You are on page 1of 16

‫أصول الفقه‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫تمهيد‬
‫في مبادئ علم أصول الفقه‬
‫‪-1‬تعريف أصول الفقه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬باعتباره مركبا إضافيا‪.‬‬
‫‪-‬األصول لغة‪ :‬جمع األصل هو ما يبنى عليه غيره‪ ,‬وهذا األصل إما أن يكون حسيا‪ ,‬وإما أن‬
‫يكون معنويا أو عقليا‪.‬‬
‫‪-‬األصل في االصطالح‪:‬‬
‫‪-1‬الصورة المقيس عليها‪.‬‬
‫‪-2‬الرجحان‪.‬‬
‫‪-3‬القاعدة المستمرة‪.‬‬
‫‪-4‬الدليل (المراد هنا)‪.‬‬

‫‪-‬الفقه لغة‪ :‬الفهم مطلقا‪ ,‬سواء أكان فهما دقيقا‪ ,‬أو فهما ألشياء واضحة‪.‬‬
‫‪-‬الفقه اصطالحا‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫‪-‬شرح التعريف‪:‬‬
‫*العلم‪ :‬جنس في التعريف يشمل العلم بالذوات‪ ,‬و بالصفات‪ ,‬وباألفعال‪ ,‬وباألحكام‪.‬‬
‫*باألحكام‪ :‬يشمل األحكام الشرعية ‪,‬واألحكام اللغوية‪ ,‬واألجكام العقلية‪ ,‬واألحكام الحسية‪.‬‬
‫*الشرعية‪ :‬قيد في التعريف يخرج به العلم باألحكام العقلية‪ ,‬واألحكام اللغوية‪ ,‬واألحكام‬
‫الحسية‪.‬‬
‫*العملية‪ :‬قيد خرج به األحكام العلمية‪,‬واالعتقادية‪ ,‬واألخالقية‪.‬‬
‫*المكتسب‪ :‬صفة للعلم‪ ,‬وهو ما يحصل بعد أن لم يكن‪.‬‬
‫*من األدلة التفصيلية‪ :‬هي األدلة الجزئية التي يتعلق كل منها بمسألة خاصة‪ ,‬وينص على‬
‫حكم معين لها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬أصول الفقه باعتباره مركبا إضافيا‪:‬‬
‫األدلة التي ينبني عليها العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أصول الفقه باعتباره علما‪:‬‬
‫العلم بالقواعد التي يتوصل بها إلى استنباط األحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية‪.‬‬

‫‪-2‬موضوع علم أصول الفقه‪.‬‬


‫المذهب األول‪ :‬ذهب جمهور األصوليين إلى أن موضوع علم أصول الفقه هو‪ :‬األدلة التي‬
‫ثبتت األحكام بها‪ ,‬فيشمل األدلة المتفق عليها‪ ,‬والمختلف فيها‪ ,‬واألحكام عندهم ليست من‬
‫أصول الفقه‪.‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬يرى أن موضوع علم أصول الفقه هو‪ :‬األدلة واألحكام جميعا (األدلة من‬
‫حيث إثباتها لألحكام‪ ,‬واألحكام من حيث ثبوتها باألدلة)‪.‬‬

‫‪-3‬استمداد علم أصول الفقه‪.‬‬


‫*علم الكالم‪ :‬لتوقف األدلة على معرفة الباري‪.‬‬
‫*اللغة العربية‪ :‬لكون مصادر التشريع منحصرة في الكتاب وما دل على حجيته‪ ,‬والوقوف‬
‫على ذلك ال يتأتى إال بعلم اللغة العربية‪.‬‬
‫*علم األحكام الشرعية‪ :‬لتوقف علم أصول الفقه على تصور األحكام الشرعية‪.‬‬

‫‪-4‬فوائد علم أصول الفقه‪.‬‬


‫الفائدة األولى‪ :‬ما ترجع إلى المجتهد‪.‬‬
‫هذا العلم يمكنه من استنباط األحكام الفقهية من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫الفائدة الثانية‪ :‬ما ترجع إلى المقلد‪.‬‬
‫‪-1‬االطمئنان إلى ما قاله األئمة‪.‬‬
‫‪-2‬تحصيل القدرة على المقارنة بين المذاهب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-5‬نشأة علم أصول الفقه‪.‬‬
‫عرفت قواعد أصول الفقه منذ عصر الصحابة‪ ,‬ولم تدون إال بعد انصرام القرن الثاني الهجري‬
‫على يد اإلمام الشافعي‪.‬‬
‫‪-‬الدوافع التي حملت اإلمام الشافعي على تدوين هذا العلم‪:‬‬
‫‪-1‬ظهور التعارض بين ظاهر األحاديث‪ ,‬لبعد العهد عن زمن الوحي‪.‬‬
‫‪-2‬فساد اللسان العربي؛ لكثرة الفتوحات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪-3‬شيوع الجدل بين أهل السنة والمعتزلة‪.‬‬
‫‪-4‬انعقاد المناظرات الفقهية لتجلية المفاضلة بين فقه العراق‪ ,‬وفقه المدينة‪.‬‬
‫‪-5‬كثرة األدعياء باالجتهاد من غير الضبط بضوابط االجتهاد‪.‬‬
‫‪-6‬ما تحلى به اإلمام الشافعي من الميزات العلمية‪.‬‬

‫‪-6‬مناهج العلماء في التأليف في علم أصول الفقه‪.‬‬


‫أوال‪ :‬طريقة المتكلمين‪ ,‬أو الشافعية‪:‬‬
‫‪-‬تمتاز بما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬تحقيق المسائل‪ ,‬وتمحيص الخالف‪.‬‬
‫‪-2‬الميل إلى االستدالل العقلي ما أمكن‪.‬‬
‫‪-3‬عدم إخضاع القواعد للفروع‪.‬‬

‫‪-‬أهم الكتب المؤلفة على طريق المتكلمين‪:‬‬


‫‪-1‬العمد للقاضي عبد الجبار المعتزلي‪.‬‬
‫‪-2‬المعتمد ألبي الحسين محمد بن علي البصري المعتزلي الشافعي‪.‬‬
‫‪-3‬البرهان ألبي المعالي عبد الملك بن عبد هللا الجويني النيسابوري الشافعي‪ ,‬الملقب بإمام‬
‫الحرمين‪.‬‬
‫‪-4‬المستصفى ألبي حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫لقد لخص الكتب السابقة عالمان جليالن‪ ,‬هما‪ :‬فخر الدين محمد بن عمر الرازي‪ ,‬وسمى كتابه‬
‫"المحصول"‪ ,‬وأبو الحسن علي بن أبي علي المعروف بسيف الدين اآلمدي الشافعي‪ ,‬وسمى‬
‫كتابه"اإلحكام في أصول األحكام"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة الحنفية‪:‬‬


‫تعتمد هذه الطريقة على تقرير القواعد األصولية حسب ما تدل عليه أحكام الفروع التي‬
‫صدرت عن أئمتهم‪ ,‬فإذا ظهر فرع فقهي يخالف هذه القاعدة‪ ,‬فإنهم في هذه الحالة يقومون‬
‫بصياغة الكلمة صياغة تتناسب مع هذا الفرع‪ ,‬والسر في ذلك‪ :‬أن أئمتهم لم يتركوا لهم قواعد‬
‫مدونة مجموعة كالتي تركها اإلمام الشافعي ألتباعه‪ ,‬وإنما تركوا لهم مسائل فقهية كثيرة‬
‫متنوعة‪ ,‬وبعض ضوابط صدرت عن أئمتهم خالل تعرضهم للفروع‪ ,‬فعمد علماء الحنفية إلى‬
‫تلك الفروع‪ ,‬واستخلصوا منها القواعد األصولية‪.‬‬
‫‪-‬تمتاز هذه الطريقة بما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬أنها دراسة ذات طابع عملي‪.‬‬
‫‪-2‬ضبط جزئيات المذهب‪.‬‬
‫‪-3‬استخراج أحكام المسائل المستجدة بناء على أصول األئمة المستخرجة من فروعهم‪.‬‬

‫‪-‬الكتب التي ألفت على طريقة الحنفية‪:‬‬


‫‪-1‬أصول الكرخي‪ ,‬ألبي الحسن الكرخي‪.‬‬
‫‪-2‬أصول أبي بكر أحمد بن علي المعروف بالجصاص‪.‬‬
‫‪-3‬أصول أبي زيد الدبوسي‪.‬‬
‫‪-4‬أصول شمس األئمة السرخسي‪.‬‬
‫‪-5‬أصول فخر اإلسالم البزدوي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬طريقة المتأخرين‪:‬‬


‫تجمع هذه الطرقة بين طريقتي الشافعية والحنفية؛ لتحصل فائدتان‪:‬‬
‫‪-1‬فائدة تحقيق القواعد وتمحيصها باألدلة (طريقة الشافعية)‪.‬‬
‫‪-2‬بتطبيق القواعد على الفروع المذهبية وربطها بها (طريقة الحنفية)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬أهم الكتب المؤلفة على طريقة المتأخرين‪:‬‬
‫‪-1‬بديع النظام لمظفر الدين أحمد بن علي الساعاتي البغدادي الحنفي‪ ,‬حيث جمع بين كتابي‬
‫البزدوي واإلحكام‪ ,‬أولهما حنفي‪ ,‬والثاني شافعي‪.‬‬
‫‪-2‬تنقيح الفصول لصدر الشريعة عبيد هللا بن مسعود البخاري الحنفي‪ ,‬وكتاب "التوضيح" له‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪-3‬جمع الجوامع لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي‪.‬‬
‫‪-4‬مسلم الثبوت لمحب الدين بن عبد الشكور الهندي‪.‬‬

‫‪-8‬حكم تعلم أصول الفقه‪.‬‬


‫تحصيل علم أصول الفقه فرض‪ ,‬والدليل على ذلك‪ :‬أن معرفة حكم هللا في الوقائع النازلة‬
‫بالمكلف واجبة‪ ,‬وال طريق إلى تحصيلها إال بهذا العلم‪ ,‬ولكن تعلمه فرض على الكفاية‪.‬‬

‫تمهيد‬
‫في تعريف الحاكم‪ ,‬والمحكوم فيه‪ ,‬والمحكوم عليه‬
‫‪-‬أركان الحكم‪:‬‬
‫‪-1‬الحاكم‪ :‬من صدر عنه الحكم‪.‬‬
‫‪-2‬المحكوم فيه‪ :‬فعل المكلف الذي تعلق به الحكم‪.‬‬
‫‪-3‬المحكوم عليه‪ :‬المكلف الذي تعلق الحكم بفعله‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫الحكم وأقسامه‬
‫‪-‬الحكم لغة‪ :‬القضاء‪ ,‬والمنع‪.‬‬
‫‪-‬الحكم اصطالحا‪ :‬خطاب هللا المتعلق بأفعال المكلفين باالقتضاء‪ ,‬أو التخيير‪ ,‬أو الوضع‪.‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫*الخطاب‪ :‬توجيه الكالم المفيد نحو الغير لإلفهام‪ ,‬ويطلق على معنيين‪ :‬الكالم النفسي (المراد‬
‫هنا)‪ ,‬والكالم اللفظي‪ ,‬وهو جنس في التعريف يشمل خطاب هللا وغيلره‪ ,‬وإضافته إلى هللا‬
‫يخرج بها خطاب غيره‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*المتعلق‪ :‬المرتبط‪.‬‬
‫*بأفعال المكلفين‪ :‬األحداث التي تصدر عن المكلف‪ ,‬وتحدثها جوارحه الظاهرة والخفية‪.‬‬
‫*المكلفين‪ :‬العاقل البالغ الذي بلغته الدعوة وتأهل للخطاب‪.‬‬
‫*باالقتضاء (الحكم التكليفي)‪ :‬الطلب‪ ,‬وهو ينقسم إلى قسمين أساسيين‪ :‬طلب فعل‪ ,‬وطلب‬
‫ترك‪ ,‬وكل منهما ينقسم إلى قسمين‪ ,‬فصار الطلب على وجه التفصيل ينقسم إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪-1‬طلب الفعل الجازم‪ :‬اإليجاب‪ ,‬وفعل المكلف المتعلق به يسمى واجبا‪.‬‬
‫‪-2‬طلب الفعل غير الجازم‪ :‬الندب‪ ,‬وفعل المكلف المتعلق به يسمى مندوبا‪.‬‬
‫‪-3‬طلب الترك الجازم‪ :‬التحريم‪ ,‬وفعل المكلف المتعلق به يسمى حراما‪.‬‬
‫‪-4‬طلب الترك غير الجازم‪ :‬الكراهة‪ ,‬وفعل المكلف المتعلق به يسمى مكروها‪.‬‬
‫*‪-5‬التخيير‪ :‬معناه التسوية بين الفعل والترك ويسمى اإلباحة‪ ,‬وفعل المكلف المتعلق به يسمى‬
‫مباحا‪.‬‬
‫وهذه األحكام تندرج تحت الحكم التكليفي‪.‬‬
‫*الوضع (الحكم الوضعي)‪ :‬خطاب هللا بجعل الشيء سببا لشيء آخر‪ ,‬أو شرطا له‪ ,‬أو مانعا‬
‫منه‪ ,‬أو صحيحا‪ ,‬أو فاسدا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫التعريف بالحكم التكليفي‬
‫أوال‪ :‬تعريف الحكم التكليفي‪ :‬هو خطاب هللا المتعلق بأفعال المكلفين على جهة االقتضاء‪ ,‬أو‬
‫التخيير‪.‬‬
‫‪-‬سمي بالحكم التكليفي‪ :‬ألنه يتضمن تكليف اإلنسان بالفعل‪ ,‬أو الترك‪ ,‬أو التخيير بين الفعل‬
‫والترك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أقسام الحكم التكليفي‪:‬‬
‫أ‪-‬باعتبار ذاته‪:‬‬
‫‪-1‬اإليجاب‪ :‬خطاب هللا المتعلق بأفعال المكلفين الطالب للفعل طلبا جازما‪ ,‬وأثره الوجوب‪.‬‬
‫‪-2‬الندب‪ :‬خطاب هللا الطالب للفعل طلبا غير جازم‪ ,‬وأثره الندب‪.‬‬
‫‪-3‬التحريم‪ :‬خطاب هللا الطالب للترك طلبا جازما‪ ,‬وأثره الحرمة‪.‬‬
‫‪-4‬الكراهة‪ :‬خطاب هللا الطالب للترك طلبا غير جازم‪ ,‬وأثره الكراهة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-5‬اإلباحة‪:‬خطاب هللا المخير بين الفعل والترك‪ ,‬وأثره اإلباحة‪.‬‬

‫ب‪-‬باعتبار متعلقه‪:‬‬
‫‪-1‬الواجب‪ :‬ما طلبه الشارع طلبا جازما‪.‬‬
‫‪-2‬المندوب‪ :‬ما طلبه الشارع طلبا غير جازم‪.‬‬
‫‪-3‬الحرام‪ :‬ما طلب الشارع الكف عن فعله طلبا جازما‪.‬‬
‫‪-4‬المكروه‪ :‬ما طلب الشارع الكف عن فعله طلبا غير جازم‪.‬‬
‫‪-5‬المباح‪ :‬ما خيره الشارع بين فعله وتركه‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬الواجب‬


‫الواجب لغة‪ :‬الساقط‪ ,‬والثابت‪.‬‬
‫الواجب اصطالحا‪ :‬ما طلب الشارع فعله طلبا جازما‪.‬‬
‫صيغته‪:‬‬
‫‪-1‬صيغة الطلب‪.‬‬
‫‪-2‬وجود قرينة خارجية‪ :‬كترتيب العقوبة على الترك‪.‬‬
‫الواجب باعبار المأمور به‪:‬‬
‫‪-1‬الواجب المعين‪ :‬ما طلبه الشارع بعينه من غير تخيير بينه وبين غيره‪.‬‬
‫حكمه‪:‬ال تبرأ ذمة المكلف إال بأدائه بعينه‪.‬‬
‫‪-2‬الواجب المخير‪:‬ما طلبه الشارع ال بعينه‪ ,‬بل ضمن أمور معينة‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬يجب على المكلف فعل واحد من األمور التي خيره الشارع فيها‪.‬‬
‫تتمة‪:‬‬
‫‪-1‬الواجب المرتب‪ :‬ما طلب الشارع فعله جزما مرتبا من خصال معينة محصورة بحيث ال‬
‫يجوز للمكلف االنتقال من خصلة إلى األخرى التي بعدها إال بعد العجز عنها‪.‬‬
‫حكمه‪:‬لزوم اإلتيان بأحد الخصال على الترتيب‪.‬‬

‫الواجب باعتبار فاعله‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-1‬الواجب العيني‪ :‬ما طلب الشارع فعله من كل فرد من أفراد المكلفين به‪.‬‬
‫حكمه‪:‬يلزم اإلتيان به من كل فرد من أفراد المكلفين‪.‬‬
‫قصد الشارع منه‪ :‬اختبار شخص المكلف بعينه باإلتيان بما يجب عليه‪.‬‬
‫‪-2‬الواجب الكفائي‪ :‬ما طلب الشارع حصوله طلبا جازما من مجموع المكلفين‪.‬‬
‫‪-‬سمي بذلك‪ :‬ألن فعل البعض كاف في تحصيل المقصود‪.‬‬
‫‪-‬الواجب الكفائي يشمل األمور الدينية والدنيوية‪.‬‬
‫‪-‬قصد الشارع منه‪ :‬وقوع الفعل نفسه ولو من فرد من األفراد‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬إذا فعله أحد المكلفين سقط الطلب عن الباقين‪ ,‬وإذا أهمله الجميع أثموا جميعا‪.‬‬
‫متى يأخذ الواجب الكفائي حكم الواجب العيني؟‬
‫أجيب‪:‬إذا لم يعلم بهذا الواجب إال فرد واحد ممن يقدر عليه‪.‬‬
‫الواجب باعتبار وقته‪:‬‬
‫‪-1‬الواجب المطلق‪ :‬ما طلب الشارع فعله ولم يعين ألدائه وقتا معينا‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬يجوز فعله في أي وقت‪ ,‬إال إذا خيف فواته بالموت‪.‬‬
‫‪2‬الواجب المقيد‪ :‬ما طلب الشارع فعله وعين ألدائه وقتا معينا‪.‬‬
‫حكمه‪:‬‬
‫‪-‬األداء‪ :‬إذا فعله المكلف في وقته المحدد له مستوفيا شروطه‪.‬‬
‫‪-‬اإلعادة‪ :‬إذا فعله في وقته غير كامل‪ ,‬ثم أعاده كامال في الوقت‪.‬‬
‫القضاء‪:‬إذا فعله بعد وقته‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫أ‪-‬الواجب الموسع‪:‬ما يكون الوقت المحدد ألدائه يسعه ويسع غيره من جنسه‪.‬‬
‫‪-‬ال يصح أداؤه إال بالنية المعينة له‪.‬‬
‫ب‪-‬الواجب المضيق‪ :‬ما يكون وقته المحدد ال يسع غيره من جنسه‪.‬‬
‫‪-‬عند الحنفية‪ :‬ال يجب على المكلف تعيينه بالنية حين أدائه في وقته؛ ألن الوقت معيار له ال‬
‫يسع معه غيره من جنسه‪.‬‬
‫‪-‬عند الجمهور‪ :‬يجب التعيين بالنية؛ ألنه من جملة اإلخالص المأمور به‪.‬‬
‫ج‪-‬الواجب ذو الشبهين‪ :‬ما كان وقته ال يسع غيره من جهة‪ ,‬ويسع غيره من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬الحج‪ :‬إن نواه مطلقا انصرف إلى الحج المفروض؛ لشبهه بالواجب المضيق‪ ,‬وإن نواه نفال‬
‫انصرف إلى ما نواه؛ لشبهه بالواجب الموسع‪.‬‬
‫الواجب باعتبار تقديره وعدمه‪:‬‬
‫‪-1‬الواجب المحدد‪ :‬ما عين الشارع له مقدارا محددا‪.‬‬
‫‪-‬حكمه‪ :‬يجب دينا في الذمة إن لم يؤده‪.‬‬
‫‪-2‬الواجب غير المحدد‪ :‬ما لم يعين الشارع مقداره‪.‬‬
‫‪-‬حكمه‪ :‬ال يثبت دينا في الذمة إال بالقضاء أو الرضا‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المندوب‬


‫المندوب لغة‪ :‬من الندب وهو الدعاء إلى أمر مهم‪.‬‬
‫المندوب اصطالحا‪ :‬ما طلبه الشارع طلبا غير جازم‪.‬‬
‫صيغته‪ :‬صيغة الطلب مع قرينة‪.‬‬
‫‪-‬أقسامه‪:‬‬
‫‪-1‬السنة المؤكدة‪:‬‬
‫أ‪-‬ما كان فعله متمما للواجبات‪.‬‬
‫ب‪-‬ما واظب عليه النبي ولم يتركه إال نادرا‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬يثاب فاعله‪ ,‬وال يعاقب تاركه‪ ,‬بل يستحق اللوم إذا كان المندوب من الشعائر الدينية‪.‬‬
‫‪-2‬النافلة‪ :‬ما فعله النبي أحيانا‪ ,‬وتركه أحيانا‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬يثاب فاعله‪ ,‬وتاركه ال يستحق اللوم‪.‬‬
‫‪-3‬سنة الزوائد‪ :‬ما اعتاده النبي من العادات البشرية‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬فاعله يستحق الثواب إذا قصد به االقتداء بالنبي‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬الحرام‬


‫الحرام لغة‪ :‬الممنوع فعله‪.‬‬
‫الحرام اصطالحا‪ :‬ما طلب الشارع تركه طلبا جازما‪.‬‬
‫الكراهة التحريمة‪ :‬طلب الشارع الترك طلبا جازما الثابت بدليل ظني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬يعرف الحرام بعدة أمور‪:‬‬
‫‪-1‬صيغة التحريم‪.‬‬
‫‪-2‬نفي الحل‪.‬‬
‫‪-3‬لفظ االجتناب المقترن بما يدل على أن الترك الزم‪.‬‬
‫‪-4‬ترتيب الشارع عقوبة على الفعل‪.‬‬
‫‪-5‬التوعد على الفعل‪.‬‬
‫حكم الحرام‪ :‬لزوم الترك واستحقاق العقاب على فعله‪.‬‬
‫‪-‬أقسامه‪:‬‬
‫‪-1‬الحرام لذاته‪ :‬ما حكم الشارع بتحريمه ابتداء‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬ال يترتب عليه أثر من اآلثار المحمودة‪.‬‬
‫‪-2‬الحرام لغيره‪ :‬ما كان مشروعا في األصل وطرأ عليه ما يقتضي تحريمه‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬يترتب عليه آثاره‪.‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬المكروه‬


‫المكروه لغة‪ :‬ضد المحبوب‪.‬‬
‫المكروه اصطالحا‪ :‬ما طلب الشارع تركه طلبا غير جازم‪.‬‬
‫صيغته‪:‬‬
‫‪-1‬لفظ الكراهة‪.‬‬
‫‪-2‬صيغة النهي المقترن بقرينة تدل على الكراهة‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬يثاب تاركه وال يعاقب فاعله‪.‬‬

‫القسم الخامس‪ :‬المباح‬


‫المباح لغة‪ :‬مشتق من اإلباحة‪ ,‬وهي اإلظهار‪ ,‬ويطلق على المأذون فيه‪.‬‬
‫المباح اصطالحا‪ :‬ما خير الشارع المكلف بين فعله وتركه‪.‬‬
‫‪-‬قد يتحول إلى المندوب بالنية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-‬طرق معرفته‪:‬‬
‫‪-1‬النص على نفي الحرج‬
‫‪-2‬النص على نفي اإلثم‬
‫‪-3‬النص على نفي الجناح‬

‫‪-‬حكمه‪ :‬فاعله ال يستحق الثواب‪ ,‬وتاركه ال يستحق العقاب‪.‬‬

‫التقسيم الثالث‪ :‬باعتبار وقت العبادة المحدد شرعا‬


‫القسم األول‪ :‬عبادة ليس لها وقت محدد‪:‬‬
‫‪-‬قد يكون له سبب‪ ,‬وقد ال يكون له سبب‪.‬‬
‫‪-‬العبادة من هذا القسم ال توصف بأداء‪ ,‬وال قضاء‪ ,‬وقد توصف باإلعادة‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬عبادة لها وقت محدد‪ ,‬لها أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪-1‬األداء‪ :‬إيقاع العبادة كلها أو بعضها في وقتها المقدر لها شرعا ولم تكن قد سبقت بأداء‬
‫مشتمل على نوع من الخلل‪ ,‬ولها صورتان‪:‬‬
‫األولى‪:‬أال تسبق العبادة بأداء أصال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تسبق بأداء ال خلل فيه‪.‬‬
‫‪-2‬اإلعادة‪ :‬إيقاع العبادة في وقتها المقدر لها شرعا مع سبقها بأداء مختل‪.‬‬
‫‪-3‬القضاء‪ :‬إيقاع العبادة بعد وقتها المقدر لها شرعا‪.‬‬
‫‪-4‬التعجيل‪ :‬إيقاع العبادة قبل وقتها المقدر لها شرعا (أجاز الشارع تقديمها على وقتها)‬

‫التقسيم الرابع‪ :‬باعتبار موافقة الحكم لدليله ومخالفته له‬


‫القسم األول‪ :‬العزيمة‪:‬‬
‫العزيمة لغة‪ :‬القصد المؤكد‪.‬‬
‫العزيمة اصطالحا‪ :‬األحكام التي شرعها هللا ابتداء‪.‬‬
‫‪-‬أقسامها‪:‬‬
‫‪-1‬ما شرع ابتداء من أول األمر لصالح المكلفين عامة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-2‬ما شرع لسبب طارئ اقتضى مشروعيته‪.‬‬
‫‪-3‬ما شرع من أحكام ناسخة ألحكام سابقة (المنسوخ كأن لم يكن)‬
‫القسم الثاني‪ :‬الرخصة‪:‬‬
‫الرخصة لغة‪ :‬اليسر والسهولة‪.‬‬
‫الرخصة اصطالحا‪:‬‬
‫‪ -‬األحكام التي شرعها هللا بناء على أعذار العباد ورعاية لحاجتهم‪ ,‬مع بقاء السبب الموجب‬
‫للحكم األصلي‪.‬‬
‫‪-‬الحكم الثابت على خالف الدليل لعذر‪.‬‬
‫أقسامها (عند الشافعية ومن وافقهم)‪:‬‬
‫‪-1‬واجبة‪ :‬العذر‪ :‬حفظ النفس‪.‬‬
‫‪-2‬مندوبة‪ :‬العذر‪ :‬المشقة‪.‬‬
‫‪-3‬مباحة‪ :‬العذر‪ :‬الحاجة‪.‬‬
‫‪-4‬خالف األولى (الترك أولى)‪ :‬العذر‪ :‬المشقة‪.‬‬
‫‪-‬حكم الرخصة‪ :‬اإلباحة‬

‫المبحث الثالث‬
‫التعريف بالحكم الوضعي وأقسامه‬
‫‪-‬الوضع لغة‪ :‬اإلسقاط والترك‬
‫‪-‬الوضع اصطالحا‪ :‬خطاب هللا المتعلق بجعل الشيء سببا لشيء آخر‪ ,‬أو شرطا له‪ ,‬أو مانعا‬
‫منه‪.‬‬
‫‪-‬سمي بالحكم الوضعي‪ :‬ألن المقصود منه وضع شيء سببا لشيء آخر‪ ,‬أو شرطا له‪ ,‬أو مانعا‬
‫منه‪ ,‬وهو منسوب إلى الوضع‪ :‬وهو الجعل‪.‬‬
‫‪-‬متعلقات الحكم الوضعي (الجمهور غير الحنفية)‪:‬‬
‫‪-4‬الصحيح‬ ‫‪-1‬السبب‬
‫‪-5‬الباطل‬ ‫‪-2‬الشرط‬
‫‪-3‬المانع‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬متعلقات الحكم الوضعي (الحنفية)‪:‬‬
‫‪-1‬الركن‪ :‬إن كان داخال في الحكم‬
‫‪-2‬العلة‪ :‬إن لم يكن داخال في الحكم‪ ,‬ويدرك العقل تأثيره‬
‫‪-3‬السبب‪ :‬إن كان ال يدرك العقل تأثيره‪ ,‬وال يكون بصنع المكلف‬
‫‪-4‬الشرط‪ :‬إن توقف عليه وجوده‬
‫‪-5‬العالمة‪ :‬ما دل على وجوده‬

‫القسم األول‪ :‬السبب‪.‬‬


‫‪-‬السبب لغة‪ :‬كل شيء يتوصل به إلى غيره‬
‫‪-‬السبب عند األصوليين‪ :‬وصف ظاهر منضبط دل الدليل السمعي على كونه معرفا لحكم‬
‫شرعي‪.‬‬
‫‪-‬تأثيره‪ :‬عند الوجود والعدم‪.‬‬
‫الوصف‪ :‬يراد به المعنى‬
‫الظاهر‪ :‬هو المعلوم غير الخفي‬
‫المنضبط‪ :‬هو المحدد الذي ال يختلف باختالف األحوال واألشخاص‬
‫‪-‬حكمه‪ :‬إذا وجد السبب مستوفيا لشروطه‪ ,‬خاليا عن الموانع‪ ,‬ترتب عليه الحكم‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الشرط‪.‬‬


‫‪-‬الشرط لغة‪ :‬العالمة‬
‫‪-‬الشرط اصطالحا‪ :‬وصف ظاهر منضبط يلزم من عدمه عدم الحكم‪ ,‬أو عدم السبب‪.‬‬
‫‪-‬تأثيره‪ :‬عند العدم‪.‬‬
‫‪-‬مثال الشرط الذي يلزم من عدمه عدم الحكم‪ :‬الشهادة في عقد الزواج‬
‫‪-‬مثال الشرط الذي يلزم من عدمه عدم السبب‪ :‬اإلحصان يكون شرطا لسببية الزنا لوجوب‬
‫الرجم‪.‬‬
‫‪-‬حكمه‪ :‬ما شرط الشارع له شروطا‪ ,‬فإن وجوده الشرعي ال يتحقق إال إذا وجدت شروطه‪,‬‬
‫ويعتبر معدوما إذا فقدت شروطه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬المانع‪.‬‬
‫‪-‬المانع لغة‪ :‬الحائل بين الشيئين‪.‬‬
‫‪-‬المانع اصطالحا‪ :‬وصف ظاهر منضبط يلزم من وجوده العدم‪ ,‬وال يلزم من عدمه وجود‬
‫وال عدم لذاته‪.‬‬
‫‪-‬تأثيره‪ :‬عند الوجود سلبا‪.‬‬
‫‪-‬أقسامه‪:‬‬
‫‪-1‬مانع للحكم‪ :‬األمر الذي يترتب على وجوده عدم ترتب الحكم على سببه مع تحقق السبب‬
‫وتوافر شروطه‪ ,‬مثل‪ :‬كون قتل الوارث لموروثه عدوانا مانعا من الميراث‪.‬‬
‫‪-2‬المانع للسبب‪ :‬األمر الذي يلزم من وجوده عدم تحقق السبب‪ ,‬مثل‪ :‬وجود الدين على من‬
‫ملك نصابا من األموال التي تجب فيها الزكاة‪ ,‬فإنه مانع من تحقق السبب في وجوب الزكاة‪.‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬الصحيح‪.‬‬


‫‪-‬الصحيح لغة‪ :‬السليم من العيوب واألمراض‪.‬‬
‫‪-‬عنداألصوليين‪ :‬ما استجمع شروطه وأركانه‪.‬‬
‫‪-‬يقال عبادة صحيحة إذا وقعت مجزئة وبرئت بها ذمة المكلف‪ ,‬وإال وجب عليه القضاء فيما‬
‫فيه قضاء‪.‬‬

‫القسم الخامس‪ :‬الباطل والفاسد‬


‫‪-‬الباطل لغة‪ :‬ضد الحق‪ ,‬وهو ما يقابل الصحة‪.‬‬
‫‪-‬الباطل والفاسد اصطالحا‪ :‬الفعل الذي ال يترتب عليه األثر المقصود منه‪.‬‬
‫‪-‬الجمهور‪ :‬الباطل يرادف الفاسد‪ ,‬والحنفية مع الجمهور فيما يتعلق بالعبادات‪.‬‬
‫‪-‬الفاسد والباطل عند الحنفية فيما يتعلق بالمعامالت‪:‬‬
‫‪-1‬الباطل‪- :‬ما لم يشرع بأصله‪ ,‬وال بوصفه‪.‬‬
‫‪-‬عدم ترتب أي أثر على التصرف‪.‬‬
‫‪-2‬الفاسد‪- :‬ما كان مشروعا بأصله دون وصفه‬
‫‪-‬ما ترتب عليه بعض اآلثار دون بعض‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫القسم السادس‪ :‬الركن‬
‫‪-‬الركن لغة‪ :‬الجانب األقوى‬
‫‪-‬الركن اصطالحا‪ -:‬ما يقوم به الشيء ويكون داخال فيه‬
‫‪-‬ما توقف الشيء على وجوده وكان جزأ من حقيقته‬

‫القسم السابع‪ :‬العلة‬


‫‪-‬لغة‪ :‬معنى يحل بالمحل فيتغير به حال المحل بال اختيار‬
‫‪-‬اصطالحا‪:‬األمر الخارج المؤثر الذي يضاف إليه وجوب الحكم ابتداء‬

‫القسم الثامن‪ :‬العالمة‬


‫‪-‬لغة‪ :‬ما ينصب في الطريق فيهتدى به‬
‫‪-‬اصطالحا‪ :‬ما يعرف به وجوب الحكم من غير أن يتعلق به وجوب‪ ,‬وال وجود‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like