You are on page 1of 23

‫د علي عواد ميزر‬.‫م‬.

‫أ‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫ماهية الانسجام الصوتي بين القدماء واملحدثين‬

‫ علي عواد ميزر‬.‫د‬.‫م‬.‫أ‬


)‫ جامعة املثنى (العراق‬،‫كلية التربية ألاساسية‬
draliawad@mu.edu.iq
1411/40/20 :‫تاريخ النشر‬ 1411/40/21:‫تاريخ القبول‬ 1411/40/21 :‫تاريخ إلارسال‬

Abstract
This study deals with vocal harmony, which is of great importance in
facilitating the pronunciation of words and expressions, when the speaker
changes the sounds that he feels weight on his tongue to other sounds that
do not require great muscular effort to reach the desired goal, which is his
expression of ideas and meanings easily; In order to influence and persuade
the recipient without disturbing speech, with an explanation of the nature of
this harmony among the ancients and moderns, and how they excluded a
group of words that were not phonetically harmonious in the overlapping of
their letters, and the dissonance of their exits, whether they were close or
far, and making them contradictory to eloquence; Because of the burden it
causes in pronunciation and an increase in effort to perform the voting
process.

‫هذه الدراسة تتناول الانسجام الصوتي الذي له أهمية كبيرة في تسهيل نطق الكلمات‬
‫ وذلك عندما يعمد املتكلم إلى تغيير الاصوات التي يشعر بثقلها على لسانه إلى أصوات‬،‫وألالفاظ‬
ً ً ً ً
‫أخرى ال تتطلب مجهودا عضليا كبيرا وصوال إلى الغرض املنشود وهو تعبيره عن ألافكار واملعاني‬
ً
‫ مع‬،‫بسهولة ويسر؛ من أجل التأثير وإلاقناع في املتلقي من دون أن يكون ذلك مخال بالكالم‬
‫بيان ماهية هذا الانسجام عند القدماء واملحدثين وكيف استبعدوا جملة من ألالفاظ ال‬
ً
‫ وجعلهم‬،‫ سواء أكانت قريبة أم بعيدة‬،‫ وتنافر مخارجها‬،‫تنسجم صوتيا في تداخل حروفها‬
ً
‫التنافر منافيا للفصاحة؛ ملا يسببه من إثقال في النطق وزيادة في بذل الجهد ألداء عملية‬
.‫التصويت‬
ّ
342 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 : ‫ التاريخ‬70 : ‫ العدد‬70:‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬االنسجام‪ ،‬الصوت‪ ،‬القدماء‪ ،‬المحدثين‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫ُيعد الانسجام الصوتي من الظواهر البارزة في اللغة العربية؛ وذلك ملا له من أهمية كبيرة في‬
‫تسهيل نطق الكلمات وألالفاظ‪ ،‬فاملتكلم العربي كلما طبق الانسجام الصوتي في نطقه سهل‬
‫ً‬
‫عليه النطق وتخلص من ألاصوات التي يشعر بثقلها على لسانه‪ ،‬أو يجد عسرا في تحقيقها‪ ،‬عن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طريق تغييرها إلى أصوات أخرى ال تتطلب مجهودا عضليا كبيرا‪ ،‬فتكتسب ألاصوات املتآلفة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جرسا موسيقيا له قيمة فنية وجمالية وإيقاعية‪ ،‬وصوال إلى الغرض املنشود وهو تعبير املتكلم‬
‫عن ألافكار واملعاني بسهولة ويسر؛ من أجل التأثير وإلاقناع في املتلقي‪ ،‬من دون أن يكون ذلك‬
‫ً‬
‫مخال بالكالم‪ ،‬وينتج عن الانسجام الصوتي عدة ظواهر كاإلبدال وإلاعالل واملماثلة واملخالفة‪.‬‬

‫ولم تغب هذه الظاهرة عن مالحظة علماء العربية القدماء‪ ،‬كما لم تغب عن املحدثين العرب‪،‬‬
‫أن لنا فيما ذكره بعض املحدثين عن مفهوم الانسجام الصوتي وجهة نظر‪ ،‬وقبل الخوض‬ ‫غير ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫في ذلك أرى أهمية توضيح معنى الانسجام الصوتي لغة واصطالحا‪.‬‬
‫ُوي ّ‬
‫عد الانسجام الصوتي أحد ظواهر التطور في حركات الكلمات‪ ،‬فالكلمة املشتملة على حركات‬
‫متباينة تميل في تطورها إلى التوافق والانسجام بين هذه الحركات؛ لكي ال ينتقل اللسان من‬
‫ضم إلى كسر إلى فتح في الحركات املتوالية‪ ،‬فهو يهدف إلى تحقيق حد أعلى من ألاثر‪ ،‬بحد أدنى‬
‫ٍ‬
‫من الجهد؛ ذلك أن اللغة سلوك بشري‪ ،‬والبشر ميالون بطبعهم إلى الاقتصاد في الجهد والوقت‬
‫ما أمكن ذلك‪ ،‬وبهذا يميل إلانسان في استعماله ألصوات لغته إلى الاقتصاد في املجهود‬
‫العضلي(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الانسجام الصوتي عند القدماء‪:‬‬

‫عني علماء العربية القدماء بهذه الظاهرة منذ عهد مبكر‪ ،‬وذلك منذ نشأة الدراسات اللغوية‪،‬‬
‫وكانوا يعبرون عنها بمصطلحات متعددة مؤكدين بذلك أثرها في جمال الشكل واملضمون‪،‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪344 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫فجهود الخليل(ت‪000‬هـ)‪ ،‬معروفة لدى الجميع عندما نقل إلينا أهمية الحروف الحلقية‬
‫ً‬
‫والذلقية في تركيب السياق وجرس القول‪ ،‬منتهيا‬
‫إلى َّ‬
‫أن ( العين) و(القاف) عندما يدخالن النسيج التركيبي لألصوات يكونان أكثر الحروف‬
‫ً‬
‫حسنا؛ ألنهما أطلق الحروف وأضخمهما جرسا(‪.)2‬‬
‫ً‬
‫وأشار الخليل إلى مسألة الفصل بين ألاصوات وكونها أساسا في الانسجام الصوتي كالفصل بين‬
‫َ ْ‬
‫العين والهاء‪ ،‬ويجوز اجتماعهما عندما تكون العين قبل الهاء‪ ،‬نحو قوله تعالى‪ ﴿ :‬كال ِع ْه ِن‬
‫وش ﴾ (القارعة‪ ،)0/‬أما إذا كانت العين بعد الهاء فال تكونان إال منفصلتين‪ ،‬من نحو قوله‬ ‫َْ ُ‬
‫املنف ِ‬
‫وس ِه ْم ﴾(إبراهيم‪ ،)34/‬إذ فصل بالطاء بينهما فامتنع اجتماعهما (‪.)3‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬م ْه ِط ِعين مق ِن ِعي ُر ُء ِ‬

‫وعبر عن هذه الظاهرة بمصطلح‪( :‬التأليف)‪ ،‬إذ استعمل هذا املصطلح في تعليليه إبدال تاء‬
‫واد َخ ُ‬
‫رت ِ ّادخارا‪ ،‬وتاء الافتعال إذا جاءت بعد الذال تحولت إلى مخرج الدال‬ ‫الافتعال بقوله‪َّ (( :‬‬

‫الادكا ُر من الذكر‪ ،‬ومنعهم أن يدعوا تاء (افتعل) على حالها‬‫فتدغم فيها الذال‪ ،‬وكذلك ّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أيسر))(‪ ،)4‬فيلحظ من هذا‬ ‫استقباحهم لتأليف الذال مع التاء‪ ...‬ألن انتظامها من موضع واحد‬
‫أن إلابدال قد حدث لضرورة صوتيه؛ إذ إن التاء مهموسة‪ ،‬والدال والذال مجهوران‪،‬‬ ‫النص ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واملجهور أقوى صوتا من املهموس‪ ،‬فنتج عن ذلك إبدال التاء دالا؛ طلبا لخفة اللفظ‪،‬‬
‫ً‬
‫واقتصادا في املجهود العضلي وتحقيق الانسجام الصوتي(‪.)5‬‬

‫أما تلميذه سيبويه(ت‪087‬هـ) فقد عالج هذه الظاهرة في ((باب الحرف الذي يضارع به حرف‬
‫من موضعه‪ ،‬والحرف الذي يضارع به ذلك الحرف وليس من موضعه))(‪ ،)6‬فهو يقصد بالحرف‬
‫الذي من موضعه الصاد الساكنة‪ ،‬إذا كانت بعدها دال‪ ،‬وذلك نحو‪ :‬مصدر‪ ،‬واصدر‪،‬‬
‫والتصدير‪ ،‬ثم بين أن طبيعة الذوق العربي امليال إلى ألاصوات املجهورة يجعل الدال بحكم‬
‫ً‬
‫تحليها بهذه الصفة‪ ،‬تأثر في الصاد بما فيها من الهمس‪ ،‬فتدعوها إلى مضارعتها بإشرابها شيئا‬
‫ُ‬
‫من جهر الزاي الذي يشاركها في املخرج ((فلما كانتا من نفس الحرف أجريتا مجرى املضاعف‪،‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫فضارعوا به أشبه الحروف‬ ‫مددت‪ ،‬فجعلوا ألاول تابعا لآلخر‬ ‫الذي هو من نفس الحرف في باب‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪342 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫ً‬
‫بالدال من موضعه وهي الزاي؛ ألنها مجهورة غير ُمطبقة‪ ،‬ولم يبدلوها زايا خالصة كراهية‬
‫إلاجحاف بها لإلطباق ))(‪. )7‬‬

‫ومن ألامثلة التي ذكرها سيبويه للداللة على هذه الظاهرة هي ما ذكره عن بعض العرب‬
‫ً‬
‫الذين يبالغون في التخفيف‪ ،‬فيبدلون الصاد املهموسة زايا مجهورة لتناسب الدال في الجهر‪،‬‬
‫وأصد ُ‬
‫رت‪ ،‬فقالوا فيها‪ :‬التزدير‪ ،‬والفزد‪َ ،‬‬
‫وازد ْرت‪ ،‬وقد علل ذلك‬ ‫َ‬ ‫وذلك نحو‪ :‬التصدير‪َ ،‬‬
‫والفصد‪،‬‬
‫قائال‪(( :‬وإنما دعاهم إلى أن يقربوها ويبدلوها أن يكون عملهم من وجه واحد‪ ،‬وليستعملوا‬
‫ألسنتهم في ضرب واحد))(‪.)8‬‬
‫فيتضح مما تقدم َّ‬
‫أن سيبويه استعمل مصطلح (املضارعة) و(التقريب) للداللة على الانسجام‬
‫الصوتي عن طريق تأثر ألاصوات بعضها ببعض وإبدال بعضها من بعض لتنسجم مع ألاصوات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألاخرى تيسيرا لعملية النطق‪ ،‬واقتصادا في الجهد العضلي‪.‬‬
‫ً‬
‫والحظ الفراء(ت‪270‬هـ) هذه الظاهرة أيضا‪ ،‬وضرب لها أمثلة كثيرة(‪ ،)9‬ومن ذلك تعليله‬
‫َ ُْ‬ ‫َ‬
‫لقراءة عبد هللا بن مسعود(ت‪42‬هـ) في إدغام الذال في التاء في ( َّاتخ ُّت ْم) التي أصلها ( َّاتخذت ُم)(‪،)10‬‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫َ ًَ ُ‬ ‫َ ْ َ ََْ ُ َ َ‬
‫وس ى أ ْرَب ِع َين ل ْيلة ث َّم َّاتخذت ُم ال ِع ْج َل ِمن َب ْع ِد ِه َوأ ُنت ْم ظ ِاملون﴾(‬‫في قوله تعالى‪ ﴿ :‬وِإذ واعدنا م‬
‫َّ َُّ‬
‫البقرة‪ ،)00/‬إذ قال‪ (( :‬قراءة عبد هللا (اتختم العجل)‪ ...‬فأدغمت الذال أيضا عند التاء‪ ،‬وذلك‬
‫أنهما متناسبتان في قرب املخرج‪ ،‬والثاء والذال مخرجهما ثقيل‪ ،‬فأنزل إلادغام بهما لثقلهما؛ أال‬
‫ترى أن مخرجهما من طرف اللسان‪...،‬وليس تركك إلادغام بخطأ‪ ،‬إنما هو استثقال ))(‪.)11‬‬

‫فيلحظ َّأنه استعمل مصطلح (التناسب) للداللة على الانسجام الصوتي املتمثل في إدغام‬
‫ً‬
‫الذال في التاء طلبا للخفة والسهولة في النطق‪ ،‬إذ إن مخرج الذال من طرف اللسان وأطراف‬
‫الثنايا‪ ،‬ومخرج التاء من طرف اللسان وأصول الثنايا(‪ ،)12‬أما من الناحية الوصفية فإن الذال‬
‫والتاء قد اعتدال في القوة والضعف‪ ،‬فمن حيث القوة‪ ،‬الذال مجهورة‪ ،‬والتاء شديدة‪ ،‬والشدة‬
‫في القوة كالجهر‪ ،‬ومن حيث الضعف الذال رخوة‪ ،‬والتاء مهموسة‪ ،‬والهمس في الضعف‬
‫كالرخاوة‪ ،‬فحسن إلادغام في ذلك وقوي(‪.)13‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪342 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫َ َ‬
‫ونلمس هذه الظاهرة في قوله‪(( :‬والعرب تردد الالم في التضعيف‪ ،‬فيقال‪ :‬ك ْرك ْر ُت الرجل‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫يريدون‪ :‬ك َّر ْرت ُه‪ ،‬وك ْبك ْب ُت ُه‪ ،‬يريدون‪ :‬ك َّب ْب ُت ُه‪ ...‬وإنما فعلوا ذلك؛ كراهية اجتماع ثالثة أحرف من‬
‫جنس واحد))(‪ .)14‬فاستعمل مصطلح (كراهية اجتماع ثالثة أحرف من جنس واحد)(‪ )15‬للداللة‬
‫على الانسجام الصوتي‪ ،‬إذ إن بعض العرب تميل إلى السرعة في نطق الكلمات‪ ،‬وعدم إعطاء‬
‫حقها من التحقيق الصوتي‪ ،‬لذلك لجأوا إلى إبدال أحد ألاصوات املتماثلة بصوت آخر ال يتطلب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جهدا عضليا‪ ،‬وهذا ما يعد عند املحدثين مظهرا من مظاهر قانون التيسير اللغوي(‪.)16‬‬
‫ّ‬
‫وتحدث ألاخفش ألاوسط (ت‪200‬هـ) عن هذه الظاهرة في حديثه عن إلاتباع الحركي الذي ُيعد‬
‫ً‬
‫ضربا من الانسجام الصوتي بين الصوائت القصيرة‪ ،‬وذلك عند تحريك أول الفعل(( إال ما كان‬
‫ضمت‬ ‫مضموما‪ ،‬فإنك تضم أوله‪ ،‬وإذا استأنفت تقول‪ُ :‬ا ُركض برجلك‪ ...‬وإنما ُ‬
‫ً‬
‫منه ثالث حرفه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هذه ألالف إذا كان الحرف الثالث مضموما؛ ألنهم لم يروا بين الحرفين إال حرفا ساكنا‪ ،‬فثقل‬
‫ً‬
‫عليهم أن يكونوا في كسر ثم يصيروا إلى ضم فأرادوا أن يكونا جميعا مضمومين إذا كان ذلك ال‬
‫يغير املعنى))(‪.)17‬‬

‫ّأما املبرد(ت ‪280‬هـ) فقد عبر عن هذه الظاهرة عند حديثه عن استثقال التضعيف عند‬
‫ض ْيت‪ ،‬وفي َأ ْم َل ْل ُت‪َ :‬أ ْم َل ْي ُت‪ ،‬وكذلك‪َ :‬ت َس َّر ُ‬
‫يت في‪:‬‬ ‫ض ُت‪َ :‬ت َق َّ‬ ‫العرب‪ ،‬بقوله‪ (( :‬وذلك قولهم‪ :‬في َت َق َّ‬
‫ض ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت َس َّر ْر ُت‪...‬إنما أبدل الستثقال التضعيف))(‪ ،)18‬وتحدث عن هذه الظاهرة عند تعريف إلامالة إذ‬
‫قال‪ (( :‬وإنما معنى إلامالة‪ :‬أن تقرب الحرف مما يشاكله من كسرة‪ ،‬أو ياء‪ ،‬فإن كان الذي ُيشاكل‬
‫الحرف غير ذلك ِملت بالحرف إليه))(‪ ،)19‬فيلحظ من هذين النصيين َّأنه استعمل مصطلحي‬
‫(استثقال التضعيف)‪ ،‬و(املشاكلة) للداللة على الانسجام الصوتي‪.‬‬

‫في حين ظهر مفهوم الانسجام بمصطلحات متعددة عند أبي علي الفارس ي(ت‪400‬هـ) كاإلتباع‪،‬‬
‫والشبه‪ ،‬واملشابهة‪ ،‬والتقريب‪ ،‬والتناسب‪،‬والتجانس‪ ،‬واملشاكلة(‪ ،)20‬فقال قي قراءة من قرأ‪﴿ :‬‬
‫ِف ِيه ُه ًدى ﴾ (البقرة‪ ،)2/‬بكسر الهاء ألاولى ولم يلحقها ياء(فيهي)(‪ (( :)21‬أما كسر الهاء مع أن‬
‫أصلها الضم فمن أجل الياء أو الكسرة اللتين تقعان قبلها‪ ،...‬فكما نحوا باأللف نحو الياء‬
‫باإلمالة من أجل الكسرة أو الياء كذلك كسروا الهاء للكسرة والياء‪ ،‬وذلك حسن ليتجانس‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪342 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫الصوتان ويتشاكال‪ ،‬أال تراهم كيف اتفقوا في اصطبر وازدجر‪ ،‬وازدان على إلابدال من تاء‬
‫ً‬
‫الافتعال حرفا مجانسا ملا قبله من الحروف في إلاطباق والجهر))(‪.)22‬‬

‫ّأما تلميذه ابن جني (ت‪492‬هـ) فقد أشار إلى هذه الظاهرة عند حديثه عن مظاهر إلادغام‬
‫ً‬
‫ألاصغر وهو‪ (( :‬تقريب الحرف من الحرف وإدناؤه منه من غير إدغام))(‪ ،)23‬وعد من ذلك أيضا‬
‫تقريب الصوت من الصوت مع حروف الحلق نحو‪ِ :‬ش ِعير‪ ،‬وب ِعير‪ ،‬ور ِغيف‪ ،‬وذكر َّأنه ُح َ‬
‫كي عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫العرب قولهم‪ :‬الجنة ملن خاف ِو ِعيد هللا‪ ،‬فك ِس َر الواو؛ ألن العين بعده حرف من حروف‬
‫الحلق(‪ ،)24‬فهو استعمل مصطلح (التقريب) للداللة على الانسجام الصوتي‪.‬‬

‫ثم عاد فاستعمل مصطلح (التجنيس) للداللة على هذه الظاهرة‪ ،‬وضرب لها أمثلة كثيرة‬
‫تحقق فيها الانسجام الصوتي والخفة في النطق وذلك بتقريب ألاصوات بعضها من بعض ليكون‬
‫العمل فيها من وجه واحد‪ ،‬فمن ذلك تعليله قلب تاء افتعل عن أصلها إذ قال‪ (( :‬والعلة في أن‬
‫الفاء أحد الحروف التي ذكرها – وهي حروف‬ ‫ُ‬ ‫لم ُينطق بتاء (افتعل) على ألاصل إذا كانت‬
‫حرف من حرف‪ ،‬كما‬‫إلاطباق‪ :-‬أنهم أرادوا تجنيس الصوت‪ ،‬وأن يكون العمل من وجه‪ ،‬بتقريب ٍ‬
‫ً‬
‫قالوا في مصدق‪ :‬مزدق‪ ،‬وفي مصدر‪ :‬مزدر‪ ،‬فأبدلوا من الصاد وهي مهموسة حرفا من مخرجها‬
‫يق ُ‬
‫رب من الدال‪ ،‬وهي الزاي لتوافقها في الجهر‪ ...‬كل ذلك؛ ليكون العمل من ٍ‬
‫وجه واحد‪ ،‬فهذا‬
‫ً ً‬
‫يدلك من مذهبهم على أن للتجنيس عندهم تأثيرا قويا ))(‪.)25‬‬

‫وكما كان لعلماء اللغة عناية في الانسجام الصوتي‪ ،‬كذلك لعلماء البالغة القدماء عناية‬
‫خاصة بهذه الظاهرة من خالل العناية بضبط ألالفاظ عن طريق انسجامها الصوتي الذي‬
‫يكون نتيجة لتالؤم ألاصوات في اللفظة الواحدة‪ ،‬وتالؤم اللفظة مع أخواتها في السياق‪.‬‬
‫ً‬
‫ولقد أشار علماء البالغة إلى أن ثمة أصواتا ال تنسجم مع أصوات أخرى في بناء الكلمة‬
‫العربية‪ ،‬كصوت (القاف) و(الكاف) وهما صوتان لهويان‪ ،‬إال إذا كان أحدهما في آخر الكلمة‬
‫والثاني أول الكلمة التي بعدها في التنظيم‪.‬‬
‫ومن الحقائق الصوتية ألاخرى التي عنى بها الدرس البالغي ولها عالقة بائتالف ألاصوات‪َّ ،‬‬
‫أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألاصوات املتقاربة املخارج ال تأتلف في بناء إال كان ثقيال في النطق نابيا في السمع‪ ،‬وهو ما تنبه‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪342 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫إليه اللغويون من قبل‪ ،‬فقد ذكر الخليل أن العين والحاء ال تأتلفان في كلمة لقرب مخرجيهما‬
‫إال في نحت كلمة من كلمتين نحو‪( :‬حيعل) من (حي على)(‪.)26‬‬
‫ً‬
‫وقد ذكر الجاحظ(ت‪200‬هـ) افتراق بعض ألاصوات وعدم انسجام بعضها مع بعض مستعمال‬
‫لذلك مصطلح الاقتران للداللة على الانسجام الصوتي‪ ،‬إذ قال‪(( :‬فأما افتراق الحروف فإن‬
‫الجيم ال تقارن الظاء‪ ،‬وال القاف‪ ،‬وال الطاء‪ ،‬وال الغين بتقديم وال بتأخير‪ ،‬والزاي ال تقارن‬
‫الظاء‪ ،‬وال السين‪ ،‬وال الضاد‪ ،‬وال الذال بتقديم وال بتأخير‪ ،‬وهذا باب كبير‪ ،‬وقد يكتفي بذكر‬
‫القليل حتى يستدل به على الغاية التي إليها يجري))(‪.)27‬‬
‫ً‬
‫وتحدث ابن وهب(ت ب ‪440‬هـ) عن انسجام بعض ألاصوات مع بعض مستعمال لذلك‬
‫مصطلحي الاقتران والائتالف‪ ،‬ومن ذلك انسجام حروف املد واللين مع كل حرف في اللغة‬
‫بقوله‪ :‬إن(( الحروف التي تقترن وتأتلف في هذه اللغة مع كل حرف فهي حروف املد واللين‪ ،‬وهي‬
‫الواو وألالف والياء))(‪ ،)28‬ثم أشار إلى ميل العرب إلى استعمال ما خف وتجنب ما ثقل‪ ،‬وإلى‬
‫إدغام املخارج املتقاربة أو املتحدة إذا ورد من ذلك حرفان متجاوران متحركان(‪. )29‬‬

‫ولصعوبة انسجام بعض ألاصوات مع بعض أثناء الكالم نتيجة قرب املخارج أو توحدها‪،‬‬
‫يقول‪ (( :‬فحروف الحلق ال تأتلف‪ ،‬وال تقترن الهمزة‪ ،‬وألالف منها؛ ألنهما من حروف الزوائد‪...‬وال‬
‫يجمعون بين القاف‪ ،‬والكاف في أصل بناء كلمة‪ ،‬فإن كانت زائدة للتشبيه جاز ذلك‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫كقولك ليس هذا مقارنة‪ ،‬وإنما هي مجاورة‪ ،‬وأما الجيم‪ ،‬والشين‪ ،‬والضاد؛ فألن بعضها أطول‬
‫مدى في املخرج من بعض‪ ،‬وأن مراتب بعضها دون مراتب بعض في مخارجها تقارنت في بعض‬
‫أحوالها‪ ،‬فقارنت الجيم الضاد بتقديم الضاد في الضجيع‪ ،‬ولم تقارنها بالتأخير‪ ،‬وقارنت الشين‬
‫الجيم بالتقديم والتأخير‪ ،‬فقيل جش‪ ،‬وشج‪ ،‬ولم تقارن الضاد الشين بتقديم وال بتأخير؛‬
‫لتقارب مخرجهما‪ ،‬وأما حروف الصفير فإن بعضها ال يقارن بعضا))(‪.)30‬‬

‫ومن القائلين باالنسجام الصوتي وأثره في تأليف ألالفاظ في العبارات واعتدالها‪،‬‬


‫ً‬
‫الرماني(ت‪483‬هـ) مستعمال لذلك مصطلح التالؤم الذي يريد به حسن النظم ورصف الكلمات‬
‫ً‬
‫وأن ال يكون الكالم متنافرا يستثقله اللسان وتمجه ألاذان‪ ،‬فالتالؤم يكون (( في التعديل من غير‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪342 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫بعد شديد أو قرب شديد‪ ،‬وذلك يظهر بسهولته على اللسان وحسنه في ألاسماع وتقبله في‬
‫الطباع ))(‪ ،)31‬وأما التنافر فأرجعه إلى التقارب الشديد في املخارج الصوتية أو إلى البعد الشديد‪،‬‬
‫(( وذلك أنه إذا بعد البعد الشديد كان بمنزلة الطفر‪ ،‬وإذا قرب القرب الشديد كان بمنزلة‬
‫مش ي املقيد؛ ألنه بمنزلة رفع اللسان ورده إلى مكانه‪ ،‬وكالهما صعب على اللسان‪ ،‬والسهولة من‬
‫ذلك في الاعتدال‪ ،‬ولذلك وقع في الكالم إلادغام وإلابدال))(‪. )32‬‬

‫ومن ألامثلة التي ذكرها عن التنافر الذي يحصل في الكالم‪ ،‬ما نسبه – وهو ما ذكره الجاحظ‬
‫ً‬
‫أيضا(‪ -)33‬إلى الجن من الشعر‪ ،‬وقال‪َّ :‬إنه ال يتهيأ ألحد أن ينشده ثالث مرات فال يتتعتع‪ ،‬وذلك‬
‫في البيت املشهور‪[ :‬من الرجز]‬
‫ُ (‪)34‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وقبر حرب بمكان ُ‬
‫حرب قبر‬
‫وليس قرب قبر ٍ‬ ‫قفر‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيلحظ َّ‬
‫أن التنافر في البيت واضح من تكرار ثالثة أصوات تكرارا متواليا‪ ،‬وهي‪( :‬القاف) وهو‬
‫صوت لهوي مهموس انفجاري‪ ،‬و(الباء) وهو صوت شفوي مجهور انفجاري‪ ،‬و(الراء) اللثوي‬
‫ً‬
‫املجهور(‪ ،)35‬فضال عن التالعب اللفظي بين الكلمتين (قبر) و(وقرب)‪ ،‬مما أدى إلى الثقل في‬
‫النطق وصعوبة في ألاداء‪ ،‬وعدم الانسجام بين أصوات ألالفاظ؛ نتيجة لتقارب مخارج ألاصوات‬
‫وتكرارها‪ ،‬وعليه فكلما كانت الكلمات متالئمة ألاصوات‪ ،‬معتدلة التأليف‪ ،‬وبعيدة عن التكلف‪،‬‬
‫مع مراعاة الاقتصاد في الجهد كانت أسبق إلى ألاسماع‪ ،‬وأوقع في القلوب‪ ،‬وابعد عن الثقل‪.‬‬

‫أما أبو هالل العسكري(‪490‬هـ) فنلمس عنايته وتأكيده على الانسجام بين ألالفاظ وتألف‬
‫الكالم وجمال رصفه في الباب الذي عقده في بيان ُحسن النظم وجودة الرصف والسبك‬
‫وخالف ذلك‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬أجناس الكالم املنظوم ثالثة‪ :‬الرسائل‪ ،‬والخطب‪ ،‬والشعر‪ ،‬وجميعها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحتاج إلى حسن التأليف وجودة التركيب‪ ،‬وحسن التأليف يزيد املعنى وضوحا وشرحا‪ ،‬ومع‬
‫ً‬ ‫سوء التأليف ورداءة الرصف والتركيب شعبة من ّ‬
‫التعمية‪ ،‬فإذا كان املعنى سببا‪ ،‬ورصف‬
‫ً‬
‫الكالم رديا‪ ،‬لم يوجد له قبول ولم تظهر عليه طالوة‪ ...‬وحسن الرصف أن توضع ألالفاظ في‬
‫(‪)36‬‬
‫مواضعها))‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫ومن علماء البالغة الذين لم يغفلوا عن الحديث عن ألاصوات‪ ،‬وانتفعوا بما كتبه الخليل‪،‬‬
‫وسيبويه‪ ،‬وابن جني في ألاصوات‪ ،‬وذلك في دراستهم ملسألة التالؤم والتنافر في الحروف‪،‬‬
‫وفصاحة اللفظ املفرد‪ ،‬ابن سنان الخفاجي(ت‪333‬هـ) الذي عنى بالحروف وبالناحية الصوتية‬
‫كمقدمة للحديث عن الفصاحة؛ َّ‬
‫ألنه يرى أن حاجة الناظر في علم الفصاحة والبالغة ملعرفة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)37‬‬ ‫مخارج الحروف وأوصافها أمر ضروري؛ َّ‬
‫ألن الكالم ينتظم وينسجم منها‬

‫فعرض ملا يحسن تأليفه من الحروف‪ ،‬وما ال يحسن فيه ذلك‪ ،‬وجملة ما قاله عن هذه‬
‫املسائل نصوص مقتضبة مما قاله ابن جني في كتابه ( سر صناعة إلاعراب )‪ ،‬ومن ذلك ما يراه‬
‫أن الثقل والتنافر يرجع إلى تقارب املخارج‪َّ ،‬‬
‫وأن التأليف الحسن لأللفاظ ما كان من‬ ‫ابن جني في َّ‬
‫أصوات متباعدة‪ ،‬فمتى تقارب مخرجا الحرفين فالقياس أال يأتلفا(‪)38‬؛ َّ‬
‫ألن(( الصوت إذا انتحى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فاألخلق بالحال أن يعتمد به مخرج حرف يبعد‬ ‫مخرج حرف‪ ،‬فأجرس فيه‪ ،‬ثم أريد نقله عنه‪،‬‬
‫عنه ليختلف الصوتان فيعذبا بتراخيهما))(‪. )39‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهو ما يراه ابن سنان أيضا‪ ،‬ذاهبا إلى أن تقارب مخارج الحروف نتج عنه إهمال بعض‬
‫ألابنية التي يصعب النطق بها‪ ،‬فال يكاد يجيء في كالم العرب ثالثة أحرف من جنس واحد لثقل‬
‫ذلك على ألسنتهم(‪ ،)40‬فاالئتالف والتنافر في ألالفاظ راجع عنده إلى مخارج الحروف‪ ،‬فكلما‬
‫تباعدت مخارج حروف اللفظة حسن وقعها على السمع‪ ،‬وكلما تقاربت قبح؛ ألنه يرى أن‬
‫ً‬
‫رونقا ً‬
‫وبهاء قد ال نجده فيها إذا‬ ‫ألاصوات في التأليف كاأللوان‪ ،‬فتباين ألالوان ُيضفي عليها‬
‫ً‬
‫تقاربت‪ ،‬وكذلك ألاصوات فإن تباعد مخارجها يمنح الكلمة ُحسنا ال نجده فيها إذا ما تقاربت‬
‫تلك املخارج(‪.)41‬‬

‫وهو بهذا خالف الرماني الذي ذهب إلى أن التالؤم يكون في التعديل بين الحروف ال في قرب‬
‫ً‬
‫أيضا إلى أ َّن التنافر ْ‬ ‫ً‬
‫أن‬ ‫وال في بعد مخارجها‪ ،‬وقد صرح بذلك قائال‪ (( :‬وقد ذهب علي بن عيس ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تتقارب الحروف في املخارج‪ ،‬أو تتباعد بعدا شديدا‪ ...‬والذي أذهب أنا إليه في هذا ما قدمت‬
‫ذكره‪ ،‬وال أرى التنافر في بعد ما بين مخارج الحروف‪ ،‬وإنما هو في القرب‪ ،‬ويدل على صحة ذلك‬
‫الاعتبار‪ ،‬فإن هذه الكلمة –ألم‪ -‬غير متنافرة‪ ،‬وهي مع ذلك مبنية من حروف متباعدة املخارج؛‬
‫ألن الهمزة من أقص ى الحلق‪ ،‬وامليم من الشفتين‪ ،‬والالم متوسطة بينهما‪ ،‬وعلى مذهبه كان‬‫َّ‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫ً‬
‫يجب أن يكون هذا التأليف متنافرا؛ ألنه على غاية ما يمكن من البعد‪ ،‬وكذلك – أم‪ ،-‬وأو‪-‬؛‬
‫َّ‬
‫ألن الواو من أبعد الحروف من الهمزة‪ ،‬وليس هذان املثالن مثل – عح‪ -‬وال سز‪ -‬ملا يوجد فيهما‬
‫من التنافر؛ لقرب ما بين الحرفين في كل كلمة‪ ،‬ومتى اعتبرت جميع ألامثلة لم تر للبعد الشديد‬
‫ً‬
‫وجها في التنافر على ما ذكره))(‪.)42‬‬
‫ّأما ابن ألاثير(ت‪340‬هـ) فيبدو َّأنه قد خالف ما ذهب إليه ابن سنان‪ ،‬ويقرر َّ‬
‫أن حاسة السمع‬
‫هي الحاكمة في هذا املقام‪ ،‬وأن كان معظم ألفاظ اللغة العربية دائرة على تباعد املخارج‪ ،‬إذ‬
‫قال‪ (( :‬وقد ذكر ابن سنان الخفاجي ما يتعلق باللفظة الواحدة من ألاوصاف‪ ،‬وقسمها إلى عدة‬
‫أقسام‪ :‬كتباعد مخارج الحروف‪ ،‬وأن تكون الكلمة جارية على العرف العربي غير شاذة‪ ...‬أما‬
‫تباعد املخارج فإن معظم اللغة العربية دائرة عليه‪ ...‬وعلى هذا التقدير فإن أكثر اللغة مستعمل‬
‫على غير مكروه‪ ،‬وال تقتض ي حكمة هذه اللغة الشريفة التي هي سيدة اللغات إال ذلك‪ ،‬ولهذا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أسقط الواضع حروفا كثيرة في تأليف بعضها مع بعض استثقاال واستكراها‪ ،‬فلم يؤلف بين‬
‫حروف الحلق كالحاء والخاء والعين‪ ،‬وكذلك لم يؤلف بين الجيم والقاف وال بين الالم والراء وال‬
‫بين الزاء والسين‪ ،‬وكل هذا دليل على عنايته بتأليف املتباعد املخارج دون املتقارب‪...‬ونحن نرى‬
‫ألامر بخالف ذلك‪ ،‬فإن حاسة السمع هي الحاكمة في هذا املقام بحسن ما يحسن من ألالفاظ‪،‬‬
‫ً‬
‫وقبح ما يقبح‪ ...‬فحسن ألالفاظ إذن ليس معلوما من تباعد املخارج‪ ،‬وإنما ُع ِل َم قبل ال ِعلم‬
‫ً‬
‫بتباعدها‪ ،‬وكل هذا راجع إلى حاسة السمع‪ ،‬فإذا استحسنت لفظا أو استقبحته وجد ما‬
‫تستحسنه متباعد املخارج‪ ،‬وما تستقبحه متقارب املخارج‪ ،‬واستحسانها واستقباحها إنما هو‬
‫قبل اعتبار املخارج‪،‬ال بعده ))(‪. )43‬‬

‫فيلحظ َّأنه يرى استحسان ألالفاظ أو عدمها إنما هو قبل إعتبار املخارج ال بعده‪ ،‬وضرب‬
‫بعض ألامثلة التي بين فيها أنه قد يجيء من املتقارب املخارج ما هو حسن رائق‪ ،‬فلفظة (جيش)‬
‫مؤلفة من الحروف الشجرية ( ج‪،‬ي‪،‬ش)‪ ،‬وهي متقاربة وبالرغم من ذلك فاللفظة محمودة‪،‬‬
‫ً‬
‫وكذلك أذا قدمت الشين على الجيم كما في ( شجي) كانت أيضا لفظة محمودة‪ ،‬في حين قد‬
‫َ‬
‫يجيء من املتباعد املخارج ما هو قبيح مثل لفظة ( َمل َع) بمعنى عدا‪ ،‬فامليم من الشفة‪ ،‬والالم‬
‫من وسط اللسان‪ ،‬والعين من حروف الحلق‪ ،‬إال َّأنه إذا عكست وصارت (علم) عند ذلك تكون‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪323 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫حسنة ال مزيد على حسنها‪ ،‬والعلة في ذلك مجهولة‪ ،‬إال َّأنه يستنتج أنه لو كانت مخارج الحروف‬
‫معتبرة في الحسن والقبح ملا تغيرت هذه اللفظة(‪.)44‬‬
‫ويرى ابن أبي ألاصبع املصري(ت‪303‬هـ) َّ‬
‫أن الانسجام الذي يحصل بين ألالفاظ املؤتلفة هو‬
‫نتيجة لخروج حروفها من مخارج سهلة وغير متباعدة وال متقاربة‪ ،‬ويكون هذا الانسجام بأن ((‬
‫ً‬
‫يأتي الكالم متحدرا كتحدر املاء املنسجم بسهولة سبك وعذوبة ألفاظ‪ ،‬وسالمة تأليف‪ ،‬حتى‬
‫يكون للجملة من املنثور‪ ،‬وللبيت من املوزون وقع في النفوس‪ ،‬وتأثير في القلوب ما ليس‬
‫لغيره))(‪.)45‬‬

‫ومهما يكن من أمر فإن الطبيعة التركيبية في اللغة العربية تمرست في تعادل ألاصوات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وتوازنها‪ ،‬فضال عن توزع أصواتها على مدرج النطق توزعا يضمن لها نوعا من التوافق‪ ،‬وأن‬
‫الانسجام الصوتي للكلمة يتحقق من خالل مراعاة خصائص مخارج ألاصوات وكيفية ترتيبها‬
‫وتأثيرها الصوتي‪ ،‬لذلك فقد استبعد علماء العربية – مما تقدم ذكره‪ -‬جملة من ألالفاظ ال‬
‫ً‬
‫تنسجم صوتيا في تداخل حروفها‪ ،‬وتنافر مخارجها‪ ،‬سواء أكانت قريبة أم بعيدة‪ ،‬وجعلهم‬
‫ً‬
‫التنافر منافيا للفصاحة؛ ملا يسببه من إثقال في النطق وزيادة في بذل الجهد ألداء عملية‬
‫التصويت‪ ،‬وخالفه تأتي السالسة والسهولة في الكالم‪ ،‬وهما ال تأتيان إال باالعتماد على‬
‫الاقتصاد في الجهد‪ ،‬أو كما يطلق عليه تسمية ( قانون الجهد ألادنى)(‪.)46‬‬

‫ثالثا‪ :‬الانسجام الصوتي عند املحدثين‪:‬‬

‫إذا كان العلماء القدماء قد عرفوا الانسجام الصوتي ودرسوه وأولوه عنايتهم‪ ،‬وإن اختلفوا في‬
‫استعمال املصطلح للتعبير عنه‪ ،‬فكذلك املحدثون تحدثوا عنه وأولوه عنايتهم‪ ،‬فمنهم من بحث‬
‫في هذا املوضوع في دراساتهم وأبحاثهم اللغوية والصوتية‪ ،‬وأطلقوا عليه تسميات عدة منها‪:‬‬
‫املماثلة‪ ،‬والتجاور‪ ،‬واملناسبة‪ ،‬ومنهم من درسوه دراسة مستقلة‪.‬‬

‫فممن بحث في هذا املوضوع الدكتور إبراهيم أنيس الذي استعمل مصطلح (املماثلة )‬
‫للداللة على الانسجام الصوتي‪ ،‬إذ عرفه قائال‪ (( :‬ألاصوات في تأثرها تهدف إلى نوع من املماثلة‪،‬‬
‫أو املشابهة بينهما؛ ليزداد مع مجاورتها قربها في الصفات أو املخارج‪ ،‬ويمكن أن يسمى هذا التأثر‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫باالنسجام الصوتي بين أصوات اللغة ))(‪ ،)47‬كما أكد على َّ‬
‫أن (( تأثر ألاصوات اللغوية بعضها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ببعض ليس مقصورا على ألاصوات الساكنة‪ ،‬بل قد يكون أيضا في أصوات اللين وهو ما يسمى‬
‫بانسجام أصوات اللين))(‪.)48‬‬
‫ً‬
‫وهو ما ذهب إليه الدكتور رمضان عبد التواب أيضا عند عرضه لقانون املماثلة‪ ،‬وأشار إلى‬
‫َّأنه إذا التقى صوتان في الكالم من مخرج واحد‪ ،‬أو من مخرجين متقاربين‪ ،‬وكان أحدهما‬
‫ً ً‬
‫مثال‪ ،‬حدث بينهما ّ‬ ‫ً‬
‫شد وجذب‪ ،‬وحاول كل منهما جذب صاحبه إليه‬ ‫مجهورا وآلاخر مهموسا‬
‫بتماثله معه في صفاته كلها أو في بعضها‪ ،‬وإن هذا الانسجام مثلما يحصل بين الصوامت‬
‫يحصل بين الصوائت(‪.)49‬‬
‫ً‬
‫ويمكن أن نلمس هذه الظاهرة أيضا عند الدكتور أحمد مختار عمر عند تعريفه للمماثلة‬
‫بأنها‪ :‬التعديالت التكيفية للصوت نتيجة مجاورته ألصوات أخرى‪ ،‬أو هي تحول الفونيمات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املتخالفة إلى متماثلة إما تماثال جزئيا أو كليا(‪)50‬؛ وذلك لتحقيق التوازن والسهولة في النطق(‪.)51‬‬

‫وممن ذكر الانسجام في حديثه عن املماثلة الدكتور خليل إبراهيم العطية‪ ،‬إذ قال‪ :‬أنها ((‬
‫ً‬
‫تأثر ألاصوات املتجاورة في الكلمات والجمل‪ ،‬وميلها إلى الاتفاق في املخارج‪ ،‬والصفات نزوعا إلى‬
‫ً‬
‫الانسجام الصوتي‪ ،‬واقتصادا في الجهد الذي يبذله املتكلم))(‪.)52‬‬

‫أما الدكتور أحمد عفيفي فقد استعمل مصطلح املناسبة للداللة على الانسجام الصوتي‪،‬‬
‫بقوله‪ (( :‬املناسبة الصوتية هي جزء من نظام اللغة العام‪ ،‬تنتج عن اتفاق يوجد بين جميع‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ألاعضاء النطقية؛ بحيث ال نجد صوتا مناوئا لصوت مجاور‪ ،‬وال عضوا منافيا في وضعه‬
‫النطقي لعضو آخر‪ ،‬وإنما تتعاون ألاعضاء في خلق نوع من الانسجام الحركي في أثناء العملية‬
‫النطقية‪ ،‬وقبله انسجام في حروف الكلمة والجملة‪ ،‬فال يكون هناك صوت شاذ عن آخر‪ ،‬وال‬
‫حركة مناقضة لحركة أخرى‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى نوع من التوازن والتوافق))(‪.)53‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وذكر َّ‬
‫أن الانسجام أو املناسبة يدخل في باب إلاعالل الذي عده(( تخفيفا قائما على املناسبة‬
‫والانسجام واملجانسة))(‪ ،)54‬وما ذكره الدكتور أحمد عفيفي عن إلاعالل هو نفسه ما عبر عنه‬
‫ً‬
‫الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف‪ ،‬إذ عد الانسجام واملناسبة أساسا من ألاسس التي قام‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪324 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫عليها إلاعالل‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬هو مراعاة الانسجام والتناسق الصوتيين‪ ،‬أو ما سموه باملناسبة‬
‫الصوتية في الكلمة‪ ،‬ولذلك عللوا حدوث إلاعالل بأنه للتخفيف ))(‪ ،)55‬ولم يقتصر ذلك على‬
‫ً‬
‫أيضا على َّ‬
‫أن ظاهرة (( إلابدال في حقيقة أمرها إنما هي للتناسب بين‬ ‫إلاعالل فقط بل أكد‬
‫ألاصوات في الكلمة))(‪.)56‬‬
‫ويتضح مما تقدم َّ‬
‫أن بعض املحدثين قد تناولوا الانسجام الصوتي أثناء دراستهم للتغيرات‬
‫الصوتية التي تطرأ على ألاصوات اللغوية من خالل القوانين الصوتية التي تحكم بنيتها وتسهم‬
‫بفاعلية في توضيح معاملها التغايريه من أجل إقراره في اللفظ وسياق الكالم‪.‬‬

‫وأما الذين درسوا الانسجام الصوتي دراسة مستقلة‪ ،‬فمنهم‪ :‬الباحثة هايل محمد الفقراء‪ ،‬في‬
‫دراستها ( ظاهرة الانسجام الصوتي في القرآن الكريم)‪ ،‬إذ حاولت ((الكشف عن طبيعة‬
‫الانسجام الصوتي في القرآن الكريم الذي يتمثل في الانسجام بين ألفاظه في املخرج والصفات‪،‬‬
‫والكشف عن مظاهر الانسجام الصوتي في القرآن الكريم))(‪ ،)57‬وتوصلت إلى نتائج منها إن‬
‫الانسجام الصوتي يحدث بين أصوات الكلمة الواحدة أو الكلمتين املتجاورتين في الصفات أو‬
‫ً‬
‫وتسهيال للنطق‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫وأنه (( يتحقق الانسجام الصوتي في القرآن الكريم‬ ‫املخرج أو كالهما تيسيرا‬
‫بوساطة إلادغام‪ ،‬وإلابدال‪ ،‬وإلاعالل‪ ،‬وإلامالة‪ ،‬واملخالفة الصوتية‪ ،‬والفواصل القرآنية‪،‬‬
‫واملقاطع الصوتية القرآنية))(‪.)58‬‬
‫ً‬
‫وما توصلت إليه الباحثة هو ما ذكرته الباحثة فدوى محمد حسان أيضا في دراستها( أثر‬
‫الانسجام الصوتي في البنية اللغوية في القرآن الكريم)‪ ،‬وقامت بتصنيف املادة التي جمعتها على‬
‫أساس ما طرأ عليها من تغيير إلى مباحث صوتية خاصة‪ ،‬إذ قالت‪ (( :‬قمت بتصنيف املادة‬
‫املجموعة على أساس ما حل بها من تغيير‪ ،‬إلى مباحث خاصة في إلابدال‪ ،‬وإلاعالل‪ ،‬وإلادغام‪...‬‬
‫وفي كل ذلك استشهدت بآيات من الذكر الحكيم قدر املستطاع‪ ،‬فبلغ عددها ما يقارب‬
‫الخمسمئة آية قرآنية‪ ،‬من خالل ما يربو على تسعين سورة))(‪. )59‬‬

‫وقد تابعهما في ذلك الباحث تحسين فاضل عباس في دراسته ( الانسجام الصوتي في النص‬
‫ّ‬
‫القرآني)‪ ،‬وعرف الانسجام الصوتي بأنه((تأثير ألاصوات وتأثيرها فيما بينها‪ ،‬ليزداد مع مجاورتها‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫ً‬
‫قربها في الصفات أو املخارج‪ ...‬ويحدث في مقاطع الكلمة الواحدة‪ ،‬واملقاطع املتجاورة نزوعا إلى‬
‫ً‬
‫التوافق الحركي‪ ،‬واقتصادا في الجهد املبذول ))(‪. )60‬‬

‫لكنه يرى أن الانسجام الصوتي له عالقة باملعنى واستدل على ذلك بما ذكره ابن جني في‬
‫كتابه (الخصائص)‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬والانسجام بين الصوت واملعنى قال به ابن جني في وجود عالقة‬
‫بين الصوت والفعل‪ ،‬أو بين الصوت والاسم‪ ،‬وذكرها في أبواب من كتابه ( الخصائص)‪ ،‬منها (‬
‫في إمساس ألالفاظ أشباه املعاني)‪ ،‬أي محاكاة ألالفاظ ملعانيها‪ ،‬و( تصاقب ألالفاظ لتصاقب‬
‫املعاني)(‪ ،)61‬أي العالقة بين اللفظ ومدلوله‪ ،‬وليس في هذين البابين فقط بل يشير إلى وجود‬
‫الصلة بين الصوت ومدلوله في أغلب أبواب كتابه وإن لم يصرح به ))(‪.)62‬‬
‫ً‬
‫وما ذهب إليه الباحث تحسين فاضل قد مال إليه بعض الباحثين أيضا‪ ،‬كما استمدوا آراءهم‬
‫من ابن جني في كتابه ( الخصائص)‪ ،‬وبما قرره بعض املحدثين من املتحمسين لفكرة املناسبة‬
‫بين الصوت واملعنى‪.‬‬

‫فمنهم الباحثة (نوارة بحري ) في دراستها (نظرية الانسجام الصوتي وأثرها في بناء الشعر)‪ ،‬إذ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أشارت إلى عالقة الانسجام الصوتي باملعنى‪ ،‬وخصصت مبحثا خاصا له سمته ( داللة الصوت‬
‫على املعنى) (‪ ،)63‬تحدثت فيه عن داللة الصوت وقيمته التعبيرية ( إلايحائية) في املادة اللغوية (‬
‫ً‬
‫الكلمات)‪ ،‬وأن (( ابن جني من أكثر علماء اللغة تحمسا للقضية‪...‬وأورد أمثلة كثيرة من اللغة‬
‫العربية تؤكد املناسبة بين الصوت واملعنى الدال عليه ))(‪. )64‬‬

‫ومن ألامثلة التي ذكرتها عن ابن جني وأدت إلى اختالف املعنى بين الكلمتين املتجانستين‪ ،‬هي‬
‫تفريقه بين الوحدتين الصوتيتين ( ق‪ /‬خ) في ( قضم ) و( خضم )‪ ،‬فالقاف صوت لهوي مجهور‪،‬‬
‫والخاء صوت حنجري مهموس‪ ،‬فاألول لقوته انسجم مع معنى الشدة واليبس والصالبة‪ ،‬والثاني‬
‫لرخاوته انسجم مع معنى اللين والرطوبة والطراوة‪ ،‬فجعل الخاء لرخاوتها للرطب‪ ،‬والقاف‬
‫لصالبتها لليابس(‪.)65‬‬

‫ثم خلصت الباحثة إلى نتيجة هي‪(( :‬أن للحرف الواحد في تركيب الكلمة العربية قيمة تعبيرية‬
‫))(‪.)66‬‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫وخالصة القول‪ :‬إن املحدثين قد عرفوا الانسجام الصوتي وإن اختلف بعضهم في استعمال‬
‫ّ‬
‫املصطلح للداللة عليه؛ وذلك ألنه يأتي من أبواب عدة‪ ،‬إذ يدخل في باب املماثلة‪ ،‬وإلابدال‪،‬‬
‫وإلاعالل ونحوها‪ ،‬شأنهم في ذلك شأن علمائنا املتقدمين‪.‬‬

‫لكن يبدو أن ما ذهب إليه بعض الباحثين في ربط الانسجام الصوتي بالداللة فيه نظر؛ ألن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ما يطرأ على بعض الكلمات من تغيير في الصوامت أو الصوائت قد ال يحدث تغييرا دالليا فيها‪،‬‬
‫وإنما هي لهجات أو تحوالت نطقية نتيجة للتطور التاريخي لنطق الكلمة‪ ،‬فاملعنى واحد السيما‬
‫ً‬
‫إذا كان في لهجات متعددة‪ ،‬ويكون حدوثه عائدا إلى اختالف بيئات القبائل العربية‪ ،‬فتميل كل‬
‫لغة إلى ما ينسجم مع بيئاتها من الصوامت أو الصوائت‪ ،‬ويكون ذلك نتيجة الرغبة في التقريب‬
‫بين ألاصوات‪ ،‬مما يؤدي إلى الاقتصاد في الجهد العضلي‪ ،‬والخفة في النطق ‪.‬‬

‫نعم قد تكون اللغة العربية تشمل من ألالفاظ املوحية باملعنى وتوجه نحوه بجرس حروفها‬
‫وموسيقاها‪ ،‬فربما يصادف اتفاق بعض ألاصوات مع معانيها‪ ،‬ولكن ذلك ال يعني خضوع حروف‬
‫اللغة جميعها إلى هذه العالقة‪ ،‬وإال ماذا يفسر لفظة ( الجنون) التي تدل على ذهاب العقل(‪،)67‬‬
‫وإلانسان إذا ذهب عقله فقد كل ش يء‪ ،‬فكيف يتالءم هذا املعنى مع ما تدل عليه الجيم من‬
‫ً‬
‫عظمة ؟ !‪ ،‬فضال عن أن ما ذهب إليه ابن جني من إثبات القيمة الداللية للصوت‪ ،‬أو حكاية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألاصوات ملعانيها لم يجعل الحكم عاما وإنما هي ظاهرة في العربية‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬فإن كثيرا من هذه‬
‫اللغة وجدته مضاهيا بأجراس حروفه أصوات ألافعال التي عبر بها عنها))(‪ ،)68‬وقال في موضع‬
‫آخر‪ (( :‬واعلم أنا ال ندعي أن هذا مستمر في جميع اللغة))(‪ ،)69‬ولكنه من غير شك مظهر عجيب‬
‫من مظاهر اللغة العربية‪.‬‬

‫الخاتمة والنتائج‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي بحمده تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على خاتم ألانبياء واملرسلين‪ ،‬وعلى‬
‫آله الطيبين الطاهرين‪ ،‬وصحبه املنتجبين‪.‬‬

‫وبعد‪ ...‬فقد توصل هذا البحث إلى النتائج آلاتية‪:‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫‪ ‬توصلت الدراسة إلى أن علماء العربية القدماء عرفوا الانسجام الصوتي ودرسوه‬
‫وأولوه عنايتهم‪ ،‬وإن اختلفوا في استعمال املصطلح للتعبير عنه‪.‬‬

‫إن ظاهرة الانسجام الصوتي لم تغب عن املحدثين إذ تحدثوا عنها وأولوها عنايتهم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فمنهم من بحث فيها في دراساتهم وأبحاثهم اللغوية والصوتية‪ ،‬وأطلقوا عليه تسميات‬
‫عدة منها‪ :‬املماثلة‪ ،‬والتجاور‪ ،‬واملناسبة‪ ،‬ومنهم من درسوها دراسة مستقلة‪.‬‬

‫‪ ‬إن ما ذهب إليه بعض الباحثين في ربط الانسجام الصوتي بالداللة فيه نظر؛ ألن ما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يطرأ على بعض الكلمات من تغيير في الصوامت أو الصوائت قد ال يحدث تغييرا دالليا‬
‫فيها‪ ،‬وإنما هي لهجات أو تحوالت نطقية نتيجة للتطور التاريخي لنطق الكلمة‪ ،‬فاملعنى‬
‫ً‬
‫واحد السيما إذا كان في لهجات متعددة‪ ،‬ويكون حدوثه عائدا إلى اختالف بيئات‬
‫القبائل العربية‪ ،‬فتميل كل لغة إلى ما ينسجم مع بيئاتها من الصوامت أو الصوائت‪،‬‬
‫ويكون ذلك نتيجة الرغبة في التقريب بين ألاصوات‪ ،‬مما يؤدي إلى الاقتصاد في الجهد‬
‫العضلي‪ ،‬والخفة في النطق ‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ُ - 1‬ينظر‪ :‬في اللهجات العربية‪ ،‬د‪.‬إبراهيم أنيس‪ ،83 :‬وبراجماتية اللغة ودورها في تشكيل بنية الكلمة‪ ،‬د‪ .‬ريم‬
‫فرحان‪.08 :‬‬
‫‪ُ -‬ينظر‪ :‬العين‪ ،‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪.04/0:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ُ - 3‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪ ،‬ومبادئ اللسانيات‪ ،‬د‪ .‬أحمد محمد قدوري‪ ،008:‬والدراسات اللغوية‬
‫عند العرب‪ ،‬د‪ .‬محمد حسين آل ياسين‪ ،303:‬وظاهرة املماثلة الصوتية في القراءات القرآنية‪ ،‬خالد جواد‪( 2 :‬‬
‫رسالة ماجستير)‪.‬‬
‫‪ - 4‬العين‪ ،‬مادة (ذخر)‪.234/3:‬‬
‫‪ُ - 5‬ينظر‪ :‬إلابدال الصرفي الصوتي في صيغة ( افتعل )‪ ،‬في مجمع البيان‪ ،‬د‪ .‬نسرين عبد هللا‪( 070 :‬بحث)‬
‫‪ - 6‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪ُ ،300/3:‬وينظر‪ :‬الظواهر الصوتية عند سيبويه‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم محمد‪ ( 20 :‬بحث )‪.‬‬
‫‪ - 7‬الكتاب‪.308-300/3:‬‬
‫‪ - 8‬املصدر نفسه‪.308/3:‬‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫‪ُ - 9‬ينظر – مثال‪ :-‬معاني القرآن‪ ،‬للفراء‪ ،4/0 :‬و‪ ،243/2‬و ‪020/4‬‬
‫‪ - 10‬اختلف القراء السبعة في هذه الكلمة‪ ،‬فقرأ ابن كثير‪ ،‬وحفص عن عاصم بإظهار الذال‪ ،‬وقرأ الباقون وعبد‬
‫َ‬
‫هللا بن مسعود‪َّ (( :‬اتخ ُّت ْم)) بإدغام الذال في التاء‪ُ .‬ينظر‪ :‬السبعة في القراءات‪ ،‬البن مجاهد‪ ،003 :‬والحجة للقراء‬
‫السبعة‪،‬ألبي علي الفارس ي‪ ،38 -30/2 :‬ومعجم القراءات‪،‬د‪ .‬محمد الخطيب‪.99/0:‬‬
‫‪ - 11‬معاني القرآن‪ ،‬للفراء‪.002/0 :‬‬
‫‪ُ - 12‬ينظر‪ :‬الكتاب‪. 344/3 :‬‬
‫‪ُ - 13‬ينظر‪ :‬الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها‪ ،‬مكي بن أبي طالب القيس ي‪037-009/0 :‬‬
‫‪ - 14‬معاني القرآن‪ ،‬للفراء‪.003/4 :‬‬
‫‪ - 15‬أطلق املحدثون على هذه الظاهرة الصوتية مصطلحات مختلفة كالتخالف‪ ،‬واملغايرة‪ ،‬والتباين‪ ،‬واملصطلح‬
‫ألاعم وألاشيع لديهم هو ( املخالفة)‪ُ .‬ينظر‪:‬ألاصوات اللغوية‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم أنيس‪ ،049 :‬ولحن العامة والتطور‬
‫اللغوي‪ ،‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪ ،30 :‬والتطور النحوي للغة العربية‪ ،‬برجشتراسر‪ ،44 :‬ومدخل إلى علم اللغة‪ ،‬د‪.‬‬
‫محمود فهمي حجازي‪ ،80:‬وعلم اللغة‪ ،‬د‪ .‬علي عبد الواحد وافي‪ ،477 :‬وقواعد الصرف الصوتية بين القدماء‬
‫واملحدثين‪ ،‬د‪ .‬محمد سعيد الشواهنة‪.007 :‬‬
‫‪ُ - 16‬ينظر‪ :‬لحن العامة والتطور اللغوي‪ ،‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪.33 :‬‬
‫‪ - 17‬معاني القرآن‪ ،‬لألخفش‪.3/0:‬‬
‫‪ - 18‬املقتضب‪ ،‬للمبرد‪.480/0 :‬‬
‫‪ - 19‬املصدر نفسه‪.33/4:‬‬
‫‪ُ - 20‬ينظر‪ :‬الحجة للقراء السبعة‪.03-07/0:‬‬
‫‪ - 21‬قرأ ابن كثير وحده‪(( :‬فيهي)) باإلشباع‪ ،‬فيما قرأ الباقون بكسر الهاء من غير إشباع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬السبعة في‬
‫القراءات‪ ،047 -029 :‬ومعجم القراءات القرآنية‪ ،‬د‪.‬أحمد مختار عمر‪ ،‬ود‪ .‬عبد العال سالم‪.08/0 :‬‬
‫‪ - 22‬الحجة للقراء السبعة‪.278-270/0:‬‬
‫‪ - 23‬الخصائص‪ ،‬ابن جني‪.030/2 :‬‬
‫‪ُ - 24‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،034/2 :‬واملنصف‪،‬ابن جني‪.223/2 :‬‬
‫‪ - 25‬املنصف‪.420-423/2:‬‬
‫‪ُ - 26‬ينظر‪ :‬العين‪ ،37/0:‬واللغة في الدرس البالغي‪.34 :‬‬
‫‪ - 27‬البيان والتبيين‪.39/0:‬‬
‫‪ - 28‬البرهان في وجوه البيان‪،‬ابن وهب‪.347 :‬‬
‫‪ُ - 29‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،342 :‬واللغة في الدرس البالغي‪.33:‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫‪ - 30‬البرهان في وجوه البيان‪ُ ،342 :‬وينظر‪ :‬الجهود الصوتية في كتب البالغة العربية من القرن الثالث حتى‬
‫القرن السابع الهجري‪ ،‬حسن أحمد مهاوش‪ ( 070:‬رسالة ماجستير)‬
‫‪ - 31‬النكت في إعجاز القرآن‪ ،‬الرماني(ضمن كتاب ثالث رسائل في إعجاز القرآن)‪.93:‬‬
‫‪ - 32‬النكت في إعجاز القرآن‪ُ ، 93:‬وينظر‪ :‬اللغة في الدرس البالغي‪.30:‬‬
‫‪ُ - 33‬ينظر‪ :‬البيان والتبيين‪.30/0 :‬‬
‫‪ُ - 34‬ينظر‪ :‬النكت في إعجاز القرآن‪.90 :‬‬
‫‪ُ - 35‬ينظر‪ :‬دراسات في العربية‪ ،‬فولفد يتريش فيشر‪ ،‬ترجمة‪:‬د‪ .‬سعيد حسن بحيري‪ ،033:‬وأصوات اللغة العربية‬
‫بين الفصحى واللهجات‪،‬د‪ .‬رمضان عبد هللا‪.39 :‬‬
‫‪ - 36‬كتاب الصناعتين‪.030 :‬‬
‫‪ُ - 37‬ينظر‪ :‬سر الفصاحة‪ ،‬ابن سنان الخفاجي‪ ،03 :‬والبالغة الصوتية في القرآن‪ ،‬د‪ .‬محمد إبراهيم شادي‪،03 :‬‬
‫وعلم ألاصوات اللغوية(ظواهر علم ألاصوات في القرآن الكريم )‪ ،‬د‪ .‬أحمد عبد التواب الفيومي‪.40 :‬‬
‫‪ُ - 38‬ينظر‪ :‬سر صناعة إلاعراب‪ ،‬ابن جني‪ ،803/2 :‬واللغة في الدرس البالغي‪.30:‬‬
‫‪ - 39‬سر صناعة إلاعراب‪.803-800/2 :‬‬
‫‪ُ - 40‬ينظر‪ :‬سر الفصاحة‪ ،00 :‬واللغة في الدرس البالغي‪.30 :‬‬
‫‪ُ - 41‬ينظر‪ :‬سر الفصاحة‪.33 :‬‬
‫‪ - 42‬املصدر نفسه‪.072-070 :‬‬
‫‪ - 43‬املثل السائر في أدب الكاتب والشاعر‪ ،‬ضياء الدين بن ألاثير‪.004/0 :‬‬
‫‪ُ - 44‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،003/0 :‬واللغة في الدرس البالغي‪.33 :‬‬
‫‪ - 45‬بديع القرآن‪ ،‬البن أبي إلاصبع املصري‪.033/2 :‬‬
‫‪ُ - 46‬ينظر‪ :‬علم اللغة العام‪ ،‬فردينان دي سوسور‪ ،‬ترجمة‪:‬د‪ .‬يوئيل يوسف عزيز‪ ،،000:‬ودراسة الصوت اللغوي‪:‬‬
‫‪ ،420‬وبراجماتية اللغة‪.08 :‬‬
‫‪ - 47‬ألاصوات اللغوية‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم أنيس‪.073 :‬‬
‫‪ - 48‬املصدر نفسه‪.000 :‬‬
‫‪ُ - 49‬ينظر‪ :‬التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه‪،‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪.47 :‬‬
‫‪ُ - 50‬ينظر‪ :‬دراسة الصوت اللغوي‪.408 :‬‬
‫‪ُ - 51‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪.483 :‬‬
‫‪ - 52‬في البحث الصوتي عند العرب‪.07 :‬‬
‫‪ - 53‬ظاهرة التخفيف في النحو العربي‪،‬د‪ .‬أحمد عفيفي‪.049 :‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫‪ - 54‬املصدر نفسه‪.030 :‬‬


‫‪ - 55‬ظاهرة إلاعالل وإلابدال في العربية بين القدماء واملحدثين‪ ،‬د‪ .‬محمد حماسة عبد اللطيف‪ ( 038 :‬بحث)‬
‫‪ - 56‬املصدر نفسه‪.039 :‬‬
‫‪ -57‬ظاهرة الانسجام الصوتي في القرآن الكريم‪ ،‬هايل محمد الفقراء‪ ( 2-0 :‬املقدمة ) رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد القادر مرعي الخليل‪ ،‬كلية آلاداب – جامعة مؤتة‪0993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 58‬املصدر نفسه‪.203 :‬‬
‫‪ - 59‬أثر الانسجام الصوتي في البنية اللغوية في القرآن الكريم‪ ،‬فدوى محمد حسان‪ :‬ج‪ -‬د (املقدمة) أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ .‬بكري محمد الحاج‪ ،‬كلية اللغة العربية – جامعة أم درمان‪ -‬السودان‪2707 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 60‬الانسجام الصوتي في النص القرآني‪ ،‬تحسين فاضل عباس‪.22:‬‬
‫‪ - 61‬ينظر‪ :‬الخصائص‪.038-030/2 :‬‬
‫‪ - 62‬الانسجام الصوتي في النص القرآني‪.24-22 :‬‬
‫‪-63‬نظرية الانسجام الصوتي وأثرها في بناء الشعر‪ ،‬دراسة وظيفية تطبيقية في قصيدة ( واملوت اضطرار)‬
‫للمتنبي‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ .‬محمد عمامة‪ ،‬كلية آلاداب والعلوم إلانسانية – جامعة لخضر‪2707،‬م‪.07 :‬‬
‫‪ُ - 64‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪.48 :‬‬
‫‪ُ - 65‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،30 -49 :‬والخصائص‪.000/2 :‬‬
‫‪ - 66‬نظرية الانسجام الصوتي وأثرها في بناء الشعر‪ ،30:‬وينظر‪ :‬فقه اللغة‪ ،‬محمد املبارك‪.80 :‬‬
‫‪ُ - 67‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ( ،‬مادة جنن)‪.074/2 :‬‬
‫‪ - 68‬الخصائص‪ُ ،30/0 :‬وينظر‪ :‬ابن جني عالم العربية‪ ،‬د‪ .‬حسام سعيد النعيمي‪ ،000 :‬والداللة الصوتية وأثرها‬
‫في بيان املعنى( آيات املعاد أنموذجا)‪،‬أ‪.‬د‪ .‬مناف مهدي‪(00:‬بحث)‪.‬‬
‫‪ - 69‬الخصائص‪ ،048/2 :‬والدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني‪.294 :‬‬
‫املصادر واملراجع‬
‫القرآن الكريم‬
‫د‪ .‬حسام سعيد النعيمي‪ :‬ابن جني عالم العربية‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬ط‪ ،0/‬بغداد – العراق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪0997‬م‪.‬‬
‫د‪ .‬رمضان عبد هللا‪:‬أصوات اللغة العربية بين الفصحى واللهجات‪ ،‬مكتبة بستان املعرفة‪ ،‬ط‪،0/‬‬ ‫‪‬‬
‫إلاسكندرية – مصر‪2770 ،‬م‬
‫• د‪.‬إبراهيم أنيس‪ :‬ألاصوات اللغوية‪ ،‬مكتبة نهضة مصر‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫• د‪ .‬تحسين فاضل عباس‪ :‬الانسجام الصوتي في النص القرآني‪ ،‬دار الرضوان للنشر‪ ،‬ط‪ ،0/‬عمان – ألاردن‪،‬‬
‫‪0344‬‬
‫• بديع القرآن‪ :‬ألبن أبي إلاصبع املصري( ت‪303‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬حفني محمد شرف‪ ،‬مكتبة نهضة مصر‪ ،‬ط‪،0/‬‬
‫‪0900‬م‪.‬‬
‫• براجماتية اللغة ودورها في تشكيل بنية الكلمة‪ :‬د‪ .‬ريم فرحان عودة املعايطة‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪(،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫عمان – ألاردن‪2778 ،‬م‪.‬هـ ‪2702 -‬م‪.‬‬
‫• البرهان في وجوه البيان‪ :‬إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب الكاتب(ت ب‪440‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬
‫مطلوب‪ ،‬ود‪ .‬خديجة الحديثي‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ط‪ ،0 /‬العراق‪0408،‬هـ ‪0930 -‬م‪.‬‬
‫• البيان والتبيين‪ :‬عمرو بن بحر الجاحظ (ت‪200‬هـ)‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪،0/‬‬
‫القاهرة – مصر‪0308 ،‬هـ ‪0998 -‬م‪.‬‬
‫• تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن‪ :‬ألبن أبي ألاصبع املصري(ت‪303‬هـ )‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫حفني محمد شرف‪ ،‬املجلس ألاعلى للشؤون إلاسالمية‪ ،‬لجنة إحصاء التراث إلاسالمي‪( ،‬د‪ .‬ط)‪ ،‬القاهرة –‬
‫مصر‪0934 ،‬م‪.‬‬
‫• التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه‪ :‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪ ،0/‬القاهرة – مصر‪،‬‬
‫‪0373‬هـ ‪0984 -‬م‪.‬‬
‫• التطور النحوي للغة العربية‪ :‬برجشتراسر‪ ،‬أخرجه وصححه وعلق عليه‪ :‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة‬
‫الخانجي‪ ،‬ط‪ ،2/‬القاهرة ‪ -‬مصر‪0303 ،‬هـ ‪0993 -‬م‪.‬‬
‫• الحجة للقراء السبعة أئمة ألامصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم ابن مجاهد‪ ،‬تصنيف‪ :‬أبي علي‬
‫الحسن بن عبد الغفار الفارس ي(ت‪400‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬بدر الدين قهوجي‪ ،‬وبشير جويجاتي‪ ،‬مراجعة‪ :‬عبد العزيز‬
‫رباح‪ ،‬وأحمد يوسف الدقاق‪ ،‬دار املأمون للتراث‪ ،‬ط‪ ،0/‬بيروت‪0373 ،‬هـ ‪0983 -‬م‪.‬‬
‫الخصائص‪ ،‬صنعة‪ :‬أبي الفتح عثمان بن جني(ت ‪492‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتب املصرية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫القسم ألادبي‪ ،‬املكتبة العلمية‪ (،‬د‪ .‬ط)‪0902 ،‬م‪.‬‬
‫الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث‪ :‬محمد حسين آل ياسين‪ ،‬منشورات دار مكتبة‬ ‫‪‬‬
‫الحياة‪ ،‬ط‪ ،0/‬بيروت – لبنان‪0377 ،‬هـ ‪0987 -‬م‪.‬‬
‫دراسات في العربية‪ :‬فولفد يتريش فيشر‪ ،‬ترجمة وتعليق‪ :‬د‪ .‬سعيد حسن بحيري‪ ،‬مكتبة آلاداب‪ ،‬ط‪،0/‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة – مصر‪0323 ،‬هـ ‪2770 -‬م‪.‬‬
‫• الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني‪ :‬د‪ .‬حسام سعيد النعيمي‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬منشورات وزارة‬
‫الثقافة وإلاعالم‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بغداد‪ -‬العراق‪0987 ،‬م‪.‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪323 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫• دراسة الصوت اللغوي‪ :‬د‪ .‬أحمد مختار عمر‪ ،‬عالم الكتب‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪0308 ،‬هـ ‪0990 -‬م‪.‬‬
‫• السبعة في القراءات‪ :‬ابن مجاهد(ت‪423‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬شوقي ضيف‪ ،‬دار املعارف‪(،‬د‪.‬ط)القاهرة ‪ -‬مصر‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫• سر الفصاحة‪ :‬عبد هللا بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي(ت‪333‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،0/‬بيروت‬
‫– لبنان‪0372 ،‬هـ ‪0982 -‬م‪.‬‬
‫شرح املفصل‪ :‬ألبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي (ت‪334‬هـ)‪ ،‬صححه وعلق عليه‪ :‬مشيخة‬ ‫‪‬‬
‫ألازهر‪ ،‬عنيت بطبعه ونشره‪ :‬إدارة الطباعة املنيرية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫• ظاهرة التخفيف في النحو العربي‪ :‬د‪ .‬أحمد عفيفي‪ ،‬الدر املصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪ ،0/‬القاهرة – مصر‪0993،‬م‬
‫• علم ألاصوات اللغوية( ظواهر علم ألاصوات في القرآن الكريم)‪ :‬د‪ .‬أحمد عبد التواب الفيومي‪ ،‬املكتبة ألازهرية‬
‫للتراث‪ ،‬ط‪ ،0/‬القاهرة – مصر‪2779 ،‬م‪.‬‬
‫• علم اللغة‪ :‬د‪.‬علي عبد الواحد وافي‪ ،‬نهضة مصر‪ ،‬ط‪ ،07/‬الفجالة‪ -‬مصر‪2770 ،‬م‪.‬‬
‫• علم اللغة العام‪ :‬فردينان دي سوسير‪ ،‬ترجمة‪ :‬د‪ .‬يوئيل يوسف عزيز‪ ،‬مراجعة‪ :‬د‪ .‬مالك يوسف املطلبي‪ ،‬دار‬
‫أفاق عربية‪ ،‬ط‪ ،0/‬بغداد – العراق‪0980 ،‬م‪.‬‬
‫العين‪ :‬الخليل بن أحمد الفراهيدي(ت‪000‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي املخزومي‪ ،‬ود‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬سلسلة‬ ‫‪‬‬
‫املعاجم والفهارس‪( ،‬د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫في البحث الصوتي عند العرب‪ :‬د‪ .‬خليل إبراهيم العطية‪ ،‬منشورات دار الجاحظ‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬بغداد ‪ -‬العراق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪0984‬م‪.‬‬
‫كتاب سيبويه‪ :‬ألبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر(ت‪087‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪‬‬
‫الخانجي‪ ،‬ط‪ ،0/‬القاهرة ‪ -‬مصر‪0378 ،‬هـ ‪0988 -‬م‪.‬‬
‫الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها‪ :‬مكي بن أبي طالب القيس ي(ت‪340‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محيي‬ ‫‪‬‬
‫الدين رمضان‪ ،‬مطبوعات مجمع اللغة العربية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دمشق‪ -‬سوريا‪0493 ،‬هـ ‪0903 -‬م‪.‬‬
‫لحن العامة والتطور اللغوي‪ :‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬ط‪ ،2/‬القاهرة ‪ -‬مصر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2777‬م‪.‬‬
‫لسان العرب‪ :‬جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور(ت‪000‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد هللا علي الكبير‪ ،‬ومحمد‬ ‫‪‬‬
‫أحمد‪ ،‬وهاشم محمد‪ ،‬دار املعارف‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة ‪ -‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫اللغة في الدرس البالغي‪ :‬د‪ .‬عدنان عبد الكريم جمعة‪ ،‬دار السياب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،0/‬لندن‬ ‫‪‬‬
‫– بريطانية‪2778 ،‬م‪.‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫اللهجات العربية في التراث‪ :‬د‪ .‬أحمد علم الدين الجندي‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪0984‬م‪.‬‬
‫اللهجات العربية ( لهجة قبيلة أسد )‪ :‬د‪ .‬علي ناصر غالب‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬ط‪ ،0/‬بغداد ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫العراق‪0989 ،‬م‪.‬‬
‫مبادئ اللسانيات‪ :‬د‪ .‬أحمد محمد قدور‪ ،‬الدار العربية‪ ،‬ط‪ ،0/‬بيروت – لبنان‪0344 ،‬هـ ‪2700 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدخل إلى علم اللغة‪ :‬د‪ .‬محمود فهمي حجازي‪ ،‬دار قباء‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة ‪ -‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معاني القرآن‪ :‬سعيد بن مسعدة ألاخفش ألاوسط(ت‪200‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬هدى محمود قراعة‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪‬‬
‫الخانجي‪ ،‬ط‪ ،0/‬القاهرة ‪ -‬مصر‪0300 ،‬هـ ‪0997 -‬م‪.‬‬
‫معاني القرآن‪ :‬يحيى بن زياد الفراء(ت‪270‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد يوسف نجاتي‪ ،‬ومحمد علي النجار‪،‬عالم‬ ‫‪‬‬
‫الكتب‪ ،‬ط‪ ،4/‬بيروت ‪ -‬لبنان‪0474 ،‬هـ ‪0984 -‬م‪.‬‬
‫معجم القراءات‪ :‬د‪ .‬عبد اللطيف الخطيب‪ ،‬دار سعد الدين‪ ،‬ط‪ ،0/‬دمشق ‪ -‬سوريا‪0322 ،‬هـ ‪2772 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات وأشهر القراء‪ :‬د‪ .‬أحمد مختار عمر‪ ،‬ود‪ .‬عبد العال سالم‬ ‫‪‬‬
‫مكرم‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪ ،‬ط‪ ،2/‬الكويت‪0988 ،‬م‪.‬‬
‫معجم املصطلحات العربية في اللغة وألادب‪ :‬مجدي وهبه‪ ،‬وكامل املهندس‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ط‪ ،2/‬بيروت –‬ ‫‪‬‬
‫لبنان‪0984 ،‬م‪.‬‬
‫املنصف شرح تصريف املازني‪ :‬عثمان بن جني‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬وعبد هللا أمين‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪‬‬
‫مصطفى البابي الحلبي وأوالده‪ ،‬ط‪ ،0/‬مصر‪0404 ،‬هـ ‪0903 -‬م‪.‬‬
‫النكت في إعجاز القرآن‪ :‬علي بن عيس ى الرماني( ت‪483‬هـ ) ضمن ثالث رسائل في إعجاز القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد زغلول سالم‪ ،‬ومحمد خلف هللا أحمد‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط‪ ،4/‬القاهرة – مصر‪ ( ،‬د‪ .‬ت )‪.‬‬

‫الرسائل وألاطاريح الجامعية‪:‬‬


‫أثر الانسجام الصوتي في البنية اللغوية في القرآن الكريم‪ :‬فدوى محمد حسان‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬ ‫•‬
‫إشراف‪ :‬د‪ .‬بكري محمد الحاج‪ ،‬كلية اللغة العربية – جامعة أم درمان‪ -‬السودان‪2707 ،‬م‪.‬‬
‫الجهود الصوتية في كتب البالغة العربية من القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري‪ :‬حسن أحمد‬ ‫•‬
‫مهاوش العزاوي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ .‬أحمد شاكر غضيب‪ ،‬كلية التربية – جامعة بغداد‪0323 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪2774‬م‪.‬‬
‫ظاهرة الانسجام الصوتي في القرآن الكريم‪ :‬هايل محمد الفقراء‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ .‬عبد‬ ‫•‬
‫القادر مرعي الخليل‪ ،‬كلية آلاداب – جامعة مؤتة‪0993 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪324 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د علي عواد ميزر‬ ‫ماهية االنسجام الصوتي بين القدماء والمحدثين‬

‫ظاهرة املماثلة الصوتية في القراءات القرآنية‪ :‬خالد جواد جاسم العلواني‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف‪:‬‬ ‫•‬
‫د‪ .‬علي عبد هللا حسين العنبكي‪ ،‬كلية التربية – جامعة كربالء‪0340 ،‬ه ـ ‪2707 -‬م‪.‬‬
‫نظرية الانسجام الصوتي وأثرها في بناء الشعر‪ ،‬دراسة وظيفية تطبيقية في قصيدة ( واملوت‬ ‫•‬
‫اضطرار) للمتنبي‪ :‬نوراة بحري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ .‬محمد عمامة‪ ،‬كلية آلاداب والعلوم إلانسانية –‬
‫جامعة لخضر‪2707،‬م‪.‬‬
‫البحوث والدراسات‪:‬‬
‫• إلابدال الصرفي الصوتي في صيغة ( افتعل )‪ ،‬في مجمع البيان ( دراسة في منهج الصرف العربي)‪ :‬د‪ .‬نسرين‬
‫عبد هللا شنوف العلواني‪ ،‬مجلة اللغة العربية وآدابها‪ ،‬العدد‪2707 ،9 :‬م‪.‬‬
‫• ظاهرة إلاعالل وإلابدال في العربية بين القدماء واملحدثين‪ :‬د‪ .‬محمد حماسة عبد اللطيف‪ ،‬مجلة مجمع‬
‫اللغة العربية‪ ،‬الجزء‪0987 ،33 :‬م‪.‬‬
‫• الظواهر الصوتية عند سيبويه‪ :‬د‪ .‬إبراهيم محمد البب‪ ،‬مجلة دراسات في اللغة العربية وآدابها‪ ،‬العدد‪،2 :‬‬
‫سوريا‪2707،‬م‪.‬‬

‫ّ‬
‫مجلة العالمة عدد خاص املجلد‪ 70:‬العدد ‪ 70 :‬التاريخ ‪322 ISSN 2478-0197 - ESSN 2676-1718 - 2722/70/15 :‬‬

You might also like