You are on page 1of 10

‫َحينَتقُو ُمَََ*‬

‫صبِ َْرَ ِل ُح ْك ِمَربِكَف ِإنَّكَبِأ ْعيُنِناَوسبِحْ َبِح ْمدَِربِك ِ‬


‫وَٱ ْ‬
‫و ِمنَٱللَّ ْي َِلَفس ِبحْ هَُو ِإ ْدبارَٱلنُّ ُج ِ‬
‫ومَ‬
‫تفسيرَالقرآنَالعظيم‪َ/‬ابنَكثيرَ_تَ‪َ774‬هـَ‬
‫صبِ َْرَ ِل ُح ْك ِمَربِكَف ِإنَّكَبِأ ْعيُنِناَ}َأيَاصبرَعلىَ‬
‫وقولهَتعالىَ{َوَٱ ْ‬
‫أذاهم‪َ،‬والَتبالهمَفإنكَبمرأىَمناَوتحتَكالءتنا‪َ،‬وهللاَيعصمكَمنَ‬
‫َحينَتقُو ُمَ}َقالَالضحاكَ‬ ‫الناسَوقولهَتعالىَ{َوس ِبحْ َ ِبح ْمدَِر ِبك ِ‬
‫أيَإلىَالصالةَسبحانكَاللهمَوبحمدكَوتباركَاسمك‪َ،‬وتعالىَجدك‪َ،‬‬
‫والَإلهَغيركَوقدَرويَمثلهَعنَالربيعَابنَأنسَوعبدَالرحمنَبنَ‬
‫زيدَبنَأسلمَوغيرهما‪َ،‬وروىَمسلمَفيَصحيحهَعنَعمرَأنهَكانَ‬
‫يقولَهذاَفيَابتداءَالصالة‪َ،‬ورواهَأحمدَوأهلَالسننَعنَأبيَسعيدَ‬
‫وغيره‪َ،‬عنَالنبيَصلىَهللاَعليهَوسلمَأنهَكانَيقولَذلكَوقالَأبوَ‬
‫َحينَتقُو ُمَ}َأيَمنَنومكَمنَفراشك‪َ،‬‬ ‫الجوزاءَ{َوس ِبحْ َ ِبح ْمدَِر ِبك ِ‬
‫واختارهَابنَجرير‪َ،‬ويتأيدَهذاَالقولَبماَرواهَاإلمامَأحمدَحدثناَ‬
‫الوليدَبنَمسلم‪َ،‬حدثناَاألوزاعي‪َ،‬حدثنيَعميرَبنَهانىء‪َ،‬حدثنيَ‬
‫جنادةَبنَأبيَأمية‪َ،‬حدثناَعبادةَبنَالصامتَعنَرسولَهللاَصلىَ‬
‫هللاَعليهَوسلمَقالَ‪َ:‬منَتعارَمنَالليل‪َ،‬فقالَالَإلهَإالَهللاَوحدهَالَ‬
‫شريكَله‪َ،‬لهَالملكَولهَالحمد‪َ،‬وهوَعلىَكلَشيءَقدير‪َ،‬سبحانَ‬
‫هللاَوالحمدَهللَوالَإلهَإالَهللاَوهللاَأكبرَوالَحولَوالَقوةَإالَباهلل‪َ،‬ثمَ‬
‫قالَربَاغفرَليَــــَأوَقالَثمَدعاَــــَاستجيبَله‪َ،‬فإنَعزمَ‬
‫َ فتوضأ‪َ،‬ثمَصلى‪َ،‬قبلتَصالته‬
‫تفسيرَمفاتيحَالغيبَ‪َ،‬التفسيرَالكبير‪َ/‬الرازيََ_تَ‪َ606‬هـَ‬
‫وقولهَتعالى‪َ{َ:‬ف ِإنَّكَ ِبأ ْعيُنِناَ}َفيهَوجوهَاألول‪َ:‬أنهَتعالىَلماَبينَ‬
‫أنهمَيكيدونهَكانَذلكَمماَيقتضيَفيَالعرفَالمبادرةَإلىَإهالكهمَ‬
‫لئالَيتمَكيدهمَفقال‪َ:‬اصبرَوالَتخف‪َ،‬فإنكَمحفوظَبأعينناَثانيها‪َ:‬‬
‫أنهَتعالىَقالَفاصبرَوالَتدعَعليهمَفإنكَبمرأىَمناَنراكَوهذهَ‬
‫الحالةَتقتضيَأنَتكونَعلىَأفضلَماَيكونَمنَاألحوالَلكنَكونكَ‬
‫مسبحاًَلناَأفضلَمنَكونكَداعياًَعلىَعبادَخلقناهم‪َ،‬فاخترَاألفضلَ‬
‫فإنكَبمرأىَمناَثالثها‪َ:‬أنَمنَيشكوَحالهَعندَغيرهَيكونَفيهَإنباءَ‬
‫عنَعدمَعلمَالمشكوَإليهَبحالَالشاكيَفقالَتعالى‪َ:‬اصبرَوالَتشكَ‬
‫حالكَفإنكَبأعينناَنراكَفالَفائدةَفيَشكواك‪َ،‬وفيهَمسائلَمختصةَ‬
‫ص ِب َْرَعل ٰىَماَيقُولُونَ}َ[طه‪َ:‬‬ ‫بهذاَالموضعَالَتوجدَفيَقوله{َفَٱ ْ‬
‫صبِ َْرَ ِل ُح ْك ِمَ}َتحتملَ‬
‫‪َ]130‬المسألةَاألولى‪َ:‬الالمَفيَقولهَ{َوَٱ ْ‬
‫وجوهاً‪َ:‬األول‪َ:‬هيَبمعنىَإلىَأيَاصبرَإلىَأنَيحكمَهللاَالثاني‪َ:‬‬
‫الصبرَفيهَمعنىَالثبات‪َ،‬فكأنهَيقولَفاثبتَلحكمَربكَيقالَثبتَفالنَ‬
‫لحملَقرنهَالثالث‪َ:‬هيَالالمَالتيَتستعملَبمعنىَالسببَيقالَلمَ‬
‫ص ِب َْرَ}َواجعلَ‬
‫خرجتَفيقالَلحكمَفالنَعليَبالخروجَفقال‪َ{َ:‬وَٱ ْ‬
‫سببَالصبرَامتثالَاألمرَحيثَقالَواصبرَلهذاَالحكمَعليكَالَ‬
‫لشيءَآخرَالمسألةَالثانية‪َ:‬قالَههناَ{َبِأ ْعيُنِناَ}َوقالَفيَمواضعَ‬
‫أخر{َو ِلتُصْنعَعل ٰىَع ْينِىَ}َ[طه‪َ]39َ:‬نقولَلماَوحدَالضميرَهناكَ‬
‫وهوَياءَالمتكلمَوحدهَوحدَالعينَولماَذكرَههناَضميرَالجمعَفيَ‬
‫قولهَ{َ ِبأ ْعيُنِناَ}َوهوَالنونَجمعَالعين‪َ،‬وقال‪ِ َ{َ:‬بأ ْعيُنِناَ}َهذاَمنَ‬
‫حيثَاللفظ‪َ،‬وأماَمنَحيثَالمعنىَفألنَالحفظَههناَأتمَألنَالصبرَ‬
‫مطيةَالرحمةَبالنبيَصلىَهللاَعليهَوسلمَحيثَاجتمعَلهَالناسَ‬
‫وجمعواَلهَمكايدَوتشاورواَفيَأمره‪َ،‬وكذلكَأمرهَبالفلكَوأمرهَ‬
‫باالتخاذَعندَعدمَالماءَوحفظهَمنَالغرقَمعَكونَكلَالبقاعَ‬
‫مغمورةَتحتَالماءَتحتاجَإلىَحفظَعظيمَفيَنظرَالخلقَفقالَ{َ‬
‫بِأ ْعيُنِناَ}المسألةَالثالثة‪َ:‬ماَوجهَتعلقَالباءَههناَقلناَقدَظهرَمنَ‬
‫جميعَالوجوه‪َ،‬أماَإنَقلناَبأنهَللحفظَفتقديرهَمحفوظَبأعيننا‪َ،‬وإنَ‬
‫قلناَللعلمَفمعناهَبمرأىَمناَأيَبمكانَنراكَوتقديرهَفإنكَبأعينناَ‬
‫مرئيَوحينئذَهوَكقولَالقائلَرأيتهَبعينيَكماَيقالَكتبَبالقلمَاآللةَ‬
‫وإنَكانَرؤيةَهللاَليستَبآلة‪َ،‬فإنَقيلَفماَالفرقَفيَالموضعينَ‬
‫حيثَقالَفيَطه{َعل ٰىَع ْينِىَ}َ[طه‪َ]39َ:‬وقالَههناَ{َ ِبأ ْعيُنِناَ}َ‬
‫وماَالفرقَبينَعلىَوبينَالباءَنقولَمعنىَعلىَهناكَهوَأنهَيرىَ‬
‫علىَماَيرضاهَهللاَتعالى‪َ،‬كماَيقولَأفعلهَعلىَعينيَأيَعلىَ‬
‫رضايَتقديرهَعلىَوجهَيدخلَفيَعينيَوألتفتَإليهَفإنَمنَيفعلَ‬
‫شيئاًَلغيرهَوالَيرتضيهَالَينظرَفيهَوالَيقلبَعينهَإليهَوالباءَفيَ‬
‫َ}َقدَذكرناهاَوقولهَ{َحينَتقُو ُمَ}َفيهَ‬
‫ِ‬ ‫قولهَ{َوسبحْ َ ِبح ْمدَِربك‬
‫وجوهَاألول‪َ:‬تقومَمنَموضعكَوالمرادَقبلَالقيامَحينَماَتعزمَ‬
‫علىَالقيامَوحينَمجيءَالقيام‪َ،‬وقدَوردَفيَالخبرَأنَمنَقال‪َ:‬‬
‫«سبحانَهللا»َمنَقبلَأنَيقومَمنَمجلسهَيكتبَذلكَكفارةَلماَ‬
‫يكونَقدَصدرَمنهَمنَاللفظَواللغوَفيَذلكَالمجلسَالثاني‪َ:‬حينَ‬
‫تقومَمنَالنوم‪َ،‬وقدَوردَأيضاًَفيهَخبرَيدلَعلىَأنهَصلىَهللاَعليهَ‬
‫وسلمَكانَ«يسبحَبعدَاالنتباه»َالثالث‪َ:‬حينَتقومَإلىَالصالةَوقدَ‬
‫وردَفيَالخبرَأنهَصلىَهللاَعليهَوسلمَكانَيقولَفيَافتتاحَالصالةَ‬
‫ٰ‬
‫همَوبحمدكَوتباركَاسمكَوتعالىَجدكَوالَإلهَغيركَ‬ ‫"َسبحانكَالل‬
‫"َالرابع‪َ:‬حينَتقومَألمرَماَوالَسيماَإذاَقمتَمنتصباًَلمجاهدةَ‬
‫قومكَومعاداتهمَوالدعاءَعليهمَ{َفسَبحََْبِح ْمدَِربكَ}َوبدلَقيامكَ‬
‫للمعاداةَوانتصابكَلالنتقامَبقيامكَلذكرَهللاَوتسبيحهَالخامس‪َ{َ:‬‬
‫ِحينَتقُو ُمَ}َأيَبالنهار‪َ،‬فإنَالليلَمحلَالسكونَوالنهارَمحلَ‬
‫االبتغاءَوهوَبالقيامَأولى‪َ،‬ويكونَكقولهَ{َو ِمنَٱلَّ ْي َِلَفسبحْ هَُ}َ‬
‫ومَ}َ[الطور‪َ:‬‬ ‫إشارةَإلىَماَبقيَمنَالزمانَوكذلك{َو ِإ ْدب ٰـرَٱلنُّ ُج َِ‬
‫‪َ]49‬وهوَأولَالصبح‬

‫تفسيرَلطائفَاإلشاراتَ‪َ/‬القشيريَ_تَ‪َ465‬هـَ *‬
‫________________________________________‬
‫َحينَتقُو ُمَََ* َ‬
‫ص ِب َْرَ ِل ُح ْك ِمَر ِبكَف ِإنَّكَ ِبأ ْعيُ ِنناَوس ِبحْ َ ِبح ْمدَِر ِبك ِ‬
‫وَٱ ْ‬
‫َ َََو ِمنَٱللََّْي َِلَفسبِحْ هَُو ِإ ْدبارَٱلنُّ ُج ِ‬
‫ومَ‬
‫ص ِب َْرَ ِل ُح ْك ِمَر ِبكَف ِإنَّكَ ِبأ ْعيُنِنا‬
‫َ قولهَجلَذكره‪ََ:‬وَٱ ْ‬
‫َمنَّا‪َ،‬وفيَنصر ٍةَمنَّا‬
‫بمرأى ِ‬
‫ً‬ ‫أنتَ‬
‫‪َ:‬فيَهذاَتخفيفَعليهَوهوَيقاسيَالصبر َ‬
‫ٌ‬ ‫ف ِإنَّكَ ِبأ ْعيُ ِنناََ‬
‫َحينَتقُو َُم {‬
‫} وس ِبحْ َ ِبح ْمدَِر ِبك ِ‬
‫أيَتقومَللصال ِةَالمفروض ِةَعليك‬
‫} و ِمنَٱللَّ ْي َِلَفس ِبحْ هَُو ِإ ْدبارَٱلنُّ ُج َِ‬
‫وم {‬
‫قيل‪َ:‬المغربَوالعشاءَوركعتاَالفجر‬
‫هَفيَكلَوقت‪َ،‬وأالَ‬
‫ِ‬ ‫وفيَاآليةَدليلَوإشارةَإلىَأنهَأمرهَأ ْنَي ْذكُر‬
‫يخلوَوقتٌ َمنَ ِذ ْكره‬
‫َالربَعليهَس ُهلَ‬
‫ِ‬ ‫ََّللاَِشديدٌ‪َ،‬ولكنَإذاَعرفَاطالع‬
‫كم َّ‬‫والصبرَل ُح ِ‬
‫َُ‬
‫عليهَذلكَوهان‬

‫تفسيرَروحَالبيانَفيَتفسيرَالقرآن‪َ/‬اسماعيلَحقيَ(تَ‪َ1127‬هـ)َ‬
‫َََ‬
‫َحينَتقُو َُم {‬
‫ص ِب َْرَ ِل ُح ْك ِمَر ِبكَف ِإنَّكَ ِبأ ْعيُنِناَوس ِبحْ َ ِبح ْمدَِر ِبك ِ‬
‫} وَٱ ْ‬
‫واصبرَلحكمَربكَ‪َ..‬بامهالهمَالىَيومهمَالموعودَوابقائكَفيماَ َ‬
‫بينهمَمعَمقاساةَاالحزانَوالشدآئدَوالَتكنَفىَضيقَمماَيمكرونَ‬
‫يقولَالفقيرَامرَهللاَتعالىَنبيهَعليهَالسالمَبالصبرَلحكمهَالَألذىَ‬
‫الكفارَوجفائهمَتسهيالَلالمرَعليهَالنَفىَالصبرَلحكمهَحالوةَ‬
‫ليستَفىَالصبرَلالذىَوالجفاءَوانَكانَالصبرَلهَصبراَللحكمَ‬
‫فاعرفَ{َفانكَبأعينناَ}َاىَفىَحفظناَوحمياتناَبحيثَنراقبكَ‬
‫ونكألكَوجمعَالعينَلجمعَالضميرَوااليذانَبغايةَاالعتناءَفىَ‬
‫الحفظَوبكثرةَاسبابهَاظهاراَللتفاوتَبينَالحبيبَوالكليمَحيثَافردَ‬
‫فيهَالعينَوالضميرَكماَقال{َولتصنعَعلىَعينىَ}َوفىَالتأويالتَ‬
‫النجميةَاىَالحكمَلكَفىَاالزلَفانهَاليتغيرَحكمناَاالزلىَانَصبرتَ‬
‫وانَلمَتصبرَولكنَانَصبرتَعلىَقضائىَفقدَجزيتَثوابَ‬
‫الصابرينَبغيرَحسابَفانكَبأعينناَنعينكَعلىَالصبرَالحكامناَ‬
‫االزليةَكماَقالَتعالى{َواصبرَوماَصبركَاالَباهللَ}َوفىَعرائسَ‬
‫البيانَللبقلىَذكرَقولهَربكَبالغيبةَالنهَفىَمقامَتفرقةَالعبوديةَ‬
‫والرسالةَتقتضىَحالةَالمشقةَولذلكَامرهَبالصبرَولماَثقلَعليهَ‬
‫الحالَنقلهَمنَالغيبةَالىَالمشاهدةَبقولهَ{َفانكَبأعينناَ}َاىَ‬
‫نحفظكَمنَاالعوجاجَوالتغيرَفىَجريانَاحكامناَعليكَحتىَتصيرَ‬
‫مستقيماَبنالناَفيناَونحنَنراكَبجميعَعيونَالصفاتَوالذاتَبنعتَ‬
‫المحبةَوالعشقَننظرَبهاَاليكَشوقاَاليكَوحراسةَلكَنحرسكَبهاَ‬
‫حتىَاليغيركَغيرهاَمنَالحدثانَعناَونرفعَبهاَعنكَطوارقَقهرناَ‬
‫فانكَفىَمواضعَعيونَمحبتناَوأنتَفىَاكنافَلطفناَانظرَكيفَذكرَ‬
‫االعينَوليسَفىَالوجوهَاشرفَمنَالعيونَومنَاحتضنَهللاَكانَ‬
‫فىَحفظهَومنَكانَفىَحفظهَكانَفىَمشاهدتهَومنَكانَفىَ‬
‫مشاهدتهَاستقامَمعهَووصلَاليهَومنَوصلَاليهَانقطعَعماَسواهَ‬
‫ومنَانقطعَعماَسواهَعاشَمعهَعيشَلماَروىَعنَعصامَابنَ‬
‫حميدَانهَقالَسألتَعائشةَرضىَهللاَعنهاَبأىَشىءَيفتتحَرسولَ‬
‫هللاَعليهَالسالمَقيامَالليلَفقالتَكانَاذاَقامَكبرَعشراَوحمدَهللاَ‬
‫عشراَوسبحَوهللَعشراَواستغفرَعشراَوقالَ"َاللهمَاغفرَلىَ‬
‫واهدنىَوارزقنىَوعافنىَ"َويتعوذَمنَضيقَالمقامَيومَالقيامة‬

‫تفسيرَالقرآنَ‪َ/‬ابنَعربيَ_تَ‪َ638‬هـ‬
‫واصْبرَ}َبمنعَالنفسَعنَالظهورَباالعتراضَعلىَالحكمَ{َفإنكَ‬
‫بأعينناَ}َفإناَنراكَونرقبكَفاحترزَعنَذنبَظهورَالنفسَ‬
‫بحضورناَ{َوسبِحَ}َنزهَهللاَبالتجردَعنَمالبسَصفاتَالنفسَ‬
‫حامداًَلربكَبإظهارَكماالتكَالتيَهيَصفاتهَ{َحينَتقومَ}َفيَ‬
‫القيامةَالوسطىَعنَنومَغفلةَمقامَالنفسَبالرجوعَإلىَالفطرةَ{َ‬
‫ومنَاللَّيلَ}َومنَبعضَأوقاتَالظلمةَعندَالتلوينَبظهورَصفةَمنَ‬
‫صفاتهاَ{َفسبحهَ}َبالتجردَعنهاَوالتنورَبنورَالروحَ{َوإدبارَ}َ‬
‫نجومَالصفاتَوغيبتهاَبظهورَنورَشمسَالذاتَوطلوعَفجرَبدايةَ‬
‫المشاهدة‪َ،‬وهللاَتعالىَأعلم‬
‫تفسيرَالبحرَالمديدَفيَتفسيرَالقرآنَالمجيد‪َ/‬ابنَعجيبةَ(تَ *‬
‫‪َ1224‬هـ‬
‫َحينَتقُو ُمََ*َََ َ‬
‫ص ِب َْرَ ِل ُح ْك ِمَر ِبكَف ِإنَّكَ ِبأ ْعيُنِناَوس ِبحْ َ ِبح ْمدَِر ِبك ِ‬
‫وَٱ ْ‬
‫و ِمنَٱللَّ ْي َِلَفس ِبحْ هَُو ِإ ْدبارَٱلنُّ ُج َِ‬
‫وم‬
‫يقولَالحقَجلَجالله‪َ:‬لنبيهَصلىَهللاَعليهَوسلمَولمنَكانَعلىَ‬
‫{َواصبرَل ُحكمَربكَ}َبإمهالهمَإلىَاليومَالموعودَمعَ‬
‫ْ‬ ‫قدمه‪َ:‬‬
‫مقاساتكَآذاهم‪َ،‬أو‪َ:‬واصبرَ ِلماَحكمَبهَعليكَمنَشدائدَالوقت‪َ،‬‬
‫وإذايةَالخلق‪َ{َ،‬ف ِإنكَبأعيُنناَ}َأي‪َ:‬حفظناَوحمايتنا‪َ،‬بحيثَنراقبكَ‬
‫ونكلؤكَوالمرادَبال ُحكم‪َ:‬القضاءَالسابق‪َ،‬أي‪َ:‬لماَقُضيَبهَعليك‪َ،‬‬
‫وفيَإضافةَال ُحكمَإلىَعُنوانَالربوبيةَتهييجَعلىَالصبر‪َ،‬وحلَ‬
‫عليه‪َ،‬أي‪َ:‬إنماَهوَ ُحكمَسيدكَالذيَيُربيكَويقومَبأموركَوحفظك‪َ،‬‬
‫فماَفيهَإالَنفعكَورفعةَقدركَوجمعَالعينَوالضميرَلإليذانَبغايةَ‬
‫بحمدَربكَ}َأي‪َ:‬نزههَملتبساًَ‬
‫ِ‬ ‫سبحَ‬
‫االعتناءَبالحفظَوالرعايةَ{َو ِ‬
‫بحمدهَعلىَنعمائهَالفائتةَللحصر‪َ{َ،‬حينَتقو ُمَ}َأي‪َ:‬منَأيَمكانَ‬
‫قمت‪َ،‬أو‪َ:‬منَمنامكَوقالَسعيدَبنَجبير‪َ:‬حينَتقومَمنَمجلسكَ‬
‫تقوم‪َ:‬سبحانكَاللهمَوبحمدكَوقالَالضحاكَوالربيع‪َ:‬إذاَقمتَإلىَ‬
‫الصالةَفقل‪َ:‬سبحانكَاللهمَوبحمدكَوتباركَاسمك‪َ،‬وتعالىَجدُّك‪َ،‬‬
‫{َومنَالليلَفسبحهَ}َأي‪َ:‬فيَبعضَالليلَوأفرادهَ‬ ‫ِ‬ ‫والَإلهَغيركَهـَ‬
‫ألنَالعبادةَفيهَأشقَعلىَالنفس‪َ،‬وأبعدَمنَالرياء‪َ،‬كماَيلوحَبهَ‬
‫تقدميهَعلىَالفعل‪َ،‬والمرادَإماَالصلةَفيَالليل‪َ،‬أوَالتسبيحَباللسانَ‬
‫سبحانَهللاَوبحمده‪َ{َ،‬و ِإدبارَالنجومَ}َأي‪َ:‬وقتَإدبارها‪َ،‬أي‪َ:‬‬
‫غيبتهاَبضوءَالصبح‪َ،‬والمراد‪َ:‬آخرَالليل‪َ،‬وقيل‪َ:‬التسبيحَمنَ‬
‫الليل‪َ:‬صالةَالعشاء‪َ،‬وإدبارَالنجوم‪َ:‬صالةَالفجرَوقرأَزيدٌَعنَ‬
‫يعقوبَبفتحَالهمز‪َ،‬أي‪َ:‬أعقابهاَإذاَغربتَاإلشارة‪َ:‬فيَهذهَتسليةَ‬
‫ألهلَالبالءَوالجالل‪َ،‬فإنَمنَع ِلمَأنَماَأصابهَإنماَهوَ ُحكمَربه‪َ،‬‬
‫الذيَيقومَبهَويحفظه‪َ،‬وهوَبمرئَمنهَومسم ٍع‪َ،‬الَيهولهَماَنزل‪َ،‬‬
‫ً‬
‫بلَيزيدهَغبطةًَوسروراًَلعلمهَبأنهَماَأنزلهَبهَإالَلرفعةَقدره‪َ،‬‬
‫وتشحيرَذهبَنفسه‪َ،‬وقطعَالبقاياَمنه‪َ،‬فهوَفيَالحقيقةَنعمةَالَ‬
‫نقمة‪َ،‬وفيَالحكم‪َ"َ:‬منَظنَانفكاكَلطفَهللاَعنَقدره‪َ،‬فذلكَ‬ ‫ِ‬
‫لقصورَنظرهَ"َقالَالقشيري‪َ:‬أي‪َ:‬اصبرَلماَحكمَبهَفيَاألزل‪َ،‬‬
‫فإنهَالَيتغيرَحكمناَاألولَإنَصبرتَوإنَلمَتصبر‪َ،‬لكنَإنَصبرتَ‬
‫علىَقضائيَجزيتَثوابَالصابرينَبغيرَحساب‪َ،‬وفيهَإشارةَ‬
‫أخرى‪َ،‬أي‪َ:‬اصبرَفإنكَبأعييناَنعينكَعلىَالصبرَألحكامناَاألزلية‪َ،‬‬
‫ص ِب ْرَوماَص ْب ُركََِإ َالََّ ِب َّ‬
‫اَّللَِ}َ[النحل‪َ]127َ:‬هـَ‬ ‫كماَقالَتعالى‪َ{:‬وا ْ‬
‫وقيلَالمعنى‪َ:‬فإنكَمنَ ُجملةَأعيننا‪َ،‬وأعيانَالحقَالكُملَمنَ‬
‫األنبياء‪َ،‬والرسل‪َ،‬والمالئكة‪َ،‬وأكابرَأوليائه‪َ،‬فإنهمَأعيانَتجلياته‪َ،‬‬
‫ولذلكَاإلشارةَبقولهَعمرَرضيَهللاَعنهَفيَشأنَعليَ‪َ-‬كرمَهللاَ‬
‫وجههَ‪َ-‬حينَضربَشخصاًَفشكاه‪َ"َ:‬أصابتهَعينَمنَعيونَهللاَ"َ‬
‫‪َ،‬وذلكَلماَتمكنواَمنَسرَالحقيقة‪َ،‬صارواَعينَالعينَومنَذلكَ‬
‫قولهم‪َ:‬ليسَالشأنَأنَتعرفَاالسم‪َ،‬إنماَالشأنَأنَتكونَعينَ‬
‫ى‪َ،‬وهوَسرَالتصرفَبالهويةَعندَالتمكينَ‬
‫ُّ‬ ‫االسم‪َ،‬أي‪َ:‬عينَال ُمسم‬
‫فيها‪َ،‬وتمكُّنَغيبةَالشهودَفيَالملكَالمعبود‪َ،‬وقولهَتعالى‪َ:‬‬
‫{َوسبحَبحمدَربكَ}َالخ‪َ،‬فيهَإشارةَإلىَمداومةَالذكر‪َ،‬‬
‫واالستغراقَفيه‪َ،‬ودوامَالتنزيهَهللَتعالىَعنَرؤيةَشيءَمعهَوباهللَ‬
‫التوفيق‪َ،‬وصلىَهللاَعلىَسيدناَمحمدَوآلهَوصحبهَوسلم‬

‫إعداد‪ :‬الفنان قدرى جاد‬

You might also like