Professional Documents
Culture Documents
اعلم رعاك اهلل ان من االلقاب ما تعطى لالنسان حال والدته من قبل ابويه ومنها ما يكتسبه في حياته ألعمال يؤديها او مهام
يقضيها كالصادق واالمين و والكاظم والصديق والفاروق ،وهناك من االلقاب ما تنسب الى بلدان وامكنة ،مثل الشطري
والكاظمي واالفغاني ،كما يمكن ان ينسب االنسان الى مهنة من المهن كالعطار والنجار والسمان والباقالني والزيات وغيرها ،
كما ان هناك من االلقاب ما تنسب الى العشائر كالعنزي والعتيبي والجبوري ،وقد يكون هناك نوع من التنابز بااللقاب بين الناس
مما نهى عنه االسالم بصريح القران الكريم .
ومن االلقاب (االعظم ) وقد اشتهر به االمام االعظم ابو حنيفة النعمان صاحب المذهب واليه تنسب مدينة االعظمية وفيها مدفنه ،
كما كان العثمانيون يستخدمون لقب الصدر االعظم ولعله بمثابة رئيس الوزراء ،واشتهر بهذا اللقب ايضا القائد االعظم محمد
علي جناح مؤسس باكستان .ومن االلقاب الحكيم وهو من الحكمة وصار يطلق على الطبيب الحاذق خاصة الذي يشتغل في
االعشاب ،ويذكرني هذا بطبيب اطفال كنا نعالج عنده في الصغر اسمه (دكتور حكيم ) ُعرف بانه رجل مبارك الشتهاره بمساعدة
الفقراء والمعوزين ،وقد كثر الحكماء في القارة الهندية وصار يطلق على المشتغلين باالعشاب واشتهر منهم الحكيم محمد سعيد
مؤسس مصانع همدرد الشهيرة النتاج االدوية الشعبية من االعشاب وقد ذاع صيته فصار يعالج االمراء والسالطين والملوك ،وقد
كرمته حكومة بالده بتعيينه حاكما القليم السند ،ولكنه قُتل من قبل مجهولين اطلقوا عليه النار وهو في طريقه الى مطبه لعالج
مئات المرضى الذين يتواجدون امام عيادته مع الفجر .كما حمل هذا اللقب علماء من الطراز االول .وكان يسمى العالم المبرز
في مجال الفقه بالحكيم المتأله ومنه صدر المتالهين .
واشتهر من االلقاب ايضا( فخر المحققين) وقد اطلق على العالمة الحلي الذي عرف بالمحقق ولعل الحلي هو اول من سمي
بالعالمة في التاريخ وقد توفي سنة 676للهجرة ،ومنها (امين االسالم) وهو لقب اختص به الطبرسي المتوفي عام ، 548
وقيل (ثقة االسالم) للكليني صاحب كتاب الكافي وقد اطلق لقب (شيخ االسالم )على كثير من المشائخ المتقدمين والمتاخرين،
وكان البعض منهم يختص بعدد من االوصاف وااللقاب في آن واحد كأن يقال عنه االمام الشيخ سلطان العلماء ومنتهى الفضالء
خاتمة المجتهدين فخر الملة والدين المقدس (االردبيلي ) مثال .
وقيل صاحب المحبرة وهي الدواة الكبيرة وصاحبها ال يكون اال عالما كبيرا نحريرا ،وصاحب الدوي جمع دواة هو اقل درجة من
صاحب المحبرة وكالهما ارباب خبرة وحكمة وحل وعقد.
ومن االلقاب القديمة التي اندثرت المولى والميرزا ويعني من كان ابوه من العوام وامه من الشجرة المحمدية المباركة ،وبقي في
زماننا الشريف والمال والشيخ والسيد وكلمة السيد الذي يراد منه سيد القوم صار يلقب به اي انسان لدى كتابة الرسائل و يعني
ايضا السيد الشريف من اوالد الرسول الكريم عليه الصالة والسالم ،وكذلك الحال بالنسبة للشيخ فيتعين معناه حسب الجملة فهو
شيخ العشيرة او شيخ البلد او الشيخ المسن الكبير والشيخ رجل الدين الضالع في علوم الفقه ،وقد زاد ولع االولين بااللقاب
فصاروا يطلقون القابا واوصافا تستخدم في علم الرجال لغرض الجرح والتعديل كأن يوصف احدهم في معرض التعريف عنه بانه
المحقق المدقق االمام العالمة والحبر الفهامة واحد عصره وألسن اهل زمانه واقومهم بالحجة واسرع الناس باالستحضار .
وفي زماننا اشتهرت من االلقاب حجة االسالم ثم اية اهلل العظمى وهناك اية اهلل االعظم وهو خاص باإلخباريين ومنهم االية
المعظم الشيخ االحقاقي االسكوي نزيل الكويت وله اتباع في االحساء والبحرين .
وقد استخدم االوائل والسيما اصحاب الدواوين في البالط السلطاني العثماني لقب (جناب االفخم واالعز) وصاحب الديوان يعرف
االلقاب جيدا وال يليق به الخطأ النه مخالف لالعراف الدبلوماسية ،علما بان الكثير من المثقفين في زماننا يخطئون في اعطاء
اللقب الصحيح للمسئول وذلك عن قلة تجربة وعدم معرفة بمناحي الثقافة العامة ،وقد كتب احد القرويين رسالة الى المرحوم
عبد الرحمن عارف وصفه بها بـ مدير الجمهورية العراقية ،كما كتب احد المتملقين رسالة الى احد االمراء يستعطفه في مسئلة
فكتب له :صاحب الفضيلة والسماحة سعادة سمو االمير ..ظنا منه بان االكثار من وصم االلقاب سيؤثر على الطرف المقابل
ويعجل في قضاء الحاجة دون ان يدري بانه خروج عن البروتوكول وحياد عن التزام االصول في مخاطبة الشخصيات الكبرى.
وهناك من االلقاب التي تتقدم اسماء بعض ارباب المناصب يلزم كتابتها حفظا للمراتب مثل ( :سماحة ) ويستعمل لكبار العلماء
و(فضيلة ) للمتوسطين منهم ،وغبطة (البطريرك) وقداسة (البابا) ونيافة ( القمص) وعظمة ( الشيخ) وسمو (االمير ) وجاللة
(السلطان او الملك) وقد الغيت في السعودية بمرسوم ملكي وصار يطلق على الملك لقب خادم الحرمين الشريفين ،وفخامة
(الرئيس) ودولة (رئيس الوزراء) ومعالي (الوزير)وسعادة (السفير او المدير العام ) وعطوفة ( الادري من !) وهكذا .
وتم الفراغ من تسويد هذه الرسالة لعشر بقين من شعبان الذي يسبق رمضان