Professional Documents
Culture Documents
1
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
ج .املراد بــالفقه :يف اللغة هو العلم ابلشيء والفهم له ولكن استعماله يف القرآن الكرمي يرشد إل أن
املراد منه ليس مطلق العلم بل دقة الفهم ولطف اإلدراك ومعرفة غرض املتكلم .قوله تعال" فَ َم ِال
ادو َن يـَ ْف َق ُهو َن َح ِديثًا " .وأما الفقه يف اصطالح العلماء فهو العلم ابألحكام الشرعية ِ ِ
ََٰه ُؤَالء الْ َق ْوم َال يَ َك ُ
العملية املكتسبة من أدلتها التفصيلية .وهذا التعريف هو املختار للفقه ألنه األشهر واألضبط عند
علماء األصول.
فتعريف علم أصول الفقه ابعتبار العلمية عند العلماء فهو العلم ابلقواعد واألدلة اإلمجالية
اليت يوصل هبا إل استنباط الفقه .
فالقواعد مجع قاعدة وهي ما تعرف منها األحكام اجلزئيات املندرجة حتت موضوعها .وهي
ِ
لالحرتاز عن األمور اجلزئية الىت ليست بقواعد مثل معرفة حترمي الراب من قول هللا تعالَٰ { :ذَل َ
ك ِأبَ ََّّنُْم
ِ ِ
قَالُوا إَّّنَا الْبَـْي ُع مثْ ُل الِّرَاب ۗ َوأ َ
َح َّل اللَّـهُ الْبَـْي َع َو َحَّرَم الِّرَاب } سورة البقرة ،275:وألن األصويل يبحث يف
األدلة الكلية وداللتها لوضع القواعد الكلية مثل قاعدة حديث املتواتر مقدم على اآلحاد وحنوها.
ووصف القواعد أبَّنا توصل إل استنباط األحكام أن تكون تلك القواعد وسيلة للمجتهد إل فهم
األحكام وأخذها من األدلة.
2
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
ويكون موضوع أصول الفقه هو كل ما يتعلق ابملنهاج الذي يرسم الفقيه ليتقيد به يف استنباط
االحكام .وبه يرتب األدلة ويبني الظين والقطعي واملنهاج الذي يرسم عند تعارض ظواهر النصوص مث
يبني تفاوت داللة العبارات املختلفة ،فيبني مرتبة اخلاص من العام ،ويبني من الذي تنطبق عليه األحكام
الشرعية مث يبني أثر األحوال العارضة كاجلهل ابلشرع أو الغلط وحنوها من األحوال الىت تعرض للشخص
فتفقده املسؤولية أو ختفف منها.
3
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
د .أهم طريق لضبط أصول األحكام الشرعية وأدلتها ،وبعث املكلف على القيام ابلتكاليف واألوامر
الدينية ومن هنا قال األصوليون ":فائدة أصول الفقه معرفة أحكام هللا تعال وهي سبب الفوز ابلسعادة
الدينية والدنيوية".
4
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
اَّلل عنهم أيخذون حكما ألي حادثة فلما تويف النيب صلى هللا عليه وسلم،كان الصحابة رضي َّ
من األحكام املـُثْـبَتة يف كتاب هللا تعال وسنة رسول هللا صلى هللا عليه سلم .وإذا حدث يف عصرهم
من األقضية واملشكالت ما مل حيدث يف عصر النيب صلى هللا عليه وسلم ،فالبد هلم أن جيتهدوا وحبثوا
وأَ ْعملَوا الرأي .فكانوا يلحقون األشباه واألمثال أبشباهه وأمثاله ويسوون بيهما يف األحكام إذا تساوى
فيه العلل الشرعية ،فيقيسون ما مل يكن مبا كان.
وهم جيتهدون يف معرفة املقاصد واملصاحل وكانوا كذلك حيرصون كل احلرص على األخذ برأي
اجلماعة .فصار احلكم يف الطور األول من عهد الصحابة امجاعا .فلما انتشر الصحابة بعد الفتوحات
اإلسالمية يف احناء العامل اإلسالمي فريتب االختالف بينهم يف قائمة جديدة لعلم أصول الفقه.
فال حاجة للصحابة النظر يف اإلسناد وأحوال الرواة وعلل احلديث واجلرح والتعديل ،وكذلك
ال حاجة هلم النظر يف قواعد األصول بل قد غنوا عن ذلك كله.
اَّلل تعال على َّنج سلفهم يف الرجوع إل املصدرين األوليني ومها القرآن
وسار التابعون رمحهم َّ
اَّلل عنهم .وهبذا زادوا أصالً
والسنة إن وجدوا فيهما .وإذا تعثر عليهم رجعوا إل فتاوى الصحابة رضي َّ
آخر يف علم الفقه .فبدأ التابعون االجتهاد إذا مل جيدوا يف عهد الصحابة حكما لقضية الىت حدثت يف
عهدهم .فكثرت عملية االجتهاد يف هذا العهد وكثرت طرقه ،وتعددت وجوهه .فبعضهم يكتفي بظاهر
النص ،وبعضهم ال يكتفي بذلك ،بل يغوص على املعاين ،فريى أن أكثر األحكام معللة ،مث يبنون
على هذه العلل األحكام وجوداً وعدماً.
5
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
واإلمام مالك رضي هللا عنه كان يسري على منهاج أصويل واضح يف احتجاجه بعمل أهل
املدينة وتصرحيه بذلك يف كتبه ورسالته ويف اشرتاطه ما اشرتطه يف رواية احلديث ويف رده لبعض اآلاثر
املنسوبة للنيب صلى هللا عليه وسلم ملخالفته املنصوص عليه يف القرآن الكرمي أو املقرر املعروف من قواعد
الدين كرده خرب "إذا ولغ الكلب يف إانء أحدكم غسله سبعا" وكرده خرب خيار اجمللس وغريها.
وملاّ جاء اإلمام الشافعي وجدانه يتجه إل تدوين ذلك العلم اجلليل ،فريسم مناهج االستنباط
دون ضوابط االستنباط ،فقد أويت علما دقيقا ابللسان العريب ويوضح معامل ذلك العلم .وكان أول من ّ
حىت عد يف صفوف الكبار من علماء اللغة ،وأويت علم احلديث فتخرج على أعظم رجاله ،وأحاط
بكل أنواع الفقه يف عصره ،وكان عليما ابختالف العلماء من عصر الصحابة إل عصره ،وكان حريصا
كل احلرص على أن يعرف أسباب اخلالف والوجهات املختلفة الىت يتجه إليها أنظار املختلفني.
فبعلم اللغة استطاع اإلمام الشافعي أن يستنبط القواعد الستخراج األحكام الفقهية من نصوص القرآن
والسنة ،وبدراسته يف مكة الىت كان يتوارث فيها علم عبد هللا ابن عباس الذي مسى ترمجان القرآن عرف
الناسخ واملنسوخ وابطالعه الواسع على السنة وموازنتها ابلقرآن استطاع أن يعرف مقام السنة من القرآن
وحاهلا عند التعارض لظواهر القرآن .وقد كانت دراسته لفقه الرأي وللمأثور من آراء الصحابة أساسا
ملا وضعه من ضوابط القياس.
وهكذا وضع اإلمام الشافعي قواعد لالستنباط ومل تكن يف مجلتها ابتداعا ابتدعه ،ولكنها
مالحظة دقيقة ملا كان يسلكه الفقهاء الذين اهتدى هبم من مناهج يف استنباطهم مل يدونوها ،فهو مل
ودوَّنا يف علم
يبتدع منهاج االستنباط ولكن له السبق يف أنه مجع أشتات هذه املناهج الىت اختارهاّ ،
مرتابط األجزاء .فما كان عمله فيه ابتداعا ألصل املنهج بل كان ابتداعه يف ضبط املنهاج .وال نقول
إن اإلمام الشافعي قد أيت ابلعلم كامال كل الوجوه حبيث إنه مل يبق جمهودا ملن بعده بل إنه جاء من
بعده من زاد وّنى وحرر مسائل كثرية يف هذا العلم.
1
(د) عصر املعاصرين
خضعت معظم الدول اإلسالمية لالستعمار األورويب ،ودخلت شعوهبا يف مواجهات يف كل
اجملاالت من أجل حترير نفسها ،ومن أهم واجهات هذا الصراع اجملال الفقهي والقانوين ،حيث احتدم
جملة البيان العدد 308ربيع اآلخر 1434هـ ،مارس 2013م ابلتصرف 1
6
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
بني الشرع والفقه من جهة ،وبني القوانني األوروبية الوافدة من جهة أخرى .وكان من نتائج هذا الصراع
إبعاد الشريعة والفقه عن معظم جماالت احلياة اليومية للمسلمني .وبعد أن حصلت البلدان اإلسالمية
على استقالهلا،شهدت األمة اإلسالمية صحوة جديدة ،فكان من مثار ذلك صحوة علمية مشلت
أصول الفقه .وأهم اجلهود املعاصرة يف تطوير علم أصول الفقه من خالل املباحث التالية:
حتقيق الرتاث األصويل وطبعه: .1
بدأت طباعة عدد من املخطوطات اليت كانت متداولة يف عصر االحنطاط ،وبقيت كذلك إل
العصر احلديث ،ومنها:
•اإلهباج بشرح املنهاج لتقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي وولده اتج الدين السبكي ،طبع يف
مصر مث بلبنان عدة مرات.
•حاشية الشيخ حسن العطار على شرح احمللى على مجع اجلوامع البن السبكي مع تقريرات للشيخ
عبد الرمحن الشربيين وتقريرات أخرى للشيخ حممد علي بن احلسني املالكي ،أي مخسة كتب يف اجملموع.
•أصول البزدوي ،وعليه شرح للبخاري ،طبع ابألستانة سنة 1307هـ.
•أصول السرخسي ،طبع يف دار الكتاب العريب سنة 1372هـ.
•املستصفى للغزايل ،وهبامشه فواتح الرمحوت بشرح مسلم الثبوت حملب هللا بن عبد الشكور ،طبع سنة
1306هـ ،املطبعة األمريية ببوالق ،مصر.
•كنز الوصول إل معرفة األصول لفخر اإلسالم البزدوي ،وهبامشه كشف األسرار عن أصول فخر
اإلسالم لإلمام عالء الدين البخاري ،طبع سنة 1308هـ مبطبعة الشركة الصحافية العثمانية.
•َّناية السول لألسنوي ومعه سلم الوصول لشرح َّناية السول للشيخ حممد خبيت املطيعي املتوىف سنة
1935م ،وطبع سنة 1343هـ يف مصر.
إن هذه النماذج تتميَّز بعدة مميزات ،من أمهها :تداخل عدة كتب يف كتاب واحد ،ودقة اخلط
وعدم وضوح طباعة بعض احلروف ،وانعدام وجود عناوين لألبواب والفصول واملباحث اليت تسهل
تعرف ابملصنِّفمهمة الباحث ،وصعوبة اللغة ،وعدم تصدير هذه املطبوعات مبقدمات حتقيقية ِّ
واملصنَّف ومنهج التصنيف وأمهية الكتاب بني كتب األصول املعتمدة.
إن هذه اخلصائص وغريها هي اليت جتعل من العسري على الباحث املعاصر أن يستفيد من هذه
املصنفات أدت إل ضرورة حتقيق كتب األصول وطباعتها يف شكل جذاب .وقد ابتدأ هذا النوع من
7
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
التحقيق والطباعة يف منتصف القرن العشرين امليالدي تقريباً ،ونشط ابخلصوص يف الثمانينيات
والتسعينيات منه ،خصوصاً بعدما أولته بعض اجلامعات اإلسالمية ،وحتديداً جامعيت أم القرى يف مكة
املكرمة واجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة ،عناية فائقة ،ومن بني أهم هذه النماذج اليت مت إخراجها
بناء على املنهج اجلديد الكتب التالية:
•الرسالة حملمد بن إدريس الشافعي ،بتحقيق الشيخ أمحد حممد شاكر ،حيث أمت حتقيق الكتاب يف
رجب 1358هـ املوافق لسبتمرب 1939م وطبعتها مطبعة مصطفى احلليب يف مصر.
•املعتمد يف أصول الفقه أليب احلسني البصري املعتزيل ،وقد كان هذا الكتاب يف حكم املفقود حىت
طبعه املعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية يف دمشق سنة 1964م بتحقيق حممد محيد هللا ،وتعاون
كل من حممد بكر وحسن حنفي ،وقد قدم له حممد محيد هللا مبقدمة مكتوبة ابللغة الفرنسية أثبتها يف
آخر اجمللد الثاين ،مع فهارس مفصلة آلايت القرآن الكرمي واألحاديث النبوية واألعالم والبلدان.
•املستصفى من علم األصول أليب حامد الغزايل ،وقد حظي بعدة حتقيقات وطبعات ،ومن بني طبعاته
احملققة تلك اليت حققها الدكتور حممد سليمان األشقر يف جملدين ،وطبعتها مؤسسة الرسالة يف بريوت
سنة 1997م ،ومتتاز الدراسة اليت قدم هلا بتبويبها اجليد الواضح ،ابإلضافة إل فهارس مفصلة لآلايت
القرآنية واألحاديث النبوية وآاثر الصحابة وفهرس الشعر وآخر للمصطلحات األصولية واألعالم وفهرس
مفصل للمحتوايت.
•كتاب التلخيص يف أصول الفقه أليب املعايل اجلويين ،وقد كان كذلك يف حكم املفقود حىت قيض
هللا عز وجل طالبني ابحثني من اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة فقاما بدراسته وحتقيقه ،ومها الدكتور
عبد هللا جوامل النيبايل وبشري أمحد النبلي ،وطبعته دار البشائر اإلسالمية يف بريوت ،ومتتاز هذه الطبعة
ابإلخراج اجليد فضالً عن فهرس لألبواب والفصول واملسائل ،وتتجلى أمهيته يف كونه حفظ لنا اآلراء
األصولية للسابقني وخصوصاً أليب بكر الباقالين.
•الربهان يف أصول الفقه إلمام احلرمني اجلويين ،وقد كان كذلك يف حكم املفقود رغم وجود عدة
خمطوطات له ،وقد قام بتحقيقه الدكتور عبد العظيم الديب يف جملدين ضخمني قدم هلما بدراسة وافية
وختمها بفهارس علمية شاملة ومفصلة.
•احملصول يف علم أصول الفقه لفخر الدين الرازي ،وقد كان عدمي التداول إل أن قام بتحقيقه الدكتور
طه جابر فياض العلواين وطبعته جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية يف منتصف الثمانينيات من
8
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
القرن العشرين امليالدي ،مث أعادت طبعه مؤسسة الرسالة يف بريوت سنة 1412هـ1992 /م يف ستة
جملدات ،وقد قدم له صاحبه بقسم دراسي استغرق جملداً كامالً وفهارس تفصيلية شاملة استغرقت
أكثر من نصف اجمللد السادس.
ومتتاز هذه الكتب َّ
احملققة بكل املميزات اليت تفقدها سابقتها؛ من انفراد املطبوع بكتاب واحد،
ووضوح اخلط وتبويب جيد ،مع التقدمي هلذه الكتب بدراسات وحتقيقات وافية ،واختتامها بفهارس
علمية شاملة ،وكل ذلك جعل هذه املصنفات سهلة التناول أمام الباحثني وطلبة العلم.
9
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
مناهج جديدة ،إال أَّنم حاولوا اجلمع بني املناهج القدمية يف املضمون واملناهج احلديثة يف الشكل واللغة
والتقسيم والرتتيب.
أنخذ الدكتور وهبة الزحيلي ّنوذجا هلذا التوجه يف كتابه «أصول الفقه اإلسالمي» ،فقد أبدى
إعجابه بطريقة الشاطيب يف املوافقات ،وبسط منهجه ،لكن اعتذر عن عدم التمكن من السري على
يبني طبيعة هذه الظروف ،علماً أن اجلامعة منهذا املنهج مراعاةً لظروف الدراسة اجلامعية ،إال أنه مل ّ
املفرتض أن تكون حمضناً للتجديد واالبتكار ،بل هذه وظيفتها األساسية ،إال أنه وإن مل يتم ّكن من
سلوك طريقة الشاطيب ،فقد حاول اجلمع بني طريقته والطريقة التقليدية يف دراسة علم األصول ،أي أنه
حافظ على احملتوى األصويل القدمي وحاول اجلمع والتوفيق بني بعض طرقه ،مع العمل على تيسري
عبارات األصوليني والوقوف على دقائق هذا العلم .إن اهتمام الزحيلي إذن يتوجه إل ضرورة الكتابة
يف أصول الفقه أبسلوب جديد ،فيكون حمل التجديد عنده هو األسلوب أساساً ،مع اعتبار املباحث
الدخيلة – كالمية ولغوية – مدخالً ألصول الفقه.
الدراسات األصولية املفردة: .4
واملقصود هبا تلك الكتب واملصنفات األصولية اليت خيصصها أصحاهبا ملوضوع واحد من
مباحث علم األصول ،حيث يتم إشباعها – حبثاً وتنقيباً – من سائر وجوهها املرتبطة هبا ،وقد شاعت
مثل هذه الدراسات املوضوعية املفردة يف سائر العلوم ،وعلى رأسها العلوم الشرعية ،ومنها علم أصول
الفقه؛ وذلك استجابة للنزعة املنهجية التخصصية ،وال خيفى ملا هلذه النزعة من إجيابيات ،حيث مت ِّكن
الباحث من السيطرة على ختصصه ،واإلحاطة به.
وهنا بعض الكتب األصولية املوضوعية:
-احلكم الشرعي بني العقل والنقل للدكتور الصادق عبد الرمحن الغرايين.
-احلكم التكلفي يف الشريعة اإلسالمية للدكتور حممد البيانوين.
-اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي ،سعدي أبو جيب.
-نظرية القياس األصويل .منهج جترييب إسالمي للدكتور حممد سليمان داود.
-االجتهاد يف الشريعة اإلسالمية للدكتور يوسف القرضاوي.
-مباحث العلة يف القياس عند األصوليني ،عبد احلكيم السعدي اهلييت العراقي.
-الواجب املوسع عند األصوليني للدكتور عبد الكرمي النملة.
10
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
جدالً ال يتناهى؛ وذلك كله انتج عن احنراف علم األصول عن مساره العملي االستنباطي إل درجة
أنه قد غلب عليه طابع التجريد واجلدل النظري العقيم.
–تطوير املناهج والقواعد األصولية:
حبيث تكون القواعد األصولية اجلديدة متماشية مع جوانب احلياة العامة اليت أصبحت احلاجة
فيها لالجتهاد واسعة جداً ،وهذا ما يتطلب تطويراً للقواعد األصولية حىت تستجيب ملتطلبات احلياة
العامة اجلديدة السياسية واالجتماعية واالقتصادية واإلدارية والدولية وغريها ،ومن مث ضرورة التواضع
على منهج أصويل ونظام يضبط تفكريان اإلسالمي.
–توسيع أدوات االجتهاد:
أدايت القياس واالستصحاب ،ففيما خيص القياس يرى أن القياس التقليدي ال وخصوصاً َْ
يستوعب حاجاتنا مبا غشيه من التضييق انفعاالً مبعايري املنطق الصوري ،ومن مث فال بد من توسيع
القياس ،وذلك ابللجوء إل ما مساه القياس الفطري احلر من حيث يتتبع طائفة من النصوص ويستنبط
من مجلتها مقصداً معيناً من مقاصد الدين ومصلحة من مصاحله.
وفيما يتعلق ابالستصحاب ،فقد مساه كذلك االستصحاب الواسع ،وهو ينطلق يف أتصيل
ذلك من كون الدين مل ينزل بتأسيس حياة كلها جديدة ،وإلغاء احلياة القائمة قبل الدين أبسرها؛ وهلذا
فإن القرآن الكرمي حني يتحدث عن األمر ابملعروف والنهي عن املنكر فهو ما كان سائداً معروفاً إال
من حيث يصححه الدين .وهكذا يقال يف القسط واخلري والظلم واإلحسان واإلساءة ،فحسب قاعدة
االستصحاب يصبح كل ما يقوم به املؤمن من مبادرة يقصد هبا وجه هللا تعال ،عبادة مقبولة ،وكل ما
أخذ ملتاع احلياة الدنيا عفو مرتوك ال له وال عليه ،إال أن يرد النص ،فينفي صفة العفاء واإلابحة.
املنهج املقرتح من طرف الدكتور حممد الدسوقي: •
من احملاوالت املعاصرة اليت اجتهت إل جتديد أصول الفقه ،دراسة الدكتور حممد الدسوقي
بعنوان« :حنو منهج جديد لدراسة علم أصول الفقه» ،حيث يالحظ يف بداية دراسته أن علم أصول
الفقه قد غلب عليه يف العهود املتأخرة اجلدل اللفظي ،فضالً عن اإلجياز الذي يشبه األلغاز (سؤال أو
فهما) أو اإلعجاز ،مث اخلوض يف قضااي ال صلة هلا بعلم األصول .ولذك خيلص عبارة تتطلَّب إجابة أو ً
إل ضرورة أتسيس منهج أصويل جديد يرتكز على الدعائم التالية:
–اجتناب االجرتار والتقليد.
12
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
13
إعداده :أساتذة املادة (لالستعمال الداخلي)... مدخل إىل أصول الفقه
أ – أن تكون األمثلة والنماذج والتمارين من الكتاب والسنة والقياس الصحيح واإلمجاع والقياس.
ب – تصفية األصول من الدخيل الذي ال فائدة فيه للطالب.
ج – حماولة تربية العقول على االستقالل يف البحث واالعتماد على الدليل ألي نظرية.
د – االهتمام ابلقواعد املهمة يف أحباث كاملة وإدراج القواعد البسيطة يف ملحقات.
من بني احملاوالت التجديدية املعاصرة األخرى يف علم أصول الفقه ،حماولة الدكتور حممد زكي
عبد الرب ،وهو أصويل وفقيه حنفي وحمقق متمرس ،ففي كتابه املسمى «تقنني أصول الفقه» يالحظ
يقل االلتجاء
أن الصلة بني الفقه واألصول ضعفت يف عصور االحنطاط ،وكاد علم األصول يصبح نظرايً ّ
إليه ،وأن أيسر الوسائل لتقريب هذه املادة -أصول الفقه – تتمثل يف التقنني ،ويعين به تقنني أصول
الفقه؛ أي حتويله إل جمموعة بنود مقننة على شاكلة املواد القانونية ،ويعتقد أن تقنني أصول الفقه ما
هو إال مقدمة حنو غاية أمسى هي تقنني الفقه.
14