You are on page 1of 21

‫المنهاج في علم القواعد الفقهية‬

‫د‪ .‬رياض بن منصور الخليفي‬

‫متن مختصر في علم القواعد‬


‫الفقهية‬
‫تقريظ فضيلة الشيخ ‪ /‬عبد الرحمن بن عبد الخالق‬

‫الحمد لله رب العالمين الذي علم بالقلمم ‪ ،‬علم النإسان‬


‫ما لم يعلمم ‪ ،‬والصلةا والسلما على رسوله المين ؛ الذي‬
‫أوتي جوامع الكلم ‪ ،‬وعلى أصحابه الذين كانإوا أعمق‬
‫الناس علما وأبرهم قلوبا وأقلهم تكلفا ‪.‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فإنإي قرأت مختصر الخأ ‪ :‬رياض الخليفي } المنهاج في‬
‫علم القواعد الفقهية { ‪ ،‬فوجدته مختصرا مفيدا نإافعا ؛‬
‫ضدت مسائله تنضيدا ‪،‬‬ ‫قد أأحكمت عباراته إحكاما ‪ ،‬ونإ أ ّ‬
‫فصلت قواعده ‪ ،‬وإنإه لمختصر خليق بأن‬ ‫وبانإت مقاصده و أ‬
‫درس لطلب العلم المقبلينم على فقه‬ ‫يأنشر ويأحفظ وي أ ّ‬
‫الدين ‪ ،‬والمبتدئين في علم الفقه ‪ ،‬فإن الكليات مقدمة‬
‫في العلم على الجزئيات ‪.‬‬
‫والله سبحانإه وتعالى أسأل أن يجزي مؤلفه خيرا ‪ ،‬وأن‬
‫يكتب لمختصره هذا النفع والقبول ‪.‬‬

‫وكتبه ‪ :‬عبدم الرحمن بن عبد الخالق‬

‫‪2‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلمم على سيدنإام‬
‫محمد خاتم النبيين ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فهذه جمل سنية في علم القواعد الفقهية ‪ ،‬لخصتها‬
‫تبصرةا للمبتدينم ‪ ،‬وتذكرةا للمنتهين ‪ ،‬وعمدةا للحفظة‬
‫النابهين ‪ ،‬ومن يرد الله به خير يفقهه في الدين ‪،‬‬
‫نإظمتها في سلك مبتكر ‪ ،‬ولفظ جامع مختصر ‪ ،‬وسميتها‬
‫" المنهاج في علم القواعد الفقهية " ‪ ،‬والله أسأل أن‬
‫يصلح القصد ‪ ،‬ويجزل الجر ‪ ،‬ويحسن العمل ‪.‬‬

‫* تعريف القواعد الفقهية ‪:‬‬


‫اعلم م رحمك الله م أن القواعد الفقهية تعرف باعتبارين‬
‫هما ‪ :‬الوصفية ‪ ،‬والعلميةم ‪.‬‬
‫فباعتبار الوصفية ‪ :‬لفظ مؤلف من جزئين ‪ :‬أحدهما ‪:‬‬
‫القواعد ‪ ،‬والخر ‪ :‬الفقهية ‪.‬‬
‫فالقواعد ‪ :‬جمع قاعدةا ‪ ،‬وهي لغة ‪ :‬الساس ‪.‬‬
‫واصطلحا ‪ :‬قضية كلية منطبقة على جزيئاتها ‪ ،‬وهي‬
‫أغلبية ‪.‬‬
‫والفقهية ‪ :‬مصدر صناعي للفقه ‪ ،‬والفقه لغة ‪ :‬الفهم‬
‫مطلقا ‪.‬‬
‫واصطلحا ‪ :‬العلم بالحكاما الشرعية العملية المكتسبة‬
‫من أدلتها التفصيلية ‪.‬‬
‫فقولنا ‪ :‬الحكاما ‪ :‬جمع حكم ‪ ،‬وهو لغة ‪ :‬إسناد أمر لخر‬
‫إثباتا أو نإفيا ‪.‬‬
‫واصطلحا ‪ :‬خطاب الشرع المتعلقم بأفعال المكلفين ‪،‬‬
‫اقتضاء ‪ ،‬أو تخييرا ‪ ،‬أو وضعا ‪.‬‬
‫والحكاما الشرعية تنقسم إلى قسمين ‪ :‬تكليفيةم‬
‫ووضعية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فالتكليفية ‪ :‬خمسة في الصح ‪ ،‬وهي ‪ :‬اليجاب ‪ ،‬والندب‬
‫‪ ،‬والباحة ‪ ،‬والكراهة ‪ ،‬والتحريم ‪.‬‬
‫والوضعية ‪ :‬ثلثة على الشأهر ‪ ،‬وهي ‪ :‬السبب ‪ ،‬والشرط‬
‫‪ ،‬والمانإع ‪.‬‬
‫والدليل لغة ‪ :‬المرشأد ‪.‬‬
‫واصطلحا ‪ :‬ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى‬
‫مطلوب خبري ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ما يلزما من العلم به العلم بشيء آخر ‪.‬‬
‫وباعتبارم العلمية على الفن المخصوص فهو ‪ :‬العلم‬
‫بالحكاما الكلية الفقهية التي تنطبق على جزئيات تأعرف‬
‫أحكامها منها ‪.‬‬
‫* الفرق بين القواعد الفقهية والضوابط ‪ ،‬والشأباهم‬
‫والنظائر ‪ ،‬والمثال ‪ ،‬والفروق ‪:‬‬
‫القواعد الفقهية أحكاما فقهية كلية تشمل أكثر من باب‬
‫فقهي ‪.‬‬
‫وأما الضابط م عند المتأخرين م فهو ‪ :‬ما اختص من‬
‫القواعد الفقهية بباب معين ‪.‬‬
‫ومثال الضابط في الطهارةا ‪ :‬كل نإجس محرما ‪ ،‬ل العكس‬
‫‪ ،‬ومثاله في الدعاوى والقضاء حديثم ‪ " :‬البينة على‬
‫المدعي ‪ ،‬واليمين على من أنإكر "‪. 1‬‬
‫والشأباه والنظائر والمثال ‪ :‬أوصاف متقاربة لمسائل‬
‫فرعية ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مترادفة ‪.‬‬
‫وضابط الفروع في القواعد الفقهية ‪ :‬ما اتحد صورةا‬
‫وحكما ‪.‬‬
‫وضابط الفروع في الفروق ‪ :‬ما اتحد صورةا ل حكما ‪.‬‬

‫* أهمية القواعد الفقهية ‪:‬‬

‫‪ 1‬م أصله في الصحيحين ‪ ،‬وبوب له البخاري بلفظه ) ‪ ، ( 9/109‬ولمسلم بلفظ آخر برقم )‬
‫‪ ، ( 3229‬وصححه بهذا اللفظ اللبانإي في إرواء الغليل ) ‪. ( 6/357‬‬

‫‪4‬‬
‫قال القرافي م رحمه الله م ‪ ) :‬وهذه القواعد مهمة في‬
‫الفقه ‪ ،‬عظيمة النفع ‪ ،‬وبقدر الحاطة بها يعظم قدر‬
‫الفقيه ويشرف ‪ ،‬ويظهر رونإق الفقه ويعرف ‪ ،‬وتتضح‬
‫مناهج الفتاوى وتكشف ‪ ، ...‬ومن ضبط الفقه بقواعدهم‬
‫استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات ‪ ،‬لنإدراجها في الكليات‬
‫‪ ،‬واتحد عنده ما تناقص عند غيره وتناسبم (‪.1‬‬
‫وقال السيوطي م رحمه الله م ‪ ) :‬اعلم أن فن الشأباه‬
‫والنظائر فن عظيم ‪ ،‬به يطلع على حقائق الفقه‬
‫ومداركه ‪ ،‬ومآخذهم ‪ ،‬وأسراره ‪ ،‬ويتمهر في فهمه‬
‫واستحضاره ‪ ،‬ويقتدرم على اللحاق والتخريج ‪ ،‬ومعرفة‬
‫أحكاما المسائل التي ليست بمسطورةا ‪ ،‬والحوادث‬
‫والوقائع التي ل تنقضي على ممر الزمان ‪ ،‬ولهذا قال‬
‫بعض أصحابنا ‪ :‬الفقه معرفة النظائر (‪.2‬‬
‫ووصف ابن نإجيم م رحمه الله م القواعد الفقهية بأنإها ‪:‬‬
‫) أصول الفقه في الحقيقة ‪ ،‬وبها يرتقي الفقيه إلى‬
‫درجة الجتهاد ( ‪. 3‬‬

‫* الستدلل بالقواعدم الفقهية ‪:‬‬


‫إن وجد النص على القاعدةام الفقهية ‪ ،‬وصح سنده ومعناهم‬
‫‪ ،‬فالحجة بالنص في كونإه قاعدةا تخرج عليها الفروع ‪.‬‬
‫وإن عدما النص وصح الستقراء فالقاعدةا الفقهية حجة‬
‫للستقراء ‪ ،‬وعمل بالظن الراجح ‪ ،‬ولعموما أدلة القياس ‪.‬‬
‫وإل فهي في الحكم كفرع فقهي ‪.‬‬

‫* علقة القواعد الفقهية بالفقه وأصوله ‪:‬‬


‫الفقه علم بمسائل الفروع بأدلتها التفصيلية ‪ ،‬وأصول‬
‫الفقه علم بأدلة الفقه الجمالية ‪ ،‬والقواعدم الفقهية‬
‫علم بالحكاما الكلية للفروع الفقهية ‪.‬‬

‫‪ 1‬م الفروق للقرافي ) ‪. ( 1/3‬‬

‫‪ 2‬م الشأباه والنظائر للسيوطي ص ‪. 6‬‬

‫‪ 3‬م الشأباه والنظائر لبن نإجيم ص ‪. 6‬‬

‫‪5‬‬
‫فالقواعد الفقهية أخص من الفقه ‪ ،‬ومن أصوله ‪،‬‬
‫والتباين بينهما في أكثر المبادئ العشرةا للعلوما‪.4‬‬
‫واستمداد القواعد الفقهية من فروع الفقه وأدلته‬
‫التفصيلية ‪ ،‬ومتعلقها أفعال المكلفين ‪.‬‬

‫* واضع علم القواعد الفقهية ‪:‬‬


‫وردت طائفة من القواعد الفقهية منثورةا في نإصوص‬
‫الشرع نإصا أو معنى ‪ ،‬ثم تلقاها الصحابة وعملوام بها قبل‬
‫تدوينها كعلم مستقل ‪ ،‬فالوجود العملي للعلوما سابق‬
‫على وجودها التدوينيم ‪.‬‬
‫وأقدما من جمع القواعد الفقهية م فيما بلغنا م أبو طاهر‬
‫الدباس في حادثة مشهورةا ‪ ،‬فقد رد مذهب أبي حنيفة‬
‫إلى سبع عشرةا قاعدةا ‪ ،‬ثم تبعه الكرخي في أصوله الذي‬
‫هو أول مصنف في القواعد الفقهية ‪ ،‬وضمنه نإحوا من‬
‫أربعين قاعدةا ‪.‬‬

‫* حكم تعلمم القواعد الفقهية ‪:‬‬


‫تعلها فرض كفاية ‪ ،‬إذا قاما به من يكفي نإدب للباقين ‪،‬‬
‫وإل أثم الجميع ‪.‬‬

‫* أقساما القواعد الفقهية ‪:‬‬


‫تنقسم القواعد الفقهية باعتبارم الصالة والتبعية إلى‬
‫قسمين ‪:‬‬

‫‪ 4‬م المبادئ في كل علم عشرةا هي ‪ ) :‬حد العلم ‪ ،‬وموضوعه ‪ ،‬وثمرته ‪ ،‬وفضله ‪ ،‬ونإسبته ‪،‬‬
‫وواضعه ‪ ،‬واسمه ‪ ،‬واستمداده ‪ ،‬وحكمه شأرعا ‪ ،‬ومسائله ( ‪.‬‬

‫قال الناظم ‪:‬‬

‫الحد والموضوع ثم الثمرةا‬ ‫إن مبادئ كل فمن عشرةا‬

‫السمم لستمداد حكم الشارع‬ ‫وفضله ونإسبة والواضع‬

‫ومن درى الجميع حاز الشرفا‬ ‫ممسائل والبعض بالبعض اكتفى‬

‫‪6‬‬
‫أصلية ‪ :‬ل يؤول معناها إلى قاعدةا أكبر منها كالخمس‬
‫الكبرى ‪.‬‬
‫وتبعية ‪ :‬كالمتفرعة عنها ‪.‬‬
‫وتنقسم باعتبارم الشمول إلى ثلثة أقساما ‪ :‬كلية كبرى ‪،‬‬
‫وكلية ‪ ،‬وكلية فرعية ‪.‬‬
‫وتنقسم باعتبارم الوفاق والخلف إلى ثلثة أقساما ‪:‬‬
‫متفق عليها مطلقا ‪ ،‬وفي المذهب ‪ ،‬ومختلف فيه ‪.‬‬

‫* القواعد الكلية الكبرى ‪:‬‬


‫وهي خمس م على الشأهر م ‪:‬‬
‫‪ -1‬المور بمقاصدها ‪.‬‬
‫‪ -2‬اليقين ل يزول بالشك ‪.‬‬
‫‪ -3‬المشقة تجلب التيسير ‪.‬‬
‫‪ -4‬الضرر يزال ‪.‬‬
‫‪ -5‬العادةا محكمة ‪.‬‬

‫* القاعدةا الكلية الولى ‪ :‬المور بمقاصدها ‪:‬‬


‫أصلها حديثم ‪ " :‬إنإما العمال بالنيات "‪. 1‬‬
‫قال الشافعي م رحمه الله م ‪ ) :‬حديث النية يدخل في‬
‫سبعين بابا من العلم ( ‪. 2‬‬
‫وعده العلماء من أصول السلما وقواعده التي ترد إليها‬
‫جميع الحكاما ‪.‬‬
‫والنية لغة ‪ :‬العزما على الشيء ‪.‬‬

‫‪ 1‬م متفق عليه ‪ ،‬أخرجه البخاري برقم ) ‪ ، ( 1‬ومسلم برقم ) ‪. ( 1907‬‬

‫‪ 2‬م الشأباه والنظائر للسيوطي ص ‪. 9‬‬

‫‪7‬‬
‫وشأرعا ‪ :‬قصد التعبد لله بالفعل أو الترك ‪.‬‬
‫والقصد بالنية تمييز العمال العبادية عن بعضها ‪ ،‬وعن‬
‫العادية ‪.‬‬
‫وفي كونإها ركنا أو شأرطا خلف ‪.‬‬
‫وشأروطها أربعة ‪ :‬السلما ‪ ،‬والتمييز ‪ ،‬والعلمم بالمنوي ‪،‬‬
‫وانإتفاء المنافي ‪.‬‬
‫والخلص شأرط قبول ‪ ،‬ومحلها القلب ‪ ،‬ول يشترط‬
‫التلفظ بها ‪ ،‬ول يكفي وحده ‪.‬‬
‫والصل اقترانإها بالعمل ‪ ،‬وقد تتقدما عليه ‪.‬‬
‫والقواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬
‫العبرةا في العقود للمقاصد والمعانإي ل لللفاظ‬ ‫‪-1‬‬
‫والمبانإي ‪ :‬كمن باع سلعة بعوض لكن بلفظ الهبة‬
‫‪ ،‬فإنإما هو عقد بيع ل عقد هبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن تعجل الشيء قبل أوانإه عوقب بحرمانإه ‪:‬‬
‫كقاتل مورثه ل يرث ‪.‬‬
‫الوسائل لها أحكاما المقاصد ‪ :‬كالسفر له حكم ما‬ ‫‪-3‬‬
‫قصد به ‪.‬‬
‫قال ابن سعدي م رحمه الله م ‪ ) :‬وهذه القاعدةا‬
‫من أنإفع القواعد وأعظمها وأكثرها فوائد ‪،‬‬
‫ولعلها يدخل فيها ربع الدين ( ‪. 1‬‬
‫‪ -4‬ويغتفر في الوسائل ما ل يغتفر في المقاصد ‪:‬‬
‫كالنظر إلى المخطوبة ‪.‬‬
‫وإذا اتحد المران جنسا ومقصدا دخل أحدهما في‬ ‫‪-5‬‬
‫الخر ‪ :‬كالغسل الواحد بنيات متعددةام ‪.‬‬
‫* القاعدةا الكبرى الثانإية ‪ :‬اليقين ل يزول بالشك ‪:‬‬
‫أصلها الحديث ‪ " :‬فليطرح الشك وليبن على ما استيقن‬
‫"‪. 2‬‬
‫‪ 1‬م رسالة في القواعد الفقهية لبن سعدي ص ‪. 31‬‬

‫‪ 2‬م أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري برقم ) ‪. ( 3/204 ) ( 888‬‬

‫‪8‬‬
‫قال النووي م رحمه الله م ‪ ) :‬وهذا الحديث أصل من‬
‫أصول السلما ‪ ،‬وقاعدةام عظيمة من قواعد الفقه ‪ ،‬وهي‬
‫‪ :‬أن الشأياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلف‬
‫ذلك ‪ ،‬ول يضر الشك الطارئ عليها (‪. 1‬‬
‫وقال السيوطي م رحمه الله م ‪ ) :‬اعلم أن هذه القاعدةا‬
‫تدخل في جميع أبواب الفقه ‪ ،‬والمسائل المخرجة عليها‬
‫تبلغ ثلثة أرباع الفقه وأكثر ( ‪. 2‬‬
‫ومراتب الدراك خمس ‪ :‬العلمم ‪ ،‬والظن ‪ ،‬والشك ‪،‬‬
‫والوهم ‪ ،‬والجهل ‪.‬‬
‫فالعلم ‪ :‬العتقاد الجازما المطابق للواقع ‪ ،‬ويرادفه‬
‫اليقين ‪ ،‬ل المعرفة ‪.‬‬
‫والظن ‪ :‬إدراك الطرف الراجح من أمرين جائزين ‪.‬‬
‫والشك ‪ :‬تجويز أمرين ل مزية لحدهما على الخر ‪.‬‬
‫والوهم ‪ :‬إدراك الطرف المرجوح من أمرين جائزين ‪.‬‬
‫والجهل ‪ :‬تصور الشيء على خلف ما هو به في الواقع ‪،‬‬
‫فإن اعتقد ذلك فهو الجهل المركب ‪ ،‬وإل فالبسيط ‪،‬‬
‫وهو عدما العلم مطلقا ‪.‬‬
‫والقواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬
‫الصل بقاء ما كان على ما كان ‪ ،‬وبمعناها ) دليل‬ ‫‪-1‬‬
‫الستصحاب ( ‪ :‬كاستصحاب الطهارةا مع الشك‬
‫بالحدث ‪ ،‬أو العكس ‪.‬‬
‫والصل في الذمة البراءةا ‪ :‬كالتهمة بالعدوان ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬والصل في الطارئ العدما ‪ :‬كتقديم نإفي العامل‬


‫الربح في المضاربة ‪.‬‬
‫والصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته ‪ :‬كمن‬ ‫‪-4‬‬
‫رأى منيا لزمه إعادةا الصلوات من آخر نإومة ‪.‬‬
‫وما ثبت بيقين ل يرتفع إل بيقين ‪ :‬كمن شأك في‬ ‫‪-5‬‬
‫طلق زوجته يحكم بعدما طلقه ما لم يتيقن ‪.‬‬
‫‪ 1‬م الشأباه والنظائر لبن نإجيم ص ‪. 6‬‬

‫‪ 2‬م الشأباه والنظائر لبن نإجيم ص ‪. 6‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -6‬والصل في العادات والمعاملتم الباحة ‪ ،‬وكذا‬
‫في العيان مع الطهارةا ‪ :‬كالمياه ‪ ،‬والصل في‬
‫العبادات التحريم ‪.‬‬
‫‪ -7‬والصل في التعدي على الضروريات الخمسة‬
‫التحريم ‪.‬‬
‫والضروريات الخمس هي ‪ :‬النفس ‪ ،‬والدين ‪،‬‬
‫والعقل ‪ ،‬والمال ‪ ،‬والعرض ‪.‬‬
‫والشبهات تسقط الحدود ل التعزيرات ‪ :‬وأصلها‬ ‫‪-8‬‬
‫الخبر الموقوف " ادرءوا الحدود بالشبهات " ‪،1‬‬
‫وانإعقد الجماع على معناه ‪.‬‬
‫‪ -9‬ول ينسب إلى ساكت قول ‪ ،‬لكن السكوت في‬
‫موضع الحاجة إلى البيان إقرار وبيان ‪ :‬كسكوت‬
‫البكر عند استئمارها قبل التزويج ‪.‬‬
‫‪ -10‬ول عبرةا بالدللة في مقابلة التصريح ‪ :‬كنص‬
‫الواقف يقدما على عرف الواقفين في زمنه ‪.‬‬
‫ول عبرةا بالظن البين خطؤه ‪ :‬كمن ادّعي عليه‬ ‫‪-11‬‬
‫دين فصالح المدعي ‪ ،‬ثم بانإت براءةا ذمته ‪ ،‬فله‬
‫استرداد العوض ‪.‬‬
‫‪ -12‬ول حجة م في مقاما التهمة م مع الحتمال‬
‫الناشأئ عن دليل ‪ :‬كإقرار النإسان في مرض‬
‫موته بالدين لحد ورثته ‪ ،‬فمع صحة التصرف‬
‫مجردا ‪ ،‬إل أنإه ل عبرةا به مع قرينة التهمة ‪ ،‬وهي‬
‫قصد حرمان البقية ‪.‬‬
‫‪ -13‬والثابت بالبرهان كالثابت بالعيان ‪.‬‬
‫والممتنعم عادةا كالممتنعم حقيقة ‪ :‬كدعوى‬ ‫‪-14‬‬
‫الفقير أموال عظيمة على آخر ‪ ،‬ول بينة له على‬
‫تملكها ‪.‬‬

‫‪ 1‬م بوب له البيهقي في السنن الكبرى بلفظه ) ‪ ، ( 8/238‬وهو مروي بأسانإيد موقوفة عن‬
‫ابن مسعود وعن عائشة رضي الله عنهما ‪ ،‬وأخرجه الترمذي بلفظ ‪ " :‬ادرءوا الحدود عن‬
‫المسلمين ما استطعتم " ) ‪ ( 5/322‬برقم ) ‪ ، ( 1344‬وكذا الحاكم في المستدرك )‬
‫‪ ( 19/41‬برقم ) ‪. ( 8276‬‬

‫‪10‬‬
‫* القاعدةا الكبرى الثالثة ‪ :‬المشقة تجلب التيسير ‪:‬‬
‫أصلها قوله تعالى ‪ } :‬وما جعل عليكمم في الدين من‬
‫حرج {‪. 1‬‬
‫والمشقة ‪ :‬الحرج في التكليف ‪ ،‬والتيسير ‪ :‬التخفيف‬
‫والتسهيل ‪.‬‬
‫وللتخفيف أسباب وأنإواع ‪ :‬فأسباب التخفيف سبعة ؛‬
‫وهي ‪ :‬السفر ‪ ،‬والمرض ‪ ،‬والكراه ‪ ،‬و النسيان ‪ ،‬والجهل‬
‫‪ ،‬والعسر أو عموما البلوى ‪ ،‬والنقص ‪.‬‬
‫وأنإواع التخفيف سبعة أيضا ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫إسقاط ‪ :‬كإسقاط الصلةا عن الحائض ‪.‬‬
‫وتنقيص ‪ :‬كالقصر في السفر ‪.‬‬
‫وإبدال ‪ :‬كالتيممم ‪.‬‬
‫وتقديم وتأخير ‪ :‬كالجمع في السفر ‪.‬‬
‫وترخيص ‪ :‬كلبس الرجل الحرير للحكة ‪.‬‬
‫وتغيير ‪ :‬كصفة صلةا الخوف ‪.‬‬
‫والرخص ترد عليها الحكاما التكليفية الخمسة ‪.‬‬

‫والقواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬

‫‪ 1‬م الحج ‪. 78 /‬‬

‫‪11‬‬
‫الضروريات تبيح المحظورات ‪ :‬كالتلفظم بالكفر‬ ‫‪-1‬‬
‫مكرها ‪ ،‬وأصلها قوله تعالى ‪ } :‬وقد فصل لكم ما‬
‫حرما عليكم إل ما اضطررتم إليه {‪. 1‬‬
‫‪ -2‬والضرورات تقدر بقدرها ‪.‬‬
‫‪ -3‬والضرورات ل تبطل حق الغير ‪ :‬كمن أكل طعاما‬
‫للغير بغير إذنإه اضطرارا فإنإه يضمنه ‪.‬‬
‫‪ -4‬والحاجة المتحققة تنزل منزلة الضرورةا عامة كانإت‬
‫أو خاصة ‪ :‬كإباحة عقد الجارةا ‪.‬‬
‫والمصالح كالمطالب ثلثة ‪ :‬ضروري ‪ ،‬وحاجي ‪،‬‬
‫وتحسيني ‪ ،‬وما سواها فزينة وفضول ‪.‬‬
‫‪ -5‬ول واجب مع العجز ‪ :‬كجواز ترك الصوما للعاجز عنه‬
‫‪.‬‬
‫وما حرما تحريم الوسائل يباح للحاجة ‪ :‬كبيع العرايا ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وكذا المكروه ‪.‬‬
‫والميسور ل يسقط بالمعسور ‪ :‬كوجوب ستر ما‬ ‫‪-7‬‬
‫أمكن من العورةا للصلةا ‪ ،‬وأصلها حديث ‪ " :‬وما‬
‫أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتمم "‪. 2‬‬
‫وإذا خير المكلف بين أمرين اختار أيسرهما ‪ ،‬ما لم‬ ‫‪-8‬‬
‫يكن إثما ‪ ،‬وأصلها حديثم ‪ " :‬ما خير رسول الله م‬
‫صلى الله عليه وسلمم م بين أمرين إل اختار أيسرهما‬
‫‪3‬‬
‫ما لم يكن إثما ‪ ،‬فإن كان إثما كان أبعد الناس منه "‬
‫‪.‬‬
‫‪ -9‬وإذا تعذر الصل يصار إلى البدل ‪ ،‬وله حكمه ‪:‬‬
‫كالتيمم ‪.‬‬
‫‪ -10‬وما جاز لعذر بطل بزواله ‪ :‬كمن تيمم لعذر يجب‬
‫عليه الوضوء متى زال عذرهم ‪.‬‬

‫‪ 1‬م النإعاما ‪. 119 /‬‬

‫‪ 2‬م رواه مسلم عن أبي هريرةا برقم ) ‪. ( 1337‬‬

‫‪ 3‬م متفق عليه عن عائشة م رضي الله عنها م ‪ ،‬أخرجه البخاري برقم ) ‪ ، ( 6288‬ومسلم‬
‫برقم ) ‪ ، ( 4295‬واللفظ له ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -11‬والرخص ل تناط بالمعاصي ‪ ،‬والصح خلفه ‪:‬‬
‫كسفر المعصية ‪.‬‬
‫‪ -12‬والجر على قدر المنفعة ل المشقة ‪ :‬وأصلها حديث‬
‫أجرك على قدر نإصبك "‪. 1‬‬
‫ِ‬ ‫‪":‬‬
‫ومعناها ‪ :‬المشقة ليست مقصودةا لذاتها‪ ،‬لكن إذا‬
‫احتفت بالعبادةا المشروعة عظم الجر ‪.‬‬
‫قال ابن تيمية م رحمه الله م ‪ ) :‬خير العمال ما كان‬
‫لله أطوع ولصاحبه أنإفع ‪ ،‬وقد يكون ذلك أيسر‬
‫العملين ‪ ،‬وقد يكون أشأدهما ‪ ،‬فليس كل شأديد‬
‫فاضل ‪ ،‬ول كل يسير مفضول ‪ ،‬بل الشرع إذا أمرنإا‬
‫بأمر شأديد فإنإما يأمر به لما فيه من المنفعة ‪ ،‬ل‬
‫لمجرد تعذيبم النفس ( ‪. 2‬‬

‫* القاعدةا الكبرى الرابعة ‪ :‬الضرر يزال ‪:‬‬


‫أصلها حديثم ‪ " :‬ل ضرر ول ضرار "‪. 3‬‬
‫قال أبو داود م رحمه الله م ‪ ) :‬الفقه يدور على خمسة‬
‫أحاديث ( ‪ ،‬وذكر منها هذا الحديث‪. 4‬‬
‫وقال ابن النجار م رحمه الله م ‪ ) :‬وهذه القاعدةام فيها من‬
‫الفقه ما ل حصر له ‪ ،‬ولعلها تتضمن نإصفه ‪ ،‬فإن الحكاما‬
‫إما لجلب المنافع أو لدفع المضار ؛ فيدخل فيها دفع‬

‫‪ 1‬م أصله في الصحيحين عن عائشة ‪ ،‬البخاري برقم ) ‪ ( 1787‬بلفظ ‪ " :‬على قدر نإفقتك أو‬
‫نإصبك " ‪ ،‬وشأرحه لبن حجر ) ‪، ( 3/610‬ومسلم برقم ) ‪ ( 877-2‬ط عيسى الحلبي ‪،‬‬
‫وبلفظه في المستدرك للحاكم رقم ) ‪ ، ( 4/279 ) ( 1687‬والدارقطني برقم ) ‪) ( 2762‬‬
‫‪. ( 7/9‬‬

‫‪ 2‬م مجموع الفتاوى لبن تيمية ‪ ، 22/313‬وانإظر أيضا ‪. 25/281‬‬

‫‪ 3‬م أخرجه مالك في الموطأ )‪ ( 5/37‬برقم ) ‪ ، ( 1234‬وابن ماجه عن ابن عباس برقم )‬
‫‪ 2331‬م ‪ ، ( 2332‬وأخرجه أحمد في المسند عنه برقم ) ‪ } ( 2719‬قال شأعيب‬
‫الرنإاؤوط ‪ :‬حسن { ‪ ،‬والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري ) ‪ ( 5/454‬برقم )‬
‫‪ ، ( 2305‬وكذا الدارقطني عن أبي سعيد الخدري ) ‪ ( 7/375‬برقم )‪ ، ( 3124‬وعنده عن‬
‫عائشة ) ‪ ، ( 5/459‬ونإقل ابن رجب في جامع العلوما والحكم ) ص ‪ : ( 287‬عن أبي عمرو‬
‫ابن الصلح قوله ‪ ) :‬هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ‪ ،‬ومجموعها يقوي الحديث‬
‫ويحسنه ‪ ،‬وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به ‪ ،‬وقول أبي داود أنإه من الحاديث التي‬
‫يدور عليها الفقه يشعر بكونإه غير ضعيف ( ‪ ،‬وقال اللبانإي في السلسلة الصحيحة ‪ :‬صحيح‬
‫) ‪ ( 1/498‬برقم ) ‪. ( 250‬‬

‫‪ 4‬م وهي ‪ " :‬العمال بالنيات " ‪ ،‬و " الحلل بين " ‪ ،‬و " ل ضرر " ‪ ،‬و " ما نإهيتكم عنه " ‪ ،‬و "‬
‫من حسن إسلما المرء " ‪ ،‬وانإظر ‪ :‬الشأباه والنظائر للسيوطي ص ‪. 9‬‬

‫‪13‬‬
‫الضروريات الخمسة ؛ التي هي ‪ :‬حفظ الدين ‪ ،‬والنفس ‪،‬‬
‫والنسب ‪ ،‬والمال ‪ ،‬والعرض ( ‪. 1‬‬
‫فالصل نإفي الضرر وتحريمه مطلقا ‪ ،‬ابتداء أو مقابلة ‪،‬‬
‫عاما أو خاصا ‪ ،‬على النفس أو الغير ‪ ،‬قبل وقوعه أو بعده‬
‫‪ ،‬إل ما أثبته الشرع كالحدود والقصاص ‪.‬‬
‫والقواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصل في المضار المنع وفي المنافع الباحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرر ل يزال بمثله ‪.‬‬
‫‪ -3‬ويدفع بقدر المكان ‪.‬‬
‫‪ -4‬ول يكون قديما ‪ :‬فل يبرر وجود الضرر بالتقادما ‪ ،‬بل‬
‫تجب إزالته ‪.‬‬
‫‪ -5‬ويتحمل الضرر الخف أو الخص لدفع الضرر الشأد‬
‫أو العم ‪ :‬كرمي العدو إذا تترس ببعض المسلمين ‪.‬‬
‫* القاعدةا الكبرى الخامسة ‪ :‬العادةا محكمة ‪:‬‬
‫أصلها قوله تعالى ‪ } :‬خذ العفو وأمر بالعرف { ‪،2‬‬
‫وحديث ‪ " :‬ما رآه المسلمون حسنا ‪ ،‬فهو عند الله حسن‬
‫‪ ،‬وما رآه المسلمون سيئا ‪ ،‬فهو عند الله سيء "‪. 3‬‬
‫والعادةا لغة ‪ :‬من العود ‪ ،‬وهو معاودةا الشيء وتكراره ‪،‬‬
‫ويرادفها العرف مطلقا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بل العرف العملي‬
‫خاصة ‪ ،‬والخلف لفظي ‪.‬‬
‫والعادةا في الصطلح ‪ :‬ما اشأتهر بين الناس وتعارفوا‬
‫عليه ‪ ،‬ولم يخالف شأرعا أو شأرطا ‪.‬‬
‫ومحكّمة ‪ :‬من التحكيم ‪ :‬وهو جعل الشيء حكما ‪.‬‬

‫‪ 1‬م شأرح الكوكب المنير للفتوحي المعروف بابن النجار الحنبلي ‪. 444-4/443‬‬

‫‪ 2‬م العرافم ‪. 199 /‬‬

‫‪ 3‬م موقوف على عبد الله بن مسعود بإسناد صححه الحاكم في المستدرك ) ‪ ( 7/453‬برقم )‬
‫‪ ، ( 3418‬ووافقه الذهبي ‪ ،‬وأخرجه أحمد )‪ ( 7/453‬برقم ) ‪ ، ( 34418‬قال عنه شأعيب‬
‫الرنإاؤوط ‪ :‬إسناده حسن برقم ) ‪ ، ( 3600‬قال العلئي ‪ ) :‬ولم أجده مرفوعا في شأيء‬
‫من كتب الحديث أصل ‪ ،‬ول بسند ضعيف بعد طول البحث وكثرةا الكشف والسؤال ‪ ،‬وإنإما هو‬
‫من قول عبد الله بن مسعود موقوفا عليه ( ‪ ،‬وانإظر ‪ :‬كشف الخفاء للعجلونإي ‪، 2/245‬‬
‫وأيضا ‪ :‬الشأباه والنظائر لبن نإجيم ص ‪ ، 37‬وللسيوطي ص ‪. 89‬‬

‫‪14‬‬
‫وبمعنى قاعدةا ) العادةا محكمة ( دليل ) العرف والعادةام (‬
‫عند الصوليين ‪.‬‬
‫قال ابن نإجيمم م رحمه الله م ‪ ) :‬واعلمم أن اعتبار العادةا‬
‫والعرف يرجع إليه في مسائل كثيرةا ‪ ،‬حتى جعلوا ذلك‬
‫أصل ( ‪. 1‬‬
‫والحقائق كالمعانإي ثلث ‪ :‬شأرعي ‪ ،‬ولغوي ‪ ،‬وعرفي ‪.‬‬
‫وفي المقدما منها عند التعارض تفصيل وخلف ‪ ،‬والصل‬
‫الصح تقديم الشرع ‪ ،‬فاللغة ‪ ،‬فالعرف ‪.‬‬
‫وما ورد به الشرع يصار إلى ضابطه فيه ‪ :‬كالصلةا ‪ ،‬فإن‬
‫عدما فاللغة ‪ :‬كاللحية ‪ ،‬إل فالعرف ‪ :‬كالسفر والقبض‬
‫والحرز ‪.‬‬

‫القواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬


‫استعمال الناس حجة يجب العمل بها ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وإنإما تعتبر العادةا إذا اطردت ل إذا اضطربت ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬والعبرةا بالعرف الغالب والمقارن ‪ ،‬ل النادر‬


‫والمتأخر ‪.‬‬
‫والحقيقة قد تترك بدللة العادةا ‪ :‬كلفظ هجر الناس‬ ‫‪-4‬‬
‫معناه الحقيقي إلى معنى آخر عرفي ‪ ،‬كالدابة ‪:‬‬
‫لفظ يطلق على كل ما يدب على الرض ‪ ،‬وخصصه‬
‫العرف بالبهيمة ‪.‬‬
‫‪ -5‬والكتاب كالخطاب ‪.‬‬
‫‪ -6‬والشأارةا المعهودةا للخرس كالبيان باللسان ‪.‬‬
‫والمعروف عرفا كالمشروط شأرطا ‪ :‬كالدينارم إذا‬ ‫‪-7‬‬
‫أطلق عينه عرف البلد ‪.‬‬
‫‪ -8‬والتعيين بالعرف كالتعيينم بالنص ‪ :‬كأوسطم الطعاما‬
‫واللباس في كفارةا اليمين ‪.‬‬

‫‪ 1‬م الشأباه والنظائر لبن نإجيم ص ‪. 37‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -9‬ول ينكر تغير الحكاما بتغير الحوال ‪ :‬كاختلفم‬
‫فتوى المجتهد ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫* القواعد الكلية ‪:‬‬

‫* القاعدةا الكلية ‪ :‬التابع تابع ‪:‬‬


‫معناها ‪ :‬التابع لشيء في الوجود تابع له في الحكم ‪.‬‬

‫القواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬


‫‪ -1‬التابع ل يفرد بحكم ‪ ،‬ول يقدما على متبوعه ‪،‬‬
‫ويسقط بسقوطه ‪ :‬كالوكالة تبطل بموت الموكل ‪.‬‬
‫وقد يثبت مع سقوطه ‪ :‬كمن ادعى خلع زوجته‬ ‫‪-2‬‬
‫فأنإكرت ‪ ،‬بانإت عليه ولم يستحق مال ‪.‬‬
‫‪ -3‬والساقط ل يعود ‪ :‬كإقرار الورثة الوصية بأكثر من‬
‫الثلث لحدهم ‪ ،‬فل يصح لهم الرجوع بعدها ‪.‬‬
‫وإذا بطل الشيء بطل ما في ضمنه ‪ :‬كبطلن‬ ‫‪-4‬‬
‫التوارث ببطلن النكاح ‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن ملك شأيئا ملك ما هو من ضروراته ‪ :‬كبيع‬
‫القفل يتضمن تمليك مفتاحه معه ‪.‬‬
‫ويثبت تبعا ما ل يثبت استقلل ‪ :‬كبيعم الناقة مع‬ ‫‪-6‬‬
‫حملها ‪ ،‬وبمعناهام ‪ :‬يغتفر في التوابع ما ل يغتفر في‬
‫غيرها ‪.‬‬
‫والحريم له ما هو حريم له ‪ :‬والحريم للشيء ‪ :‬ما‬ ‫‪-7‬‬
‫حوله من حقوقه ومرافقه ولوازمه ‪.‬‬
‫‪ -8‬والرضا بالشيء رضا بما يتولد منه ‪.‬‬
‫وللكثر حكم الكل ‪ ،‬وبمعناها ‪ :‬الترجيح بالغالب‬ ‫‪-9‬‬
‫العم ‪.‬‬
‫‪ -10‬واختلف السباب بمنزلة اختلف العيان ‪ :‬وأصلها‬
‫حديث بريرةا ‪ " :‬هو عليها صدقة ‪ ،‬وهو منها لنا هدية‬
‫"‪. 1‬‬

‫‪ 1‬م متفق عليه عن عائشة ‪ ،‬البخاري برقم ) ‪ ، ( 2578‬ومسلم برقم ) ‪. ( 1075‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -11‬والجواز الشرعي ينافي الضمان ‪ :‬كمن حفر في‬
‫ملكه بئرا ‪ ،‬فوقع فيه حيوان لغيره فمات لم يضمنه ‪.‬‬
‫‪ -12‬والخراج بالضمان ‪ :‬وأصلها حديث عن عائشة‬
‫بنصها‪ ،1‬كأجرةا المبيع مدةا الخيار على المشتري ‪،‬‬
‫لنإه يضمن تلفه ‪.‬‬
‫قال الزركشي م رحمه الله م ‪ ) :‬هو حديث صحيح ‪،‬‬
‫ومعناه ‪ :‬ما خرج من الشيء من عين ومنفعةم وغلة‬
‫فهو للمشتري عوض ما كان عليه من ضمان الملك ‪،‬‬
‫فإنإه لو تلف المبيع كان من ضمانإه ‪ ،‬فالغلة له ‪،‬‬
‫ليكون الغنم في مقابله الغرما ( ‪. 2‬‬
‫‪ -13‬وبمعناها ‪ :‬الغرما بالغنم ‪ :‬كالعين المرهونإة نإفقتها‬
‫على المنتفعم بها ‪.‬‬
‫‪ -14‬وعلى اليد ما أخذت حتى تؤديه ‪ ،‬وأصلها حديث‬
‫بنصها‪.3‬‬
‫‪ -15‬وبمعناها حديثم في السنن بلفظ ‪ " :‬الزعيمم غارما‬
‫"‪ ، 4‬أي ‪ :‬ضامن ‪.‬‬
‫‪ -16‬والفعل يضاف إلى المباشأر ل المر ‪ ،‬ما لم يكن‬
‫معذورا ‪.‬‬
‫‪ -17‬وليس لعرق ظالم حق ‪ :‬وأصلها حديثم أخرجه‬
‫البخاري معلقا عن عمرو بن عوف بنصها‪ ، 5‬ومعناهام‬
‫‪ :‬الظلم ل يكسب الظالم حقا ‪.‬‬

‫‪ 1‬م أخرجه أبو داود برقم ) ‪ ، ( 779‬والترمذي برقم ) ‪ ، ( 1285‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪،‬‬
‫والنسائي برقم ) ‪ ، ( 4502‬وابن ماجه برقم ) ‪. ( 2242‬‬

‫‪ 2‬م المنثور في القواعد للزركشي ‪. 2/119‬‬

‫‪ 3‬م أخرجه أبو داود برقم ) ‪ ، ( 3561‬والترمذي برقم ) ‪ ، ( 1266‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وابن‬
‫ماجه برقم ) ‪. ( 2400‬‬

‫‪ 4‬م أخرجه أبو داود برقم ) ‪ ، ( 3561‬والترمذي برقم ) ‪ ، ( 1266‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وابن‬
‫ماجه برقم ) ‪. ( 2400‬‬

‫‪ 5‬م أصله مخرج في البخاري برقم ) ‪ ، ( 8/144 ) ( 2166‬وأخرجه الترمذي برقم ) ‪، ( 1378‬‬
‫وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ ،‬وصححه اللبانإي بلفظه في مختصر إرواء الغليل ) ‪ ( 6/6‬برقم )‬
‫‪ ، ( 1551‬وانإظر أيضا ‪ :‬فتح الباري لبن حجر ) ‪ (5/18‬السلفية ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫* القاعدةا الكلية ‪ :‬إعمال الكلما أولى من إهماله ‪:‬‬
‫معناها ‪ :‬حمل الكلما على إفادةا معنى ما أمكن مقدما‬
‫على إلغاء إفادته وإهمال معناه ‪.‬‬

‫القواعد المتفرعة عنها ‪:‬‬


‫‪ -1‬الصل في الكلما الحقيقة ‪ ،‬فإن تعذرت يصار إلى‬
‫المجاز ‪ ،‬وإل أهمل ‪ :‬كالقرار بجناية لم تقع ‪.‬‬
‫والحقيقة ‪ :‬اللفظ المستعمل فيما اصطلح عليه‬
‫عند التخاطب ‪.‬‬
‫والمجاز ‪ :‬اللفظ المستعمل في غير ما وضع له‬
‫لقرينة ‪.‬‬
‫والبينة حقيقة متعديةم ‪ ،‬وإقرار من كان أهل حجة‬ ‫‪-2‬‬
‫قاصرةا ‪ :‬كمن أقر بدين مشترك لزمه في حق نإفسه‬
‫دون غيره ‪.‬‬
‫‪ -3‬والقرار ل يرتد بالرد ‪.‬‬
‫وذكر بعض ما ل يتجزأ كذكر كله ‪ :‬كمن طلق زوجته‬ ‫‪-4‬‬
‫نإصف طلقة حسبت عليه طلقة كاملة ‪.‬‬
‫‪ -5‬والوصف في الحاضر لغو وفي الغائب معتبر ‪.‬‬
‫‪ -6‬والسؤال معاد في الجواب ‪ :‬كمن سئل عن إقرار‬
‫فرد باليجاب لزمه حكم ما أقر به ‪.‬‬
‫‪ -7‬والتأسيس أولى من التأكيد ‪.‬‬
‫والصل حمل المطلق على إطلقه ‪ ،‬والعاما على‬ ‫‪-8‬‬
‫عمومه ‪ ،‬ما لم يرد المبين ‪.‬‬
‫‪ -9‬وإذا تعارض الدليلن قدما الجمع على الترجيح ‪ ،‬وإل‬
‫فالتوقف ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫* القاعدةا الكلية ‪ :‬المشغول ل يشغل ‪:‬‬
‫كالعين المرهونإة ل يصح جعلها وقفا ‪ ،‬وكذا العكس ‪.‬‬

‫* القاعدةا الكلية ‪ :‬اليثار في القرب مكروه وفي غيرها‬


‫محبوب ‪:‬‬
‫كإيثار المصلي غيره بالصف الول ‪.‬‬

‫* قواعد في المصالح والمفاسد ‪:‬‬


‫القاعدةا الكلية ‪ :‬درء المفاسد الراجحة مقدما على جلب‬
‫المصالح ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬إذا تعارضت المصالح فمع التفاوت يقدما‬
‫العلى أو العم ‪ ،‬ومع التساوي يخير ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬إذا تعارضت المفاسد فمع التفاوت‬
‫يرتكب الخف أو الخص ‪ ،‬ومع التساوي يخير ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬وتصرف الماما على الرعية منوط‬
‫بالمصلحة ‪ ،‬كالولي والوصي ‪.‬‬

‫قواعد في الحلل والحراما‬


‫القاعدةا الكلية ‪ :‬إذا اجتمع الحلل والحراما غلب الحراما‬
‫‪،‬وكذا المانإع والمقتضي يغلب المانإع ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬وما حرما استعمالهم حرما اتخاذه ‪ ،‬وحرما‬
‫إعطاؤه ‪ :‬كالنجاساتم ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬وتكره معاملة من أكثر ماله حراما ‪ ،‬ما لم‬
‫يعرف عينه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬تحرما مطلقا ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫قواعد في الجتهاد‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬ل عبرةا بالجتهاد في معارضة النص‬
‫المحكم ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬كل مجتهد في الحق مأجور ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬الجتهاد ل ينقض بمثله ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬ل إنإكار في مسائل الجتهاد ‪.‬‬
‫القاعدةا الكلية ‪ :‬الخروج من الخلف مستحب ‪.‬‬

‫وفيما ذكر من القواعد الفقهية الكلية كفاية ‪ ،‬وثمة‬


‫قواعد أخرى تركتا اختصارا ‪ ،‬وأما الضوابط الفقهية‬
‫فهي منثورةام في أبوابها الفقهية ‪ ،‬وحصرها يخرج عن‬
‫مقصود هذا المختصر فتطلب في مظانإها ‪.‬‬

‫والله أعلم ‪ ..‬وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم‬


‫تسليما كثيرا ‪.‬‬

‫وتم الفراغ منه بفضل الله وتوفيقه وإحسانإه‬


‫الجمعة غرةا المحرما عاما عشرين وأربعمائة وألف من‬
‫الهجرةا‬
‫وكتبه رياض بن منصور الخليفي‬

‫‪21‬‬

You might also like