You are on page 1of 5

‫خمس رسائل إلى أمي‬

‫رقم القصيدة ‪16 :‬‬ ‫نوع القصيدة ‪ :‬فصحى‬ ‫ملف صوتي‪ :‬ال يوجد‬

‫ِ‬
‫الخير يا حلوه‬ ‫‪..‬صباح‬
‫ُ‬
‫قديستي الحلوه‬ ‫ِ‬
‫الخير يا ّ‬ ‫صباح‬
‫ُ‬
‫أمي‬ ‫ِ‬
‫عامان يا ّ‬ ‫مضى‬
‫على ِ‬
‫الولد الذي أبحر‬
‫الخرافيه‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫برحلته‬
‫ِ‬
‫حقائبه‬ ‫وخبأَ في‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫بالده األخضر‬ ‫صباح‬
‫َ‬
‫وأنجمها‪ ،‬وأنهرها‪َّ ،‬‬
‫وكل شقيقها األحمر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وخبأ في مالبسهِ‬
‫ّ‬
‫النعناع والزعتر‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫طرابيناً َ‬
‫‪..‬وليلكةً دمشقية‬
‫‪..‬أنا وحدي‬
‫دخان سجائري يضجر‬
‫ُ‬
‫ومني مقعدي يضجر‬
‫ّ‬
‫عصافير‬
‫ٌ‬ ‫‪..‬وأحزاني‬
‫–بعد‪ -‬عن بيدر‬
‫ُ‬ ‫ش‬
‫تفتّ ُ‬
‫نساء أوروبا‬
‫َ‬ ‫‪..‬عرفت‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والخشب‬ ‫ِ‬
‫اإلسمنت‬ ‫عواطف‬
‫َ‬ ‫عرفت‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫التعب‬ ‫‪..‬عرفت حضارةَ‬
‫ُ‬
‫العالم‬
‫َ‬ ‫طفت‬
‫ُ‬ ‫السند‪،‬‬
‫َ‬ ‫طفت‬
‫ُ‬ ‫الهند‪،‬‬
‫وطفت َ‬‫ُ‬
‫األصفر‬
‫‪..‬ولم أعثر‬
‫شعري األشقر‬ ‫ٍ‬
‫امرأة تم ّشطُ‬ ‫على‬
‫َ‬
‫‪..‬وتحم ُل في حقيبتها‬
‫عرائس الس ّكر‬
‫َ‬ ‫إلي‬
‫َّ‬
‫وتكسوني إذا أعرى‬
‫وتن ُشلني إذا أعثَر‬
‫‪..‬أيا أمي‬
‫‪..‬أيا أمي‬
‫الولد الذي أبحر‬
‫أنا ُ‬
‫وال زالت بخاطر ِه‬
‫تعيش عروسةُ الس ّكر‬
‫ُ‬
‫فكيف يا أمي‬
‫َ‬ ‫فكيف‪..‬‬
‫َ‬
‫‪..‬غدوت أباً‬
‫ُ‬
‫ولم أكبر؟‬
‫مدريد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الخير من‬ ‫صباح‬
‫ُ‬
‫ما أخبارها الفلّة؟‬
‫ِ‬
‫أماهُ‬
‫‪..‬بها أوصيك يا ّ‬
‫تلك الطفلةُ الطفله‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫حبيبة ألبي‬ ‫‪..‬فقد كانت َّ‬
‫أحب‬
‫ِ‬
‫كطفلته‬ ‫يدلّلها‬
‫ِ‬
‫قهوته‬ ‫ِ‬
‫فنجان‬ ‫ويدعوها إلى‬
‫‪..‬ويسقيها‬
‫‪..‬ويطعمها‬
‫ِ‬
‫برحمته‬ ‫‪..‬ويغمرها‬
‫ومات أبي ‪..‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عودته‬ ‫تعيش ِ‬
‫بحلم‬ ‫وال زالت ُ‬
‫ِ‬
‫غرفته‬ ‫ِ‬
‫أرجاء‬ ‫وتبحث عنهُ في‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫عباءته‬ ‫‪..‬وتسأ ُل عن‬
‫ِ‬
‫جريدته‬ ‫‪..‬وتسأ ُل عن‬
‫الصيف‬
‫ُ‬ ‫–حين يأتي‬
‫َ‬ ‫‪-‬وتسأ ُل‬
‫ِ‬
‫فيروز عينيه‬ ‫‪..‬عن‬
‫فوق كفّ ِ‬
‫يه‬ ‫‪..‬لتنثر َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫من‬
‫‪..‬دنانيراً َ‬
‫‪..‬سالمات‬
‫ٌ‬
‫‪..‬سالمات‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫الحب والرحمة‬ ‫إلى ٍ‬
‫بيت سقانا‬
‫ِ‬
‫"ساحة النجمة‬ ‫ِ‬
‫فرحة‬ ‫ِ‬
‫البيضاء‪..‬‬ ‫ِ‬
‫أزهارك‬ ‫"إلى‬
‫‪..‬إلى تختي‬
‫‪..‬إلى كتبي‬
‫ِ‬
‫أطفال حارتنا‬ ‫‪..‬إلى‬
‫ٍ‬
‫‪..‬وحيطان مألناها‬
‫‪..‬بفوضى‪ Q‬من كتابتنا‬
‫ٍ‬
‫كسوالت‬ ‫إلى ٍ‬
‫قطط‬
‫تنام على مشارقنا‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫معرشة‬ ‫ٍ‬
‫وليلكة‬
‫اك جارتنا‬‫شب ِ‬
‫على ّ‬
‫ِ‬
‫عامان‪ ..‬يا أمي‬ ‫مضى‬
‫دمشق‬
‫َ‬ ‫‪،‬ووجهُ‬
‫يخربش في جوانحنا‬
‫ُ‬ ‫عصفور‬
‫ٌ‬
‫ُّ‬
‫‪..‬يعض على ستائرنا‬
‫‪..‬وينقرنا‬
‫‪..‬برف ٍ‬
‫ق من أصابعنا‬
‫ِ‬
‫عامان يا أمي‬ ‫مضى‬
‫دمشق‬
‫َ‬ ‫ولي ُل‬
‫دمشق‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫فل‬
‫دمشق‬
‫َ‬ ‫دور‬
‫ُ‬
‫تسكن في خواطرنا‬
‫ُ‬
‫تضيء على مراكبنا‬
‫ُ‬ ‫مآذنها‪..‬‬
‫األموي‬
‫ِّ‬ ‫مآذن‬ ‫َّ‬
‫‪..‬كأن َ‬
‫‪..‬قد ُزرعت بداخلنا‬
‫التفاح‬
‫ِ‬ ‫مشاتل‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪..‬كأن‬
‫تعبق في ضمائرنا‬
‫ُ‬
‫واألحجار‬
‫َ‬ ‫الضوء‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫كأن‬
‫‪..‬جاءت كلّها معنا‬

‫‪..‬أتى أيلو ُل يا أماهُ‬


‫الحزن يحم ُل لي هداياهُ‬
‫ُ‬ ‫وجاء‬
‫عند نافذتي‬
‫ك َ‬ ‫ويتر ُ‬
‫مدامعهُ وشكواهُ‬
‫دمشق؟‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫أتى أيلو ُل‪َ ..‬‬
‫أين أبي وعيناهُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫نظرته؟‬ ‫حرير‬ ‫وأين‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫قهوته؟‬ ‫عبير‬
‫وأين ُ‬
‫َ‬
‫الرحمن مثواهُ‬
‫ُ‬ ‫‪..‬سقى‬
‫ِ‬
‫الكبير‬ ‫رحاب منزلنا‬
‫ُ‬ ‫‪..‬وأين‬
‫َ‬
‫وأين ُنعماه؟‬
‫ِ‬
‫الشمشير‬ ‫مدارج‬
‫ُ‬ ‫‪..‬وأين‬
‫َ‬
‫ك في زواياهُ‬‫تضح ُ‬
‫وأين طفولتي ِ‬
‫فيه؟‬ ‫َ‬
‫ذيل قطّ ِ‬
‫ته‬ ‫أجرجر َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫عريشته‬ ‫وآك ُل من‬

‫وأقطف من بنفشاهُ‬
‫ُ‬
‫دمشق‬
‫ُ‬ ‫‪..‬دمشق‪،‬‬
‫ُ‬
‫يا شعراً‬
‫ِ‬
‫على حدقات أعيننا كتبناهُ‬
‫‪..‬ويا طفالً جميالً‬
‫من ضفائره صلبناهُ‬
‫ِ‬
‫ركبته‬ ‫‪..‬جثونا عند‬
‫محب ِ‬
‫ته‬ ‫وذبنا في ّ‬
‫‪...‬إلى أن في محبتنا قتلناهُ‬

You might also like