You are on page 1of 12

‫أقسام حكم التكليفي‬

‫(ألف لقضاء الوظيفة اإلمتحانات النصفي بمدة أصول الفقه)‬

‫‪ :‬أ‪ .‬عبد الباسط أبو حجر‬ ‫المشرف‬

‫االسم الطالب ‪ :‬خير الطريق الرانري‬

‫شعبة الشريعة بكلية الشريعة والقانون‬

‫الجامعة األسمرية اإلسالمية‬

‫ليبيا‪-‬زليتن‬

‫‪ ٢٠٢٤‬التكليفي‬
‫باب األول‬

‫مقدمة‬

‫الحمد هلل ال ذي ن َّز ل الفرق ان على عب ده ليك ون للع المين ن ذيًر ا‪ ،‬والص الة والس الم على‬
‫رسول هللا‪ ،‬المبعوث رحمة للعالمين‪ ،‬ال ذي أدى األمان ة‪ ،‬وبّل غ الرس الة‪ ،‬وَن َص َح األم ة‪،‬‬
‫وجاهد في هللا حق جهاده‪ ،‬وترك أمته على بيضاء نقية‪ ،‬ليلها كنهاره ا ال يزي ُغ عنه ا إال‬
‫هالك‪.‬‬

‫وبعد‪:‬‬

‫فقد عشت مع علم أصول الفقه أكثر من أربعين سنة‪ ،‬فدَر ْسته في الثانوية الشرعية‪ ،‬وفي‬

‫كلية الشريعة وكلية الحقوق بجامعة دمشق‪ ،‬وفي جامعة القاهرة وجامعة األزهر‪ ،‬ثم‬

‫دّر سته أكثر من ربع قرن‪.‬‬

‫ومارست كتبه في التأليف والتحقيق‪ ،‬ولمست أهميته وفائدته النظرية والعملية‪ ،‬وأحببت‬

‫أن أكتب فيه كتاًبا مبسًطا يغطي مباحثه؛ ألن دراسة علم األصول تصقل الذهن‪ ،‬وتشحذ‬

‫العقل‪ ،‬وتفتح الدماغ‪ ،‬وتنير الطريق‪ ،‬وتكِّو ن الملكة الفقهية‪ ،‬وترشد اإلنسان إلى ينابيع‬

‫المعرفة‪ ،‬ومصادر الخير‪ ،‬وتضع اليد على الموازين السليمة‪ ،‬والمعايير الدقيقة‪،‬‬

‫والضوابط الحكيمة‪ ،‬إلدراك األحكام الشرعية‪ ،‬وبيان مدى االلتزام بشرع هللا ودينه‬

‫القويم‪ ،‬ليكون المؤمن على المحَّج ِة البيضاء‪ ،‬ويقف اإلنسان لمامة على محاسبة نفسه قبل‬

‫أن يحاسب‪.‬‬
‫باب الثاني‬

‫البحث‬

‫المبحث في الحكم التكليفي‬

‫تعريفه‬

‫هو خطاب هَّللا تعالى المتعلق بأفعال المكلفين اقتضاء أو تخييًر ا‪ ،‬وسبق شرح هذا التعريف‪،‬‬

‫وما يدخل فيه وما يخرج منه مع األمثلة‪ ،‬واختلف العلماء في تقسيم الحكم التكليفي إلى‬

‫فريقين‪ ،‬الجمهور والحنفية‪.‬‬

‫أقسام الحكم التكليفي عند الجمهور‬

‫قسم جمهور األصوليين الحكم التكليفي إلى خمسة أقسام‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫األول‪ :‬اإليجاب‪ :‬وهو ما طلب الشارع فعله طلًبا جازًم ا‪ ،‬أو هو طلب الفعل مع المنع من‬

‫الترك لترتب العقاب على التارك‪ ،‬ويكون أثره الوجوب‪ ،‬والفعل المطلوب هو الواجب‪،‬‬

‫والفرض والواجب بمعنى واحد عند الجمهور‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الندب‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله طلًبا غير جازم‪ ،‬أو هو طلب الفعل مع عدم المنع من‬

‫الترك لعدم اإلشعار بالعقاب‪ ،‬وأثره الندب‪ ،‬والمطلوب فعله هو المندوب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اإلباحة‪ :‬وهو التخيير بين الفعل والترك‪ ،‬وأثره اإلباحة والفعل المخير بين فعله‬

‫وتركه هو المباح‬
‫الرابع‪ :‬الكراهة‪ :‬وهو ما طلب الشارع تركه طلًبا غير جازم‪ ،‬أو هو طلب الترك مع عدم‬

‫المنع من الفعل‪ ،‬وأثره الكراهة‪ ،‬والمطلوب الكف عن فعله هو المكروه‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬التحريم‪ :‬وهو ما طلب الشارع تركه طلًبا جازًم ا‪ ،‬أو هو طلب الترك مع المنع عن‬

‫الفعل‪ ،‬لترتب العقاب على الفاعل‪ ،‬وأثره الحرمة‪ ،‬والمطلوب تركه والكف عن فعله هو‬

‫الحرام‬

‫تعريف الواجب‬

‫الواجب لغة‪ :‬من َو َجَب بمعنى ثبت أو سقط أو رجف‪ ،‬يقال‪ :‬وجب البيع والحق‪ :‬ثبت ولزم‪،‬‬

‫ووجب الحائط سقط‪ ،‬ووجب القلب رجف ‪١‬‬

‫وفي االصطالح‪ :‬عرفه علماء األصول تعريفات كثيرة‪ ،‬نختار منها تعريفين‪ ،‬األول‪ :‬من‬

‫حيث طلب الفعل وعدم الترك‪ ،‬والثاني‪ :‬من حيث الثواب والعقاب‪.‬‬

‫األساليب التي تفيد الوجوب‬

‫يثبت الواجب بخطاب هَّللا تعالى باالتفاق‪ ،‬ولكن الشارع الكريم استعمل عدة أساليب‪ ،‬يدل‬

‫كل منها على الطلب الحتمي الذي يفيد‬

‫‪ - ١‬فعل األمر‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ{ :‬و َأِقيُم وا الَّص اَل َة َو آُتوا الَّز َك اَة} [البقرة ‪ ،]١١٠‬وقوله‬

‫تعالى‪َ{ :‬فَم ا اْسَتْم َتْع ُتْم ِبِه ِم ْنُهَّن َفآُتوُهَّن ُأُجوَر ُهَّن َفِريَض ًة} [النساء‪.]٢٤ :‬‬

‫‪ - ٢‬المصدر النائب عن الفعل‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ{ :‬فِإَذ ا َلِقيُتُم اَّلِذ يَن َك َفُروا َفَض ْر َب‬
‫الِّر َقاِب} [محمد‪ ،]٤ :‬فلفظ ضرب مصدر ناب عن فعل الضرب‪.‬‬
‫‪ - ٣‬الفعل المضارع المقترن بالم األمر‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ِ{ :‬لُيْنِفْق ُذ و َسَعٍة ِم ْن‬

‫َسَعِتِه} [الطالق‪.]٧ :‬‬


‫‪ - ٤‬اسم الفعل‪ ،‬مثل َم ْه وعليكم‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ{ :‬ع َلْيُك ْم َأْنُفَس ُك ْم } [المائدة‪ ،]١٠٥ :‬أي‬

‫الزموا أنفسكم‪ ،‬وقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪َ" :-‬م ْه‪ ،‬عليكم من األعمال ما تطيقون‪ ،‬فإن‬

‫هَّللا ال يمل حتى تملوا" (‪.)٢‬‬

‫‪ - ٥‬التصريح بلفظ األمر‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّن َهَّللا َيْأُم ُر ِباْلَع ْد ِل َو اِإْل ْح َس اِن } [النحل‪:‬‬

‫‪ ،]٩٠‬وقوله تعالى‪ِ{ :‬إَّن َهَّللا َيْأُم ُر ُك ْم َأْن ُتَؤ ُّد وا اَأْلَم اَناِت ِإَلى َأْهِلَها} [النساء‪.]٥٨ :‬‬

‫‪ - ٦‬أساليب اللغة العربية األخرى التي تستعمل للداللة على الطلب الجازم مجاًز ا‪ ،‬مثل‬

‫قوله تعالى‪َ{ :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا ُك ِتَب َع َلْيُك ُم الِّص َياُم } [البقرة‪ ،]١٨٣ :‬وقوله تعالى‪َ{ :‬و ِهَّلِل‬
‫َع َلى الَّناِس ِح ُّج اْلَبْيِت} [آل عمران‪.]٩٧ :‬‬

‫‪ - ٧‬ترتيب العقوبة من هَّللا على تارك الفعل‪ ،‬أو التهديد بها أو الوعيد الشديد على تاركه‪،‬‬

‫سواء كانت العقوبة في الدنيا أو في اآلخرة‪ ،‬أو في الدنيا واآلخرة‪ ،‬مثل قوله ‪ -‬صلى هللا‬

‫عليه وسلم ‪" :-‬من وجَد َسَع ًة ولم يضح فال يقرب مسجدنا" (‪ ،)١‬فهذا الوعيد ال يكون إال‬

‫بترك الواجب‪ ،‬فاألضحية واجبة عند البعض كالحنفية‪.‬‬

‫‪ - ٨‬التصريح بلفظ وجب ويجب‪ ،‬وفرض‪ ،‬مثل قوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن‬

‫رمضان‪" :‬إن هَّللا فرض عليكم صيامه"‪.‬‬

‫فاإليجاب إما أن يكون بفعل األمر أو طلب األمر‪ ،‬وإما أن يكون بصيغة الطلب التي تدل‬

‫على التحتيم‪ ،‬وإما أن يكون بالعقوبة أو بالتهديد بها على التارك‪ ،‬ويكون فعل المكلف في‬

‫هذه الحاالت واجًبا عليه‪.‬‬

‫فاإليجاب إما أن يكون بفعل األمر أو طلب األمر‪ ،‬وإما أن يكون بصيغة الطلب التي تدل‬

‫على التحتيم‪ ،‬وإما أن يكون بالعقوبة أو بالتهديد بها على التارك‪ ،‬ويكون فعل المكلف في‬

‫هذه الحاالت واجًبا عليه‪.‬‬


‫المطلب الثاني في المندوب‬

‫تعريف المندوب‬

‫المندوب أصله المندوب إليه‪ ،‬وحذف الجار والمجرور تخفيًفا وتسهياًل ‪ ،‬والمندوب في‬

‫اللغة‪ :‬المدعو إليه والمستحب‪ ،‬والندب‪ :‬الدعاء إلى أمر مهم (‪ ،)١‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫ال يسألون أخاهم حين يندبهم ‪ ...‬في النائبات على ما قال برهانا‬

‫وفي االصطالح‪ :‬نذكر تعريفين له ‪-‬كما فعلنا في الواجب‪ -‬أحدهما‪ :‬يتعلق بالماهية في‬

‫دليل الحكم‪ ،‬والثاني‪ :‬يتعلق في أثر الخطاب بالمدح والذم أو بالثواب والعقاب‪.‬‬

‫األساليب التي تفيد الندب‬

‫األساليب التي تدل على الندب كثيرة‪ ،‬وأهمها هي‪:‬‬

‫‪ - ١‬التعبير الصريح بلفظ يندب أو يسن‪ ،‬مثل قوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬في‬

‫رمضان‪" :‬سننت لكم قيامه" (‪.)٣‬‬

‫‪ - ٢‬الطلب غير الجازم‪ ،‬وذلك بأسلوب األمر السابق المقترن بقرينة لفظية تصرف األمر‬

‫عن الوجوب إلى الندب‪ ،‬وقد تكون القرينة قاعدة شرعية عامة‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ{ :‬يا َأُّيَها‬

‫اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإَذ ا َتَد اَيْنُتْم ِبَد ْيٍن ِإَلى َأَج ٍل ُمَس ًّم ى َفاْك ُتُبوُه} فلفظ {اكتبوه} أمر يقتضي‬

‫الوجوب‪ ،‬وصرف من الوجوب إلى الندب بقرينة الحقة في اآلية بقوله تعالى‪َ{ :‬فِإْن َأِم َن‬
‫َبْعُض ُك ْم َبْعًضا َفْلُيَؤ ِّد اَّلِذ ي اْؤ ُتِم َن َأَم اَنَتُه} [البقرة‪ ،]٢٨٣ :‬فكتابة الَّد ْين مندوب‪ ،‬ألن الدائن‬

‫إن وثق بمدينه فال حاجة لكتابة الدين عليه‪ ،‬ومثل قوله تعالى‪َ{ :‬و اَّلِذ يَن َيْبَتُغ وَن اْلِكَتاَب ِمَّم ا‬
‫َم َلَك ْت َأْيَم اُنُك ْم َفَك اِتُبوُهْم ِإْن َع ِلْم ُتْم ِفيِهْم َخ ْيًرا} [النور‪ ،]٣٣ :‬فلفظ كاتبوهم أمر بمكاتبة‬

‫العبد ليصبح حًّر ا فيما بعد‪ ،‬ولكن هذا‬

‫[المطلب الثالث في الحرام]‬

‫[تعريف الحرام]‬

‫الحرام لغة‪ :‬الممتنع فعله‪ ،‬من حرم من بابي قرب وتعب‪ ،‬وُس ِم ع‪ :‬أحرمته بمعنى حرمته‪،‬‬

‫والممنوع يسمى حراًم ا تسمية بالمصدر (‪١‬‬

‫وفي االصطالح نذكر تعريفين له‪ ،‬أحدهما‪ :‬بالحد وبيان الماهية‪ ،‬والثاني‪ :‬بالرسم وبيان‬

‫الصفات‬

‫[األساليب التي تفيد التحريم]‬

‫األساليب التي تفيد التحريم في الكتاب الكريم والسنة الشريفة كثيرة (‪ ،)٣‬أهمها‪:‬‬
‫‪ - ١‬أن يرد الخطاب صريًح ا بلفظ التحريم‪ ،‬وما يشتق منه‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ُ{ :‬حِّر َم ْت‬

‫َع َلْيُك ْم ُأَّمَهاُتُك ْم } [النساء‪ ،]٢٣ :‬وقوله تعالى‪َ{ :‬و َأَح َّل ُهَّللا اْلَبْيَع َو َح َّر َم الِّر َبا} [البقرة‪:‬‬

‫‪ ،]٢٧٥‬وقوله تعالى‪َ{ :‬و ُحِّر َم َع َلْيُك ْم َص ْيُد اْلَبِّر َم ا ُد ْم ُتْم ُحُر ًم ا} [المائدة‪ ،]٩٦ :‬وقوله‬

‫تعالى‪ُ{ :‬قْل اَل َأِج ُد ِفي َم ا ُأوِح َي ِإَلَّي ُمَح َّر ًم ا َع َلى َطاِعٍم َيْطَعُم ُه إال َأْن َيُك وَن َم ْيَتًة َأْو َد ًم ا‬

‫َم ْس ُفوًح ا} [األنعام‪ ،]١٤٥ :‬ومثل قوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬كُّل المسلم على المسلم‬

‫حرام‪ :‬دُم ه وماله وعرضه" (‪.)٤‬‬

‫‪ - ٢‬صيغة النهي‪ ،‬ألن النهي يفيد التحريم (‪ ،)٥‬مثل قوله تعالى‪:‬‬

‫َو اَل َتْقَر ُبوا اْلَفَو اِح َش َم ا َظَهَر ِم ْنَها َو َم ا َبَطَن َو اَل َتْقُتُلوا الَّنْفَس }[األنعام‪ ،]١٥١ :‬وقوله‬

‫تعالى‪َ{ :‬و اَل َتْقَر ُبوا َم اَل اْلَيِتيِم إال ِباَّلِتي ِهَي َأْح َس ُن } [األنعام‪ ،]١٥٢ :‬ومن ذلك ما ورد‬
‫ْأ‬
‫بلفظ النهي مثل قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّن َهَّللا َي ُم ُر ِباْلَع ْد ِل َو اِإْل ْح َس اِن َو ِإيَتاِء ِذ ي اْلُقْر َبى َو َيْنَهى َع ِن‬
‫اْلَفْح َش اِء َو اْلُم ْنَك ِر َو اْلَبْغ ِي } [النحل‪ ،]٩٠ :‬وهذا القسم أكثر األساليب استعمااًل للداللة على‬

‫التحريم‪.‬‬

‫‪ - ٣‬طلب اجتناب الفعل‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ{ :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإَّنَم ا اْلَخ ْم ُر َو اْلَم ْيِس ُر‬
‫َو اَأْلْنَص اُب َو اَأْلْز اَل ُم ِرْج ٌس ِم ْن َع َم ِل الَّش ْيَطاِن َفاْج َتِنُبوُه َلَع َّلُك ْم ُتْفِلُحوَن (‪[ })٩٠‬المائدة‪:‬‬

‫‪ ،]٩٠‬وقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬اجتنبوا السبع الموبقات" (‪.)١‬‬

‫وهذا أمر يفيد وجوب الترك من حيث اللفظ‪ ،‬ويفيد تحريم الفعل من حيث المعنى‪.‬‬

‫‪ - ٤‬استعمال لفظ "ال يحل"‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ{ :‬فِإْن َطَّلَقَها َفاَل َتِح ُّل َلُه ِم ْن َبْعُد َح َّتى َتْنِكَح‬
‫َز ْو ًج ا َغْيَرُه} [البقرة‪ ،]٢٣٠ :‬وقوله تعالى‪َ{ :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَل َيِح ُّل َلُك ْم َأْن َتِرُثوا‬

‫الِّنَس اَء َك ْر ًها} [النساء‪ ،]١٩ :‬وقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬ال يحل مال امرئ مسلم إال‬

‫بطيب نفسه" (‪.)٢‬‬

‫‪ - ٥‬ترتيب العقوبة على الفعِل سواء كانت في الدنيا أم في اآلخرة أم فيهما‪ ،‬مثل قوله‬
‫تعالى {َو اَّلِذ يَن َيْر ُم وَن اْلُم ْح َص َناِت ُثَّم َلْم َيْأُتوا ِبَأْر َبَعِة ُش َهَد اَء َفاْج ِلُد وُهْم َثَم اِنيَن َج ْلَد ًة َو اَل‬

‫َتْقَبُلوا َلُهْم َش َهاَد ًة َأَبًدا َو ُأوَلِئَك ُهُم اْلَفاِس ُقوَن (‪[ })٤‬النور‪]٤ :‬‬

‫[المطلب الرابع في المكروه]‬

‫[تعريف المكروه]‬

‫المكروه لغة‪ :‬القبيح‪ ،‬من كره األمر مثل قبح‪ ،‬وزًنا ومعنى‪ ،‬وهو ضد المحبوب‪ ،‬والكريهة‬

‫الحرب‪ ،‬أو الشدة في الحرب (‪.)١‬‬


‫وفي االصطالح نذكر تعريفين له‪ ،‬األول‪ :‬يتعلق بالذات والماهية‪ ،‬والثاني‪ :‬يتعلق بالرسم‬

‫والصفة‪.‬‬

‫[األساليب التي تدل على الكراهة]‬

‫‪ - ١‬اللفظ الصريح بالكراهة‪ ،‬وما أشبهها من األلفاظ التي تصرح بعدم االستحسان‪ ،‬مثل‬

‫قوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬إن هَّللا كره لكم قيل وقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة‬

‫المال" (‪ ،)٣‬وقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬أبغض الحالل إلى هَّللا الطالق" (‪.)٤‬‬

‫‪ - ٢‬أن ينهى الشارع عنه نهًيا مقترًنا بما يدل على صرفه إلى الكراهة‪ ،‬مثل قوله تعالى‬

‫في كراهة السؤال عن المباح خشية أن يحرم على المؤمنين‪{ :‬اَل َتْس َأُلوا َع ْن َأْش َياَء ِإْن ُتْبَد‬
‫َلُك ْم َتُس ْؤ ُك ْم } [المائدة‪ ،]١٠١ :‬والقرينة التي صرفت النهي عن التحريم إلى الكراهة هي‬

‫قوله تعالى‪َ{ :‬و ِإْن َتْس َأُلوا َع ْنَها ِح يَن ُيَنَّز ُل اْلُقْر آُن ُتْبَد َلُك ْم َع َفا ُهَّللا َع ْنَها} [المائدة‪.]١٠١ :‬‬

‫‪ - ٣‬أن يطلب الشارع اجتنابه وتركه مع القرينة التي تدل على الكراهة دون التحريم‪ ،‬مثل‬

‫قوله تعالى في كراهة البيع وقت النداء لصالة الجمعة‪َ{ :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإَذ ا ُنوِدَي‬
‫ِللَّص اَل ِة ِم ْن َيْو ِم اْلُج ُمَعِة َفاْس َع ْو ا ِإَلى ِذ ْك ِر ِهَّللا َو َذ ُروا اْلَبْيَع } [الجمعة‪ ]٩ :‬قال الحنفية‪:‬‬

‫القرينة على صرف الطلب من التحريم إلى الكراهة أن البيع مشروع ومباح في أصله‪،‬‬

‫وإنما كره ألنه يشغل عن الصالة‪.‬‬

‫[المطلب الخامس في المباح]‬

‫[تعريف المباح]‬
‫المباح لغة‪ :‬المأذون والمعلن‪ ،‬من باح الشيء ظهر‪ ،‬وأباحه أظهره‪ ،‬واإلباحة بمعنى‬

‫اإلظهار وبمعنى اإلطالق واإلذن‪ ،‬وأباح لك ماله‪ :‬أذن في األخذ والترك‪ ،‬وجعله مطلق‬

‫الطرفين‪ ،‬وأباح الشيء أحله لك (‪.)١‬‬

‫وفي االصطالح نذكر تعريفين للمباح ‪-‬كما أسلفنا في غيره‪ -‬صع البيان أن المعنى‬

‫االصطالحي ال يخرج عن المعنى اللغوي‬

‫األساليب التي تفيد اإلباحة (‪:)١‬‬

‫‪ - ١‬النص الصريح على إباحة الفعل أو التخيير فيه‪ ،‬مثل‪ :‬افعلوا إن شئتم‪ ،‬أو اتركوا إن‬

‫شئتم‪ ،‬كقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬في الصوم في السفر‪" :‬إن شئت فصم وإن شئت‬

‫فأفطر"‪.‬‬

‫‪ - ٢‬النص على عدم اإلثم على الفعل أو ما في معناه‪ ،‬كعدم الجناح ونفي الحرج‪ ،‬قال‬

‫تعالى في إباحة الخلع على مال بين زوجين‪َ{ :‬فِإْن ِخ ْفُتْم َأاَّل ُيِقيَم ا ُح ُد وَد ِهَّللا َفاَل ُج َناَح‬
‫َع َلْيِهَم ا ِفيَم ا اْفَتَد ْت ِبِه} [البقرة‪ ،]٢٢٩ :‬وقال تعالى في إباحة التعريض بالخطبة للمتوفى‬

‫عنها زوجها في أثناء العدة‪َ{ :‬و اَل ُج َناَح َع َلْيُك ْم ِفيَم ا َع َّرْض ُتْم ِبِه ِم ْن ِخ ْطَبِة الِّنَس اِء } [البقرة‪:‬‬

‫‪ ،]٢٣٥‬وقال تعالى في إباحة ترك الجهاد على األعمى وإباحة األكل من بيت المرء وبيت‬
‫أبيه وأمه‪َ{ :‬لْيَس َع َلى اَأْلْع َم ى َحَر ٌج َو اَل َع َلى اَأْلْع َر ِج َح َر ٌج َو اَل َع َلى اْلَم ِريِض َح َر ٌج َو اَل‬

‫َع َلى َأْنُفِس ُك ْم َأْن َتْأُك ُلوا ِم ْن ُبُيوِتُك ْم َأْو ُبُيوِت آَباِئُك ْم َأْو ُبُيوِت ُأَّمَهاِتُك ْم } [النور‪.]٦١ :‬‬

‫‪ - ٣‬األمر بالفعل مع القرينة الدالة على أن األمر لإلباحة وليس للوجوب أو الندب‪ ،‬مثل‬
‫قوله تعالى‪َ{ :‬و ُك ُلوا َو اْش َر ُبوا} [األعراف‪ .]٣١ :‬وقوله تعالى {َفِإَذ ا ُقِضَيِت الَّص اَل ُة‬

‫َفاْنَتِش ُروا ِفي اَأْلْر ِض} [الجمعة‪١٠ :‬‬


‫تعليم في العلوم الفقه من أمر مهمة في الدين‪ ،‬و في الفهم له نحتاج الى فهم صحيحا لذالك‬

‫البد وجود علم الذي يتوصل بها الى استنباط األحكام حتى يكون فهما صحيحا‪،‬فهناك نشأ‬

‫علم األصول الفقفألول من دون هذا العلم ‪ ،‬هو اإلمام محمد بن إدريس الشافعي المتوفى‬

‫سنةٌ ‪ 204‬ها‬
‫باب الثالث‬

‫الخالصة‬

‫قائمة المرجع‬

You might also like