You are on page 1of 3

‫الحكم الوضعي‬

‫الحكم الوضعي هو خطاب الش ارع المتعل ق بأفع ال المكلفين ال ذي اقتض ى‬


‫جعل الشيء سببا لشيء آخر أو شرطا له أو مانعا منه‪ .‬وس مي ه ذا الحكم‬
‫ب الحكم الوض عي ألن الش ارع وض عها عالم ات ألحك ام تكليفي ة وج ودا‬
‫وانتفا ًء‪.‬‬

‫فالحكم الوضعي إذا ثالثة‪-:‬‬

‫‪ .1‬السبب‬
‫السبب هو ما جعله الشارع عالمة على وجود الحكم الش رعي بحيث يل زم‬
‫من وج وده وج ود الحكم ويل زم من عدم ه ع دم وج ود الحكم‪ .‬فق د جع ل‬
‫الشارع قانون بحيث إذا وجد السبب وجد المسبب وإذا انتفى الس بب انتفى‬
‫المسبب‪ .‬ثم إن الس بب إنم ا وض عه الش ارع من أج ل بي ان ومعرف ة الحكم‬
‫تكليفي‪ .‬مثل قول تعالى‪( :‬أقم الصالة لدلوك الشمس)‪ .‬فقد جعل الشارع‬
‫الزوال سببا لوجوب صالة الظهر‪.‬‬

‫السبب من حيث أنه من فعل المكلف أو من غيره يتنوع إلي نوعين‪-:‬‬


‫أ‪ -‬قد يكون السبب فعال للمكلف مقدورا له وذلك مثل النط ق ب الطالق س ببا‬
‫لوقوع الفرقة حتى نتج عن ذلك وجوب العدة والنفقة والفرقة ثابته ولو لم‬
‫يقصد الفرقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقد يكون السبب أمرا غير مقدور للمكلف‪ .‬وذلك مثل غ روب الش مس‬
‫سبب لوجوب صالة المغرب وغ روب الش مس مم ا ال ي دخل للمكلفين ب ه‪،‬‬
‫وكذلك الموت سبب للتوارث والقرابة سبب لثبو اإلرث‪.‬‬

‫‪ .2‬الشرط‪.‬‬
‫الشرط هو ما جعل الشارع عالم ة وج ود الحكم الش رعي بحيث يل زم من‬
‫عدمه عدم الحكم وال يلزم من وجوده وجود الحكم لقول هللا تعالى‪ ( :‬ياأيها‬
‫الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق‬
‫وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) فقد جعل الشارع الوضوء‬
‫شرطا لصحة الصالة‪ .‬ومن أمثلة كذلك الطهارة شرطا لص حة الص الة كم ا‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬ال يقبل هللا صالة بغير طهور)‪.‬‬

‫وهو يختلف عن الركن بحيث أنه م ا يتوق ف علي ه وج ود الش ئ وك ان‬


‫داخال في حقيقته وماهيته‪ .‬فالركن جزى من أج زاء الش ئ كق راءة الق رآن‬
‫في الصالة ركن لتوقف وجودها على تحققها‪ .‬وأما الشرط ما يتوقف علي ه‬
‫وجود الشيء ولم يكن جزءا من حقيقت ه‪ ،‬فالش رط أم ر خ ارج عن حقيق ة‬
‫الشيء‪.‬‬

‫ف الركن والش رط يتفق ان في أن ع دم ك ل منهم ا يس تلزمان ع دم الش يء‬


‫ويختلفان في أن الركن جزء من أجزاء الش يء وحقيقت ه وال ينفص ل عن ه‬
‫وأما الشرط وصف مكمل خارج من حقيقته وليس جزء منه‪.‬‬
‫‪ .3‬المانع‬
‫المانع هو ما جعله الشارع عالم ة على ع دم وج ود الحكم الش رعي بحيث‬
‫يلزم من وجوده عدم وج ود الحكم أو ع دم وج ود س بب الحكم‪ .‬مث ل قول ه‬
‫تعالى‪ (( :‬فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقربوهن حتى يطهرن))‪ .‬فقد‬
‫جعل الشارع الحيض مانع منه جواز الوطء‪.‬‬

‫ويتنوع المانع عند األصوليين إلى نوعين‪:‬‬


‫‪ * ‬م انع للحكم وه و م ا رتب الش ارع على وج ود الحكم مث ل وج ود‬
‫الحيض م انع من وج وب الص الة وص حتها وإن تحق ق س ببه وه و‬
‫دخول الوقت لقول الرسول صلى هللا عليه والس الم لفاطم ة بنت أبي‬
‫حبيش‪" :‬اجتنبي الصالة أيام محيضك"‪.‬‬

‫‪ ** ‬مانع لسبب الحكم وهو ما رتب الشارع على وجوده عدم وج ود‬
‫س بب الحكم‪ .‬ومن ثم ع دم وج ود الحكم ألن ه إذا وج د الس بب وج د‬
‫الحكم‪ ،‬وإذا انتفى السبب انتفى الحكم مثل عدم وج وب الزك اة إذا لم‬
‫يبلغ النصاب بسبب وج ود ال دين إذ أن ال دين مانع ا لوج وب الزك اة‬
‫لعدم اكتمل النصاب‪.‬‬

You might also like