Professional Documents
Culture Documents
تأليف
الطبعة األوىل
1442هـ2020/م
3 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
***
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 4
ويف سنة 1196هـ أعلن أحمد التيجاين بلوغه مرتبة الوالية العظمى والفتح
آمرا إياه
كما من األورادً ،
األكرب ،برؤيته للنبي عيانًا ويقظة؛ حيث لقنه ًّ
برتك كل ما أخذه عن غيره من الطرق؛ إذ “ال منة لغيره عليه” ،وملز ًما إياه بالطريقة
“تعليما عا ًّما ومطل ًقا”.
ً الجديدة من غير اعتزال وال خلوة ،حتى يعلم الناس ويربيهم
وشاع بعد ذلك أنه أخذ عن النبي الورد المعروف بصالة
الفاتح لما أغلق ،وسيأيت ذكرها يف المباحث المتعلقة بالمعتقد ،وبعد هذه
الحادثة وبعدما أخذ مقاليد “التعليم المطلق” يف الجزائر والمغرب ،ذاع ِصيته،
وانتشر ذكره يف منطقة المغرب العربي ،وشمال إفريقيا ،مع ما بدا لكبار الصوفية
من علو شأنه يف باقي بلدان العالم اإلسالمي.
وقد ساهمت العديد من العوامل يف قبول الناس لهذه الطريقة ،واستقرارهم
عليها ،منها :الجهل بأصول الدين ،وقلة المتفقهين يف الكتاب والسنة؛ لقلة المراكز
العلمية ،وكثرة االهتمام بتحفيظ القرآن ،ال سيما وأن حركة التأليف كانت تمس
شروحات الفقه واللغة العربية أكثر من العقيدة.
أيضا :تزامن حركة التيجانيين مع هناية الحكم العثماين،
ومن العوامل ً
أيضا -شأهنا يف ذلك
وتكالب الدول األوروبية على العالم اإلسالمي ،ومنها ً
شأن كل البدع :-انتصار السلطات الحاكمة آنذاك للطريقة ،وتأمين انتشارها،
وحماية رؤوسها.
بعد فرتة من االستقرار بمدينة فاس تويف أحمد التيجاين عن عمر يناهز الثمانين
عا ًما ،فاستكمل تالميذه دعوته ،حتى صار للطريقة حال ًّيا أكثر من ثالثمائة مليون
تابع عرب العالم ،حسب اإلحصائيات.
7 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
تعني أن الكائن الممكن يستلزم كائنا آخر واجب الوجود بذاته ،ليمنح الوجود،
ويفيض عليه بالخير واإلبداع .وذلك الكائن الواجب الوجود هو اهلل جل شأنه؛ ألنه
موجود أوال بنفسه ،ودون حاجة إلى أي موجود آخر؛ كيال تمتد السلسلة إلى ما
ال هناية .وأن الكائنات األخرى جميعها مظاهر لعلمه وإرادته ،ومنه تستمد الحياة
والوجود؛ ولهذا كان وجودها عرضا وبالتبع .وبناء على هذا؛ فليس ثمة إال كائن
واحد موجود حقيقة وضرورة ،بل هو الوجود كله ،وال تسمى الكائنات األخرى
()1
موجودات ،إال بضرب من التوسع والمجاز.
هذه هي النظرية التي تدعى “وحدة الوجود” .وقد اعتنقها جماعة من الصوفية
بعد أن أخذت الدراسات الفلسفية يف اإلسالم تضمحل وتتوارى(.)2
((( يف الفلسفة اإلسالمية منهج وتطبيق د .إبراهيم مدكور – دار المعارف بمصر .ط 1968/ 2م-
.57-56/1
(( ( وحدة الوجود (الموسوعة اإلسالمية العامة) ،أ.د/.عبد اللطيف محمد العبد
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 8
وهذه ُ
بعض النصوص َّ
الدالة على انتحا ِل التجانية لعقيدة وحدة الوجود:
أن أذواق العارفين يف ذوات الوجود أهنم َير ْو َن قال يف «جواهر المعاين»..« :ا ْع َل ْم َّ
ِ ٍ ِ ٍ
اهلل تج َّلى كسراب بِقيعة ،فما يف ذوات الوجود ُك ِّله إلاَّ ُ َ
أعيان الموجودات
ِ
الموجودات وص َو ُر ِ بص َو ِرها وأسمائها ،وما َث َّم إلاَّ أسماؤه وصفا ُته؛
فظاهر الوجود ُ ُ ُ
الح ُجب الذين ُح ِجبوا ِ
أصحاب ُ وأسماؤها ظاهر ٌة بصورة الغير والغيرية ،وهي َمقا ُم
()1
الحق فيها».بظاهر الموجودات عن ُمطا َلعة ِِّ
ٍ
ساجد لغير اهلل يف الظاهر فما َع َبد وال َس َجد إلاَّ هلل أيضا« :ف ُك ُّل ٍ
عابد أو وقال ً
تعالى؛ ألنه هو المتج ِّلي يف تلك األلباس ،وتلك المعبودات ُك ُّلها تسجد هلل تعالى،
الخ ْلق
سطوة جالله ،ولو أنَّها َبر َز ْت لعبادة َ ِ وتعبده وتس ِّب ُحه خائف ًة مِ ْن
فة العين ل ِ َغ ْيرتِه تعالى لنسبة
بدون تج ِّليه فيها َلتح َّطم ْت يف أسرع مِن َطر ِ
َ ْ ْ َ
ِ وبر َز ْت لها
َ
وقال يف «رماح حزب الرحيم»« :وينبغي على المريد َأ ْن يعتقد يف شيخه أنه
()2
يرى أحوا َله ُك َّلها كما يرى األشيا َء يف الزجاجة»
طريق ِ
كشفه ِ محمد العربي السائح الشرقي« :ومِ ْن إخباره بالغيب عن وقال َّ
بأمور لم تقع إلاَّ بعد وفاتِه ،إ َّما بالتصريح أو بالتلويح»(. )3
ٍ إخباره
ُ
()1
المحمدية»..
َّ
اجلواب:
أن اال ِّطالع على الغيب مِ ْن خصوصيات اهلل ، ِ
اإليراد َّ جواب هذا
ُ
جاء ذلك صريحا يف أكثر مِن ٍ
آية يف كتاب اهلل منها :قو ُله تعالى﴿ :ﯶ َ ْ ً
ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ
ﰇ ﴾(.)2
وقو ُله﴿ :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﴾(.)3
وقو ُله﴿ :ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ﴾(. )4
علم الغيب باهلل َو ْحدَ ه ونفيِه َع َّم ْن سواه، ِ
بحصر ِ المصرحة
ِّ وغيرها ِم َن اآليات
ُ
نبي ُم ْر َس ٌل إلاَّ َم ْن أطلعهم ُ
اهلل عليه. الغيب َم َل ٌك ُم َّ
قر ٌب وال ٌّ َ فال يعلم
فإلحاق مع ظهور الفارق؛ ذلك ٌ الولي بالرسول كما ا َّدعا ُه التجا ُّين
ِّ ُ
إلحاق وأ َّما
الولي. حقِّ يف يستحيل الذي الوحي ألن اهلل ُي ْطلِ ُع ُر ُس َله على األمور الغيبية عن ِ
طريق َّ
ِّ
علم الغيب وبيده ال ُّط ُر ُق «فاهلل تعالى عنده ُ ُ المالكي :
ُّ القرطبي
ُّ قال
فم ْن شاء إطال َعه عليها َأ ْط َلعه ،و َم ْن شاء َح ْج َبه ِ
الموصل ُة إليه ال يملكها إلاَّ هوَ ، ُ
ل قوله تعالى﴿ :ﮩﮪﮫ عنها َح َج َبه ،وال يكون ذلك مِ ْن إفاضته إلاَّ على ُر ُسله بدلي ِ
ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ
()1
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ﴾
وقال﴿ :ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﴾(. )3(»)2
أحدً ا مِ ْن اختص َن ْف َسه بمفاتح الغيب ولم ُي ْطلِ ْع عليها َ َّ أن اهللفاآلي ُة صريح ٌة يف َّ
اهلل :لاَ َي ْع َل ُم َما يف َغ ٍد إِلاَّ
ب َخ ْم ٌس لاَ َي ْع َل ُم َها إِلاَّ َُخ ْلقه ،ويف الحديثَ « :م َفاتِ ُح ال َغ ْي ِ
ِ اهللَ ،ولاَ َي ْع َل ُم َما َت ِغ ُ
اهللَ ،ولاَاهللَ ،ولاَ َي ْع َل ُم َمتَى َي ْأتي الم َط ُر َأ َحدٌ إِلاَّ ُ
يض األَ ْر َحا ُم إِلاَّ ُ ُ
اهلل»(.)5 السا َع ُة إِلاَّ ُ
وتَ ،ولاَ َي ْع َل ُم َمتَى َت ُقو ُم َ ض َت ُم ُ َتدْ ِري َن ْف ٌس بِ َأ ِّي َأ ْر ٍ
صحيفة مِ ْن ٍ
نور ٍ «الدرة الخريدة»..« :واعتقا ُد المص ِّلي هبا أهنا يف
َّ وقال ِّ
مؤل ُف
عمرو ،بل هي مِ ْن كالمه
زيد وال ٍ إلهية ،وليس ْت مِن تأليف ٍ
ْ َ
ٍ ٍ
قدرة ُأن ِْز َل ْت بأقال ِم
ُ
والفضل الذي فيها ال ()1
سبحانه ،وأهنا لم تكن مِ ْن تأليف البكري ،ويف «جع»
أن هذه الصال َة مِ ْنالذاكر َّ
ُ األول :اإلذن ،الثاينَ :أ ْن يعتقد
يحصل إلاَّ بشرطينَّ :
ِّ ٍ ()2 ِ
تأليف مؤلف» وليس ْت مِ ْن
كالم اهلل تعالى كاألحاديث القدسية َ
التعليق:
وأقبح مساوئهم؛
ِ أبشع ُم ْن َكراتهم
تفضيل التجان ِّيين صال َة الفاتح على القرآن ِم ْن ِ
ُب الحديث وال َسنَدَ له ولو كتاب مِ ْن ُكت ِ
ٍ فكيف ُي ْع َقل َأ ْن يكون كال ٌم لم ُي ْر َو يف
الباطل مِ ْن بين يدَ ْي ِه وال مِ ْن خلفه؟!! سبحانك
ُ ضعيف ،يساوي كالم من ال ِ
يأتيه َ َ ْ
اهلل تعالى يف ُم ْح َك ِم َتن ِْزيله﴿ :ﭜﭝﭞﭟﭠ
هذا هبتان عظيم!! وقد قال ُ
(.)3
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ﴾
ُ
أفضل فمجر ُد اإلتيان بمثلِ كال ِم اهلل ِم َن المستحيالت؛ فكيف باإلتيان بما هو
َّ
ات؟!! بمر ٍ
منه َّ
ُب القوم ومراجعهم ـ ولو حاولوا َ
تأويله ـ صدٌّ عن المدون يف ُكت ِ
َّ هذا االعتقاد
عتقدُ َّ فإن من ي ِ كتاب اهلل تالو ًة وتد ُّب ًرا ،فعملاً
أن صالة الفاتح التي ال وتحاكما؛ َّ َ ْ َ
ً
ختمة مِ َن القرآن سينصرف ـ ال محال َة ـ عنه ٍ أسطر تعدل س َّت َة آالف ٍ تتجاوز ثالث َة
كلمات ال تتط َّلب منه وقتًا وجهدً ا؛ فيكون م ِ
ستح ًّقا للذ ِّم الوارد يف قول اهلل ٍ إلى
ُ ُ
تعالى﴿ :ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﴾(.)4
ِ
لكتاب« :الجامع» البن المشري]. «الدرة الخريدة»
َّ يرمز به مؤ ِّل ُ
ف الرمز ُ
ُ (( ( [هذا
لمحمد فتحا بن عبد الواحد السوسي (.)١٢٨ /٤
َّ «الدرة الخريدة»
َّ (( (
((( [سورة اإلسراء :آية .]88
((( [سورة الفرقان :آية .]30
15 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
النبي يقظ ًة بعد االلتقاء ا ِّدعاء التجاين أنه َتل َّقى صال َة الفاتح ِم َن ِّ
حس ًّيا ما ِّد ًّيا :شطح ٌة صوفي ٌة سيأيت الر ُّد عليها يف باهبا إِ ْن شاء اهلل.
لقاء ِّ
به ً
خص قبحا وشناع ًة اعتقا ُد التجان ِّيين أنَّ رسول اهلل َّ وما يزيدها ً
زعيمهم بفضل ال ِورد المزعوم ،قال« :و َم ْن َأ َخذ عنِّي ِ
الو ْر َد المعلوم الذي هو الز ٌم َ
أذ ْنتُه يدخل الجنَّ َة هو ووالداه وأزواجه ،وذريا ُته الم ِ
نفصل ُة عنه ال للطريقة ،أو عمن ِ
ُ ِّ َّ ُ َّ ْ
ِ
بغض وال عداوةٌ، سب وال ٌ عقاب ،بشرط َأ ْن ال يصدر منهم ٌّ ٍ ٍ
حساب وال الح َفد ُة بال
َ
الو ْرد إلى الممات»(. )1 وبدوا ِم مح َّبة الشيخ بال انقطا ٍع إلى الممات ،وكذلك مداومة ِ
النيب :
رابعا :عقيدتهم يف ِّ
قال يف «جواهر المعاين»« :قال :أخربين س ِّيدُ الوجود يقظ ًة ال منا ًما
أنت مِ َن اآلمنين ،و َم ْن رآك مِ َن اآلمنين إِ ْن مات على اإليمان. )1(»..
قال ليَ :
وقال يف «رماح حزب الرحيم»« :وال يكمل العبدُ يف َمقام العرفان حتَّى يصير
(.)2
يجتمع برسول اهلل يقظ ًة ومشافهةً»..
ُ
روحه يف اليقظة متش ِّكل ًة بصورته
وقال يف «بغية المستفيد»..« :منهم َم ْن يرى َ
الشريفة ،ومنهم َم ْن يرى حقيق ًة ذا َته الشريفة وكأنه معه يف حياته ،
(.)3
المقام األعلى يف رؤيته » وهؤالء هم ُ
أهل َ
وأما التفسري الذي بنى عليه التجاني ُة عقيد َتهم فباط ٌل ِم ْن وجو ٍه منها:
َّ
شرعا؛ ٌ
مستحيل ً النبي قد مات ،ورؤيتُه بعد موته يقظ ًة
َّ ) 1أنَّ
ناف لقوله تعالى﴿ :ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﴾(.)4 ألنه م ٍ
ُ
رأ ْوه يف المنام ،ولم يذكر واحدٌ وخ َل ِفها قد َ سلف ُ
األ َّمة َ ِ غفيرا ِم ْن
جمعا ً
ً ) 2أنَّ
الحديث على ِ
ظاه ِره َل َل ِز َم منه ا ِّدعا ُء الكذب على ُ منهم أنه رآه يف اليقظة ،فلو ُح ِمل
رسول اهلل ،وخربُ الصادق ال يتخ َّلف.
رأ ْوه منا ًما صحاب ًة ،ولأَ مكن ُ
بقاء ظاه ِره لكان هؤالء الذين َ
) 3ولو ُح ِمل على ِ
ِ
الصحبة إلى يوم القيامة.
«الم ْف ِهم ل ِ َما أشكل مِ ْن تلخيص كتاب مسلم» للقرطبي (.)٢٣ /٦
ُ (((
الثأر»لمحمد
َّ (( ( (رماح الحزب الرحيم» لعمر بن سعيد الفويت الطوري (« ،)١٩٩ /١الجيش الكفيل بأخذ
محمد الصغير الشنجبيطي (.)٦٥ ،٦٤
بن َّ
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 20
أفضل مِ ْن هؤالء المذكورين ُ النبي يقظ ًة بعد موته لم ُتنْ َقل َّ
عم ْن ُهم ِّ
ِ َ
حوادث كانَت األ َّم ُة اإلسالمية المفضلة ،الس َّيما مع وقو ِع
َّ مِ ْن أهل القرون الثالثة
لحسم الخالف فيها ودف ِع الفرقة واالختالف: ِ ِ
الحاجة إلى ظهوره بأ َم ِّس
كاختالف المهاجرين واألنصار على الخالفة ،وبقي النزاع بينهم م ِ
ستم ًّرا ُ ُ
ِ َ
النبي ،فلم يظهر ألفض ِل ثالث َة أ َّيا ٍم َشغلهم عن دفن ِّ
ِّزاع يف ٍ
أمر ُم ِه ٍّم. وينقطع بذلك الن ُ
َ ُأ َّمته بعده ل ُي ْخبِ َره أنه الخليف ُة
ِ
وكاختالف أبي بك ٍر مع فاطمة على ميراث أبيها .
طالب رضي اهللٍ وعلي ِ
بن أبي ِّ وما َو َقع بين طلحة والزبير وعائشة ِم ْن ٍ
جهة،
ِ عن الجميع -مِن ٍ
حرب الجمل؛ ف ُقتل فيها َخ ْل ٌق ٌ
كثير ُ جهة أخرى -حتَّى وق َع ْت ْ
مِ َن الصحابة.
النيب َ ك َتم شي ًئا ِم َن الوحي: بأن َّ خامس ًا :اعتقادهم َّ
«فلما انتقل إلى الدار اآلخرة -وهو كحياته َّ قال يف «جواهر المعاين»:
ِ ِ
للخاص» الخاص يف الدنيا سوا ًء -صار ُي ْلقي إلى ُأ َّمته َ
األمر
()3
ِّ َّ
قال كذلك« :وسألتُه :هل خربُ س ِّي ِد الوجود بعد موته كحياته سوا ًء؟
ُ
بساط ذلك نصه :األمر العا ُّم الذي كان يأتيه عا ًّما لأل َّمة ُط ِو َي
فأجاب بما ُّ
للخاصَّ ،
فإن ذلك يف بموته ،وبقي األمر الخاص الذي كان ي ِ
لقيه
ِّ ُ ُّ ُ
()1
دائما ال ينقطع»
حياته وبعد مماته ً
ِ وقال ِّ
عالما بفض ِل
«وسئل :هل كان ً مؤل ُف «الجيش الكفيل»ُ :
عالما به ،قالوا :ول ِ َم َل ْم يذكره ألصحابه؟ ِ ِ
«صالة الفاتح ل َما ُأ ْغلق»؟ فقال :نعم كان ً
ِ قالِ :
بتأخير وقته وعد ِم وجود َم ْن ُي ْظ ِه ُره ُ
اهلل على يدَ ْيه يف ذلك لعلمه
()2
الوقت»
شبهتهم:
جميع ما
َ النبي لم ِّ
يبلغ َّ استند التجانيون يف تقري ِر ما ا َّد َع ْوه ِم ْن أنَّ
ٍ
واهية منها: ُأ ِمر به إلى ُش ُب ٍ
هات
مؤل ُف «الجيش الكفيل»« :ويف فقه األعيان للشيخ سيدي المختار ) 1قال ِّ
«أخ ْذ ُت ليل َة ُأ ْس ِر َي بي نصه :قال عليه الصال ُة والسالمَ : الكنتي تعالى ما ُّ
علي العهدُ َأ ْن ُِ علي العهدُ َأ ْن أب ِّلغه ُِ
وعلم أخذ َّ ٌ للخاص والعا ِّم،
ِّ علم أخذ َّ ثالث َة علو ٍمٌ :
وعلم ال يقدر على حملِه ٌ لخواص أصحابي الذين يقدرون على حملِه، ِّ ال أب ِّلغه إلاَّ
قرر هذا علِ ْم َت ضرور ًة أنه غيري ُفأ ِ
ثم قال« :فإذا َت َّ
أحدً ا»َّ ، علي العهدُ ألاَّ ُأ ْخبِر به ََّ ذ خ
ِ ِ
األولين واآلخرين»» علم َّ لم ُي ْؤ َم ْر بتبلي ِغ ك ُِّل ما َعل َمه ،كيف وعنده ُ
()3
ِ
حفظ العلم (.)١٢٠ باب
البخاري يف كتاب «العلم» ُ
ُّ (( ( أخرجه
لمحمد العربي السائح الشرقي (.)٦٦
َّ ((( «بغية المستفيد»
(( ( [سورة المائدة :آية .]67
(( ( [سورة المائدة :آية .]3
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 24
وقو ُله « :إِ َّن ُه َل ْي َس َش ْي ٌء ُي َق ِّر ُب ُك ْم إِ َلى الجن َِّة إِلاَّ َقدْ َأ َم ْر ُت ُك ْم بِ ِه،
وشهدَ ْت له أ َّمتُه بأنه أ َّدى ِ ()1 َو َل ْي َس َشي ٌء ُي َق ِّر ُب ُك ْم إِلى الن ِ
َّار إِلاَّ َقدْ ن ََه ْي ُت ُك ْم َعنْ ُه» ْ
المحاف ِل يو َم َع َرف َة حيث قالَ « :ألاَ ِ ٍ
غير منقوصة يف أكربِ َ األمان َة وب َّلغ الرسال َة كامل ًة َ
ِ َه ْل ب َّل ْغ ُت؟» قالوا« :نعم» ،وكان يقولَ « :ف ْليب ِّل ِغ َّ ِ ِ
()2
ب»الشاهدُ منْ ُك ُم ال َغائ َ َُ َ
شيء ِم ْن
ٌ الوعاء الذي َكتَمه أبو هريرة يف َّأو ِل األمر فليس فيه ُ أ َّما
مماإن هذا َّ شيء ِم َن األحكام التكليفية؛ إذ َّ ٌ ومعرفة اهلل وتوحيده ،والِ الدينعلم ِّ ِ
الفتَن التي تكون بين أحاديث ِ ُ ِ
الجراب إن الذي يف ذلك كتمه ،وقد قِ َيلَّ : ال يجوز ُ
والمالحم التي تكون بين المسلمين وال ُك َّفار ،وامتنع عن التحديث ِ المسلمين،
رؤوس العوا ِّم ،وقِ َيل :إنما كان َيمتن ِ ُع
ُ مما ال تحتمله ألن ذلك َّ هبا قبل وقوعها َّ
خو ًفا مِ ْن َأ ْن َي ْس ُط َو عليه ُأ َمرا ُء بني ُأم َّية؛ ل ِ َما يعرفه مِ َن األحاديث المب ِّي ِنة ألسامي
يصرح خو ًفا على نفسه، راء السوء ،وكان يكنِّي عن بعضها وال ُأم ِ
ِّ َ
وإمارة الصبيان» يشير بذلك إلى خالفة يزيد ِ كقوله« :أعوذ باهلل مِ ْن رأس الستِّين
ُ ٍ ()3 ِ
وجهل ما َكتَمه أبو هريرة اهلل دعا َءه ومات قبلها بسنة بن معاوية ،واستجاب ُ
قر ُب إلى اهلل تعالى مِ َن األقوال واألعمال. مما ُي ِّ
يضر المؤم َن ،وليس َّ ال ُّ
التوسل به وبجدِّ ه ُّ مؤل ُف «رماح حزب الرحيم»« :وأ َّما كيفية قال ِّ
فصل على فهي أنك مهما َأر ْد َت حاج ًة مِ ْن حوائج الدنيا واآلخرة ِّ
توس ْل ُت ِ
رب َّثم تقول« :يا ِّ رسول اهلل بن َّية قضاء الحاجة التي تريدها َّ
محم ٍد يف قضاء ِ ِ
وعظيم ال َقدْ ر عندك س ِّيدنا َّ إليك بحبيبك ورسولك
وأتوجه إليك بجاه القطب ثم تقول« :أسألك الحاجة التي أريدها» ـ مائة ٍ
َّ مرة ـ َّ َّ
وجاهه عندك َأ ْن ُتعطِ َيني كذا وكذا»، ِ محمد التجاين َّ الكامل س ِّي ِدنا أحمد ِ
بن
()1
عشرا»..
وتسمي حاجتَك بعينها ً
ِّ
شيخا مِ َن
ً «الدرة الخريدة»َ « :م ْن زار مِ َن اإلخوان األحمد ِّيين َّ وقال ِّ
مؤل ُف
()2
شيخنا أبي الفيض ِ ِ
واالستمداد غير التوسل به المشايخ ح ًّيا كان أو م ِّيتًا بقصد
ُّ
ِ
الجلد َ
انسالخ ف َقدْ َخ َرج عن طريقة األحمدية وال إِ ْذ َن عنده فيها ،بل انسلخ منها
()3 ِ
البيض عن الدجاج».. َ
انفصال عن النعاج ،وانفصل عنها
شبهاتهم:
يستد ُّلون بقوله تعالى﴿ :ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﴾(. )4
ﻓ « ُيؤْ َخ ُذ ِم ْن هذه ِ
اآلية على طريق اإلشارة :وابتغوا إليه الوسيل َة التي تنقطعون
النبي ،وال وسيل َة إلى ِ هبا عن غيره لِت َِصلوا به ،وال وسيل َة
أعظم م َن ِّ
ُ
ِ
جملة ما يبتغي أعظم مِ َن الصالة عليه ،ومِ ْن النبي
ُ ِّ
«رماح حزب الرحيم يف نحور حزب الرجيم» لعمر بن سعيد الفويت الطوري الكدوي (.)٢٦٥ /١ (( (
فيضه عليهم مِ َن الخير كما يزعمون. ِ
لكثرة ما ُي ُ وسم ْوه بذلكهي كنية التجاينَّ ، (( (
لمحمد فتحا بن عبد الواحد السوسي (..)١٤٤ /٣ َّ «الدرة الخريدة»
َّ (( (
[سورة المائدة :آية .]35 (( (
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 26
()1
أعظم الوسائل إلى اهلل تعالى»
ُ ُ
الشيخ الكامل فإنه الوسيل َة إلى اهلل تعالى:
«توسلوا بجاهي؛ َّ
فإن جاهي عند وبما ُر ِوي عن ِّ
النبي أنه قالَّ :
()2
عظيم».
ٌ اهلل
«أن َر ُجلاً َض ِر َير ال َب َص ِر َأ َتى النَّبِ َّي َيف َّ : بن ُحن ٍ وبحديث عثمان ِ ِ
اهلل َأ ْن ُي َعافِ َينِي»َ ،ق َال« :إِ ْن ِش ْئ َت َد َع ْو ُتَ ،وإِ ْن ِش ْئ َت َ ف َق َال« :ا ْد ُع َ
َص َب ْر َت َف ُه َو َخ ْي ٌر َل َك»َ ،ق َالَ « :فا ْد ُع ْه»َ ،ق َالَ :ف َأ َم َر ُه َأ ْن َيت ََو َّض َأ َف ُي ْح ِس َن ُو ُضو َء ُه
الر ْح َم ِة، ٍ ِ
َو َيدْ ُع َو بِ َه َذا الدُّ َعاء :ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْس َأ ُل َك َو َأ َت َو َّج ُه إِ َل ْي َك بِنَبِ ِّي َك ُم َح َّمد َنبِ ِّي َّ
اجتِي َه ِذ ِه ل ِ ُت ْق َضى لِي ،ال َّل ُه َّم َف َش ِّف ْع ُه فِ َّي»(.)3 ِ
إِنِّي َت َو َّج ْه ُت بِ َك إِ َلى َر ِّبي في َح َ
«الدرة الخريدة»..« :وتأ َّم ْل َ
بيوت َّ مؤل ُفوبالقياس على المخلوق حيث قال ِّ
سلوك لألدب معهم ٌ جدْ ها ال ُبدَّ فيها مِ َن الواسطة ،ففي سلوكنا للوسائط الح َّكام َت ُِ
ِ
()4
خطاب اهلل ؟» ِ وسرع ٌة لقضاء حوائجنا ،وم ْن أين ألمثالنا َأ ْن يعرف َ
أدب
تفنيد شبههم:
النبي
ِّ التوسل بذات
ُّ ويمكن تفنيدُ ما اعتمدوا عليه لتجويز
وسائ ِر مشايخهم بما يلي:
ور َد ْت يف اآلية سليم؛ ذلك َّ
ألن الوسيلة التي َ ٍ فغير
أ َّما استداللهم بآية المائدة ُ
التقرب إلى اهلل باألعمال الصالحة كالصالة وسائر الطاعات ،وهذا
هي بمعنى ُّ
الثوري:
ُّ ُ
سفيان كثير ـ « :قال المفسرين ،قال اب ُن ٍ
ِّ األئم ُة مِ َن
الذي ا َّتفق عليه َّ
اس« :أي :ال ُق ْربة» ،وكذا قال مجاهدٌابن ع َّب ٍ ٍ
عطاء عن ِ حدَّ ثني أبي عن طلحة عن
وغير كثير والسدِّ ي وابن ٍ
زيد وعطا ٌء وأبو وائ ٍل والحس ُن وقتاد ُة وعبد اهلل ب ُن ٍ
ُ ُ ُّ
ٍ
ثم قال بعدها:تقربوا إليه بطاعته والعم ِل بما ُي ْرضيه»»َّ ،
واحد ،وقال قتادةُ« :أيَّ :
()1
المفسرين فيه»
ِّ خالف بين
َ األئم ُة ال
«وهذا الذي قاله هؤالء َّ
النبي أو أح ٍد ِم َن السلف أنَّ المقصود بالوسيلة هو ُّ ولم َي ِر ْد عن َ
ت الوسيل ُة قبل التجاين والمشايخ؟!تعط َل ِ
أحدُ المشايخ كالتجاين أو غي ِره ،وهل َّ َ
األلوسي قال ، تفسير ٌ
باطل ـ خالفه على العلماء إجماع مع ـ ِ
التفسير هبذا وتفسير ِ
اآلية
ُّ ٌ ُ
ِ
الناس هبذه اآلية على مشروعية االستغاثة بالصالحين ِ بعض َّ
«واستدل ُ ـ :
ِ َ ()2
بمراحل» وج ْعلِهم وسيل ًة بين اهلل تعالى وبين العباد ...وك ُُّل ذلك بعيدٌ عن ِّ
الحق َ َ
النبي ، فمكذوب على ِّ ٌ «توسلوا بجاهي»..
وأ َّما الحديث المذكورَّ :
ُب المسلمين التي ٍ
شيء مِ ْن ُكت ِ كذب ليس يف
قال اب ُن تيمية ـ « :وهذا الحديث ٌ
()3
ُي ْعت ََمدُ عليها»
جواز
َ عظيم ،وال يعني ذلك
ٌ وال َّ
شك أنَّ جاهه و َمقا َمه عند اهلل
فالخلط بينهما مِ ْن ق َّلة العلم والفقه.
ُ التوسل بجاهه ،
ُّ
النبي
التوسل بذات ِّ حديث الضرير فليس فيه ٌ
دليل على جواز ُّ ُ وأ َّما
محذوف م ٍ
ضاف، ٍ ِ
تقدير وأتوجه إليك بنب ِّيك» على أو بجاهه؛ إذ قو ُله« :إنِّي أسألك
ُ َّ
أمور كثير ٌة منها: ِ
«بدعاء نب ِّيك أو بشفاعته»ُّ ،
ويدل على هذا المعنى ٌ أي:
شبهاتهم:
واجلواب:
«النبي واسط ٌة بين اهلل وبين َّ أنَّ هذا المعنى الذي ذكروه ِم ْن أنَّ
الملِك» ٌ
باطل بمن ِْزلة العبد مع َ
والشر َ
ِّ ك اهلل مِ َن الخيرَخ ْلقه ،وأنه قاسم ما يقع يف م ْل ِ
ُ ٌ
ف دون سواه ،وهو المالك
المتصر ُ
ِّ الكتاب والسنَّة؛ َّ
فإن اهلل هو ُ ير ُّده
للضر والنفع؛ ﴿ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
ِّ
ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﴾(.)1
وقال سبحانه﴿ :ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾(.)2
قاسم ما يقع يف م ْل ِ
ك اهلل َل َما ر َّد هؤالء الصحاب َة فلو كان النبي ِ
ُ َ ُّ
الكرام ،ولأَ عطاهم ما ي َت َق َّو ْون به على أداء الجهاد يف سبيل اهلل.
والمعنى الصحيح للحديث أنَّ اهلل سبحانه هو المعطي َو ْح َده ،والرسول
قاسم يقسم ما بين يديه مِ َن األموال والغنائم ،ال ما ا َّدعا ُه التجانيون
ٌ
شر يف حياته
خير أو ٍّ ك اهلل مِ ْن ٍقاسم ك ُِّل ما يقع يف م ْل ِ
ُ ُ
أن النبي ِ مِ ْن َّ
َّ
وبعد مماته.
ال « :معناه :أنِّي لم أستأثر مِ ْن مال اهلل تعالى شي ًئا دونكم، بط ٍ ابن َّ
قال ُ
فاض َل يف العطاء فقال :اهلل هو الذي يعطيكم ال أنا ،وإنما وقاله تطيي ًبا لقلوهبم حين َ
فم ْن َق َس ْم ُت له شي ًئا فذلك نصي ُبه قليلاً كان أو ً
كثيرا» قاسمَ ، أنا
()3
ٌ
المنهي عنه،
ِّ الغلو
ِّ مما َس َبق نق ُله هو ِم َن
النبي َّ
حق ِّ وما َذ َكروه يف ِّ
جميع َمدَ ِده على ُأ َّمته بموته
ُ وهم أنه انقطع كمثل قولهم« :و َم ْن َت َّ
ِ َ
األدب
َ النبي وأساء كسائر األموات فقدْ َجهل رتب َة ِّ
فإن اهلل ُب مِ ْن هذا االعتقاد»( )1؛ َّ كافرا إِ ْن لم َيت ْ معه ،و ُيخشى عليه َأ ْن يموت ً
ب نب َّيه بقوله﴿ :ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﴾( )2ويف الحديث« :إِ َذا خا َط َ
ار َي ٍة َأ ْو ِع ْل ٍم ُينْ َت َف ُع بِ ِه
ان ا ْن َق َط َع َعنْ ُه َع َم ُل ُه إِلاَّ مِ ْن َثالَ َث ٍة :إِلاَّ مِ ْن َصدَ َق ٍة َج ِ
اإلن َْس ُات ِ
َم َ
الح ِّس والحركة مِ َن الم ِّيت، يدل على انقطاع ِ َأ ْو َو َل ٍد َصالِحٍ َيدْ ُعو َل ُه» ( )3وهذا ُّ
أن أرواحهم وأعمالهم ُمنقطِع ٌة عن الزيادة والنقصان إلاَّ ما اس ُت ْثن ِ َي كما يف وعلى َّ
ف يف نفسه فضلاً عن غيره ،فكيف يدَّ عي التجان ُّيون تصر ٌ الحديث ،وليس للم ِّيت ُّ
ستم ٌّر بعد وفاته؟ أن مدَ د النبي ألُمته م ِ َّ
َّ ُ َ َ ِّ
الح ِّس ُّي كالرزق واإلبراء واإلعانة ،و ُيرا ُد الم َد ُد ِ راد به َ والم َد ُد عند إطالقه ُي ُ َ
والنبي يف حياته ال يملك
ُّ المعنوي كالهداية والتوفيق واإللهام،
ُّ به
ضرا كما َأ َمره اهلل تعالى َأ ْن يقول ﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ِ
لنَ ْفسه نف ًعا وال ًّ
ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾(. )4
والضر؟ هذا يف حياته ،فكيف بعد
َّ النفع
َ فكيف يملك لغيره
وفاته وانتقالِه إلى الرفيق األعلى؟
لمحمد فتحا بن عبد الواحد السوسي (.)٢٠٣ /٤ َّ «الدرة الخريدة»
َّ (( (
[سورة الزمر :آية .]30 (((
اب َب ْعدَ َو َفاتِ ِه ،برقم 1631 اب َما َي ْل َح ُق ا ِلإْن َْس َ
ان مِ َن ال َّث َو ِ صحيح مسلم ،كتاب الوصيةَ ،ب ُ (( (
[سورة األعراف :آية .]188 (( (
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 32
الجيوش ويبعث السرايا إلى المعارك والغزوات َ يجهز وقد كان ِّ
وحاص َر ْتهم َ الخطوب
ُ لهم ْت هبم أحدً ا منهم َأ ْن يسألوه المد َد واإلعانة إذا ا ْد َّ وما َع َّلم َ
أحدٌ مِ ْن صحابته م يف حياته وال بعد مماته ،بل الجيوش ،ولم يفعل ذلك َ ُ
لع ْل ِمهم َأ ْن كان َْت تصيبهم الشدائدُ والسنون فال يلجأون إلاَّ إلى اهلل العلي العظيمِ ،
ِّ
ِ
َان إ َذا اب ك َ الخ َّط ِ أنس َ « :أ َّن ُع َم َر ْب َن َ ملجأ مِ َن اهلل إلاَّ إليه ،فعن ٍ َ ال
ب َف َق َال« :ال َّل ُه َّم إِنَّا ُكنَّا َنت ََو َّس ُل إِ َل ْي َك بِنَبِ ِّينَا الم َّطلِ ِ ِ است َْس َقى بِال َع َّب ِ
اس ْب ِن َع ْبد ُ َق َح ُطوا ْ
اس ِقنَا»»َ ،ق َالَ « :ف ُي ْس َق ْو َن»( )1فهؤالء الصحاب ُة ِ
َفت َْسقينَاَ ،وإِنَّا َنت ََو َّس ُل إِ َل ْي َك بِ َع ِّم َنبِ ِّينَا َف ْ
النبي يف حياته، رضوان اهلل عليهم كانوا يطلبون مِ َن اهلل ُّ ْ ُ
السقيا بدعاء ِّ
اهلل تعالى ،وبعد وهم يؤ ِّمنون على دعائه ف َيسقيهم ُ النبي يدعو ُ َّ
أي :أن َّ
النبي كان فلو هم، ي وفاته كانوا يقدِّ مون العباس يدعو اهلل ليس ِ
ق
ُّ َ َ َْ َّ َ
بعمه، رضوان اهلل عليهم و َي ْستسقون ِّ ُ َ مدَ َد ُأ َّمتِه بعد وفاته فكيف يرتكونه
ِ ِ
النبي ،أم أهنم أقرب الناس إلى قربه؟ وهل َجهل الصحاب ُة رتب َة ِّ ُ وهم
ُ
الناس أد ًبا ِ أعظم وه ْم عيه التجانيون؟ حاشاهم م ُ أساؤوا األدب معه كما يدَّ ِ
ُ َ
مع الرسول ،وكيف يتجاسر التجانيون بحكمهم الجائر« :و ُيخشى
القرون على ِ أن ِخير َة ُب مِ ْن هذا االعتقاد» ،وقد َتب َّين َّ كافرا إِ ْن لم َيت ْ عليه َأ ْن يموت ً
المعت َق ِد السليم؟!! هذا ُ
ثامن ًا :عقيدة التجانيني يف اليوم اآلخر
النيب َ ضمِن للتجاني وأتبا ِعه َّ
اجلنة: أن َّ اعتقادهم َّ
َ
دخول الج َّنة بغير النبي َ ض ِمن له وألتباعهَّ َز َعم التجاين أنَّ
عقاب ،ولو عملوا مِ َن الذنوب والمعاصي ما عملوا ،وهذه ُ
بعض ٍ ٍ
حساب وال
ِ
سؤال الناس اإلما َم االستسقا َء إذا َق َحطوا (.)١٠١٠ باب
البخاري يف «االستسقاء» ُ
ُّ ((( أخرجه
33 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
توضح ذلك:
ُب التجان ِّيين ِّ ِ
النصوص التي َو َر َد ْت يف ُكت ِ
ونصه.. :أسأل رسمه وخ ُّطه ُّ مؤلف «جواهر المعاين»« :ا َّط َل ْع ُت على ما ُ قال ِّ
حساب ٍ دخول الجنَّة بال َ رسول اهلل َ أ ْن يضمن لي ِ مِ ْن فض ِل س ِّيدنا
أب أبوي إلى َّأو ِل ٍ ِ عقاب يف َّأول الزمرة األولى ،أنا وك ُُّل ٍ ٍ
أب وأ ٍّم ولدوين م ْن َّ وال
ناسل منهم مِ ْن وقتهم ِ ِ ِ ِ ِ
وأ ٍّم لي يف اإلسالم م ْن جهة أبي وم ْن جهة أ ِّمي ،م ْن ك ُِّل ما َت َ
إلى َأ ْن يموت س ِّيدُ نا عيسى ب ُن مريم مِ ْن جميع الذكور واإلناث ..وك ُُّل َم ْن أحسن
ادين مِ ْن جمي ِع مثقال ذر ٍة َفأ ْك َثر ..وك ُُّل من لم يع ِ
َ ْ َُ َ َّ
ِ معنوي مِ ْن
ٍّ بإحسان ِح ِّس ٍّي أو
ٍ إلي
َّ
أخذ عنِّي شيخا أو َهؤالء ،وأ َّما َم ْن عاداين وأبغضني فال ،وك ُُّل َم ْن واالين وا َّتخذين ً
كرا ،وك ُُّل َم ْن خدمني أو قضى لي حاجةً ..وآباؤهم وأ َّمها ُتهم وأوالدهم وبنا ُتهم ِ
ذ ً
رسول اهلل ولجمي ِع هؤالء َأ ْن نموت ُ وأزواجهم ..يضمن لي س ِّيدُ نا
ضمنْتُهالكتاب ِ
ِ ثم قال« :ك ُُّل ما يف هذا ُّ
حي منهم على اإليمان واإلسالم»َّ ، وكُل ٍّ
وجميع َم ْن ذك َْر َت يف ُ لك ضمان ًة ال تتخ َّلف عنك وعنهم أبدً ا إلى َأ ْن تكون أنت
ف عليك الوعدُ جميع ما ط َل ْبتَه منَّا ضمانًا ال ُي ْخ َل ُ وضمن ُْت لك ِ ِجواري يف عل ِّيين،
َ
()1
ثم قال« :وك ُُّل هذا ٌ
واقع يقظ ًة ال منا ًما» فيها ،والسال ُم»َّ ،
ألح ٍد
كتاب «رماح حزب الرحيم» عن التجاين قوله..« :وليس َ ِ و َن َقل ِّ
مؤل ُف
عقاب ولو عملوا مِ َن ٍ ٍ
حساب وال مِ َن الرجال َأ ْن ُيدْ ِخل كا َّف َة أصحابه الجنَّ َة بغير
الذنوب ما عملوا وبلغوا مِ َن المعاصي ما بلغوا إلاَّ أنا َو ْحدي ،وورا َء ذلك ما ذكر
ح ُّل ِذك ُْره وال ُيرى وال ُي ْع َرف إلاَّ يف
لي فيهم وضمنه لهم أمر ال ي ِ
ٌ َ
()2
اآلخرة»
شبهاتهم:
نصوص
ٌ ليس للتجان ِّيين ما يستندون إليه يف زعمهم ضمانَ الج َّنة ألتباعهم إلاَّ
وم ْن ذلك: عا َّم ٌة أنزلوها بأهوائهم على شيخ الطريقة وأتباعهِ ،
()1
ٍ
عذاب ٍ
حساب وال حديث السبعين أل ًفا الذين يدخلون الج َّن َة بغير
حديث أبي أمامة ِ بعض روايات الحديث أنَّ مع السبعين أل ًفا زياد ًة كما يف ويف ِ
الجنَّ َة مِ ْن ُأ َّمتِي َس ْب ِعي َن َأ ْل ًفا َ
ال ِ ِ
«وعَدَ ني َر ِّبي ُس ْب َحا َن ُه َأ ْن ُيدْ خ َل َ
مرفوعاَ :
ً
ات مِن ح َثي ِ ث ح َثي ٍ ال َع َذاب مع ك ُِّل َأ ْل ٍ اب َع َل ْي ِه ْم َو َ ِ
ات ْ َ َ ون َأ ْل ًفا َو َثالَ َ َ َ ف َس ْب ُع َ َ َ َ ح َس َ
الحق يدخل حثية مِ ْن حثيات ِّ ربي َع َّز وج َّل»(()2قال محمد الحافظ التجاين« :ويف ٍ
َّ َ َ َ ِّ
وأكثر منهم ،ال َّل ُه َّم إلاَّ إِ ِن اجرتأ ُم ْفت ٍَر على اهلل فحدَّ ها ُ التجاين وأحبا ُبه وأصحابه
ٍ ()3
اهلل به مِ ْن سلطان» سخيف ما َأن َْز َل ُ
ٌ رأي
ٌ بحدٍّ أو قدَّ رها ٍ
بقدر ال َ
دليل فيه إلاَّ
اه ِدي َن فِي َسبِي ِل اهللَِ ،ما وبحديث« :إِ َّن فِي الجن َِّة مِا َئ َة درج ٍة َأعَدَّ َها اهلل ل ِ ْلمج ِ
ُ ُ َ ََ َ َ
ضَ ،فإِ َذا س َأ ْلتُم اهلل َفاس َأ ُلوه ِ
الف ْر َد ْو َس َفإِ َّن ُه اء َواألَ ْر ِبين الدَّ رج َتي ِن كَما بين السم ِ
َ ُ َ ْ ُ َ َ ْ َ َّ َ َْ َ َ َ ْ
محمد الحافظ التجاين« :وقد سأل ذلك لنَ ْف ِسه ِ ()4
الجنَّة» قال َّ
ِ
الجنَّة َو َأ ْع َلى َ
َأ ْو َس ُط َ
()5
ب له» أن اهلل لم َي ِ
ستج ْ وأحبابه ،فهل ا َّط َل ْع َت على َّ
ض الص َلو ِ ول اهللِ إِ َلى السم ِ اب ا ِلإْسر ِاء بِرس ِ
ات اواتَ ،و َف ْر ِ َّ َ
َّ َ َ ْ َ َ ُ رواه مسلم ،كتاب االيمانَ ،ب ُ (( (
برقم 1624
صفة أمةِ
ِ باب
َّ الرتمذي يف «صفة القيامة والرقائق والورع» ( ،)٢٤٣٧واب ُن ماجه يف «الزهد» ُ ُّ أخرجه (( (
صححه األلباينُّ يفالباهلي .والحديث َّ ِّ محم ٍد ،)٤٢٨٦( م ْن حديث أبي أمامة
ِ ِ
َّ
«السلسلة الصحيحة» ( )٢١٢ /٥و«المشكاة» (.)٥٥٥٦
لمحمد الحافظ التجاين (.)٢٢
َّ «االنتصار يف ر ِّد اإلنكار على الطريق» (( (
ِ ِ ِ
باب درجات المجاهدين يف سبيل اهلل ( )٢٧٩٠م ْن حديث أبي والس َير» ُ البخاري يف «الجهاد ِّ
ُّ أخرجه (((
هريرة .
لمحمد الحافظ التجاين ()٢٣
َّ (( ( «االنتصار يف ر ِّد اإلنكار على الطريق»
35 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
اجلواب:
أناسا
يدل عليه أنَّ ً بحديث السبعين أل ًفا يف غي ِر ِّ
محله؛ إذ غاي ُة ما ُّ ِ إنَّ االستدالل
عذاب ،وليس فيه ٍ حساب والٍ محم ٍد يدخلون الج َّن َة بغير ِم ْن ُأ َّمة َّ
لما ُسئِل عن السبعين والنبي َّ ُّ ، ألح ٍد ُمع َّي ٍ
ن دليل على ضمان الجنَّة َ ٌ
ون َولاَ َي ْست َْر ُق َ
ون َولاَ بذك ِْر ِص َفاتِهم وأهنم« :لاَ َي ْكت َُو َ أل ًفا أجاب ِ
فم ْن أين ون»(()1ولم يخصص ذواتِهم وأسماءهمِ ، ون َو َع َلى َر ِّب ِه ْم َيت ََو َك ُل َ
َي َت َط َّي ُر َ
َ ِّ ْ
للتجانيين أهنم هم قط ًعا؟ أو أهنم مِ ْن حثيات اهلل ؟ ال َّل ُه َّم إلاَّ التأ ِّلي
علم. على اهلل بغير ٍ
ٍ
داللة على ما أراد التجاين ِم ْن أيالفردوس فليس فيه ُّ
َ ِ
سؤال اهلل ُ
حديث وأ َّما
ِ
سؤال ذلك طم ًعا يف حث المك َّلفين علىضمان الفردوس له وألتباعه ،وإنما فيه ُّ
فض ِل اهلل ورضوانِه ،والتجاين لم يقتصر على الدعاء فقط بل تعدَّ ى إلى الضمان،
أن اهلل لم يستجب له» ُيقابِله استفها ٌم وما استفهم به بقوله« :فهل ا َّط َل ْع َت أنت على َّ
ِ
العباد الجنَّ َة َ
إدخال أن اهلل استجاب دعا َءه»؛ َّ
فإن لعت على َّ
أقوى منه« ،وهل ا َّط َ
نبي ُم ْر َس ٌلُ ،يدْ ِخل سبحانه ٌّ وال ب
ٌ مقر
َّ ٌ
ك ل مِ ْن خصائص الربوبية ال ُي ِ
شارك فيها َم َ
َم ْن يشاء الجنَّ َة بفضله ،ويمنعها َم ْن يشاء بعدله﴿ ،ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ
والنبي لم يضمن ألصحابه ُّ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﴾(،)2
النفس ِ
لصحبة نب ِّيه ،وبذلوا اهلل ِ
َ ما َضمن التجاين ألتباعه ،وهم الذين اصطفاهم ُ
والخلاَّ َن يف سبيل اهلل ،بل كان يرجو ِ َ
األوطان والنفيس ،وهجروا
ومسلم يف
ٌ «الرقاق» باب :يدخل الجنَّ َة سبعون أل ًفا بغير حساب (،)٦٥٤١
البخاري يف ِّ
ُّ ((( أخرجه
اس . ِ ِ
«اإليمان» ( ،)٢٢٠م ْن حديث ِ
ابن ع َّب ٍ
(( ( [سورة فصلت :آية .]46
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 36
واإلكثار منه ليكون سب ًبا يف دخولهم الجنَّ َة ِ الخير ويح ُّثهم على العمل الصالح َ لهم
ول اهللِ يت م َع رس ِ ِ
األسلمي قالُ « :كن ُْت َأبِ ُ َ َ ُ ِّ
ٍ
كعب حديث ربيعة ِ
بن كما يف
«س ْل»َ ،ف ُق ْل ُتَ « :أ ْس َأ ُل َك ُم َرا َف َقت ََك ِ َ ف َأ َتي ُته بِو ُضوئِ ِه وح ِ ِ
اجته َف َق َال ليَ : َ َ َ ْ ُ َ
اك»َ ،ق َالَ « :ف َأ ِعنِّي َع َلى َن ْف ِس َك بِ َك ْث َر ِة الجن َِّة»َ ،ق َالَ « :أ َو َغ ْي َر َذل ِ َك؟» ُق ْل ُتُ :
«ه َو َذ َ في َ
ِ
ِ ()1
الس ُجود»»ُّ
أن مرافقة المصطفى يف الجنَّة مِ َن قال المناوي « :وفيه َّ
الزلفى عند اهلل يف مطمع يف الوصول إليها إلاَّ بحضور ُّ َ الدرجات العالية التي ال
لتقف
َ وارتباط القرينتين ِ ِ
الشريطة الدنيا بكثرة السجود ،انظر أ ُّيها المتأ ِّم ُل يف هذه
الرسول ال يناله إلاَّ بالقرب مِ َن ِ فإن َم ْن أراد مرافق َة دقيق؛ َّ سر ٍ على ٍّ
ب حبيبه؛ ﴿ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ اهلل ،و َم ْن رام ُق ْر َب اهللِ لم َينَ ْله إلاَّ ب ُق ْر ِ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾(. )2
ِ
العبد المحبتين؛ وذلك َّ
أن مح َّب َة أوقع متابع َة الرسول بين
َّ
()3
متابعة رسولِه » ِ منوط ٌة بمتابعته ،ومح َّب َة اهللِ العبدَ متو ِّقف ٌة على
لم ِن اتَّبعه ولو بلغوا ِم َن المعاصي ما بلغوا
وض ِمن الج َّن َة َ
جاسر التجاين َ
َ وقد َت
سائر ِ
عباد اهلل، وعملوا ِم َن الذنوب ما عملوا ،وا َّدعى أهنا خصيص ٌة له َو ْحدَ ه دون ِ
وهو بذلك يدَّ عي لنفسه مِ َن المراتب ما هو أعلى مِ ْن مرتبة األنبياء ـ وكفى هبذا
ِ ِ
فإن موسى الذي ضاللاً ـ وأنه ُأوت َي ما لم ُيؤ َته أولو العزم م َن ُّ
الر ُسل؛ َّ
اهلل بقوله﴿ :ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ َو َصفه ُ
أمر حتَّى إسرائيل ما ليس له به ٌ َ لعجوز بنيِ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﴾( )1امتنع َأ ْن يضمن
وسى َ ل َّما َس َار بِ َبنِي إِ ْس َرائِ َيل مِ ْن أن « ُم َ
ِ
الحديث َّ اهلل إليه به؛ ففي أوحى ُ
ف َ ل َّما وس َ مِ ْص َر َض ُّلوا ال َّط ِر َيق َف َق َالَ « :ما َه َذا؟» َف َق َال ُع َل َم ُ
اؤ ُه ْم« :إِ َّن ُي ُ
َخ ُر َج مِ ْن مِ ْص َر َحتَّى َننْ ُق َل ِع َظا َم ُه الم ْو ُت َأ َخ َذ َع َل ْينَا َم ْوثِ ًقا مِ َن اهللِ َأ ْن لاَ ن ْ َح َض َر ُه َ
وز مِ ْن َبنِي إِ ْس َرائِ َيل»َ ،ف َب َع َث َم َعنَا»َ ،ق َالَ « :ف َم ْن َي ْع َل ُم َم ْو ِض َع َق ْب ِر ِه؟» َق َالَ « :ع ُج ٌ
«حتَّى ُت ْعطِ َينِي ُح ْك ِمي»َ ،ق َال: ف»َ ،قا َل ْتَ : وس َ ِ
إِ َل ْي َها َف َأ َت ْت ُه َف َق َالُ « :د ِّليني َع َلى َق ْب ِر ُي ُ
ِ ِ ِ ِ «وما ح ْكم ِ
الجنَّة»َ ،ف َك ِر َه َأ ْن ُي ْعط َي َها َذل َكَ ،ف َأ ْو َحى ُ
اهلل ُون َم َع َك في َ ك؟» َقا َل ْتَ « :أك ُ َ َ ُ ُ
إِ َلي ِه َأ ْنَ « :أ ْعطِها ح ْكمها»َ ،فا ْن َط َل َق ْت بِ ِهم إِ َلى بحير ٍة :مو ِض ِع مس َتنْ َق ِع م ٍ
اء َف َقا َل ْت: َ ُ ْ ُ َ َْ َ ْ ْ َ ُ ََ ْ
َخ َر ُجوا ِع َظا َم است ْ اح َت َف ُروا َف ْ
ِ
«احتَف ُروا»َ ،ف ْ الما َء»َ ،ف َأن َْض ُبو ُه َف َقا َل ْتْ : « َأنْض ُبوا َه َذا َ
ِ
ورسول اهللُ ض َوإِ َذا ال َّط ِر ُيق مِ ْث ُل َض ْو ِء الن ََّهار»
ِ ()2 وها إِ َلى األَ ْر ِ فَ ،ف َل َّما َأ َق ُّل َ وس َ ُي ُ
صرح أنه ال ُيغني عن قرابته مِ َن اهلل شي ًئا صاحب الشفاعة العظمى َّ
ِ
ُ
إذا لم ُي َزكُّوا َأ ْن ُف َسهم باإليمان والعمل الصالح ،فعن أبي هريرة قال :قال
رسول اهلل حين أنزل اهلل ﴿ :ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﴾(. )3
ش ـ َأ ْو كَلِ َم ًة ن َْح َو َها ـ ْاشت َُروا َأ ْن ُف َس ُك ْم ،لاَ ُأ ْغنِي َعنْ ُك ْم مِ َن اهللِ َش ْي ًئا، « َيا َم ْع َش َر ُق َر ْي ٍ
ب ،لاَ ُأ ْغنِي الم َّطلِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
اس ْب َن َع ْبد ُ َيا َبني َع ْبد َمنَاف ،لاَ ُأ ْغني َعنْ ُك ْم م َن اهلل َش ْي ًئاَ ،يا َع َّب ُ
ول اهللِ ،لاَ ُأ ْغنِي َعن ِْك مِ َن اهللِ َش ْي ًئاَ ،و َيا َفاطِ َم ُة َعن َْك مِ َن اهللِ َش ْي ًئاَ ،و َيا َص ِف َّي ُة َعم َة رس ِ
َّ َ ُ
()4
ت مِ ْن َمالِي ،لاَ ُأ ْغنِي َعن ِْك مِ َن اهللِ َش ْي ًئا» بِن َْت محم ٍد ،سلِينِي ما ِش ْئ ِ
َ ُ َ َّ َ
رضوان اهلل عليهم ،ف َقدْ ُ جازى به أصحا ُبه وصرح أنه ال يعلم ما ُي َ َّ
األنصاريَ « :أ َّن ُأ َّم ال َعلاَ ِء :ا ْم َر َأ ًة مِ ْن نِ َسائِ ِه ْم َقدْ
ِّ
بن ٍ
زيد البخاري عن خارج َة ِ ُّ روى
ِ ٍ ت النَّبِي َ أ ْخ َب َر ْت ُه َأ َّن ُع ْث َم َ بايع ِ
الس ْكنَى ان ْب َن َم ْظ ُعون َط َار َل ُه َس ْه ُم ُه في ُّ َّ َ ََ
اناج ِري َن»َ ،قا َل ْت ُأ ُّم ال َعلاَ ِءَ « :ف َس َك َن ِعنْدَ نَا ُع ْث َم ُ ت األَن َْصار س ْكنَى الم َه ِ
ُ ُ ُ
ِحين َأ ْقر َع ِ
َ َ
ول اهللِ اش َت َكى َف َم َّر ْضنَا ُه َحتَّى إِ َذا ُت ُو ِّفي َو َج َع ْلنَا ُه فِي ثِ َيابِ ِه َد َخ َل َع َل ْينَا َر ُس ُ ْ ون َ
ف بن م ْظع ٍ
َ ْ ُ َ ُ
بَ ،ف َش َها َدتِي َع َل ْي َك َل َقدْ َأك َْر َم َك السائِ ِ ِ
«ر ْح َم ُة اهلل َع َل ْي َك َأ َبا َّ َ ،ف ُق ْل ُتَ :
اهلل َأك َْر َم ُه؟»َ ،ف ُق ْل ُت« :لاَ َأ ْد ِري ِ ِ
«و َما ُيدْ ِريك َأ َّن َ اهلل»َ ،ف َق َال لي النَّبِ ُّي َ : ُ
ان َف َقدْ َجا َء ُه ول اهلل َ « :أ َّما ُع ْث َم ُ ِ ول اهلل»َ ،ف َق َال َر ُس ُ ِ بِ َأبِي َأن َْت َو ُأ ِّمي َيا َر ُس َ
ول اهللِ ـ َما ُي ْف َع ُل بِ ِه»، الخ ْي َرَ ،واهللِ َما َأ ْد ِري ـ َو َأنَا َر ُس ُ ـ َواهللِ ـ ال َي ِقي ُنَ ،وإِنِّي لأَ َ ْر ُجو َل ُه َ
يت ل ِ ُع ْث َم َ ِ
ان َقا َل ْتَ :ف َواهلل لاَ ُأ َزكِّي َأ َحدً ا َب ْعدَ ُه َأ َبدً اَ ،و َأ ْح َزنَنِي َذل ِ َكَ ،قا َل ْتَ :فن ِ ْم ُت َف ُأ ِر ُ
()1
اك َع َم ُل ُه»»ول اهللِ َ ف َأ ْخ َب ْر ُت ُه َف َق َالَ « :ذ َ ج ْئ ُت إِ َلى رس ِ
َ ُ
َع ْينًا َت ْج ِريَ ،ف ِ
فأين هذا ِم ْن ضمان التجاين ألصحابه الج َّن َة شريط َة َأنْ ال يصدر منهم ٌّ
سب
ِ
وشيخها؟ بغض وال عداو ٌة للطريقة
وال ٌ
الو ْر َد المعلوم الذي هوأن « َم ْن َأ َخذ ِتطاو ُل التجاين ُبعدً ا حين ا َّدعى َّ
وازداد ُ
وذر َّيتُه المنفصل ُة أذ ْنتُه يدخل الجنَّ َة هو ووالداه الطريق أو عمن ِ
ِ ِ
وأزواجه ِّ
ُ َّ ْ الز ُم
بغض والسب وال ٌ ِ
بشرط أ َّ ٍ ٍ الح َفدة بال
ال يصدر منهم ٌّ عقاب، حساب وال عنه ال َ
()2
عداوةٌ ،وبدوا ِم مح َّبة الشيخ بال انقطا ٍع إلى الممات»..
أفضل ِم ْن قراءة القرآن؛ ذلك َّ
أن هذا ُ وا ِّدعاؤه هذا ُّ
يدل على أنَّ قراءة ال ِو ْرد
الكتاب
ُ الو ْرد لم يحصل لحاملي القرآن ،بل َّ
دل المقا َم الذي ا َّدعاه التجاين لقارئ ِ
َ
لة القرآن بعض حم ِ النار ،بل َّ ِ ِ والسنَّة على َّ
إن َ َ َ كثيرا م ْن َح َملة القرآن يدخلون َ أن ً
النار يوم القيامة ،فعن أبي هريرة مرفو ًعا« :إِ َّن َأ َّو َل ِ ِ
م ْن َّأول َم ْن ُت َس َّع ُر هبم ُ
است ُْش ِهدَ َ ،ف ُأتِ َي بِ ِه َف َع َّر َف ُه نِ َع َم ُه َف َع َر َف َهاَ ،ق َال: ِ ِ ِ
َّاس ُي ْق َضى َي ْو َم ا ْلق َيا َمة َع َل ْيه َر ُج ٌل ْ الن ِ
است ُْش ِهدْ ُت»َ ،ق َال« :ك ََذ ْب َتَ ،و َلكِن ََّك يك َحتَّى ْ « َف َما َع ِم ْل َت فِ َيها؟» َق َالَ « :قا َت ْل ُت فِ َ
ب َع َلى َو ْج ِه ِه َحتَّى ُأ ْل ِق َي فِي ِ ِ ِ ِ لأِ
َقا َت ْل َت َ ْن ُي َق َالَ :ج ِري ٌءَ ،ف َقدْ ق َيل»ُ ،ث َّم ُأم َر بِه َف ُسح َ
آنَ ،ف ُأتِ َي بِ ِه َف َع َّر َف ُه نِ َع َم ُه َف َع َر َف َهاَ ،ق َالَ « :ف َما
َّارَ ،و َر ُج ٌل َت َع َّل َم ا ْل ِع ْل َم َو َع َّل َم ُه َو َق َر َأ ا ْل ُق ْر َ الن ِ
آن»َ ،ق َال« :ك ََذ ْب َت، يك ا ْل ُق ْر َ َع ِم ْل َت فِ َيها؟» َق َالَ « :ت َع َّل ْم ُت ا ْل ِع ْل َم َو َع َّل ْم ُت ُه َو َق َر ْأ ُت فِ َ
ار ٌئَ ،ف َقدْ قِ َيل»ُ ،ث َّم آن ل ِ ُي َق َالُ :ه َو َق ِ َو َلكِن ََّك َت َع َّل ْم َت ا ْل ِع ْل َم ل ِ ُي َق َالَ :عال ِ ٌمَ ،و َق َر ْأ َت ا ْل ُق ْر َ
اهلل َع َل ْي ِه َو َأ ْع َطا ُه مِ ْن
َّارَ ،و َر ُج ٌل َو َّس َع ُ ب َع َلى َو ْج ِه ِه َحتَّى ُأ ْل ِقي فِي الن ِ
َ
ِ ِ ِ
ُأم َر بِه َف ُسح َ
ال ُك ِّل ِهَ ،ف ُأتِ َي بِ ِه َف َع َّر َف ُه نِ َع َم ُه َف َع َر َف َهاَ ،ق َالَ « :ف َما َع ِم ْل َت فِ َيها؟» َق َالَ « :ما َاف ا ْلم ِ
َ
َأصن ِ
ْ
ب َأ ْن ُينْ َف َق فِ َيها إِلاَّ َأ ْن َف ْق ُت فِ َيها َل َك»َ ،ق َال« :ك ََذ ْب َتَ ،و َلكِن ََّك ِ
ْت م ْن َسبِي ٍل ُتح ُّ
َترك ُ ِ
َ
ب َع َلى َو ْج ِه ِهُ ،ث َّم ُأ ْل ِق َي فِي ِ ِ ِ ِ
َف َع ْل َت ل ُي َق َالُ :ه َو َج َوا ٌدَ ،ف َقدْ ق َيل»ُ ،ث َّم ُأم َر بِه َف ُسح َ
ِ
ِ ِ الن ِ
النار يوم القيامة لكونه كان قارئ للقرآن وهو م ْن َّأول َم ْن ُت َس َّعر هبم ُ َّار»؛( )1فهذا ٌ
ٍ
حساب الو ْرد التجاين فإنه يدخل الجنَّ َة بال ُمرائِ ًيا بقراءته والعيا ُذ باهلل ،أ َّما قارئ ِ
ِ ِ ِ ِ ٍ
بغض سب وال ٌ عقاب ولو َعمل م َن المعاصي ما َعمل بشرط ألاَّ يصدر منه ٌّ وال
بجانب الشيخ!! ،نعوذ باهلل مِ َن الخذالن.
ألن َم ْن َض ِمن له ُ
شيخه تشجيع على مقارفة المعاصي والذنوب؛ ٌَّ ويف قوله هذا
مانع ،وهذا ُمناقِ ٌض ِ ِ ِ ِ
دخول الجنَّة ولو َعمل ما َعمل ال يمنعه م ِن اقرتاف الس ِّيئات ٌَ
أمر الناس بالطاعات وهنيِهم عن المعاصي ل ِ َما جا َء ْت به الشريع ُة اإلسالمية مِ ْن ِ
ليكونوا متع ِّبدين هلل بالخوف والرجاء.
ِ ِ ِ
است ََح َّق الن ََّار ،برقم .1905 اب َم ْن َقا َت َل ل ِّلر َياء َو ُّ
الس ْم َعة ْ ((( صحيح مسلم،كتاب االمارة َ ،ب ُ
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 40
مشارا إليه
ً ِ
بعض َم ْن كان «ورأيت يف كال ِم
ُ مؤل ُف «بغية المستفيد»: وقال ِّ
المختص برائيه يف اليومين هو السعاد ُة التيَّ أنبالفتح مِ َن األصحاب ما يشير إلى َّ
ال شقاو َة بعدها ،يعني :أنه ال يراه يف هذين اليومين إلاَّ َم ْن َس َبق يف علم اهلل تعالى
الحكم يف هذا
ُ َأ ْن يكون سعيدً ا ،فيدخل ال ُك َّف ُار يف هذا الخطاب ،وينسحب عليهم
الوهاب ،فيقال :ال يراه يف هذين اليومين إلاَّ َم ْن يسبق يف علم الملِك َّ المقا ِم بفضل َ َ
أح ِد هذين اليومينالكافر يف َ
ُ اهلل تعالى أنه ُي ْختَم له بالسعادة كائنًا َم ْن كان ،فإذا رآه
شبهتهم:
يستد ُّلون على أنَّ َم ْن رأى َ
شيخهم َد َخل الج َّن َة بقول ِّ
النبي « :لاَ
ِ ()2
َت َم ُّس الن َُّار ُم ْسلِ ًما َرآنِي َأ ْو َر َأى َم ْن َرآني»
ظاهره و َي ْر ُجون ذلك ِ محمد الحافظ« :وقد كان السلف يحملونه على قال َّ
رأيت طلحةَ» ،قال ُ جابرا» ،وقال موسى« :ف َقدْ رأيت ً ُ الفضل ،قال طلحةُ« :ف َقدْ َ
اهلل َم ْع َش َر
اهلل» اﻫ ،ونحن نرجو َ يحيى« :وقال لي موسى :وقد ر َأ ْيتَني ،ونحن نرجو َ
المنَا ِم َف َقدْ َرآنِي؛ َفإِ َّن ِ ِ
وصح عنه أنه قالَ « :م ْن َرآني في َ َّ التجانيين،
َّ ُ ِ ()3
()4
فم ْن رآه يف المنام ف َقدْ رآه»
َ الش ْي َط َ
ان لاَ َيت ََمثل بي» َّ
اجلواب:
الترمذي يف «سننه» كتاب «المناقب»، ُّ ستد ُّل به أخرجه
الم َ األول ُ
الحديث َّ
ح َبه رقم ،)٣٨٥٨( :ويف باب ما جاء يف فض ِل من رأى النبي وص ِ
َ َّ َ ْ ُ
ِ
حديث غريب ال نعرفه إلاَّ مِ ْن ٌ
حديث حس ٌن الرتمذي َع ِق َبه« :هذا نظر ،قال
ٌ ُّ ثبوته ٌ
تفسير
ُ ب ـ أنَّ الرؤية المذكورة يف الحديث هي رؤية اليقظةُّ ،
ويدل على ذلك
«بابالرتمذي للحديث بقولهُ :
ُّ راش لها وهو مِ َن التابعين ،وقد َّبوب
بن ِخ ٍ
طلحة ِ
ُ
وإطالق الرؤية ينصرف ما جاء يف فض ِل من رأى النبي وص ِ
ح َبه»، َ َّ َ ْ
ٍ
إلى الرؤية البصرية؛ إذ تحتاج الرؤي ُة المنامية إلى تقييد كقوله مثلاً ُ :
«باب فض ِل
من رأى النبي وص ِ
ح َبه يف المنام». َ َّ َ ْ
((( انظر« :هتذيب التهذيب» البن حجر ( .)٣٣٣ /١٠والحديث ض َّعفه األلباينُّ يف «ضعيف الجامع» رقم
(.)٦٢٧٧
43 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
النبي وصحابتِه خاص برؤية ِّ صحة الحديث فهو ٌّ ج ـ وعلى ِ
فرض َّ
ِ
الفهم دون سائر المسلمين ،وهذا ما َف ِهمه الرتمذي راويه مِن تبويبه لهِ ،
وض ْم َن هذا ْ ُّ
تخصيص الصحابة والتابعين ِ
الحديث «ظاهر محمد صدِّ يق الهندي:
ُ ُ يقول الشيخ َّ
سائر المسلمين إلى يوم الدين، ِ
شمول ِ هبذه البشارة ،وليس يف لفظه ما ُّ
يدل على
خاص ٌة
أن البشارة َّ والحديث أفاد َّ
ُ أيضا ـ عن الدخول فيه، بل َق ُص َر َت َب ُع التابعين ـ ً
()1 ُ
فالحديث ال َي ْش َمله» فم ْن لم َي َر ُه وكان يف زمنه
الصحابيَ ، بم ْن رأى َ
َّ
ِ
الحديث على شيخهم؟ وعلى التسليم طبق التجانيون معنى ٍ
أساس َّ أي
فعلى ِّ
َ
الحديث برؤية شيخهم دون سائر خصص التجانيون ص َّ مخص ٍ
ِّ فبأي
بعمومه ِّ
واهلل المستعان.
والتعصبُ ،
ُّ المسلمين؟ ال َّل ُه َّم إلاَّ الهوى
مقيدٌ َبم ْن رآه ومات على اإلسالم؛ ألنه بل إنَّ الحديث َّ
اس أن قو ًما يرتدُّ ون مِ ْن بعده ف ُي ْذ َهب هبم إلى النار ،فعن ِ
ابن ع َّب ٍ أخرب َّ
ون ُح َفا ًة ُع َرا ًة ُغ ْرلاً » ُث َّم َق َر َأ﴿ :ﭨ ﭩ ﭪ ما مرفو ًعا« :إِ َّن ُك ْم َم ْح ُش ُ
ور َ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﴾(. )2
ات اسا ِم ْن َأ ْص َحابِي ُيؤْ َخ ُذ بِ ِه ْم َذ َ يمَ ،وإِنَّ ُأ َن ًاه ُ َو َأ َّو ُل َم ْن ُي ْك َسى َي ْو َم ِ
الق َيا َم ِة إِ ْب َر ِ
ول« :إِن َُّه ْم َل ْم َي َزا ُلوا ُم ْر َتدِّ ي َن َع َلى َأ ْع َقابِ ِه ْمولَ « :أ ْص َحابِي َأ ْص َحابِي»َ ،ف َي ُق ُ ال َف َأ ُق ُ
الش َم ِِّ
الصال ِ ُح﴿ :ﯛﯜﯝﯞﯟﯠ﴾( )3إلى ول ك ََما َق َال ال َع ْبدُ َّ ُمن ُْذ َف َار ْقت َُه ْم»َ ،ف َأ ُق ُ
قوله﴿ :ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﴾(.)5(»)4
ابَان َي ْو ُم َخ ْي َب َر َأ ْق َب َل َن َف ٌر مِ ْن َأ ْص َح ِ
الخطاب َ « :ل َّما ك َ َّ وعن عمر ِ
بن
النَّبِ ِّي َ ف َقا ُلواُ « :فلاَ ٌن َش ِهيدٌ ُ ،فلاَ ٌن َش ِهيدٌ »َ ،حتَّى َم ُّروا َع َلى َر ُج ٍل
َّار فِي ول اهللِ « :كَلاَّ إِنِّي َر َأ ْي ُت ُه فِي الن ِ َف َقا ُلواُ « :فالَ ٌن َش ِهيدٌ »َ ،ف َق َال َر ُس ُ
ب اب ،ا ْذ َه ْ الخ َّط ِ ول اهللِ َ « :يا ا ْب َن َ ُب ْر َد ٍة َغ َّل َها ـ َأ ْو َع َبا َء ٍة ـ»ُ ،ث َّم َق َال َر ُس ُ
ُون»»َ ،ق َالَ « :ف َخ َر ْج ُت َفنَا َد ْي ُتَ « :ألاَ الم ْؤمِن َ
الجنَّ َة إِلاَّ ُ َاد فِي الن ِ
َّاس :إِ َّن ُه لاَ َيدْ ُخ ُل َ
َفن ِ
مم ْن َس َبق يف ِ
علم فكيف تنفعهم ـ أي :المشركين ـ رؤي ُة التجاين؟ وتجعلهم َّ
اهلل تعالى َأ ْن يكون سعيدً ا؟!!
***
الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية 46
ال ِو ْرد:
و ُي ْق َرأ ً
صباحا ومسا ًء وهو:
الوظيفة:
وإما مسا ًء ،ف ِإ ْن ُق ِرئَ ْت يف الوقتني كان َ
أفضل ،وهي: و ُت ْق َرأ يف اليوم َّ
مر ًة َّإما ً
صباحا َّ
ِ
مرةً).
الحي الق ُّيوم( .ثالثين َّ
ُّ ١ـ َأستغف ُر َ
اهلل العظيم الذي ال إله إلاَّ هو
ِ
ثم صالة «الفاتح ل َما ُأغلق»( .خمسين َّ
مرةً). ٢ـ َّ
مر ٍة).
ثم ال إله إلاَّ اهلل( .مائة َّ
٣ـ َّ
صل وس ِّلم على
هم ِّ
مرةً) ،وصيغتُها« :ال َّل َّ
ثم «جوهرة الكمال» (اثنتي عشرة َّ
٤ـ َّ
عين الرحمة الر َّبانية والياقوتة المتح ِّققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاين ،ونور
الخ ُلق الراين ،الربق األسطع بم ُز ِ
ون األرياح المتكونة اآلدمي صاحب ُ األكوان
ُ ِّ ِّ
ِ
ونورك الالمع الذي ملأَ ْ َت به كونَك ض مِ َن البحور واألواين،
متعر ٍ
المائلة ل ُك ِّل ِّ
ُ
عروش الحق التي تتج َّلى منها
صل وس ِّلم على عين ِّ
الحائط بأمكنة المكاين ،ال َّل ُه َّم ِّ
الحق الحقائق ،عين المعارف األقوم ،صراطك التا ِّم األسقم ،ال َّل ُه َّم ِّ
صل على طلعة ِّ
الم َط ْل َسم ،
بالحق الكنز األعظم ،إفاضتك منك إليك إحاطة النور ُ ِّ
تعرفنا هبا إ َّياه» ،ومِ ْن شروط قراءة «جوهرة الكمال» عندهم:
وعلى آله صال ًة ِّ
النبي والخلفاء َّ ُ ْ لاَّ
أنها ال تق َرأ إ بالطهارة المائية دون الترابية؛ ألن َّ
األربعة ـ على زعمهم ـ يحضرون عند قراءة السابعة منها .وينوب عن «جوهرة
المتوضئ.
ِّ الكمال» عشرون مِ ْن صالة «الفاتح ل ِ َما ُأغلق» لغير
الكتاب
ُ «أذكار أه ِل الطريق مرج ُعها
ُ محمد الحافظ التجاين:
َّ األوىل :قال
النبي لم اهلل» واالستغفار والصالة على ِّ والسنَّة ،هل «ال إله إلاَّ ُ
أصل لها يف شرع اهلل؟ وأيا كان ِ
َت الصف ُة أو الهيئة التي اهلل وال رسو ُله وال َ
ًّ َي ْش َرعها ُ
واهلل تعالى يقول﴿ :ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ُ الشخص،
ُ يذكر هبا
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ ﴾(. )2
ِ
حديث عائشة »رسالة «علماء تزكية النفس» ( ٨ـ .)٩ مسلم يف «الحيض» ( )٣٧٣مِ ْن ((( أخرجه
ٌ
ومسلم يف «صالة
ٌ «الرقاق» باب القصد والمداومة على العمل (،)٦٤٦٤
البخاري يف ِّ
ُّ ((( أخرجه
ِ ِ
المسافرين وقصرها» ( )٧٨٣م ْن حديث عائشة .
((( رسالة «علماء تزكية النفس»
49 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
الجهتين سنَّ ٌة ألهنا ُمستنِد ٌة إلى دليلٍ ،وبالنسبة إلى الجهة األخرى بدع ٌة ألهنا
والفرق بينهما مِ ْن جهة
ُ ٍ
شيء، شبهة ال إلى دلي ٍل أو غير مستن ِ ٍ
دة إلى ٍ ُمستنِد ٌة إلى
ُ ُ
قائم ومِ ْن جهة الكيفيات أو األحوال أو ِ
أن الدليل عليها م ْن جهة األصل ٌ المعنى َّ
التفاصيل لم َي ُق ْم عليها مع أهنا محتاج ٌة إليه؛ َّ
ألن الغالب وقو ُعها يف التع ُّبد َّيات ال
()1
يف العاد َّيات المحضة»
الذكْر شرعي ِم ْن أذكار التجانيين هو ِم ْن هذا القبيل؛ إذ ُ
أصل ِّ ٌّ فما له ٌ
أصل
مشروع يف اإلسالم ،والكيفي ُة التي يلتزموهنا ال َ
أصل لها شر ًعا ،فهي -هبذا ٌ
االعتبار -بدع ٌة َّ
محرمةٌ.
يتقرب إلى ِ ِ َّ
ب البدعة اإلضافية َّ
«وإن صاح َ قال الشيخ علي محفوظ :
والتقر ُب يجب َأ ْن يكون بمحض المشروع؛
ُّ ِ
وغير مشروعٍ، اهلل تعالى بمشرو ٍع
ِ
باعتبار ذاته يجب َأ ْن يكون مشرو ًعا باعتبار ُ
العمل مشرو ًعا فكما يجب َأ ْن يكون
()2
كيفيته»
عة يف األذكار؛ ف َقدْ َث َب َت عن بتد ِ الم َ إنكار الهيئات ُ ُ والمنقول عن الصحابة
رجل يقول: حلقات يف المسجد وفيهم ٌ ٍ مسعود أنه َخ َرج على ٍ عبداهلل ِ
بن
ٍ
مسعود اهلل مائةً» فيس ِّبحون ،فقال اب ُن اهلل مائةً» فيك ِّبرون ،و«س ِّبحوا َ «ك ِّبروا َ
يع مِ ْن َح َسنَاتِ ُك ْم َش ْي ٌءَ ،و ْي َح ُك ْم َيا ِ ِ ِ
َ « :ف ُعدُّ وا َس ِّي َئات ُك ْم َف َأنَا َضام ٌن َأ ْن لاَ َيض َ
ونَ ،و َه ِذ ِه ُأ َّم َة ُم َح َّم ٍدَ ،ما َأ َس َر َع َه َل َك َت ُك ْم! َه ُؤلاَ ِء َص َحا َب ُة َنبِ ِّي ُك ْم ُ مت ََوافِ ُر َ
ثِ َيا ُب ُه َل ْم َت ْب َلَ ،وآنِ َي ُت ُه َل ْم ُت ْك َس ْرَ ،وا َّل ِذي َن ْف ِسي بِ َي ِد ِه إِ َّن ُك ْم َل َع َلى مِ َّل ٍة ِه َي َأ ْهدَ ى مِ ْن مِ َّل ِة
الر ْح َم ِن َما ِ ِ ٍ ُم َح َّم ٍد َ أ ْو ُم ْفتَتِ ُحو َب ِ
«واهلل َيا َأ َبا َع ْبد َّ
اب َضلاَ َلة»َ ،قا ُلواَ :
ال إِ َلى اهللِ َأ ْد َو ُم َها َوإِ ْن َق َّل» ففي غيرب األَ ْعم ِ
َ ِ
بحديثَ « :أ َح ُّ وأ َّما استداللهم
أحب األعمال ،وهذا ال ُم ِ
ناز َع فيه، ٍ ِ ٍ مح ِّله؛ ذلك َّ
أن المداومة على نافلة محدَّ دة م ْن ِّ
ٍ
خارجة ٍ
مخصوصة ٍ
وشروط ٍ
بصفة لطائفة مع َّي ٍنة
ٍ شعارا البحث يف ا ِّتخاذها ُ وإنما
ً
مائية أو بإذن الشيخَ ،ت ِ
ستق ُّل ٍ ٍ
بطهارة عن الشريعة اإلسالمية ككوهنا ال ُت ْق َرأ إلاَّ
سلس َل اإلذن حتَّى َي ِصل إلى أحمد التجاين هبا عن سائر المسلمين ،وهذا يعني َت ُ
الذي تل َّقاه عن رسول اهلل مشافه ًة ـ كما يزعم ـ فهي هبذا تت ِ
َّخ ُذ صف َة
و«العبادات مبناها على التوقيف
ُ التشريع،
وإذا ُسئِل التجانيون عن دليلِ تخصيصهم ألذكارهم وأوقاتها وهيئاتها فال
لما ُسئِل عن اختصاص «جوهرة الكمال» بالطهارة جواب التجاين َّ
َ يجدون إلاَّ
القياس على ما
ُ مجال يف ذلك وأمكن ٌ المائية دون الترابية قال..« :لو كان للعقل
النبي يحضرها ،كذلك فهي ِ َ َّ
هنالك لقيل :إن الهيللة يوم الجمعة كان ُّ
النبي َّ ُ ْ لاَّ
أيضا ـ ال تق َرأ إ بالطهارة المائية دون الرتابية كالجوهرة؛ ألن َّ ـ ً
ِ
باع أحمدَ ،ي َس ُعنا ما َي َس ُعه ،وما َأ َم َرنا به ن َّتبِعهَ ،
وغيره ال يحضرها ،لك ْن ما لنا إلاَّ ا ِّت ُ
()2
نتقدً ا ،وإ َّياك و«ل ِ َم» ف َت َق َع يف الردى»
عتقدً ا ال م ِ
ُ
َبتد ُعه ،وا ْفع ْل ما ُأمِر َت به تعبدً ا م ِ
ُّ ُ ْ َ
ن ِ
قول التجاين: ٤ـ سوء األدب مع اهلل فضلاً عن األنبياء واألولياء ،ومثا ُله ُ
«إن عبد القادر الجيالينَّ قال ـ فيما فلما قِ َيل لهَّ :
ولي»َّ ، ِ ِّ « َقدَ َ
ماي على رقبة كُل ٍّ
فقدماي
َ «صدَ ق ،ولكِ ْن يف عصره ،أ َّما أنا
ولي» ،قالَ : ٍّ ُل زعموا :قدمي على ِ
رقبة ك ِّ
قادرا على ِ ِ ِّ
اهلل ً
فلما قيل له« :أليس ُ ولي م ْن آ َد َم إلى النفخ يف الصور»َّ ،على رقبة كُل ٍّ
قادر على َأ ْن ِ
َأ ْن ُيوجد بعدك ول ًّيا فوق ذلك؟» قال« :بلى ،ولكن ال يفعل ،كما أنه ٌ
()1
محم ٍد ،ولكنَّه ال يفعل» ِ
ُيوجد نب ًّيا بعد َّ
كثير ،ومنه قول التجاين:
النبي ،وهو يف مذهبهم ٌ
الكذب على ِّ
ُ ٥ـ
بالتوجه
ُّ التوجه باألسماء الحسنى ،وأ َمرين
ُّ «هناين رسول اهلل عن
()2
بصالة الفاتح»
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾(. )3
ٍ
خصوصيات ترفعهم عن َمقا ِم الناس يو َم القيامة، ٦ـ اعتقادهم بأنَّ للتجانيين
اهلل ُيظِ ِّلهم يف ظِ ِّل عرشهَّ ،
وأن وأن َ
ِ
سكرات الموت عنهمَّ ، تخفيف
ُ ِ
وم ْن ذلك:
برزخا َيستظِ ُّلون به َو ْحدَ هم ،وأهنم يكونون مع اآلمنين عند باب الجنَّة حتَّى
لهم ً
()4
المقربين
َّ يدخلوها يف الزمرة األولى مع المصطفى وأصحابه
(( ( «تاريخ المغرب يف القرن العشرين» لروم الندو ( )١٤٣نقلاً عن «مظاهر االنحرافات العقدية عند
الصوفية» إلدريس محمود إدريس ()٩٠٩ /٢
55 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
ظهر ْت على ِ
يد هذا ،وإنَّ الوالية ال ُت ُ
نال بمثلِ هذه المخالفات والطا َّمات ،وإِنْ َ
للشافعي: «قلت
ُ بن عبد األعلى الصد ُّيف:
خوارق وعجائب ،قال يونس ُ ُ َم ِن ا َّدعاها
ِّ
الرجل يمشي على الماء فال تغرتُّوا به حتَّىَ ِ
صاح َبنا الليث كان يقول« :إذا رأيتم َّ
إن
الليث ـ ،بل إذا ُ «قصر
الشافعيَّ :
ُّ تعرضوا َأ ْم َره على الكتاب والسنَّة؟» فقال
الرجل يمشي على الماء ويطير يف الهواء فال تغرتُّوا به حتَّى تعرضوا َأ ْم َره
َ رأيتم
على الكتاب»(»)1
أيضا﴿ :ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ
وقال ً
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﴾(. )3
َ
الم ْر َسل الذي ُيصدَّ ق النبي ُوال تعني الوالي ُة أنْ يجعل َم ْن نالها يف مرتبة ِّ
«وكثير مِ َن الناس يغلط يف هذا ٌ ابن تيمية : طاع فيما أ َمر ،قال ُ فيما أخبر و ُي ُ
ولي اهلل ُي ْق َبل منه ك ُُّل ما يقوله، َّ ٍ
ولي هلل ،ويظ ُّن أن َّ الموضع ،فيظ ُّن يف شخص أنه ٌّ
الكتاب والسنَّة ،ف ُيوافِ ُق
َ و ُي َس َّلم إليه ك ُُّل ما يقوله و ُي َس َّلم إليه ك ُُّل ما يفعله وإِ ْن خالف
اهلل به رسو َله الذي َف َرض ُ
اهلل ف ما َب َعث ُ الشخص له ،و ُيخال ِ ُ
َ ذلك
َ
الفارق بين أوليائه الخ ْلق تصدي َقه فيما أخرب وطاعتَه فيما أ َمرَ ،
وج َعله على جميع َ
فم ِن ا َّتبعه كان وأعدائه ،وبين أهل الجنَّة وأه ِل النار ،وبين ُّ
الس َعداء واألشقياءَ ،
باده الصالحين ،و َم ْن لم ي َّتبِ ْعه كان مِ ْن
وع ِ
مِن أولياء اهلل المتَّقين وجن ِْده الم ْفلِحين ِ
ُ ُ ُ ْ
الرسول و ُموا َفق ُة ذلك الشخص ـ ِ فتجره مخالف ُة أعداء اهلل الخاسرين المجرمين،
ُّ
نصيب مِ ْن قوله
ٌ وآخ ًرا إلى الكفر والنفاق ،ويكون له أولاً ـ إلى البدعة والضاللِ ،
َّ
تعالى﴿ :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ
ﯖ ﯗ ﴾(. )1
وقولِه تعالى﴿ :ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ
ﮎﮏﮐﮑﮒ﴾ »
()3( )2
وال نعتقد فيه إلاَّ ما اعتقدوا ،وال نعمل فيه إلاَّ ما عملوا ،ونسكت َّ
عما سكتوا
()1 فتنة كان َْت بين ِ
الف َرق اإلسالمية ناشئ ًة عن مخالفة هذا األصل» فيه ...ونرى ك َُّل ٍ
***
Jاملراجع L
املراجع اليت تتعلق بالرد:
1 .1القران الكريم.
2 .2اإلبانة الكربى البن بطة ،دار الراية للنشر والتوزيع ،الرياض.
3 .3االعتصام ـ للشاطبى ،دار النشر :المكتبة التجارية الكربى – مصر.
4 .4تفسير القرآن العظيم ،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ،الناشر:
دار الفكر ط 1414هـ – 1994م.
5 .5تقريب التهذيب ،أحمد بن علي بن حجر العسقالين ،دار العاصمة.
6 .6جامع البيان يف تأويل القرآن ،محمد بن جرير أبو جعفر الطربي ،مؤسسة
الرسالة ،ط األولى 1420 ،هـ 2000 -م.
7 .7الجامع الصحيح المختصر( صحيح البخاري) ،محمد بن إسماعيل أبو
عبداهلل البخاري الجعفي ،نشر دار ابن كثير ،اليمامة – بيروت ،ط :الثالثة،
1987 – 1407م.
8 .8الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي ،أبو عبد اهلل محمد بن أحمدالقرطبي،
دار الكتب المصرية – القاهرة ،الطبعة :الثانية1384 ،هـ 1964 -م.
9 .9سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ،محمد ناصر
الدين،األلباين ،مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ،الرياض ،الطبعة :األولى،
(لمكتبة المعارف).
59 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
***
61 الدالئل الربانية يف الرد على التيجانية
Jالفهرس L
مقدمة 3......................................................................................................................................
نشأة الطريقة التيجانية وتطورها4..........................................................................................
عقائد التجانية7........................................................................................................................
● ●أو ًال :عقيدتهم يف اهلل تعاىل7...........................................................................................
بأن مشاخيهم يعلمون الغيب 10...................................................................
● ●ثاني ًا :إميانهم َّ
● ●ثالث ًا :صالة الفاتح:عند التجانيني 13................................................................................
● ●رابعا :عقيدتهم يف النيب 16.......................................................................
بأن النيب َ ك َتم شي ًئا ِم َن الوحي21.................................
● ●خامس ًا :اعتقادهم َّ
التوسل بذات النيب 24............................................
● ●سادس ًا :إميانهم جبواز ُّ
● ●سابع ًاُ :غل ُُّوهم يف النيب 29..........................................................................
● ●ثامن ًا :عقيدة التجانيني يف اليوم اآلخر 32..........................................................................
اجلن َة ملَ ْن رآه40............................................................
أن التجاني َضمِن َّ
● ●تاسع ًا :اعتقادهم َّ
األدعية واألذكار عند التجانيني 46..............................................................................................
خالصة عقائد التجانيني52..........................................................................................................
املراجع58......................................................................................................................................
***