Professional Documents
Culture Documents
معرف ة الحكم الش رعي ه و الغاي ة من علم الفق ه وأص وله ،ولكن علم
وعلم الفق ه ينظ ر إلي ه باعتب ار اس تنباطه فعال ،بتط بيق ماوض عه علم
والحكم الشرعي سمي ب ذلك ألن ه م أخوذ من الش رع .والش رع بمع نى
الشارع وهو هللا سبحانه وتعالى حقيقة والرسول صلى هللا عليه وس لم
مجازا.
ويعرف الحكم الشرعي بأنه خطاب هللا سبحانه وتعالى المتعل ق بأفع ال
1
المقصود بخطاب هللا :كالمه مباشرة وهو القرآن ،أو بالواسطة
الشرعية .
وحي هللا إليه :قال تع الى (( :وم ا ينط ق عن اله وى إن ه و إال
أكان هذا الطلب بنوعه على سبيل اإللتزام ،أم كان على سبيل الترجيح.
2
والمقصود بالتخيير :التسوية بين فعل الشيء و تركه ،ب دون ت رجيح
منه.
أمثلة :
(اإلسراء . )٣٢ :حكم شرعي ألنه خطاب من الشارع ،طلب به الكف/ال ترك
)٢وقول ه تع الى (( :أقم الص لوة ل دلوك الش مس )) (اإلس راء . )٧٨ :حكم
شرعي ،النه خطاب الشارع بجعل دلوك الشمش سببا لوجوب الصالة .
3
)٣وقوله تعالى (( :والسارق والسارقة ف اقطعوا أي ديهما ج زاء بم ا كس با))
(المائ دة . )٣٨ :حكم ش رعي ألن ه خط اب من الش ارع بجع ل الس رقة س ببا
وقول النبي صلى هللا علي ه وس لم (( :رف ع القلم عن ثالث ة :عن الن ائم ح تى
يستيقظ ،وعن الصبى حتى يحتلم ،وعن المجن ون ح تى يفي ق)) ـ خط اب من
أما خطاب هللا تعالى المتعلق بغير أفعال المكلفين ،ال يس مى حكم ا عن د
بم ا خلق ه جم ادات ،وك ذلك خطاب ه المتعل ق بأفع ال المكلفين ،ولكن ال
4
الحكم الشرعي عند األصوليين ينقسم الى قسمين:
)1الحكم التكليفي
)2الحكم الوضعي
-1الحكم التكليفي :وهو ما يقتض ى طلب الفع ل ،أو الك ف عن ه ،أو التخي ير
-أو -الحكم التكليفى – اشتمل عليه من طلب أو تخيير ينقسم الى خمس ة ،ألن
الطلب اما طلب فعل أو طلب ترك ،ثم طلب الفعل اما ج ازم ،فه و االيج اب ،أو
غير جازم فهو الندب ،وطلب الترك ايضا اما جازم فهو التحريم أو غير ج ازم
5
-2والندب هو خطاب هللا تعالى المقتضى للفعل إقتضاء غير جازم.
-2الحكم الوضعي :وهو ما يقتضى جعل شيء سببا لشيء أخر ،أو شرطا
وسمى هذا النوع بالحكم الوضعى :ألن رب ط بين ش يئين بالس ببية ،أو
ش رطية ،أو المانعي ة بوض ع من الش ارع ،أى :إن الش ارع ه و ال ذى
جعل هذا سببا لهذا ،أو شرطا له ،أو مانعا له.
6
أمثله /مثال :حلول شهر رمضان ه و س بب لوج وب الص يام ،ودل وك
للمكل ف /أم ر يس تطيع المكل ف فعل ه وترك ه ،فه و داخ ل في ح دود قدرت ه
منه الخارج عن قدرته :مثال :رؤيه الهالل سبب لوجوب صيام رمضان.
7
أوال :اإليجاب :وهو طلب الشارع الفعل على س بيل الحتم واإلل زام ،وأث ره
في فعل المكلف :الوج وب ،الفع ل المطل وب على هذا الوج ه :ه و ال واجب/.
ثانيا :الندب :وهو طلب الشارع الفعل على سبيل الترجيح ال اإللزام ،وأثره
المندوب.
ثالث ا :التح ريم :وه و طلب الش ارع الك ف عن الفع ل على س بيل الج زم
واإللزام ،وأثره في فعل المكلف الحرمة ،والفعل المطلوب تركه :هو الح رام
أو المحرم.
رابعا :الكراهة :وهي طلب الشارع الكف عن الفع ل على س بيل ال ترجيح ال
8
ترك ه على ه ذا الوج ه :وه و المك روه /.وال ذي تعل ق ب ه الكراه ة يس مى
مكروها.
خامس ا :اإلباحة :وهي تخي ير الش ارع للمكل ف بين الفع ل وال ترك ،دون
ترجيح ألحدهما على اآلخر ،وأثره في فعل المكلف :اإلباح ة ،والفع ل ال ذي
ومن هذا يتبين لنا أن المطلوب إيجاده نوع ان :ال واجب والمن دوب ،
وأن الفع ل المطل وب ترك ه نوع ان أيض ا :المح رم والمك روه ،وأن
المطلب األول
9
الواجب
الواجب شرعا :هو ما طلب الشارع فعله على وجه اللزوم ،بحيث
يذم تاركه ومع الذم العقاب ،ويمدح فاعله ومع المدح الثواب.
يقس م ال واجب الى أقس ام متع ددة ،باعتب ارات مختلف ة ،فهن اك تقس يم ل ه :
باعتبار وقت أدائه ،وآخر :باعتبار تقديره وعدم تق ديره ،وث الث ،باعتب ار
فالواجب المطلق :هو ما طلب الشارع فعله ،دون أن يقي د أداءه ب وقت معين،
فللمكل ف أن يفعل ه في أي وقت ش اء ،وال إثم علي ه في الت أخير ،ولكن ينبغي
المبادرة إلى األداء ،ألن اآلجال مجهولة وال يعلم اإلنسان متى تحل به مصيبة
الموت.
10
مثال :قضاء رمضان لمن أفطر بعذر مشروع ،الكفارة الواجب ة على من حنث
في يمينه.
وال واجب المقيد :ه و م اطلب الش ارع فعل ه وعين ألدائ ه وقت ا مح ددا:
كالصلوات الخمس ،وصوم رمضان ،فال يجوز أداؤه قبل وقته المح دد ،وي أثم
ينقس م ال واجب باعتب ار المق دار المطل وب من ه الى قس مين :واجب مح دد
فالواجب المحدد :هو ما عين الشارع منه مقدارا مح ددا :كالزك اة ،وأثم ان
والواجب غير المحدد :هو الذي لم يحدد الشارع مقداره :كاإلنفاق في س بيل
هللا (في غير الزك اة) فه ذا ليس ل ه ح د مح دود ،وإنم ا يتح دد بمق دار حاج ة
المحتاج وقدرة المنفق ،فمن تعين عليه سد حاج ة فق ير ،لزم ه واجب غ ير
محدد ،فعليه أن ينفق على هذا الفقير بمقدار ما تندفع به حاجته .
11
-3الواجب بالنظر إلى تعين المطلوب وعدم تعينه :
فالواجب المعين :هو ما طلبه الشارع بعينه من غير تخيير للمكلف بين أمور
مختلفة :كالصالة والص يام ورد المغص وب إن ك ان قائم ا ،وحكم ه ذا الن وع
وال واجب غ ير المعين :ه و م ا طلب ه الش ارع ال بعين ه ،ولكن ض من أم ور
الواجب واحدا من اثنين ،وللمكلف أن يختار أحدهما ،كما في قوله تعالى في
اسرى الحرب َ ( :حتى إذا أثخذنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء
حتى تضع الحرب أوزرها )[ محمد ، ] ٤ :فلإلمام أن يمن على األسرى ،أو
ومثله :كفارة اليمين ،فإن الواجب فيها على الحانث واحد من ثالثة أش ياء :
إطعام عشرة مساكين ،أو كسوتهم ،أو عت ق رقب ة ،وه ذا عن د االس تطاعة
والمقدرة ،أما عند عدمها فالواجب معين :وه و ص يام ثالث ة أي ام .وس مى
البعض هذا الواجب :بالواجب المخير ،ألن فيه تخييرا للمكلف .
12
:4الواجب بالنظر إلى المطالب به
فالواجب العيني :هو ما توجه فيه الطلب الالزم إلى كل مكل ف ،أي :ه و م ا
فيه الطالب الالزم إلى كل مكلف ،أي :هو م ا طلب الش ارع حص وله من ك ل
واحد من المكلفين ،فال يكفي فيه قيام البعض اآلخ ر ،وال ت برأ ذم ة المكل ف
والواجب على الكفاية ،أو الكفائي :هو ما طلب الشارع حصوله من جماع ة
المكلفين ،ال من كل فرد منهم ،ألن مقصود الش ارع حص وله في الجماع ة ،
أي :إيج اد الفع ل ال ابتالء المكل ف ،ف إذا فعل ه البعض س قط الف رض عن
-2المندوب
هو ما طلب الشارع فعله من غير إلزام ،بحيث يمدح فاعله ويثاب ،وال
يذم تاركه وال يعاقب.
13
4دل على
ويدل على كون الفعل مندوبًا ضيغة الطلب ،إذا اقترن بها ما ي4
إرادة الندب ال اإللزام ،سواء كانت هذه القرينة نصًا أو غيره.
فقوله تعالى (( :يأيها الذين ءامنوا إذا تداينهم بدين إلى أجل مس44مى
فاكتبوه )) [البقرة ،] 282 :ال يدل هذا الطلب على الحتم واإللزام،
بقرينة ما ورد في سياق االية وهو قوله تعالى (( :فإن أمن بعض44كم
بعضا فليؤدالذي اؤتمن أمنته )) [البقرة ،] 283 :فهذا النص يدل
على أن طلب كتابة الدين :إنما يرادبه الندب ال اللزوم ،فهو من قبيل
4ذوا
4إذا لم يأخ4
4به حقوقهم من الضياع ،ف4
اإلرشاد للعباد لما يحفظون
بهذا اإلرشاد تحملوا هم نتيجة إهمالهم.
وقوله عليه الصالة والسالم (( :يا معشر الشباب ،من استطاع منكم الباءة
فليتزوج )) ال يدل على وجوب النكاح على كل مكلف ،بقرينة ما ع44رف
بالتواتر هن النبي صلى اهلل علية وسلم :أنه لم يلزم كل مكلف بالنكاح ،
ولو مع قدرته عليه.
4
4وع،
4تحب ،والتط4
4ة ،والمس4
والمندوب يسمى أيضا :السنة ،والنافل4
واإلحسان ،والفضيلة ،وكلها ألفاظ متقاربة المعنى تش44ير الى مع44نى
المندوب :وهو كونه راجع الفعل من غير إلزام.
14
والمندوب ليس نوعًا واحدًا ،بل هو على مراتب :
فأعالها :ما واظب عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم ،ولم يتركه إال ن44ادرًا ،
4دة ،يالم
4نة مؤك4
4مى :س4
منه :صالة ركعتين قبل فريضة الفجر ،فهذه تس4
تاركها وال يعاقب ،ومنها إيضًا :النكاح في حالة االعتدال بالنس44بة للق44ادر
عليه ،واألذان فهو من شعائر اإلسالم المتعلقة بمص44لحة دينية عام44ة ،فال
يجوز التهاون به.
ويلي هذه المرتبة ،ما يسمى :بالسنة غير مؤكدة ،وهي ال44تى لم ي44داوم
عليها النبي صلى اهلل عليه وسلم ،كصالة أربع ركعات قبل الظهر ،وكصدقة
4إذا لم يكن من يتصدق عليه في حالة االضطرار
التطوع بالنسبة للقادر عليها،
والحاجة الشديدة .
وتلي هذه المرتبة من المندوب ،ما يسمى بالفضيلة واألدب وسنة الزوائ44د،
كاالقتداء بالنبي صلى اهلل عليه وسلم شؤونه االعتيادية ال44تي ص44درت منه
4داء به عليه الص44الة
بصفته إنسانًا ،كآداب األكل والشرب والن44وم ،فاالقت4
والسالم في هذه األمور مستحب .ولكن تاركها ال يس44تحق لوم44ا ،وال عتابا
ألنها ليست من أمور الدين ،ولم تجر مجرى العبادات ،ولكن مجرى العادات.
-3الحرام أو محرم
15
الحرام :هو ما طلب الش44ارع الكف عنه على وجه الحتم واإلل44زام،
فيكون تاركه مأجورا مطيعا ،وفاعله آثما عاصيا.
أو يستفاد التحريم من صيغة النهي المقترنة بما ي44دل على الحتم ،أو
من ترتيب العقوبة على الفعل.
16
أقسام الحرام:
4رار والمفاسد
4داء لما فيه من األض4
فالمحرم لذاته :هو ما حرمه الشارع إبت4
الذاتية التي ال تنفك عنه :كالزنى ،وتزوج المح44ارم ،وأكل الميتة وبيعه44ا،
والسرقة ،وقتل النفس بغير الحق ،ونحو ذلك مما حرم لذاته وعين44ه .وحكم
هذا النوع :أنه غير مشروع أصال وال يحل للمكلف فعله.
ولكن قد يباح بعض أنواع المحرم لذاته عند الض44رورة لحفظ الض44روريات
الخمس.
المحرم لغيره :وهو ما كان مشروعا في األصل ،إذ ال ضرر فيه وال مفسدة،
أو أن منفعته هي الغالبة ،ولكنه اق44ترن بما اقتضى تحري44ة :كالص44الة في
األرض المغصوبة ،والبيع وقت نداء الجمعة ،والنك44اح المقص44ود به تحليل
4والنكاح مع الخطبة على خطبة الغير ،والبيوع ال44تي
المطلقة ثالث لمطلقها،
تقصد بها الربا ونحو ذلك.
-4المكروه
المكروه :هو ما كان تركه أولى من فعله ،أو هو ما طلب الش44ارع من
المكلف تركه ،ال على وجه الحتم واإللزام كما لو كانت الصيغة بنفسها
دالة على كراهة ،أو كانت الصيغة من ص44يغ النهي ،وق44امت القرينة
على صرفها من التحريم إلى الكراهة.
17
فمن األول :قوله عليه السالم ((:إن اهلل يكره لكم قيل وقال وك**ثرة الس**ؤال
* ،وقوله ص44لى اهلل عليه وس44لم (( :أبغض الحالل إلى اهلل
وإضاعة المال))
الطالق)).
ومن الثانية :قوله تعالى(( :يأيها الذين ءامنوا ال تسئلون عن أشياء إلن تبد
لكم تسؤكم)) المائدة ،101 :والقرينة الصارفة عن التحريم إلى الكراهة ،ما
جاء بنفس اآلية وهو قوله تعالى ((:وإن تسئلوا عنها حين ينزل القرءان تبد
لكم" عفا اهلل عنها" واهلل غفور حليم)) المائدة101 :
وحكم المكروه :أن فاعله ال يأثم ،وإن كان ملوما ،وأن تاركه يمدح ويث44اب،
إذا كان تركه هلل.
-5المباح
المباح :هو ما خيرالشارع المكلف بين فعله وتركه ،وال م44دح وال ذم
على الفعل والترك ،ويقال له :الحالل.
وتعرف اإلباحة بأمور ،منها:
18
أ -النص من الشارع بحل الشيء ،مثل قوله تعالى( :اليوم أحل لكم الطيبت
وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ) (المائدة .)5:
ومن الثاني ( :وال جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النس44اء أو أكنتم
في أنفسكم ) ( البقرة )235 :
ج -التعبير بصيغة األمر مع وجود القرينة الصارفة عن الوجوب إلى اإلباحة
،مثل قوله تعالى ( :وإذا حللتم فاصطادوا ) ( المائدة ) 2 :
، 4اي :إذا
تحللتم من إحرام الحج ،فالصيد مباح لكم .
19
هذا ،وإن حكم المباح :أنه ال ثواب فيه وال عقاب ،ولكن قد يثاب عليه
بالنية والقصد ،كمن يمارس انواع الرياضة البدنية بنية تقوية جسمة ،ليقوى
على محاربة األعداء .
20