You are on page 1of 2

‫رسالة في ألقاب الساسة والعلماء‬

‫حسين أبو سعود ‪ -‬العراق‬


‫‪ ‬‬
‫وبعد فقد قال الفقير‪ ‬الى ربه الكريم والمحتاج الى عطفه العميم‪ ، ‬لقد طلب منا بعض االحباب من السادة النجباء االطياب ان نضع‬
‫الرباب العلم والسياسة شيئا يغنيهم عن البحث والدراسة‪ ،‬يتعلق بالكنى وااللقاب يحوي مختلف فنون هذا الباب‪ ،‬فاستنهضنا الهمم‬
‫كي نبلغ المراد في القمم‪ ،‬ووضعنا رسالة عصماء في القاب الساسة والعلماء علها تنال الرضا والقبول‪ ‬عند ارباب الفروع‬
‫واالصول‪ ‬وهذا نصها‪:‬‬

‫اعلم رعاك اهلل ان من االلقاب ما تعطى لالنسان حال والدته من قبل ابويه ومنها ما يكتسبه في حياته ألعمال يؤديها او مهام‬
‫يقضيها كالصادق واالمين و والكاظم والصديق والفاروق ‪ ،‬وهناك من االلقاب ما تنسب الى بلدان وامكنة ‪ ،‬مثل الشطري‬
‫والكاظمي واالفغاني ‪ ،‬كما يمكن ان ينسب االنسان الى مهنة من المهن كالعطار والنجار والسمان والباقالني والزيات وغيرها ‪،‬‬
‫كما ان هناك من االلقاب ما تنسب الى العشائر كالعنزي والعتيبي والجبوري ‪ ،‬وقد يكون هناك نوع من التنابز بااللقاب‪ ‬بين الناس‬
‫مما نهى عنه االسالم بصريح القران الكريم ‪.‬‬

‫ومن االلقاب (االعظم‪ )  ‬وقد اشتهر به االمام االعظم ابو حنيفة النعمان صاحب المذهب واليه تنسب مدينة االعظمية وفيها مدفنه ‪،‬‬
‫كما كان العثمانيون‪  ‬يستخدمون لقب الصدر االعظم ولعله بمثابة رئيس الوزراء‪ ،‬واشتهر بهذا اللقب ايضا القائد االعظم محمد‬
‫علي جناح مؤسس باكستان ‪ .‬ومن االلقاب‪ ‬الحكيم وهو من الحكمة‪ ‬وصار يطلق على الطبيب الحاذق خاصة الذي يشتغل في‬
‫االعشاب ‪ ،‬ويذكرني هذا بطبيب اطفال كنا نعالج عنده في الصغر اسمه (دكتور حكيم ) ُعرف بانه رجل مبارك الشتهاره بمساعدة‬
‫الفقراء والمعوزين ‪ ،‬وقد كثر الحكماء في القارة الهندية وصار يطلق على المشتغلين باالعشاب واشتهر منهم الحكيم محمد سعيد‬
‫مؤسس مصانع همدرد الشهيرة النتاج االدوية الشعبية من االعشاب وقد ذاع صيته فصار يعالج االمراء والسالطين والملوك‪ ،‬وقد‬
‫كرمته حكومة بالده بتعيينه حاكما القليم السند ‪ ،‬ولكنه قُتل من قبل مجهولين اطلقوا عليه النار‪ ‬وهو في طريقه الى مطبه لعالج‬
‫مئات المرضى الذين يتواجدون امام عيادته‪ ‬مع الفجر ‪ .‬كما حمل هذا اللقب علماء من الطراز االول ‪.‬وكان يسمى العالم المبرز‬
‫في مجال الفقه بالحكيم المتأله ومنه صدر المتالهين ‪.‬‬

‫واشتهر من االلقاب ايضا( فخر المحققين) وقد اطلق على العالمة الحلي الذي عرف بالمحقق ولعل الحلي‪ ‬هو اول من سمي‬
‫بالعالمة في التاريخ وقد توفي سنة ‪  676‬للهجرة ‪ ،‬ومنها (امين االسالم) وهو لقب اختص به الطبرسي المتوفي عام ‪، 548‬‬
‫وقيل (ثقة االسالم) للكليني صاحب كتاب الكافي‪ ‬وقد اطلق لقب (شيخ االسالم )على كثير من المشائخ المتقدمين والمتاخرين‪،‬‬
‫وكان البعض منهم يختص بعدد من االوصاف وااللقاب في آن واحد كأن يقال عنه االمام الشيخ سلطان العلماء‪ ‬ومنتهى الفضالء‬
‫خاتمة المجتهدين فخر الملة والدين المقدس (االردبيلي ) مثال ‪.‬‬

‫وقيل‪  ‬صاحب المحبرة وهي الدواة الكبيرة وصاحبها ال يكون اال عالما كبيرا نحريرا‪ ،‬وصاحب الدوي جمع دواة‪ ‬هو اقل درجة من‬
‫صاحب المحبرة‪ ‬وكالهما ارباب خبرة وحكمة وحل وعقد‪.‬‬

‫ومن االلقاب القديمة التي اندثرت‪ ‬المولى والميرزا ويعني من كان ابوه من العوام وامه من الشجرة المحمدية المباركة ‪ ،‬وبقي في‬
‫زماننا الشريف والمال والشيخ والسيد وكلمة السيد الذي يراد منه سيد القوم صار يلقب به اي انسان لدى كتابة الرسائل و يعني‬
‫ايضا السيد الشريف من اوالد الرسول الكريم عليه الصالة والسالم ‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للشيخ فيتعين معناه حسب الجملة فهو‬
‫شيخ العشيرة او شيخ البلد او الشيخ المسن الكبير‪ ‬والشيخ رجل الدين الضالع في علوم الفقه ‪ ،‬وقد زاد ولع االولين بااللقاب‬
‫فصاروا يطلقون القابا واوصافا تستخدم في علم الرجال لغرض الجرح والتعديل كأن يوصف احدهم في معرض التعريف عنه بانه‬
‫المحقق المدقق االمام العالمة‪ ‬والحبر الفهامة واحد عصره وألسن اهل زمانه واقومهم بالحجة واسرع الناس باالستحضار ‪.‬‬

‫وفي زماننا اشتهرت من االلقاب حجة االسالم ثم اية اهلل العظمى وهناك اية اهلل االعظم وهو خاص باإلخباريين ومنهم االية‬
‫المعظم الشيخ االحقاقي االسكوي نزيل الكويت وله اتباع في االحساء والبحرين ‪.‬‬

‫وقد استخدم االوائل والسيما اصحاب الدواوين في البالط السلطاني العثماني‪ ‬لقب (جناب االفخم واالعز) وصاحب الديوان يعرف‬
‫االلقاب جيدا وال يليق به الخطأ النه مخالف‪ ‬لالعراف الدبلوماسية ‪ ،‬علما بان الكثير‪ ‬من المثقفين في‪ ‬زماننا‪ ‬يخطئون في اعطاء‬
‫اللقب الصحيح للمسئول وذلك عن قلة تجربة وعدم معرفة بمناحي الثقافة العامة ‪ ،‬وقد كتب احد القرويين‪ ‬رسالة الى المرحوم‬
‫عبد الرحمن عارف‪ ‬وصفه بها بـ‪ ‬مدير الجمهورية العراقية ‪ ،‬كما كتب احد المتملقين رسالة الى احد االمراء يستعطفه في مسئلة‬
‫فكتب له ‪ :‬صاحب الفضيلة والسماحة سعادة سمو االمير ‪ ..‬ظنا منه بان االكثار من وصم االلقاب سيؤثر على الطرف المقابل‬
‫ويعجل في قضاء الحاجة دون ان يدري بانه خروج عن البروتوكول‪ ‬وحياد عن التزام االصول في مخاطبة الشخصيات الكبرى‪.‬‬

‫وهناك من االلقاب التي تتقدم اسماء بعض ارباب المناصب يلزم كتابتها‪ ‬حفظا للمراتب‪ ‬مثل ‪( :‬سماحة ) ويستعمل لكبار العلماء‬
‫و(فضيلة ) للمتوسطين منهم ‪ ،‬وغبطة (البطريرك) وقداسة (البابا) ونيافة ( القمص) وعظمة ( الشيخ) وسمو (االمير ) وجاللة‬
‫(السلطان او الملك) وقد الغيت في السعودية بمرسوم ملكي وصار يطلق على الملك لقب خادم الحرمين الشريفين‪ ،‬وفخامة‬
‫(الرئيس) ودولة (رئيس الوزراء) ومعالي (الوزير)وسعادة (السفير او المدير العام ) وعطوفة ( الادري من !) وهكذا ‪.‬‬

‫وتم الفراغ من تسويد هذه الرسالة لعشر بقين من شعبان الذي يسبق رمضان‬

You might also like