You are on page 1of 4

‫أهمية علم أصول الفقه‬

‫‪ -1‬نتعرف بواسطة قواعد األصول مدارك الفقهاء المجتهدين وطرق استنباطهم‬

‫والتوصل بها الى معرفة األحكام الشرعية معرفة دقيقة مرتكزة على الفهم‬

‫واطمان النفس‪(.‬الفائدة التاريخية)‬

‫‪ -2‬يساعد المجتهد على استنباط األحكام من األدلة‪ ،‬وهذا بالنسبة للمجتهد‪ .‬أما بالنسبة‬

‫للمقلد ففائدة هذا العلم هي الوقوف على مدارك األئمة ومستنداتهم في األحكام التي‬

‫استنبطوها‪( .‬الفائدة العلمية والعملية)‬

‫‪ -3‬أنه طريق لضبط أصول األحكام الشرعية وأدلتها‪ ،‬وبعث المكلف على القيام‬

‫‪ :‬فائدة أصول الفقه‪ :‬معرفة أحكام اهلل‬


‫بالتكاليف الدينية‪ ،‬ومن هنا قال األصوليون‪:‬‬

‫تعالى‪ ،‬وهي سبب الفوز بالسعادة الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫نشأة علم أصول الفقه‬

‫يعتبر عصر النبي (ص) أهم العصور الفقهية على اإلطالق‪ ،‬ألن التش‪::‬ريع اإللهي تم في‬
‫هذا العصر‪ ،‬والتشريع اإللهي‪-‬كما هو معلوم‪ -‬اساس الفقه في جميع أدواره وعص‪::‬وره‬
‫في الماضي والحاضر والمستقبل‪.‬‬

‫‪ -‬والفقه في هذا العصر هو فقه الوحي فقط‪ ،‬فكانت األحكام الشرعية تتنزل على‬

‫النبي صلى اهلل عليه وسلم بلفظها ومعناها (القرآن الكريم) أو بمعناها فقط (السنة)‬
‫ويقوم النبي صلى اهلل عليه وسلم بتبليغها إلى الناس‪ .‬فمصدر األحكام الشرعية هو‬

‫الوحي وال شيء غيره‪.‬‬

‫فأصول الفقه حقيقة صاحب الفقه والزمه منذ نشأته‪ ،‬بل كان موجودا قبل نشأة الفقه‪ ،‬ألنه‬
‫‪:‬وازين لآلراء‪ ،‬ولكن لم تظهر الحاجة إلى تدوينه أوال‪ ،‬ففي زمن‬
‫‪:‬تنباط‪ ،‬وم‪:‬‬
‫قوانين لإلس‪:‬‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ما كانت هناك حاجة للكالم عن قواعد ه‪::‬ذا الع‪::‬ام فضال عن‬
‫تدوينه‪ ،‬ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان هو مرجع الفتيا وبيان األحكام‪ ،‬فما كان هناك‬
‫من داع لالجتهاد والفقهن وحيث ال اجتهاد‪ ،‬فال مناهج لالستنباط‪ ،‬والحاجة إلى قواعده‪.‬‬

‫عصر الصحابة رضوان اهلل عليهم‬

‫‪:‬ان البد من مواجحتها‬


‫‪:‬داث ك‪:‬‬
‫‪:‬ائع وأح‪:‬‬
‫وبعد وفاة النبي صلى اهلل عليه وسلم ظهرت وق‪:‬‬
‫باالجتهاد واستنباط أحكامها من الكتاب أو السنة‪ ،‬إال أن فقه‪::‬اء الص‪::‬حابة لم يش‪::‬عروا‬
‫بالحاجة إلى الكالم عن قواعد االجتهاد ومسالك االستدالل واالستنباط‪ ،‬لمع‪::‬رفتهم باللغة‬
‫‪:‬رار‬
‫‪:‬اطتهم بأس‪:‬‬
‫العربية‪ ،‬وأساليبها‪ ،‬ووجوه داللة ألفاظها وعباراتها على معانيها‪ ،‬وإلح‪:‬‬
‫التشريع وحكمته‪ ،‬وعلمهم بأسباب النزول وورود السنة‪.‬‬

‫‪-‬وكان نهجهم في االستنباط‪ :‬أنهم كانوا إذا وردت عليهم الواقعة التمسوا حكمها في كتاب‬
‫‪:‬وء‬
‫اهلل‪ ،‬فإن لم يجدوا الحكم فيه رجعوا إلى السنة‪ ،‬فإن لم يجدوه في السنة اجتهدوا في ض‪:‬‬
‫ماعرفوا من مقاصد الشريعة وما تشير عليه نصوصها‪ ،‬ولم يجدوا عسرا في االجته‪::‬اد‪،‬‬
‫وال حاجة لتدوين قواعده‪ ،‬وقد ساعدهم على ذلك ما كان عندهم من ذوق فقهي اكتس‪::‬بوه‬
‫من طول صحبتهم للنبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومالزمتهم له‪.‬‬
‫‪-‬فلذلك كانت مجموعة األحكام الفقهية في طورها الثاني مكونة من أحكام اهلل ورس‪::‬وله‬
‫وفتاوى الصحابة وأقضيتهم ومصادرها القرآن الكريم والسنة واجتهاد الصحابة‪.‬‬

‫‪:‬ابعون‪ ،‬فقد‬
‫‪:‬ذلك فعل الت‪:‬‬
‫‪-‬وهكذا انقضى عصر الصحابة ولم تدون قواعد هذا العلم‪ ،‬وك‪:‬‬
‫ساروا على نهج الصحابة في االستنباط ‪ ،‬ولم يحسوا بالحاجة إلى تدوين أصول استخراج‬
‫األحكام من أدلتها‪ ،‬لقرب عهدهم من عصر النبوة‪ ،‬ولتفقههم على الصحابة وأخذهم العلم‬
‫منهم‪.‬‬

‫عصر تابع التابعين واالئمة المجتهدين‬

‫وفي عهد تابع التابعين واألئمة المجتهدين ‪ ،‬اتسعت الدولة االسالمية‪-‬وج‪::‬دت ح‪::‬وادث‬
‫‪:‬المته‬
‫ووقائع كثيرة‪ ،‬واختلط العجم بالعرب على نحو لم يعد بسببه اللسان العربي على س‪:‬‬
‫األولى‪ ،‬وكثر اللجتهاد والمجتهدون‪ ،‬وتعددت ط‪::‬رقهم في االس‪::‬تنباط‪ ،‬واتسع النق‪::‬اش‬
‫‪:‬اء‬
‫‪:‬ان من أجل ذلك كله أن أحس الفقه‪:‬‬
‫‪:‬االت‪ ،‬فك‪:‬‬
‫والجدل‪ ،‬وكثرت االشتباهات واالحتم‪:‬‬
‫بالحاجة الى وضع قواعد وأصول وض‪::‬وابط لالجته‪::‬اد‪ ،‬يرجع إليها المجته‪::‬دون عند‬
‫‪:‬‬
‫اإلختالف‪ ،‬وتكون موازين للفقه وللرأي الصواب‪.‬‬

‫‪ -‬وقد استمدت تلك القواعد من أساليب اللغة العربية‪ ،‬ومبادئها‪ ،‬ومما عرف من‬

‫مقاصد الشريعة وأسرارها‪ ،‬ومراعاتها للمصالح‪ ،‬وما كان عليه الصحابة من نهج‬

‫غي االستدالل‪ ،‬ومن مجموع هذه القواعد والبحوث تكون علم أصول الفقه‪,‬‬

‫‪( -‬فكانت مجموعة األحكام الفقهية في طورها الثالث مكونة من أحكام اهلل ورسوله‬

‫وفتاوى الصحابة وأقضيتهم وفتاوى المجتهدين واستنباطهم ومصادرها القرآن‬


‫الكريم والسنة واجتهاد الصحابة واألئمة المجتهدين‪.‬‬

‫وقد قيل‪ :‬إن أول من كتب في أصول الفقه هو أبو يوسف‪ ،‬صاحب أبي حنيف‪::‬ة‪ ،‬ولكن لم‬
‫يصل إلينا شيء من كتبه‪.‬‬

‫‪:‬ام‬
‫‪:‬تقلة‪ ،‬هو اإلم‪:‬‬
‫والشائع عن العلماء‪ :‬أن أول من دون هذا العلم‪ ،‬وكتب فيه بصورة مس‪:‬‬
‫محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة ‪ 204‬هجرية‪ .‬فقد ألف فيه رس‪::‬الته األص‪::‬ولية‬
‫المشهورة‪ ،‬وتكلم فيها عن القرآن‪ ،‬وبيانه لألحكام‪ ،‬وبيان السنة للقرآن‪ ،‬واإلجاع والقياس‪،‬‬
‫والناسخ والمنسوخ‪ ،‬واألمر والنهي‪ ،‬ونحو ذلك من األبحاث األصولية‪.‬‬

‫‪ -‬وبعد اإلمام الشافعي‪ ،‬كتب اإلمام أحمد بن حنبل كتابا في طااعة الرسول صلى‬

‫اهلل علي وسلم‪ ،‬وآخر في الناسخ والمنسوخ‪ ،‬وثالثا في العلل‪ ،‬ثم تتابع العلماء في‬

‫الكتابة‪ ،‬وأخذوا ينظمون أبحاث هذا العلم‪ ،‬ويوسعونه‪ ،‬ويزيدون عليه‪.‬‬

You might also like