؛ للرتكي‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪17‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهذا مما ال يشك يف فساده‪ ،‬فأما إذا ابته على أحد األمرين يف جملس العقد‪ ،‬فهو صحيح ال‬
‫خلف فيه‪ ،‬وذكر ما سواه لغو ال اعتبار له"(‪.)1‬‬
‫وقال ابن قدامة‪" :‬وقد روي عن أمحد أنه قال‪ :‬العينة أن يكون عند الرجل املتاع‪ ،‬فال يبيعه إال‬
‫بنسيئة‪ ،‬فإن ابعه بنقد ونسيئة‪ ،‬فال أبس‪ ،‬وقال‪ :‬أكره للرجل أن ال يكون له جتارة غري العينة ال‬
‫يبيع بنقد‪ ،‬وقال ابن عقيل‪ :‬إمنا كره النسيئة؛ ملضارعتها الراب؛ فإن الغالب أن البائع بنسيئة يقصد‬
‫الزايدة ابألجل‪ ،‬وجيوز أن تكون العينة امسا هلذه املسألة وللبيع بنسيئة مجيعا؛ لكن البيع بنسيئة‬
‫ليس مبحرم اتفاقا‪ ،‬وال يكره إال أن يكون له جتارة غريه"(‪.)2‬‬
‫املناقشة‪:‬‬
‫ميكن أن نناقش أدلة املانعني مبا يلي‪:‬‬
‫أوال مناقشة الدليل األول‪ :‬وهو ادعاؤهم أبن الزايدة يف الثمن زايدة مل يقابلها عوض إال األجل‪،‬‬
‫فتكون راب حمرما‪.‬‬
‫نوقش ذلك من عدة وجوه‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أبن املعاوضة عن الزمن إذا جاءت تبعا يف عقد البيع‪ ،‬فإن ذلك جائز‪ ،‬وقد يثبت‬
‫تبعا ما ال يثبت استقالال(‪ ،)3‬وهذا خبالف الراب الذي تكون القيمة فيه للزمن ابتداء(‪.)4‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن القول أبن الزايدة يف الثمن ال مقابل هلا‪ ،‬غري صحيح؛ ألن الزايدة يف الثمن‬
‫يقابلها رضا البائع بتسليم السلعة للمشرتي بثمن مؤجل؛ لينتفع ابلزايدة‪ ،‬وكذلك انتفع املشرتي‬
‫ابملهلة يف سداد الثمن‪ ،‬فكل منهما انتفع هبذه املعاملة‪ ،‬فتكون الزايدة هلا مقابل(‪.)5‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن الفقهاء يصرحون أبن للزمن حصة من الثمن‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن القول بعدم‬
‫استحقاق العوض على الزمن‪ ،‬ليس على إطالقه‪ ،‬ومما نقل عنهم يف ذلك‪:‬‬

‫(‪« )1‬معامل السنن» (‪.)106 ،105/3‬‬


‫(‪« )2‬املغين» (‪.)263 ،262/6‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪« :‬املنثور يف القواعد»؛ للزركشي ‪« ،239/1‬القواعد»؛ البن رجب‪ ،‬ص‪« ،341‬شرح القواعد الفقهية»؛‬
‫للزرقا ص‪.259‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪« :‬جملة البحوث الفقهية» عدد‪.88/77‬‬
‫(‪« )5‬جملة البحوث اإلسالمية» العدد السابع ص ‪.53‬‬

‫‪18‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قال الكاساين‪" :‬ال مساواة بني النقد والنسيئة؛ ألن العني خري من الدين‪ ،‬واملعجل أكثر قيمة من‬
‫املؤجل"(‪.)1‬‬
‫وقال الدردير‪" :‬ألن لألجل حصة من الثمن"(‪.)2‬‬
‫وقال الشافعي‪" :‬الطعام الذي إىل األجل القريب‪ ،‬أكثر قيمة من الطعام الذي إىل األجل‬
‫البعيد"(‪.)3‬‬
‫وقال ابن تيمية‪" :‬فإن األجل أيخذ قسطا من الثمن"(‪.)4‬‬
‫وقال الشاطيب‪" :‬األجل يف أحد العوضني ال يكون عادة إال عند مقارنة الزايدة به يف القيمة؛ إذ ال‬
‫يسلم احلاضر يف الغائب‪ ،‬إال ابتغاء ما هو أعلى من احلاضر يف القيمة‪ ،‬وهو الزايدة"(‪.)5‬‬
‫أما ادعاؤهم أبن الزايدة يف الثمن املؤجل كالزايدة يف القرض املؤجل‪ ،‬فيمكن كذلك أن نناقشه من‬
‫عدة أوجه‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬لو كان األمر كما زعموا‪ ،‬لكان بيع السلم من الراب؛ ملا فيه من النقص إذا نقده الثمن‬
‫حاال مع أتخري السلعة إىل أجل‪ ،‬وهذه هي الفائدة اليت يستفيدها املشرتي؛ إذ لو دفع له الثمن‬
‫مع تسلم السلعة يف وقت األجل‪ ،‬لكان مثنها أكثر من ذلك‪ ،‬مثاله‪ :‬لو أسلم له مائة جنيه مثال‪،‬‬
‫يف مائة صاع من القمح إىل سنة‪ ،‬ومثن الصاع حاال رايل واحد‪ ،‬وعند حلول األجل مثنه جنيه‬
‫ونصف‪ ،‬فيكون على هذا كأنه أقرضه مائة جنيه؛ لريد بدهلا مائة ومخسني قيمة مائة صاع عند‬
‫حلول األجل‪ ،‬ومعلوم أن هذا غري ممنوع شرعا؛ فهو من السلم املباح املت فق على جوازه‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن الفرق كبري بني الزايدة يف القرض الربوي‪ ،‬والزايدة يف الثمن مقابل األجل؛ فاألول‬
‫قرض‪ ،‬والثاين بيع‪ ،‬ويتأيد هذا الوجه ابلوجه السابق الذي ظهر لنا منه إابحة السلم‪ ،‬وفيه التسامح‬
‫من جهة البائع يف السعر‪ ،‬مقابل تعجيل الثمن وأتجيل املثمن‪.‬‬
‫اثنيا مناقشة الدليل الثاين‪ :‬وهو استدالهلم حبديث النهي عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬وتفسري مساك له‪.‬‬

‫(‪« )1‬بدائع الصنائع» ‪.187/5‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪« :‬حاشية الدسوقي» ‪.165/3‬‬
‫(‪« )3‬األم» ‪.62/3‬‬
‫(‪« )4‬جمموع الفتاوى» ‪.499/29‬‬
‫(‪« )5‬املوافقات» ‪.42/4‬‬

‫‪19‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وميكن أن نناقش هذا الدليل من عدة وجوه‪:‬‬


‫الوجه األول‪ :‬ال نسلم أن مساكا ~ أراد املنع من املسألة حمل البحث؛ إذ حيتمل أنه أراد املنع من‬
‫أن يتفرق املتعاقدان قبل اجلزم أبحد الثمنني‪ ،‬وهذا مت فق على منعه‪ ،‬وما دام االحتمال واردا‪ ،‬فإن‬
‫االستشهاد بكالمه على املنع من هذه املسألة غري مسلم‪ ،‬والواجب محل جممل كالمه على ما‬
‫ذكره غريه من السلف مبي نا(‪.)1‬‬
‫وبيان ذلك أن العلماء اختلفوا يف تفسري هذا احلديث على أربعة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أن املراد ابحلديث هو اشرتاط عقد يف عقد؛ كأن يقول‪" :‬بعتك بييت بكذا‪ ،‬بشرط‬
‫أن تبيعين متاعك بكذا"‪ ،‬وهبذا فسرها الشافعي(‪ ،)2‬وأمحد(‪ )3‬على أحد التفسريين املرويني عنهما‬
‫يف ذلك‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬أن املراد ابحلديث بيع املؤجل على املدين بزايدة إىل أجل آخر‪.‬‬
‫وقد مثل له اخلطايب يف "معامل السنن"‪ ،‬حيث قال‪" :‬كأنه أسلفه دينارا يف قفيز ب ر إىل شهر‪ ،‬فلما‬
‫حل األجل وطالبه ابلرب‪ ،‬قال له‪ :‬بعين القفيز الذي لك علي بقفيزين إىل شهر‪ ،‬فهذا بيع اثن قد‬
‫دخل على البيع األول‪ ،‬فصار بيعتني يف بيعة‪ ،‬فريد إىل أوكسهما‪ ،‬وهو األصل‪ ،‬فإن تبايعا املبيع‬
‫الثاين قبل أن يتقابضا األول‪ ،‬كان مربيني" اه (‪.)4‬‬
‫القول الثالث‪ :‬أن املراد حبديث النهي عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬بيع العينة‪.‬‬
‫وصورته‪ :‬أن يشرتي سلعة أبلف مؤجلة‪ ،‬مث يبيعها على ابئعها األول بثمامنائة حالة‪.‬‬

‫(‪« )1‬حبث بيع التقسيط»؛ للدكتور إبراهيم فاضل دبو‪ ،‬ضمن أحباث جملة جممع الفقه الدورة السادسة ‪.229/1‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪« :‬خمتصر املزين» ص‪« ،88‬مجاع العلم»؛ للشافعي ص‪« ،92‬األم»؛ للشافعي ‪75/3‬و‪« ،291/7‬احلاوي‬
‫الكبري»؛ للماوردي ‪ 320/5‬و‪« ،341‬الوسيط»؛ للغزايل ‪« ،72/3‬الشرح الكبري»؛ للرافعي ‪« ،194/8‬اجملموع‬
‫للنووي» ‪« ،323/9‬احمللى» ‪.15/9‬‬
‫(‪« )3‬الكايف»؛ البن قدامة ‪« ،17/2‬املغين» ‪« ،161/4‬الشرح الكبري»؛ البن قدامة ‪« ،33/4‬املبدع»؛ البن مفلح‬
‫‪« ،35/4‬اإلنصاف» للمرداوي ‪.350/4‬‬
‫(‪« )4‬معامل السنن»؛ للخطايب ‪ ،98/5‬وانظر‪« :‬النهاية»؛ البن األثري ‪« ،219/5‬اجملموع»؛ للنووي ‪« ،320/9‬نيل‬
‫األوطار»؛ للشوكاين ‪.249/5‬‬

‫‪20‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهذا هو ما ذهب إليه ابن تيمية وابن القيم‪ ،‬قال ابن تيمية بعد ذكر أحاديث النهي عن بيعتني يف‬
‫بيعة‪" :‬وهذا كله يف بيع العينة‪ ،‬وهو بيعتان يف بيعة" اه ‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪" :‬وقوله يف احلديث املتقدم‪« :‬من ابع بيعتني يف بيعة‪ ،‬فله أوكسهما‪ ،‬أو الراب»‪ ،‬هو‬
‫منزل على العينة بعينها؛ قاله شيخنا؛ ألنه بيعان يف بيع واحد‪ ،‬فأوكسهما الثمن احلا وإن أخذ‬
‫ابألكثر‪ ،‬وهو املؤجل‪ ،‬أخذ ابلراب‪ ،‬فاملعنيان ال ينفكان من أحد األمرين‪ :‬إما األخذ أبوكس‬
‫الثمنني‪ ،‬أو الراب‪ ،‬وهذا ال يتنزل إال على العينة" اه (‪.)1‬‬
‫القول الرابع‪:‬‬
‫أن املراد ابلنهي عن بيعتني يف بيعة‪ :‬هو أن يذكر البائع للسلعة مثنني؛ أحدمها حال‪ ،‬واآلخر‬
‫مؤجل‪ ،‬ويتم العقد دون اجلزم أبحدمها‪ ،‬ومثال ذلك أن يقول‪" :‬بعتك هذا خبمسني نقد‪ ،‬ومبائة‬
‫مؤجلة"‪ ،‬ويفرتقان دون حتديد أحد الثمنني أو األجلني‪ ،‬وهذا هو تفسري مجهور أهل العلم(‪.)2‬‬
‫يرد فيه ما يفيد أهنما تفرقا قبل اجلزم أبحد الثمنني‬
‫وعلى هذا حيمل تفسري مساك للحديث؛ ألنه مل ْ‬
‫أو عدمه‪ ،‬فيكون الكالم حمتمال‪ ،‬وعلى هذا ينبغي محله على ما جاء مبي نا عن السلف‪ ،‬من أن‬
‫املراد أهنما يذكران الثمنني‪ ،‬مث يفرتقان دون اجلزم أبحدمها‪ ،‬ومما روي يف ذلك‪:‬‬
‫قال ابن مسعود‪" :‬صفقتان يف صفقة راب‪ ،‬أن يقول الرجل‪" :‬إن كان بنقد فبكذا‪ ،‬وإن كان نسيئة‬
‫فبكذا"(‪.)3‬‬
‫وقال اإلمام الشافعي ‪ -‬رمحه هللا ‪" :-‬مها وجهان‪ ،‬أن يقول‪ :‬بعت هذا العبد أبلف نقدا أو أبلفني‬
‫نسيئة‪ ،‬وقد وجبت لك أبيهما شئت أن أو شئت أنت‪ ،‬فهذا بيع فيه الثمن جمهول"‪ .‬اه (‪.)1‬‬

‫(‪« )1‬جمموع الفتاوى»؛ البن تيمية ‪« ،432/29‬حاشية ابن القيم على سنن أيب داود» ‪.247/9‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪« :‬املبسوط»؛ للسرخسي‪« ،16/13‬خمتصر اختالف العلماء»؛ للطحاوي ‪« ،84/3‬املدونة الكربى ملالك‬
‫بن أنس» ‪« ،190/10‬التاج واإلكليل»؛ للعبدري‪« ،464/4‬مواهب اجلليل»؛ للحطاب ‪« ،404/5‬اختالف‬
‫الفقهاء»؛ للطربي ص‪« ،54‬االستذكار»؛ البن عبدالرب ‪« ،448/6‬خمتصر املزين» ص‪« ،88‬احلاوي الكبري»؛‬
‫للماوردي ‪« ،341/5‬التنبيه»؛ للفريوزآابدي ص‪« ،89‬الوسيط»؛ للغزايل ‪« ،72/3‬الشرح الكبري»؛ للرافعي ‪،194/8‬‬
‫«عمدة الفقه»؛ البن قدامة ص‪« ،47‬الكايف»؛ البن قدامة ‪« ،17/2‬املغين» ‪« ،161/4‬الشرح الكبري»؛ البن قدامة‬
‫‪« ،33/4‬اختالف األئمة العلماء»؛ البن هبرية ‪.147/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه ابن أيب شيبة يف «املصنف» ‪ ،119/6‬وعبد الرزاق ‪.138/8‬‬

‫‪21‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقال اخلطايب‪" :‬تفسري ما هنى عنه من بيعتني يف بيعة على وجهني‪ :‬أحدمها أن يقول‪ :‬بعتك هذا‬
‫الثوب نقدا بعشرة‪ ،‬ونسيئة خبمسة عشر‪ ،‬فهذا ال جيوز؛ ألنه ال يدري أيهما الثمن الذي خيتاره‬
‫منهما فيقع به العقد‪ ،‬وإذا جهل الثمن بطل البيع"‪ .‬اه (‪.)2‬‬
‫وقال اإلمام الرتمذي‪" :‬فسره بعض أهل العلم أن يقول الرجل‪ :‬أبيعك هذا الثوب نقدا بعشرة‪،‬‬
‫ونسيئة بعشرين‪ ،‬وال يفارقه على أحد البيعتني‪ ،‬فإن فارقه على أحدمها‪ ،‬فال أبس إذا كانت العقدة‬
‫على أحدمها"‪ .‬اه (‪.)3‬‬
‫وقال أبو عبيد القاسم بن سالم يف معىن بيعتني يف بيعة‪" :‬أن يقول الرجل للرجل‪ :‬أبيعك هذا‬
‫الثوب ابلنقد بكذا‪ ،‬وابلتأخري بكذا‪ ،‬مث يفرتقان على هذا الشرط‪ ،‬ومنه حديث النيب ‪ ‬أنه هنى‬
‫عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬فإن فارقه على أحد الشرطني بعينه‪ ،‬فليس ببيعتني يف بيعة "‪ .‬اه (‪.)4‬‬
‫ولعل هذا القول األخري هو األقرب للصواب‪ ،‬ويتأيد ذلك ابلوجه التايل‪.‬‬
‫الوجه الثاين يف الرد على حديث النهي عن بيعتني يف بيعة‪:‬‬
‫أن البيع بثمن مؤجل زائد على الثمن احلال‪ ،‬ال يدخل ضمن النهي عن بيعتني يف بيعة‪ ،‬بل هو بيع‬
‫واحد بثمن مؤجل من بداية العقد‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن احلديث يدل على تفسري من فسره ببيعتني يف بيعة على ذكر مثنني للسلعة؛‬
‫أحدمها نقد‪ ،‬واآلخر نسيئة‪ ،‬والصورة اليت معنا ليس فيها أي شيء من هذا‪ ،‬وإمنا هي بيع على مثن‬
‫واحد نسيئة‪ ،‬فصار هذا االستدالل غرب صاحل للمْنع من زايدة الثمن املؤجل على الثمن احلال(‪.)5‬‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن التفسري الدال على ما ذكروه من معىن بيعتني يف بيعة‪ ،‬ال يعدو أن يكون كالما‬
‫للصحايب أو التابعي‪ ،‬وقد خالفه غريه‪ ،‬فال يكون تفسريه حجة على غريه من الصحابة‪.‬‬
‫اثلثا الرد على الدليل الثالث‪ ،‬وهو ما ذكروا من األثر عن عبد هللا بن عباس وابن مسعود ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنهما‪:‬‬

‫(‪« )1‬خمتصر املزين» ‪.204/2‬‬


‫(‪« )2‬معامل السنن» ‪.105/3‬‬
‫(‪« )3‬سنن الرتمذي» ‪.227/4‬‬
‫(‪« )4‬غريب احلديث» ‪.224/2‬‬
‫(‪« )5‬نيل األوطار» ‪.250/5‬‬

‫‪22‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أما أثر ابن عباس ‪ ‬فيناقش من وجهني‪:‬‬


‫الوجه األول‪ :‬أنه ال يسلم أن مراده ‪ ‬املنع من البيع املؤجل مع الزايدة يف الثمن‪ ،‬بل إن مقصوده‬
‫هو بيع العينة‪ ،‬وهبذا فسره األئمة‪.‬‬
‫فعن عمرو بن دينار ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬قال‪" :‬إمنا يقول ابن عباس ال يستقيم بنقد مث يبيع لنفسه‬
‫بدين"(‪.)1‬‬
‫وقال ابن القيم ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬عندما أورد قول ابن عباس ‪ ‬دليال على حترمي بيع العينة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"ومعىن كالمه أنك إذا قومت السلعة بنقد‪ ،‬مث بعتها بنسيئة كان مقصود املشرتي شراء دراهم‬
‫معجلة بدراهم مؤجلة‪ ،‬وإذا قومتها بنقد مث بعتها به فال أبس‪ ،‬فإن ذلك بيع املقصود منه السلعة ال‬
‫الراب"(‪.)2‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أنه قد روي عنه ‪ ‬خالف ذلك‪ ،‬فقد أخرج ابن أيب شيبة عنه ‪ ‬أنه قال‪(( :‬ال‬
‫أبس أن يقول للسلعة هي بنقد بكذا‪ ،‬وبنسيئة بكذا‪ ،‬ولكن ال يفرتقا إال عن رضا))(‪ ،)3‬وهذا‬
‫نص صريح منه ‪ ‬على جواز املسألة موضع البحث‪.‬‬
‫رابعا الرد على الدليل الرابع من إلغاء الفرق بني زايدة الثمن مقابل إنقاص املدة‪ ،‬وبني زايدة الثمن‬
‫مقابل زايدة املدة‪ ،‬وميكن أن نناقش هذا الدليل من ثالثة أوجه‪:‬‬
‫الو ْجه األول‪ :‬هذا الدليل يقوم على إلغاء صحة مقابلة الزايدة يف الثمن مقابل األجل‪ ،‬وأن األجل‬
‫ال قيمة له‪ ،‬وقد ث بت بنصوص الفقهاء أن لألجل قيمة تؤثر يف الثمن‪ ،‬كما يف السلم وغريه‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن إنقاص الدين مقابل تعجيله حمل خالف بني العلماء‪ ،‬وهي صورة (ضع وتعجل)‪،‬‬
‫وهو ما يفسح اجملال للقول بتأثري املدة يف الثمن يف البيع ابألجل‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن إسقاط جزء من الدين يف صورة ضع وتعجل‪ ،‬يدخل على دين اثبت ومستقر‪،‬‬
‫أما يف البيع بثمن مؤجل‪ ،‬فالزايدة ليست كذلك‪ ،‬وإمنا ثبت البيع ابتداء بثمن مؤجل زائد على‬
‫الثمن احلال(‪.)1‬‬

‫(‪« )1‬مصنف عبد الرزاق» ‪.236/8‬‬


‫(‪« )2‬حاشية ابن القيم على سنن أيب داود» ‪.248/9‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن أيب شيبة برقم ‪.20453‬‬

‫‪23‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪« )1‬بيع التقسيط» ص ‪250 - 249‬؛ أتليف سليمان بن تركي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫خامسا الرد على الدليل اخلامس الذي يرى أن بيع التقسيط يتم دون رضا من املشرتي‪ ،‬وميكن أن‬
‫نناقش هذا من أوجه‪:‬‬
‫الوجه األول‪:‬‬
‫أن احلال يشهد عند العقد أبن البيع ابلتقسيط يتم برضا املتبايعني‪ ،‬فريضى البائع ابالنتفاع ابلزايدة‬
‫مقابل األجل‪ ،‬ويرضى املشرتي بتأجيل الثمن لعدم قدرته على نقده‪ ،‬واإلجياب والقبول عالمة‬
‫الرضى يف العقود؛ ألن الرضى القليب ال ميكن الوصول إىل حقيقته خلفائه‪ ،‬والصيغة مظنة الرضا‪،‬‬
‫وعند تعذر املئنة نعمل ابملظنة(‪.)1‬‬
‫الوجه الثاين‪:‬‬
‫أنه ال إكراه ألحد الطرفني على هذا البيع‪ ،‬وإن كان الباعث على عقد البيع ابلتقسيط احلاجة‪،‬‬
‫ألن الباعث على الع ْقد ال يعد إكراها‪ ،‬وإال لكان كل عقد يشتمل على إكراه‪ ،‬ألنه ما من عقد‬
‫إال وعليه ابعث وهذا الباعث ال ينفي الرضا خبالف اإلكراه(‪.)2‬‬
‫الوجه الثالث‪:‬‬
‫على فرض التسليم أن املشرتي ابلتقسيط مضطر‪ ،‬فإن ذلك ال يصدق على مجيع من يشرتون‬
‫ابلتقسيط‪ ،‬ألن بعضهم يشرتي ما ليس ضروري كما يشرتي بعضهم للتجارة ال للحاجة‪ ،‬فال‬
‫يصدق على اجلميع أهنم مضطرون(‪.)3‬‬
‫سادسا الرد على الدليل السادس الذي يرى تغليب جانب احلظر على جانب اإلابحة نظرا‬
‫للخالف الواقع يف البيع ابلتقسيط‪ ،‬وميكن مناقشة هذا الدليل أبن اللجوء إىل هذه القاعدة يكون‬
‫عند التعارض حقيقة بني احلاظر واملبيح‪ ،‬مع عدم إمكان اجلمع بينهما‪ ،‬ويف بيع التقسيط ال يوجد‬
‫ما يدل على احلظر بصورة واضحة‪ ،‬وقد أمكن اجلمع بني األدلة اليت استدل هبا املانعون وبني أدلة‬
‫اإلابحة‪ ،‬كما تقدم يف أتويل بيعتني يف بيعة(‪.)4‬‬

‫(‪« )1‬حكم البيع ابلتقسيط»؛ لإلبراهيم ‪.178‬‬


‫(‪« )2‬بيع التقسيط»؛ للدبو ‪.233‬‬
‫(‪« )3‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ‪.251‬‬
‫(‪« )4‬بيع التقسيط»؛ للمصري ‪.331‬‬

‫‪25‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اثنيا مناقشة أدلة القول الثاين الذي يرى جواز البيع ابلتقسيط‪:‬‬
‫أوال مناقشة استدالهلم بقول هللا تعاىل‪{ :‬وأحل اّلل الْب ْيع}‪:‬‬
‫ميكن أن يرد على استدالهلم بعموم اآلية يف حل هذا النوع من البيع‪ ،‬أبنه قد ورد ما ينقلنا عن هذا‬
‫العموم وخيصصه‪ ،‬وهي األدلة الدالة على حترمي البيع املؤجل مع زايدة الثمن‪ ،‬وهي اليت مضى‬
‫ذكرها‪ ،‬فيلزم العمل ابخلاص وترك العام كما هو معلوم عند أهل األصول‪.‬‬
‫وميكن الرد على هذه املناقشة أبن األدلة اليت يدعي املانعون أبهنا نقلة عن األصل والعموم‪ ،‬مل‬
‫يثبت منها دليل يدل على املدعى املطلوب‪ ،‬وقد نقشناها مبا يدل على بطالهنا‪ ،‬وهبذا يبقى نص‬
‫اإلابحة على عمومه(‪.)1‬‬
‫اثنيا مناقشة الدليل الثاين الذي فيه أن النيب ‪ ‬أخذ البعري ابلبعريين إىل أجل‪ ،‬وذلك من وجوه‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أن احلديث ال داللة فيه على ما ذكره اجمليزون؛ ألن احلديث مل يذكر فيه إال مثن‬
‫واحد‪ ،‬وهو الثمن املؤجل (البعريين)‪ ،‬فلم يكن هناك مثن حال زيد عليه مقابل األجل(‪.)2‬‬
‫وميكن أن جياب على هذه املناقشة‪ :‬أبنه ال أتثري لعدم ذكر مثن السلعة ما دامت الزايدة يف الثمن‬
‫املؤجل معلومة كما هي احلقيقة واحلال‪ ،‬فثبت هبا أن الزايدة نظري األجل جائزة‪ ،‬هذا فضال عن أن‬
‫الثمن احلال معلوم وإن مل يذكر يف احلديث‪ ،‬فقد علمنا يقينا أنه اشرتى البعري ابلبعريين إىل أجل‬
‫بنص احلديث‪ ،‬وهذا ما يؤكد أبن الثمن احلال للبعري هو بعري واحد(‪.)3‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن بيع البعري ابلبعريين ال يدل ابلضرورة على أن الثمن املؤجل فيه زايدة؛ ألن البعري‬
‫الواحد قد يساوي البعريين يف الثمن‪ ،‬أو يزيد عليهما‪ ،‬فال يتعني أن الزايدة يف مقابل التأجيل(‪.)4‬‬
‫وميكن أن جياب عن هذه املناقشة‪ :‬أبن ذكره لألجل يف السياق تعليال للزايدة‪ ،‬يدل على أن الزايدة‬
‫علتها األجل‪ ،‬ولو مل يكن األمر كذلك لكانت الزايدة مستحقة يف البيع احلال؛ ألن البعري الواحد‬

‫(‪« )1‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ص ‪.213‬‬


‫(‪« )2‬نظرية األجل» ص ‪.220‬‬
‫(‪« )3‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ص ‪.216‬‬
‫(‪« )4‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ص ‪.216‬‬

‫‪26‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫خري منهما‪ ،‬أما وقد ذكر األجل‪ ،‬فالظاهر أنه هو علة الزايدة‪ ،‬مث إن الثمن مل يكن موجودا وقت‬
‫البيع‪ ،‬حىت نعلم أنه خري من السلعة أو يساويها(‪.)1‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن بيع البعري ابلبعريين استثناء من قاعدة "عدم جواز التفاضل بني البدلني عند‬
‫احتاد اجلنس"‪ ،‬فيجب قصر النص على مورده‪ ،‬وهو بيع احليوان ابحليوان فقط؛ ألننا لو عممناه‬
‫ألجزن بيع الدينار ابلدينارين إىل أجل‪ ،‬وهذا غري جائز ابالتفاق(‪.)2‬‬
‫وميكن أن جياب على هذه املناقشة‪ :‬أبن بيع احليوان ابحليوان نسيئة مع التفاضل‪ ،‬ال يدخل يف‬
‫األصناف الربوية الستة املذكورة يف احلديث؛ ألنه ليس منها‪ ،‬وال يف معناها‪ ،‬أما الدننري الذهبية‬
‫فقد وردت يف النص‪ ،‬فال يلزم من إابحة ما يف حديث البعريين إابحة الدينار ابلدينارين إىل أجل‪.‬‬
‫مث إن الشريعة ال تعارض بني نصوصها يف احلقيقة‪ ،‬وقد أطال العلماء النفس يف بيان ما استثنته‬
‫النصوص‪ ،‬وأنه ليس على خالف األصل؛ بل هو على وفق النص(‪.)3‬‬
‫اثلثا مناقشة الدليل الرابع‪ ،‬وهو قياس البيع ابلتقسيط على عقد السلم‪ ،‬وميكن مناقشة هذا الدليل‬
‫من وجهني‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أن عقد السلم مما جاء النص بابحته‪ ،‬وقد جاء النص بتحرمي بيع الشيء بثمن‬
‫مؤجل زائد عن الثمن احلال‪ ،‬فال يصح أن يقاس ما حرم على ما أبيح؛ إذ القاعدة‪" :‬أنه ال قياس‬
‫مع نص"(‪.)4‬‬
‫وجياب عن هذه املناقشة‪ :‬أبن بيع التقسيط مل يرد بشأنه نص حيرمه‪ ،‬ومما استدللنا به على جوازه‬
‫القياس على بيع السلم‪ ،‬وما استدل به املانعون من أدلة نقشناها ورددن عليها مبا فيه كفاية(‪.)5‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن السلم ليس فيه زايدة مقابل األجل‪ ،‬واملسلف قد يكون قصده ضمان احلصول‬
‫على السلعة وقت وجودها‪ ،‬واملشرتي يستفيد تعجيل الثمن لينفق منه على زرعه‪ ،‬فال زايدة مقابل‬
‫التأجيل كما يف بيع التقسيط(‪.)1‬‬

‫(‪« )1‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ‪.217‬‬


‫(‪« )2‬القول الفصل»؛ ‪.21 - 20‬‬
‫(‪« )3‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ص ‪.218‬‬
‫(‪« )4‬القول الفصل» ص ‪.17‬‬
‫(‪« )5‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ‪.220‬‬

‫‪27‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وميكن أن جياب على هذه املناقشة‪ :‬أبنه وإن قصد املشرتي ضمان احلصول على السلعة يف وقتها‪،‬‬
‫فهذا ال ينايف قصد طلب رخص السلعة يف وقت وجودها‪ ،‬وهذا هو الغالب على قصد املتعاملني‬
‫ابلسلم‪ ،‬كما صرح به كثري من الفقهاء عند حبثهم حلكمة مشروعيته(‪.)2‬‬
‫رابعا مناقشة الدليل السادس‪ ،‬وهو أن حاجة الناس داعية إىل إابحة بيع التقسيط‪ ،‬وقد نوقش هذا‬
‫الدليل‪ :‬أبن املصلحة املدعاة يف ذلك ينبغي اعتبارها ملغاة؛ ألن ذلك يؤدي إىل اجلشع والطمع‪،،‬‬
‫فتكون املصلحة املعتربة هو املنع من هذا البيع؛ منعا الستغالل أصحاب احلاجة(‪.)3‬‬
‫وميكن أن جياب عن هذه املناقشة بوابني‪:‬‬
‫ألجل األجل ليس فيها استغالل‪ ،‬وإال لقلنا بعدم جواز مجيع‬
‫اجلواب األول‪ :‬الزايدة على الثمن ْ‬
‫البيوع اليت فيها ربح‪ ،‬بدعوى أهنا استغالل(‪.)4‬‬
‫قال ابن تيمية‪" :‬قال أبو طالب‪ :‬قيل ألمحد‪ :‬إن ربح الرجل يف العشرة مخسة‪ ،‬أيكره ذلك؟ قال‪:‬‬
‫إن كان أجله إىل سنة أو أقل بقدر الربح‪ ،‬فال أبس‪ .‬وقال جعفر بن حممد‪ :‬مسعت أاب عبد هللا‬
‫يقول‪ :‬بيع النسيئة إذا كان مقاراب فال أبس‪.‬‬
‫وهذا يقتضي كراهة الربح الكثري الذي يزيد على قدر األجل؛ ألنه يشبه بيع املضطر‪ ،‬وهذا يعم بيع‬
‫املراحبة واملساومة"(‪.)5‬‬
‫اجلواب الثاين‪ :‬أن مطالبة البائع أبن يبيع السلعة ابلثمن املؤجل دون زايدة‪ ،‬يقف عائقا ضد‬
‫مصلحة اجلميع‪ ،‬مع ما فيه من إضرار ابلبائع؛ ألنه سيبيعها على هذا أبقل من الثمن احلال؛ ألن‬
‫الثمن املؤجل يقل يف املالية عن الثمن احلال مبرور الزمن‪.‬‬
‫الرتجيح‪:‬‬
‫والذي يرتجح ‪ -‬وهللا أعلم ‪ -‬هو القول الثاين؛ لقوة دليله‪ ،‬وهو ما عليه مجاهري أهل العلم‪ ،‬وهو ما‬
‫ذهب إليه جممع الفقه اإلسالمي‪ ،‬حيث جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي يف دورته السادسة‪:‬‬

‫(‪« )1‬القول الفصل»؛ ص ‪.13‬‬


‫(‪« )2‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ص ‪.220‬‬
‫(‪« )3‬حكم زايدة السعر» ص ‪.373‬‬
‫(‪« )4‬بيع التقسيط»؛ للرتكي ص ‪.223‬‬
‫(‪« )5‬االختيارات الفقهية» ‪.123 - 122‬‬

‫‪28‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫"جتوز الزايدة يف الثمن املؤجل عن الثمن احلال‪ ،‬كما جيوز ذكر مثن املبيع نقدا ومثنه ابألقساط ملدة‬
‫معلومة‪ ،‬وال يصح البيع إال إذا جزم العاقدان ابلنقد أو التأجيل‪ ،‬فإذا وقع البيع مع الرتدد بني النقد‬
‫والتأجيل‪ ،‬أبن مل حيصل االتفاق اجلازم على مثن واحد‪ ،‬فهو غري جائز شرعا"(‪.)1‬‬
‫كما جاء على ذلك فتوى قطاع اإلفتاء ابلكويت‪ ،‬حيث نصت الفتوى على ما يلي‪" :‬البيع‬
‫ابألجل‪ ،‬وبسعر أعلى من السعر األول‪ ،‬على شرط ثبوت السعر‪ ،‬جائز شرعا بدون أي شك‬
‫لدينا"(‪.)2‬‬
‫اخلامتة‬
‫ويف ختام هذا البحث‪ ،‬أقف وقفة أخرية أخلص أبرز ما توصلت إليه من نتائج‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬للبيع يف االصطالح تعاريف عدة‪ ،‬تكاد تتفق على مضمون واحد‪ ،‬وهو مبادلة املال ابملال‪.‬‬
‫‪ -2‬للتأجيل يف الشرع آاثر ال بد من مراعاهتا واإلحاطة هبا عند احلكم على مسائل اآلجال‪ ،‬ومن‬
‫تلك اآلاثر‪ :‬أتثري التأجيل يف حرمة بعض املعامالت‪ ،‬وذلك كمبادلة األصناف الربوية ببعضها مع‬
‫التأجيل‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ريب يف جواز البيع ابلثمن املؤجل على وجه العموم؛ إذ إن ذلك قد فعله أشرف اخللق‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬الراجح من أقوال أهل العلم‪ ،‬هو جواز الزايدة يف الثمن املؤجل عن الثمن احلال‪ ،‬وهذا قول‬
‫مجاهري أهل العلم‪ ،‬وعلى ذلك جاء قرار جممع الفقه اإلسالمي‪ ،‬وفتوى قطاع اإلفتاء ابلكويت‪.‬‬

‫(‪« )1‬جملة جممع الفقه اإلسالمي» العدد السادس‪.447/1 ،‬‬


‫(‪« )2‬فتاوى قطاع اإلفتاء ابلكويت» ‪.108/3‬‬

‫‪29‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫املصادر واملراجع‬
‫‪ .1‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل؛ لعلي بن‬
‫سليمان املرداوي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حامد الفقي‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلجابة إليراد ما استدركته عائشة على الصحابة؛ لبدر الدين الزركشي‪ ،‬املكتب اإلسالمي‬
‫‪ -‬بريوت ‪1390 -‬ه ‪1970 -‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬سعيد األفغاين‪.‬‬
‫‪ .3‬اختالف األئمة العلماء؛ أليب املظفر حيىي بن حممد بن هبرية‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬لبنان‬
‫‪ /‬بريوت ‪1423 -‬ه ‪2002 -‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬السيد يوسف أمحد‪.‬‬
‫‪ .4‬االستذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمصار؛ ليوسف بن عبد هللا بن عبد الرب النمري‬
‫القرطيب‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت ‪2000 -‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬سامل حممد عطا ‪-‬‬
‫حممد علي معوض‪.‬‬
‫األم؛ حملمد بن إدريس الشافعي‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت ‪ ،1393 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ .6‬التاج واإلكليل ملختصر خليل؛ حملمد بن يوسف بن أيب القاسم العبدري‪ ،‬دار الفكر ‪-‬‬
‫بريوت ‪ ،1398 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .7‬البدر املنري يف ختريج األحاديث واآلاثر الواقعة يف الشرح الكبري؛ لسراج الدين أيب حفص‬
‫عمر بن علي بن أمحد األنصاري الشافعي املعروف اببن امللقن‪ ،‬دار اهلجرة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الرايض‪،‬السعودية‪1425 ،‬ه ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى أبو الغيط‪ ،‬وعبدهللا بن سليمان‬
‫وايسر بن كمال‪.‬‬
‫بيع التقسيط؛ أتليف سليمان بن تركي طبعة دار أشبيليا‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ .9‬التحقيق يف أحاديث اخلالف؛ لعبد الرمحن بن علي بن حممد بن اجلوزي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬بريوت ‪ ،1415 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬مسعد عبد احلميد حممد السعدين‪.‬‬
‫‪ .10‬ختريج األحاديث الضعاف من سنن الدارقطين؛ لعبد هللا بن حيىي بن أيب بكر الغساين‪،‬‬
‫دار عامل الكتب ‪ -‬الرايض ‪ 1411 -‬ه ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬أشرف عبد املقصود عبد‬
‫الرحيم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .11‬التلقني يف الفقه املالكي؛ لعبد الوهاب بن علي بن نصر الثعليب املالكي‪ ،‬املكتبة التجارية‬
‫‪ -‬مكة املكرمة ‪ ،1415 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد اثلث سعيد الغاين‪.‬‬
‫‪ .12‬التنبيه يف الفقه الشافعي؛ إلبراهيم بن علي بن يوسف الفريوزآابدي‪ ،‬عامل الكتب ‪ -‬بريوت‬
‫‪ ،1403 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬عماد الدين أمحد حيدر‪.‬‬
‫‪ .13‬تنقيح يف أحاديث التعليق؛ حملمد بن أمحد بن عثمان الذهيب‪ ،‬دار الوطن ‪ -‬الرايض ‪-‬‬
‫‪1421‬ه ‪2000-‬م‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى أبو الغيط عبد احلي عجيب‪.‬‬
‫‪ .14‬اجلامع الصحيح (سنن الرتمذي)؛ حملمد بن عيسى الرتمذي السلمي‪ ،‬دار إحياء الرتاث‬
‫العريب ‪ -‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر وآخرون‪.‬‬
‫‪ .15‬اجلامع الصغري وشرحه النافع الكبري؛ حملمد بن احلسن الشيباين‪ ،‬عامل الكتب ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫‪ ،1406‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .16‬مجاع العلم؛ حملمد بن إدريس الشافعي أبو عبد هللا‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫‪ ،1405‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .17‬حاشية ابن القيم على سنن أيب داود؛ حملمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد الزرعي‬
‫الدمشقي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت ‪ ،1995 - 1415 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .18‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري؛ حملمد عرفه الدسوقي‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد عليش‪.‬‬
‫‪ .19‬حاشية رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار؛ البن عابدين‪ ،‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر ‪ -‬بريوت‪1421 ،‬ه ‪2000 -‬م‪..‬‬
‫‪ .20‬احلاوي الكبري؛ لعلي بن حممد بن حبيب املاوردي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبنان‬
‫‪ 1419 -‬ه ‪ 1999-‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬الشيخ علي حممد معوض ‪ -‬الشيخ عادل أمحد‬
‫عبد املوجود‬
‫‪ .21‬الدراية يف ختريج أحاديث اهلداية؛ ألمحد بن علي بن حجر العسقالين‪ ،‬دار املعرفة ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬السيد عبد هللا هاشم اليماين املدين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .22‬سنن أيب داود؛ لسليمان بن األشعث أبو داود السجستاين األزدي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد حميي الدين عبد احلميد‪.‬‬
‫‪ .23‬سنن البيهقي الكربى؛ ألمحد بن احلسني البيهقي‪ ،‬مكتبة دار الباز ‪ -‬مكة املكرمة ‪-‬‬
‫‪ ،1994 - 1414‬حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪.‬‬
‫‪ .24‬سنن الدارقطين؛ لعلي بن عمر أبو احلسن الدارقطين البغدادي‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫‪ ،1966 - 1386‬حتقيق‪ :‬السيد عبد هللا هاشم مياين املدين‪.‬‬
‫‪ .25‬شرح اخلرشي على خمتصر خليل؛ حملمد اخلرشي‪ ،‬دار الفكر للطباعة ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .26‬شرح الزرقاين على موطأ اإلمام مالك؛ حملمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاين‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ -‬بريوت ‪ ،1411 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .27‬شرح القواعد الفقهية؛ ألمحد بن الشيخ حممد الزرقا‪ ،‬دار القلم ‪ -‬دمشق‪ ،‬سوراي ‪-‬‬
‫‪1409‬ه ‪1989 -‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬صححه وعلق عليه مصطفى أمحد الزرقا‪.‬‬
‫‪ .28‬الشرح الكبري؛ ألمحد الدردير‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عليش‪.‬‬
‫‪ .29‬الشرح الكبري للرافعي؛ لعبد الكرمي بن حممد الرافعي القزويين (املتوىف‪623 :‬ه )‪.‬‬
‫‪ .30‬شرح فتح القدير؛ حملمد بن عبد الواحد السيواسي املعروف اببن اهلمام‪ ،‬دار الفكر ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .31‬صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان؛ حملمد بن حبان بن أمحد البسيت‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪-‬‬
‫بريوت ‪ ،1993 - 1414 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪.‬‬
‫‪ .32‬صحيح ابن خزمية؛ حملمد بن إسحاق بن خزمية‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ -‬بريوت ‪1390 -‬‬
‫‪ ،1970 -‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد مصطفى األعظمي‪.‬‬
‫‪ .33‬عمدة الفقه؛ لعبد هللا بن أمحد بن قدامه املقدسي‪ ،‬مكتبة الطرفني ‪ -‬الطائف‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عبد هللا سفر العبديل‪ ،‬حممد دغيليب العتييب‪.‬‬
‫‪ .34‬غريب احلديث؛ أليب الفرج عبد الرمحن بن علي بن اجلوزي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‬
‫‪ -‬لبنان ‪ ،1985 - 1405 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد املعطي أمني القلعجي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .35‬الفائق يف غريب احلديث؛ حملمود بن عمر الزخمشري‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬علي حممد البجاوي ‪ -‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪.‬‬
‫‪ .36‬فتاوى قطاع اإلفتاء ابلكويت‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ابلكويت‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1407 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ .37‬الفروع وتصحيح الفروع؛ حملمد بن مفلح املقدسي أبو عبد هللا‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪-‬‬
‫بريوت ‪ ،1418 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو الزهراء حازم القاضي‪.‬‬
‫‪ .38‬الفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين؛ ألمحد بن غنيم بن سامل النفراوي‬
‫املالكي‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت ‪1415 -‬ه ‪.‬‬
‫‪ .39‬القواعد‪ ،‬البن رجب احلنبلي؛ مكتبة نزار مصطفى الباز ‪ -‬مكة ‪1999 -‬م‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ .40‬القوانني الفقهية؛ حملمد بن أمحد بن جزي الكليب الغرنطي‪.‬‬
‫‪ .41‬القول الفصل يف بيع األجل؛ لعبدالرمحن عبداخلالق‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .42‬الكايف يف فقه اإلمام املبجل أمحد بن حنبل؛ لعبد هللا بن قدامة املقدسي‪ ،‬املكتب‬
‫االسالمي ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .43‬الكتاب املصنف يف األحاديث واآلاثر؛ لعبد هللا بن حممد بن أيب شيبة‪ ،‬مكتبة الرشد ‪-‬‬
‫الرايض ‪ ،1409 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪.‬‬
‫‪ .44‬كتب ورسائل وفتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية؛ ألمحد عبد احلليم بن تيمية احلراين أبو‬
‫العباس‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬مجع‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم العاصمي النجدي‪.‬‬
‫‪ .45‬املبدع يف شرح املقنع؛ إلبراهيم بن حممد بن عبد هللا بن مفلح‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪-‬‬
‫بريوت ‪.1400 -‬‬
‫‪ .46‬املبسوط؛ لشمس الدين السرخسي‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .47‬جملة جممع الفقه اإلسالمي؛ إعداد‪ :‬منظمة املؤمتر اإلسالمي‪ ،‬العدد السادس‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .48‬اجملموع؛ ليحىي بن شرف النووي‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت ‪1997 -‬م‪.‬‬


‫‪ .49‬احمللى؛ لعلي بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة ‪ -‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫جلنة إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫‪ .50‬خمتصر اختالف العلماء؛ ألمحد بن حممد بن سالمة الطحاوي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية ‪-‬‬
‫بريوت ‪ ،1417 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد هللا نذير أمحد‪.‬‬
‫‪ .51‬املدونة الكربى؛ ملالك بن أنس‪ ،‬دار صادر ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .52‬املستدرك على الصحيحني؛ حملمد بن عبدهللا النيسابوري‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫‪1411‬ه ‪1990 -‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪.‬‬
‫‪ .53‬مسند اإلمام أمحد؛ ألمحد بن حنبل الشيباين‪ ،‬مؤسسة قرطبة ‪ -‬مصر‪.‬‬
‫‪ .54‬مشارق األنوار على صحاح اآلاثر؛ للقاضي أيب الفضل عياض بن موسى بن عياض‬
‫اليحصيب السبيت املالكي‪،‬دار الرتاث‪.‬‬
‫‪ .55‬املصنف‪ ،‬لعبد الرزاق بن مهام الصنعاين؛ املكتب اإلسالمي ‪ -‬بريوت ‪ ،1403 -‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪.‬‬
‫‪ .56‬املعامالت املصرفية والربوية وعالجها يف اإلسالم؛ نور الدين عرت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1986 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ .57‬املغين يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل الشيباين؛ لعبد هللا بن أمحد بن قدامة املقدسي أبو‬
‫حممد‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت ‪ ،1405 -‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .58‬املنثور يف القواعد‪ ،‬حملمد بن هبادر بن عبد هللا الزركشي أبو عبد هللا؛ وزارة األوقاف‬
‫والشئون اإلسالمية ‪ -‬الكويت ‪ ،1405 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬تيسري فائق أمحد حممود‪.‬‬
‫‪ .59‬مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل؛ حملمد بن عبد الرمحن احلطاب‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‬
‫‪ ،1398 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .60‬موطأ اإلمام مالك‪ ،‬ملالك بن أنس األصبحي؛ دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬مصر ‪،- -‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .61‬نصب الراية ألحاديث اهلداية؛ لعبدهللا بن يوسف الزيلعي‪ ،‬دار احلديث ‪ -‬مصر ‪-‬‬
‫‪ ،1357‬حتقيق‪ :‬حممد يوسف البنوري‪.‬‬
‫‪ .62‬نظرية األجل يف االلتزام يف الشريعة اإلسالمية والقوانني العربية؛ د‪.‬عبدالناصر‬
‫العطار‪،‬مطبعة السعادة‪.‬‬
‫‪ .63‬النكت والفوائد السنية على مشكل احملرر جملد الدين ابن تيمية؛ إلبراهيم بن حممد بن عبد‬
‫هللا بن مفلح‪ ،‬مكتبة املعارف ‪ -‬الرايض ‪ ،1404 -‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .64‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج؛ حملمد بن أمحد بن محزة الرملي الشهري ابلشافعي الصغري‪،.‬‬
‫دار الفكر للطباعة ‪ -‬بريوت ‪1404 -‬ه ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫‪ .65‬النهاية يف غريب احلديث واألثر؛ للمبارك بن حممد اجلزري‪ ،‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت ‪-‬‬
‫‪1399‬ه ‪1979 -‬م‪ ،‬حتقيق‪ :‬طاهر أمحد الزاوى ‪ -‬حممود حممد الطناحي‪.‬‬
‫‪ .66‬نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخبار؛ حملمد بن علي بن حممد‬
‫الشوكاين‪ ،‬دار اجليل ‪ -‬بريوت ‪.1973 -‬‬
‫‪ .67‬اهلداية شرح بداية املبتدي؛ لعلي بن أيب بكر بن عبد اجلليل الرشداين املرغياين‪ ،‬املكتبة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .68‬الوسيط يف املذهب؛ حملمد بن حممد بن حممد الغزايل أبو حامد‪ ،‬دار السالم ‪ -‬القاهرة ‪-‬‬
‫‪ ،1417‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممود إبراهيم‪ ،‬حممد حممد اتمر‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اتبع اجلديد واحلصري على شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الفهرس‬
‫املقدمة‬
‫الفصل األول‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم البيع‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم التأجيل‬
‫الفصل الثاين‬
‫املبحث األول‪ :‬حكم البيع ابلثمن املؤجل مطلقا‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حكم البيع ابلثمن املؤجل مع الزايدة على أصل الثمن‬
‫اخلامتة‬
‫فهرس املراجع واملصادر‬

‫‪36‬‬

You might also like