Professional Documents
Culture Documents
بحث بعنوان
حكم بيع عسب الفحل
2سبق تخريجه.
3رواه مسلم في صحيحه رقم .١٥٦٥
4ج ١ص .٥٩٨
5مغني المحتاج شرح المنهاج ج ،٢ص .٤٠
6جزء ،٦ص .٣٠٢
فالمعنى الشرعي للعسب هو نفس المعنى له في اللغة وكذا الفحل مع اقتصاره على ثالثة معان
هي الضراب والماء واألجرة ولم يشمل المعنى الرابع.
المبحث الثالث :صور تتم بها معاملة عسب الفحل و بعض المسائل الفقهية المتعلقة بهذه
المعاملة
أوال :صورها
لهذه المعاملة صور عديدة منها ماهي قديمة ومنها ماهي معاصرة وسنذكر منها مايلي :
الصورة األولى :أن يستعير أو أن يعير شخص فحال عنده من أو لشخص آخر لقصد لقاحه أنثاه
تلقيحا طبيعيا من غير مقابل ثمن
الصورة الثانية :أن يستعير أو أن يعيره مدة معينة لقصد اللقاح تلقيحا طبيعيا من غير مقابل ثمن
الثالثة :أن يستعير أو أن يعيره مدة معينة ل حاجات أخرى غير اللقاح أصالة و لقصد اللقاح تبعا
مقابل ثمن
الرابعة :استعارته أو إعارته لقصد اللقاح أصالة بمقابل ثمن
اشتريت حصانا وأعلم أنه يحرم تقاضي أجرة مقابل عملية اإلنزاء ،فهل يجوز تقاضي أجرة مقابل
ما أقوم به من رعاية للفرس التي أُحضرت ل َي ْن ُز َو عليها حصاني كإطعام ومبيت وغير ذلك ،وهل
يجوز أن أقوم بتأجير حصاني لصاحب الفرس مدة معينة كساعة أو يوم أو يومين وهو يستخدم
الحصان في عدة أمور منها اإلنزاء؟
الحمد هلل ،والصالة والسالم على سيدنا رسول هللا ال نرى حرجا في استئجار الفحل من الدواب
أياما معلومة ،أو مرات محددة ،وينتفع المستأجر في تلك المدة بإنزاء الفحل على األنثى من
الدواب ،ويشفع لهذا الحكم بالجواز أمور عدة:
صلَّى هللاُ َ
علَيْه أوال :المقصود بالنهي الوارد في حديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال( :نَ َهى النَّب ُّ
ي َ
عسْب الفَحْ ل) متفق عليه ،هو استئجار الفحل لتحقيق الحمل ،وهذا من بيوع الغرر؛ ألن سلَّ َم َ
ع ْن َ َو َ
تحقق الحمل غير مضمون ،والشريعة وردت بالنهي عن كل ما فيه غرر يفضي إلى التنازع
والغبن ،وهو األشبه في تفسير هذا النوع من البيوع ،واألقرب إلى قياس النظائر الفقهية األخرى.
أما إذا استؤجر الفحل للضراب مطلقا سواء وقع الحمل أم لم يقع ،فال غرر في هذا البيع ،وال وجه
للنهي عنه ،بل األصل جوازه لما فيه من تحقق "المنفعة المقصودة المنضبطة" كما يقول القرافي
رحمه هللا .يقول اإلمام مالك رحمه هللا" :إذا استأجره -يعني الفحل -ينزيه أعواما معروفة بكذا
وكذا فهذا جائز ،وإن استأجره ينزيه شهرا بكذا وكذا فذلك جائز ،وإن استأجره ينزيه حتى تعلق
الرمكة -أي الفرس -فذلك فاسد ال يجوز"[ .المدونة .]438/3ويقول الشيخ الدردير المالكي
رحمه هللا -في معرض تعداد صور من بيوع الغرر المنهي عنها(" :-كعسيب الفحل يستأجر على
عقوق -أي إحمال -األنثى) حتى تحمل ،وال شك في جهالة ذلك؛ ألنها قد ال تحمل( ،وجاز زمان)
كيوم أو يومين (أو مرات) كمرتين أو ثالث بكذا"[ .الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي.]58/3
ثانيا :قال فقهاؤنا الشافعية رحمهم هللا :من استأجر الفحل لالنتفاع به انتفاعا مطلقا من غير تحديد
منفعة اإلنزاء وال غيرها ،فاستعمله المستأجر في طروق األنثى تبعا ال استقالال فال يدخل ذلك في
النهي ،بل قال آخرون من الشافعية إن النهي متعلق بما إذا استأجر الفحل لينزو على األنثى ،وهذا
صاحب الفحل ليساعد في
َ ما قد ال يحصل ،فالفحل قد ينزو بنفسه وقد ال ينزو ،ولكن إذا استأجر
إطراق الفحل وتيسير طريقة إنزائه على األنثى فال حرج حينئذ .يقول ابن حجر الهيتمي رحمه
هللا" :يستأجر صاحب األنثى الفحل بمال معين زمنا معينا ولو ساعة ألن ينتفع به ما شاء ،فتصح
هذه اإلجارة ،كما هو قياس كالمهم في بابها ،ويستوفي منافعه ولو بأن يحمله على أنثاه؛ ألن ما
ال يجوز االستئجار له قصدا يجوز له تبعا"[.الزواجر .]382/1ويقول الشبراملسي الشافعي رحمه
هللا" :محل حرمة االستئجار حيث استأجره للضراب قصدا ،فلو استأجره لينتفع به ما شاء جاز أن
يستعمله في اإلنزاء تبعا الستحقاقه المنفعة ،بخالف ما لو استأجره للحرث أو نحوه فال يجوز
استعماله في اإلنزاء؛ ألنه إنما أذن له في استعماله فيما سماه له من حرث أو غيره"[.حاشية نهاية
المحتاج.]447/3
ثالثا :من منع من إجارة الفحل مطلقا كالحنفية والحنابلة قالوا ال بأس بدفع هدية أو إكرامية غير
مشروطة لصاحب الفحل ،يقول البهوتي الحنبلي رحمه هللا" :وإن أطرق إنسان فحلَه بغير إجارة
وال شرط ،فأهديت له هدية أو أكرم بكرامة لذلك ،فال بأس؛ ألنه فعل معروفا فجازت مجازاته
15
عليه"[ .كشاف القناع .]563/3وهللا أعلم.
ما هو الحكم الشرعي في مسألة عسب الفحل؟ حيث يمتلك أحد أصحاب الخيل ساللة نادرة من
الخيل ،ويقوم بإعطاء خيله لمن يمتلك خيال إناثا إلجراء عملية التزاوج نظير مبلغ معين محدد
مسبَّقا.
يحرم بيع عسب الفحل؛ لحديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال" :نهى رسول هللا صلى هللا عليه
وآله وسلم عن عسب الفحل" رواه البخاري ،وإنما يجوز استئجار الخيل للضراب بشرط أن تكون
المدة معلومة.
اتفق الفقهاء على عدم جواز بيع عسب الفحل؛ لحديث عبد هللا بن عمر رضي هللا تعالى عنهما
قال" :نهى رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم عن عسب الفحل" رواه البخاري ،وألنه عند العقد
معدوم وال يصح بيع المعدوم.
أ َّما إجارة الفحل للضراب فمح ُّل خالف بين الفقهاء؛ حيث يرى جمهور الفقهاء تحريمها ،حمال
للنهي في الحديث السابق على البيع واإلجارة .وأجاز الحنابلة لمن عنده اإلناث واحتاج لفحل
يطرقها ولم يجد من يبذله مجانا أن يبذل الكر اء ،والحرمة على اآلخذ فقط حينئذ ،وهو مذهب
عطاء ،ويرى المالكية -وهو مقابل األصح عند الشافعية ورأي أبي الخطاب من الحنابلة ومذهب
للضراب. الفحل إجارة يجوز -أنه سيرين وابن البصري الحسن
ونحن نميل إلى األخذ بهذا الرأي في جواز استئجار الخيل للضراب؛ لظنية الدليل الوارد ،وألن
في ذلك تحصيل منفعة مباحة تدعو الحاجة إليها ،وحمال على إجارة الظئر للرضاع ،وقياسا على
جواز إعارة الفحل للضراب ،مع التنبيه على ضرورة كون االستئجار لمدة معلومة ،أما المدة غير
https://aliftaa.jo/Question2.aspx?QuestionId=3176#.Y_HqLKTb40F 15
المعلومة كاالستئجار لحين الحمل فغير جائز كما صرح بذلك السادة المالكية وغيرهم.
16
وهللا سبحانه وتعالى أعلم.
المراجع
.1مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج للخطيب الشربيني ،ط دار الكتب
العلمية بيروت لبنان سنة ٢٠٠٠م ،و ط دار المعرفة بيروت لبنان ،الطبعة األولى
سنة ١٩٩٧م.
.2حاشيتان للقليوبي و عميرة ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة ،الطبعة الثالثة سنة
١٩٥٦م.
.3المغني البن قدامة ،تحقيق عبد هللا بن عبد المحسن التركي وعبد الفتاح محمد الحلو،
ط دار عالم الكتب الرياض ،سنة الطبعة غير معروفة.
.4مواهب الجليل شرح مختصر الخليل للحطاب مع تحقيق و تعليق من كواكب علماء
الشنقيط ،نشر دار الرضوان نواكشوط موريتانيا ،طبعت سنة ٢٠١٠م
.5لسان العرب البن منظور ،ط دار صادر بيروت ،سنة الطبعة غير معروفة.
.6الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا المشهور بصحيح البخاري،
ط جمعية المكنز اإلسالمي ألمانيا ،سنة الطبعة غير معروفة.
https://www.dar-alifta.org/ar/fatawa/11299/%D8%B9%D8%B3%D8%A8 - 16
%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AD%D9%84