Professional Documents
Culture Documents
والتوصل بها الى معرفة األحكام الشرعية معرفة دقيقة مرتكزة على الفهم
-2يساعد المجتهد على استنباط األحكام من األدلة ،وهذا بالنسبة للمجتهد .أما بالنسبة
للمقلد ففائدة هذا العلم هي الوقوف على مدارك األئمة ومستنداتهم في األحكام التي
-3أنه طريق لضبط أصول األحكام الشرعية وأدلتها ،وبعث المكلف على القيام
يعتبر عصر النبي (ص) أهم العصور الفقهية على اإلطالق ،ألن التش::ريع اإللهي تم في
هذا العصر ،والتشريع اإللهي-كما هو معلوم -اساس الفقه في جميع أدواره وعص::وره
في الماضي والحاضر والمستقبل.
-والفقه في هذا العصر هو فقه الوحي فقط ،فكانت األحكام الشرعية تتنزل على
النبي صلى اهلل عليه وسلم بلفظها ومعناها (القرآن الكريم) أو بمعناها فقط (السنة)
ويقوم النبي صلى اهلل عليه وسلم بتبليغها إلى الناس .فمصدر األحكام الشرعية هو
فأصول الفقه حقيقة صاحب الفقه والزمه منذ نشأته ،بل كان موجودا قبل نشأة الفقه ،ألنه
:وازين لآلراء ،ولكن لم تظهر الحاجة إلى تدوينه أوال ،ففي زمن
:تنباط ،وم:
قوانين لإلس:
النبي صلى اهلل عليه وسلم ما كانت هناك حاجة للكالم عن قواعد ه::ذا الع::ام فضال عن
تدوينه ،ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان هو مرجع الفتيا وبيان األحكام ،فما كان هناك
من داع لالجتهاد والفقهن وحيث ال اجتهاد ،فال مناهج لالستنباط ،والحاجة إلى قواعده.
-وكان نهجهم في االستنباط :أنهم كانوا إذا وردت عليهم الواقعة التمسوا حكمها في كتاب
:وء
اهلل ،فإن لم يجدوا الحكم فيه رجعوا إلى السنة ،فإن لم يجدوه في السنة اجتهدوا في ض:
ماعرفوا من مقاصد الشريعة وما تشير عليه نصوصها ،ولم يجدوا عسرا في االجته::اد،
وال حاجة لتدوين قواعده ،وقد ساعدهم على ذلك ما كان عندهم من ذوق فقهي اكتس::بوه
من طول صحبتهم للنبي صلى اهلل عليه وسلم ،ومالزمتهم له.
-فلذلك كانت مجموعة األحكام الفقهية في طورها الثاني مكونة من أحكام اهلل ورس::وله
وفتاوى الصحابة وأقضيتهم ومصادرها القرآن الكريم والسنة واجتهاد الصحابة.
:ابعون ،فقد
:ذلك فعل الت:
-وهكذا انقضى عصر الصحابة ولم تدون قواعد هذا العلم ،وك:
ساروا على نهج الصحابة في االستنباط ،ولم يحسوا بالحاجة إلى تدوين أصول استخراج
األحكام من أدلتها ،لقرب عهدهم من عصر النبوة ،ولتفقههم على الصحابة وأخذهم العلم
منهم.
وفي عهد تابع التابعين واألئمة المجتهدين ،اتسعت الدولة االسالمية-وج::دت ح::وادث
:المته
ووقائع كثيرة ،واختلط العجم بالعرب على نحو لم يعد بسببه اللسان العربي على س:
األولى ،وكثر اللجتهاد والمجتهدون ،وتعددت ط::رقهم في االس::تنباط ،واتسع النق::اش
:اء
:ان من أجل ذلك كله أن أحس الفقه:
:االت ،فك:
والجدل ،وكثرت االشتباهات واالحتم:
بالحاجة الى وضع قواعد وأصول وض::وابط لالجته::اد ،يرجع إليها المجته::دون عند
:
اإلختالف ،وتكون موازين للفقه وللرأي الصواب.
-وقد استمدت تلك القواعد من أساليب اللغة العربية ،ومبادئها ،ومما عرف من
مقاصد الشريعة وأسرارها ،ومراعاتها للمصالح ،وما كان عليه الصحابة من نهج
غي االستدالل ،ومن مجموع هذه القواعد والبحوث تكون علم أصول الفقه,
( -فكانت مجموعة األحكام الفقهية في طورها الثالث مكونة من أحكام اهلل ورسوله
وقد قيل :إن أول من كتب في أصول الفقه هو أبو يوسف ،صاحب أبي حنيف::ة ،ولكن لم
يصل إلينا شيء من كتبه.
:ام
:تقلة ،هو اإلم:
والشائع عن العلماء :أن أول من دون هذا العلم ،وكتب فيه بصورة مس:
محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204هجرية .فقد ألف فيه رس::الته األص::ولية
المشهورة ،وتكلم فيها عن القرآن ،وبيانه لألحكام ،وبيان السنة للقرآن ،واإلجاع والقياس،
والناسخ والمنسوخ ،واألمر والنهي ،ونحو ذلك من األبحاث األصولية.
-وبعد اإلمام الشافعي ،كتب اإلمام أحمد بن حنبل كتابا في طااعة الرسول صلى
اهلل علي وسلم ،وآخر في الناسخ والمنسوخ ،وثالثا في العلل ،ثم تتابع العلماء في