‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫لسان الدين بن الخطيب أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن سعيد بن علي بن أحمد‪،‬‬
‫نُ ِقشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة ‪، ،‬الخطيب‪ ..‬شاعر وكاتب ومؤرخ وفيلسوف وطبيب‬
‫وسياسي من األندلس ‪ .‬ولد لسان الدين الخطيب في مدينة فاس (المغرب) في رجب عام ‪ 317‬هـ‪ ،‬الموافق‬
‫لسنة ‪ 1717‬ميالدية ‪ ،‬وبعد والدة لسان الدين انتقلت العائلة إلى غرناطة حيث دخل والده في خدمة السلطان‬
‫أبي الحجاج يوسف‪ ،‬وفي غرناطة درس الطب والفلسفة والشريعة واألدب‪ ،‬ولما قتل والده سنة ‪ 341‬هـ في‬
‫معركة طريف كان مترجما ً في الثامنة والعشرين‪ ،‬فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن‬
‫الجيّاب‪ ،‬ثم توفي هذا األخير بالطاعون الجارف‪ ،‬فتولى لسان الدين منصب الوزارة ‪ ،‬ولما قتل أبو الحجاج‬
‫يوسف سنة ‪ 377‬هـ ‪ ،‬وانتقل الملك إلى ولده الغني باهلل محمد استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة‬
‫وبقي ابن الخطيب وزيرا ً ‪.‬وكتب لسان الدين بن الخطيب هذ الموشح معارضة لموشح ابن سهل ‪“ ...‬هل درى‬
‫ب حلّهُ عن َمك َن ِس؟”‪.‬‬
‫قلب ص ٍ‬
‫ظب ُي الحمى أن قد حمى‪َ ..‬‬
‫تقول المراجع‪ :‬إن الذين كانوا يحسدون ابن الخطيب على المجد الذي تحقق له بعودته المنتصرة مع السلطان‬
‫المنتصر وعودة الوزارة إليه وتوهج أدبه وشعره وانتشار صيته في األقطار‪ ،‬هؤالء الحاسدون تمكنوا من‬
‫اإليقاع بينه وبين السلطان ‪ ،‬وعندما يغضب السلطان فإن العاقبة تكون وخيمة‪ ،‬ولم يشفع البن الخطيب‪،‬‬
‫خدمته المخلصة وشعره وأدبه ومؤلفاته القيمة والتي زادت عن الستين كتابا ً‪ .‬وبكل بساطة قام السلطان بنفيه‬
‫إلى المغرب ‪ ،‬حيث مات قتالً سنة ‪ 337‬هجرية‪ .‬وكان في طليعة أولئك الحاسدين الحاقدين( ابن زمرك )‬

‫من أهم مؤلفات لسان الدين بن الخطيب ‪ :‬ـ‬

‫‪ 2‬ـ مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في المغرب واألندلس ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ اإلحاطة في أخبار غرناطة ‪.‬‬

‫يجد الشعراء في ذكريات الماضي السعيد مجاال لشعرهم ‪ ،‬حيث يتذكرون ما اغتنموا من سعادة‪ ،‬وما نعموا به‬
‫من متعة بين األحبة وجمال الطبيعة ‪ ،‬فتهيج عواطفهم بهذه الذكرى‪ ،‬و يعرضون علينا صورة لها‪ ،‬تجعلنا‬
‫نشاركهم سرورهم بها وألمهم لذهاب عهدها‪ ،‬ولسان الدين بن الخطيب في هذه الموشحة يحدثنا عن أيام‬
‫جميلة سعيدة قضاها في غرناطة ‪ ،‬ويتحسر على أنها مرت سريعة ‪.‬‬

‫نمط النص و جنسه ‪:‬‬

‫شعر – موشح‪ :‬كالم منظوم على وزن مخصوص ليس كما في الشعر العادي وله أجزاء تختلف عن القصائد‬
‫العادية‬
‫يتكون من مجموعة من األجزاء وهي ‪ :‬قفل ‪ /‬دور‪ /‬بيت‪ /‬الغصن‪ /‬ال َخر َجة‪ ،‬وهو فن أندلسي جديد‬

‫‪Page 2‬‬
‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫تذكر الشاعر للزمن الجميل وجمال الطبيعة‬ ‫(أ)‬

‫يا زمان الوصل باألندلــــــــس‬
‫في الكرى أو ُخلسة المختلس‬
‫ينقل الخطو على ما ترســـم‬
‫مثل ما يدعو الحجيج الموسم‬
‫فثغور الزهـــر فيه تبــــــسم‬
‫كيف يروي مــــ ٌ‬
‫الك عـن أنــَس‬
‫يزدهي منه بأبهى ملبـــس‬
‫( ب ) مظاهر جمال الروض‬
‫فيكون الروض قد ُم ِ ّكن فيه‬
‫أمنت من مكره ما تتقيــــه‬
‫ِ‬
‫وخال كل خليل بأخيــــــه‬
‫بط ِه ما يكتسي‬
‫غ ِ‬‫يَكتَسي من َ‬
‫يسرق السمع بأ ُذني فرس‬
‫( ج ) الحنين لذكريات الماضي الجميلة‬
‫ٌ‬
‫سكن أنتم به‬ ‫وبقلبي‬
‫ال أبالي شَرقَه من َ‬
‫غر ِبه‬
‫تُعتِقوا عانيَكم من كَربِه‬
‫يتالشى نَفَسا ً في نَفَس‬
‫جادك الغيث إذا الغيـث همى‬ ‫‪1‬ـ‬
‫‪ 2‬لم يكن وصلك إال حلـــــما‬
‫‪ 7‬إذ يقود الدهر أشتات المنى‬
‫‪ 4‬زمـــرا بين فُرادى وث ُــنى‬
‫‪ 7‬والحيا قد جلل الروض سنا‬
‫‪ 7‬وروى النعمان عن ماء السماء‬
‫‪ 3‬فكساه الحسن ثوبــا ً ُمعلــما‬
‫أي شئ المرئ قد خلصا‬ ‫‪8‬‬
‫‪ 9‬تنهب األزهار فيه الفُرصا‬
‫‪ 11‬فإذا الماء تناجى والحصى‬
‫‪ 11‬ت ُبصر الورد غيورا ً بَ ِرما‬
‫اآلس ل ِبيبا فَ ِهما‬
‫َ‬ ‫‪ 12‬ونرى‬
‫‪ 17‬يا أ ُ َهي َل الحي من وادي الغضا‬
‫‪ 14‬ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا‬
‫‪ 17‬فأعيدوا عهد أنس قد مضى‬
‫‪ 17‬واتقوا هللا‪ ،‬وأحيوا ُمغرما‬
‫‪Page 3‬‬
 ‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫تحليل األبيات ‪:‬‬

‫يا زمان الوصل باألندلــــــــس‬ ‫جادك الغيث إذا الغيـث همى‬ ‫‪1‬ـ‬

‫المفردات ‪ :‬الغيث ‪ :‬مطر يجلب الخير و( ج ) غيوث وأغياث وأغيث * همى ‪ :‬هطل * الوصل ‪ :‬القرب‬
‫واالجتماع بحب و الضد ‪ :‬الهجر‬

‫الشرح ‪ :‬يدعو الشاعر ـ لتلك األيام السعيدة التي قضاها في غرناطة ـ بالسقيا كلما سقط المطر على عادة‬
‫القدامى حين كانوا يدعون ألرض المحبة بذلك ‪.‬‬

‫جادك الغيث‪ :‬أسلوب خبري لفظا إنشائي معنى وغرضه الدعاء ‪ ،‬يا زمان‪ :‬أسلوب إنشائي نوعه نداء غرضه‬
‫التمني‪.‬‬

‫الصور‪ ( * :‬يا زمان الوصل) ــــــــ استعارة مكنية‪ ،‬شبه زمان الوصل بإنسان وحذف المشبه به و دل عليه‬
‫بشيء من خصائصه وهو النداء وسر جمالها التشخيص للزمان و هي توحي بحنين الشاعر لتلك األزمان‪.‬‬
‫((جادك الغيث)) ــــــ استعارة مكنية تصور زمان الوصل أرضا يسقيها المطر وسر الجمال تجسيم المعنى‬
‫وتوحي بقوة الذكريات ودوامها مرتبطة بتلك األيام ‪ ،‬وهي صورة تقليدية لشعراء المشرق العربي ألنها‬
‫ال تناسب األندلس وبيئتها المليئة باألنهار و ال تحتاج إلى المطر فالشاعر هنا يريد الدعاء بطلب الخير عامة‬
‫والمطر رمز عهد الخير ‪ ،‬جادك الغيث‪ :‬شبه المطر باإلنسان الذي يعطي ( استعارة مكنية) كلمة ( همى )‬
‫توحي بغزارة األمطار ‪.‬‬

‫في الكرى أو ُخلسة المختلس‬ ‫‪ 2‬ـ لم يكن وصلك إال ُحلُـــــما‬

‫المفردات ‪ :‬كاف المخاطب لزمان الوصل ‪ ،‬حلما‪ :‬خيال‪ /‬طيف ‪ /‬ما يراه النائم و( ج ) أحالم ــــ الكرى‪ :‬النوم‬

‫وجمع الكرى ( أكراء ) الخلسة‪ :‬األخذ في الخفاء ‪.‬‬

‫الشرح ‪ :‬كان لقاء األحبة جميال ‪ ،‬ولكنه مر سريعا كالحلم السعيد أو اللذة المختلسة بسرعة ‪.‬‬

‫الصور‪( :‬لم يكن وصلك إال حلما أو خلسة المختلس) تشبيهان بليغان ‪ 1 :‬ـ الوصال في لذته كالحلم السعيد‬
‫في سرعته ‪ 2‬ـ قصر زمن المتعة كالخلسة السريعة ‪.‬‬

‫كلمتا ( الحلم ـ الخلسة ) ــــــ توحيان بسرعة مرور زمن اللقاء بأحبته ‪.‬‬

‫‪Page 4‬‬
 ‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫ينقل الخطو على ما ترســـم‬ ‫‪ 7‬ـ إذ يقود الدهر أشتات المنى‬

‫المفردات ‪ :‬يقود الدهر‪ :‬يحقق ‪ ،‬الدهر الزمن و( ج ) دهور ‪ /‬أدهر ‪ .‬أشتات ‪ :‬المتفرقة جمع شتيت ‪.‬‬

‫المنى‪ :‬األماني جمع ُمنية ‪ ،‬ينقل الخطو‪ :‬يتجه ‪ ،‬على ما يرسم ‪ :‬كما يرسم لها الدهر‬

‫الشر ح ‪ :‬يسترجع الشاعر الذكريات فيقول كان الدهر يحقق أمانيه المتعددة المتنوعة فتجري على خطة‬
‫مرسومة ال تختلف وال تنحرف ‪.‬‬

‫الصور ‪ ( :‬يقود الدهر ) ــــــــــــ استعارة مكنية سر جمالها التشخيص وتوحي بتحكم الزمن في األحداث ‪.‬‬

‫( أشتات المنى ) ــــــــــــــ تشبيه بليغ يفيد التجسيد لألمنيات المتعددة ‪ ( ،‬يقود ‪ /‬ينقل ‪ /‬يرسم‬

‫( يقود ‪ /‬ينقل ‪ /‬يرسم ) ـــــــــــــــــــ أفعال مضارعة الستحضار الصورة واالستمرار ‪.‬‬

‫مثل ما يدعو الوفودَ الموس ُم‬ ‫‪ 4‬ـ زمـــرا بين فُرادى وثُـُـنى‬
‫ُزمرا ً‪ :‬جمع ُزمرة وهي الجماعة ‪ ،‬فرادى جمع فرد ‪ ،‬ثنى ‪ :‬أي اثنين اثنين ‪ ،‬الوفود‪ :‬جمع‬ ‫المفردات ‪:‬‬
‫وفد وهو الجماعة ‪ /‬الموسم‪ :‬موسم الحج‬

‫الشر ح‪ :‬هذه األماني تأتى في موعدها المرغوب فرادى أو ثنى أو جماعات كأنها وفود الحجاج في موسم‬
‫الحج تأتى في موعدها متفرقة أو متجمعة ‪.‬‬

‫الصورة ‪ :‬البيت عبارة عن تشبيه تمثيلي حيث شبه صورة األماني وهي آتية بعدة أشكال بصورة وفود‬
‫الحجاج وهي آتية في موعدها للحج ‪ ،‬وهو تشبيه يوضح غزارة األفكار والتزامها ‪.‬‬

‫( يدعو الوفود الموسم ) استعارة مكنية وسر جمالها التشخيص ‪،‬ويظهر في هذه الصور ثقافة الشاعر الدينية‬

‫فثغور الزهر فيه تَب ُ‬

‫س ُم‬ ‫ُ‬ ‫سنا‬
‫الروض َ‬
‫َ‬ ‫و ال َحيا قد جلل‬ ‫‪7‬ـ‬
‫المفردات ‪ :‬ـ الحيا ‪ :‬الخصب أو المطر ‪ ،‬جلل ‪ :‬مأل ‪ ،‬أغزر ‪ ،‬الروض ‪ :‬مفردها روضة وهي‬
‫البستان ‪ ،‬سنا‪ :‬الضوء الساطع ‪ ،‬ثغور‪ :‬جمع ثغر وهو الفم ‪ .‬قد ‪ :‬حرف للتحقيق والتوكيد‬
‫الشر ح‪ :‬المطر قد كسا الروض ثوبا مشرقا من األزهار المتفتحة الباسمة ‪ ،‬وكأن الطبيعة حول‬
‫الشاعر بهيجة تشاركه سروره وسعادته ‪.‬‬

‫‪Page 5‬‬
 ‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫الصورة ‪ ( :‬ثغور الزهر تبسم ) ــــــ استعارة مكنية سر جمالها التشخيص ‪ ( ،‬سنا ) استعارة‬
‫تصريحية حيث جعل األزهار كأنها نور ساطع ‪ ،‬حذف المشبه وصرح بالمشبه به‬
‫كيف يروي مالك عن أنس‬ ‫‪ 7‬ـ وروى النعمان عن ماء السما‬
‫المفردات ‪ :‬النعمان ‪ :‬المراد هنا شقائق النعمان ذلك النوع من األزهار الذي يعرف بشكله األحمر ونقطه‬
‫السوداء يدل على أثر المطر فيها وفضله عليها ‪ ،‬وسمي بذلك ألن النعمان اسم من أسماء الدم وشقيق يعني‬
‫أخ فكأنه الحمرار هذا النوع من األزهار مثل الدم سمي بذلك ‪ .‬والنعمان بن ماء السماء‪ :‬ملك الحيرة في‬
‫الجاهلية ‪ ،‬ومالك بن أنس‪ :‬فقيه صاحب مذهب معروف و أنس أبوه أو هو أنس بن مالك خادم الرسول (ص)‬
‫وعلى هذا ال تكون بينهم عالقة القرابة ‪ ( .‬وهناك سبب آخر للتسمية وهو أن الذي أتي بهذه األزهار هو الملك‬
‫النعمان وأوصى بأن كل من يقطعها تقطع يده)‬

‫الشرح ‪ :‬المراد هنا أن ما بين شقائق النعمان والمطر من نسبه وصلة مثل ما بين مالك و أبيه أنس في‬
‫صدق األحاديث المروية‬

‫المحسن البديعي ‪ :‬هنا التورية وفائدتها إثارة المشاعر وتشغيل الذهن‬

‫كلمة "النعمان" ومعناها القريب "ملك الحيرة" أما المعني البعيد والمقصود " نوع من الزهر ويسمي شقائق النعمان‬

‫كلمة " ماء السماء" ومعناها القريب " جد النعمان ملك الحيرة "أما المعني البعيد والمقصود " المطر‬
‫الصورة ‪ :‬روى النعمان عن ماء السما ‪ :‬استعارة مكنية تصور شقائق النعمان إنسانا يروى ويحكي وماء‬
‫السما إنسانا يروى عنه‪ ،‬و الشاعر هنا متأثر بالثقافة الدينية ورواية الحديث الشريف‪ .‬وهنا تشبيه حيث شبه‬
‫رواية شقائق النعمان عن ماء السماء برواية مالك عن أنس ‪.‬‬

‫يَزدَهي منه بأبهى ملبس‬ ‫‪ 3‬ـ فكساه الحس ُن ثوبا ً ُمعلما ً‬

‫المفردات ‪:‬ـ كسا ‪:‬ألبس وغطى ‪،‬الحسن ‪ :‬الجمال وتجمع على محاسن‪،‬معلما‪ :‬ملونا ‪ ،‬يزدهي‪ :‬يختال ( زهي )‬
‫بأبهى ملبس ‪ :‬بأجمل األثواب ‪.‬‬

‫الشرح‪ :‬أصبح الروض يختال في ثوب جميل تعددت فيه ألوان الحسن والبهاء‪.‬‬

‫الصورة ‪ ( :‬كساه الحسن ثوبا ً معلما)‪ :‬استعارة مكنية تصور الحسن إنسانا ً يكسو الروض ثوبا ً ملونا ً‪.‬‬

‫( ثوبا ً معلما ً )استعارة تصريحية حيث شبه األزهار المتنوعة في الرياض بالثوب المطرز المنقوش‪ ،‬وتوحي‬
‫بروعة األزهار واإلعجاب بها‪.‬‬

‫‪Page 6‬‬
 ‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫يزدهي منه بأبهى ملبس‪ :‬استعارة مكنية تصور الروض إنسانا ً يختال مفتخرا ً بمالبسه الجميلة وفيها‬
‫تشخيص و إيحاء بروعة الجمال ‪ ،‬والبيت السابع نتيجة لماسبق ‪.‬‬

‫فيكون الروض قد ُم ِ ّكن فيه ‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ أي شيء المرئ قد َخلُصا‬

‫خلص ‪ :‬انتهى ‪ /‬تم ‪ ،‬الروض جمع روضة وهي البستان‬ ‫المفردات ‪ :‬امرئ ‪ :‬شخص وتجمع على رجال‬

‫الشرح ‪ :‬إن الحال ال تدوم إلنسان ‪ ،‬كذلك الروض يشبه اإلنسان فإنه يخضر ويزهر ويذبل كاإلنسان تماما‬
‫فحياة كليهما متشابهة ‪.‬‬

‫أمنَت من مكره ما تتقيــــه ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫‪ 9‬ـ تنهب األزهار فيه الفُرصا‬
‫المفردات ‪ :‬تنهب ‪ :‬تتنتهز ‪ ،‬تتقيه ‪ :‬تتجنبه‬

‫الشرح ‪ :‬فكما ينتهز اإلنسان الفرص في حياته ليستمتع بها فإن الروض كذلك ‪ ،‬فاألزهار تتقي غدر الذبول‬
‫والتساقط لتستغل كل لحظة من حياتها في الروض لتنعم به ‪.‬‬

‫الصورة ‪ (:‬تنهب األزهار ) ـــــــــــــ استعارة مكنية‬

‫وخال كل خليل بأخيــــــه‬ ‫‪ 11‬ـ فإذا الماء تناجى والحصى‬

‫المفردات ‪ :‬تناجى ‪ :‬تحدث سرا ( بصوت مهموس ) ‪ ،‬خليل ‪ :‬صديق والجمع أخالء‬
‫الشرح ‪ :‬في الروض نجد الماء الجاري ‪ ،‬لكن الشاعر يجعل الصوت الصادر عن الماء وجريانه‬
‫فوق الحصى ليس من ذلك وإنما هو من تهامس الماء والحصى كخليلين يتهامسان ‪.‬‬
‫الصورة ‪ ( :‬الماء تناجى ) ــــــــــــ استعارة مكنية وسر الجمال التشخيص‬
‫بط ِه ما يكتسي‬
‫غ ِ‬‫يَكتَسي من َ‬ ‫‪ 11‬ـ تُبصر الوردَ غيورا ً بَ ِرما‬
‫الحمي ‪/‬‬
‫ّ‬ ‫غار وهي ‪ :‬الحمية والغيور هو ‪:‬‬ ‫غيُر ‪ :‬صيغة مبالغة من َ‬ ‫ُورون و ُ‬
‫غي ُ‬‫المفردات ‪ :‬غيور ‪ ( :‬ج ) َ‬
‫ط ِرب ‪َ /‬ف ِرح ‪َ /‬ر ِضي‬
‫ض ِجر ‪ ،‬سئم والضد ‪َ :‬‬
‫األبي و مضاده ‪ :‬ذلي ٌل ‪ُ /‬ممت َ َه ٌن ـــ برم ‪َ :‬‬

‫غبطه ‪ :‬تمنى ما عنده من نعمة مع عدم زوالها لصاحبها ( ابتهاج ) وضدها حزن ‪.‬‬

‫( غيور ـ برم ) صيغتا مبالغة ‪.‬‬

‫‪Page 7‬‬
 ‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫الشرح ‪ :‬ينفي الشاعر في هذا البيت الحمرة عن لون الورد ويرجعها إلى أنها حمرة بسبب الغيرة من منظر‬
‫الماء والحصى وتمنيه مثل ذلك ‪.‬‬

‫الصورة ‪ ( :‬تبصر الورد غيورا ) ( برما ) ( غبطه )ــــــــ كلها استعارات مكنية وفيها تشخيص‬
‫يسرق السمع بأُذني فرس‬ ‫اآلس ل ِبيبا فَ ِهما‬
‫َ‬ ‫‪ 12‬ـ ونرى‬
‫ري ‪ ،‬وثماره لُ ِبّيةٌ ُ‬
‫سود‬ ‫المفردات ‪ :‬اآلس‪ :‬شجر دائم الخضرة ‪ ،‬بيضي الورق ‪ ،‬أبيض الزهر أو َورديّه ‪ِ ،‬عط ّ‬
‫تُؤكل َ‬
‫غضة ‪ ،‬وتُجفف فتكون من التوابل وهو من فصيلة اآل ِ‬
‫سيّات ‪.‬‬
‫لبيب ‪ :‬عاقل ‪ /‬ذكي جمع ‪ :‬أ َ ِلبا ُء ‪ ،‬لَ ِبيبَ ٌ‬
‫ات ‪ [ .‬ل ب ب ]‪ ( .‬لبيب ـ فهم ) صيغ مبالغة‬

‫الشرح ‪ :‬في هذا البيت يأتي الشاعر بنوع آخر من الموجود في الروض وهو شجر اآلس ويصفه بالعقل ألنه‬
‫لم يفعل كما فعل الورد وإنما كان يستمع لما يدور في الروض من محادثات غرامية ‪.‬‬

‫التشخيص ‪.‬‬ ‫الصورة ‪ ( :‬اآلس لبيب فهم ) ــــــــــ استعارة مكنية سر جمالها‬

‫ٌ‬
‫سكن أنتم به‬ ‫وبقلبي‬ ‫‪ 17‬ـ يا أ ُ َهي َل الحي من وادي الغضا‬
‫المفردات ‪ :‬أهيل الحي‪ :‬تصغير أهل وفيها إيحاء بالمحبة‪ ،‬وادي الغضا‪ :‬وادي إمارة غضى وهي شجرة‬
‫خشبها صلب‬

‫الشرح ‪ :‬يخاطب الشاعر أهل ذلك الحي بذلك الوادي الذي تحول إلى ألم و حزن وشجن أنني أدعوكم وأناديكم‬
‫ألنكم قريبون مني مكانة و لكم منزلة خاصة بقلبي‬

‫األسلوب ‪ :‬في بداية البيت إنشائي للداللة على الحب والمودة ‪ ،‬وفي الشطر الثاني خبري به تقديم‬
‫وتأخير ليفيد القصر والتخصيص ‪ ،‬كلمة سكن توحي باالطمئنان واألمان ‪.‬‬

‫قلبي مسكن ‪ :‬شبه القلب بالمسكن ( تشبيه بليغ )‬

‫ال أبالي شَرقَه من َ‬

‫غر ِبه‬ ‫‪ 14‬ـ ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا‬
‫المفردات ‪ :‬وجدي‪ :‬شعوري حزني‪ / .‬رحب الفضا‪ :‬الفضاء الواسع‪ / .‬ال أبالي‪ :‬ال أهتم‬

‫الشرح‪ :‬فإحساسي وشعوري ضاق بهذا الفضاء الواسع الرحب فلم أعد أهتم به و ال بأي جهة فيه‪.‬‬
‫‪Page 8‬‬
 ‫الصف ‪ :‬الثاني عشر ‪ /‬الفصل الدراسي الثاني ‪ /‬من الشعر األندلسي ‪ /‬تحليل قصيدة جادك الغيث‬

‫الصورة ‪ ( :‬ضاق عن وجدي)‪ :‬استعارة مكنية شبه الفضاء بالشيء المادي الذي يضيق ‪.‬‬

‫تعتقوا عانيكم من كربه ‪.‬‬ ‫‪ 17‬ـ فأعيدوا عهد أنس قد مضى‬

‫المفردات ‪ :‬أعيدوا‪ :‬أرجعوا زمن الوصل ‪ /‬تعتقوا‪ :‬تحرروا ‪ /‬عاني ‪ :‬أسير ‪ ،‬ذليل و ( ج ) ‪ :‬عانون‬
‫و ُ‬
‫عناة ‪ ،‬المؤنث ‪ :‬عَانية ‪ ،‬و الجمع للمؤنث ‪ :‬عانيات و ع ََوان‪ /‬كربه ‪ :‬حزنه ‪ /‬أنس ‪ :‬ألفة ومحبة‬
‫ومضادها وحشة ‪ /‬قد للتوكيد والتحقيق ‪.‬‬

‫الشرح‪ :‬يطلب الشاعر هنا من أهل الحي إعادة ذلك الزمان‪ ،‬زمان األنس و الحب واللهو فأنتم بهذا تحررون‬
‫عبدا ضاقت به القيود و أحكمته‪.‬‬

‫الصورة ‪ ( :‬تعتقوا )‪ :‬شبه الكرب بالقيد أو األسر ( استعارة مكنية )‪.‬‬

‫يتالشى نَ َفسا في نَفَس‬ ‫‪ 17‬ـ واتقوا هللا و أحيوا مغرما‬

‫المفردات ‪ :‬اتقى ‪ :‬خاف ‪ /‬خشي ‪ ،‬يتالشى‪ :‬يختفي ضدها يبقى ‪ /‬مغرم‪ :‬عاشق ‪ /‬جمع نفس ‪ :‬أنفاس‬

‫الشرح‪ :‬و أدعوكم لتقوى هللا فيما يصيبني فأنا إنسان معشق ومغرم لذلك الزمان وبهذه الحالة التي‬
‫وصل إليها فأنا انتهي و أتالشى شيئا فشيئا‪.‬‬

‫األسلوب ‪ :‬إنشائي ( أمر ) غرضه االستعطاف و االلتماس ‪،‬‬

‫أحيوا مغرما‪ :‬شبه نفسه باإلنسان الميت الذي سترد له الحياة بلقاء أحبابه ( استعارة مكنية )‪.‬‬

‫أمور متفرقة حول القصيدة ‪:‬‬

‫* ـ التشابه بين الروض واإلنسان من خالل القصيدة‬
‫‪ 2‬ـ الحب والغزل الرقيق الهامس ‪ 7‬ـ انفراد المحبوبين واحد باآلخر‬ ‫‪ 1‬ـ ربيع عمر وخريف عمر‬
‫‪ 7‬ـ استراق السمع وتعقب المحبين ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ الغيظ والغيرة والحسد‬

‫‪Page 9‬‬