You are on page 1of 7

‫رسالة أبي حنيفة إلى عثمان البتي‬

‫ل وبعد‪ .‬هذه رسالُة الماِم أبي حنيفة رض َ‬


‫ي‬ ‫لا ِ‬
‫ل والصلُة والسلُم على رسو ِ‬
‫الحمُد ِ‬
‫ل عنُه إلى عثمان البتي‬
‫‪.‬ا ُ‬

‫ل الذي ل إلَه إل هو‪:‬‬


‫كا َ‬
‫ك‪ ،‬فإني أحمُد إلي َ‬
‫ي‪ :‬سلٌم علي َ‬
‫ن الَبـّت ّ‬
‫عثما َ‬
‫من أبي حنيفَة إلى ُ‬
‫ل حسيًبا وجازًيا‬
‫ل وطاعِتِه‪ ،‬وكفى با ِ‬
‫ك بتقوى ا ِ‬
‫‪.‬أما بعُد فإني أوصي َ‬

‫ك إلى‬
‫ت أنُه دعا َ‬
‫ك وحفظكَ لنا‪ .‬وقد كتب َ‬
‫حِت َ‬
‫ت الذي فيه من َنصي َ‬
‫ك‪ ،‬وفهْم ُ‬
‫بلغني كتاُب َ‬
‫عْنَدنا‬
‫ضَعهُ ِ‬
‫ن مو ِ‬
‫حِة‪ ،‬وعلى ذلك كا َ‬
‫ك على الخيِر والنصي َ‬
‫صَ‬
‫حْر ُ‬
‫ب بما كتبتُه ِ‬
‫‪.‬الكتا ِ‬

‫ك يش ُ‬
‫ق‬ ‫ن ذل َ‬
‫ل‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن ضا ٌ‬
‫ل‪ :‬مؤم ٌ‬
‫جَئِة‪ ،‬وأني أقو ُ‬
‫ك أني من الُمر ِ‬
‫ت تذكُر أنُه بلغ َ‬
‫كتب َ‬
‫ث الّنا ُ‬
‫س‬ ‫ل تعالى عذٌر لهِلِه‪ ،‬ول فيما أحد َ‬
‫ك‪ .‬ولعمري ما في شىٍء باعد عن ا ِ‬
‫علي َ‬
‫ن‪ .‬ودعا إليه محمٌد‬
‫وابتدعوا]‪ [1‬أمٌر ُيهتدى به ‪ ،‬ول المُر إل ما جاَء به القرءا ُ‬
‫س‪ ،‬وأما ما سوى ذلك‬
‫ق الّنا ُ‬
‫ل عليِه وسلَم ‪ ،‬وكان عليِه أصحاُبُه حتى تفر َ‬
‫صلى ا ُ‬
‫ل به لم‬
‫كا ُ‬
‫ك‪ ،‬وأعلْم أنُه لول رجاُء أن ينفع َ‬
‫ث]‪ ،[2‬فافَهْم كتابي إلي َ‬
‫حَد ٌ‬
‫ع وُم ْ‬
‫فُمْبَتَد ٌ‬
‫ك‪.‬‬
‫ن علي َ‬
‫ل الشيطا ُ‬
‫ك‪ ،‬وتخوف أن يدخ َ‬
‫ك على نفس َ‬
‫ك‪ ،‬فاحذْر رأي َ‬
‫ب إلي َ‬
‫ف الكتا َ‬
‫أتكل ْ‬
‫ق لنا ولك برحمِتِه‬
‫ك بطاعِتِه‪ ،‬ونسأُلُه التوفي َ‬
‫ل وإيا َ‬
‫صمنا ا ُ‬
‫ع َ‬
‫‪َ.‬‬

‫ل عليِه‬
‫ل تعالى محمدًا صلى ا ُ‬
‫ثا ُ‬
‫ل أن يبع َ‬
‫ك قب َ‬
‫ل شر ٍ‬
‫س كانوا أه َ‬
‫ن الّنا َ‬
‫كأّ‬
‫ثم ُأخِبُر َ‬
‫ث محمدًا يدعوُهْم إلى السلِم‪ ،‬فدعاُهم إلى أن يشهدوا أنُه ل إلَه إل ا ُ‬
‫ل‬ ‫وسلِم ‪ ،‬فبع َ‬
‫ل تعالى‬
‫ك لُه‪ ،‬والقراِر بما جاَء بِه من ا ِ‬
‫‪.‬وحَدُه ل شري َ‬
‫ق‬
‫ك ‪ ،‬حرامًا مالُه ودمُه‪ ،‬له ح ُ‬
‫ل في السلِم مؤمًنا بريًئا من الشر ِ‬
‫وكان الداخ ُ‬
‫ن‪ ،‬حل ً‬
‫ل‬ ‫ن دعا إليِه كافرًا بريئًا من اليما ِ‬
‫ك حي َ‬
‫ك لذل َ‬
‫حرَمُتُهم‪ ،‬وكان التار ُ‬
‫نوُ‬
‫المسلمي َ‬
‫ل سبحانُه‬
‫ل‪ .‬إل ما ذكَر ا ُ‬
‫ل في السلِم أو القت ِ‬
‫ل منُه إل الدخو ُ‬
‫مالُه ودمُه‪ ،‬ل ُيْقَب ُ‬
‫ض بعد ذلك على أه ِ‬
‫ل‬ ‫ب من إعطاِء الجزيِة‪ ،‬ثم نزلتِ الفرائ ُ‬
‫ل الكتا ِ‬
‫وتعالى في أه ِ‬
‫ق‬
‫‪.‬التصدي ِ‬

‫ل‪ }:‬الذين آمنوا وعملوا‬


‫ل عّز وج ّ‬
‫لا ُ‬
‫ن ولذلك يقو ُ‬
‫ل مع اليما ِ‬
‫فكان الخُذ بها عم ً‬
‫ن‪ .‬فلم يكن‬
‫ل صالحًا{ وأشباُه ذلك من القرءا ِ‬
‫ل ويعم ُ‬
‫ن با ِ‬
‫ن يؤم ُ‬
‫الصالحات{ وقال‪ }:‬وم ْ‬
‫ضّيُع‬
‫ل‪ .‬ولو كان الَم َ‬
‫ق بغير عم ٍ‬
‫ق‪ .‬وقد أصاب التصدي َ‬
‫ل مضيعًا للتصدي ِ‬
‫الَمضَّيُع للعم ِ‬
‫ل كما أن الّناس‬
‫حْرمِتِه بتضييعِه العم َ‬
‫نوُ‬
‫ل من اسِم اليما ِ‬
‫ق لنتق َ‬
‫ل ُمضّيعًا للتصدي ِ‬
‫للعم ِ‬
‫جعوا إلى‬
‫حْرَمِتِه وحّقِه‪ ،‬وَر َ‬
‫نوُ‬
‫ق لنتقلوا بتضييعِه من اسِم اليما ِ‬
‫لو ضَّيعوا التصدي َ‬
‫ف به اختلُفُهما أن الّناس ل يختلفو َ‬
‫ن‬ ‫ك‪ .‬ومما ُيْعَر ُ‬
‫حالهم التي كانوا عليها من الشر ِ‬
‫ضُهم ‪.‬‬
‫ف فرائ ُ‬
‫ل‪ .‬وتختل ُ‬
‫ن في العم ِ‬
‫ن فيِه‪ .‬وقد يتفاضلو َ‬
‫ق‪ .‬ول يتفاضلو َ‬
‫في التصدي ِ‬
‫ن ما‬
‫ع لكم من الدي ِ‬
‫شَر َ‬
‫ل تعالى‪َ }:‬‬
‫لا ُ‬
‫ل واحٌد‪ .‬فلذلك يقو ُ‬
‫ن الرسو ِ‬
‫ن أهل السماِء ودي ُ‬
‫ودي ُ‬
‫صينا به إبراهيَم وموسى وعيسى أن أقيموا‬
‫حينا إليك وما و ّ‬
‫صى به نوحًا والذي أْو َ‬
‫و ّ‬
‫سِلِه ليس كالهدى فيما‬
‫ل وُر ُ‬
‫ن ول تتفرقوا فيه{‪ .‬واعلْم أن الهدى في التصديقِ با ِ‬
‫الدي َ‬
‫ل بما‬
‫سّميِه مؤمناً وهو جاه ٌ‬
‫ك؟ وأنت ُت َ‬
‫ل ذلك علي َ‬
‫ض من العمال‪ .‬ومن أين ُيشِك ُ‬
‫افُتِر َ‬
‫ل تعالى في‬
‫سّميه مؤمنًا بتصديِقِه‪ ،‬كما سماُه ا ُ‬
‫ض فل ُبّد من أن ُت َ‬
‫ل يعلُم من الفرائ ِ‬
‫ل‪ .‬فهل‬
‫ض‪ .‬وهو إنما يتعلُم ما يجه ُ‬
‫ل بما ل يعلُم من الفرائ ِ‬
‫كتابِه وأن ُتسّميِه جاه ً‬
‫ل عن معرفِة ما تعّلمُه‬
‫ل عن معرفِة ال تعالى ومعرفِة رسولِه كالضا ِ‬
‫ن الضا ُ‬
‫يكو ُ‬
‫ل لكم أن‬
‫نا ُ‬
‫ض ‪ُ } :‬يَبّي ُ‬
‫الّناسُ وهم مؤمنون؟ وقد قال ال تعالى في تعليِمِه الفرائ َ‬
‫حداُهما‬
‫ضلّ إحداُهما فُتَذّكر إ ْ‬
‫ن ُت ِ‬
‫ل بـكل شىٍء عليم{ ]‪ ،[3‬وقال‪ }:‬أ ْ‬
‫تضـّلوا وا ُ‬
‫جُة‬
‫حّ‬
‫ن‪ .‬وال ُ‬
‫ضالين{]‪ [5‬يعني من الجاهلي َ‬
‫خرى{ ]‪ ،[4‬وقال ‪َ }:‬فَعْلُتها إذا وأنا من ال ّ‬
‫ال ْ‬
‫ك‪،‬‬
‫ل على مثل َ‬
‫شِك َ‬
‫ن ُت ْ‬
‫ح من أ ْ‬
‫ن وأوض ُ‬
‫ق ذلك أبي ُ‬
‫سّنِة على تصدي ِ‬
‫ل تعالى وال ُ‬
‫با ِ‬
‫من كتا ِ‬
‫ص‪ ،‬ومؤم ٌ‬
‫ن‬ ‫ن عا ٍ‬
‫ى‪ ،‬ومؤم ٌ‬
‫ن مخط ٌ‬
‫ب‪ ،‬ومؤم ٌ‬
‫ن مذن ٌ‬
‫ن ظالٌم‪ ،‬ومؤم ٌ‬
‫ل ‪ :‬مؤم ٌ‬
‫أَولستَ تقو ُ‬
‫ل عن‬
‫ضا ّ‬
‫ن َ‬
‫ن‪ ،‬أو يكو َ‬
‫ظلَم وأخطَأ مهتديًا فيِه مع ُهداُه في اليما ِ‬
‫ن فيما َ‬
‫ل يكو ُ‬
‫جائٌر؟ ه ْ‬
‫ق الذي أخطأُه؟‬
‫الح ّ‬

‫ك لفي‬
‫ن أنهم عنْوا‪ :‬إّن َ‬
‫ظّ‬
‫ك القديم{]‪ ،[6‬أت ُ‬
‫ك لفي ضلل َ‬
‫وقول بني يعقوب لبيِهْم ‪ }:‬إّن َ‬
‫ن عالم‬
‫ت بالُقرءا ِ‬
‫ل أن تفَهَم هذا‪ ،‬وأن َ‬
‫‪.‬كفرك القديم ؟ حاشا ِ‬

‫ق قب َ‬
‫ل‬ ‫ل تصدي ٍ‬
‫ن الّناس كانوا أه َ‬
‫ت به إلينا‪ :‬أ ّ‬
‫ن المَر لو كان كما كتب َ‬
‫عَلْم أ ّ‬
‫وا ْ‬
‫ق أن يستحّقوا اسَم التصدي ِ‬
‫ق‬ ‫ل التصدي ِ‬
‫ن ينبغي له ِ‬
‫ض‪ ،‬لكا َ‬
‫ت الفرائ ُ‬
‫ض‪ ،‬ثم جاء ِ‬
‫الفرائ ِ‬
‫ل حين ُكّلُفوا به‪ ،‬ولم تّفسر لي ما ُهم عليه‪ ،‬وما ديُنهم‪ ،‬وما ُمستُقّرهم عندك قبل‬
‫بالعم ِ‬
‫ن كّلفوا‬
‫ل حي َ‬
‫حّقوا السَم إل بالعم ِ‬
‫‪.‬ذلك؟ إذًا هم لم َيسَت ِ‬

‫ت‪ ،‬وكان‬
‫حُرمُتهم‪ ،‬صدق َ‬
‫نوُ‬
‫ن تجري عليهم أحكاُم المسلمي َ‬
‫ت أنهم مؤِمنو َ‬
‫فإن زعم َ‬
‫ي صلى‬
‫ت النب ّ‬
‫ت وخالف َ‬
‫ت أنهم كفاٌر فقد ابتدع َ‬
‫ن َزعم َ‬
‫ك‪ .‬وإ ْ‬
‫ت به إلي َ‬
‫صوابًا‪ِ ،‬لما كتب ُ‬
‫ت أّنُه ليس‬
‫ع‪ ،‬وَزعْم َ‬
‫ت من أهل البد ِ‬
‫ل من تَعّن َ‬
‫ت بقو ِ‬
‫ن‪ .‬وإن قل َ‬
‫ال عليه وسلم والقرءا َ‬
‫ل عليه وسلم‬
‫ف للنبي صلى ا ُ‬
‫ل بدعٌة وخل ٌ‬
‫ن‪ ،‬فاعلْم أن هذا القو َ‬
‫بكافٍر ول مؤم ٍ‬
‫‪.‬وأصحابِه‬

‫ن‪،‬‬
‫ل عنُه أميَر المؤمني َ‬
‫ن‪ ،‬وعمٌر رضي ا ُ‬
‫ل عنُه أميَر المؤمني َ‬
‫ي رضي ا ُ‬
‫ي عل ّ‬
‫سّم َ‬
‫وقد ُ‬
‫شام‬
‫ل ال ّ‬
‫ل حرِبِه من أه ِ‬
‫ي أه َ‬
‫سّمى عل ّ‬
‫ض كّلها يعنون؟ وقد َ‬
‫ن في الفرائ ِ‬
‫أَو أميُر المطيعي َ‬
‫ن وهو يقتُلُهم ؟ وقد اْقَتَتل أصحابُ رسول‬
‫ضّية‪ .‬أوكانوا مهتدي َ‬
‫ب الَق ِ‬
‫ن‪ ،‬في كتا ِ‬
‫مؤمني َ‬
‫ك؟‬
‫ن جميعًا‪ ،‬فما اسُم الباغيِة عند َ‬
‫ن ُمهَتديتْي ِ‬
‫ن الفَئتا ِ‬
‫ل عليِه وسلَم ‪ ،‬ولْم تك ِ‬
‫ال صلى ا ُ‬

‫ب محمٍد عليه‬
‫ل‪ ،‬ثّم دماِء أصحا ِ‬
‫ب أهل القبلِة ذنبًا اعظَم من القت ِ‬
‫ل ما أعلُم من ذنو ِ‬
‫فوا ِ‬
‫ك؟ وليسا مْهَتديين جميعًا‬
‫صًة‪ .‬فما اسُم الفريْقين عند َ‬
‫‪.‬الصلُة والسلُم خا ّ‬

‫ت‪،‬‬
‫ن جميعاً ابتدع َ‬
‫ت أنُهما ضال ِ‬
‫ت‪ ،‬وإن زعم َ‬
‫ن جميعًا ابتدع َ‬
‫ت أنُهما ُمهَتديا ِ‬
‫فإن زعم َ‬
‫ت‪َ .‬تَفّهْم هذا الذي‬
‫صْب َ‬
‫ل أعلُم‪ ،‬أ َ‬
‫ت‪ :‬ا ُ‬
‫حَدُهما ُمتهٍد فما الخُر؟ فإن قل َ‬
‫نأَ‬
‫ت‪ :‬إ ّ‬
‫وإن قل َ‬
‫ت به إلي َ‬
‫ك‬ ‫‪.‬كتب ُ‬

‫ن بتضييِع شىٍء من‬


‫جُهم من اليما ِ‬
‫خِر ُ‬
‫ت ُأ ْ‬
‫ن‪ ،‬لس ُ‬
‫ل القبلِة مؤمنو َ‬
‫ل‪ :‬أه ُ‬
‫وأعلم أني أقو ُ‬
‫ل الجّنِة‬
‫ن كان من أه ِ‬
‫ض كّلها مع اليما ِ‬
‫ل تعالى في الفرائ ِ‬
‫عا َ‬
‫ض‪ ،‬فمن أطا َ‬
‫الفرائ ِ‬
‫ب اليما َ‬
‫ن‬ ‫ل النّاِر‪ ،‬ومن أصا َ‬
‫ل كان كافرًا من أه ِ‬
‫ن والعم َ‬
‫ك اليما َ‬
‫عندنا‪ ،‬ومن تر َ‬
‫ن شاَء عذَبُه‬
‫ل تعالى فيِه المشيئُة إ ْ‬
‫ض كان مؤمنًا مذنبًا‪ ،‬وكان ِ‬
‫وضّيَع شيئًا من الفرائ ِ‬
‫ب يعّذبُه‪ ،‬وإن غفَر لُه فذنبًا‬
‫ن شاَء غفَر لُه‪ ،‬فإن عذبُه على تضييعِه شيئًا فعلى ذن ِ‬
‫وإ ْ‬
‫‪.‬يْغِفُر‬

‫ل عليِه وسلَم فيما كان‬


‫ب رسول ال صلى ا ُ‬
‫ف أصحا ِ‬
‫ى من اختل ِ‬
‫ل فيما مض َ‬
‫وإني أقو ُ‬
‫ل القبلِة‪ ،‬لّنُه أْمُر أصحاب رسول ا ِ‬
‫ل‬ ‫ك في أه ِ‬
‫ن هذا إل رأي َ‬
‫عَلُم‪ .‬ول أظ ّ‬
‫لأ ْ‬
‫بيَنُهم‪ :‬ا ُ‬
‫ل عليِه وسلَم وأمُر حملِة السّنِة والِفْقِه‬
‫‪.‬صلى ا ُ‬

‫ب رسو ِ‬
‫ل‬ ‫ن هذا أْمُر أصحا ِ‬
‫ف له هذا أ ّ‬
‫ص ُ‬
‫ن َن ِ‬
‫ح‪ ،‬ونح ُ‬
‫ن أبي ربا ٍ‬
‫ك عطاُء ب ُ‬
‫خو َ‬
‫عَم أ ُ‬
‫زَ‬
‫‪.‬ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ن هذا أمُر أصحابِ محمٍد صلى ال عليه وسلم‬
‫جَبْيٍر‪ :‬أ ّ‬
‫ن ُ‬
‫عَم سالٌم عن سعيِد ب ِ‬
‫‪.‬وز َ‬

‫ل عنهما‬
‫ن عمَر رضي ا ُ‬
‫لبِ‬
‫ن هذا أمُر عبد ا ِ‬
‫ك نافٌع أ ّ‬
‫خو َ‬
‫عَم أ ُ‬
‫‪.‬وز َ‬

‫ل عنهما أنّ هذا‬


‫س رضي ا ُ‬
‫ن عّبا ٍ‬
‫س عن اب ِ‬
‫عَم ذلك أيضًا عبُد الكريِم عن طاو َ‬
‫وز َ‬
‫‪.‬أمرُه‬

‫ب القضّيَة أنُه ُيسّمي‬


‫ن كت َ‬
‫ل تعالى عنُه حي َ‬
‫ب رضي ا ُ‬
‫ن طال ٍ‬
‫وقد بلَغني عن علي ب ِ‬
‫ن جميعًا‬
‫ن مؤمني َ‬
‫‪.‬الطائفَتْي ِ‬

‫ك فيما بَلَغني عن َ‬
‫ك‬ ‫ن عبد العزيز كما رواُه من لقَيُه من إخوان َ‬
‫عَمُر ب ُ‬
‫عَم ذلك أيضًا ُ‬
‫وز َ‬
‫ضعوا لي في هذا كتابًا‪ ،‬ثّم أْنشأ ُيعّلُمُه ولَدُه‪ ،‬ويأُمُرهم بتعليِمِه – عّلْمُه‬
‫ثم قال‪َ :‬‬
‫ن من المسلمي َ‬
‫ن‬ ‫ل تعالى – فكان بمكا ٍ‬
‫كا ُ‬
‫حَم َ‬
‫ك َر ِ‬
‫‪.‬جلساََء َ‬

‫فم ْ‬
‫ن‬ ‫ن تعر َ‬
‫سّنَة‪ ،‬وأنت ينَبغي لك أ ْ‬
‫ن الّناس ال ُ‬
‫ل ما عّلمُتم وما ُتعّلمو َ‬
‫ن أفض َ‬
‫علْم أ ّ‬
‫وا ْ‬
‫‪.‬أهُلها الذين ينبغي أن يتعّلموها‬

‫ع بهذا‬
‫ل البد ِ‬
‫ل‪ ،‬وسّماهم أه ُ‬
‫ب قوٍم تكّلموا بعْد ٍ‬
‫جَئِة فما ذن ُ‬
‫ت من اسم المر ِ‬
‫وأّما ما ذكْر َ‬
‫ل البتَة‪ ،‬وَلَعْمري‬
‫سّنِة‪ ،‬وإّنما هذا السُم سّماهم به أه ُ‬
‫ل ال ُ‬
‫ل وأه ُ‬
‫ل العد ِ‬
‫السِم؟ ولكّنهم أه ُ‬
‫ن المْرجَئَة‪،‬‬
‫ل شنآ ِ‬
‫ن ُيسّمَيُهم أْه ُ‬
‫ك عليه أ ْ‬
‫س فوافقو َ‬
‫ت إليه الّنا َ‬
‫ل لو دعو َ‬
‫ن عد ً‬
‫جُ‬‫ما ُيَه ّ‬
‫ت بِه من أهل‬
‫ن ذلك ما أخذ َ‬
‫جُ‬‫ك كان هذا السُم بْدعًة‪ ،‬فهل ُيَه ّ‬
‫فلْو كانوا فعلوا ذل َ‬
‫ل؟‬
‫العد ِ‬
‫ك بها‬
‫لموَر التي أجبُت َ‬
‫ت لك ا ُ‬
‫ن َيكُثَر الّتفسيُر لشرح ُ‬
‫ل‪ ،‬وأ ْ‬
‫ثّم إّنُه لْول كراهيُة الّتطوي ِ‬
‫ع شيئاً فأعلْمني أجْب َ‬
‫ك‬ ‫ل البد ِ‬
‫ك أه ُ‬
‫ل علي َ‬
‫خَ‬‫ك شىٌء أو َأد َ‬
‫ل علي َ‬
‫شَك َ‬
‫نأ ْ‬
‫ت ِبِه‪ُ ،‬ثّم إ ْ‬
‫فيما كَتْب ُ‬
‫ل المستعا ُ‬
‫ن‬ ‫ك وَنْفسي خيرًا وا ُ‬
‫ل تعالى‪ُ ،‬ثّم ل ءالو َ‬
‫‪.‬فيه إن شاَء ا ُ‬

‫ل منَقلباً كريمًا وحياًة طيبًة‪ ،‬وسلُم ا ِ‬


‫ل‬ ‫ك‪ ،‬رزَقنا ا ُ‬
‫جِت َ‬
‫ك وحا َ‬
‫ي بسلم َ‬
‫ب إل ّ‬
‫ع الكتا َ‬
‫ل َتد ِ‬
‫ل على سّيدنا محمٍد‬
‫ن وصلى ا ُ‬
‫ب العالمي َ‬
‫لر ّ‬
‫ل وبركاُتُه‪ .‬والحمُد ِ‬
‫ك ورحمُة ا ِ‬
‫علي َ‬
‫حبِه أجمعي َ‬
‫ن‬ ‫‪.‬وعلى ءالِه وص ْ‬

‫‪.‬انتهت رسالة المام أبي حنيفة رضي ال عنه إلى عثمان البتي رحمه ال‬

‫ع السيئِة ]‪[1‬‬
‫ن البد ِ‬
‫ثمَ‬
‫‪.‬أي ما ُأحِد َ‬

‫ع السيئِة المخالفِة ]‪[2‬‬


‫ن البد ِ‬
‫ثمَ‬
‫ث‪ :‬معناُه ما استحد َ‬
‫ع ومحد ٌ‬
‫ك فمبَتَد ٌ‬
‫قوُلُه ما سوى ذل َ‬
‫ق للقرءا ِ‬
‫ن‬ ‫ث المواف ُ‬
‫ث لو اطلع عليِه الصحابُة لنكروه أما المحد ُ‬
‫ن والسنِة بحي ُ‬
‫للقرءا ِ‬
‫ت البدعِة الحسنِة الممدوحِة‬
‫ج تح َ‬
‫حُه الصحابُة فينَدِر ُ‬
‫ث وَمَد َ‬
‫‪.‬والحدي ِ‬

‫‪ .‬سورة النساء ءاية ‪[3] 176‬‬

‫‪ .‬سورة البقرة ءاية ‪[4] 282‬‬

‫‪ .‬سورة الشعراء ءاية ‪[5] 20‬‬

‫‪ .‬سورة يوسف ءاية ‪[6] 95‬‬


Source: http://darulfatwa.org.au/content/view/434/310/

www.kitabklasik.co.cc

You might also like