Professional Documents
Culture Documents
«تفسير الجاللين»
لـإلمام جالل الدين المحلِّي
رحمه هللا
المتوفَّى سنة 864( :هـ)
واإلمام جالل الدين السيوطي
رحمه هللا
المتوفَّى سنة 911( :هـ)
1
التعريف بمؤلِّفَي هذا التفسير:
ألَّف هذا التفسير الجلي َل اإلمامان الجليالن :جالل الدين المحلِّي ،وجالل الدين السيوطي.
جالل الدين ال َمحلِّي
اسمه ونسبه:
تفتــازاني العــرب،
ُّ هو جالل الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلِّي الشافعي،
اإلمام العالَّمة(.)1
مولده ونشأته ،شيوخه وتالمذته:
ُولد بمصر سنة ( 791هـ) ،واشتغل وبرع في الفنون؛ فقهاً ،وكالم ـاً ،وأُصــوالً ،ونحــواً،
ومنطقاً ،وغيرها.
وأخذ المحلي العلم عن البيجوري ،والشمس البساطي ،والعالء البخاري ،وغيرهم.
السـخاوي ،وجالل الـدين الســيوطي ،الــذي أكمــل وأ َّما أشهر تالميذه اثنان :شــمس الــدين َّ
تفسيره بعد وفاته.
ثناء العلماء عليه:
السـلف ،على الصــالح والـورع، قـال ابن العمــاد :كـان غـ َّرةَ عصــره في سـلوك طريـق َّ
والنهي عن المنكر ،يواجه بذلك أكابر الظلَم ِة والح َّك ِام ،ويأتون إليه فال يلتفت
ِ واألمر بالمعروف
ِ
ـات ،و ُعــرض عليــه القضــاء األكــب ُرإليهم ،وال يــأذن لهم في الــدخول عليــه ،وظهــرت لــه كرامـ ٌ
فامتنع ،وولي تدريس الفقه ببعض المدارس في مصر ،وقرأ عليه جماعةٌ(.)2
مصنَّفاته:
وقد ألَّف المحلي كتبا ً وهي غايةٌ في االختصــار والتحريــر والتنقيح ،وقــد أقبــل النــاس
على مؤلَّفاته ،وتلقَّوْ ها بالقبول ،وتداولوها في دراساتهم ،ف ِمن ُمؤلَّفاته:
«شرح جمع الجوامع» في أصول الفقه على مذهب اإلمام الشافعي. )1
«شرح الورقات» في األصول أيضاً. )2
«شرح المنهاج» المس َّمى بـ «كنز الراغبين» في فقه الشافعية. )3
«تفسير القرآن» الذي نحن بصدد تعريفه. )4
قال تلميذه السيوطي :وأجلُّ كتبه التي لم تُك َمل« :تفسير القــرآن» ،كتب منــه أ َّول الكهــف
ت يســيرة من إلى آخر القرآن ،وهو ممزوج مح ـرَّر في غايــة الحســن ،وكتب على الفاتحــة وآيــا ٍ
البقرة ،وقد أكملتُه بتكملة على ن َمطه ِمن أ َّول البقرة إلى آخر اإلسراء(.)3
)(1انظر لترجمته« :الضوء الالمع» للسخاوي ( /7ـ ،)41-39و«سلم الوصول» (/3ـ ،)89-88و«البدر الطالع» (
/2ـ ،)116-115و«طبقات المفسرين» للداوودي (/2ـ ،)85-84و«طبقـات المفسـرين» لألدرنـه وي (ص -336
،)337و«األعالم» .333 /5
)(2انظر« :شذرات الذهب» ( )447 /9باختصار يسير.
)(3انظر« :حسن المحاضرة» للسيوطي (.)444 /1
2
ومنها مصنَّفات لم يُكملها ،كـ «شرح القواعد» البن هشام ،و«شرح التســهيل» كتب منــه
قليالً ج ـ ًّدا ،و«حاشــية على شــرح جــامع المختصــرات» ،و«حاشــية على جــواهر اإلســنوي»،
و«شرح الشمسية» في المنطق.
وفاته:
توفِّي في أ َّول ٍ
يوم ِمن سنة )864( :من الهجرة.
سيوطي
جالل الدين ال ُّ
اسمه ونسبه:
هــو جالل الــدين عبــد الــرحمن بن أبي بكــر بن محمــد ابن ســابق الــدين ال ُخ َ
ضــيري،
السيوطي ،الشافعي ،ال ُمسنِد المحقِّق المدقِّق ،صاحب المؤلَّفات الفائقة النافعة(.)4
مولده ونشأته:
ـلت عنــد والدتـه حادثــة طريفـة: ُولد السيوطي في «أسيوط» ،سنة 849( :هـ) ،وقد حصـ ْ
وهي أن والده ــ وكان من أهل العلم ــ احتاج إلى كتاب ،فأمر زوجتَــه أن تأتيــه بــه ِمن المكتبــة،
فوضع ْته؛ فلُقّب بـ (ابن الكتب).
َ فجأها المخاض ــ وهي بين الكتب ــ فل َّما ذهبت َ
وتُوفِّي والده ــ وله من العمر خمس سنوات وســبعة أشــهر ــــ ،وقــد وصــل في القــرآن إذ
ذاك إلى ســورة التّحــريم ،وأُســند وصــايتُه إلى جماعــة ،منهم :الكمــال بن الهمــام ،وختم القــرآن
العظيم ،وله من العمر دون ثمان سنين ،ث َّم حفِظ «عمدة األحكام» ،و«منهاج النــووي» ،و«ألفيَّة
ابن مالك» ،و«منهاج البيضاوي» ،وعرض ذلك على علماء عصره وأجازوه.
شيوخه ،وتالمذته:
شرع السيوطي في االشتغال بالعلم من ابتداء ربيع األول سنة 864( :هـ) ،وأخــذ عن
كثير من أعيان عصره ،فمن أشهرهم:
«فرضـ ّي
الشــيخ شــهاب الــدين الشار ْمســاحي ،أخــذ عنــه الفــرائض ،ووصــفه بـ ـ َ )1
زمانه».
شيخ اإلسالم َعلَم الدين صالح بن عمر بن رسالن البُلقيني ،لزمه في الفقــه إلى أن )2
مات.
شيخ اإلسالم شرف الدين ال ُمناوي ،أخذ عنه الفقه والتفسير. )3
اإلمام تق ِّي الدين الشبلي الحنفي ،واظبه في الحديث أربع سنين حتَّى توفِّي. )4
السـيوطي أربعـة عشـر عامـاً ،وأخـذ منـه
ُّ العالمة محيي الدين الكـافِيَجي ،الزمـه )5
أغلب علمه من التفسير ،واألصول ،والعربيَّة ،والمعاني ،وغير ذلك.
الشيخ سيف الدين محمد الحنفي ،أخذ عنه التفسير ،واألصول ،والبالغة. )6
السيوطي مجالسه سنةً كاملــة في كـ ِّل أســبوع مـرَّتين.
ُّ الجالل ال َمحلِّي ،وقد حضر )7
وغيرُهم من فضالء زمانه.
)(4انظر لترجمته« :الضوء الالمع» (/4ـ ،)70-65و«شـذرات الـذهب» (/10ـ ،)79-74و«سـلم الوصـول» (/2
،)249-248و«األعالم» (/3ـ ،)302-301و«الحافظ جالل الدين الســيوطي معلمــة العلـوم اإلســالمية» للطبــاع،
و«اإلمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن» للشيخ محمد يوسف الشربجي.
3
أن الداوودي (تلميذ السيوطي) أحصى في ترجمة السيوطي وقد ذكر ابن العماد الحنبليَّ :
أســما َء شــيوخه إجــازةً وقــراءةً وســماعا ً ـــ ُمرتَّبين على حــروف المعجم ـــ فبلغت ِعـ َّدتهم أحــداً
وخمسين نفسا ً(.)5
وأخذ عن السيوطي :محمد بن علي الداوودي ،والعلقمي ــ وهو صاحب أ َّول حاشية على
«تفسير الجاللين» ــ ،وشمس الدين ابن طولون ،وغيرهم.
ثناء العلماء عليه:
قال عنه تلميذه الداوودي:ـ وكــان أعلم أهــل زمانــه بعلم الحــديث وفنونــه رجـاالً وغريبـاً،
ومتنا ً وسنداً ،واستنباطا ً لألحكام منه ،وأخبر عن نفسه أنَّه يحفظ مــائتي ألــف حــديث ،قــال :ولــو
وجدت أكثر لحفِظتُه .قال :ولعلَّه ال يوجد على وجه األرض اآلن أكثر من ذلك(.)6 ُ
مصنَّفاته:
ول ّما بلغ السيوطي أربعين سنةً شرع في تحريـر مؤلَّفاتـه ،وتـرك اإلفتـاء والتــدريس،
وأقام في روضة المقياس ،فلم يتح َّول منها إلى أن مات.
استقصى تلميذه الداوودي مؤلَّفاتــه الكثــيرة النَّافعــة المحـرَّرة المعتــبرة ،فبلــغ عــددها إلى
خمسمئة ( )500مؤلَّف ،وهي ما بين مؤلَّفات كبار ،ورسائل صغار ،في شـتَّى فنــون العلم ،وقــد
اشتهر أكثر مصنَّفاته في حياتـه في أقطـار األرض شـرقا ً وغربـاً ،وكـان آيـةً كـبرى في سـرعة
التأليف.
وجاء في «شذرات الذهب» في ترجمته :ولو لم يكن له ِمن الكرامات إال كثرة المؤلَّفــات
ــ مع تحريرها وتدقيقها ــ لكفى ذلك شاهداً لمن يؤمن بالقدرة(.)7
السـيوطي وأمــاكن خاصـةٌ ،منهــا« :دليــل مخطوطــات ّ َّ صنِّف في تعداد مؤلَّفاتِه كتُبوقد ُ
َّ
وجودها» ،صنَّفه األستاذان أحمد الخازندار ومحمد إبراهيم الشيباني ،وقد بلغت ِع َّدة مؤلفاته فيه
( )981مؤلَّفاً ،وقد أوصلها الطبَّاع في كتابه المسـ َّمى بـــ«الحافــظ جالل الــدين الســيوطي معلمــة
العلوم اإلسالمية» (ص )312إلى ( )1194مؤلَّفاً ،ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود ،وهللا تعالى
أعلم.
إن علم التفسير من العلوم الــتي رُزق الســيوطي فيهــا التبحُّ ر ،فقــد كثُــرت فيــه وحيث َّ
مصـنَّفاته ،إذ بلغت مؤلَّفاتُـه في التفسـير وعلو ِمـه سـتِّين مصـنَّفاً ،بحسـب إحصـاء الشـيخ محمـد
يوسف الشربجي في كتابه« :اإلمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن»( ،)8ونحن سنقتصر هنــا
على ذكر أشهرها بحسب المقام:
«)1اإلتقان في علوم القرآن».
«)2اإلكليل في استنباط التنزيل» كتاب في تفسير آيات األحكام.
«)3التحبير في علم التفسير».
«)4تكملة تفسير الجالل المحلي».
4
«)5تناسق الدرر في تناسب اآليات والسور».
«)6الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور».
«)7طبقات المفسرين».
«)8لباب النقول في أسباب النزول».
«)9مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع».
«)10معترك األقران في إعجاز القرآن».
«)11مفحمات األقران في مبهمات القرآن».
«)12نواهد األبكار وشوارد األفكار» وهي حاشية على «تفسير البيضاوي» ،كتبــه الســيوطي في
عشرين عاماً ،وحقِّقت هذه الحاشية وطبعت مع «تفسير البيضاوي» عن دار اللباب.
وفاته:
وتوفِي السيوطي سنةَ 911( :هـ) ،في منزله بروضة المقياس ،رحمه هللا تعالى.
***
التعريف بـ «تفسير الجاللين»
اشترك في تأليف هذا التفسير المشــهور ـــ كمــا أشــرنا إليــه ـــ اإلمامــان الجليالن ،جالل
الدين المحلِّي ،وجالل الدين السيوطي ،رحمهما هللا.
أ َّما جالل الدين المحلِّي ،فقد ابتدأ تفسيره ِمن أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس ،ثم
ابتدأ بتفسير الفاتحة ،وبعد أن أت َّمها وكتب في تفسير سورة البقرة يسيراً اخترمته المنيَّةُ فلم يُفسِّر
ما بعدها.
وأ َّما جالل الــدين الســيوطي فقــد جــاء بعــد شــيخه الجالل المحلِّي ،فك َّمل تفســيره ،فابتــدأ
بتفسير سورة البقرة ،وانتهى عند آخر سورة اإلسراء.
فسـره بعبــارة مــوجزة محـرَّرة ،في غايــة وبعد هذا ،فالجالل المحلِّي ،فسَّر الجــزء الــذي َّ
يتوسـعْ؛ ألنَّه الــتزم بــأن يُتِ َّم الكتــاب
َّ الحسن ونهاية الدقة ،والجالل السيوطي تابعه على ذلــك ولم
على النمط الذي جرى عليه الجالل المحلِّي ،كما أوضح ذلــك في مقدمتــه ،وهــذا هــو الصــحيح،
خالفا ً لمن زعم عكس ذلك ،وهللا أعلم.
لقد تتابع الناس في الثناء على هــذا التفســير ،ســواء ِمن أصــحاب الحواشــي عليــه ،أو ِمن
المتكلِّمين على الكتب والمؤلفات ،أو أصحاب كتب مناهج المفسرين.
فقــال الصــاوي في حاشــيته على «تفســير الجاللين» :وكــان كتــاب الجاللين ِمن أجــلِّ
كتب التفسير ،وأج َم َع على االعتناء به الج ُّم الغفير ،من أهل البصائر والتنوير(.)9
وقــال حــاجي خليفــة :وهــو ـــ مــع كونــه صــغي َر الحجم ـــ كبــي ُر المعــنى ،ألنَّه لبُّ لبــاب
التفاسير(.)10
5
إن «تفسير الجاللين» غايـةٌ في االختصــار واإليجــاز ،ومــع وقال األستاذ حسين الذهبيَّ :
هذا االختصار فالكتاب قَيِّ ٌم في بابه ،وهو من أعظم التفاسير انتشاراً ،وأكثرها تداوالً ونفعاً ،وقــد
طُبِع مراراً كثيرة ،وظفِر بكثير من تعاليق العلماء وحواشيهم عليه(.)11
وقال الشيخ عبد العظيم الزرقاني :أ َّما «تفسير الجاللين» فكتاب قيِّم ،سهل المأخذ إلى ح ٍّد
ـغرها أو ِمنمختص ُر العبارة كثيراً ،يكاد يكون أعظ َم التفاسير انتشاراً ونفع ـاً ،وإن كــان أصـ َ
َ ما،
ُ ً ً
أصغرها شرحا وحجما ،تَداولَ ْته طبقات مختلِفــة من أهــل العلم وغــيرهم ،وطبــع طبعــات كثــيرة ِ
()12
متنوعة .ِّ
فتفسير الجاللين :هو أحد تفاسير الدراية ،جم َع فيه مصنِّفاه تفسيراً مختصــراً فيــه ُمجم ـ ُل
ما ذكره المفسِّرون ،أو ما اختاراه ِمن أقوال السابقين ،وأورداه بعبار ٍة مو َجزة محرَّرة ،فيه بيــان
الفهم والبيــا ِن ،مزَ جــا
ِ ب ،م َّما يُســاعد على
ت واإلعــرا ِ
معــاني القــرآن ،وبعض وجــوه القــراءا ِ
القرآني ،في غاية اإلتقان ،فكان كما قال حاجي خليفة« :لبُّ لباب التفاسير». ِّ تفسيرهما بالنصِّ
طريقة الجاللين في تفسيريهما:
يمكن لنا تلخيص طريقتهما في «تفسير الجاللين» على ما يلي:
)1ذكر م ِّكيَّ ِة السورة ومدنِيَّتها ،ث َّم بيان عد ِد آياتها.
)2ذكر ما تدلُّ عليه اآليات القرآنيَّة ،وما يُفهم منها ،واختيار أرجح األقوال وأصحِّ ها.
توسـع أو تطويــل الفهم والبيــا ِن ،دون ُِّ ب عند الحاجــة ،م َّما يُســاعد على )3ذكر بعض وجوه اإلعرا ِ
يُخرج عن القصد.
)4التنبيه على القراءات القرآنيَّة المشهورة ،على وجه لطيــف ،وبتعبــير وجــيز( ،يتابعــان في ذلــك
قــراءةَ أبي عمــر ٍو بن العالء البصــري ،ولكن يخالفــان تلــك القــراءة أحيانــاً) واإلعــراضُ عن
القراءات الشا َّذة غير المرضيَّة.
)5اإلشارة عند تفسير آي األحكام ــ بإيجاز شديد ،وبدون ذكر الخالف ــ إلى قو ِل الشــافعي في
ذكر األدلَّة في الغالب.
المسألة ــ وكالهما في الفقه على مذهب الشافعي ــ دون ِ
)6إيراد األحاديث في الغالب بِمعناها ،ال بلفظها ،ويذكرانها مختصراً ،أو موض َع الشــاه ِد منهــا ،أو
طرفَها؛ لالختصار.
ـديث ِمن أصــحاب الكتب ،كالشــيخين ،وكــذلك راويــه ِمن الصــحابة ،ودرجــة )7ذكر َمن خرَّج الحـ َ
أن ذلك نادر. الحديث من الصحَّة ،إال َّ
مصادرهما في تفسيريهما:
نصَّ الســيوطي على بعض المصــادر الــتي اعتمــد عليهــا هــو وشــيخه المحلِّي في كتابــه
«بغية الوعـاة»( ،)13ويمكن ـــ باالعتمـاد على مـا بيَّنـه هنـاك ـــ أن نُ ِ
حصـر اعتمـا َد الجاللين في
تفسيريهما على أربعة مصادر أصليَّة:
« )1التفسير الوجيز» للواحدي (ت 468 :هـ).
أصل «تفسير الجاللين». َ يمكن أن يُع َّد هذا التفسير
6
المتبصـر»
ِّ « )2تفسـير الكواشـي» (الصـغير)،ـ المسـمى بـــ«تلخيص تبصـرة المتـذ ِّكر وتــذكرة
لموفَّق الدين الكواشي (ت 680 :هـ).
استفاد الجالالن من هــذا التفســير في نــاحيتين؛ القــراءات ،وترجمــات الســور ،أي :ذكــر
م ِّكيَّتِها أو مدنيَّتِها ،وعدد آياتها.
« )3أنوار التنزيل وأسرار التأويل» للقاضي البيضاوي (ت 685 :هـ).
« )4تفسير القرآن العظيم» البن كثير (ت 774 :هـ).
وهذه األربعة هي التي نصَّ عليها الجالل الســيوطي ،لكن هنــاك مصــادر أخــرى ،أشــار
َّ
الميس ـر» (س :مقدِّمــة إليها محقق تفسير الجاللين األستاذ فخر الدين قباوة في «تفســير الجاللين
التحقيــق) ،كــ «معــاني القــرآن وإعرابــه» للزجــاج ،و«التبيــان في إعــراب القــرآن» للعكــبري،
و«الكشاف» للزمخشري ،و«البحر المحيط» ألبي حيان ،و«الدر المصون» للسمين ،وغيرها.
حواشي «تفسير الجاللين»:
ولقي هــذا التفســير العنايــةَ من العلمــاء ،فدرســوه وشــرحوه ،وكثُــرت عليــه الحواشــي
والتعليقات ،وقد وقف بعض الباحثين على تسمية أربعين ( )40حاشية على تفســير الجاللين(،)14
ما بين مطبوعة ومخطوطة ومفقودة ،وسنقتصر هنا على ذكر األه ِّم واألشهر منها:
«)1قبس النيرين على تفسير الجاللين» ،لشمس الدين محمد بن عبد الــرحمن بن علي بن أبي بكــر
العلقمي الشافعي (ت 969 :هـ) ،وهو من تالميذ السـيوطي ،وقـد فـرغ من تـأليف هـذه الحاشـية
سنة 952( :هـ) .وهي ال تزال مخطوطةً ،وتع ُّد أ َّو َل حاشية على تفسير الجاللين.
«)2مجمع البحرين ومطلع البدرين على تفسير اإلمامين الجاللين» ،لبدر الدين أبي عبــد هللا محمــد
بن محمد الكرخي البكري الشافعي (ت1006 :هـــ) ،وهــذه الحاشــية تقــع في أربــع مجلَّدات ،وال
تزال مخطوطةً ،وقد فرغ من تأليفها سنة981( :هـ) ،وينقــل عنــه ســليمان الجمــل في حاشــيته ــ
اآلتي ذكرها ــ كثيراً.
«)3الجمالين على تفســير الجاللين» لنــور الــدين المال علي بن ســلطان محمــد القــاري الهــروي ثم
المكي الحنفي (ت1014 :هـ) ،قال حاجي خليفة :وهي حاشية مفيدة ،ثم قال :فرغ ِمن تأليفها في
أواخر ذي الحجة سنة1004( :هـ)( ،)15وقد استفاد منها الجمل أيضا ً في حاشيته الشهيرة.
«)4كتــاب الكوكــبين الــنيِّرين في حــلِّ ألفــاظ الجاللين» ،لعطيــة بن عطيــة األُجهــوري الشــافعي
الضرير (ت1190 :هـ) ،وهي مخطوطة في أربعة أجزاء.
«)5الفتوحــات اإللهيَّة بتوضــيح تفســير الجاللين للــدقائق الخفيَّة» ،ألبي داود ســليمان بن عمــر بن
منصور العجيلي المصري األزهري الشافعي ،المعروف بالجمل (ت1204 :هـ) ،وتعرف هــذه
الحاشية ــ نسبةً إلى مؤلِّفها ــ بـ«حاشية الجمل على الجاللين» ،وقد طبعت ع َّدة طبعات.
وهي حاشية كبيرة ،مليئة بالنقول عن نحو عشرين كتابا ً في التفسير ،منها بعض حواشي
الجاللين السابقة عليه ــ كحاشية الكرخي ،وهو كثير النقل عنها ــ وحاشية المال علي القاري.
)(14انظر« :التفاسير المختصرة اتّجاهها ومناهجها» لمحمد بن راشد البركة (ص )448وما بعدها.
)(15انظر« :كشف الظنون» (.)445 /1
7
«)6حاشية على تفســير الجاللين» ألبي العبــاس أحمــد بن محمــد الصــاوي الخلــوتي المــالكي (ت:
1241هـ) ،وقد اشتهرت هذه الحاشية بنسبتها إلى مؤلفهــا بـــ«حاشــية الصــاوي على الجاللين»،
وهي مطبوعة ع َّدة طبعات.
وقد ل َّخصها المؤلف من حاشية شيخه الجمل« :الفتوحات اإللهيــة» الســابق ذكرهــا ،كمــا
صرَّح بذلك في مقدمته( ،)16وقال عنها الغماري في «بدع التفاســير» :فيهــا تحقيقــات رائعــة ،إال
أنَّه يعتمد اإلسرائيليَّات(.)17
«)7حاشــية على تفســير الجاللين» لمحمــد بن أبي الســعود صــالح الســباعي المصــري الشــافعي
المعـــروف بالحفنـــاوي (ت1268 :هــــ) ،وتقـــع هـــذه الحاشـــية في ثالث مجلـــدات ،وال زالت
مخطوطةً.
«)8تفسير الجاللين الميسَّر» ،لألستاذ فخر الدين قباوة ،وهي مطبوعة ،وسيأتي الكالم عليها ــ ـ إن
شاء هللا ــ في وصف طبعات الكتاب.
صل في تفسير القرآن العظيم» لمؤلف الحاشية السابقة نفسه ،وهي مطبوعــة ،لكنّهــا أكــثر «)9المف َّ
َّ
«المفصـل» إذا ضــاق المجــال في تفصيالً ،وأوسع بحثاً ،ولــذلك فهــو يحيــل على هــذه الحاشــية
صرة)ـ للمؤلف نفسه. الحاشية السابقة (المخت َ
طبعات «تفسير الجاللين»:
يوجد لـ«تفسير الجاللين» أكــثر من ( )600نســخة خطِّيَّة ،مــا بين كاملــة وناقصــة ،وهي
نســـخ مفرَّقـــة على كثـــير من المكتبـــات في دول العـــالم ،العربيَّة ،واإلســـالميَّة ،واألوروبيَّة،
واألمريكيَّة.
أ َّما طبعــات الكتــاب فهي كثــيرة ِجـ ّداً ،حيث كــان يطبــع مســتقالً أو مــع إحــدى حواشــيه،
وعموما ً فهي تبلغ عشرات الطبعات ،خصوصا ً في السنوات األخيرة ،حيث يصدر لــه أكــثر من
طبعة في العام الواحد!
لكن حظي هذا التفسير بطبعتين ،لقي فيهما عناية متميِّزة ،وهما:
«)1قـــرة العيـــنين على تفســـير الجاللين» للقاضـــي محمـــد أحمـــد كنعـــان ،صـــدر عن «المكتب
اإلسالمي» في بيروت ،سنةَ ( 1402هـ).
الميس ـر» حقَّقــه وعلَّق عليــه :فخــر الــدين قبــاوة ،وصــدر عن «مكتبــة لبنــان
ّ «)2تفســير الجاللين
ناشرون» في بيروت ،سنةَ ( 1423هـ) على هامش مصحف المدينة ،في مجلَّد واحد ضخم ،في
( )606صفحات ِمن القطع الكبير ،والحرف الصغير.
***
8
نصوص مختارة من «تفسير الجاللين»
سورة الفاتحة
آخرها ،وإن لم ص َراطَ الَّ ِذينَ ﴾ إلى ِ كانت منها ،والسابعةُِ ﴿ : ْ ت بالبسمل ِة إن م ِّكيَّةٌ ،سبع آيا ٍ
آخرها. ب﴾ إلى ِ تكن منها فالسابعةَُ ﴿ :غي ِْر ْال َم ْغضُو ِ
ك نَ ْعبُ ُد﴾ منا ِسبا ً له بكونها ِمن مقو ِل العباد. قبل ﴿إِيَّا َويُق َّدر في أ َّولها« :قولوا»؛ ليكونَ ما َ
يم (﴿ )1ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ َر ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ (﴾)2 س ِم هَّللا ِ ال َّر ْحم ِن ال َّر ِح ِ بِ ْ
لجميــع
ِ ﴿ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ﴾ جملةٌ خبريَّةٌ قُصد بها الثنا ُء على هللاِ بمضمونِها ِمن أنَّه تعالى مال ٌ
ك
ق(.)18 ألن يح َمدوه .وهللاُ علَ ٌم على المعبود بح ٍّ ق ْ مستح ٌّ
ِ الحم ِد ِمن الخلق ،أو
جميــع الخلــق ِمن اإلنس والجنِّ والمالئكــ ِة والــدوابِّ ِ ﴿ َر ِّب ا ْل َعــالَ ِمينَ ( ﴾)2أي :مالِــ ِ
ك
غير ذلــك ،و ُغلِّب في وغيرهم ،وكلٌّ ِمنها يُطلَق عليه عالَ ٌم ،يقال :عالَ ُم اإلنس وعالَم الجن إلى ِ ِ
ٌ َّ
غيرهم ،وهو ِمن ال َعالم ِة ،ألنه عالمة على ُمو ِج ِده. ج ْم ِعه باليا ِء والنو ِن أولو ال ِع ِلم على ِ
يم ( ﴾)3أي :ذي الرحمة ،وهي إرادةُ الخير ألهله. ﴿ال َّر ْح َم ِن ال َّر ِح ِ
ملــكَ ـذكر؛ ألنَّه ال ْ ِّين ( ﴾)4أي :الجــزا ِء ،وهــو يــوم القيامــة ،وخصَّ بالـ ِ ـو ِم الـد ِ ـك يَـ ْ
﴿ َملِـ ِ
ـك﴾ ك ْاليَــوْ َم هَّلِل ِ﴾ [غــافر ،]16 :و َمن قــرأ ﴿مالِ ِ ظــاهراً فيـه ألحـ ٍد إال هللِ تعــالى ،بــدليل﴿ :لِ َم ِن ْال ُم ْلـ ُ
ب» فصـ َّح يوم القيامة ،أي :هو موصوف بذلك دائما ً كـ«غافِ ِر الـ َّذ ْن ِ األمر كلِّه في ِ ِ ك
فمعناه :مال ِ
وقو ُعه صفةً للمعرف ِة.
ـيره ،ونطلُبُ منــك ستَ ِعينُ ( ﴾)5أي :نَخصُّ ك بالعبــادة ِمن توحيـ ٍد وغـ ِ ﴿إِيَّا َك نَ ْعبُ ُد َوإِيَّاكَ نَ ْ
وغيرها. ِ المعونةَ على العباد ِة
أرش ْدنا إليه ،ويُبدل منه: ستَقِي َم ( ﴾)6أيِ : الص َراطَ ا ْل ُم ْ ﴿ا ْه ِدنَا ِّ
بض ـو ِ بصـلَتِهَ ﴿ :غ ْيـ ِر ا ْل َم ْغ ُ ﴿ص َراطَ الَّ ِذينَ أَ ْن َع ْمتَ َعلَ ْي ِه ْم﴾ بالهداي ِة ،ويُبــد ُل ِمن «الــذين» ِ ِ
ضالِّينَ ( ﴾)7وهُم النَّصا َرى. وغير ﴿ال َّ
ِ ﴿واَل ﴾ َعلَ ْي ِه ْم﴾ وهم اليهو ُد َ
أن ال ُمهتدينَ ليسوا يهوداً وال نصارى. ونكتةُ البدل إفادةُ َّ
***
صيَّةً أِل َ ْز َوا ِج ِه ْم َمتَاعًا إِلَى ا ْل َح ْو ِل َغ ْي َر إِ ْخ َر ٍ
اج اجا َو ِ ﴿ َوالَّ ِذينَ يُتَ َوفَّ ْونَ ِم ْن ُك ْم َويَ َذ ُرونَ أَ ْز َو ً
ع ِزيـ ٌز َح ِكي ٌم﴾ [البقــرة: وف َوهَّللا ُ َ
س ِهنَّ ِمنْ َم ْعـ ُر ٍ اح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما فَ َع ْلنَ فِي أَ ْنفُ ِ فَإِنْ َخ َر ْجنَ فَاَل ُجنَ َ
.]240
ص ـيَّةًـ﴾ وفي قــراء ٍة بــالرفع ،أي: اجا﴾ ْفليوصــوا ﴿ َو ِ ﴿ َواَلَّ ِذينَ يُتَ َوفَّ ْونَ ِم ْن ُك ْم َويَ ـ َذ ُرونَ أَ ْز َو ً
تمام ﴿ا ْل َحــ ْو ِل﴾ ُعطوهن ﴿ َمتَاعًا﴾ :ما يَتمتَّ ْعنَ به ِمن النفق ِة والكسو ِة ﴿إِلَى﴾ ِ َّ اج ِه ْم﴾ ْ
ولي عليهم﴿ .أِل َ ْز َو ِ
مسكنهن﴿ .فَـإِنْ
َّ ت ِمنراج﴾ حالٌ ،أي :غي َر ُمخ َرجا ٍ عليهن تربُّصه ﴿ َغ ْي َر إِ ْخ ٍ َّ من موتهم الواجب
ق البتَّة،
أن لفظة الجاللة اسم علَم غــير مشــت ٍّ
)(18قد اختار كثير من المفسِّرين ــ كأبي حيان ،وفخر الدين الرازي ــ َّ
وهو قول الخليل ،وسيبويه ،وأكثر األصــوليِّين ،والفقهــاء أيضـاً .انظــر« :تفســير الــرازي» (/1ـ )143ومــا بعــده،
و«البحر المحيط» ( )39 /1و ( ،)362 /1و«تفسير ابن كثير» (.)124 /1
9
وف﴾ ت ﴿فِي َمــا فَ َع ْلنَ فِي أَ ْنفُســهنَّ ِمنْ َم ْعـ ُر ٍ اح َعلَ ْي ُك ْم﴾ يا أوليــاء الميِّ ِ بأنفسهن ﴿فَاَل ُجنَ ََّ َخ َر ْجنَ ﴾
ك اإلحداد ،وقطع النفقة عنهاَ ﴿ .وهَّللا ُ َع ِزي ٌز﴾ في ُمل ِكه ﴿ َح ِكي ٌم﴾ في صنعه. شرعاً ،كالتزي ُِّن ،وتَر ِ
ث ،وتــربُّصُ الحــو ِل بآي ـ ِة﴿ :أَرْ بَ َعـ ةَ أَ ْش ـه ٍُر والوص ـيَّةُ المــذكورة منســوخةٌ بآي ـ ِة المــيرا ِ
َو َع ْشراً﴾ [البقرة ]234 :السابق ِة المتأ ِّخر ِة في النزول ،والسُّكنى ثابتةٌ لها عن ـ َد الشــافعي رحمــه
هللا.
***
حـ إِ َذا
الصـ ْب ِ
س (َ )17و ُّ ـل إِ َذا ع ْ
َسـ َع َ س (َ )16واللَّ ْيـ ِ س ( )15ا ْل َج َوا ِر ا ْل ُكنَّ ِ س ُم بِا ْل ُخنَّ ِ ﴿فَاَل أُ ْق ِ
اع ثَ َّم أَ ِمي ٍن
ين (ُ )20مطَ ٍ ش َم ِك ٍ يم (ِ )19ذي قُ َّو ٍة ِع ْن َد ِذي ا ْل َع ْر ِ سو ٍل َك ِر ٍ س ( )18إِنَّهُ لَقَ ْو ُل َر ُ تَنَفَّ َ
ضــنِي ٍن ب بِ َ ين (َ )23و َما ُه َو َعلَى ا ْل َغ ْي ِ ق ا ْل ُمبِ ِون (َ )22ولَقَ ْد َرآهُ بِاأْل ُفُ ِ صا ِحبُ ُك ْم بِ َم ْجنُ ٍ (َ )21و َما َ
ـو إِاَّل ِذ ْكـ ٌر لِ ْل َعــالَ ِمينَ ()27 يم ( )25فَأَيْنَ تَـ ْـذ َهبُونَ ( )26إِنْ ُهـ َ ان َر ِج ٍ ش ْيطَ ٍ (َ )24و َما ُه َو بِقَ ْو ِل َ
ب ا ْل َعالَ ِمينَ ( ﴾)29ـ [التكــوير: ستَقِي َم (َ )28و َما تَشَا ُءونَ إِاَّل أَنْ يَشَا َء هَّللا ُ َر ُّ لِ َمنْ شَا َء ِم ْن ُك ْم أَنْ يَ ْ
]24
س﴾ :س ُم﴾ «ال» زائدة﴿ .بِا ْل ُخنَّ ِ ﴿فَاَل أُ ْق ِ
والزهــرة،س﴾ هي :النجــوم الخمســةُ :زحــلُ ،وال ُمشــتري ،وال ِمــ ِّريخُّ ، ﴿ا ْل َجــ َوا ِر ا ْل ُكنَّ ِ
طار ٌد ،تَخنُسُ ــ بضم النو ِن ــ أي :ترجع في مجراهــا وراءهــا ،بينمــا تــرى النج َم في آخــر و ُع ِ
النون:ـ تَد ُخل في ِكناسها ،أي :تغيب في المواضــع ِ البُرج إذ ك َّر راجعا ً إلى أ َّولِه ،وتَكنِس بكسر
التي تغيب فيها.
أدبر.
س﴾ :أقبل بظالمه أو َ س َع َ ﴿ َواللَّ ْي ِل إِ َذا َع ْ
يصير نهاراً بيِّناً. َ س﴾ :امت َّد حتَّى ح إِ َذا تَنَفَّ َالص ْب ِ
﴿ َو ُّ
يم﴾ على هللا تعــالى ،وهــو جبريــل ،أُضــيفَ إليــه؛ ـول َكـ ِر ٍـو ُل َرسـ ٍ ﴿إنَّهُ﴾ أي :القــرآنَ ﴿لَقَـ ْ
لنزوله به.
ش﴾ أي :هللاِ تعــالى ﴿ َم ِكي ٍن﴾ :ذي مكان ـ ٍة. ـر ِ ﴿ع ْن ـ َد ِذي ا ْل َعـ ْ ﴿ ِذي قُ ـ َّو ٍة﴾ أي :شــدي ِد القُــوى ِ
متعلِّق به «عندَ».
اع ثَ َّم﴾ أي :تطيعه المالئكةُ في السماوات ﴿أَ ِمي ٍن﴾ على الوحي. ﴿ ُمطَ ٍ
آخر ال ُمق َسم عليــه.عطف على «إنَّه» إلى ِ ٌ احبُ ُك ْم﴾ :محم ٌد صلَّى هللا عليه وسلَّم. ص ِ ﴿ َو َما َ
ون﴾ كما زعَمتُم. ﴿بِ َم ْجنُ ٍ
ق عليهــا ﴿ َولَقَ ْد َرآهُ﴾ رأى مح َّم ٌد صـلَّى هللا عليــه وسـلَّم ِجبريـ َل على صــورته الــتي ُخلِـ َ
ين﴾ :البي ِِّن ،وهو األعلى بناحية المشرق. ق ا ْل ُمبِ ِ﴿بِاأْل ُفُ ِ
وخبر السماء ِ ب﴾ :ما غاب ِمن الوحي ﴿ َو َما ُه َو﴾ :محمد صلى هللا عليه وسلم ﴿ َعلَى ا ْل َغ ْي ِ
ص شيئا ً منه. هم ،وفي قراءة بالضاد ،أي :ببخيل ،فيُنقِ َ ين) أي :بمتَّ ٍ (بِظَنِ ٍ
يم﴾ :مرجوم. ﴿ر ِج ٍالسمع َ
ِ سترق
ِ طان﴾ ُمش ْي ٍ القرآن ﴿بِقَ ْو ِل َ
ُ ﴿ َو َما ه َُو﴾ أي:
ضكمـ عنه؟إنكاركم القرآنَ ،وإعرا ِ ِ ق تَ ْسلُكونَ في ي طري ٍ ﴿فَأَيْنَ ت َْذ َهبُونَ ﴾ :فأ َّ
اإلنس والجنِّ .
ِ ﴿إِنْ ﴾ :ما ﴿ه َُو إِاَّل ِذ ْك ٌر﴾ِ :عظةٌ ﴿لِ ْل َعالَ ِمينَ ﴾:
10
ستَقِي َم﴾ باتِّباع الحقِّ. ﴿لِ َمنْ شَا َء ِم ْن ُك ْم﴾ بد ٌل ِمن «العالمين» بإعادة الجارِّ﴿ .أَنْ يَ ْ
ــق ق ﴿إاَّل أَنْ يَ َ
شــا َء هللاُ َر ُّب ا ْل َعــالَ ِمينَ ﴾ :الخالئِ ِ َشــا ُؤونَ ﴾ االســتقامةَ على الحــ ِّ
﴿ َو َمــا ت َ
استِقا َمتكم عليه.
***
11