You are on page 1of 66

‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي أم اﻟﺑواﻗﻲ‬

‫ﻛﻠﯾﺔ‪ :‬اﻵداب و اﻟﻠﻐﺎت‬


‫ﻗﺳم‪ :‬اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‬

‫اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﻠوﺑﯾﺔ ﻓﻲ دﯾوان ﻋﻣر أﺑو رﯾﺷﺔ‬

‫"اﻟﻣﺟﻠد اﻷول أﻧﻣوذﺟﺎ"‬


‫ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‬
‫ﺗﺧﺻص‪ :‬ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت ﻋرﺑﯾﺔ‬
‫إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذ‪:‬‬ ‫إﻋداد اﻟطﺎﻟﺑﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﺑدﯾﺎر‬ ‫ﻣروة ﺳﺎﯾﺑﻲ‬
‫أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي أم اﻟﺑواﻗﻲ‬ ‫رﺋﯾﺳﺎ‬ ‫ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺑن ﻣوﻧﺎح‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي أم اﻟﺑواﻗﻲ‬ ‫ﻣﺷرﻓﺎ‬ ‫اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﺑدﯾﺎر‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي أم اﻟﺑواﻗﻲ‬ ‫ﻣﻧﺎﻗﺷﺎ‬ ‫ﻧﺳﯾﻣﺔ ﻧﺎﺑﻲ‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪1439-1438‬ھـ‬
‫‪2018/2017‬م‬
‫قال تعاىل [ومن يعمل من امصاحلات وىو مؤمن فال خياف ظلام‬
‫وال ىضام (‪ )111‬ولذكل أنزمناه قرأان عربيا وصفنا فيو من‬
‫اموعيد معليم يتقون أو حيدث هلم ذمرا (‪ )111‬فتعاىل هللا املكل‬
‫احلق وال تعجل ابمقرأن من قبل أن يقىض اميك وحيو وقل رب‬
‫زدين علام(‪])111‬‬

‫(سورة طو)‬
‫شكر وعرفان‬
‫في البداية أتقدـ بأسمى الشكر واالمتناف إلى الذيف حمموا أنبؿ رسالة‬
‫في الحياة إلى المذيف ميدوا لنا طريؽ العمـ والمعرفة إلى جميع األساتذة‬
‫األفاضؿ‪.‬‬

‫وأخص بالشكر والتقدير لألستاذ المشرؼ الشافعي بديار فأنت الشعاع‬


‫المنير‬

‫أشكرؾ عمى توجيياتؾ ومالحظاتؾ الثرية والقيمة‬

‫أشكر كؿ مف ساعدني سواء مف قريب أو مف بعيد‬


‫اىداء‬
‫أىدي ثمرة ىذا العمؿ إلى‪:‬‬

‫مف أمرني ربي بطاعتيـ واإلحساف إلييـ وىـ سبب وجودي في الحياة‬

‫إلى أمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي مصدر الحب والحناف‬

‫إلى وال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدي الغالي الذي ميد لي الطريؽ إلى طمب العمـ‬

‫إلى إخوتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي حفظيـ اهلل ورعاىـ‬

‫"أش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؽ‪-‬وائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ‪ -‬إبراىي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ‪ -‬خديج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫إلى صديقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتي المواتي تميزف بالوفاء‬

‫إيم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف‪-‬خول ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪ -‬خديجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة"‬

‫مروة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫اإلنساف بطبعو كائف اجتماعي ‪ ،‬وال يتحقؽ ذلؾ إال مف خالؿ واسطة فعالة‪ ،‬وىي المغة فيي‬
‫فطرية مشتركة عند الجميع‪ ،‬وما يختمؼ بيف األفراد ىو طريقة عرض ىاتو المغة‪ٍ ،‬‬
‫فمكؿ أسموبو‬
‫الذي يميزه عف غيره في نسج أفكاره‪ ،‬فاالىتماـ باألسموب‪ ،‬مقتصر عمى وصؼ النص مف حيث‬
‫نوعية الكممات المستخدمة‪ ،‬وبناء الكالـ‪ ،‬الصور واألفكار‪ ،‬حتى يتضح المعنى‪.‬‬

‫ىذا ما سممت بو النظرية األسموبية التي تقوـ في جوىرىا عمى البنية التي تعتبر الكؿ‬
‫المتكامؿ الذي تتفاعؿ عناصره لتأدية وظيفة ما‪ ،‬وتميزىا جممة مف المبادئ تظير لمقارئ أو‬
‫المتطمع في نص الخطاب‪.‬‬

‫ىذا ما سنتناولو في ىذه الدراسة الموسومة بعنواف‪:‬‬

‫"البنية األسموبية في ديوان عمر أبو ريشة –المجمد األول أنموذجا"‬

‫أما األسباب التي دفعت إلى اختيار ىذا الموضوع فمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ ‬عدـ وجود دراسات سابقة ليذا الموضوع‪.‬‬


‫‪ ‬حب التطمع والبحث في ثنايا الديواف المختار وكشؼ مواطف البنية األسموبية فيو‪.‬‬

‫ويمكف تمخيص إشكالية البحث في األسئمة األتية‪:‬‬

‫‪ ‬كيؼ تجسدت البنية األسموبية في ديواف عمر أبو ريشة؟‬


‫‪ ‬ما أىـ المبادئ المعتمدة في الدراسة؟‬
‫‪ ‬ما أبرز النتائج المتوصؿ إلييا؟‬

‫أما الخطة فتمثمت في‪ :‬مقدمة –مجموعة مف المبادئ‪ ،‬والظواىر األسموبية‪-‬خاتمة‪.‬‬

‫مف ىذا المنطمؽ تمحورت الدراسة حوؿ مجموعة مف المبادئ وىي كالتالي‪:‬‬

‫الشكؿ الداخمي‪ ،‬البناء النحوي‪ ،‬الخمؽ‪ ،‬التكرار‪ ،‬التضاد‪ ،‬االنطباع‪ ،‬الدقة و الموضوعية‪.‬‬

‫أما الخاتمة كانت حوصمة ألىـ نتائج الدراسة‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫وقد اتّبعت المنيج الوصفي التحميمي بغية الوصوؿ إلى نسبة معينة مف الحقيقة المنبثقة عف‬
‫الموضوع‪ ،‬أما الوصؼ؛ ألنو ال توجد دراسة تخمو منو فيو يمثؿ اليد اليمنى لمباحث‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫إلى المنيج التحميمي؛ يظير دوره مف خالؿ تحميؿ األفكار وتوضيحيا لقارئ الدراسة‪.‬‬

‫واجيتني جممة مف الصعوبات أذكر أىميا‪:‬‬

‫عدـ وجود دراسات سابقة لمموضوع‪ ،‬تشعب الموضوع و اتساعو‪ ،‬قمة المصادر‪.‬‬

‫اال أف ىذه الصعوبات لـ تكف عائقا أثناء دراستي لمموضوع‪ ،‬بؿ فتحت أفؽ البحث لموصوؿ إلى‬
‫حقائؽ حتى ولو كانت نسبية‪.‬‬

‫وقد استندت في دراستي ىذه عمى مجموعة مف المصادر والمراجع أىميا‪:‬‬

‫شررة‪.‬‬
‫‪ ‬األفكار واألسموب لتشيتشرين ترجمة حياة ا‬
‫‪ ‬البنيات المسانية في الشعر لسمويل ليفن ترجمة الولي محمد‪.‬‬

‫وفي األخير أرجوا مف اهلل عز وجؿ التوفيؽ والنجاح‪ ،‬فما كاف مف نقص فيو منا وما كاف مف‬
‫كماؿ فيو هلل سبحانو وتعالى‪.‬‬

‫كما أتقدـ بالشكر إلى األستاذ المشرؼ الدكتور "الشافعي بديار"‪ ،‬عمى توجيياتو ونصائحو‪ ،‬والى‬
‫كؿ مف ساعدني مف قريب أو مف بعيد في إنجازي ليذا البحث‪.‬‬

‫‌ب‬
‫‪+‬‬

‫في َحمؿ األساليب‬


‫تُعد األسموبية فرعا مف فُروع البحث المعاصر‪ ،‬ييتـ بالنصوص األدبية‪ُ ،‬‬
‫برز قيمتيا الفنية والجمالية‪ ،‬مف خالؿ تحميؿ الظواىر المغوية الموجودة في النص حيث‬ ‫وي ُ‬
‫ُ‬
‫تعتمد البنية األسموبية عمى مجموعة مف المبادئ تعتبر ركائز ودعائـ ليا وىي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬الشكل الداخمي‪:‬‬

‫عرؼ تشيتشرين الشكؿ الداخمي بأنو‪" :‬يتجمى إما مف الناحية الصوتية‪ ،‬أو المجازية‪،‬‬
‫قد ّ‬
‫أو الفكرية‪ ،‬ولكنو يستح وذ عمى بناء الكممة بكاممو‪...‬ويظير الشكؿ الداخمي في نوعية الكممة‬
‫التي يتميز بيا النتاج الفني و في بناء الكالـ‪ ،‬والصور و األفكار‪( ".‬األفكار واألسموب‪ ،‬ترجمة‬
‫حياة ش اررة‪ ،‬ص ‪).61‬‬

‫يتجسد الشكؿ الداخمي في مجموعة مف المعايير التي تكونو وىي نوعية الكممة‪ ،‬بناء‬
‫ُ‬
‫الكالـ‪ ،‬الصور‪ ،‬األفكار‪.‬‬

‫فكؿ جزء مف ىذه المعايير‪ ،‬يؤدي إلى الجزء الذي يميو فالعالقة بينيما عالقة تكاممية‪،‬‬
‫فموال تحديد نوعية الكممة‪ ،‬لما تجسد بناء الكالـ‪ ،‬ولوال وجود تصور ذىني لمكممة‪ ،‬لما تحدد‬
‫مفيوميا ومعناىا‪ ،‬فعند ترابط ىذه العناصر األربعة مع بعضيا البعض‪ ،‬يتجسد الشكؿ الداخمي‪.‬‬

‫سننطمؽ مف العنصر األوؿ و ىو‪:‬‬

‫أ‪ .‬نوعية الكممة‪:‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أقبمت مف صدر الربيع وقمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫عري الحياة ستائري‬


‫خمودىا****ىتكػّت عمى ّ‬
‫ُ‬ ‫وسر‬
‫أنا بدعة الدنيا ّ‬
‫تكرر استعماؿ صوت الياء أحد عشرة مرة عمى مدار بيتيف فقط‪ ،‬فالكممات التي تشترؾ فيو‬
‫ّ‬
‫عري‪-‬الحياة‪-‬ستائري)‪ ،‬فيو "صوت‪-‬‬ ‫ىي‪( :‬الربيع‪-‬لي‪-‬أتحبني‪-‬أتحبني‪-‬يا‪-‬شاعري‪-‬الدنيا‪ّ -‬‬
‫صامت‪-‬مستفؿ‪-‬مرقؽ‪-‬مجيور"‪ ( .‬سميمان فياض‪ ،‬استخدامات الحروؼ العربية‪ ،‬ص ‪.)121‬‬

‫‪3‬‬
‫‪+‬‬

‫تك ارره ليس مف باب المصادفة‪ ،‬وانما يدؿ داللة خاصة عمى نفسية الشاعر لتغزؿ بمحبوبتو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫تتممظُ الشيوات فوؽ محاجري****وتعربد المذات خمؼ مآزري‬

‫النعماء ُحمر مراشفي****وتمُؼ جيد النجـ شقر ضفائري‬


‫ُ‬ ‫وتسمسؿ‬

‫السامري‬
‫حسناء ! ال تتقربي مف خاطري****طوى البساط وناـ جفف ّ‬
‫وظؼ الشاعر صوت ال ارء عشر مرات‪ ،‬فما يقولو يدؿ داللة خاصة عمى حالتو المتغزلة‬
‫بمحبوبتو حسناء ليذا استعمؿ صوت الراء ألنو متناسب مع نفسيتو‪ ،‬فالكممات التي تشترؾ فيو‬
‫السامري)‪.‬‬
‫(محاجري‪-‬تعربد‪-‬مآزري‪ُ -‬حمر‪-‬مراشفي‪-‬شقر‪-‬ضفائري‪ -‬ال تتقربي‪ -‬خاطري‪ّ -‬‬
‫فيو "صوت –صامت‪-‬مستفؿ‪-‬مرقؽ‪-‬لثوي‪-‬مجيور" (استخدامات حروؼ العربية‪ ،‬ص ‪.)59‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫إلي‪...‬وما سمعت لممتي****الغبراء ىمسة وازع أو زاجر‬


‫بسمت ّ‬
‫لوـ الشاعر لمحبوبتو التي لـ تيتـ بأمره‪ ،‬ليذا فيو حزيف فجسد ألمو باستعماؿ صوت‬
‫السيف‪ ،‬تكرر ثالث مرات‪ ،‬فيو "صوت‪-‬ميموس‪-‬رخو‪-‬مستفؿ‪-‬منفتح‪-‬صفيري" (استخدامات‬
‫الحروؼ العربية‪ ،‬ص ‪.)65‬‬

‫انتقى كممات ذات وقع رخو‪ ،‬وميموس لتدؿ وتناسب حالتو الضعيفة والحزينة لقولو‪:‬‬
‫(بسمت‪-‬سمعت‪-‬ىمسة)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمتي ىؿ لؾ بيف األمـ****منبر لمسيؼ أو لمقمـ‬

‫استعمؿ صوت الالـ سبع مرات عمى مدار بيت واحد فقط‪ ،‬فالكممات التي تشترؾ فيو‬
‫ىي‪(:‬ىؿ‪-‬لؾ‪-‬لمسيؼ‪-‬لمقمـ)‪ ،‬تكراره ليس عبثا وانما تعمد الشاعر استعمالو بكثرة ألنو مرتبط‬

‫‪4‬‬
‫‪+‬‬

‫بنفسيتو الحزينة والمتحسرة عمى حاؿ األمة‪" ،‬فيو صوت‪ -‬منحرؼ‪ -‬شديد"‪( .‬تماـ حساف‪ ،‬المغة‬
‫العربية معناىا ومبناىا‪ ،‬ص ‪.)59‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أتمقاؾ وطرفي مطرؽ****خجال مف أمسؾ المنصرـ‬

‫العز ومغنى الشمـ‬


‫كـ تخطيت عمى أصدائو****ممعب ّ‬

‫ننتقؿ إلى صوت الميـ فتكرر استعمالو عشر مرات‪ ،‬عمى مدار بيتيف‪ ،‬فالشاعر متعمد‬
‫استعمالو وتك ارره ألنو متناسب مع حالتو ويدؿ داللة مباشرة عمى وضعيتو ونفسيتو‪ ،‬فقوة وشدة ىذا‬
‫الصوت تدؿ عمى خطاب الشاعر ألمتو فيو يشكو أمره إلييا الكممات التي تشترؾ فيو‬
‫ىي‪(:‬مطرؽ‪-‬أمسؾ‪-‬المنصرـ‪-‬كـ‪-‬ممعب‪-‬ومغنى‪-‬الشمـ)‪ ،‬فيو "صوت‪-‬أنفي‪-‬شديد" (المغة العربية‬
‫معناىا ومبناىا‪ ،‬ص ‪.)59‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫و حولو أعداؤه****تمعنو وتشتـ‬

‫تمعف في تعذيبو****لعمو يستسمـ‬

‫صوت التاء تكرر استعمالو ست مرات‪ ،‬فيو "صوت ‪-‬أسناني‪-‬لثوي‪-‬انفجاري‪-‬ميوس"‬


‫(استخدامات الحروؼ العربية‪ ،‬ص ‪.)21‬‬

‫ليس تك ارره مصادفة وعبثا وانما يحيؿ إلى نفسية الشاعر الضعيفة‪ ،‬ووجد في ىذا الصوت‬
‫الميموس سيولة التعبير لمحديث عف تفاصيؿ آالـ الشخص الرمزي‪ ،‬فالكممات التي تشترؾ فيو‬
‫ىي‪( :‬تمعنو‪-‬تشتـ‪-‬تمعف‪-‬تعذيبو‪-‬يستسمـ)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫عبؽ بأنفاس النعيـ****السمح و المجد المباب‬

‫ىذي الربوع ربوع آبائي****وأجدادي الغضاب‬

‫‪5‬‬
‫‪+‬‬

‫استعمؿ صوت الباء ثماني مرات‪ ،‬والكممات التي تشترؾ فيو ىي‪( :‬عبؽ‪-‬بأنفاس‪-‬المباب‪-‬‬
‫الربوع‪-‬ربوع‪-‬آبائي‪-‬الغضاب)‪.‬‬

‫فيو "صوت مجيور‪-‬مرقؽ"‪( .‬المغة العربية معناىا ومبناىا‪ ،‬ص ‪ ،)59‬فجيرية ىذا الصوت‬
‫ناسبت خطاب الشاعر وىو االعتراؼ بوطنيتو‪ ،‬وأف ىذه األرض ىي أرض أجداده وآبائو وال يمكف‬
‫لمعدو أخذىا منيـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ونشيد خنقت في****كبريائي تنيده‬

‫صغر اليأس لف يرى****بيف جفني مقصده‬

‫استخدـ صوت النوف ست مرات عمى مدار بيتيف فقط‪ ،‬فيو يدؿ داللة خاصة عمى األلـ‬
‫والحزف‪ .‬ويصدر عف نفس فقدت كؿ شيء في الحياة‪ ،‬وتممكيا التشاؤـ والشعور باليأس والعجز‪،‬‬
‫فالكممات التي تشترؾ فيو ىي‪( :‬نشيد‪-‬خنقت‪-‬تنيده‪-‬لف‪-‬بيف‪-‬جفني)‪ ،‬فيو "صوت ‪-‬أنفي‪-‬شديد"‪.‬‬
‫(المغة العربية معناىا ومبناىا‪ ،‬ص ‪.)59‬‬

‫‪ -2-1‬بناء الكالم‪:‬‬

‫ننتقؿ إلى المعيار الثاني وىو بناء الكالـ بناء عمى ما جاء عند تشيتشرين حيث عرفو‬
‫بأنو‪" :‬إف التصميـ وتركيب الكالـ ومفردات لغة الكاتب‪ ،‬تعبر عف البناء الفكري الداخمي‪ ،‬الذي‬
‫يرتبط ارتباطا عضويا ويجد تعبي ار لو في جميع المظاىر"‪ ( .‬األفكار واألسموب‪ ،‬ص ‪).20‬‬

‫إف تركيب الكالـ يقتضي أف نقوـ بتجزئتو وتحميميو إلى مكونات صغرى حتى نفيـ مدلوؿ‬
‫ومعنى النص‪ ،‬وعند ارتباط ىذه المفردات مع بعضيا البعض ترابطا وثيقا يتجسد بناء الكالـ‪.‬‬

‫فبناء الكالـ يقتضي أف ننظر إلى النص محؿ الدراسة عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪+‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫إلي وما سمعت لممتي****الغبراء ىمسة وازع أو زاجر‬


‫بسمت ّ‬
‫بسمت‪(:‬فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يجب تجزئة النص إلى‪:‬‬

‫لي)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬


‫و(إ َّ‬

‫(ماسمعت لممتي)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫يتحدث الشاعر عف محبوبتو أنيا بسمت إليو ألنيا لـ تسمع بممتو‪ ،‬وحزنو‪ ،‬فموال انيا سمعت بذلؾ‬
‫لما ابتسمت إليو‪ ،‬فبناء الكالـ يوجد فيو تناقض‪ ،‬ألف النتيجة سبقت السبب‪.‬‬

‫وتأخير في‬
‫ٌ‬ ‫تقديـ‬
‫ٌ‬ ‫فالفعؿ (بسمت) يعد نتيجة أما السبب فيو‪ ( :‬وما سمعت لممتي)‪ ،‬يوجد‬
‫ونفي‪ ،‬فأصؿ الكالـ‪ :‬لو سمعت لممتي (ايجاب) لما ابتسمت (نفي)‪.‬‬
‫ب ٌ‬ ‫بناء الكالـ‪ ،‬وأيضا ايجا ٌ‬

‫فمو سمعت لممتي لما ابتسمت‪ ،‬فالشاعر يصؼ محبوبتو بضعؼ اإلدراؾ وعدـ االكتراث ألمره‪،‬‬
‫ومعاناتو‪.‬‬

‫صاحب الفكرة (الشاعر)‪ ،‬لو لـ يمتمؾ ىذه األفكار‪ ،‬لما صاغ ىذا الكالـ‪ ،‬فالفكرة في ذاتيا‬
‫كالما‪.‬‬
‫بناء فني‪ ،‬والبناء يقتضي ً‬
‫ىذا البناء أحدث صورا‪ ،‬فيتمقى الذىف شيئا فيكوف صورة‪ ،‬والصورة تعطينا الفكرة بدليؿ الفيـ‪،‬‬
‫يترتب عنو إقامة بناء ذىني‪ ،‬وتتجسد الفكرة عند ربط األسباب بالنتائج‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫مف أنت؟ قمت ليا‪ ....‬ففيؾ تقاتمت****شتى غوايات الفتوف األسر‬

‫مكونات النص‪ :‬استفياـ‪ :‬مف أنت؟ أداة استفياـ‪ ،‬وضمير المخاطب‪ :‬أنت؟‬

‫‪7‬‬
‫‪+‬‬

‫استيؿ الشاعر كالمو باستفياـ وطرح تساؤال غرضو منو ىو االستفسار‪ ،‬وبعدىا قاـ بطرح‬
‫جواب‪.‬‬

‫تعد أداة االستفياـ (مف) وضمير المخاطب (أنت) ىما مصدر الحدوث (سبب) والنتيجة‬
‫تجسدت بالفعؿ( قمت ليا) ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪ ،‬والمنتقؿ إليو ىو (الشاعر)‪.‬‬

‫فمو لـ يطرح ىذا التساؤؿ‪ ،‬لما أجاب عنو الشاعر ولما طرح ىذه الفكرة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أقبمت مف صدر الربيع وقمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫وجسد ىذا الوصؼ بالفعؿ ( أقبمت) فيو فعؿ‬


‫الشاعر يصؼ محبوبتو‪ ،‬كيؼ أتت مقبمة عميو ّ‬
‫الحدوث و (مف صدر الربيع) مصدر الحدوث‪ ،‬والذي أدى إلى االنتقاؿ ىو الفعؿ (قمت لي‬
‫أتجني؟) والمنتقؿ إليو ىو (الشاعر)‪.‬‬

‫فمحبوبة الشاعر‪ :‬تتساءؿ وتستفسر‪ ،‬وىي مقبمة مف صدر الربيع ما إذا كاف الشاعر يحبيا أـ ال؟‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وسر خمودىا****ىتكت عمى عري الحياة ستائري‬


‫أنا بدعة الدنيا ّ‬
‫الدنيا‬
‫وصؼ حالتو باستعماؿ األسماء‪ ،‬فبدأ بضمير المتكمـ (أنا)‪ ،‬ألنو متحسر وحزيف وكأف ّ‬
‫والحياة وقفت ضده‪ ،‬واستخدـ في بناء كالمو صورة بيانية لقولو‪( :‬أنا بدعة الدنيا) ‪(-‬عري الحياة)‪:‬‬
‫استعارة مكنية‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫تتممظ الشيوات فوؽ محاجري****وتعربد المذات خمؼ مآزري‬

‫‪8‬‬
‫‪+‬‬
‫تتممظ (فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫النص مكون من‪:‬‬

‫ظرؼ المكاف (فوؽ محاجري)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫و(تعربد)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫وصؼ حالة المحبوبة باستعماؿ األفعاؿ (تتممظ‪-‬تعربد)‪ ،‬واألفعاؿ تدؿ عمى التغير والتجدد‪.‬‬
‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫جيد النجـ شقر ضفائري‬


‫اشفي****وتمؼ ُ‬
‫ُ‬ ‫وتسمسؿ النعماء ُحمر مر‬

‫الفعؿ تسمسؿ‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫النص يتكون من‪:‬‬

‫ُح ْم َر ( صفة)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫تمؼ ( فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫(حمر‪-‬مراشفي‪-‬شقر‪-‬ضفائري)‪.‬‬
‫وصؼ حالة المحبوبة باستخداـ مجموعة صفات لقولو ‪ُ :‬‬
‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫السامري‬
‫حسناء ! ال تتقربي مف خاطري****طوى البساط وناـ جفف ّ‬
‫تتقربي ( فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يجب تجزئة النص إلى‪:‬‬

‫و(مف خاطري)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫االفعاؿ الماضية(طوى‪ +‬ناـ)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪+‬‬

‫الشاعر يصرح باسـ محبوبتو (حسناء) فيو يأمرىا بأف ال تتقرب منو ألنو ال يريد رؤيتيا فيو‬
‫حزيف وحالتو سيئة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وفتحت أبواب الثراء وقُمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫فتحت(فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يتكوف النص مف‪:‬‬

‫الحرؼ(لي)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫و(قمت لي) ‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫أتحبني؟ فمحبوبة الشاعر (حسناء) تستفسر وتتساءؿ اكاف شاعرىا‬ ‫وظؼ استفياـ باليمزة‬
‫يحبيا أـ ال‪ ،‬فتكرر استعماؿ الفعؿ‪ :‬أتحبني؟ مرتيف لتأكيد المعنى‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ترمي بأكداس النضار مواطئي****وتمؼ جمباب الظالـ جواىري‬

‫ترمي(فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫بناء الكالم في هذا النص مكون من‪:‬‬

‫و(بأكداس النضار)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫تمؼ(فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬


‫ُ‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫الشاعر مستمر في وصؼ محبوبتو‪ ،‬فنسب ليا مجموعة أوصاؼ لقولو (ترمي‪-‬النضار‪-‬‬
‫مواطئي‪-‬تمؼ‪-‬جمباب‪-‬جواىري)‪.‬‬
‫قاؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمتي ىؿ لؾ بيف األمـ****منبر لمسيؼ أو لمقمـ‬

‫‪10‬‬
‫‪+‬‬
‫أمتي‪ :‬نداء مكوف مف(أمة‪ +‬ياء المتكمـ)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬ ‫تعد‪:‬‬

‫أداة االستفياـ(ىؿ)‪ :‬محؿ الحدوث‪.‬‬

‫الجممة االسمية(منبر لمسيؼ أو لمقمـ)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫يتحدث الشاعر عف تحسره عمى أمتو‪ ،‬فيو يشكو أمره إلييا ألنيا تعيش في قير وتدمير‪ ،‬مف‬
‫قبؿ المستعمر ليذا وظؼ في بداية كالمو أسموب نداء حذفت مف األداة‪ ،‬فيو ينادي أمتو‪ ،‬وبعدىا‬
‫انتقؿ إلى توظيؼ استفياـ إنكاري (منبر لمسيؼ أو لمقمـ) فمو كاف ألمتو سيؼ وقمـ لما كاف‬
‫سيوظفو‪ ،‬فكؿ ىذه العناصر مع بعضيا تجسد بناء الكالـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أتمقاؾ وطرفي مطرؽ****خجال مف أمسؾ المنصرـ‬

‫أتمقاؾ(فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يحتوي النص عمى‪:‬‬

‫وحرؼ العطؼ(الواو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة االسمية(مف أمسؾ المنصرـ)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫انتقؿ إلى رثاء أمتو فيو يخاطبيا ويشكو حزنو وألمو إلييا‪ ،‬وكأنيا بعيدة كؿ البعد عنو فقدـ‬
‫أخر السبب (خجال مف أمسؾ المنصرـ) ‪ ،‬فيحتوي بناء الكالـ‬
‫النتيجة (أتمقاؾ وطرفي مطرؽ) و ّ‬
‫خجال مف أمسؾ المنصرـ‪-‬أتمقاؾ وطرفي مطرؽ‪.‬‬ ‫عمى تقديـ وتأخير فأصؿ الكالـ‪:‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬
‫ويكاد الدمع ييمي عابثا****ببقايا كبرياء األلـ‬

‫‪11‬‬
‫‪+‬‬

‫صار الشاعر يصؼ في حالتو النفسية المتحسرة عمى حاؿ األمة‪ ،‬فيو متدرج في الوصؼ‪ ،‬استيؿ‬
‫كالمو أوال بأسموب نداء ثـ انتقؿ إلى الرثاء وبعدىا أصبحت حالتو صعبة فصار يبكي وجسد ىذا‬
‫يكاد ( فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫الوصف عن طريق‪:‬‬

‫(ببقايا كبرياء) ‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة الفعمية (ييمي عابثا)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أيف دنياؾ التي أوحت إلى****وتري كؿ يتيـ النغـ‬

‫فيو مصدر الحدوث غرضو‬ ‫استفياـ (أيف دنياؾ)‬ ‫اقتضى النص تجزئته إلى‪:‬‬
‫ىو محؿ الحدوث‪ ،‬والفعؿ الماضي‬ ‫االستفسار عف حاؿ األمة‪ ،‬واالسـ الموصوؿ (التي)‬
‫ىو فعؿ االنتقاؿ‪ ،‬والمنتقؿ إليو ىو الشاعر‪.‬‬ ‫أوحت‬

‫بناء الكالـ دفع الشاعر إلى طرح تساؤؿ في بداية كالمو‪ ،‬لالستفسار عف وضع ألمة وبعدىا‬
‫عرض النتيجة لقولو (وتري كؿ يتيـ النغـ)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وتياديت كأني ساحب****مئزري فوؽ جباه األنجـ‬

‫تياديت (فعؿ ماضي )‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫النص مركب من‪:‬‬

‫التشبيو (كأني ساحب)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة االسمية(فوؽ جباه األنجـ)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫الشاعر يصؼ في حالتو الحزينة باستخدامو الوصؼ في كالمو لقولو (كأني ساحب)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪+‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمتي! كـ غصة دامية****خنقت نجوى عالؾ في فمي‬

‫أسموب نداء حذفت مف األداة (أمتي ‪ +‬ياء المتكمـ)‪ :‬فيو مصدر الحدوث‬ ‫النص مكون من‪:‬‬

‫كـ الخبرية‪ :‬ىي محؿ الحدوث‪.‬‬

‫خنقت ( فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو ‪.‬‬

‫مناداة الشاعر ألمتو ‪،‬ألنو يريد اخبارىا بحالتو المتشائمة واليائسة‪ ،‬وما يشعر اتجاىيا مف‬
‫ألـ وحسرة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أي جرح في إبائي راعؼ****فاتو األسى‪ ،‬فمـ يمتئـ‬

‫لتفصيؿ مختمؼ آالمو و جروحو‪.‬‬ ‫استيؿ كالمو بأداة تفسير (أي)‬

‫ىي مصدر الحدوث‪.‬‬ ‫فتُعد أداة التفسير (أي)‬

‫محؿ الحدوث‪.‬‬ ‫و(في إبائي راعؼ)‬

‫ىو فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬ ‫والفعؿ المضارع (لـ يمتئـ)‬

‫المنتقؿ إليو‪.‬‬ ‫الشاعر‬

‫تفصيؿ الشاعر لمختمؼ أالمو وجروحو‪ ،‬التي يعيشيا بداخمو‪ ،‬ولـ يجد ليا دواء فمـ تمتئـ‬
‫وىي التي فرضت عمى الشاعر بناء الكالـ عمى ىذا النحو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يطيب األلـ‬
‫ُ‬ ‫يبسـ‪...‬مف عممو****كيؼ‬
‫ُ‬

‫‪13‬‬
‫‪+‬‬
‫يبسـ( فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فيو فعؿ الحدوث‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يتكون النص من‪:‬‬

‫و(مف عممو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫يطيب( فعؿ مضارع) ‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬


‫ُ‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو ‪.‬‬

‫يبيف لنا ىذا البيت روح التحدي ضد األلـ‪ ،‬فجمع بيف متناقضيف ىما‪( :‬يطيب واأللـ) فيذا‬
‫يدؿ عمى اليمة والشجاعة‪.‬‬

‫فصاحب الفكرة لو لـ يمتمؾ ىذه األفكار لما صاغ ىذا الكالـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وصدره ممزؽ****يسيؿ فوقو الدـ‬

‫يسي ُؿ(فعؿ‪+‬فاعؿ)‪ :‬وىو فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يجب تجزئة النص إلى‪:‬‬

‫وحرؼ العطؼ (الواو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫والجممة اإلسمية (صدره ممزؽ)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫وشدة المعاناة التي تمقاىا ذلؾ الشخص الرمزي و البطؿ‪.‬‬


‫ىذا البيت يدؿ عمى قيمة ّ‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وحولو أعداؤه****تمعنو وتشتـ‬

‫تمعف( فعؿ‪+‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫بناء الكالم مكون من‪:‬‬

‫حرؼ العطؼ (الواو) ىو‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫وتشتـ (فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪+‬‬

‫وصؼ حالة الشخص الشيـ ‪،‬الذي تمقى مختمؼ أساليب ووسائؿ التعذيب‪ ،‬وكانت حولو أعداؤه‬
‫تمعنو وتشتـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يستسمـ‬
‫ُ‬ ‫معف في تعذيبو****لعمّو‬
‫تُ ُ‬
‫معف(فعؿ‪+‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬
‫تُ ُ‬ ‫هذا النص مكون من أربعة عناصر وهي‪:‬‬

‫و(في تعذيبو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫يستسمـ( فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫سرد ورصد تفاصيؿ اآلالـ التي تمقاىا ذلؾ الشخص‪ ،‬فالمستعمر يقوـ بتعذيبو بأقصى الطرؽ‬
‫حتى يستسمـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫رب طوقت مغانينا****جماال وجالال‬


‫ّ‬

‫طوقت ( فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فيو فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫فالبد من تجزئة النص إلى‪:‬‬

‫حرؼ العطؼ (الواو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫األسماء (جماال وجالال)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫الشاعر يسخر مف أصحاب المغاني والقصور فيـ في جاه وسمطاف‪ ،‬والوطف يضيع منيـ وىذا‬
‫جماال و جالال‪.‬‬ ‫ما يدفعني لمتساؤؿ‪ :‬فكيؼ طوقت مغانينا؟‬

‫بناء الكالـ اقتضى بناء النص عمى ىذا النحو‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪+‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ونثرت الخير فييف****يمينا وشماال‬

‫وتجميت عمييف****صميبا وىالال‪.‬‬

‫نثرت‪ :‬فعؿ ‪ +‬فاعؿ‬ ‫الكالم مؤلف من‪:‬‬

‫فيما فعال الحدوث‪.‬‬ ‫تجميت‪ :‬فعؿ ‪ +‬فاعؿ‬

‫و(فييف‪-‬عمييف)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫ظروؼ المكاف (يمينا وشماال) ‪:‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫التحدث عف نعـ وخيرات اهلل الذي أنعـ بيا عمى االنساف‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ومو ْجيا رماال‬


‫اء ‪ ،‬إف****شئت َّ‬ ‫َّ‬
‫ردىا قفر َ‬
‫ردىا (فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يتألف النص من‪:‬‬

‫أداة النصب (إف)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫شئت(فعؿ مضارع)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫وردىا قفراء‪ ،‬وجعميا أمواج مف الرماؿ‪ ،‬فيذا يدؿ عمى اجحاد نعمة اهلل ونك ارف‬
‫التنكر لنعـ اهلل‪ّ ،‬‬
‫الجميؿ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫نحف نيواىا عمى الجدب‪****...‬إذا أعطت رجاال‬


‫ُ‬

‫‪16‬‬
‫‪+‬‬
‫نيواىا (فعؿ جواب الشرط )‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يتحدد النص من خالل‪:‬‬

‫و(عمى الجدب)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫فعؿ الشرط‪(:‬إذا أعطت)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫يعزوف أنفسيـ ويدعوف لمعمؿ حتى يكوف عندىـ رجاؿ‬


‫بعدما تنكروا لنعـ اهلل‪ ،‬أصبحوا ّ‬
‫إذا‬ ‫وجسده بتوظيؼ شرط في كالمو‪ ،‬حيث قدـ النتيجة عف السبب لقولو‪ :‬نحف نيواىا‬
‫أعطت‪.‬‬

‫بناء الكالـ يوجد فيو تقديـ وتأخير‪ ،‬فأصؿ الكالـ إذا‌أعطت رجاال نحن‌نهواها‌ عمى الجدب‬
‫فعل‌شرط‬
‫جواب‌الشرط‌‬
‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب ضاقت مالعبي****في الدروب المقيدة‬

‫ضاقت (فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬يعد فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يتكون الكالم من ‪:‬‬

‫و(في الدروب)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة اإلسمية (في الدروب المقيدة)‪:‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬ىو المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫وصؼ حالة الشاعر الحزينة ألنو يائس وذليؿ‪ ،‬وجسد ىذا الوصؼ باستعمالو األسماء‪ ،‬فيو‬
‫يعيش ويعاني حزنا شديدا‪ ،‬نتيجة ما حدث لو مف مصائب وأزمات‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أنا عمر ُمخضب****وأماف مشردة‬

‫وجسد وصفو باستخدامو ضمير المتكمـ ألنو‬


‫ّ‬ ‫الشاعر يصؼ في حالتو الحزينة والضعيفة‬
‫خطاب موجو لنفسو ولتّعبير عف حالتو (أنا عمر ُمخضب)‪ ،‬فيو يعيش نوعا مف اليأس والعجز‬

‫‪17‬‬
‫‪+‬‬

‫ألنو حبيس ماضيو وعدـ قدرتو عمى التطمع لما ىو آت والنظر لممستقبؿ‪ ،‬استخدامو االستعارة‪،‬‬
‫لقولو‪( :‬أماف مشردة) شبو األماف باإلنساف حيث حذؼ المشبو بو وترؾ قرينة تدؿ عميو وىي لفظة‬
‫(مشردة) عمى سبيؿ االستعارة المكنية‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ونشيد خنقت في****كبريائي تنيده‬

‫ُخنقت(فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فيعد فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يتكون النص من‪:‬‬

‫و(في كبريائي)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫شبو الجممة (في كبريائي تنيده)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫استمرار الشاعر في وصؼ أحوالو وما يعيشو مف مآسي وىموـ لقولو‪( :‬خنقت‪-‬تنيده)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫رب ما زلت ضاربا****مف زماني تمرده‬


‫ّ‬

‫ما زلت(فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫نقوم بتجزئة النص إلى‪:‬‬

‫و(مف زماني تمرده)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة االسمية (مف زماني تمرده)‪:‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫الشاعر يصور في نفسيتو الحزينة والمتشائمة‪ ،‬لما حدث لو مف مصائب وىموـ جعمتو‬
‫عاجز ويائس ومتحسر عمى ماضيو المؤلـ مف خالؿ توظيفو لألفعاؿ الماضية‪ ،‬وعدـ قدرتو لتطمع‬
‫عمى مستقبمو فكؿ ىذه العناصر المكونة لمنص ىي التي أدت لبناء الكالـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪+‬‬

‫صغر اليأس لف يرى****بيف جفني مقصده‬

‫يرى (فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫النص مكون من‪:‬‬

‫و(بيف جفني مقصده)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة اإلسمية (بيف جفني مقصده)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫بناء الكالـ اقتضى مف الشاعر بناء ىذا النص عمى ىذا النحو لتعبير عف حالتو ووصفيا ألنو‬
‫حقا يعيش نوعا مف العجز والضعؼ بسبب ىمومو ومشاعره‪ ،‬حيث نمتمس نوعا مف الضعؼ‬
‫واأللـ في نفسية الشاعر وفي الكممات واأللفاظ المستعممة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ويذىمني طالبي****عني وعف دنيا شبابي‬


‫أُمضي ُ‬
‫أمضي( فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬ىو فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫يتشكل النص من خالل‪:‬‬

‫حرؼ العطؼ(الواو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫يذىمني(فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر متحسر عمى الزمف الذي أنساه شبابو‪ ،‬ولـ يستمتع بو‪ ،‬ألف العدو أخذه منو‪ ،‬ليذا فيو‬
‫يريد مواجيتو وقتالو الستعادة الحرية وتحرير األمة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي! ويسألني الربيع****وال أجيب متى إيابي‬

‫‪19‬‬
‫‪+‬‬
‫أمضي(فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫البد من تجزئة النص إلى‪:‬‬

‫حرؼ العطؼ (الواو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الفعؿ المضارع (يسألني)‪ :‬فعؿ االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫العدو‪ ،‬وتحرير األمة مف المحتؿ‬


‫نفسية الشاعر منفعمة و مضطربة‪ ،‬ألنيا مستعدة لمواجية ّ‬
‫الذي اغتصبيا‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وماروت فمي **** كأسي وال أفنت شرابي‬


‫أُمضي؟ ّ‬
‫أمضي (فعؿ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫النص مكون من‪:‬‬

‫حرؼ العطؼ (الواو)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫األفعاؿ الماضية (روت‪-‬أفنت)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪ :‬المنتقؿ إليو‪.‬‬

‫وصؼ حالة الشاعر فيو منفعؿ ومتوتر وصار يشرب ويسقي فمو‪ ،‬فكؿ ىذه الكؤوس ولـ‬
‫تروي فمو ولـ تفني شربو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫حث لو ركابي‬
‫ميعاد **** أ ُ‬
‫ُ‬ ‫بيني وبيف الموت‬

‫‪20‬‬
‫‪+‬‬

‫توجيو خطاب لمموت وكأنيا قريبة منو‪ ،‬حتى يحاكييا ويشكو أمره وحزنو إلييا فجسد خطابو مف‬
‫أحث( فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‪ :‬فعؿ الحدوث‪.‬‬ ‫خالل‪:‬‬

‫ظرؼ المكاف (بيف الموت)‪ :‬مصدر الحدوث‪.‬‬

‫الجممة اإلسمية (بيف الموت ميعاد)‪ :‬ىي التي أدت إلى االنتقاؿ‪.‬‬

‫الشاعر‪:‬المنتقؿ إليو ‪.‬‬

‫‪-3-1‬الصور واألفكار‪:‬‬

‫ننتقؿ إلى المعيار الثالث والرابع وىما الصور واألفكار فيما عنصراف متداخالف فاألفكار ىي‬
‫عالقة األسباب بالنتائج وعند ربط األسباب بالنتائج تتجسد الصورة‪ .‬فالصورة ىي‪" :‬في أبسط‬
‫معانييا رسـ قوامو الكممات‪ ،‬إف الوصؼ والمجاز والتشبيو يمكف أف تخمؽ صورة‪ ،‬وأف الصورة‬
‫يمكف أف تقدـ إلينا عبارة أو جممة يغمب عمييا الوصؼ المحض‪ ،‬ولكنيا توصؿ إلى خيالنا شيئا‬
‫أكثر مف انعكاس متقف لمحقيقة الخارجية" (لويس دي سيسل‪ ،‬الصورة الشعرية‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد‬
‫نصيف الجنابي‪ ،‬ص‪.)21 :‬‬

‫الصورة الشعرية تقوـ عمى الكممات‪ ،‬فعند توظيؼ الشاعر لوصؼ معيف أو استعمالو لتشبيو‬
‫فيعرفيا‬
‫واستعارة في كالمو‪ ،‬فيذا يدؿ عمى أنو تقيد بمبدأ استعماؿ الصورة في كالمو‪ .‬أما األفكار ّ‬
‫تشيتشرين بقولو‪" :‬التفكير يعني إدراؾ الكاتب لمعالـ إدراكا حقيقيا‪ ،‬أما األسموب فيو المظاىر‬
‫جديا‪ ،‬فال يمكننا إال‬
‫المتباينة لذلؾ النشاط اإلبداعي‪ ،‬المتماسؾ داخميا واذا أردنا دراسة األسموب ّ‬
‫االنتقاؿ دائما مف ميداف الصور إلى ميداف األفكار"‪( .‬األفكار واألسموب‪ ،‬ص‪.)35‬‬

‫التفكير يتجسد مف خالؿ إدراؾ الكاتب لمعالـ أوال حتى يستطيع أف يعبر عف األشياء‪ ،‬ويفيميا‬
‫أما األسموب فيو ناتج عف االنتقاؿ مف الصورة إلى الفكرة‪ ،‬فالعالقة بينيما ترابطية تكاممية‪ ،‬فال‬
‫وجود لصورة بدوف فكرة وال فكرة بدوف صورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪+‬‬

‫بسمت إلي‪...‬وما سمعت لممتي****الغبراء ىمسة وازع أو زاجر‬

‫بما أف الفكر يتحقؽ مف خالؿ ربط السبب بالنتيجة‪ ،‬وىذا يقتضي فيما أي إقامة بناء ذىني‪ ،‬إذف‬
‫فما كاف مف االبتسامة وافؽ عدـ سماعيا لممتو‪ ،‬فقد تكوف محبوبتو جاىمة باألمر‪ ،‬أو متعمدة عدـ‬
‫سماعيا لحزنو ومصيبتو‪ ،‬وىذا يجسد لنا شكؿ العالقة وىي الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫مف أنت؟ قمت ليا‪...‬ففيؾ تقاتمت****شتى غوايات الفتوف اآلسر‬

‫الشاعر يوجو خطاب لنفسو بطرح تساؤؿ مف أنت؟ يعد (سبب) وتميو اإلجابة (نتيجة) لقولو‬
‫(قمت ليا‪...‬ففيؾ تقاتمت شتَّى غوايات الفتوف اآلسر)‪.‬‬

‫ىذا الكالـ يقتضي منا إقامة تصور ذىني‪ ،‬حتى نفيـ معناه‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أقبمت مف صدر الربيع وقمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫وصؼ و تصوير حالة المحبوبة‪ ،‬كيؼ أتت‪ ،‬وىي مقبمة مف صدر الربيع إلى شاعرىا‬
‫تتساءؿ وتستفسر أكاف يحبيا أـ ال؟ فتميز كالـ الشاعر بدقة الوصؼ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ي الحياة ستائري‬
‫وسر خمودىا****ىتكت عمى عر ّ‬
‫أنا بدعة الدنيا ّ‬
‫الشاعر يصؼ في حالتو الحزينة والمتحسرة لما يعيشو مف معاناة وىموـ جعمتو تائو ويائس‬
‫وحبيس ماضيو‪ ،‬عف طريؽ استخدامو لضمير المتكمـ (أنا) ليصؼ حالتو‪ ،‬استخدـ أيضا صورة‬
‫بيانية في كالمو لقولو (أنا بدعة الدنيا) شبو الدنيا باإلنساف حيث حذؼ المشبو بو وأبقى ما يدؿ‬
‫عميو وىي لفظة بدعة (ألف البدعة ىي االختراع واالختراع ينسب لإلنساف وليس لمدنيا) عمى سبيؿ‬
‫االستعارة المكنية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪+‬‬

‫ي الحياة) شبو اإلنساف بالحياة حيث حذؼ المشبو بو وأبقى ما يدؿ عميو فيي‬‫ويقوؿ أيضا‪( :‬عر ّ‬
‫لفظة عري (والعري ينسب لإلنساف ألنو ىو الذي يتجرد مف مالبسو وليس الحياة) وىذا عمى سبيؿ‬
‫االستعارة المكنية‪.‬‬

‫فعند توظيؼ الوصؼ الدقيؽ إضافة إلى توظيؼ الصور البيانية نجد أف الشاعر التزـ وتقيد‬
‫بمبدأ الصورة في كالمو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫تتممظ الشيوات فوؽ محاجري****وتعربد المذات خمؼ مآزري‬

‫وتسمسؿ النعماء ُحمر مراشفي****وتمؼ جيد النجـ شقر ضفائري‬

‫الشاعر مزاؿ مستمر في وصؼ محبوبتو‪ ،‬كيؼ أتت وأقبمت عميو فنسب ليا مجموعة مف‬
‫األوصاؼ لقولو (فوؽ محاجري‪-‬خمؼ مآزري‪-‬تسمسؿ النعماء‪ُ -‬حمر‪-‬مراشفي‪-‬شقر‪-‬ضفائري)‪.‬‬

‫فتميز كالمو بدقة الوصؼ‪ ،‬واستعماؿ مقابمة في كالمو‪ ،‬وىذا يجسد الصورة الشعرية وعند‬
‫إقامة تصور لكالـ الشاعر ينتج عنو توليد مجموعة أفكار‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫السامري‬
‫حسناء! ال تتقربي مف خاطري****طوى البساط وناـ جفف َّ‬

‫استخدـ في أوؿ البيت تعجب ! فما الغرض منو؟ غرض الشاعر مف ىذا التعجب ىو‬
‫الحسرة ثـ صار يعاتب محبوبتو حسناء بأف ال تتقرب مف نفسو باستخداـ أداة النيي (ال تتقربي)‬
‫فيو في حالة حزف وانتقؿ لوصؼ حالتو لقولو‪( :‬ال تتقربي مف خاطري**طوى البساط وناـ جفف‬
‫السامري)‪.‬‬
‫َّ‬

‫فالعالقة ىنا عالقة سبب بنتيجة (ال تتقربي مف خاطري)‪ ،‬ألنو طوى البساط وناـ جفف‬
‫السامري وىذه تجسد شكؿ العالقة (الصورة)‪.‬‬
‫َّ‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪+‬‬

‫وفتحت أبواب الثراء لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫استمرار وصؼ المحبوبة (حسناء) وىي تفتح أبواب الثراء وتتساءؿ وتنادي الشاعر أكاف‬
‫تكرر مرتيف لتأكيد المعنى وتوضيحو‪.‬‬
‫يحبيا أـ ال فيذا الكالـ َ‬
‫استخدـ صورة بيانية لقولو‪( :‬فتحت أبواب الثراء) شبو الثراء بالبيت‪ ،‬حيث حذؼ المشبو‬
‫بو‪ ،‬وأبقى ما يدؿ عميو وىي لفظة (فتحت)عمى سبيؿ االستعارة المكنية‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أنا متعة العاني وفيئ دروبو****ومالذه مف كؿ صرؼ غادر‬

‫انتقؿ الشاعر لوصؼ حالتو‪ ،‬ونفسيتو الحزينة‪ ،‬ألنو أسير وذليؿ لقولو (أنا متعة) ألنو يتكمـ‬
‫ويخاطب في نفسو الستخدامو ضمير المتكمـ (أنا)‪.‬‬

‫فيعد ضمير المتكمـ سبب ثـ تميو النتيجة لوصؼ نفسيتو‪ ،‬فعند ارتباط السبب بالنتيجة‬
‫يتضح المعنى ويتجسد وجو العالقة (الصورة)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أُمتي َىؿ لؾ بيف األُمـ****منبر لمسيؼ أو لمقمـ‬

‫بما أف الفكر يتحقؽ مف خالؿ ربط السبب بالنتيجة‪ ،‬وىذا يقتضي منا إقامة بناء ذىني‬
‫حتى تتجسد الصورة‪.‬‬

‫إذف فمو كاف لألمة سيؼ وقمـ لما كاف سيوظؼ ىذا االستفياـ الذي يدؿ عمى الحسرة ونجد‬
‫ايجاب ونفي‪ ،‬معناه األمة ليس ليا سيؼ وال قمـ وىذا يجسد شكؿ العالقة وىي الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫مطرؽ****خجالً مف أمسؾ المنصرـ‬


‫ُ‬ ‫أتمقّاؾ وطرفي‬

‫‪24‬‬
‫‪+‬‬

‫الشاعر يوجو خطاب لألمة‪ ،‬فبناءه لمكالـ اقتضى منو تقديـ النتيجة عف السبب‪( ،‬تقديـ‬
‫وتأخير) فيعد (أتمقاؾ وطرفي مطرؽ) نتيجة‪ ،‬و(خجال مف أمسؾ المنصرـ) يعد سبب فمو لـ يخجؿ‬
‫مف أمسيا المنصرـ لما كاف سيتمقاىا‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫الدمعُ ييمي عابثاً****ببقايا كبرياء األلـ‬


‫ويكاد َ‬
‫ُ‬

‫الشاعر يصور ويصؼ في شدة معاناتو وآالمو فيو حزيف‪ ،‬ويبكي عمى حالتو وحاؿ األمة‪،‬‬
‫فكيؼ كاف دمعو يا ترى؟ ييمي عابثا‪ ،‬ببقايا كبرياء األلـ‪.‬‬

‫فدقة الوصؼ في كالمو ولدت لنا مجموعة صور وأفكار‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أيف دنياؾ التي أوحت إلى****وتري كؿ يتيـ النغـ‬

‫توظيؼ استفياـ في أوؿ البيت (أيف دنياؾ؟) فما الغرض منو؟ ىو االستفسار عف حاؿ‬
‫األمة‪ ،‬فيعد سبب ثـ بعدىا طرح نتيجة بالفعؿ الماضي (التي أوحت إلى** وترى كؿ يتيـ النغـ)‬
‫فعند ارتباط السبب بالنتيجة يظير ويتضح المعنى‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمتي! كـ غصة دامية****خنقت نجوى عالؾ في فمي‬

‫استخداـ أسموب نداء (أمتي) حذفت منو األداة‪ ،‬يعتبر (سبب) وبعدىا قاـ بتوظيؼ (كـ)‬
‫الخبرية ليخبرنا بحالتو الحزينة‪ ،‬والضعيفة فتُعد (نتيجة)‪ .‬فمو نحذؼ عجز البيت أكيد سيختؿ‬
‫المعنى‪ ،‬إذف البد مف ارتباط السبب بالنتيجة حتى يتحقؽ المعنى وتتجسد الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يطيب األلـ‬
‫ُ‬ ‫سـ‪...‬مف عممو****كيؼ‬
‫يب ُ‬

‫‪25‬‬
‫‪+‬‬

‫يظير الفكر عند ربط األسباب بالنتائج فكالىما ُيجسد لنا فيما أي إقامة بناء ذىني‪ ،‬فيذا‬
‫الشخص يبتسـ ألنو يتساءؿ ويستفسر عف كيفية طيب األلـ‪ ،‬فمو أنو لـ يتساءؿ لما كاف يبتسـ‪،‬‬
‫فارتباط السبب بالنتيجة يجسد لنا شكؿ العالقة وىو الصورة (كيفية طيب األلـ)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫مبعثر محطـ‬
‫سالحو عمى الثرى**** ُ‬
‫وصدره ُممزؽ****يسي ُؿ فوقو الدـ‬

‫في ىذه األبيات تفصيؿ ورصد لمختمؼ اآلالـ الذي تمقاىا وعاشيا ذلؾ الشخص الشيـ‪،‬‬
‫عد وه‪ ،‬فتميز كالـ الشاعر بدقة الوصؼ والعرض في طرح تفاصيؿ مختمفة اآلالـ‪ ،‬كؿ‬
‫مف قبؿ ّ‬
‫ىذا يجسد لنا شكؿ العالقة وىي الصورة‪ .‬وعند إقامة بناء ذىني لمختمؼ ىذه األفكار تظير‬
‫الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫تُ ْمعف في تعذيبو****لعمو يستسمـ‬

‫عف زىوه****بقولو‪ :‬أسترحـ‬


‫أو ينثني ْ‬

‫طُرح سبب في أوؿ البيت لقولو ‪( :‬تُمعف في تعذيبو)‪ ،‬فيذا يدؿ عمى قيمة وشدة معاناتو‬
‫ويقابميا نتيجة (لعمو يستسمـ‪-‬أو ينثني عف زىوه) وكأنو عرض شرط وجوابو (لعمو يستسمـ‪-‬ليذا‬
‫تمعف في تعذيبو)‪ ،‬فعند ربط السبب بالنتيجة يتجسد وجو العالقة وىي الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يبسـ‬
‫ْأزرى ب ّذؿ حقدىا****ومات‪...‬وىو ُ‬
‫افتخار الشاعر ببطوالت ذلؾ الشخص الرمزي‪ ،‬الذي رغـ كؿ اآلالـ الذي عاشيا‪ ،‬لكنو بقي‬
‫يبتسـ‪ ،‬فطرح (سبب) في أوؿ بيتو لقولو ‪(:‬أزرى بذؿ حقدىا) تدؿ عمى شدة المعاناة‪ ،‬وبعدىا‬

‫‪26‬‬
‫‪+‬‬

‫عرض (نتيجة) وىي الموت‪ ،‬لكف مع ابتسامة فعند ارتباط السبب بالنتيجة‪ ،‬يظير شكؿ العالقة‬
‫وىي الصورة مف خالؿ بسمة التحدي‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب ضاقت مالعبي****في الدروب المقيدة‬

‫الفكرة تقتضي ربط األسباب بالنتائج وأي صيغة أو تركيب‪ ،‬فيو حامؿ لمفكرة‪ ،‬ولمحصوؿ‬
‫عمى الفكرة البد مف فيـ ألنو يساعد عمى إقامة بناء ذىني‪.‬‬

‫ُيعد الفعؿ (ضاقت ‪+‬مالعبي) سبب لنتيجة (في الدروب المقيدة) فالشاعر متحسر عمى‬
‫حالتو السيئة والمضطربة الذي أصبح يضيؽ مف كؿ شيء‪ ،‬فعند ربط السبب بالنتيجة يتضح وجو‬
‫العالقة وىو الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أنا عمر ُمخضب****وأماف مشردة‬

‫الشاعر يصؼ في نفسيتو المنفعمة والمضطربة ويخاطبيا باستعمالو ضمير المتكمـ (أنا) ألنو‬
‫خطاب موجو لنفسو‪ ،‬فيدؿ عمى عجز وضعؼ الشاعر لما يعانيو مف جروح وحزف شديد‪ ،‬ووظؼ‬
‫صورة بيانية في كالمو لقولو (أماف مشردة) شبو األماف باإلنساف حيث حذؼ المشبو بو وأبقى ما‬
‫يدؿ عميو عمى سبيؿ االستعارة المكنية (مشردة)‪.‬‬

‫فتوظيؼ الشاعر لصورة البيانية ودقة الوصؼ في كالمو ىو الذي يولد لنا وجو العالقة أال‬
‫وىو الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ونشيد ُخنقت في****كبريائي تنيّده‬

‫استمرار الشاعر في تفصيؿ ووصؼ مختمؼ أالمو وجروحو‪ ،‬الذي يعيشيا بداخمو‪ ،‬فصدؽ‬
‫التجربة الشعورية ىي التي ولدت ىذا الكالـ وىذه األحاسيس والكممات المتسمة بطابع الحزف‬

‫‪27‬‬
‫‪+‬‬

‫والتشاؤـ لقولو (خنقت‪-‬كبريائي‪-‬تنيده)‪ ،‬توظيفو لصورة بيانية لقولو (نشيد خنقت) شبو النشيد‬
‫بشيء يخنؽ مثؿ (اإلنساف)‪ ،‬حيث حذؼ المشبو بو ‪ ،‬وأبقى ما يدؿ عميو وىي لفظة (خنقت)‪،‬‬
‫عمى سبيؿ االستعارة المكنية ‪ ،‬وىذا ما يجسد لنا الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫رب ما زلت ضاربا****مف زماني تمرده‬


‫ّ‬

‫لت ضارًبا) سبب لنتيجة وىي (مف زماني تمرده) فيو متحسر عمى مختمؼ‬
‫ُيعد الفعؿ (ما ز ُ‬
‫جروحو وآالمو فيو حبيس الماضي ألنو يتحدث عف أشياء مضت وال عالقة ليا بالمضارع‬
‫والمستقبؿ‪ .‬فدقة الكممات والقوة في وضوح المعنى‪ ،‬ىي التي ولدت لنا شكؿ العالقة وىي الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب طوقت مغانينا****جماال وجالال‬

‫يتحدث الشاعر عف المغاني والخيرات التي أنعـ اهلل بيا عمى ىؤالء األغنياء‪ ،‬فتميز كالمو‬
‫بدقة الوصؼ ألنو ربط السبب لقولو (طوقت مغانينا) بالنتيجة لقولو (جماال وجالال) ومف خالليا‬
‫يتجسد وجو العالقة وىو الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ال‬
‫ونثرت الخير فييف****يمينا و شما َ‬

‫ال‬
‫وتجميت عمييف****صميب و ىال َ‬

‫بير و ضالالَ‬
‫رب ىذه جنة****الدنيا‪ ،‬ع ًا‬

‫وصؼ نعـ وخيرات اهلل لقولو (الخير‪-‬جنة‪-‬الدنيا‪-‬عبير)‪ ،‬فتميز كالمو بدقة الوصؼ في‬
‫استعماؿ األلفاظ والعبارات‪ ،‬وىذا يجسد لنا الصورة وعند إقامة تصور وبناء ذىني ليا تنتج عنيا‬
‫مجموعة أفكار‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫‪+‬‬

‫ال‬
‫كيؼ ؟ نمشي في ُرباىا****الخضر تيياَ واختيا َ‬

‫طرح استفياـ وتساؤؿ في بداية البيت (كيؼ نمشي في رباىا الخضر؟) غرضو االستفسار‬
‫ويعد سبب ثـ طرح نتيجة لقولو (تييا واختياال)‪.‬‬

‫فالشاعر متحسر عمى حالة ىؤالء األغنياء فرغـ خيرات اهلل الكثيرة لكنيـ أساؤوا التصرؼ‬
‫اتجاىيا وقابموىا بالتيو واالختياؿ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي ويذىمني طالبي***عني وعف دنيا شبابي‬

‫الشاعر يصؼ في حالتو الشجاعة‪ ،‬التي تُريد أف تُقاتؿ‪ ،‬وتُحارب مف أجؿ تحرير بالده مف‬
‫المحتؿ الذي سمبيا حريتيا واستقرارىا‪.‬‬

‫وعزما عمى روح المقاومة (سبب) ثـ عرض‬


‫ً‬ ‫ار‬
‫فيعد الفعؿ المضارع (أمضي) الذي يشع اسرًا‬
‫ُ‬
‫بعدىا (نتيجة) بالفعؿ (يذىمني طالبي عني وعف دنيا شبابي)‪ .‬فعند ربط السبب بالنتيجة يتضح‬
‫المعنى ويظير وجو العالقة وىو الصورة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي! ويسألني الربيع****وال أجيب متى ايابي‬

‫الشاعر مستمر في وصؼ حالتو المسرة عمى روح المقاومة‪ ،‬فيو يعيش نوع مف التوتر‬
‫واالنفعاؿ في نفسيتو‪ ،‬فجسد ىذا الوصؼ بالفعؿ المضارع (أمضي!) إضافة إلى تعجب في كالمو‬
‫فيعد سبب ثـ طرح نتيجة لتفصيؿ حالتو (ويسألني الربيع**وال أجيب متى ايابي)‪ .‬فتميز كالمو‬
‫ُ‬
‫بدقة الوصؼ في استعماؿ األلفاظ إضافة إلى استخدامو صورة بيانية لقولو ‪( :‬يسألني الربيع)‬
‫استعارة مكنية‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أفنت شرابي‬
‫أمضي؟ وما روت فمي****كأسي وال ْ‬

‫‪29‬‬
‫‪+‬‬

‫مزاؿ الشاعر مستمر في وصؼ حالتو حيث جسد وصفو (بالفعؿ أمضي) إضافة إلى‬
‫توظيؼ استفياـ بعد الفعؿ‪ .‬وبعدىا قاـ بتفصيؿ مختمؼ أحوالو فصار يشرب ويسقي فمو فرغـ كؿ‬
‫ىذه الكؤوس لكنيا لـ تُشبعو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ميعاد****أحث لو ركابي‬
‫ُ‬ ‫بيني وبيف الموت‬

‫أمري عمى ايمائو****والحقد يسري في اىابي‬

‫الشاعر عاجز ويائس‪ ،‬فيو يتحدث عف الموت وكأنيا قريبة منو حتى يشكو أمره وىمو‬
‫إلييا‪ ،‬ويصؼ في حالتو التي تريد االنتقاـ مف العدو الذي سمبيـ كؿ حقوقيـ وأخذ حريتيـ‪ ،‬فيو‬
‫متعمد التعبير والتركيز عمى حالتو باستخدامو األسماء أكثر مف األفعاؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬البناء النحوي‪:‬‬

‫حيث عرفو تشيتشرين بقولو‪ ":‬يظير البناء النحوي في نظاـ التجزئة‪ ،‬واالندماج في حركة‬
‫الكالـ المتداعي والجمؿ الثانوية المتدخمة ‪،‬وفي الجمؿ الرئيسية وفي بعضيا البعض وفي الكممات‬
‫التمييدية وفي اسـ الحاؿ واسـ المفعوؿ‪...‬تمتمؾ األشكاؿ النحوية أىمية أسموبية‪ ،‬حيث يرتبط بناء‬
‫الكالـ المقتضب ‪ ،‬أو المعقد والظواىر النحوية المختمفة ارتباطا عضويا‪ ،‬لدى كاتب أو آخر‪ ،‬ببناء‬
‫التفكير الفني ومعرفة العالـ ووضوح الفكرة "‪( .‬األفكار و األسموب‪ ،‬ص ‪.)325‬‬

‫يكم ف البناء النحوي في نظاـ التجزئة‪ ،‬وتحميؿ الجمؿ األصمية‪ ،‬إلى جمؿ فرعية منبثقة‬
‫ُ‬
‫ومتولدة عنيا‪ ،‬وأيضا في اسـ الحاؿ والمفعوؿ‪...‬الخ‪.‬‬

‫ويتجسد البناء النحوي في بناء الكالـ وتركيبو‪ ،‬حيث يرتبط بناء الكالـ بظاىرة النحوية‪،‬‬
‫ارتباطا وثيقا‪ ،‬فالكاتب يركب كالمو انطالقا مف تجاربو وأحاسيسو الشعورية‪ ،‬إضافة إلى معرفتو‬
‫لمعالـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪+‬‬

‫ىؿ في لقائؾ لمخياؿ الزائر****إغضاء ساؿ أـ تمفت ذاكر‬

‫وظؼ الشاعر في بداية كالمو استفياـ (ىؿ في لقائؾ؟) فيو في حيرة مف أمره‪ ،‬فدؿ عمى‬
‫احتماليف‪ :‬األغضاء والذكر‪.‬‬

‫وظؼ استعارة لقولو (لمخياؿ الزائر) وكأف الخياؿ جاء زائر‪ ،‬وىو استقبمو فاألصح واألصؿ أف‬
‫الخياؿ ال يزور‪ ،‬بؿ اإلنساف ىو الذي يذىب إليو‪ ،‬وىذا يدؿ عمى حيوية وديناميكية التعبير عف‬
‫الفكرة فأعطاىا أكثر مف بعد ألنو وصؼ الخياؿ بأنو طرؼ المقاء‪.‬‬

‫خمو البيت مف األفعاؿ داللة عمى التسميـ باستقرار الحاؿ‪ ،‬إذ يخمو نصو مف أي حركية‬
‫وتجد د‪ ،‬فاستعمؿ فقط أسماء ومصادر فيي تدؿ عمى أف األمر ساكف‪ ،‬ومستقر عمى حالة واحدة‪.‬‬
‫وبالكممات الثابتة جسد ما ىو حركي باعتماده عمى التنوع لقولو (اإلغضاء‪-‬الذكر‪-‬المقاء‪-‬الخياؿ)‪.‬‬

‫يقوؿ أيضا‪:‬‬

‫أشقتو غربتو ووثبة ظمو****عبر األصيؿ‪...‬عمى ثراؾ العاطر‬

‫الشاعر انتقؿ إلى رثاء نفسو (يشكو نفسو لنفسو رثاء الذات) ‪ ،‬واألفعاؿ تظير عمى استحياء‬
‫(أشقتو) ‪ ،‬واستخدامو لضمائر الدالة عمى الغائب‪ ،‬فيي داللة عمى انفصاؿ محؿ الرثاء عف‬
‫صاحب الضمير ذاتو ليمنح مشروعية‪ ،‬لجمد الذات‪ ،‬وأما الغربة ووثبة الظؿ فيما مف قبيؿ التنويع‬
‫في جوانب الذات المفعمة بعدـ الرضا‪.‬‬

‫توظيؼ ظرؼ المكاف (عبر األصيؿ) فيذا داللة عمى الرغبة في إعطائو أبعاد إضافية لذاتو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وحكاية السمار عف اوتاره****المتقطعات وشممو المتناثر‬

‫الشاعر في ىذا البيت لماذا يا ترى جعؿ شمؿ السمار متناثر؟ فالغرض منو ىو االخبار عف‬
‫الس مار بأنو صاحب حكاية‪ ،‬فميس ذلؾ سوى الشاعر أي أنو لـ يشبع عف رغبتو في رثاء ذاتو‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫‪+‬‬

‫وقد عاد لتخمي عف توظيؼ األفعاؿ متعمدا التعبير باألسماء وىي في جوىرىا دالة عمى نوع مف‬
‫الجمود المترتب عف الفشؿ في تحقيؽ مبتغياتو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫كنت الحفي بو‪...‬وكاف والئو****وىواؾ قادمتي جناحي طائر‬

‫الشاعر يتحسر عمى ماضيو ألنو فارقو‪ ،‬فقد جعمو مف الماضي غير المحدد بزمف (كنت‬
‫وكاف) فإما بكاءا عميو وتحس ار أو‪...‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫كـ في نديؾ مف شوع شبابو****ما ذاب بيف مزاىر ومجامر‬

‫وظؼ الشاعر استفياـ (كـ في نديؾ) يدؿ عمى اإلحساس بالكثرة بالمعنى السمبي أي الخسارة‬
‫حتى واف كانت في جوىرىا غير مجدية‪ ،‬واستعمؿ فعؿ واحد (ذاب) فعؿ ماضي‪ ،‬لكف معظـ‬
‫الكممات المستعممة أسماء ذوات لقولو (مزاىر‪ ،‬مجامر)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ييزؾ بالطريؼ النادر‬


‫َ‬ ‫َّ‬
‫تجرحف لو بقية زىوة****إف لـ‬ ‫ال‬

‫َّ‬
‫تجرحف‬ ‫استخدـ الشاعر في ىذا البيت تقديـ وتأخير لقولو‪( :‬إف لـ ييزؾ بالطريؼ النادر فال‬
‫لو بقية زىوة)‪ .‬إف لـ‪ :‬ىنا صيغة أمر فيو خطاب مفتوح كأنو يخاطب عموـ القراء بعدما كاف‬
‫َّ‬
‫تجرحف) أمر‪ :‬دعوة لشفقة بصيغة التأكيد‪ ،‬كأنو يسعى إلى ضماف القميؿ خير‬ ‫يخاطب نفسو‪( .‬ال‬
‫مف ال شيء‪.‬‬

‫َّ‬
‫تجرحف لو بقية) فاستعماؿ ىذا‬ ‫وظؼ الشاعر أسموب شرط (إف لـ ييزؾ) وجواب الشرط (ال‬
‫الشرط ميال منو التقاء الضرر فعؿ كذا أفعؿ معو كذا حتى ال يتـ تجاوز الحدود‪.‬‬

‫يقوؿ أيضا‪:‬‬

‫عبث الميالي لـ يدع في حقمو****إالّ إذكار خمائؿ وأ ازىر‬

‫‪32‬‬
‫‪+‬‬

‫ىنا الشاعر في ىذا البيت مزاؿ يذكر الفعؿ مف قبيؿ الماضي لقولو ‪ (:‬عبث الميالي لـ يدع)‬
‫‪،‬لـ يدع في معنى المضارع المنفي فالماضي ىنا ذكر الوقائع باستعماؿ األسماء معناه االنفصاؿ‬
‫عف الزمف وىذا يدؿ عمى اإلحساس باليأس فالشاعر حالتو النفسية يائسة وعاجزة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫لبناف جئتؾ مف غيابات السرى****ويدي عمى دقات قمب حائر‬

‫فالشاعر متعمد استعماؿ األسماء بدالً مف توظيؼ األفعاؿ لمحديث عف حالتو أكثر مف‬
‫التركيز عمى بمده وجسد وصؼ حالتو الحزينة باستخداـ األسماء وظؼ أداة ربط (الواو) وحروؼ‬
‫الجر (مف ‪،‬وعمى) فيي تدؿ عمى ترتيب حالتو واستخدـ كممة (يدي) فيي تدؿ عمى حالة الشاعر‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وحفيؼ أشباح الوني في مسمعي****ورفيؼ أطياؼ المنى في ناظري‬

‫الشاعر في ىذا البيت يصؼ في حالتو لقولو (وحفيؼ أشباح الوني في مسمعي**ورفيؼ‬
‫أطياؼ المنى في ناظري)‪ ،‬فالسمع والنظر ىي مكونات اإلنساف األساسية فبدونيا ال يستطيع‬
‫اإلنساف أف يفعؿ شيئا‪ ،‬ونجد أيضا في ىذا البيت عدـ وجود االفعاؿ ‪ ،‬فيو يعبر باألسماء فقط‪.‬‬
‫وعدـ وجود األفعاؿ مطمقا (إال فعؿ واحد وىو جئتؾ)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫واذا عروس‪...‬ما استقر رواؤىا****إال عمى متبايف متنافر‬

‫استعمؿ الشاعر الشرط في بداية كالمو لقولو ‪( :‬إذا عروس ما استقر روائيا) ويقابمو جواب‬
‫الشرط (إال عمى متبايف متنافر)‪.‬‬

‫وظؼ الشاعر فعؿ واحد وىو استقر عمى وزف استفعؿ فيو يدؿ عمى طمب االستقرار‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمتي ىؿ لؾ بيف األمـ****منبر لمسيؼ أو لمقمـ‬

‫‪33‬‬
‫‪+‬‬

‫بدأ كالمو بأسموب نداء (أمتي) حذفت منو األداة (أمة ‪ +‬ياء المتكمـ) ألنو يدؿ عمى انتماء‬
‫الشاعر ألمتو‪.‬‬

‫خمو البيت مف استخداـ األفعاؿ والتعبير المتعمد باألسماء فقط بيف صيغة المفرد (أمتي)‬
‫وصيغة الجمع (األمـ)‪ ،‬وىذا يدؿ عمى نوع مف الجمود المترتب عف الفشؿ والحسرة‪ .‬توظيفو‬
‫الستفياـ (ىؿ لؾ بيف األمـ) غرضو الحسرة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أتمقاؾ وطرفي مطرؽ****خجال مف أمسؾ المنصرـ‬

‫توظيؼ فعؿ واحد‪ :‬أتمقاؾ (فعؿ ماضي ‪ +‬فاعؿ)‪ ،‬يدؿ عمى تأكيد خطاب الشاعر ألمتو‪،‬‬
‫لكف مختمؼ األلفاظ المستعممة بعده أسماء لقولو (طرفي‪-‬مطرؽ‪-‬خجال‪-‬أمسؾ‪-‬المنصرـ)‪.‬‬

‫نجد تقديـ وتأخير في بناء الكالـ فأصؿ الكالـ (خجال مف أمسؾ المنصرـ**أتمقاؾ طرفي‬
‫مطرؽ)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يكاد الدمع ييمي عابثا****ببقايا كبرياء األلـ‬

‫استخدـ فعميف عمى مدار بيت واحد (يكاد) فعؿ مضارع‪( ،‬ييمي) فعؿ ماضي ‪ +‬فاعؿ‪ ،‬فيذا‬
‫التنويع بيف الماضي والحاضر يدؿ عمى استمرار آالـ النكبة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أيف دنياؾ التي أوحت إلى****وتري كؿ يتيـ النغـ‬

‫توظيؼ استفياـ في بداية البيت (أيف دنياؾ؟) فالغرض منو ىو الستفسار عف حاؿ ووضع‬
‫األمة‪،‬‬

‫األفعاؿ تظير عمى استحياء فعؿ ماضي (أوحت)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪+‬‬

‫غمبة توظيؼ األسماء عف األفعاؿ لقولو‪( :‬دنياؾ‪-‬وتري‪-‬يتيـ‪-‬النغـ) وىذا يدؿ عمى العجز‬
‫المترتب عف األلـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫العز ومغنى الشمـ‬


‫كـ تخطيت عمى اصدائو****ممعب ّ‬

‫استخدـ أسموب خبري (كـ تخطيت) غرضو اإلخبار عف حالتو الحزينة‪ ،‬واستخدـ فعؿ واحد‬
‫(تخطيت)‪.‬‬

‫الشاعر متعمد التعبير باألسماء ألنيا ناسبت حالتو لقولو‪( :‬أصدائو–ممعب–العز‪-‬مغنى‪-‬‬


‫الشمـ)‪ ،‬وىي في جوىرىا تدؿ عمى نوع مف الجمود و اليأس ‪ ،‬المترتب عف الضعؼ والفشؿ لما‬
‫حدث لألمة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وتياديت كأني ساحب****مئزري فوؽ جباه األنجـ‬

‫الشاعر يذكر الفعؿ مف قبيؿ الماضي لقولو (تياديت) فالماضي ىنا ذكر الواقع‪ ،‬باستعماؿ‬
‫األسماء‪ ،‬معناه االنفصاؿ عف الزمف وىذا يدؿ عمى اإلحساس بالضعؼ لما آلت إليو األمة‪.‬‬

‫استخدـ اسـ فاعؿ (ساحب)‪ ،‬توظيفو لظرؼ مكاف‪( ،‬فوؽ جباه األنجـ) فيذا داللة عمى‬
‫الرغبة في إعطائو أبعاد إضافية لذاتو‪.‬‬

‫توظيؼ ضمير متكمـ غائب(أنا)‪ ،‬عمى جؿ أبيات القصيدة لقولو‪( :‬اتمقاؾ‪-‬يكاد‪-‬تخطيت‪-‬‬


‫تياديت) فيو يدؿ عمى وصؼ حالتو النفسية الحزينة وخطابو ألمتو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يطيب األلـ‬
‫ُ‬ ‫يبسـ‪ ...‬مف عممو****كيؼ‬
‫ُ‬
‫ويطيب أيضا (فعؿ ‪+‬فاعؿ) فتدؿ‬
‫ُ‬ ‫يبسـ (فعؿ ‪ +‬فاعؿ)‬
‫استخدامو لألفعاؿ المضارعة لقولو ُ‬
‫غير والتجدد في حالتو‪.‬‬
‫عمى الت ُ‬

‫‪35‬‬
‫‪+‬‬

‫توظيفو الستفياـ (كيؼ يطيب األلـ؟) غرضو البحث واالستفسار عف كيفية طيب األلـ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وصدره ممزؽ****يسيؿ فوقو الدـ‬

‫الشاعر متعمد التعبير باألسماء عف األفعاؿ ألنيا تالئـ نفسيتو الحزينة لما حدث لشخص‬
‫الرمزي لكف األفعاؿ تظير عمى استحياء‪ ،‬فعؿ مضارع (يسيؿ)‪ .‬استخدامو لظرؼ مكاف (فوقو‬
‫الدـ)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وحولو أعداؤه****تمعنو وتشتـ‬

‫استمرار الشاعر في توظيؼ األفعاؿ المضارعة (تمعف‪-‬تشتـ) فيي تدؿ عمى استمرار معاناة‬
‫وتعذيب الشخص البطؿ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫تمعف في تعذيبو****لعمو يستسمـ‬

‫الشاعر مستمر في وصؼ أالـ الشخص الرمزي وما تمقاه مف أقصى وسائؿ التعذيب حتى‬
‫يستسمـ باستخدامو األفعاؿ المضارعة (تمعف‪-‬يستسمـ)‪ .‬أما الفعؿ الماضي (لعمو) ىو ذكر الوقائع‬
‫واألحداث لكنيا منفصمة عف الزمف وىذا يدؿ عمى اإلحساس بالضعؼ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫َّ‬
‫رب طوقت مغانينا****جماال وجالال‬

‫الشاعر يسخر مف أصحاب القصور‪ ،‬ألنو يتحدث عف المغاني والجاه فاألفعاؿ تظير عمى‬
‫استحياء‪ ،‬استخداـ فعؿ واحد (طوقت)‪ ،‬ومختمؼ األلفاظ المستعممة أسماء (جماال‪-‬جالال‪-‬مغاني)‬
‫لمحديث عف أصحاب القصور أكثر مف التركيز عمى حالة الوطف وضياعو‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪+‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ونثرت الخير فييف****يمينا وشماالَ‬

‫وتجميت عمييف****صميبا وىالالَ‬

‫استخدامو لألفعاؿ الماضية (نثرت‪ -‬تجميت) تدؿ عمى التأكيد والثبوت عمى نعـ وخيرات اهلل‪.‬‬
‫توظيفو لظروؼ المكاف (يمينا وشماال)‪ ،‬ىذا داللة عمى الرغبة في إعطائو ابعاد إضافية لخيرات‬
‫اهلل‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫كيؼ نمشي في رباىا****الخضر تييا واحتياال‬

‫توظيفو الستفياـ (كيؼ نمشي في رباىا؟) غرضو االستيزاء ‪،‬واجحاد نعـ وخيرات اهلل‪،‬‬
‫استخدامو لفعؿ واحد (نمشي)‪ ،‬فعؿ ماضي‪ ،‬لكف باقي الكممات المستعممة أسماء لقولو ‪ (:‬رباىا‪-‬‬
‫الخضر‪-‬تييا‪-‬احتياال) فيي تدؿ عمى الجمود والضعؼ أماـ خيرات اهلل‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫نحف نيواىا عمى الجدب****إذا أعطت رجاال‬

‫(نيواىا) ‪ :‬فعؿ ماضي‬ ‫استخدامه لفعمين‬

‫(أعطت) ‪ :‬فعؿ أمر‬

‫استخدـ ضمير الجمع (نحف) يدؿ عمى الفخر واالعتزاز بالنفس‪ ،‬توظيفو لجممة شرطية لقولو‪:‬‬
‫(إذا أعطت رجاال)‪ ،‬جممة فعمية مكونة مف أداة الشرط (إذا) فعؿ الشرط (أعطت)‪ ،‬وفعؿ جواب‬

‫‪37‬‬
‫‪+‬‬

‫الشرط (نحف نيواىا)‪ ،‬استخدـ الشاعر تقديـ وتأخير في بناءه لمكالـ‪ ،‬فأصؿ الجممة (إذا أعطت‬
‫رجاال‪ ،‬نحف نيواىا)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب ضاقت مالعبي****في الدروب المقيدة‬

‫االفعاؿ تظير عمى استحياء (ضاقت) فعؿ ماضي‪ ،‬وىي تدؿ عمى نوع مف اليأس والعجز‪،‬‬
‫في أفكار الشاعر وعدـ قدرتو لتطمع عمى ما ىو آت‪ ،‬ألنو خائؼ منو ليذا يتكمـ عف أشياء مضت‬
‫‪،‬وال عالقة ليا بالمضارع والمستقبؿ‪.‬‬

‫(ر َّ‬
‫ب) شبيو بالزائد‪.‬‬ ‫توظيفو حرؼ الجر ُ‬
‫غمبة توظيؼ األسماء عمى األفعاؿ (مالعبي‪-‬الدروب‪-‬المقيدة)‪ ،‬وىذا يدؿ عمى معاناة الشاعر‬
‫وحزنو الشديد‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أنا عمر ُمخضب****وأماف مشردة‬

‫استخدـ في بداية كالمو ضمير متكمـ (أنا) ألنو خطاب موجو لنفسو‪.‬‬

‫كؿ األلفاظ المستعممة أسماء (عمر‪-‬مخضب‪-‬أماف‪-‬مشردة) ‪ ،‬فيي تدؿ عمى ثبوت واستقرار‬
‫حالة الشاعر اليائسة والحزينة‪.‬‬

‫توظيفو لصورة بيانية‪( :‬أماف مشردة)‪ ،‬استعارة مكنية فيي تؤدي إلى زيادة المعنى قوة‬
‫ووضوحا وجماال‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ونشيد خنقت في****كبريائي تنيده‬

‫‪38‬‬
‫‪+‬‬

‫استمر الشاعر في وصؼ حالتو‪ ،‬باستعمالو األسماء فيي تدؿ عمى الثبوت واالستقرار‪،‬‬
‫َّ‬
‫(نشيد‪-‬كبريائي‪-‬تنيده) لكف األفعاؿ تظير عمى استحياء (خنقت) فعؿ ماضي يدؿ عمى ضعؼ‬
‫وعجز الشاعر‪.‬‬

‫توظيفو لصورة بيانية (نشيد خنقت) استعارة مكنية شبو النشيد بالشيء الممموس‪ ،‬الذي يخنؽ‬
‫حيث حذؼ المشبو بو وأبقى ما يدؿ عميو وىي لفظة (خنقت)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب ما زلت ضاربا****مف زماني تمرده‬

‫ب) حرؼ جر شبيو بالزائد واستخدامو لفعؿ ماضي ناقص‪( ،‬ما زاؿ)‬ ‫(ر َّ‬
‫توظيؼ حرؼ الجر ُ‬
‫مف أخوات كاف ومختمؼ األلفاظ المستعممة أسماء واألسماء تدؿ عمى الثبوت واستمرار حالة‬
‫الضعؼ والعجز‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫صغر اليأس لف يرى****بيف جفني مقصده‬

‫االفعاؿ تظير عمى استحياء أداة نصب (لف ‪ +‬يرى) فعؿ مضارع‪ ،‬استخدامو لصورة بيانية‪:‬‬
‫(صغر اليأس) كناية تدؿ عمى الحزف والمعاناة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي ويذىمني طالبي****عني وعف دنيا شبابي‬

‫استخدـ األفعاؿ‪ ،‬بدال مف توظيؼ األسماء‪ ،‬لقولو (أمضي‪-‬يذىمني) أفعاؿ مضارعة تدؿ عمى‬
‫الحدث والتجدد‪ ،‬في نفسية الشاعر‪ ،‬حيث أنو انتقؿ مف الحزف إلى حالة منفعمة تدؿ عمى روح‬
‫المقاومة‪ ،‬والتصدي لمعدو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي! ويسألني الربيع****وال أجيب مف ايابي‬

‫‪39‬‬
‫‪+‬‬

‫استمر في استخدامو األفعاؿ (أمضي‪-‬أجيب‪-‬يسألني) فيي تدؿ عمى التغير والتجدد في‬
‫حالتو‪.‬‬

‫استخدامو لصورة بيانية لقولو‪( :‬يسألني الربيع) وكأف الربيع جاء متسائال‪ ،‬وىو استقبالو‬
‫فاألصح أف اإلنساف ىو الذي يتساءؿ وليس الربيع‪ ،‬فيذا عمى سبيؿ االستعارة المكنية‪ ،‬وىذا يدؿ‬
‫عمى حيوية وديناميكية التعبير‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي! وما روت فمي****كأسي وال أفنت شرابي‬

‫(روت) والمضارع (أُمضي‪-‬أفنت) فيذا‬


‫صار ينوع في استخداـ األفعاؿ بيف الزمف الماضي َ‬
‫يدؿ عمى التجدد والتغيير في حالتو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫عطر فداؾ العمر‪ ،‬يا****ميعاد مف جرحي ترابي‬


‫ُ‬
‫ُخمو البيت مف األفعاؿ داللة عمى التسميـ باستقرار الحاؿ‪ ،‬إذ يعد النص ثابت ومستقر‪ ،‬عمى‬
‫حالة واحدة‪ ،‬يخمو مف أي حركية وتجدد ليذا استعمؿ أسماء ومصادر فقط لقولو‪( :‬عطر‪-‬فداؾ‪-‬‬
‫العمر‪-‬ميعاد‪-‬جرحي‪-‬ترابي)‪.‬‬

‫توظيفو ألسموب نداء (يا ميعاد) المكوف مف أداة نداء و منادى فيو يدؿ عمى الفخر‬
‫واالعتزاز بالوطف‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ الخمق‪:‬‬

‫أو ما يسميو البعض باإلبداع فيعرفو سمويل ليفن بأنو "نزاع إلى الخمؽ المتجدد‪ ،‬في صورة‬
‫مماثمة‪ ،‬وىو يحفز ذاكرة القارئ لخمقو مف جديد‪ ،‬في صورتو األصمية‪...‬النزوع إلى إعادة خمؽ‬
‫ذاتيا بنفس صورتيا األصمية‪ ،‬الشعر يحفزنا نحو إعادة إنشائو عمى غرار ما قد خمؽ"‪( .‬البنيات‬
‫المسانية في الشعر‪ ،‬ترجمة الوليد محمد‪ ،‬ص ‪).66‬‬

‫‪40‬‬
‫‪+‬‬

‫القارئ عند ق ارءت و نص معيف تتولد لديو مجموعة مف األفكار‪ ،‬تجاه ذلؾ النص‪ ،‬فيبني كالـ‬
‫جديد عف طريؽ تمؾ األفكار‪ ،‬لكف مع الحفاظ عمى نفس المعنى‪ ،‬فإبداع نص شعري واعادة خمقو‪،‬‬
‫يتجسد بنفس الطريقة‪ ،‬التي بنى الشاعر كالمو عمييا واستخداـ الكممات يكوف مماثؿ لمكالـ‬
‫األصمي‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫فيصرت زىرتيا بدمعة شاكر****وعصرت شوكتيا ببسمة صابر‬

‫ىذا البيت يجمع بيف متناقضيف‪( :‬زىرتيا بدمعة ‪ +‬شوكتيا ببسمة)‪ ،‬وىذا داللة عمى اليمة‬
‫والصبر ضد كؿ الشدائد والمصائب‪ ،‬فرغـ كؿ الحروب والصعاب التي عاشتيا لبناف إال أنيا بقية‬
‫متحدية وصامدة ضد المستعمر‪.‬‬

‫الياء تعود عمى البمد (لبناف)‪.‬‬ ‫(زىرتيا بدمعة)‬ ‫نجد هنا طرفين‬

‫(شوكتيا ببسمة) ‪.‬‬

‫فرغـ كؿ ىذه الدموع والمعاناة‪ ،‬لكف ىناؾ ما يقابميا وىو البسمة فكيؼ يمكف أف تتجاور‬
‫الدموع مع االبتسامة أي األلـ مع السعادة؟‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫اكؼ بشائر‬
‫مف كاف محراب الجماؿ مطافو****حمؿ الحياة عمى ّ‬

‫اليوى****سدت مسالكيا حبائؿ ظافر‬


‫ّ‬ ‫كـ جولة لؾ في الصبابة و‬

‫انتقؿ الشاعر لمحديث عف مختمؼ المعاناة والمآسي التي عاشتيا األمة‪ ،‬وجو خطاب لبمده‬
‫لقولو‪( :‬كـ جولة لؾ في الصبابة واليوى)‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫اسمعي نوح الحزانى وأطربي****وأنظري دمع اليتامى وابسمي‬

‫‪41‬‬
‫‪+‬‬

‫جمع الشاعر بيف متناقضيف ىما‪( :‬الدمع‪ ،‬والبسمة) فيذا داللة عمى التحدي‪ ،‬ضد المستعمر‬
‫فالشاعر يأمر أمتو بأف تبتسـ‪ ،‬فرغـ كؿ ىذه المصائب التي تمقتيا مف قبؿ العدو مف تشرد‪ ،‬وقير‪،‬‬
‫ودموع ألبنائيا‪ ،‬فالبد أف يقابؿ ىذه الدموع بسمة وأف تنتقـ لتحقؽ حريتيا واستقالليا وتسترجع‬
‫سيادتيا‪ ،‬وال تقؼ باكية وحزينة‪ ،‬فكيؼ إذف يمكف أف تتجاور الدموع مع ىذه البسمة يا ترى؟‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ودعي القادة في أىوائيا****تتفانى في خسيس المغنـ‬

‫اليتّـ‬ ‫َّ‬
‫رب (وا معتصماه ) انطمقت****مؿء أفواه البنات ُ‬
‫المست أسماعيـ َّ‬
‫لكنيا****لـ تالمس نخوة المعتصـ‬

‫بدأ الشاعر في وصؼ مختمؼ تفاصيؿ األلـ‪ ،‬التي تمقتيا األمة مف قبؿ العدو‪ ،‬الذي استخدـ‬
‫ضده‪.‬‬
‫مختمؼ الوسائؿ واألساليب لمقضاء عمييا لكنيا بقيت صامدة ووقفت ّ‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يطيب األلـ‬
‫ُ‬ ‫عممو****كيؼ‬
‫َ‬ ‫‪...‬مف‬
‫ْ‬ ‫يبسـ‬
‫ُ‬
‫جمع الشاعر بيف متناقضيف‪( :‬يطيب‪ -‬األلـ)‪ ،‬فيذا داللة عمى اليمة و الشجاعة‪ ،‬فالشخص‬
‫لو روح التحدي ضد األلـ‪.‬‬

‫الياء تعود عمى شخص اعتباري رمزي‪.‬‬ ‫مف عممو‬ ‫يوجد طرفين في الخطاب‬

‫مف يبتسـ‪.‬‬
‫ْ‬

‫فرغـ كؿ ىذه اآلالـ والمصائب لكنو يبتسـ فكيؼ إذف يتجاور األلـ مع طيب؟‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ى****مبعثر محطـ‬
‫ُ‬ ‫سالحو عمى الثر‬

‫ممزؽ****يسي ُؿ فوقو الدـ‬


‫ُ‬ ‫وصدره‬

‫‪42‬‬
‫‪+‬‬

‫تشتـ‬
‫****تمعنو و ُ‬
‫ُ‬ ‫وحولوُ أعداؤه‬

‫تمعف في تعذيبو****لعمو يستسمـ‬

‫عف زىوه****لقولو استرحـ‬


‫أو ينثني ْ‬

‫أزرى بذؿ حقدىا****ومات‪...‬وىو يبسـ‬

‫يتحدث الشاعر عف تفاصيؿ األلـ‪ ،‬وتعتبر مصادر دالة عمى األلـ لقولو‪( :‬سالحو عمى‬
‫الثرى‪-‬وصدره ممزؽ‪-‬يسيؿ فوقو الدـ‪-‬وحولو أعداؤه‪-‬تمعف في تعذيبو)‪.‬‬

‫فأتى التحدي إجماؿ في البيت األوؿ وبعدىا أصبح الشاعر يفصؿ في تمؾ اآلالـ فيذا يدؿ‬
‫عمى قيمة التحدي والصبر ألنو رغـ األلـ والعذاب الذي يعيشو بداخمو لكنو بقي يتحدى الصعاب‬
‫فيو شخص مثالي وعظيـ والبد مف التمسؾ بخصاؿ وصفات ىذا الشخص الشيـ البطؿ‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫َّ‬
‫رب طوقت مغانينا****جماال وجالال‬

‫ونثرت الخير فييف****يمينا وشماالَ‬

‫رب ىذه جنة****الدنيا‪ ،‬عبي ار وضالالَ‬

‫وجراح الذؿ نخفييا****عف العز احتياال‬

‫نحف نيواىا عمى الجدب****إذا أعطت رجاال‪.‬‬

‫الشاعر في ىذه األبيات يسخر مف أصحاب القصور واألغنياء‪ ،‬الذيف مف اهلل عمييـ بخيرات‬
‫الدنيا‪ ،‬ومف جماؿ وعبير‪ ،‬فيذه البالد جنة األرض‪ ،‬بخضرتيا وبساطيا لكنيـ قابموىا بالتيو‬
‫واالحتياؿ‪ ،‬ليخمؽ حالة التوازف بيف االعتراؼ بنعـ اهلل ثـ التنكر واجحاد ليذه النعـ واساءة‬
‫التصرؼ تجاىيا‪ ،‬فرغـ كؿ ىذه المتناقضات‪ ،‬التي تحيط بيـ‪ ،‬لكنيـ َبقوا أصحاب نفس‪ ،‬وأبطاؿ‬
‫في بالد العزة والكرامة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪+‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫َّ‬
‫رب ضاقت مالعبي****في الدروب المقيدة‬

‫أنا عمر مخضب****وأماف مشردة‬

‫ونشيد خنقت في****كبريائي تنيده‬

‫رب ما زلت ضاربا****مف زماني تمرده‬

‫صغر اليأس لف يرى****بيف جفني مقصده‬

‫بسماتي سخية****وجراحي مضمدة‬

‫وصؼ حالة الشاعر الحزينة واألليمة‪ ،‬فقاـ بتفصيؿ مختمؼ الجروح واآلالـ الذي يعيشيا‬
‫بداخمو لقولو‪( :‬ضاقت‪-‬دروب مقيدة‪-‬أماف مشردة‪-‬خنقت‪-‬تنيده‪-‬تمرده‪-‬صغر اليأس‪-‬ج ارحي‬
‫مضمدة)‪.‬‬

‫فجمع في آخر البيت بيف متضاديف ىما ‪( :‬البسمات السخية‪-‬الجراح المضمدة)‪.‬‬

‫فتدؿ ىذه الثنائية الضدية عمى قيمة الصبر عمى تحمؿ المصائب والشدائد التي واجيتو‪ ،‬فرغـ‬
‫ىذه الجروح المضمدة بداخمو‪ ،‬لكنو بقي يبتسـ ووقؼ َّ‬
‫ضد الزمف‪.‬‬

‫‪ -4‬مبدأ التكرار‪:‬‬

‫عرفو تشيتشرين بأنو‪" :‬يقوـ التكرار الصوتي والتوتر االيقاعي‪ ،‬بميمة الكشؼ عف القوة الخفية‬
‫في الكممة" ‪( .‬األفكار واألسموب‪ ،‬ص ‪.)50‬‬

‫التكرار غرضو الكشؼ عف قوة وداللة الكممة‪ ،‬فيعد مف أىـ وأبرز الوسائؿ األسموبية في شعرنا‬
‫الحديث‪ ،‬والتي يمكف أف يؤدي في القصيدة دو ار تعبيريا واضحا‪ ،‬وأصبح تشكيال جماليا يمجأ إليو‬
‫الكثير مف الشعراء‪.‬‬

‫ولتكرار عند شاعرنا صور متعددة استطاع الشاعر أف يوظفيا في قصائده‪ ،‬أىميا‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪+‬‬
‫أ‪ .‬تكرار الحرف‪:‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وشجاؾ (عروة) وىو يسحب خمفو****في الرمؿ تابوت الشباب العاثر‬

‫وخياؿ (عفراء) يمر أمامو****والموت في ذؿ العنيد الصاغر‬

‫فإذا مغاني البيد في ذكراىما****رفات أىداب وبوح سرائر‪.‬‬

‫تكرر استعماؿ حرؼ الجر (في) ثالث مرات‪ ،‬مما أسيـ في امتداد وترابط أبيات‪ ،‬القصيدة كما‬
‫َّ‬
‫أسيـ في إحداث بنية إيقاعية منسجمة‪ ،‬فالغرض مف تكرار حرؼ الجر (في) ىو التفصيؿ‬
‫واالستقصاء‪.‬‬

‫ا ستعمؿ حرؼ العطؼ (الواو) خمس مرات‪ ،‬فيو يفيد الجمع بيف المتعاطفيف واستمرار‬
‫األحداث وتواصميا‪.‬‬

‫فالشاعر استخدـ حرؼ الجر (في)‪ ،‬وحرؼ العطؼ (الواو) ليسرد لنا حالتو اليائسة والحزينة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫فيـ أقدمت؟ وأحجمت ولـ****يشتؼ الثأر ولـ تنتقمي‬

‫اسمعي نوح الحزانى وأطربي****وأنظري دمع اليتامى وابسمي‬

‫فجؿ أبيات القصيدة‬


‫استخدـ الشاعر حرؼ العطؼ (الواو) ست مرات عمى مدار بيتيف فقط‪ُ ،‬‬
‫تحتوي عميو‪ ،‬ألنو ساىـ في تسمسؿ وترابط األبيات وسرد األحداث ليذا كاف لو أثر قوي في‬
‫تجسيد الوحدة العضوية‪ ،‬وفي انسجاـ أبيات القصيدة وتكامميا‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أي جرح في ابائي راعؼ****فاتو األسى‪ ،‬فمـ يمتئـ‬

‫كيؼ أغضيت عمى الذؿ ولـ****تنفضي عنؾ غبار التيـ‬

‫‪45‬‬
‫‪+‬‬

‫فيـ أقدمت؟ وأحػجمت ولـ****يشتؼ الثأر ولـ تنتقمي‬

‫المست أسماعيـ لكنيا****لـ تالمس نخوة المعتصـ‬

‫أمتي كـ صنـ مجدتو****لـ يكف يحمؿ طير الصنـ‬

‫تكرر استعماؿ أداة الجزـ (لـ) ست مرات‪ ،‬فالشاعر يأمر أبناء األمة لنيوض والدفاع عف‬
‫أرضيـ وأمتيـ واالنتقاـ مف العدو‪ ،‬لقولو ‪(:‬لـ يمتئـ‪-‬ولـ تنفضي‪-‬لـ تنتقمي‪-‬لـ تالمس‪-‬لـ يشتؼ‪-‬‬
‫لـ يكف)‪.‬‬

‫فيذه األداة ساىمت في التأكيد واإللحاح عمى المعنى‪ ،‬وانسجاـ أبيات القصيدة‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫رب ضاقت مالعبي****في الدروب المقيدة‬


‫ّ‬
‫ُر َّ‬
‫ب ما زلت ضاربا****مف زماني تمرده‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب طوقت مغانينا****جماال وجالال‬

‫ُر َّ‬
‫ب ىذه جنة **** الدنيا ‪ ،‬عبي ار وضالال‬

‫(ر َّ‬
‫ب) أربع مرات‪ ،‬فتكراره ليس مف باب الصدفة‪،‬‬ ‫استخدـ الشاعر حرؼ الجر الشبيو بالزائد ُ‬
‫وانما لإللحاح عمى الفكرة‪ ،‬والتأكيد عمى المعنى فأدى إيقاع وجماؿ في أبيات القصيدة‪.‬‬

‫ب‪ .‬تكرار الكممة‪:‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫لبناف جئتؾ مف غيابات السرى****ويدي عمى دقات قمب حائر‬

‫لبناف ما خبأت عنؾ نوازعي****أتراؾ فييا عاذلي أـ عاذري‬

‫‪46‬‬
‫‪+‬‬

‫وقع التكرار في كممة( لبناف) تكررت مرتيف‪ ،‬وبما أف القصيدة تشع ألما وحسرة عمى وطنو‬
‫الذي ىو بعيد عنو‪ ،‬ولما حدث لو‪ ،‬فكاف البد لو مف تكرار لفظة (لبناف)‪ ،‬لتأكيد عمى معاناتو تجاه‬
‫بمده‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫السامري‬
‫حسناء! ال تتقربي مف خاطري****طوى البساط وناـ جفف َّ‬

‫حسناء! ال تتالعبي بشعائري****حسي مف الينبوع جرعة عابر‬

‫عف ناظري****ىذي يدي‪...‬فتصرفي بمقادري‬


‫حسناء! ال تتغيبي ْ‬

‫استخدمت لفظة (حسناء) ثالث مرات‪ ،‬فبرزت جمالية ىذا التكرار نتيجة وضعيا في مقدمة‬
‫البيت وذلؾ إلحاحا وتأكيدا عمى محبوبتو‪ ،‬ألنو يعاتبيا بأف ال تتقرب منو وال تتالعب بو ألنو‬
‫حزيف‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمتي‪ ،‬ىؿ لؾ بيف األمـ****منبر لمسيؼ أو لمقمـ‬

‫أمتي! كـ غصة دامية****خنقت نجوى عالؾ في فمي‬

‫أمتي! كـ صنـ مجدتو****لـ يكف يحمؿ طير الصنـ‬

‫تكرر أسموب النداء‪ ،‬الذي حذفت منو األداة ثالث مرات‪( ،‬أمتي‪ :‬أمة ‪ +‬ياء المتكمـ)‪ ،‬ىذه‬
‫القصيدة تشع ألما وحسرة‪ ،‬لما حدث لألمة العربية‪ ،‬فكاف البد لو مف توظيؼ ىذا التكرار‪ ،‬ليدؿ‬
‫عمى انتماء الشاعر ليذه األمة ويصؿ إلى مبتغاه وىدفو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أمضي ويذىمني طالبي****عني وعف دنيا شبابي‬

‫أمضي! ويسألني الربيع****وال أجيب متى ايابي‬

‫‪47‬‬
‫‪+‬‬

‫أفنت شرابي‬
‫أمضي؟ وما روت فمي****كأسي وال ْ‬

‫تكرر الفعؿ المضارع (أمضي) ثالث مرات‪ ،‬فيذه القصيدة تصور شخصا وبطال فدائيا‪ ،‬يريد‬
‫أف يقاتؿ ويكافح مف أجؿ بالده‪ ،‬الذي سمبيا العدو والمحتؿ‪ ،‬فجاء التكرار وفؽ رؤية الشاعر‪،‬‬
‫ونفسيتو في سبيؿ تحرير البالد مف المستعمر الذي أخذ كؿ حقوقيا‪.‬‬

‫ج‪ .‬تكرار الجممة‪:‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫غامرت في طرؽ الحياة‪ ،‬ولـ تزؿ****طرؽ الحياة حواف از لمغامر‬

‫في ىذا البيت تكررت عبارة‪( :‬طرؽ الحياة) مرتيف عمى مدار بيت واحد‪ ،‬فيي تدؿ عمى‬
‫حافز لو‪ ،‬لتحقيؽ مغامراتو‪ ،‬ليذا استخدـ ىذا التكرار‬
‫ا‬ ‫الشجاعة وأف الحياة وقفت بجانبو وكانت‬
‫لإللحاح والتأكيد عمى المعنى‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫أقبمت مف صدر الربيع وقمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫وفتحت أبواب الثراء وقمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫وطمعت مف حجب الغيوب وقمت لي****أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري‬

‫تكررت جممة (أتحبني؟ أتحبني؟ يا شاعري) ثالث مرات‪ ،‬فمحبوبة الشاعر حسناء تتساءؿ‬
‫وتستفسر اكاف شاعرىا يحبيا أـ ال‪ ،‬فيي مسرة عمى استفسارىا وتريد جواب‪.‬‬

‫استخدـ التكرار ىنا لإللحاح عمى الفكرة والتأكيد عمى معنى‪ ،‬و اتخذ الشاعر مف تكرار الجممة‬
‫عدة مرات مرتك از لالنتقاؿ مف حالة شعورية ألخرى‪ ،‬ومف فكرة ألخرى‪.‬‬

‫‪ -5‬مبدأ التضاد‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫‪+‬‬

‫بناء عمى ما جاء عند ميكائيل ريفاتير حيث عرفو بقولو‪" :‬وعندما تدخؿ في سياؽ ما أشكاؿ‬
‫تنتمي إلى وضع المغة‪ ،‬سابؽ عف ىذا السياؽ فإنيا تخمؽ تضادا يتحكـ في انتباه القارئ" ‪.‬‬
‫(معايير تحميؿ األسموب‪ ،‬ترجمة حميد الحميداني‪ ،‬ص ‪.)32‬‬

‫يعد ىذا المبدأ مف أىـ الوسائؿ التي يعتمد عمييا الشاعر في بناء قصائده‪ ،‬ألنو يضفي عمييا‬
‫جماؿ وحيوية في كالمو‪ ،‬فيعتبر التضاد نظاـ ينتمي لمغة‪ ،‬فيو يجذب القارئ ويجعمو يتفاعؿ مع‬
‫ذلؾ النص ويستمتع ويتأثر بو‪.‬‬

‫ويعتبر مف أىـ األساليب التي يعمد الشاعر استعماليا في نصو الشعري‪ ،‬لما لو مف أثر في‬
‫بناء نصو‪ ،‬فيجعمو غني باإلثارة والتأثير ولفت االنتباه‪ ،‬فعند اشماؿ نص ما عمى تضاد أي وجود‬
‫طرفيف متضاديف‪ ،‬فتدؿ ىذه الثنائية الضدية عمى حالة الشاعر ونفسيتو وأحاسيسو الغامضة‪،‬‬
‫فيستعمؿ ىذه الثنائية الضدية ليعبر عما يوجد بداخمو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫وحفيؼ أشباح الوني في مسمعي****ورفيؼ أطياؼ المنى في ناظري‬

‫خمودىا****ى َّ‬
‫تكت عمى عري الحياة ستائري‬ ‫ُ‬ ‫أنا بدعة الدنيا وسر‬

‫فيصرت زىرتيا بدمعة شاكر***وعصرت شوكتيا ببسمة صابر‬

‫حب طوتو يد البمى ونشرتو****وأعدت ماضيو حديث الحاضر‬

‫ىييات ما النت عقيدة مؤمف****ميما تحدتيا غواية كافر‬

‫تقوـ ىذه القصيدة عمى مجموعة مف الثنائيات الضدية تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬المنى‪ ‬الحياة‬
‫‪ ‬دمعة ‪ ‬بسمة‬
‫‪ ‬ماضي‪ ‬حاضر‬
‫‪ ‬كافر‪ ‬مؤمف‬

‫‪49‬‬
‫‪+‬‬

‫فالواقع الذي يحيط بالشاعر مميء باآلالـ واألحزاف فاستخدـ مجموعة مف الثنائيات الضدية‬
‫وجعميا كألية وأداة لتعبير عف مختمؼ الجروح واألحزاف التي يعيشيا بداخمو‪ ،‬فيي تمثؿ جدلية بيف‬
‫طرفيف ىما النص مف جية‪ ،‬ويقابميا القارئ مف جية أخرى‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ودعي القادة في أىوائيا****تتفانى في خسيس المغنـ!‬

‫رب (وا معتصماه) انطمقت****ممئ أفواه البنات اليتـ‬

‫المست أسماعيـ لكنيا****لـ تالمس نخوة المعتصـ‬

‫عدو الغنـ‬
‫ال يالئـ الذئب في عدوانو****إف يؾ الراعي َّ‬

‫يحتوي ىذا النص عمى مجموعة مف المتضادات تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬الماضي ‪ ‬الحاضر‬
‫‪ ‬خوؼ الراعي عمى رعيتو في الماضي ‪ ‬أصبح عدوا ليا في الحاضر‬
‫‪ ‬نخوة المعتصـ في الماضي ‪ ‬يقابميا انيزامو في الحاضر‬
‫شيدت األمة واقعا مرعبا وحزينا مميئا بالحروب والصراعات‪ ،‬وتشرد وقير ألبنائيا فالتطمع لمماضي‬
‫يكوف بوجو مشرؽ ‪ ،‬لكف الحاضر يمتاز بسواده وظالمو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ُر َّ‬
‫ب ضاقت مالعبي****في الدروب المقيدة‬

‫ونشيد ُخنقَّت في****كبريائي تنيده‬

‫بسماتي سخية****وجراحي مضمدة‬

‫تمتاز ىذه القصيدة بثنائيات ضدية وىي‪:‬‬

‫‪ ‬ماض‪ ‬حاضر‬

‫‪50‬‬
‫‪+‬‬

‫‪ ‬بسمات ‪ ‬جراح‬

‫صار ماض الشاعر تعيس ومؤلـ أما حاضره فيو مزىر وممتمئ بالخيرات وجماؿ وجالؿ‬
‫البالد‪ ،‬فأصبحت جنة الدنيا بخضرتيا‪ ،‬فرغـ كؿ ىذه الجروح الذي عاشيا لكف ىناؾ ما يقابميا‬
‫وىو البسمة‪.‬‬

‫‪ -6‬مبدأ االنطباع‪:‬‬

‫حيث عرفو سمويل ليفن بأنو‪" :‬إف الخاصية الجوىرية لمغة العادية تمكف في تالشي ىذه المغة‬
‫في الذاكرة‪ ،‬فور استيعابيا ويتـ تعويضيا باألفكار واالنطباعات واألفعاؿ التي تعبر عنيا تمؾ‬
‫المغة‪ ،‬إنيا تدوـ في الذاكرة فقط عندما ال تستطيع إنجاز دورىا‪ ،‬المتمثؿ في استحضار تمؾ‬
‫األفكار واالنطباعات واألفعاؿ‪ ...‬ومع ذلؾ فإف الخاصية المميزة لمغة تتمثؿ بالضبط في قابميتيا‬
‫لمدواـ‪ ،‬وفيما يتعمؽ بالشعر فإف الشكؿ شأنو شأف االنطباع يدوـ في ذاكرة القارئ"‪.‬‬

‫(البنيات المسانية في الشعر‪ ،‬ص ‪.)76‬‬

‫الخاص ية التي تمتاز بيا المغة العادية تكوف في درجة استيعابيا وفيميا‪ ،‬وتعويض تمؾ المغة‬
‫ّ‬
‫باألفكار واالنطباعات‪ ،‬التي تعبر عنيا‪ ،‬أما الشعر يكمف دوره في درجة انطباعو‪ ،‬في ذىف القارئ‬
‫أثناء قراءتو ألوؿ مرة لو والتأثر بو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ىؿ في لقائؾ لمخياؿ الزائر****إغضاء ساؿ أـ تمفت ذاكر‬

‫أشقتو غربتو ووثبة ظمو****عبر األصيؿ عمى ثراؾ العاطر‬

‫كنت الحفي بو وكاف والؤه****وىواؾ قادمتي جناحي طائر‬

‫كـ في نديؾ مف شموع شبابو****ما ذاب بيف مزاىر ومجامر‬

‫ال تجرحف لو بقية زىوة****إف لـ ييزؾ بالطريؼ النادر‬

‫‪51‬‬
‫‪+‬‬

‫ما انطبع في ذىننا ولفت انتباىنا عند قراءتنا ىذه القصيدة ألوؿ مرة ىو أنيا اتسمت بطابع‬
‫الحزف والحسرة‪ ،‬ونفسية الشاعر كانت ضعيفة ويائسة‪ ،‬ألنو حبيس الماضي لما عاشو بمده (لبناف)‬
‫مف حروب ومآسي‪ ،‬وتشتت وفقر ألبنائيا‪ ،‬ولو ُكنا مكانو لما حدث لنا وعشنا نفس األحاسيس‬
‫واليموـ التي يعيشيا‪ ،‬ألنيا نابعة مف تجربة حقيقية وصادقة‪ ،‬حدثت بالفعؿ عمى أرض الواقع‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫امتي! كـ غصة دامية****خنقت نجوى عالؾ في فمي‬

‫أي جرح في ابائي راعؼ****فاتو األسى فمـ يمتئـ‬

‫كيؼ اغضيت عمى الذؿ ولـ****تنفضي عنؾ غبار التيـ‬

‫أو ما كنت إذا لبغي اعتدى****موجية مف ليب أو مف دـ‬

‫فيـ أقدمت؟ واحجمت ولـ****يشتؼ الثأر ولـ تنتقمي‬

‫اتسمت ىذه القصيدة أيضا بطابع الحزف والحسرة عمى جؿ أبياتيا‪ ،‬لما عاشتو األمة مف ىزائـ‬
‫وصراعات مف قبؿ العدو‪ ،‬فالشاعر حالتو مضطربة وعاجزة‪ ،‬وجروحو ممتيبة‪ ،‬وصعبة لـ يجد ليا‬
‫دواء فمـ تم تئـ‪ ،‬واستخدامو لألفعاؿ كاف متنوع بيف الماضي والحاضر‪ ،‬لكف أفعاؿ األمر مستخدمة‬
‫بكثرة فيو يعاتب‪ ،‬ويأمر أبناء األمة‪ ،‬لنيوض والدفاع عف أمتيـ وأرضيـ الستعادة الحقوؽ والبسمة‬
‫الذي سمبيا المستعمر الصييوني‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يبسـ ‪...‬مف عممو****كيؼ يطيب األلـ‬

‫سالحو عمى الثرى****مبعثر محطـ‬

‫وصدره ممزؽ****يسيؿ فوقو الدـ‬

‫أزرى بذؿ حقدىا****ومات وىو يبسـ‬

‫‪52‬‬
‫‪+‬‬

‫الشيء الذي انطبع لدينا ولفت انتباىنا‪ ،‬ىو أف ذلؾ الشخص رغـ كؿ اآلالـ والجراح الموجعة‪،‬‬
‫وما تمقاه مف أقصى الطرؽ والوسائؿ لمتعذيب‪ ،‬لكنو بقي صامدا‪ ،‬وتميز كالـ الشاعر بطابع الحزف‬
‫لما واجيو ذلؾ الشخص الرمزي والبطؿ‪ ،‬الذي وقؼ ضد كؿ المعاناة والجروح وظؿ متحدي ًا‬
‫ومبتسماً ليا‪.‬‬

‫‪ -7‬مبدأ الدقة والموضوعية‪:‬‬

‫بناءا عمى ما جاء عند ريتشاردز لقولو ‪" :‬إنيا تقع في حدود االستعماؿ الجيد في كؿ حالة‬
‫يسيطر عميو‪ ....‬وانيا يجب أف تيدينا في اختيار الكممات‪ ...‬وىذه المبادئ تيتـ بقضايا التمييز‬
‫بيف األفضؿ واألسوأ‪ ،‬أي أنيا تيتـ بسبؿ تقريب الكممات مف األفكار والمشاعر التي يراد التعبير‬
‫عنيا " ‪ (.‬فمسفة البالغة‪ ،‬ترجمة سعيد الغانمي‪ ،‬ص‪. )58‬‬

‫العبارت التي‬
‫مبدأ الدقة والموضوعية يقوـ عمى معيار األفضؿ األسوأ‪ ،‬وييتـ بوضع الكممات و ا‬
‫يستعمميا الشاعر‪ ،‬لمتعبير عف أفكاره ومشاعره‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫ويكاد الدمع ييمي عابثا****ببقايا كبرياء األلـ‬

‫وتياديت كأني ساحب****مئزري فوؽ جباه األنجـ‬

‫أو ما كنت إذا البغي اعتدى****موجة مف ليب أو مف دـ‬

‫المست أسماعيـ لكنيا****لـ تالمس نخوة المعتصـ‬

‫أمتي! كـ صنـ مجدتو****لـ يكف يحمؿ طير الصنـ‬

‫أييا الجندي يا كبش الفدا****يا شعاع األمؿ المبتسـ‬

‫تجسد مبدأ الدقة في توظيؼ الشاعر لموصؼ لمتعبير‪ ،‬عف مختمؼ أحاسيسو اليائسة وتحسره‬
‫عمى وضع أمتو‪ ،‬فدقة األلفاظ نابعة مف صدؽ التجربة الشعورية‪ ،‬واختيار الكممات الالشعوري كاف‬

‫‪53‬‬
‫‪+‬‬

‫بفعؿ النشاط الروحي فيو الذي دفعو لبناء ىذا الكالـ‪ ،‬واستخدامو لصور البيانية مف استعارة‪،‬‬
‫تشبيو‪ ،‬وكناية‪.‬‬

‫(يكاد الدمع ييمي عابثا‪-‬ببقايا يا كبرياء األلـ)‪ :‬كناية عف شدة المعاناة‪ ،‬و(تياديت كأني ساحب‬
‫مئزري)‪ :‬تشبيو مرسؿ‪( ،‬أمتي! كـ صنـ مجدتو)‪ :‬نشبيو بميغ ‪(،‬أييا الجندي يا كبش الفدا )‪ :‬تشبيو‬
‫مؤكد‪ ،‬ذكر المشبو والمشبو بو‪ ،‬وحذؼ األداة‪( .‬المست أسماعيـ)‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬حيث شبو‬
‫األسماع وىو شيء معنوي بشيء يممس وىو شيء مادي حيث حذؼ المشبو بو وترؾ الزمة مف‬
‫لوازمو وىي (المست)‪( ،‬يا شعاع األمؿ المبتسـ)‪ :‬استعارة مكنية‪ ،‬شبو األمؿ باإلنساف الذي يبتسـ‬
‫حيث حذؼ المشبو بو وأبقى ما يدؿ عميو وىي لفظة (المبتسـ)‪.‬‬

‫فجاءت صوره مفعمة بطابع األلـ والحسرة‪ ،‬لما حدث لألمة مف انيزامات مف قبؿ المستعمر‪.‬‬

‫أما الموضوعية تجسد مف خالؿ الحديث عف موضوع واحد وىو وصؼ وتفصيؿ أالـ األمة‪ ،‬وما‬
‫عاشتو مف ظروؼ قاسية‪ ،‬وصراعات تمقتيا مف قبؿ العدو‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يبسـ‪ ...‬مف عممو****كيؼ يطيب األلـ‬

‫وصدره ممزؽ****يسيؿ فوقو الدـ‬

‫الشاعر متقيد بالدقة في طرح أفكاره بطريقة‪ ،‬موضوعية منسجمة مع الموضوع الذي يتحدث‬
‫عنو‪.‬‬

‫استخدامو لكناية (يطيب األلـ)‪ ،‬كناية عمى اليمة والشجاعة‪.‬‬

‫توظيفو الستعارة (صدره ممزؽ)‪ :‬شبو الورؽ باإلنساف حيث حذؼ المشبو بو ‪،‬وأبقى قرينة تدؿ‬
‫عميو وىي لفظة ( ممزؽ)‪ ،‬عمى سبيؿ االستعارة المكنية‪.‬‬

‫والموضوعية تجسدت مف خالؿ الحديث عف موضوع واحد‪ ،‬وتجنب تعدد المواضيع‪.‬‬

‫يقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫‪+‬‬

‫أنا عمر مخضب****وأماف مشردة‬

‫ونشيد خنقت في****كبريائي تنيده‬

‫صغر اليأس لف يرى****بيف جفني مقصده‬

‫امتاز كالـ الشاعر بدقة الوصؼ‪ ،‬ووضوح عباراتو وألفاظو‪ ،‬وتسمسؿ كمماتو وترابطيا عف‬
‫طريؽ استعمالو لحرؼ الجر (في)‪ ،‬وحرؼ العطؼ (الواو)‪ ،‬ألنو نجح في تصوير نفسيتو الحزينة‬
‫وأحاسيسو وانفعاالتو‪ ،‬مف خالؿ النغـ الكئيب الذي يسري بيف سطور القصيدة‪ ،‬وأضفى عمى‬
‫كالمو ديناميكية وحيوية‪ ،‬واستطاع بحسو المرىؼ وخيالو الواسع‪،‬أف يجعؿ القارئ يتفاعؿ ويتواصؿ‬
‫معو‪ ،‬ويعمؿ خيالو لموصوؿ إلى تجربتو ورؤيتو الشعورية‪.‬‬

‫استعارة مكنية ‪،‬أدت إلى وضوح المعنى وتقويتو‪.‬‬ ‫أماف مشردة‬ ‫استخدامو لمصور البيانية‬

‫نشيد خنقت‬

‫(صغر اليأس) كناية‪ ،‬تدؿ عمى معاناة وعجز الشاعر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪+‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫مف خالؿ ىذه التجربة البحثية‪ ،‬لديواف عمػر أبػو ريشػة‪ ،‬المجمػد األوؿ مختػارات مػف شػعره‪،‬‬
‫تـ التوصؿ إلى بعض النتائج أىميا ‪:‬‬

‫*يتجمى الشكؿ الداخمي‪ :‬مف عدة عناصر وىي‪ :‬نوعية الكممة‪ ،‬بناء الكالـ‪ ،‬الصور و األفكار‪.‬‬

‫*يعتبػػر تحميػػؿ طبيعػػة وشػػكؿ الكممػػة الشػػعرية‪ ،‬بجميػػع مظاىرىػػا‪ ،‬أداة لفيػػـ نشػػاط األفكػػار وحركػػة‬
‫المشاعر‪.‬‬

‫*الجانػػب التصػػويري‪ :‬اشػػتمؿ عمػػى دقػػة الوصػػؼ‪ ،‬واسػػتخداـ الصػػور البيانيػػة مػػف اسػػتعارة‪ ،‬تشػػبيو‪،‬‬
‫كناية لموصوؿ إلى بعض األفكار المراد بموغيا‪.‬‬

‫*تنوع األساليب اإلنشائية بيف‪ :‬أمر‪ ،‬نداء‪ ،‬استفياـ‪.‬‬

‫*الخمؽ‪ :‬ىو إعادة صياغة النص المقروء صياغة مخالفة األلفاظ لمنص األصمي‪.‬‬

‫*استخداـ الشاعر لتكرار متنوع‪ :‬بيف تكرار الحرؼ‪ ،‬الكممة‪ ،‬الجممة فيو أداة جمالية و إيقاعية‪.‬‬

‫*يتجسد مبدأ التضاد بكثرة ألف دوره توضيح المعنى و تقويتو‪.‬‬

‫*االنطباع‪ :‬ىو األثر الذي يتركو لدى القارئ عند قراءتو النص ألوؿ مرة‪.‬‬

‫*تقيد الشاعر بالوحدة العضوية ‪.‬‬

‫*توظيػػؼ الشػػاعر‪ :‬لمصػػور البيانيػػة‪ ،‬حػػروؼ الجػػر‪ ،‬حػػروؼ العطػػؼ‪ ،‬التك ػرار‪ ،‬كميػػا سػػاىمت فػػي‬
‫اتساؽ النص وانسجامو‪.‬‬

‫‪ -‬ىذه أىـ النتائج التي توصمت إلييا في دراستي‪ ،‬وتبقى نتائج نسبية‪ ،‬ومجػرد اجتيػادات‪ ،‬فقػد تتفػؽ‬
‫أو تختمػػؼ مػػع د ارسػػات أخػػرى‪ ،‬ألف لكػػؿ بحػػث نقػػائص ولكػػف الكمػػاؿ يبقػػى هلل سػػبحانو وتعػػالى وىػػو‬
‫ولي التوفيؽ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪+‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬تماـ حساف‪ ،‬المغة العربية معناىا و مبناىا‪ ،‬دار الثقافة لمطباعة و النشر‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫(المغرب)‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.1994 ،‬‬
‫‪ -2‬ريتشاردز‪ ،‬ترجمة سعيد الغانمي‪ ،‬فمسفة البالغة‪ ،‬مجمة االبتسامة‪ ،‬حقوؽ الطبع محفوظة‬
‫لمناشر‪ ،‬شارع يعقوب المنصور‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬إفريقيا الشرؽ‪ ،‬د ‪،‬ط‪.2002 ،‬‬
‫‪-3‬س ميماف فياض‪ ،‬استخدامات الحروؼ العربية (معجميا‪ ،‬صوتيا‪ ،‬صرفيا‪ ،‬نحويا‪ ،‬كتابيا)‪،‬‬
‫دار المريخ لمنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪.‬‬
‫‪-4‬سمويؿ‪.‬ر‪.‬ليفف‪ ،‬ترجمة الولي محمد‪ ،‬البنيات المسانية في الشعر‪ ،‬مكتبة األدب الغزلي‪،‬‬
‫منشورات الحوار األكاديمي‪ ،‬دار الخطابي‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.1989 ،‬‬
‫‪-5‬سيسيؿ دي لويس‪ ،‬ترجمة أحمد نصيؼ الجنابي‪ ،‬وآخروف‪ ،‬الصورة الشعرية‪ ،‬دار الرشيد‬
‫لمنشر‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة و اإلعالـ‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.1982 ،‬‬
‫‪-6‬عمر أبو ريشو ‪ :‬المجمد األوؿ‪ ،‬دار العود‪ ،‬بيروت ‪.1998‬‬
‫‪-7‬ميكائيؿ ريفاتير‪ ،‬ترجمة حميد الحميداني‪ ،‬معايير تحميؿ األسموب‪ ،‬دار النجاح الجديدة‪،‬‬
‫منشورات دراسات سيميائية أدبية لسانية (ساؿ) ‪،‬البيضاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬مارس ‪.1993‬‬
‫‪ -8‬أ‪ ،‬ؼ ‪ ،‬تشيتشيريف‪ ،‬ترجمة حياة ش اررة‪ ،‬األفكار و األسموب‪ ،‬دار الشؤوف الثقافية العامة‬
‫لمطباعة و النشر‪ ،‬آفاؽ عربية‪ ،‬العراؽ (بغداد) د‪ ،‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪+‬‬
‫فهرست الموضوعات ‪:‬‬

‫*مقدمة ‪......................................................................................‬أ‪،‬ب‪.‬‬

‫*اىـ المبادئ والظواىر األسموبية‪.01..............................................................‬‬

‫*‪ /1‬الشكؿ الداخمي ‪.01...........................................................................‬‬

‫‪ -1-1‬نوعية الكممة ‪.01...........................................................................‬‬

‫‪ -2-1‬بناء الكالـ ‪.04.............................................................................‬‬

‫‪ -3-1‬الصور و األفكار ‪.14......................................................................‬‬

‫‪ /2‬البناء النحوي ‪.22..............................................................................‬‬

‫‪ /3‬الخمؽ ‪.31.....................................................................................‬‬

‫‪ / 4‬التكرار ‪.35....................................................................................‬‬

‫‪ /5‬التضاد ‪.39....................................................................................‬‬

‫‪ / 6‬االنطباع ‪.41..................................................................................‬‬

‫‪ / 7‬الدقة و الموضوعية ‪.43........................................................................‬‬

‫خاتمة ‪.46........................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع ‪.47.....................................................................‬‬

‫فيرست الموضوعات ‪.48..........................................................................‬‬

‫ممخص ‪.49.......................................................................................‬‬

‫‪58‬‬
+
: ‫ممخص البحث‬

‫ المجمػػد‬،‫سػػعت ىػػذه الد ارسػػة فػػي ىػػذا البحػػث الموسػػوـ "بالبنيػػة األسػػموبية فػػي دي ػواف عمػػر أبػػو ريش ػة‬
‫ مػػف خػػالؿ‬،‫ عنػػد عمػػر أبػػو ريشػػة‬،‫ لمولػػوج إلػػى عػػالـ الخطػػاب الشػػعري‬،"‫ مختػػارات مػػف شػػعره‬،‫األوؿ‬
‫ باالعتمػػاد عمػػى مجموعػػة مػػف‬،‫بنائػػو المغػػوي و تحميػػؿ مختمػػؼ الظػواىر المغويػػة الموجػػودة فػػي الػػنص‬
.‫الخ‬....‫ التضاد‬،‫ التكرار‬،‫ الخمؽ‬،‫ البناء النحوي‬،‫ الشكؿ الداخمي‬: ‫المبادئ األسموبية مف بينيا‬

‫ وتميػز‬،‫ وتجربتػو الشػعرية‬،‫ أسموبو‬،‫استخدمت المنيج الوصفي التحميمي لموصوؿ إلى لغة الشاعر‬
ُ ‫و‬
‫شعره بأىـ التشكيالت الفنية و الجمالية و احتوى خطابو عمى ديناميكيػة و حيويػة فػي التعبيػر وقػدرة‬
.‫عمى التأثير في اآلخريف‬

.‫ المبادئ األسموبية‬،‫ الخطاب الشعري‬،‫ عمر أبو ريشة‬،‫ البنية األسموبية‬:‫الكممات المفاتيح‬

Résumé:
Cette étude, intitulée «La structure stylistique du bureau d'Omar Abu
Risha, Volume I, Anthologie de la poésie», a cherché à pénétrer le monde
du discours poétique, par Omar Abu Risha, à travers sa construction
linguistique et l'analyse de divers phénomènes linguistiques dans le texte,
Ensemble de principes stylistiques, incluant: forme interne, construction
grammaticale, création, répétition, antagonisme, etc.
L'approche analytique descriptive a été utilisée pour atteindre le langage,
le style et l'expérience poétique du poète. Sa poésie était caractérisée par
les formations artistiques et esthétiques les plus importantes. Son discours
comprenait une expression dynamique et vivante et la capacité
d'influencer les autres.
Mots clés: structure stylistique, Omar Abu Risha, discours poétique,
principes stylistiques.

Abstract :
This study, entitled "The Stylistic Structure of the Office of Omar Abu
Risha, Volume I, Anthology of Poetry", sought to penetrate the world of
poetic discourse, by Omar Abu Risha, through its linguistic construction
and analysis of various linguistic phenomena in the text, A set of stylistic
principles, including: internal form, grammatical construction, creation,
repetition, antagonism, etc.

59
+
The analytical descriptive approach was used to reach the poet's
language, style, and poetic experience. His poetry was characterized by
the most important artistic and aesthetic formations. His speech included a
dynamic and lively expression and the ability to influence others.
Key words: stylistic structure, Omar Abu Risha, poetic discourse, stylistic
principles.

60

You might also like