You are on page 1of 11

‫النفحة احملمدية يف احلكمة الروحانية‬

‫السيد‪ /‬سالمة الراضي‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫لك الحمد يا مالك األرض والسموات ‪،‬‬
‫لك الحمد يا صاحب المجد‬
‫ر‬
‫بعبوديب ‪،‬‬ ‫لك‬ ‫ف‬ ‫والعز والجالل ‪ ،‬قلب ر‬
‫يعت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وتخضع لعزك ر‬
‫رقبب ‪،‬‬
‫ي‬
‫وزلب ‪،‬‬ ‫فارحم ضعف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫إن أخاطبكم أيها األحباب يف هللا الذين تألفت قلوب هم يف هللا‬
‫ثم ي‬
‫واجتمعت عليه ‪ ،‬وتحابت به ‪ ،‬فافتحوا أعي قلوبكم‬
‫واغسلوها بماء الطهارة من أدناس الظلمات الشهوانية ‪،‬‬
‫سيلف عليكم من نور محبة سيدكم األعىل‬‫ر‬ ‫واسمعوا ما‬
‫ي‬
‫الذي تقدس جالله ‪،‬‬
‫ر‬
‫الذان‬
‫ي‬ ‫وتته بالتقديس‬
‫***‬
‫إعلموا أيها األحباب‬
‫أن سيدكم وموالكم رحيم ‪ ،‬يرأف بعبده ‪ ،‬ويفرح بقدومه عليه ‪،‬‬
‫عىل زفارف النور ومعارج التقديس ‪،‬‬
‫ويأمر مالئكة السماء أن تزفه ي‬
‫عىل طفله الرضيع‬
‫وهو أرأف بعبده من الوالد الشفوق ي‬
‫فارجع أيها الهارب من حظتة مواله الت الرحيم ‪،‬‬
‫فإن سيدك ينتظرك‬
‫عىل باب حظتته باشتياق شديد ‪،‬‬
‫وهو خائف عليك أن تقع يف قبضة من ال يرحمك ‪،‬‬
‫وقد أرسل إليك حبيبه يسأل عنك ويعرفك الطريق‬
‫وي هديك إليها ويحذرك من قواطعها ‪،‬‬
‫ً‬
‫معرضا عن ضيافته ر‬
‫الب أعدها لك يف دار رضاه‬
‫ي‬ ‫ومع ذلك يراك‬
‫ً‬
‫وجواره ‪ ،‬وقد حفت بك أعداؤك وأخذوك أستا ووضعوا األغالل‬
‫يف عنقك ورجليك وسجنوك يف سجن البعد والظلمات ‪،‬‬
‫وسيدك األعىل ينتظر منك أن تتذكره وتناديه‬
‫فيخرجك من الظلمات‬
‫إل النور ‪ ،‬فإن سيدك قريب منك فإذا توجهت إليه بروحك‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وينس لك‬
‫ي‬ ‫بحبيب‬
‫ي‬ ‫وجدته عندك ويقول لك أهال وسهال‬
‫ما عاملته به من اإلعراض و الجفاء‬
‫وطالما كان قلبك معه كان سيدك معك ال يفارقك ‪،‬‬
‫فالباب مفتوح ‪،‬‬
‫والرضا يلوح ‪ ،‬وسيدك مشتاق إليك فامش إليه ولو خطوة واحدة‬
‫تجده قد هرول إليك وهو فرحان يرحب بك ‪ ،‬ويسىع يف قضاء‬
‫حوائجك‪ ،‬ويدخلك دار الكرامة ‪،‬‬
‫ويخلع عليك خلعة الرضا والقبول‬
‫من إحسانه وشفقته عليك‬
‫***‬
‫أحبان ‪:‬‬
‫ي‬
‫ً‬
‫إل موالكم وكونوا معه‬
‫إذا أردتم أن تكونوا عبيدا هلل فسلموا األمر ي‬
‫مثل عبيد أهل الدنيا ‪ ،‬فإذا رأي موالكم منكم ذلك‬
‫ورآكم قائمي يف خدمته‬
‫قض لكم ما تحتاجون ودافع عنكم ‪،‬‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهل يقدر أحدا أن يزل عبدا سيده له العز األعىل ؟‬
‫***‬
‫أحبان‪:‬‬
‫ي‬
‫يرض عنكم سيدكم فارضوا عنه فيما يفعله‬
‫ي‬ ‫إذا أردتم أن‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫يرض وال ينشح بأفعالكم ال ترضون عنه ‪،‬‬
‫ي‬ ‫فإنكم إذا رأيتم أحدا ال‬
‫فرضا موالكم يف رضاكم‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫لو تأملتم بقلوبكم لرأيتم سيدكم صاحب العز والجتوت‬
‫يسىع يف قضاء حوائجكم وأنتم نائمون ‪ ،‬فإذا استيقظتم‬
‫أخذتم النعمة ر‬
‫الب ساقها إليكم ووضعتموها فيما يغضب سيدكم‬
‫ي‬
‫وهو ال يعاملكم بالعدل بل يعاملكم بالفضل والشفقة‬
‫يعاملب اإلنصاف يف يوم من األيام ‪،‬‬
‫ي‬ ‫ويقول لعل عبدي المسكي‬
‫ً‬
‫عىل اإلساءة فتداد حلما عليكم ويمد لكم‬
‫ويراكم تتمادون ي‬
‫حبل اإلمهال والكرم ‪ ،‬ويفتح لكم باب التوبة والرجوع إليه‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫قلوبكم تكون حيث تكون محابكم ‪ ،‬فضعوا محابكم‬
‫يف يد سيدكم تكن قلوبكم عنده‪.‬‬
‫***‬
‫أحبان ‪:‬‬
‫ي‬ ‫يا‬
‫عىل حب من أحسن إليها ‪ ،‬وأراكم ال تحبون‬
‫القلوب جبلت ي‬
‫سيدكم‬
‫الذي أوجدكم ‪ ،‬وأفاض عليكم نعمته وعاملكم بحلمه وشفقته‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب‪:‬‬
‫إذا هرب العبد من سيده وأقام مع العبيد الهاربي من سيدهم‬
‫فقد حرم نفسه من عناية سيده به ولم يكن تحت نظره‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب‪:‬‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هل وجدتم أحدا ختا من سيدكم حب جعلتموه عوضا عنه ‪،‬‬
‫ً‬
‫واتخذتموه حبيبا ‪ ،‬فلو أنصفتم لوجدتم سيدكم‬
‫ر‬
‫الحقيف‪.‬‬ ‫هو الحبيب‬
‫ي‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫موالكم رؤوف بعباده ويحب من يرأف بهم‬
‫فان أردتم أن يرأف بكم‬
‫ً‬
‫فارحموا عبيده وخصوصا الضعفاء والمساكي‬
‫فإنهم ال نصت لهم سوى سيدهم‪.‬‬
‫***‬
‫أحبان يف هللا ‪:‬‬
‫ي‬
‫كل ما أحسستم به يف صدوركم من الغل والحسد‬
‫إنما هو من حلول الشيطان يف قلوبكم‬
‫فطهروها بحسن الظن يف عباد هللا‪.‬‬
‫***‬
‫أحبان يف هللا ‪:‬‬
‫ي‬ ‫يا‬
‫من أراد منكم أن يقبل هللا دعاءه فليقبل من هللا أمره‬
‫فإذا كنتم تقبلونه فهو يقبلكم‪.‬‬
‫***‬
‫أحبان ‪:‬‬
‫ي‬ ‫يا‬
‫من ادىع العز بنفسه فقد أظهر الكتياء ‪ ،‬ومن ذل لمواله كان عزه‬
‫لسيده ‪ ،‬وإذا رآكم الحق أذالء له ال يذلكم بل يجعلكم أعزاء به‪.‬‬
‫***‬
‫أحبان يف هللا ‪:‬‬
‫ي‬ ‫يا‬
‫إل سيدكم كنتم من أهل حظتة قدسه ‪،‬‬
‫إذا اطمأنت قلوبكم ي‬
‫وإن كنتم غرباء عنده وهو ال يكون إال مع من كان عنده‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫عىل فراق غته ‪،‬‬
‫إذا كانت قلوبكم تحب موالكم فإنها ال تحزن ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عىل غت سيدكم كان دليال‬
‫وكلما وجدتم حزنا عندكم ي‬
‫عىل أنكم لم تكونوا يف حضته ‪،‬‬
‫ي‬
‫بل أنكم تكونون يف حضة ما انقطعتم به عن سيدكم‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫إذا تكدرتم من ذم الناس لكم وفرحتم بمدحهم إياكم ‪،‬‬
‫عىل أن نفوسكم حية تنازع سيدها‬
‫فذلك دليل ي‬
‫يف أوصاف ربوبيتة‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫إذا أفنيتم أعماركم يف عبادة موالكم وأنتم غت راضي عنه‬
‫ولم تذلوا لعزته وتباعدتم عن حضته‬
‫وسكنتم مع الشياطي وأهل البعد بقلوبكم ‪،‬‬
‫وه ميته ال روح لها‪.‬‬
‫فكيف يكون لعبادتكم نور ي‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب‪:‬‬
‫تهتمون بغذاء األشباح الفانية وال تهتمون بغذاء أرواحكم الباقية‬
‫فكانت أجسامكم عظيمة وأرواحكم ضئيلة‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫كاألوان ‪ ،‬وأنتم تجتهدون يف صب الظلمة فيها‬
‫ي‬ ‫قلوبكم‬
‫بضف أموالكم ‪ ،‬مع أنكم تجدون األنوار قريبة‬
‫إل رصف األموال وتبعدون عنها قلوبكم‬
‫منكم وال تحتاج ي‬
‫فهل العاقل يفتح عينية ويحشوها ظلمة ر‬
‫حب ال يري‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إال ظلمة أو يملؤها نورا فيكون بصتا‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب‪:‬‬
‫لحب الدنيا حالوة يسكر بها القلب فيغيب عن حب سيدة‬
‫وال يري إال الباطل ألن الدنيا باطلة ‪،‬‬
‫تكتوا من رشب هذا الخمر ‪،‬‬ ‫فال ر‬

‫فإنه أحرم من خمر العنب الذي ال يغيب به العقل‬


‫إال عن رؤية الدنيا‪.‬‬
‫***‬
‫أحبان يف هللا ‪.‬‬
‫ي‬ ‫يا‬
‫إذا رأيتم من يطيع الشيطان ويفعل أفعاله فال تقربوا منه فإنه‬
‫ً‬
‫شيطان ‪ ،‬ومن تقرب منه كان شيطانا مثله‪.‬‬
‫***‬
‫يا أيها األحباب ‪:‬‬
‫بالش فاض منه ر‬
‫الش‬ ‫من امتأل بالخت فاض منه الخت ‪ ،‬ومن امتأل ر‬
‫‪،‬‬
‫ر ً‬
‫وكيف يفيض شا من امتأل بالخت ؟‬
‫***‬

‫‪2022‬‬

‫إ‘عداد ‪QADRY:‬‬

You might also like