You are on page 1of 25

‫جامعة حلب _كلية الشريعة‬

‫الدراسات العليا‬
‫قسم الفقه اإلسالمي وأصوله‬

‫نظريّة الفساد عند الحنفي ّة‬


‫بحث ُأع َّد للقسم العمل ّ‬
‫ي‬ ‫ٌ‬
‫لمادة أصول الفقه‬
‫إعداد الط ّالبة‪ :‬عال زين‬
‫ي‪37 :‬‬‫الرّقم الجامع ّ‬
‫إشراف الدكتور‪ :‬ماهر النونو‬

‫العام الدراسي‪1439/1440:‬هـ‬
‫‪2018/2019‬م‬

‫‪0‬‬
‫اإلهداء‬

‫‪1‬‬
‫الشكر والتقدير‬
‫أتوجه إلى اهلل عز وجل بالحمد والشكر لما أعانني على إنجاز‬
‫هذا البحث ومدني بفضله بكل توفيق فيه‪.‬‬
‫ثم أتقدم بعظيم الشكر واالمتنان إلى‬
‫الدكتور ماهر النونو حفظه هللا‬
‫الذي أفسح لي من وقته الثمين رغم كثرة أعبائه‬
‫وكل من أفادني بآرائه ومالحظاته‬
‫ٍ‬
‫ومعلومات أغنت بحثي هذا‬ ‫وكل من ق ّدم لي دعماً‬
‫جزاكم اهلل عني خير الجزاء‪...‬‬

‫المقدمة‪J:‬‬
‫‪2‬‬
‫محداً ملن له النهي واألمر‪ ،‬محداً ينجلي عن الوصف واحلصر‪ ،‬وأصلّي وأسلّم على احلبيب الشفيع عايل‬
‫القدر‪ ،‬وعلى آله وأصحابه صال ًة تدوم مدى الدهر‪،‬‬

‫أحق املفاخر بالتوقري والتبجيل‪ ،‬وَأوىل الفضائل بالتفضيل‪ 5‬والتحصيل‪ ،‬بنورها‬


‫وبعد فإن علوم الدين ُّ‬
‫يُهتَدى من ظلمات الغواية إىل سبيل الرشاد‪ ،‬وبيُمنها يُرتقى من حضيض اجلهالة إىل ذروة االجتهاد‪،‬‬
‫ال سيما علم أصول الفقه‪ ،‬والذي هو أصعبها مدارك وأدقها مسالك‪ ،‬وأمهها عوائد وأمتّها فوائد‪ ،‬ال‬
‫عرف احلالل‬
‫درك حماسنه باالستقصاء‪ ،‬به تُستَنبط‪ 5‬األحكام‪ ،‬ويُ َ‬
‫تدخل ميامنه حتت اإلحصاء‪ ،‬وال تُ َ‬
‫واحلرام‪ ،‬هذا وإن‬

‫وقواعد انفردوا هبا عن غريهم‪ ،‬ومن هذه األصول اليت انفردوا هبا مصطلح‬
‫َ‬ ‫للسادة احلنفيّة‪ 5‬أصوالً‬
‫ّ‬
‫الفساد والتفريق بينه وبني الباطل يف العقود‪ ،‬وقد تناولت يف هذا البحث تعريف الفساد والفرق بينه‬
‫وبني البطالن‪ ،‬مع بيان األصل الذي يرجع إليه هذا الفرق وهو مقضى النهي‪ 5،‬وذكر ضابط الفساد يف‬
‫العقود‪ ،‬وما هو حكم الفساد‪ ،‬وختمت بذكر بعض القواعد األصولية اليت تتعلق بالفساد مع شرحها‪.‬‬

‫أتطرق لغري املذهب‪ 5‬احلنفي يف حبثي هذا‪ ،‬وقد وجدت صعوبةً يف خوض هذا الباب‬
‫علماً أنين لن ّ‬
‫لتشعبها واختالف األقوال فيها‪ ،‬واتبعت‪ 5‬يف حبثي املنهج‬
‫وهذه النظرية املع ّقدة عند السادة احلنفية‪ّ ،‬‬
‫االستقرائي‪ 5‬اجلزئي بقراءة ما توا َفر لدي من ٍ‬
‫كتب يف أصول الفقه احلنفي‪ ،‬مع عزو اآليات القرآنية إىل‬ ‫َ ّ‬
‫مواضعها يف القرآن الكرمي بذكر اسم السورة ورقم اآلية‪ ،‬وجاءت خطة البحث على الشكل اآليت‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬التأصيل اللغوي واالصطالحي ملفهوم‪ 5‬البحث‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف الفساد‪:‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مقتضى‪ 5‬النهي‪ 5‬عند علماء األصول احلنفية‪:‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬ضابط الفساد يف العقود عند احلنفية‪ 5‬وأسباب الفساد‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أسباب تتعلق بالعوضني‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أسباب تتعلق بالعاقد‪:‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬حكم الفساد‪:‬‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬الفساد يف العبادات عند احلنفية‪:‬‬

‫املبحث السادس‪ :‬بعض القواعد األصولية املتعلقة بنظرية الفساد‪:‬‬

‫الفهارس‬

‫فهرس اآليات القرآنية‬

‫فهرس األحاديث الشريفة‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫فهرس املوضوعات‪5‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ J:‬التأصيل اللغوي واالصطالحي لمفهوم البحث‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفساد‪J:‬‬


‫ٍ‬
‫متقاربة يف معناها العام‪ ،‬ومن هذه املعاين‪:‬‬ ‫الفساد لغة‪ :‬يرد الفساد يف اللغة على عدة ٍ‬
‫معان‬

‫ب الْ ُم ْف ِس ِدين{ [املائدة‪/‬‬


‫ض فَ َس ًادا ۚ َواللَّهُ اَل حُيِ ُّ‬ ‫نقيض الصالح‪ ،‬قال تعاىل‪َ } :‬ويَ ْس َع ْو َن يِف ْ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،]64‬واملفسدة‪ 5‬خالف املصلحة‪ ،‬وقالوا األمر مفسدةٌ لكذا أي فيه فساد‬
‫‪2‬‬
‫واضمحل‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الباطل الذي ال وجود له‪ ،‬يقال‪ :‬قيل للشيء فسد‪ ،‬بطل‬
‫وفرقوا بينهما يف‬
‫يفرق احلنفية بني الفساد والبطالن يف العبادات سوى يف احلج‪ّ ،‬‬
‫الفساد اصطالحاً‪ :‬مل ّ‬
‫املعامالت‪ ،‬فالباطل عندهم غري املشروع يف أصله ووصفه فال أثر له عندهم‪ ،‬أما الفاسد فما كان‬
‫مشروعاً يف أصله دون وصفه فينبين عليه أثر عندهم إذا اتصل به القبض‪ ،‬فتعريف الفساد عندهم‬
‫خمالف لتعريف البطالن‪.3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقتضى النهي عند علماء األصول الحنفية‪:‬‬


‫انظر‪ :‬لسان العرب‪/‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي‬ ‫‪1‬‬

‫(ت‪711 :‬هـ) ‪/‬دار صادر – بريوت‪/‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‪/‬فصل الفاء‪/‬ج‪/3:‬ص‪335:‬‬


‫الرزاق احلسيين‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬املل ّقب مبرتضى‪،‬‬
‫حممد بن عبد ّ‬
‫القاموس‪/‬حممد بن ّ‬
‫ّ‬ ‫انظر‪ :‬تاج العروس من جواهر‬ ‫‪2‬‬

‫الزبيدي (ت‪1205 :‬هـ) ‪/‬ت‪ :‬جمموعة من احملققني‪/‬دار اهلداية‪/‬فسد‪/‬ج‪/8:‬ص‪496:‬‬ ‫َّ‬


‫انظر‪ :‬حتقيق املراد يف أن النهي يقتضي الفساد‪/‬صالح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد اهلل الدمشقي‬ ‫‪3‬‬

‫العالئي (ت‪761 :‬ه) ‪/‬ت‪ 5:‬د‪ .‬إبراهيم حممد السلقيين‪/‬دار الكتب الثقافية_ الكويت‪/‬ف‪/15:‬ص‪73:‬‬
‫‪5‬‬
‫َّهي قبح الْمْن ِهي َعنهُ شرعا َك َما َأن ُم ْقتَضى‪ 5‬اَأْلمر حسن االئتمار بِِه شرعا َأال ترى َأن‬‫ُم ْقتَضى الن ْ‬
‫صاحب الش َّْرع َجاءَ‬‫َّح ِرمي ملا َكا َن ضد اِإْل ْحاَل ل َكا َن ُم ْقتَضى‪َ 5‬أحدمهَا ضد ُم ْقتَضى اآلخر َوَأِلن َ‬
‫الت ْ‬
‫بتتميم احملاسن َونفي القبائح فَ َكا َن َن ْهيه ُموجباً قبح الْمْن ِهي َعنهُ َك َما َكا َن أمره ُموجبا صفة احْل سن‬
‫ل ْل َمْأ ُمور بِِه‪.‬‬

‫َّهي شرعا حسن ااِل نْتِ َهاء‪َ 5‬ك َما َكا َن ُم ْقتَضى اَأْلمر حسن االئتمار ُق ْلنَا‬ ‫فَِإن قيل ملاذا اَل جَيْ َعل ُم ْقتَضى الن ْ‬
‫صدهُ الْ ُم َخاطب‬ ‫اح ًدا وبينهما مغَايرة على سبِيل املضادة مثَّ االئتمار بِفعل ي ْق ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأِلنَّهُ يصري مقتضامها َو َ َ َ ُ َ‬
‫ضافا ِإلَْي ِه فََأما ااِل نْتِ َهاء يكون‪ 5‬بامتناعه َعن‬ ‫ِ‬
‫ويضاف وجوده ِإىَل َكسبه فَيحسن االئتمار ل َكون ذَلك ُم َ‬
‫ضافا ِإىَل َكسبه وقصده بل االنعدام أصل فِ ِيه َما مل‬ ‫ِ‬
‫ِإجيَاد الْف ْعل الْمْن ِهي َعنهُ مثَّ انعدامه‪ 5‬اَل يكون ُم َ‬
‫اختِيَاري اَل يَ ْستَ ِقيم َأن يُوصف ْامتِنَاعه َعن اإلجياد‬ ‫ِ‬
‫ضافا ِإىَل فعله الَّذي ُه َو ْ‬‫يوجده َوِإذا مل يكن ُم َ‬
‫صودا فَعرفنَا بِِه َأن قبح الْمْن ِهي َعنهُ ثَابت مِب ُْقتَضى‪ 5‬وجوب ااِل نْتِ َهاء‪ 5‬شرحاً‪.‬‬ ‫باحْل س ِن َم ْق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة َأن‬
‫السنة َواجْلَ َم َ‬
‫صود مْنهُ على َما ُه َو َم ْذ َهب أهل ّ‬ ‫فَِإن قيل تَركه الْف ْعل الَّذي يكون إجياد فعل َم ْق ُ‬
‫استِ ْع َمال أحد الضدين واالنتهاء بِِه يتَ َحقَّق ُق ْلنَا ُه َو َك َذلِك َولَ ِكن ُموجب‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ترك الْف ْعل فعل ملا فيه من ْ‬
‫ِ‬
‫َّهي ُه َو ااِل نْتِ َهاء‪َ 5‬و َحقي َقته ااِل ْمتِنَاع َعن اإلجياد مثَّ ِإن َد َعْتهُ نَفسه ِإىَل اإلجياد ي ْلزمه ّ‬
‫الت ْرك ليَ ُكون مُمْتَنعا‬ ‫الن ْ‬
‫يسَت ْغرق مَجِ يع الْعُمر‬ ‫اِل ِ‬ ‫اِل ِ َّ ِ ِِ‬
‫َّهي َعنهُ ْيبقى عدما َك َما َكا َن َأال ترى َأن ا ْمتنَاع‪ 5‬الذي به يتَ َحقَّق ا نْت َهاء ْ‬ ‫َوالن ْ‬
‫يسَت ْغرق‪ ،‬فَِإنَّهُ قبل َأن يعلم بِِه يكون‪ 5‬منتهياً باالمتناع َعنهُ َواَل يكون‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الت ْرك الذي ُه َو فعل مْنهُ اَل ْ‬ ‫َو ّ‬
‫مباشرا ل ْل ِف ْعل الَّ ِذي ُه َو ترك اإلجياد فَِإن ذَلِك اَل يكون ِإاَّل َعن قصد ِمْنهُ بعد الْعلم بِِه‪.‬‬

‫الص ْوم‪ 5‬فَاَل يتَ َحقَّق ِمْنهُ َه َذا الْ ِف ْعل ركنا‬
‫ضاء السهرتني يِف َحال َّ‬ ‫ِ‬ ‫وبيان ه َذا َأن َّ ِئ‬
‫الصا م َمْأ ُمور برتك اقْت َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ك ركن ااِل ْعتِ َداد َويتم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعة من التََّز ُّوج َواخْلُُروج والتطيب‪َ 5‬و َذل َ‬ ‫للص ْوم َحىَّت يعلم بِه ويقصده واملعتدة‪ 5‬مَمْنُ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ضاء عدهتَا مِب ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المَرَأته‬
‫ال ْ‬ ‫وعلى َه َذا لَو قَ َ‬ ‫الز َمان قبل َأن نشعر بِه َ‬ ‫ض ِّي َّ‬ ‫َذلك َوِإن مل تعلم بِه َحىَّت حيكم بِانْق َ‬
‫ال ِإن َأبيت‪ 5‬طَاَل قك فََأنت‪ 5‬طَالِق‬ ‫َأشاء طَاَل قك مل تطلق َولَو قَ َ‬ ‫ال اَل َ‬ ‫ِإن مل أشأ طَاَل قك فََأنت طَالِق مثَّ قَ َ‬
‫صدهُ ويكسبه فَيصري َم ْو ُجودا بقوله قد َأبيت‪َ 5‬واَل يكون َذلِك‬ ‫ال قد َأبيت‪ 5‬طلقت َأِلن اإلباء فعل ي ْق ِ‬
‫َ‬ ‫مثَّ قَ َ‬

‫‪6‬‬
‫ِ‬
‫يسَت ْغرق عمره فَاَل يتَ َحقَّق وجود‬
‫ك ْ‬‫عبارة َعن ْامتِنَاعه‪ 5‬من الْ َم ِشيَئة َو َذل َ‬ ‫ِ‬
‫ُم ْسَت ْغرقا للمدة َوعدم الْ َمشيَئة َ‬
‫َأشاء َواَل بامتناعه من الْ َم ِشيَئة يِف ُج ْزء من عمره‪.‬‬ ‫الش َّْرط بقوله اَل َ‬
‫وِإذا تبني َأن م ْقتَضى النَّهي قبح الْمْن ِهي عنه شرعا َفَن ُقول الْمْن ِهي عنه يِف صفة الْقبح قِسم ِ‬
‫ان‪:‬‬ ‫ْ َْ‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قسم ِمْنهُ َما ُه َو قَبِيح َلعينه‪،‬‬

‫َوقسم ِمْنهُ َما ُه َو قَبِيح لغريه‪َ ،‬و َه َذا الْقسم يتنوع َن ْو َعنْي ِ ‪:‬‬

‫نوع ِمْنهُ َما ُه َو قَبِيح لِ َم ْعىن جاوره مجعاً‪َ ،‬ونَوع ِمْنهُ َما ُه َو قَبِيح لِ َم ْعىن اتَّصل بِِه َوصفاً‪.‬‬

‫فََأما َبيَان الْقسم األول يِف الْ َعبَث‪ 5‬والسفه فَِإن َُّه َما قبيحان شرعا َأِلن َواضع اللُّغَة وضع ه َذيْن االمسني ملا‬
‫ْمة اَل خَي ْلُو َعن فَاِئ َدة فَ َما خَي ْلُو َعن َذلِك قطعاً‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫يكون َخاليا َعن الْ َفا َدة ومبىن الش َّْرع على َما ُه َو حك َ‬
‫َّسل َو َه َذا‬ ‫ِ‬
‫َّه َوة شرعاً ُه َو الن ْ‬
‫ضاء الش ْ‬ ‫يكون قبيحاً شرعاً َومن َه َذا الن َّْوع فعل اللواطة‪ 5‬فاملقصود من اقْت َ‬
‫س مِب حل لَهُ أصال فَ َكا َن قبيحاً شرعاً َونَ ِظريه من الْعُ ُقود بيع املالقيح واملضامني فَِإنَّهُ قَبِيح‬ ‫الْمحل لَْي َ‬
‫شرعاً َأِلن البيع ُمبَادلَة املال بِالْ َم ِال شرعاً َو ُه َو َم ْش ُروعٌ الستنماء املال بِِه َوالْ َماء يِف الصلب َوالرحم اَل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َألداء الصَّاَل ة‪5‬‬ ‫ة‬ ‫مالِيَّة فِ ِيه فَلم يكن حمالً ل ْلبيع شرعاً و َك َذلِك الصَّاَل ة‪ 5‬بِغَ الطَّهارة َأِلن الشَّرع قصر اَأْلهلَِّ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫رْي َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اَأْلهلِيَّة‬
‫اَأْلهليَّة بانعدام صفة الطَّ َه َارة وانعدام‪ْ 5‬‬
‫اهراً عن احْل دث واجلنابة فتنعدم ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫صلِّي طَ َ َ‬ ‫على َكون الْ ُم َ‬
‫احد ِمْن ُه َما قبيحاً شرعاً هِبَ َذا الطَِّريق‪.‬‬
‫فَوق انعدام الْمحلِّيَّة فَ َكا َن كل و ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ْمة َوبِ ُدون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوحكم َه َذا الن َّْوع من الْمْنهي َبيَان َأنه غري َم ْش ُروع أصالً َأِلن الْ َم ْش ُروع اَل خَي ْلُو َعن حك َ‬
‫اَأْلهلِيَّة واحمللية اَل تصور ل َذلِك فَيعلم بِِه َأنه غري َم ْش ُروع أصالً‬
‫ْ‬
‫حرام َمْن ِه ّي َعنهُ َولَ ِكن لِ َم ْعىن‬ ‫ِإ‬ ‫يِف‬ ‫يِن‬
‫َو َبيَان الن َّْوع الثَّا من اَأْل ْف َعال َو ْطء الرجل َزوجته َحالَة احْل يض فَ نَّهُ َ‬
‫يستَ ْمتع هبَا‬ ‫هِل‬ ‫ِ ِِ‬ ‫استِعمال اَأْل َذى و ِ‬
‫است ْع َمال اَأْل َذى جماور ل ْل َو ْطء مجعا غري ُمتَّصل به َوصفا َو ََذا َج َاز لَهُ َأن ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫استِ ْع َمال اَأْل َذى َويِف قَول أيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما سوى َموضع ُخُروج الدَّم يِف قَول حُمَ َّمد َرمحَه اهلل َأِلنَّهُ اَل جياور فعله ْ‬ ‫فَ‬

‫‪7‬‬
‫استِ ْع َمال اَأْل َذى‬ ‫حني َفة رمحه اهلل يستَمتع هبا فَوق املئزر وجيتنب‪ 5‬ما حَتْتَه ِ‬
‫احتيَاطًا َأِلنَّهُ اَل يَْأ َمن الْ ُوقُوع يِف ْ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِإذا استمتع هبا يِف الْموضع الْ َق ِريب من م ِ‬
‫وضع اَأْل َذى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َونَ ِظري َه َذا الن َّْوع من الْعُ ُقود والعبادات البيع َوقت النداء فَِإنَّهُ َمْن ِه ّي َعنهُ ملا فِ ِيه من ااِل ْشتِغَال َعن َّ‬
‫الس ْعي‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإىَل اجْلُ ُم َعة بِغَرْيِ ِه َب ْع َد َما تعني لُُزوم َّ‬
‫اَألرض‬ ‫ك جياور البيع َواَل يتَّصل به َوصفا َوالصَّاَل ة يِف ْ‬ ‫الس ْعي َو َذل َ‬
‫َّصل بِِه‬ ‫الْم ْغصوبة مْن ِهي عْنها لِمعىن شغل ملك الْغَ بِن ِ ِ‬
‫ك جماور لفعل الصَّاَل ة‪ 5‬مجعا غري مت ِ‬
‫ُ‬ ‫فس ِه َو َذل َ‬ ‫رْي َ‬ ‫َ ُ َ َ ّ َ َ َْ‬
‫َوصفا فَعرفنَا َأن قبحه لِ َم ْعىن يِف َغريه‬

‫اعتِبَار فعل آخر‬ ‫َّهي من قبل َأن الْ ْقبح ملا َكا َن بِ ْ‬ ‫صحيحاً َم ْش ُروعاً بعد الن ْ‬
‫وحكم ه َذا النَّوع َأنه يكون‪ِ 5‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫الصاِئم ِإذا‬
‫سوى الصَّاَل ة‪َ 5‬والْبيع َوالْ َو ْطء مل يكن مؤثرا يِف الْ َم ْش ُروع اَل أصالً َواَل َوصفاً َأال ترى َأن َّ‬
‫اصياً يِف ترك الصَّاَل ة‪َ 5‬وهنا‬ ‫الصوم ِمْنه عباد ًة ص ِحيحةً هو م ِطيع فِ ِيه وِإن َكا َن ع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ترك الصَّاَل ة يكون‪ 5‬فعل َّ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ ُ‬
‫فس ِه ومباشراً ل ْل َو ْطء الْ َم ْملُوك بِالنِّ َك ِ‬
‫اح‬ ‫اصياً يِف شغل ملك الْغَ بِنَ ِ‬
‫رْي‬
‫يكون مطيعا يِف الصَّاَل ة وِإن َكا َن ع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ً‬
‫ِ‬ ‫استِ ْع َمال اَأْل َذى َوهِلََذا ُق ْلنَا يثبت‪ 5‬احْل ل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للز ْوج األول بِالْ َو ْطء الثَّايِن ِإيَّ َ‬
‫اها‬ ‫َوِإن َكا َن َعاصيا مرتكبا ل ْل َحَر ِام بِ ْ‬
‫ِ‬
‫صان الواطىء َأيْضاً‬ ‫يِف َحالَة احْل يض َويثبت بِه ِإ ْح َ‬
‫َّسل‬ ‫ِ‬ ‫وأما النَّوع الثَّالِث فبيانه يِف ِّ ِإ‬
‫الزنَا فَ نَّهُ َو ْطء غري مَمْلُوك فَ َكا َن قبيحاً شرعاً َأِلن الش َّْرع قصر ابْتغَاء الن ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َأزواجهم َأو َما ملكت َأمْيَاهنم} َونَ ِظريه من الْعُ ُقود‬ ‫ِإ‬
‫ال اهلل َت َعاىَل { اَّل على َ‬ ‫بِالْ َو ْط ِء على حَم ل مَمْلُوك َف َق َ‬
‫الربَا فَِإنَّهُ قَبِيح لِ َم ْعىن اتَّصل بِالْبي ِع َوصفا َو ُه َو انعدام الْ ُم َس َاواة الَّيِت ِه َي َشرط َج َواز البيع يِف َه ِذه‬‫ِّ‬
‫ت‬ ‫اَأْلموال شرعا ومن الْعِبادات النَّهي عن صوم يوم الْعِيد وَأيَّام التَّ ْش ِريق فَِإنَّه قَبِيح لِمعىن اتَّصل بِالْوقْ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اَأْلداء َوصفا َو ُه َو َأنه َي ْوم عيد َو َي ْوم ِضيَافَة‬ ‫ِ‬
‫الَّذي ُه َو حَم ل َ‬
‫يما يكون من اَأْل ْف َعال الَّيِت يتَ َحقَّق حساً من َه َذا الن َّْوع َأنه يِف صفة الْ ْقبح ُم ْلحق بالقسم‬ ‫ِ‬
‫مثَّ اَل خالف ف َ‬
‫حرام َلعينه غري َم ْش ُروع أصال َوهِلََذا َتت َعلَّق هبما الْع ُقوبَة الَّيِت تندرىء‬ ‫الزنَا َوشرب اخْل مر َ‬ ‫األول فَِإن ِّ‬
‫فيهما َدلِيل‬
‫بالشُُّب َهات َو َما َكا َن َم ْش ُروعاً من َوجه وحراماً لغريه اَل خَي ْلُو َعن ُشْب َهة فإجياب الْع ُقوبَة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ظَاهر على َأن حرمتهما لعينهما و َذلِ ِ‬
‫يما يكون من َه َذا‬ ‫ك َدليل على قبح الْمْن ِهي َعنهُ َلعينه َو ْ‬
‫اختل ُفوا ف َ‬ ‫َ َ‬

‫‪8‬‬
‫َّهي فِ َيها َت ْق ِرير الْ َم ْش ُروع‬ ‫مِح‬
‫ال عُلَ َماُؤ نَا َر هم اهلل ُموجب ُمطلق الن ْ‬ ‫الن َّْوع من الْعُ ُقود والعبادات قَ َ‬
‫اسدا ِإاَّل بِ َدلِيل‪.‬‬‫اشرها فَ ِ‬
‫العْبد ِإذا بَ َ َ َ‬
‫َم ْش ُروعاً َوجعل ََأداء َ‬
‫َّهي ِإ ْثبَات صفة الْ ْقبح يِف الْمْن ِهي َعنهُ َلعينه اَل لغريه َو َه َذا َأِلن الْ ُمطلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك احْلَقي َقة يِف ُمطلق الن ْ‬
‫َو َك َذل َ‬
‫صرف ِإىَل الْ َك ِامل دون النَّاقِص فَِإن النَّاقِص َم ْو ُجود من َوجه دون َوجه َو َم َع ُشْب َهة الْ َع َدم فِ ِيه اَل‬ ‫يْن َ‬
‫يثبت َما ُه َو احْلَِقي َقة فِ ِيه فَبِ َه َذا تبني َأن الْ ُمطلق َيتنَ َاول الْ َك ِامل والكمال يِف اَأْلمر الَّ ِذي ُه َو طلب اإلجياد‬
‫يما ُه َو طلب اإلعدام ِإ ْثبَات صفة الْ ْقبح يِف إجياده َلعينه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بَأن حيسن الْ َمْأ ُمور به َلعينه فَ َك َذلك الْ َك َمال ف َ‬
‫ضاهُ‪ 5‬فََأِلن أدىن‬ ‫َوِإذا تقرر َه َذا خرج الْمْن ِهي َعنهُ من َأن يكون َم ْش ُروعاً مل ْقتَضى الن ْ‬
‫َّهي َوحكمه أما ُم ْقتَ َ‬
‫َد َر َجات الْ َم ْشُروع َأن يكون‪ُ 5‬مبَاحاً والقبيح َلعينه اَل جيوز َأن يكون‪ُ 5‬مبَاحاً فَ َك َذلِك اَل جيوز َأن يكون‬
‫َّهي مِب َْعىن النّسخ يِف ِإ ْخَراج الْمْن ِهي َعنهُ من َأن يكون َم ْش ُروعاً‬ ‫هِب‬
‫َم ْش ُروعاً َو َ َذا تبني َأن الن ْ‬
‫وأما حكمه فوجوب ااِل نْتِهاء لي ُكون‪ 5‬معظماً مطيعاً للناهي يِف ااِل نْتِهاء ويكون‪ 5‬ع ِ‬
‫اصياً اَل حمَالة يِف ترك‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ااِل نْتِهاء وِإمَّنَا يكون ع ِ‬
‫اصياً مِب ُبَ َ‬
‫َّهي خيرج من َأن يكون‬ ‫اشَرة َما ُه َو خالف الْ َم ْشُروع فَعرفنَا َأن بِالن ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َم ْش ُروعاً‬
‫ضاء واملشيئة‪ 5‬مِب َْن ِزلَة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقرره َأن الْمْن ِهي َعنهُ اَل يكون‪ 5‬مرضياً بِه أصالً َوِإن َكا َن اَل تنعدم بِه اِإْل َر َادة َوالْ َق َ‬
‫ال اهلل َت َعاىَل‬ ‫ضاء‪َ 5‬واَل يكون مرضياً بِِه قَ َ‬ ‫الْك ْفر واملعاصي‪ 5‬فَِإن ََّها تكون من الْعباد باإلرادة واملشيئة‪َ 5‬والْ َق َ‬
‫{واَل يرضى لِعِبَ ِاد ِه الْك ْفر} [الزمر‪]7/‬واملشروع َما يكون‪ 5‬مرضياً بِِه قَ َال اهلل َت َعاىَل {شرع لكم من‬ ‫َ‬
‫نوحا} [الشورى‪]13/‬فَبِ َه َذا تبني َأن الْمْن ِهي َعنهُ غري َم ْش ُروع أصالً مثَّ صفة الْ ْقبح‬ ‫ِِ‬
‫وصى به ً‬ ‫ال ّدين َما ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صف‬‫يِف الْمْن ِهي َعنهُ َوِإن َكا َن ل َم ْعىن اتَّصل بِه َوصفاً فَ َذلك َدليل على َأنه مل ْيب َق َم ْش ُروعاً َأِلن َذلك الْ َو ْ‬
‫اَل يُ َفارق الْمْن ِهي َعنهُ َو َم َع وجوده اَل يكون َم ْش ُروعاً فبه خيرج من َأن يكون َم ْش ُروعاً أصال مِب َْن ِزلَة‬
‫َّهي َعْن ُه َما َكا َن لِ َم ْعىن َزاِئد على َما بِِه يتم العقد من فقد‬ ‫ِ‬
‫ن َكاح الْ ُم ْعتَدَّة َوالنِّ َكاح بِغَرْي ُش ُهود فَِإن الن ْ‬

‫‪9‬‬
‫َشرط َأو ِزيَ َادة صفة يِف الْمحل مثَّ خيرج بِِه من َأن يكون َم ْش ُروعا أصال ُم َقيّدا مِب َا ُه َو احلكم الْ َمطْلُوب‬
‫‪1‬‬
‫من النِّ َكاح‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ضابط الفساد‪ J‬في العقود عند الحنفية وأسباب الفساد‪J:‬‬

‫وضع احلنفية‪ 5‬ضابطاً عاماً لتمييز العقد الفاسد من الباطل يف عقود املعاوضات املالية‪ ،‬فقالوا إن كل ما‬
‫أورث خلالً يف ركن البيع فهو مبطل‪ ،‬وما أورثه يف غريه فهو مفسد‪.2‬‬
‫وللفساد أسباب منها ما ي ِ‬
‫فسد مجيع العقود دون أن يكون لنوع العقد أثر يف ذلك‪ ،‬وهذه األسباب‬‫ُ‬
‫هي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب تتعلق بالعوضين‪:‬‬

‫العوضان أساس العقد ومها املقصود منه‪ ،‬ويف عقد البيع مها الثمن واملبيع‪ 5‬وخصوصاً حمل العقد الذي‬
‫هو املبيع‪ ،‬واألصل أن يكون‪ 5‬كلٌّ منهما ساملاً عن أي شيء يوجب خلالً فيهما أو يف أحدمها‪ ،‬فقد‬
‫أمور جتعل العقد باطالً أو فاسداً‪ ،‬وسأورد هنا بعض ما يفسد البيع ٍ‬
‫خللل يف‬ ‫يشوهبما يف بعض األحيان ٌ‬
‫أحد العوضني‪:‬‬

‫انظر‪ :‬أصول السرخسي‪/‬حممد بن أمحد بن أيب سهل مشس األئمة السرخسي(ت‪483:‬ه) ‪/‬دار املعرفة_‬ ‫‪1‬‬

‫بريوت‪/‬ج‪/1:‬ص‪79:‬‬

‫انظر‪ :‬البناية شرح اهلداية‪/‬العيين (ت‪855 :‬ه) ‪/‬دار الكتب العلمية_ بريوت‪/‬ط‪1420 :1:‬ه_ ‪2000‬م‪/‬‬ ‫‪2‬‬

‫أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن حسني الغيتايب احلنفي بدر الدين العيين‪ ،‬مؤرخ عاّل مة من كبار‬
‫احمل ّدثني‪ ،‬ولد يف ‪762‬ه وتويف يف ‪855‬ه‪ ،‬من كتبه‪ :‬عمدة القاري يف شرح البخاري ومغاين األخيار يف رجال‬
‫معاين اآلثار والعلم اهليّب يف شرح الكلم الطيب‪ ،‬انظر‪ :‬األعالم‪/‬خري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس‪،‬‬
‫الزركلي الدمشقي (ت‪1396 :‬هـ) ‪/‬دار العلم للماليني‪/‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عشر ‪ -‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2002‬م‪/‬ج‪/7:‬ص‪:‬‬
‫‪163‬‬
‫‪10‬‬
‫كالجهالة التي تفسد البيع‪ :‬وهي كل جهالة فاحشة تفضي‪ 5‬إىل املنازعة‪ 5‬سواء كانت يف املبيع‪ 5‬أو‬
‫الثمن أو األجل‪ ،‬واملقصود باجلهالة الفاحشة ما كانت يف النوع‪ 5‬أو القدر أو الوصف‪ ،‬فمثل هذه‬
‫اجلهالة تفسد البيع‪ ،‬ومثاهلا أن يبيع شا ًة من قطيع دون أن يعيّنها أو يذكر أوصافها فالبيع هنا فاس ٌد‬
‫جلهالة املبيع‪.‬‬

‫غره َغّراً‪ ،‬فهو مغرور وغرير أي خدعه وأطعمه الباطل‪.1‬‬


‫والغرر‪ :‬وهو لغةً من اخلديعة يقال‪َّ :‬‬
‫ويف االصطالح هو اخلطر الذي ال يُدرى أيكون‪ 5‬أو ال يكون‪ ،‬كبيع السمك يف املاء والطري يف اهلواء‪.2‬‬
‫ٍ‬
‫وصف يف املبيع أو قد ٍر أو جنس‪ ،‬ومن‬ ‫والغرر الذي يفسد البيع عند احلنفية‪ ،‬ما كان متعلقاً جبهالة‬
‫أمثلة البيع الفاسد للغرر‪ ،‬إذا اشرتى شيئاً على أن يعطيه كفيالً‪ ،‬وكان هذا الكفيل غائباً‪ ،‬فيفسد البيع‬
‫ملعىن الغرر‪ ،‬ألن الكفيل‪ 5‬إن كان غائباً عن جملس العقد ال يُعلَم إن كان يكفل أم ال‪ٌ ،3‬‬
‫ومثال آخر لو‬
‫باع شاة على أهنا حتلب كذا وكذا فالبيع فاسد باتفاق الروايات‪ ،‬ألن املشروط ليس ٍ‬
‫بصفة يف هذه‬
‫الصورة‪ ،‬فإنه مل يقل‪ :‬على أهنا حلوب وإمنا قال‪ :‬على أن حتلب كذا وكذا‪ ،‬فيكون‪ 5‬اشرتاط اللنب‬
‫احمللوب وهو جمهول على خطر الوجود‪ ،‬فاشرتاطه يُوجب غرراً يف العقد فيوجب الفساد‪ ،‬وكذا لو‬
‫اشرتاها على أهنا تضع بعد شهر فالعقد فاسد‪.4‬‬

‫انظر‪ :‬لسان العرب‪/‬ابن منظور(ت‪711:‬ه) ‪/‬فصل الغني املعجمة‪/‬ج‪/5:‬ص‪11:‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر‪ :‬العناية شرح اهلداية‪/‬حممد بن حممد بن حممود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد اهلل ابن الشيخ مشس الدين ابن الشيخ‬
‫‪2‬‬

‫مجال الدين الرومي البابريت (ت‪786 :‬هـ) ‪/‬دار الفكر‪/‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪/‬بيع الصوف على ظهر الغنم‪/‬ج‪:‬‬
‫‪/6‬ص‪411:‬‬
‫انظر‪ :‬املرجع السابق‬
‫‪3‬‬

‫انظر‪ :‬واقعات املفتني‪/‬عبد القادر بن يوسف احلنفي الشهري ب قدري أفندي احلنفي(ت‪1083:‬ه) ‪/‬ت‪ 5:‬مجال‬ ‫‪4‬‬

‫أبو العز‪/‬دار الكتب العلمية‪/‬بريوت_ لبنان‪/‬كتاب البيوع‪/‬ص‪172:‬‬


‫‪11‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب‪ J‬تتعلق بالعاقد‪:‬‬

‫ومنها اإلكراه والذي هو‪ :‬لغةً‪ :‬من كرهت الشيء أكرهه كراهةً‪ ،‬ويقال أكرهته على كذا أي محلته‬
‫عليه كرهاً‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬محل الغري على ما يكرهه بالوعيد‪ ،‬وهو اإللزام واإلجبار على ما يكره اإلنسان‬

‫وقد اختلف احلنفية‪ 5‬يف اعتبار اإلكراه سبباً من أسباب الفساد من عدمه‪ ،‬فذهب األئمة الثالثة أبو‬
‫حنيفة وحممد وأبو يوسف إىل أنه مفس ٌد يثبت به امللك عند القبض يعين يثبت‪ 5‬بالشراء امللك‬
‫للمشرتي؛ ألن ركن البيع وهو اإلجياب والقبول صدر من أهله مضافاً إىل حمله فيكون‪ 5‬مشروعاً بأصله‬
‫بيع موقوف وليس بفاسد‪( ،‬والبيع‬ ‫غري مشروع بوصفه فيفيد امللك بالقبض‪ ،‬وذهب زفر إىل أنه ٌ‬
‫املوقوف هو ما كان مشروعاً بأصله ووصفه‪ ،‬ويفيد احلكم على سبيل التّوقّف‪ ،‬وامتُنِع متامه ألجل‬
‫شرعي‪ ،‬فمن باع‬ ‫إذن‬ ‫غريه‪ ،‬كبيع مال غريه ويسمى البائع ٍ‬
‫حينئذ فضولياً؛ لتصرفه يف حق غريه بغري ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ّ‬

‫انظر‪ :‬خمتار الصحاح‪/‬زين الدين أبو عبد اهلل حممد بن أيب بكر بن عبد القادر احلنفي الرازي(ت‪666:‬ه) ‪/‬ت‪5:‬‬ ‫‪1‬‬

‫يوسف الشيخ حممد‪ /‬املكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بريوت – صيدا‪/‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪1420 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪1999‬م‪/‬باب الكاف‪/‬كره‪/‬ص‪269:‬‬
‫انظر‪ :‬التعريفات‪/‬علي بن حممد بن علي الزين الشريف اجلرجاين (ت‪816 :‬هـ) ‪/‬ضبطه وصححه مجاعة من‬ ‫‪2‬‬

‫العلماء بإشراف الناشر‪ /‬دار الكتب العلمية بريوت ‪-‬لبنان‪/‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1403‬هـ ‪1983-‬م‪/‬باب األلف‪/‬ج‪:‬‬
‫‪/1‬ص‪33:‬‬
‫‪12‬‬
‫رده وإن شاء أجاز‪ ،‬إذا كان املبيع واملتبايعان‪5‬‬
‫ملك غريه يكون‪ 5‬البيع موقوفاً على إجازة املالك إن شاء َّ‬
‫َ‬
‫صحيح عند احلنفية)‪.1 5‬‬
‫ٌ‬ ‫بيع‬
‫حباهلم‪ ،‬وهو ٌ‬
‫المبحث الرابع‪ J:‬حكم‪ J‬الفساد‪J:‬‬
‫ٍ‬
‫وصف من أوصافه دون أصله‪ ،‬مما جعل فرقاً بينه وبني الباطل يف‬ ‫البيع الفاسد وقع خمالفاً للشرع يف‬
‫املاهية واألسباب‪ 5،‬وبالتايل فإن الفاسد خيتلف عن الباطل يف احلكم أي يف النتائج املرتتبة عليه‪،‬‬

‫وحكم الفاسد عند احلنفية‪ 5‬أنه وقع خمالفاً للشرع لذا وجب فسخه رعايةً حلق الشرع‪ ،‬ويفسخه البائع‬
‫واملشرتي على حد سواء‪.‬‬

‫املفسد دون الباطل‪ ،‬ويقولون‬ ‫حاالت حم ّددة تصحيح العقد الفاسد‪ ،‬بارتفاع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إال أنه يصح عندهم يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫يف عقد البيع‪ :‬إن ارتفاع املفسد يف الفاسد ير ُّده ِ‬
‫يحا‪ ،‬ألن الَْبْي َع قَا ٌم َم َع الْ َف َساد‪َ ،‬و َم َع الْبُطْالَ ‪5‬ن مَلْ‬
‫صح ً‬‫َُ ُ َ‬
‫وما‪.2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِئ ِ ِ ِ‬
‫يَ ُك ْن قَا ًما بص َفة الْبُطْالَن‪ ،‬بَل َكا َن َم ْع ُد ً‬
‫لكن تصحيح العقد الفاسد عند احلنفية‪ 5‬مقيد مبا إذا كان الفساد ضعيفاً‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر‪ :‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪/‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد‪ ،‬املعروف بابن جنيم املصري (املتوىف‪970 :‬هـ) ‪/‬ويف آخره‪:‬‬
‫تكملة البحر الرائق حملمد بن حسني بن علي الطوري احلنفي القادري (ت بعد ‪ 1138‬هـ) ‪/‬وباحلاشية‪ :‬منحة اخلالق البن‬
‫عابدين(ت‪1252:‬ه) ‪/‬دار الكتاب اإلسالمي‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ -‬بدون تاريخ‪/‬ج‪/8:‬ص‪81:‬‬
‫و‪ :‬حاشية رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة ابن عابدين(ت‪1252:‬ه) ‪/‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر‪/‬بريوت‪1421/‬ه_ ‪2000‬م‪/‬بيع املكره فاسد‪/‬ج‪/6:‬ص‪130:‬‬
‫و‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ /‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية – الكويت‪/‬الطبعة الثانية_ دار السالسل_ الكويت‪/‬البيع‪/‬البيع‬
‫املوقوف‪/‬ج‪/9:‬ص‪237:‬‬
‫الش ْليِب ِّ ‪/‬عثمان بن علي بن حمجن البارعي‪ ،‬فخر الدين الزيلعي‬
‫انظر‪ :‬تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق وحاشية ِّ‬ ‫‪2‬‬

‫الش ْليِب ُّ‬


‫احلنفي (ت‪ 743 :‬هـ) ‪/‬احلاشية‪ :‬شهاب الدين أمحد بن حممد بن أمحد بن يونس بن إمساعيل بن يونس ِّ‬
‫(ت‪ 1021 :‬هـ) ‪/‬املطبعة الكربى األمريية ‪ -‬بوالق‪ ،‬القاهرة‪/‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1313 ،‬هـ‪/‬ج‪/4:‬ص‪50:‬‬

‫‪13‬‬
‫ومن أمثلة البيع الفاسد الذي يقبل التصحيح أن تكون‪ 5‬اجلهالة يف املدة اليت يُسلَّم فيها الدين أو املبيع‪،‬‬
‫سواء كانت اجلهالة بعدم حتديد األجل‪ ،‬أو كانت اجلهالة بتحديد أجل ال ميكن معرفة حصوله كنزول‬
‫املطر‪ ،‬فهذا مبطل للعقد عند اجلمهور‪ ،‬إال أن أبا حنيفة والصاحبان ذهبوا إىل تصحيح العقد ألجل‬
‫اجلهالة ولكن بشرطني‪:‬‬

‫تفرقا قبل حتديد األجل فالعقد باطل‪ ،‬ال‬


‫األول‪ :‬أن حي ّدد املتعاقدان األجل الصحيح قبل االفرتاق‪ 5‬فإذا ّ‬
‫ميكن تصحيحه‪.‬‬

‫سخ العقد قبل حتديد‬


‫الثاين‪ :‬أن حُي دَّد األجل الصحيح قبل فسخ العقد من أحد املتعاقدين‪ ،‬فإذا فُ َ‬
‫األجل‪ ،‬ال ميكن تصحيحه‪.1‬‬

‫وكأن احلنفية انتقل عندهم العقد على مرحلتني‪:‬‬

‫األوىل فساد العقد وميكن به التصحيح إذا وجد الشرطان السابقان‪ ،‬مث انتقل إىل املرحلة الثانية وهي‬
‫بطالن العقد الذي ال ميكن تصحيحه الختالل الشرطني‪.‬‬

‫انظر‪ :‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪/‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد الكاساين احلنفي (ت‪587 :‬هـ)‬ ‫‪1‬‬

‫‪/‬دار الكتب العلمية‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‪/‬كتاب البيوع‪/‬فصل يف شرائط الصحة يف البيوع‪/‬ج‪:‬‬
‫‪/5‬ص‪178:‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬الفساد‪ J‬في العبادات عند الحنفية‪:‬‬

‫َأي ِح ِّسيًّا َكا َن َْأو َش ْر ِعيًّا‬ ‫ِئِ‬ ‫إ َذا َتعلَّق النَّهي بِالْ ِفع ِل َكا َن النَّهي لِعينِ ِه ِ ِ ِ‬
‫َأي ل َذات الْف ْع ِل َْأو ُج ْز ه ُمطْلَ ًقا ْ‬ ‫ْ ُ َْ ْ‬ ‫ََ ُْ ْ‬
‫وج الْ ِف ْع ِل عن‬‫َأي ُخُر ِ‬ ‫ِِ‬
‫اد َش ْر ًعا الْبُطْاَل ُن َو ُه َو َع َد ُم َسبَبِيَّت ‪5‬ه ْ‬
‫َأي الْ َف َس ُ‬
‫َّه ُي الْ َف َس َاد َش ْر ًعا َو ُه َو ْ‬
‫ِ‬
‫َو َي ْقتَضي الن ْ‬
‫كونه سبباً حلكمه ومثرته املقصودة منه‪.1‬‬

‫وتنقسم العبادات إىل صحيحة وغري صحيحة‪ ،‬وال فرق يف غري الصحيح منها بني الفاسد والباطل إال‬
‫يف بعض املسائل‪ ،‬فاحلنفية يتفقون مع اجلمهور يف عدم التفرقة بني الفاسد والباطل يف العبادات‪،‬‬
‫الصالَِة بِ ُد ِ‬ ‫ك يِف الْعِباد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وفساد التّصرف حُي ِّرمه وي مَّث فَ ِ‬
‫ون‬ ‫ات‪َ ،‬ك َّ‬ ‫ََ‬ ‫اعلُهُ ِإذَا َعل َم بَِف َساده‪َ ،‬س َواءٌ َأ َكا َن َذل َ‬ ‫َ ُ ُ َ َُؤ ُ‬
‫طَ َه َار ٍة‪َ ،‬واْأل ْكل يِف َن َها ِر َر َم َ‬
‫ضا َن‬

‫وَت ْف ُس ُد الْعِبَ َادةُ بِ ُُأمو ٍر ِمْن َها‪:‬‬

‫انظر‪ :‬التقرير والتحبري‪/‬أبو عبد اهلل‪ ،‬مشس الدين حممد بن حممد بن حممد املعروف بابن أمري حاج ويقال له ابن‬ ‫‪1‬‬

‫املوقت احلنفي (ت‪879 :‬هـ) ‪/‬دار الكتب العلمية‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1403 ،‬هـ ‪1983 -‬م‪/‬البحث اخلامس يرد على‬
‫العام التخصيص‪/‬مسألة إذا تعلّق النهي بالفعل‪/‬ج‪/1:‬ص‪330:‬‬
‫‪15‬‬
‫وط ِص َّح ِة الْعِبَ َاد ِة‪َ ،‬كَت ْر ِك َسرْتِ الْ َع ْو َر ِة _فتبطل الصالة‪ 5‬لو انكشف ربع عض ٍو‬
‫أ ‪َ -‬تر ُك َشر ٍط ِمن ُشر ِ‬
‫ْ ْ ْ ُ‬
‫قدر أداء رك ٍن فلو ّأدى مع االنكشاف ركناً فإهنا تبطل‪ ،‬وهذا يف االنكشاف احلاصل يف أثناء‬
‫ث يِف الطَّو ِ‬
‫اف‪.‬‬ ‫الصالَِة‪ 5،‬و َكَتر ِك الطَّهار ِة ِمن احْل َد ِث واخْلَب ِ‬ ‫َّ‬ ‫يِف‬ ‫الصالة_‪َ 2‬أ ِو الطَّهار ِة‪َ ،‬أ ِو استِ ْقبال‪ 5‬الْ ِقبلَ ِ‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬
‫الصالَِة ِعْن َد اجْلُ ْم ُهو ِر‪،‬‬
‫النيَّ ِة‪َْ ،‬أو تَ ْكبِ َري ِة‪ 5‬اْإل ْحَر ِام يِف َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َكَت ْر ِك ِّ‬‫ان الْعِبَ َادة‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫ب ‪َ -‬تر ُك ر ْك ٍن ِمن َأر َك ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫الص ْوِم‪.‬‬
‫ات يِف َّ‬ ‫اك ع ِن الْم ْف ِطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ل ْل َقادر َعلَْيه‪َ ،‬و َكَت ْرك اْإل ْم َس َ ُ َ‬
‫َأ ِو الْ ِقي ِام يِف الْ َفر ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصالَِة‪َ ،‬و َكاْأل ْكل‬ ‫ِ‬ ‫ج ‪ -‬ارتِ َك ِ‬
‫ك َكاْأل ْكل َوالش ُّْر ِب يِف َّ‬ ‫اب ف ْع ٍل ِم َن اْأل ْف َعال الَّيِت تُ ْف ِس ُد الْعِبَ َادةَ‪َ ،‬وذَل َ‬
‫ْ ُ‬
‫الص ْوِم‪5.‬‬
‫َوالش ُّْر ِب َع ْم ًدا يِف َّ‬
‫الصالَِة‪ 5‬يِف َأْثنَاِئ َها بَِأ ْن قَطَ َع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫النيَّةَ َْأو َعَز َم‬ ‫ض نِيَّ ِة َّ‬‫ك‪َ :‬رفْ ُ‬ ‫ض نِيَّ ِة الْعِبَ َادة يِف َأْثنَاء الْقيَ ِام هِبَا‪َ ،‬و ِم ْن ذَل َ‬
‫د‪َ -‬رفْ ُ‬
‫َعلَى قَطْعِ َها‪.‬‬
‫ف الْ ُمالَ ِزِم لِْل ِف ْعل؛ ِأل نَّهُ يَ ُدل َعلَى الْ َفس ِاد يِف‬‫صِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه ِي الْ َوا ِرد َعلَى َذات الْف ْعل َْأو َعلَى الْ َو ْ‬ ‫ه‪ -‬خُمَالََفةُ الن ْ‬
‫َ‬
‫يد‪ ،‬فعن أيب عبيد‪ ،‬موىل ابن أزهر‪ ،‬قال‪ :‬شهدت العيد مع عمر بن‬ ‫اجْل ملَ ِة‪َ ،‬كالنَّه ِي عن صوِم يوِم الْعِ ِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َْ‬ ‫ُْ‬
‫اخلطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬فقال‪( :‬هذان يومان هنى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن صيامهما‪ :‬يوم‬
‫‪2‬‬
‫فطركم من صيامكم‪ ،‬واليوم‪ 5‬اآلخر تأكلون فيه من نسككم)‬

‫الس ْغدي‪ 5،‬حنفي (ت‪461 :‬هـ) ‪/‬ت‪ :‬احملامي‬ ‫انظر‪ :‬النتف يف الفتاوى‪ /‬أبو احلسن علي بن احلسني بن حممد ُّ‬ ‫‪2‬‬

‫الدكتور صالح الدين الناهي‪ /‬دار الفرقان ‪ /‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬عمان األردن ‪ /‬بريوت لبنان‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪/1984 – 1404‬كتاب الصالة‪/‬سرت العورة‪/‬ج‪/15:‬ص‪61:‬‬

‫اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري‪ /‬حممد‬ ‫‪2‬‬

‫بن إمساعيل أبو عبد اهلل البخاري اجلعفي(ت‪2565:‬ه) ‪/‬ت‪ :‬حممد زهري بن ناصر الناصر‪/‬دار طوق النجاة (مصورة‬
‫عن السلطانية بإضافة ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي) ‪/‬ط‪ :‬األوىل‪1422 ،‬ه‪/‬كتاب الصوم‪/‬باب صوم يوم الفطر‪/‬ح‪:‬‬
‫‪/1990‬ج‪/3:‬ص‪42:‬‬
‫‪16‬‬
‫فرأينا يوم الفطر‪ ،‬ويوم النحر‪ ،‬قد هنى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن صيامهما‪ ،‬وقامت احلجة‬
‫‪1‬‬
‫َّه ُي‬
‫عنه بذلك‪ ،‬فكان ذلك النهي عند مجيع العلماء على أن ال يصام فيهما فريضة‪ ،‬وال تطوع‪ .‬أما الن ْ‬
‫صوبَِة‪ ،‬فَالَ يُِف ُ‬
‫يد الْ َف َس َاد ِعْن َد‬ ‫ف الْمجا ِو ِر لِْل ِفعل‪َ ،‬كالنَّه ِي ع ِن َّ ِ‬
‫الصالَة يِف الدَّا ِر الْ َم ْغ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َُ‬
‫الْوا ِر ُد َعلَى الْو ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫احْلَنَ ِفيَّ ِة‪ ،‬والقبح اجملاور ال ينفي األحكام كالصالة يف األرض املغصوبة‪5‬‬

‫المبحث السادس‪ J:‬بعض القواعد األصولية المتعلقة بنظرية الفساد‪J:‬‬

‫يرده صحيحاً‬
‫القاعدة األوىل‪ :‬ارتفاع املفسد يف العقد الفاسد ّ‬
‫ومعىن القاعدة‪ :‬أن العقد إذا فسد بسبب اقرتانه ٍ‬
‫بشرط فاسد يوجب فساده فإنه ينقلب صحيحاً عند‬
‫تقرره‪ ،‬سواء أكان شرطاً ينايف مقتضى العقد‪ ،‬أم‬
‫إسقاط الشرط املفسد‪ ،‬وتنازل صاحبه عنه قبل ّ‬
‫شرطاً يؤدي إىل الغرر واجلهالة أو غري ذلك من الشروط الفاسدة‪.‬‬

‫ومثال هذه القاعدة اشرتى جاريةً على أهنا مغنّية‪ ،‬فالعقد فاس ٌد هلذا الشرط عند أيب حنيفة وحممد‪ ،‬ولو‬
‫‪3‬‬
‫باع على أهنا مغنّية على وجه التّ ّربي من العيب‪ 5‬جيوز‬
‫َ‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬العقد الفاسد إذا تعلّق به حق الغري لزم وارتفع الفساد‬

‫انظر‪ :‬شرح معاين اآلثار‪ /‬أبو جعفر أمحد بن حممد بن سالمة بن عبد امللك بن سلمة األزدي احلجري املصري‬ ‫‪1‬‬

‫املعروف بالطحاوي (ت‪321 :‬هـ) ‪/‬ت‪(:‬حممد زهري النجار ‪ -‬حممد سيد جاد احلق) ‪ /‬راجعه ورقّم كتبه وأبوابه‬
‫وأحاديثه‪ :‬د يوسف عبد الرمحن املرعشلي‪/‬عامل الكتب‪ /‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1414 -‬هـ‪1994 ،‬م‪/‬ج‪/1:‬ص‪402:‬‬
‫انظر‪ :‬حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح شرح نور اإليضاح‪/‬أمحد بن حممد بن إمساعيل الطحطاوي احلنفي ‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫ت ‪ 1231‬هـ‪/‬ت‪:‬حممد عبد العزيز اخلالدي‪/‬دار الكتب العلمية بريوت – لبنان‪/‬الطبعة األوىل ‪1418‬هـ ‪-‬‬
‫‪1997‬م‪/‬كتاب الصوم‪/‬فصل يف العوارض‪/‬ج‪/1:‬ص‪685:‬‬

‫انظر‪ :‬فتح القدير‪ /‬كمال الدين حممد بن عبد الواحد السيواسي املعروف بابن اهلمام (ت‪861 :‬هـ) ‪/‬دار‬ ‫‪3‬‬

‫الفكر‪/‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪/‬كتاب البيوع‪/‬باب البيع الفاسد‪/‬ج‪/6:‬ص‪422:‬‬


‫‪17‬‬
‫ص َد حتقيقها وهذه املصلحة هي‬ ‫ٍ‬
‫إن الشرع هو الذي توىّل ترتيب هذا األثر على العقد الفاسد ملصلحة قَ َ‬
‫ف له املشرتي‪ ،‬فحىت يكفل الشرع محاية هذا الغري من أن يسرتد املبيع‪ 5‬من حتت‬‫تصر َ‬
‫محاية الغري الذي َّ‬
‫يده باستعماله حق الفسخ وليست هناك وسيلة تنبّه الغري إىل فساد العقد مع كثرة أسباب الفساد‬
‫وتنوعها‪ ،‬جلأ الفقه احلنفي‪ 5‬إىل ٍ‬
‫ضرب من الصناعة الفقهية‪ 5‬يستوقف النظر‪ ،‬وقد ابتكر احلنفية لذلك‬
‫صناعةً فقهيةً تفرتض انتقال ملكية العني املبيعة‪ 5‬بعقد فاسد بعد قبضها إىل املشرتي ال لينتفع هبا كما‬
‫هو احلال يف امللكية العادية املستفادة‪ 5‬بالعقد الصحيح‪ ،‬وإمنا الغرض منها تصحيح التصرف الذي يصدر‬
‫من املشرتي للغري‪ ،‬إذ إنه من األمر البديهي أن اإلنسان ال يستطيع أن ميلّك غريه ماال ميلكه فحىت‬
‫تكون ملكية الغري ملكية مستقرة ال بد من القول بانتقال امللكية‪.1‬‬

‫وهذه القاعدة‪ 5‬مطبَّقةٌ إال يف مسائل وهي‪:‬‬

‫ض َها‪.‬‬ ‫يحا فَلِ َّ‬


‫َأْلو ِل َن ْق ُ‬
‫َأجر الْمستَْأ ِجر ِ‬
‫صح ً‬
‫َّ ِ‬
‫أجَر فَاس ًدا فَ َّ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫‪.1‬‬

‫يحا فَلِْل ُمكَْر ِه نقضه‬ ‫‪ .2‬الْم ْش ِ ي ِمن الْمكْر ِه لَو باع ِ‬


‫صح ً‬‫ْ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫ُ رَت‬

‫زوج‪.2‬‬
‫أجر صحيحا فللبائع نقضه وكذا إذا ّ‬
‫املشرتي فاسداً إذا ّ‬ ‫‪.3‬‬

‫السنهوري‪/‬دار إحياء الرتاث العريب‪/‬بريوت_ لبنان‪/‬الطبعة‬‫انظر‪ :‬مصادر احلق يف الفقه اإلسالمي‪/‬د‪ .‬عبد الرزاق ّ‬
‫‪1‬‬

‫األوىل‪1417 :‬ه_‪1997‬م‪/‬ج‪/3:‬ص‪:‬‬
‫ب َأيِب حنِي َفةَ النُّعم ِ‬ ‫ِئ‬
‫ان‪/‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد‪ ،‬املعروف بابن جنيم‬ ‫َْ‬ ‫انظر‪ :‬اَأْل ْشبَاهُ َوالنَّظَا ُر َعلَى َم ْذ َه ِ ْ َ ْ‬
‫‪2‬‬

‫املصري (ت‪970 :‬هـ) ‪/‬وضع حواشيه وخرج أحاديثه‪ :‬الشيخ زكريا عمريات‪/‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪/‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1419 ،‬هـ ‪ 1999 -‬م‪/‬كتاب البيوع‪/‬العقد الفاسد إذا تعلّق به حق العبد لزم وارتفع‬
‫الفساد‪/‬ص‪178 :‬‬

‫‪18‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫توصلت يف هذا البحث املتواضع إىل عدة نتائج منها‪:‬‬

‫أن للعلماء يف تعريف العقد الفاسد اجتاهان‪ :‬أحدمها للجمهور‪ ،‬حيث تصب تعريفاهتم يف‬ ‫‪.1‬‬
‫جمملها على عدم حصول الغرض والغاية من الفعل‪،‬‬
‫عرفوه بأنه‪ 5‬ما كان مشروعاً بأصله دون وصفه‪.‬‬
‫وأما االجتاه اآلخر وهو للحنفية حيث ّ‬
‫وقد ترتّب على االختالف يف التعريف اختالف يف الفروع الفقهية‪.‬‬
‫أساس االختالف بني اجلمهور واحلنفية يف مسألة تصحيح العقد الفاسد هو يف النهي‪ 5‬الوارد‬ ‫‪.2‬‬
‫عن الشارع هل يقتضي‪ 5‬فساد املنهي‪ 5‬عنه؟ مث هل يستوي النهي‪ 5‬عن ركن من أركان العقد مع‬
‫ٍ‬
‫عارض للعقد الزم له أو غري الزم؟ والذي أميل له هو رأي احلنفية يف أن‬ ‫ٍ‬
‫وصف‬ ‫النهي عن‬
‫توجه إىل‬
‫النهي عن الشيء لوصفه الالزم هو يف مرتبة بني الفساد والبطالن؛‪ 5‬ألن النهي‪ 5‬إذا ّ‬
‫وصف الشيء كان مقتضياً بطالن هذا الوصف فقط‪ ،‬فإذا مل يكن وجود هذا الوصف خماّل ً‬
‫لكل منهما مقتضاه‪ ،‬فيثبت‬ ‫ٍ‬
‫وجب أن يثبت ٍّ‬
‫حبقيقة الشيء بقيت حقيقته موجودة‪ ،‬وحينئذ َ‬

‫‪19‬‬
‫مثالً املك بالبيع لوجود حقيقته مث جيب فسخه نظراً لوجود الوصف املنهي‪ 5‬عنه‪ ،‬وبذلك أمكن‬
‫كل منهما حكمه الالئق به‪.‬‬
‫مراعاة اجلانبني وإعطاء ٍّ‬
‫طرق كثريةٌ ذكرها الفقهاء‪ ،‬وتدور‬ ‫ٍ‬
‫خالف بني الفقهاء‪ ،‬وله ٌ‬ ‫تصحيح العقد الفاسد مدار‬ ‫‪.3‬‬
‫ٍ‬
‫جديدة تبعاً لتغرّي العقود وفق ما‬ ‫جمملها حول إزالة أسباب الفساد‪ ،‬وميكن استنباط ٍ‬
‫طرق‬
‫يستجد من متغريات‪5.‬‬

‫أقرب الفكرة إىل ذهين وذهن القارئ‪ ،‬كي جننّب أنفسنا‪ 5‬الفساد يف كل‬
‫وحاولت يف حبثي هذا أن ّ‬
‫وجل أن أكون قد ُوفّقت فيها‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جانب‪ ،‬وهذه أول جتربة يل يف كتابة حبث يف أصول الفقه أدعو اهلل عز ّ‬
‫إىل اخلري‪..‬‬

‫الفهارس‪:‬‬

‫فهرس اآليات القرآنية‬

‫رقم صحيفة ورود‬ ‫رقم اآلية‪J‬‬ ‫اسم السورة‬ ‫طرف اآلية‬


‫اآلية‪ J‬في البحث‬
‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫{شرع لكم من ال ّدين الشورى‬
‫نوحا}‬ ‫ِِ‬
‫وصى به ً‬ ‫َما ّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الزمر‬ ‫{واَل يرضى لِعِبَ ِاد ِه‬ ‫َ‬
‫الْك ْفر}‬
‫‪5‬‬ ‫‪64‬‬ ‫املائدة‬ ‫} َويَ ْس َع ْو َن فِي‬
‫ادا‪J‬‬
‫سً‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض فَ َ‬ ‫ْ‬

‫‪20‬‬
‫فهرس األحاديث الشريفة‬

‫رقم صحيفة ورود الحديث في البحث‬ ‫طرف الحديث‬


‫هذان يومان هنى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪16‬‬
‫عن صيامهما‪ :‬يوم فطركم من صيامكم‬

‫ب ألفبائياً‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪ :‬مرتّ ٌ‬
‫أصول السرخسي‪/‬حممد بن أمحد بن أيب سهل مشس األئمة السرخسي(ت‪483:‬ه) ‪/‬دار املعرفة_ بريوت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األعالم‪/‬خري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي (ت‪1396 :‬هـ) ‪/‬دار العلم‬ ‫‪‬‬
‫للماليني‪/‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عشر ‪ -‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2002‬م‪.‬‬
‫البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪/‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد‪ ،‬املعروف بابن جنيم املصري (املتوىف‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪970‬هـ) ‪/‬ويف آخره‪ :‬تكملة البحر الرائق حملمد بن حسني بن علي الطوري احلنفي القادري (ت بعد ‪1138‬‬
‫هـ) ‪/‬وباحلاشية‪ :‬منحة اخلالق البن عابدين(ت‪1252:‬ه) ‪/‬دار الكتاب اإلسالمي‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ -‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪/‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد الكاساين احلنفي (ت‪587 5:‬هـ)‬ ‫‪‬‬
‫‪/‬دار الكتب العلمية‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫البناية شرح اهلداية‪/‬العيين (ت‪855 :‬ه) ‪/‬دار الكتب العلمية_ بريوت‪/‬ط‪1420 :1:‬ه_ ‪2000‬م‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫الزبيدي‬
‫الرزاق احلسيين‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬املل ّقب مبرتضى‪َّ ،‬‬
‫حممد بن عبد ّ‬ ‫القاموس‪/‬حممد بن ّ‬
‫ّ‬ ‫تاج العروس من جواهر‬ ‫‪‬‬
‫(ت‪1205 :‬هـ) ‪/‬ت‪ :‬جمموعة من احملققني‪/‬دار اهلداية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الش ْليِب ِّ ‪/‬عثمان بن علي بن حمجن البارعي‪ ،‬فخر الدين الزيلعي احلنفي‬
‫تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق وحاشية ِّ‬ ‫‪‬‬
‫الش ْليِب ُّ (ت‪:‬‬
‫(ت‪ 743 :‬هـ) ‪/‬احلاشية‪ :‬شهاب الدين أمحد بن حممد بن أمحد بن يونس بن إمساعيل بن يونس ِّ‬
‫‪ 1021‬هـ) ‪/‬املطبعة الكربى األمريية ‪ -‬بوالق‪ ،‬القاهرة‪/‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1313 ،‬هـ‪.‬‬
‫حتقيق املراد يف أن النهي يقتضي الفساد‪/‬صالح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد اهلل الدمشقي‬ ‫‪‬‬
‫العالئي (ت‪761 :‬ه) ‪/‬ت‪ 5:‬د‪ .‬إبراهيم حممد السلقيين‪/‬دار الكتب الثقافية_ الكويت‪.‬‬
‫التعريفات‪/‬علي بن حممد بن علي الزين الشريف اجلرجاين (ت‪816 :‬هـ) ‪/‬ضبطه وصححه مجاعة من العلماء‬ ‫‪‬‬
‫بإشراف الناشر‪ /‬دار الكتب العلمية بريوت ‪-‬لبنان‪/‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1403‬هـ ‪1983-‬م‪.‬‬
‫التقرير والتحبري‪/‬أبو عبد اهلل‪ ،‬مشس الدين حممد بن حممد بن حممد املعروف بابن أمري حاج ويقال له ابن‬ ‫‪‬‬
‫املوقت احلنفي (ت‪879 :‬هـ) ‪/‬دار الكتب العلمية‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1403 ،‬هـ ‪1983 -‬م‪.‬‬
‫اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫حممد بن إمساعيل أبو عبد اهلل البخاري اجلعفي(ت‪256:‬ه) ‪/‬ت‪ 5:‬حممد زهري بن ناصر الناصر‪/‬دار طوق النجاة‬
‫(مصورة‪ 5‬عن السلطانية بإضافة ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي) ‪/‬ط‪ :‬األوىل‪1422 ،‬ه‬
‫حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح شرح نور اإليضاح‪/‬أمحد بن حممد بن إمساعيل الطحطاوي احلنفي ‪ -‬ت‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1231‬هـ‪/‬ت‪:‬حممد عبد العزيز اخلالدي‪/‬دار الكتب العلمية بريوت – لبنان‪/‬الطبعة األوىل ‪1418‬هـ ‪-‬‬
‫‪1997‬م‬
‫حاشية رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة ابن عابدين(ت‪1252:‬ه) ‪/‬دار الفكر‬ ‫‪‬‬
‫للطباعة والنشر‪/‬بريوت‪1421/‬ه_ ‪2000‬م‪.‬‬
‫شرح معاين اآلثار‪ /‬أبو جعفر أمحد بن حممد بن سالمة بن عبد امللك بن سلمة األزدي احلجري املصري‬ ‫‪‬‬
‫املعروف بالطحاوي (ت‪321 :‬هـ) ‪/‬ت‪(:‬حممد زهري النجار ‪ -‬حممد سيد جاد احلق) ‪ /‬راجعه ورقم كتبه‬
‫وأبوابه وأحاديثه‪ :‬د يوسف عبد الرمحن املرعشلي‪/‬الناشر‪ :‬عامل الكتب‪ /‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1414 -‬هـ‪،‬‬
‫‪1994‬م‬
‫العناية شرح اهلداية‪/‬حممد بن حممد بن حممود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد اهلل ابن الشيخ مشس الدين ابن الشيخ مجال‬ ‫‪‬‬
‫الدين الرومي البابريت (ت‪786 :‬هـ) ‪/‬دار الفكر‪/‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫ل سان العرب‪/‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي (ت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪711‬هـ) ‪/‬دار صادر – بريوت‪/‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫خمتار الصحاح‪/‬زين الدين أبو عبد اهلل حممد بن أيب بكر بن عبد القادر احلنفي الرازي(ت‪666:‬ه) ‪/‬ت‪5:‬‬ ‫‪‬‬
‫يوسف الشيخ حممد‪ /‬املكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بريوت – صيدا‪/‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪1420 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية‪/‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية – الكويت‪ /‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطابع دار الصفوة‬ ‫‪‬‬
‫– مصر والطبعة الثانية_ دار السالسل_ الكويت‪.‬‬
‫الس ْغدي‪ 5،‬حنفي (ت‪461 :‬هـ) ‪/‬ت‪ :‬احملامي الدكتور‬
‫النتف يف الفتاوى‪ /‬أبو احلسن علي بن احلسني بن حممد ُّ‬ ‫‪‬‬
‫صالح الدين الناهي‪ /‬دار الفرقان ‪ /‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬عمان األردن ‪ /‬بريوت لبنان‪/‬الطبعة‪ :‬الثانية‪– 1404 ،‬‬
‫‪1984‬‬
‫واقعات املفتني‪/‬عبد القادر بن يوسف احلنفي الشهري ب قدري أفندي احلنفي(ت‪1083:‬ه) ‪/‬ت‪ 5:‬مجال أبو‬ ‫‪‬‬
‫العز‪/‬دار الكتب العلمية‪/‬بريوت_ لبنان‬

‫فهرس الموضوعات‪:‬‬

‫املقدمة‪3................................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬التأصيل اللغوي واالصطالحي ملفهوم‪ 5‬البحث ‪5...............................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف الفساد ‪5...................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مقتضى النهي عند علماء األصول احلنفية‪65...................................‬‬

‫‪23‬‬
‫املبحث الثالث‪ 5:‬ضابط الفساد يف العقود عند احلنفية وأسباب الفساد‪10.......................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أسباب تتعلق بالعوضني‪10..........................................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أسباب تتعلق بالعاقد‪12.............................................‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬حكم الفساد‪13...........................................................‬‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬الفساد يف العبادات عند احلنفية‪155........................................‬‬

‫املبحث السادس‪ :‬بعض القواعد األصولية املتعلقة‪ 5‬بنظرية الفساد‪17...........................‬‬

‫اخلامتة‪19..............................................................................‬‬

‫الفهارس‪20...........................................................................‬‬

‫فهرس اآليات القرآنية‪20...............................................................‬‬

‫فهرس األحاديث الشريفة‪20...........................................................‬‬

‫فهرس املصادر واملراجع‪21.............................................................‬‬

‫فهرس املوضوعات‪235................................................................‬‬

‫‪24‬‬

You might also like