Professional Documents
Culture Documents
الول الحميد
الحمد هلل نور الوجود الباطن الذي ال يدرك عىل ظهوره يف كل ي
القريب البعيد المتفضل بمقتضيات الحقائق عىل اهل النعيم وأصحاب
شق
العذاب الشديد اآلخذ بناصية الكل اليه من كلت يديه فهذا ي
وهذا سعيد جعل محمدا صىل هللا عليه وسلم مقدم اهل الهداية اخذا
بيد الخلق ال الحق المجيد عىل طريق التق بالعلم النافع والعمل الصالح
وجعل ابليس اللعي مقدم اهل الغواية صارفا للخلق عن الحق ال
الجامع لما قرصت عنه سائر الموجودات فهو مفتاح خزائن الجود
والفضل يف الوجود وختم سائر المقامات صىل هللا عليه وعىل آله
تقض له وتعبد
ي فناه بالوجهي يظهر شأنه .فسيادة
النت صىل هللا عليه وسلم جمعته عىل مقدمة وبابي وجعلت
قدر ر ي
يف كل باب فصلي وختمت الكتاب بخاتمة حست وهللا الموفق
المعان
ي منه يف ذكر اتباعه بمكارم األخالق واالهتداء به يف سائر
الرس الموجب لدخول النار عىل اهل الشقاوة وبينا ان دخولهم النار
األصىل
ي المرف
ي من الجانب األخر ليحصل يف مقام التحقيق بحقائق الحق من
بإرادة هللا تعال وأما الخاتمة الحست فنذكر فيها رشح قوله صىل هللا
من أيادي القدرة اإللهية كما قال سبحانه وتعال :وأصحاب الشمال
برجىل
ي والنه وهما المكت عنهما
ي المعن عنه باألمر
ر القسمي إل محله هو
تمش الحق المتدليتي عىل الكرش فكل رجل وهلل المثل األعىل ر
ي ي
بأهلها إل محل مخصوص وهللا منه عن الجارحة وإنما كت عن ذلك
وكل من أخذ هللا بناصيته فالبد ان يؤول أمره إل السعادة ألن هللا
هللا تعال من طريق القرب عىل اليد اليمت مع راحة ينالها صاحبها
وه الشمال
أيضا إل هللا تعال من طريق البعد عىل اليد اليرسى ي
مع تعب ينال صاحبها يف ذلك الطريق المختص بأهل الشقاوة
إليه من طريق الشمال مثل الثوب القطن الخشن فإنه ال يصفو وال
ينقرص إال بالنورة والطبخ يف النار إل غن ذلك من التعب
والرصب فإذا صق وانقرص صلح للبس كما صلح الحرير فطريق سعادة
القطن إنما هو يف شقاوته بالطبخ والرصب كما أنه طريق سعادة الحرير
يف غسله ومن ثم قلنا أن هللا إنما يأخذ بناصية عبده إال لسعادة
ذلك العبد وما ثم إال من اخذ هللا بناصيته فكل الخلق سعيد بأخذ هللا
بناصيتهم قال هللا تعال :وما من دابة إال هو آخذ بناصيتها وأشار
فكل عىل رصاط مستقيم يف حقه بأخذ هللا ناصيته يف ذلك الطريق الذي
سلك هللا به فيه إليه فإفهم .إن لكل طائفة من أهل السعادة
عليه وسلم مقدم السعداء وأعظم الخلق إتصافا بالسعادة وهو صىل هللا
يف المعت إبليس اللعي مقدم االشقياء وأعظم الخلق إتصافا بالشقاوة
فهو أول مقدم العصاة وقائدهم كما أن محمدا صىل هللا عليه وسلم
هو أول من أطاع هللا يف الوجود لقوله صىل هللا عليه وسلم أول ما خلق هللا
العقل األول فقال أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر الحديث فالعقل
األول هو أول مخلوق هلل وهو أول طائع له وهو حقيقة الروح
وف
روىح ي
ي المحمدية لقوله صىل هللا عليه وسلم أول ما خلق هللا
إل هللا ومقدمهم يف كل موطن صىل هللا عليه وسلم فمثال محمد
صىل هللا عليه وسلم مثل الدوادار المقرب للخلق إل حىم الملك وهلل المثل
لمتجىل يف الصورة
ي األمر أنه تعال عي الهادي والمضل فهو ا
المتجىل يف صورة
ي المحمدية بالهداية لحصول السعادة ألهل اليمي وهو
فال يختص بمكان دون مكان والرس يف ذلك أنه عي المكان وعي
رض هللا عنه بقوله هو أقرب منها إليها وأقدر منها عليها
ي
أن ما أفردت لك هذه الكلمات يف هذه المقدمة
إعلم ي
ه المختصتان بالخلق لسلوك
إال لتعلم أن السعادة والشقاوة ي
الخلق إل الحق عليهما وبعد الوصول إل هللا تعال إن شئت قلت
سعادة محضة وإن شئت قلت ال سعادة وال شقاوة ألن حكم
يؤول إليه امرهما ال يطلق عليه بالسعادة وال الشقاوة ألنه ذهاب
مطلق يف هللا تعال فال يبق ثم لكون أثر وإنما قولنا وقول غننا
بل أسعد السعداء عىل اإلطالق محمد صىل هللا عليه وسلم
السعداء متفاوتة عىل حسب زيادة إتباعهم لمحمد صىل هللا عليه وسلم
ونقص ذلك بحسبه فما من إتبعه يف قوله له كمن إتبعه يف قوله وفعله وحاله
فكما ان هذه الطائفة السعيدة متفاوتون يف السعادة باإلتباع
صىل هللا عليه وسلم و هللا الموفق الباب األول يف ذكر الحقيقة
الت لها العلو المطلق من الوجود يف اإلهتداء بها رصورة علما وعمال
المحمدية ي
ظاهرا وباطنا صورة ومعت إعلم وفقنا هللا وإياك وال أخالنا
عنه وال أخالك أن هللا تعال خلق محمدا صىل هللا عليه وسلم
إال لرجل واحد وقال صىل هللا عليه وسلم وأرجوا أن أكون ذلك
الرجل ورجاؤه محقق ألن هللا قد وعده بها فجميع أحواله وأقواله
كان صىل هللا عليه وسلم هداية محضة يهدي إل السعادة المطلقة
قوال وفعال وحاال ظاهرا وباطنا ألن ذاته تقبل بقية خالف
أبدية عىل قدر ذلك االتباع والمخالطة اال ترى إل من آمن به
صىل هللا عليه وسلم ثم مات من وقته كيف يحكم له بدخول الجنة عىل
شء منر
أنه لم يفعل شيئا من األفعال الصالحة ولم يتبعه يف ي
األقوال انه صىل هللا عليه وسلم نور محض والنور
يف النهار ولهذا كانت أنوار أهل السعادة تابعة له سواء تقدم
وف األحوال واألقوال واألفعال ظاهرا فهم أكمل اتباع محمد صىل هللا
باطنا ي
عليه وسلم وعليهم وإنما انحطوا عن درجة األنبياء ألنهم يدعون
إل هللا تعال عىل ر
الرسع المحمدي وكل من األنبياء والرسل إنما يدعوا
عىل رشعه المختص به فمزية األنبياء صلوات هللا عليهم عىل األولياء
كالحجاب لمرورهم قبله يف العالم الدنياوي كما يمر الحاجب قبل الملك
واألولياء المحمديون رضوان هللا عليهم هم لمحمد صىل هللا عليه وسلم
كالخدم والخواص الذين يكونون حول الملك عىل خزائنه ومراتبه ومن ثم
عىل أشار المحمدية خائضون يف بحر الكمال المحمدي الذي وقف األنبياء عىل
ساحله ألنهم كانوا م ررسعي ألنفسهم كما خاضوا بحر ر
الترسي ع المحمدي
فهم تبع محمد حقيقة ومجازا صورة ومعت ظاهرا وباطنا وكل
للكمل من أولياء محمد صىل هللا عليه وسلم فهم أسعد الخلق بعد الرسل
وإعلم أن أتباع محمد صىل هللا عليه وسلم مقسومون عىل ثالثة اقسام
وف الحقائق
المحمدية يف الحقائق اإللهية فتخلقوا بأخالق هللا تعال ي
الكونية فتطهرت نفوسهم وتخلصوا من دنس الصفات المذمومة
عىل ما ورد يف كالم هللا حيث قال سبحانه وتعال :ثم اورثنا
من جعل الظالم لنفسه اقدم يف المعت تأويال عىل انه ظلمها بعد إعطاء
نفسه شهواتها فأفناها عن الطبائع والعوائد والشهوات
وعن ما سوى هللا تعال حت فنيت يف هللا وابقاها هللا فيه به
النت صىل هللا عليه وسلم باألعمال طلبا للدار اآلخرة فهو
عبارة عن من تبع ر ي
الصالح والذي ذهب إل نحو هذه
ي يعبد هللا تعال للجزاء فهو القسم
عرن
مح الدين بن ر ي
المعان يف هذه اآلية هم المحققون كالشيخ االمام ي
ي
وأمثاله من األئمة من عكس هذا القول فجعل السابق يف اللفظ الموجود
أي طائعا محضا لكنه دون من سبق بالخنات بعد كونه طائعا
كمن ذكره هللا تعال بقوله وآخرون إعنفوا بذنوب هم خلطوا عمال
ال
ه انز ي
كانت له طريقة باطنة وطريقة ظاهرة فالطريقة الباطنة ي
حال وجملة تفصيلية وعماد أمره هو التخلق باألخالق اإللهية
ي
والسلوك يف الحقائق عىل النهج الموصل إل إعطاء كل ذي حق حقه وإعلم
للكسب فيها مدخل بل حصول ذلك ال يكون إال بمحض العناية اإللهية
المعن عنه
ر لمن سبقت السعادة عند هللا تعال له ثانيها كونية وهو
لمن وهبه هللا تعال ذلك يف األزل فإن األمور الحاصلة بالمكاسب
تابع للروح أال ترى إل الطاووس هل نفعه حسن صورة جسمه مع اإلنسان
وهل يرص اإلنسان ولو خلق أشوه الخلق عىل أن روحه عاقلة حسنة
ألن المع رتن يف ذلك صورة الروح فأهل االتباع المعنوي بمكارم األخالق
أفضل ر
وأشف من جميع أهل اإلتباع الصوري وسوف نفصل ذلك
من األقوال للبلوغ إل أعىل رتب الكمال إعلم أيدنا هللا وإياك وال أخالنا
الفقه وأصول الدين وجميع صنوف علماء اإلسالم فكلهم حفاظ ألقوال
بحكم تبعيته فلم يشق منهم أحد ألنهم أتباع محمد صىل هللا عليه وسلم
وهذه التبعية الصورية الت ر
يحرس الجسم عىل صورتها ي
يوم القيامة فمن كانت أعماله وأقواله الصورية حسنة كانت
من بعد ال الولوج فيه ألنه من الخصائص المحمدية وهو مسدود الباب
علما وعمال حاال ومقاال إعلم أن هللا تعال خلق الحقيقة اإلبليسية
المتجىل فيها وإل هذا المعت أشار صىل هللا عليه وسلم
ي األمارة صورته وهو
شيطان يريد
ي بقوله ان لكل شيطانا وأنه ما أسلم من الشياطي إال
بذلك النفس األمارة من كل احد مشنا إل أنه صىل هللا عليه وسلم لم
لم تأمره نفسه بالسوء فليس له نفس أمارة بل نفسه نورانية ولهذا
كان صىل هللا عليه وسلم حقيقة األرواح الجزئية ألنه عي الرس
المعن عنه بروح هللا المنفوخ يف آدم ولهذا جعله هللا إكسنا
ر اإلله
ي
للسعادة وجعل إبليس إكسنا للشقاوة المحضة وأنموذجا للكثائف
أبدية عىل قدر قربه وممازجته له وهذه الشقاوة عبارة عن حصول المشاق
ان هللا تعال له علو الوجود وسفله وكمال الوجود ونقصه ولطائف الوجود
وكثائفه فسلك بطائفة طريق اللطف وذهب بهم عىل الراحة إليه وجعل
تقدم رشحهم يف الباب األول وسلك بطائفة أخرى طريق القهر وذهب بهم
عىل األآلم والعذاب إليه وجعل مقامهم أسفل الوجود وسماهم األشقياء
أبال وهؤالء
المبعدون عن حرصته وذك ش قوله هؤالء إل النار وال ي
أبال ومرجع كىل الطائفتي إليه كما بدأكم تعودون وأن
إل الجنة وال ي
إىل ربك المنتىه ولطائفة أخرى من األشقياء لذات يف شقاوتهم وتنعم
مختص يف عذابهم يشبه ذلك لذة األجرب عندما يحك جسمه فيتنعم
فكل إنما يصل عىل الدار اآلخرة من حيث روح نفسه وعالمها وفيها
يف الرسيان واإلحاطة مشتملة عىل حقائق الجنة والنار عىل تفاصيل
ينته
ي بمالئكة العذاب تتجدد عنده يف كل وقت ونفس شيئا فشيئا حت
إل محتده والمرء يف الدار اآلخرة غن مختار عىل أنه يف قابليته ذلك فمثله
ما يقتضيه الحال وحقيقته أنه مختار يف تلك الصور ألنها صور خياالته
تض أن ال يرى إال ما يناسب أمره فمن كان من أهل الخن يف الدنيا
والحال يق ي
شاهد الصور الحسان الموصلة له إل محتده من الجنة ومن كان من اهل
ر
الرس شاهد الصور
ترصب له األمثال بالحراثة وكل من الطوائف عىل هذه الحالة ال يرى يف نومه
إال ما يقتضيه أمره فلهذا يحثنا هللا تعال عىل فعل الخن وترك ر
الرس
ألن الشخص ليس له إختيار فيما يرد عليه من صور الدار اآلخرة فاإلختيار
الكىل هلل سبحانه وتعال أو لمن يتحقق باأللوهية ولهذا كان اإلختيار
ي
يف الصور المشهودة دنيا وآخرة للمتمكني ولقد رأيت مرة رؤيا يف
يف المنام رؤيا نقيضها فرأيته يف الحال ورأيت مرة شخصا من أهل النار
الت يشهدها
إنما ينقاد إل العذاب أو النعيم بوجود لذة ما يف الصور ي
الت كتبها هللا له وشهوده
أول األمر حت ينقاد بتلك اللذة إل المحال ي
لتلك الصور عىل قدر أفعاله وأحواله وأقواله فما كان عليه دار الدنيا
كما سبق بيانه فكما أن أهل السعادة ترجع بها إل الجنة كذلك أهل
هو باب الجود المحض كذلك أهل النار يدخلون النار من سبعة
أبواب بأعمالهم وأقوالهم وأحوالهم وال يدخل احد النار ظلما فلهذا
كان أبواب النار أقل بواحد من أبواب الجنة ألن الباب الثامن ليس هو
مما يتعلق بأفعال العباد فإفهم وهذا موضع تفصيل أهل النار وسبب
دخولهم فيها عىل ما أعطاه الكشف الفصل األول يف ذكر الرس الموجب
الفضل والجود فتبارك هللا أرحم الراحمي إعلم وفقنا هللا وإياك
أن هللا سبحانه وتعال إنما خلق الخلق لمقتض أسماءه وصفاته فهم عىل
ولما كان األمر كذلك وإقتضت صفاته العلو والسفل خلق العلو
من ذاته الطائفة السعيدة المسماة بأتباع محمد صىل هللا عليه وسلم سواء
الت تقتضيه حقائقها فأدخلهم دار العذاب وسار بهم يف جميع دركاتها
ي
حت أوصلهم إليه فلوال إدخاله لهم فيها لما وصلوا إليه وذلك ان العظمة
وال يوجد ذلك إال يف الدار المسماة بالنار فأدخلهم فيها ليتحققوا
لتلك المالئكة والفرق بي أهل الجنة وأهل النار أن أهل الجنة يكونون
بعلمون أنهم كونوها لكونهم يف دار البعد فال يمكن أن يتحققوا بصفة
السفىل بهم
ي التكوين وهم يف دار البعد فإذا إنتهت درجات مراتب الوجود
حست
ري حست
ري الجبار يضع قدمه يف النار فنول وتقول قط قط أي
ألنه حقيقتهم فلوال سلوك تلك الطريقة المهلكة العظيمة لما علموا
ر
بشء
معت الجبارية اإللهية ولما فهموا ما هو الجالل وال تحققوا ي
من تلك الصفات العظيمة فدخولهم النار سبب لهم يف إدراك
هذه السعادة األبدية فهم ولو كان أمرهم يف الظاهر مبنيا عىل العدل
باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ولما كان أمر أهل الدارين
يف الدنيا يرجع إل يمي وشمال كذلك أمرهما يف اآلخرة يرجع إل الجمال
والجالل فأهل الجنة يتحققون إذا وصلوا بجمال هللا وأهل النار
اإلله إال
ي يتحققون إذا وصلوا بجالل هللا تعال وال يتحقق بالكمال
الكمل وهم اللذين خرجوا من دار الدنيا وقد إتصفوا بصفات هللا
سبحانه وتعال وتحققوا بها فهم أهل األعراف اللذين يعرفون كال
بسيماهم وهم أهل الذات فلهذا لم يكونوا من أهل اليمي وال من أهل الشمال
وقد نبه هللا تعال عليهم يف قوله :والسابقون السابقون بعد قوله
ر ن
اليمي وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال وها أنا ر ن
اليمي ما أصحاب وأصحاب
طريق أهل اليمي ويسارها طريق أهل اليسار وأجعل الخط المستقيم طريق
أهل هللا إل هللا عىل رصاط هللا ليكون لك مثاال تعرف به صورة الوجود
الصغار وطريق أهلها وسنهم فيها غما بالوراثة المحمدية عىل طريق
وف آخرها إسمه هللا ألنه األول واآلخر منه بدأ األمر وإليه
إسمه هللا ي
إعلم وفقنا هللا وإياك طريق الكل عىل هللا تعال دوري وقد نصبنا
لذلك دائرة يف كتابنا الموسوم بقطب العجائب وفلك الغرائب فمن أراد معرفة
الجمال والجالل بالتمن من أهل الكمال اللذين تنهوا عن الخروج من الحرصة اإللهية
فخشيت أن تتوهم أن طريق الخلق إل هللا تعال ال يدور فنبهتك
إخالدهم أنهم إستعدوا لقبول القهر األعظم فال لهم راحة طرفة عي
الملل المختلفة فهم دون تلك الطائفة األول وهم أيضا مخلدون
يف النار يف انقضاء دورهم الكبن الوجودي وال راحة لهم طرفة عي
وهم نظن المالئكة المهيمة يف الجالل وإذا وصلوا بعد ممر األحقاب
والت قبلها
تحققوا بمعرفة ش القاهر والفرق بي هذه الطائفة ي
أن تلك وصلت عىل معرفة ش القهار وهو أوسع قهرا من القاهر
هم اللذين رسبوا صورة باألقوال فقط فكانت أقوالهم قبيحة وسائر
أو عىل مناخرهم كما ورد يف الحديث لقوله وهل يكب الناس عىل وجوههم
ن
أو عىل مناخرهم يف النار إال حصائد ألسنتهم وهذه الطائفة أخف
ما يتعلق بكل قسم من هذه األقسام األربعة من أسماء الجالل وألوردنا
يف رشع قوله صىل هللا عليه وسلم المؤمن مرآة المؤمن إعلم أيدنا هللا
وإياك وال أخالنا عن روح قدسه وال أخالك أن هذا الحديث محمول
عىل أربعة أوجه وكلها صحيحة الوقوع ظاهرة المساغ الوجه األول هو ظاهر
وبالثان
ي هو أن يكون المراد بأحدهما هذا المؤمن المقيد المذكور أوال
وجدنا آباءنا عىل أمة وانا عىل آثارهم مقتدون فكلهم بهذا
فمن ترى فيه وجه الحسن منبلجا .ففيه من ضدها قبح واسواء
ومن يرى فيه وصف القبح مكمال .فقيده وصف حسن وهو إخفاء
لم يخل شخص من الوصفي جمعهما .حتم عىل كل نفس وهو إنشاء
يعت
فعىل هذا الوجه الناس كلهم مستوون يرى كل منهم وجهه ي
شءر
صفاته يف كل فالكل كالكل وما ثم إال خن يظهر يف الناس فيكتم منهم ي
الرس أو رش بمقدار ذلك الخن ر
وش يبدوا من قوم فيظهر منهم خن بمقدار ذلك ر
وخن يبدوا جملة من آخرين فتظهر الوصفان فيهم جملة وهللا اعلم الوجه الثالث
هو أن يكون المراد بأحدهما األنبياء صىل هللا عليهم وسلم واألولياء وكافة
بالثان المؤمنون
ي المقربي فهم مؤمنون إيمانا خاصا وأن يكون المراد
يعت ان
عىل االطالق ايمانا عاما فيكون معت قوله المؤمن مرآة المؤمن ي
األنبياء واألولياء صلوات هللا عليهم أجمعي الذين ظهرت فيهم صفات
الكماالت اإللهية مران لنا وأمثال لقبول كل منهم انما انا ر
بش مثلكم ي
فالمثلية واقعة بالنشأة والفطرة وهذا تحريض منهم لنا عىل طلب نيل
اطلب وال تقنع بمطلب دون مطلب فقد قال بعض المشايخ ال تقنع
من هللا ولو أعطاك مكالمة موش ونبوة عيش وخلة إبراهيم صلوات هللا
عليهم اجمعي يريد ان عند هللا ما وراء ذلك كله فاطلب منه ما هو أهله
ولو أعطاك مكالمة موش عىل ان ذلك محال ألن مراتب األنبياء صىل
هللا عليهم ال يصل إليها أحد غنهم فلو هنا إلمتناع حصولها ولكنها
عىل سبيل الفرض كما يفرض المحال وهللا الموفق ال رب غنه الوجه الرابع
هو أن يكون المراد بالمؤمن األول الحق تعال ألن المؤمن من أسمائه
الثان العبد فالحق تعال مرآة عبده وأن يكون
ي والمراد بالمؤمن
منه وب هذا االعتبار قال سبحانه وتعال :من يطع الرسول فقد أطاع
هللا وقال :وما رميت إذ رميت ولكن هللا رىم ومن ثم قال
عليه السالم خلق هللا آدم عىل صورته ومن حيث كون الحق
المعن عنه بذاته فأنت هو وهو أنت وال تزال تحقق صورتك
ر ه عي
ي
يف مرآة كماله حت تتجىل ذاتك بجميع ما لها من تلك المحاسن الظاهرة يف تلك
المرآة المشهودة عىل التمام والكمال.