You are on page 1of 16

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫إن الحمد هلل نحمده ‪ ،‬ونستعينه ‪ ،‬ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا ‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له ‪،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‬
‫وحده ال شريك له ‪ ،‬وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ‪. ‬‬
‫مقدمة أصول الفقه‪:‬‬

‫أوال‪:‬تعريف علم أصول الفقه‬

‫يمكن تعريف األلفاظ المركبة بطريقتين ‪:‬‬


‫األولى ‪ /‬بتعريف مفرداتها (أصول ‪ -‬الفقه )‪ ( ،‬عبد ‪ -‬اهلل )‪.‬‬
‫الثانية ‪ /‬بتعريفها باعتبارها اسمًا علمًا ‪،‬أي ‪ :‬لقبا على علم معين ‪.‬‬
‫فمثًال‪ :‬اسم ( عبد اهلل ) يمكن أن نعرفه بشرح كلمة ‪ :‬عبد ‪ ،‬وشرح كلمة ‪ :‬اهلل ‪ ،‬ولكن هذا‬
‫التركيب له معنى آخر غير معنى مفرداته منفصلة ‪ ،‬بأن يطلق على شخص معين‪.‬‬
‫تعريف أصول الفقه باعتباره مركبًا‪:‬‬
‫‪ -‬األصول ‪ :‬جمع [ أصل ] ‪ ،‬واألصل في اللغة ‪ :‬ما يبنى عليه غيره‪.‬‬
‫وفي االصطالح ‪ :‬يطلق على كثير من المعاني من أبرزها ‪:‬‬
‫‪ -1‬مقابل الفرع – فيقال ‪:‬األب أصل مقابل االبن ‪ ،‬والشجرة أصل مقابل الغصن ‪.‬‬
‫‪ -2‬بمعنى القاعدة – مثل ‪ [:‬األصل في األشياء اإلباحة ] ‪.‬‬
‫‪ .3‬بمعنى الدليل – مثل ‪ :‬القرآن أصل ‪ ،‬والسنة أصل ‪.‬‬
‫‪ .4‬بمعنى الراجح – يقال ‪ ..‬األصل في هذا الجواز ‪ ،‬أو التحريم ‪.‬‬
‫‪ .5‬بمعنى الُم سَتْص َحْب – مثل ‪ :‬األصل في اإلنسان الحياة حتى يثبت موته ‪.‬‬
‫لكن المراد هنا أحد معنيين ‪ :‬إما الدليل ‪ ،‬وإما القاعدة ‪.‬أي ‪ :‬أدلة الفقه‪،‬أو القواعد التي‬
‫يتوصل بها المجتهد إلى الفقه ‪.‬‬
‫‪ -‬الفقه ‪ :‬في اللغة واالصطالح ( سبق بيانه في أول المنهج ‪ -‬مقدمة الفقه)‪.‬‬
‫(العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية)‪.‬‬
‫تعريف أصول الفقه باعتباره لقبًا‪:‬‬
‫اختلف العلماء في تعريفه لقبًا وعَلمًا على عدة أقوال ‪،‬ولعل أصحها‪ :‬أنه العلم بأدلة الفقه‬
‫اإلجمالية وكيفية االستفادة منها وحال المستفيد‪.‬‬
‫توضيح التعريف باختصار ‪:‬‬
‫‪ -‬العلم ‪ :‬جنس في التعريف ‪،‬والمراد بالعلم هنا هو مطلق اإلدراك الشامل للظن‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬أدلة الفقه اإلجمالية ‪:‬يخرج األدلة التفصيلية والمراد باألدلة اإلجمالية هي‬
‫الكتاب والسنة واإلجماع والقياس والمصالح المرسلة والُعرف وسد الذرائع‬
‫وقول الصحابي واالستحسان إلى غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية االستفادة منها‪ :‬االستفادة من األدلة يكون بمعرفة دالالت األلفاظ ألنها‬
‫هي الوسيلة الستنباط األحكام من األدلة الشرعية‪ ،‬ودالالت األلفاظ منها‬
‫‪:‬األمر كقوله تعالى‪(:‬وأقيموا الصالة)‪،‬فاألمر هنا بالوجوب والقاعدة‬
‫تقول‪:‬األصل في األوامر الوجوب ‪ ،‬كذلك من دالالت األلفاظ النهي قوله‬
‫تعالى‪{ :‬وال تبخسوا الناس أشياءهم}فاألصل فيه التحريم ‪،‬كذلك النهي هنا‬
‫يعم جميع األمور الكبيرة والصغيرة فال يصح أن يبخس أي شخص حقه‬
‫مطلقًا ال معنويًا وال حسيًا ألن كلمة أشياء عامة‪.‬‬
‫‪ -‬حال المستفيد‪ :‬المستفيد من علم األصول هو المجتهد ألن األصول هو‬
‫األداة المعينة على استنباط األحكام‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬موضوع علم األصول‬


‫موضوع كل علم هو ما يبحث عن عوارضه الذاتية‪ ،‬فمثال موضوع علم الطب هو بدن‬
‫اإلنسان ألنه يبحث عن العوارض الذاتية للبدن وهي األمراض ‪،‬وموضوع علم النحو هو‬
‫الكلمة فهو يبحث عن أحوال الكلمات من حيث اإلعراب والبناء ‪ ،‬وموضوع علم األصول‬
‫هو األدلة الشرعية اإلجمالية واألحكام الشرعية وكيفية االستفادة منها‪ ،‬وذلك عن طريق معرفة‬
‫دالالت األلفاظ من ُمجمل و ُمبِّين ومطلق ومقيد وعام وخاص وأمر ونهي ومن موضوعه أيضًا‬
‫معرفة حال المستفيد من علم األصول وهما المجتهد والمقلد‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬استمداد علم األصول‬


‫استمد علم األصول مادته من ثالثة علوم‪:‬‬

‫‪ -‬علم الكالم‪ :‬استمداده من علم الكالم يتضح في توقف األدلة الشرعية على معرفة الباري‬
‫عز وجل‪،‬وصدق رسوله محمد صلى اهلل عليه وسلم وكونه المبلغ عنه‪،‬لتعلم حجيتها وإفادتها‬
‫لألحكام شرعًا‪.‬‬
‫‪ -‬علم األحكام الشرعية (الفروع)‪ :‬والمقصود من هذا هو تصور معاني اإليجاب والندب‬
‫والتحريم والكراهة واإلباحة ؛إذ ال يمكن االستدالل على أن األمر للوجوب أو الندب‪،‬‬
‫والنهي للتحريم أو الكراهة إال بعد معرفة مدلول هذه األلفاظ كذلك نجد أن المؤلفين في‬
‫علم األصول أدخلوا األمثلة الفقهية واألحكام الشرعية في مؤلفاتهم على المسائل األصولية‬
‫من أجل التمثيل والتوضيح‪.‬‬
‫‪ -‬علم اللغة العربية‪:‬القران نزل بلغة العرب‪ ،‬والسنة كذلك جاءت بلغة العرب وال يمكن‬
‫فهمهما واستنباط األحكام منهما إال بمعرفة دالالت األلفاظ عند العرب من حذف وإضمار و‬
‫إظهار وأمر ونهي وتنبيه وإيماء وعموم وخصوص إلى غير ذلك من الدالالت‪.‬‬

‫رابعا‪:‬حكم تعلم أصول الفقه‬

‫ذهب الجمهور من أهل العلم إلى أن تعلم أصول الفق††ه ف††رض كفاي†ة كم†ا ه††و الح†ال في س†ائر‬
‫العل††وم الش††رعية‪،‬وقي†ل ‪ :‬ه††و ف††رض عين على من أراد االجته††اد والحكم والفت†وى‪ ،‬وه††ذا الق††ول‬
‫له حظ من النظر‪.‬‬
‫خامسا‪:‬فائدة علم أصول الفقه‬
‫لعلم أصول الفقه فوائد ومنافع كثيرة على المتخصص وغير المتخصص ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬أنه وضع القواعد التي يستعين بها المجتهد على استنباط األحكام الش†رعية من‬
‫األدلة‪.‬‬
‫‪ -‬أن قواعد األصول تساعد على معرفة األحكام الشرعية التي هي مناط السعادة‬
‫الدنيوية واألخروية‪.‬‬
‫‪ -‬الق† ††درة بع† ††د معرف† ††ة القواع† ††د األص† ††ولية على تخ† ††ريج المس† ††ائل والف† ††روع غ† ††ير‬
‫المنصوص عليها على القواعد‪.‬‬
‫‪ -‬معرف††ة القواع††د األص††ولية تفي††د القض††اة ودارس††ي األنظم††ة في تط††بيق النص††وص‬
‫على الوقائع أو على الجزئيات ‪.‬‬
‫‪ -‬شعور العالم بهذه القواعد باالطمئنان إلى مذاهب أئمة اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬ه††ذا العلم يحت††اج إلي††ه طالب العل††وم األخ††رى ك††العلوم االجتماعي††ة و التربوي††ة‬
‫إذا أرادوا تأصيل هذه العلوم وفق القواعد األصولية‪.‬‬
‫سادسا‪:‬تدوين أصول الفقه‬
‫جمع اإلمام الشافعي بين منهجي أهل الرأي (أو مدرسة العراق)ومدرسة أهل الحديث( أو‬
‫مدرسة المدينة) ‪ ،‬فهو قد درس على يد اإلمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة‬
‫ومحرر مذهبه ‪ ،‬ودرس على اإلمام مالك نفسه في المدينة المنورة وعاد إلى العراق ‪ ،‬ثم ذهب‬
‫إلى مصر فاستقرت أصوله هناك ‪ ،‬وحررها الربيع في [ الرسالة ] ‪.‬‬
‫وقد طلب من الشافعي الفقيه عبد الرحمن بن مهدي الحـافظ ت ‪ 198‬هـ أن يضع كتابًا‬
‫يبين فيه ‪ :‬معاني القرآن والسنة ‪ ،‬والناسخ والمنسوخ ‪ ،‬وحجية اإلجماع ‪ ..‬فاستجاب له‬
‫الشافعي‪ ،‬وأملى على تلميذه [ الربيع بن سليمان ] مجموعة سمَّيت بعدئذ بـ [ الرسالة ] ‪،‬‬
‫واعتبرت مقدمة لكتاب [ األم ] ‪ ،‬وبحث فيها ‪:‬الكتاب والسنة ‪ ،‬ومنزلة الفقه من القرآن ‪،‬‬
‫وطرق إثبات السنة ‪ ،‬واالحتجاج بخبر الواحد ‪ ،‬والناسخ والمنسوخ ‪ ،‬والدالالت اللفظية ‪..‬‬
‫من العام والخاص والمشترك والمفصل والمجمل ‪ ،‬وبَّين حقيقة اإلجماع وحجيته ‪ ،‬وضبط‬
‫القياس ‪ ،‬وتناول االستحسان بالكالم ‪ ، ..‬ورتب كَّل ذلك ترتيبًا علميًا منظمًا ‪.‬‬

‫سابعا‪:‬طرق التأليف في علم األصول‬


‫إذا كان لإلمام الشافعي فضل السبق بالتدوين ‪ ،‬فال يعني أن كَّل مسائل األصول قد حررت‬
‫‪ ،‬وانتهى أمرها‪،‬بل شارك العلماء اآلخرون بالكتابة فيه ‪ ،‬فبرزت مدارس في أسلوب التدوين‬
‫حيث نشأت في ذلك مدرستان ‪ ،‬ثم تبعتهما ثالثة‪.‬‬
‫أوًال ‪ /‬طريقة المتكلمين والمسماة بطريقة الشافعية – وتقوم على تجريد قواعد األصول عن‬
‫الفقه ‪ ،‬والميل إلى االستدالل ما أمكن ذلك ‪ ،‬فما أيدته األدلة الشرعية والعقول السليمة‬
‫والحجج المرعية‪،‬أثـبتوه وإال فال ‪ ،‬دون اعتبار لموافقة ذلك للفروع الفقهية ‪ ،‬فالهدف ضبط‬
‫القواعد لتكون دعامة للفقه ‪ ،‬وضابطة للفروع من غير اعتباٍر مذهبي ‪.‬‬
‫الكتـب التي وضعت على طريقتهم ‪ /‬من أبرزها‪:‬‬
‫‪ .1‬البرهان إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك الجويني النيسابوري المتوفى سنة ‪ 478‬هـ‬
‫‪.‬‬
‫‪ .2‬المستصفى ألبي حامد الغزالي الشافعي المتوفى سنة ‪ 505‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -3‬المحصول للرازي وعليه عدة مختصرات وشروح منها‪:‬نفائس األصول للقرافي ومن‬
‫مختصرات المحصول‪ :‬التحصيل لسراج الدين األرموي‪ ،‬والحاصل لتاج الدين األرموي‪ ،‬وقد‬
‫اختصر الحاصل البيضاوي في كتابه المسمى المنهاج‪ ،‬وتتابع العلماء على شرحه‪ ،‬من ذلك‬
‫نهاية السول لألسنوي واإلبهاج شرح المنهاج البن السبكي ‪ ،‬إلى غير ذلك من المؤلفات‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي‪.‬وقد اختصره ابن الحاجب في كتابه المسمى ‪:‬منتهى‬
‫السول‪ ،‬ثم تتابع العلماء على شرح مختصر ابن الحاجب‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ /‬طريقة الحنفية [ أو طريقة األحناف ] ‪:‬‬
‫سميت بطريقة الفقهاء ألن القواعد فيها مبنية على الفروع الفقهية والنتاج الفقهي وسميت‬
‫بطريقة الحنفية ألن التأليف فيها شاع عندهم‪.‬‬
‫وخالصة هذه الطريقة‪:‬إثبات القواعد وتقريرها على مقتضى ما نقل من الفروع الفقهية‬
‫بحيث تشكل القاعدة بالشكل الذي يتفق مع الفرع الفقهي للمذهب ‪،‬بحيث جعلت أحكام‬
‫فروع المذهبهم مصدرًا في االستنباط ‪ ،‬هذه الطريقة هي أليق ما تكون بالفقه منها باألصول ‪،‬‬
‫فهي تغوص على النكات الفقهية نفسها واإلكثار من التمثيل بالفروع الفقهية ‪ ،‬وبينوا العلل‬
‫والمعاني التي ابتنيت عليها مسائلهم ‪ ،‬فإذا قرروا قاعدة أصولية ووجدوها مخالفة لفرع من‬
‫فروع مذهبهم ‪ ،‬فإنهم يقومون بتشكيلها بالشكل الذي يَّتفق مع الفرع ‪ ،‬ولهذا كانت أصولهم‬
‫واقعية ‪ ،‬وهذا جعل الفروع تبحث كثيرًا في كتب األصول عندهم‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬لو أوصى بداره لمواليه بطلت الوصية‪ ،‬هذا الفرع الفقهي استخرج منه الحنفية‪,‬‬
‫قاعدة تقول‪ :‬المشترك العموم له‪ .‬والمشترك هنا لفظ الموالي ألنه يشمل األعلى‬
‫واألسفل‪.‬وفي فرع فقهي آخر لو حلف ال يكلم مواله فإنه إن كلمه يحنث عند الحنفية ‪،‬فهنا‬
‫اعتبر المشترك وعمل به فجمعوا بين الفرع األول والثاني وغيروا القاعدة األولى‬
‫فقالوا‪:‬المشترك ال عموم له إال في النفي‪.‬‬
‫الكتب التي وضعت على طريقة الحنفية ‪ /‬لقد ألف على طريقتهم فقهاء األحناف فقط ‪ ،‬فمن‬
‫قدمائهم الذين كتبوا بهذه الطريقة ‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو الحسن الكرخي المتوفى سنة ‪ 240‬هـ ‪ ،‬وكتابه معروف باسم [ أصول الكرخي‬
‫]‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو بكر أحمد بن علِّي الرازي المعروف بالجَّص اص المتوفى سنة ‪ 370‬هـ ‪ ،‬وكتابه‬
‫معروف باسم [ أصول الجصاص أو أصول الرازي ] ‪.‬‬
‫‪ . 3‬أب ††و زي ††د عب ††د اهلل بن عم ††ر القاض ††ي الدبوس ††ي المت ††وفى س ††نة ‪ 430‬هـ ‪ ،‬وكتاب ††ه ه† ††و‬
‫[ تأسيس النظر‪.‬‬
‫‪ .4‬شمس األئمة محمد بن أحمد السرخسي المتوفى سنة ‪ 428‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .5‬فخر اإلسالم علي بن محمد البزدوي المتوفى سنة ‪ 483‬هـ ‪ ،‬وهو الكتاب المعروف بـ‬
‫[ أص††ول ال††بزدوي ] ‪ ،‬وه††و أوض††ح كت††اب أل††ف على طريق††ة الحنفي††ة ‪،‬وش††رح ه††ذا الكت††اب‬
‫عالء ال ††دين عب ††د العزي ††ز بن أحم ††د البخ ††اري المت ††وفى س ††نة ‪ 730‬هـ ‪ ،‬بكتاب ††ه المس ††مى بـ‬
‫[ كشف األسرار ] ‪.،‬‬
‫‪ .6‬عبد اهلل بن أحمد النسفي المتوفى سنة ‪ 790‬هـ ‪ ،‬المعروف بـ [ المنار ] ولقد حضي‬
‫هذا الكتاب بعناية خاصة ‪ ،‬وقد شرح بعدة شروح ‪ ..‬أهمها ‪:‬‬
‫أ‪ .‬شرح المؤلف نفسه المسمى بـ [ كشف األسرار ] ‪.‬‬
‫ب‪ .‬شرح عز الدين عبد اللطيف ابن ملك ‪ ،‬وهو من أمهات الكتب في علم األصول‬
‫‪.‬‬
‫ج‪ .‬حاشية يحيى الرهاوي المصري ‪.‬‬
‫د‪ .‬حاشية ابن عابدين ‪ ،‬الفقيه الحنفي الشامي والمتوفى سنة ‪ 1252‬هـ ‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الكتب المؤلفة بأسلوب الجمع بين الطريقتين ‪ /‬أي طريقتي الشافعية (أو المتكلمين) ‪،‬‬
‫والحنفية ‪ ،‬فهناك من المؤلفين األصوليين من ُعنَي بتحقيق القواعد األصولية من األدلة المعقولة‬
‫ثم طبقوها على كثيٍر من الفروع الفقهية ‪ ،‬وربطوها بتلك الفروع ‪ ،‬ومما كتب بهذه الطريقة‪:‬‬
‫[ بديع النظام الجامع بين كتاب البزدوي واإلحكام ] لمظفر الدين أحمد بن علي‬ ‫‪-1‬‬
‫الساعاتي البغدادي الحنفي المتوفى سنة ‪ 694‬هـ ‪ ،‬والواضح من التسمية أنه‬
‫اعتمد على كتاب [ اإلحكام ] لآلمدي – وهو مما كتب على طريقة المتكلمين‬
‫‪ ، -‬وكتاب البزدوي – الذي كتب على طريقة الحنفية ‪. -‬‬
‫[ تنقيح الوصول ] لمظفر الدين عبيد اهلل بن مسعود الحنفي المتوفى سنة ‪747‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هـ ‪ .‬ولما فرغ من تأليفه وجده بحاجٍة إلى إيضاح ‪ ،‬فشرحه وسمى الشرح‬
‫[ التوضيح شرح التنقيح ]‪.‬‬
‫وقد لخص المؤلف في كتابه – كما يق†ول المؤل†ف ‪ -‬أص†ول ال†بزدوي الحنفي ‪ ،‬ومنتهى‬
‫السؤل واألمل في أصول الفقه والجدل إلبن الحاجب المالكي ‪ ،‬والمحصول للرازي ‪.‬‬
‫والكت††اب قِّيٌم م††ا زال ي††دَّر س في األزه††ر ‪ ،‬وق††د كتب علي††ه [ س††عد ال††دين مس††عود بن عم††ر‬
‫التفتازاني الشافعي المت††وفى س††نة ‪ 792‬هـ ] حاش††ية أس††ماها ‪ [ :‬التل††ويح على التوض††يح ] ‪ ،‬وهي‬
‫متداولة مشهورة ‪.‬‬
‫‪ [ .3‬التحري††ر ] لكم††ال ال††دين محم††د بن عب††د الواح††د السيواس††ي الش††هير بالكم††ال بن الهم††ام‬
‫الحنفي المت ††وفى س ††نة ‪ 861‬هـ ‪ .‬وألهمي ††ة الكت ††اب فق ††د ش ††رحه محم ††د بن أم ††ير الح ††اج الحل ††بي‬
‫الحنفي المتوفى سنة ‪ 879‬هـ ‪ ،‬بشرحه المسمى [ التقرير والتحبير ] ‪.‬‬
‫‪ [ .4‬جمع الجوامع ] لتاج الدين عبد الوهاب بن علي الس††بكي الش††افعي المت††وفى س††نة ‪771‬‬
‫هـ ‪ ،‬وق†د جمع†ه من زه†اء مائ†ة مص†نف – كم†ا ق†ال مؤلف†ه ‪ ، -‬وه†و جم†ٌع لألق†وال المختلف†ة م†ع‬
‫خلوه من االستدالل على ما يقرره من قواعد ‪ ،‬وعليه شروح كثيرة‪.‬‬

‫ثامنا‪:‬عالقة علم أصول الفقه بعلم الفقه‪،‬وعلم القواعد الفقهية‪،‬وعلم المقاصد‪،‬وعلم‬


‫تخريج الفروع على األصول‪.‬‬
‫علم أصول الفقه وعلم الفقه ‪:‬‬
‫يوضح العالقة والفرق بينهما الغزالي بقوله ‪ ":‬افهم أن أصول الفقه عبارة عن أدلة هذه‬
‫األحكام وعن معرفة وجوه داللتها على األحكام من حيث الجملة ال من حيث التفصيل ‪ ,‬فإن‬
‫علم الخالف من الفقه أيضا مشتمل على أدلة األحكام ووجوه داللتها ولكن من حيث‬
‫التفصيل ‪ ,‬كداللة حديث خاص في مسألة النكاح بال ولي على الخصوص وداللة آية خاصة‬
‫في مسألة متروك التسمية على الخصوص‪،‬وأما األصول فال يتعرض فيها إلحدى المسائل وال‬
‫على طريق ضرب المثال ‪ ,‬بل يتعرض فيها ألصل الكتاب والسنة واإلجماع ولشرائط صحتها‬
‫وثبوتها ثم لوجوه داللتها الجملية إما من حيث صيغتها أو مفهوم لفظها أو مجرى لفظها أو‬
‫معقول لفظها وهو القياس من غير أن يتعرض فيها لمسألة خاصة فبهذا تفارق أصول الفقه‬
‫فروعه"‪.‬‬
‫علم أصول الفقه وعلم القواعد الفقهية‪:‬‬
‫يفرق بين القواعد األصولية والقواعد الفقهية بما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اختالف االسم ( قاعدة فقهية وقاعدة أصولية )فهذه مرتبطة باألصول وتلك مرتبطة‬
‫بالفقه والفرق بين الفقه واألصول معلوم مما سبق ‪.‬‬
‫‪ / 2‬الموضوع الذي ترتبط به القواعد الفقهية فعل المكلفين كنية المكلف ومشقته وعاداته‬
‫وأعرافه وبيعه وشرائه ونحو ذلك ‪ ،‬وأما القواعد األصولية فمرتبطة باألدلة الشرعية‬
‫واألحكام الشرعية وعوارضهما كحجية القرآن والسنة واألمر للوجوب والنهي للتحريم‬
‫ونحوها ‪.‬‬
‫‪ / 3‬القواعد األصولية متقدمة على القواعد الفقهية فإن أصول الفقه ينتج عنه الفقه‪ ،‬ومن‬
‫الفقه ينتج القواعد الفقهية‪ ،‬فالقواعد األصولية سابقة زمنا للقواعد الفقهية‪.‬‬
‫‪ / 4‬الهدف والغاية من القواعد األصولية استنباط األحكام الفقهية من األدلة التفصيلية عن‬
‫طريق القواعد األصولية كاألمر للوجوب والنهي للتحريم ‪ ، ...‬والغاية من القواعد الفقهية‬
‫حصر الفروع واألحكام وتسهيل الرجوع إليها ‪.‬‬
‫علم أصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة‪:‬‬
‫العالقة بينهما الجزئية والبعضية‪ ،‬فعلم مقاصد الشريعة وهو في الحقيقة علم تابع لعلم‬
‫أصول الفقه‪،‬لكونه يعد بعضا منه‪ ،‬ألنه يبحث ما يتعلق بالمعاني والحكم والمصالح‬
‫الملحوظة للشارع في جميع أحوال التشريع التي هي جزء من علم أصول الفقه‪.‬‬
‫علم أصول الفقه وعلم تخريج الفروع على األصول‪:‬‬
‫العالقة بينهما الجزئية والبعضية‪ ،‬فعلم تخريج الفروع على األصول يعد بعضا من علم‬
‫أصول الفقه‪ ،‬ألن التخريج مبني أساسا على مآخذ العلماء وما يمكن أن يخرج عليها من‬
‫األحكام الفرعية‪.‬‬

‫بيان أشهر المصطلحات األصولية‪:‬‬

‫أوًال‪ -‬الحد ‪ :‬تعريفه‪،‬وأنواعه‪ ،‬وشروطه‬


‫الحد ‪ :‬قول دال على ماهية الشيء ‪ ،‬أو هو وصف محيط كاشف‪.‬‬
‫ويسمى ب‪ :‬المعِّر ف أو القول الشارح أو المعلومة التصورية‪.‬‬
‫أقسام الحد‪:‬‬
‫الحد التام ‪ :‬تعريف الماهية بالجنس والفصل القريبين‪ ،‬مثل تعريف اإلنسان بأنه ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حيوان ناطق‪ ،‬ولو عرف بالجسم النامي لكان تعريفا بجنس وفصل بعيدين‪.‬‬
‫الحد الناقص‪ :‬تعريف الماهية بالفصل مع الجنس المتوسط أو البعيد‪،‬أو بالفصل‬ ‫‪-2‬‬
‫وحده‪ ،‬مثل تعريف اإلنسان بأنه ‪ :‬النامي الناطق أو الجسم الناطق‪ ،‬أو تعريفه بأنه‬
‫الناطق‪.‬‬
‫الرسم التام‪ :‬تعريف الماهية بالجنس القريب مع العرض الخاص(الخاصة)‪ ،‬مثل‬ ‫‪-3‬‬
‫تعريف اإلنسان بأنه حيوان ضاحك ‪،‬أو حيوان كاتب‪.‬‬
‫الرسم الناقص‪ :‬تعريف الماهية بالجنس المتوسط أوالبعيد مع العرض‬ ‫‪-4‬‬
‫الخاص(الخاصة)‪،‬أو بالخاصة وحدها‪،‬مثل تعريف اإلنسان بأنه النامي الضاحك أو الجسم‬
‫الضاحك‪ ،‬أو تعريفه بأنه الضاحك أو الكاتب‪.‬‬
‫التعريف اللفظي‪ :‬وهو تعريف اللفظ بلفظ مرادف له أشهر منه‪ ،‬مثل تعريف‬ ‫‪-5‬‬
‫الغضنفر بأنه األسد‪،‬والعسجد بالذهب‪ ،‬والدغفل بولد الفيل‪.‬‬
‫التعريف بالتقسيم‪ :‬هو تعريف الشئ بذكر األقسام التي ينقسم إليها‪ ،‬مثل تعريف‬ ‫‪-6‬‬
‫الكلمة بأنها اسم وفعل وحرف‪ ،‬وتعريف العدد بأنه زوج وفرد‪.‬‬
‫التعريف بالمثال‪ :‬تعريف الشئ بذكر مثال من أمثلته‪ ،‬مثل تعريف االسم بأنه ما أشبه‬ ‫‪-7‬‬
‫زيد ورجل‪ ،‬وتعريف الفعل بأنه ما أشبه سمع وقام‪.‬‬
‫شروط الحد ‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون المعِّر ف مساويًا للمعَّر ف ‪ ،‬أي يكون المعِّر ف مانعًا جامعا (مَّطردًا ومنعكسًا)‪،‬‬

‫ومعنى مانع أن ال يشمل إال أفراد المعَّر ف ومعنى جامع أن يشمل جميع أفراد المعَّر ف‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون المعِّر ف أشهر وأعرف عند المخاطب من المعَّر ف‪ .‬فال يجوز التعريف‬
‫باألمرين التاليين‪:‬‬
‫‪-1‬بالمساوي في الظهور والخفاء‪ :‬كتعريف األب بأنه والد الابن‪ ،‬وكتعريف فوق بأنه ليس‬
‫بتحت‪.‬‬
‫‪ -2‬باألخفى معرفة‪ :‬كتعريف النور بأنه قوة تشبه الوجود‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ال يكون المعِّر ف عين المعَّر ف في المفهوم‪ ،‬كتعريف اإلنسان بأنه بشر‪ ،‬أو تعريف‬
‫الحركة باالنتقال؛ألنه لو صح التعريف بعين المعَّر ف لوجب أن يكون معلومًا قبل أن يكون‬
‫معلومًا‪،‬وللزم أن يتوقف الشئ على نفسه‪،‬وهذا محال ألَّنه نتيجة الدور الذي سيأتي بيانه‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن يكون خاليا من الدور ألنه يؤول إلى أن يكون الشئ معلومًا قبل أن يكون معلومًا‪،‬‬
‫أو إلى أن يتوقف الشئ على نفسه‪،‬مثل‪ :‬تعريف الشمس بأنها (كوكب يطلع في النهار)‪،‬‬
‫والنهار ال يعرف إال بالشمس إذ ُيقال في تعريفه‪:‬النهار‪ :‬زمان تطلع فيه الشمس‪ ،‬فتوقفت‬
‫معرفة الشمس على معرفة النهار‪ ،‬ومعرفة النهار متوقفة على معرفة الشمس‪ ،‬فتكون معرفة‬
‫الشمس‪ ،‬متوقفة على معرفة الشمس‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن تكون األلفاظ المستعملة في التعريف واضحة ال إبهام فيها‪ ،‬فال يصح استعمال‬
‫األلفاظ الغريبة وال الغامضة وال المشتركة وال المجازات بدون القرينة‪.‬‬
‫مثل تعريف الشمس بأنها عين‪،‬فهذا ال يصح‪،‬إال أن توجد قرينة كأن يقال‪ :‬عين مضيئة‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن ال يتضمن التعريف حكم الشئ المعرف‪،‬وذلك حذرا من الدور‪ ،‬مثل تعريف‬
‫السرقة بأنها حد تقطع فيه اليد‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الوضع واالستعمال والحمل (معنى كل منها وأقسامه)‬
‫الوضع‪:‬جعل اللفظ دليال على المعنى فيفهم منه العارف بوضعه له‪.‬‬
‫وينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪)1‬وضع لغوي‪:‬تسمية الولد بزيد‪.‬‬
‫‪)2‬وضع شرعي‪:‬كوضع الصالة للعبادة ذات األقوال والأفعال المخصوصة‪.‬‬
‫‪)3‬وضع عرفي‪:‬كإطالق الدابة على ذات األربع‪.‬‬
‫االستعمال‪ :‬إطالق اللفظ وإرادة مسماه بالحكم وهو الحقيقة‪ ،‬أو غير مسماه لعالقة بينهما‬
‫وهو المجاز‪،‬والمسَتعِم ل (المتكلم)فاللفظ صفة له‪،‬و الُم سَتعمل ‪:‬اللفظ‪ ،‬وعليه فاالستعمال‬
‫من صفات المتكلم الذي استعمل اللفظ الذي وضع له‪.‬‬
‫الحمل‪ :‬اعتقاد السامع مراد المتكلم من لفظه أو ما اشتمل على مراده‪،‬كاعتقاد المالكي أن‬
‫اهلل تعالى أراد بلفظ القرء الطهر‪ ،‬واعتقاد الحنفي الحيض‪،‬وهو من صفات السامع‪،‬بينماالوضع‬
‫من صفات الواضع‪ ،‬واالستعمال‪:‬من صفات المتكلم‪.‬‬
‫ويتلخص مما سبق ‪ :‬أن الوضع سابق‪ ،‬والحمل الحق‪ ،‬واالستعمال متوسط‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الداللة‪ :‬تعريفها وأقسامها‪.‬‬


‫الداللة ‪ :‬لغة ‪ :‬ما يتوصل به إلى معرفه الشيء كداللة األلفاظ على المعنى‪.‬‬
‫وأما اصطالحا ‪ :‬هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر‪.‬‬
‫أقسام الداللة ‪ :‬تقسم الداللة إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬الداللة العقلية ‪ :‬وهي فيما إذا كان بين الدال والمدلول مالزمة بواسطة العقل‪,‬وهي‬
‫نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬الداللة العقلية اللفظية‪ -‬كداللة الصراخ على مصيبة نزلت بالصارخ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الداللة العقلية غير اللفظية – كداللة رؤية الدخان على وجود النار‪.‬‬
‫‪ -2‬الداللة الطبيعة ‪ :‬وهي فيما إذا كانت المالزمة بين شيئين مالزمة طبيعية‪ ,‬وهي نوعان‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الداللة الطبيعة اللفظية ‪ -‬وكداللة سماع (اخ ) على أن الشخص يتوجع من األلم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الداللة الطبيعة غير اللفظية – كداللة الحمرة على الخجل‪.‬‬
‫‪ -3‬الداللة الوضعية ‪ :‬وهي ما كانت المالزمة بين شيئين ناشئة من وضع واضع‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الداللة الوضعية اللفظية – كداللة األلفاظ لمعانيها و مسميات األشياء‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الداللة الوضعية غير اللفظية ‪-‬كداللة اإلشارات والخطوط والنقوش ‪.‬‬
‫والمقصود األهم من هذه الدالالت هو الداللة الوضعية اللفظية‪.‬‬
‫تقسيم الداللة الوضعية اللفظية ‪:‬ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬داللة المطابقة ‪ :‬وهي داللة اللفظ على تمام المعنى الموضوع له‪ ,‬كداللة لفظ الرجل‬
‫على تمام معناه وهو اإلنسان الذكر‪ ،‬و لفظ الدار على جميع مرافقها من جدار وسقف‬
‫وأرض ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬داللة التضمن‪ :‬وهي داللة اللفظ على جزء المعنى في ضمنه ‪ ,‬كداللة األربعة على‬
‫الواحد واإلثنين والثالثة‪،‬فإذا أقر بأربعة دراهم‪،‬ساغ أخذ الدرهم منه‪.‬‬
‫‪ -3‬داللة االلتزام‪ :‬وهي داللة اللفظ على معنى خارج عن معناه لكنه مالزم له ‪ ,‬كداللة‬
‫األربعة على الزوجية‪ ،‬وداللة لفظ الصالة على الفاعل لها‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬الكل والكلي والكلية (معنى كل منها ومثاله)‪:‬‬


‫اللفظ المفرد ينقسم إلى‪ :‬جزئي وكلي‪:‬‬
‫الكلي‪ :‬اللفظ الذي ال يمنع تصوره من وقع الشركة فيه‪،‬مثل‪ :‬إنسان‪ ،‬حيوان‪،‬أسد‪.‬‬
‫أما الكل فهو الحكم على المجموع من حيث هو مجموع‪ ،‬كقولنا كل بني تميم يحملون‬
‫الصخرة‪ ،‬وكقوله تعالى ‪‬ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية‪،‬فالحكم هنا لمجموع‬
‫المالئكة ال جميعها‪،‬وإال لكان كل واحد منهم مستقًال بالحمل وحده‪،‬وهو خالف المقصود‪.‬‬
‫والكلية‪ :‬هي الحكم على كل فرد‪ ،‬كقوله تعالى‪":‬كل نفس ذائقة الموت"‪،‬أي ‪:‬كل فرد‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬الجزء والجزئي والجزئية (معنى كل منها ومثاله)‪:‬‬


‫الجزئي‪ :‬اللفظ الذي يمنع تصوره من وقع الشركة فيه‪،‬مثل‪ :‬زيد‪ ،‬هذا‪.‬‬
‫أما الجزء فهو ما تركب منه ومن غيره كل‪،‬كالمسمار والخشب بالنسبة إلى الكرسي‪ ،‬فكّل‬
‫منهما يقال له جزء‪.‬‬
‫والجزئية‪ :‬الحكم على بعض األفراد استقالال‪ ،‬مثل بعض المسلمين علماء‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬الكليات الخمس‪ :‬الجنس‪ ،‬النوع‪ ،‬الفصل‪ ،‬العرض الخاص‪ ،‬العرض العام‪.‬‬
‫الكلي على خمسة أقسام‪:‬‬
‫الجنس‪ :‬وهو كلي مقول على كث††يرين مختلفين في الحقيق††ة في ج††واب م††ا ه††و؟‪ ،‬مث††ال الجنس‬
‫‪ :‬الحيوان في جواب من قال األسد ماهو؟‪.‬‬
‫ثم الجنس على ثالث ††ة أقس† ††ام‪ :‬بعي ††د ال جنس فوق† ††ه كالم ††درك‪ ،‬ويس† ††مى الجنس الع† ††الي‬
‫وجنس األجن††اس؛ وق††ريب ال جنس تحت††ه وه††و األس††فل واألخ††ير ك††الحيوان لإلنس††ان؛ ومتوس††ط‬
‫وهو ما بينهما كالجسم‪.‬‬
‫الن††وع‪ :‬وه††و كلي مق††ول على كث††يرين متفقين في الحقيق††ة في ج††واب م††ا ه††و؟ كاإلنس††ان في‬
‫جواب من قال عمرو ماهو؟‪.‬‬
‫الفصل‪ :‬وهو كلي مق††ول على كث††يرين متفقين في الحقيق††ة في ج††واب أي ش††يء ه††و في ذات††ه ‪،‬‬
‫كالناطق بالنسبة لإلنسان‪.‬‬
‫الخاص† ††ة‪ :‬وه† ††و الكلي الخ† ††ارج عن الماهي† ††ة المختص به† ††ا دون غيره† ††ا‪،‬كالض† ††احك والك† ††اتب‬
‫بالنسبة لإلنسان‪.‬‬
‫العرض العام‪ :‬وهو الكلي الخارج عن الماهية الشامل لها ولغيرها‪،‬كالماشي والمتحرك‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬أسماء األلفاظ ‪ :‬المتباين ‪،‬المشترك‪ ،،‬المتواطئ‪،‬المشكك‪،،‬المترادف‪:‬‬


‫ينقسم الكلي باعتبار التعدد واالتحاد في لفظه ومعناه خمسة أقسام‪:‬‬
‫المتباين‪ :‬وهو ما تعدد لفظه ومعناه‪ ،‬مثل ‪ :‬السماء – األرض‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المشترك‪ :‬وه†و م†ا اتح†د لفظ†ه وتع†دد معن†اه ‪ ،‬مث†ل لف†ظ ‪ :‬الق†رء يطل†ق على الطه†ر‬ ‫‪-2‬‬
‫والحيض‪.‬‬
‫المتواطئ‪ :‬وهو ما اتحد لفظه ومعناه مع استواء أفراده في المع††نى‪ ،‬والمقص††ود أن‬ ‫‪-3‬‬
‫وجوده في األفراد غير متفاوت‪ ،‬مثل ‪ :‬اإلنسان‪،‬الرجل‪ ،‬األنثى‪ ،‬فإن حقيقة اإلنسانية والرجولة‬
‫واألنثوثة مستوية في جميع األفراد‪ ،‬وإنما التفاضل بأمور أخر زائدة على مطلق الماهية‪.‬‬
‫المش ††كك ‪ :‬وه ††و م ††ا اتح ††د لفظ ††ه ومعن ††اه م ††ع تف ††اوت أف ††راده في المع ††نى ب ††القوة‬ ‫‪-4‬‬
‫والض††عف‪ ،‬مث††ل الن††ور‪ ،‬البي††اض‪ ،‬ف††النور مثال في الش††مس أق††وى من††ه في الس††راج‪ ،‬والبي††اض في‬
‫الثلج أقوى منه في العاج‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫المترادف ‪ :‬وهو ما تعدد لفظه واتحد معن†اه ‪ ،‬مث†ل ‪ :‬أس†د ‪،‬أس†امة‪ ،‬ليث‪ ،‬غض††نفر‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تطل††ق على الحي††وان المف††ترس المع††روف‪ ،‬ومث††ل‪ :‬الهب††ة‪ ،‬والعطي††ة‪،‬والحب††اء‪ ،‬والتحف††ة ‪:‬تطل††ق على‬
‫اإلعطاء بال مقابل جلبا للمودة‪.‬‬

‫ثامنًا‪:‬النسب األربع‪:‬التباين‪،‬التساوي‪،‬العموم والخصوص المطلق‪،‬العموم‬


‫والخصوص الوجهي‬
‫النسبة بين لفظين كليين أربع نسب‪:‬‬
‫التباين (االختالف التام بين الكليين)‪ :‬وهو بأن ال يكون فرد من أحد الكليين‬ ‫‪-1‬‬
‫مندرجًا تحت اآلخر‪ ،‬مثل اإلنسان والحجر فإنهما كليان‪ ،‬ولكن ال يصدق‬
‫اإلنسان على شيء من أفراد الحجر‪ ،‬وال يصدق الحجر على شيء من أفراد‬
‫اإلنسان‪ ،‬ومثل ‪ :‬المؤمن والكافر‪ ،‬األعمى والبصير‪ ،‬والظلمات والنور‪.‬‬
‫التساوي (التوافق التام بين الكليين) ‪ :‬أن يكون جميع أفراد أحد الكليين نفس‬ ‫‪-2‬‬
‫جميع أفراد اآلخر‪ ،‬مثل اإلنسان والناطق فهما كليان متساويان؛ إذ إن جميع أفراد اإلنسان‬
‫جميع أفراد الناطق‪ ،‬ومن أمثلة التساوي‪ :‬الهبة والعطية‪.‬‬
‫العموم والخصوص المطلق ‪ :‬أن يكون أحد الكليين شامًال لجميع أفراد اآلخر‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وال يكون ذلك اآلخر شامًال إّال لبعض أفراد األول‪ ،‬مثل العقد والبيع‪ ،‬فإن العقد شامل‬
‫لجميع أفراد البيع(باعتبار البيع من أفراد العقود)‪ ،‬ولكن البيع ليس إّال بعض أفراد‬
‫العقد‪،‬فالعقد أعم من البيع مطلقًا‪،‬والبيع أخص من العقد مطلقا‪،‬ومثل ‪ :‬الحد أعم من‬
‫القذف‪ ،‬فبينهما عموم وخصوص مطلق‪ ،‬وكذا العبادة أعم من الصالة‪.‬‬
‫العموم والخصوص الوجهي ‪ :‬أن يكون كل واحد من الكليين شامًال لبعض من‬ ‫‪-4‬‬
‫أفراد اآلخر وغيره‪ ،‬فيكون كل واحد منهما أعم من اآلخر من وجه‪ ،‬وأخص من اآلخر من‬
‫وجه آخر‪ ،‬مثل اإلنسان واألبيض فاإلنسان أعم من األبيض من وجه ألن اإلنسان يشمل‬
‫األبيض وغيره واألبيض ـ أيضا ـ أعم من اإلنسان من جهة ألنه يشمل اإلنسان وغير‬
‫اإلنسان كالورق األبيض الذي ليس بإنسان‪.‬‬
‫ومثل ‪ :‬الملك والنبوة‪ ،‬الصدق والصلة‪،‬البيع والغش‪.‬‬

‫تاسعًا‪ :‬مراتب اإلدراك ‪ :‬العلم ‪ ،‬الظن‪ ،‬الشك ‪ ،‬الوهم‪ ،‬الجهل‪.‬‬


‫األولى‪ :‬العلم‪،‬وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا‪ ،‬كالعلم بوجود اهلل تعالى‬
‫وألوهيته‪ ،‬ورسالة محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ووجوب الصلوات الخمس‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الظن‪،‬وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح‪ ،‬كحمل ألفاظ العموم على‬
‫االستغراق‪ ،‬وحمل صيغة األمر على الوجوب‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو‪ ،‬مثل داللة اللفظ المجمل‪،‬فإنه يحتمل‬
‫معنيين أو أكثر على السواء‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح‪ ،‬مثل احتمال كذب الشهود‬
‫المعدلين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬الجهل‪ ،‬إما جهل بسيط وهو عدم اإلدراك بالكلية‪،‬وإما جهل مركب وهو إدراك‬
‫الشيء على وجه يخالف ما هو عليه‪.‬‬

‫عاشرًا‪ :‬البرهان والقياس‪.‬‬

‫البرهان عبارة عن مقدمتين معلومتين تؤلف تأليفا مخصوصا بشرط مخصوص ‪ ,‬فيتولد‬
‫بينهما نتيجة‪ ،‬مثال ذلك من الفقه ‪:‬قولنا كل نبيذ مسكر وكل مسكر حرام ‪ ,‬فلزم أن كل‬
‫نبيذ حرام‪ ،‬فهاتان مقدمتان إذا سلمتا على هذا الوجه لزم بالضرورة تحريم النبيذ ‪ ,‬فإن كانت‬
‫المقدمات قطعية سميت برهانا ‪ ,‬وإن كانت مسلمة سميت قياسا جدليا‪،‬وإن كانت مظنونة‬
‫سميت قياسا فقهيا‪ ،‬فالقياس أعم من البرهان‪ ،‬لكون البرهان قياسا مفيدا تصديقا جازما مع‬
‫كون المطلوب حقا واقعا‪.‬‬
‫ويعرف القياس المنطقي بأنه‪ :‬قول مؤلف من قضايا متى سلمت لزم عنه لذاته قول آخر‪.‬‬

‫وهو على أقسام‪:‬‬

‫األول‪( :‬القياس االستثنائي) وهو الذي ذكر في مقدماته نفس النتيجة‪ ،‬أو نقيض النتيجة أي‬
‫(سلبها) مثل‪( :‬إن كان هذا مسكرا فهو حرام لكنه مسكر فهو حرام)‪،‬فالنتيجة قد صّر ح بنفسها‬
‫في إحدى المقدمتين ‪،‬ومثل ‪ :‬إن كان هذا مسكرا فهو حرام لكنه غير مسكر فهو حالل‬
‫‪،‬فالنتيجة قد صرح بنقيضها ‪،‬وسمي هذا القياس بـ(االستثنائي) الشتماله على أداة االستثناء وهي‬
‫(لكن)‪ ،‬ويسمى أيضا القياس الشرطي‪.‬‬
‫الثاني‪( :‬القياس االقتراني) وهو الذي لم يذكر في مقدماته نفس النتيجة‪ ،‬وال نقيضها مثل‪ :‬هذا‬
‫مسكر‪ ،‬وكل مسكر حرام‪ ،‬فهذا حرام ‪،‬فالنتيجة لم تذكر هي وال ونقيضها في‬
‫المقدمتين‪،‬وسمي هذا القياس بالـ(اقتراني) الشتماله على (واو) الجمع بين المقدمتين‪ ،‬ويسمى‬
‫قياس الشمول‪.‬‬

‫الثالث‪( :‬قياس المساواة) وهو مثل‪( :‬زيد مساو ـ في الطول ـ لعمرو) و(عمرو مساو ـ في الطول‬
‫ـ لبكر) ينتج‪( :‬زيد مساو ـ في الطول ـ لبكر)‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬قياس التمثيل (هو القياس االصطالحي المشهور عند علماء أصول الفقه) ويعرف بأنه ‪:‬‬
‫إلحاق فرٍع بأصٍل في حكم؛ الشتراكهما في العلة‪ ،‬ومن أمثلته عند الفقهاء ‪ :‬هل يجوز لـمن‬
‫أحْصر بمرض التحلل بذلك؟ فالفقهاء أجمعوا على جواز تحلل المحرم إذا حصره عدٌو ومنعه‬
‫من البيت ؛ لقوله تعالى‪" :‬فإن ُأحصرتم فما استيسر من الهدي"‪،‬لكن إذا أحصر بغير عدو‬
‫كمرض‪ ،‬هل يجوز له التحلل بذلك ؟ هذا محل خالف بين أهل العلم‪ ،‬فمنهم من قال بأن له أن‬
‫يتحلل بذلك‪ ،‬واستدل بعدد من األدلة‪ ،‬منها‪ :‬قياس التمثيل‪ ،‬وبيانه‪ :‬أن اإلحصار بالمرض مثل‬
‫اإلحصار بالعدو‪ ،‬فيكون حكمهما واحدًا‪ ،‬فهنا ُألحق الفرع‪( :‬اإلحصار بالمرض) باألصل( وهو‬
‫اإلحصار بالعدو) في الحكم‪( :‬وهو التحلل)؛ الشتراكهما في علة الحكم (المنع من وصول‬
‫البيت الحرام)‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬مراتب الحجج (الحجة البرهانية‪،‬الحجة الجدلية‪،‬الحجة‬


‫الخطابية‪،‬الحجة الشعرية‪ ،‬السفسطة)‪.‬‬
‫يحتج المناظرون والمستدلون بأنواع من الحجج واألدلة‪،‬منها ما يفيد اليقين والعلم ومنها ما‬
‫هو دون ذلك‪،‬وهي على قسمين رئيسين‪:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬الحجج النقلية‪ ،‬وهي ما كانت مأخوذة من الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الحجج العقلية‪ :‬وهي أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬الحجة البرهانية‪ :‬وهي الحجة التي تفيد اليقين‪ ،‬كاألوليات(السماء فوقنا)‪،‬والوجدانيات أو‬
‫المشاهدات (كجوع اإلنسان وعطشه)‪ ،‬والمجربات(كإسكار الخمر)‪،‬والمتوترات(كتواتر‬
‫القرآن الكريم)‪،‬والمحسوسات‪.‬‬
‫‪ -2‬الحجة الجدلية‪ :‬وهي ما تركبت من مقدمات مشهورة أو مسلمة بين المتناظرين‪،‬لكنها ال‬
‫ترقى إلى اليقين التام‪ ،‬مثل حكمنا بحسن اإلهداء والعفو‪.‬‬
‫‪ -3‬الحجة الخطابية‪ :‬وهي حجة ال تلزم الطرف اآلخر األخذ بها‪ ،‬ولكنها مركبة من مقدمات‬
‫تفيد ظنا راجحا مقبوال‪ ،‬وهي تصلح في التعليمات والمخاطبات واإلقناع‪.‬‬
‫‪ -4‬الحجة الشعرية‪ :‬وهي ما تألفت من قضايا تنبسط منها النفس‪ ،‬وغالبا ما تعتمد على‬
‫مقدمات وهمية‪،‬بغرض تحريك المشاعر‪.‬‬
‫ومثال ذلك أنك إذا أردت إثارة مشاعر شخص للبذل والكرم قلت له‪:‬‬
‫هو البحر من أي الجوانب جئته ‪ ...‬فلجته المعرف والجود ساحله‬
‫تعود بسط الكف حتى لو أنه ‪ ...‬دعاه لقبض لم تطعه أنامله‬
‫تراه إذا ما جئته متهلًال ‪ ...‬كأنك تعطيه الذي أنت سائله‬
‫ولو لم يكن في كفه غير روحه ‪ ...‬لجاد بها فليتق اهلل آمله‬
‫‪ -5‬السفسطة ‪ :‬وهي ما تألفت من مقدمات باطلة شبيهة بالحق‪ ،‬وذلك لإليقاع في الشكوك‬
‫والشبه الباطلة‪ ،‬ويقال لها ‪ :‬مغالطة ومشاغبة‪،‬كإطالق لفظ التعصب على التمسك بالحق‪.‬‬

‫ثاني عشر‪ :‬االستقراء‪ :‬تعريفه وأقسامه‪.‬‬


‫االستقراء ‪ :‬هو تتبع الجزئيات كلها أو بعضها للوصول إلى حكم عام يشملها جميعا‪.‬‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫‪ -1‬استقراء تام ‪ :‬وهو ما كان التتبع فيه لجميع الجزئيات‪ ،‬وهو مفيد للقطع‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬العبادة إما صالة أو غيرها‪ ،‬وكل صالة إما فرض أو نافلة‪ ،‬وكل منها ال يصح إال‬
‫بطهارة‪.‬‬
‫‪ -2‬استقراء ناقص ‪ :‬وهو ما كان التتبع فيه ألكثر الجزئيات‪ ،‬وهو مفيد للظن الراجح‪ ،‬وكثر‬
‫استعماله عند الفقهاء‪،‬ويسمونه األعم األغلب‪ ،‬واعتمدوا عليه أيضا في استخراج القواعد‬
‫الفقهية‪ ،‬مثل‪ :‬اليقين ال يزول بالشك‪ ،‬والعادة محكمة‪،‬كما استخدموا االستقراء في إحصاء‬
‫المياه وضبط أحكامها الشرعية‪ ،‬وتحديد دماء الحيض واالستحاضة والنفاس‪.‬‬

You might also like