Professional Documents
Culture Documents
عرض الأمر
عرض الأمر
:الباب األول
دالالت األلفاظ
دالالت األلفاظ من حيث تنوع كيفياتها. :أوالً
األمر
النهي
التحقيق في ّ
أن صيغة األمر هل تتناول الداللة على مرة أو أكثر. ثالثا ً
التحقيق في ّ
أن صيغة األمر هل تقتضي فورية التنفيذ أو عكسه. رابعا ً
التحقيق في ّ
أن صيغة األمر هل يتأثر بما كان قبله من إباحة أو تحريم. خامسا ً
رأي الجمهور
ص:يغة األم:ر بالشي:ء إنم:ا تقتض:ي تحقي:ق ماهي:ة ذل:ك الشي:ء ،ولك:ن لم:ا
كانت الماهية ال تتحقق إال بتنفيذ المأمور به مرة واحدة على األقل
رأي اإلمام الشافعي ورأي قدماء الحنفية:
رأي الجمهور
صيغة األمر بالشيء إنما تقتضي تحقيق ماهية ذلك الشيء ،ولكن لما كانت الماهية ال تتحقق إال بتنفيذ المأمور به مرة واحدة على األقل
دليل الجمهور
األمMر قMد يقي:د ف:ي اس:تعمال اللغ:ة العربي:ة والشرع بالمرة الواحدة وبالتكرار ،ولMو كان األمMر يفيMد المرة لمMا كان قيMد المرة إال زيادة الغيMة ال أوالً
معنMى لهMا ،ولMو كان للتكرار لكان تقييده بالتكرار زيادة الغيMة ال معنMى لهMا ،وقMد أجم:ع العلماء عل:ى أن:ه قي:د مفي:د ،فذل:ك دلي:ل عل:ى أ ّن :األم:ر
بدون هذا القيد إنما يدل على طلب الماهية فقط.
رأي الجمهور
صيغة األمر بالشيء إنما تقتضي تحقيق ماهية ذلك الشيء ،ولكن لما كانت الماهية ال تتحقق إال بتنفيذ المأمور به مرة واحدة على األقل
دليل الجمهور
ثالثا ً لMو كان مقتضMى األمMر التكرار لع ّم :ذل:ك األوقات كله:ا ،فيكون تكليفا ً بمMا ال يطاق ،ولتعارض م:ع ك:ل تكلي:ف آخ:ر ال يتفMق معMه ،وكMل ذلMك باطMل،
فبطل ما أدى إليه من أنه يقتضي التكرار.
أعط MالفقيMر درهماً ..فال يفه:م أح:د م:ن هذه األوام:ر إال طل:ب ماهي:ة الماء ،وتحقيMق مMا يسMمى بقراءMة
ِ رابعا ً تقول :اسMقني ماء ،أMو اقرأ درسMك ،أMو
أن :معن:ى
الدرس وإعطاء الدرهMم للفقيMر ،وال يتصMور المأمور ضرورة تكريMر هذه األشياء ،إال إذا طلMب اآلمMر تكرارهMا وذل:ك دلي:ل عل:ى ّ
دليل الجمهور
وقد سمعه يقول للناس :ما قاله األقرع بن حابس لرسول هللا
أبرز
عام يا رسول هللا؟..
"أيها الناس حجوا" ..ألكل ٍ
مثال ودليل
.فقال عليه الصالة والسالم :لو قلت نعم لوجبت ،وال تطيقون ،أيها الناس اتركوني ما تركتكم
فقد أوضح النبي بجوابه هذا أنّ أمره للناس بالحج ال يدّل على أكثر من طلب تحقيق ماهية الحج شرعاً،
ولذلك عاتبه على السؤال عن شيء لم يطلبه وال شمله أمره.
ولو كانت صيغة األمر دالة بذاتها على التكرار ،ألوضح ذلك في جوابه على سؤال األقرع بن حابس ،ولم يعاتبه.
أن صيغة األمر هل تتناول الداللة على مرة أو أكثر
التحقيق في ّ
رأي اإلمام الشافعي
صيغة األمر لطلب المرة الواحدة
الخالف بينهم وبين الجمهور لفظي إذ مؤدى القولين واحد وإن اختلف السبيل أليه بينهما
وسبيله عند اآلخرين طلب المرة بذاتها فسبيله عند الجمهور طلب الماهية
دون وساطة الماهية والمرة من ضرورياتها
أن صيغة األمر هل تتناول الداللة على مرة أو أكثر
التحقيق في ّ
دليلهم
النهي يقتضي تكرار االنتهاء عن المنهي عنه باتفاق ،فليكن األمر مثله في اقتضاء تكرار المأمور به. أوالً
ويرد عليMه بأ ّن Mتكرار االنتهاء يعتMبر مMن طبيعMة النهMي ،بMل Mال يعتMبر المخاطMب بالنهMي إال منتهيا ً إال إذا داوم علMى االنتهاء وليMس األمMر كذلMك،
بل يتحقق االئتمار بمرة واحدة.
أن MالنسMخ ال يرد إال علMى أمMر دلّ:ت القرائ:ن علMى أنMه
وينقض::ه ّ ثانيا ً لMو لMم يكMن األمMر للتكرار لمMا كان هنالMك أMي معنMى للنس:خ ،إ:ذ النس:خ
للتكرار وال إشكال فMي نسMخه ،أمMا األمMر الذي لMم يقMم أMي قرينMة ال يأت:ي إال ليقط:ع االس:تمرار الذي يقتضيMه األمMر السMابق ،فمMا الذي
ت ما يثبت أنه قد ينسخ بعد تحقيقه.
على أنه للMتكرار فلم يأ ِ يُنسخ إذا كان األمر ال يقتضي االستمرار؟
أن صيغة األمر هل تتناول الداللة على مرة أو أكثر
التحقيق في ّ
دليلهم
القائلين ّ
بأن األمر يقتضي التكرار
يقولون بأنه يقتضي الفور أيضاً ،إذ هما متالزمتان
القائلون بأنه لطلب الماهية أو للمرة الواحدة
فقد اختلفوا فيما بينهم
قول
األمر ال يقتضي بحد ذاته فوراً وال تراخياً ،وإنما هو يقتضي طلب الماهية الجمهور
هل تقتضي صيغة األمر فورية التنفيذ
لو كان للفور لكان التقييد به زيادة ال حاجة إليها قد يأتي مقيداً بالفورية 1 ال يفيد
تكراراً
قد يأتي مقيداً بالتراخي وال مرة
لو كان للتراخي لكان التقييد به زيادة ال لزوم لها 2
دليل
الجمهور
ورد
فاألولى حمله على القدر المشترك الصالح لهما،
للفور
.وهو مطلق طلب الماهية بقطع النظر عن الوقت وحدوده وللتراخي
هل تقتضي صيغة األمر فورية التنفيذ
لم يكن معه قرينة 2 أن القرائن إذا كانت دالة على فور أو تكرار 1
وكقول:::ه تعال:::ى ف:::ي ح:::ق المس:::افر ف:::ي رمضان: المطلوب أداء الص:::::::::لوات :وكقول القائل
﴿ فَ ِع َّدةٌ ِّمنْ َأيَّ ٍام ُأ َخ َر ۗ.﴾ عندم::ا يحي::ن وقته::ا ال عن::د
أ ّد الصلوات ألوقاتها
التلفظ باألمر بها.
هل تقتضي صيغة األمر فورية التنفيذ
ض
ولو كان األمر ال يفيد الفورية ،لما كان ثمة مقت ٍ أنه سبحانه وتعالى ذم إبليس على
1
لذم هللا تعالى له ،إذ لم يتبين بعد أنه لم يستجب لألمر. عدم مبادرته إلى السجود آلدم
استدل
لو جاز تأخير التنفيذ اآلخرون
إما أن يكون إلى أمد معين ،وليس ثمة أمد يستطيع أن يعرفه
جواز التأخير
المأمور ،ال مكان انخرام األجل في كل لحظة فإما أن يكون ذلك ألداء بدل عنه
وهو العزم على الفعل فيسقط بذلك 2
وإما أن يكون إلى غير أمد معين فيكون معنى ذلك أنه غير
واجب ،وهو خالف مقتضى األمر فدّل اذلك على أنّ األمر ال ب ّد أو بدون أي بدل ،فلم يتحقق الوجوب بذلك
.أن يكون للفور :لوجوب
( )وهو خ:الفما ا:تفقنا عليه :منأ ّ:نا::ألمر ل:
هل تقتضي صيغة األمر فورية التنفيذ
فذلك لتلبس األمر بقرينة تدل على طلب الفور ،وهو الفاء وإذا من قوله تعالى: أنه سبحانه وتعالى
ين ﴾ الحجر29 :
اج ِد َ
س ِ ﴿ فَِإ َذا َ
س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ ِفي ِه ِمن ُّرو ِحي فَقَ ُعوا لَهُ َ ذم إبليس على
1
فقد دلّت الفاء وأداة الظرف على وجوب السجود فور حصول المعلق عليه وهو عدم مبادرته إلى
نفخ الروح ،فالذم على ترك المبادرة بسبب وجود هذه القرينة. السجود آلدم جواب
الجمهور عل:::ى
كأن يقول :أوجبت عليك أن تفعل كذا في الوقت الذي تشاء ،فقد أوجب الفعل هذين الدليلين
وص ّرح باإلذن في أمهال التنفيذ فما كان جوابا ً لكم عن هذه الصورة المحتملة،
فهو جواب لنا عن دليلكم الذي ذكرتموهن وتفصيل الجواب أنّ التأخير إنما صرح اآلمر بجواز
2
يستلزم نفي الوجوب فيما إذا كان إلى آخر أزمنة اإلمكان ،أما أن يف ّوض إليه التأخير
الشارع اختيار وقت لتنفيذه ضمن فترة القدرة واإلمكان فذلك ال يتنافى مع
الوجوب ،وهو معنى التراخي الذي يحتمله األمر
هل تقتضي صيغة األمر فورية التنفيذ
يما وسلِّموا تَ ِ صلُّوا َعلَ ْي ِه ﴾ قوله تعالىَ ﴿ :يا َُّأي َها الَِّذ َ
سل ًْ َ َ ُ آم ُنوا َ
ين َ ضوا تَفَثَ ُه ْم ﴾
قوله تعالى ﴿ :ثَُّم ْل َي ْق ُ
فإنّ األمر بالصالة على النبي غير مقيّد بزمن مخصوص فهو أمر مطلق عن قرينة الفور والتراخي
تراخ
ٍ وال بفور وال
فإن MمMMن نذر أMMن يعتكMMف أMMو يصMMوم شهراً
وبناء عليMMهّ ،
فيفهMم منMه ّ
أن Mالمطلوب مMن المسMلم أMن يحقMق ماهيMة الصMالة علMى
مثالً ،دون أMن يقيMد ذلMك بوقMت معيMن ،يكلّMف باعتكاف أMي
النMبي فMي أMي وقMت مMن حياتMه ،وليختMر لذلMك الوقMت الذي يشاء،
شهر وصومهن وله أن يبادر إذا شاء ،وله أن يؤخر.
فهذا هو أصل الوجوب بمقتضى هذا األمر.
هل تقتضي صيغة األمر فورية التنفيذ