Professional Documents
Culture Documents
١
ﲢﺬﻳﺮا ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ،وﻟﻜﻨﻲ رأﻳﺘﻪ ﰲ ﻛﻼم ﺳﻴﺪي اﳊﺎج إدرﻳﺲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ
ﹰ ﻛﻼم ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ
ﰲ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻗﺮاءة »ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ« دون إذن ،وﻋ ﹼﻠﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﺣﺘﻮاء ﻫﺬا اﳊﺰب ﻋﲆ
اﻻﺳﻢ اﻷﻋﻈﻢ ،وﻣﺜﻠﻪ ﻣﺎ رأﻳﺘﻪ ﰲ ﻛﺘﺎب »ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺴﻌﺎدة« ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻗﺮاءة »ﺣﺰب
اﻟﺴﻴﻔﻲ« وﺣﺪه ،وأن ﻓﺎﻋﻞ ذﻟﻚ ﲢﻞ ﺑﻪ اﻟﻔﺎﻗﺔ واﻟﻔﻘﺮ ،وأﻧﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺣﺼﻮل ذﻟﻚ إ ﹾﺗﺒﺎ ﹸﻋﻪ
ﻋﻠﲈ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﱂ
زﺟﺮ أﻧﺸﺄه ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﳌﻨﻊ وﻗﻮع ذﻟﻚ ،ﹰ
ﻣﺒﺎﴍة ﺑﻘﺮاءة ﺣﺰب اﳌﻐﻨﻲ ،وأﻧﻪ ﹲ
أﺟﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﻛﻼم اﻟﺸﻴﺦ ،واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﻟﺬي رأﻳﻨﺎه ﰲ ﻛﻼﻣﻪ إﻧﲈ ﻫﻮ ﰲ ﺣﻖ
ﻣﻦ ﺗﻌ ﹼﻠﻖ ﺑﺎﳋﻮاص ،وﻗﻮﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ وراء ﺗﻌ ﹼﻠﻘﻪ ﲠﺎ ﺳﻮ اﻟﺘﻌﺐ ،وأن ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻛﴪاب ﺑﻘﻴﻌﺔ « اﻧﺘﻬﻰ ﻧﺺ ﺳﺆال اﻟﴩﻳﻒ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﻮد . ﹴ ﺗﻌ ﹼﻠﻘﻪ ﲠﺎ
واﻟﻘﻮة ،اﳌﻨﻜﴪ ﺧﺎﻃﺮه ﻟﻘ ﹼﻠﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻘﻮ،
ﹼ وأﻗﻮل أﻧﺎ اﻟﻌﺒﺪ اﳌﺘﱪئ ﻣﻦ اﳊﻮل
ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وﻣﺴﺘﻬﺪﻳﺎ إﻳﺎه :
إن اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﺠﺎﻧﻴﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻗﺴﻤﲔ :ﺧﺎص ،وﻋﺎم.
أذﻛﺎر ﻋﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﹰﹼ
ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺴ ﹼﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ، ﹲ ﻓﺄﻣﺎ اﳋﺎص ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ
ﻻ ﳛﺘﻤﻞ أﻧﻮارﻫﺎ وأﴎراﻫﺎ ﺳﻮاه ،ﻓﻬﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻤﺮﺗﺒﺘﻪ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻪ
ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻷوﻟﻴﺎء ،ﻻ ﻣﻦ أوﻟﻴﺎء ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ وﻻ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ.
وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﳛﺘﺎج إﱃ ﻣﻦ ﻳﻨﻮب ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺎن ﻳﺸﺎرﻛﻪ ﰲ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﲠﺎ وأداء
أﻋﺪادﻫﺎ ووﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺳﻴﺪي اﳊﺎج ﻋﲆ ﺣﺮازم رﲪﻪ اﷲ ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﱂ ﳜﻠﻔﻪ ﰲ ذﻟﻚ
أﺣﺪﹲ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،إﱃ أن ﺑﻠﻎ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻜﺒﲑ اﺑﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻦ اﻟﺮﺷﺪ،
ﻳﺴﻤﻰ ﺑـ »اﻟﻌﺪد
ﻓﻠﻘﻨﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﳊﺒﻴﺐ ﻣﺎ ﹼ
اﳋﺎص ﻟﺼﻼة ﺟﻮﻫﺮة اﻟﻜﲈل« ،وﻗﺪ ﺗﻮﰲ اﻟﺸﻴﺦ وﱂ ﻳﻌﻂ اﻹﺟﺎزة ﺑﻪ ﻷﺣﺪ ﺳﻮاﳘﺎ .
وﻛﺎن ﻟﺰا ﹰﻣﺎ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻠﻘﲔ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻜﺒﲑ ﳏﺎﻓ ﹰﻈﺎ ﻋﲆ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ
داﺋﲈ ﺑﲔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎس واﻟﺼﺤﺮاء ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻓ ﹼ
ﻮﻻه اﻟﺸﻴﺦ أﻣﺮ ﻗﺎﻓﻠﺘﻪ اﳌﺘﻨﻘﻠﺔ ﹰ
ﲢﻤﻞ ﲡﺎرة ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ أﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ وﺿﻴﻮﻓﻪ ،وأوﻛﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ
واﳌﺒﺎرزة ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ واﻟﺮﻣﺢ ،واﺳﺘﻌﲈل ﺑﻨﺎدق اﻟﺒﺎرود إﱃ رﺟﻞ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ أﻫﻞ ﺑﻠﺪة
ﻣﺸﻬﻮرا ﺑﺎﻟﱪاﻋﺔ ﰲ اﺻﻄﻴﺎد اﻟﻮﺣﻮش واﻟﺘﺠﺎرة ﺑﻔﺮاﺋﻬﺎ ،وﻫﻮ
ﹰ ﺗﺎﲨﻮت ،ﻛﺎن ﻓﺎﺗﻜﹰﺎ
ﻣﻌﺮوف ﺑﻔﺮوﺳﻴﺘﻪ وﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ،ﻓﻠﺰﻣﻪ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻜﺒﲑ ﻣﺪ ﹰة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺻﺎر ﻓﻴﻬﺎ
ﻓﺎرﺳﺎ ،ﻳﺘﻘﻦ ﻓﻨﻮن اﻟﻘﺘﺎل ،وﺻﺎر ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻟﺮﻓﻘﺎﺋﻪ ﰲ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ .
ﹰ
٢
ﺛﻢ أن ﺳﻴﺪﻧﺎ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻤﺪة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﻨﻮب
ﻋﻦ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻜﺒﲑ ﰲ اﻻرﲢﺎل ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻟﻐﺮض إﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪ وﻓﺎﺗﻪ،
ﺑﺪﻧﻮ وﻗﺘﻬﺎ ،وﻟ ﹼﻘﻨﻪ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺬﻛﺮه اﳊﺎج ﻋﲇ ﺣﺮازم ﻣﻦ
وﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﹼ
ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ ،رأﻳﺖ ﺑﺨﻂ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﳊﺒﻴﺐ أﻧﻪ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺘﻬﻠﻴﻞذﻛﺮا ﹰﹼ
أذﻛﺎره اﳋﺎﺻﺔ ،وزاده ﹰ
اﻷﻋﻈﻢ ،وأن أﺧﺎه ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻜﺒﲑ ﻟ ﹼﻘﻨﻪ إﻳﺎه وﻟﻜﻦ ﴍط ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺬﻛﺮه ﺑﻘﻠﺒﻪ وﻻ
ﳛﺮك ﺑﻪ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،وأن ﻻ ﻳﺬﻛﺮه ﻷﺣﺪ إﱃ اﳌﲈت ،إﻻ أن ﻳﺘﻠ ﹼﻘﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺐ.
ﻓﻬﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر اﳋﺎﺻﺔ ،ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﰲ اﻷوراق ،واﳌﻈﻨﻮن أﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﺑﻌﻀﻪ
ﴎه ،وﻳﻨﻮﺑﻮن ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﻗﺮاءﺗﻪ وأداء ﹰ
ﻣﺘﺴﻠﺴﻼ ﻋﻨﺪ رﺟﺎل أﺧﻔﻴﺎء ﳛﻤﻠﻮن ﹼ
وﻇﺎﺋﻔﻪ وآداﺑﻪ إﱃ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ.
وﻣﻦ اﻷذﻛﺎر اﳋﺎﺻﺔ ﻣﺎ أﺟﺎز ﺑﻪ اﻟﺸﻴﺦ أﻓﺮا ﹰدا ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،واﳌﺬﻛﻮر ﻣﻨﻬﺎ اﳌﴫح ﺑﻪ
ﰲ ﻛﺘﺐ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ووﺛﺎﺋﻘﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ أذﻛﺎر ﻫﻲ :
١ـ ﺗﻼوة اﻟﻔﺎﲢﺔ ﺑﻨﻴﺔ اﻻﺳﻢ اﻷﻋﻈﻢ٢ ،ـ وﻗﺮاءة ﺻﻼة اﻟﻔﺎﺗﺢ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﺘﻬﺎ اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ٣ ،ـ
وﻣﻔﺘﺎح اﻟﻘﻄﺒﺎﻧﻴﺔ٤ ،ـ واﻟﺘﺴﺒﻴﺢ اﳌﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ اﻷﻋﻈﻢ٥ ،ـ واﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻟﻼﺳﻢ
اﻷﻋﻈﻢ اﳌﺴﲈة ﺑﺪاﺋﺮة اﻹﺣﺎﻃﺔ ،وﳍﺎ وﺟﻮه ﺛﻼﺛﺔ :وﺟ ﹲﻪ ﺣﺮﰲ ،ووﺟﻪ ،ﻗﺮآﲏ ،ووﺟ ﹲﻪ
ﰊ ،أي أﻧﻪ ﰲ ﺻﻮرة اﳊﺰب .ﺣﺰ ﹼ
واﻟﻮﺟﻪ اﻷول ﻛﺘﺒﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﲑ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﳊﺮوف ،واﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﲏ ﻛﺘﺒﻪ ﻣﻊ
ﻋﺪم اﻟﺘﴫﻳﺢ ﺑﺄﻧﻪ داﺋﺮة اﻹﺣﺎﻃﺔ ،وأﻣﺎ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ »اﳊﺰﰊ« ﻓﻬﻮ ﻧﻮﻋﺎن ،وﻗﺪ رﻣﺰ
إﻟﻴﻬﲈ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ،ﻓﺮﻣﺰ ﻟﻠﻨﻮع اﻷول ﺑﺮﻣﺰ ) :اﻟﺴﺒﻌﲔ ﰲ اﻟﺴﺒﻌﲔ ( ورﻣﺰ ﻟﻠﻨﻮع
اﻟﺜﺎﲏ ﺑﺮﻣﺰ ) :اﳌﺎﺋﺔ واﻷﻟﻒ (
وﻫﺬا ﻛﻠﻪ أﻛﺘﺒﻪ ﻟﻜﻢ ﻣﺴﺘﻌﻴﺬا ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ دﻋﻮ اﻟﺘﻤﻴﺰ ﻋﲆ أﺣﺪ ﻣﻦ إﺧﻮاﲏ ﻓﻘﺮاء
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﲆ أﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﻣﻦ أﺣﻔﺎد اﻟﺸﻴﺦ ،وإﻧﲈ أﻛﺮﻣﻨﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻔﻬﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ
اﻟﺸﻴﺦ ﰲ رﺳﺎﺋﻠﻪ إﱃ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺘﻲ أﻛﺮﻣﻨﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ .
وﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﺎ ذﻛﺮان ﻣﻌﺮوﻓﺎن وﳘﺎ ٦ :ـ »ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ« ﻗﺒﻞ ﻧﺴﺦ اﻹذن ﺑﻘﺮاءﺗﻪ
واﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﻣﻦ دوﻟﺔ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ٧ ،ـ و»اﻷﺳﲈء اﻹدرﻳﺴﻴﺔ« .
ﻓﻬﺬه اﻷذﻛﺎر اﻟﺴﺒﻌﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺄذن ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ إﻻ ﻟﻠﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،وﺑﻘﻲ
٣
ﹰ
ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﳌﺒﺎﴍﻳﻦ ﻟﻪ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ وﻋﻨﻬﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺼﺎص
ﻳﻌﻄﻰ اﻹذن ﰲ أي ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷذﻛﺎر إﻻ ﳌﻦ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﴍوط اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،وﻋﲆ
وﺗﺒـﲔ ﻣﻈﻨﹼﺔ وﺟﻮد اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﻛﺘﲈن ﻣﺎ ﺗﺜﻤﺮه ﻣﻦ اﻷﺣﻮال
ﺗﺒـﲔ اﻟﺮﻓﻌﺔ ﰲ اﻟﺮﺷﺪ ،ﹼ
رأﺳﻬﺎ ﹼ
اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ،وﻋﲆ اﺣﺘﲈل ﺣﺮارﲥﺎ ،واﺣﺘﲈل ﺷﺪة ﻣﺎ ﻳﻨﺎزل اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ أﻧﻮارﻫﺎ .
وأﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﻮ ﻫﺬه اﻷذﻛﺎر اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﳊﺰب اﻟﺴﻴﻔﻲ وﺻﻼة
ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ اﳊﻘﺎﺋﻖ واﻟﺼﻼة اﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ،وﻏﲑﻫﺎ ،ﻓﻴﻌﻄﻰ اﻹذن ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﺎد ﹰة ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ،
وﻗﺪ درج اﳌﻘﺪﹼ ﻣﻮن ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﲆ ﺳﻬﻮﻟﺔ إﻋﻄﺎء اﻹذن ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ،
ﺑﻞ إن اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎن ﳚـﻴﺰ ﺑﻘﺮاءﲥﺎ ﻣﻊ ﺗﻠﻘﲔ ورد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺳﻮاء ﻃﻠﺐ ذﻟﻚ اﳌﺮﻳﺪ ،أم
ﱂ ﻳﻄﻠﺒﻪ.
ﻓﺠﻤﻴﻊ اﻷذﻛﺎر اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﻷدﻋﻴﺔ واﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﻌﺒﺪ ﲠﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ
اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ ﻛﺘﺎب »ﺟﻮاﻫﺮ اﳌﻌﺎﲏ« وﰲ رﺳﺎﺋﻠﻪ وإﺟﺎزاﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﺢ ،ﲨﻴﻌﻬﺎ
ﳚﺎز ﲠﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻣﺎ ﻋﺪ اﻷذﻛﺎر اﻟﺴﺒﻌﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﰲ
ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﺟﺎزة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ .
وﻫﺬه اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻰ اﻹذن ﺑﻘﺮاءﲥﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ،ﻻ ﺣﺮج ﰲ ﻗﺮاءﲥﺎ أﺻﻼ
ﻋﲆ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪه اﻹﺟﺎزة ﺑﻘﺮاءﲥﺎ ،ﻓﻼ ﺣﺮج ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ذﻟﻚ ،وذﻟﻚ ﻟﴪ وﺟﻮد
اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺣﻖ ﻛﻞ ﻓﻘﲑ ﻣﻨﺘﺴﺐ ﻟﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ذﻟﻚ اﻻﺗﺼﺎل
ﻣﺴﺘﻤﺮا ﰲ ﺣﻘﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﻊ ﰲ
ﹰ ﻋﻨﺪ أول ﺗﻠﻘﻴﻪ اﻟﻮرد ودﺧﻮﻟﻪ ﰲ داﺋﺮة ﻓﻘﺮاء اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وﺻﺎر
ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻨﻪ.
ﴎ اﻻﺗﺼﺎل
ﻓﺘﻠﻘﻲ اﻟﻔﻘﲑ اﻟﺘﺠﺎﲏ اﻹذن ﰲ ﻫﺬه اﻷذﻛﺎر إﻧﲈ ﻳﺮاد ﺑﻪ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺔ ﹼ
ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻻ ﻏﲑ ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﹰ
أﺻﻼ ﻛﲈ ﻗﻠﻨﺎ ،ﻻ أن ﻣﻦ ﻗﺮأﻫﺎ دون إذن ﺧﺎص
ﻳﻘﻊ ﻟﻪ اﳍﻼك أو اﻟﴬر ،ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ إﻻ اﳉﻬﻠﺔ ،وﻫﻮ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ .
وأﻧ ﹼﺒﻪ ﻫﻨﺎ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﻮر ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻚ ﻋﲆ ﺑﺎل :
اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ اﻷول
ﰲ ﻋﺪم ﺻﺤﺔ دﺧﻮل ﻫﺬه اﻷذﻛﺎر اﻟﺴﺒﻌﺔ اﳋﺎﺻﺔ
ﺿﻤﻦ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﳚﺎز ﲠﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ
٤
وﻋﺪم ﺻﺤﺔ دﺧﻮﳍﺎ ﰲ اﻹذن ﺑﺎﻹﻃﻼق
ﻓﲈ ﺗﺮاه ﻣﻦ إدﺧﺎل ﺑﻌﺾ اﳌﻘﺪﻣﲔ ﻫﺬه اﻷذﻛﺎر اﻟﺴﺒﻌﺔ اﳋﺎﺻﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺿﻤﻦ ﲨﻬﺮة
اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﳚﺎز ﲠﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ ،وﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻋﻬﺪ
أﺻﺤﺎب اﻟﺸﻴﺦ اﻷﻛﺎﺑﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻈﻨﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ دﺧﻮﳍﺎ ﻓﻴﲈ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﺟﺎزة
ﺑﺎﻹﻃﻼق ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﻄﻰ إﻻ ﻟﻠﺨﺎﺻﺔ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻓﺈن ﹰﹼ
ﻛﻼ ﻣﻦ ﻫﺬه
اﻷذﻛﺎر ﳚﺐ اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺨﺼﻮﺻﻪ ﰲ اﻹﺟﺎزة.
واﻹﺟﺎزة ﺑﺎﻹﻃﻼق ﺻﺎرت اﻟﻴﻮم ﻗﻀﻴﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ ،ﻗﺪ اﻣﺘﻬﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﺐ اﳌﻘﺪﹼ ﻣﲔ ،ﺣﺘﻰ
أﺻﻼ إﻻ ﲠﺎ ،وﻫﺬا أﺣﺪ وﺟﻮه اﻧﺤﺮاف اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ وﻓﺴﺎدﻫﺎ ﰲ ﻫﺬا إن اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﳚﻴﺰ ﹰ
اﻟﻌﴫ ،واﺳﺘﻴﻼء اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳌﺰﻳﻔﺔ ﻋﲆ اﳌﺸﻬﺪ ،واﷲ ﺗﻌﺎﱃ اﳌﺴﺘﻌﺎن وﺣﺪه.
ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ اﻷذﻛﺎر اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﺑﻌﺾ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﳚﺎز ﲠﺎ إﻻ اﳋﻮاص ،
ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ،إﻻ ﺑﻌﺪ ﲢﺮي ﲢﻘﻖ اﻟﴩوط اﳌﺬﻛﻮرة ﺛﻢ اﺳﺘﺨﺎرة اﷲ
ﺗﻌﺎﱃ .
اﻟﺘـﻨـﺒـﻴﻪ اﻟﺜﺎﲏ
ﰲ ﺛﺒﻮت ﻧﺴﺦ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﺤﺰب اﻟﺒﺤﺮ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
واﻟﻘﻮل ﺑﺒﻘﺎﺋﻪ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﻌﻪ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﻪ إﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ اﺗﺼﻞ إﺳﻨﺎده
ﰲ ﻗﺮاءﺗﻪ ﺑﺎﺑﻦ اﻷﲪﺮ
أي أن ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ ،ﻻ ﻳﺼﺢ ﻗﺮاءﺗﻪ ﺣﺎﻟ ﹰﹼﻴﺎ إﻻ ﰲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺗﻠ ﹼﻘﻰ ﻓﻴﻪ اﻹﺟﺎزة ﻣﺘﺼﻠﺔ
ﺑﺴﻴﺪي اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﺑﻦ اﻟﺘﺎودي اﳌﻌﺮوف ﺑﺎﺑﻦ اﻷﲪﺮ ،ﻷﻧﻪ ﻫﻮ وﺣﺪه اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ
ﻳﻘﺮأه وﳚـﻴﺰ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ ،ﻫﺬا ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﳊﻖ ﰲ ذﻟﻚ إﻧﲈ ﻫﻮ ﻧﺴﺦ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ ﰲ
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﳖﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻗﺮاءﺗﻪ ورﻓﻊ اﻹذن ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﻛﺎن أذﻧﻪ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ ،ﻓﻠﻢ
ﻳﻘﺮأه ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻮ ﺳﻴﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﺑﻦ اﻟﺘﺎودي ﺑﻦ اﻷﲪﺮ ،وﻗﺪ ذﻫﺐ
اﻟﺒﻌﺾ إﱃ أن اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ اﺳﺘـﺜـﻨﺎه ،وذﻫﺐ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ إﱃ أﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻠﻐﻪ اﻟﻨﻬﻲ ،واﻟﺬي
رأﻳﺘﻪ ﻣﺮو ﹰﹼﻳﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺟﻮاﺑﻪ ﻋﲈ اﲥﻤﻪ ﺑﻪ ﺳﻴﺪي أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻔﻴﻼﱄ ﻣﻦ ﳐﺎﻟﻔﺔ أﻣﺮ
اﻟﺸﻴﺦ وﻫﺪﻳﻪ ﰲ ﻋﺪم اﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﺎﻷﺳﲈء اﻻﻋﺠﻤﻴﺔ واﻷﴎار ،ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ إن اﻟﺸﻴﺦ أذن ﻟﻪ
ﰲ اﻟﺮﻗﻴﺔ ﻫﻮ وﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ ﺑﻦ أﰊ اﻟﻨﴫ ،وﺳﻴﺪي ﺑﻮ ﻋﺰة ﺑﺮادة.
٥
ﺘﺆوﻻ ،ﻓﻘﺪ ﹶﻓ ﹺﻬ ﹶﻢ دﺧﻮل ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ
ﻓﻌﻨﺪي إﻧﻪ ﰲ ﻗﺮاءة ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ رﺑﲈ ﻛﺎن ﹸﻣ ﱢ
ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺮﻗﻴﺔ وإﺑﻄﺎل اﻟﻌﲔ واﻟﺴﺤﺮ واﳌﺲ ﻣﻦ اﳉﺎن .
وﻛﺎن ﺳﻴﺪي أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻔﻴﻼﱄ ﻗﺪ أﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ ﺳﻴﺪي ﺑﻮ ﻋﺰة ﺑﺮادة
أﻣﻮرا ﻋﺪة ،ﻣﻨﻬﺎ إﺟﺎزﲥﻢ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﺑﻘﺮاءة ﺣﺰب
وﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ ﺑﻦ أﰊ اﻟﻨﴫ اﻟﻌﻠﻮي ،ﹰ
اﻟﺒﺤﺮ ﺑﻌﺪ ﳖﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﻪ ،وإﺟﺎزﲥﻢ ﺑﺒﻌﺾ اﳋﻮاص واﻷﺳﲈء واﳉﺪاول،
ﺑﻌﺪ ﳖﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﲈﳍﺎ وإﺧﺒﺎره ﺑﺄن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﳖﺎه ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﲠﺎ
ﲨﻠﺔ وﺗﻔﺼﻴﻼ .
ﻓﺤﺰب اﻟﺒﺤﺮ ﻟﻮﻻ اﺳﺘﻤﺮار ﺳﻴﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﺑﻦ اﻻﲪﺮ ﻋﲆ ﻗﺮاءﺗﻪ ،ﺛﻢ إﺟﺎزﺗﻪ
ﻟﻐﲑه ﺑﻪ ﳌﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻪ وﺟﻮد ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وﳌﺎ ﻛﺎن ﻇﻬﺮ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﺟﺎزة اﳌﺴﻨﺪة،
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻮ ﻇﻬﻮر ﻗﺮاءﺗﻪ اﺳﺘﻨﺎ ﹰدا إﱃ اﺟﺘﻬﺎد ﺳﻴﺪي اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻜﻨﺴﻮﳼ اﻟﺬي
ﻛﺎن ﻳﺮ ﺟﻮاز اﻟﺘﻮﺟﻪ واﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺣﺰاب اﻟﺸﺎذﱄ ،وأﺣﺰاب زروق اﻟﻔﺎﳼ وﺑﻌﺾ
أذﻛﺎر اﺑﻦ ﻋﺮﰊ اﳊﺎﲤﻲ ،وذﻟﻚ ﺗﺒﻌﺎ ﳌﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻛﻼم ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻐﺎﱄ ﺑﻮﻃﺎﻟﺐ .
وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺑﺄن ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺎﻫﺞ وﻣﺸﺎرب ﻣﺘﻌﺪدة ،وأن ﻟﻜﻞ ﻣﴩب
رﺟﺎﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻧﻪ ،وأﻧﻪ ﻣﺎ دام اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻌﺪ ﻗﺮاءة أﺣﺰاب اﻟﺸﺎذﱄ وﺧﺼﻮﺻﺎ
ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ داﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻮﺟﻮد اﳌﺸﺎرب اﳌﺘﻌﺪدة ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ـ ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ـ ﻻ ﺑﺪ وأن
ﻧﺴﺘﺤﴬ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﺸﺪد ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﰲ اﻹﺟﺎزة ﺑﻘﺮاءة ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ أﻧﻪ ﱂ
ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻄﻲ اﻹﺟﺎزة ﺑﻪ إﻻ ﻷﻓﺮاد ﻣﻦ اﳋﺎﺻﺔ ،ﻓﻠﻢ ﳚﺰ ﺑﻪ إﻻ أﻓﺮادا ﻣﻌﺪودﻳﻦ ﻣﻦ
أﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﻣﻊ اﺷﱰاﻃﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻠﺘﻌﺒﺪ أو ﻟﻠﺘﺤﺼﲔ ﻓﻘﻂ ،وﻳﻜﻮن اﻟﺘﺤﺼﲔ ﺑﻪ ﰲ
اﳊﴬ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ ﻣﺮة واﺣﺪة ﰲ اﻟﺼﺒﺎح وﻣﺮة ﰲ اﳌﺴﺎء ،وﻟﻜﻨﻪ ﺳﻤﺢ ﳌﻦ ﻛﺎن ﰲ اﻟﺴﻔﺮ
وأراد اﻟﺘﺤﺼﲔ ﺑﻪ أن ﻳﻘﺮأه ﺛﻼث ﻣﺮات ﺻﺒﺎﺣﺎ وﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺴﺎء ﻻﻏﲑ ،إﱃ أن رﻓﻊ اﻹذن
ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﻛﺎن أذﻧﻪ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ .
وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮ ﰲ ﻧﺺ إﺟﺎزة ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻐﺎﱄ ﺑﻮﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﺎج ﻋﻤﺮ اﻟﻔﻮﰐ اﳌﺬﻛﻮرة
ﰲ ﻛﺘﺎب »اﻟﺮﻣﺎح« ﻗﻮﻟﻪ :
» وﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﺟﻮاﻫﺮ اﳌﻌﺎﲏ ﻣﻦ أذﻛﺎر ﺳﻴﺪﻧﺎ ،ﻓﻘﺪ أذﻧﺘﻪ ﰲ ذﻛﺮه ،وﰲ إﻋﻄﺎﺋﻪ ،ﻣﺎ ﻋﺪ
ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ «
٦
اﻟﺘـﻨـﺒـﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﰲ أن ﺣﺰب اﻟﺪور اﻷﻋﲆ وﺣﺰب اﻟﺼﻤﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻜﱪ
إﻧﲈ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ أوراد اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ
وأﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﺮأ أﻳـﹰﹼﺎ ﻣﻨﻬﲈ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﺢ وﱂ ﳚﺰ ﲠﲈ أﺣﺪﹰ ا ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎه ﻣﻦ ﺛﺒﻮت ﻧﺴﺦ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﻘﺮاءة »ﺣﺰب اﻟﺒﺤﺮ« ﻓﺈن أﺷﺪ ﻣﻨﻪ ﻗﺮاءة ﺣﺰب »اﻟﺪور
اﻷﻋﲆ« ﻻﺑﻦ ﻋﺮﰊ ،وﺣﺰب »اﻟﺼﻤﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻜﱪ« ﻟﻌﺒﺪ اﳊﻖ ﺑﻦ ﺳﺒﻌﲔ.
ﻓﺤﺰب اﻟﺒﺤﺮ ﻗﺮأه ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺪةﹰ ،وأﺟﺎز ﺑﻪ أﻓﺮا ﹰدا ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﺛﻢ ﺗﻮ ﹼﻗﻒ ﻋﻦ ﻗﺮاءﺗﻪ،
ورﻓﻊ اﻹذن ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻦ ﻛﺎن أذﻧﻪ ﰲ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﻛﲈ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ،وأﻣﺎ »ﺣﺰب
اﻟﺪور اﻷﻋﲆ« وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺰب »اﻟﺼﻤﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻜﱪ« اﳌﺴﻤﻰ ﰲ ﻛﺘﺎب »أﺣﺰاب وأوراد«
ﺑـ »دﻋﻮة اﳉﻼﻟﺔ« ﻓﻬﲈ ﻣﻦ أذﻛﺎر اﻟﺸﻴﻮخ اﻟﺘﻲ ﺗﻠ ﹼﻘﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ اﻷﻣﺮ ﺑﱰﻛﻬﺎ ﻋﻨﺪ وﻗﻮع
اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻪ .
وﻗﻮل ﺳﻴﺪي اﳊﺎج ﻋﲆ ﺣﺮازم ﰲ »ﺟﻮاﻫﺮ اﳌﻌﺎﲏ« ﻋﻦ اﻟﺪور اﻷﻋﲆ أﻧﻪ ﻣﻦ أوراد
ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻘﺼﺪه أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ أوراده إﱃ ﺣﲔ وﻗﻮع اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻪ ،وﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة إﻧﲈ ﻫﻲ
ﰲ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﳌﺴﻮ ﹼدة ﻣﻦ »ﺟﻮاﻫﺮ اﳌﻌﺎﲏ« وﻫﻲ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ،وﰲ ﻧﻔﺲ اﳌﻮﺿﻊ ﳑﺎ
ﻣﻔﺼ ﹰﻼ ﰲ
وﺟﺪﻧﺎه ﻣﻦ أوراق اﻟﻨﺴﺨﺔ اﳌﺒﻴﻀﺔ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ،وﻫﺬا ﺳﻮف ﺗﺮوﻧﻪ ﹼ
اﳌﻮﺳﻌﺔ ﺣﻮل اﻟﻜﺘﺎب إن ﺷﺎء اﷲ .
دراﺳﺘﻨﺎ ﹼ
وﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن ﺳﻴﺪﻧﺎ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ذﻛﺮ ﻫﺬا اﳊﺰب ﺿﻤﻦ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻋﻦ
ﺷﻴﺨﻪ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺴﲈن ،وﲨﻴﻌﻬﺎ ﳑﺎ أﻣﺮه اﻟﻨﺒﻲ ^ ﺑﱰﻛﻪ ﻋﻨﺪ وﻗﻮع
اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻪ ،وﻧﺺ ذﻟﻚ ﰲ إﺣﺪ رﺳﺎﺋﻠﻪ اﳌﻌﺮوﻓﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ »اﳉﻮاﻫﺮ« ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ رﴈ
اﷲ ﻋﻨﻪ :
» وأﻣﺎ أﺣﺰاب اﻟﺸﺎذﱄ ،ووﻇﻴﻔﺔ زروق ،ودﻻﺋﻞ اﳋﲑات ،واﻟﺪور اﻷﻋﲆ ،ﻓﻜ ﹼﻠﻬﺎ
أﺧﺬﻧﺎ اﻹﺟﺎزة ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻨﺎ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺴﲈن
اﻟﻘﺎﻃﻦ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ،ﻋﲆ ﺳﺎﻛﻨﻬﺎ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم « اﻧﺘﻬﻰ .
ﻗﻠﺖ :وﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺘﻌ ﹼﻠﻘﺔ ﲠﺬا اﳊﺰب ،وإﻧﲈ أذﻛﺮ ﻟﻚ
ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻋﻨﺪي ﰲ ﺷﺄﻧﻪ ،وﻫﻮ أن ﺳﻴﺪﻧﺎ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ﱂ ﻳﻘﺮأه اﻟﺒﺘﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﺢ ،وأﻧﻪ ﻛﺎن
٧
ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﱰﻛﻪ ﻣﻦ أذﻛﺎر وأوراد اﻟﺸﻴﻮخ .
وأﻣﺎ »ﺣﺰب اﻟﺼﻤﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻜﱪ« ﻟﻌﺒﺪ اﳊﻖ ﺑﻦ ﺳﺒﻌﲔ ،ﻓﺎﻟﺬي ﻧﺴﺐ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ
ﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﳊﺎج ﻋﻤﺮ اﻟﻔﻮﰐ ﰲ »اﻟﺮﻣﺎح« ،وﻃﺒﻊ ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻄﺒﻮع ﺑﻌﻨﻮان »أﺣﺰاب
وأوراد اﻟﻘﻄﺐ اﻟﺮﺑﺎﲏ« واﻟﺬي ﻫﻮ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ »اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺜﻼﺛﲔ« ﻣﻦ
ﻛﺘﺎب »اﻟﺮﻣﺎح« واﻟﺬي ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻪ اﳊﺎج ﻋﻤﺮ اﻟﻔﻮﰐ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
» اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺜﻼﺛﻮن ،ﰲ ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ أذﻛﺎر اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﲑ اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻲ
ﻟﻠﺨﻮاص ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ دون اﻟﻌﻮا ﹼم ﻣﻨﻬﻢ «
ﹼ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻹذن واﻟﺘﻠﻘﲔ
٨
ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﳊﺰب اﻟﺴﻴﻔﻲ واﻷﺳﲈء اﻹدرﻳﺴﻴﺔ وﺻﻴﻎ اﻟﺼﻼة ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ
وﺳﻠﻢ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،وأﺣﺰاﺑﻪ وأدﻋﻴﺘﻪ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ اﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ ،ودﻋﺎء ﻳﺎ ﻣﻦ أﻇﻬﺮ
اﳉﻤﻴﻞ ،ﻣﻊ أداء ﺻﻼة اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ،ﺛﻢ ﻣﻺ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺘﻼوة اﻟﻘﺮآن وﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺼﻼة
اﻟﻔﺎﺗﺢ أو اﻟﺼﻼة اﻷﻣﻴﺔ ﺑﺼﻴﻐﺘﻬﺎ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﺴﻨﺔ أو ﺻﻴﻐﺘﻬﺎ اﳌﺴﲈت ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑـ »روح
اﻟﺼﻠﻮات« .
وأﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺮاه ﻣﺴﻄﺮا ﰲ ﻛﻨﺎﻧﻴﺶ اﻷﴎار ،ﻓﺴﻮف ﻳﻜﻮن ﱄ ﻓﻴﻪ ﻛﺘﺎب ﺧﺎص إن ﺷﺎء
اﷲ .
أذﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻇﻬﻮر ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﳘﻴﺔ ،أو اﻻﺳﻢ ذو اﻷﺣﺪ ﻋﴩ ﺣﺮﻓﺎ ،وﻋﻼﻗﺔ
ﻫﺬا اﻟﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ.
وأذﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻇﻬﻮر اﻷﺳﲈء اﻷﻋﺠﻤﻴﺔ اﻟﺸﻴﻨﻴﺔ ،أي اﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮف اﻟﺸﲔ
ﻇﻬﻮرا ﺑﻴﻨﺎ ،ﻣﺜﻞ »ﺷﻐﺸﺶ« و »ﺷﻴﺠﻜﺬﻳﺶ« ،وﻣﺘﻰ اﺑﺘﺪأ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وﻋﲆ ﻳﺪ
ﻣﻦ ؟
وأذﻛﺮ أﺳﲈء ﻣﺒﺘﻜﺮي ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﱰاﻛﻴﺐ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻟﺼﺎدﻗﲔ أو اﻟﺪﺟﺎﺟﻠﺔ
ﹼ
اﻟﻜﺬاﺑﲔ ،وأﺳﲈء ﻣﺮوﺟﻴﻬﺎ وﻧﺎﴍﳞﺎ ﰲ دوﻟﺔ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ.
وأذﻛﺮ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺳﺒﺐ ﺧﺮوج ﺳﻴﺪي أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻔﻴﻼﱄ ﻣﻦ ﻓﺎس ﺑﻌﺪ
وﻓﺎة ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وإﻧﻜﺎره اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ رﺟﺎل ﺛﻼﺛﺔ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ وﻫﻢ :
ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ ﺑﻦ أﰊ اﻟﻨﴫ اﻟﻌﻠﻮي ،وﺳﻴﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﺑﻦ اﻷﲪﺮ ،وﺳﻴﺪي ﺑﻮﻋﺰة
ﺑﺮادة ،ﻓﻴﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﻴﺔ اﻷﴎار واﻷذﻛﺎر اﳋﺎﺻﺔ ،ﺑﻞ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﲆ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﳋﺮوج ﻣﻦ
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ إﻟﻴﻬﻢ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﳊﺒﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﲔ ﻣﺎﴈ ﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻹﺻﻼح ﺑﲔ
اﻟﻄﺮﻓﲔ ،وﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ إﱃ ﺳﻴﺪي ﻋﲇ اﻟﺮﻳﺎﺣﻲ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﰲ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺴﻴﺪي أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم
اﻟﻔﻴﻼﱄ ﺣﻴﻨﲈ ارﲢﻞ إﱃ ﺗﻮﻧﺲ ،ووﺻﻔﻪ ﺑﻌﻤﻨﺎ وﳏﻞ واﻟﺪﻧﺎ .
وأذﻛﺮ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻔﺮق ﺑﲔ ﻣﻨﻬﺞ ﺳﻴﺪي اﻟﻌﺮﰊ ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺢ اﳌﺘﺸﺪد ﰲ ﻋﺪم ذﻛﺮ اﻟﻔﻘﲑ
اﻟﺘﺠﺎﲏ أي ذﻛﺮ ﻣﻦ أذﻛﺎر اﻷوﻟﻴﺎء ﻏﲑ ﻣﺎ ورد ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وﻣﻨﻬﺞ
اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻜﻨﺴﻮﳼ اﳌﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﻔﻘﲑ اﻟﺘﺠﺎﲏ ﻷذﻛﺎر ﻏﲑ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ اﻷوﻟﻴﺎء .
وأذﻛﺮ ﺗﺒﻌﺎت اﳉﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪﻻوي ﺑﴪﻗﺘﻪ ﳏﺘﻮﻳﺎت ﺧﺰاﻧﺔ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ
٩
اﳊﺒﻴﺐ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ،وﻓﺮاره ﲠﺎ إﱃ ﻧﻮاﺣﻲ ﺗﻠﻤﺴﺎن ،ﺛﻢ إﱃ اﳌﻐﺮب ،وإﺷﺎﻋﺘﻪ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﻣﻜﺘﻮﺑﺎت ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ ،وﻣﺴﺎﳘﺔ ﺳﻜﲑج ﰲ ﺷﻴﻮع ذﻟﻚ ﺛﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﺑﻠﻮغ
ذﻟﻚ إﱃ ﺑﻌﺾ أﻋﺪاﺋﻪ وﻣﻨﺎوﺋﻴﻪ ،وﳏﺎوﻟﺘﻪ إﺑﻄﺎﻟﻪ ﻓﺮﺣﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺟﻨﺎﻳﺔ اﳌﻨﺘﺴﺐ«
ﺑﺘﴫﳛﻪ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻻﺳﲈء ودﻋﻮاه أﳖﺎ ﻣﻔﱰاة ﻋﲆ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،وﻟﻜﻦ دون ﺟﺪو،
إذ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﻠﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ.
وأذﻛﺮ رﻓﻌﺔ ﺷﺄن ﺳﻴﺪي اﳊﺎج ﻋﲇ اﻟﺘﲈﺳﻴﻨﻲ رﲪﻪ اﷲ ،وﻋﻈﻤﺔ اﻟﻀﻮاﺑﻂ واﻟﻘﻮاﻋﺪ
اﻟﺘﻲ دﻋﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻗﻮاﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﳊﺒﻴﺐ اﺑﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ
رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﺪي إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺮﻳﺎﺣﻲ ﺑﻌﺪ ارﲢﺎﻟﻪ إﻟﻴﻪ وﺗﻠﻘﻴﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﻬﺠﻪ اﻟﺪﻗﻴﻖ
اﻟﺬي ﻫﻮ اﳌﻨﻬﺞ اﳌﻮروث ﺣﻘﺎ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ .
وأذﻛﺮ اﻧﻄﺒﺎق ﻣﻨﻬﺞ ﺳﻴﺪي اﳊﺎج ﻋﲇ اﻟﺘﲈﺳﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﻨﻬﺞ ﺳﻴﺪي أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
اﻟﺴﻼم اﻟﻔﻴﻼﱄ ،وﻣﻨﻬﺞ ﺳﻴﺪي اﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ اﳊﺎﻓﻆ اﻟﻌﻠﻮي اﻟﺸﻨﻘﻴﻂ ،وﻣﻨﻬﺞ ﺳﻴﺪي
ﳏﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺑﴫي اﳌﻜﻨﺎﳼ.
وأذﻛﺮ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ ﳌﻨﻬﺞ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻔﺎﺳﻴـﻴـﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ ،ﻓﻴﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻷذﻛﺎر اﳋﺎﺻﺔ واﻷﴎار .
وأﻛﺘﺐ ﻓﺼﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻤﻨﻬﺞ وﻣﴩب ﺳﻴﺪي ﳏﻤﺪ اﻟﻐﺎﱄ ﺑﻮﻃﺎﻟﺐ رﲪﻪ اﷲ ،وﻓﻴﻪ
ذﻛﺮ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻋﺪة ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ وﺗﺮﲨﺘﻪ ،وﻛﻠﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﺴﻄﺮة ﰲ ﻛﺘﺐ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ،
واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ ﻣﺎ ﳚﻮز ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أﺣﻜﺎم وﻓﻘﻪ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وﻣﺎ ﻻ ﳚﻮز ،وﺳﺒﺐ ذﻟﻚ.
ﻓﻌﻨﺪ ﲢﺮﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮف ﻳﻈﻬﺮ أﻣﺮ اﻷذﻛﺎر اﳋﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻇﻬﻮرا ﺑﻴﻨﺎ
؛ وﻳﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﳊﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﺑﻞ ﻣﻦ اﻹﻳﲈن واﻟﻜﻔﺮ اﻟﺬي ﻧﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻪ.
ﹶو ﹶﻳ ﹾﻈ ﹶﻬ ﹸﺮ ﺷﺪة ارﺗﺒﺎط اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﺒﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﲈء اﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ اﺛﻨﲔ
وﳘﺎ ١ :ـ اﻻﺑﺘﻼء ﺑﺎﻋﺘﻘﺎد اﻟﻮﺣﺪة٢ ،ـ واﻻﺑﺘﻼء ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﲨﻊ اﻷﻣﻮال واﻷﺗﺒﺎع.
١٠
ﻓﺠﻮاﺑﻪ :إن اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺬﻟﻚ إﻧﲈ ﻫﻮ اﻷﺳﲈء اﻻﻋﺠﻤﻴﺔ واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﳌﻘﱰﻧﺔ ﺑﺎﻷوﻓﺎق
واﻟﻄﻼﺳﻢ ،ذات اﻟﻜﻴﻔﻴﺎت اﳋﺎﺻﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ أرﺑﺎب اﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﻌﻠﻮم اﳊﺮف
واﻷوﻓﺎق ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﳋﻮاص ،وﻗﺪ ﺣﺬر ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻻﺷﺘﻐﺎل
ﲠﺎ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ،ﺑﻞ ﻫﺪد اﳌﺸﻴﻊ ﻟﻔﻌﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻮﻗﻮع ﰲ اﻟﻜﻔﺮ واﻻﻧﺴﻼخ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ
واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ .
ﻓﻼ ﺗﻐﱰ ﺑﻜﺜﺮة اﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﲠﺎ اﻟﻴﻮم ﳑﻦ ﻳﻨﺘﺴﺐ إﱃ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺆﻻء ﻻﻳﻨﺘﻤﻮن إﻻ
إﱃ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳌﺰﻳﻔﺔ اﳌﺤﺮﻓﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﴩ اﻻﻧﺘﲈء إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم أﻋﻈﻢ اﻻﻧﺘﺸﺎر ،ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺆﻻء
ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ وﻟﻴﺲ ﻫﻮ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﻬﻢ .
اﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﻷﺳﲈء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﹼ وأﻣﺎ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﳌﺘﻌ ﹼﻠﻖ ﺑﻘﺮاءة ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻴﻔﻴﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﰲ
وأﺣﺰاب ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻴﻮخ دون أﺧﺬ اﻹذن ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻨﺪ أول ﻇﻬﻮرﻫﺎ،
ﻣﺘﻌﻠ ﹰﻘﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﺮأﻫﺎ وﳚﻴﺰ ﺗﻼﻣﻴﺬه ﺑﻘﺮاءﲥﺎ ﻗﺒﻞ ﺣﺼﻮل
اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻪ ،ﺛﻢ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﲠﺬه اﻷذﻛﺎر ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻮص ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ واﻧﻔﺮادﻫﺎ ﺑﺼﻮرﲥﺎ
اﳋﺎﺻﺔ ﲠﺎ ،وأذﻛﺎرﻫﺎ اﳋﺎﺻﺔ ﲠﺎ ،واﻧﺘﻬﻰ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء ﺗﻠﻚ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻘﱰﻧﹰﺎ
ﲠﺎ.
ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﺘﻠﻚ اﻷذﻛﺎر ،ﺑﴩوﻃﻬﺎ
ﹼ ﻓﺈذا وﺟﺪت أﺣﺪﹰ ا ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﻳﺰال
وﺿﻮاﺑﻄﻬﺎ ،ﻓﺎﻋﻠﻢ أﻧﻪ أﺧﺬﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻴﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺒﻞ
وﻗﻮع اﻟﻔﺘﺢ ﻟﻪ.
وﻧﺤﻦ ﻻ ﻳﺰال ﻋﻨﺪﻧﺎ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أﴐار وﺗﺒﻌﺎت ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﻘﺪﻣﲔ ،ﺑﻞ ﺧﻄﺌﻬﻢ
اﻟﻔﺎﺣﺶ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﹸو ﹺﺟﺪﹶ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﺑﺨﻂ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﳑﺎ ﻛﺎن ﻛﺘﺒﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ ،ﺣﻴﺚ
اﻋﺘﺪوا ﲠﺎ ﻣﺜﻞ اﻋﺘﺪادﻫﻢ ﺑﲈ ﻛﺘﺒﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﺢ ،وﻻ ﻧﺰال ﻧﻌﻴﺶ ﺑﻼﻳﺎ اﳉﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ
اﻟﻌﺒﺪﻻوي ،اﻟﺬي أﺷﺎع اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷذﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ.
ﳏﺬرا ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻋﺪة
ﹰ وﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻹﺧﻮاﲏ
ﻣﺮات ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ ﻋﺪة ﻗﻀﺎﻳﺎ ،ﻛﺎن آﺧﺮﻫﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﺪﻋﺔ اﻷرﺑﻌﺎء اﻵﺧﺮة ﻣﻦ ﺻﻔﺮ .
وأﻗﺮب ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻪ أﻧﺖ ﻫﻨﺎ ،ﳑﺎ ﺗﺮاه ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ
ﲢﺬﻳﺮ اﳌﺘﻌﺒﺪ ﺑﻘﺮاءة اﳊﺰب اﻟﺴﻴﻔﻲ ﻣﻦ اﻣﺘﺤﺎن اﻻﺑﺘﻼء ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ،وأن ذﻟﻚ ﻻزم ﻟﻜﻞ ﻣﻦ
١١
ﺗﻌﺒﺪ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ ،وأﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ـ ﻣﻦ أﺟﻞ دﻓﻊ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻼء ـ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﳊﺰب اﳌﻐﻨﻲ ﻋﻘﺒﻪ .
وﻣﺜﺎﳍﺎ ﻣﺎ ﻧﺮاه ﰲ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ أو اﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ ﻣﻦ ﻛﻴﻔﻴﺎت ﻗﺮاءة ﻫﺬا اﳊﺰب اﻟﺘﻲ
ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﴍوﻃﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ وﲪﻠﻪ ،أو وﺿﻌﻪ ﻋﲆ اﻟﺴﺠﺎدة ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ،وﺗﻌﻴـﲔ ﻣﻮاﺿﻊ ﻓﻴﻪ
ﻟﻠﺴﺠﻮد ﻛﺴﺠﻮد اﻟﺘﻼوة ،وﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻮاﺿﻊ ﻟﻠﻮﻗﻮف واﳋﻄﻮ ﲡﺎه ﻗﱪ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ،
وﻛﻞ ذﻟﻚ ﳐﱰع ﻣﻔﱰ ،أﻧﻜﺮه ﺳﻴﺪي اﻟﻌﺮﰊ ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺢ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﻧﻜﺎر ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ
اﳌﻘﺪم اﳌﺪﲏ اﻟﻌﻼﻣﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺎﱄ ،أﺣﺪ أﺋﻤﺔ وﺧﻄﺒﺎء اﳌﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﴩﻳﻒ ﰲ ذﻟﻚ
اﻟﻌﻬﺪ ،وﻗﺮاءﺗﻪ ﲠﺬه اﻟﻜﻴﻔﻴﺎت اﳋﺎﺻﺔ ،ذات اﻷﻋﺪاد اﳋﺎﺻﺔ ﻟﻨﻴﻞ أﻏﺮاض ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺜﻞ
ﻏﺮض ﻣﻼﻗﺎت اﳋﴬ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻏﲑﻫﺎ ﳑﺎ ذﻛﺮه اﻟﺸﻄﺎري ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﳉﻮاﻫﺮ
ﹰ
ﻣﻨﻘﻮﻻ ﻣﻨﻪ ﺑﺨﻂ ﺳﻴﺪي اﳋﻤﺲ« ﻛﻞ ذﻟﻚ أﺻﻠﻪ وﻣﺼﺪره ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،أو ﻣﺎ وﺟﺪ
اﳊﺎج ﻋﲇ ﺣﺮازم ﰲ ﻛﻨﺎﻧﻴﺸﻪ وأوراﻗﻪ اﻟﺘﻲ ﲢﻮي اﻟﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﺗﻠﻘﺎه ﻋﻦ ﻣﺸﺎﳜﻪ ﻗﺒﻞ ﻟﻘﺎﺋﻪ
ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ اﳌﺠﻴﺪري اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺛﻢ اﻟﻔﺎﳼ،
اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺸﻬﻮرا ﺑﺎﻻﺷﺘﻐﺎل ﺑﻌﻠﻮم اﻷﴎار.
وإﱃ ﺣﲔ ﹺ
إذن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻨﺎ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ،ﻓﺈﲏ أﺳﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ أن ﳚﻌﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻜﻢ
ﰲ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺣ ﹰﹼﻘﺎ ﳛ ﹼﺒﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻳﺮﺿﺎه ،وأن ﳞﺪﻳﻨﺎ وإﻳﺎﻛﻢ إﻟﻴﻪ وإﱃ رﺳﻮﻟﻪ ^ ،وأن
ﳚﻌﻠﻨﺎ وإﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ اﳌﻨﺘﺴﺒﲔ إﱃ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ ،إﻧﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﱄ ذﻟﻚ واﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻴﻪ ،وآﺧﺮ دﻋﻮاﻧﺎ أن اﳊﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ،وﺻﲆ اﷲ ﻋﲆ
ﻛﺜﲑا .
ﺗﺴﻠﻴﲈ ﹰ
ﹰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ
وﻛﺘﺐ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﳌﻨﻮرة ،اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻀﻌﻴﻒ :ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﻌﻠﻮي ،ﻟﻴﻠﺔ اﳉﻤﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﲨﺎد اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٤٤٥ﻟﻠﻬﺠﺮة .
١٢